Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 11

‫قضية‬ ‫‪ 20‬صفحة‬

‫‪ 50000‬ليرة‬
‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪2024‬‬
‫العدد ‪ 5099‬السنة الثامنة عشرة‬
‫‪Jeudi 4 Janvier 2024 n o 5099 18ème année‬‬

‫لبنان لم يعد‬
‫«مستشفى‬
‫الشرق األوسط»‬

‫‪14‬‬

‫المقاومة تستعد لحرب غير تقليدية‬


‫[‪ 2‬ـ ‪]3‬‬ ‫نصرالله‪ :‬سنذهب إلى النهاية بال ضوابط وسقوف‬

‫إسرائيل‬ ‫‪06‬‬
‫لعبة‬
‫وهم «تطهير»‬
‫املقاومة‬ ‫شمال غزة‪:‬‬
‫بالعدوّ‬ ‫ّ‬
‫متربصة‬

‫توسيع‬
‫الحرب‬ ‫‪08‬‬
‫ارتفاع قياسي‬
‫في رسوم الشحن‪:‬‬
‫«حارس االزدهار»‬
‫ال يحرس شيئًا‬

‫‪10‬‬
‫أكبر هجوم إرهابي‬
‫منذ عقود‪ :‬إيران‬
‫تتهم إسرائيل‬
‫بتفجير كرمان‬
‫(أ ف ب)‬
‫‪3‬‬ ‫لبنان‬
‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬ ‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬

‫لبنان‬ ‫‪2‬‬
‫طوفان األقصى‬

‫المقاومة لترميم «توازن الردع»‪ :‬الحرب المقبلة غير تقليدية‬


‫أما العبارة األهم في خطاب نصرالله‬ ‫اليوم االول‪.‬‬ ‫«جبهة النصرة»‪ ،‬بنسختها التركية‬ ‫لكن ما الذي حصل؟‬ ‫الـعــدو‪ ،‬فــي ذروة استغالله ملــا اعتبر‬ ‫يكون صريحًا الــى هــذا الحد عندما‬ ‫ابراهيم االمين‬
‫ف ـهــي «االسـ ـتـ ـع ــداد ل ـح ــرب م ــن دون‬ ‫كــل مــا سبق تمهيد ض ــروري لشرح‬ ‫في ادلب‪ ،‬لشن هجمات ضد الجيش‬ ‫عمليًا‪ ،‬يمكن فهم طبيعة املساهمات‬ ‫«جنونًا» عند قيادته‪ ،‬الــى كسر كل‬ ‫قال إن اندفاعة املقاومة الى الدخول‬
‫ضــوابــط وم ــن دون س ـقــوف»‪ .‬وهــذه‬ ‫أبـعــاد مــواقــف حاسمة مــررهــا السيد‬ ‫السوري في الشمال السوري املحتل‪،‬‬ ‫من جانب املقاومة في لبنان والعراق‬ ‫القوالب والقواعد في املقابل‪ .‬وبمجرد‬ ‫فــي ال ـحــرب فــي الـثــامــن مــن تشرين‬ ‫لم يكن السيد حسن نصرالله‪ ،‬أمس‪،‬‬
‫إشــارة الى ان الــدرس األول املستفاد‬ ‫ن ـصــرال ـلــه ف ــي كـلـمـتــه امـ ــس‪ .‬وعـنــدمــا‬ ‫مرورا بمحاولة تنشيط «مجموعات‬ ‫وحـتــى الـيـمــن‪ .‬وهــي عمليات اديــرت‬ ‫ان يرفع العدو شعار سحق املقاومة‬ ‫أي مصادفة حركت‬ ‫االول امل ــاض ــي «كـ ــان ق ــرب ــة ال ــى الـلــه‬ ‫كما كــان عليه فــي خطابه االول في‬
‫مــن حــرب غــزة‪ ،‬هــو أن على املقاومة‬ ‫هــدد ال ـعــدو‪ ،‬بــأنــه فــي حــال شــن حربا‬ ‫ارهابية» في العراق‪ ،‬واستفاقة النظام‬ ‫بـطــريـقــة ت ـحـ ّـد مــن ق ــدرة ال ـعــدو على‬ ‫فــي غ ــزة‪ ،‬يـكــون قــد فـتــح ال ـبــاب امــام‬ ‫و«النصرة»"‬ ‫«داعش»‬ ‫تعالى وإسنادا ألهلنا املظلومني في‬ ‫الـثــالــث مــن تـشــريــن الـثــانــي املــاضــي‪.‬‬
‫اإلستعداد ملواجهة من نوع مختلف‬ ‫على لبنان‪ ،‬فان املقاومة ستذهب الى‬ ‫االردن ـ ـ ـ ــي ع ـل ــى ع ـم ـل ـي ــات «ت ـه ــري ــب»‬ ‫ت ــوس ـي ــع ال ـ ـحـ ــرب ب ـم ــا ي ـن ــاس ـب ــه‪ ،‬مــا‬ ‫وقــائــع مختلفة تتعلق بــالـصــراع في‬ ‫ّ‬ ‫غزة وتخفيفًا عنهم»‪ .‬أي‪ ،‬بكالم آخر‪،‬‬ ‫خـ ـط ــاب أمـ ـ ــس كـ ـ ــان اكـ ـث ــر ص ــرام ــة‬
‫ل ـل ـق ــوة الـ ـن ــاري ــة ال ـه ــائ ـل ــة ل ـل ـع ــدو‪ .‬مــا‬ ‫الحرب حتى ابعد مدى‪ ،‬انما كان يقول‬ ‫ع ـل ــى ال ـ ـحـ ــدود مـ ــع سـ ــوريـ ــا تــوجــب‬ ‫اس ـت ــدع ــى ت ــدخ ــا ام ـي ــرك ـي ــا ف ــوري ــا‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫في سوريا وتدخل‬ ‫كــان يمكن لحزب الله ان ال ينخرط‬ ‫وحسمًا حيال الخيارات التي يمكن‬
‫يـعـنــي‪ ،‬ان ح ــرب غـ ــزة‪ ،‬أخـ ــذت معها‬ ‫للعدو صراحة وبــوضــوح‪ :‬ان املقاومة‬ ‫تدخل قواته مباشرة في العمل على‬ ‫وكبيرا في املنطقة‪ ،‬وفي ادارة الحرب‬ ‫عمليًا‪ ،‬ما حصل هو ان العدو الذي‬ ‫االردن في سوريا‬ ‫في الحرب بالشكل الذي انخرط فيه‪،‬‬ ‫للمقاومة في لبنان ان تلجأ اليها في‬
‫كــل الـتـصــورات الـتــي كــانــت مــوجــودة‬ ‫فــي لـبـنــان ال تقبل بـقــواعــد االشـتـبــاك‬ ‫االرض ضدها‪ ...‬وصوال الى الجريمة‬ ‫نفسها‪ .‬وأراد االميركيون من خالل‬ ‫حــاول االسـتـفــراد بـغــزة‪ ،‬كــان يعرف‬ ‫والتخريب في ايران؟‬ ‫على قاعدة ان متطلبات الدعم الذي‬ ‫مواجهة الحرب املفتوحة التي تشنها‬
‫س ــاب ـق ــا‪ .‬وان ع ـلــى الـ ـع ــدو ف ــي حــال‬ ‫الجديدة‪ ،‬وان عملية اغتيال العاروري‬ ‫البشعة التي ارتكبت امس في مسقط‬ ‫تغطية ال ـعــدو سـيــاسـيــا‪ ،‬ومـ ـ ّـده بكل‬ ‫ان لها حلفاء فــي املنطقة واالقـلـيــم‪،‬‬ ‫تــريــده غ ــزة لــم يـكــن يـفـتــرض حكمًا‬ ‫الـ ــواليـ ــات امل ـت ـح ــدة واس ــرائـ ـي ــل ضد‬
‫«أخـطــأ التقدير» ان يستعد لطريقة‬ ‫يعيد االعتبار الى الردع‬ ‫فـلـسـطــن ول ـب ـنــان وس ــوري ــا والـيـمــن‬
‫تستوجب ردا َ‬ ‫رأس الـشـهـيــد قــاســم سليماني في‬ ‫ادوات ال ـق ـت ــل‪ ،‬وح ـض ــور اســاط ـي ـلــه‪،‬‬ ‫س ـي ـع ـم ـل ــون عـ ـل ــى نـ ـص ــرتـ ـه ــا ب ـكــل‬ ‫هــذا الشكل مــن االسـنــاد العسكري‪.‬‬
‫وال ـ ـعـ ــراق وص ـ ــوال الـ ــى اي ـ ـ ــران‪ .‬ومــن‬
‫مـخـتـلـفــة ف ــي اس ـت ـخ ــدام حـ ــزب الـلــه‬ ‫ال ــذي ك ــان قــائـمــا‪ ،‬وان املـقــاومــة تتجه‬ ‫ايــران‪ ،‬والتي اتهم رئيسها اسرائيل‬ ‫ت ــوج ـي ــه رس ــال ــة «ردع» ف ــي س ـيــاق‬ ‫ال ــوس ــائ ــل‪ .‬وكـ ــان يـعـلــم ان االطـ ــراف‬ ‫وهــو كــام يختصر النقاشات التي‬
‫ً‬ ‫دون الدخول في شروحات حول ما‬
‫ل ـقــوتــه ال ـن ــاري ــة ت ـج ــاه ع ـمــق ال ـك ـيــان‪،‬‬ ‫لتنفيذ هــذا الــرد عاجال او آجــا‪ ،‬وفي‬ ‫بالوقوف خلفها‪.‬‬ ‫خطة «ت ــرك غــزة وحــدهــا»‪ ،‬وهــو أمر‬ ‫الفاعلة في محور املقاومة ستبادر‬ ‫جرت داخل قيادة حزب الله أوال‪ ،‬كما‬
‫واملعادلة عندها لن تكون على شكل‬ ‫حال عمد العدو الى التصرف بحماقة‬ ‫مـ ــا حـ ـص ــل ع ـم ـل ـي ــا هـ ــو ان ق ــواع ــد‬ ‫لــم يـحـصــل‪ ،‬مــا دف ــع بــالـعــدو‪ ،‬عمليًا‪،‬‬ ‫الى اعــادة تموضع جديدة‪ ،‬وصياغة‬ ‫يعكس نتيجة نقاش جرى بني السيد‬ ‫اختلف مــن وقــائــع بــن الخطابني‪ ،‬اال‬
‫ً‬ ‫ان املشهد االجـمــالــي صــار واضحًا‬
‫م ـب ـن ــى م ـق ــاب ــل م ـب ـن ــى بـ ــل س ـت ـكــون‬ ‫كرد على رد املقاومة‪ ،‬يكون قد اقحم‬ ‫االشتباك التي كان معموال بها قبل ‪7‬‬ ‫ال ــى ات ـخــاذ ق ــرار غـيــر ع ــادي بكسر‬ ‫س ـي ــاس ــات ج ــدي ــدة‪ ،‬وهـ ــو م ــا اســس‬ ‫لــم يقدموا للمقاومة فــي غــزة سوى‬ ‫ن ـصــرال ـلــه وال ـش ـه ـيــد ال ـش ـيــخ صــالــح‬
‫عشرات االف القتلى في كيان العدو‬ ‫ن ـف ـســه ف ــي دائ ـ ـ ــرة الـ ـح ــرب ال ــواس ـع ــة‪،‬‬ ‫تشرين االول سقطت‪ .‬ويحاول العدو‬ ‫قــواعــد االشـتـبــاك فــي ســاحــات عــدة‪.‬‬ ‫ل ـحــركــة ك ــل اط ـ ــراف امل ـح ــور الح ـقــا‪،‬‬ ‫الكالم‪ ،‬مقابل اكثر من ‪ 130‬شهيدًا‬ ‫ال ـعــاروري‪ ،‬فــي حضور االمــن العام‬ ‫بصورة كبيرة‪ .‬ورغم ان قائد حزب‬
‫(أ ف ب)‬ ‫مقابل آالف القتلى في لبنان‪ ،‬حيث‬ ‫وعندها‪ ،‬لن تكون هناك ضوابط وال ما‬ ‫تكريس قــواعــد جــديــدة‪ ،‬ويفعل ذلك‬ ‫لكن‪ ،‬سبقت هذه السياسة ورافقتها‬ ‫من فتح لبنان جبهته الجنوبية‪ ،‬الى‬ ‫قــدمـهــم ح ــزب الـلــه حـتــى ال ـيــوم‪ .‬ومــع‬ ‫للجهاد االسالمي زياد نخالة‪.‬‬ ‫الله ركز أمس على النتائج االيجابية‬
‫يـتــوجــب عـلــى كــل صــاحــب عـقــل‪ ،‬ان‬ ‫يحزنون‪ ،‬سواء كان العدوان على غزة‬ ‫بــاملـيــدان‪ ،‬ال بالسياسة‪ ،‬منطلقا من‬ ‫وتلتها مجموعة مــن االح ــداث يجب‬ ‫ان ـخ ــراط مـجـمــوعــات عــراقـيــة وحتى‬ ‫ذل ــك‪ ،‬فــان البحث ال ــذي لــم يـخــرج الى‬ ‫كلنا يذكر طبيعة النقاش «الكيدي»‬ ‫لعملية «ط ــوف ــان األق ـص ــى» املـجـيــدة‬
‫تشييع الشهيدين حمود وشاهين‬ ‫يـفـكــر ب ــأن اسـلـحــة امل ـقــاومــة ف ــي اي‬
‫حرب مقبلة‪ ،‬لن تكون على االطالق‪،‬‬
‫قــد تــوقــف‪ ،‬او فــي طريقه الــى التوقف‪،‬‬
‫الن املقاومة في لبنان‪ ،‬ودورها املتصل‬
‫قراءة لديه‪ ،‬ويبدو انها موجودة ايضا‬
‫لدى حلفائه االميركيني واالوروبيني‬
‫النظر اليها بعناية‪ .‬اذ استعاد تنظيم‬
‫«داع ـ ـ ـ ــش» ح ـي ــوي ـت ــه ف ـ ـجـ ــأة‪ ،‬وت ــول ــى‬
‫سورية في ضرب العدو‪ ،‬وصوال الى‬
‫مــا ق ــام بــه «ان ـصــار ال ـلــه» فــي اليمن‪.‬‬
‫العلن من يومها‪ ،‬يتعلق بالواقع الذي‬
‫فــرضـتــه عـمـلـيــة «ط ــوف ــان األق ـصــى»‬
‫الـ ــذي سـبــق خ ـطــاب نـصــرالـلــه االول‬
‫وراف ـق ــه وتـ ــاه‪ .‬واذا وضـعـنــا جانبًا‬
‫ال ـت ــي نـفــذتـهــا ح ــركــة ح ـم ــاس ف ــي ‪7‬‬
‫اكتوبر املاضي‪ ،‬إال أنه لم يخف وجود‬
‫أسلحة تقليدية‪ ...‬وهو كالم ال يمكن‬ ‫بما يجري في ساحات سوريا والعراق‬ ‫وحتى بعض العرب واللبنانيني‪ ،‬تقوم‬ ‫قيادة هجمات مباشرة ضد الجيش‬ ‫وكانت كل هذا الوقائع تشير الى ان‬ ‫على كل الالعبني من دون استثناء‪.‬‬ ‫أهالي قطاع غزة الذين يحق لهم قول‬ ‫احتماالت جدية النزالق االمور على‬
‫آمال خليل‬ ‫ان يكون على ذوق االحتالل‪ ...‬فوجب‬ ‫والـيـمــن وص ــوال ال ــى ايـ ــران‪ ،‬لــديـهــا ما‬ ‫على أن املقاومة مردوعة‪ ،‬واال لكانت‬ ‫السوري وحلفائه في البادية السورية‪.‬‬ ‫العدو في صدد «حصد ما أمكن من‬ ‫وه ـ ــي ع ـم ـل ـيــة كـ ـس ــرت ك ــل ال ـق ــوال ــب‬ ‫أي شــيء‪ ،‬واملطالبة بكل شــيء‪ ،‬فان‬ ‫الجبهة مع لبنان نحو حرب واسعة‪.‬‬
‫َ‬
‫شهيديها‪ :‬أحمد حمود في مخيم البرج الشمالي‬ ‫شيعت حركة «حماس» أمس‬ ‫ّ‬ ‫التحذير!‬ ‫تقوله في نهاية النقاش‪،‬‬ ‫دخلت الحرب من الباب الواسع‪ ،‬ومنذ‬ ‫كما برزت «الحمية» لدى مقاتلني من‬ ‫األهداف» خالل هذه الحرب‪.‬‬ ‫وال ـق ــواع ــد‪ .‬وكـ ــان مـتــوقـعــا ان يلجأ‬ ‫ك ــل «امل ــزاي ــدي ــن» م ــن خـ ــارج الـقـطــاع‬ ‫ل ــم ي ـكــن ن ـصــرال ـلــه م ـض ـط ـرًا إل ــى أن‬
‫شرقي صور‪ ،‬ومحمود شاهني في بلدة تعلبايا البقاعية‪ .‬حمود‪ ،‬الشاب الهادئ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الوالد َألربعة أطفال‪ ،‬لم يكن معروفًا عن طبيعة عمله سوى أنه في «حماس»‪،‬‬
‫كشقيقيه بسام وسامي‪ .‬بعد انتشار نبأ استشهاده‪ ،‬فوجئ كثيرون بانتمائه‬

‫نصر الله‪ :‬ال نخشى الحرب ولن تبقى حسـاباتنا مضبوطة‬


‫إلى «كتائب القسام»‪ ،‬وقربه من قادة الصف األول في املقاومة‪ .‬وقد ّ‬
‫عبر‬
‫شقيقه بسام لـ«األخبار» عن افتخاره بشهادة شقيقه األصغر الذي ّ‬
‫«ربيته‬
‫يدي‪ ،‬قبل أن يلبسني وسام الوقار والشرف»‪ .‬في شوارع املخيم‪ ،‬سار آالف‬ ‫على ّ‬
‫املشيعني وراء النعش‪ ،‬تقدمهم ممثل الحركة في لبنان أحمد عبد الهادي‪،‬‬
‫الذي قال لـ«األخبار» إن «قافلة شهداء املقاومة ستستمر‪ ،‬والعدو اإلسرائيلي‬
‫سيدفع الثمن غاليًا»‪.‬‬ ‫اإلع ـ ـ ـ ــام أم ـ ـ ــام خـ ـط ــاب نـ ـص ــر الـ ـل ــه‪،‬‬ ‫ال ــدولـ ـي ــة وامل ـج ـت ـم ــع الـ ــدولـ ــي لـيــس‬ ‫وم ــا ي ـجــري ف ــي ك ــل م ـح ــاور الـقـتــال‬ ‫نذهب بالحرب إلــى األخير من دون‬ ‫فــي الجبهة مــع فلسطني بحسابات‬ ‫وبعبارات مقتضبة وبنبرة هادئة‪،‬‬
‫َ‬
‫كـ ـ ـ ــان لـ ـبـ ـن ــان كـ ـم ــا ك ـ ـيـ ــان االح ـ ـتـ ــال‬
‫شيع أبناء البلدة والحركة والجماعة اإلسالمية الشهيد محمود‬ ‫وفي تعلبايا‪ّ ،‬‬
‫فـ ــي م ـ ـ ـ ــوازاة ت ـظ ـه ـي ــره ــا مـ ــا سـ ّـم ـتــه‬ ‫ق ــادرًا عـلــى حـمــايــة أي شـعــب‪ ،‬وهــذا‬ ‫ان ـعــدام ثقة شعب الـكـيــان بالجيش‬ ‫ضوابط»‪.‬‬ ‫مضبوطة‪ ،‬وإذا فكر العدو بأن يشن‬ ‫حسم نصر الله موقف املقاومة من‬ ‫وال ـك ـث ـيــر م ــن ال ـق ــوى ال ـخــارج ـيــة في‬
‫شاهني‪ ،‬الوالد ألربعة أطفال أيضًا‪ .‬انتمى شاهني في صغره كسائر أفراد عائلته‬ ‫ً‬
‫«ذروة الـ ـجـ ـه ــوزي ــة» ل ـ ــدى ال ـج ـيــش‬ ‫ع ـب ــرة ل ـن ــا ج ـم ـي ـع ــا»‪ .‬ول ـف ــت الـسـيــد‬ ‫واألج ـ ـ ـ ـهـ ـ ـ ــزة األم ـ ـن ـ ـي ـ ــة والـ ـ ـقـ ـ ـي ـ ــادات‬ ‫كلمة نصر الـلــه‪ ،‬الـتــي ألـقــاهــا خالل‬ ‫حــربــا عـلــى ل ـب ـنــان‪ ،‬حـيـنـهــا سيكون‬ ‫الجريمة قائال‪« :‬هــذه جريمة كبيرة‬ ‫انـتـظــار خـطــاب األم ــن ال ـعــام لحزب‬
‫إلى الجماعة‪ .‬ومنذ تسع سنوات‪ ،‬انتقل من صفوفها إلى «حماس»‪ ،‬وصار ضمن‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫اإلس ــرائـ ـيـ ـل ــي ف ــي الـ ـشـ ـم ــال‪ ،‬ون ـق ـلــت‬ ‫ن ـصــر ال ـل ــه إل ــى ت ـجــربــة غ ــزة ق ــائ ــا‪:‬‬ ‫السياسية»‪.‬‬ ‫احتفال أقامه حزب الله في الذكرى‬ ‫قتالنا بال حدود وبال ضوابط وبال‬ ‫وخطيرة وال يمكن السكوت عليها‪،‬‬ ‫الله السيد حسن نصر الله ملعرفة ما‬
‫عديد مرافقي نائب رئيس مكتبها السياسي الشهيد صالح العاروري‪.‬‬ ‫عــن مـصــادر عسكرية أن الجهوزية‬ ‫«هذه التجربة تقول إن كنت ضعيفًا‬ ‫واعتبر أيضًا أن «من نتائج الحرب‬
‫ّ‬ ‫نصر الله أكد أن الحرب‬ ‫ال ــراب ـع ــة الس ـت ـش ـهــاد الـ ـح ــاج قــاســم‬ ‫س ـق ــوف‪ ،‬وم ــن يـفـكــر بــال ـحــرب معنا‬ ‫رد أو عقاب‪ ،‬وبيننا‬ ‫ولن تبقى دون ّ‬ ‫سيغير مـســار الـحــرب نحو‬ ‫ّ‬ ‫إذا كــان‬
‫ّ‬
‫َّ‬
‫القساميني عزام األقرع‬ ‫وتشيع الحركة اليوم الشهداء‪ :‬العاروري والقائدين‬ ‫ّ‬ ‫وفسرت‬ ‫«للرد على حزب الله»‪ّ ،‬‬ ‫هي‬ ‫ال يـ ـعـ ـت ــرف بـ ــك الـ ـع ــال ــم وال ي ــداف ــع‬ ‫أي مــن األهــداف‪،‬‬ ‫الفشل فــي تحقيق ّ‬ ‫على لبنان منعتها‬ ‫س ـل ـي ـمــانــي وأب ـ ــو م ـه ــدي امل ـه ـنــدس‪،‬‬ ‫سيندم وستكون مكلفة جدًا»‪ .‬وقال‪:‬‬ ‫وبـيـنـكــم امل ـي ــدان واأليـ ــام والـلـيــالــي»‪.‬‬
‫وقد ّ‬
‫تصعيد أكبر‪ ،‬وذلك ربطًا بالجريمة‬
‫ال ـتــي ارتـكـبـهــا ال ـع ـ ّ‬
‫زيارة رئيس األركان هرتسي هليفي‬ ‫عنك وال يبكي عليك‪ .‬الــذي يحميك‬ ‫فاألميركي عندما يقول لإلسرائيلي‬ ‫أرادهـ ـ ـ ـ ــا م ـن ــاس ـب ــة لـ ـلـ ـق ــول ص ــراح ــة‬ ‫«ح ـت ــى اآلن‪ ،‬ن ـحــن ن ـح ـســب حـ ُسـ ّـابــا‬ ‫تعمد نصر الله توجيه سلسلة‬ ‫ـدو أول م ــن أمــس‬
‫ومحمد الريس من «مسجد اإلمــام علي» في الطريق الجديدة إلى «مقبرة‬
‫ّ‬ ‫لـلـمـنـطـقــة ال ـش ـمــال ـيــة وتـصــريـحــاتــه‬ ‫ه ــو ق ــوت ــك وش ـج ــاع ـت ــك وق ـب ـضــاتــك‬ ‫أن يـنـسـحــب م ــن املـ ــدن ألنـ ــه يـخــاف‬
‫مسارعة المقاومة‬ ‫ـدو ب ـ ــأن «املـ ـق ــاوم ــة ل ــن تـسـكــت‬ ‫لـ ـلـ ـع ـ ّ‬ ‫للمصالح اللبنانية‪ ،‬لكن إذا شنت‬ ‫من الرسائل باتجاهات مختلفة‪ ،‬ولم‬ ‫بــاغـتـيــال الـشـيــخ صــالــح ال ـع ــاروري‪،‬‬
‫ويشيع غدًا الشهيد محمد بشاشة في‬ ‫الشهداء» في مخيم شاتيال في بيروت‪.‬‬ ‫إلى فتح الجبهة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫بـ ـ ـ ــأن «ال ـ ـج ـ ـيـ ــش اإلس ـ ــرائـ ـ ـيـ ـ ـل ـ ــي فــي‬ ‫وس ــاح ــك وص ــواري ـخ ــك وح ـضــورك‬ ‫ع ـل ـي ــه‪ ،‬ف ـي ـم ــا مـ ــن امل ـم ـك ــن أن ت ـكــون‬ ‫ع ــن ه ــذه ال ـج ــري ـم ــة‪ ،‬وأن ال ـح ــزب ال‬ ‫الـ ـح ــرب ع ـل ــى ل ـب ـن ــان فـ ـ ــإن مـقـتـضــى‬ ‫العدو‪ ،‬لكنه لفت‬ ‫يقصرها على قيادة‬ ‫نائب رئيس املكتب السياسي لحركة‬
‫مدينة صيدا والشهيد سمير فندي في مخيم الرشيدية جنوبي صور‪.‬‬ ‫ج ـه ــوزي ــة ق ـص ــوى ع ـل ــى ال ـ ـحـ ــدود»‪،‬‬ ‫فــي امل ـي ــدان‪ .‬ف ــإن كـنــت قــويــا تـفــرض‬ ‫رغبة املقاومة بقاء الصهاينة للنيل‬ ‫ّ‬
‫مشددًا‬ ‫يخاف الذهاب الى الحرب»‪،‬‬ ‫املـ ـص ــال ــح ال ـل ـب ـن ــان ـي ــة ال ــوطـ ـنـ ـي ــة أن‬ ‫قادة االحتالل الى أن املقاومة «تقاتل‬ ‫«حماس» في الضاحية الجنوبية‪.‬‬
‫ّ‬
‫بــأن ـهــا «رس ــال ــة واض ـح ــة ال ــى حــزب‬ ‫احترامك على العالم‪ ،‬وهناك مشهد‬ ‫منهم»‪ ،‬وأن «طوفان األقصى من أهم‬ ‫م ــرة أخ ــرى عـلــى جـهــوزيــة املـقــاومــة‬
‫الله»‪.‬‬ ‫قوة في غزة‪ ،‬رغم املظلومية الهائلة‪،‬‬ ‫نتائجه أنه دمر الصورة األميركية‬ ‫ّ‬ ‫واسـ ـتـ ـع ــداده ــا ل ـل ــذه ــاب الـ ــى ح ــرب‬
‫وف ــي تـحـلـيــل ال ـخ ـط ــاب‪ ،‬رأت إذاع ــة‬ ‫ومـ ـ ــا جـ ـ ــرى وضـ ـ ــع إسـ ــرائ ـ ـيـ ــل ع ـلــى‬ ‫وقدمها بأبشع‬ ‫التي تم الترويج لها ّ‬ ‫شــام ـلــة ف ــي ح ــال اق ـت ـضــت مصلحة‬

‫هل جرى القصف بطيران حربي أم ّ‬


‫«كـ ـ ــان» أن ك ـل ـمــة ن ـصــر ال ـل ــه حـمـلــت‬ ‫طريق الزوال الذي سنشهده جميعًا‬ ‫حقائقها‪ ،‬ألن أميركا هي اليوم من‬ ‫«خـ ــال ث ــاث ــة أش ـه ــر ال ي ــوج ــد أحــد‬
‫ف ــي ال ـك ـيــان الـصـهـيــونــي ي ـ ّـدع ــي أنــه‬
‫ل ـب ـن ــان ذلـ ـ ــك‪ .‬ك ـم ــا ّ‬
‫وجـ ـ ــه ن ـص ــر ال ـلــه‬ ‫ّ‬
‫مسير؟‬
‫رس ــالـ ـت ــن الـ ـ ــى إسـ ــرائ ـ ـيـ ــل‪ ،‬األولـ ـ ــى‬
‫بــال ـتــأك ـيــد ع ـل ــى ح ـت ـم ـيــة ال ـ ــرد عـلــى‬
‫ولــن يستطيع أن يحميها أحــد‪ ،‬أما‬
‫العروش العربية فلتحفظ نفسها»‪.‬‬
‫يقتل فــي غ ــزة وتـمـنــع وق ــف الـحــرب‬
‫على غــزة‪ ،‬وما حصل في غزة أثبت‬ ‫أمــام صــورة نصر حتى اآلن»‪ ،‬الفتًا‬
‫ّ‬
‫رســالــة ال ــى الـجـهــات الــدول ـيــة وإلــى‬
‫الذين ينشرون مقاربات تساهم في‬ ‫المقاومة تكثف الضربات‬
‫التحقيق يبحث عن الخرق األمني‬ ‫اغ ـت ـي ــال الـ ـ ـع ـ ــاروري‪ ،‬وال ـث ــان ـي ــة هــي‬
‫«ت ـح ــذي ــر إس ــرائـ ـي ــل أنـ ــه إذا ذه ـبــت‬
‫رد مـعـتـ ّـد بــه‪ ،‬بـعــد ّ‬ ‫الــى ّ‬
‫فـ ـ ــي تـ ـ ــل أب ـ ـ ـيـ ـ ــب‪ ،‬تـ ــوق ـ ـفـ ــت وسـ ــائـ ــل‬ ‫أن الـ ـنـ ـظ ــام ال ـ ــدول ـ ــي وامل ــؤسـ ـس ــات‬ ‫إلــى أن «مــن نتائج طــوفــان األقصى‬ ‫تـقـلـيــص مـنـســوب الـخـشـيــة والـقـلــق‬
‫ل ــدى اإلســرائ ـي ـل ـيــن ب ــأن ح ــزب الـلــه‬ ‫بصواريخ البركان‬
‫رده‪ ،‬فيمكن‬ ‫سيبقى مضبوطًا‪.‬‬
‫لم تحسم التحقيقات األمنية والعسكرية في عملية اغتيال نائب رئيس املكتب السياسي‬ ‫ّ‬ ‫(هيثم الموسوي)‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫أن يتسبب ذلك بحرب كبيرة‪ ،‬تدفع‬ ‫وشدد نصر الله على أهمية نتائج‬ ‫بعلبك البقاعية‪ ،‬وعباس حسن جمول «جــواد كربال»‬ ‫ش ـه ــدت ال ـج ـب ـهــة ال ـج ـنــوب ـيــة أم ــس األربـ ـع ــاء‪ ،‬عـ ــددًا مــن‬
‫لحركة «حـمــاس»‪ ،‬صالح ال ـعــاروري‪ ،‬ما إذا كــان االستهداف قد نفذته طائرة حربية‬ ‫خاللها إسرائيل ثمنًا باهظًا»‪.‬‬ ‫العمليات الـتــي بــدأت فــي ‪ 8‬تشرين‬ ‫من بلدة دير الزهراني الجنوبية‪ ،‬وعباس حسني ظاهر‬ ‫عـمـلـيــات نــوعـيــة نـفــذهــا ح ــزب ال ـلــه ضــد مــواقــع ال ـعـ ّ‬
‫ـدو‬
‫إسرائيلية‪ ،‬أو عبر ّ‬
‫مسيرة‪ ،‬نظرًا الى كون املتعاملني مع التحقيقات ليسوا جهة واحدة‪.‬‬ ‫ً‬
‫وي ـب ــدو أن ال ـتــوق ـعــات اإلســرائـيـلـيــة‬ ‫األول امل ــاض ــي ع ـلــى ل ـب ـن ــان‪ ،‬ق ــائ ــا‪:‬‬ ‫«مـخـتــار» مــن بـلــدة كـفــررمــان الجنوبية‪ ،‬وحـســن علي‬ ‫وتـجـمـعــاتــه وثـكـنــاتــه‪ .‬وك ــان الف ـتــا اس ـت ـخــدام املـقــاومــة‬
‫وقــد ّ‬
‫تبي للجهات املعنية‪ ،‬أنــه قبل حصول العملية‪ ،‬رصــدت ال ــرادارات وجــود طيران‬ ‫وتـ ــركـ ــزهـ ــا عـ ـل ــى ع ـم ـل ـي ــة االغـ ـتـ ـي ــال‬ ‫«استنفر اإلسرائيلي بكل أسلحته‬ ‫دقيق «سراج» من بلدة مركبا الجنوبية‪ ،‬ومحمد أكرم‬
‫ّ‬ ‫ص ــواري ــخ «ب ــرك ــان» ف ــي ع ــدة ع ـم ـل ـيــات‪ .‬وف ــي سلسلة‬
‫حربي فوق البحر وطيران مسير فوق بيروت والضاحية‪ .‬إضافة الى أن الصواريخ‬ ‫مـنـعــت تـتـ ّـبــع املـقـصــود مــن اإلش ــارة‬ ‫وعـتــاده‪ ،‬وهــذه مــن بــركــات مسارعة‬
‫تبي أن عــدة صــواريــخ أطلقت‪،‬‬‫التي استخدمت جعلت النقاش يتعمق أكـثــر‪ ،‬بعدما ّ‬ ‫الى «الحرب الكبرى» كما وردت في‬ ‫املقاومة في لبنان الى فتح الجبهة»‪.‬‬ ‫حمد «مهتدي» من بلدة النبطية التحتا الجنوبية‪.‬‬ ‫بيانات متالحقة‪ ،‬أعلنت املقاومة اإلسالمية استهداف‬
‫وأن اثنني منها‪ ،‬على األقل‪ ،‬نجحا في اختراق سقفني قبل الوصول الى الغرفة‪ ،‬حيث‬ ‫الكلمة‪ ،‬األمــر الــذي يؤكد مــن جديد‬ ‫وأض ــاف «اعـتـبــر اإلســرائـيـلــي أن ما‬ ‫وف ـي ـمــا ان ـش ـغــل اإلعـ ــام ال ـع ـ ّبــري ب ـتــداع ـيــات مـحـتـمـلــة‬ ‫ثكنة زرعـيــت ومــوقــع جــل الـعــام بـصــواريــخ «بــركــان»‪،‬‬
‫الغتيال صالح العاروري‪ ،‬علقت قناة ‪ 12‬العبرية على‬ ‫تجمعات ‏لجنود العدو اإلسرائيلي في محيط‬ ‫وكذلك ّ‬
‫كان الشهداء‪ .‬وقالت مصادر معنية إنه ظهر في سطح املبنى ‪ 3‬فتحات‪ ،‬وإن نوعية‬ ‫أن التأثر العبري بالنماذج املقولبة‬ ‫جــرى فــي غــزة قــد يرعب اللبنانيني‬
‫الصواريخ‪ ،‬هي من النوع ذات الحجم الصغير‪ ،‬لكنها تحمل رأسًا تفجيريًا يحوي مواد‬ ‫مسبقًا لتفسير مــا يـحــدث وتقدير‬ ‫وكانوا يفكرون جديًا بالقضاء على‬ ‫األض ــرار الـنــاجـمــة عــن هـجـمــات ح ــزب ال ـلــه‪ ،‬بكشفها‬ ‫موقع املالكية‪ ،‬ومحيط ثكنة زبدين في مــزارع شبعا‪،‬‬
‫شديدة االنفجار‪ ،‬وليست من النوع الذي يستخدم لهدم املبنى بل لقتل املوجودين فيه‪.‬‬ ‫اآلتي ما زال على حاله‪.‬‬ ‫ح ــزب ال ـلــه بــاعـتـبــارهــا فــرصــة‪ ،‬لكن‬ ‫ع ــن إص ــاب ــة ال ـب ـن ـيــة ال ـت ـح ـت ـيــة ل ـل ـك ـهــربــاء ف ــي الـجـلـيــل‬ ‫وف ــي مــوقــع بـيــاض بـلـيــدا‪ ،‬وق ــد أوق ـعــت فـيـهــا إصــابــات‬
‫يشار الى أن الشقة املستهدفة هي مكتب قديم لحركة «حماس»‪ ،‬وهو أمر معروف في‬ ‫وقال الرئيس السابق ملجلس األمن‬ ‫هذه الحرب على لبنان منعها أمران‪.‬‬ ‫األعلى قرب املالكية بعد تعرضها لقصف صاروخي‬ ‫مباشرة‪ .‬كما قصفت املقاومة تجمعات ‏لجنود العدو‬
‫املنطقة ولدى األجهزة األمنية وحزب الله وإسرائيل‪ .‬وهي من بني الشقق التي رصدها‬ ‫ال ـقــومــي‪ ،‬ال ـل ــواء يـعـقــوب عـمـيــدرور‪،‬‬ ‫األمـ ــر األول م ـســارعــة امل ـق ــاوم ــة الــى‬ ‫من لبنان‪ .‬ونقلت صحيفة «يديعوت أحــرونــوت» عن‬ ‫اإلســرائـيـلــي فــي محيط مــوقــع روي ـســات الـعـلــم بأربعة‬
‫عمالء ألقي القبض عليهم خــال السنوات املاضية‪ .‬وقــد أخلتها حركة حماس بعد‬ ‫إن «نـ ـص ــر الـ ـل ــه مـ ــن ج ـه ــة ال يــريــد‬ ‫فـتــح الـجـبـهــة‪ ،‬مــا أف ـقــد اإلســرائـيـلــي‬
‫االنـ ـ ـج ـ ــرار إل ـ ــى الـ ـ ـح ـ ــرب‪ ،‬وكـ ــذلـ ــك ال‬ ‫عنصر املفاجأة‪ ،‬واألمــر الثاني قوة‬
‫رئ ـيــس بـلــديــة «ك ــري ــات ش ـمــونــه» قــو لــه» أن ــا واث ــق بــأن‬ ‫ص ــواري ــخ «ب ــرك ــان»‪ ،‬وم ـح ـيــط ثـكـنــة دوف ـي ــف بــدفـعــات‬
‫عملية طوفان األقصى‪ ،‬وكانت املرة األولى التي تستخدم فيها أول من أمس‪ ،‬حيث كان‬ ‫سيرد على عملية اغتيال صالح العاروري‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫حزب الله‬ ‫ص ــاروخ ـي ــة ك ـب ـي ــرة‪.‬‏وت ـل ـقــى م ـح ـيــط م ــوق ــع روي ـس ــات‬
‫االجتماع الذي حضره العاروري‪ ،‬وقد عاد الى بيروت قبل بضعة أيام‪ ،‬بعد سفر ّ‬
‫امتد‬ ‫يريد أن يمنحنا الذريعة للقتال في‬ ‫امل ـق ــاوم ــة وش ـجــاع ـت ـهــا وج ــرأت ـه ــا»‪،‬‬
‫ّ‬
‫يتعي‬ ‫لبنان‪ ،‬لكنه من ناحية أخرى‬ ‫معتبرًا أن أهم رسالة للمقاومة في‬ ‫وأدع ــو مــن بـقــي فــي كــريــات شـمــونــه ل ـل ـم ـغــادرة»‪ .‬في‬ ‫العلم في مزارع شبعا أربعة صواريخ بركان‪ ،‬والحقًا‪،‬‬
‫لعدة أسابيع أمضاها بني قطر وتركيا‪ .‬وقد حرصت حكومة أنقرة على نفي ما ّ‬
‫تسرب‬
‫في كيان ّ‬ ‫عليه أن يفعل شيئًا»‪ ،‬منتقدًا أصل‬ ‫لبنان في ‪ 8‬و‪ 9‬تشرين أنها مقاومة‬ ‫ح ــن زار رئ ـي ــس أركـ ـ ــان الـ ـع ــدو ه ـيــرت ـســي هــال ـي ـفــي‪،‬‬ ‫فر منها‬ ‫استهدف ‌‏املقاومون حامية ‏ثكنة ‏برانيت التي ّ‬
‫العدو من أنها طلبت منه مغادرة أراضيها‪ ،‬حيث تقيم عائلته‪ ،‬الى بيروت‪.‬‬
‫بعد االنفجار‪ ،‬فرض الحزب طوقًا أمنيًا كبيرًا قبل وصــول مخابرات الجيش‪ .‬وتبيّ‬ ‫قرار اغتيال العاروري في الضاحية‬ ‫ش ـجــاعــة وق ــوي ــة ول ـي ـســت م ــردوع ــة‬ ‫أمــس‪ ،‬القيادة الشمالية وأجــرى تقييمًا للوضع فيها‬ ‫العدو اإلسرائيلي باألسلحة الصاروخية‪.‬‏‏ وشن العدو‬
‫الجنوبية لبيروت‪ ،‬بقوله‪« :‬على ّ‬ ‫أو لها ّ‬
‫تخص حركة حماس‪ .‬وعملت فرق من‬ ‫أن الشقة كانت تحتوي على وثائق وأغــراض ّ‬ ‫أي‬ ‫أي حـســابــات فــي الــدفــاع عن‬
‫ّ‬ ‫غــداة اغتيال الـعــاروري‪ ،‬مشيرًا إلــى أن جيشه «على‬ ‫ليل أمــس غــارة جــويــة على مـنــزل فــي حـ ّـي سكني في‬
‫شخص لديه يد خفيفة على الزناد‪،‬‬ ‫بلدها»‪ .‬وقال نصر الله إن «املقاومة‬ ‫جــاهــزيــة عــالـيــة فــي الـشـمــال‪ ،‬لكننا نــركــز حــالـيــا على‬ ‫وس ــط ال ـن ــاق ــورة‪ ،‬أدت إل ــى اسـتـشـهــاد أرب ـعــة وإصــابــة‬
‫الحزب على نقلها إلى مكان آخر‪ .‬فيما واصلت الفرق الفنية في عدة أجهزة العمل على‬ ‫ّ‬
‫أن يـ ـت ــذك ــر أن ال ـ ـحـ ــرب فـ ــي ل ـب ـنــان‬ ‫في لبنان عندما فتحت هذه الجبهة‬
‫التثبت من وجود خرق تقني ّأدى إلى كشف مكان العاروري‪ ،‬وخصوصًا أن حزب الله‬ ‫ّ‬
‫أص ـعــب م ــن ال ـق ـتــال ف ــي غ ــزة‪ ،‬وعـلــى‬ ‫لــم تـكــن م ــردوع ــة‪ ،‬وه ــي ال ـيــوم أكـثــر‬
‫قتال حماس»‪.‬‬ ‫‪ 6‬آخــريــن‪ .‬وأع ـلــن ح ــزب الـلــه أم ــس اسـتـشـهــاد كــل من‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(األخبار)‬ ‫املقاومني‪ :‬محمد هادي مالك عبيد «حسام» من مدينة‬
‫كان قد حذره قبل مدة وجيزة من أن العدو يرصده في كل تحركاته‪.‬‬ ‫الـجـبـهــة الــداخ ـل ـيــة سـتـكــون أصـعــب‬ ‫جرأة واستعدادًا لإلقدام‪.‬‬
‫بعشر مرات»‪.‬‬ ‫وت ـ ـح ـ ــدث نـ ـص ــر ال ـ ـلـ ــه ع ـ ــن الـ ـح ــرب‬
‫(األخبار)‬ ‫اإلس ــرائ ـي ـل ـي ــة ع ـلــى غ ـ ــزة‪ ،‬وق ـ ــال إنــه‬
‫‪5‬‬ ‫العالم‬
‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬ ‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬

‫العالم‬ ‫‪4‬‬
‫طوفان األقصى‬

‫الفشل ينقل «المرحلة الثالثة» إلى خارج غزة‬


‫وانـ ـتـ ـش ــرت‪ ،‬أخـ ـي ــرًا‪ ،‬ص ـ ــورة ت ـعــود‬

‫أمير الكتلة اإلسالمية في جامعة‬


‫الخليل‪ ،‬وعادل عوض الله أميرها‬
‫ُ‬
‫إلــى تلك الحقبة‪ ،‬تظهر الـعــاروري‬
‫ّ‬
‫الضفة تبكي شيخها‪ ...‬ومقاوموها يتوعدون العدو‬
‫في جامعة القدس‪ ،‬وإبراهيم حامد‬

