Partie 2 Introduction Au Droit

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫املبحث ‪ :5‬تنظيم املحاكم‬

‫‪ -1‬محاكم القضاء العدلي‬


‫‪ o‬محاكم النواحي‬
‫ينظر قاض ي الناحية ابتدائيا إلى نهاية سبعة آالف دينار في الدعاوى املدنية الشخصية‬
‫والدعاوى املتعلقة باملنقول ومطالب أداء الديون التجارية‪.‬‬
‫وينظر أيضا في حدود اختصاصه في إصدار األوامر بالدفع واألذون على العرائض‪.‬‬
‫ويختص بالحكم ابتدائيا‪:‬‬
‫‪ -‬في قضايا النفقات التي ترفع إليه بصفة أصلية‪ .‬وينفذ الحكم بقطع النظر عن‬
‫االستئناف‬
‫‪ -‬في دعاوى الحوز‪.‬‬
‫وال ينظر استعجاليا إال‪:‬‬
‫‪ -‬في مطالب العقل التحفظية عندما يكون املبلغ املطلوب من أجله العقلة ال يتعدى حدود‬
‫نظره‪.‬‬
‫‪ -‬في مطالب إجراء املعاينات املتأكدة‬
‫‪ -‬في الصعوبات الناشئة عن تنفيذ األحكام الصادرة عنه ولو وقع نقضها استئنافيا‬
‫‪ -‬في مطالب توقيف تنفيذ أحكامه املعترض عليها‬
‫‪ -‬في مطالب التمكين من نسخة تنفيذية أخرى من األحكام الصادرة عنه حسب مقتضيات‬
‫الفصل ‪ 254‬من مجلة املرافعات املدنية والتجارية‪.‬‬
‫‪ o‬املحاكم االبتدائية‬
‫تنظر املحكمة االبتدائية‪ ،‬ابتدائيا في جميع الدعاوى عدا ما خرج عنها بنص خاص‪ .‬وتنظر‬
‫استئنافيا في األحكام الصادرة ابتدائيا عن قضاة النواحي التابعين لدائرتها‪.‬‬
‫‪ o‬محاكم االستئناف‬
‫تختص املحاكم االستئنافية بالنظر فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬في استئناف األحكام الصادرة عن املحاكم االبتدائية التابعة لدائرتها‬
‫‪ -‬في استئناف األحكام االستعجالية الصادرة الصادرة عن رئيس املحكمة االبتدائية‬
‫وكذلك األوامر بالدفع‪.‬‬
‫‪ -‬في استئناف األحكام املتعلقة بمرجع النظر‪.‬‬
‫‪ o‬محكمة التعقيب‬
‫تنظر محكمة التعقيب في جميع األحكام النهائية‪.‬‬
‫‪ o‬املحكمة العقارية‬
‫تختص املحكمة العقارية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬البت في مطالب التسجيل العقاري بنوعيه االختياري واإلجباري‪.‬‬
‫‪ -‬النظر في مطالب تحيين الرسوم‬
‫‪ -‬النظر في الطعن في قرارات لجنة تحيين الرسوم‬
‫‪ -‬النظر في الطعن في قرارات حافظ امللكية العقارية‬
‫‪ -2‬محاكم القضاء اإلداري‬
‫‪ o‬املحكمة اإلدارية‬
‫تختص الدو ائر االبتدائية للمحكمة اإلدارية ابتدائيا بالنظر في جميع النزاعات ذات‬
‫الصبغة اإلدارية عدا ما أسند لغيرها بنص قانوني خاص‪ .‬وهي تنظر في‪:‬‬
‫‪ -‬دعاوى تجاوز السلطة التي ترفع إللغاء املقررات الصادرة في املادة اإلدارية‪ .‬هذه املقررات يمكن‬
‫أن تكون فردية أو ترتيبية صادرة عن سلط عمومية مركزية أو جهوية أو محلية‪ .‬ويمكن أن‬
‫تصدر على سبيل املثال في مادة الوظيفة العمومية على غرار القرارات املتعلقة باملناظرات‬
‫والتسميات والتأديب والترقية واإللحاق وغيرها من القرارات املتعلقة باملسار املنهي للموظفين‬
‫العموميين‪ ،‬وكذلك القرارات الصادرة في املادة العمرانية على غرار قرارات الترخيص في البناء أو‬
