‫الدرس العاشر‬ ‫‪LIMAM‬‬

‫‪Signataire numérique :LIMAM‬‬

‫‪DN :G=LIMAM, C=DZ Algeria,‬‬
‫‪E=hlimam@hotmail.com, OU=univ‬‬
‫‪Alger 3, L=DZ Algeria, CN=LIMAM‬‬
‫د‪ .‬محمد حليم ليمام‪ -‬الدولة واملجتمع املدني في الجزائر‪ -‬السداس ي ‪-3‬مج ‪1‬‬
‫‪Date:2023.12.15‬‬
‫‪23:27:31 +01:00‬‬

‫‪ .2‬في أثر بنية المجتمع المدني على الدولة‪:‬‬

‫يمكن فهم العالقة بين الدولة والمجتمع المدني من زاوية بنية وقيم المجتمع الجزائري‪ .‬فقد‬
‫حيز كبي اًر من الدراسات والبحوث‪ ،‬خاصة بعد أحداث أكتوبر ‪ ،1988‬والتي جرى خاللها‬
‫أخذت ّاً‬
‫رفع شعارات كلها حول العودة إلى اإلسالم‪ ،‬والتعريب‪ ،‬واالهتمام باألمازيغية كثقافة وطنية‪ ،‬والتنديد‬
‫التذمر من المشكالت االجتماعية‪.‬‬
‫بالمظالم االجتماعية‪ ،‬و ّ‬
‫تحتل قضية االندماج الوطني مكانة بارزة عند تناول بينية المجتمع‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬التركيز على التجانس واالندماج الوطنيين دون نكران ّ‬
‫التنوع‪.‬‬
‫التنوع واسترداد الهوية اإلثنية دون نكران مطلق‬
‫‪ -‬التركيز قبل كل شيء على مسألة ّ‬
‫لما هو سائد‪.‬‬
‫هناك اهتمام بالتركيب الديني والمذهبي واإلثني والقبلي عند معالجة بنية المجتمع‪ ،‬وخاصة‬
‫التصاعد "القبائلي" (المنطقة الجغرافية والعرقية)‪ ،‬بدون إغفال االستخدام المتق ّ‬
‫طع للشاوية والميزابية‬
‫والطرقية كهويات ثقافية تبحث عن البروز مثل القبائلية‪ ،‬إلى جانب الصراعات المذهبية المفتعلة‪،‬‬
‫على رغم وحدة المذهب في المجتمعات المغاربية‪ ،‬والتي يدين أغلبها باإلسالم السني المالكي‪.‬‬
‫انقسام البعد األمازيغي للهوية الجزائرية إلى ثقافات فرعية‪ ،‬قد زاد من تعددية المجتمع وانغالق‬
‫بعض فئاته مثالً بني ميزاب‪.‬‬
‫لقد حاولت العديد من التنظيمات تشجيع وتغذية نزعة التمييز بين أبناء الوطن الواحد‪،‬‬
‫الحس بالوالء واالنتماء الوطني‪ ،‬وخلخلة تماسك المجتمع‪ .‬وهناك توظيف سياسي للتنوع‬
‫وإضعاف ّ‬
‫يميز المجتمع الجزائري‪ ،‬من أبرز مؤشراته‪ :‬ظهور أحزاب دينية وأخرى إثنية‪-‬جهوية‪،‬‬
‫الذي ّ‬
‫ضيقة ومصلحية‪ .‬مثالً‪ ،‬يستند حزب‬
‫ظف الموروث األمازيغي ألغراض ّ‬ ‫وجمعيات تطوعية تو ّ‬
‫يصنف ضمن األحزاب العلمانية‪ ،‬إلى البعد‬
‫التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية(‪ )RCD‬والذي ّ‬
‫الضيق‪ .‬كما يجري توظيف التنوع الثقافي للضغط على السلطة أحيانا أخرى‪،‬‬
‫ّ‬ ‫األمازيغي‪-‬القبائلي‬
‫حيث تضغط الجمع يات التي تستخدم الموروث االمازيغي للضغط على الحكومة‪ ،‬وتلجأ إلى‬
‫العنف‪ ،‬وتصل مطالبها إلى التنديد بالنظام والمعارضة معاً‪ ،‬وتدعو إلى استبدال اللغة العربية‬
‫كلغة رسمية باألمازيغية‪.‬‬
‫المتنوعة من تحاول تعريض البناء االجتماعي لعدم االستقرار‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كذلك من الجماعات الدينية‬
‫حيث يلجأ البعض إلى توظيف التنوع ألغراض سياسية ودينية ضيقة تؤثّر في شبكة العالقات‬
‫االجتماعية‪ ،‬وأدخلت المجتمع في صراعات معّقدة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الدرس العاشر‬ ‫د‪ .‬محمد حليم ليمام‪ -‬الدولة واملجتمع املدني في الجزائر‪ -‬السداس ي ‪-3‬مج ‪1‬‬

