Professional Documents
Culture Documents
Jaza 2 I
Jaza 2 I
Jaza 2 I
قسم الحقوق
محاور الدراسة:
إذا كان القانون الجنائي العام يحدد القواعد النظرية العامة والمجردة التي تطبق على
جميع الجرائم ومرتكبيها على السواء ،فإن القانون الجنائي الخاص هو ذلك القانون الذي يحدد
لنا كل جريمة على حدى مبينا أركانها والظروف المقترنة بها والتي قد تشدد أو تخفف من
عقوبتها وتحدد العقوبات المقررة لها.و بذلك يتضمن قانون العقوبات الجزائري في مجال التجريم
و العقاب قسمين أساسيين جمع فيهما أهم الجرائم و مختلف العقوبات المقررة لها .
فالقسم األول منه تضمن الجرائم الواقعة ضد الشيء العمومي وتشمل جرائم أمن الدولة
والتجمهر والجرائم ضد الدستور وضد السالمة العمومية والجرائم ضد النظام واألمن العموميين
وجرائم التزوير.
أما القسم الثاني جاء تحت عنوان الجرائم ضد األفراد تناول فيه الجرائم الواقعة ضد
األشخاص وتلك الواقعة ضد األموال ،وهو القسم محل دراستنا.
جرائم العنف تتضمن أساسا القتل والضرب والجرح وأعمال التعدي األخرى ،وهذه الجرائم
تكون مقصودة أو غير مقصودة.
-1القتل العمدي :يعتبر القتل العمدي من أخطر الجرائم الواقعة على النفس بالنظر الى
الضرر الناتج عنها وهو القضاء على حياة المجنى عليه .
يعرف القتل العمدي لدى الفقه بأنه إزهاق روح إنسان عمدا بغير حق بفعل إنسان آخر
وهو التعريف الذي اتفقت معه أغلب التشريعات الوضعية ،حيث عرفها المشرع في نص المادة
254منه أن القتل العمدي هو "إزهاق روح اإلنسان عمدا".
ومن هذا التعريف يمكن استخالص أركان جريمة القتل العمدي وهي:
أ -الركن المفترض:
يفترض القتل أن تكون الضحية فيه إنسانا حيا وقت ارتكاب الجريمة ،فال يقع القتل إال
على إنسان ،أما قتل الحيوان فهو مجرد مخالفة معاقب عليها بنص المادة 457من ق.ع كما
أن إعدام الجنين قبل والدته ال يعد قتال وإنما إجهاضا وهي جنحة معاقب عليها بنص المادة
304من ق.ع ،أما إذا كان المجنى عليه طفل حديث الوالدة ستخضع الجريمة لتكييف خاص
تناولته نص المادة 359المتعلقة بقتل األطفال.
واألصل أن يكون المجنى عليه حيا وقت ارتكاب الجريمة وإال اعتبر الفعل تشويها لجثة
وهي جنحة معاقب عليها بالمادة 153من ق.ع.
كما ُيفترض أن ترتكب الجريمة على شخص الغير ،فالقانون ال يعاقب على االنتحار وإن
كان ُيعاقب على المساعدة عليه المادة 273ق.ع.
وإذا وقع فعل القتل على إنسان كان قد مات دون علم الجاني كمن يطلق النار على ميت
قصد قتله فالجاني هنا ال يكون قاتال ألننا أمام صورة من صور الجريمة المستحيلة ويختلف
الرأي لدى الفقه بالنسبة لتجريم الشروع في هذه الحالة بين االتجاه الموضوعي الذي يرفض
العقاب على الجريمة المستحيلة ألنه ال يمكن البدء في تنفيذها أصال والنية وحدها ال تكفي
لتكوين الشروع ،في حين يعتبر أصحاب النظرية الشخصية أن هذا الفعل هو شروعا في قتل
خاب أثره لسبب خارج عن إرادة الفاعل.