‫قرارات إيقاف األشغال والهدم أو أمثلة التهيئة العمرانية‪ .‬ويمكن أن تكون تلك القرارات صادرة‬
‫في مادة الضبط اإلداري كالقرارات املتعلقة بالترخيص في ممارسة نشاط أو قرارات الغلق‬
‫وكذلك القرارات املتعلقة برخص السياقة وجوازات السفر‪ .‬كما يمكن أن تتعلق هذه القرارات‬
‫بتسيير واستغالل األراض ي الدولية الفالحية واألراض ي االشتراكية‪ .‬وكذلك القرارات التي تصدر‬
‫في مادة الصفقات وتكون منفصلة عن العقود مثل قرار إسناد صفقة عمومية والقرارات‬
‫املتعلقة باإلشغال الوقتي للملك العمومي‪ .‬والقرارات املتعلقة بالترسيم واالمتحانات والتأديب في‬
‫املؤسسات التعليمية العمومية والقرارات املتعلقة بمعادلة الشهائد العلمية‪.‬‬
‫‪ -‬وتنظر الدوائر االبتدائية في الطعون في قرارات الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات املتعلقة‬
‫بالترشحات لالنتخابات البلدية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬كما تنظر في الطعون املوجهة ضد قرارات الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات املتعلقة بالترشح‬
‫النتخابات املجلس األعلى للقضاء‪ ،‬والطعون في النتائج األولية‪.‬‬
‫‪ -‬وتنظر الدوائر االبتدائية كذلك في الدعاوى املتعلقة بالعقود اإلدارية‪ ،‬على غرار الدعاوى‬
‫املتعلقة بتنفيذ صفقات عمومية أو عقود خدمات أو لزمات‪.‬‬
‫‪ -‬كما تنظر الدوائر االبتدائية في الدعاوى املتعلقة باملسؤولية الطبية واملسؤولية من أجل‬
‫األضرار الناتجة عن األعمال غير الشرعية لإلدارة مثل االستيالء واألضرار املترتبة عن املنشآت‬
‫العمومية واألضرار املترتبة عن األشغال العمومية أو من أجل أضرار غير عادية ترتبت عن أحد‬
‫األنشطة الخطرة لإلدارة‪.‬‬
‫تختص الدو ائراالستئنافية بالنظر في‪:‬‬
‫‪-‬استئناف األحكام الصادرة عن الدوائر االبتدائية باملحكمة اإلدارية واألحكام الفردية الصادرة‬
‫عن رؤساء الدوائر االبتدائية دون التحقيق واملرافعة‪.‬‬
‫‪-‬استئناف األحكام االبتدائية الصادرة عن املحاكم العدلية في املادة اإلدارية في نطاق اختصاص‬
‫مسند إلى تلك املحاكم بقانون خاص وذلك ما لم ينص القانون املذكور صراحة على اختصاص‬
‫املحاكم العدلية بالنظر استئنافيا في تلك األحكام‪ .‬وذلك على غرار الطعون املوجهة ضد األحكام‬
‫الصادرة عن املحاكم االبتدائية العدلية في مادة الترشحات لالنتخابات التشريعية‪.‬‬
‫‪-‬استئناف األذون واألحكام االستعجالية الصادرة في املادة اإلدارية عن رؤساء الدوائر االبتدائية‬
‫للمحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬استئناف القرارات الصادرة عن مجلس املنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬استئناف القرارات الصادرة عن الهيئة العامة للتأمين‬
‫‪ -‬استئناف القرارات الصادرة عن لجنة الخدمات املالية املنصوص عليها بمجلة إسداء الخدمات‬
‫املالية لغير املقيمين‪.‬‬
‫‪ -‬استئناف األحكام الصادرة عن الدوائر االبتدائية للمحكمة اإلدارية في الطعون املتعلقة‬