‫ما الذي دفع العدو إلى اغتيال العاروري؟‬ ‫أمير بيرزيت‪ ،‬والذين حملوا على‬
‫أك ـت ــاف ـه ــم ت ــأس ـي ــس «الـ ـقـ ـس ــام» فــي‬
‫ال ـض ـف ــة‪ .‬وك ـ ــان م ـ ـقـ ـ ّـد رًا ل ـل ـع ــاروري‬ ‫الخليل وب ـلــدات ع ـ ّـدة فــي املحافظة‪،‬‬
‫ومــديـنــة طــولـكــرم‪ ،‬مـسـيــرات حاشدة‬
‫رام الله ــ أحمد العبد‬
‫بعد سنوات اعتقاله وإبـعــاده إلى‬
‫خ ــارج ال ـض ـفــة‪ ،‬ال ـع ــودة م ــن جــديــد‬ ‫شـ ـ ــارك ف ـي ـهــا امل ـ ـئـ ــات‪ ،‬ف ـي ـمــا أع ـل ـنــت‬ ‫من أقصى شمال الضفة الغربية إلى‬
‫وبحسب دراسة صادرة عن معهد أبحاث األمن‬ ‫صحيح أن اغتيال العاروري كان بندًا دائمًا على‬ ‫علي حيدر‬ ‫إلـ ــى ن ـق ـطــة ال ـص ـف ــر‪ ،‬وإع ـ ـ ــادة ب ـنــاء‬ ‫«كتائب شهداء األقصى‪ /‬شباب الثأر‬ ‫أقصى جنوبها‪ ،‬خرج الفلسطينيون‬
‫القومي‪ ،‬استندت قرارات االغتيال منذ تأسيس‬ ‫جدول أعمال قادة العدو‪ ،‬إال أن استهدافه أصبح‪ ،‬إلى‬ ‫«كتائب القسام» فيها وتسليحها‬ ‫والتحرير» في املدينة تنفيذ عملية‬ ‫إلى الشوارع وامليادين بشكل عفوي‬
‫الكيان إلى معايير ثابتة‪ ،‬من أبرزها عامل الجغرافيا‬ ‫جانب بقية املنظومة القيادية لحركة «حماس»‪ ،‬أكثر‬ ‫ُيعيد اغتيال نائب رئيس املكتب السياسي لحركة‬ ‫وإم ــداده ــا م ــن ال ـخ ــارج‪ ،‬ف ــي مـهـ ّـمــة‬ ‫كرد‬ ‫إطالق نار تجاه حاجز «عناب»‪ّ ،‬‬ ‫ح ــزن ــا وغ ـض ـبــا‪ ،‬ب ـعــد تــأك ـيــد اغـتـيــال‬
‫ومدى القدرة على الوصول إلى الهدف في توقيت‬ ‫إلحاحًا بعد «طوفان األقصى»‪ ،‬وفي أعقاب فشل‬ ‫«حماس»‪ ،‬الشيخ صالح العاروري‪ ،‬وعدد من قادة‬ ‫أك ـ ـثـ ــر صـ ـعـ ــوبـ ــة وتـ ـع ـ ـقـ ـيـ ــدًا ل ـج ـه ــة‬ ‫ّأولي على اغتيال العاروري ورفاقه‪.‬‬ ‫نائب رئيس املكتب السياسي لحركة‬
‫التعرض إلى مخاطر أو أضرار‪،‬‬ ‫مناسب من دون ّ‬ ‫جيش العدو في تحقيق األهداف املرسومة وبدء‬ ‫«كتائب القسام» وكوادرها في الضاحية الجنوبية‬ ‫ال ـ ـظـ ــروف واإلمـ ـ ـك ـ ــان ـ ــات‪ .‬ل ـك ـن ــه مــع‬ ‫كما ُسـ ّـجـلــت عملية إط ــاق نــار عند‬ ‫«حـمــاس»‪ ،‬الشيخ صالح الـعــاروري‪،‬‬
‫التنظيمية ومدى‬ ‫ومكانته‬ ‫الهدف‬ ‫وكذلك مدى أهمية‬ ‫االنتقال إلى املرحلة الثالثة بناء على طلب أميركي‪.‬‬ ‫لبيروت‪ ،‬أول من أمس‪ ،‬إحياء سياسة االغتياالت التي‬ ‫ذل ــك‪ ،‬ن ـجــح ّف ــي امل ـه ـ ّـم ــة‪ ،‬واس ـت ـطــاع‬ ‫حاجز حــوارة جنوب نابلس‪ ،‬وعـ ّـدة‬ ‫في بـيــروت‪« .‬شيخ» الضفة الغربية‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫وق ـ ــائ ـ ــد «ح ـ ـم ـ ــاس» فـ ـيـ ـه ــا‪ ،‬وم ـ ـحـ ـ ّـرك‬
‫تأثير غيابه في تماسك حزبه‪ ،‬إضافة إلى الغاية‬ ‫وتعتبر االغتياالت والضربات املركزة أحد أهم‬ ‫انتهجتها إسرائيل على مدى عقود طويلة‪ ،‬وبشتى‬ ‫إع ـ ـ ــادة ض ـ ــخ الـ ــد مـ ــاء فـ ــي م ـق ــاوم ــة‬ ‫عمليات رشق حجارة على مركبات‬
‫األسمى من اغتياله‪ ،‬سواء بدافع االنتقام أو لنشر‬ ‫عناصر املرحلة الثالثة‪ ،‬بحسب التسمية اإلسرائيلية‪،‬‬ ‫الوسائل ضد قادة سياسيني وميدانيني في فلسطني‬ ‫عد ة ضربات إلى‬ ‫الضفة‪ ،‬وتوجيه ّ‬ ‫امل ـس ـتــوط ـنــن‪ .‬أيـ ـض ــا‪ ،‬عـ ـ ّـم اإلض ـ ــراب‬ ‫«كـتــائــب الـقـســام» وكـتــائــب املـقــاومــة‪،‬‬
‫ّ‬
‫حال من اإلرباك والشعور باملطاردة في أوساط‬
‫ّ‬
‫كبديل عن الحرب املكثفة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬تندرج عملية‬ ‫وخارجها‪ُ .‬ويعيد أيضًا‪ ،‬طرح السؤال الدائم حول‬ ‫االحتالل‪.‬‬ ‫ال ـشــامــل أرج ـ ــاء ال ـض ـفــة‪ ،‬ي ــوم أم ــس‪،‬‬ ‫َبكته الضفة‪ ،‬واتشحت عليه بالسواد‬
‫زمالئه‪.‬‬ ‫االغتيال أيضًا‪ ،‬ضمن إطار توسيع دائرة العدوان‬ ‫جدوى هذه السياسة‪ ،‬وهو أمر سبق أن تم تناوله‬ ‫وفي عام ‪ ،2014‬أي بعد أربع سنوات‬ ‫جماهيرية‬
‫ً‬ ‫حـيــث خــرجــت م ـس ـيــرات‬ ‫والحداد‪ ،‬فيما نعته مآذن مساجدها‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫باالستناد إلى املفهوم الذي أوضحه رئيس «املوساد»‬ ‫عبر استهداف كل ساحة وشخصية لها دور في‬ ‫في الساحة اإلسرائيلية في أكثر من محطة‪ .‬ويمكن‬ ‫م ــن اإلف ـ ــراج عـنــه وتــرح ـي ـلــه‪ ،‬اه ـتــزت‬ ‫غــاضـبــة فــي مــراكــز امل ــدن‪ ،‬اسـتـجــابــة‬ ‫طوال الليل‪ .‬ومع تأكيد الخبر‪ ،‬اتجهت‬
‫السابق‪ ،‬مئير دغان‪ ،‬فإن االغتياالت هي جزء ال‬ ‫إسناد املقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة‬ ‫القول إن التقييم العام لنتائج هذه السياسة‪ ،‬يحظى‬ ‫ال ـض ـف ــة ع ـل ــى وقـ ـ ــع خ ـب ــر اخ ـت ـط ــاف‬ ‫لدعوة القوى الوطنية واإلسالمية‪،‬‬ ‫األن ـ ـظـ ــار إل ـ ــى م ـس ـقــط رأسـ ـ ــه وم ـن ــزل‬
‫ّ‬ ‫تؤد إلى‬‫بنوع من التسالم في كيان العدو‪ ،‬بأنها لم ِّ‬ ‫ثالثة مستوطنني في مدينة الخليل‪.‬‬ ‫للتنديد بجريمة اغتيال العاروري‪.‬‬ ‫عائلته في بلدة عارورة قرب رام الله‪،‬‬
‫يتجزأ من اإلستراتيجية الدفاعية ملواجهة تهديدات‬ ‫ودعمهما‪ .‬ولذلك تأتي عملية االغتيال أيضًا امتدادًا‬ ‫ّ‬
‫اجتثاث التهديد الذي تمثله قوى املقاومة‪ ،‬وأحيانًا‬ ‫يــومـهــا‪ ،‬اسـتـنـفــرت إســرائـيــل قواتها‬ ‫ويـ ـط ــرح اغ ـت ـي ــال ال ـ ـعـ ــاروري أسـئـلــة‬ ‫َ‬ ‫وال ــذي ت ـحـ ّـول إل ــى قبلة أله ــل البلدة‬
‫األمن القومي أو حتى تغيير التاريخ في بعض‬ ‫الغتيال القائد اإليراني في «قوة القدس» في الحرس‬
‫أعطت نتائج عكسية‪ ،‬ولكن ذلك ال يعني أنها لم‬ ‫األمنية واالستخباراتية والعسكرية‬ ‫ع ــن تــداع ـيــاتــه عـلــى س ــاح ــات العمل‬ ‫وال ـق ــرى املـ ـج ــاورة‪ ،‬ال ــذي ــن احـتـشــدوا‬
‫األحيان‪ .‬ولتحقيق هذه النتيجة املفترضة‪ ،‬ينبغي‬ ‫الثوري رضي موسوي‪ ،‬الذي كان له دور مركزي‬ ‫ّ‬ ‫أمامه‪ ،‬وهتفوا للمقاومة وللعاروري‪،‬‬
‫ً‬ ‫تحقق نتائج مهمة ومتفاوتة‪ ،‬وإن كانت في مجملها‬ ‫وكــأن ـهــا ف ــي مـعــركــة ح ـيــاة ّأو م ــوت‪،‬‬ ‫امل ـ ـقـ ــاوم‪ ،‬ومـ ــن ب ـي ـن ـهــا ال ـض ـف ــة ال ـ ّتــي‬
‫أن يكون الهدف نوعيًا وخطرًا وفعاال‪ ...‬إال أن هناك‬ ‫في إمداد قوى املقاومة بالسالح على مدى سنوات‬ ‫في مبايعة جديدة لنهجه‪.‬‬
‫ً ُ‬ ‫ّ‬ ‫حملة‬ ‫ت ـب ـق ــى ج ـب ـه ــة غـ ـي ــر ق ــابـ ـل ــة ل ـت ــوق ــع‬
‫مجموعة من األسئلة عادة ما تطرح في التقييم‪ :‬هل‬ ‫طويلة‪ .‬وفي الحسابات اإلسرائيلية الداخلية‪ ،‬تشكل‬ ‫ظرفية‪.‬‬ ‫احتالل الضفة‪ ،‬وشنت ّ ً‬ ‫شرسة ّ‬
‫فأعادت‬
‫قــدرات ـهــا وأسـ ــرارهـ ــا‪ .‬وبــال ـتــالــي‪ ،‬قد‬ ‫وشهدت مدينة رام الله مسيرة كبيرة‪،‬‬
‫كان ال ّبد من عملية االغتيال‪ ،‬وأي نتائج وتداعيات‬ ‫عملية االغتيال نوعًا من «الصورة» التي يبحث‬ ‫بعيدًا عن البحث النظري والقانوني حول هذا النمط‬ ‫ضد حركة «حماس»‪ ،‬متهمة‬ ‫تكون هي مفتاح ّ‬
‫يمكن أن تترتب على غياب هذه الشخصية القيادية‪،‬‬
‫ّ‬
‫عنها رئيس الوزراء‪ ،‬بنيامني نتنياهو‪ ،‬والقيادتان‬ ‫من القتل‪ ،‬فإن أغراض سياسة االغتياالت تتراوح‬ ‫ـاروري‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّإي ــاه ــا‪ ،‬وتـحــديـدًا صــالــح ال ـع ـ‬ ‫رد «حـمــاس» على‬
‫كان ّ‬
‫وهل تتناسب مع مخاطر العملية؟‬ ‫السياسية والعسكرية‪ ،‬بعد الفشل في تحقيق‬ ‫بني الردع ومنع تنفيذ عملية وشيكة‪ ،‬ومحاولة‬ ‫بــالــوقــوف خـلــف ا ُلـعـمـلـيــة‪ ،‬مـتـنــاقـلــة‬ ‫جــري ـمــة االغ ـت ـي ــال م ــن ج ــان ــب‪ ،‬ومــن‬ ‫مقدرًا للعاروري بعد سنوات‬
‫تحقيق مكسب سياسي أو أمني‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫مـقـطـعــا مـ ـص ـ ّـورًا ن ـس ــب إل ــى ال ــرج ــل‪،‬‬ ‫جــانــب آخ ــر قــد تشعل ه ــذه العملية‬
‫اعتقاله وإبعاده إلى خارج الضفة‪،‬‬
‫باالستناد إلى تجربة االغتياالت ضد حركة‬ ‫انتصار إستراتيجي‪.‬‬ ‫املــواجـهــات واالشـتـبــاكــات فيها‪ ،‬بما‬
‫رفع معنويات الجمهور واالنتقام ّ‬ ‫ي ـع ـلــن ف ـي ــه م ـس ــؤول ـي ــة ال ـح ــرك ــة عــن‬ ‫ّ‬
‫«حماس» تحديدًا‪ ،‬فإن النتيجة املاثلة أمامنا أن‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫في األحوال كلها‪ ،‬تحتل عملية االغتيال مكانة‬ ‫والرد على عملية‬
‫موجعة‪ .‬وهو تقييم استقرائي عام ألكثر من ‪2700‬‬ ‫خطف املستوطنني الثالثة وقتلهم‪.‬‬ ‫ي ـس ـهــم فـ ــي ات ـ ـسـ ــاع رقـ ـع ــة امل ـق ــاوم ــة‬ ‫العودة من جديد إلى نقطة الصفر‬
‫استمرت وتصاعدت وأصبحت أكثر قوة‬ ‫املقاومة‬ ‫رئيسية في اإلستراتيجية اإلسرائيلية‪ ،‬ولذلك تعتبر‬ ‫ّ‬ ‫ك ـمــا ات ـه ـم ـت ـهــا ب ـق ـي ــادة سـلـسـلــة من‬ ‫ه ـنــاك‪ .‬ول ـل ـع ــاروري شعبية واسـعــة‬
‫وخبرة‪ّ ،‬ولم تنجح كل العمليات في تطويع إرادتها‬ ‫من السمات األساسية للسلوك اإلسرائيلي وأداة‬ ‫عملية اغتيال نفذتها إسرائيل في تاريخها‪ ،‬بحسب‬ ‫فــي قــواعــد الـحــركــة فــي الـضـفــة‪ ،‬وفي‬ ‫شارك فيها املئات من الذين خرجوا‬
‫العمليات اإلرهابية من أجل إشعال‬ ‫ّ‬
‫وال التخلي عن خياراتها‪ .‬مع ذلك‪ ،‬فإن مسؤولية الرد‬ ‫جوهرية في مواجهة أعداء الكيان‪ .‬وتملك األجهزة‬ ‫الخبير بالشؤون األمنية‪ ،‬رونني بيرغمان‪.‬‬ ‫انتفاضة ثالثة‪ .‬ومنذ معركة «سيف‬ ‫أوســاط تشكيالت املقاومة املسلحة‪،‬‬ ‫ي ـه ـت ـفــون ل ـل ـم ـقــاومــة ولـ ــ«الـ ـقـ ـس ــام»‪،‬‬
‫على اغتيال الشيخ العاروري ورفاقه‪ ،‬هي مسؤولية‬ ‫األمنية واالستخبارية في إسرائيل خبرة كبيرة في‬ ‫اغتيال الشيخ العاروري‪ ،‬أتى ضمن سياق حرب‬ ‫وربـ ـم ــا ي ـك ــون ق ــد ن ـجــح ف ــي تشكيل‬ ‫ّ‬ ‫حاملني أعــام فلسطني و«حـمــاس»‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الـ ـ ـق ـ ــدس»‪ ،‬وال ـ ـتـ ــي شـ ـه ــدت ارت ـف ــاع ــا‬
‫تتصدره حركة‬ ‫محور املقاومة بأكمله‪ ،‬وإن كانت‬ ‫هذا املجال‪ .‬مع ذلك‪ ،‬فإن ّ عمليات االغتيال أصبحت‬ ‫العدو على حركة «حماس»‪ ،‬وهي حرب ال تزال‬ ‫ّ‬ ‫عــدد مــن الخاليا السرية أو النائمة‬ ‫مؤكدين أن الضفة ستبقى على نهج‬
‫ف ــي م ـس ـتــوى امل ـق ــاوم ــة امل ـســل ـحــة في‬ ‫شهدت مدينة الخليل وبلدات ّ‬ ‫ّ‬
‫«حماس»‪ .‬أما في خصوص االعتداء على الضاحية‬ ‫بالنسبة ّإلى إسرائيل أقل تعقيدًا‪ .‬ففي السابق‪،‬‬ ‫بعد مضي نحو ثالثة أشهر‪ ،‬تحظى بتأييد غالبية‬ ‫الضفة‪ ،‬وتشكيل خاليا ومجموعات‪،‬‬ ‫عدة في المحافظة‪ ،‬ومدينة طولكرم‪ ،‬مسيرات حاشدة شارك فيها المئات (أ ف ب)‬ ‫ف ــي ال ـض ـفــة‪ّ .‬أمـ ــا ال ـتــأث ـيــر وال ـح ـظــوة‬ ‫بالرد‬ ‫العاروري واملقاومة‪ ،‬ومطالبني‬
‫الجمهور اإلسرائيلي‪ّ .‬‬
‫وخرق معادلة الردع التي كانت سائدة‪ ،‬وستبقى‪،‬‬
‫ّ‬
‫كانت تتطلب وجودًا مباشرًا لعناصرها على األرض‬ ‫وتلبي أكثر من مطلب‬ ‫وتـ ـ ـح ـ ــديـ ـ ـدًا فـ ـ ــي ش ـ ـمـ ــال ـ ـهـ ــا‪ُ ،‬ي ـن ـس ــب‬ ‫ال ـلــذيــن راكـمـهـمــا عـبــر الــدعــم الــدائــم‬
‫ّ‬
‫ال ـفــوري على اغتياله‪ .‬وفــي نابلس‪،‬‬
‫فإن لها حسابًا قائمًا بذاته‪ ،‬وهذا ما أكده األمني‬ ‫لتنفيذ الجزء األكبر منها أو تنشيط العمالء لجلب‬ ‫سياسي وأمني وردعي مفترض وفقًا للحسابات‬ ‫الفضل األكـبــر إلــى ال ـع ــاروري‪ ،‬الــذي‬ ‫للمقاومة باملال والعتاد‪ ،‬فقد يعززان‬ ‫ن ـع ــت م ـس ــاج ــد امل ــدي ـن ــة الـ ـ ـع ـ ــاروري‪،‬‬
‫معلومات ّ‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬إضافة إلى ما تنطوي عليه من أبعاد‬ ‫ّ‬ ‫ال ـح ـج ــارة‪ ،‬وب ــن «مــؤت ـمــر مــدريــد»‬ ‫املـسـيــرة‪ ،‬على غ ــرار تـجــارب الحركة‬ ‫الفهم لطبيعة ال ــدور ال ــذي يـقــوم به‬ ‫مــن احتمالية أن تلعب الضفة دورًا‬ ‫ف ــي ح ــن خــرجــت ف ــي جـنــن مسيرة‬
‫العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه‬ ‫محددة‪ ،‬ولكن التكنولوجيا اليوم جعلت‬ ‫ّ‬ ‫اتـهـمـتــه سـلـطــات االح ـت ــال بتمويل‬ ‫في ّ‬ ‫كبيرة ّ‬
‫تمر من دون ّ‬ ‫أمس‪ ،‬وتشديده على ّأن الجريمة لن ّ‬ ‫َّ‬ ‫ورسائل في أكثر من اتجاه‪ ،‬تتصل باملكان والزمان‬ ‫و«ات ـفــاق ـيــة أوس ـل ــو»‪ ،‬الـتـحــق شــاب‬ ‫وفـصــائــل املـقــاومــة األخ ــرى‪ ،‬الـتــي لم‬ ‫مطلوبًا‬ ‫ف ــي ق ـي ــادة ال ـض ـفــة‪ ،‬وك ــون ــه‬ ‫الرد العسكري على االغتيال‪.‬‬ ‫يتقدمها مقاومون من «كتيبة‬
‫رد‬ ‫االغتياالت أسهل بكثير‪ ،‬ومكنت إسرائيل من‬ ‫املـقــاومــن هـنــاك وتسليحهم‪ ،‬ســواء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ج ـن ــن» و«ال ـ ـق ـ ـسـ ــام»‪ ،‬تـ ـ ّ‬
‫ـوعـ ــدوا ب ــردّ‬
‫وعقاب‪.‬‬ ‫الحصول على كثير من املعلومات بسهولة‪.‬‬ ‫واألسلوب والسياق والتوقيت‪.‬‬ ‫من «حماس» أو غيرها من الفصائل‪،‬‬ ‫أس ـم ــر م ــن ب ـل ــدة ع ـ ــارورة بـجــامـعــة‬ ‫تحد عمليات االغتيال من قوتها ولم‬ ‫ّ‬ ‫ل ــاغ ـت ـي ــال‪ ،‬ف ـ ــإن ال ـخ ـش ـيــة م ــن ت ــأث ــر‬ ‫أدرك الـ ـ ـع ـ ــاروري‪ ،‬م ـنــذ سـ ـن ــوات‪ ،‬أن‬
‫ال َ ـخ ـل ـي ــل جـ ـن ــوب ا ل ـض ـف ــة ال ـغــرب ـيــة‬ ‫تؤخر مسيرتها‪.‬‬ ‫ساحة الضفة سلبًا باغتياله يبدو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫شــرات‬ ‫اس ـ ـمـ ــه يـ ـحـ ـت ــل الئ ـ ـحـ ــة االغ ـ ـت ـ ـيـ ــاالت‬ ‫وتكرر املشهد نفسه في مدينة‬ ‫قريب‪.‬‬
‫وبــوقــوفــه م ـبــاشــرة خـلــف الـعـ ّ‬ ‫لن ْيل شهادة جامعية في الشريعة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫غـيــر منطقي ال ـبــتــة‪ ،‬بــل ل ـعــل الـقــائــد‬ ‫ّ‬
‫ل ــدى إس ــرائ ـي ــل‪ ،‬وأنـ ــه ف ــي أي لحظة‬ ‫طوباس‪ ،‬حيث نظم املقاومون عرضًا‬
‫ّ‬
‫مــن العمليات الفدائية‪ ،‬التي نفذها‬ ‫مسيرة حافلة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وهناك‪ ،‬زرع النواة األولى للجناح‬ ‫ال ـ ـ ــذي س ـي ـخ ـل ـفــه فـ ــي قـ ـي ــادتـ ـه ــا‪ ،‬قــد‬ ‫ق ــد ي ـس ـت ـش ـهــد‪ ،‬وهـ ـ ّـو ال ـ ــذي ظـ ــن أن ــه‬ ‫املضي قدمًا على‬ ‫ّ‬ ‫عسكريًا‪ ،‬ليؤكدوا‬
‫عناصر الحركة‪.‬‬
‫جهزه الــراحــل بنفسه وأع ـ ّـده إلكمال‬ ‫ّ‬
‫ع ــاش أكـثــر مـ ّـمــا ت ــوق ــع‪ .‬وضـمــن هــذا‬

‫ّ‬
‫ا ل ـ ـع ـ ـس ـ ـكـ ــري ل ـ ـحـ ــر كـ ــة «حـ ـ ـ ـم ـ ـ ــاس»‪.‬‬ ‫ف ـ ـ ـ ــي آخـ ـ ـ ـ ـ ــر سـ ـ ـ ـ ـن ـ ـ ـ ــوات ا نـ ـ ـتـ ـ ـف ـ ــا ض ـ ــة‬ ‫طريق املقاومة‪ .‬كذلك‪ ،‬شهدت مدينة‬

‫ُ‬ ‫ّ‬
‫االغتيال «النظيف» يفضح إسرائيل‪ :‬الغزيون يبادون عمدًا‬ ‫بهجة مؤقتة في إسرائيل‪ :‬درس خالفة نصر الله ال يزال حاضرًا‬
‫العمق اإلسرائيلي «بصواريخ بعيدة‬ ‫بني تل أبيب وواشنطن‪ ،‬أكد مسؤوالن‬ ‫إل ـ ــى ال ـ ـقـ ــول إن ـ ــه إذا ك ــان ــت إس ــرائ ـي ــل‬ ‫فـ ــي أع ـ ـقـ ــاب الـ ـض ــرب ــة الـ ـت ــي ّأدت إل ــى‬ ‫إسرائيل مــن اغتياله فــي األخيرتني‬ ‫قادتها لم يؤثر فعليًا على مسيرتها‪.‬‬ ‫ال ـح ــزب «ن ـط ــاق ّ‬
‫رد أوسـ ــع م ــن ال ــذي‬ ‫االغتيال سيدفع نحو التوصل إلى‬ ‫في اإلمكان االفتراض‪ ،‬وفقًا لبرنياع‪،‬‬ ‫بيروت حمود‬
‫املــدى»‪ .‬ومن أبــرز املعبرين عن الخوف‬ ‫أميركيان‪ ،‬ملوقع «أكسيوس» األميركي‪،‬‬ ‫«تـ ـمـ ـتـ ـل ــك ه ـ ـ ــذا الـ ـ ـك ـ ـ ّـم م ـ ــن املـ ـعـ ـل ــوم ــات‬ ‫اسـ ـ ـتـ ـ ـشـ ـ ـه ـ ــاد نـ ـ ــائـ ـ ــب رئ ـ ـ ـيـ ـ ــس املـ ـكـ ـت ــب‬ ‫حتى ال يجر ذلــك إلــى ردود فعل قد‬ ‫م ــن ج ـه ـت ــه‪ ،‬ي ـل ـفــت م ـح ـلــل الـ ـش ــؤون‬ ‫لدى حماس»‪ .‬وال يستبعد أن يكون‬ ‫صـفـقــة ت ـب ــادل‪ ،‬ي ــرى بــرن ـيــاع أن ــه «ال‬ ‫أنه في منظومة األمن «ابتهجوا من‬
‫ّ‬ ‫االسـتـخـبــاراتـيــة والــدقــة الـتــي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫م ــن ت ــوس ــع رق ـع ــة ال ـح ــرب ف ــي املـنـطـقــة‬ ‫الـ ـث ــاث ــاء‪ ،‬أن «إس ــرائـ ـ ّي ــل ك ــان ــت وراء‬ ‫تخولها‬ ‫االستخباراتية في الصحيفة نفسها‪،‬‬ ‫رد األخ ـيــر «مـخــالـفــا لـقــواعــد اللعبة‬ ‫إسرائيل‬ ‫رغـ ـ ــم أن الـ ـ ـع ـ ــدو خ ـ ـ ِـب ـ ــر‪ ،‬عـ ـل ــى م ــدى‬
‫السياسي لحركة «حماس»‪ ،‬وأحد أهم‬ ‫ت ـصــل إلـ ــى حـ ــرب ش ــام ـل ــة»‪ .‬وع ـل ـيــه‪،‬‬ ‫أحد من أصحاب القرار في ّ‬ ‫اغتيال ال ـعــاروري؛ وهــو أمــر بديهي‬
‫ومـ ـ ـفـ ـ ـه ـ ــوم»‪ ،‬ب ـ ـن ـ ـ ً‬
‫أي ـض ــا‪ ،‬الــرئ ـيــس ال ـفــرن ـســي‪ ،‬إيـمــانــويــل‬ ‫األخيرة»‪ ،‬إال أنهما شــددا‪ ،‬في‬ ‫ّ‬ ‫الضربة‬ ‫اس ـ ـت ـ ـهـ ــداف شـ ـخ ــص م ـ ـعـ ــن‪ ،‬ف ـ ــي ب ـلــد‬ ‫مـهـنــدســي عـمـلـيــة «ط ــوف ــان األق ـص ــى»‪،‬‬ ‫يرى أن اغتيال العاروري في بيروت‬ ‫رونـ ـ ــن ب ــرغـ ـم ــان‪ ،‬إلـ ــى أن إس ــرائ ـي ــل‬ ‫ال ــدائ ــرة ع ـلــى الـ ـح ــدود م ــا ق ــد يصل‬ ‫يـعـتـقــد أن ال ـت ـص ـف ـيــة س ـت ـخــفــف من‬ ‫ـاء ُعـ ـل ــى ج ـم ـل ــة مــن‬ ‫العقود املاضية‪ ،‬حقيقة أن سياسة‬
‫ُ‬ ‫االغ ـت ـيــاالت الـتــي انتهجها ال ّ‬
‫م ـ ــاك ـ ــرون‪ ،‬الـ ـ ـ ــذي سـ ـ ـ ـ ــارع‪ ،‬ف ـ ــي أعـ ـق ــاب‬ ‫املقابل‪ ،‬على أنها «لم تحط إدارة بايدن‬ ‫آخ ـ ـ ــر»‪ ،‬بـ ـه ــذا ال ـش ـك ــل‪ ،‬ف ــإن ــه ب ــاإلم ـك ــان‬ ‫ص ــال ــح الـ ـ ـع ـ ــاروري‪ ،‬ج ـن ـبــا إل ـ ــى جـنــب‬ ‫ي ـث ـب ــت أن إس ــرا ًئـ ـي ــل «أخـ ـ ـ ــذت زمـ ــام‬ ‫كانت ضالعة في اغتيال قائد «فيلق‬ ‫إلى حرب شاملة»‪ ،‬خاتمًا بالقول إن‬ ‫مواقف السنوار وتدفع نحو صفقة‬ ‫األسباب ّأولها أنه «أغلق حساب الدم‬ ‫تغير‬
‫اغتيال العاروري‪ ،‬إلى االتصال بعضو‬ ‫االسـ ـتـ ـنـ ـت ــاج أن ع ـم ـل ـي ــات اسـ ـتـ ـه ــداف‬ ‫قياديني وعناصر آخــريــن فــي الحركة‪،‬‬ ‫امل ـب ــادرة‪ ،‬مـبــديــة االس ـت ـعــداد لتحمل‬ ‫الـقــدس» اإليــرانــي‪ ،‬قاسم سليماني‪،‬‬ ‫اغتيال العاروري ورفاقه‪ ،‬سيؤثر في‬ ‫أخرى‪ ،‬هذه قصص نرويها ألنفسنا‪.‬‬ ‫مــع أحــد املـســؤولــن عــن مقتل مئات‬ ‫كـثـيـرًا ف ــي جــوهــر مـسـيــرة امل ـقــاومــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫«مجلس الحرب الــوزاري اإلسرائيلي»‪،‬‬ ‫املدنيني في غزة «متعمدة»‪ ،‬وال سيما‬ ‫سـلــط االس ـت ـه ــداف اإل ّســرائ ـي ـلــي‪ ،‬ال ــذي‬ ‫املخاطر»‪ ،‬معتبرًا أن االغتيال أثبت‬ ‫في العراق‪ .‬ورغم أنه كان في اإلمكان‬ ‫املدى املنظور على نشاط الحركة في‬ ‫واألرجـ ـ ـ ــح أن يـ ـ ــؤدي االغـ ـتـ ـي ــال إل ــى‬ ‫اإلسرائيليني‪ ،‬وثانيها أن االغتيال‬ ‫وأن هــذه املسيرة ظلت تتعزز عقب‬
‫ّ‬
‫بيني غانتس‪ ،‬حاثًا إيــاه على «تجنب‬ ‫أن االغ ـ ـت ـ ـيـ ــال األخ ـ ـيـ ــر وقـ ـ ــع فـ ــي شـقــة‬ ‫أجمع املحللون على أنــه حصل بـ«دقة‬ ‫أن «معلومات إسرائيل حول طهران‬ ‫تنفيذ تـلــك العملية «بـسـهــولــة» في‬ ‫لبنان‪ ،‬غير أنه «لن يغير الواقع‪ ،‬ألن‬ ‫تأخير‪ ،‬وربما إلى نسف املفاوضات»‪.‬‬ ‫أث ـبــت ل ـقــادة ح ـمــاس أن اإلعـ ــان عن‬ ‫كـ ـ ــل ع ـم ـل ـي ــة اغ ـ ـت ـ ـيـ ــال‪ ،‬بـ ـ ــدا واضـ ـح ــا‬
‫العودة إلى سياسة االغتياالت ّ‬
‫أي س ـل ــوك ت ـص ـع ـيــدي‪ ،‬وال س ـي ـمــا في‬ ‫ّ‬ ‫سكنية‪ ،‬وســط مكان مأهول بالسكان‪.‬‬ ‫عــال ـيــة»‪ ،‬ال ـض ــوء عـلــى سـبــب اسـتـمــرار‬ ‫وبيروت أفضل بكثير من معلوماتها‬
‫ح ــول غـ ــزة»‪ .‬وي ـ ّ‬
‫بـ ـي ــروت أو ف ــي دمـ ـش ــق‪« ،‬تـحـسـبــت‬ ‫حـمــاس حــركــة ك ـب ـيــرة»‪ ،‬واسـتـشـهــاد‬ ‫ويضيف برنياع أن «فرصة التوصل‬ ‫جدي‬ ‫أن ــه بـعــد ‪ 88‬يــومــا مــن ح ــرب اإلب ــادة‬
‫لبنان»‪.‬‬ ‫يرى البعض أن إسرائيل‬ ‫كما أن التصعيد اإلسرائيلي في لبنان‪،‬‬ ‫سقوط هــذا الـعــدد الهائل مــن املدنيني‬ ‫ـرج ــح املـحـلــل امل ـقـ ّـرب‬ ‫إل ـ ـ ــى ص ـف ـق ــة كـ ــانـ ــت ض ـئ ـي ـل ـ ّـة ح ـتــى‬ ‫وقابل للتنفيذ‪ ،‬وثالثها أن الرسالة‬
‫ّ‬
‫املتواصلة على قطاع غزة‪ ،‬والتي لم‬
‫وبالرغم من «األهمية» التي تكتسبها‬ ‫جنبًا إلى جنب تعبير عدد من أعضاء‬ ‫فــي ق ـطــاع غ ــزة‪ ،‬وم ــدى ق ــدرة إســرائـيــل‬ ‫مــن الــدوائــر االسـتـخـبــاريــة واألمنية‬ ‫ق ـب ــل ع ـم ـل ـيــة االغـ ـتـ ـي ــال املـ ـن ــف ــذة فــي‬ ‫موجهة إلــى نصر الله‬ ‫مــن االغـتـيــال‬ ‫يفلح االحـتــال فــي تحصيل صــورة‬
‫م ـثــل هـ ــذه ال ـع ـم ـل ـيــة بــال ـن ـس ـبــة إلـ ــى تل‬ ‫أصبحت تسعى إلى‬ ‫الـحـكــومــة اإلســرائـيـلـيــة األك ـثــر تـطــرفــا‪،‬‬ ‫عـلــى مــواصـلــة تـســويــق رواي ـت ـهــا حــول‬ ‫رد‬ ‫تجر العملية إلى ّ‬ ‫اإلسرائيلية أن ّ‬
‫ّ‬
‫يرجح برنياع أن تبادر «حماس» إلى «االنتقام» عن طريق تنفيذ عمليات في الضفة والقدس (أ ف ب)‬
‫ومـ ـف ــاده ــا أن ـ ــه ح ـت ــى ب ـع ــد ال ـس ــاب ــع‬ ‫نصر واح ــدة فيها‪ ،‬لــن يجد مناصًا‬
‫أبيب‪ ،‬إال أن األخيرة‪ ،‬التي عجزت‪ ،‬بعد‬
‫ّ‬
‫توسيع رقعة الحرب‪ ،‬وال‬ ‫فــي وق ــت ســابــق‪ ،‬عــن ع ــدم ممانعتهم‪،‬‬ ‫أن عدوانها الهمجي يستهدف‪ ،‬فعليًا‪،‬‬
‫ّ‬
‫رد فعل إسرائيلي مضاد قد‬ ‫ثم ّ‬‫فعل‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫م ــن أك ـتــوبــر‪ ،‬إســرائ ـيــل ف ــي إمـكــانـهــا‬ ‫م ــن ت ـصــديــر إخ ـف ــاق ــه إلـ ــى الـ ـخ ــارج‪،‬‬
‫ٍ‬
‫«من بين كل ردود الفعل‬
‫أكثر من تسعني يومًا على بدء الحرب‪،‬‬ ‫سيما بعد فشل تحقيق‬ ‫في حال دعت الحاجة‪ ،‬توسع الصراع‬ ‫مـ ـق ــاوم ــي حـ ــركـ ــة «ح ـ ـم ـ ــاس» حـ ـصـ ـرًا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بالغ‪ ،‬مستدركًا‬ ‫ٍ‬ ‫يفضي إلى تصعيد‬
‫فإن أكثرها‬
‫ال ــدخ ــول إل ــى "ع ـق ــر ب ـي ـتــه"‪ ،‬ف ــي قلب‬ ‫عبر اغتيال الشيخ صالح العاروري‬
‫ّ‬
‫ع ــن تـحـقـيــق أي ان ـت ـص ــار ع ـس ـكــري أو‬
‫أهدافها في غزة‬
‫ليشمل حربًا إقليمية «أوسع»‪ ،‬يوحي‪،‬‬ ‫وأن اس ـت ـش ـه ــاد امل ــدن ـي ــن يـ ـن ــدرج فــي‬ ‫ب ــأن ـه ــا ق ــد ت ـش ـكــل «ردع ـ ـ ــا وت ـح ــذي ـرًا‬ ‫المحتملة لحماس‪ّ ،‬‬ ‫ال ـضــاح ـيــة‪ ،‬وراب ـع ـه ــا أن ه ــذه الـلـغــة‬ ‫ورف ـ ــاق ـ ــه‪ .‬وم ـ ــع أن م ـخ ــط ــط اغ ـت ـيــال‬
‫ّ‬
‫سياسي في غزة وسائر أنحاء فلسطني‬
‫ّ‬
‫امل ـح ـت ـل ــة‪ ،‬ت ـ ــدرك جـ ـيـ ـدًا أن اس ـت ـه ــداف‬
‫طبقًا لبعض التحليالت‪ ،‬بأن إسرائيل‬
‫أص ـب ـحــت ت ـس ـعــى فـعـلـيــا إلـ ــى تــوسـيــع‬
‫إطــار «الخسائر ُ الجانبية» للعمليات‬
‫ـوجـ ـه ــة» ف ــي الـقـطــاع‪.‬‬ ‫اإلســرائ ـي ـل ـيــة «امل ـ ّ‬
‫لجميع أعـضــاء املـحــور مــن مثل هذا‬
‫التصعيد»‪.‬‬
‫إثارة للقلق هو ما يتعلق‬ ‫الوحيدة التي يفهمونها في الشرق‬
‫األوسـ ـ ـ ـ ــط‪ :‬إذا ق ـ ـ ـ ِـدم أحـ ــدهـ ــم لـقـتـلــك‬
‫العاروري ليس جديدًا‪ ،‬وهو يتصدر‬
‫َ ّ‬
‫الـ ـعـ ـن ــاوي ــن مـ ـن ــذ سـ ـ ـن ـ ــوات‪ ،‬وت ـ ـعـ ــزز‬
‫الـ ـ ـع ـ ــاروري‪ ،‬ل ــن ي ـك ــون كــاف ـيــا لتثبيط‬ ‫رقـعــة ال ـحــرب ‪ -‬وال سيما بـعــد فشلها‬ ‫وك ــان ال بـ ّـد مــن أن يـتــركــز الـحــديــث في‬ ‫ّأمـ ـ ـ ــا املـ ـحـ ـل ــل الـ ـعـ ـسـ ـك ــري لـصـحـيـفــة‬ ‫بالمختطفين اإلسرائيليين»‬ ‫ف ـســارع إل ــى قـتـلــه»‪ .‬لـكــن االغـتـيــاالت‬ ‫الحديث عنه منذ مطلع العام الفائت‬
‫عــزيـمــة املـقــاومــة‪ ،‬وهــو مــا ينعكس في‬ ‫في تحقيق أهدافها املعلنة في غــزة ‪،-‬‬ ‫وس ــائ ــل اإلعـ ـ ــام ال ـغــرب ـيــة أي ـض ــا على‬ ‫«معاريف»‪ ،‬طال ليف رام‪ ،‬فيشير إلى‬ ‫الــدق ـي ـقــة «ال ت ـق ــاس ف ـقــط بــالـضــربــة‬ ‫عـقــب تـصــاعــد عمليات املـقــاومــة في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حــديــث أح ــد م ـســؤولــي االس ـت ـخ ـبــارات‬ ‫«وجـ ّـر» القوات األميركية إلــى املنطقة‪،‬‬ ‫الشكل الـ ّـذي سيتخذه رد «حــزب الله»‪،‬‬ ‫أن العاروري كان ذا «أهمية خاصة»‪،‬‬ ‫بـيــروت‪ ،‬ولـكــن فــي مــا يتعلق بحياة‬ ‫التي يتلقاها العدو»‪ .‬والسؤال وفقًا‬ ‫الضفة الغربية املحتلة‪ ،‬والتي تتهمه‬
‫ّ‬ ‫لبرنياع هو‪« :‬ما الذي يمكن أن ّ‬
‫اإلســرائـيـلـيــة ال ـســاب ـقــن‪ ،‬إل ــى صحيفة‬ ‫علمًا‪ ،‬قبل تنفيذها الهجوم»‪ .‬وبدوره‪،‬‬ ‫في وقت ال يبدو فيه أن صناع السياسة‬ ‫بعدما حذر األخير‪ ،‬في غير محطة‪ ،‬من‬ ‫بـصـفـتــه «ق ــائ ـ ـدًا لـ ـل ــذراع الـعـسـكــري‬ ‫املختطفني‪ ،‬فــإن أي تأخير قد يكون‬ ‫يجره‬ ‫إســرائ ـيــل بــاملـســؤولـيــة عـنـهــا‪ ،‬قــورن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫«واشـنـطــن بــوســت» األمـيــركـيــة‪ ،‬والــذي‬ ‫أكد مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب «لم‬ ‫اإلســرائـيـلـيــن «يـنـصـتــون» فعليًا إلــى‬ ‫أن أي عملية اغتيال تقع في األراضــي‬ ‫لحماس في الضفة الغربية؛ إذ عرف‬ ‫حــاسـمــا‪ ،‬وأي اغـتـيــال قــد ي ــؤدي إلى‬ ‫هذا االغتيال على إسرائيل؟ وما هي‬ ‫اغـتـيــالــه إســرائـيـلـيــا بــاغـتـيــال األمــن‬
‫ّ‬
‫اع ـت ـبــر ف ـيــه أن «ت ـح ـي ـيــد ش ـخــص مثل‬ ‫تنبه واشـنـ ّطــن مسبقًا إل ــى الـضــربــة»‪،‬‬ ‫ت ــوص ـي ــات إدارة ال ـ ّـرئ ـي ــس األم ـي ــرك ــي‪،‬‬ ‫ال ـل ـب ـن ــان ـي ــة س ـت ـق ــاب ــل ب ـ ــرد ع ـن ـي ــف مــن‬ ‫كيف يربط جيدًا بني خبرته الطويلة‬ ‫اغ ـت ـي ــال م ـع ــاك ــس‪ .‬ل ـيــس م ــن املــريــح‬ ‫التكلفة مقابل املنفعة؟»‪ .‬هنا‪ ،‬يعتبر‬ ‫الـعــام السابق لــ«حــزب الـلــه»‪ ،‬السيد‬
‫ال ـعــاروري قــد يؤثر كثيرًا‪ ،‬إنما بشكل‬ ‫مشيرًا إلى أنها أخطرتها «لدى تنفيذ‬ ‫جو بايدن‪ ،‬التي تكثف مساعيها ملنع‬ ‫تقدم‪ ،‬يتخوف‬ ‫املقاومة‪ .‬وعلى ضوء ما ّ‬ ‫االعـ ـت ــراف ب ــذل ــك‪ ،‬ول ـكــن قـ ــرار تنفيذ‬ ‫املحلل أن «من ّقرر تصفية العاروري‬
‫في الضفة وإسرائيل التي قضى في‬ ‫عـ ّبــاس املــوســوي‪ ،‬فــي عــام ‪1992‬؛ إذ‬
‫مؤقت‪ ،‬على آلية عمل الحركة»‪ ،‬متابعًا‪،‬‬ ‫العملية» فقط‪.‬‬ ‫تصعيد القتال على الجبهة الشمالية‪.‬‬ ‫املـ ــراق ـ ـبـ ــون مـ ــن أن ي ـ ـ ــؤدي ال ـت ـص ـع ـيــد‬ ‫سجونها ‪ 15‬عــامــا كمعتقل إداري‪،‬‬ ‫االغـ ـ ـتـ ـ ـي ـ ــال ه ـ ــو ره ـ ـ ـ ــان عـ ـل ــى ح ـي ــاة‬ ‫فــي بـيــروت تــوقــع أن يكون هناك رد‬ ‫حــقــق «بهجة كبيرة فــي إســرائـيــل»‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وبــالـحــديــث عــن ّ‬ ‫ّ‬
‫في املقابل‪ ،‬بما معناه أن لدى «حماس»‬ ‫رد امل ـقــاومــة‪ ،‬وبــالــرغــم‬ ‫تـ ــوازيـ ــا م ــع ذلـ ـ ــك‪ ،‬أص ـب ــح امل ـس ــؤول ــون‬ ‫اإلســرائـيـلــي األخـيــر‪ ،‬ومــا سيقابله من‬ ‫وب ـ ــن إنـ ـش ــاء ع ــاق ــات م ــع ال ـح ــرس‬ ‫املختطفني‪ ،‬ومع الوقت سيتضح ما‬ ‫ف ـع ــل ع ـن ـي ــف‪ ،‬س ـ ــواء م ــن ح ـم ــاس أو‬ ‫سـ ــرعـ ــان مـ ــا ب ـه ـت ــت عـ ـن ــدم ــا ت ـســلــم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أفرادًا قادرين على استكمال الدور الذي‬ ‫مــن مـحــاولــة امل ـســؤولــن اإلســرائـيـلـيــن‬ ‫األم ـيــرك ـيــون عـلــى ق ـنــاعــة‪ ،‬حــال ـيــا‪ ،‬ب ــأن‬ ‫رد‪ ،‬إل ــى ح ــرب إقـلـيـمـيــة أوسـ ــع‪ ،‬تشمل‬ ‫الثوري وحــزب الله لتعزيز التعاون‬ ‫إن كــان هــذا الــرهــان مـبــررًا»‪ .‬ويرجح‬ ‫من حزب الله»‪ ،‬غير أنه «من بني كل‬ ‫األمــن العام الحالي للحزب‪ ،‬السيد‬
‫ّ‬
‫كان يؤديه املسؤول الفلسطيني الكبير‬ ‫التأكيد أن هذه الضربة كانت تستهدف‬ ‫العملية اإلسرائيلية األخيرة ستعرقل‬ ‫«ان ـجــرار» املــزيــد مــن الـقــوات األميركية‬ ‫ب ــن ال ـج ــان ـب ــن»‪ .‬وي ـ ــرى أن ال ـس ــؤال‬ ‫أن تبادر حماس إلــى «االنـتـقــام» من‬ ‫ردود الفعل املحتملة لحماس‪ ،‬فإن‬ ‫حسن نصر الله‪ ،‬املنصب خلفًا له؛ إذ‬
‫إلى ّ‬ ‫امل ــرك ــزي بـعــد االغ ـت ـيــال يـتـعـ ّـلــق ب ـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫طوال املدة املاضية؛ أي الدور الذي أنتج‬ ‫مـ ـس ــؤول ــن ف ـ ــي «ح ـ ـ ـمـ ـ ــاس» تـ ـح ــديـ ـدًا‪،‬‬ ‫حد كبير الجهود التي كانت تبذلها‬ ‫إل ـ ــى م ــواجـ ـه ــات ج ــدي ــدة ف ــي املـنـطـقــة‬ ‫ـرد‬ ‫ط ــري ــق تـنـفـيــذ ع ـم ـل ـيــات ف ــي الـضـفــة‬ ‫أكـثــرهــا إثـ ــارة للقلق هــو مــا يتعلق‬ ‫تبي «أن الشاب الذي تسلم املنصب‬
‫ّ‬ ‫أهلية وذكاءً‬
‫«طــوفــان األق ـصــى»‪ ،‬وجميع مــا تــرتــب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫نـ ـق ــل مـ ــوقـ ــع «أكـ ـ ـسـ ـ ـي ـ ــوس» األمـ ـي ــرك ــي‬
‫ّ‬
‫واشنطن إلبــرام صفقة جديدة لتبادل‬ ‫نفسها التي تحاول الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫ف ـعــل «حـ ــزب الـ ـل ــه»‪ ،‬الـ ــذي «س ـي ـحـ ّـدد‬ ‫والـ ـق ــدس‪ ،‬وع ـبــر إطـ ــاق ال ـصــواريــخ‬ ‫باملختطفني اإلسرائيليني»‪ .‬وخالفًا‬ ‫واسمه نصر الله‪ ،‬أكثر ّ‬
‫وال يزال يترتب‪ ،‬على اإلسرائيليني من‬ ‫عــن م ـســؤول إســرائـيـ ّلــي كبير قــولــه إن‬ ‫األسـ ـ ـ ــرى بـ ــن «حـ ـ ـم ـ ــاس» وإس ــرائـ ـي ــل‪،‬‬ ‫جاهدة‪ ،‬االنسحاب قدر املستطاع منها‪.‬‬ ‫والـ ـق ــذائ ــف م ــن ق ـط ــاع غـ ـ ــزة‪ّ .‬أمـ ـ ــا رد‬ ‫ـردد‬ ‫ألبـ ـ ـ ــواق إس ــرائ ـي ـل ـي ــة عـ ــديـ ــدة ت ـ ـ ّ‬
‫عمليًا مــا إن كانت املعركة ستنتقل‬ ‫وخ ـط ـرًا مــن ســاب ـقــه»‪ ،‬وف ـقــا للمحلل‬
‫خسائر غير مسبوقة في أعقابه‪.‬‬ ‫ـاس من‬ ‫ّ‬
‫إســرائـيــل تستعد لتلقي «رد قـ ٍ‬ ‫مقابل وقــف‪ ،‬ولو مؤقت‪ ،‬إلطــاق النار‪.‬‬ ‫ودفعت عملية اغتيال العاروري بعدد‬ ‫ضـ ــد الـ ـ ـح ـ ــزب‪ ،‬ل ـي ـص ـبــح ل ـب ـن ــان هــو‬ ‫«حـ ـ ــزب ال ـ ـلـ ــه»‪ ،‬ف ـه ــو اآلخـ ـ ــر س ـيــأتــي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عــادة ما ترغب في قوله املؤسستان‬ ‫الـ ـسـ ـي ــاس ــي ل ـص ـح ـي ـف ــة «ي ــديـ ـع ــوت‬
‫(األخبار)‬ ‫ح ــزب ال ـل ــه»‪ ،‬يـشـمــل ض ــرب أهـ ــداف في‬ ‫وف ــي م ــؤش ــر ج ــدي ــد إل ــى ت ــزاي ــد ال ـهــوة‬ ‫مــن املــراقـبــن والـحـقــوقـيــن فــي الـغــرب‪،‬‬ ‫الجبهة املركزية في الحرب الدائرة»‪.‬‬ ‫«ع ــاج ــا أم آجـ ــا»‪ ،‬فــي حــن أن لــدى‬ ‫األم ـن ـي ــة وال ـس ـي ــاس ـي ــة‪ ،‬اع ـت ـب ــرت أن‬ ‫أحرونوت»‪ ،‬ناحوم برنياع‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫العالم‬
‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬ ‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬

‫العالم‬ ‫‪6‬‬
‫طوفان األقصى‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫مقالة‬
‫وهم «تطهير» شمال غزة‪ :‬المقاومة متربصة بالعدو‬
‫اإلحباط الدموي والحرب المعلقة‬ ‫ل ــم ي ـس ـت ـطــع الـ ـع ــدو الـ ـتـ ـص ـ ّـرف بـثـقــة‬ ‫وعلى بعد عشرة أمـتــار فقط‪ ،‬مقاوم‬ ‫غزة ‪ -‬يوسف فارس‬
‫ّ‬ ‫اآلم ـّــن‪ ،‬إذ ل ــم ي ـسـ ّـيــر دوريـ ـ ــات راج ـلــة‬ ‫بـ ـس ــاح ــه امل ـ ـ ـضـ ـ ــاد ل ـ ـ ـ ـلـ ـ ـ ــدروع‪ ،‬ل ـيــس‬
‫ً‬
‫االحتالل‪ ،‬أو عودة العديدين إلى بيوتهم في الشمال‬ ‫اسـتــراتـيـجــي مـعــقــد‪ ،‬مــا يجعل تطلعاتها‪ ،‬بــل حتى‬ ‫عبد الجواد عمر *‬ ‫تـمــشــط املـ ـن ــازل‪ ،‬ال ــواح ــد تـلــو اآلخ ــر‪،‬‬ ‫مستعجال من أمــره‪ ،‬بل َينتظر إيعاز‬ ‫بـعــد أسـبــوعــن مــن ب ــدء االنـسـحــابــات‬
‫أو ال ـج ـن ــوب‪ .‬فـفـشــل ال ــدول ــة ف ــي ح ـمــايــة املـسـتــوطــن‬ ‫تقييماتها ملجريات املعركة طريقة للمحافظة على‬ ‫ـأي عـمـلـيــات قضم‬ ‫كـمــا ه ــو م ـنــوط بـ ـ ّ‬ ‫اآلم ــر ب ــإط ــاق م ـقــذوفــات «ال ـيــاســن»‬ ‫اإلس ــرائ ـي ـل ـي ــة م ــن م ـس ــاح ــات واس ـعــة‬
‫يصحبه أيضًا فشل في تقدير قيمته‪ ،‬ألن تلك القيمة‬ ‫وهــم االنتصار املطلق‪ .‬هــذا دون قدرتها على إدراك‬ ‫ـيء مــا حصل لــدولــة االح ـتــال‪ ،‬ش ـ ٌ‬
‫ـيء مــا ال يــزال‬ ‫شـ ٌ‬ ‫ُ‬
‫مـ ـي ــدان ــي‪ ،‬ول ـ ــم ت ـس ـت ـق ــدم إل ـ ــى داخ ــل‬ ‫والـ ـ ـ ــ»آر ب ــي ج ــي» و»ال ـ ـتـ ــانـ ــدوم»‪ ،‬في‬
‫ُّ‬
‫فــي شـمــال غ ــزة‪ ،‬وتــركــز زخــم العملية‬
‫أيـضــا تمنح املـقــاومــة حيز م ـنــاورة‪ ،‬وإخـفــاض قيمة‬ ‫الــواقــع كما هــو‪ ،‬إذ إن إدراك الــواقــع يعني اصـطــدام‬ ‫يحصل لها وهي تناور في متاهة السابع من أكتوبر‪.‬‬ ‫امل ــدي ـن ــة ال ـج ـي ـب ــات األق ـ ــل تـصـفـيـحــا‪.‬‬ ‫الــوقــت وامل ـكــان األم ـثــل‪ ،‬فيما الجنود‬ ‫ال ـب ــري ــة ع ـل ــى األح ـ ـيـ ــاء ال ـش ــرق ـي ــة مــن‬
‫ً‬ ‫هــذا الـشــيء غرائبي وقبيح‪ ،‬وهــو ليس جــديـدًا كليًا‪،‬‬ ‫وح ـتــى مــوقــع أب ــو عــري ـبــان الـطــرفــي‪،‬‬ ‫في الدبابات َينتظرون مصيرهم‪ ّ ،‬قبل‬ ‫مـ ــدي ـ ـنـ ــة غ ـ ـ ـ ــزة (ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرج وال ـ ـ ـت ـ ـ ـفـ ـ ــاح)‪،‬‬
‫املستوطن معناه أيضًا انخفاض قيمة دولة االحتالل‬ ‫األم ــان ــي بــالـحـقـيـقــة‪ ،‬وبــالـتــالــي يتطلب تـعــامــا مرنًا‬
‫كمنطقة جذب للمستوطن األوروبي واألميركي‪.‬‬ ‫مـعـهــا‪ .‬بـعـبــارة أخ ــرى‪ ،‬تـتــراكــم اإلح ـبــاطــات فــي دولــة‬ ‫وليس أيضًا قديمًا كليًا‪ .‬ففي أوج الحرب األميركية‬ ‫ال ــذي أحــاطــه ال ـعــدو بـســواتــر ترابية‬ ‫ال ـبــدء بـمـحــاوالت انـسـحــاب مـتــأخــرة‪.‬‬ ‫وم ـخـ ّـي ـمــات وس ــط ال ـق ـطــاع (امل ـغ ــازي‪،‬‬
‫على فييتنام‪ ،‬كــان وزيــر الــدفــاع‪ ،‬روب ــرت ماكنمارا‪،‬‬ ‫عـ ــال ـ ـيـ ــة جـ ـ ـ ـ ـ ـدًا‪ ،‬أق ـ ـ ـ ـ ــام ف ـ ـ ــي وسـ ـطـ ـه ــا‬ ‫وي ـب ــدو ال ـع ـن ــوان األبـ ـ ــرز ف ــي املــرحـلــة‬ ‫الـ ـب ــري ــج وال ـ ـن ـ ـص ـ ـيـ ــرات)‪ ،‬إل ـ ــى جــانــب‬
‫لكن لضمان نجاح االستراتيجيات‪ ،‬يجب على دولة‬ ‫عن مواجهة الواقع أو‬ ‫االحتالل‪ ،‬لكنها ال تزال عاجزة ّ‬ ‫مـنــامــات ج ـنــوده‪ ،‬وأحــاطــه بأسطول‬ ‫الحالية من عمر الحرب‪ ،‬هو الصورة‪،‬‬ ‫العملية الكبرى التي تشهدها مدينة‬
‫االح ـتــال ّإم ــا أن تعمل على فصل الـجـبـهــات‪ ،‬أو أن‬ ‫التأمل فيه بشكل شامل‪ ،‬وهي معلقة في هذه الحالة‬ ‫ي ـحــاول فــي حينها بـنــاء نـظــريــة للنصر األمـيــركــي‪،‬‬ ‫م ـ ّـن ك ــام ـي ــرات امل ــراق ـب ــة وال ـت ـجـ ّـســس‪،‬‬ ‫حيث ال تترك املقاومة الـعــدو يوميًا‪،‬‬ ‫خــانـيــونــس ج ـنــوب ال ـق ـطــاع‪ ،‬ال تـبــدو‬
‫تخوض حربًا شاملة على كل منها‪ .‬وبمعنى آخر‪،‬‬ ‫تكمن خطورتها‪،‬‬ ‫حتى اآلن‪ .‬في هذه النقطة بالتحديد ُ‬ ‫نظرية أدخلته التاريخ ليس كقائد عسكري متميز‪،‬‬ ‫ن ــف ــذت فـيــه «س ــراي ــا ال ـق ــدس» عملية‬ ‫تقدم وجبة دسمة من األداء‬ ‫من دون أن ّ‬ ‫املقاومة في مناطق محافظة الشمال‬
‫لكي تستطيع خــوض حــرب اسـتـنــزاف طويلة األمــد‬ ‫واليوم هي أمام ثالثة خيارات‪:‬‬ ‫بل كمغالطة‪ .‬فقد أضحت مغالطة ماكنمارا عنوانًا‬ ‫هـجــوم صــاروخــي ومــدفـعــي نوعية‪،‬‬ ‫امليداني املذهل‪ ،‬بدقة فائقة الوضوح‪،‬‬ ‫ف ــي وارد ال ـس ـم ــاح ب ــإع ــادة تـمــوضــع‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مــع الـحـفــاظ عـلــى الـحـيــاة الطبيعية ملجتمعها‪ ،‬وأن‬ ‫التوجه نحو حــرب استنزاف طويلة األمــد تث ِقل‬ ‫ّإمــا‬ ‫عريضًا فــي كــراســات ودراسـ ــات الـحــرب فــي العالم‬ ‫حيث أطـلــق املـقــاومــون الـعـشــرات من‬ ‫تـ ـج ــلـ ـيـ ـه ــا مـ ـ ــا يـ ـ ـب ـ ــدو أنـ ـ ـه ـ ــا م ـق ــاط ــع‬ ‫هادئة لقوات العدو؛ إذ واصلت‪ ،‬خالل‬
‫حول وزير الدفاع في حينه الحرب إلى مجموعة‬ ‫كله‪ّ .‬‬ ‫صواريخ «‪ »107‬النظامية من فوهات‬ ‫ُص ـ ـ ّـورت ب ـكــام ـيــرات اح ـتــراف ـيــة‪ ،‬حتى‬ ‫املاضيني‪ ،‬تنفيذ عمليات‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األسبوعني‬
‫تـخــوضـهــا عـلــى أرض غ ــزة‪ ،‬فــإنـهــا بـحــاجــة إم ــا إلــى‬ ‫كاهلها بخسائر جسيمة‪ ،‬أو توسيع نطاق الحرب‬ ‫ّ‬
‫حيد الجبهة اللبنانية‪ ،‬أو إلى فشل في التوصل‬ ‫اتفاق ُي ّ‬ ‫وجبهاتها‪ ،‬أو الشروع في مفاوضات تنهي الحرب‬ ‫من النتائج الرقمية املبنية على ما يمكن قياسه من‬ ‫ح ـفــروهــا ف ــي بـنــايــة سـكـنـيــة مقابلة‬ ‫الـصـحــافـيــون ال ـعــام ـلــون ف ــي امل ـي ــدان‪،‬‬ ‫مــؤثــرة الحقت الدبابات اإلسرائيلية‬
‫معطيات‪ ،‬وافترض أن كل ما ال يمكن قياسه هو غير‬ ‫لـلـمــوقــع‪ .‬وم ــن جـهــة أخـ ــرى‪ ،‬أمـطــروه‬ ‫ال تـسـمــح لـهــم ال ـظ ــروف اللوجستية‬ ‫في مكامنها الجديدة‪ .‬وليل الثالثاء‬
‫إلــى هــذا االتـفــاق‪ ،‬مــا يدفعها إلــى حــرب أوس ــع‪ ،‬أو أن‬ ‫بشروط قد تكون غير محتملة بالنسبة إليها‪.‬‬ ‫ً‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫مـهــم‪ .‬ومــن ثــم أيـضــا الــوصــول إلــى استنتاج نهائي‬ ‫ب ـصــواريــخ قــوسـيــة مــن ذات ال ـطــراز‪،‬‬ ‫بحملها واستخدامها‪.‬‬ ‫‪ -‬األرب ـ ـعـ ــاء مـ ـث ــا‪ ،‬خ ــاض ــت امل ـق ــاوم ــة‬
‫تجبر على الرضوخ لشروط وقف إطالق النار التي‬ ‫وبدال ًمن أن تقدم على اختيار‪ ،‬تقرر عدم االختيار‪،‬‬ ‫ومــن جهات ثالثة ورابعة وخامسة‪،‬‬ ‫ّأم ــا فــي جـنــوب ال ـق ـطــاع‪ ،‬حـيــث ذروة‬ ‫ن ـح ــو خ ـم ـســة اش ـت ـب ــاك ــات ف ــي ن ـقــاط‬
‫تجمع بــن الجبهتني‪ ،‬مــا ينهي الـحــرب تحت سقف‬ ‫مدفوعة أيضًا بالصراع بني قادتها حول تصورات‬ ‫مـفــاده أن كــل مــا ال يمكن قياسه هــو غير مــوجــود‪.‬‬ ‫دك ســاح املدفعية «ال ـهــاون» املوقع‬ ‫ّ‬ ‫ال ـق ـتــال‪ ،‬واملـ ـي ــدان األك ـث ــر زخ ـم ــا‪ ،‬فقد‬ ‫ال ـت ـم ــاس‪ ،‬اض ـط ـ ّـر ج ـيــش ال ـع ــدو على‬
‫الطموحات اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫مختلفة للواقع‪ ،‬بما في ذلك تصور نتنياهو إلمكانية‬ ‫وهكذا غرقت أميركا في حرب كانت تظهر الحسابات‬ ‫الـ ـ ــذي رصـ ـ ــد جـ ـيـ ـدًا‪ ،‬ب ــال ـع ـش ــرات مــن‬ ‫ُ‬ ‫زج جـيــش ال ـعــدو بنحو ‪ 300‬دبــابــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إث ــره ــا إل ــى إع ـ ــادة ال ـت ـقـ ّـدم ف ــي أح ـيــاء‬
‫أخـ ـيـ ـرًا‪ ،‬أع ـل ـنــت دولـ ــة االحـ ـت ــال أن ـهــا ج ــاه ــزة أيـضــا‬ ‫الـنـجــاة السياسية مــن خ ــال الــدفــع بعجلة الـحــرب‪،‬‬ ‫الرقمية انتصارها‪ ،‬بينما كــان صــراع اإلرادات على‬ ‫ق ــذائ ــف الـ ـه ــاون ال ـن ـظــام ـيــة الـعــالـيــة‬ ‫والعديد األكبر من القوات الخاصة‪.‬‬ ‫ال ـتــوام وجـبــالـيــا الـبـلــد‪ ،‬بـهــدف إقــامــة‬
‫لالستيالء على محور فيالدلفيا‪ ،‬وأنها قد وسعت‬ ‫وبــاســم ض ــرورة الــوحــدة فــي الـحــرب يبقى املـلــك بال‬ ‫أرض املعركة يفيد بما هــو عكس ذلــك؛ أن الــواليــات‬ ‫الدقة‪.‬‬ ‫وم ــع م ـضـ ّـي أك ـثــر م ــن ‪ 30‬يــومــا ّعلى‬ ‫ج ــدار ص ـ ّـدي بــالـنــار‪ ،‬يمنع املقاومني‬
‫مــن عملياتها العسكرية فــي خ ــان يــونــس ومنطقة‬ ‫منازع‪.‬‬ ‫املتحدة تخسر حرب االستنزاف مع مقاومة شرسة‬ ‫فــي خــاصــة األم ــر‪ ،‬يمكن التقدير أن‬ ‫بـ ــدء ال ـه ـج ــوم هـ ـن ــاك‪ ،‬ح ـيــث تــوغ ـلــت‬ ‫م ــن الـ ــوصـ ــول إلـ ــى م ـن ــام ــات ج ـن ــوده‬
‫لــم ت ـتـ َ‬ ‫امل ـق ــاوم ــة ّ‬
‫الوسط في قطاع غزة‪ ،‬وتأتي هذه اإلعالنات كأدوات‬ ‫ُيعاد طرح السؤال املحوري‪ :‬ما الخطوات التالية بعد‬ ‫ـوان عــن االس ـت ـمــرار ول ــم تستسلم أم ــام أرق ــام‬ ‫دم ـ ــرت‪ ،‬م ـنــذ ب ــدء الـعـمـلـيــة‬ ‫ومخيماتهم عـلــى األطـ ــراف الشرقية‬
‫وقياسات اليانكي‪.‬‬ ‫البرية‪ ،‬أكثر من ‪ 1000‬دبابة‪ ،‬وال تزال‬ ‫وال ـغ ــرب ـي ــة ل ـش ـم ــال الـ ـقـ ـط ــاع‪ .‬وخ ــال‬
‫ضـغــط عـلــى امل ـقــاومــة ف ــي غ ــزة‪ ،‬وكـتـحــديــد أله ــداف‬ ‫ال ـح ــرب؟ اإلج ــاب ــة ع ــن ه ــذا ال ـس ــؤال تـبـقــى ملتبسة‪.‬‬ ‫تمتلك زم ــام املــوقــف امل ـيــدانــي‪ ،‬إذ لم‬ ‫األيــام الخمسة املاضية‪ ،‬أعلن العدو‪،‬‬
‫املرحلة املقبلة‪ ،‬بهدف الوصول إلى هدنة ولكن دون‬ ‫االستراتيجية الحالية تتجه نحو االستمرارية‪ ،‬وليس‬ ‫فــي خـضــم ال ـحــرب عـلــى غ ــزة‪ ،‬يـبــرز بـعــض املحللني‬ ‫أي جبهة‪ ،‬ولم يسقط ّ‬ ‫تتداع ّ‬‫َ‬
‫أي محور‬ ‫بشكل يومي‪ ،‬مقتل وإصابة العشرات‬
‫وقف إطالق نار شامل مع إطالق جزء من األسرى‬ ‫هذا فحسب‪ ،‬بل هناك جهود متعمدة لتعزيز الصمود‬ ‫ال ــذي ــن أع ـم ـت ـهــم ه ــزي ـم ــة ال ـف ــرق ــة ال ـج ـنــوب ـيــة لـجـيــش‬ ‫ق ـتــال‪ .‬وس ــط ذل ــك ك ـلــه‪ ،‬تـشـبــه عملية‬ ‫من جنوده‪.‬‬
‫ً‬ ‫ال تزال المقاومة‬
‫لدى املقاومة‪ .‬وهنا عمليات التدمير املمنهج التي قام‬ ‫النفسي لــدى املجتمع الصهيوني‪ ،‬اسـتـعــدادًا لحرب‬ ‫االحتالل في السابع من أكتوبر ليستفيقوا قليال من‬ ‫التطهير التي يقوم بها العدو ملناطق‬ ‫وف ــي ال ـت ـفــاح وال ـ ــدرج‪ ،‬ي ـبــدو واضـحــا‬
‫الصدمة األولية ّ‬
‫بها االحتالل ضمن فتح أفــق التهجير تجعل املــزاج‬ ‫ويعبروا عن مخاوفهم املتزايدة من‬ ‫ش ــدي ــدة ال ـع ـنــاد وال ـع ـنــف‪ ،‬مـثــل بيت‬ ‫الموقف‬
‫َ‬ ‫تمتلك زمام‬ ‫املـ ـ ــدى الـ ـ ــذي تـ ـش ـ ّـرب ف ـي ــه امل ـق ــاوم ــون‬
‫ُ‬
‫العام في قطاع غزة نفسه يفضل تحقيق إنجاز ينهي‬ ‫أن دولــة االحتالل تواجه معضلة استراتيجية‪ ،‬غير‬ ‫ح ــان ــون وج ـبــال ـيــا وال ـش ـيــخ رض ــوان‬ ‫الميداني‪ ،‬إذ لم تتداع‬ ‫حيث ال تظهر املقاطع‬
‫ٌّ‬ ‫سلوك الـعــدو‪ّ ،‬‬
‫الحرب على أي وقف مؤقت إلطالق النار‪ ،‬فأحيانًا ما‬ ‫قــادرة على حسم املـعــارك في غــزة ومــا زالــت تؤجل‬ ‫أي طبيب لم‬ ‫والشجاعية‪ ،‬ما يقوم به ّ‬ ‫صورة ملتقطة من فيديو نشرته «كتائب ّ‬
‫القسام»‬ ‫ّ‬ ‫املـصـ ّـورة التي تبثها كــل مــن «كتائب‬
‫يكون حجم الخسارة املادية والبشرية محفزًا ملعادلة‬ ‫معظم القرارات التي تتطلب الحزم والجزم‪ .‬فهي‪ ،‬من‬ ‫بقسم املهنة‪ ،‬في تطبيب الجروح‬ ‫يبر َ‬ ‫ّ‬ ‫أي جبهة‪ ،‬ولم يسقط‬ ‫ّ‬ ‫الـقـســام» و»ســرايــا ال ـقــدس»‪ ،‬مستوى‬
‫ُّ‬
‫تعلي من استمرار املعركة على توقف مؤقت‪.‬‬ ‫ها هي «متالزمة غزة» تبدأ بأخذ‬ ‫جـهــة‪ ،‬ال تستطيع إن ـقــاذ األس ــرى لــدى املـقــاومــة وال‬ ‫ظاهريًا ومن دون عناية‪ .‬هكذا‪ ،‬خرج‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أي محور قتال‬ ‫تمكن املقاومني وجرأتهم ّ في مواجهة‬
‫العدو من كل املناطق التي اجتاحها‪،‬‬ ‫صفرية‪ ،‬ليقوموا بمهامهم بأعصاب‬ ‫مسيرها‪ ،‬يطل املقاومون بني األزقــة‬ ‫دب ــابــات االح ـتــال فــي عـمــق املناطق‬ ‫ّالجنود والدبابات املتوغلة فحسب‪،‬‬
‫بمعنى آخر‪ ،‬تسعى دولة االحتالل إلى تحقيق نصر‬ ‫شكلها في ّالوعي الصهيوني‪،‬‬ ‫ترغب فــي إيـقــاف الـحــرب كشرط إلطــاق سراحهم‬ ‫مثقال بخيبة استمرار الفعل امليداني‪،‬‬
‫َ ً‬ ‫بـ ــاردة لـلـغــايــة‪ ،‬ثــم يـخـتـفــون‪ .‬وخــال‬ ‫ّ‬
‫واألبنية‪ ،‬ومن شرفات املنازل‪ ،‬يوميًا‪،‬‬ ‫الـشــرقـيــة وال ـغــرب ـيــة مــن املــدي ـنــة‪ ،‬من‬ ‫استهزاء بالعدو‪ ،‬املسلح بآليات‬ ‫ً‬ ‫إنما‬
‫برمتها ملصلحتها‪،‬‬ ‫يغير املـعــادلــة ّ‬ ‫مطلق‪ ،‬أو نصر ّ‬ ‫حيث تتجلى في السعي‬ ‫عبر التفاوض‪ .‬ومن جهة أخــرى‪ ،‬ال تقدر على وقف‬ ‫مـ ّـدة العملية البرية في تلك املنطقة‪،‬‬ ‫مل ـب ــاغ ـت ــة جـ ـن ــود ال ـ ـعـ ــدو مـ ــن م ـســافــة‬ ‫دون أن تـسـتـمـيــت امل ـق ــاوم ــة لعرقلة‬ ‫َ‬
‫ودماء األبرياء‪.‬‬ ‫ثـقـيـلــة ال ـح ــرك ــة‪ ،‬ي ـظ ـهــر ف ــي مـقــابـلـهــا‬
‫ّ‬ ‫القصف التدميري لغزة إلرضــاء حلفائها وتخفيف‬
‫مستغرقة فــي حـســابــات يــومـيــة حــول عــدد فــوهــات‬ ‫لتحقيق انتصار مطلق في‬ ‫وطــأة التحوالت الكبرى في الــرأي العام العاملي‪ ،‬بما‬
‫األنفاق التي دمرتها‪ ،‬أو أعداد مشكوك فيها للمقاتلني‬
‫منطق عسكري ال يمنح سوى‬
‫ّ‬
‫الفلسطينيني‪ ،‬وتفكيك بنية املـقــاومــة‪ ،‬أو السيطرة‬ ‫في ذلك في الواليات املتحدة‪ ،‬حيث أصبحت معاداة‬
‫الكاملة على الفضاء‪ .‬كل هذه االدعاءات تتأرجح بني‬ ‫الهزائم أو االنتصارات النسبية‬ ‫الـصـهـيــونـيــة ج ــزءًا مــن وع ــي جـيــل أم ـيــركــي جــديــد‪.‬‬
‫الحقائق واملبالغة‪ ،‬لكن األهم هو تجاهلها ملا ال يمكن‬
‫قياسه‪ ،‬أو ما ال يمكن تحويله إلى صيغة رقمية‪ ،‬بما‬
‫في ذلــك امليزان النفسي واملــأزق االستراتيجي ولغة‬
‫تجر دولة االحتالل نحو خيارات بدون‬ ‫الحرب التي ّ‬
‫وهي‪ ،‬من ناحية أخرى‪ ،‬لم تتخذ قرارًا جديًا بتوسعة‬
‫الجبهة الشمالية والدخول في حرب أوسع مع لبنان‪،‬‬
‫وتستقر في إدارتـهــا للحرب على أرقــام مصطنعة‪،‬‬
‫ّتدعي فيها قتل ما يقارب ‪ 8000‬من مقاتلي املقاومة‬
‫بدء العودة إلى الشمال‪ ...‬واألميركيون يمتصون زخم الحرب‬
‫ً‬ ‫دون أن يكون لهذا الــرقــم دليل قــاطــع‪ ،‬بــل هــو مبني‪،‬‬
‫القدرة على الحسم‪ ،‬وتضعها في شبكة معقدة من‬ ‫طويلة‪ ،‬شماال وجنوبًا‪ ،‬وترسيخ مفهوم الضرورة في‬ ‫م ـ ـسـ ــؤولـ ــة»‪ ،‬فـ ــي إشـ ـ ـ ــارة إل ـ ــى وزيـ ــر‬ ‫إسرائيل»‪ ،‬لكن «حماس ال تزال لديها‬ ‫ال ـق ـســام» ف ــي ل ـب ـنــان‪ ،‬ع ــادت األن ـظــار‬ ‫الثالثة» من الحرب‪ ،‬لكن ضمن حدود‬ ‫ب ـعــد ان ـس ـح ــاب ق ـ ــوات االحـ ـت ــال من‬ ‫ّ‬
‫تستمر‬ ‫لـلـيــوم ال ـ ـ ‪ 89‬عـلــى ال ـت ــوال ــي‪،‬‬
‫املعضالت التي تطمح للخروج منها متفوقة‪ .‬ولكن ما‬ ‫التضحية باألبناء وتحمل العبء االقـتـصــادي‪ .‬بعد‬ ‫حـســب اع ـتــراف ـهــا‪ ،‬عـلــى مـعـلــومــات تـمـتـلــك مستوى‬ ‫املالية بتسلئيل سموتريتش‪ ،‬ووزير‬ ‫قـ ــدرات كـبـيــرة ف ــي ق ـطــاع غـ ــزة»‪ .‬لكن‬ ‫ـوج ــه إل ـ ـ ــى اح ـ ـت ـ ـمـ ــاالت ت ـ ّ‬
‫ـوس ــع‬ ‫لـ ـلـ ـت ـ ّ‬ ‫شمال غــزة فقط‪ ،‬من دون إعــان ذلك‬ ‫ع ـ ــدة أحـ ـي ــاء ف ــي غ ـ ــرب م ــدي ـن ــة غ ــزة‪،‬‬ ‫ال ـحــرب اإلســرائـيـلـيــة الهمجية على‬
‫يتضح أن حربًا طويلة األمد في غزة اليوم تحتاج إلى‬ ‫السابع من أكتوبر‪ ،‬استقر في املجتمع الصهيوني‬ ‫دق ــة منخفضًا إل ــى مـتــوســط‪ .‬تـعـلــن مـ ــرارًا وت ـكــرارًا‬ ‫«األمن القومي» إيتمار بن غفير‪.‬‬ ‫اإلشارة األهم‪ ،‬كانت في تأكيد كيربي‬ ‫املعركة‪ ،‬وتحولها إلى حرب إقليمية‬ ‫ّ‬ ‫رسميًا من قبل الجيش أو «كابينت‬ ‫ومـ ـنـ ـطـ ـق ــة الـ ـ ـش ـ ــاط ـ ــئ‪ ،‬إضـ ـ ــافـ ـ ــة إلـ ــى‬ ‫قـطــاع غ ــزة‪ ،‬فــي ظــل اش ـت ــداد املـعــارك‬
‫فــي املـقــابــل‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫بــن املـقــاومــة وال ـعـ ّ‬
‫حل للتأزيم اإلقليمي وخاصة في باب املندب‪ ،‬وفي‬ ‫مستوى معني من الـقــدرة على التحمل والتضحية‪،‬‬ ‫أنها سيطرت على شمال القطاع‪ ،‬وتفيد معلومات‬ ‫وج ــه سموتريتش وبن‬ ‫«أن ال ـه ـج ــوم ال ـع ـس ـكــري ل ــن يقضي‬ ‫متكملة الـعـنــاصــر‪ ،‬وخ ـصــوصــا أنــه‬ ‫ُ ّ‬ ‫الـحــرب»‪ .‬وبحسب شهود عيان‪ ،‬فإن‬ ‫مدينتي جباليا وبيت الهـيــا‪ .‬وبــات‬ ‫ـدو‪ ،‬فــي املنطقتني‬
‫ّ‬ ‫توقع أن ّ‬
‫الجنوب اللبناني‪.‬‬ ‫نتيجة للعمليات ال ـك ـبــرى وتــأثـيــرهــا الـسـلـبــي على‬ ‫عــن قتلى الـجـيــش ب ــأن الـعــديــد منهم يسقطون في‬ ‫غفير انتقادات للواليات املتحدة على‬ ‫«نتقبل‬ ‫على فكر حـمــاس»‪ ،‬مضيفًا‪:‬‬
‫ّ‬
‫ترد املقاومة في لبنان على‬ ‫ي‬ ‫أعدادًا كبيرة من الفلسطينيني بدأت‬ ‫معلومًا أن الجيش اإلســرائـيـلــي بدأ‬ ‫ال ــوس ـط ــى وال ـج ـنــوب ـيــة م ــن ال ـق ـطــاع‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫االنـ ـتـ ـق ــال إل ـ ــى م ــا ي ـس ـ ّـم ــى «امل ــرح ـل ــة‬ ‫مـقــابــل ت ــراج ــع حـ ّـدت ـهــا ف ــي الـشـمــال‪،‬‬
‫كــانــت املغالطة الـتــي وقــع فيها الــدفــاع األمـيــركــي في‬ ‫سمعة الجيش والدولة‪ ،‬والقلق الشديد الذي ُزرع في‬ ‫شـمــالــه‪ ،‬فـضــا عــن إط ــاق الـصــواريــخ مــن الـشـمــال‪.‬‬ ‫خلفية موقفها مــن تصريحاتهما‪.‬‬ ‫فـكــرة أن حـمــاس سـتـظــل م ــوج ــودة»‪.‬‬ ‫االغتيال الذي تم في قلب الضاحية‬ ‫ب ــال ـع ــودة إل ــى ال ـش ـم ــال‪ ،‬م ــن دون أن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كل ذلــك يحصل أمــام خــوف معارضي نتنياهو من‬ ‫ون ـق ـل ــت ه ـي ـئ ــة الـ ـب ــث اإلس ــرائ ـي ـل ـي ــة‬ ‫أمس‪،‬‬ ‫ومــع تــداول معلومات أول من ّ‬ ‫ال ـج ـنــوب ـيــة‪ ،‬م ــع م ــا يـعـنـيــه ذلـ ــك من‬ ‫العدو من منعها‪ ،‬رغم قصفه‬ ‫يتمكن‬
‫حربه ضد فييتنام مكلفة‪ ،‬ألنها أدت إلــى إطالة أمد‬ ‫النفوس‪ .‬هذا املستوى من املرونة تقبل التضحيات‬ ‫ال ــرس ـم ـي ــة عـ ــن س ـم ــوت ــري ـت ــش قــولــه‬ ‫عـقــب اغـتـيــال الـ ـع ــاروري‪ ،‬عــن تــوقــف‬ ‫خ ـ ــرق ب ــال ــغ فـ ــي قـ ــواعـ ــد االشـ ـتـ ـب ــاك‪،‬‬ ‫املدفعي املتواصل‪ ،‬وغاراته الجوية‪،‬‬
‫الحرب دون تحقيق النتائج املرجوة‪ .‬بل أوجدت أيضًا‬ ‫هو ما تسعى القيادة العسكرية إلى الحفاظ عليه‪ ،‬ما‬ ‫أن تكون الحرب‪ ،‬أي حرب طويلة األمد‪ ،‬هي الضامن‬ ‫إن «أك ـ ـثـ ــر مـ ــن ‪ %70‬مـ ــن ال ـج ـم ـهــور‬ ‫امل ـ ـفـ ــاوضـ ــات ح ـ ــول ت ـ ـبـ ــادل األس ـ ــرى‬ ‫وتــوسـيــع لــرقـعــة ال ـنــار اإلســرائـيـلـيــة‬ ‫على قلتها في الشمال‪.‬‬
‫ّ‬
‫«مـتــازمــة فييتنام»‪ ،‬وهــي متالزمة تجنب الـحــروب‬ ‫يدفعها نحو حرب نفسية وإعالمية ّ‬
‫موجهة داخليًا‪،‬‬ ‫الوحيد لبقائه في الحكم‪ ،‬وأن مغالطة ماكنمارا تأتي‬ ‫ً‬ ‫اإلس ــرائـ ـيـ ـل ــي يـ ـ ّ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫ـؤيـ ــد ح ـ ــا إن ـســان ـيــا‬ ‫ووق ــف ال ـحــرب‪ ،‬أك ــد كـيــربــي أم ــس أن‬ ‫عـلــى األراض ـ ــي الـلـبـنــانـيــة‪ .‬ول ـك ــن‪ ،‬ال‬ ‫ل ـ ـ ـكـ ـ ــن‪ ،‬ف ـ ـ ــي امل ـ ـن ـ ـط ـ ـق ـ ـتـ ــن الـ ــوس ـ ـطـ ــى‬
‫البرية‪ .‬وها هي «متالزمة غزة» تبدأ بأخذ شكلها في‬ ‫تعلي من شأن اإلحصاءات الرقمية للمعركة وتسعى‬ ‫أيضًا ضمن سعي األخير الستدامة حكمه وتجنب‬ ‫لـتـشـجـيــع ال ـه ـجــرة ال ـطــوع ـيــة لـعــرب‬ ‫«مـحــادثــات اإلف ــراج عــن الــرهــائــن من‬ ‫يــزال األميركيون‪ ،‬كما يعلنون‪ ،‬غير‬ ‫والـجـنــوبـيــة‪ ،‬ال ت ــزال ق ــوات االحـتــال‬
‫املحاكم القضائية ولحظة املحاسبة على ما حصل‬ ‫ّ‬
‫الوعي الصهيوني‪ ،‬حيث تتجلى في السعي لتحقيق‬ ‫جاهدة إلخفاء أو التقليل من وضوح تكلفة املعركة‬ ‫غزة واستيعابهم في بلدان أخرى»‪.‬‬ ‫وبجدية»‪.‬‬ ‫غزة جارية‬ ‫راغبني في دخول املنطقة في صراع‬ ‫ت ـبــذل ج ـه ــودًا هـجــومـيــة ك ـب ـيــرة‪ ،‬في‬
‫انـتـصــار مطلق فــي منطق عسكري ال يمنح سوى‬ ‫في قطاع غزة‪ :‬الجرحى‪ ،‬والجنود الخاضعون إلعادة‬ ‫في السابع من أكتوبر‪.‬‬ ‫وأضاف أن «املجتمع اإلسرائيلي لن‬ ‫م ـ ـ ــن ج ـ ـه ـ ـت ـ ـهـ ــا‪ ،‬أك ـ ـ ـ ـ ــدت ال ـ ـخـ ــارج ـ ـيـ ــة‬ ‫إقليمي واسع‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬قال‬ ‫م ـح ــاول ــة ل ـل ـس ـي ـطــرة ع ـلــى مـخـيـمــات‬
‫الـهــزائــم أو االنـتـصــارات النسبية‪ .‬وفــي حــن يتراكم‬ ‫التأهيل‪ ،‬واألضــرار النفسية‪ ،‬وحتى القتلى الذين لم‬ ‫ُيخفي ثقل الـحــدث والسعي لخلق ســرديــة انتصار‬ ‫يوافق على استمرار هذا الواقع في‬ ‫األمـيــركـيــة أن «م ــا نــريــد أن ن ــراه في‬ ‫منسق االتصاالت االستراتيجية في‬ ‫ّ‬ ‫ال ـ ـبـ ــريـ ــج وامل ـ ـ ـ ـغـ ـ ـ ــازي وال ـ ـن ـ ـص ـ ـيـ ــرات‬
‫اإلحباط‪ ،‬ال يتشكل هذا اإلحباط من ارتطام واقعي‬ ‫ّ‬ ‫أن ــه ال تــوجــد نـظــريــة ج ــادة‪ ،‬أو حـتــى حـجــة حقيقية‬ ‫غزة‪ ،‬نحن مطالبون بإعادة التفكير‬ ‫نـ ـه ــاي ــة هـ ـ ــذا الـ ـ ـص ـ ــراع هـ ــو أن ن ــرى‬ ‫«مـجـلــس األم ــن الـقــومــي» األمـيــركــي‪،‬‬ ‫بشكل خــاص فــي الــوسـطــى‪ ،‬ومدينة‬
‫تتسرب قصص موتهم إلى الوعي الصهيوني بشكل‬
‫يمكن الـبــدء فــي بنائها نستطيع مــن خاللها رؤيــة‬ ‫واملشاركة مع أصدقائنا في املجتمع‬ ‫غ ــزة وال ـض ـفــة الـغــربـيــة تـحــت قـيــادة‬ ‫جـ ــون ك ـي ــرب ــي‪ ،‬أمـ ـ ــس‪ ،‬إن بـ ـ ــاده «ال‬ ‫خانيونس‪ ،‬في الجنوب‪ .‬وعلى الرغم‬
‫وشامل مع الحقائق‪ ،‬بل يكون اإلحباط جزءًا من تلك‬ ‫كبير‪.‬‬ ‫الـ ـ ــدولـ ـ ــي»‪ .‬وزع ـ ـ ــم س ـم ــوت ــري ـت ــش أن‬ ‫واحدة»‪ ،‬مشيرة إلى أن «تصريحات‬ ‫تريد أن تتسع الحرب بني إسرائيل‬
‫ّ‬
‫من ذلك‪ ،‬تفيد املعطيات امليدانية بأنه‬
‫األمور التي ال يمكن حسابها أو ترجمتها إلى أرقام‬ ‫ومــن املمكن أن تـكــون ُ إ ّح ــدى نتائج عملية «طــوفــان‬ ‫انتصار إسرائيلي دون أن يكون بالحد األدنى ثمنه‬ ‫ال تـقـ ّـدم جــديــا منذ أكـثــر مــن أسـبــوع‪،‬‬
‫ً‬ ‫«مليون شخص في غزة يستيقظون‬ ‫الــوزيــريــن اإلسرائيليني حــول إعــادة‬ ‫وحماس في املنطقة»‪ ،‬مشيرًا الى أنه‬
‫وإحصاءات‪ .‬إنه إحباط دموي ومدمر ومكلف‪ ،‬حيث‬ ‫األق ـصــى» أن القيمة املـعــلـقــة لجسد املـسـتــوطــن في‬ ‫حــرب استنزاف طويلة شماال وجنوبًا‪ ،‬دون القدرة‬ ‫كل صباح ويحملون رغبة في تدمير‬ ‫توطني سكان غــزة تحريضية وغير‬ ‫أي عــاقــة مــن قريب‬ ‫«ل ــم تـكــن لــديـنــا ّ‬ ‫أح ــرزه الـعــدو فــي خانيونس‪ ،‬بينما‬
‫تسعى دولة االحتالل إلى انتصار مثالي يعيد إليها‬ ‫فلسطني قد تدهورت‪ ،‬بمعنى أنه لم ُيعد قيمته كما‬ ‫على عودة حقيقية لحياة طبيعية في الداخل‪ ،‬تخرج‬ ‫إس ـ ــرائـ ـ ـي ـ ــل»‪ ،‬م ـع ـت ـب ـرًا أن «ال ـس ـي ــاق‬ ‫أو ب ـع ـيــد ب ــال ـه ـج ــوم ال ـ ــذي وقـ ــع فــي‬ ‫تمكنت قواته من التوغل في أطراف‬
‫صورتها كدولة قوية تمتلك عوامل الــردع وال يمكن‬ ‫كان‪ ،‬بحكم أعداد القتلى وأعداد املخطوفني‪ ،‬وضرورات‬ ‫منها دولة االحتالل أفقر ومتهمة بأكبر جريمة في‬ ‫سيكون مختلفًا إذا كــان هـنــاك ‪100‬‬ ‫بيروت»‪ ،‬لكن واشنطن ستعمل على‬ ‫مخيم البريج‪ ،‬حيث تدور اشتباكات‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫املساس بها‪ ،‬دولة يمكنها أن تستقر وت ِّثبت وجودها‬ ‫التضحية باملزيد‪ ،‬بل حتى التفكير والنقاش العلني‬ ‫الـقــرن الــواحــد والـعـشــريــن‪ .‬حــالـيــا‪ ،‬يعاني االقتصاد‬ ‫ألــف أو ‪ 200‬ألــف عربي في غــزة بدال‬
‫ّ‬
‫«ال ـح ـف ــاظ ع ـلــى ال ــوج ــود الـعـسـكــري‬ ‫ع ـن ـي ـفــة م ــع املـ ـق ـ ُـاوم ــن‪ .‬وف ـ ــي خـضــم‬
‫في املنطقة العربية‪ .‬هذا يخلق حالة دائمة من اإلحباط‬ ‫الــذي يــدور بــن أقـطــاب اليمني الـتــي تــرى أن املجتمع‬ ‫اإلســرائ ـي ـلــي م ــن ركـ ــود‪ ،‬والـتـعـلـيــم ال ـعــالــي مـتــوقــف‪،‬‬ ‫مــن مليونني»‪ .‬ب ــدوره‪ ،‬أكــد بــن غفير‬ ‫األمـ ـ ـ ـي ـ ـ ــرك ـ ـ ــي ف ـ ـ ــي مـ ـنـ ـطـ ـق ــة الـ ـ ـش ـ ــرق‬ ‫هذه التطورات‪ ،‬أعلن عن مقتل أسير‬
‫والسياحة توقفت‪ ،‬والهجرة العكسية ازدادت‪ ،‬وال يزال‬ ‫أن «إس ــرائ ـي ــل لـيـســت نـجـمــة أخ ــرى‬ ‫األوسط»‪.‬‬ ‫إســرائ ـي ـلــي ف ــي غـ ــزة‪ ،‬خ ــال مـحــاولــة‬
‫ُس ّجل تراجع الفت في‬
‫ألن «النصر املثالي» غير قابل للتحقيق‪ ،‬مــا يــؤدي‬ ‫الصهيوني ونجاته أهــم من عــودة املخطوفني‪ ،‬وبني‬ ‫عـ ـل ــى الـ ـعـ ـل ــم األم ـ ـي ـ ــرك ـ ــي»‪ ،‬مـضـي ـفــا‬ ‫أما في ما يتعلق بالعملية العسكرية‬
‫ّ‬
‫ت ـ ـحـ ــريـ ــره‪ ،‬الـ ـشـ ـه ــر امل ـ ــاض ـ ــي‪ ،‬وع ـ ــدم‬
‫إلى خيبة أمل ممزوجة بعدوانية‪ ،‬وهو إحباط دموي‬ ‫أهــالــي األس ــرى لــدى املـقــاومــة الــذيــن يــريــدون الـعــودة‬ ‫أكثر من مئتي ألف مستوطن من الشمال والجنوب‬ ‫ّ‬
‫أن «ال ـ ــوالي ـ ــات امل ـت ـح ــدة ه ــي أف ـضــل‬ ‫نفسها في غزة‪ ،‬فقد ُس ّجل تراجع الفت‬ ‫التمكن من استرجاع جثته‪ ،‬إضافة‬
‫يجعل الفاعل السياسي غير قادر على رؤية الواقع‬ ‫السريعة ألبنائهم حتى لو كان على حساب إيقاف‬ ‫خارج بيوتهم‪ ،‬موزعني في الفنادق والشقق في طول‬ ‫ص ــدي ــق إلس ــرائـ ـي ــل‪ ،‬ولـ ـك ــن ق ـب ــل كــل‬ ‫الخطاب األميركي‬ ‫في الخطاب األميركي بخصوصها‪،‬‬ ‫إلى إصابة جنديني بجروح خطيرة‬
‫غير قادر على تحقيق هدفه املثالي‪،‬‬ ‫البالد وعرضها‪ .‬بينما يقتل بشكل يومي بني ‪ ٣‬و‪٤‬‬
‫وفي الوقت نفسه ّ‬ ‫الحرب‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬هذا النقاش له أيضًا تداعياته‬
‫جنود‪ ،‬ويجرح عشرات آخرون‪.‬‬
‫شــيء سيفعل اإلسرائيليون مــا هو‬ ‫بخصوص العملية‬ ‫حيث بــدأت التوقعات بالتراجع‪ ،‬من‬ ‫ومقتل مستوطن‪.‬‬
‫فيبقى في حالة معلقة‪.‬‬ ‫على عملية جذب املستوطنني الجدد من أنحاء العالم‬ ‫األفضل لهم»‪ .‬ورأى أن «هجرة مئات‬ ‫هـ ــدف ال ـق ـض ــاء ع ـلــى «حـ ـم ــاس» إلــى‬ ‫ومـ ــع تـنـفـيــذ الـ ـع ــدو عـمـلـيــة اغ ـت ـيــال‬
‫* باحث فلسطيني‬ ‫بعد أفــول الحرب‪ ،‬وعلى بقاء العديد منهم في دولة‬ ‫ل ــذا‪ ،‬تـجــد دول ــة االح ـتــال نفسها فــي مــواجـهــة واقــع‬ ‫اآلالف مــن الـقـطــاع ستسمح لسكان‬ ‫العسكرية في غزة‬ ‫إض ـعــاف ـهــا‪ ،‬واآلن إل ــى «ت ـفـ ّـهــم» أنـهــا‬ ‫نائب رئيس املكتب السياسي لحركة‬
‫غ ـ ــاف غ ـ ــزة ب ــالـ ـع ــودة إل ـ ــى دي ــاره ــم‬ ‫سـتـبـقــى‪ .‬وقـ ــال كـيــربــي إن «الـجـيــش‬ ‫«حماس»‪ ،‬الشيخ صالح العاروري‪،‬‬
‫والعيش في أمان»‪.‬‬ ‫اإلسرائيلي يستطيع تقويض قدرة‬ ‫أول من أمس في الضاحية الجنوبية‬
‫(األخبار)‬ ‫حـ ـم ــاس عـ ـل ــى شـ ــن هـ ـجـ ـم ــات داخـ ــل‬ ‫ل ـب ـيــروت‪ ،‬مــع مجموعة مــن «كتائب‬
‫‪9‬‬ ‫العالم‬
‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬ ‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬

‫العالم‬ ‫‪8‬‬
‫طوفان األقصى‬

‫بيان تهديد مشترك ضد صنعاء‪:‬‬


‫ارتفاع قياسي‬
‫أن جميع البوارج األميركية والغربية‬
‫تـ ـتـ ـم ــرك ــز ب ـ ــالـ ـ ـق ـ ــرب م ـ ــن ال ـ ـسـ ــواحـ ــل‬
‫اإلري ـت ــري ــة ال ـت ــي ت ــوج ــد فـيـهــا قــواعــد‬
‫أمـيــركـيــة وإســرائ ـي ـل ـيــة‪ .‬ورغ ــم وج ــود‬

‫واشنطن ولندن تواصالن التهويل‬ ‫تلك الـقــوات بشكل كثيف‪ ،‬إال أنها لم‬
‫تكن قادرة على اعتراض هجوم يمني‬

‫في رسوم الشحن‬


‫ضــد سـفــن ال ـك ـيــان‪ .‬وتــوضــح مـصــادر‬
‫م ــاحـ ـي ــة ي ـم ـن ـي ــة‪ ،‬فـ ــي تـ ـص ــري ــح إل ــى‬
‫«األخبار»‪ ،‬أن عددًا من السفن التابعة‬
‫حتى السابع من الجاري‪،‬‬ ‫التي ّتستمر ْ‬ ‫أوروب ـ ـ ــا وأم ــاك ــن أخ ـ ـ ــرى»‪ ،‬مـضـيـفــا أن‬ ‫لندن ــ سعيد محمد‬ ‫للشركة الفرنسية «ســي إم آ سي جي‬
‫ق ـ ــد أخـ ـ ـ ـ ــرت مـ ــنـ ــح تـ ـف ــوي ــض ل ـل ـج ـيــش‬ ‫«ه ـج ـمــات (ال ـحــوث ـيــن) ت ـعـ ّـرض حياة‬
‫ّ‬ ‫إم» مـ ـ ّـرت م ــن دون اع ـت ــراض م ــن قبل‬
‫الـ ـب ـ ّـح ــارة األب ـ ــري ـ ــاء ل ـل ـخ ـطــر‪ ،‬وت ـفــاقــم‬

‫«حارس االزدهار»‬
‫املـلـكــي بـشــن هـجـمــات‪ ،‬كـمــا أن جـهــودًا‬ ‫أعلن وزيــر الــدفــاع البريطاني‪ ،‬غرانت‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫القوات البحرية اليمنية كون وجهتها‬
‫لضم دولتني أخريني إلى البيان‬ ‫تبذل‬ ‫املعاناة اإلنسانية في اليمن‪ ،‬وتزعزع‬ ‫ش ـ ـ ــاب ـ ـ ــس‪ ،‬ف ـ ـ ــي م ـ ـقـ ــالـ ــة ف ـ ـ ــي ص ـح ـي ـف ــة‬
‫ّ‬ ‫لــم تكن إســرائـيــل‪ ،‬باستثناء السفينة‬
‫املشترك‪ .‬وكــان الناطق الرسمي باسم‬ ‫استقرار املنطقة األوسع»‪ .‬وكان قد شن‬ ‫«ت ـ ـل ـ ـغـ ــراف» ال ـي ـم ـي ـن ـيــة ال ـل ـن ــدن ـي ــة‪ ،‬أن‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫حـكــومــة ب ــاده «ل ــن ت ـت ـ ّ‬ ‫«ت ـي ــج» ال ـتــي كــانــت مــتـجـهــة إل ــى أحــد‬
‫ال ـح ـك ــوم ــة ال ـب ــري ـط ــان ـي ــة قـ ــد أعـ ـل ــن أن‬ ‫اليمنيون‪ ،‬في الشهر املاضي‪ ،‬أكثر من‬ ‫ـردد فــي ات ـخــاذ‬ ‫موانئ االحتالل‪ .‬وقبل ذلك‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫مرت سفن‬
‫«الـ ــوضـ ــع ف ــي ال ـب ـح ــر األحـ ـم ــر خـطـيــر‬ ‫‪ 20‬هجومًا على سفن مرتبطة بالكيان‪،‬‬ ‫إج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــراءات م ـ ـبـ ــاشـ ــرة (ض ـ ـ ـ ــد الـ ـيـ ـم ــن)‬
‫تابعة لشركة «ميرسك» الدانماركية‬
‫بـشـكــل ال ي ـص ـ ّـدق»‪ ،‬واص ـفــا الهجمات‬ ‫مـنـهــا ث ـمــان ـيــة ض ـ ّـد س ـفــن ش ـح ــن‪ّ ،‬إم ــا‬

‫ال يحرس شيئًا‬


‫ل ـ ـ ـ ــردع ال ـ ـت ـ ـهـ ــديـ ــدات لـ ـح ــري ــة امل ــاح ــة‬
‫ّ‬ ‫إل ــى وج ـه ــات مـخـتـلـفــة‪ .‬وكـ ــان ق ــد تــم‪،‬‬
‫اليمنية بـ«غير املقبولة»‪ ،‬و«املزعزعة‬ ‫مسجلة في اململكة املتحدة‪ ،‬أو ضمن‬ ‫(اإلسرائيلية) في البحر األحمر»‪ ،‬فيما‬ ‫ّ‬
‫ْ‬ ‫لشن غارات جوية ّ‬ ‫ّ‬ ‫بـحـســب امل ـص ــادر‪ ،‬مـنــع م ــرور سفينة‬
‫لالستقرار الــدولــي»‪ ،‬وإن أكد أن بالده‬ ‫أطـقـمـهــا بــري ـطــان ـيــون‪ ،‬أو كــانــت تنقل‬ ‫ضد‬ ‫تتحضر أيضًا‬
‫ّ‬ ‫«هـنـغــروا» التابعة لشركة «ميرسك»‬
‫ال تــزال تـحــاول استنفاد كــل الوسائل‬ ‫بضائع إلى اململكة املتحدة‪ .‬كما جاءت‬ ‫مواقع تسيطر عليها حكومة صنعاء‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ال ـتــي كــانــت مــتـجـهــة إل ــى أح ــد مــوانــئ‬
‫الــديـبـلــومــاسـيــة لـلـتـعــامــل مــع املــوقــف‪،‬‬ ‫مقالة شابس بعدما اشتبكت طائرات‬ ‫نحم البحر‬ ‫ِ‬ ‫ومما كتبه شابس‪« :‬إذا لم‬
‫االحتالل‪ ،‬األحد املاضي‪.‬‬
‫بـيـنـمــا ي ـت ـ ّـم الـتـخـطـيــط مل ـج ـمــوعــة من‬ ‫هليكوبتر أميركية مع قوارب للبحرية‬ ‫األح ـ ـمـ ــر‪ ،‬فـ ــإن ذلـ ــك ق ــد ي ـش ـ ّـج ــع أول ـئ ــك‬
‫ّ‬ ‫ال ــاف ــت ف ــي ال ـع ـم ـل ـيــة ال ـت ــي حـصـلــت‪،‬‬
‫ال ـس ـي ـنــاريــوات ال ـبــدي ـلــة‪ .‬أي ـض ــا‪ ،‬أش ــار‬ ‫الـ ـيـ ـمـ ـنـ ـي ــة ك ـ ــان ـ ــت ت ـ ـ ـحـ ـ ــاول اعـ ـ ـت ـ ــراض‬ ‫الذين يتطلعون إلى تهديد املالحة في‬
‫أم ـ ــس‪ ،‬غ ـي ــاب الـ ـق ــوات األم ـي ــرك ـي ــة عن‬
‫وزيـ ــر ال ـخــارج ـيــة ال ـبــري ـطــانــي‪ ،‬ديـفـيــد‬ ‫سبيل سفينة حــاويــات تابعة لشركة‬ ‫أماكن أخرى‪ ،‬بما في ذلك بحر الصني‬
‫م ـس ــرح األح ـ ــداث ف ــي ال ـب ـحــر األح ـم ــر‪،‬‬
‫كاميرون‪ ،‬عبر «إك ــس»‪ ،‬إلــى أنــه أجرى‬ ‫«ميرسك» الدنماركية للشحن البحري‬ ‫الجنوبي‪ ،‬وشبه جزيرة القرم»‪ .‬وكانت‬
‫بريطانيا قد أرسلت املـ ّ‬ ‫ألول مــرة منذ إع ــان تشكيل تحالف‬ ‫ال ـب ـح ــري ــة ال ـي ـم ـن ـيــة أف ـش ـل ــت م ـحــاولــة‬ ‫صنعاء ‪ -‬رشيد الحداد‬
‫مـ ـح ــادث ــات ه ــات ـف ـي ــة‪ ،‬األحـ ـ ــد امل ــاض ــي‪،‬‬ ‫(ت ــرف ــع ع ـلــم س ـن ـغ ــاف ــورة) بــال ـقــرب من‬ ‫ـدمــرة البحرية‬
‫«ح ـ ــارس االزدهـ ـ ـ ــار» لـحـمــايــة املــاحــة‬ ‫جديدة لسفينة تابعة ملجموعة «سي‬
‫مــع نظيره اإليــرانــي‪ ،‬حسني أمير عبد‬ ‫بــاب املـنــدب‪ ،‬مــا أدى إلــى مقتل ‪ 10‬من‬ ‫امللكية «إت ــش إم إس ‪ -‬ديــامــونــد» إلى‬
‫اإلسرائيلية‪ .‬ووفـقــا ملـصــادر عسكرية‬ ‫إم آ ســي جــي إم» الفرنسية العمالقة‬ ‫فــي ظــل غياب الفــت لتحالف «حــارس‬
‫اللهيان‪ ،‬تناولت الهجمات اليمنية في‬ ‫الجنود اليمنيني‪ ،‬وإغراق ثالثة قوارب‬ ‫الـبـحــر األح ـم ــر لـلـمـشــاركــة إل ــى جــانــب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫مطلعة‪ ،‬فإن الغياب األميركي الواضح‬ ‫لـلـشـحــن‪ ،‬ع ـب ــور ال ـب ـحــر األحـ ـم ــر‪ ،‬بعد‬ ‫االزدهـ ـ ـ ــار» الـ ــذي شــكـلـتــه أم ـيــركــا في‬
‫«تهدد حياة‬ ‫البحر األحمر باعتبارها‬ ‫من أصل أربعة شاركت في الهجوم‪.‬‬ ‫ق ـ ّـوة أميركية ‪ -‬فرنسية تـ ّـم تجميعها‬ ‫ّ‬
‫يعكس مخاوف البحرية األميركية من‬ ‫رف ــض طاقمها االسـتـجــابــة لـلـنــداءات‬ ‫البحر األحمر لحماية السفن املتجهة‬
‫األبــريــاء‪ ،‬وتـضـ ّـر باالقتصاد العاملي»‪.‬‬ ‫على عجل‪ ،‬في توفير الحماية للسفن‬
‫وكتب كاميرون‪« :‬لقد أوضحت (للسيد‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬وتلك املتجهة عبر مضيق‬
‫ّ‬ ‫ردة فعل يمنية‪ ،‬وال سيما أن الــزوراق‬
‫ُ‬ ‫التحذيرية التي ُو ّجهت إليه عبر جهاز‬ ‫إلــى موانئ فلسطني املحتلة‪ ،‬واصلت‬
‫الثالثة التي استهدفت من قبل بوارج‬ ‫الـ ــراديـ ــو‪ ،‬ك ـمــا ل ـلــرســائــل الـتـحــذيــريــة‬ ‫قـ ــوات ص ـن ـعــاء ال ـب ـحــريــة م ـنــع الـسـفــن‬
‫وزيـ ــر ال ـخــارج ـيــة اإلي ــران ــي) أن إي ــران‬ ‫باب املندب نحو موانئ إسرائيلية‪ ،‬في‬
‫أميركية كانت في مهام أمنية روتينية‬ ‫النارية‪ ،‬ما دفع بالقوات البحرية إلى‬ ‫ال ـت ــي ت ـن ـقــل ال ـب ـضــائــع إلـ ــى إســرائ ـيــل‬
‫ت ـش ــارك ف ــي امل ـســؤول ـيــة ع ــن م ـنــع هــذه‬ ‫حني ُيحتمل أن ترسل أيضًا الفرقاطة‬
‫غياب أميركي عن مسرح األحداث يعكس مخاوف من ّردة فعل يمنية (أ ف ب)‬
‫ُيحتمل أن ترسل بريطانيا‬
‫وليست فــي استعداد قتالي‪ .‬واكتفت‬ ‫تنفيذ عملية عسكرية نتج منها وقف‬ ‫م ــن ع ـب ــور ال ـب ـحــر األحـ ـم ــر‪ ،‬م ــا وضــع‬
‫ال ـه ـج ـمــات ن ـظ ـرًا إل ــى دع ـم ـهــا الـطــويــل‬ ‫«إت ــش إم إس ‪ -‬النـكـسـتــر»‪ ،‬املــوجــودة‬
‫للحوثيني»‪.‬‬ ‫حاليًا في مياه الخليج‪ ،‬للغرض ذاته؛‬ ‫السفينة بالقوة‪.‬‬ ‫شــركــات الشحن العاملية أم ــام حقيقة‬
‫ّ‬
‫وي ـ ـتـ ــوقـ ــع خ ـ ـبـ ــراء أن يـ ـق ــود ال ـج ـيــش‬
‫أي ضــربــات هـجــومـيــة ضــدّ‬
‫َ‬ ‫الفرقاطة «إتش إم إس‬ ‫ـزودة بنظام‬ ‫علمًا أن هــذه الفرقاطة م ـ ّ‬
‫التسعيرة من ‪ 3200‬إلى ‪ 6200‬دوالر‪.‬‬ ‫األحـمــر‪ ،‬أعلنت شركة «ســي أم آ سي‬ ‫ال ـع ـس ـكــريــة ال ـت ــي ت ـق ــوده ــا ال ــوالي ــات‬ ‫تـشــر ال ـق ــوات األم ـيــرك ـيــة إل ــى قيامها‬ ‫شركات شحن عالمية‬ ‫وأع ـ ـل ـ ـن ـ ــت شـ ـ ــركـ ـ ــة األمـ ـ ـ ـ ـ ــن ال ـ ـب ـ ـحـ ــري‬
‫البريطانية «إم ـب ــري»‪ ،‬بــدورهــا‪ ،‬أنها‬
‫ع ـجــز واش ـن ـط ــن ع ــن ح ـمــايــة سـفـنـهــا‪،‬‬
‫بالتالي إلــى رفــع رســوم‬
‫األم ـيــركــي ّ‬
‫‪ -‬النكستر»‪ ،‬الموجودة‬ ‫ّ‬ ‫واضـطــرارهــا ّ‬
‫ال ـي ـمــن‪ ،‬ف ــي ح ــن أن املـمـلـكــة امل ـت ـحــدة‪،‬‬
‫صواريخ «سي سيبتور» الــذي يمكنه‬
‫إط ـ ــاق ال ـن ــار ب ـســرعــة ث ــاث ــة أض ـعــاف‬
‫كــذلــك‪ ،‬رفـعــت «شــركــة البحر األبيض‬ ‫جي أم» أنها ستزيد رسومها بمقدار‬ ‫املتحدة ســوف توفر لها امل ــرور اآلمــن‬ ‫بتقديم املساعدة للسفينة أو اعتراض‬ ‫ترفع رسوم الشحن إلى‬ ‫تـلــقــت بــاغــا بــوقــوع ثــاثــة انـفـجــارات‬ ‫ال ـش ـح ــن‪ .‬وحـ ـ ـ ــذرت ال ـ ـقـ ــوات املـسـلـحــة‬
‫التي لديها أســراب طائرات «تايفون»‬ ‫حاليًا في مياه الخليج‪،‬‬ ‫مصمم لحماية‬ ‫َّ‬ ‫ســرعــة ال ـصــوت‪ ،‬وهــو‬
‫امل ـتــوســط لـلـشـحــن» ‪ MSC‬اإليـطــالـيــة‬ ‫الضعف اعتبارًا من ‪ 15‬كانون الثاني‬ ‫عبر البحر األحمر‪ ،‬لكن رهانها فشل‪.‬‬ ‫الصواريخ كاملعتاد‪ ،‬مع أنها تحتفظ‬ ‫المتوسط بمقدار الضعف‬ ‫فــي هـجــوم جــديــد عـلــى سفينة شحن‬ ‫اليمنية‪« ،‬الـعــدو األمـيــركــي» ّ أو غيره‪،‬‬
‫السويسرية رسومها منذ األول من‬ ‫ال ـجــاري لعمليات الشحن بــن آسيا‬ ‫ف ــي ه ــذا ال ــوق ــت‪ ،‬وف ــي مـسـعــى منها‬ ‫بــال ـعــديــد م ــن املـ ــدمـ ــرات ف ــي الـ ـج ــوار‪،‬‬ ‫أجنبية‪ .‬كما أك ــدت «هيئة العمليات‬ ‫مــن أي اعـتــداء أو إج ــراء يمثل حماية‬
‫متمركزة في قاعدة سالح الجو امللكي‬ ‫إلى البحر األحمر‬ ‫مربع‪ ،‬ويمتاز بقدرته‬
‫ّ‬
‫مساحة ‪ 500‬ميل ّ‬
‫كانون الثاني‪ ،‬لتغطية نفقات إطالة‬ ‫والـبـحــر املـتــوســط‪ .‬وسـتــرفــع الشركة‬ ‫لتحييد البحر األحمر ومضيق باب‬ ‫وعـلــى رغ ــم قيامها بتطمني ع ــدد من‬ ‫الـ ـتـ ـج ــاري ــة الـ ـبـ ـح ــري ــة ال ـب ــري ـط ــان ـي ــة»‬ ‫ل ـل ـس ـفــن ال ـت ـج ــاري ــة ال ـت ــي ت ــذه ــب إل ــى‬
‫البريطاني فــي أكــروتـيــري القبرصية‪،‬‬ ‫على إطالق النار بفعالية ضد القوارب‬ ‫ّ‬
‫رحــات سفنها التي باتت اآلن تدور‬ ‫ت ـس ـع ـيــرة ن ـقــل ح ــاوي ــة ي ـب ـلــغ طــولـهــا‬ ‫امل ـنــدب مــن ال ـص ــراع‪ ،‬طــالـبــت أمـيــركــا‬ ‫الشركات املالحية الدولية إلى تقديم‬ ‫ال ـق ـيــادة املــركــزيــة األمـيــركـيــة بالرصد‬ ‫تعرض السفينة التي ترفع علم مالطا‬ ‫الكيان الصهيوني‪ ،‬مؤكدة أن أي اعتداء‬
‫وت ـق ــوم حــال ـيــا بـمـهـمــات ف ــوق ال ـع ــراق‬ ‫ال ـص ـغ ـيــرة ال ـت ــي تـسـتـخــدمـهــا ال ـق ــوات‬ ‫ً‬ ‫يمر دون ّ‬ ‫من هذا النوع لن ّ‬
‫حـ ــول أفــري ـق ـيــا ب ـ ــدال م ــن ال ـع ـب ــور في‬ ‫‪ 40‬قــدمــا م ــن آس ـيــا إل ــى غ ــرب البحر‬ ‫وب ــريـ ـط ــانـ ـي ــا م ـج ـل ــس األمـ ـ ـ ــن ب ـع ـقــد‬ ‫الـحـمــايــة لسفنها فــي الـبـحــر األحـمــر‪.‬‬ ‫وليس الحماية‪ ،‬وأصــدرت بيانًا قالت‬ ‫لـهـجــوم ق ــرب مـيـنــاء عـصــب اإلري ـتــري‬ ‫رد أو عقاب‪.‬‬
‫وس ــوري ــا وش ـ ــرق امل ـت ــوس ــط‪ ،‬يمكنها‬ ‫البحرية اليمنية‪.‬‬ ‫ً‬
‫ّ‬ ‫ال ـب ـح ــر األح ـ ـمـ ــر‪ ،‬وصـ ـ ـ ــوال إل ـ ــى ق ـنــاة‬ ‫األبـ ـي ــض امل ـت ــوس ــط‪ ،‬م ــن ث ــاث ــة آالف‬ ‫جـلـســة خــاصــة ملـنــاقـشــة ال ــوض ــع في‬ ‫وأدى رهان عدد من تلك الشركات على‬ ‫فـيــه إنـهــا رص ــدت ان ـطــاق صــاروخــن‬ ‫ع ـل ــى ال ـض ـف ــة األخ ـ ـ ــرى ل ـب ــاب امل ـن ــدب‪.‬‬ ‫وجاء ذلك التحذير الذي يأتي في إطار‬
‫أن تـ ـش ــارك‪ .‬ومـ ــن ج ـه ـتــه‪ ،‬قـ ــال منسق‬ ‫«املدمرة (إتــش إم‬ ‫شابس أن‬
‫َ‬ ‫كما أعلن‬
‫السويس‪ .‬من جانبها‪ ،‬أعلنت شركة‬ ‫إلــى ستة آالف دوالر‪ ،‬وكــذلــك َ حاوية‬ ‫الـبـحــر األح ـم ــر‪ ،‬بـعــد فـشــل الـضـغــوط‬ ‫حماية التحالف إلــى تـعــرض سفنها‬ ‫ب ــال ـس ـت ـي ــن ج ـ ـنـ ــوب الـ ـبـ ـح ــر األحـ ـم ــر‬ ‫ووف ـق ــا مل ــراق ـب ــن‪ ،‬ف ــإن م ـك ــان الـهـجــوم‬ ‫التهيئة للرد على االعـتــداء األميركي‬
‫االتـصــاالت اإلستراتيجية في مجلس‬ ‫إس ‪ -‬دياموند) أسقطت بالفعل طائرة‬
‫األمــن القومي األميركي‪ ،‬جون كيربي‪،‬‬ ‫وف ـ ـ ــي اإلطـ ـ ـ ـ ــار نـ ـفـ ـس ــه‪ ،‬ن ـق ـل ــت ص ـحــف‬ ‫م ــن دون ط ـ ّـي ــار اسـتـهــدفـتـهــا ف ــي وقــت‬
‫«هــابــاغ ‪ -‬لــويــد» األملــانـيــة للشحن أن‬ ‫يبلغ طولها ‪ 20‬قــدمــا‪ ،‬مــن ألــفــن إلى‬ ‫ال ـ ـس ـ ـيـ ــاسـ ــة وال ـ ـ ـت ـ ـ ـهـ ـ ــديـ ـ ــدات فـ ـ ــي فــك‬ ‫لهجمات من قبل قوات صنعاء‪ .‬ووفقًا‬ ‫مـ ــن م ـن ــاط ــق س ـي ـط ــرة «الـ ـح ــوثـ ـي ــن»‪.‬‬ ‫ي ـح ـمــل رس ــال ــة تـ ـح ـ ّـد م ــن ق ـب ــل ق ــوات‬ ‫على عناصر البحرية اليمنية‪ ،‬األحد‬
‫سابق من الشهر املاضي»‪ّ ،‬‬ ‫إجراء تعليق املرور في البحر األحمر‬ ‫‪ 3500‬دوالر‪ .‬أم ــا بــالـنـسـبــة إل ــى نقل‬ ‫الـحـصــار ال ــذي تفرضه صنعاء على‬ ‫ل ـشــركــة «ف ــراي ــت وي ـف ــز» املـتـخـصـصــة‬ ‫ول ــم ت ـت ـحـ ّـدث ع ــن اس ـت ـجــابــة ال ـب ــوارج‬ ‫ص ـن ـع ــاء‪ ،‬ت ــؤك ــد ق ــدرت ـه ــا ع ـلــى تنفيذ‬ ‫املاضي‪ ،‬على لسان املتحدث الرسمي‬
‫إن بـ ـ ـ ــاده «ال ت ـس ـع ــى إل ـ ـ ــى ت ــوس ـي ــع‬ ‫ع ــن م ـص ــادر مـتـخـ ّـصـصــة ف ــي املـســائــل‬ ‫مشددًا على‬ ‫ّ‬ ‫عمليات ضد السفن في ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫سيبقى ساريًا‪ ،‬أقله حتى التاسع من‬ ‫حـ ــاويـ ــة بـ ـط ــول ‪ 40‬ق ــدم ــا مـ ــن آس ـيــا‬ ‫امل ــاح ــة اإلس ــرائـ ـيـ ـلـ ـي ــة‪ .‬ف ــي امل ـق ــاب ــل‪،‬‬ ‫ف ــي ب ـي ــان ــات س ــاس ــل الـ ـت ــوري ــد‪ ،‬ف ــإن‬ ‫ال ـتــاب ـعــة ل ـهــا ل ـ ـنـ ــداءات اس ـت ـغــاثــة من‬ ‫أي نقطة في‬ ‫باسم القوات املسلحة‪ ،‬العميد يحيى‬
‫الصراع في الشرق األوســط أو الحرب‬ ‫ال ـ ــدف ـ ــاع ـ ـي ـ ــة‪ ،‬قـ ــول ـ ـهـ ــا إن ع ـس ـك ــري ــن‬ ‫أنــه «يـجــب أل يـكــون لــدى (الحوثيني)‬
‫ّ‬ ‫كانون الثاني‪.‬‬ ‫إلــى شــرق البحر املـتــوســط‪ ،‬فستزيد‬ ‫وبـ ـنـ ـتـ ـيـ ـج ــة م ـ ــا ي ـ ـحـ ــدث ف ـ ــي ال ـب ـح ــر‬ ‫شركة «ميرسك» راهنت على أن القوة‬ ‫ط ــاق ــم ال ـس ـف ـي ـنــة‪ .‬ول ـل ـم ــرة األول ـ ـ ــى‪ ،‬لم‬ ‫الـبـحـ َـريــن األح ـمــر وال ـعــربــي‪ ،‬وخــاصــة‬ ‫ســريــع‪ ،‬فــي بـيــان أعـلــن فيه أن الـقــوات‬