ويتمثل في القيام بعمل إيجابي من شأنه أن يؤدي إلى الموت ويتكون هذا الركن من ثالثة
عناصر :السلوك اإلجرامي ،إزهاق الروح ،عالقة السببية بين السلوك والوفاة.
وهو النشاط الذي يقوم به الفاعل لتحقيق النتيجة المعاقب عليها ،فاإلرادة وحدها حتى وإن
كانت حقيقية ومعلن عنها ال تشكل جريمة القتل وال حتى المحاولة.
ويشترط أن يكون السلوك عمال إيجابيا وال تهم الوسيلة المستعملة ،بل يكفي أن يكون
الجاني قد أتى عمال يحدث الموت بأية طريقة كانت ،والغالب أن تكون وسيلة القتل مادية
كاستعمال السالح الناري أو أداة حادة أو قاطعة ،أو عن طريق الخنق ،اإلغراق ،تستثنى وسيلة
واحدة فقط وهي إعطاء مواد سامة فهي تخضع لتكييف خاص تسمى جريمة التسميم.
وال يشترط أن يتم القتل بصفة مباشرة أي بيد الجاني بل يكفي أن يهيأ وسيلة القتل
ويتركها تحدث أثرها بفعل الظروف ،مثال ذلك حفر حفرة في طريق الضحية حتى إذا مر عليها
سقط فيها ،ولكن هل يشترط أن تكون وسيلة القتل عمال ماديا لقيام الجريمة ذلك أن النص
المتعلق بالقتل عاما فهل يمكن مثال اعتبار العوامل النفسية وسيلة من وسائل القتل ذلك أنه ال
يوجد ما يستبعد العوامل النفسية كوسيلة من وسائل إحداث الوفاة طالما أن نص م 254ورد
بصيغة العموم كمن يطلق عيا ار ناريا على شخص كان بجواره شخص اخر توفي من شدة الفزع
في هذه المسألة يرى بعض الفقه انه حتى وإن لم يستبعد القانون هذه العوامل إال أنه ال يمكن
االعتماد عليها ليس ألنها غير مادية بل لعدم وضوح عالقة السببية التي تربط بين النتيجة
وهي القتل بالفعل المنسوب للمتهم.
كما أن اشتراط وقوع فعل إيجابي إلحداث القتل يطرح مسألة قانونية أخرى هي القتل
باالمتناع أو الترك التي أثارت نقاشا فقهيا كبي ار كما في حالة االمتناع العمدي عن مساعدة
الغير من الخطر الذي يحدق به الغرق مثال ،هل يتمثل االمتناع في هذه الحالة عمال إيجابيا
مكون للسلوك اإلجرامي لجريمة القتل (القتل باالمتناع).
في حقيقة األمر ال يعاقب المشرع الجزائري ص ارحة على القتل باالمتناع ،وإنما ّ
جرم هذه
األفعال في إطار جرائم خاصة جرائم االمتناع عن تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر أو
امتناع عن القيام بفعل لمنع وقوع جريمة الفعالن المنصوص عليهما في المادة 182ق.ع .كما
هو الحال في حالة األم التي تمتنع عن إطعام وليدها أو ربط الحبل السري له لقتله فيموت أو
مجرمة في القانون الجزائري تجريما خاصا
تتركه في مكان منعزل ليموت ،فمثل هذه األفعال ّ
بعنوان ترك األطفال والعاجزين المؤدي إلى الوفاة مع توافر نية إحداثها وهو الفعل المنصوص
عليه في المادة 318والمعاقب عليه بعقوبات القتل العمد والمادة 314المتعلقة بترك االطفال و
العاجزين وتعريضهم للخطرو المادة 269المتعلقة بمنع الطعام والعناية عن القصر األقل من
16سنة.
وهي النتيجة المترتبة على سلوك الفاعل وليس من الضروري أن تتحقق إثر نشاط الجاني
مباشرة فيمكن أن يكون بين النشاط والنتيجة فاصل زمني.