‫بالترشحات لالنتخابات البلدية والجهوية‪.‬‬
‫‪ -‬استئناف األحكام الصادرة عن الدوائر االبتدائية للمحكمة اإلدارية في الطعون املتعلقة‬
‫بالترشحات النتخابات املجلس األعلى للقضاء والنتائج األولية‪.‬‬
‫‪ -‬استئناف القرارات الصادرة عن هيئة النفاذ إلى املعلومة طبقا ألحكام الفصل ‪ 31‬من القانون‬
‫األساس ي عدد‪ 22‬لسنة ‪ 2016‬املؤرخ في ‪ 24‬مارس ‪ 2016‬املتعلق بالحق في النفاذ إلى املعلومة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وتنظر الدوائر االستئنافية للمحكمة اإلدارية ابتدائيا في‪:‬‬
‫‪ -‬القرارات الصادرة عن املجلس األعلى للقضاء واملتعلقة باملسار املنهي للقضاة وكذلك‬
‫القرارات الصادرة في املادة التأديبية للقضاة‬
‫‪ -‬القرارات الصادرة عن الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات في مادة الترشحات لالنتخابات‬
‫الرئاسية والنتائج األولية لالنتخابات الرئاسية والنتائج األولية لالنتخابات التشريعية‬
‫واالنتخابات البلدية والجهوية واالستفتاء‪.‬‬
‫تختص الدوائر التعقيبية بالنظر في الطعون املوجهة ضد األحكام النهائية الصادرة عن‬
‫الدوائر االستئنافية للمحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫كما تنظر في الطعون املوجهة إلى األحكام الصادرة عن املحاكم االستئنافية العدلية واملتعلقة‬
‫ببعض نزاعات املهن الحرة‪ ،‬والنزاعات الجبائية على غرار النزاعات املتعلقة بالتوظيف اإلجباري‬
‫لألداء والنزاعات املتعلقة باالستخالص الجبري لديون الدولة والصناديق االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -3‬محاكم القضاء املالي‬
‫‪ o‬محكمة املحاسبات‬
‫(القانـون األساس ي عدد ‪ 41‬لسنة ‪ 2019‬املؤرخ في ‪ 30‬أفريل ‪ 2019‬املتعلق بمحكمة املحاسبات)‬
‫ملحكمة املحاسبات مرجع نظر قضائي وسلطة رقابة‪ ،‬فهي‪:‬‬
‫‪ -‬تقض ي في حسابات املحاسبين العموميين ويمكن لها ّإما بطلب من األطراف املعنية أو من تلقاء‬
‫نفسها مراجعة قرارات التصفية اإلدارية لحسابات املؤسسات العمومية والجماعات املحلية‬
‫التي ال تتجاوز ميزانيتها السنوية مبلغا يضبط بأمر حكومي‪.‬‬
‫‪ -‬تزجر أخطاء التصرف وفق الشروط املنصوص عليها بهذا القانون‪.‬‬
‫‪ -‬تمارس سلطة رقابة على حسابات وتصرف الهياكل املنصوص عليها بالفصل ‪ 7‬من هذا‬
‫القانون‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫املبحث ‪ :6‬اإلثبات ‪La preuve‬‬
‫تقتض ي ممارسة الحق الذاتي قضائيا إثباته‪ .‬فالحق غير املثبت غير موجود‪ .‬فال عجب أن‬
‫ترى جل األنظمة القانونية قد نظمت قواعد إثبات الحق‪.‬‬
‫وخصص املشرع ‪ le législateur‬لوسائل اإلثبات األحكام الواردة في مجال إثبات تعمير‬
‫الذمة وبراءتها " ‪ "La Preuve des Obligations et de celle de la Libération‬والتي‬
‫تضمنت الفصول من ‪ 422‬إلى ‪ 512‬من مجلة االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫وأوضح الفصل ‪ 427‬أن البينات املقبولة قانونا خمس وهي‪:‬‬
