Professional Documents
Culture Documents
الأب
الأب
الأب
ما من بشر في الحياة آال وحمل مشاعر اتجاه االخرين سواء كانت خبيثه او طيبه ومن هنا
تولدت العالقات االجتماعية الذي يكون االصل في تميزها عن بعضها البعض المتعلق بالعاطفه وان كان
رابط الزوجي مبنى عن المود والمحبه بين الزوجين لقوله تعالى :ان خلق لكم من انفسكم ازواجا
تسكنوا اليها وجعل بينكم ولهرحمه ان في ذلك اليات لقوم يتفكرون
المشهد االول
اسره الفقيره ولدت مريم واحالم بنت العم علي قد ولدت في احضان العنف والقسوه بانواعها منذ ان فتح
امهم التي تزوجت ابيهما عن اكراه لقد حفظت مريم واحالم قصة زواج والديهما قبل ان
تحفظا كلماتهما األولى حفظت انينا امهماورضعت حليبا ممزوجا بالدموع الحزن والقسوى
هكذا ترعرعت ونمت حتى اصبحت فتاتين مجردتين من االحساس مجرد جسم يحمل صفات انثى ا
جسد
يحمل كل انواع القسوه والحرمان ولم تعرف من معنى كلمه اب اال في الروضه
المشهد الثاني
احد االيام عندما كانت مريم في الروضه طلبت منها المربية أن تنشد انشوده عنوانها ابي الحنون
رات صديقاتها تركض نحو ابيها الذي جاء الصطحابها فتوقفت لتراقب الطريقه التي يعامل فيها االب
ابنته
بدات الفتاه تنشد بفرح ووالدها يضحك سعيدا ثم حملها على كتفه قائال يا رائعتي
أسرعت مريم الى البيت لتنشد هي االخرى على ابيها االنشوده لعلها تحظى بقبله من والدها
الذي لم يقبلها يوما وفي طريقه المنزل كانت تكرر كلمات االنشوده كي ال تنساها وعندما وصلت وجد
ابيها كالعاده يصرخ ويتعامل بكل قسوه مع اختها وامها وفي وسط كل ذلك كانت تردد مريم في خاطرها
عبارات االنشوده
قائله :
‘’ابي الحنون ,يا ابي الحنون ,يا نور المنزل من اجلنا كم تتعب ,ابي الحنون ,يا ابي الحنون ,يا منبع
وفي اليوم التالي اطلبت المربية من مريم ان تنشد عل مسامعها االنشودة ألنها
ت تعرف قدرتها على الحفظ صعد ت مريم وصمت الطويالمتجهمة الوجه مطاطئه الراس
تعجبت المربية من ذلك النها تعرف ان مريم تلميذ نجيبه قالت لها :ال باس ان كنت لم تحفظيها نساعدك
جميعا للبدء
فاجهشت بالبكاء النها لم تستطع لبراءتها ان تنشد شيئا خاطئا ابوها ليس رجال حنونا بل رجل قوي
ومخيف وكثير الصراخ وهو ليس نور المنزل االيام في غيابي والمها واختها نعيم
كما الحظت المربية ان مريم اصبحت عدائيه وعنيفه مع اصدقائها وكيفيه الجلوس لوحدها تسلب اشيائهم
وكانت كلما ترجع الى المنزل تقول المها :متى اكبر يا امي كي استطيع حمايتك من ابي
القاسي
كانت االم تجيبها وهي تمسح دموعها قائله :ليس كبر حجمك هو الذي سيحميني والمراه
ضعيفه ولكن اريدك انت واختك ان تدرس جيدا وتحقق احالمكم لكي ال تصبح مثلي
وبقيت االختين ينظران الى عيني امهما وقد رسمت لهم طريقا من االمل ممزوجين بدموع الظلم والقسوه
و تتالت االيام وكبرت مريم واختها وعندما نجحت مريم في البكالوريا ارادت ان تلتحق بالجامعه لكن
اباها كان لها بالمرصاد اذ كانت الصياد الماهر صيد كل ضحكاتها وزينتها قائال :لماذا كل هذه
وكان يعلق على كل تفاصيلها كبيرًة كانت أو صغيره اال ويقدم قسوته
ولم تستطع الفتاتين ان تسال ابوهما على هذه القسوه او اطلب اي تفسير النهما كان يخافان خوف
شديد لكن كان في ذهنهما سؤال نشا منذ الطفوله الى ان كبرت البنتين ولم يجد له جوابا فكانت مريم تسال
اختها :
لماذا ابونا ليس كبقيه االباء لماذا ال يكون حنون علينا ماذا فعلنا يعاملنا بهذه القسوه ما الخطا الذي
اتخذناه لكي يعاقبنا هكذا هل هو الفقر ?هو السبب ام اننا ولدنا انثتين ?
وكانت مريم تسال نفسها دائما لماذا بعض االباء اخذوا من االبوه اال اسمها فقط ال صفاتها الم لم يبلغهم
قول النبي صلى هللا عليه وسلم :اذ قال من ولدت له ابنه فلم يؤدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليه آدخله هللا
الجنه
فمن يحن علينا غير ابي ومن يحتوينا غيره ومن يعطف علينا غيره اذ كان مكانه فارغا
حاسب قبل ان تحاسبوا بين يد هللا على ما قدمتم لبناتكم من عقوق وقسوه ال تجعلو ابنائكم يتمنون اباء
غيركم