وإزهاق الروح يقتضي أن يكون المجنى عليه إنسانا حيا وال يقصد باإلنسان الحي الجنين
ألن مفهوم الحياة بالمفهوم الجنائي تبدأ ببداية عملية الوالدة الطبيعية أي اللحظة التي ينتهي
فيها اعتبار الكائن جنينا وهي لحظة ميالده حيث يبدأ منها االعتراف القانوني بالحياة التي
يشكل إهدارها قتال.
كما تثار هنا مسألة وقوع القتل على ميت التي تعد صورة من صور الجريمة المستحيلة
أي هل يمكن اعتبار القتل على ميت جريمة باعتباره صورة من صور الجريمة الخائبة ( شروع
) أم أنه ال يشكل أية جريمة نظ ار النتفاء المحل وهو اإلنسان الحي ،إن استحالة الجريمة تعود
إلى أحد السببين وهما محل الجريمة أو وسيلة تنفيذها ،فقد ترجع االستحالة إلى محل الجريمة
وهو بالنسبة لجريمة القتل "اإلنسان الحي" كما لو كان المجني عليه قد مات قبل إطالق
تصور الجاني وجوده فيه فأطلق الرصاص
الرصاص عليه أو لم يكن موجودا في المكان الذي ّ
وقد ترجع االستحالة إلى وسيلة تنفيذ الجريمة ،في هذه الحالة مسؤولية مرتكب الجريمة
المستحيلة ال تثار إال إذا كان جاهال وجه االستحالة في تنفيذ الجريمة ألنه لو كان يعلم تلك
االستحالة فمعنى ذلك انتفاء قصده الجنائي والقصد الجنائي من أركان جريمة القتل.
جريمة القتل العمد من جرائم النتيجة التي يتطلب فيها الركن المادي توافر رابطة سببية
بين فعل الجاني والنتيجة.
فلكي يتوافر الركن المادي في جريمة القتل العمدي يجب أن تكون الوفاة نتيجة لفعل
الجاني فال تقوم مسؤولية الفاعل عن القتل العمد لمجرد إسناد فعل القتل اليه بل يجب عالوة
على ذلك اسناد النتيجة الى الفعل اذا توافر القصد ،إال أنه قد يحدث أن يتم القتل باتحاد عوامل
أخرى إلى جانب فعل الجاني فيثور التساؤل حول الظرف الذي يعتبر فيه فعل الجاني سببا في
إحداث الوفاة.
نظرية تعادل األسباب ,نظرية السبب المباشر ،نظرية السبب النشط ,نظرية السبب
المالئم والتي أخذ القضاء الجزائري فيها بنظرية السبب المباشر والفوري و هكذا قضت المحكمة
العليا في قرار لها "يشترط لتحقق جريمة القتل العمد توافر رابطة السببية بين نشاط الجاني ووفاة
المجني عليه بحي ث إذا تدخل عامل خارجي بين نشاط المتهم وموت الضحية انقطعت رابطة
السببية وهكذا ال تقوم جريمة القتل العمد في حق صاحب بندقية صيد لم يخفها في مكان آمن
األمر الذي سهل ألخيه الصغير أخذها واستعمالها في واقعة قتل عمد ألن عدم إخفاء السالح
و إن كان يعد إهماال إال أنه لم يكن سببا مباش ار في وفاة المجني عليه".
ج -القصد الجنائي:
القصد العام :يتمثل في جريمة القتل العمد في اتجاه إرادة الفاعل إلى إتيان فعل القتل مع
علمه بأن محل الجريمة إنسان حي وأن من شأن فعله أن ينتج عنه وفاة هذا اإلنسان.
القصد الخاص :جريمة القتل العمد من جرائم القصد الخاص التي تتطلب قصد جنائي
خاص إلى جانب القصد العام ،يتمثل القصد الخاص في نية قتل المجني عليه أو إزهاق روحه
يسأل من يكره على إتيان الفعل ،وال تأثير
(انصراف إرادة الجاني وعلمه إلى إزهاق الروح فال ُ
للباعث في قيام الجريمة كمن يزهق روحا خوفا من العار أو لوضع حد لعذاب المجني عليه
الذي يحتضر.
