Professional Documents
Culture Documents
نسخة من علماء الفيزياء
نسخة من علماء الفيزياء
نسخة من علماء الفيزياء
عندما بلغ نيوتن سن الثامنة عشر وافقت أمه على إعداده لدخول الجامعة ،حيث التحق بجامعة كامبردج في إنجلترا ،فأمضى في كلية
اإلدارة 4سنوات إلى أن تخرّ ج منها في عام 1665م بدرجة البكالوريوس ،ومن الجدير بالذكر أ ّنه اكتسب أثناء دراسته في الجامعة
عالقات جيدة مع أساتذة الرياضيات ،أمثال إسحق بور الذي آمن بقدرات نيوتن الرياضية وشجّ عه على أن يُنمّي هذه القدرات
ويطوّ رها .حياة إسحق نيوتن العملية ُأغلقت جامعة كامبردج في نهاية ستينيات القرن الخامس عشر بسبب انتشار وباء الطاعون في
أنحاء إنجلترا ،فعاد جميع الطلبة إلى منازلهم بمن فيهم نيوتن الذي رجع إلى أمه في البيت الريفي الذي نشأ فيه ،وكان عمره حينها
23عاماً ،فبقي فيه مدة 18شهراً ،وخالل هذه الفترة استطاع ابتكار القوانين األساسية لعلم الميكانيكا وطبقها نظريا ً على األجرام
السماوية ،وتم ّكن من اختراع وسائل حساب التفاضل والتكامل ،كما عمِل على وضع أسس اكتشافاته البصرية الكبرى ،وفي عام
1667م التحق نيوتن بجامعة كامبردج بعد أن ُأعيد فتحها ،ولكن هذه المرة لم يكن طالبا ً بل عمل بمهنة تدريس صغيرة ،واستمر
فيها إلى أن أت ّم سن السادسة والعشرين ليصبح أستاذاً في الرياضيات خلفا ً لمعلمه السابق إسحق بارو ،وفي تلك الفترة أجرى نيوتن
تجارب على الضوء ،واستطاع اكتشاف وجود الطيف ،وذلك بعد حلّل أشعة الشمس عبر منشور ،وعند بلوغ سن الثالثين سطع نجم
نيوتن وأصبح معروفا ً كواضع نظريات ،كما أنه استمر في معالجة نظرياته بالسر؛ بسبب إزعاج النقاد له .الصفات الشخصية
ُعجب نيوتن بالجدل العلمي الذي ُتحدثه ابتكاراته واكتشافاته ،حيث كان يتعرّ ض للعديد من االنتقادات التي أزعجته إلسحق نيوتن لم ي َ
وأثارت غضبه ،مما دفعه إلى إبقاء معظم اكتشافاته دون نشر وفضّل عدم اإلعالن عنها ،وقد أمضى حياته في االبتكار واالكتشاف،
أعزب ،وكان يوصف أثناء تدريسه في جامعة َ وإجراء التجارب في الخيمياء ،واالهتمام بفهم التسلسل التاريخي للكتاب المقدس ،فبقي
كمبردج بأنه شارد الذهن في معظم الوقت ،وكان معطا ًء ومتنا ً لآلخرين ممّن ساعدوه في إنجاز أعماله ،وتميّز بشخصيته
المتواضعة ،حيث قال قبل وفاته بقليل" :أعرف كيف أبدو للعالم ،ولكن بالنسبة لنفسي كنت أبدو طفالً يلعب في شاطئ البحر وبين
الفينة والفينة أتحول اللتقاط حصاة أكثر نعومة أو صدفة أجمل من العادية ،بينما يرقد أمامي محيط من الحقائق لم يُكتشف بعد"]١[.