‫ّ‬
‫مــع (الـحــوثـيــن)»‪ ،‬ولكنه اسـتــدرك‪ ،‬في‬ ‫ب ــريـ ـط ــانـ ـي ــن وأم ـ ـيـ ــرك ـ ـيـ ــن ي ـض ـع ــون‬ ‫أي مجال لسوء الفهم‪ ،‬فنحن ملتزمون‬
‫حــديــث إلــى شبكة «إي ــه بــي س ــي»‪ ،‬بأن‬ ‫ال ـل ـم ـســات األخـ ـي ــرة ع ـلــى تـحـضـيــرات‬ ‫بمحاسبة الـجـهــات الـفــاعـلــة الخبيثة‬
‫واش ـن ـطــن «سـتـفـعــل م ــا يـتـعـ ّـن عليها‬ ‫عملياتية‪ ّ ،‬فيما صدر مساء أمس بيان‬ ‫وراء عـمـلـيــات االس ـت ـيــاء عـلــى السفن‬

‫اليمن يفعل قوته‪ :‬ال هيمنة غربية على البحار‬


‫ال ـق ـي ــام ب ــه ل ـح ـمــايــة خـ ـط ــوط الـشـحــن‬ ‫تتقدمها‬ ‫ّ‬ ‫مشترك وقعت عليه ‪ 12‬دولة‬ ‫وال ـه ـج ـمــات ال ـخ ــارج ــة ع ــن ال ـق ــان ــون»‪.‬‬
‫الـبـحــري»‪ ،‬مضيفًا أن لديها «مصالح‬ ‫ال ــوالي ــات امل ـت ـحــدة واملـمـلـكــة املـتـحــدة‪،‬‬ ‫وأشار أيضًا إلى أن الهجمات اليمنية‬
‫ّ‬
‫وسيتم‬ ‫أمنية قومية كبيرة في املنطقة‪،‬‬ ‫ي ـحـ ّـمــل «أنـ ـص ــار الـ ـل ــه» «الـ ـع ــواق ــب إذا‬ ‫«أجبرت ‪ 12‬شركة دولية‪ ،‬بما في ذلك‬
‫نشر القوات التي قد نحتاجها لحماية‬ ‫استمروا في تهديد األرواح واالقتصاد‬ ‫ّ‬ ‫مجموعة الطاقة البريطانية «برتيش‬
‫ت ـلــك املـ ـص ــال ــح»‪ .‬وب ـح ـســب م ـص ـ َ‬
‫ـدري ــن‬ ‫ال ـعــاملــي وال ـت ــدف ــق ال ـح ـ ّـر ل ـل ـت ـجــارة في‬ ‫ب ـ ـي ـ ـتـ ــرول ـ ـيـ ــوم»‪ ،‬وش ـ ــرك ـ ــة «مـ ـي ــرس ــك»‬
‫مـتـقــاطـ َـعــن ف ــي «ال ـب ـن ـتــاغــون» تـحــدثــا‬
‫ّ‬ ‫املـمــرات املائية الحيوية فــي املنطقة»‪،‬‬ ‫للنقل الـبـحــري‪ ،‬عـلــى تعليق مــرورهــا‬ ‫ق ـنــوات االت ـص ــال مــع ال ـعــالــم الـعــربــي‪،‬‬ ‫تجرها إلى تحالف داعم‬ ‫الوقت نفسه ّ‬ ‫التحدي اليمني‪ ،‬بعدما وجدت نفسها‬ ‫ّ‬ ‫بتجميع املعلومات وتحليلها‪ ،‬لتضع‬
‫إلــى «تـلـغــراف»‪ ،‬فــإن اإلدارة األميركية‬ ‫وي ــدع ــو إل ـ ــى «وقـ ـ ــف ه ـج ـم ــات ال ـب ـحــر‬ ‫ع ـب ــر ال ـب ـح ــر األح ـ ـمـ ــر‪ ،‬مـ ــا ت ـس ـ ّـب ــب فــي‬
‫لقمان عبد الله‬
‫َ‬ ‫رغ ــم االت ـف ــاق ّعـلــى الـتـنـسـيــق وت ـبــادل‬ ‫إلس ــرائ ـي ــل ف ــي م ـعــركــة غـ ــزة ال ـت ــي قد‬ ‫ع ــاج ــزة ع ــن امل ـج ــاه ــرة ب ــال ــدخ ــول في‬ ‫أمـ ــام قـ ــادة دول ـه ــا ال ـخ ـي ــارات املـتــاحــة‬
‫مضاعفة تكاليف التأمني عشر مـ ّـرات‬ ‫ّ‬
‫ل ــم ت ـح ـس ــم خ ـي ــارات ـه ــا ب ـع ــد ف ــي ش ــأن‬
‫ّ‬
‫األحمر واإلفراج عن السفن وطواقمها‬ ‫املـعـلــومــات‪ .‬وملـحــت الصحيفة إلــى أن‬ ‫تـفـضــي إل ــى ات ـس ــاع دائـ ــرة املــواج ـهــة؟‬ ‫تحالفات مع الواليات املتحدة‪ ،‬خشية‬ ‫للتعاطي مــع الــوضــع الـنــاشــئ املـهـ ِّـدد‬ ‫برز اليمن‪ ،‬بفعل تموضعه إلى جانب‬
‫طبيعة ال ــرد الـعـسـكــري عـلــى صنعاء‪،‬‬ ‫املـ ـحـ ـتـ ـج ــزة»‪ ،‬وي ـع ـ ّت ـب ــر أن «ه ـج ـم ــات‬ ‫منذ بداية كانون األول املــاضــي‪ ،‬فيما‬ ‫مردها أن هجمات‬ ‫الشكوك الفرنسية ّ‬ ‫ص ـ ـح ـ ـيـ ـ ٌـح أن ال ـ ــرئـ ـ ـي ـ ــس الـ ـف ــرنـ ـس ــي‪،‬‬ ‫تعرض مصالحها للخطر‪ ،‬خصوصًا‬ ‫ّ‬ ‫للنفوذ الـتــاريـخــي للغرب فــي الشرق‬ ‫ف ـل ـس ـطــن‪ ،‬ق ـ ــوة ع ـس ـك ــري ــة ف ــاع ـل ــة فــي‬
‫ولـكـنـهـمــا لــم يـسـتـبـعــدا اح ـت ـمــال «شــن‬ ‫ال ـب ـحــر األحـ ـم ــر ت ـمــثــل مـشـكـلــة دول ـيــة‬
‫ّ‬ ‫ت ـض ـط ـ ّـر الـ ـح ــاوي ــات ونـ ــاقـ ــات الـنـفــط‬ ‫«أن ـصــار ال ـلــه» عـلــى الـسـفــن التجارية‬ ‫عبر‬‫إيمانويل ماكرون‪ ،‬كان أفضل من ّ‬ ‫أن ممر باب املندب والبحر األحمر من‬ ‫ّ‬ ‫األوسـ ـ ــط‪ .‬وأبـ ـ ــرزت ك ـبــريــات الـصـحــف‬ ‫الـ ـخ ــارط ــة ال ـج ـيــوس ـيــاس ـيــة وال ـب ـي ـئــة‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أهم ّ‬
‫ضربات جوية على اليمن في املستقبل‬ ‫جماعيًا»‪ .‬ويبدو‬ ‫كبيرة تتطلب عمال‬ ‫وال ـك ـي ـم ـي ــائ ـي ــات لـ ـ ـل ـ ــدوران فـ ــي رح ـلــة‬ ‫في البحر األحمر قد تجعل الواليات‬ ‫عــن الحنق وضـيــق الـخـيــارات اللذين‬ ‫ممرات سالسل التوريد التجارية‬ ‫ووســائــل اإلعــام فــي الـغــرب‪ ،‬بــدورهــا‪،‬‬ ‫اإلس ـتــرات ـي ـج ـيــة املـحـيـطــة ب ــه وال ـف ـنــاء‬
‫القريب»‪.‬‬ ‫أن عطلة مجلس الـعـمــوم البريطاني‬ ‫طــوي ـلــة حـ ــول أفــري ـق ـيــا ل ـل ــوص ــول إلــى‬ ‫ً‬
‫امل ـت ـح ــدة أق ـ ــرب إلـ ــى ال ـ ــرد ال ـع ـس ـكــري‪،‬‬ ‫وص ــل إلـيـهـمــا األوروبـ ـ ـي ـ ــون‪ ،‬بــالـقــول‬ ‫الـ ـق ــادم ــة م ــن الـ ـش ــرق والـ ـجـ ـن ــوب إل ــى‬ ‫ج ـ ـ ــرأة الـ ـقـ ـي ــادة ال ـي ـم ـن ـيــة فـ ــي ات ـخ ــاذ‬ ‫الخارجي للمنطقة‪ ،‬وصوال إلى حدود‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫خاصة أنها أرسلت حاملة الطائرات‬ ‫إن الـتـهــديــد ال ــذي يـشــكـلــه الـيـمــن أمــر‬ ‫الغرب‪ .‬والواقع أن مشكلة أوروبا إزاء‬ ‫ق ــرار املــواج ـهــة‪ ،‬لينتقل الـيـمــن‪ ،‬بـهــذا‪،‬‬ ‫إريتريا وجيبوتي‪ ،‬فضال عن جنوب‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫«آيــزنـهــاور» ومجموعتها إلــى خليج‬ ‫«ال يـ ـط ــاق»‪ ،‬إل أن ح ـس ــاب ــات الــربــح‬ ‫حـلــف «ح ــارس االزدهـ ـ ــار»‪ ،‬هــي ذاتـهــا‬ ‫مــن حــالــة ال ـحــرب ال ـتــي ُوص ـفــت دومــا‬ ‫فلسطني املحتلة‪ ،‬فيما املجال مفتوح‬
‫الفرقاطة مزودة بنظام صواريخ يمكنه إطالق النار بسرعة ثالثة أضعاف سرعة الصوت (الدفاع البريطانية)‬ ‫زود ال ـب ـيــت‬ ‫ع ـ ــدن‪ ،‬وأن ال ـب ـن ـت ــاغ ــون ّ‬ ‫وال ـخ ـســارة لــدى الـنـخــب الـحــاكـمــة في‬ ‫املـشـكــات واملــوانــع الـتــي أدت بــالــدول‬ ‫ـ«املنسية»‪ ،‬إلــى الحضور واملتابعة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ب‬ ‫إلى دول أخــرى وفقًا للحاجة‪ .‬وبذلك‪،‬‬
‫األب ـيــض بـخـيــارات عسكرية مختلفة‬ ‫املرجحة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ال ــدول األوروب ـيــة تبقى هــي‬ ‫العربية واألفــريـقـيــة املشاطئة للبحر‬ ‫ويتقدم املقاعد الخلفية إلى الصفوف‬ ‫ّ‬ ‫ك ـس ــرت ص ـن ـعــاء الـ ـت ــوازن ــات الـعــاملـيــة‬
‫ض ـ ــد ال ـ ـ ـقـ ـ ــدرات الـ ـبـ ـح ــري ــة ال ـي ـم ـن ـي ــة‬ ‫وذات الـ ـت ــأثـ ـي ــر األك ـ ـب ـ ــر ف ـ ــي اتـ ـج ــاه‬ ‫ّ‬
‫األمامية كمركز جذب عاملي‪.‬‬ ‫امل ـت ـح ــك ـم ــة فـ ــي غـ ـ ــرب آسـ ـي ــا وش ـم ــال‬
‫ّ‬
‫والقواعد التي تنطلق منها‪.‬‬
‫ً‬
‫أي حــال‪ ،‬ليس سهال أن يتخلى‬ ‫على ّ‬
‫البوصلة لناحية املشاركة أو عدمها‬
‫في التحالف األميركي‪ .‬وهذا ما أشار‬
‫ّ‬
‫التردد األوروبي في االنضمام‬
‫هـ ـك ــذا‪ ،‬ن ـج ـحــت ص ـن ـع ــاء ف ــي تـحـيـيــد‬
‫الـ ــوكـ ــاء ال ـس ـع ــودي ــن واإلم ــاراتـ ـي ــن‬
‫أفريقيا منذ الـحــرب العاملية الثانية‪.‬‬
‫ولعلها مــن امل ـ ّـرات ال ـنــادرة الـتــي تجد‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الـ ـغ ــرب ع ــن أط ـم ــاع ــه ال ـت ــاري ـخ ـي ــة فــي‬ ‫إلـيــه املـحــاضــر فــي الـعــاقــات الــدولـيــة‬ ‫وحلفهم املـشــكــل مــن ‪ 15‬دول ــة‪ ،‬والــذي‬ ‫فيها الواليات املتحدة نفسها‪ ،‬في ظل‬
‫طـقــة ح ـيــويــة الق ـت ـص ــاده ورخ ــائ ــه‪،‬‬
‫إلى «حارس ّاالزدهار» ينطلق من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مـنـ ّ‬ ‫ف ـ ــي ج ــامـ ـع ــة «ك ــومـ ـبـ ـل ــوتـ ـنـ ـس ــي» فــي‬ ‫لتتفرغ ملشاغلة‬ ‫شــن الـعــدوان عليها‪،‬‬ ‫تعقيدات املــوقــف وضـعــف مشروعية‬
‫ميزات في استمرار هيمنته‬ ‫وتوفر له ّ‬
‫عـ ـل ــى ال ـ ـعـ ــالـ ــم‪ .‬ول ـ ـعـ ـ ّـل مـ ـ ـ ـ ّ‬
‫مدريد‪ ،‬ديفيد هرنانديز‪ ،‬حني قال إن‬ ‫الواقع المعقد المفتوح على‬ ‫األصيل‪ ،‬أي الواليات املتحدة‪ ،‬وإعالن‬ ‫الـ ـ ـح ـ ــرب وت ـ ـ ـضـ ـ ــارب م ـص ــال ـح ـه ــا مــع‬
‫ـرد ال ـغ ـضــب‬
‫األم ـي ــرك ــي واألوروبـ ـ ـ ــي واإلســرائ ـي ـلــي‬
‫«الحكومات األوروبـيــة تخشى بشدة‬
‫ضدها»‪،‬‬ ‫من أن ينقلب بعض ناخبيها ّ‬ ‫خيارات تتعارض مع مصالح القارة‬ ‫حرب مباشرة على الكيان الصهيوني‪،‬‬
‫حد بات معه ُيتداول باسم اليمن‬ ‫إلى ّ‬
‫حلفائها‪ ،‬أمام معضلة تجميع شركاء‬
‫ف ــي مــواج ـهــة أف ـقــر ب ـلــد ع ــرب ــي‪ ،‬لكسر‬
‫ّ‬
‫اتـ ـض ــاح الـ ـص ــورة ل ــدى ت ـلــك األطـ ــراف‬ ‫مشيرًا إلــى أن ال ــرأي الـعــام األوروب ــي‬ ‫في قلب عواصم القرار الدولي الداعم‬ ‫ـار فـ َـرضــه جزئيًا على إســرائـيــل‪.‬‬ ‫حـصـ ٍ‬
‫ب ــأن ال ـي ـمــن ن ـجــح ف ــي خـلـخـلــة قــواعــد‬ ‫أصبح ينتقد إسرائيل بشكل متزايد‬ ‫األح ـم ــر إل ــى ال ـن ــأي بـنـفـسـهــا ع ــن ذلــك‬ ‫إلسـ ــرائ ـ ـيـ ــل ف ـ ــي ح ــربـ ـه ــا عـ ـل ــى غ ـ ــزة‪،‬‬ ‫هكذا‪ ،‬أقفل العام املاضي على تغييرات‬
‫النظام املهيمن على البحار واملنطقة‪.‬‬ ‫ويخشى مــن االن ـجــرار إلــى صــراع في‬ ‫ال ـح ـلــف‪ ،‬خـشـيــة انـ ــزالق األح ـ ــداث إلــى‬ ‫والــداعــم أيـضــا للسعودية واإلم ــارات‬ ‫كـبـيــرة فــي خــارطــة األحـ ــداث العاملية‪،‬‬
‫ّ‬
‫وي ـ ــأت ـ ــي ذلـ ـ ـ ــك بـ ـع ــد أن كـ ـ ـ ــان الـ ـغ ــرب‬ ‫الشرق األوسط‪.‬‬ ‫حرب شاملة‪ .‬كما أن هذه الدول فقدت‬ ‫فــي حربهما على الـيـمــن‪ .‬ولـعــل أقــرب‬ ‫وبالخصوص فــي غــرب آسـيــا‪ ،‬الـبــارز‬
‫مهووسًا منذ عـقــود‪ ،‬بالتهام اليمن‪،‬‬ ‫وفي االتجاه نفسه‪ ،‬اعتبرت صحيفة‬ ‫الثقة بالواليات املتحدة التي لم ّ‬
‫تقرر‬ ‫وصــف لــأحــداث‪ ،‬مــا قالته «التايمز»‬ ‫فـيـهــا الـنـشــاط الـعـسـكــري الـيـمـنــي في‬
‫ف ــي عـمـلـيــة وص ـف ـهــا ال ـك ــات ــب عـيـســى‬ ‫«لـ ــوف ـ ـي ـ ـغـ ــارو» الـ ـف ــرنـ ـسـ ـي ــة أن ع ـ ــددًا‬ ‫ب ـعــد ال ـه ــدف ال ـن ـهــائــي م ــن الـتـحــالــف‪،‬‬ ‫اللندنية مــن أن مــا يحدث هــو «بداية‬ ‫الشهرين األخيرين‪ ،‬في البحر األحمر‬
‫ب ـلــومــي‪ ،‬ف ــي ك ـتــابــه «تــدم ـيــر ال ـي ـمــن»‪،‬‬ ‫م ــن ح ـل ـف ــاء األم ـي ــرك ـي ــن أعـ ــربـ ــوا عــن‬ ‫توسع‬‫وكيفية التعاطي عبره في حال ّ‬ ‫ل ـ ـحـ ــرب صـ ـغـ ـي ــرة ذات آثـ ـ ـ ــار ع ــامل ـي ــة‪،‬‬ ‫وباب املندب‪ .‬وعلى خلفية ذلك‪ّ ،‬‬
‫انكبت‬
‫بأنها تقوم على تجريد اليمنيني من‬ ‫شـكــوكـهــم ب ـشــأن ن ــواي ــا واش ـن ـطــن من‬ ‫الصراع‪.‬‬ ‫تتحدى قــدرة أميركا على القتال في‬ ‫ّ‬ ‫مـ ــراكـ ــز الـ ـ ــدراسـ ـ ــات فـ ــي ال ـ ـغـ ــرب عـلــى‬
‫ّ‬
‫املحرك‬ ‫دورهــم التاريخي باعتبارهم‬ ‫تشكيل تـحــالــف «حـ ــارس االزده ـ ــار»‪،‬‬ ‫وانـ ـط ــاق ــا م ــن ذلـ ـ ــك‪ ،‬ط ـ ــرح م ــراق ـب ــون‬ ‫ّ‬
‫ال ـب ـح ــر ض ـ ــد ق ـ ــوة عـ ـص ــاب ــات هــدف ـهــا‬ ‫البحث في عوامل قوة اليمن ومكامن‬
‫االق ـ ـت ـ ـصـ ــادي والـ ـثـ ـق ــاف ــي والـ ــروحـ ــي‬ ‫وذل ـ ـ ــك ألس ـ ـبـ ــاب ت ـت ـع ـلــق بــال ـس ـيــاســة‬ ‫تـ ـس ــاؤالت م ــن ق ـب ـيــل‪ :‬ك ـيــف ل ـلــواليــات‬ ‫ال ـن ـه ــائ ــي إخ ـ ـ ــراج الـ ــواليـ ــات امل ـت ـحــدة‬ ‫ضعفه ومـيــزاتــه الـجـغــرافـيــة وطبيعة‬
‫والـسـيــاســي بالنسبة إل ــى ج ــزء كبير‬ ‫الــداخـلـيــة لــديـهــم‪ ،‬كـمــا هــي ال ـحــال في‬ ‫امل ـت ـح ــدة أن تـبـقــي الـ ـص ــراع مـفـتــوحــا‬ ‫مــن ال ـشــرق األوس ـ ــط»‪ .‬عـلــى أن ال ــدول‬ ‫سكانه املعروفني بـ«شعب االحتراب»‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫من عالم املحيط الهندي‪.‬‬ ‫إسـبــانـيــا وإيـطــالـيــا‪ ،‬أو للحفاظ على‬ ‫ومستنزفًا ألوروبا في أوكرانيا‪ ،‬وفي‬ ‫ِ‬ ‫األوروبـ ـي ــة ت ـظــل ه ــي األك ـث ــر قـلـقــا من‬ ‫فيما انشغلت الدوائر االستخباراتية‬ ‫لتتفرغ لمشاغلة األصيل (أ ف ب)‬ ‫نجحت صنعاء في تحييد الوكالء السعوديين واإلماراتيين‬
‫‪11‬‬ ‫العالم‬
‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬ ‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬

‫العالم‬ ‫‪10‬‬
‫تقرير‬ ‫طوفان األقصى‬

‫جبهات الشمال تتابع اشتعالها‬


‫بداية عام ساخنة في سوريا‬ ‫أكبر هجوم إرهابي منذ عقود‪ :‬إيران تتهم إسرائيل بتفجير كرمان‬
‫وم ــن جـهـتــه‪ ،‬وص ــف وزي ــر الــداخـلـيــة‬ ‫مـجـلــس األمـ ــن ال ـقــومــي ف ـي ـهــا‪ ،‬جــون‬
‫األميركية‪ ،‬لم تذكر اسمه‪.‬‬ ‫تسبب بأزمة‬ ‫املواقع النفطية‪ ،‬األمر الذي ّ‬ ‫املحتلة ومن خارج املجال الجوي السوري‬ ‫ّ‬ ‫طهران ــ محمد خواجوئي‬
‫ّ‬ ‫عالء حلبي‬ ‫اإليــرانــي‪ ،‬أحمد وحيدي‪ ،‬في مقابلة‬ ‫«تتقبل‬ ‫كيربي‪ ،‬ليقول‪ ،‬أمس‪ ،‬إن بالده‬
‫وض ـم ــن مـ ـح ــاوالت ال ـح ــد م ــن ال ـه ـج ـمــات‬ ‫وق ــود‪ .‬وف ــي امل ـقــابــل‪ ،‬لــم تــتـخــذ واشـنـطــن‪،‬‬ ‫فــي الـبـحــر امل ـتــوســط‪ ،‬وتـسـ ّـبـبــت فــي ريــف‬ ‫م ــع ال ـت ـل ـفــزيــون ال ــرس ـم ــي اإلي ــران ــي‪،‬‬
‫ّ‬
‫فـكــرة أن حـمــاس سـتــظــل مــوجــودة»‪.‬‬ ‫الذت إسـ ـ ــرائ ـ ـ ـيـ ـ ــل‪ ،‬ع ـ ـلـ ــى عـ ــادت ـ ـهـ ــا‪،‬‬
‫ال ـتــرك ـيــة‪ ،‬زار وف ــد م ــن «اإلدارة الــذات ـيــة»‬ ‫ّ‬
‫ال ـت ــي تـنـتـشــر ف ــي املـنـطـقــة وتـ ـق ــدم الــدعــم‬ ‫حلب باستشهاد عائلة كاملة‪.‬‬ ‫بــال ـتــزامــن م ــع اس ـت ـم ــرار ال ـه ـج ـمــات الـتــي‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الــواقـعــة بأنها «م ــؤام ــرة»‪ ،‬مــؤكـدًا أن‬ ‫ويعكس التصريح املتقدم‪ ،‬استيعاب‬ ‫الكبيرين‬ ‫االنفجارين‬ ‫بالصمت‪ ،‬بعد‬
‫التي تقودها «قسد» القاعدة الروسية في‬ ‫لـ ــ«قـ ـس ــد»‪ ،‬أي إج ـ ـ ـ ــراءات حـقـيـقـيــة لـلـحــد‬ ‫أما في شمالي البالد‪ ،‬فخطوط التماس‬ ‫تنفذها قوات العشائر على مواقع تابعة‬ ‫ّ‬
‫القوات العسكرية واألمنية اإليرانية‬ ‫الــواليــات املتحدة استحالة تحقيق‬ ‫الـلــذيــن ه ــزا مــديـنــة كــرمــان‪ ،‬جنوبي‬
‫ريــف القامشلي شمال ســوريــا‪ ،‬للمطالبة‬ ‫م ــن هـ ــذه ال ـه ـج ـم ــات‪ ،‬ب ـي ـن ـمــا أع ــرب ــت عــن‬ ‫تـتــابــع اشـتـعــالـهــا عـلــى وق ــع م ـحــاوالت‬ ‫ل ــ«قــوات ســوريــا الــديـمــوقــراطـيــة» (قـســد)‪،‬‬ ‫ّ‬
‫«سـتـصـفــع األعـ ـ ــداء»‪ .‬وم ـنــذ اللحظة‬ ‫األهداف اإلسرائيلية املعلنة للحرب‪،‬‬ ‫إيـ ـ ـ ـ ــران‪ ،‬وخ ــلـ ـف ــا ع ـ ـشـ ــرات الـ ـشـ ـه ــداء‬
‫بــوقــف الـتـصـعـيــد ال ـتــركــي األخ ـي ــر‪ .‬وق ــال‬ ‫«الـقـلــق» إزاء هـ ــا‪ ،‬مـشـيــرة إل ــى أنـهــا تعمل‬ ‫مـسـلـحــي ال ـف ـصــائــل «ال ـج ـه ــادي ــة» شن‬ ‫وعلى وقع التصعيد املستمر على خطوط‬ ‫األول ـ ـ ــى‪ ،‬بـ ــدا أن ث ـ ّـم ــة ف ــي إيـ ـ ــران َمــن‬ ‫فيما ال ت ــزال حـكــومــة ال ـعــدو مـصـ ّـرة‬ ‫ممن كانوا يحيون الذكرى‬ ‫والجرجي ّ‬
‫ّ‬
‫أح ــد أع ـضــاء ال ــوف ــد‪ ،‬ك ــردي ــار دري ـع ــي‪ ،‬في‬ ‫«عـبــر الـقـنــوات الــديـبـلــومــاسـيــة»‪ ،‬وفـقــا ملا‬ ‫ه ـج ـم ــات «ان ـغ ـم ــاس ـي ــة» أو ع ــن طــريــق‬ ‫الـتـمــاس شـمــالــي ســوريــا‪ ،‬ش ــن مسلحون‬ ‫يربط انفجار كرمان بالحرب في غزة‬ ‫على استكمال عدوانها حتى تحقيق‬ ‫السنوية الرابعة الستشهاد القائد‬
‫ـرد الجيش‬ ‫الـطــائــرات املـسـ ّـيــرة‪ ،‬والـتــي يـ ّ‬ ‫تابعون لتنظيم «داع ــش» هجومًا عنيفًا‬ ‫ّ‬
‫تصريحات إعالمية‪ ،‬إن الزيارة تهدف إلى‬ ‫نقلته وكالة «نــورث بــرس»‪ ،‬التي يمولها‬ ‫واغ ـت ـيــال ك ــل م ــن ال ـق ـيــادي مــوســوي‬ ‫«النصر»‪.‬‬ ‫السابق لـ»قوة القدس» في «الحرس‬
‫«مطالبة الجانب الروسي بالقيام بواجبه‬ ‫«ال ـت ـحــالــف»‪ ،‬عــن مـتـحــدث فــي الـخــارجـيــة‬ ‫السوري عليها بحزم‪ .‬وبعدما تعرضت‬
‫بلدتا ّ‬
‫على مواقع للجيش السوري في البادية‬
‫َ‬ ‫ف ــي سـ ــوريـ ــا‪ ،‬والـ ـقـ ـي ــادي ال ـ ـعـ ــاروري‬ ‫وفـ ــي م ــا ُيـ ـع ـ ّـد االنـ ـفـ ـج ــار اإلره ــاب ــي‬ ‫الـثــوري»‪ ،‬الجنرال قاسم سليماني‪،‬‬
‫كدولة ضامنة‪ ،‬وتحمل مسؤولياته حيال‬ ‫نبل والزهراء لقصف صاروخي‪،‬‬ ‫عند الحدود اإلداريــة بني محافظتي دير‬ ‫فــي ب ـيــروت‪ ،‬على يــد إســرائـيــل‪ .‬وفي‬ ‫األكـ ـب ــر ف ــي ت ــاري ــخ إي ـ ـ ــران ال ـحــديــث‬ ‫ـف ضلوعها ‪ -‬على‬ ‫أم ــس‪ .‬وإذ لــم تـنـ ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫رد الجيش السوري باستهداف مواقع‬ ‫الزور والرقة‪ .‬وتمكن هؤالء‪ ،‬وفقًا ملصادر‬ ‫هــذا اإلط ــار‪ ،‬قــال النائب فــي البرملان‬ ‫مــن حـيــث ع ــدد الـضـحــايــا‪ ،‬استشهد‬ ‫رغـ ـ ــم اسـ ـتـ ـبـ ـع ــاد األمـ ـي ــركـ ـي ــن صـلــة‬
‫الهجمات التركية عبر الطائرات املسيرة‬
‫«ه ـي ـئــة ت ـحــريــر الـ ـش ــام» ف ــي دارة عــزة‬ ‫ميدانية‪ ،‬مــن السيطرة على نقطتني ملدة‬ ‫اإليراني‪ ،‬حسني جاللي‪ ،‬في تصریح‬ ‫وج ـ ــرح أم ـثــال ـهــم آخـ ــرون‪،‬‬ ‫ال ـع ـش ــرات ُ‬ ‫الـ ـع ــدو ب ــامل ـج ــزرة ‪ ،-‬إال أن ال ـنــاطــق‬
‫في مناطق شمال شرقي سوريا»‪ .‬ويأتي‬ ‫ّ‬
‫وال ـن ـيــرب‪ ،‬فــي وق ــت شـهــدتّ فـيــه مدينة‬ ‫م ــؤق ـت ــة‪ ،‬وذل ـ ــك ق ـب ــل أن ي ـت ـمــكــن الـجـيــش‬ ‫صـحــافــي‪ ،‬إن «مـثــل ه ــذه األحـ ــداث ال‬ ‫َ‬
‫نـتـيـجــة ان ـف ـج ــاري ــن اس ـت ـهــدفــا حفل‬ ‫باسم جيش االحتالل اكتفى برفض‬
‫ذلك بعدما طلبت «اإلدارة الذاتية»‪ ،‬خالل‬ ‫إدلب سلسلة استهدافات نفذتها قوات‬ ‫السوري من استعادتهما‪ ،‬حيث قتل خالل‬ ‫تـخـلــو مــن صـلــة بــالـجــرائــم املــرتـكـبــة‬ ‫الذكرى السنوية الرابعة الستشهاد‬ ‫الواقعة‪ ،‬فيما لم َيخرج‬ ‫التعليق على ّ‬
‫مــؤت ـمــر ص ـحــافــي ق ـبــل أيـ ـ ــام‪ ،‬م ــن دمـشــق‬
‫ومــوسـكــو و«الـتـحــالــف الــدولــي»‪ ،‬التدخل‬
‫إثر أي تصعيد تركي‪،‬‬ ‫ال ـج ـي ــش ط ــاول ــت م ـس ـت ـ َ‬
‫ـودع ــي أسـلـحــة‬ ‫االشـتـبــاكــات عــددًا مــن مسلحي التنظيم‪،‬‬ ‫في غزة»‪ ،‬مضيفًا أن «الحادث وراءه‬ ‫س ـ ـل ـ ـي ـ ـمـ ــانـ ــي‪ ،‬وال ـ ـ ـ ـ ـ ــذي أق ـ ـ ـيـ ـ ــم أمـ ــس‬ ‫أي فصيل ليتبناها‪ .‬وال يمكن على‬ ‫ّ‬
‫لــوقــف ه ــذا الـتـصـعـيــد‪ ،‬فــي إجـ ــراء أصبح‬ ‫تحاول «قسد» تحميل‬ ‫وأح ــد م ـق ــرات «ال ـه ـي ـئــة»‪ ،‬وف ـقــا ملـصــادر‬ ‫في حني تمكن آخرون من الفرار بعد سرقة‬ ‫ال ـ ـعـ ــدو‪ ،‬وإس ــرائـ ـي ــل بــال ـتــأك ـيــد أح ــد‬ ‫األربـ ـ ـع ـ ــاء ف ــي كـ ــرمـ ــان‪ .‬وإذ وص ـفــت‬ ‫أي ح ــال‪ ،‬فـصــل مــا ج ــرى فــي كــرمــان‬ ‫ّ‬
‫م ـي ــدان ـي ــة‪ .‬ك ـم ــا أع ـل ـن ــت وزارة ال ــدف ــاع‬ ‫سيارة‪.‬‬ ‫الـ ـسـ ـلـ ـط ــات املـ ـح ـ ّـلـ ـي ــة االنـ ـفـ ـج ـ َ‬
‫روت ـي ـن ـيــا إثـ ــر أي تـصـعـيــد ت ــرك ــي‪ ،‬حيث‬ ‫الحكومة السورية‬ ‫مسيرة‬‫ّ‬ ‫السورية إسـقــاط تسع طــائــرات‬ ‫ويأتي الهجوم األخير انسجامًا مع تكتيك‬
‫عوامله»‪ .‬وتابع‪« :‬وكما أن إسرائيل‬
‫ال تستطيع هــزيـمــة ح ـمــاس وتـقــوم‬
‫ـاري ــن‬ ‫ً‬
‫بــأنـهـمــا «إره ــاب ـي ــان»‪ ،‬مـعـلـنــة أنهما‬
‫من هجوم بهذا الحجم صادف ذكرى‬
‫اغ ـت ـيــال سـلـيـمــانــي‪ ،‬عـ ّـمــا ي ـجــري في‬
‫ّ‬
‫تحاول «قسد» تحميل الحكومة السورية‬ ‫وروسيا مسؤولية حماية‬ ‫حــاول «الـجـهــاديــون» عبرها استهداف‬ ‫ج ــدي ــد بـ ــدأ مـسـلـحــو «داعـ ـ ــش» بــات ـبــاعــه‬ ‫بدال من ذلك بقتل النساء واألطفال‪،‬‬
‫ً‬
‫أسفرا عن استشهاد ‪ 103‬أشخاص‪،‬‬
‫ّ‬
‫مستمر‪ ،‬والسيما في‬ ‫ّ‬ ‫غزة من عدوان‬
‫ّ‬
‫وروس ـ ـ ـيـ ـ ــا مـ ـس ــؤولـ ـي ــة حـ ـم ــاي ــة م ـن ــاط ــق‬
‫سيطرتها‪ ،‬بالتزامن مع محاولتها تمتني‬ ‫مناطق سيطرتها‬ ‫مناطق في أرياف حلب وحماة وإدلب‪.‬‬
‫اعتداءاتها‬ ‫فــي هــذا الــوقــت‪ ،‬تتابع تركيا‬
‫خــال الشهور املاضية‪ ،‬عبر االنتقال من‬
‫مــرحـلــة تفخيخ ال ـطــرقــات وش ــن هجمات‬
‫فــإن عمالء إسرائيل يرتكبون اليوم‬ ‫وإصـ ــابـ ــة ‪ 141‬آخ ــري ــن ع ـل ــی األقـ ـ ــل‪،‬‬ ‫ظــل توسيع إســرائـيــل استهدافاتها‬
‫ً‬ ‫هذه الجريمة»‪.‬‬ ‫ص ــار واض ـح ــا بـحـلــول م ـســاء أم ــس‪،‬‬
‫نـفــوذهــا وف ــرض «فـيــدرالـيــة» بحكم األمــر‬ ‫عـلــى األراضـ ــي ال ـســوريــة‪ ،‬مستهدفة عبر‬ ‫عـلــى اآللـ ـي ــات‪ ،‬إل ــى ش ــن هـجـمــات منظمة‬ ‫وفي ما بدا تعليقًا الفتًا‪ ،‬أكدت وزارة‬ ‫توجه السلطات اإليرانية إلى اتهام‬ ‫ّ‬
‫ال ــواق ــع‪ ،‬ف ــي ظ ــل ال ــدع ــم األم ـيــركــي املـعـلــن‬
‫واملستمر‪ ،‬حتى اآلن‪ ،‬لهذا املشروع‪.‬‬
‫الـطــائــرات املـسـيــرة مــواقــع تسيطر عليها‬
‫«ق ـ ـس ـ ــد»‪ ،‬حـ ـي ــث طـ ـ ـ ــاول الـ ـقـ ـص ــف ب ـعــض‬
‫ع ـل ــى نـ ـق ــاط ث ــاب ـت ــة‪ ،‬ومـ ـح ــاول ــة ال ـت ـمــركــز‬
‫ً‬
‫فـيـهــا أمـ ــا ف ــي اس ـت ـع ــادة ف ـت ــرات ازدهـ ــار‬
‫الخارجية السعودية رفــض اململكة‬ ‫إســرائ ـيــل بــالــواق ـعــة‪ ،‬وف ــق م ــا أعلنه‬ ‫أكد َالمرشد األعلى أن الرد على‬
‫وإدانتها للتفجيرات اإلرهابية التي‬ ‫ال ــرئ ـي ــس إب ــراه ـي ــم رئ ـي ـس ــي‪ ،‬وقــائــد‬
‫سابقة عاشها التنظيم‪ .‬كذلك‪ ،‬ظهر خالل‬ ‫استهدفت املــدنـيــن فــي الجمهورية‬ ‫«قوة القدس» إسماعيل قاآني‪ ،‬فيما‬ ‫انفجاري كرمان سيكون قاسيًا‬
‫الـهـجـمــات األح ــدث‪ ،‬اسـتـعـمــال املسلحني‪،‬‬ ‫اإلس ـ ــامـ ـ ـي ـ ــة اإليـ ـ ــران ـ ـ ـيـ ـ ــة‪ .‬وعـ ـ ـ ّـبـ ـ ــرت‪،‬‬ ‫وقع االنفجاران قرابة الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم أمس‪ ،‬بالقرب من مرقد سليماني (أ ف ب)‬ ‫أكد املرشد األعلى‪ ،‬علي خامنئي‪ ،‬أن‬
‫وف ـقــا لـلـمـصــادر‪ ،‬أسـلـحــة جــديــدة لــم تكن‬ ‫فـ ــي ب ـ ـيـ ــان‪ ،‬عـ ــن «خـ ــالـ ــص ت ـعــازي ـهــا‬ ‫انفجاري كرمان «سيكون‬ ‫َ‬ ‫ـرد على‬ ‫الـ ّ‬
‫◄ إعالنات رسمية ►‬ ‫◄ وفيات ►‬ ‫في حوزتهم سابقًا‪ ،‬واعتمادهم التنسيق‬
‫بـ ــن م ـج ـم ــوع ــات ـه ــم املـ ـتـ ـف ــرق ــة امل ـن ـت ـش ــرة‬
‫ومــواســات ـهــا وتـضــامـنـهــا م ــع إي ــران‬ ‫قائد «قوة القدس» إن «هجوم كرمان‬ ‫مسؤوليتها عن حادثة كرمان‪ ،‬علمًا‬ ‫ـاريــن اسـتـهــدف الـقــوى‬ ‫«أح ــد االن ـف ـجـ َ‬
‫ِّ‬
‫قاسيًا»‪.‬‬ ‫لتطال القيادي في «الحرس الثوري»‬
‫في هذا الحدث املؤلم‪ ،‬مع تمنياتها‬ ‫اآلث ــم ت ــم تــأمـيـنــه ع ــن طــريــق أمـيــركــا‬ ‫اإلسرائيلي‬ ‫أن الناطق باسم الجيش‬ ‫األمنية املنظمة ملراسم إحياء ذكرى‬ ‫ووقع االنفجاران قرابة الساعة الثالثة‬ ‫اإلي ــران ــي‪ ،‬سـيــد رض ــي مــوســوي‪ ،‬في‬
‫ف ــي ال ـبــادي ــة‪ ،‬وال ـت ــي كــانــت ت ـقــوم بتنفيذ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫للمصابني بالشفاء العاجل»‪.‬‬ ‫والكيان الصهيوني»‪ ،‬سارعت وزارة‬ ‫رفض التعليق عليها‪ ،‬قائال‪(« :‬إننا)‬ ‫اسـتـشـهــاد سـلـيـمــانــي»‪ ،‬فـيـمــا نسب‬ ‫من بعد ظهر يــوم أمــس‪ ،‬بالقرب من‬ ‫ســوريــا‪ ،‬والـقـيــادي ال ـبــارز فــي حركة‬
‫ُموقعني باالتحاد عن فرنسبنك ش‪.‬م‪.‬ل‪.‬‬ ‫إعالن‬ ‫عمليات فردية سابقًا‪ ،‬األمر الذي اعتبرته‬ ‫آخر ّ عملية إرهابية شهدتها‬ ‫نركز على الحرب ّ‬ ‫ّ‬ ‫«ح ـ ـمـ ــاس»‪ ،‬ص ــال ــح ال ـ ـ ـعـ ـ ــاروري‪ ،‬فــي‬
‫باالستحصال على بــدل عــن ضائع عن‬ ‫من أمانة السجل العقاري في بيروت‬ ‫امل ـصــادر «مــؤش ـرًا إلــى تــدخــل طــرف ثالث‬ ‫وكانت ُ‬ ‫الخارجية األميركية إلى التأكيد أن‬ ‫ضد حماس»‪.‬‬ ‫ال ـت ـل ـفــزيــون ال ــرس ـم ــي اإليـ ــرانـ ــي إلــى‬ ‫مرقد سليماني‪ ،‬واملعروف بـ»روضة‬
‫رئ ـي ــس وم ــدي ــر ع ــام إدارة حصر‬ ‫إي ــران قــد نــفــذت فــي الـ ــ‪ 13‬مــن آب من‬ ‫واشنطن «ليست ضالعة بــأي شكل‬ ‫وفي إطار ردود الفعل اإليرانية‪ ،‬أكد‬ ‫رئـيــس ال ـطــوارئ الطبية فــي كــرمــان‪،‬‬ ‫ال ـش ـه ــداء»‪ .‬ونـقـلــت وكــالــة «تسنيم»‬ ‫ضـ ّـاحـيــة ب ـي ــروت الـجـنــوبـيــة‪ ،‬ف ــي ما‬
‫شـهــادة قيد التأمني على القسمني رقم‬ ‫طلب السيد رائــف حسن ســرور بصفته‬ ‫التبغ والتنباك اللبنانية‬ ‫يقوم بتقديم الدعم لهذه املجموعات»‪ ،‬في‬ ‫العام املاضي في مرقد «شاهجراغ»‬ ‫في انفجارات إيــران»‪ ،‬وأنه «ال سبب‬ ‫َ‬
‫انفجاري‬ ‫املرشد األعلى أن «الرد على‬ ‫ـاري ــن ن ــاج ـم ــان عن‬ ‫ق ــول ــه إن االن ـف ـج ـ َ‬ ‫امل ـقــربــة م ــن «ال ـح ــرس الـ ـث ــوري»‪ ،‬عن‬ ‫يؤشر ‪ -‬على ما يبدو ‪ -‬إلى رغبتها‬
‫‪ 4‬و‪ 5B‬من العقار ‪ 285‬املنطقة العقارية‬ ‫أبو ظهر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وكيل محمد جواد محمد رفقي ُ‬ ‫املهندس ناصيف سقالوي‬ ‫إش ــارة إلــى ال ــدور ال ــذي تلعبه واشـنـطــن‪،‬‬ ‫ف ــي م ــدي ـن ــة شـ ـي ــراز جـ ـن ــوب الـ ـب ــاد‪،‬‬ ‫لــاعـتـقــاد بـضـلــوع إســرائـيــل فيها»‪،‬‬ ‫كـ ــرمـ ــان سـ ـيـ ـك ــون ق ــاسـ ـي ــا‪ ،‬وجـ ـن ــود‬ ‫عبوتني مفخختني وضعتا في مقبرة‬ ‫قولها إنــه كانت‬ ‫مصادر في كرمان‪ّ ،‬‬
‫ف ــي ت ــوس ـي ــع ال ـ ـحـ ــرب‪ ،‬ل ـت ـط ــال بـقـيــة‬
‫عني املريسة باسم فرنسبنك ش‪.‬م‪.‬ل‪.‬‬ ‫بصفته رئيس مجلس اإلدارة واملفوض‬ ‫أعضاء لجنة اإلدارة‬ ‫والـتــي تتهمها دمـشــق وموسكو بتقديم‬ ‫وأسـفــرت عــن مقتل شخصني‪ .‬وقبل‬ ‫ل ـي ـع ــود ك ـي ــرب ــي ويـ ــؤكـ ــد هـ ــو أي ـضــا‬ ‫طريق قاسم سليماني ّلن يحتملوا‬ ‫ّ‬
‫كرمان‪ ،‬على الطريق املؤدي إلى مرقد‬ ‫هـ ـن ــاك ح ـق ـي ـب ـت ــان م ـف ــخ ـخ ـت ــان عـنــد‬ ‫أطـ ــراف م ـحــور امل ـقــاومــة‪ ،‬هــربــا‪ ،‬كما‬
‫للمعترض ُمراجعة األمانة‬‫ُ‬ ‫بالتوقيع عن شركة كليمنصو العقارية‬ ‫نقابة املوظفني والعمال‬ ‫الدعم للمسلحني في قاعدة «التنف» غير‬ ‫بضعة أشهر‪ ،‬وقعت عملية إرهابية‬
‫ً‬
‫ـة»‪ .‬وعـلــى مــا يـبــدو‪،‬‬ ‫ي ـق ــول املـ ـس ــؤول ــون اإلي ــرانـ ـي ــون‪ ،‬من‬
‫(ش‪.‬م‪.‬ل‪ ).‬وب ـع ــد أخـ ــذ ُم ــوافـ ـق ــة ك ــل مــن‬
‫عــدم ضلوع بــاده‪ ،‬قائال في املــوازاة‬ ‫ال ـ ـجـ ــري ـ ـمـ ــة»‪ ،‬ف ـي ـم ــا حـ ـ ـ ــذر ال ــرئ ـي ــس‬ ‫سليماني‪ .‬وذكر التلفزيون أن بعض‬ ‫مــدخــل ّ«ال ــروض ـ ّ‬ ‫َ‬
‫خالل ‪ 15‬يوم‬ ‫مجلس صندوق التعاضد‬ ‫العراقية واألردنية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الشرعية عند الحدود‬ ‫مماثلة في شاهجراغ‪ ،‬قتل فيها ‪13‬‬ ‫أي مــؤشــرات على‬ ‫إنــه «ليست لدينا ّ‬ ‫اإليــرانــي الكيان الصهيوني مــن أنه‬ ‫املـصــابــن سقطوا مــن ج ــراء التدافع‬ ‫ف ــإن م ـنــفــذ أو م ـنــفــذي ه ــذا الـهـجــوم‬ ‫إخفاقاتها في القطاع‪ ،‬والتي لم ت ُعد‬ ‫ً‬
‫أمني السجل العقاري في بيروت‬ ‫السيدة راشـيــل إبــراهـيــم طــاي والسيدة‬ ‫الجمعية الرياضية‬ ‫وفــي الـشـهــريــن املــاضـيــن‪ ،‬نــفــذ الجيشان‬ ‫ش ـخ ـص ــا‪ ،‬وأعـ ـل ــن ت ـن ـظ ـيــم «داعـ ـ ــش»‬ ‫ـورط إسرائيل في االنفجار األخير‬ ‫تـ ّ‬ ‫«سـيــدفــع ثـمــن جــريـمــة كــرمــان غاليًا‬ ‫ـاريـ ــن‪ .‬وحـ ـت ــى م ـســاء‬ ‫ع ـق ــب االن ـ ـف ـ ـجـ ـ َ‬ ‫قـ ـ ــام‪/‬وا بـتـفـجـيــر ال ـق ـنــابــل ع ــن بـعــد‪.‬‬ ‫خافية حتى على حليفتها األقــرب‪،‬‬
‫جويس عقل‬ ‫مل ـ ـ ــا مـ ـصـ ـطـ ـف ــى غـ ـطـ ـيـ ـم ــي ب ـص ـف ـت ـه ـم ــا‬ ‫رابطة القدامى‬ ‫السوري والروسي عمليات تمشيط جوية‬ ‫مسؤوليته عنها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫فــي إيـ ــران ب ــأي شـكــل مــن األش ـك ــال»‪.‬‬ ‫بـمــا يــدفـعــه إل ــى ال ـن ــدم»‪ .‬وفـيـمــا قــال‬ ‫ّ‬
‫أم ــس‪ ،‬لــم تـعـلــن أي جـهــة أو جماعة‬ ‫ووف ــق مــا ذك ــرت وكــالــة «م ـه ــر»‪ ،‬فــإن‬ ‫واشـنـطــن‪ ،‬الـتــي خــرج الناطق باسم‬
‫يتقدمون بأحر التعازي‬ ‫وبرية مشتركة‪ ،‬استهدفت مواقع يعتقد‬
‫إعالن صادر عن مؤسسة مياه البقاع‬ ‫إلى املهندس‬ ‫أن مـسـلـحــي ال ـت ـن ـظ ـيــم ي ـخ ـت ـب ـئــون فـيـهــا‪،‬‬