د -الجزاء:
تطبق على القتل العمد عقوبة أصلية وعقوبات تكميلية وتشدد العقوبة حال توافر ظروف
التشديد وتخفف مع ظروف مخففة.
.1العقوبات:
-العقوبات التكميلة :وهي العقوبات المنصوص عليها في م 9ق.ع وتكون إما إلزامية
أو اختيارية.
تأمر المحكمة وجوبا بهذه العقوبة في حالة الحكم بعقوبة جنائية وتكون مدة الحرمان بـ10
سنوات على األكثر تسري من يوم انقضاء العقوبة األصلية أو اإلفراج على المحكوم عليه.
-الحجر القانوني :في حالة الحكم بعقوبة جنائية تأمر المحكمة وجوبا بالحجر القانوني
ويتمثل الحجر القانوني في حرمان المحكوم عليه من ممارسة حقوقه المالية أثناء تنفيذ العقوبة
األصلية وتبعا لذلك تُدار أمواله طبقا لإلجراءات المقررة في حالة الحجر القانوني.
-المصادرة الجزئية لألموال :تنص المادة 15مكرر 1ق.ع في حالة اإلدانة الرتكاب
جناية تأمر المحكمة بمصادرة األشياء التي استعملت أو كانت ستستعمل في تنفيذ الجريمة أو
التي تحصلت منها والهبات والمنافع األخرى التي استعملت لمكافأة مرتكب الجريمة مع مراعاة
حقوق الغير حسن النية.
عالوة على العقوبات التكميلية اإللزامية يجوز للجهات القضائية الحكم على الجاني
بالعقوبات التكميلية االختيارية المتمثلة في تحديد اإلقامة ,المنع من اإلقامة ,المنع من ممارسة
مهنة أو نشاط وإغالق المؤسسة نهائيا أو مؤقتا ،الحظر من إصدار الشيكات و/أو استعمال
بطاقات الدف ع واإلقصاء من الصفقات العمومية ،سحب أو توقيف رخصة السياقة أو إلغاؤها مع
المنع من استصدار رخصة جديدة ،سحب جواز السفر.
.الفترة األمنية:
نصت المادة 276مكرر على أنه في حالة الحكم بعقوبة سالبة للحرية مدتها تساوي أو
تفوق 10سوات تطبق على المحكوم عليه بقوة القانون فترة أمنية مدتها تساوي نصف العقوبة
المحكوم بها وتكون مدتها 15سنة في حالة الحكم بالسجن المؤبد.
( المقصود بالفترة األمنية حرمان المحكوم عليه من تدابير إجازة الخروج والتوقيف المؤقت
لتطبيق العقوبة واإلفراج المشروط والوضع في الورشات الخارجية والبيئة المفتوحة والحرية
النصفية).
-الظروف المشددة:
تتحول العقوبة األصلية المقررة لجناية القتل العمد من عقوبة السجن المؤقت إلى عقوبة
اإلعدام حال توافر ظرف من الظروف المشددة األربعة التالية:
-اقتران القتل بسبق اإلصرار أو الترصد
تعرف المادة 256من ق.ع سبق اإلصرار بأنه عقد العزم قبل ارتكاب الفعل على
االعتداء على شخص معين أو حتى على شخص يتصادف وجوده أو مقابلته حتى ولو كانت
هذه النية متوقفة على أي ظرف أو شرط كان.
-التصميم السابق :مرور فترة من الزمن بين العزم على ارتكاب الجريمة وبين تنفيذها.
-التفكير والتدبير.
-الترصد :عرفته المادة 257ق.ع :انتظار شخص لفترة طالت أو قصرت في مكان أو أكثر
وذلك إلزهاق روحه.
القتل يمكن أن يقترن بسبق إصرار دون ترصد في حين من الصعب تصور قتل بترصد
دون سبق إصرار.