‫‪ -‬إقرار الخصم ‪L’aveu‬‬
‫‪ -‬الحجة املكتوبة ‪L’écrit‬‬
‫‪ -‬شهادة الشهود ‪Le témoignage‬‬
‫‪ -‬القرينة ‪La présomption‬‬
‫‪ -‬اليمين واالمتناع عن الحلف ‪Le serment‬‬
‫ويمكن تقسيم هذه الوسائل اعتمادا على قوتها الثبوتية إلى‪:‬‬
‫▪ الوسائل ذات الحجية امللزمة ‪ Les moyens de preuve parfaits‬وهي‬
‫وسائل اإلثبات الكاملة‪ .‬وتضم الكتب بنوعيه‪ ،‬اإلقرار واليمين الحاسمة‪.‬‬
‫وتتمتع هذه الوسائل بحجية مطلقة تجعلها قادرة مبدئيا على إثبات كل أمر‬
‫وال تخضع لتقدير القاض ي ويلزم هذا األخير بفصل النزاع لفائدة من استند‬
‫إليها‪.‬‬
‫▪ الوسائل ذات الحجية غير امللزمة وهي وسائل اإلثبات املنقوصة ‪Les‬‬
‫‪ moyens de preuve imparfaits‬وهي وسائل ال يمكن أن تثبت كل األمور‬
‫وتخضع للسلطة التقديرية للقاض ي أي أنه حر في ترتيب اآلثار الناتجة عنها‪.‬‬
‫وتضم هذه الوسائل الشهادة‪ ،‬القرائن القضائية واليمين االستيفائية‪.‬‬
‫يخضع مبدئيا إثبات العمل القانوني ‪ L’acte juridique 1‬إلى الوسائل الكاملة‪ ،‬في حين‬
‫يخضع مبدئيا إثبات الواقعة القانونية ‪ Fait juridique‬إلى كافة الوسائل منقوصة كانت‬
‫أو كاملة‪.‬‬

‫‪ 1‬التصرف القانوني‪ :‬هو أن اإلرادة تتجه إلى إحداث أثر قانونى معين‪ ،‬فيرتب القانون عليها هذا األثر‪ .‬مثل ذلك العقد‪ ،‬فهو تصرف قانونى يقوم‬
‫على تطابق إرادتين‪ ،‬وقد ينش ئ الحقوق الشخصية أو يكسب الحقوق العينية‪ .‬ومثل ذلك أيضا الوصية‪ ،‬فهي تصرف قانونـى يقوم على إرادة‬
‫منفردة‪ ،‬ويكسب الحقوق العينية‪ .‬والوفاء واإلبراء‪ ،‬األول تصرف قانونى يقوم على تطابق إرادتين‪ ،‬والثانى تصرف قانونى يقوم على إرادة منفـردة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إثبات العمل القانوني‬
‫يمتاز العمل القانوني ‪ acte juridique‬بدور ملحوظ لإلرادة فالتزام األمي الذي ال يحسن‬
‫الكتابة ال يمض ي حتى يتلقاه عدول أو غيرهم من املأمورين العموميين املأذونين في ذلك‬
‫(وفقا للفصل ‪ 454‬من مجلة االلتزامات والعقود‪ ،‬يشترط إقامة حجة رسمية إلثبات التزام‬
‫األمي)‪ .‬وعقد الزواج الذي هو عمل قانوني ال يثبت إ ال بالحجة الرسمية ‪acte‬‬
‫‪ authentique‬حسب الفصل ‪ 4‬من مجلة األحوال الشخصية‪.‬‬
‫أ‪-‬املبدأ ‪ :‬اعتماد الوسائل الكاملة‬
‫‪)1‬الكتب ‪L’écrit‬‬
‫لم يورد الفصل ‪ 473‬من مجلة االلتزامات والعقود إال الكتب إلثبات العمل القانوني الذي‬
‫تتجاوز قيمة موضوعه ‪ 3‬دينارات‪ .‬لكن يتفق فقهاء القانون بأن قراءة متكاملة ألحكام‬
‫اإلثبات تبيح قبول اإلقرار واليمين الحاسمة إلثبات املعامالت املذكورة‪.‬‬
‫وقد نص الفصل ‪ 441‬من مجلة االلتزامات والعقود على أن البينة بالكتابة تحصل من‬
‫الحجج الرسمية وغير الرسمية (دفاتر الخصوم‪ ،‬قوائم السماسرة املمضاة‪ .)...‬ويبقى‬
‫للمحكمة النظر فيما يستحق كل منها من االعتبار بحسب األحوال‪.‬‬
‫وتطبيقا للتصنيف املذكور للحجج املكتوبة‪ ،‬نظمت من مجلة االلتزامات والعقود األحكام‬