‫ثان لزيارة رئيسي‪ :‬تركيا متضامنة‬


‫تأجيل ٍ‬
‫إلــى الـســادة أصـحــاب الحقوق فــي العقار رقــم ‪ 595‬مــن منطقة الرمتانية العقارية‬ ‫ب ـن ــاء ع ـلــى ب ـنــك أه ـ ــداف ح ــددت ــه ط ــائ ــرات‬
‫صالح خليل زيدان‬
‫والعقارات رقم ‪ 2130‬و‪ 1484‬و‪ 1485‬و‪ 1489‬و‪ 1496‬و‪ 1497‬من منطقة جديتا العقارية‪.‬‬
‫مـ ــديـ ــر ف ـ ــي إدارة حـ ـص ــر ال ـت ـب ــغ‬ ‫اس ـت ـط ــاع‪ ،‬ح ـيــث ش ـم ـلــت االس ـت ـه ــداف ــات‬
‫الواردة أسماؤهم أدناه‪:‬‬ ‫والتنباك اللبنانية‬ ‫ط ــرق إم ـ ــداد وم ـنــاطــق قــري ـبــة م ــن قــاعــدة‬
‫بوفاة نجله املرحوم‬ ‫«التنف»‪ ،‬باإلضافة إلى عدد من الكهوف‬
‫والس ـي ـم ــا ف ــي ال ـع ـق ـ َـدي ــن األخ ـي ـ َـري ــن‪.‬‬
‫أسماء املالكني‬ ‫املنطقة العقارية‬ ‫رقم العقار‬ ‫رقم القرار‬ ‫فراس صالح زيدان‬ ‫واملغاور املنتشرة في البادية‪.‬‬ ‫ال ـطــريــق الـ ــذي يــوصـلـهــا بــأرمـيـنـيــا‪،‬‬ ‫طهران ــ محمد خواجوئي‬
‫مشاع بلدية كفرسلوان‬ ‫الرمتانية‬ ‫‪595‬‬ ‫‪911‬‬ ‫تـ ـ ـغ ـ ـ ّـم ـ ــده الـ ـ ـل ـ ــه بـ ـ ــواسـ ـ ــع رح ـم ـت ــه‬ ‫ويأتي التصعيد الجديد من قبل «داعش»‬ ‫وي ـج ـع ـل ـهــا ب ــال ـت ــال ــي م ـع ـت ـمــدة عـلــى‬ ‫كـمــا تـ ّـمــت إدارة ال ـخــافــات بينهما‪،‬‬
‫وأسكنه فسيح جناته‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫مارين تمستوكل ديمتردياس – خليل حسن حمد – علي‬ ‫جديتا‬ ‫‪2130‬‬ ‫‪912‬‬ ‫بالتوازي مع تصعيد ميداني مستمر في‬ ‫ت ــركـ ـي ــا وآذربـ ـ ـيـ ـ ـج ـ ــان لـ ـلـ ـم ــرور عـبــر‬ ‫وخـصــوصــا فــي مــا يــتـصــل بقضايا‬ ‫مـ ّـرة جديدة‪ ،‬أرجئت زيــارة الرئيس‬
‫حسن حمد – جان بيير قسطنطني يبرودي – سمير عبدو‬ ‫وألهم عائلته الصبر والسلوان‬ ‫محيط الـقــواعــد األميركية غير الشرعية‬ ‫وأدت االحـتـجــاجــات‪،‬‬ ‫ه ــذه املـنـطـقــة‪ّ .‬‬ ‫املـنـطـقــة‪ ،‬بـمــا فيها ســوريــا وجـنــوب‬ ‫اإليـ ـ ــرانـ ـ ــي‪ ،‬إب ــراهـ ـي ــم رئـ ـيـ ـس ــي‪ ،‬إل ــى‬
‫ً‬
‫تــركـيــا‪ ،‬وال ـتــي ك ــان ُيــرتـقــب أن تـبــدأ‬
‫نعمة هاشم‬
‫ف ــي ال ـش ـم ــال ال ـش ــرق ــي م ــن الـ ـب ــاد‪ ،‬حـيــث‬ ‫معطوفة على الـتـهــديــدات اإليــرانـيــة‬ ‫القوقاز‪ ،‬بطريقة حالت دون حدوث‬
‫خالد وفيق الطيبي – مروان وليد الطيبي – مازن وفيق‬ ‫جديتا‬ ‫‪1497‬‬ ‫‪913‬‬ ‫تتواصل العمليات التي تنفذها املقاومة‬ ‫إزاء ال ـت ـغ ـي ـيــر ال ـج ـي ــوس ـي ــاس ــي فــي‬ ‫ت ـص ـع ـيــد فـ ــي ع ــاق ــات ـه ـم ــا‪ .‬ع ـل ــى أن‬ ‫الـيــوم الخميس‪ ،‬وذل ــك على خلفية‬
‫الطيبي – وفيق وليد الطيبي – اليصابات متري جوخاجي‬ ‫ّ‬ ‫ان ـ ـ ـف ـ ـ ـجـ ـ ـ َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫على خلفية الدعم األميركي غير املحدود‬ ‫امل ـن ـط ـقــة‪ ،‬إل ــى ت ــراج ــع أن ـق ــرة وبــاكــو‬ ‫سيتضمن‬ ‫جدول أعمال الزيارة كان‬ ‫ـاري كـ ـ ــرمـ ـ ــان الـ ـ ـل ـ ــذي ـ ــن راح‬
‫خالد وفيق الطيبي – مروان وليد الطيبي – مازن وفيق‬ ‫جديتا‬ ‫‪1496‬‬ ‫‪914‬‬ ‫إنا لله وإنا إليه راجعون‬ ‫للكيان اإلسرائيلي في حرب اإلبادة التي‬ ‫خـ ـ ــال األش ـ ـهـ ــر األخـ ـ ـي ـ ــرة عـ ــن ف ـكــرة‬ ‫أساسية‪ ،‬هي‪ :‬العالقات‬ ‫ّ‬ ‫ثالثة محاور‬ ‫ّ‬
‫ضحيتهما الـعـشــرات‪ .‬وتـقــرر خالل‬ ‫ّ‬
‫الطيبي – وفيق وليد الطيبي – اليصابات متري جوخاجي‬
‫ذكرى أسبوع‬ ‫يشنها ضد الفلسطينيني في قطاع غزة‪.‬‬ ‫إن ـش ــاء مـ ّـمــر بــاملــواص ـفــات الـســابـقــة‪،‬‬ ‫الـثـنــائـيــة‪ ،‬ت ـط ـ ّـورات ج ـنــوب الـقــوقــاز‬ ‫ات ـ ـصـ ــال أجـ ـ ـ ــراه ال ــرئـ ـي ــس ال ـت ــرك ــي‪،‬‬
‫خليل حسن حمد – علي حسن حمد – جان بيير قسطنطني‬ ‫جديتا‬ ‫‪1489‬‬ ‫‪915‬‬ ‫ُيصادف اليوم الخميس ‪ 4‬كانون‬ ‫تستمر القوات األميركية في‬ ‫ّ‬ ‫وفي املقابل‪،‬‬ ‫وحـتــى إنـهـمــا تحدثتا عــن مـســارات‬
‫ً‬
‫والـحــرب فــي غــزة‪ ،‬فضال عــن انعقاد‬ ‫رج ـ ـ ــب طـ ـي ــب إردوغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‪ ،‬ب ـن ـظ ـي ــره‬
‫يبرودي – مارين تمستوكل ديمتردياس – سمير عبدو نعمة‬
‫هاشم‬
‫الثاني ‪ 2024‬ذكــرى ُمــرور أسبوع‬ ‫ّ‬
‫تكرار محاوالتها الفاشلة للحد من هذه‬ ‫بديلة بهدف تلبية مطالب إيران‪.‬‬ ‫الـ ـ ـ ــدورة ال ـث ــام ـن ــة ل ـل ـج ـنــة امل ـش ـتــركــة‬ ‫اإليراني‪ ،‬للتعزية بضحايا كرمان‪،‬‬
‫على وفاة املرحوم‬ ‫الهجمات التي تجاوز عددها منذ السابع‬ ‫التطورات‬‫ّ‬ ‫القضية الثالثة‪ ،‬فهي‬ ‫ّ‬ ‫أما‬ ‫للتعاون بني إيران وتركيا‪.‬‬ ‫تأجيل الــزيــارة‪ .‬ودان إردوغ ــان‪ ،‬في‬
‫خليل حسن حمد – علي حسن حمد‬ ‫جديتا‬ ‫‪1484‬‬ ‫‪916‬‬
‫وجدي محمود الحاج‬ ‫م ــن ت ـش ــري ــن األول امل ــاض ــي ف ــي س ــوري ــا‬ ‫ّ‬
‫املتعلقة بــالـحــرب اإلسرائيلية على‬ ‫وب ـع ــد ف ـت ــرة ذه ـب ـيــة م ــن ال ـعــاقــات‬ ‫االتـ ـص ــال‪« ،‬االعـ ـ ـت ـ ــداء ات اإلرهــاب ـيــة‬
‫نجيب عبد القادر بكداش‬ ‫جديتا‬ ‫‪1485‬‬ ‫‪917‬‬ ‫وال ــده‪ :‬املــرحــوم الـقــاضــي محمود‬ ‫والـ ـ ـع ـ ــراق ‪ 120‬هـ ـج ــوم ــا‪ ،‬ش ـم ـل ــت مـعـظــم‬ ‫غــزة‪ ،‬حيث يدافع البلدان عن موقف‬ ‫االق ـت ـص ــادي ــة ب ــن ط ـه ــران وأن ـق ــرة‪،‬‬ ‫ال ـتــي اس ـت ـهــدفــت امل ــدن ـي ــن»‪ ،‬مــؤك ـدًا‬
‫علي الحاج‬ ‫مواقع تمركز القوات األميركية‪ ،‬وآخرها‬ ‫الـفـلـسـطـيـنـيــن‪ ،‬ويـ ـن ــددان بــالـجــرائــم‬ ‫ش ـ ـه ـ ــدت ه ـ ـ ـ ــذه الـ ـ ـ ـع ـ ـ ــاق ـ ـ ــات‪ ،‬خـ ــال‬ ‫وقــوف تركيا إلــى جانب إيــران ّ«في‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫بناء على املرسوم رقم ‪ 3036‬تاريخ ‪ ُ 2018/5/31‬املتعلق بإعتبار األشغال العائدة‬ ‫وال ـ ــدت ـ ــه‪ :‬امل ــرح ــوم ــة ن ــاه ـي ــة زي ــن‬ ‫هجمات استهدفت القواعد األميركية في‬ ‫اإلســرائـيـلـيــة‪ ،‬فيما يقيمان عالقات‬ ‫األعـ ــوام األخ ـي ــرة‪ ،‬بـعــض ال ـتــراجــع‪،‬‬ ‫م ـكــاف ـح ـت ـهــا ل ـ ــإره ـ ــاب»‪ ،‬وم ـت ـمــن ـيــا‬
‫ملشروعُ إنشاء خزان جديتا اإلقليمي والطريق املؤدية له (محافظة البقاع – قضاء‬ ‫ُ‬ ‫العابدين ُعسيران‬ ‫«الـ ـش ــدادي» و«ال ـع ـمــر» و«خـ ــراب الـجـيــر»‬ ‫مــع «ح ـم ــاس»‪ .‬إال أن ــه ثـ ّـمــة خــا ّفــات‬ ‫إذ انخفض حجم التبادل التجاري‬ ‫«الصبر والسلوان للشعب اإليراني‬
‫‪ 917‬تاريخ‬
‫زحلة) نبلغكم قرار إستمالك رقم ‪ُ – 916 – 915 – 914 – 913 – 912 – 911‬‬ ‫أشـقــاؤه‪ ُ :‬املهندس علي‪ُ ،‬املهندس‬ ‫و«كونيكو»‪.‬‬ ‫بينهما فــي ه ــذا ال ـش ــأن؛ إذ توقعت‬ ‫ب ــن ال ـب ـلــديــن م ــن ‪ 21‬م ـل ـيــار دوالر‬
‫‪ 2018/11/23‬وقــرار ُمؤسسة مياه البقاع رقم ‪ 4/203‬تاريخ ‪ُ 2019/4/24‬املتضمن‬ ‫حسان‪ ،‬املهندس سميح‪ ،‬املهندس‬ ‫وف ــي املنطقة ذات ـهــا‪ ،‬وف ــي سـيــاق املـعــارك‬ ‫إيران من تركيا أن تترجم أقوالها إلى‬ ‫عـ ــام ‪ ،2021‬إلـ ــى ن ـح ــو ‪ 7‬م ـل ـي ــارات‬
‫ُ‬
‫مياه البقاع واملستملك‬
‫ُ‬ ‫العقارات املــذكــورة ُأعــاه لصالح مؤسسة ُ‬
‫و ُضــع اليد على ُ‬ ‫ُ‬ ‫نواف‪.‬‬ ‫امل ـس ـت ـمــرة ب ــن قـ ــوات ال ـع ـشــائــر و«ق ـس ــد»‬
‫ّ‬ ‫أفعال بهدف الضغط على إسرائيل‪،‬‬
‫ّ‬
‫دوالر راه ـ ـ ـنـ ـ ــا‪ .‬ولـ ـ ـع ـ ــل الـ ـعـ ـق ــوب ــات‬ ‫دان إردوغان االعتداءات‬
‫بموجب املرسوم املشار إليه آنفًا وننذركم بإخالء املساحة املستملكة خــال مهلة‬ ‫شـقـيـقـتــه‪ :‬امل ـحــام ـيــة بـهـيــة الـحــاج‬ ‫الغربية املفروضة على إيــران ُتعدّ‬
‫خمسة عشرة يومًا من تاريخ نشر هذه الوثيقة بعد أن أودعت ُمؤسسة مياه البقاع‬
‫املدعومة أميركيًا‪ ،‬شن مقاتلون هجمات‬ ‫ب ـم ــا ي ـش ـم ــل ق ـط ــع أو خ ـف ــض حـجــم‬ ‫اإلرهابية التي استهدفت‬
‫بـ ُـمــوجــب ق ــرار اإلي ــداع رقــم ال ـصــادر ‪/140‬ص تــاريــخ ‪ 2019/3/12‬بـ ُـمــو ُجــب ُموافقة‬
‫زوج ـ ـ ــة األس ـ ـتـ ــاذ ن ـظ ـم ــي الـ ـح ــاج‪،‬‬ ‫م ـت ـفــرقــة ع ـل ــى ن ـق ــاط وحـ ــواجـ ــز لـ ــ«ق ــوات‬ ‫الـ ـع ــاق ــات ال ـت ـج ــاري ــة م ــع األخـ ـي ــرة‪،‬‬ ‫من أهـ ّـم األسباب التي ساهمت في‬
‫الرئيس الفخري لجمعية مجازي‬ ‫سوريا الديموقراطية» في ريف دير الزور‬ ‫وهو مطلب لقي معارضة من تركيا‬
‫أساسية‪ ،‬هي‪ :‬العالقات الثنائية‪ّ ،‬‬
‫تطورات جنوب القوقاز والحرب في غزة (أ ف ب)‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتضمن ثالثة محاور‬ ‫جدول أعمال الزيارة كان‬ ‫وصعبت على تركيا‬ ‫ّ‬ ‫هــذا التراجع‪،‬‬ ‫المدنيين في كرمان‬
‫مجلس اإلدارة على الحجز رقــم ‪ 143‬تاريخ ‪ 2018/12/27‬التعويض املتوجب عن‬ ‫النظر في لبنان‪.‬‬ ‫ً‬
‫حصصكم في العقار رقم ‪ 595‬من منطقة الرمتانية العقارية و‪ 2130‬و‪ 1484‬و‪1485‬‬ ‫ُ‬ ‫قياس ُ‬ ‫ال ـشــرقــي‪ ،‬شـمـلــت مـنــاطــق‪ :‬ذي ـبــان والـكـبــر‬ ‫وإردوغـ ـ ـ ـ ـ ــان ش ـخ ـص ـي ــا‪ .‬وف ـ ــي ض ــوء‬ ‫الـ ـتـ ـج ــارة م ــع ج ــارتـ ـه ــا‪ ،‬ف ـض ــا عــن‬
‫و‪ 1489‬و‪ 1496‬و‪ 1497‬من منطقة جديتا العقارية‪.‬‬
‫ولهذه املناسبة ستتلى آيــات من‬ ‫والـجــرذي وحوايج وصيجان والبصيرة‬ ‫ظروف كهذه‪ ،‬وفي الوقت الذي قامت‬ ‫وال ـض ـغــط ع ـلــى ال ـح ـكــومــة املــركــزيــة‬ ‫وت ـ ـعـ ــاون الح ـ ـتـ ــواء ه ـ ــذه ال ـق ـض ـ ّـي ــة‪.‬‬ ‫ال ـع ــاق ــات االقـ ـتـ ـص ــادي ــة‪ ،‬ف ـي ـمــا كــان‬ ‫تــداع ـيــات وب ــاء «ك ــورون ــا»‪ ،‬وكــذلــك‬
‫ُ‬ ‫الذكر الحكيم عن ورحــه الطاهرة‬ ‫والشحيل‪ ،‬ما دفع «قسد» إلى إعالن فرض‬ ‫ف ـي ــه إس ــرائـ ـي ــل بـسـلـسـلــة إجـ ـ ـ ــراءات‪،‬‬ ‫العراقية في االتجاه نفسه‪.‬‬ ‫وقــد بــذل الـطــرفــان ج ـهــودًا الحـتــواء‬ ‫يتم التوقيع على نحو ‪10‬‬ ‫متوقعًا أن ّ‬ ‫الجهود التركية الرامية إلــى إقــرار‬ ‫فــي ضحايا االع ـت ــداء ات»‪ .‬والــزيــارة‬
‫إبراز بطاقة الهوية وبراءة ذمة من البلدية‬ ‫فيمكنكم قبض كامل قيمة التعويض بعد ُ‬
‫املعنية وبراءة ذمة ُمن دوائر وزارة املالية املختصة‪.‬‬
‫فــي منزل وال ــده القاضي املرحوم‬ ‫ح ـظــر ال ـت ـج ــول ف ــي األخـ ـي ــرة (ال ـش ـح ـيــل)‬ ‫ب ـمــا ف ـي ـهــا اغ ـت ـي ــال ال ـق ـي ــادي ال ـب ــارز‬ ‫أيضًا‪ ،‬ال تــزال الـتـطـ ّـورات في جنوب‬ ‫أن ـش ـط ــة م ـج ـم ــوع ــة «حـ ـ ــزب ال ـع ـمــال‬ ‫اتفاقات في مجاالت الثقافة والعلوم‬ ‫ضـ ـ ــرب م ـ ــن ال ـ ـ ـتـ ـ ــوازن ف ـ ــي ع ــاق ــات‬ ‫ـؤجـ ـل ــة «إلـ ـ ــى وقـ ــت الح ـ ـ ــق»‪ ،‬وف ــق‬ ‫امل ـ ّ‬
‫ُ‬ ‫م ـح ـمــود ع ـلــي ال ـح ــاج ال ـكــائــن في‬ ‫واسـ ـ ـتـ ـ ـق ـ ــدام ت ـ ـعـ ــزيـ ــزات عـ ـسـ ـك ــري ــة‪ .‬وف ــي‬ ‫ف ــي «ح ـ ـمـ ــاس»‪ ،‬ص ــال ــح ال ـ ـعـ ــاروري‪،‬‬ ‫ـؤرق ال ـعــاقــات الـثـنــائـيــة‪،‬‬ ‫ال ـقــوقــاز تـ ـ ّ‬ ‫ال ـك ــردس ـت ــان ــي» ف ــي ت ــرك ـي ــا‪ ،‬وفــرعــه‬ ‫واإلعــام والشؤون الداخلية والنقل‬ ‫أنـقــرة االقـتـصــاديــة مــع الجمهورية‬ ‫البيان التركي‪ ،‬واألول ــى مــن نوعها‬
‫للمراجعة وتقديم املستندات املطلوبة للقبض‪ :‬فقط يومي اإلثنني والخميس من كل‬
‫ُ‬
‫أسبوع بني التاسعة صباحًا والثانية عشرة ظهرًا في مقر مؤسسة مياه البقاع –‬
‫الـغـبـيــري‪ ،‬ش ــارع عـبــدالـلــه الـحــاج‬ ‫جنوبي البالد‪ ،‬تشهد املنطقة الفاصلة عن‬ ‫يـ ــوم ال ـث ــاث ــاء ف ــي ضــاح ـيــة ب ـيــروت‬ ‫ّ‬
‫ح ـيــث إن قـضـيــة إن ـش ــاء م ـم ــر يــربــط‬ ‫فـ ــي إيـ ـ ـ ــران املـ ـس ـ ّـم ــى «ب ـ ـ ـجـ ـ ــاك»‪ ،‬فــي‬ ‫والتجارة واالقتصاد‪.‬‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وبقية دول املنطقة‪.‬‬ ‫لــرئـيـســي إل ــى تــرك ـيــا‪ ،‬كــانــت م ـقـ ّـررة‬
‫ّ‬
‫زحلة‪.‬‬ ‫م ــن ال ـســاعــة ال ـثــان ـيــة ب ـعــد الـظـهــر‬
‫ح ـت ــى الـ ـس ــادس ــة مـ ـس ـ ً‬ ‫األراضي السورية املحتلة إطالقًا متواترًا‬ ‫الجنوبية‪ ،‬وقبله بأسبوع القيادي‬ ‫جمهورية آذربيجان بتركيا لم تحل‬ ‫املـنــاطــق الـحــدوديــة لـلـبـلـ َـديــن‪ .‬وثـ ّـمــة‬ ‫ك ــذل ــك‪ ،‬فـ ــإن أحـ ــد أه ـ ـ ّـم امل ــوض ــوع ــات‬ ‫وي ـشــكــل تـمــديــد ات ـف ــاق ال ـغ ــاز املـبــرم‬
‫ّ‬ ‫ـداء فــي ال ــ‪ 28‬مــن تشرين الثاني‬ ‫اب ـتـ ً‬
‫ُمالحظة‪ :‬في حــال وفــاة أحــد أصحاب الحقوق يقتضي إبــراز إضافة حصر اإلرث‪،‬‬ ‫ـاء ل ـلــرجــال‬ ‫للقذائف الصاروخية على مواقع انتشار‬ ‫املـ ـ ـح ـ ــوري فـ ــي «الـ ـ ـح ـ ــرس ال ـ ـثـ ــوري»‬ ‫بما يرضي جميع األطراف‪ .‬وحاولت‬ ‫خ ـش ـي ــة م ـش ـت ــرك ــة م ـ ــن أن ي ـت ـح ـ ّـول‬ ‫ع ـل ــى ج ـ ــدول األع ـ ـمـ ــال املـ ــؤجـ ــل‪ ،‬هــو‬ ‫ب ــن إي ـ ــران وت ــرك ـي ــا‪ ،‬وال ـ ــذي ينتهي‬ ‫امل ــاض ــي‪ ،‬لكنها أرج ـئــت بـفـعــل قــرار‬
‫ُترخيص خاص من الدوائر املالية (ترخيص ملديني التركات) ُيبني تسديد الرسوم‬ ‫والنساء‪.‬‬ ‫جيش االحـتــال اإلسرائيلي في الجوالن‬ ‫اإلي ــران ــي‪ ،‬سـيــد رض ــي مــوســوي‪ ،‬في‬ ‫ب ــاك ــو وأن ـ ـقـ ــرة أن ي ـع ـب ــر ه ـ ــذا امل ـمــر‬ ‫إقـلـيــم كــردسـتــان ال ـعــراق إل ــى معقل‬ ‫التعاون األمـنــي فــي مجال مكافحة‬ ‫سريانه في عام ‪ ،2026‬وزيادة قائمة‬ ‫تجمع‬ ‫ّ‬ ‫تركيا إلـغــاء ترخيص إقــامــة‬
‫املتوجبة عن إنتقال اإلرث تطبيقًا ملضمون التعميم رقم ‪ 2000/29‬تاريخ ‪2000/8/21‬‬ ‫اآلس ـف ــون‪ :‬آل ال ـح ــاج‪ ،‬آل عـسـيــران‬
‫وأنسباؤهم ُ‬ ‫الـ ـس ــوري‪ ،‬ف ــي وق ــت تـتــابــع فـيــه إســرائـيــل‬ ‫ســوريــا‪ ،‬لتستحدث مــرحـلــة جــديــدة‬ ‫املـعــروف باسم «زنـغـيــزور»‪ ،‬املنطقة‬ ‫لـ ـلـ ـمـ ـجـ ـم ــوع ــات ش ـ ـبـ ــه الـ ـعـ ـسـ ـك ــري ــة‬ ‫املجموعات شبه العسكرية الكردية‪،‬‬ ‫الــواردات والـصــادرات‪ ،‬وأيضًا زيادة‬ ‫جماهيري دفاعًا عن فلسطني ُدعي‬
‫الصادر عن دولة رئيس مجلس الوزراء‪.‬‬ ‫وعموم أهالي ساحل‬ ‫األراضي السورية‪ ،‬حيث‬ ‫اعتداءاتها على‬ ‫مـ ـ ــن الـ ـتـ ـصـ ـعـ ـي ــد‪ ،‬لـ ـ ــم تـ ـتـ ـض ــح ب ـعــد‬ ‫ال ـ ـحـ ــدوديـ ــة ال ــواقـ ـع ــة بـ ــن أرم ـي ـن ـيــا‬ ‫ال ـك ــردي ــة‪ ،‬م ــا دف ــع ك ــا الـبـلــديــن إلــى‬ ‫إذ ي ــواج ــه ك ــا ال ـب ـل ــدي ــن م ـعــارضــة‬ ‫َ‬
‫البلدين‪،‬‬ ‫عدد األسواق الحدودية بني‬ ‫الرئيس اإليراني للمشاركة فيه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدير العام بالتكليف‬ ‫املنت الجنوبي‪.‬‬ ‫تـعـ ّـرض موقعان ّفــي ريــفــي دمشق وحلب‬ ‫السياسة التي ستنتهجها بلدان من‬ ‫وإيـ ـ ـ ــران‪ ،‬ب ـيــد أن األخـ ـي ــرة عــارضــت‬ ‫اتخاذ إجــراء ات على األرض لضرب‬ ‫كـ ـ ــرديـ ـ ــة م ـ ـسـ ــل ـ ـحـ ــة‪ ،‬مـ ـ ــا أسـ ـ ـه ـ ــم فــي‬ ‫محور اهتمام مسؤولي البلدين في‬ ‫وأقـ ـ ــامـ ـ ــت ك ـ ـ ــل م ـ ــن إيـ ـ ـ ـ ــران وت ــركـ ـي ــا‪،‬‬
‫َ‬
‫م‪ .‬بوال إميل حاوي‬ ‫ل ـه ـج ـمــات‪ ،‬ت ــم شــن ـهــا م ــن ف ــوق األراضـ ــي‬ ‫مثل إيران وتركيا إزاء ذلك‪.‬‬ ‫امل ـش ــروع ب ـق ـ ّـوة‪ ،‬ذل ــك أن ــه سيفقدها‬ ‫مواقع هذه املجموعات في اإلقليم‪،‬‬ ‫إي ـجــاد هــواجــس مـشـتــركــة لــديـهـمــا‪،‬‬ ‫أي زيارة مرتقبة‪ ،‬وذلك بهدف تعزيز‬ ‫ّ‬ ‫بصفتهما جــارتــن‪ ،‬عــاقــات وثيقة‪،‬‬
‫‪13‬‬ ‫لبنان‬
‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬ ‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬

‫لبنان‬ ‫‪12‬‬
‫تقرير‬ ‫تقرير‬

‫ّ‬ ‫ولبنان‪:‬‬ ‫الفاتيكان‬ ‫اغتيال العاروري‪...‬‬


‫ُ‬ ‫بعد‬
‫كالم مع واشنطن وتحرك جنوبي‬ ‫ال آذان مصغية لهوكشتين في بيروت‬
‫ّ‬
‫م ـ ـن ـ ـفـ ــردًا ف ـ ــي مـ ـ ـ ـب ـ ـ ــادرات ف ــات ـي ـك ــان ـي ــة‬ ‫إب ـ ــل ورم ـ ـيـ ــش‪ ،‬ف ــي تــوق ـي ـتــن الف ـت ــن‪.‬‬ ‫وال ـ ـكـ ــام ال ـف ــات ـي ـك ــان ــي ي ـح ــث اإلدارة‬ ‫يعمل الفاتيكان على رعاية‬ ‫لبنان رسميًا على ما ُعــرف بـ«الخط‬ ‫الثالثة األقل صرامة من الحرب ضد‬ ‫ميسم رزق‬
‫مـسـتـقـلــة‪ ،‬لـتــأكـيــد اه ـت ـمــام الـفــاتـيـكــان‬ ‫الزيارة األولى في بداية تشرين الثاني‬ ‫األمـ ـي ــركـ ـي ــة عـ ـل ــى عـ ـ ــدم ال ـت ـخ ـل ــي عــن‬ ‫األزرق» ال ــذي حـ ّـددتــه األم ــم املتحدة‬ ‫ح ـمــاس فــي غ ــزة‪ ،‬وال ـثــانــي الـحــديــث‬
‫بمسيحيي األطراف حيث الخوف على‬ ‫تحت عنوان إنساني برفقة املؤسسة‬ ‫لبنان وع ــدم املـســاومــة عليه وحماية‬ ‫الوضع اللبناني على خطين‪:‬‬ ‫رغ ــم الـ ــرد الـ ــذي يـمـكــن أن يـسـتـجـ ّـره‬
‫مصيرهم في ظل التطورات العسكرية‪،‬‬ ‫املارونية لالنتشار لتأمني مساعدات‬ ‫االستقرار فيه‪.‬‬
‫ّ‬
‫ومستجد مع‬ ‫كالم دائم‬
‫ع ــام ‪ ،)2000‬وان ـس ـحــاب «إســرائ ـيــل»‬ ‫عـ ــن زيـ ـ ـ ــارة س ـي ـق ــوم ب ـه ــا م ـس ـت ـشــار‬
‫ّ‬ ‫م ــن ال ـش ـطــر ال ـل ـب ـنــانــي ل ـقــريــة الـغـجــر‬ ‫ال ــرئـ ـي ــس األم ـ ـيـ ــركـ ــي لـ ـ ـش ـ ــؤون أم ــن‬ ‫ع ـم ــل ب ـح ـجــم اغ ـت ـي ــال ن ــائ ــب رئ ـيــس‬
‫وحثهم على البقاء في أرضهم وتأمني‬ ‫ألهالي املنطقة داعيًا إياهم إلى البقاء‬ ‫مـ ـ ــع حـ ـ ـ ــرب غ ـ ـ ـ ــزة‪ ،‬بـ ـ ـ ــدا أن الـ ـحـ ـض ــور‬
‫امل ـســاعــدات ل ـهــم‪ .‬لـكــن جــولـتــه الثانية‬ ‫فيها‪ ،‬والـثــانـيــة فــي عيد املـيــاد حيث‬ ‫األم ـي ــرك ــي أك ـث ــر فــاع ـل ـيــة م ــن امل ــراح ــل‬ ‫واشنطن‪ ،‬وتحرك داخلي‬ ‫وم ــن م ـ ــزارع شـبـعــا وتـسـلـيـمـهــا إلــى‬ ‫الطاقة الـعــاملــي‪ ،‬عــامــوس هوكشتني‬ ‫امل ـك ـت ــب ال ـس ـي ــاس ــي ل ـح ــرك ــة ح ـمــاس‬
‫قـ ـ ــوات دولـ ـي ــة ب ــاع ـت ـب ــاره ــا م ـت ـنــازعــا‬ ‫للمنطقة ه ــذا الـشـهــر‪ .‬وي ـبــدو أن تل‬ ‫ص ــال ــح الـ ـ ـ ـع ـ ـ ــاروري فـ ــي ال ـض ــاح ـي ــة‬
‫أخـ ـ ـ ــذت ب ـ ـع ـ ـدًا أك ـ ـثـ ــر أهـ ـمـ ـي ــة فـ ــي عـيــد‬ ‫كانت له محطة في رميش‪ .‬والزيارتان‬ ‫ال ـســاب ـقــة ف ــي الــرغ ـبــة بــإب ـعــاد ال ـحــرب‬ ‫للسفير البابوي أبعد من‬ ‫عليها‪ ،‬مــا مــن شأنه أن يــؤدي بشكل‬ ‫أبـيــب اعـتـبــرت ه ــذا الـتــوقـيــت فرصة‬ ‫بدًا منه مع‬ ‫الجنوبية‪ ،‬لم يجد العدو ّ‬
‫امل ـيــاد‪ ،‬وال سيما أنـهــا أعـقـبــت زي ــارة‬
‫ـرك بـشــارة الــراعــي صــور فقط‪،‬‬
‫ليستا عــاديـتــن بــاملـفـهــوم السياسي‬ ‫وال ـض ـغ ــوط اإلســرائ ـي ـل ـيــة ع ــن لـبـنــان‪،‬‬ ‫الحركة الديبلوماسية‪ .‬وفي‬ ‫تلقائي إلــى تنفيذ الـقــرار ‪ 1701‬الذي‬ ‫للقول للداخل اإلسرائيلي إن املرحلة‬ ‫تضاؤل فرص الحصول على صورة‬
‫الـبـطــريـ ّ‬ ‫وزادت واشنطن من مستوى رسائلها‬
‫الحالتين‪ ،‬سعي لحماية‬ ‫تطالب بــه إســرائـيــل‪ ،‬وتحديدًا إقامة‬ ‫الثالثة ال تعني وقف الحرب‪ ،‬وإنما‬ ‫نصر عسكري في غزة‪ .‬لذلك‪ ،‬بحسب‬
‫َ‬
‫وعدم تفقده أهالي املنطقة الحدودية‬ ‫وتدخلها لتجنيبه تداعيات ما يجري‬ ‫مـنـطـقــة ع ــازل ــة ف ــي مـنـطـقــة عـمـلـيــات‬ ‫استمرار حــرب االسـتـنــزاف التي من‬ ‫مصادر مطلعة‪ ،‬فإن ما حصل «ليس‬
‫استقرار لبنان ومسيحييه‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫الــذيــن أب ــدوا عتبهم بـشــدة عليه‪ .‬وقد‬ ‫ف ـ ــي غـ ـ ـ ــزة‪ .‬ووفـ ـ ـق ـ ــا مل ـت ـص ـل ــن بـ ــدوائـ ــر‬ ‫جنوبي نهر‬ ‫ّ‬ ‫قــوات الـطــوارئ الدولية‬ ‫خاللها ُيمكن توجيه ضربات قاسية‬ ‫خـطــأ فــي الـحـســاب‪ ،‬بــل فعل متعمد‬
‫بدا تقصير الكنيسة املارونية فاضحًا‬ ‫أمـيــركـيــة‪ُ ،‬يـسـهــم الـفــاتـيـكــان مساهمة‬ ‫الليطاني‪.‬‬
‫ُ‬
‫إلــى حماس وقادتها‪ ،‬إن لم يكن في‬ ‫ومـ ـ ـ ـ ــدروس فـ ــي ت ــوق ـي ـت ــه وسـ ـي ــاق ــه‪،‬‬
‫إزاء حركة السفير البابوي املستقلة‪،‬‬ ‫فـعـلـيــة وج ـ ــادة ف ــي الـعـمــل م ــع اإلدارة‬
‫وه ــو عـكــس الـتـخــوف مـمــا يـحــدث في‬ ‫بدا تقصير الكنيسة‬ ‫األمـ ـي ــركـ ـي ــة فـ ــي سـ ـل ــوك هـ ـ ــذا امل ـن ـحــى‬ ‫هيام القصيفي‬
‫وملــا كــان تحقيق مطلب إبـعــاد حزب‬ ‫ال ــداخ ــل فـفــي ال ـخ ــارج‪ ،‬مــا مــن شأنه‬ ‫ويـنـطــوي عـلــى رســائــل فــي أكـثــر من‬
‫الـ ـل ــه ال ـ ــى مـ ــا وراء ال ـل ـي ـط ــان ــي شـبــه‬ ‫امتصاص غضب الجمهور‪.‬‬ ‫ات ـج ــاه‪ ،‬أمـنـيــا وعـسـكــريــا وسياسيًا‬
‫املنطقة الـحــدوديــة‪ ،‬ومــوجــات النزوح‬ ‫المارونية فاضحًا إزاء‬ ‫لتحييد لـبـنــان‪ .‬ف ـهــذه ال ـحــرب فتحت‬ ‫ّ‬ ‫مـسـتـحـيــل‪ ،‬رغـ ـ َـم ال ـض ـغـ ّـط ال ـخــارجــي‬ ‫وال شــك أن الـعـمـلـيــة‪ ،‬بــالـنـسـبــة إلــى‬ ‫وديبلوماسيًا»‪.‬‬
‫ّ‬
‫الـتــي ص ــارت أق ــرب إل ــى تهجير يطال‬
‫املسيحيني من ّاملنطقة‪ ،‬ويعبر عنه في‬
‫حركة السفير‬ ‫الـ ـعـ ـي ــون أكـ ـث ــر ف ــأكـ ـث ــر عـ ـل ــى ال ــوض ــع‬
‫اللبناني‪ ،‬وزادت من اهتمام الكرسي‬
‫منذ تسلم الرئيس األميركي جو بايدن‬
‫ّ‬
‫مهامه رئيسًا للواليات املتحدة‪ ،‬عولت‬
‫عـلــى لـبـنــان بـحـجــة تـجــنــب «غـضــب»‬
‫ّ‬
‫ق ــادة ال ـع ــدو‪ ،‬جـســر أســاســي لحرف‬ ‫شـ ــكـ ــل اغـ ـتـ ـي ــال الـ ـ ـ ـع ـ ـ ــاروري ص ــدم ــة‬
‫َ‬
‫إصراره على تفقد الرعايا املسيحيني‪،‬‬ ‫البابوي المستقلة‬ ‫ال ــرس ــول ــي بــإب ـقــائــه م ــوض ــوع ــا قــائـمــا‬ ‫دوائر لبنانية فاعلة في الفاتيكان على‬
‫إس ــرائـ ـي ــل ورغ ـب ـت ـه ــا ف ــي ش ـ ــن ح ــرب‬
‫كبيرة على املـقــاومــة‪ ،‬فــإن استهداف‬
‫ال ـغ ـض ــب ال ـش ـع ـب ــي داخ ـ ـ ــل ال ـك ـي ــان‪،‬‬
‫عبر استثمار هذا املستجد‪ ،‬إلقناع‬
‫باعتباره ضربة تحت الـحــزام‪ ،‬لكنه‬
‫واقــع األمر تأكيد على عدم قدرة‬ ‫في ِ‬
‫وتحفيز املساعي التي تصب في إطار‬ ‫ب ــذات ــه‪ ،‬ع ــدا االتـ ـص ــاالت وامل ـفــاوضــات‬ ‫أهمية التواصل بني الكرسي الرسولي‬ ‫الـ ـعـ ـم ــق ال ـل ـب ـن ــان ــي وت ـن ـف ـي ــذ عـمـلـيــة‬ ‫الـ ـ ـ ــرأي ال ـ ـعـ ــام اإلس ــرائـ ـيـ ـل ــي ب ـق ــدرة‬
‫تعزيز وجــودهــم عبر تأمني املقومات‬ ‫لوقف حرب غزة التي يقف الفاتيكان‬ ‫وال ــرئ ـي ــس ال ـكــاثــول ـي ـكــي إلبـ ـق ــاء ملف‬ ‫االغـ ـتـ ـي ــال ت ـس ـب ـبــا ف ــي إفـ ـ ـ ــراغ زي ـ ــارة‬ ‫أجهزة العدو على تحقيق عمليات‬
‫الـحـيــاتـيــة والـصـحـيــة وال ـتــربــويــة‪ ،‬من‬ ‫مــوق ـفــا واضـ ـح ــا ف ــي ش ــأن ـه ــا‪ .‬وتـعـمــل‬ ‫لـبـنــان حــاض ـرًا ل ــدى اإلدارة الـجــديــدة‪.‬‬ ‫َ‬
‫دون أن ي ـغ ـفــل ع ــن م ـتــاب ـعــة ال ــوض ــع‬ ‫دوائ ـ ــر الـفــاتـيـكــان عـلــى مـتــابـعــة ملف‬ ‫يخيب‬‫وط ــوال الـسـنــوات املــاضـيــة‪ ،‬لــم ّ‬ ‫ه ــوكـ ـشـ ـت ــن مـ ـ ـ َـن مـ ـضـ ـم ــونـ ـه ــا قـ ـب ــل‬
‫ح ـص ــول ـه ــا‪ ،‬وف ـ ــق م ــا ت ـق ــول م ـص ــادر‬
‫نــوعـيــة‪ .‬لـكــن الــرســالــة املــوجـهــة الــى‬
‫ـزب الله تأتي في سياق مختلف‪،‬‬
‫ليس في وارد تقديم‬ ‫ّ‬ ‫حزب الله‬
‫ّ‬
‫السياسي العام مع كل القوى لتنشيط‬ ‫واإلنـ ـس ــان ــي‪ ،‬ف ــي الـ ـظ ــروف ال ـت ــي تمر‬ ‫لبنان عبر واشنطن كأكثر العواصم‬ ‫الـفــاتـيـكــان مــن راه ـن ــوا عـلــى دوره مع‬ ‫حـ َ‬ ‫حققه حتى‬ ‫ا‬‫عم‬ ‫تنازل‬ ‫أي‬
‫االت ـص ــاالت املـحـلـيــة والــديـبـلــومــاسـيــة‬ ‫على أهالي املناطق الحدودية عمومًا‬ ‫فاعلية وتأثيرًا في مجريات املنطقة‪.‬‬ ‫إدارة بايدن والرئيس شخصيًا‪ ،‬رغم‬
‫سياسية بــارزة‪ ،‬إذ أكــدت أنه «ال آذان‬
‫ُمصغية للموفد األميركي في بيروت‪،‬‬
‫وفـ ـ ـ ــق أك ـ ـثـ ــر م ـ ــن م ـ ـصـ ــدر س ـي ــاس ــي‬
‫اعتبر أن «إســرائـيــل ليست بحاجة‬
‫اآلن من إنجازات َ‬
‫رغم الضربات‬
‫املـتـعـلـقــة بــالــوضــع ال ـس ـيــاســي ال ـع ــام‪،‬‬ ‫واملسيحية خصوصًا‪ .‬وحرص السفير‬ ‫ع ـل ـم ــا أن ل ـ ـ ــدى ال ـ ـكـ ــرسـ ــي ال ــرس ــول ــي‬
‫ً‬
‫مرحلة طغت فيها محاوالت فرنسية‬
‫لدى بعض الديبلوماسية الفاتيكانية‬
‫وت ـح ــدي ـدًا م ــن ال ـط ــرف امل ـع ـنــي‪ ،‬وهــو‬ ‫إلــى اسـتـعــراض قــدراتـهــا العسكرية‬ ‫األليمة التي ّ‬
‫يتعرض لها المحور‬
‫تماشيًا مع سياسة الفاتيكان إليجاد‬ ‫الـ ـب ــاب ــوي ع ـل ــى ت ـخ ـص ـيــص ال ـج ـنــوب‬ ‫مــاح ـظــات لـبـنــانـيــة مـحـلـيــة‪ ،‬مـسـجــا‬ ‫ً‬ ‫حــزب الـلــه‪ ،‬وال مــن القنوات الرسمية‬ ‫وال ـت ـك ـنــولــوج ـيــة ف ــي وجـ ــه ال ـح ــزب‪،‬‬
‫ً‬ ‫لخلق مناخات جديدة في لبنان‪ ،‬عمال‬
‫ح ــل ل ــأزم ــة ال ــراهـ ـن ــة‪ ،‬وهـ ــو امل ـع ــروف‬ ‫بزيارتني في أسابيع قليلة‪ ،‬ليس عمال‬ ‫غياب أي مقاربة لبنانية داخلية على‬ ‫امل ـع ـت ــادة»‪ .‬ف ــ«ال ـح ــزب ف ــي غ ـيــر وارد‬ ‫وال ه ــي تــريــد ال ــذه ــاب ال ــى تفجير‬
‫ب ـخ ـبــرتــه وع ـم ــق م ـعــرف ـتــه بـتـفــاصـيــل‬ ‫فولكلوريًا‪ .‬وفي محصلة أولية‪ ،‬خرج‬ ‫مختلف املستويات لتقديم مقاربات‬ ‫بسياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل‬ ‫أي تنازل عما حققه حتى اآلن‬ ‫تقديم ّ‬ ‫املواجهة»‪ ،‬بل على العكس من ذلك‪،‬‬ ‫إس ــرائ ـي ــل ع ـلــى الـتـسـلـيــم بــالــوقــائــع‬
‫وقائعها والحياة السياسية اللبنانية‪.‬‬ ‫السفير البابوي عن اإلطــار التقليدي‬ ‫واض ـح ــة ال ــرؤي ــة ل ــأزم ــات املـتـتــالـيــة‪،‬‬ ‫ماكرون وفريقه واملبادرات التي تتالت‬ ‫َ‬
‫مــن إن ـجــازات رغ ــم الـضــربــات األليمة‬ ‫أرادت إس ــرائ ـي ــل م ــن ه ــذه الـعـمـلـيــة‬ ‫ال ـحــال ـيــة وتــداع ـيــات ـهــا املـسـتـقـبـلـيــة‪،‬‬
‫واالك ـت ـفــاء بــاالت ـكــال عـلــى ال ـخ ــارج من‬ ‫وأثبتت فشلها‪.‬‬ ‫ً‬
‫الـ ـت ــي يـ ـتـ ـع ــرض لـ ـه ــا املـ ـ ـح ـ ــور‪ ،‬وه ــي‬ ‫بــدايــة «إح ــراج ح ــزب الـلــه مــن خــال‬ ‫سـ ـ ـ ــواء ف ـ ــي غ ـ ـ ــزة أو عـ ـل ــى ال ـج ـب ـهــة‬
‫أج ــل رع ــاي ــة م ـصــالــح ل ـب ـنــان‪ .‬وه ــو إذ‬ ‫وبقيت مــراجــع فاتيكانية تعمل على‬ ‫ضربات طبيعية في مرحلة الحرب»‪.‬‬ ‫اس ـت ـه ــداف م ـســؤولــن فلسطينيني‬ ‫ال ـش ـم ــال ـي ــة‪ .‬وهـ ـ ــو إقـ ـ ـ ــرار بـ ـ ــأن قـ ــادة‬
‫قداس في بلدة القليعة (أ ف ب)‬ ‫يـبــدي ّ‬ ‫خط واشنطن لتحييد الوضع اللبناني‬
‫تفهمه للواقع اللبناني‪ ،‬إال أن‬ ‫وأشــارت املصادر إلــى أن «ال أحــد في‬ ‫أي رد ع ـلــى‬ ‫ح ـ ـ ـص ـ ـ ـرًا‪ ،‬بـ ـحـ ـي ــث إن ّ‬ ‫الـعــدو لــم يـ ُـعــد بإمكانهم القفز فوق‬
‫لديه مالحظات على أداء القوى املعنية‬ ‫عن كل مساومات يمكن أن تصل إليها‬ ‫ّ‬
‫بيروت في وارد فتح بــاب للتفاوض‬ ‫ال ـع ـم ـل ـي ــة س ـي ـس ـت ـج ـلــب ردود فـعــل‬ ‫حـقـيـقــة ب ــات ــت مـســلـمــة ف ــي املـجـتـمــع‬
‫بإيجاد حلول لألزمات التي كان يمكن‬ ‫أي مفاوضات إقليمية ودولية‪ ،‬ترسم‬ ‫عـلــى أي نـقـطــة م ــن ال ـن ـقــاط امل ــذك ــورة‬ ‫لـبـنــانـيــة ض ــد ت ــوري ــط ل ـب ـنــان‪ ،‬فيما‬ ‫اإلسـ ــرائ ـ ـي ـ ـلـ ــي‪ ،‬وهـ ـ ــي أن مـ ــا حـصــل‬
‫أن تظل لبنانية محلية بــدل إدخالها‬ ‫خريطة منطقة الـشــرق األوس ــط‪ ،‬على‬ ‫أي ح ــل س ـيــاســي‪ ،‬وأن ع ـلــى من‬ ‫وال ّ‬ ‫مضادة‬ ‫عدم الرد سيستجلب ردودًا‬ ‫ب ـ ـ ــدءًا ب ـع ـم ـل ـيــة «ط ـ ــوف ـ ــان األقـ ـص ــى»‬
‫ف ــي صـ ــراعـ ــات إق ـل ـي ـم ـيــة ودول ـ ـي ـ ــة‪ ،‬مــا‬ ‫قواعد جديدة‪ .‬ومنذ انفجار الرابع من‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫لزم‬ ‫يفرض الـقــرار ‪ 1701‬أن ي ِ‬ ‫يريد أن‬ ‫تـتـهــم امل ـقــاومــة ب ــال ـت ـخ ــاذل»‪ .‬وف ــوق‬ ‫وت ـ ــداعـ ـ ـي ـ ــاتـ ـ ـه ـ ــا ل ـ ـيـ ــس ف ـ ـقـ ــط فـ ـش ــا‬
‫يجعلها قابلة للمبازرة واملفاوضات‬ ‫آب وصــوال إلى الفراغ الرئاسي‪ ،‬أبقى‬ ‫َ‬
‫به إسرائيل قبل أي أحد آخــر»‪ ،‬الفتة‬ ‫ذل ــك ك ـلــه‪ ،‬تــأتــي أه ــم رســالــة وهــدف‬ ‫اس ـت ـخ ـب ــاري ــا ي ـن ـط ــوي ع ـل ــى ن ـتــائــج‬
‫والتدخالت الخارجية‪.‬‬ ‫الفاتيكان حضوره الــدائــم في بيروت‬ ‫الى أن «محور املقاومة يعمل كل يوم‬ ‫تــريــد إســرائـيــل تحقيقه‪ .‬فباغتيال‬ ‫سياسية وعسكرية واقتصادية‪ ،‬بل‬
‫في موازاة ذلك‪ ،‬حرص الفاتيكان على‬ ‫على مستويات إنسانية وسياسية‪،‬‬ ‫املتغيرات التي تشهدها‬ ‫ّ‬ ‫على توظيف‬ ‫ال ـ ـ ـعـ ـ ــاروري فـ ــي م ـع ـق ــل ح ـ ــزب ال ـل ــه‪،‬‬ ‫إخـفــاق استراتيجيي يتهدد وجــود‬
‫عمال بتجارب مماثلة ّ‬ ‫ً‬
‫إظـ ـه ــار دوره ف ــي ال ــداخ ــل ال ـل ـب ـنــانــي‪،‬‬ ‫مرت بها العالقة‬ ‫الساحتان الفلسطينية واإلسرائيلية‬ ‫أراد ال ـع ــدو ال ـق ــول إن «ط ـل ـبــاتــه في‬ ‫ال ـك ـي ــان‪ .‬وع ـل ـيــه‪ ،‬اضـ ـط ـ ّـرت ت ــل أبـيــب‬
‫على خلفية مــا يـحــدث جنوبًا‪ ،‬أعطى‬ ‫بــن الـكــرســي الــرســولــي وب ـي ــروت‪ ،‬في‬ ‫ملصلحته‪ ،‬مــا يعني أن فــرض وقائع‬ ‫م ــا يـتـعـلــق بــالــوضــع ع ـلــى ال ـح ــدود‬ ‫ليس‬ ‫إل ــى تـعــديــل قــواعــد االش ـت ـبــاك‪َ ،‬‬
‫س ـعــي دائ ـ ــم ل ــرع ــاي ــة اس ـت ـق ــرار لـبـنــان‬ ‫(هيثم الموسوي)‬
‫السفير البابوي باولو بورجيا مقاربة‬ ‫فــي املـنـطـقــة ال ـحــدوديــة مــع فلسطني‬ ‫(أي انسحاب حزب الله الى شمالي‬ ‫طـلـبــا ل ـل ـحــرب وامل ــواج ـه ــة الـشــامـلــة‪،‬‬
‫فاتيكانية أوس ــع ملــا يحصل‪ ،‬تتعدى‬ ‫عـبــر ال ـعــواصــم املـعـنـيــة وف ــي مقدمها‬ ‫املحتلة أمر غير وارد على اإلطــاق»‪.‬‬ ‫جدية جـدًا‪ ،‬وأنــه لن‬ ‫نهر الليطاني) ّ‬ ‫وإنما لترميم صورة الردع ومحاولة‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫اللقاءات التي يتحرك عبرها في شأن‬ ‫واش ـن ـطــن‪ .‬وال ــره ــان الـفــاتـيـكــانــي على‬ ‫«يجب التركيز‬ ‫عـ ـب ــارة ع ــن س ــل ــة إج ـمــال ـيــة تـتـضـ ّـمــن‬ ‫عن حصولها منتصف الشهر‪ ،‬وأفيد‬ ‫باملفاوضات التي يعتزم هوكشتني‬ ‫دف ـ ــع املـ ـق ــاوم ــة ال ـ ــى ال ـق ـب ــول بــالـحــل‬
‫الــواليــات املـتـحــدة فــي السنة األخـيــرة‬ ‫واعتبرت املصادر أنه ِ‬ ‫يبقى مردوعًا‪ ،‬وهو انتقم عن ثالثة‬
‫الديبلوماسي الذي ّ‬
‫الــوضــع السياسي‪ .‬فبعد ثالثة أشهر‬ ‫على تــداعـيــات اغتيال ال ـعــاروري في‬ ‫تثبيتًا مللكية لـبـنــان للنقطة «ب ‪»1‬‬ ‫ب ــأن الـسـفـيــرة األمـيــركـيــة فــي بـيــروت‬ ‫البدء بها»‪.‬‬ ‫أشهر ُمني خاللها بنتائج كارثية‬ ‫تسوقه الواليات‬
‫على ان ــدالع الـحــرب‪ ،‬وانفجار الوضع‬ ‫ال ـت ــي ت ـس ـبــق االن ـت ـخ ــاب ــات الــرئــاس ـيــة‬ ‫األسـ ـب ــوع ــن امل ـق ـب ـل ــن»‪ ،‬م ــرج ـح ــة أن‬ ‫الواقعة فــي خليج الـنــاقــورة‪ ،‬على أن‬ ‫دوروث ــي شيا أبلغت ذلــك الــى رئيس‬ ‫ورغـ ــم أن ــه ال مــوعــد رس ـم ـيــا ل ـلــزيــارة‬ ‫نـتـيـجــة عـمـلـيــات امل ـق ــاوم ــة‪ ،‬وجــاهــز‬ ‫املتحدة ومعها دول غربية‪.‬‬
‫الـ ـجـ ـن ــوب ــي‪ ،‬وبـ ـ ـ ــدء حـ ــركـ ــة نـ ـ ـ ــزوح مــن‬ ‫قائم بجدية‪ ،‬لإلفادة من حراك أميركي‬ ‫«يؤدي التصعيد الى تجميد أو إلغاء‬ ‫تكون منطلقًا لترسيم الحدود البرية‪،‬‬ ‫مجلس النواب نبيه بري‪ .‬كما أصبح‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬بحسب مصادر سياسية‬ ‫ل ـلــذهــاب أك ـثــر م ــن ذلـ ــك»‪ ،‬وبــالـتــالــي‬ ‫والالفت في عملية االغتيال تزامنها‬
‫ًّ‬ ‫ِ‬
‫الـقــرى الـحــدوديــة‪ ،‬زار بــورجـيــا القرى‬ ‫فــي املنطقة تزامنًا مــع الـتــدهــور الــذي‬ ‫الزيارة التي ‪ -‬في حال حصولها ‪ -‬لن‬ ‫للنقاط الـ ـ ‪ 13‬املـتـنــازع عليها‬ ‫وح ــا‬ ‫مـعـلــومــا ال ــى ح ــد م ــا‪ ،‬م ــن املـعـلــومــات‬ ‫عـلــى صـلــة بــال ـس ـفــارة األم ـيــرك ـيــة في‬ ‫«ي ـم ـكــن وض ــع عـمـلـيــة االغ ـت ـيــال في‬ ‫ُ‬ ‫ـاري ـ ــن أس ـ ــاسـ ـ ـي ـ ــن‪ :‬األول‪،‬‬ ‫مـ ـ ــع مـ ـ ـس ـ ـ َ‬
‫ّ‬
‫(ن ـقــاط الـتـحــفــظ الـ ـ ‪ 13‬الـتــي ّ‬
‫املسيحية الحدودية‪ ،‬ومنها دبل وعني‬ ‫شـهــدتــه املـنـطـقــة مــن ‪ 7‬تـشــريــن األول‪.‬‬ ‫تكون لها أي مفاعيل»‪.‬‬ ‫سجلها‬ ‫املـ ـس ـ ّـرب ــة‪ ،‬أن م ــا سـيـحـمـلــه م ـعــه هو‬ ‫بيروت‪ ،‬إال أن كل الترجيحات تحدثت‬ ‫سياق الضغط بشأن املسار املتعلق‬ ‫ال ـت ـح ـض ـيــر ل ــان ـت ـق ــال ال ـ ــى املــرح ـلــة‬