‫تلعب األزمات االجتماعية (فقر‪ ،‬بطالة‪ ،‬أمية جريمة‪ ،‬فساد‪ ،‬ظلم) دور في زعزعة التوازنات‬
‫وتشكل تحديات تواجه البالد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والعالقات االجتماعية‪،‬‬
‫وهناك مسألة القيم الجديدة(وخاصة الغربية) والتي أحدثت تناقضاً مع الثقافة الجزائرية‬
‫األصيلة‪ ،‬وصار التعّلق بها احتقار للثقافة األصلية‪ .‬هذا ما أدى الحقاً إلى تقسيم الذات الواحدة‬
‫ومكوناتها إلى ذوات متعادية‪ .‬فقد أخذ الطابع العنيف بين فئات اجتماعية كانت إلى وقت قريب‬ ‫ّ‬
‫شك عملية اإلدراك لدى الفرد‪ ،‬وبالتالي إمكانية‬
‫طل بال ّ‬ ‫تبدو منسجمة عقائدياً وثقافياً‪ ،‬مما ع ّ‬
‫استيعابه للقيم المشتركة و ِّّ‬
‫المشكلة لوعي ذاته والدخول في عالقات تبادلية مع القيم اإلنسانية بصفة‬
‫عامة‪.‬‬
‫استمرار تعايش العالقات األولية والثانوية (القبلية والقرابية والعائلية أو األسرية) في المجال‬
‫يمكن األفراد من االندماج الكامل‬ ‫الحضري وّفر ّ‬
‫تنوعاً هائالً في العالقات والثقافات الفرعية‪ ،‬بما ّ‬
‫فيها أو الحصول على حاجاتهم‪ .‬لكن هذا ال ينفي استمرار انغماس ساكن الحضر في جماعات‬
‫أولية) لم يتخّلص منها)‪ ،‬وهذا ما ُيضعف المجتمع المدني‪ ،‬حيث يميل الجزائري على الروابط‬
‫القرابية‪.‬‬
‫ال يزال التضامن الوطني والشعور بوحدة المصير السمة الغالبة‪ ،‬على الرغم من األزمات‬
‫مرت بها الدولة‪ ،‬لكن تظل مجموعات وتنظيمات تعمل على تكريس التشرذم‪ ،‬وإذكاء‬ ‫التي ّ‬
‫الخالفات‪ ،‬ال سيما في ظل األوضاع الراهنة‪.‬‬
‫يميز القيم السائدة مجتمعياً هو وجود ثنائيات متناقضة "عربي ـ بربري"‪" ،‬مفرنس ـ‬
‫إذا ما ّ‬
‫معرب"‪" ،‬سلفي ـ حداثي"‪ ،‬إلى جانب بروز إشكالية كبرى تتمثل في وجود أشكال ّ‬
‫متعددة للقيم‬ ‫ّ‬
‫يتداخل بعضها مع البعض اآلخر‪.‬‬
‫المشوه للثقافة الغربية‪ ،‬خلق صراعاً مستداماً‬ ‫النقل‬
‫ثم إن ّ‬ ‫ًّ‬
‫ّ‬ ‫إن دور االستعمار كان كبي اًر جدا‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫بين األصالة والقيم الحديثة التي ُمسخت في أنماطها السلبية من القيم االستهالكية المظهرية‬
‫والترفيه‪ .‬هذا ما يظهر في سلوك وقيم النشطاء االجتماعيين والقيادات التي تحمل شعار‬
‫الديمقراطية مثالً‪ ،‬وهي من أكثر الناس تقليدية وبدوية وتسلطية على المستوى الحزبي والسياسي‬
‫العام‪.‬‬

‫‪LIMAM‬‬
‫‪Signataire numérique :LIMAM‬‬
‫‪DN :G=LIMAM, C=DZ Algeria,‬‬
‫‪E=hlimam@hotmail.com,‬‬
‫‪OU=univ Alger 3, L=DZ‬‬
‫‪Algeria, CN=LIMAM‬‬
‫‪Date:2023.12.15‬‬
‫‪23:27:51 +01:00‬‬

‫‪28‬‬