‫الخاصة بالحجج الرسمية (الفصول ‪ 442‬إلى ‪ ،)448‬بالحجة غير الرسمية (الفصول ‪449‬‬
‫إلى ‪ ،)460‬باملحررات التي تعد حجة مكتوبة (الفصول ‪ 461‬إلى ‪ )469‬وبنسخ الحجج‬
‫(الفصول ‪ 470‬إلى ‪.)472‬‬
‫ولعل أهم الحجج املعتمدة في القانون املدني هي‪:‬‬
‫الحجة الرسمية ‪L’acte authentique‬‬
‫ينص الفصل ‪ 442‬من مجلة االلتزامات والعقود على أن "الحجة الرسمية هي الحجة التي‬
‫يتلقاها املأمورون املنتصبون لذلك قانونا في محل تحريرها على الصورة التي يقتضيها‬
‫القانون"‪.‬‬
‫ويعني ذلك أن الحجة الرسمية ال يحررها إال املأمور العمومي املأذون في ذلك‪ .‬واملأمورون‬
‫العموميون هم‪:‬‬
‫‪ -‬عدول اإلشهاد وعدول التنفيذ‬
‫‪ -‬ضابط الحالة املدنية‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬حافظ امللكية العقارية‬
‫كما يعد من الحجج الرسمية أيضا ما يحرره القضاة رسميا وكل األحكام الصادرة عن‬
‫املجالس القضائية التونسية‪.‬‬
‫الحجة غير الرسمية ‪L’acte sous seing privé‬‬
‫تسمى الحجة الخطية‪ .‬وتتمثل في كل كتب ال تتوافر فيه شروط الكتب الرسمي ويكون‬
‫متضمنا إمضاء الطرفين‪ ،‬فاإلمضاء هو أهم عنصر لقيام الكتب الخطي إذ يشترط‬
‫القانون مثال أن يكون الكتب محررا من طرف األطراف أو أحدهم‪.‬‬
‫ال يتمتع الكتب الخطي بالحجية املطلقة التي يتمتع بها الكتب الرسمي وتاريخه ال يكون‬
‫ثابتا إزاء الغير إال من التواريخ التي حددها الفصل ‪ 450‬من مجلة االلتزامات والعقود ‪.2‬‬
‫الكتائب األخرى ونسخ الحجج‬
‫الكتائب هي حجج مكتوبة كدفاتر التجار ودفاتر السماسرة‪.‬‬
‫أما النسخ فتهم الحجج الرسمية والحجج الخطية‪ ،‬فالنسخة تعتبر مثل األصل إذ شهد‬
‫بصحتها املأمورون العموميين املأذونون بذلك أي العدول مثال بالنسبة لنسخة الحجة‬
‫الرسمية العادلة وضابط الحالة املدنية بوصفه مأمورا عموميا مخوال له حق اإلشهاد‬
‫باملطابقة لألصل بالنسبة للصور من الحجج الخطية‪.‬‬
‫‪ )2‬اإلقرار‬
‫هناك نوعان من اإلقرار‪:‬‬
‫‪ -‬اإلقرار الحكمي ‪ L'aveu judiciaire‬وهو " االعتراف لدى الحاكم من خصم أون‬
‫وكيله املأذون بخصوص ذلك بوجود الحق (الفصل ‪ 428‬من مجلة االلتزامات‬

‫‪ 2‬تاريخ الكتب الغير الرسمي معتبر بين املتعاقدين وورثتهم ومن انجر لهم حقوق منهم بصفة خاصة وبالنيابة عن مدينهم‪ .‬وال يكون التاريخ املذكور‬
‫حجة على الغير إال من التواريخ اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬من يوم تسجيل الكتب بتونس أو بالبالد األجنبية‪.‬‬
‫‪ -2‬من يوم إيداع الكتب تحت يد املأمور العمومي (كالعدل ونحوه)‪.‬‬
‫‪-3‬من يوم الوفاة أو من يوم العجز الثابت إن كان الذي أمض ى الحجة بصفة كونه عاقدا أو بصفة كونه شاهدا قد توفي أو عجز عن الكتابة‬
‫عجزا بدنيا ‪.‬‬
‫‪ -4‬من تاريخ االطالع على الكتب أو من تاريخ التعريف به من املأمور العمومي املأذون بذلك أو من حاكم بتونس أو بالبالد األجنبية‪.‬‬