‫تقرير‬ ‫تقرير‬

‫مضاربون يحاولون التالعب بسعر الصرف‬ ‫موظفون يلتزمون‬


‫الصمت وسماسرة ال‬
‫يزالون طليقين من‬
‫ملف رشاوى وزارة التربية‪ :‬ما خفي أعظم‬
‫بشكل شبه كامل‪ .‬فاألجور والرواتب‬ ‫اش ـتــرت ه ــذه املـجـمــوعــات الـ ــدوالرات‪،‬‬ ‫«سـ ــوق ال ـك ـشــف» ال ـتــي كــانــت مـنـ ّـصــة‬ ‫بـ ـع ــد أق ـ ـ ــل م ـ ــن سـ ــاعـ ــة عـ ـل ــى اغ ـت ـي ــال‬ ‫على محاضر األرقام‪.‬‬ ‫دون حسيب أو رقيب‬ ‫اللجان املشكلة لتطبيق الـبــروتــوكــول‪،‬‬ ‫يصل إلى شعبان عبر تطبيق واتساب‬ ‫ي ـف ـتــرض أنـ ــه وضـ ــع لـتـنـظـيــم حـصــول‬ ‫فاتن الحاج‬
‫الـ ـت ــي يــدف ـع ـهــا ال ـق ـط ــاع الـ ـخ ــاص فــي‬ ‫كـ ــان س ـعــر الـ ـص ــرف يــرت ـفــع أكـ ـث ــر‪ ،‬ثــم‬ ‫للتداول عبر مجموعات منتشرة على‬ ‫ن ـ ــائ ـ ــب رئـ ـ ـي ـ ــس امل ـ ـك ـ ـتـ ــب الـ ـسـ ـي ــاس ــي‬ ‫إذا كان مساعد شعبان املوظف املوقوف‬ ‫السيما وســط الحديث عن أن موظفني‬ ‫لتوزعه على عدد من املوظفني املقربني‬ ‫ال ـ ـط ـ ــاب ال ـ ـعـ ــراق ـ ـيـ ــن عـ ـل ــى م ـ ـعـ ــادالت‬
‫م ـع ـظ ـم ـهــا ت ــدف ــع ب ـ ــال ـ ــدوالر ال ـن ـق ــدي‪،‬‬ ‫ت ـب ــاع ال ـك ـم ـيــات ل ـل ـشــركــات ال ـت ــي كــان‬ ‫تـطـبـيــق «واتـ ـس ــاب» ت ـقــوم ب ـمــزايــدات‬ ‫لحركة حماس صالح ال ـعــاروري‪ ،‬في‬ ‫رودي بــاس ـيــم ال ــوح ـي ــد الـ ـ ــذي اع ـتــرف‬ ‫في مكتب الوزير مدرجة أسماؤهم في‬ ‫وليس على جميع موظفي الدائرة‪ .‬وفي‬ ‫لشهاداتهم ومــا بعد الـبــروتــوكــول‪ .‬فما‬ ‫عـشـيــة اس ـتــدعــاء قــاضــي التحقيق في‬
‫والسلع املبيعة هي بــالــدوالر النقدي‬ ‫يـعـمــل مـعـهــا م ـصــرف لـبـنــان بالسعر‬ ‫عـلــى الـسـعــر‪ ،‬معظمها وهـمــي بهدف‬ ‫الـضــاحـيــة الـجـنــوبـيــة‪ ،‬أول مــن أمــس‪،‬‬ ‫بـقـبــض الـ ــرشـ ــاوى‪ ،‬ف ـه ــذا ال يـعـنــي أنــه‬ ‫اللجان ويقبضون من دون أن يكون لهم‬ ‫مــرحـلــة ثــال ـثــة‪ ،‬أل ـغــي الـ ـج ــدول نـهــائـيــا‪،‬‬ ‫قبل البروتوكول‪ ،‬ينبغي إجــراء مقارنة‬ ‫بـيــروت‪ ،‬القاضي أسعد بيرم‪ ،‬لعدد من‬
‫أيضًا‪ ،‬ما يعني أن رأس املال واألرباح‬ ‫ـربــح م ــن هــذه‬ ‫األعـ ـل ــى‪ ،‬وال ـك ــل ك ــان ي ـتـ ّ‬ ‫رف ــعّ قـيـمــة الـ ــدوالر مـقــابــل ال ـل ـيــرة‪ ،‬ما‬ ‫ظ ـه ــرت ع ـلــى م ـج ـمــوعــات «واتـ ـس ــاب»‬ ‫الوحيد املـشــارك فــي هــذا الفساد‪ ،‬إذ أن‬ ‫أي مهمة في املعادالت‪.‬‬ ‫وصار بعض هؤالء املوظفني املحظيني‬ ‫بــن الـعــدد ال ــذي كــان مسموحًا بــه وفق‬ ‫موظفي وزارة التربية فــي ملف فساد‬
‫ً‬
‫الـ ـتـ ـج ــاري ــة هـ ــي بـ ـ ــالـ ـ ــدوالر الـ ـنـ ـق ــدي‪.‬‬ ‫املضاربات‪.‬‬ ‫يـحــقــق لـلـمــزايــديــن أربــاحــا هــائـلــة من‬ ‫عــروضــات لـشــراء ال ــدوالر مــن الـســوق‬ ‫تمرير املعادلة يحتاج إلى فريق كامل‪،‬‬ ‫وبــدال من أن ينظم البروتوكول تسليم‬ ‫يقفون على الباب ويسمحون بالدخول‬ ‫منصة للملحقية الثقافية العراقية وهو‬ ‫الوزارة ورشاوى املعادالت واملصادقات‬
‫ّ‬
‫عمليًا‪ ،‬لم يبق خارج الدولرة النقدية‬ ‫إذًا‪ ،‬مل ــاذا فـشــل امل ـضــاربــون ال ـيــوم في‬ ‫تقلبات سعر الصرف‪ .‬وسبق أن أوقف‬ ‫ب ــأسـ ـع ــار أعـ ـل ــى مـ ــن ال ـس ـع ــر الـ ــرائـ ــج‪.‬‬ ‫ويستحيل أن ينجز املـعــامـلــة شخص‬ ‫معادالت من دون وجود صاحب العالقة‪،‬‬ ‫املعامالت‪ ،‬بات الطالب العراقي يحتاج‬ ‫ملن يريدون وهنا بلغت الرشاوى قمتها‪،‬‬ ‫‪ 50‬طالبًا فــي الـيــوم الــواحــد‪ ،‬واملـئــات أو‬ ‫لشهادات الطالب العراقيني إلــى جلسة‬
‫يعدون‬ ‫إال موظفو القطاع العام الذين ّ‬ ‫رفــع سعر ال ــدوالر؟ وفــق العاملني في‬ ‫فرع املعلومات‪ ،‬مطلع السنة املاضية‪،‬‬ ‫بـ ـع ــض الـ ـطـ ـلـ ـب ــات ل ـ ــم تـ ـ ـح ـ ـ ّـدد س ـق ـفــا‬ ‫واحـ ــد‪ ،‬فـهــل املــوظ ـفــون اآلخ ـ ــرون ق ــرروا‬ ‫والكاميرات تشهد على ذلك أيضًا‪.‬‬ ‫في بعض املرات إلى ‪ 5‬أشهر كي يحصل‬ ‫وأصبح مندوبو الجامعات يحضرون‬ ‫اآلالف م ــن املـ ـع ــادالت ال ـتــي كــانــت تتم‪،‬‬ ‫تعقد ال ـي ــوم‪ ،‬قــد تـكــون مـفـيــدة اإلش ــارة‬
‫املـ ـتـ ـض ـ ّـرر ش ـب ــه ال ــوح ـي ــد م ــن ارت ـف ــاع‬ ‫هـ ــذا املـ ـج ــال‪ ،‬فـ ــإن الـ ـظ ــروف ت ـغ ـ ّـي ــرت‪،‬‬ ‫أكـ ـث ــر مـ ــن ‪ 20‬صـ ــرافـ ــا ك ـ ــان ي ـع ـم ـلــون‬ ‫لـلـسـعــر‪ ،‬ب ــل ع ــرض شـ ــراء ك ــل الـكـمـيــة‬ ‫ال ـص ـمــت ولـ ــم ي ــدل ــوا ب ــدل ــوه ــم ف ــي فــرع‬ ‫ويـ ـب ــدو الف ـت ــا أن امل ــوظ ـف ــن ف ــي دائـ ــرة‬ ‫عـلــى مـعــادلــة تنجز فــي ‪ 20‬يــومــا كحد‬ ‫بعد الظهر الستالم املعامالت من خارج‬ ‫بحسب مصادر أمنية‪ ،‬من خارج املنصة‪،‬‬ ‫إلى أن التحقيقات في فرع املعلومات لم‬
‫سعر الـصــرف‪ ،‬وبـعــض األعـمــال التي‬ ‫إذ إن اس ـت ـغــال األح ـ ــداث الـسـيــاسـيــة‬ ‫مــن خ ــال «س ــوق ال ـك ـشــف»‪ ،‬إذ كــانــوا‬ ‫نيات للتالعب‬ ‫املتاحة‪ ،‬في مؤشر إلى ّ‬ ‫املعلومات ألنهم هم أنفسهم مستفيدون‬ ‫شعبان ينظمون كل اإلج ــراءات إلنهاء‬ ‫أق ـصــى‪ ،‬فكانت املــواعـيــد تتأخر بطلب‬ ‫املنصة مــن دون أي ح ــدود لــأعــداد‪ ،‬إذ‬ ‫والتي كان يقبض عليها رشاوى‪.‬‬ ‫تحظ بالوقت الكافي لالطالع على كل‬
‫موردون للدولة اللبنانية‪.‬‬ ‫يؤديها ّ‬ ‫ّ‬ ‫واألم ـن ـي ــة ال ـج ــاري ــة الـ ـي ــوم ّي ــأت ــي فــي‬ ‫لعدة‬‫يحجزون عمليات شراء الدوالر ّ‬ ‫بـسـعــر ال ـص ــرف وت ـح ـق ـيــق أرب ـ ــاح من‬ ‫مــن تـعــويـضــات االمـتـحــانــات الرسمية‬ ‫املـ ـع ــام ــات الـ ـت ــي ال ت ـخ ـضــع لـتــدقـيــق‬ ‫م ــن ش ـع ـب ــان‪ ،‬وك ــان ــت ت ــدف ــع ال ــرش ــاوى‬ ‫يمكن هؤالء أن يتسلموا آالف املعادالت‬ ‫وفي املعلومات‪ ،‬أنه في املرحلة األولــى‪،‬‬ ‫مفاصل املـلــف‪ ،‬واقـتـصــرت على إف ــادات‬
‫هكذا‪ ،‬يظهر أنه رغم كل هذه الدولرة‪،‬‬ ‫سـ ـي ــاق اسـ ـتـ ـق ــرار‪ ،‬ول ـ ــو هـ ـ ــش‪ ،‬لـسـعــر‬ ‫أيــام متتالية عبر تثبيت طلب مبالغ‬ ‫عمليات املضاربة‪.‬‬ ‫بالليرة اللبنانية مــن الخزينة العامة‬ ‫م ــن أعـ ـض ــاء لـجـنــة امل ـ ـعـ ــادالت‪ ،‬م ــا عــدا‬ ‫لتنجز املعاملة فــي الـيــوم نفسه‪ ،‬وهنا‬ ‫ف ــي وقـ ــت واح ـ ــد ومـ ــن مـكـتــب شـعـبــان‪،‬‬ ‫أي م ــا ق ـبــل الـ ـب ــروت ــوك ــول‪ ،‬ل ــم ي ـكــن في‬ ‫مـ ــن امل ــوظـ ـف ــن ف ـح ـس ــب‪ ،‬ك ـم ــا لـ ــم يـعــط‬
‫ّ‬
‫م ــا زال ـ ــت مـ ـح ــاوالت ال ـت ــاع ــب بـسـعــر‬ ‫الـ ــدوالر مـقــابــل الـلـيــرة‪ .‬كـمــا أن آلـيــات‬ ‫ك ـب ـي ــرة ب ـس ـع ــر م ــرتـ ـف ــع‪ ،‬ثـ ــم ي ـب ـي ـعــون‬ ‫وب ـ ـح ـ ـسـ ــب مـ ـ ـ ـص ـ ـ ــادر مـ ــط ـ ـل ـ ـعـ ــة‪ ،‬فـ ــإن‬ ‫وبالدوالر األميركي من الجهات املانحة‪،‬‬ ‫املعامالت التي تكون عليها إشكاالت‬ ‫رب ـم ــا يـنـبـغــي ال ـتــدق ـيــق ف ــي امل ـعــامــات‬ ‫ويـ ـفـ ـت ــرض أن الـ ـك ــامـ ـي ــرات فـ ــي امل ـك ــان‬ ‫حوزة املوظفني الذي يعملون في لجنة‬ ‫املـحـقـقــون اإلذن ب ــإج ــراء تحقيق تقني‬
‫ّ‬
‫مستمرة وأن سـعــر الـصــرف‬ ‫ال ـصــرف ّ‬ ‫مصرف لبنان في امتصاص الليرات‬ ‫الـ ـكـ ـمـ ـي ــات ال ـ ـتـ ــي جـ ـمـ ـع ــوه ــا ع ـن ــدم ــا‬ ‫م ـ ـ ـ ـحـ ـ ـ ــاوالت الـ ـ ـت ـ ــاع ـ ــب بـ ــال ـ ـس ـ ـعـ ــر ل ــم‬ ‫علمًا أن الدائرة ترأسها شعبان نفسها؟‬ ‫فتعطى فـتــوى لتمريرها‪ .‬مــع اإلش ــارة‬ ‫املسجلة وما إذا كان هناك طالب تسلموا‬ ‫تسجل ذلــك بالصوت وال ـصــورة‪ .‬وأدى‬ ‫امل ـ ـعـ ــادالت م ــا ق ـبــل الـتـعـلـيــم الـجــامـعــي‬ ‫فــي الــوثــائــق والـبــرامــج االلكترونية في‬
‫يرتفع السعر إلى سقف ّ‬ ‫تتوقف‪ ،‬لكن بعض املضاربني ّ‬ ‫ً‬
‫م ــا زال ي ـمــثــل‪ ،‬ول ــو مـعـنــويــا‪ ،‬عنصرًا‬ ‫وتجفيفها من السوق‪ ،‬كان لها مفعول‬ ‫معي‪ .‬يومها‬ ‫عبروا‬ ‫وهــل سيواصلون ال ـتــزام الصمت أمــام‬ ‫إلى أن هناك معلومات مؤكدة بأن لجنة‬ ‫مـعــامــاتـهــم قـبــل آخ ــري ــن ك ــان ــوا قــدمــوا‬ ‫ذل ــك إل ــى ح ــدوث إش ـكــاالت وص ــوال إلى‬ ‫(أمـ ـيـ ـن ــة س ــره ــا أم ـ ــل شـ ـعـ ـب ــان) جـ ــدول‬ ‫ال ـ ــوزارة‪ ،‬باعتبار أن الـفــرع يحتاج إلى‬
‫ً‬
‫مـ ـح ــوري ــا ي ـم ـكــن م ــن خ ـ ــال ال ـتــاعــب‬ ‫قوي في تقليص الكميات التي يمكن‬ ‫أظهرت التحقيقات أن «سوق الكشف»‬ ‫عــن إحـبــاطـهــم مــن الـتـجــاوب املـحــدود‬ ‫القاضي بيرم اليوم؟ وماذا عن السماسرة‬ ‫املـعــادالت التي يرأسها املــديــر الـعــام ال‬ ‫طلباتهم أوال‪ ،‬أي أن يقارن بني مواعيد‬ ‫التدافع والتضارب الذي أدى إلى توقيع‬ ‫بــأسـمــاء ال ـطــاب الــذيــن لديهم مواعيد‬ ‫إش ـ ــارات قـضــائـيــة‪ ،‬ف ــي ح ــن أن قاضي‬
‫فيه تحقيق أرباح فورية للمضاربني‬ ‫عرضها في السوق لشراء الــدوالرات‪،‬‬ ‫يـتــألــف مــن مـجـمــوعــات منتشرة على‬ ‫فــي ال ـس ــوق‪ ،‬مـشـيــريــن إل ــى أن السعر‬ ‫الكبار خ ــارج الـ ــوزارة الــذيــن يواصلون‬ ‫يحضر اجتماعاتها اال مرة واحــدة في‬ ‫تقديم الطلبات وتسلمها‪.‬‬ ‫بروتوكول يقضي بأن يدفع الطالب ‪50‬‬ ‫على املنصة‪ ،‬إنما كــان الطالب يحضر‬ ‫التحقيق يملك صالحيات ال يملكها فرع‬
‫ول ـل ـت ـجــار ال ــذي ــن ي ــدف ـع ــون الـضــريـبــة‬ ‫إذ إن ــه يـسـتـعـمــل األدوات الـضــريـبـيــة‬ ‫تطبيق واتـســاب‪ ،‬وهــي‪« :‬العاصمة»‪،‬‬ ‫كــان يفترض أن يرتفع إلــى ‪ 125‬ألف‬ ‫سمسراتهم وأالعيبهم وتــزويــر الكثير‬ ‫ال ـس ـنــة‪ ،‬وأغ ـل ــب امل ـعــامــات تـعـطــى رقــم‬ ‫ال ـج ــدي ــر ذكـ ـ ــره أنـ ــه ح ـت ــى ب ـع ــد تــوقـيــع‬ ‫دوالرًا لقاء تسريع معامالته من دون أن‬ ‫معه ورقة من السفارة العراقية باملوعد‪،‬‬ ‫املعلومات‪.‬‬
‫بالليرة اللبنانية‪.‬‬ ‫لتجفيف الـ ــدوالرات مــن ال ـســوق‪ .‬كما‬ ‫«الـ ـ ـ ـجـ ـ ـ ـن ـ ـ ــوب»‪« ،»٧٢« ،‬الـ ـ ــرول ـ ـ ـيـ ـ ــت»‪،‬‬ ‫يسمى «غــروب‬ ‫ّ‬ ‫ليرة لو كــان هناك ما‬ ‫مــن املـعــادالت وهــم ال يــزالــون يسرحون‬ ‫محضر اجـتـمــاع اللجنة وتــاريـخــه من‬ ‫الـ ـب ــروت ــوك ــول ك ـ ــان م ـ ـنـ ــدوب ال ـس ـف ــارة‬ ‫يعرف إلى حساب من تذهب هذه األموال‬ ‫ولم يكن هناك التزام باملواعيد‪.‬‬ ‫ثمة مرحلتان يمكن الحديث عنهما في‬
‫(األخبار)‬ ‫أن أسـ ـ ــواق ل ـب ـنــان أص ـب ـحــت م ــدول ــرة‬ ‫«‪« ،»Bingo‬بـ ـي ــروت الـ ـكـ ـش ــف»‪ .‬كـلـمــا‬ ‫ال ـعــاص ـمــة»‪ ،‬أي م ــا ك ــان يـطـلــق عليه‬ ‫ويمرحون من دون حسيب أو رقيب؟‬ ‫دون أن تـعــرض عـلــى اللجنة أو توقع‬ ‫الـ ـع ــراقـ ـي ــة ي ـح ـض ــر مـ ـلـ ـف ــات وي ـس ـت ـلــم‬ ‫وكيف تــوزع ومــن يحدد أسماء أعضاء‬ ‫وفــي وقــت الح ــق‪ ،‬بــات الـجــدول اليومي‬ ‫امللف‪ :‬ما قبل توقيع البروتوكول الذي‬
‫‪15‬‬ ‫لبنان‬
‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬ ‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬

‫لبنان‬ ‫‪14‬‬
‫قضية اليوم‬
‫استراحة‬
‫إعداد نعوم مسعود‬

‫كلمات متقاطعة ‪4 4 9 2‬‬ ‫‪ %60‬من شركات األدوية أغلقت مكاتبها‬


‫لبنان لم يعد «مستشفى الشرق األوسط»‬
‫أفقيا‬
‫‪ -1‬جــزيــرة يــونــانـيــة – هـيـئــة املــابــس – ‪ -2‬أديــب‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫فرنسي راحل – فرعون مصري – ‪ -3‬حدائق خصبة‬
‫– رئيس آلهة أوغــاريــت – ‪ -4‬جــرش الحب – دواء‬ ‫‪1‬‬
‫ُيطلى به الجرح – سقي – ‪ -5‬ذكر األفعى – يريد –‬
‫‪ -6‬ما تستر به املرأة وجهها – نواقيس – ‪ -7‬املرتفع‬ ‫‪2‬‬
‫من األرض – مدينة سودانية – ‪ -8‬أديبة مصرية‬
‫راحلة – ‪ -9‬من املنبهات – لحم غير مطبوخ – أخذ‬ ‫‪3‬‬
‫العسل بـطــرف إصبعه ولحسه – ‪ -10‬إســم حمله‬
‫عدد من ملوك إنكلترا – مرسل من الله‬ ‫‪4‬‬
‫الحركة االقتصادية لناحية توقف‬
‫املــؤتـمــرات الطبية والـحـجــوزات في‬ ‫أقفل عدد كبير من شركات‬
‫املطاعم والفنادق‪.‬‬ ‫الدواء العالمية مكاتبه‬
‫‪5‬‬ ‫ال ـ ـ ـيـ ـ ــوم‪ ،‬أك ـ ـثـ ــر م ـ ــن نـ ـص ــف امل ـك ــات ــب‬
‫عموديًا‬
‫‪ -1‬معركة بــن العثمانيني واملـمــالـيــك – لدى‬
‫العلمية التمثيلية لم يعد لها وجود‬ ‫التمثيلية في لبنان‪ .‬إلى جانب‬
‫باألجنبية – ‪ -2‬لـلـنــداء – مغنية أمـيــركـيــة –‬ ‫‪6‬‬ ‫م ـب ــاش ــر ف ــي ل ـب ـن ــان‪ .‬وتـ ـق ــدر ك ـ ــارول‬
‫ح ـس ــون‪ ،‬رئـيـســة ‪Lebanon pharma‬‬
‫العدد الكبير من المصروفين‬
‫أصـبــح سـهـ ًـا – ‪ -3‬شــرف ورفـعــة – مقاييس‬
‫ومـعــايـيــر وأوزان – ‪ -4‬مـلــك إنـكـلـيــزي ُع ــرف‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ ،group‬وهــو تجمع يضم ‪ 20‬شركة‬ ‫من هذه المكاتب‪ ،‬ثمة‬
‫عاملية‪ ،‬عدد املنسحبني بـ‪« %60‬فيما‬
‫بالفاتح – حرف جر – ‪ -5‬خالف ليلي – تقوم‬
‫بهجوم – ‪ -6‬بلدة لبنانية في قضاء الكورة –‬ ‫‪8‬‬ ‫صار الوكيل هو املسؤول عن شحن‬ ‫تداعيات أخطر على موقع‬
‫‪ -7‬أمعن في السير – ما ارتفع من ماء البحر‬
‫يحدد ما يحدثه الزلزال‬ ‫– ‪ -8‬للندبة – مقياس‬ ‫‪9‬‬
‫األدوي ـ ـ ـ ـ ـ ــة»‪ .‬وبـ ـعـ ـيـ ـدًا عـ ــن الـ ـش ــرك ــات‬
‫الـتــي حسمت أمــرهــا ســابـقــا‪ ،‬ومنها‬
‫لبنان العلمي وعلى ريادته‬
‫ّ‬
‫م ــن دم ـ ــار – ‪ -9‬خـ ــاف ش ـه ـيــق – إسـ ــم قــديــم‬
‫‪10‬‬
‫«نــوفــارتــس» و«ســانــوفــي» و«مـيــدا»‬ ‫الطبية التي جعلته يومًا‬
‫للبالد الــواقـعــة بــن جنوب فلسطني وخليج‬ ‫و«غ ــاكـ ـس ــو» و«حـ ـكـ ـم ــة» و«تـ ـب ــوك»‬
‫العقبة – ‪ -10‬مسرحية لشكسبير‬ ‫وغ ـيــرهــا وه ــي ش ــرك ــات ب ــات ــت شبه‬ ‫«مستشفى الشرق األوسط»‬
‫غــائـبــة‪ ،‬صــرفــت شــركــة ‪eli lilly and‬‬
‫‪ company‬مـ ــؤخ ـ ـرًا ‪ 8‬م ــوظ ـف ــن مــن‬
‫حلول الشبكة السابقة‬ ‫كــل األق ـســام ضمن مكتبها‪ ،‬أكثرهم‬ ‫راجانا حمية‬
‫مـ ــن ق ـس ــم الـ ـتـ ـس ــوي ــق‪ .‬وق ـ ـ ــال بـعــض‬
‫أفقيا‬ ‫املصروفني «إن الشركة لم تعد تنوي‬ ‫مع بداية األزمة االقتصادية‪ ،‬لجأت‬
‫التسويق ملستحضراتها الطبية في‬ ‫املكاتب العلمية التمثيلية لشركات‬
‫‪ -1‬بيت مري – صفح – ‪ -2‬شارع الحمرا – ‪ -3‬اف – يلوستون – ‪ -4‬رعد – ي ي ي ي ي – ‪ -5‬يو – هن – دا – ‪ -6‬نكروما – ‪-7‬‬ ‫األدويـ ـ ـ ـ ــة الـ ـع ــاملـ ـي ــة فـ ــي لـ ـبـ ـن ــان إل ــى‬
‫لـبـنــان»‪ .‬كــذلــك قــامــت شــركــة «فــايــزر»‬
‫برقوق – حافر – ‪ -8‬ربو – اب – علي – ‪ -9‬بالرمو – ‪ -10‬آلهة األرض‬ ‫ب ـع ـم ـل ـيــة ص ـ ــرف جـ ــديـ ــدة ط ــال ــت ‪19‬‬ ‫«إع ــادة الهيكلة» عبر تقليص عدد‬
‫ّ‬
‫م ــوظـ ـف ــا وأب ـ ـقـ ــت عـ ـل ــى ‪ 15‬ت ـق ــري ـب ــا‪،‬‬ ‫املوظفني في كل أقسامها والتخفف‬
‫عموديًا‬ ‫وذلـ ـ ــك ب ـع ــد ج ــول ـت ــن ســاب ـق ـتــن مــن‬ ‫مــن بعض املـصــاريــف للحفاظ على‬
‫‪ -1‬بشار بن برد – ‪ -2‬يافع – كرب – ‪ -3‬تر – دير قوبل – ‪ -4‬معي – و و و – آه – ‪ -5‬رالي – مقالة – ‪ -6‬يلويها – ّ‬ ‫الـ ـص ــرف ط ــال ــت األول ـ ـ ــى ‪ 40‬مــوظـفــا‬ ‫وج ـ ــوده ـ ــا فـ ــي ال ـ ـسـ ــوق ال ـل ـب ـن ــان ــي‪.‬‬
‫برًا – ‪ -7‬حسني – مل‬ ‫ال ـي ــوم‪ ،‬وص ـلــت ه ــذه ال ـشــركــات إلــى‬
‫ّ‬ ‫والثانية ‪ .30‬وعــزت املصادر السبب‬
‫– ‪ -8‬صمتي – باعوا – ‪ -9‬فرويد – فل – ‪ -10‬حان – الرياض‬ ‫إلــى «األزمــة التي راكمت مستحقات‬ ‫ن ـهــايــة ال ـط ــري ــق‪ ،‬ل ـيــس ف ـقــط بسبب‬
‫ل ـفــايــزر‪ ،‬إض ــاف ــة إل ــى ت ــراج ــع عملية‬ ‫اشـتــداد األزم ــة املــالـيــة‪ ،‬وإنـمــا أيضًا‬
‫التطعيم‪ ،‬إذ لــم يعد اللقاح هاجسًا‬ ‫ألن لبنان لم يعد «‪»priority market‬‬
‫بالنسبة إليها‪.‬‬
‫‪sudoku 4492‬‬
‫لـلــدول ومنها لـبـنــان»‪ .‬ويـضــاف إلى‬
‫شركات التجمع العشرين‪ ،‬نحو ‪20‬‬ ‫ويـ ـعـ ـتـ ـب ــر املـ ـكـ ـت ــب ال ـت ـم ـث ـي ـل ــي ألي‬
‫شركة صغيرة تخففت هــي األخــرى‬ ‫شركة أدويــة عاملية بمنزلة سفارة‬
‫(مروان بو حيدر)‬ ‫ل ـه ــا ف ــي ب ـل ــد أو إق ـل ـي ــم م ـع ـ ّـن (ف ــي‬
‫شروط اللعبة‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬
‫من األعداد إلى الحد األدنى أو أقفلت‬
‫مكاتبها نهائيًا‪.‬‬
‫ل ـب ـنــان‪ ،‬ت ـتــابــع امل ـكــاتــب الـتـمـثـيـلـيــة‬
‫هـ ــذه ال ـش ـب ـكــة م ـك ـ ّـون ــة م ــن ‪ 9‬مــرب ـعــات‬ ‫لـ ــأدويـ ــة ال ـح ــدي ـث ــة‪ ،‬وتـ ـح ــديـ ـدًا فــي‬ ‫املـكــاتــب «ال يـعــود ج ــزءًا مــن خارطة‬ ‫فـقــدان لـبـنــان جــزءًا مـمــا كــان يمتاز‬ ‫أع ـمــال ـهــم وان ـض ـمــام ـهــم إل ــى الئـحــة‬ ‫وب ـع ــد ت ـســوي ـقــه‪ ،‬وال ـثــان ـيــة تـتـعـلــق‬ ‫لـلـشــركــات مـنـطـقــة ال ـش ــرق األوس ــط‬
‫كـبـيــرة وك ــل مــربــع كـبـيــر مـقـ ّـســم إل ــى ‪9‬‬ ‫أسباب الخروج‬ ‫ال ــدواء الـعــاملـيــة‪ ،‬فتتوقف الشركات‬ ‫بـ ــه لـ ـبـ ـن ــان ك ـ ـ «م ـس ـت ـش ـف ــى ل ـل ـش ــرق‬ ‫الـعــاطـلــن عــن الـعـمــل‪ .‬فعلى أهمية‬ ‫ب ــال ـع ـم ـل ـي ــة الـ ـق ــان ــونـ ـي ــة ل ـت ـس ـج ـيــل‬ ‫وش ـم ــال أفــري ـق ـيــا بــاس ـت ـث ـنــاء دول ــة‬
‫خ ــان ــات ص ـغ ـي ــرة‪ .‬م ــن ش ـ ــروط الـلـعـبــة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫األزمـ ـ ــة امل ــال ـي ــة امل ـس ـت ـمــرة م ـنــذ أرب ــع‬
‫األمــراض السرطانية واملستعصية‬
‫وامل ــزم ـن ــة»‪ .‬ك ـمــا أن ل ــذل ــك تــداع ـيــات‬ ‫عــن إعـطــائــه األولــويــة فــي الحصول‬ ‫األوسط»‪.‬‬ ‫ذل ــك‪ ،‬ثـمــة تــأثـيــرات أهــم عـلــى ســوق‬
‫ّ‬
‫األدويـ ـ ـ ــة ف ــي ال ـ ــدوائ ـ ــر امل ـع ـن ـي ــة فــي‬ ‫الكيان)‪ .‬وتقع على عاتقه مهمتان‬
‫وضع األرقام من ‪ 1‬إلى ‪ 9‬ضمن الخانات‬ ‫ّ‬ ‫أخ ـ ــرى‪ ،‬مـنـهــا وق ــف االس ـت ـث ـمــار في‬ ‫ع ـلــى األدويـ ـ ــة ال ـج ــدي ــدة وامل ـت ـطــورة‬ ‫ويــوضــح نقيب مـسـتــوردي األدوي ــة‬ ‫الـ ـ ـ ـ ــدواء‪ .‬إذ إن وصـ ـ ــول ال ـش ــرك ــات‬ ‫الـ ــدولـ ــة‪ .‬ل ــذل ــك‪ ،‬ال ي ـن ـح ـصــر تــأث ـيــر‬ ‫أسـ ـ ــاس ـ ـ ـي ـ ـ ـتـ ـ ــان‪ ،‬األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى‪ ،‬مـ ـت ــابـ ـع ــة‬
‫بحيث ال يتكرر الرقم في كل مربع كبير‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫سنوات ولدت مجموعة من األسباب‬
‫ً‬
‫ج ـع ـل ــت مـ ــن الـ ـبـ ـق ــاء م ـس ـت ـح ـي ــا فــي‬ ‫مجال األبحاث العلمية والسريرية‬ ‫ملــراقـبــة ج ــودة الـ ــدواء‪ ،‬كـمــا ال يعود‬
‫ش ــريـ ـك ــا فـ ــي ال ـ ـت ـ ـجـ ــارب ال ـس ــري ــري ــة‬
‫وأص ـ ـ ـحـ ـ ــاب امل ـ ـس ـ ـتـ ــودعـ ــات ج ـ ــوزف‬
‫غ ــري ــب أن ل ـب ـن ــان ب ـع ــد إقـ ـف ــال ه ــذه‬
‫ال ـع ــامل ـي ــة إل ـ ــى ق ـن ــاع ــة ب ـ ــأن ال ـس ــوق‬
‫ال ـل ـب ـنــانــي ل ــم ي ـع ــد أولـ ــويـ ــة‪ ،‬يـعـنــي‬
‫إقـ ـف ــال هـ ــذه امل ـك ــات ــب ب ـف ـق ــدان نـحــو‬
‫‪ 2000‬م ـ ــن أص ـ ـ ــل ‪ 4‬آالف م ــوظ ــف‬
‫الدراسات الخاصة بأدوية الشركة‬
‫ق ـبــل ط ــرح دواء جــديــد ف ــي ال ـســوق‬
‫وفي كل خط أفقي أوعمودي‪.‬‬ ‫لبنان‪ .‬ومن بني القائمة‪ ،‬تبدأ ّ‬ ‫وتطويرها‪ ،‬وتوقف تدريب األطباء‬
‫حسون‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫برفع الدعم عن عدد كبير من األدوية‬
‫فــي املــؤت ـمــرات العلمية الـتــي كانت‬
‫حل الشبكة ‪4491‬‬ ‫تـقــام فــي لـبـنــان وخ ــارج ــه‪ ،‬مــا يؤثر‬

‫شركات األدوية تنصب على المصروفين‬


‫م ــا أخ ــرج ـه ــا م ــن قــائ ـمــة االس ـت ـي ــراد‬
‫على موقع لبنان كمرجع في مجال‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ألن أس ـعــارهــا لــم تـعــد «ف ــي مـتـنــاول‬
‫الجميع‪ ،‬وال يستطيع املــرضــى دفع‬
‫الطب واألبـحــاث العلمية املتطورة‪،‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫وع ـلــى األط ـب ــاء الــذيــن يـفـقــدون دور‬
‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬
‫ث ـم ـن ـهــا مـ ــن ج ـي ــوب ـه ــم»‪ .‬أض ـ ــف إل ــى‬ ‫الــريــادة ك ـ «‪،»key opinion leaders‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ذلــك قضية املستحقات العالقة لدى‬ ‫ّ‬ ‫مع اندالع األزمة املالية عام ‪ّ ،2019‬‬
‫وقـ ــد ب ـ ــدأت ت ـظ ـهــر م ـفــاع ـيــل تــراجــع‬ ‫«عندما ذهبت لتصفية حسابي في‬ ‫بني تموز ‪ 2019‬وأيلول ‪ ،2022‬فهؤالء‬ ‫استطاع تقليص املبلغ «بعد مباحثات‬ ‫سترد الشركات‬ ‫حال صدور إعفاءات‬ ‫قررت‬
‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مـصــرف لبنان منذ س ـنــوات‪ ،‬وتقدر‬ ‫اهتمام الشركات بلبنان‪ ،‬مع وصول‬ ‫يخضعون حكمًا َّ‬
‫الضمان‪ ،‬فوجئت بأن ما يستحق لي‬ ‫لنصي املادتني‪ ،‬سواء‬ ‫طويلة مع إدارة الشركة من ‪ 22‬ألف‬ ‫املبالغ املالية املقتطعة»‪ .‬وبالفعل‪،‬‬ ‫شركات األدوية العاملية تقليص عدد‬
‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ب ـ ــ‪ 175‬مـلـيــون دوالر‪ ،‬و«ال ي ـبــدو أن‬ ‫دول م ـج ــاورة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أدوي ـ ــة ج ــدي ــدة إل ــى‬ ‫عن ‪ 20‬سنة عمل يقدر بحدود ‪120‬‬ ‫في ما يتعلق بضريبة الدخل على‬ ‫دوالر ضريبة إلى ‪ 6‬آالف دوالر‪ ،‬إال‬ ‫نصت املادة ‪ 36‬في موازنة عام ‪2022‬‬
‫ً‬
‫موظفي مكاتبها التمثيلية‪ ،‬وصوال إلى‬
‫لدى الحكومة اللبنانية نية لتسكير‬ ‫ـام‬
‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ـل‬‫ك ــان ــت ســاب ـقــا ت ـصـ‬ ‫مليون ليرة لبنانية‪ ،‬أي بحدود ‪1200‬‬ ‫الراتب أو التعويض‪ .‬وسندًا لذلك‪ ،‬ما‬ ‫أنه في هذا الظرف الـ ‪ 6‬آالف دوالر‬ ‫على«إعفاء التعويضات التي تعطى‬ ‫إقفالها‪ .‬وفي الفترة الفاصلة بني بداية‬
‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الحساب»‪ .‬وثالث األسباب «األدويــة‬
‫ـزورة واألدوي ـ ـ ــة امل ـه ـ ّـرب ــة بكميات‬ ‫امل ـ ـ ـ ّ‬
‫تقريبًا من وصولها إلى هذه الدول‪.‬‬
‫ومـ ـث ــال ع ـل ــى ذلـ ــك دواء ‪mounjaro‬‬
‫دوالر أميركي»‪ .‬وهنا‪ ،‬تتكرر السردية‬ ‫فعلته الشركات يطاول أكثر من ‪100‬‬ ‫ليس مجرد رقم»‪ .‬فقبل األزمة‪ ،‬كانت‬ ‫للمستخدمني والعمال نتيجة صرفهم‬ ‫األزمة والعام املاضي‪ ،‬صرفت هذه‬
‫نفسها‪ ،‬مع تصريح الشركات عن‬ ‫مصروف اقتطعت مبالغ كبيرة من‬ ‫«املئة دوالر تساوي ‪ 150‬ألفًا‪ .‬واليوم‪،‬‬ ‫أو استقالتهم من الضريبة على الدخل‬ ‫الشركات أكثر من نصف العاملني في‬
‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ك ـب ـيــرة م ــا أث ــر ع ـلــى ع ـمــل ال ـشــركــات‬ ‫لعالج داء السكري والتنحيف‪ ،‬وهو‬
‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أيـ ـض ــا‪ .‬ف ـع ـنــدمــا ن ـت ـحــدث ع ــن دواء‪،‬‬ ‫عــاج جــديــد‪ ،‬مــوجــود فــي دبــي منذ‬
‫موظفيها لدى إدارة الصندوق بالعملة‬
‫اللبنانية ال بالعملة التي يقبضون بها‪،‬‬
‫تعويضاتهم‪ ،‬وصلت لدى بعضهم إلى‬
‫حدود ‪ 25‬ألف دوالر‪.‬‬
‫تساوي املئة دوالر على أساس ‪ 8‬آالف‬
‫ليرة ‪ 800‬ألف ليرة وليس ‪ 8‬ماليني‬
‫خالل الفترة املمتدة من األول من‬
‫تموز ‪ 2019‬حتى أيلول ‪ .»2022‬غير‬
‫مكاتبها ّ(كان يقدر عددهم بحوالي ‪4‬‬
‫آالف موظف)‪.‬‬
‫هـ ـن ــاك ش ـ ـ ــروط وم ـع ــاي ـي ــر ي ـف ـتــرض‬ ‫عــام‪ ،‬فيما لم يصل بعد إلــى لبنان‪.‬‬
‫ولذلك كانت تدفع املساهمة بالليرة‬ ‫تجمع املكاتب‬‫ولدى سؤال رئيسة ّ‬ ‫و‪ 900‬ألف ليرة كما أخذوها منا»‪ .‬أما‬ ‫أن إدارات الشركات لم تلتزم بالنص‬ ‫سددت للمصروفني‬ ‫ورغم أن الشركات ّ‬
‫االل ـت ــزام بـهــا فــي الـنـقــل والـتــوضـيــب‬ ‫وأض ــف إل ــى ذل ــك كـلــه الـتــأثـيــر الــذي‬
‫اللبنانية وتقتطعها من املوظفني‬ ‫التمثيلية لشركات األدوية العاملية‪،‬‬ ‫األنكى من ذلك‪ ،‬فهو ما أخذته الشركة‬ ‫القانوني‪ ،‬وكان جواب إحدى الشركات‬ ‫تعويضاتهم‪ ،‬إال أنها عمدت إلى‬
‫والـتـخــزيــن وال ـش ـحــن‪ ،‬وأي خـلــل في‬ ‫يتركه غياب املكاتب التمثيلية على‬
‫«مني خالل ثالث سنوات كضريبة‬ ‫الكبرى ألحد املصروفني أن بإمكانه‬ ‫االستحواذ بغير وجه حق على مبالغ‬
‫مشاهير ‪4492‬‬ ‫يعرض حياة املريض‬ ‫هــذه الشروط ّ‬
‫بالدوالر‪ .‬ويشير أحد املوظفني إلى‬
‫أنه يملك «إثباتًا عن تحويل الراتب‬
‫كارول حسون‪ ،‬عن األمر‪ ،‬أجابت بأن‬
‫«املوضوع تتابعه نقابة الصيادلة مع‬
‫ّ‬
‫على الدخل قبل أن أصرف‪ ،‬إذ كانت‬ ‫استرداد املبالغ املقتطعة من الدولة‪،‬‬ ‫كبيرة من هذه التعويضات ّ‬
‫تقدر‬
‫لـلـخـطــر‪ .‬ول ـه ــذا ف ــي الـتـهــريــب يمكن‬ ‫إلى املصرف بالدوالر‪ ،‬وأنا أتقاضاه‬ ‫كتجمع ال نتدخل‬‫ّ‬ ‫الشركات‪ ،‬ونحن‬ ‫تقتطعها شهريًا من راتبي بالدوالر‬ ‫علمًا أن هذه كانت تستوفي الضرائب‬ ‫بماليني الدوالرات‪ ،‬إذ اقتطعت ضريبة‬
‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ـزور‬‫اعتبار كــل دواء مـهـ ّـرب وكــأنــه مـ ّ‬
‫بالدوالر وكذلك أدفع ضرائبي بهذه‬ ‫بخصوصيات الشركات»‪ ،‬مشيرة إلى‬ ‫وتسددها للخزينة بالليرة من دون وجه‬ ‫حتى عام ‪ 2021‬على أساس سعر‬ ‫ّ‬
‫املتوجبة على تعويضات‬ ‫الدخل‬
‫وخطر على املريض»‪.‬‬ ‫ملفي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتقدمت‬ ‫العملة‪ .‬وقد جمعت‬ ‫أن «من املفروض أن تكون هناك حلحلة‬ ‫حق»‪ .‬وهذا أيضًا ما حدث مع كثيرين‪،‬‬ ‫صرف ‪ 1500‬ليرة للدوالر‪ ،‬قبل أن‬ ‫ٍ‬ ‫املصروفني بالدوالر وسددتها للخزينة‬
‫في رابــع األسباب‪ ،‬تأتي خطة وزارة‬
‫الـصـحــة الـتــي تـعـتــزم اعـتـمــاد الئحة‬
‫لم يعد لبنان أولوية‬ ‫بشكوى لدى الضمان‪ ،‬وإن لم أصل‬
‫سأتقدم بشكوى في وزارة‬ ‫ّ‬ ‫إلى نتيجة‬
‫لهذا املوضوع قريبًا»‪.‬‬ ‫وما يخالف نص املادة ‪ 35‬من قانون‬
‫املوازنة العامة لعام ‪ 2022‬التي تشير‬
‫تبدأ استيفاء الضرائب والرسوم على‬
‫أساس ‪ 8‬آالف ليرة ومن ثم ‪ 15‬ألف‬
‫بالليرة‪ .‬ولم يفلح اعتراض املصروفني‬
‫على الفارق الكبير بني ما تقتطعه‬
‫ممثلة ومؤدية أصوات سورية‪ .‬من مسلسالتها « الشجر ال ينبت على الحجر «‬ ‫األدوي ـ ـ ــة ال ـت ــي ت ــوص ــي ب ـهــا منظمة‬ ‫لدى الشركات بعدما‬ ‫املالية»‪ .‬حتى اللحظة‪ّ ،‬يرفض هذا‬ ‫الضمان‪ :‬التعويض الكارثة‬ ‫إلى أنه «تحتسب اإليرادات الخاضعة‬ ‫ابتداء من ‪ 15‬تشرين الثاني من‬ ‫ً‬ ‫ليرة‬ ‫الشركات من حقوقهم وما تدفعه‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الصحة العاملية وهــي فــي معظمها‬ ‫كانت العالجات الحديثة‬ ‫األخير‪ ،‬كما غيره‪ ،‬تسلم تعويضاتهم‬ ‫«كله بكفة وتعويضات الضمان بكفة‬ ‫للضريبة على الرواتب واألجور املدفوعة‬ ‫العام املاضي‪.‬‬ ‫للخزينة‪ ،‬فانتقلوا إلى «الخطة ب»‬
‫بحسب حـســون «أدويـ ــة قــديـمــة جـدًا‬
‫‪ = 2+3+5+4+7+6‬الراقدون ■ ‪ = 10+11+1‬والدتي ■ ‪ = 5+9+8‬سرد‬
‫ال ت ـت ـنــاســب م ــع األدويـ ـ ـ ــة امل ـت ـط ــورة‬
‫تصل إليه قبل بقية‬ ‫من الضمان «ألنها ال تساوي شيئًا»‪...‬‬
‫تغير الوضع‬ ‫مع الرهان على إمكانية ّ‬
‫أخرى»‪ .‬هذا ما يقوله معظم املصروفني‬
‫عن التعويضات املستحقة لهم من‬
‫نقدًا بالدوالر األميركي (‪ )...‬عن الفترات‬
‫التي تسبق ‪ 15‬تشرين الثاني على‬
‫ويقول أحد املصروفني إنه أرسل إنذارًا‬
‫إلى الشركة عبر الكاتب بالعدل للمطالبة‬
‫بمحاولة إقناع إداراتهم بإيجاد صيغة‬
‫عادلة تخفف من املبلغ املقتطع‪ .‬وفيما‬
‫التي تصنعها الشركات‪ ،‬خصوصًا‬ ‫دول المنطقة‬ ‫بحيث تصبح للمئة مليون قيمة قد‬ ‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬ ‫أساس سعر صرف ‪ 8‬آالف ليرة‪ ،‬وعن‬ ‫«بحقوقنا بعد صدور اإلعفاءات‪ ،‬إال أن‬ ‫نجح بعضهم في ذلك‪ ،‬أقنع آخرون‬
‫حل الشــبكة الماضية‪ :‬توماس أنديرس‬ ‫فـ ــي مـ ـج ــال األمـ ـ ـ ـ ــراض ال ـس ــرط ــان ـي ــة‬ ‫تعوضهم ما اقتنصته الشركات من‬ ‫ّ‬ ‫يكف هؤالء ما فعلته الشركات في‬
‫لم ِ‬ ‫ً‬
‫ابتداء من ‪ 15‬تشرين الثاني‬ ‫الفترة‬
‫ّ‬
‫الجواب كان بأنه ال يحق لي استرداد‬ ‫الشركات بالتريث في دفع الضريبة ألن‬
‫يصعب الوضع‬ ‫ّ‬ ‫واملستعصية‪ ،‬وهذا‬ ‫الدولة قد تصدر إعفاءات على ضريبة‬
‫حقوقهم‪.‬‬ ‫تعويضات الصرف‪ ،‬حتى أتت الصدمة‬ ‫على أساس سعر صرف ‪ 15‬ألف‬ ‫أي شي»‪ .‬صحيح أن هذا األخير‪ ،‬الذي‬
‫لدى الشركات العاملية»‪.‬‬ ‫راجانا‪...‬‬ ‫من الضمان‪ .‬يروي أحد املصروفني أنه‬ ‫ليرة»‪ .‬وبما أن كل املصروفني صرفوا‬ ‫«خدم» الشركات على مدى ‪ 21‬عامًا‪،‬‬ ‫التعويضات‪ .‬وقد ُوعد هؤالء بأنه «في‬
‫‪17‬‬ ‫ميديا‬
‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬

‫ثقافة وناس‬
‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬

‫ميديا‬ ‫ثقافة وناس‬ ‫‪16‬‬


‫حصاد ‪2023‬‬

‫حــتــى جــريـمــة عيناتا الـتــي استشهد‬


‫فيها ثالثة أطفال مع جدتهم بنيران‬
‫ّ‬
‫العدو‪ ،‬تجاهلها اإلعالم املهيمن حتى‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫نــفــذت ـهــا امل ـق ــاوم ــة الـفـلـسـطـيـنـ ّـيــة في‬
‫ّ‬
‫األراض ـ ــي امل ـح ـتــلــة‪ .‬إزاء ه ــذا املـشـهــد‪،‬‬
‫فتح اإلع ــام الــداعــم للمقاومة هــواءه‬
‫ّ‬
‫ـدو ح ــول ن ــوع الــذخـيــرة‬