نصت المادة 263ق.ع 1/على عقوبة اإلعدام إذا سبق القتل أو صاحب أو تلى جناية
أخرى ،يشترط لتحقق هذا الظرف توافر ثالث شروط:
-البد من جريمة قتل .هذا الشرط غير متوفر بالنسبة للمتهم بالضرب العمدي المؤدي
إلى الوفاة دون قصد إحداثها.
-إذا ارتكب الجاني جريمة القتل لدفع تسلق أو ثقب األسوار أو تحطيم مداخل المنازل أو
األماكن المسكونة أو ملحقاتها إذا حدث ذلك أثناء النهار أما إذا حدث أثناء الليل يعتبر دفاع
مشروع.
بتوافر أحد هذه األعذار تخفض عقوبة السجن المؤبد أو اإلعدام فتصبح الحبس من سنة
إلى 05سنوات ويجوز أيضا ان يحكم على الجاني بالمنع من اإلقامة من 05إلى 10سنوات.
وال يستفيد من األعذار القانونية المخففة مرتكب جريمة قتل األصول ( 282ق.ع).
المحاضرة رقم 2
.1-2التسميم:
أ-أركان الجريمة:
أ 1-الوسيلة المستعملة :يتميز التسميم عن باقي الجرائم بالوسيلة المستعملة (مواد يمكن أن
تؤدي إلى الوفاة وأيا كانت كيفية استعمال تلك المواد).
السموم؛ وقد تكون هذه المادة حيوانا كالثعبان والعقرب ،أو نباتا كالفطر أو معدنا ،وهناك
مواد أخرى قاتلة بالرغم من عدم تصنيفها ضمن السموم كالسيدا ،الفيروس المادة المشعة،
فالقانون لم يحدد لنا قائمة أو وصف للمواد السامة فللقاضي اإلستعانة هنا بالخبراء ،وقد يكون
التسميم مستحيال إما بسبب طبيعة المادة أو بسبب الكمية المستعملة.
-االستعمال أو المناولة :تقوم جريمة التسميم أيا كانت طريقة استعمال المواد السامة
(طعام ,شراب فتح حنفية الغاز.)...
أ 2-النتيجة:
تعتبر جريمة التسميم تامة بتناول السم ولو لم يقض على حياة المجنى عليه ،فيعاقب
باإلعدام على التسميم مهما كانت النتيجة التي يؤدي إليها.
متى توافرت نية القتل فإن الجاني يسأل عن التسميم ،فمن يقدم مادة سامة إلى شخص
مع العلم بحقيقتها دون أن يقصد بذلك قتله فإذا نتج عن فعله الموت ال ُيؤاخذ على التسميم
وإنما يسأل عن جريمة إعطاء مادة ضارة أفضت إلى الموت وفق نص المادة 275ق.ع الفقرة
األخيرة.
أ 5-العقوبة:
تعاقب المادة 261ع لى جناية التسميم باإلعدام وتطبق على هذه الجريمة العقوبات
التكميلية اإللزامية واالختيارية كما تطبق على المحكوم عليه الفترة األمنية المنصوص عليها في
المادة 60مكرر.
: 3جريمة اإلجهاض:
يعرف المشرع اإلجهاض ،يمكن تعريفه فقها بأنه تعمد إنهاء حالة الحمل قبل األوان لم ّ
ويهدف إلى إخراج الحمل مبك ار من الرحم.
-النتيجة :إنهاء الحمل قبل األوان والحمل هو البويضة الملقحة منذ التلقيح إلى أن تتم
الوالدة الطبيعية ،وإذا خرج الحمل يستوي ان يكون حيا أو ميتا ومن ثم ال يهم إن كان الطفل قد
مات قبل عملية اإلسقاط أو أنه ولد حيا وظل على قيد الحياة رغم خروجه من الرحم فبل
األوان.