‫‪-5‬من يوم تضمين الكتب بالعقد املحرر من املأمور العمومي املأذون بذلك بتونس أو بالبالد األجنبية‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا كان التاريخ ناتجا من بينات أخرى يترتب عليها الثبوت التام‪ .‬ومن انجر له حق من أحد الطرفين على وجه خاص يعتبر كاألجنبي فيما يتعلق‬
‫بمضمون هذا الفصل إذا لم يكن قيامهم في حق مدينهم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫والعقود)‪ .‬وينتج هذا اإلقرار كذلك من "سكون الخصم في مجلس الحكم إذا دعاه‬
‫للجواب"‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقرار غير الحكمي ‪ :L’aveu extrajudiciaire‬وهو الذي لم يصدر لدى املحاكم‬
‫وقد يحصل من كل فعل مناف ملا يدعيه الخصم‪.‬‬
‫‪ )3‬اليمين الحاسمة ‪Le serment décisoire‬‬
‫اليمين الحاسمة هي التي يوجهها أحد الخصمين على اآلخر حسما للنزاع (الفصل ‪ 492‬من مجلة‬
‫االلتزامات والعقود)‪.‬‬
‫ال توجه اليمين إال من خصم وعلى خصم في نفس النزاع وعلى فعله الخاص‪ .‬وليس للولد توجيه‬
‫اليمين على والديه وإنما له قلبها عليهما إن وجهاها عليه‪.‬‬
‫وأداء اليمين عمل شخص ي ال يمكن القيام به بواسطة وتؤدى بمكان العبادة أو باملحكمة التي‬
‫يعينها الخصم الذي وجهها وحسب ديانة من يؤديها‪.‬‬
‫ب) الحاالت االستثنائية‬
‫هي الصور التي يجوز فيها تجاوز القاعدة‬
‫‪ )1‬وجود بداية حجة مكتوبة‬
‫ال تعد وسيلة إثبات بل هي صورة من الصور االستثنائية التي تبيح إدخال استثناء على قاعدة‬
‫الفصل ‪ 473‬من مجلة االلتزامات والعقود وهي "عبارة عن كل كتب صدر من الخصم أو من‬
‫نائبه أو مما انجر له حق فيه‪ ،‬يقرب احتمال ما تضمنته الدعوى"‪.‬‬
‫ويعني ذلك أن شروط بداية الحجة املكتوبة تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬وجود كتب (رسالة‪ )...‬ال يمثل بطبيعة الحال حجة رسمية وال حجة خطية‬
‫‪ -‬صادر عن الخصم أو عمن ينوبه‬
‫‪ -‬ويجعل أمر االلتزام محتمال (مثال رسالة صادرة عن الخصم غير ممضاة يتعرض فيها‬
‫لصعوبات شخصية تحول دون أداء الدين)‪.‬‬
‫‪ )2‬تعذرالحصول على كتب أو تقديمه‬
‫قد يستحيل أحيانا ألسباب مادية أو معنوية إقامة الكتب أو الحصول عليه‪ .‬لذلك نص الفصل‬
‫‪ 478‬من مجلة االلتزامات والعقود على وجود مانع التعذر‪:‬‬
‫‪ -‬التعذر املادي‪ :‬يحصل لتقديم الكتب عندما يفقد الخصم الكتب بسبب أمر طارئ‬
‫ويجوز له في هذه الحالة االلتجاء إلى شهادة الشهود‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬التعذر املعنوي‪ :‬لم يورده الفصل ‪ 478‬من مجلة االلتزامات والعقود بصفة صريحة‬
‫ولكن يمكن االعتداد بالقوانين املقارنة التي اعتبرت التعذر املعنوي مانعا شرعيا لعدم‬
‫إقامة كتب‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬أقرت محكمة التعقيب بأنه "ليس املقصود من التعذر‬
‫االستحالة املطلقة وإنما مجرد مانع" كعدم تجرأ بنت األخت بمطالبة خالها بتحرير حجة‬
‫في الشركة التي عقدتها معه‪.‬‬
‫لكن التعذر املعنوي يثير صعوبة هامة تتمثل في الحد الذي يجب الوقوف عنده‪،‬‬