ّ
لخص نيوتن مكتشفاته وابتكاراته في كتاب واحد أسماه المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية ،وتكوّ ن هذا الكتاب من ثالثة أجزاء،
وهي :الكتاب األول :اشتمل هذا الجزء على قوانين نيوتن في الحركة ،وهي :القانون األول :ينصّ على أنّ الجسم الساكن يبقى ساكنا ً
ما لم تؤثر عليه أي قوة خارجية ،والجسم المتحرك يبقى متحرّ كا ً بنفس معدل السرعة واالتجاه ما لم تؤثر عليه قوة خارجية .القانون
الثاني :ينصّ على أنّ كمية القوة ُتحسب بمعدل تغيّر الحركة ،وهو ما يُعرف بالتسارع .القانون الثالث :ينصّ على أنّ الفعل يُسبّب رد
مساو له في المقدار ،ومعاكس له في االتجاه .الكتاب الثاني :حيث اشتمل على توضيح األفكار الواردة في الكتاب األول،ٍ فعل
باإلضافة إلى أفكار خاصة بالمقاومة المتعلقة بالحركة .الكتاب الثالث :تضمّن استنتاجات نيوتن بمبادئ الحركة والجاذبية ،من خالل
مالحظة األشياء المتصلة باألرض ،فطبّق ذلك على حركة األرض والكواكب المحيطة بالشمس
ً
مقاومة للتلف في عام 1699م تولّى إسحق نيوتن منصب مدير إلدارة سك النقود ،واستطاع تطوير وتحسين صناعة النقود ،فجعلها
والعفن ،وفي عام 1703م استلم منصب رئيس الجمعية الملكية البريطانية ،وحظي برتبة فارس في عام 1705م ،حيث منحته إياه
الملكة آن ،واستمر في ذلك المنصب إلى أن تو ّفي في العشرين من شهر آذار من عام 1728م ،عن عُمر يُناهز 85عاماً ،وشارك
بتشييع جنازته عدد كبير من الناس الذين تقدّمهم رجال الدولة والنبالء ،فعلى الرغم من أنه كان رياضيا ً إال أنه ُدفن بمظاهر تكريم
الملوك ،وتم دفنه في كنيسة وستمنستر ،وقد حظي برثاء الشعراء؛ فقال الشاعر بوب عنه" :إنّ الطبيعة وقوانينها كان يلفها ظالم الليل
وقال ا
حملت األنباء مفاجأة سارة عام 1979عندما فاز العالم الباكستاني محمد عبد السالم بجائزة نوبل للفيزياء ،باالشتراك مع
شلدون غالشو وستيفن واينبرغ .كانت مفاجأة ألن وسائل إعالمنا العربية ،قلما اهتمت بالعلم أو العلماء ،لكن انجازات
عبد السالم العلمية كانت متواصلة وبارزة عالميا قبل ذلك التاريخ بعدة سنوات .فقد اصبح عضوا في الجمعية الملكية
البريطانية عام 1959وكان عمره آنذاك 33سنة ،ليكون واحدا من أصغر العلماء الذين انضموا إليها.
ولد محمد عبد السالم عام 1926في البنجاب التي كانت جزءا من الهند الخاضعة للحكم البريطاني.
في سن الرابعة عشرة حاز على أعلى عالمة حتى ذلك التاريخ في امتحان القبول في جامعة البنجاب .وفي عام ،1944
حاز على بكالوريوس في الرياضيات .علما أنه كان مبدعا في اللغتين :االنجليزية واألردو .أراده أبوه موظفا في الدولة،
لكنهم لم يقبلوه ألنه يرتدي النظارات.
في عام 1946حصل على الماجستير في الرياضيات من جامعة الهور ،وأرسل في بعثة إلى كيمبرج لدراسة
الرياضيات والفيزياء .تحداه المشرف أن يحل مسألة في نظرية الميزونات ،كان قد عجز عنها ديراك وفاينمن ،فحلها
خالل ستة اشهر .حاز على الدكتوراه عام 1951بفضل أبحاث أساسية في الديناميكا الكهربائية الكمومية ،ومنح جائزة
آدمز تقديرا إلنجازه.
بعد حصوله على الدكتوراه عاد إلى جامعة الهور ليعمل مدرسا للرياضيات ،حتى عام .1954حاول أن يطور المناهج،
فأدخل مادة الميكانيكا الكمومية للمرحلة الجامعية األولى ،لكن عميد الكلية الغاها ،فدرّ سها مساء خارج المنهاج .ثم سعى
إلنشاء معهد أبحاث فيزيائية في الهور فواجه معارضة قوية من زمالئه.
في عام 1954غادر إلى كيمبرج أستاذا للرياضيات .واصبح عضوا في الجمعية الملكية عام 1959ثم غادر إلى جامعة
برنستون األمريكية حيث التقى أوبنهايمر .في عام 1960عاد إلى باكستان ،وتلقى دعما قويا من الرئيس محمد أيوب
خان ،حيث أصبح مستشارا علميا للحكومة الباكستانية ( )1974-60ولعب دورا مهما في إرساء البنية التحتية العلمية.
أسس لجنة الفضاء وطور لجنة الطاقة النووية ،وعمل على إرسال 500مبعوثا في الفيزياء للخارج .وفي عام 1961
عقد اتفاقية مع ناسا إلنشاء مرفق أبحاث فضائية في بلوخستان.
في عام ،1964أنشأ المركز الدولي للفيزياء النظرية في تريستا ،شمال شرق ايطاليا .واصبح أول مدير للمركز .وقد
سمي باسمه بعد وفاته .وفي عام 1965عقد اتفاقية نووية مع كندا واتفاقية أخرى مع الواليات المتحدة لتزويد باكستان
بمفاعل أبحاث صغيرة.
في عام 1974غادر باكستان محتجا بعد أن اعتبر البرلمان أن األحمدية مذهب غير اسالمي -وكان عبد السالم من عائلة
تنتمي لطائفة األحمدية التي أسسها ميرزا غالم أحمد عام .1889
إنجازاته العلمية:
كرّ س عبدالسالم نفسه لدراسة الرياضيات والفيزياء النظرية ،وإلجراء أبحاث فيهما ،لكنه لم يعتبر االنشطار النووي
جزءا رياديا من الفيزياء.