-يتصور الشروع في هذه الجريمة إذا لم تتحقق النتيجة المرغوبة أي إذا لم يحصل
اإلسقاط.
-الجريمة المستحيلة :يعاقب المشرع على الجريمة المستحيلة عندما يتعلق األمر
بإجهاض المرأة من قبل الغير إذ نصت المادة 304ق.ع ،على قيام الجريمة سواء كانت المرأة
حامال أو مفترض حملها.
* الوسائل المستعملة:
ال يعتد في جريمة اإلجهاض بالوسيلة المستعملة في الجريمة فالمادة 304تعاقب كل من
أجهض امرأة حبلى أو مفترض حملها بإعطائها مأكوالت أو مشروبات أو ادوية او باستعمال
طرق أو أعمال عنف او بأية وسيلة اخرى .مهما كانت الوسيلة المستعملة يجب إقامة الدليل
على أن الوسيلة المستعملة كانت السبب في اإلسقاط والفصل في هذه المسألة يعود لقاضي
الموضوع يسترشد فيه برأي الخبراء.
* القصد الجنائي:
يشترط لقيام الجريمة أن يحصل اإلجهاض أو يشرع فيه عمدا ،فمن تسبب بخطئه في
إجهاض امرأة حامل ال يعد مرتكبا لجريمة اإلجهاض ولكن الجرح الخطأ وإذا نتجت عن الفعل
الوفاة يعد مرتكبا للقتل الخطأ.
يتوافر القصد الجنائي بانصراف إرادة الجاني إلى ارتكاب الجريمة مع علمه بعناصرها،
فيجب أن يكون الجاني عالما بوجود الحمل أو بافتراضه فإن كان يجهل ذلك وأحدث فعله
إجهاضا فإنه ال يعاقب.
* الجزاء:
-العقوبة االصلية :تعاقب المادة 309المرأة التي تجهض نفسها أو تشرع فيه بالحبس
من ستة اشهر الى سنتين و بغرامة من 20.000الى 100.000دج
-العقوبة التكميلية :نصت المادة 311ق ع على أنه يطبق على المحكوم عليه بقوة
القانون المنع من ممارسة أية مهنة أو أداء أي عمل بأية صفة كانت في المؤسسات
العمومية او الخاصة للتوليد او ألمراض النساء كالمستشفيات ,العيادات ,دور الوالدة
-صورة إجهاض المرأة من قبل غيرها ( ) 306-305-304
العقوبة االصلية :تعاقب المادة 304كل من أجهض امرأة أوشرع في ذلك بالحبس من
سنة الى 5سنوات و بغرامة من 20.000الى 100.000دج
و إذا أفضى االجهاض الى الموت تكون العقوبة السجن المؤقت من 10الى 20سنة
الظروف المشددة
نصت المادة 305على تغليظ العقوبة السالبة للحرية في حالة االعتياد على ممارسة
اإلجهاض أو على المساعدة عليه.
* العقوبات التكميلية:
-المنع من ممارسة أية مهنة أو أداء أي عمل في مؤسسات التوليد وهي عقوبة إلزامية تطبق
بقوة القانون ( 311ق.ع).
-العقوبات التكميلية :المنع من اإلقامة ,المنع من ممارسة أية مهنة أو أداء أي عمل
في مؤسسات التوليد ,الحرمان من ممارسة المهنة.
-يعاقب على الشروع في جريمة اإلجهاض إذا لم تؤد الوسائل المستعملة إلى النتيجة
المرغوبة و قانون العقوبات يعاقب على الشروع حتى وإن كانت الجريمة مستحيلة كما في حالة
المرأة المفترض حملها.
-اإلجهاض المرخص به :نص المادة 308ق.ع :ال عقوبة على اإلجهاض إذا استوجبته
ضرورة إنقاذ حياة األم من الخطر متى أجراه طبيب أو جراح في غير خفاء وبعد إبالغه
السلطة اإلدارية (حالة الضرورة).