‫فالقرابة قد ال تبرر دائما وجود التعذر املعنوي‪.‬‬
‫‪ )3‬وجود فصول مبهمة أو معقدة بالكتب‬
‫إذا كان املراد إثباته أمور من شأنها ضبط معنى فصول مبهمة أو معقدة بالكتب وتعيين مدلولها‬
‫وإثبات إجراء العمل بها‪.‬‬
‫‪ )4‬العمل التجاري‬
‫يخضع العمل التجاري إلى حرية اإلثبات بكل الوسائل القانونية ويتأسس هذا االستثناء للفصل‬
‫‪ 473‬من مجلة االلتزامات والعقود على ضرورة تيسير التعامل التجاري‪.‬‬
‫‪ )5‬البند املخالف‬
‫يجوز لألطراف االتفاق على إدخال استثناء على قاعدة الفصل ‪ 473‬من مجلة االلتزامات‬
‫والعقود إذا اعتبرنا أن أحكام هذا الفصل متعلقة بمصلحة الخصوم ال بالنظام العام‪ .‬لكن‬
‫يستحيل هذا االستثناء في الحاالت التي يكون فيها الكتب وسيلة إثبات وشرط صحة في آن واحد‪.‬‬
‫ت) اعتماد الشهادة‬
‫ال تصدر الشهادة إال عن شخص أجنبي عن النزاع وال يتلقاها إال القاض ي نفسه‪ .‬كما ال يشترط‬
‫تعددهم إذ تكفي شهادة الشاهد الواحد‪.‬‬
‫أما عن شروط التجريح في الشهود‪ ،‬فتتمثل في الشروط التي تبيح للخصوم قبل حصول الشهادة‬
‫القدح في الشهود وطلب عدم سماع شهادتهم ألسباب مختلفة كالعداوة الواضحة مع الشاهد‬
‫أو وجود منفعة شخصية أو قبول هدية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إثبات الو اقعة القانونية‬
‫تثبت الواقعة القانونية بكل الوسائل الواردة بالفصل ‪ 427‬من مجلة االلتزامات والعقود‪ ،‬لكن‬
‫إثباتها عادة ما يتم بالشهادة والقرائن القضائية واليمين االستيفائية‪ .‬ويوجب املشرع أحيانا‬
‫إثبات بعض الوقائع بالكتب‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ جوازكافة الوسائل‬
‫ال تثبت الواقعة بالكتب أو باإلقرار أو باليمين الحاسمة‪.‬‬
‫إلى جانب الشهادة‪ ،‬يجوز إثبات الواقعة بالقرائن القضائية وباليمين االستيفائية املكملة لها‪.‬‬
‫القرائن القضائية‪ :‬هي التي يعهد للقاض ي باستخالصها إذا توفرت فيها مواصفات معينة أي إذا‬
‫كانت قوية ومنضبطة ومتعددة ومتضافرة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬آثار فرامل تدل على السرعة‪.‬‬
‫وال يجوز اعتماد القرينة القضائية لوحدها إلثبات واقعة قانونية‪ ،‬بل يجب أن تكون مقترنة مع‪:‬‬
‫‪-‬اليمين االستيفائية‪ :‬ينص الفصل ‪ 492‬من مجلة االلتزامات والعقود على أن "اليمين التي‬
‫يوجهها القاض ي من تلقاء نفسه على أحد الخصمين هي يمين االستيفاء"‪ .‬كما أنه ال يجوز قلب‬
‫هذه اليمين إذا أن الهدف منها تأييد أو توضيح أمر ثبت بحجة منقوصة‪ .‬وقد نص الفصل ‪508‬‬
‫من مجلة االلتزامات والعقود على أن "للقاض ي أن يوجه يمين االستيفاء على أحد الخصمين أو‬
‫عليهما لفصل الدعوى أو لتقدير املبلغ الذي يقع الحكم به"‪.‬‬
‫ب‪ -‬االستثناء‪ :‬اشتراط الكتب الرسمي‬
‫تشترط أحكام القانون عدد ‪ 3‬املؤرخ في ‪ 1‬أوت ‪ 1957‬املتعلق بتنظيم الحالة املدنية إثبات‬
‫واقعتين هامتين هما امليالد والوفاة‪ ،‬بالحجة الرسمية‪.‬‬

‫‪10‬‬

You might also like