بدأ بدراسة الديناميكا الكهربائية الكمومية ونظرية المجال الكمومي (الكوانتمي) .اهتم بدراسة المتواليات الرياضية
وعالقتها بالفيزياء .شملت أبحاثه نظرية النيوترينو .ودرس تحلل البروتون ،والقوى الكهربائية النووية الضعيفة ،وبوزون
هغز ،والفوتونات المغنطيسية .وسعى لتوحيد القوى األساسية األربع :القوى النووية القوية ،والضعيفة والكهرمغنطيسية
والجاذبية.
وعندما فاز بجائزة نوبل عام 1979مع زميليه ،تضمن إعالن لجنة الجائزة العبارة التالية " ...تقديرا لمساهمتهم في
نظرية التفاعل الضعيف والكهرمغنطيسي الموحد بين الجسيمات األولية ،بما في ذلك تو ّقع التيار المحايد الضعيف".
صفاته:
اتصف عبد السالم بتواضع العلماء وعظمتهم .كان يلجأ إليه أشخاص من مختلف أنحاء العالم يطلبون النصح ،فيستمع
إليهم بصبر ،حتى لو تحدثوا لغوا .احترم الجميع ،وساعد الجميع .وحسب تعبير غالم مرتضى ،أستاذ فيزياء البالزما في
جامعة الهور ،كان بإمكانه أن يستخلص الجواهر من الرمال.
حاز عبد السالم على 32ميدالية ووساما وجائزة .تزوّ ج مرتين .وكانت زوجته الثانية أستاذة الفيزياء الحيوية الجزيئية
في جامعة أكسفورد.
وقد عمل لباكستان في مجال الفيزياء وما يرتبط بها ما عجز الكثيرون عن عمله ،أو حتى عن تخريبه وتعطيله
● ابن سينا
هو أبو علي الحسين ابن سينا ،فيلسوف إسالمي وطبيب وعالِم في مجاالت العلوم الطبيعية والرياضيات ،ولد في عام
980ميالدي في أفشانا القريبة من بُخارى ،وأبوه هو عبد هللا مواليد مدينة بلخ وأمه سيتارا من مدينة تاجك ،ويُعد ابن
سينا من أكثر الشخصيات الفلسفية واألطباء تأثيراً في العالم اإلسالمي وأوروبا في فترة العصور الوسطى ،إذ إن كتبه
درس في جامعات أوروبا حتى القرن السابع عش واكتشافاته بالطب كانت ُت َ
] لقد حرص عبد هللا على تلقي ابنه ألفضل تعليم حيث إ ّنه كان طفالً نبيها ً وذكياً ،حيث إنه في سن العاشرة ختم القرآن
وأنهى دراسته له وأصبح بارعا ً في اللغة العربية وآدابها ،ث ّم اتجه إلى دراسة الشريعة اإلسالمية ،والفقه ،والفلسفة،
وبقي فيها لمدة 6سنين ،ثم أصبح طبيبا ً في سن الثامنة عشر وكان قد درس الطب منذ الثالثة َ والمنطق ،والعلوم الطبيعية،
عشر من عمره ،وأصبح له سُمعة معروفة في الطب في بلده وما حولها ،في حين أنه اشتهر في أوروبا بعد ترجمة أعماله
إلى الالتينية والعبرية وانتشارها فيها
حياته كان عبد هللا والد ابن سينا يعمل محافظا ً في إحدى القُرى ،ثم انتقل مع عائلته إلى بُخارى وعمل في وظيفة إدارية
أيضا ً لدى نوح بن منصور سلطان بُخارى ،ومن ثم بدأ ابن سينا التعلم في مجال الفقه مع معلمه إسماعيل الزاهد ،وبعدها
اتجه إلى دراسة الطب مع عدد من المعلمين ،وقد وصف ابن سينا مجال الطب بالسهل .فيما بعد قام ابن سينا بمعالجة
السلطان منصور بن نوح بعد أن ُأصيب بمرض حي ََّر أطباء المدينة ،فكافئه السلطان وسمح له بالدخول إلى مكتبة السمانيد
الملكية الخاصة به ،مما ساعد ابن سينا في تعليمه الذاتي للفلسفة والعلوم ،حيث بدأ في الكتابة في عمر 21عاماً ،إذ كتب
في مجاالت عِ دّة كالرياضيات والهندسة وعلم الفلك ،والفيزياء ،والميتافيزيقيا ،وعلوم اللغة ،والشعر ،والموسيقى
توفي ابن سينا في عمر الثامنة والخمسين في عام 1037ميالدي في إيران ،بسبب مرض في جهازه الهضمي مما أدى
الى ألم في معدته ،وقام بالتبرع بجميع ما يملك للعبيد والجمعيات الخيرية قبل وفاته[.