‫وجـهــت أصابع‬
‫مـ ّـجــانـ ّـيــة لـلـعـ ّ‬
‫امل ـ ـ ــوج ـ ـ ــودة ف ـ ــي الـ ـش ــاحـ ـن ــة‪ ،‬وك ــان ــت‬
‫القناتان قبل يــوم قــد ّ‬
‫قزح فيه وسحب أحد األفران الـ«رينبو‬
‫النواب‬ ‫كيك» عن رفوفه‪ ،‬وتقديم بعض ّ‬
‫املثلية‪ ،‬وإجبار‬ ‫ّ‬ ‫مشروع قانون ّ‬
‫يجرم‬
‫ُ‬
‫ّأيـ ــام خـبــر مـنــع الـصـحــافـ ّـيــة الـكــويـتـ ّـيــة‬
‫ال ــداع ـم ــة لـلـصـهـيــونـ ّـيــة ف ـجــر الـسـعـيــد‬
‫اللبنانية بسبب‬ ‫ّ‬ ‫مــن دخ ــول األراضـ ّــي‬
‫قافلة الرحيل والشهداء طويلة‬
‫اإلعالم اللبناني واصل «التخبيص» والنفخ في نار الفتنة‬
‫ّ‬ ‫يوميًا‪ ،‬وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حلول موعد نشرات األخبار املسائية!‬ ‫سيما «املنار» و«امليادين»‬ ‫االت ـه ــام إل ــى «ح ــزب ال ـلــه» فــي قضية‬ ‫إحدى الحانات في جونية على إغالق‬ ‫مذكرة توقيف بحقها من األمــن العام‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العام‬ ‫ومع حلول موعد خطاب األمني‬ ‫أقل ‪ .NBN‬أما اإلعالم املهيمن‪،‬‬ ‫وبشكل ُ‬ ‫مقتل الياس الحصروني في عني إبل‪.‬‬ ‫أبوابها بسبب منشور على صفحتها‬ ‫إعالمية‬ ‫فهب كل ما هنالك من وسائل‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫السيد حسن نصرالله‬ ‫ّ‬ ‫لــ«حــزب الـلــه»‬ ‫فـتـخـ ّـبــط وأج ـب ــر عـلــى تـغـيـيــر لهجته‬ ‫بــال ـكــاد م ـ ّـر ي ــوم عـلــى ال ـحــادثــة حــتــى‬
‫ّ‬ ‫ع ـل ــى إنـ ـسـ ـتـ ـغ ــرام‪ ،‬وت ـ ـ ـ ـ ّـوج ب ـ ــ«نـ ــزول»‬ ‫ّ‬
‫وصفحات وبعض الجهات السياسية‬
‫األول بـعــد «ال ـط ــوف ــان»‪ ،‬رك ــب اإلع ــام‬ ‫ّ‬ ‫ت ـم ــاش ـي ــا مـ ــع الـ ـ ـ ـض ـ ـ ــرورات‪ .‬ال ـت ـح ـ ّـول‬ ‫اللبنانيني باتخاذه‬ ‫ّ‬ ‫فاجأ وزير اإلعالم‬ ‫ـرب» على مجموعة‬ ‫جماعة «جنود ال ـ ّ‬ ‫السـ ـتـ ـ ّنـ ـك ــار األم ـ ـ ـ ــر ب ـط ــري ـق ــة مـفـتـعـلــة‬
‫ّ‬
‫اللبناني مــوجــة الهستيريا العاملية‬ ‫ّ‬ ‫األه ـ ّـم ك ــان عـنــد «ال ـجــديــد»‪ ،‬فانقلبت‬ ‫ّ‬
‫قرارًا بإقفال القناة الرسمية الوحيدة‬ ‫مــن ال ـنــاس فــي حــانــة فــي م ــار مخايل‬ ‫«تعديًا‬ ‫ّ‬ ‫ومضخمة وخبيثة واعـتـبــاره‬ ‫ت ــرك ــه مـ ـق ـ ّـر «املـ ـ ــركـ ـ ـ ّ‬
‫ّ ً‬ ‫ـزي» ف ــي ال ـح ـم ــرا‪.‬‬
‫ل ـ ــإف ـ ــادة م ـن ـه ــا فـ ــي اسـ ـتـ ـع ــادة ش ــيء‬ ‫ـؤيــدة‬ ‫‪ 180‬درج ــة ونـ ّـص ـبــت نـفـسـهــا م ـ‬ ‫«ت ـل ـفــزيــون ل ـب ـنــان»‪ ،‬بـسـبــب ّ مشكالت‬ ‫بسبب ميولهم الجنسية‪ .‬وزاد الطني‬ ‫حر ّية الصحافة» و«حـ ّـر ّيــة الــرأي»‬ ‫على ّ‬ ‫املهيمنة‬
‫ّ‬
‫مــن زخـمــه‪ ،‬ففتحت قـنــوات ع ـ ّـدة البث‬ ‫ل ـل ـم ـقــاومــة ب ـع ــدم ــا ك ــان ــت تـهــاجـمـهــا‬
‫ّ‬
‫مالية ّوإضراب املوظفني لتأخر صرف‬ ‫ّ‬ ‫بــلــة دور اإلعـ ــام ال ــذي زرع انقسامًا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وربـطــه بــ«حــزب الـلــه‪ ،‬علمًا أنً السعيد‬ ‫ه ـك ــذا‪ ،‬اس ـت ـن ـفــرت ال ـق ـن ــوات ّ‬
‫ّ‬ ‫وب ــات ــت «ف ـج ــأة» تـخـشــى «ال ـتــدخــات‬
‫املـ ـب ــاش ــر مـ ــن الـ ـ ـح ـ ــدود مـ ــع فـلـسـطــن‬ ‫مـنــذ ب ــداي ــة ال ـع ــام‪ّ .‬أمـ ــا ‪ LBCI‬فباتت‬ ‫مستحقاتهم أشـهـرًا‪ .‬لكن ســرعــان ما‬ ‫ّ‬
‫جــديـدًا بــن الـنــاس على طريقة «فــرق‬ ‫منبوذة حتى في بلدها حكومة وشعبًا!‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جهدًا‬ ‫ال ـخــارجــيــة»‪ ،‬هــي ا ّل ـتــي لــم ت ــأل ّ‬
‫املـ ـحـ ـت ــل ــة ومـ ـخـ ـتـ ـل ــف أم ـ ــاك ـ ــن ن ـصــب‬ ‫ن ـ ـشـ ــرات أخ ـ ـبـ ــارهـ ــا ت ـع ـط ــي أولـ ـ ّ‬
‫ـويـ ــة‬ ‫تـ ّ ّـمــت حلحلة األم ــور‪ ،‬وأع ــادت القناة‬ ‫تسد»‪ ،‬حتى وصل هذا االنقسام إلى‬ ‫ُ‬ ‫بـحـلــول آب (أغ ـس ـطــس)‪ ،‬ب ــدأ الصخب‬
‫ّ‬ ‫ف ــي ال ـت ـس ــوي ــق لـ ـك ــل أنـ ـ ـ ــواع ال ـت ــدخ ــل‬
‫ال ـشــاشــات حـيــث احـتـشــد الـجـمــاهـيــر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ل ـل ـح ــدث امل ـس ـت ـج ـ ّـد‪ ،‬وخ ـص ــو ّص ــا مــع‬ ‫ب ــث ـه ــا‪ .‬ف ــي أواخ ـ ــر آب‪ ،‬خ ـســر اإلع ــام‬ ‫أبـنــاء الـحــزب الــواحــد! فــي الحصيلة‪،‬‬ ‫ي ـت ـخــذ م ـن ـح ـ ًـى أكـ ـث ــر ح ـ ـ ـ ّـدة‪ .‬إذ غــطــت‬ ‫الخارجي أو على األقــل املساهمة في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مجددًا‪ ،‬أطلت ‪ mtv‬برأسها‪ ،‬فهاجمت‬ ‫ت ــزاي ــد م ـج ــازر االح ـ ـتـ ــال‪ ،‬ل ـكــن ـهــا في‬ ‫ال ـل ـب ـنــانـ ّـي أحـ ــد أه ـ ـ ّـم أع ـم ــدت ــه بـعــدمــا‬ ‫الليبراليني موجة‬ ‫ركبت مجموعة من‬ ‫أح ــداث عــن الـحـلــوة الـشــاشــات مــع ما‬ ‫ذلـ ــك‪ ،‬بـ ــدءًا م ــن ال ــدع ــوة إل ــى «وصــايــة‬
‫ّ‬
‫نصرالله تحت حجج عشوائية وغير‬ ‫الــوقــت ذات ــه كــانــت ت ـحــاول إب ــراز لغة‬ ‫خـفــت مـكـ ّـبــر «ص ــوت ال ــذي ــن ال صــوت‬ ‫ـريــات‪ ،‬في مقابل مجموعة أخرى‬ ‫الـحـ ّ‬ ‫ت ـسـ ّـب ـبــت ب ــه م ــن ت ـب ـع ــات ع ـل ــى أه ــال ــي‬
‫ّ‬ ‫مقنعة‪ ،‬ووصلت ّ‬ ‫دول ـ ـيـ ــة» والـ ـتـ ـه ــوي ــل مـ ــن «إغ ـ ـضـ ــاب»‬
‫حد القول إن اإلدارة‬ ‫معارضة للمقاومة في لبنان وصلت‬ ‫ل ـهــم»‪ ،‬الـكــاتــب والـصـحــافـ ّـي والـنــاشــر‬ ‫من املنغلقني‪ .‬النتيجة كانت املزايدة‬ ‫املخيم وجــواره في صيدا‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولي»‬ ‫الواليات املتحدة و«املجتمع‬
‫«ردت بـ ـح ــزم» ع ـل ـيــه! في‬ ‫األم ـي ــرك ـ ّـي ــة ّ‬
‫منصات صواريخ‬ ‫حـ ّـد بـ ّـث تقرير عن ّ‬ ‫مؤسس‬ ‫طالل سلمان (‪ّ ،)2023 – 1938‬‬ ‫وتبادل االتـهــامــات‪ ،‬فيما الجميع في‬ ‫ّ‬
‫الـتـحــريــض عـلــى الفلسطينيني الــذي‬ ‫ً‬
‫وص ــوال إلــى عــدم انـتـخــاب رئـيــس «ال‬
‫املقابل‪ ،‬تعاملت القنوات األخ ــرى مع‬ ‫مزعومة للمقاومة بــن أشـجــار املــوز‪.‬‬ ‫جريدة «السفير» التي أصدرها طوال‬ ‫ّ‬
‫بحيرة الوحل ذاتها‪ ،‬واملتضرر األكبر‬ ‫ق ــام ب ــه ب ـعــض وس ــائ ــل اإلعـ ـ ــام‪ ،‬وهــي‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫يــوافــق عليه» األخـيــر‪ ،‬وحــتــى الدعوة‬
‫بحيادية‪ ،‬مع استثناء كان‬ ‫املــوضــوع‬ ‫غـ ـ ّـردت ‪ mtv‬أي ـضــا خ ــارج ال ـســرب في‬ ‫‪ 42‬عامًا وأخذت شعار «جريدة لبنان‬ ‫املثليون‪ ،‬إضافة إلى الشعب الذي ّ‬
‫تم‬ ‫ّ‬ ‫الــوســائــل ذات ـه ــا ال ـتــي كــانــت تـحـ ّـرض‬ ‫إل ــى التطبيع مــع ال ـعـ ّ‬
‫ـدو فــي عــالــم ما‬
‫ف ــي ن ـق ــل ‪ LBCI‬نـ ـك ــات ع ــن ال ـخ ـطــاب‬ ‫ب ــداي ــة األم ـ ـ ــر‪ ،‬ف ـ ًـراح ــت تـ ـح ـ ّـرض عـلــى‬ ‫ف ــي ال ــوط ــن ال ـعــربـ ّـي وج ــري ــدة الــوطــن‬ ‫إلهاؤه بانقسامات ال معنى لها فيما‬ ‫ع ـلــى ال ــاج ـئ ــن الـ ـس ــوري ــن‪ .‬ل ــم يــأخــذ‬ ‫قبل «طــوفــان األق ـصــى»! فــي السياق‪،‬‬
‫ّ‬
‫انتشرت على مواقع التواصل‪.‬‬ ‫منضمة إلــى بعض مطلقي‬ ‫ّ‬ ‫املقاومة‪،‬‬ ‫العربي في لبنان»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األزم ـ ــات املـعـيـشـ ّـيــة تـطــالــه بــالـجـمـلــة‪.‬‬ ‫مــن حـ ّـيــز هــذه األح ــداث ســوى الــذكــرى‬ ‫بـ ـ ــرزت «الـ ـج ــدي ــد» كـ ـم ــداف ــع ّأول عــن‬
‫ف ــي ت ـشــريــن ال ـثــانــي (ن ــوف ـم ـب ــر)‪ ،‬أط ــل‬ ‫شعار «لبنان ال يريد الحرب»‪ .‬كذلك‪،‬‬ ‫ولــوضــع ال ـكــرزة عـلــى قــالــب الـحـلــوى‪،‬‬ ‫الثالثة النفجار مرفأ بيروت ومــن ّ‬
‫ثم‬ ‫س ــام ــة‪ ،‬ووصـ ــل جـنــونـهــا ف ــي إح ــدى‬
‫رئـ ـي ــس م ـج ـل ــس إدارة ‪ mtv‬م ـي ـشــال‬ ‫أم ـع ـن ــت ف ــي ن ـق ــل أخـ ـب ــار ع ـل ــى ل ـســان‬ ‫املثلية‪ ،‬فأتت بحملة‬ ‫ّ‬ ‫ركبت ‪ mtv‬موجة‬ ‫«الربان الحكيم» (كما وصفته‬ ‫ّ‬ ‫خــروج‬ ‫ّ‬ ‫املقدمات ّ‬ ‫ّ‬
‫الفرنسية‬ ‫حد ربط القاضية‬
‫امل ـ ّـر عـلــى شــاشـتــه لـتــدشــن اسـتــوديــو‬ ‫العدو‪ ،‬ما ّأدى في نهاية املطاف‬ ‫ّ‬ ‫جيش‬ ‫بدا واضحًا تجاهل بعض القنوات‬ ‫إعــانـ ّـيــة مـثـيــرة لـلـجــدل تـحــت شـعــار‬ ‫ص ـح ـي ـفــة «ال ـ ـن ـ ـهـ ــار») ري ـ ــاض ســامــة‬ ‫بـ ــ«الـ ـع ــون ــي ــن» وم ـه ــاج ـم ـت ـه ــم م ـعــا!‬ ‫ّ‬
‫األخبار الجديد الذي ترافق مع حملة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫إلى تالسن بني بعض شبان املقاومة‬ ‫لما ّيحصل في الجنوب وأخبار‬ ‫«الحب مش جريمة حملة إلغاء ّ‬
‫املادة‬ ‫ّ‬ ‫مهامه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الباهت من الحمرا ّبعد انتهاء‬ ‫واع ـت ـم ــدت «ال ـج ــدي ــد» و‪ mtv‬و‪LBCI‬‬
‫ّ‬ ‫و‪ NBN‬الـ ـس ـ ّ‬
‫إعالنية ضخمة‪ ،‬وتحاول القناة منذ‬
‫ّ‬
‫حينه ّالـظـهــور ب ـصــورة املــوضــوعــيــة‪،‬‬
‫وم ــراسـ ـل ــة الـ ـقـ ـن ــاة ج ــوي ــس ع ـق ـي ـقــي‪،‬‬
‫وانقسمت اآلراء بــن مـعــارض للقناة‬
‫عمليات المقاومة‬ ‫‪ 534‬من قانون العقوبات»‪ ،‬سرعان ما‬
‫ّ‬
‫املثلية‪.‬‬ ‫عـ ّـرضـتـهــا لـهـجــوم مـعــارضــي‬
‫مـ ّحــاطــا بـمـشـهــد «زفـ ـ ــة»‪ .‬ف ــي الـسـيــاق‪،‬‬
‫ب ــث ــت ‪ LBCI‬تـ ـق ــاري ــر مـ ــن إعـ ـ ـ ــداد لـيــا‬
‫ـردي ــة الـ ـت ــي ت ـس ــل ــح بـهــا‬
‫معتبرة الخطوة غير‬
‫ً‬
‫محامو سالمة‪،‬‬
‫رغ ــم أن ـه ــا ل ــم ت ـب ـ ّـدل ج ـلــدت ـهــا‪ .‬وفـيـمــا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً ّ‬
‫لحر ّية اإلعالم‪ .‬لكن استهداف‬ ‫ومؤيد ّ‬ ‫ّ‬ ‫فما كان من القناة إل أن ّبررت حملتها‬ ‫فـ ّـيــاض عـلــى ّأي ــام ع ـ ّـدة‪ ،‬تـنــاولــت فيها‬ ‫قــا ّنــونـ ّـيــة ومـسـتـسـهـلــة ات ـه ــام فرنسا‬
‫كــانــت اإلع ــام ـ ّـيــة الـلـبـنــانـ ّـيــة ف ــي قـنــاة‬ ‫دبابة تابعة لالحتالل فريقًا صحافيًاّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أت ــى أي ـلــول (سـبـتـمـبــر) بــالـنـسـبــة إلــى‬ ‫بـ«كالم قداسة البابا فرنسيس» بأن‬ ‫وتضمن‬ ‫والية سالمة من منظور ّبرأه‬ ‫بــأنـهــا تــرغــب فــي فــرض وصــايــة على‬
‫«الـعــربـ ّـيــة» الـسـعـ ّ‬ ‫ّ‬
‫ـوديــة لـيــال االختيار‬ ‫ّ‬
‫ما أدى إلى استشهاد املصور عصام‬ ‫املـشـهــد اإلع ــام ـ ّـي الـلـبـنــانـ ّـي أه ــدأ من‬ ‫«املثلية خطيئة وليست جريمة»‪ ،‬ما‬ ‫ّ‬ ‫سياسية ضـ ّـد جـهــات معينة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫رســائــل‬ ‫لبنان‪ .‬في املقابل‪ ،‬كانت ‪ OTV‬تحتفل‬
‫ّ‬
‫م ـن ـش ـغ ـلــة ب ــوقـ ـف ــة ت ـض ــام ـن ــي ــة مـعـهــا‬ ‫عـبــدالـلــه وإصــابــة صـحــافـ ّـيــن آخــريــن‬ ‫ال ـش ـه ــر الـ ـ ــذي س ـب ـق ــه‪ ،‬ق ـب ــل أن ي ـعــود‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عـ ّـرض ـهــا لـهـجــوم م ــؤي ــدي ال ـ َح ــري ــات‪،‬‬ ‫وكذلك فعلت «الجديد» من حيث تبرئة‬ ‫ّ‬
‫باالستجواب واملذكرة‪.‬‬
‫شعبي واســع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بعد تعرضها لهجوم ّ َ‬ ‫منهم كارمن جوخدار وإيلي براخيا‬
‫ّ‬
‫ويضج في أواخره مع االحتفال الذي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وخسرت بذلك تأييد كال الطرفني‪.‬‬
‫ّ‬
‫سالمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ف ــي أواخـ ـ ــر ال ـش ـهــر ن ـف ـســه‪ ،‬بـ ــرز خبر‬
‫بسبب استضافتها متحدثني باسم‬
‫الـ ـع ـ ّ‬
‫وك ــري ـس ـت ـي ـن ــا عـ ــاصـ ــي‪ ،‬ش ــك ــل نـقـطــة‬ ‫نظمته السفارة السعودية في بيروت‬ ‫حادثة ّ‬ ‫ك ــل ه ــذا ول ــم ت ـكــن «س ـن ــة» آب إل في‬ ‫منع إح ــدى الـسـ ّـيــدات مــن الـنــزول إلى‬
‫ـدو ونـعـتـهـمــا بـ ــ«أسـ ـت ــاذ»‪ ،‬كــانــت‬ ‫تـ ـح ـ ّـول ملـ ــدة وج ـ ـيـ ــزة‪ ،‬ف ــأخ ــذ اإلعـ ــام‬ ‫الوطني السعودي‪ّ،‬‬ ‫ّ‬ ‫في مناسبة العيد‬ ‫الكحالة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ب ــداي ــات ـه ــا‪ .‬ف ــي يـ ــوم م ــن األي ـ ـ ـ ــام‪ ،‬ق ــرر‬ ‫شاطئ صيدا بسبب ارتدائها املايوه‪،‬‬
‫قـ ّـوات االحتالل الصهيوني تستهدف‬ ‫ّ‬ ‫ـرمـتــه األم ــور عـلــى محمل‬ ‫الـلـبـنــانـ ّـي بـ ّ‬ ‫فطغت عند القنوات الثالث املهيمنة‬ ‫فــي «س ـنــة» آب أي ـضــا‪ ،‬وق ـعــت حــادثــة‬ ‫وزيـ ــر ال ـث ـقــافــة ف ــي ح ـكــومــة تـصــريــف‬ ‫فاستغلته القنوات املهيمنة لتأجيج‬
‫ّ‬
‫فــريــق «امل ـي ــادي ــن» املــراس ـلــة ف ــرح عمر‬ ‫الـ ـج ـ ّـد ف ــي ح ـي ـنــه‪ ،‬وخ ـف ــت صـ ــوت «ال‬ ‫ّ‬
‫تلفزيوني‬ ‫تسويقية على نقل‬ ‫ّ‬ ‫لهجة‬ ‫ال ـك ـ ّـح ــال ــة‪ ،‬وك ــان ــت م ـنــاس ـبــة ج ــدي ــدة‬ ‫األع ـم ــال مـحـ ّـمــد وس ــام املــرت ـضــى‪ ،‬من‬ ‫الطائفي من جديد‪ .‬وصودف‬ ‫ّ‬ ‫االنقسام‬
‫وامل ـص ـ ّـور ربـيــع مـعـمــاري ومرافقهما‬ ‫ّ ّ‬
‫لـ ـلـ ـح ــرب» إعـ ــامـ ـ ّـيـ ــا‪ .‬إل أن امل ـش ـهــد‬ ‫م ـ ـبـ ــاشـ ــر م ـ ـ ــن املـ ـ ـفـ ـ ـت ـ ــرض أن يـ ـك ــون‬
‫ّ‬
‫ل ــإع ــام امل ـه ـي ـمــن ك ــي ي ـب ــث سـمــومــه‬ ‫تلقاء نفسه‪ ،‬تسطير كتاب إلى وزارة‬ ‫أن تسعير الحملة حول املوضوع كان‬
‫ّ‬
‫ً‬
‫ح ـســن ع ـق ـيــل‪ .‬اس ـت ـش ـهــد ال ـثــاثــة في‬ ‫امل ـس ـت ـجـ ّـد ل ــم يـ ــدم ط ــوي ــا ع ـنــد ‪،mtv‬‬ ‫وديناميكيًا‪ .‬واستخدمت‬ ‫ّ‬ ‫موضوعيًا‬ ‫ال ـط ــائ ـف ـ ّـي ــة‪ .‬أسـ ــاسـ ــا‪ ،‬ت ـج ـم ـهــر بـعــض‬ ‫ال ــداخـ ـل ـ ّـي ــة واألمـ ـ ـ ــن ال ـ ـعـ ــام وال ـن ـي ــاب ــة‬ ‫ف ــي الـ ـي ــوم ن ـف ـســه م ــن ت ـن ـف ـيــذ «ح ــزب‬
‫عـيــد االس ـت ـقــال الـلـبـنــانـ ّـي‪ ،‬وتـحـ ّـولــوا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫«ال ـجــديــد» م ـفــردات شـعــريــة وســوقــت‬ ‫أهــالــي الـكـ ّـحــالــة ح ــول الـشــاحـنــة التي‬ ‫فيلم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـاورة ع ـس ـكـ ّ‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫فعادت لتحاول بث الهلع في النفوس‬ ‫ال ـعــامــة الـتـمـيـيــزيــة‪ ،‬ملـنــع ع ــرض ّ‬ ‫ـريــة ف ــي عــرمـتــى‬ ‫ال ـل ــه» مـ ـن ـ‬
‫إلى الحدث واعتبروا أبطاال‪.‬‬ ‫عبر نشر تصريحات ملسؤولني لدى‬ ‫ملستوى «التنظيم» في اليوم التالي‪،‬‬ ‫ان ــزل ـق ــت ه ـن ــاك وب ـق ـي ــت ملـ ـ ـ ّـدة طــويـلــة‬ ‫«ب ــارب ــي» فــي ال ـص ــاالت بــدعــوى «أن ــه‬ ‫عـلــى م ــرأى صـحــافــيــن ح ــول الـعــالــم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خسر ّاإلعالم‬
‫ّ‬
‫وفــي كــانــون األول (ديسمبر) ‪،2023‬‬ ‫ـدو واإلدارة األم ـيــركـ ّـيــة ي ـه ـ ّـددون‬ ‫ال ـع ـ ّ‬ ‫وكـ ـ ــانـ ـ ــت خ ـ ــرج ـ ــت إلـ ـ ـ ــى ال ـ ـ ـضـ ـ ــوء فــي‬ ‫قـبــل أن يـعـتــرض عليها أح ــد‪ ،‬بسبب‬ ‫ـروج ألنـمــاط اجتماعية تتنافى مع‬ ‫يـ ّ‬
‫حجة تستخدمها‬ ‫مــا أعطى القنوات ّ‬
‫أحد‪ .‬هكذا‪ ،‬رفعت ًهذه القنوات سقف‬ ‫طليقها في طرابلس‪ ،‬فشغلت املشهد‬ ‫ـدم ــران ال ـل ــذان ضــربــا منطقة شــرق‬ ‫امل ـ ّ‬ ‫اللبناني أحد‬
‫ّ‬
‫اس ـت ـمـ ّـر نـقــل ال ـجــرائــم الـصـهـيــونـ ّـيــة‪،‬‬ ‫املزايدة على‬ ‫ّ‬ ‫ح ـي ـنــه أخـ ـب ــار تــوق ـيــع ال ـق ـن ــاة ع ـقــودًا‬
‫ّ‬
‫خـبــر نـشــرتــه ‪ mtv‬ح ــول أن الشاحنة‬ ‫انقسم‬ ‫الدين والقيم» بحسب الوزير‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نزار نمر‬ ‫أهم أعمدته‬
‫فيها ّلبنان‪ ،‬ووصلت ّحد ّ ً‬ ‫ّ‬ ‫فــي تـحــريـضـهــا الـطــائـفــي‪ ،‬وال سيما‬ ‫منطقية‬ ‫التحدي‪ ،‬مستخدمة تبريرات‬ ‫ـاف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلع ــام ــي الـلـبـنــانــي‪ ،‬قـبــل أن تـضـ ّ‬ ‫املتوسط‪ ،‬فأتيا مع الهزات االرتدادية‬ ‫الكاتب‬
‫مـ ــع ف ـض ــح األك ـ ــاذي ـ ــب ال ـص ـه ـيــونـ ّـيــة‬ ‫متوجهة إليه‬ ‫املتحدث باسم الـعــدو‪،‬‬ ‫وخليجية‬‫ّ‬ ‫عربية‬ ‫ّ‬ ‫إنتاجية مع قنوات‬ ‫ّ‬ ‫مهد إلطالق النار‬ ‫تابعة للمقاومة‪ ،‬ما ّ‬ ‫اإلع ــام مــن جــديــد‪ ،‬بــن جماعة «حــق‬ ‫‪ mtv‬و‪ LBCI‬الـلـتــن ربـطـتــا مــوضــوع‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ألزمـ ـ ــة م ـف ـتــع ـلــة ت ـح ـمــل ف ــي طــيــات ـهــا‬ ‫إليها الجريمة البشعة في املنية بحق‬ ‫بدمار هائل على سوريا وتركيا وراح‬
‫ّ‬
‫ق ـبــل ال ـغ ــوص ف ــي ك ــل األحـ ـ ــداث الـتــي‬
‫ّ‬
‫والصحافي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ح ــت ــى ع ـل ــى ‪ mtv‬و‪ .LBCI‬ل ـك ــن مــع‬ ‫بــأل «دولــة» في لبنان‪ ،‬ونقلت أخبارًا‬
‫ّ‬
‫وتـجــديــدهــا لشراكتها مــع «دويـتـشــه‬
‫ّ‬
‫ال ـ ــذي أودى ب ـك ــل م ــن ف ـ ــادي بــجــانــي‬ ‫يراد به باطل» التي ربطت األمر‪ ،‬على‬ ‫باملقاومة‪ .‬مـجـ ّـددًا‪ ،‬استخدمت‬ ‫ّ‬ ‫صيدا‬ ‫تـطـيـيـفــا م ـق ـي ـتــا‪ ،‬ووض ـع ــت الـتــوقـيــت‬ ‫الطفلة لني طالب‪ .‬وتجاهلت القنوات‬ ‫ضحيتهما امل ـئــات‪ ،‬إضــافــة إلــى دمــار‬ ‫ّ‬ ‫طبعت عــام ‪ ،2023‬تجدر اإل ّشــارة إلى‬ ‫والناشر طالل‬
‫تشكيل‬ ‫إع ــان حــركــة «ح ـم ــاس» عــن‬ ‫عن جيش العدو بما فيها خبر مفاده‬ ‫العدو ً‪.‬‬ ‫األملانية الداعمة لكيان‬ ‫ّ‬ ‫فيله»‬ ‫قصاص‪ .‬هكذا‪ ،‬واكبت القناة‬ ‫وأحمد ّ‬ ‫طريقتها املعتادة‪ ،‬باملقاومة‪ ،‬وأخرى‬ ‫ّ‬ ‫الخبر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سلمان‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قاعدة «حق يراد به باطل»‪ ،‬فاعتبرت‬ ‫على الشاشة بخط كبير مع استخدام‬ ‫أليــام رغم هذا اللغز واملطالبة‬ ‫جزئي في دول محيطة بما فيها لبنان‬ ‫أن هــذا الـعــام كــان ظاملًا بحق الجسم‬
‫«طـ ــائـ ــع طـ ــوفـ ــان األقـ ـ ـص ـ ــى»‪ ،‬شــنــت‬ ‫كــذلــك نـ ّـصـبــت الـقـنــاة نفسها مــدافـعــة‬ ‫ـؤي ـ ــدة ل ــأخـ ـي ــرة ّ‬ ‫مـ ـ ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫أل معلومات عــن قصف «املستشفى‬ ‫املـتـجـمـهــريــن‪ ،‬م ــع ب ــث أخ ـب ــار عاجلة‬
‫قو ّ‬ ‫فتنوية واستضافة مسؤولني ّ‬ ‫ّ‬
‫«أي ـ ـ ـ ـ ــدت ع ـق ـل ـهــا»‬ ‫ّ‬ ‫‪ mtv‬أل دول ــة بــل «دوي ــات» يحكمها‬ ‫عـ ـ ـب ـ ــارات مـ ـث ــل «املـ ـجـ ـتـ ـم ــع ال ـ ــدول ـ ـ ّـي»‬ ‫الـشـعـبـ ّـيــة بـمـعــرفــة حقيقة مــا حصل‪.‬‬ ‫وفلسطني والعراق وقبرص وأرمينيا‬ ‫ال ـص ـحــافــي واإلع ـ ــام ـ ــي‪ .‬م ـنــذ شـهــره‬
‫غالبية القنوات هجمة غير مسبوقة‬ ‫امل ـ ـع ـ ـمـ ــدانـ ــي» ف ـي ـم ــا كـ ــانـ ــت امل ـش ــاه ــد‬ ‫عـ ــن رئـ ـي ــس م ـج ـل ــس إدارة «طـ ـي ــران‬ ‫اتيني‬ ‫بالسخافات وشنت حملة على الفيلم‬ ‫«املـ ـ ـتـ ـ ـش ـ ــددون»‪ ،‬ف ـي ـمــا ربـ ـط ــت ‪LBCI‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و«الـ ـع ــومل ــة»‪ .‬الـنـتـيـجــة كـ ــان تضييع‬ ‫جــري ـمــة أخ ـ ــرى مـ ــأت ال ـش ــاش ــات في‬ ‫تصدر نشرات األخبار‬ ‫وإيران‪ .‬الحدث‬ ‫إعالميات‬ ‫األول خطف إحــدى أواخ ــر‬
‫عـلــى الـحــركــة وق ــارن ــت األم ــر بـ«فتح‬
‫ّ‬ ‫املأساوية تمأل الشاشات!‬ ‫ال ـشــرق األوسـ ــط» مـحـ ّـمــد ال ـحــوت في‬ ‫وك ـت ــائ ـب ــي ــن ل ـل ـت ـح ــري ــض‪ ،‬وصـ ـ ــورت‬ ‫وكــأنــه أكـبــر مـصــا ّئــب الـبـلــد‪ .‬فــي هــذه‬ ‫ع ـبــارة «سـنـمـنــع» الـتــي قــالـهــا الشيخ‬ ‫الناس وإلهائهم بأمور ال معنى لها‬ ‫‪ ،2023‬كانت تعنيف أطفال في إحدى‬ ‫ّ‬
‫والبث املباشر على القنوات اللبنانية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ال ـع ـصــر ال ــذه ـب ـ ّـي ل ــإع ــام ال ـل ـب ـنــانـ ّـي‬
‫النــد» حتى بعد تراجع الحركة عنه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ك ــذل ــك‪ ،‬ب ـ ــدا واضـ ـح ــا ت ـج ــاه ــل بـعــض‬ ‫قضية تلزيم مطاعم املطار‪.‬‬ ‫افتتح‬
‫ال ـس ــاح امل ــوج ــود ف ــي الـشــاحـنــة على‬ ‫ال ـف ـتــرة‪ ،‬زاد الـتـشــنــج واالنـ ـغ ــاق إلــى‬ ‫ح ـ ـسـ ــام الـ ـعـ ـي ــان ــي ف ـ ــي إشـ ـ ـ ـ ــارة إل ــى‬ ‫وتقسيمهم في مشهد ال يحدث إل في‬ ‫الحضانات فــي جـ َـديــدة املــن على يد‬ ‫وك ـم ــا ه ــي الـ ـح ــال ف ــي ل ـب ـنــان ف ــي كــل‬ ‫صــونـيــا بـيــروتــي‪ ،‬قـبــل أن يكمل على‬
‫وتــوضـيــح الــل ـغــط‪ ،‬فـيـمــا ت ــم تجاهل‬ ‫ال ـ ـق ـ ـنـ ــوات ملـ ــا ي ـح ـص ــل فـ ــي ال ـج ـن ــوب‬ ‫عصام‬ ‫ّطــريــق دولـ ّـيــة ومـعــروفــة وجهته على‬ ‫ـريــة‪ ،‬ووص ـ ــل حـ ّـد‬ ‫م ـس ـتــويــات ه ـس ـت ـيـ ّ‬
‫مــابــس السباحة‪ ،‬بـعـبــارة «سنعبر»‬ ‫لبنان!‬
‫ّ‬
‫مربية‪ .‬فــوق ذلــك كله‪ُ ،‬عثر على طفلة‬ ‫ّ‬ ‫أزمة‪ ،‬خرجت مجموعة من «الخبراء»‬ ‫«صـ ــوت ال ــذي ــن ال ص ــوت ل ـه ــم» طــال‬
‫اس ـت ـهــداف مــركــز للجيش الـلـبـنــانـ ّـي‬ ‫الـلـبـنــانـ ّـي‪ ،‬وإذا م ــا ت ـ ّـم نـقـلــه ال ُيــرفــق‬ ‫«طوفان» جارف‬ ‫املدنيني‪ ،‬فيما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫عبدالله‬ ‫صورت‬ ‫إلى‬
‫أنــه موجه ُ‬ ‫الـقـبــض عـلــى ال ـكــوم ـيــدي ن ــور حــجــار‬ ‫ّ‬
‫التنفيذي‬ ‫التي قالها رئيس املجلس‬ ‫ان ـق ـســام آخ ــر فــي ‪ 2023‬كــانــت بطلته‬ ‫مرمية في كيس للقمامة في طرابلس‬ ‫ّ‬ ‫و«امل ـت ـخـ ّـص ـصــن» لــرمــي تحليالتهم‬ ‫سـلـمــان‪ ،‬والـصـحــافـ ّـي ال ـيــاس الـ َّـديــري‬
‫مــا أوق ــع الــرقـيــب عبد الـكــريــم ا ُملـقــداد‬ ‫بــأخ ـبــار عـمـلـ ّـيــات امل ـقــاومــة‪ ،‬وت ـصـ ّـور‬ ‫وأخـ ـيـ ـرًا‪ ،‬أف ــاق الـلـبـنــانـ ّـيــون ص ـبــاح ‪7‬‬ ‫قائمة‬ ‫السالح الذي أطلق من الجانب املقابل‬ ‫ّ‬ ‫ـدي عـ ـم ــره ‪5‬‬ ‫ب ـس ـبــب اس ـك ـت ــش ك ــومـ ـي ـ ّ‬
‫فــي «ح ــزب ال ـلــه» هــاشــم صـفـ ّـي الــديــن‬ ‫بعض القنوات‪ ،‬تمحور حول اللجوء‬ ‫بسبب ج ـ ّـر كـلــب ش ــارد للكيس الــذي‬ ‫الـ ـعـ ـش ــوائ ـ ّـي ــة مـ ــن دون ضـ ــوابـ ــط وال‬ ‫(زيـ ــان) والـصـحــافـيــة جـيــزيــل خ ــوري‪.‬‬ ‫ّ‬
‫شهداء‬
‫ش ـه ـي ـدًا‪ .‬وفـ ــي ال ـش ـه ــر ن ـف ـس ــه‪ ،‬أع ـل ــن‬ ‫اللبناني على‬ ‫ّ‬ ‫ّالخسائر على الجانب‬ ‫تـشــريــن ّ‬
‫األول (أك ـتــوبــر)‪ ،‬كـمــا الـعــالــم‪،‬‬ ‫على أنــه «دف ــاع عــن الـنـفــس»‪ .‬وقـ ّـدمــت‬ ‫ّ‬
‫س ـنــوات‪ ،‬وسـحــب وزي ــر الـتــربــيــة أحــد‬ ‫ً‬
‫ف ــي إشـ ــارة إل ــى فـلـسـطــن‪ ،‬ق ــاف ــزة إلــى‬ ‫ال ـســوري وتــداعـيــاتــه عـلــى لـ ّبـنــان‪ .‬من‬ ‫كانت فيه‪ ،‬وبعد ذلــك بيوم ُعثر على‬ ‫الـ ـت ــأك ــد م ــن ص ـ ّـح ــة م ـع ـلــومــات ـهــم مــن‬
‫ّ‬
‫كأن كل ذلك لم يكن كافيًا‪ ،‬أتى العدوان‬
‫ّ ّ‬
‫ع ــن إقـ ـف ــال م ـن ـ ّـص ــة «صـ ـ ــوت ب ـي ــروت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلجرام ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أنها أضعاف تلك في األراضي املحتلة‬ ‫عملية «طــوفــان األق ـصــى» التي‬ ‫عـلــى‬ ‫الصهيوني‬ ‫القناة إلى جانب «الجديد» معلومات‬ ‫املدرسية بسبب رسمة لقوس‬ ‫الكتب‬ ‫خليجية راحت تمدح‬
‫ّ‬
‫املقارنة مع دول‬
‫ّ‬ ‫جــديــد‪ ،‬اعــتـمــدت قــاعــدة «حــق ّيــراد به‬ ‫طـفــلــن مــرمـ ّـيــن فــي كــرتــونــة فــي نهر‬ ‫مــراجــع عـلـمـ ّـيــة مـخـتـ ّـصــة‪ ،‬فـيـمــا وجــد‬ ‫ال ـص ـه ـي ــون ـ ّـي اإلج ـ ــرام ـ ـ ّـي لـيـسـتـهــدف‬
‫إنـ ـ ـت ـ ــرن ـ ــاش ـ ــون ـ ــال» الـ ـت ــابـ ـع ــة ل ـب ـه ــاء‬ ‫في لبنان‬ ‫لبنان التعلم منها‪.‬‬ ‫على‬ ‫بها وتقول إن‬ ‫ب ــاط ــل»‪ .‬فــانـتـقــاد الـلـجــوء ح ــق إذا ما‬ ‫إب ــراهـ ـي ــم‪ .‬أم ـ ــام هـ ــذا امل ـش ـه ــد‪ ،‬ارتـ ــأت‬ ‫ّ‬
‫اإلخبارية‬ ‫عدد من الصحف واملواقع‬ ‫صحافيني ال يقومون سوى بمهنتهم‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫الحريري بسبب خالفات بني األخير‬ ‫خ ــر ّأي ــار أيـضــا‪ ،‬أعلنت بيروت‬ ‫فــي أوا ً‬ ‫علمية حول الضغط‬ ‫ّ‬ ‫اقترن بإثباتات‬ ‫ّ‬
‫توعوية في‬ ‫القنوات أن تقيم حمالت‬ ‫ال ـ ـفـ ــرصـ ــة س ــانـ ـح ــة ل ـت ــوت ـي ــر الـ ـن ــاس‬ ‫فأضيف إلــى قافلة شهداء الصحافة‬
‫وم ـس ـت ـش ــاره ال ـس ــاب ــق ج ـي ــري مــاهــر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫العربي»‪ ،‬فاحتفلت‬ ‫ّ‬ ‫«عاصمة لإلعالم‬ ‫الذي يشكله عدد معي من الالجئني‪،‬‬ ‫نشرات أخبارها‪ ،‬باإلضافة إلى تناول‬ ‫وب ـ ــث ال ــرع ــب ف ــي ن ـفــوس ـهــم م ــن أجــل‬ ‫ك ــل مــن امل ـصـ ّـور فــي وكــالــة «روي ـتــرز»‬
‫اللبنانية‬ ‫املمنوع من دخول األراضي‬ ‫وزارة اإلعـ ـ ـ ــام مـ ــع وسـ ــائـ ــل اإلع ـ ــام‬ ‫ّأيــا كانت هويتهم أو انتماءهم‪ ،‬على‬ ‫ّ‬ ‫ال ـجــرائــم وس ـبــل حـمــايــة األط ـف ــال في‬ ‫ّ‬
‫الـ«رايتينغ»‪ ،‬عبر نشر أخبار تخوف‬ ‫ع ـصــام عـبــدالـلــه‪ ،‬واملــراس ـلــة فــي قناة‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ب ـس ـبــب ات ـه ــام ــه بــال ـت ـط ـب ـيــع‪ ،‬لـتـكــون‬ ‫اللبنانية باإلعالن تحت شعار «هنا‬ ‫ّ‬ ‫مثال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلعالمية اململوكة‬ ‫ّ‬ ‫خاتمة الوسائل‬ ‫املضيف ّ‬ ‫ّ‬
‫التحتية في البلد‬ ‫البنى‬
‫ّ‬
‫واالجتماعية التي‬ ‫السياسية‬ ‫البرامج‬ ‫من تسونامي وزالزل جديدة محتملة‪،‬‬ ‫ومصورها ربيع‬ ‫«امليادين» فرح عمر‬
‫ب ـي ــروت»‪ ،‬وه ــو شـعــار ال ي ــزال ظــاهـرًا‬
‫ّ‬ ‫لـكــن الـقـنــوات املهيمنة صــورتــه كأنه‬ ‫تعرضها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫طبيعي‬ ‫بشكل‬
‫ّ‬ ‫وأخرى لزالزل تحصل‬ ‫مـ ـعـ ـم ــاري‪ ،‬م ـن ـض ـ ّـم ــن إل ـ ــى أكـ ـث ــر مــن‬
‫آلل الحريري‪.‬‬ ‫عـلــى شــاشــة «تـلـفــزيــون لـبـنــان» حتى‬ ‫املصيبة الوحيدة فــي البلد‪ ،‬وأقامت‬ ‫ويومي حول العالم على أنها إشارة‬ ‫ّ‬ ‫مئة صـحــافـ ّـي راح ــوا شـهــداء اإلج ــرام‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وأبــى ‪ 2023‬إل أن ينتهي بالصخب‬ ‫اليوم‪ .‬واعتبرت كل الوسائل اإلعالن‬ ‫أليام في ّأيار (مايو)‪ .‬ومرة‬ ‫حملة عليه ّ‬ ‫«الساعة» خربت البلد‬ ‫حول «تكاثر» الزالزل‪.‬‬ ‫الصهيوني في غزة‪.‬‬‫ّ‬
‫الذي اشتهر به‪ .‬فكان التمديد لوالية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إن ـجــازًا لـهــا كــونـهــا «ج ــزءًا ًال يـتـجــزأ»‬ ‫أخ ـ ــرى‪ ،‬أطـ ــل مــارس ـيــل غــانــم (‪)MTV‬‬ ‫وفــي أواخ ــر آذار‪ ،‬اندلعت أزم ــة مــن ال‬ ‫وفـ ــي أواخـ ـ ــر ال ـش ـهــر ن ـف ـســه‪ ،‬ت ـعـ ّـرض‬ ‫ب ـ ـ ــدأ ‪ 2023‬ب ـ ـه ـ ــدوء عـ ـل ــى ال ـط ــري ـق ــة‬
‫قــائــد الـجـيــش الـعـمــاد جــوزيــف عــون‬ ‫اللبناني‪ ،‬مغتنمة الفرصة‬ ‫ّ‬ ‫من اإلعالم‬ ‫بــرأســه‪ ،‬الــذي ألقى خطابًا هاجم فيه‬ ‫أجـجـهــا اإلع ــام الـلـبـنــانـ ّـي عبر‬ ‫ش ــيء ّ‬ ‫خـ ــادم ف ــي مـبـنــى «ال ــوك ــال ــة الــوطـنـ ّـيــة‬ ‫ال ـل ـب ـنــانـ ّـيــة‪ ،‬ف ـك ــان أق ـص ــى م ــا تعطيه‬
‫الــذي تعامل معه اإلعــام مثلما كان‬ ‫لـتـلـمـيــع صـفـحـتـهــا و«تـ ـج ــدي ــد ث ـقــة»‬ ‫القاضية غادة عون‪ ،‬ليهاجم هذه املرة‬ ‫إس ـبــاغ ـهــا بــان ـق ـســام ط ــائ ـف ـ ّـي كـ ــاد أن‬ ‫لإلعالم» للسرقة وعليه ثالثة ماليني‬ ‫ب ـع ــض الـ ـقـ ـن ــوات أهـ ـم ـ ّـي ــة هـ ــو مـبـيــت‬
‫يتعامل مع التمديد لرياض سالمة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫متابعيها‪ .‬صحيح أن بيروت ال تزال‬ ‫وعنصرية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فوقية‬ ‫الالجئني بطريقة‬ ‫ي ـ ــودي بــال ـب ـلــد إلـ ــى ح ــال ــة ه ــو بغنى‬ ‫صورة تعود إلى تأسيس الوكالة عام‬ ‫ب ـع ــض ال ـ ـنـ ـ ّـواب ف ــي م ـج ـلــس الـ ـن ـ ّـواب‬
‫فــانـبــرت ‪ mtv‬و«الـجــديــد» فــي تلميع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أفـضــل مــن غيرها مــن ال ــدول العربية‬ ‫وارتـ ــأت قـنــاتــه الـهـجــوم عـلــى ســوريــا‬ ‫عنها‪ .‬في جلسة «دردشة» بني رئيس‬ ‫‪ .1961‬ورغم فداحة األمر بالنسبة إلى‬ ‫سيسرع‬ ‫اللبناني العتقادهم أن ذلــك‬
‫صـ ــورة ال ـق ــائ ــد‪ ،‬ف ــي م ـقــابــل الـهـجــوم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فــي مــا يتعلق بــالـحـ ّـر ّيــات اإلعــامـ ّـيــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فــي ع ــز االن ـف ـتــاح ال ـعــربـ ّ ّـي عـلـيـهــا‪ّ ،‬في‬ ‫مـجـلــس الـ ـن ـ ّـواب نـبـيــه بـ ـ ّـري ورئ ـيــس‬ ‫ّ‬
‫الصحافي‬ ‫اللبنانيني عمومًا والجسم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فــي انـتـخــاب رئـيــس للجمهورية‪ .‬في‬
‫الحر» ورئيسه‬ ‫الوطني‬ ‫«التيار‬ ‫على‬ ‫ّ‬ ‫بداية شباط (فبراير)‪ّ ،‬‬
‫لكن احتفال كل وسائل اإلعالم باألمر‬ ‫مـحــاولــة منها إلثـبــات أنـهــا لــم تتأثر‬ ‫حـ ـك ــوم ــة تـ ـص ــري ــف األعـ ـ ـم ـ ــال نـجـيــب‬ ‫خـ ـ ـ ـص ـ ـ ــوص ـ ـ ــا‪ ،‬ت ـ ـ ـعـ ـ ــاطـ ـ ــت الـ ـ ــوسـ ـ ــائـ ـ ــل‬ ‫روجــت ‪ mtv‬و‬
‫النائب جبران باسيل‪ .‬وأتــت أحــداث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫مفارقة مثيرة للسخرية‪ ،‬وخصوصًا‬ ‫اإليراني‪ ،‬وكذلك‬ ‫السعودي –‬ ‫باالتفاق‬ ‫م ـي ـق ــات ــي‪ ،‬ات ـ ـخـ ــذ الـ ـ ـق ـ ــرار‪ ،‬ب ـط ـلــب مــن‬ ‫اإلعالمية باستخفاف وال مباالة‪ ،‬هذا‬ ‫لوثائقي «حزب الله والتحقيق‬ ‫‪LBCI‬‬
‫محل ّية لتمأل الشاشات‪ ،‬بدءًا بفيضان‬ ‫ـام م ـثــل ‪ 2023‬مـلــيء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نـ ـه ــر بـ ـ ـي ـ ــروت بـ ـسـ ـب ــب ال ـ ـعـ ــواصـ ــف‪،‬‬ ‫ف ــي مـنـتـصــف ع ـ ـ ٍ‬ ‫ف ـع ـلــت ‪ LBCI‬ف ــي نـ ـش ــرات أخ ـب ــاره ــا‪.‬‬ ‫األول واستجابة من األخير‪ ،‬بتأجيل‬ ‫إن تناولته أســاســا‪ .‬مــر خبر السرقة‬ ‫قناة «فرانس‬ ‫ّ ّ‬ ‫عرضته‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫املمنوع»‬
‫مـ ــرورًا ب ــإح ــراق ش ـجــرة م ـيـ ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلعالمي!‬ ‫بـ«التخبيص»‬ ‫فــي املـقــابــل‪ ،‬وصــف بعض الصفحات‬ ‫م ــوعــد ت ـقــديــم ال ــوق ــت س ــاع ــة واحـ ــدة‪،‬‬ ‫م ــرور ال ـكــرام‪ ،‬فاكتفت الـقـنــوات بنقل‬ ‫الفرنسية أنه سيفضح‬ ‫‪ّ .»5‬ادعت القناة‬
‫ـاديــة في‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الـتــي تنعت نفسها بــ«املـسـتـقــلــة» ّكل‬ ‫ابتداء‬ ‫وقد اعتاد اللبنانيون أن يكون‬ ‫الجنائية بشكل عابر‪ ،‬من‬ ‫ّ‬ ‫التفاصيل‬ ‫َم ــن فـ ّـجــر مــرفــأ ب ـي ــروت ودور «ح ــزب‬
‫طرابلس‪ ،‬وصــوال إلى تعطل تلفريك‬ ‫تطبيع وهستيريا «باربي»‬ ‫َمـ ــن ي ـط ــال ــب بـ ـع ــودة ال ــاج ـئ ــن ب ــأن ــه‬ ‫م ــن مـنـتـصــف لـيــل آخ ــر ي ــوم أح ــد في‬ ‫ّ‬
‫أي لفتة إلــى مــاهــيــة املـســروقــات‬ ‫دون ّ‬ ‫املخدرات في‬ ‫ّ‬ ‫الله» املزعوم في تجارة‬
‫جــون ـيــة وإنـ ـق ــاذ ‪ 40‬شـخـصــا عـلـقــوا‬ ‫ّ‬
‫«تطبيعيًا»‬ ‫(يونيو) كان شهرًا‬ ‫حزيران‬ ‫«عنصري»‪ .‬النتيجة‪ :‬بقاء الالجئني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ش ـه ــر آذار‪ .‬ح ـ ّـج ــة ال ــرئ ـي ـ َـس ــن كــانــت‬ ‫ومحتوياتها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الوثائقي‬ ‫الالتينية‪ ،‬واستقى‬ ‫ّ‬ ‫أميركا‬
‫فيه‪ ،‬إضــافــة إلــى اغتيال «إســرائـيــل»‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مستشار ال ـحــرس ال ـث ـ ّ‬ ‫بــام ـت ـيــاز‪ ،‬دش ـن ـتــه ‪ LBCI‬بــاسـتـضــافــة‬ ‫واس ـ ـت ـ ـخـ ــدام ـ ـهـ ــم ورقـ ـ ـ ـ ــة فـ ـ ــي حـ ـ ــروب‬ ‫ضــان‪ ،‬علمًا أن‬ ‫شهر رمـ ّ‬ ‫الـصــوم خــال‬ ‫ع ــام ‪ 2023‬ك ــان ظــاملــا أيـضــا بالنسبة‬ ‫معلوماته من ال ــ‪ CIA‬ووزارة الخزانة‬
‫ـوري اإليــرانـ ّـي‬ ‫الصحافية ماريا معلوف التي تجاهر‬ ‫ّ‬ ‫سياسية‪ ،‬وانقسام انعكس في الشارع‬ ‫ّ‬ ‫الهجري ال يتأثر بالتوقيت‬ ‫ّ‬ ‫التوقيت‬ ‫إل ـ ــى ّالـ ـنـ ـس ــاء واألط ـ ـف ـ ــال فـ ــي ل ـب ـن ــان‪،‬‬
‫ً‬
‫و«مـ ـعـ ـه ــد واشـ ـنـ ـط ــن»‪ ،‬وأتـ ـ ــى ه ــزي ــا‬
‫الـعـمـيــد رض ــي مــوســوي فــي ســوريــا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بصهيونيتها ضمن برنامج «املجهول»‬ ‫ّ‬ ‫حوادث كما في الدورة ّوغيرها‪.‬‬ ‫ال ـش ـم ـسـ ّـي‪ .‬ل ـكــن ال ـق ـن ــوات‪ ،‬وال سـ ّـيـمــا‬ ‫فـتـكــشـفــت تـفــاصـيــل ج ــرائ ــم م ـت ـعـ ّـددة‬ ‫ـاق حـمـلــة ال ـت ــروي ــج ل ــه؛ ج ــل ما‬ ‫ل ــم يـ ـ ِ‬
‫بالرد‪ .‬هكذا إذًا‪ ،‬نكون‬ ‫وتوعد إيران‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫طالتهم‪ ،‬وكان الفتًا حصولها في ّ‬
‫ّ‬ ‫يقدمه اإلعــامــي رودول ــف هــال‪،‬‬ ‫ال ــذي ّ ً‬ ‫فــي ّأي ــار أي ـضــا‪ ،‬ب ــرز مـلــف اسـتـجــواب‬ ‫و‪ OTV‬وبـ ـشـ ـك ــل أقـ ــل‬ ‫‪ mtv‬و‪ّ LBCI‬‬ ‫مدة‬ ‫فعله كــان إع ــادة علك قـ ّـصــة «مـشــروع‬
‫قد اختتمنا عامًا صاخبًا وسوداويًا‪،‬‬ ‫ّ‬
‫م ـت ـحــديــة ف ــي ذل ــك ك ــل ال ـح ـمــات الـتــي‬ ‫ال ـق ــاض ـي ــة ال ـف ــرن ـس ـ ّـي ــة أود بـ ـ ــوروزي‬ ‫«ال ـج ــدي ــد»‪ً ،‬ضــخـمــت أمـ ـرًا ل ــم يكترث‬ ‫زمنية متقاربة‪ .‬شغلت هــذه الجرائم‬ ‫ّ‬ ‫كاسندرا» الذي أطلقته سابقًا «إدارة‬
‫ودخلنا عامًا جديدًا بالصخب نفسه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قــامــت ض ـ ّـد اسـتـضــافــةُ مـعـلــوف ودعــت‬ ‫لحاكم مصرف لبنان السابق رياض‬ ‫له أحد بداية‪ ،‬إذ اقتصرت االنتقادات‬ ‫الرأي العام وغطت أخبارها النشرات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مـكــافـحــة املـ ـخ ـ ّـدرات» الـتــابـعــة ل ــوزارة‬
‫السوداوية!‬ ‫تستمر‬ ‫على أمل أل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إلــى عــدم بــث الحلقة‪ .‬أعـطـيــت معلوف‬ ‫دولية‬ ‫سالمة وإصدار مذكرة توقيف‬ ‫ّ‬ ‫األول ـ ّـي ــة ع ـلــى امل ـصــاعــب الـتـقـنـ ّـيــة في‬ ‫فـيـمــا اس ـت ـم ـ ّـرت ظ ــاه ــرة ع ــدم اح ـتــرام‬ ‫األميركية‪.‬‬ ‫العدل‬
‫ّ ً‬ ‫َّ‬
‫املـجــال لتبرير نفسها وش ــرح «وجهة‬ ‫ب ـح ــق ــه‪ ،‬ولـ ــم ت ـكــن ق ــد ان ـت ـهــت والي ـتــه‬ ‫ع ــدم تغيير الـتــوقـيــت‪ ،‬وأعــاهــا ح ــدة‬ ‫الخصوصيات ونشر صـ َـور الجرائم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لـ ــم ي ـت ـس ــن ل ـل ـق ـن ــوات ال ـت ـع ـل ـيــق عـلــى‬
‫ّ‬
‫غدًا حصاد اإلعالم العربي والغربي‬ ‫نظرها» حول «االنفتاح» وعدم لحاقها‬ ‫بـعــد‪ ،‬أي إن الـقـنــوات املهيمنة كانت‬ ‫ل ــم ي ـت ـع ـ َّـد الـ ـح ـ ّـد ال ـس ـي ــاس ـ ّـي وش ـجــب‬ ‫وال سـ ّـي ـمــا ع ـلــى امل ــواق ــع اإلخ ـب ــاري ــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الوثائقي بعد عرضه‪ .‬في الليلة ذاتها‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ُ‬
‫والتكنولوجيا‬ ‫بــالــرأي السائد‪ ،‬في تبريرها للتطبيع‬ ‫ف ــي حـيـنــه م ـس ـت ـمــرة ف ــي ال ــدف ــاع عنه‬ ‫شخصني ق ــرارًا بحجم‬ ‫كيفية ات ـخــاذ‬ ‫البداية كانت مع الجريمة التي راحت‬ ‫ك ـس ــر الـ ـه ــدوء إل ــى غ ـيــر رج ـع ــة‪ .‬فجر‬
‫مــع ال ـعـ ّ‬ ‫ّ‬
‫ـدو‪ .‬وليكتمل املشهد‪ ،‬أتــى بعد‬ ‫ق ـبــل أن تـغـســل ي ــده ــا م ـنــه كــل ـيــا بعد‬ ‫بعشوائية ومن دون الرجوع إلى‬ ‫ّ‬ ‫بلد‬ ‫ض ـحـ ّـي ـت ـهــا م ـنــى ال ـح ـم ـصــي ع ـلــى يد‬ ‫ال ـس ــادس م ــن ش ـب ــاط‪ ،‬وق ــع ال ــزل ــزاالن‬
‫‪19‬‬ ‫ثقافة وناس‬
‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬ ‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬

‫ثقافة وناس‬ ‫‪18‬‬


‫حصاد الثقافة ‪2023‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المسرح شاهدًا على تحوالت المدينة‪ ...‬وفظاعة المحرقة‬ ‫من العراق إلى بيروت‪ ...‬الحروب تحتل مساحة اللوحة‬
‫والـ ـ ـك ـ ــومـ ـ ـي ـ ــدي‪ ،‬والـ ـ ـتـ ـ ـف ـ ــاعـ ـ ـل ـ ــي‪ ...‬ك ــان‬ ‫خليل الحاج علي‬ ‫الــداكـنــة ذات الـخـطــوط ال ـنــافــرة‪ ،‬تكاد‬ ‫ريما النخل‬
‫الجمهور على موعد مع أعمال تعكس‬ ‫ت ـبــدو ط ـفــولـ ّـيــة يـمـلـيـهــا مـ ــزاج ع ـفـ ّ‬
‫ـوي‬ ‫ّ‬
‫أسئلة الــراهــن الــذي يعيشه‪ ،‬فــي حني‬ ‫ان ـت ـهــى امل ـش ـهــد امل ـس ــرح ــي ف ــي لـبـنــان‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫قـبــل أن تـحــل مــأســاة غ ــزة وتستحوذ‬
‫بدت أخرى بعيدة عن ذلك‪ ،‬ولم تخرج‬ ‫وج ـم ـي ــع الـ ـع ــام ــات وال ـع ــام ـل ــن ف ـيــه‪،‬‬ ‫وتحت عنوان «حديقة واسعة تمسك‬ ‫عـلــى كــامــل االه ـت ـمــام وتــوقــف بـيــروت‬
‫من الحتميات‪ ،‬واألشكال املألوفة‪.‬‬ ‫يشهدون على هول اإلبادة الجماعية‪،‬‬ ‫قدمت ريما‬ ‫بسمائها بني أغصانها»‪ّ ،‬‬ ‫م ـع ـظ ــم الـ ـنـ ـش ــاط ال ـت ـش ـك ـي ـل ــي‪ ،‬شـهــد‬
‫م ــن ج ـم ـلــة ال ـ ـعـ ــروض ال ــافـ ـت ــة ال ـع ــام‬ ‫ال ـتــي يعيشها س ـكــان غ ــزة‪ ،‬بـفـعــل آلــة‬ ‫جيدة‬ ‫لبنان في ‪ 2023‬حركة معارض ّ‬
‫أميوني في «غاليري عايدة شرفان»‬
‫املـنـصـ ُـرم‪« ،‬إذا ه ــوى» لعلي شـحــرور‪،‬‬ ‫ال ـح ــرب اإلس ــرائ ـي ـل ـي ــة‪ ...‬امل ـس ــرح ال ــذي‬ ‫ً‬ ‫وم ـق ـبــولــة إذا م ــا ق ـي ـســت ب ــاألوض ــاع‬
‫(ستاركو)‪ ،‬أعماال ذات أحجام مختلفة‬ ‫ً‬
‫ال ــذي ق ــدم فــي قــالــب جـمــالــي معاصر‪،‬‬ ‫شهد عروضًا‪ ،‬واحتفاالت ومهرجانات‬ ‫الطبيعي والحدائق‬ ‫ّ‬ ‫يوحدها املنظر‬ ‫ّ‬ ‫املــأزومــة فــي البلد‪ ،‬مـتـجــاوزة بحدود‬
‫وعـ ـ ّـبـ ــر ب ـط ــري ـق ــة مـ ـغ ــاي ــرة عـ ــن ال ـن ـظــم‬ ‫فــي ع ــام ‪ ،2023‬هـمــد مـنــذ الـســابــع من‬ ‫ّ‬
‫ب ــأل ــوان ق ــوي ــة مــده ـشــة فـيـمــا أقــامــت‬ ‫معينة الواقع الصعب أكان في صاالت‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫الكالسيكية‪ ،‬وخـصــوصــا أنــه يحصر‬ ‫أكتوبر أمــام فظاعة املشهد واملجازر‪،‬‬ ‫ه ْي َب ْت بلعة بواب معرضها «إلهامات‬ ‫الـعــاصـمــة أو امل ـنــاطــق‪ ،‬ك ــأن فــي األمــر‬
‫ّ‬
‫الـتـعـبـيــر بــاس ـت ـخــدام ح ــرك ــة الـجـســد‪.‬‬ ‫ف ــي ح ــن اس ـت ـم ــرت ب ـعــض ال ـع ــروض‬ ‫محلية» في ‪( 56th Art On‬الجميزة)‪،‬‬ ‫تحديًا للواقع بواسطة التعبير الفني‪.‬‬
‫ج ـمــع ال ـع ــرض أي ـقــون ـتــن م ــن امل ـســرح‬ ‫املـبــرمـجــة مــن ق ـبــل‪ .‬ه ــذا ال ـع ــام‪ ،‬كثرت‬ ‫وض ـ ّـم لــوحــات زيـتـ ّـيــة وأخ ــرى كناية‬ ‫ولــوح ـظــت ع ــودة فـنــانــن مخضرمني‬
‫اللبناني‪ ،‬هما روجيه عساف وحنان‬ ‫النتاجات املسرحية‪ ،‬مقارنة باألعوام‬ ‫م ــن ج ـيــل سـبـعـيـنـيــات وثـمــانـيـنـيــات‬
‫عـ ــن ك ـ ـ ــوالج ب ــأسـ ـل ــوب مـ ـتـ ـق ــارب ذي‬
‫ال ـح ــاج ع ـلــي‪ ،‬ال ـلــذيــن ل ــم يجتمعا في‬ ‫السابقة‪ ،‬كان بعضها ذات قيمة فنية‬ ‫وت ـس ـع ـي ـن ـيــات الـ ـق ــرن ال ـف ــائ ــت ال ــذي ــن‬
‫مواضيع متنوعة قائمة على زحمة‬
‫ع ـم ــل م ـس ــرح ُــي واحـ ـ ـ ــد‪ ،‬م ـن ــذ «ب ــواب ــة‬ ‫عالية‪ ،‬في وقت كان فيه االنحطاط أو‬ ‫ّ‬ ‫أقــامــوا مـعــارض قــدمــوا فيها خالصة‬
‫متفرقة‪ .‬وتحت‬ ‫ناس في أماكن عامة‬
‫فاطمة» التي قدمت آخر مرة بعد حرب‬ ‫العجز يحيط ببعض األعمال األخرى‪.‬‬ ‫تجاربهم السابقة‪ .‬من أبــرز املعارض‬
‫«زه ــور مــاعــب»‪ ،‬ق ـ ّـدم جميل مالعب‬
‫تموز ‪ .2006‬كانت بيروت «هي املسرح‬ ‫لكن بنظرة سريعة على ‪ ،2023‬يمكن‬
‫ّ‬
‫واملسرحية» وفقًا ملا قال روجيه عساف‬ ‫جـمــل األعـ ـم ــال املـســرحـيــة‬ ‫ال ـق ــول إن مـ ّ‬
‫ف ــي «غ ــال ـي ــري ج ــان ــن رب ـي ــز» الـكـثـيــر‬
‫ّ‬
‫ف ــي س ـي ــاق الـ ـع ــرض‪ .‬تـ ـج ــاوز الـجـســد‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫س ـ ــاءل‪ ،‬أو وث ـ ــق‪ ،‬أو ح ــاك ــى ت ـح ــوالت‬ ‫من األزه ــار واألشـجــار واألل ــوان التي‬
‫تستفز العني‪ ،‬بقدر ما في ملوانته من‬
‫ّ‬ ‫غياب الـفن ّانة‬
‫ّ‬ ‫‪2023‬‬
‫ّ‬ ‫شهد‬
‫استيتقية الـحــركــة‪ ،‬وأع ــاد الـنـظــر في‬
‫معنى الرقص‪ ،‬وكيفية تعاطي الجسد‬
‫املــديـنــة‪ ،‬وكــوارث ـهــا‪ ،‬وأح ــام سكانها‪،‬‬
‫ومخاوفهم وهواجسهم‪.‬‬ ‫غواية وفتون‪ .‬وفي «غاليري تانيت»‪،‬‬ ‫والنحات‬
‫ّ‬ ‫العصامية ّالحرة لور غريب‬
‫مــع هشاشته‪ ،‬كما حمل أسئلة حول‬
‫ّ‬
‫ت ـث ـبــت ب ـ ـيـ ــروت‪ ،‬ع ــام ــا ب ـع ــد آخ ـ ــر‪ ،‬أن‬ ‫ص ـ ّـور الـفــوتــوغــرافـ ّـي جيلبير الـحــاج‬ ‫الجنوبي عزت حمام وﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ‬
‫املصير الجماعي‪ ،‬انطالقًا من تجارب‬ ‫مـســرحـهــا يـنـتــج حـتــى فــي الـسـيــاقــات‬ ‫فـ ــي م ـع ــرض ــه «األرض م ـث ــل ال ـط ـفــل‬
‫الــذي يحفظ القصائد عن ظهر قلب»‬
‫وعالمة النفس يوالند نوفل‬
‫شخصية‪ ،‬وخ ـبــرات‪ ،‬وه ـمــوم‪ ،‬تنطلق‬ ‫املـعـقــدة‪ .‬الـحــركــة املسرحية اللبنانية‬ ‫أقام ريان تابت معرضه في «غاليري صفير زملر» حول االستعمار وسرقة اآلثار والهوية والمقاومة‬
‫مــن الـخــاص‪ ،‬وتصل إلــى الـعــام‪ .‬أتيح‪،‬‬ ‫كانت نشطة في ‪ .2023‬بني مهرجانات‬ ‫زهــور األقـحــوان التي استوحاها من‬
‫ّ‬ ‫تكون نسيجًا ّ‬ ‫التي ّ‬ ‫ق ـص ـيــدة ل ـل ـشــاعــر ال ـن ـم ـســوي ريـلـكــه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫أيضًا للجمهور في بيروت‪ ،‬مشاهدة‬ ‫محلية‪ ،‬أو عروض خاصة أو مستقلة‪،‬‬ ‫اح ـت ـض ـن ــت «غ ــالـ ـي ــري ج ــان ــن رب ـي ــز»‬ ‫لونيًا مثيرًا‪.‬‬ ‫س ـك ــون ــه يـ ـك ــون مـ ـفـ ـق ــودًا وم ـت ــاش ـي ــا‪.‬‬ ‫يمتد بعضها إلــى مطلع ‪،2024‬‬ ‫التي‬
‫«الرقص مش إلنا» لعمر راجــح‪ ،‬الذي‬ ‫ت ـ ـنـ ـ ّـوعـ ــت األعـ ـ ـ ـم ـ ـ ــال امل ـ ـسـ ــرح ـ ـيـ ــة بــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كفر‬ ‫ّ‬ ‫بالنسبة إليه‪ ،‬ترمز هذه البتالت إلى‬ ‫لفت املـعــرض التكريمي إليلي كنعان‬
‫اللبناني‬
‫ً‬
‫للتشكيلي‬ ‫استعاديًا‬ ‫معرضًا‬ ‫بني لبنان وفلسطني ّ والعراق وإيران‪،‬‬ ‫وفــي أعـمــال لـهــا‪ ،‬جــســدت مـجــازر ّ‬ ‫اللبناني ومقاومته‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫صمود الشعب‬ ‫ّ‬
‫«إذا هوى» لعلي شحرور جمع العرض أيقونتين من المسرح اللبناني‪ ،‬هما روجيه عساف وحنان الحاج علي‬ ‫كان ذا مضمون شائك‪ ،‬وتركيبة فنية‬ ‫كــاس ـي ـك ـيــة‪ ،‬وت ـجــري ـب ـيــة‪ ،‬وتـفــاعـلـيــة‪،‬‬ ‫هنيبعل سروجي‪ ،‬حوى أعماال تعود‬ ‫التقطت كورتني بونو صورها التي‬ ‫قاسم ودير ياسني‪ ،‬مؤكدة على تجذر‬ ‫ّ‬ ‫املخصصة للمعارض في‬ ‫في الصالة‬
‫ُ‬ ‫مـتـمــاسـكــة‪ ،‬وق ــدم بـشـكــل مختلف عن‬ ‫وم ـع ــاص ــرة‪ .‬ون ــال ــت ب ـي ــروت‪ ،‬الـحـصــة‬ ‫التسعينيات مــن ال ـقــرن املــاضــي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إل ــى‬ ‫عــرض ـت ـهــا ف ــي «دار املـ ـ ـص ـ ـ ّـور» تـحــت‬ ‫الفلسطينية في وعيها‪ ،‬فهي‬ ‫ّ‬ ‫أصولها‬ ‫إذ كــابــد ّأزم ــة خلف أزم ــة وظ ــل قــادرًا‬ ‫«الـجــامـعــة الـلـبـنــانـيــة األم ـيــرك ـيــة» في‬
‫وأحــام ـهــم وآمــال ـهــم‪ .‬كـمــا ق ـ ِّـدم عــرض‬ ‫الـنـســق الـكــاسـيـكـيــة‪ .‬ي ـحــوم الـعــرض‬ ‫األكبر منها‪ ،‬بفعل التهميش الثقافي‬ ‫وتحديدًا إلى معرضه األول في بيروت‬ ‫عـ ـ ـن ـ ــوان «رسـ ـ ــائـ ـ ــل ح ـ ــب إل ـ ــى الـ ـش ــرق‬ ‫فلسطينية االنتماء‪ ،‬لبنانية التكوين‪،‬‬ ‫ع ـل ــى ش ـ ــق الـ ـح ــواج ــز ص ـ ـعـ ــودًا مـثــل‬ ‫بـ ـي ــروت‪ ،‬ح ـيــث ل ــوح ــات ك ـن ـعــان ال ــذي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫«األش ـج ــار تــرقــص أح ـيــانــا» لـلـســوري‬ ‫ال ــراق ــص فــي س ـيــاقــات م ـت ـعــددة‪ ،‬على‬ ‫وعدم تطبيق الالمركزية اإلدارية‪.‬‬ ‫عــام ‪ .1997‬اشتهر ســروجــي باعتماد‬ ‫األوسـ ـ ـ ـ ــط» ك ـت ـج ـس ـيــد ل ــ«اإلن ـس ــان ـي ــة‬ ‫أم ـي ــرك ـي ــة اإلق ـ ــام ـ ــة‪ّ .‬أم ـ ـ ــا ف ــري ــد حـ ــداد‬ ‫بتالت التوليب‪.‬‬ ‫بالحيوية‪،‬‬ ‫لونية مليئة‬ ‫يشكل حالة‬
‫أس ــام ــة ح ـ ــال‪ ،‬ف ــي عـ ــدد م ــن امل ـنــاطــق‬ ‫مـ ـسـ ـت ــوى االق ـ ـت ـ ـص ـ ــاد‪ ،‬والـ ـسـ ـي ــاس ــة‪،‬‬ ‫ف ــي م ــا ي ـخــص الـ ـفـ ـض ــاءات الـثـقــافـيــة‬ ‫أسـلــوب خــاص يقوم على الــرســم فوق‬ ‫والـ ـجـ ـم ــال فـ ــي أمـ ــاكـ ــن ش ـب ــه م ـن ـسـ ّـيــة‬ ‫فـقــد جـمــع فــي «لــزمــن لـبـنــان»‪ ،‬أعماله‬ ‫س ــامـ ـي ــة ح ـل ـب ــي وفـ ــريـ ــد ح ـ ـ ــداد عـلـقــا‬ ‫ّ‬
‫وطبيعة دائمًا ما جسدها في لوحاته‬
‫وامل ـ ـحـ ــاف ـ ـظـ ــات الـ ـلـ ـبـ ـن ــانـ ـي ــة‪ .‬الـ ـع ــرض‬ ‫ـة»‪،‬‬ ‫لوحاتهما في فضاء «غاليري صفير‬ ‫ّ‬
‫وال ـس ــوس ـي ــول ــوج ـي ــا‪ ،‬وطـ ـ ــرح قـضــايــا‬ ‫ف ــي امل ــدي ـن ــة‪ ،‬ب ـقــي «مـ ـس ــرح امل ــدي ـن ـ ً‬ ‫ق ـم ــاش غ ـي ــر م ـع ــال ــج ي ـع ـت ـبــره ال ـف ـنــان‬ ‫ومهملة ومفقودة»‪.‬‬ ‫الـتــي أنـجــزهــا ط ــوال الـعـقــود الخمسة‬ ‫ً‬ ‫الزيتية الغنائية‪ .‬واحتضنت «غاليري‬
‫األدائ ــي املوسيقي ســاءل العالقة بني‬ ‫ترتبط بالفوقية‪ ،‬والسلطة‪ ،‬والجماعة‪،‬‬ ‫و«مـ ــونـ ــو»‪ ،‬و«زقـ ـ ـ ــاق» األك ـث ــر فـعــالـيــة‬ ‫«امتدادًا لبشرته»‪.‬‬ ‫ورس ـ ـمـ ــت ف ــاط ـم ــة ال ـ ـحـ ــاج اح ـت ـفــال ـيــة‬ ‫املاضية بني لبنان والواليات املتحدة‪،‬‬ ‫زملر» حيث قدمت حلبي أعماال قديمة‬ ‫صالح بــركــات» معرض ‪Beirut Octet‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لعفاف زريق التي ّ‬
‫مفهوم الحياة واملــوت‪ ،‬البناء والهدم‪،‬‬ ‫والتمرد‪ ،‬والحلم‪ ،‬ضمن شكل مسرحي‬ ‫ف ـ ــي ‪ ،2023‬ف ـ ــي وق ـ ـ ــت ت ـ ـع ـ ـ ّـرض ف ـيــه‬ ‫وفي الذكرى العاشرة لغياب أحد كبار‬ ‫لونية آســرة فــي معرضها «نــزهــة في‬ ‫علمًا أنــه انـجــذب فــي املرحلة األخيرة‬ ‫املقدسية يتميز‬ ‫وحديثة‪ .‬هذه الفنانة‬ ‫قدمت لوحات مائية‬
‫ّ‬
‫والعالقة بينهما‪ ،‬واستخدم األغاني‬ ‫راقـ ــص‪ .‬وكـ ــان لـ ــأداء ال ـحــركــي َ حصة‬ ‫«دوار ال ـش ـم ــس» ل ـح ــري ــق‪ ،‬ت ـصـ ّـدعــت‬ ‫ّ‬
‫(السياسي‬ ‫أعــام الـفــن الكاريكاتوري‬
‫ّ‬ ‫الطبيعة» ال ــذي احتضنته «غــالـيــري‬ ‫إلـ ــى ال ـت ـج ــري ــد ال ـت ـج ــري ـب ـ ّـي وت ـم ـ ّـي ــزت‬ ‫أسـلــوبـهــا ب ـضــربــات ال ـفــرشــاة املـبــلـلــة‬ ‫تجريدية لطبيعة مبهمة‪ ،‬غــارقــة في‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫إلبـ ــراز أهـمـيــة ال ـح ـكــايــات الشخصية‬ ‫أيضًا‪ ،‬إذ قدمت نيفني كالس «ف ْصل»‪،‬‬ ‫مـ ـع ــه ب ـن ـي ـت ــه‪ ،‬وبـ ـ ــدأ ي ـ ـعـ ــاود ن ـشــاطــه‬ ‫بـشـكــل خ ــاص) ب ـيــار صـ ــادق‪ ،‬صــاحــب‬ ‫فالطبيعة كانت مؤلفة‬ ‫ّ‬ ‫مــارك هاشم»‪،‬‬ ‫أع ـمــالــه ب ـضــربــات ال ـف ــرش ــاة الـســائـلــة‬ ‫الـتــي تـكـ ّـون املشهد الطبيعي‪ ،‬ويكاد‬ ‫ّ‬
‫التدرجات اللونية واللطخات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ضبابية‬
‫وت ــأثـ ـي ــره ــا‪ .‬ك ـم ــا ق ـ ــدم كـ ـف ــاح الــزي ـنــي‬ ‫وه ـ ـ ــو ع ـ ـ ــرض تـ ـج ــريـ ـب ــي‪ ،‬تـ ــأتـ ــي ف ـيــه‬ ‫أخـ ـيـ ـرًا‪ .‬وجـ ــذب «م ــون ــو» عـ ــددًا كـبـيـرًا‬ ‫الريشة الساخرة لعقود من الزمن‪ ،‬أقيم‬ ‫مـ ــن األلـ ـ ـ ـ ــوان وم ـش ـت ــق ــات ـه ــا أكـ ـث ــر مــن‬ ‫ّ‬
‫عــرضــه «بـ ـ ــردى» ف ــي اس ـتــديــو «ل ــن»‪،‬‬ ‫الـحــركــة مـتــرافـقــة مــع الـبــاطــن الــدفــن‪.‬‬ ‫م ــن الـجـمـهــور بـسـبــب ازدح ـ ــام ج ــدول‬ ‫معرض في «قاعة مكتبة جامعة الروح‬ ‫ال ـع ـنــاصــر أو املـ ـك ـ ّـون ــات‪ .‬أم ــا «شــاعــر‬ ‫صور جيلبير الحاج زهور األقحوان وبتالتها التي ترمز إلى صمود الشعب اللبناني‬
‫وقدمت الراقصة والكوريغراف سارة‬ ‫كان العرض خارجًا عن املألوف‪ ،‬وغير‬ ‫العروض التي لم تتوقف طوال العام‪.‬‬ ‫ال ـق ــدس‪ -‬الـكـسـلـيــك»‪ ،‬وضـ ـ ّـم مجموعة‬ ‫الـطـبـيـعــة» الـفـلـسـطـيـنـ ّـيــة والـلـبـنــانـ ّـيــة‬
‫امل ـن ـع ــم ف ــي «زقـ ـ ـ ــاق» عـ ــرض «ط ــري ــق»‬ ‫متوقع‪ ،‬وشكلت الحركة واالنفعاالت‬ ‫وحــاف ــظ «م ـس ــرح املــدي ـنــة» عـلــى إطــار‬ ‫كبيرة من أبرز أعمال الفنان الراحل‪.‬‬ ‫م ـ ــارون ط ـن ــب‪ ،‬ف ـشــاهــدنــا أع ـم ــال ــه في‬
‫ال ــذي يبحث فــي بصيص حــريــة‪ ،‬عبر‬ ‫واالرت ـج ــاالت لـحـظــات آن ـيــة‪ ،‬وفــرضــت‬ ‫ع ـم ـلــه‪ ،‬وبــرم ـج ـتــه امل ـع ـت ــادة ملـهــرجــان‬ ‫عـ ـ ــن االس ـ ـت ـ ـع ـ ـم ـ ــار وسـ ـ ــرقـ ـ ــة اآلثـ ـ ـ ـ ــار‬ ‫م ـع ــرض اس ـت ـع ــادي اح ـت ـض ـن ـتــه «دار‬
‫الحركة الجسدية‪ .‬وعلى خشبة «دوار‬ ‫بجسدها استجابة جمالية وانفعالية‬ ‫«مـشـكــال» الــذي لــم يلق أص ــداء كبيرة‬ ‫والـهــويــة واملـقــاومــة‪ ،‬أقــام الفنان ريــان‬ ‫ال ـن ـم ــر» ح ـيــث ال ـل ــوح ــات ان ـت ـمــت إلــى‬
‫الـشـمــس»‪ ،‬قــدم املـنــذر الــدمـنــي عرضه‬ ‫في نفوس الجمهور‪ .‬في اإلطار عينه‪،‬‬ ‫فــي ‪ .2023‬وغ ــاب عــن مـســرح «زق ــاق»‪،‬‬ ‫ت ــاب ــت م ـعــرضــه ف ــي «غ ــال ـي ــري صفير‬ ‫املــرحـلــة الفلسطينية‪ ،‬وإل ــى جانبها‬
‫«توق» الذي يبحث داخل املوت‪.‬‬ ‫ق ــدم ــت يـ ــارا بـسـتــانــي «وادي ال ـن ــوم»‬ ‫أب ـ ــرز مـ ـش ــروع س ـن ــوي ي ـن ـظ ـمــه‪ ،‬وهــو‬ ‫زمـ ـ ـل ـ ــر»‪ .‬وضـ ـم ــن مـ ـن ــاخ ــات الـ ـح ــروب‬ ‫لــوحــات ابنه فــؤاد الــذي حاكى أعمال‬
‫وع ـل ــى وق ــع «ط ــوف ــان األقـ ـص ــى»‪ ،‬قــدم‬ ‫الداخلية التي‬ ‫ّ‬ ‫الــذي يمثل الصراعات‬
‫ّ‬
‫مـهــرجــان «أرص ـفــة زق ــاق»‪ ،‬ال ــذي يقدم‬ ‫قدم رالف الحج معرضًا‬ ‫واالستعمار‪ّ ،‬‬ ‫وال ـ ــده بـشـبــه ت ـجــريــد م ـل ـ ّـون‪ ،‬ليمسي‬
‫جنيد سري الدين ورائدة طه مسرحية‬ ‫يعيشها كل إنسان‪.‬‬ ‫ع ــروض ــا وم ـس ــرح ـي ــات ذات ت ـج ــارب‬ ‫مـنـحــه ع ـنــوان «ت ــاري ــخ ث ــاث ح ــروب»‬ ‫امل ـ ـعـ ــرض ح ـ ـ ـ ــوارًا بـ ــن ج ـي ـل ــن داخـ ــل‬
‫ّ‬
‫«غ ــزال عـكــا» ال ــذي شــكــل «بــورتــريـهــا»‬ ‫ك ـ ــان الفـ ـت ــا فـ ــي ‪ ،2023‬الـ ـتـ ـم ــرد عـلــى‬ ‫م ـت ـن ــوع ــة‪ .‬ع ـل ــى م ـس ـت ــوى ال ـف ـض ــاءات‬ ‫فـ ــي «بـ ـي ــت بـ ـ ـي ـ ــروت» واشـ ـتـ ـم ــل عـلــى‬ ‫خمس قاعات‪.‬‬
‫ل ـ ـجـ ــوانـ ــب م ـخ ـت ـل ـف ــة مـ ـ ــن ش ـخ ـص ـيــة‬ ‫األشكال املسرحية التقليدية والعلبة‬ ‫املـســرحـيــة أي ـضــا‪ ،‬أغ ـلــق «م ـن ـشــن» في‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ه ـش ــام ط ــاه ــر ج ـ ّـس ــد آالم الـ ـع ــراق في‬
‫رقمية‪ ،‬فضال عن صور‬ ‫سبع لوحات ّ‬
‫ال ـ ــروائ ـ ــي وال ـص ـح ــاف ــي الـفـلـسـطـيـنــي‬ ‫اإلي ـ ـطـ ــال ـ ـيـ ــة واالس ـ ـت ـ ـع ـ ـمـ ــال ال ـ ـصـ ــارم‬ ‫زقـ ـ ــاق ال ـ ـبـ ــاط‪ ،‬الـ ـ ــذي ش ـك ــل ل ـس ـنــوات‬ ‫ون ـ ـص ـ ــوص ت ـ ــوث ـ ــق لـ ـتـ ـج ــرب ــة ال ـح ــج‬ ‫«غاليري عايدة شرفان» تحت عنوان‬
‫الشهيد غسان كنفاني‪ ،‬وكــان بمثابة‬ ‫لألشكال الدرامية‪ ،‬تحديدًا في عرض‬ ‫ـاء ح ـ ـ ـرًا ل ـل ـت ـج ــري ــب واالخـ ـتـ ـب ــار‬ ‫ف ـ ـضـ ـ ً‬ ‫ّ‬ ‫«فـ ــي ص ـح ـت ـكــم»‪ .‬م ـعــال ـجــة «م ـح ـلـ ّـيــة»‬
‫َ ّ ْ َ‬ ‫الشخصية وذاك ــرت ــه املــتـصـلــة بعنف‬ ‫ّ‬
‫مـ ــادة تــوثـيـقـيــة‪ ،‬تـنــاسـقــت م ــع اإلط ــار‬ ‫«‪ - 2048‬تـ ـ َـحـ ــلـ ــل هـ ـ ـ ِـو َيـ ـ ــة» ل ـل ـم ـخــرج‬ ‫املـســرحــي‪ .‬وك ــان الفـتــا تلقي استديو‬ ‫الـ ـ ـح ـ ــروب وامل ـ ــآس ـ ــي الـ ـت ــي اخ ـت ـبــرهــا‬ ‫العراقي املؤلم حيث‬ ‫ّ‬ ‫متصلة بالوضع‬
‫السياسي والنفسي واالجتماعي الذي‬ ‫اللبناني الفلسطيني عــاء ميناوي‪،‬‬ ‫«أمـ ـلـ ـغ ــام» ف ــي ال ـح ـم ــرا‪ ،‬ال ــدع ــم بفعل‬ ‫ل ـب ـن ــان‪ .‬وشـ ـه ــد ‪ 2023‬غـ ـي ــاب ال ـف ـنــان‬ ‫الـشـعــب امل ـغ ـلــوب عـلــى أم ــره وال ـغــارق‬
‫رائدة طه‬ ‫ّ‬
‫ال ت ــزال تـشـهــده املـنـطـقــة‪ .‬س ــرد العمل‬
‫ً‬ ‫يـخـضـعــون ل ـبــرامــج تــدريــب مسرحي‬ ‫خ ــارج ب ـي ــروت‪ ،‬بـقــي امل ـخــرج والـفـنــان‬ ‫في «غزال‬ ‫الــذي كـ ّـرس في هذا العرض التفاعلي‬ ‫حمالت الدعم املالي‪ ،‬بعدما كان مهددًا‬ ‫الكولومبي الكبير فرناندو بوتيرو‬ ‫ف ــي ال ـفــوضــى واألزم ـ ـ ــات م ــن ك ــل نــوع‬
‫فـ ـص ــوال م ــن ح ـي ــاة ك ـن ـف ــان ــي‪ ،‬وكـ ـ ّـرس‬ ‫مـكـثــف‪ ،‬إضــافــة إل ــى بـعــض ال ـعــروض‪،‬‬ ‫املـســرحــي‪ ،‬قــاســم اسـطـنـبــولــي‪ ،‬يحيي‬ ‫عكا» (غسان‬ ‫سـ ــؤال االن ـت ـم ــاء‪ ،‬وال ـه ــوي ــة‪ ،‬وال ـعــاقــة‬ ‫باإلغالق بسبب األزمات االقتصادية‪،‬‬ ‫الـ ــذي اش ـت ـهــر بـشـخـصـيــاتــه املـكـتـنــزة‬ ‫ظلمًا وف ـســادًا وتـنــازعــا عـلــى السلطة‬
‫مـعـنــى مــوح ـدًا ح ــول مـصـيــر اإلن ـســان‬ ‫ال ـت ــي ال تـ ــزال تـسـتـقـطــب عـ ــددًا كـبـيـرًا‬ ‫املـ ـه ــرج ــان ــات فـ ــي ص ـ ــور وط ــرابـ ـل ــس‪،‬‬ ‫عفلق)‬ ‫بــاألمــاكــن‪ ،‬انـطــاقــا مــن ع ــدم مـنــح األم‬ ‫ف ــي ح ــن ان ـت ـقــل «م ـت ــرو امل ــدي ـن ــة» إلــى‬ ‫وال ـض ـخ ـمــة وأل ــوان ــه ال ـنــاب ـضــة‪ ،‬الـتــي‬ ‫ب ـ ــن أط ـ ـيـ ــافـ ــه ومـ ـ ـك ـ ـ ّـون ـ ــات ـ ــه‪ .‬م ـع ــرض‬
‫الفلسطيني املـقــرون باملواجهة حتى‬ ‫م ــن الـجـمــاهـيــر‪ ،‬م ــا يـضــع عـلــى عــاتــق‬ ‫وي ـ ـقـ ــدم ال ـ ـ ـعـ ـ ــروض‪ ،‬الـ ـت ــي تـسـتـقـطــب‬ ‫ال ـل ـب ـنــان ـيــة ال ـح ــق ب ــإع ـط ــاء الـجـنـسـيــة‬ ‫ف ـضــاء «أري ـس ـكــو» فــي ال ـح ـمــرا‪ ،‬بزخم‬ ‫غالبًا مــا كانت تكتنف نقدًا سياسيًا‬ ‫ليلى جــريــديـنــي فــي «غــالـيــري َجانني‬
‫استرجاع األرض‪ .‬وفي السياق عينه‪،‬‬ ‫امل ـس ــؤول ــن ع ــن «م ـس ــرح ش ـغــل بـيــت»‬ ‫جمهور الـهــوامــش‪ ،‬الـُـذيــن حــرمــوا من‬ ‫ألوالدهـ ــا‪ .‬ومــن ال ـعــروض الـتــي قدمت‬ ‫كـبـيــر وم ـش ــاري ــع ع ــدي ــدة‪ ،‬س ــرع ــان ما‬ ‫وا ّج ـت ـم ــاع ـي ــا أو حـ ـ ّـس ف ـك ــاه ــة الذعـ ــا‪.‬‬ ‫ربيز» أعطته عنوان ‪( filiation‬ن َسب)‬
‫أق ــام «م ـســرح املــديـنــة» أمـسـيــات دعمًا‬ ‫(يـتـخــذ م ــن أح ــد ب ـيــوت مـنـطـقــة «ف ــرن‬ ‫م ـش ــاه ــدة املـ ـس ــرح‪ .‬وقـ ـ ّـدمـ ــت الـنـسـخــة‬ ‫فـ ــي ‪« ،2023‬ح ــديـ ـق ــة غـ ـ ـ ــودو» ألدهـ ــم‬ ‫تراجعت وتيرتها بسبب الحرب على‬ ‫ل ـكــن ـنــا ف ــي هـ ــذه ال ـب ـق ـعــة م ــن ال ـع ــال ــم‪،‬‬ ‫واح ـ ـ ـتـ ـ ــوى عـ ـل ــى خ ـم ـس ــة أعـ ـ ـم ـ ــال مــن‬
‫لـغــزة‪ ،‬إذ قدمت مسرحية «أالق ــي زيك‬ ‫ال ـش ـبــاك» ف ـض ـ ً‬ ‫ال ــدمـ ـشـ ـق ــي‪ ،‬الـ ـ ـ ــذي عـ ـك ــس ت ــداعـ ـي ــات‬ ‫غ ــزة‪ .‬وب ــرز اسـتــديــو «ل ــن» ال ــذي نظم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مكونة من‬ ‫النسيج وثالثة تجهيزات ّ‬
‫ـاء ل ــه) مـهـمــة الـتـجــديــد‬ ‫الـ ـث ــالـ ـث ــة م ـ ــن م ـ ـهـ ــرجـ ــان «آخ ـ ـ ـ ــر أي ـ ــام‬ ‫الجرح‬
‫ف ــن ي ــا ع ـل ــي» لـ ــرائـ ــدة طـ ــه‪ ،‬ك ـم ــا أق ــام‬ ‫الـصــدمــة الـتــي خلفها انـفـجــار الــرابــع‬
‫ّ‬
‫م ـهــرجــانــات وع ــروض ــا بـشـكــل دوري‪.‬‬ ‫سنظل نتذكره بصفته رس ــام ّ‬ ‫ً‬
‫النول والخيطان وثمانية عشر عمال‬
‫ووضــع الجيلني املعاصر والقديم في‬ ‫الصيفية»‪ ،‬الذي تنظمه جمعية «بيت‬ ‫اإلنـ ـس ــان ــي ال ـع ـم ـي ــق‪ ،‬ه ــو الـ ـ ــذي وث ــق‬
‫عرض «مونولوجات غزة» التي كتبها‬ ‫وح ــدة متناغمة‪ ،‬هــدفـهــا نـقــل املـســرح‬ ‫ســرمــدى»‪ ،‬ليكون واح ـدًا من املشاريع‬ ‫ّ‬
‫من آب ‪ 2020‬على املفاهيم الوجودية‬ ‫وشهد ‪ 2023‬رحيل جيرار أفيديسيان‬ ‫م ــن ال ـن ـس ـيــج واألك ــري ـل ـي ــك‪ .‬واألعـ ـم ــال‬
‫الـ ـفـ ـظ ــاع ــات األمـ ـي ــركـ ـي ــة فـ ــي «س ـج ــن‬ ‫ّ‬
‫أط ـف ــال فـلـسـطـيـنـيــون أث ـن ــاء ال ـع ــدوان‬ ‫إل ــى مـ ـس ــارات ج ــدي ــدة‪ ،‬فــاع ـلــة وأك ـثــر‬ ‫ال ـف ـن ـي ــة وال ـث ـق ــاف ـي ــة واإلنـ ـم ــائـ ـي ــة فــي‬ ‫وال ـعــاط ـفـ ّـيــة‪ ،‬واالن ـت ـم ــاء إل ــى ب ـيــروت‪.‬‬ ‫خياط‬ ‫عن عمر ناهز ‪ 79‬عامًا‪ ،‬وسامي ّ‬
‫أبـ ــو غ ــري ــب» الـ ـع ــراق ــي‪ّ .‬أم ـ ــا لـبـنــانـيــا‪،‬‬ ‫كلها بمثابة تكريم مــن الفنانة إلرث‬
‫الـصـهـيــونــي األول ع ـلــى ال ـق ـطــاع عــام‬ ‫عمقًا‪ .‬وبـقــي املـخــرج اللبناني برونو‬ ‫وم ـ ـ ـ ــن جـ ـمـ ـل ــة األع ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ــال امل ـ ـت ـ ـنـ ـ ّـوعـ ــة‪،‬‬ ‫أحد رواد املسرح الفكاهي في لبنان‪.‬‬ ‫ـريــب (‪1931‬‬ ‫فشهد ‪ 2023‬غـيــاب لــور غـ ّ‬ ‫عائلتها التي امتلكت مصنع نسيج‪.‬‬
‫‪ ،2008‬وك ـ ــان ت ـل ـب ـيــة ل ـ ـنـ ــداء «م ـس ــرح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ج ـ ـعـ ــارة ي ـس ـت ـك ـمــل حـ ـف ــات ال ـض ـحــك‬ ‫«ورد وي ــاسـ ـم ــن» ل ـل ـم ـخــرج ه ــاك ــوب‬ ‫ع ـلــى م ـس ـتــوى آخ ـ ــر‪ ،‬ال ي ـم ـكــن إغ ـفــال‬ ‫العصامية‪ ،‬الـحـ ّـرة‪،‬‬ ‫‪ ،)2023 -‬الـفنانة‬ ‫واخـ ـ ـ ـت ـ ـ ــزل ـ ـ ــت خ ـ ــول ـ ــة ال ـ ـط ـ ـف ـ ـي ـ ـلـ ــي ف ــي‬
‫عشتار» في رام الله‪.‬‬ ‫املجاني وحفالت التهريج على خشبة‬ ‫تبرز األسئلة حول الدعم‬ ‫نص‬ ‫درغوكاسيان‪ ،‬الــذي أعــاد إحياء ّ‬ ‫ت ـب ـع ــات االنـ ـهـ ـي ــار امل ــال ــي الـ ـ ــذي لـحــق‬ ‫امل ـخ ـت ـمــرة الـ ـق ــدرات الـتـشـكـيـلـيــة الـتــي‬ ‫لوحاتها الصغيرة واملتوسطة نبض‬
‫ف ــي امل ـح ـص ـلــة‪ ،‬يـمـكــن ال ـق ــول إن ــه رغــم‬ ‫«مـ ـ ــونـ ـ ــو»‪ ،‬تـ ـح ــديـ ـدًا فـ ــي م ـســرح ـي ـتــي‬ ‫الدولي من الجهات المانحة‪،‬‬ ‫«روزماري وجينجر» للكاتب األميركي‬ ‫فــي «الجامعة اللبنانية»‪ ،‬وانعكاسه‬ ‫تـ ـت ــوازن فـيـهــا «ال ـش ـط ـحــة» الـخـيــالـ ّـيــة‬ ‫الـ ـ ـش ـ ــارع‪ ،‬ف ــي بـ ـي ــروت وس ـ ــواه ـ ــا‪ ،‬بــن‬
‫ف ـ ـظـ ــاعـ ــة امل ـ ـش ـ ـهـ ــد وهـ ـ ـ ـ ــول ال ـ ـ ـحـ ـ ــروب‪،‬‬ ‫«رايـحــن جــايــن» و«حـمــاتــك بتحبك»‬ ‫إدوارد آالن بيكر‪ ،‬وأدخلنا في واقعية‬ ‫عـلــى «مـعـهــد الـفـنــون الـجـمـيـلــة» الــذي‬ ‫وال ـحــرفـ ّـيــة الـعـقــانـيــة والـتـخـطـيـطـ ّـيــة‬ ‫امل ــدي ـن ــة والـ ـق ــري ــة‪ ،‬وم ـن ـح ـت ـهــا ع ـن ــوان‬
‫والـ ـ ـك ـ ــوارث ال ـط ـب ـي ـع ـيــة وال ـس ـيــاس ـيــة‪،‬‬ ‫فيما أعاد يحيى جابر عرض «مجدرة‬ ‫وخصوصًا في هذه الظروف‬
‫ّ‬ ‫فنية تبعث على التساؤل حــول شكل‬ ‫ّ‬ ‫كــان يشكل «مصنعًا» لتخريج طالب‬ ‫والتنقيطية‪ .‬كما شهد غياب النحات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـربــع الـحـيــاة» لتعلقها فــي النهاية‬ ‫«مـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واالن ـه ـي ــارات االق ـت ـصــاديــة‪ ،‬اسـتـمــرت‬
‫ال ـ ـعـ ــروض امل ـس ــرح ـي ــة ف ــي ل ـب ـن ــان فــي‬
‫حـ ـم ــرا» ألنـ ـج ــو ريـ ـح ــان الـ ـ ــذي حـظــي‬ ‫التي تحتم استقاللية الفن‬ ‫ال ـع ــاق ــات اإلن ـســان ـيــة وان ـك ـســارات ـهــا‪،‬‬
‫أم ــام ج ـبــروت األنـظـمــة األب ـ ّ‬
‫املسرح‪ ،‬الذين قد يصل عددهم إلى ‪40‬‬ ‫الجنوبي عزت حمام الذي أنجز مئات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ع ـلــى ج ـ ــدران م ـق ــر «جـمـعـيــة الـفـنــانــن‬
‫الـتـشـكـيـلـيــن»‪ .‬وم ــن امل ـح ـطــات املـهـ ّـمــة‬
‫بأصداء جماهيرية‪ .‬واختتم ‪ ،2023‬مع‬ ‫ـوي ــة‪ .‬وفــي‬ ‫سنويًا‪ ،‬وبقيت ورش العمل وبرامج‬ ‫املتنوعة‪ ،‬واتسم‬ ‫املواد‬ ‫املنحوتات ذات‬
‫ع ــام ‪ .2023‬لـكــن ذل ــك لـيــس بـمـقــدوره‪،‬‬ ‫عــروض املسرحيات الصغيرة الثالث‬ ‫ّ‬
‫السياق عينه‪ ،‬قدمت مسرحية «غمض‬ ‫وم ـ ـنـ ــح دع ـ ـ ــم املـ ـ ًـؤس ـ ـسـ ــات ال ـث ـق ــاف ـي ــة‬ ‫ّ‬
‫استعادي‬ ‫التي شهدها ‪ ،2023‬معرض‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أسلوبه بالتجريد التعبيري من دون‬
‫أن ي ـع ـط ــي ص ـ ـ ـ ــورة وردي ـ ـ ـ ــة ل ـل ـحــركــة‬ ‫للتحدث»‬‫ّ‬ ‫ملشروع «أربعة أمتار مربعة‬ ‫ال ـشــوف‪ .‬كــذلــك‪ ،‬ح ــاول فـضــاء «مسرح‬ ‫ع ــن‪ ،‬فــتــح ع ــن» م ــن تـمـثـيــل سينتيا‬ ‫الـبــديـلــة‪ ،‬مـســاحــة بــديـلــة لـهــم‪ ،‬للتعلم‬ ‫ّ‬ ‫ف ــي «ال ـجــام ـعــة الـلـبـنــانـيــة األمـيــركـيــة»‬
‫الكالسيكي والوجوه‪.‬‬ ‫أن يغفل‬ ‫ف ـ ــي بـ ـ ـي ـ ــروت ل ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫امل ـســرح ـيــة بــرم ـت ـهــا‪ ،‬إذ إن امل ـس ــرح ال‬ ‫الذي تنظمه جمعية «شمس» سنويًا‪،‬‬ ‫إشـ ـبـ ـيـ ـلـ ـي ــة» ف ـ ــي صـ ـ ـي ـ ــدا‪ ،‬اس ـت ـق ـط ــاب‬ ‫كـ ــرم وف ـ ـ ــؤاد ي ـم ــن‪ ،‬وك ـت ــاب ــة وإخ ـ ــراج‬ ‫واالختبار وتلقي الدعم واإلرشاد‪ ،‬في‬ ‫ّ‬
‫ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ‬ ‫رحـ ـل ــت أيـ ـض ــا الـ ـفـ ـن ــان ــة‬ ‫ـرواد ش ـ ـ ّـرع ـ ــوا الـ ـب ــاب‬
‫يـ ــزال يـتـطـلــب وع ـيــا أك ـب ــر‪ ،‬وم ـب ــادرات‬ ‫ع ــدد مــن الـفـعــالـيــات وال ـ ــورش الفنية‬ ‫ســارة عبدو وكريم شبلي‪ ،‬وهــو عمل‬ ‫حني تبرز األسئلة حول الدعم الدولي‪،‬‬ ‫وعاملة النفس يوالند نوفل التي ّ‬ ‫ّ‬
‫ملغامرة الحداثة وهــم قيصر الجميل‪،‬‬
‫ومن املقرر تطوير النصوص الحقًا‪.‬‬ ‫تميز‬
‫أكـثــر‪ ،‬وجـهــودًا مضاعفة‪ ،‬ليخرج إلى‬ ‫األنسي وصليبا‬
‫الجمهور بأساليب ووسائط وأشكال‬
‫ومن التجارب املهمة التالقح الثقافي‬
‫ُ‬
‫والـ ـ ـع ـ ــروض امل ـس ــرح ـي ــة ف ــي م ـحــاولــة‬ ‫تراجيكوميدي‪ ،‬خاض القيمون عليه‬ ‫مــن الـجـهــات املــانـحــة‪ ،‬وخـصــوصــا في‬
‫ّ‬ ‫أسـلــوبـهــا بــاعـتـمــاد ال ـخــرافــة والـسـفــر‬ ‫مصطفى فروخ‪ ،‬عمر ّ‬
‫بــن ســوريــا ولبنان‪ ،‬الــذي تــرجــم على‬ ‫لتنشيط املدينة‪.‬‬ ‫غمار تجربة إنتاج جديدة‪ ،‬تقوم على‬ ‫هــذه ال ـظــروف الـتــي تحتم استقاللية‬ ‫عبر األحــام‪ ،‬وتعد أعمالها صفحات‬ ‫الدويهي‪ .‬رواد غطاس فنان «املساكن‬
‫ومضامني‪ ،‬مكثفة وعالية الجودة‪ ،‬ما‬ ‫عـلــى صعيد آخ ــر‪ ،‬ق ـ ّـدم «م ـســرح شغل‬ ‫التمويل الذاتي‪ ،‬والحصول على رعاية‬ ‫الـفــن‪ ،‬وخــروجــه عـ ًـن سلطات الــرقــابــة‪،‬‬ ‫الشعبية»‪ ،‬أق ــام معرضه فــي «إل‪ .‬تي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫شكل أعمال مسرحية لبعض الفنانني‬ ‫م ــن ح ـي ــاة ه ــان ـئ ــة‪ .‬وأخـ ـيـ ـرًا‪ ،‬اخـتـيــرت‬
‫يحدث أثرًا أكبر‪.‬‬ ‫بيت» عرضني من إخراج شادي الهبر‪،‬‬ ‫عــدد مــن الـشــركــات املحلية‪ .‬وقــد أعــاد‬ ‫الـحـكــومـيــة خ ــاص ــة‪ ،‬ورب ـم ــا ق ــد تـكــون‬ ‫ّ‬
‫غ ــال ـي ــري» وت ـضــمــن وج ــوه ــا مـشــوهــة‬
‫السوريني الصاعدين واملحترفني في‬ ‫ال ـف ـن ــان ــة ال ـل ـب ـن ــان ـي ــة م ـن ـي ــرة ال ـص ـلــح‬
‫ب ـي ــروت‪ .‬ف ـكــان ع ــرض «ال ـب ـغــل» ألنــس‬ ‫مــن تمثيل مــاريــا الدويهي هما «آخــر‬ ‫املخرج املسرحي كريم دكــروب إحياء‬ ‫الــدولـيــة فــي املستقبل الـقــريــب‪ ،‬بفعل‬ ‫لتمثيل لبنان فــي «بينالي البندقية‬ ‫مـنـجــزة بــألــوان صــارخــة تــائــم صــراخ‬
‫ترقبوا حصاد الثقافة العربية‬ ‫يــونــس الـ ــذي ي ـطــرح ق ـضــايــا الـهـجــرة‬ ‫بروفا» و«رحيل الفراشات» من تمثيل‬ ‫ري ـبــرتــوار «م ـســرح الــدمــى الـلـبـنــانــي»‬ ‫انهدام الديموقراطيات الكبرى‪.‬‬ ‫للفن امل ـعــاصــر»‪ ،‬ال ــذي سـ ُـيـقــام مــن ‪20‬‬ ‫النفس املوجوعة التي ينعكس وجعها‬
‫واملـ ـ ـ ــوت وم ـع ـن ــى ال ـب ـط ــول ــة فـ ــي ب ــاد‬ ‫زي ـنــة مـلـكــي وأل ـف ــت خ ـط ــار‪ ،‬خــافــا ملا‬ ‫الذي يأتي بعيدًا من الوعظ األخالقي‬ ‫تنوع املسرح في ‪ 2023‬بني التجريبي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الداخلي على الوجه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫في ملحق «كلمات» بعد غد السبت‬ ‫ن ـي ـس ــان (أبـ ـ ــريـ ـ ــل) ح ـت ــى ‪ 24‬ت ـشــريــن‬
‫امل ــأس ــاة وان ـع ـكــاســات ـهــا ع ـلــى األفـ ــراد‬ ‫ي ـق ــدم ــه م ــن أعـ ـم ــال م ــع ال ـ ـهـ ــواة ال ــذي‬ ‫واألبوي‪.‬‬ ‫والـكــاسـيـكــي‪ ،‬والــراقــص أو الـحــركــي‪،‬‬ ‫الثاني (نوفمبر) ‪.2024‬‬ ‫ت ـ ـحـ ــت عـ ـ ـ ـن ـ ـ ــوان ‪،Breaking Point‬‬
‫الخميس ‪ 4‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5099‬‬

‫على بالي‬ ‫صورة‬


‫وخبر‬

‫أسعد أبو خليل‬


‫ّ‬
‫تـ ـج ــنـ ـب ـ ُـت ف ـ ــي مـ ـسـ ـي ــرة ال ـك ـت ــاب ــة‬
‫ف ـ ــي «األخـ ـ ـ ـب ـ ـ ــار» (وفـ ـ ـ ــي امل ـ ــواق ـ ــع)‬
‫م ـص ـط ـل ـح ــات ال ـخ ـي ــان ــة وال ـع ـ ّم ــال ــة‬
‫لـكـثــرة مــا أس ــاءت األنـظـمــة (كــلـهــا)‬
‫اسـ ـتـ ـعـ ـم ــالـ ـه ــا‪ .‬لـ ـك ــن مـ ـق ــال ــة ف ـ ــؤاد‬
‫الـسـنـيــورة (ب ــاالش ـت ــراك مــع باسم‬
‫الـشــاب) فــي «واشـنـطــن بــوســت» ال‬
‫يمكن تصنيفها بغير مصطلحات‬
‫ال ـخ ـيــانــة ال ــوط ـن ـ ّـي ــة‪ .‬ه ــل ُي ـع ـقــل ّأن‬
‫الـ ــرجـ ــل (ال ـ ـ ـ ــذي ال ي ـم ـك ــن ُوص ــف‬
‫دوره في حرب ّتموز إال باملشني)‬
‫يعرض (بــاســم الـعــرب أجمعني مع‬
‫أن ج ـم ـه ــوره االن ـت ـخ ــاب ــي‪ ،‬الـسـنــي‬
‫ال ـل ـب ـن ــان ــي‪ ،‬ن ـب ــذه ف ــي االن ـت ـخ ــاب ــات‬
‫األخـ ـ ـ ـي ـ ـ ــرة) م ـ ـ ـ َّـد ي ـ ــد الـ ـ ـس ـ ــام إل ــى‬
‫إســرائـيــل؟ يـقــول ّإن حــرب اإلب ــادة‬
‫ي ـج ــب أن تـ ـق ــود إل ـ ــى ال ـ ـسـ ــام مــع‬
‫إســرائـيــل‪ .‬ويــدعــو السنيورة‪ ،‬بـ ّ‬
‫ـود‪،‬‬
‫إلى احتضان إسرائيل لدعو ِته إلى‬
‫ال ـس ــام مـعـهــا ك ــي يــدخــل ال ـشــرق‬ ‫‪( An Art For A Cause‬فن من أجل قضية) هو عنوان املعرض الذي تحتضنه «غاليري صالح بركات» (كليمنصو) حتى ‪ 11‬كانون الثاني (يناير) الحالي‪ .‬يضم‬
‫ّ‬
‫األوسط في مرحلة جديدة‪ .‬ويقول‬ ‫الحـدث مجموعـة مختـارة مـن األعمـال الفنيـة املرتبطـة بفلسـطني‪ .‬لوحـات مـن مجموعـة الغاليـري الخاصـة تحمـل تواقيـع فنانين سـلطوا الضـوء تاريخيـا علـى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السنيورة ُ(مطمئنًا إســرائـيــل) ّإن‬ ‫القضيـة الفلسـطينية مـن خلال تجربتهـم املهنيـة‪ .‬ويؤكـد هـذا الفضـاء البيروتـي أن الحـدث الـذي انطلـق الشـهر املاضـي‪ ،‬يعكـس نظـرة غيـر مباشـرة علـى الواقـع‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الـشـعــب ال ـعــربــي ال يـعـتـبــر الـحــرب‬ ‫املريـر‪ ،‬مـن شـأنها أن تحـدث تح ّـوال وتحـرك القلـوب والعقـول‪« :‬نحـن نحتفـل باإلنسـانية بينمـا نتابـع التواصـل مـع الشـعب الفلسـطيني ودعمـه فـي هـذا الوقـت‬
‫فلسطينية‬‫ّ‬ ‫فــي غ ـ ّـزة إســرائـيـلـ ّـيــة ـ ـ‬ ‫الصعـب» الـذي يواجهـون فيـه حـرب إبـادة وتطهيـر عرقـي إسـرائيلية و«أزمـة إنسـانية غيـر مسـبوقة»‪.‬‬
‫بـ ــل ف ـق ــط ح ــرب ــا مـ ــع ««حـ ـ ـم ـ ــاس»‪،‬‬
‫الــاعــب الــذي ليس بــدولــة»‪ .‬ويكذب‬
‫الـسـنـيــورة عـنــدمــا يـقــول ّإن إي ــران‬
‫ّ‬
‫اإلسالمية‬ ‫وافقت على بيان القمة‬ ‫مفكرة‬
‫ـودي ــة ب ـي ـن ـمــا ه ــي أب ــدت‬ ‫ف ــي ال ـس ـع ـ ّ‬
‫اعتراضها عليه‪ .‬ويقول السنيورة‬
‫ردوا عـ ـل ــى الـ ـح ــرب‬ ‫ّإن الـ ـ ـع ـ ــرب ّ‬
‫بالديبلوماسية (هي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلسرائيلية‬
‫ّ‬
‫نـ ـف ــس امل ـ ـقـ ــاومـ ــة ال ــدي ـب ـل ــوم ــاس ــي ــة‬
‫الــذي قادها السنيورة‪ ،‬كبديل عن‬
‫العسكرية‪ ،‬والـتــي أفضت‬ ‫ّ‬ ‫املقاومة‬
‫إل ــى ت ـحــريــر م ـ ــزارع شـبـعــا وت ــال‬
‫كفرشوبا وقرية الغجر)‪ُ .‬ويطم ِئن‬
‫ال ـس ـن ـي ــورة إس ــرائ ـي ــل ب ــال ـق ــول ّإن‬
‫عسكريًا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يهددوا إسرائيل‬ ‫العرب لم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اق الروك والبلوز‬
‫ّ‬ ‫عش‬ ‫يا‬ ‫ي باألوضة»‪:‬‬ ‫يل‬ ‫«الفيل‬ ‫موريس لوقا‪...‬‬ ‫َ‬ ‫عدنية شبلي‪...‬‬
‫ّ‬ ‫«ب ِّري» في بيروت‬
‫كالم السنيورة يمكن أن يصدر عن‬
‫ّ‬
‫ديبلوماسي إسرائيلي‪ ،‬لكنه صادر‬ ‫جوي فياض في انتظاركم‬ ‫إبراهيم وأمه واأللزهايمر‬ ‫االحتالل والتهجير‬
‫أميركيًا)‬ ‫ّ‬ ‫عن رئيس وزراء ُ(مختار‬ ‫يحتضن «مسرح مونو»‪ ،‬بدءًا‬
‫ّ‬ ‫فياض‬ ‫باتت محطة جوي ّ‬ ‫الخميس املقبل‪ ،‬مسرحية‬ ‫من‬ ‫َ‬
‫«ب ِّري» هو عنوان مقطوعة‬ ‫يدعو نادي ‪ ،Bookoholics‬بعد‬
‫فحص دم في وطنيته ألنه‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫يرفض‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫(الصورة) في ‪NOW Beirut‬‬ ‫«الفيل يلي باألوضة» (كتابة‬ ‫موريس لوقا (الصورة)‬ ‫غد السبت‪ ،‬إلى مناقشة «تفصيل‬ ‫ٍ‬
‫م ـشــى ف ــي ّم ـظ ــاه ــرة ع ــروب ــي ــة في‬ ‫(األشرفية) شبه ثابتة ضمن‬ ‫وإخراج‪ :‬إبراهيم خليل‪/‬‬ ‫الجديدة التي ّ‬
‫يقدمها في ‪20‬‬ ‫ثانوي» (‪ 2017‬ـ «اآلداب») في‬
‫شـبــابــه‪ .‬ويــدلــل على رضــى العرب‬ ‫جولتها األسبوعية على‬ ‫الصورة‪ ،‬تمثيل‪ :‬فاديا التنير‬ ‫كانون الثاني (يناير) الحالي‬ ‫‪ .Kalei‬رواية الفلسطينية عدنية‬
‫عن إسرائيل بالقول ّإن محمد بن‬ ‫الفضاءات البيروتية‪ .‬هكذا‪،‬‬ ‫وعلي السمرا‪ ،‬سينوغرافيا‪:‬‬ ‫في «مترو املدينة» بمشاركة‬ ‫شبلي التي ألغى «معرض‬
‫العربية؟)‬ ‫ّ‬ ‫زايــد (معبود الجماهير‬ ‫تلتقي عازفة الغيتار واملغنية‬ ‫جالل الدين الجبري‪ ،‬تصميم‬ ‫عازف اإليقاع اللبناني خالد‬ ‫فرانكفورت الدولي للكتاب»‬
‫التقى مع الرئيس اإلسرائيلي‪ ،‬في‬ ‫يها غدًا‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫محب ّ‬‫ُ‬
‫اللبنانية الشابة‬ ‫إضاءة‪ :‬عالء ميناوي)‪ .‬العمل‬ ‫ياسني وعازف الكمان املصري‬
‫ّ‬
‫«طوفان‬
‫ّ‬ ‫تكريمها على خلفية‬
‫إشارة إلى أنه ليس من حقد عربي‬ ‫الجمعة ضمن حفلة يتوقع‬ ‫الذي يندرج ضمن برنامج‬ ‫تتكون املقطوعة‬ ‫أيمن عصفور‪.‬‬ ‫األقصى»‪ ،‬تعتبر انعكاسًا للغة‬
‫ض ـ ّـد إســرائ ـيــل‪ .‬ويــأخــذ السنيورة‬ ‫أن تجمع فيها بني عناوينها‬ ‫«مدرسة بيروت للمسرح وفنون‬ ‫من «مايكروتونال» غيتار‬ ‫والحرب والعنف والتجربة‬
‫(بالنيابة عن إسرائيل) خطر حزب‬ ‫الخاصة‪ ،‬وتحديدًا تلك‬ ‫األداء»‪ ،‬يتمحور حول «فؤاد»‬ ‫وكمان‪ ،‬إضافة إلى إيقاعات‬ ‫الفلسطينية في التهجير‬
‫الله على إسرائيل (وليس العكس)‬ ‫التي تندرج ضمن ألبومها‬ ‫الذي يواجه تحديات في بيروت‪،‬‬ ‫حية وإلكترونية‪ ،‬وهو بمثابة‬ ‫والحياة تحت االحتالل‪ .‬في آب‬
‫ّ‬ ‫‪ّ ،1949‬‬
‫عـل ّــى مـحـمــل ال ـج ـ ّـد‪ ،‬وي ـق ــول إنـ ــه ال‬ ‫‪ Reveries of Joy‬الصادر في‬ ‫بعد إصابة والدته باأللزهايمر‪.‬‬
‫ّ‬
‫امتداد أللبومه األخير «ساعة‬ ‫تخيم كتيبة عسكرية‬
‫ُيقلل من خطر الحزب عليها (يبدو‬ ‫عام ‪ ،2021‬ومختارات‬ ‫التكيف والتعايش مع‬ ‫يحاول‬ ‫الحظ» (صادر عن «نورثرن‬ ‫إسرائيلية في صحراء النقب‪،‬‬
‫تستعيدها من الريبرتوار‬ ‫املستجدات‪ ،‬وتحسني التواصل‬ ‫سباي»‪« /‬ساب روزا»‪)2021 ،‬‬ ‫حيث ُيشتبه بوجود ّ‬
‫ممر‬
‫ّأن األخـطــار على إســرائـيــل تشغل‬ ‫عدة‪،‬‬‫الغنائي الغربي ألنماط ّ‬ ‫مع أمه‪ ،‬واالهتمام بتفاصيل‬ ‫الذي «يأخذه العمل نحو عالم‬
‫ّ‬
‫للمتسللني العرب‪ .‬بعد أكثر‬
‫خضم الحرب على‬ ‫ّ‬ ‫باله كثيرًا ـ ـ وفي‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫على رأسها الروك املستقل‬ ‫حياتهما اليومية‪.‬‬ ‫صوتي مختلف»‪ ،‬وفقًا للنص‬ ‫ً‬ ‫من ‪ 50‬عامًا‪ ،‬تذهب موظفة‬
‫غ ــزة)‪ .‬ويــذكــر السنيورة إسرائيل‬ ‫والبلوز روك‪.‬‬ ‫التعريفي الخاص بالنشاط‪.‬‬ ‫ّ‬
‫فلسطينية صوب املنطقة ساعية‬
‫ـأن «ال ـع ــرب واإلســرائ ـي ـلـ ّـيــن على‬ ‫بـ ّ‬ ‫ّ‬
‫مسرحية «الفيل يلي باألوضة»‪ :‬من‬ ‫إلى كشف مالبسات حادثة جرت‬
‫نفس املوجة» بالنسبة إلى موضوع‬ ‫حفلة جوي ّفياض‪ :‬غدًا الجمعة ـ‬ ‫الخميس ‪ 11‬حتى األحد ‪ 14‬كانون‬ ‫َ«ب ِّري» ملوريس لوقا‪ :‬السبت ‪20‬‬ ‫في املعسكر‪.‬‬
‫يريد السنيورة في‬ ‫ً‬
‫النووي اإليراني‪ً .‬‬ ‫مساء ـ ‪NOW‬‬ ‫الساعة التاسعة‬ ‫الثاني ‪ 2024‬ـ الساعة السابعة‬
‫ً‬
‫كانون الثاني ‪ 2024‬ـ الساعة‬
‫ً‬
‫ختام املقالة شراكة مع إسرائيل‪.‬‬ ‫‪( Beirut‬شارع سليم بسترس ـ‬ ‫مساء ـ «مسرح مونو»‬ ‫والنصف‬ ‫مساء ـ «مترو املدينة»‬ ‫التاسعة‬ ‫غد‬
‫مناقشة «تفصيل ثانوي»‪ :‬بعد ٍ‬
‫األشرفية ـ بيروت)‪ .‬لالستعالم‪:‬‬ ‫(األشرفية ـ بيروت)‪ .‬لالستعالم‪:‬‬ ‫(الحمرا ـ بيروت)‪.‬‬ ‫السبت ـ الساعة الحادية عشرة‬
‫‪01/211122‬‬ ‫‪70/626200‬‬ ‫لالستعالم‪76/309363 :‬‬ ‫صباحًا ـ مقهى ‪( Kalei‬رأس بيروت)‪.‬‬

‫¶ اإلعالنات‬ ‫¶ المكاتب‬ ‫¶ المدير الفني‬ ‫¶ مجلس التحرير‬ ‫¶ رئيس التحرير‬


‫الوكيل الحصري ‪ads@al-akhbar.com 01/759500‬‬ ‫‪/AlakhbarNews‬‬
‫صالح الموسى‬ ‫أمل األندري‬ ‫ابراهيم األمين‬
‫¶ التوزيع‬ ‫بيروت ــ فردان ــ شارع دونان ــ سنتر‬ ‫محمد وهبة‬
‫شركة األوائل‬ ‫‪@AlakhbarNews‬‬ ‫كونكورد الطابق الثامن‬ ‫¶ مدير التحرير المسؤول‬
‫وليد شرارة‬
‫‪15‬ــ ‪ 01 /666314‬ــ ‪03 / 828381‬‬ ‫وفيق قانصوه‬
‫¶ تلفاكس‪01759597 01759500 :‬‬ ‫دعاء سويدان‬ ‫صادرة عن‬
‫¶ الموقع االلكتروني‬ ‫¶ ص‪ .‬ب ‪113/5963‬‬ ‫جمال غصن‬ ‫شركة أخبار بيروت‬
‫‪/AlakhbarNews‬‬
‫‪www.al-akhbar.com‬‬ ‫حسين سمور‬

You might also like