-الوسيلة المستعملة :تشترط المادة 310أن يقوم التحريض بوسيلة من الوسائل المحددة
على سبيل الحصر في:
* الجزاء:
تعاقب المادة 310على التحريض على اإلجهاض بالحبس من شهرين إلى 03سنوات
وبغرامة مالية من 20.000دج إلى 100.000أو بإحدى هاتين العقوبتين.
المحاضرة رقم 03
وتشمل جرائم الضرب ,الجرح ،أعمال العنف ،التعدي وهي األفعال المنصوص والمعاقب
عليها في المواد 264إلى 276وفي المادتين 442و 442مكرر من ق.ع.
-الضرب :يراد به كل تأثير على جسم اإلنسان وال يشترط أن يحدث جرحا أو يتخلف
عنه أثر أو يستوجب عالجا ،وفعل الضرب معاقب عليه في حد ذاته أيا كانت النتيجة المترتبة
عليه.
وقد يحصل الجرح بفعل شيء مادي قد يكون سالحا ناريا أو أداة قاطعة كالسكين أو
كالعصا والحجر أو واخزة كاإلبرة ،وقد يحصل الجرح أيضا بفعل حيوان كأن يحرض شخص
حيوانا على شخص آخر فيحدث له جروحا ،كما ال يشترط أن يكون الضرب على درجة من
الجسامة فقد يقع بقبضة اليد أو الرجل أو بالكف وقد يقع أيضا بأداة مادية.
ويجب أن تمارس هذه األفعال على شخص مهما كان سنه أو جنسه والقانون ال يعاقب
من يمارس العنف على نفسه.
-أعمال العنف األخرى :ويقصد بها تلك األعمال التي تصيب جسم الضحية دون أن
تؤثر عليه أو تترك أث ار فيه ،كلوي ذراع شخص ،دفع شخص للسقوط على األرض.
-التعدي :ويقصد بها تلك األعمال المادية التي وإن كانت ال تصيب جسم الضحية
مباشرة إال أنها تسبب لها إنزعاجا أو رعبا شديد من شأنه أن يؤدي إلى اضطراب في القوى
الجسدية أو العقلية كتهديد شخص بمسدس أو سكين.
:3أعمال العنف التي ينتج عنها عاهة مستديمة أو وفاة
-العاهة المستديمة :يقصد بها فقد منفعة عضو من أعضاء الجسم فقدا كليا أو جزئيا
سواء بفصل العضو أو بتعطيل وظيفته أو مقاومته على أن يكون ذلك بصفة مستديمة أي ال
ُيرجى شفاء منه ،وتقدير ذلك متروك لقاضي الموضوع يبت فيه بناء على حالة المصاب وما
يستخلصه من تقرير الطبيب.
لم يحدد القانون نسبة مئوية معينة للنقص الواجب توافره لتكوين العاهة المستديمة فيكفي
إثبات أن منفعة أحد األعضاء أو وظيفته قد فقدت ولو فقدان جزئي بصفة مستديمة.
وتنص المادة 3/264على أمثلة لما يعتبر عاهة مستديمة وهي :بتر أحد األعضاء،
الحرمان من استعمال أحد األعضاء ،فقد البصر ،فقد إبصار احدى العينين ،ويشترط لقيام
الجريمة وجود عالقة سببية بين الضرب و العاهة و لكن ال يشترط القانون أن يكون الجاني قد
-أعمال العنف المفضية إلى الوفاة دون قصد إحداثها :ال يشترط حصول الموت عقب
اإلصابة مباشرة فقد تحدث بعد اإلصابة بزمن طال أو قصر ولكن يشترط وجود الرابطة السببية
بين الضرب والوفاة وتلعب الخبرة الطبية هنا دور أساسي في الكشف عن هذه الرابطة.
( ال يمكن مساءلة المتهم إذا كانت الوفاة نتيجة إهمال جسيم من الضحية أو عدم كفاءة
الطبيب.)..
إذن يشترط لقيام جناية الضرب العمد المفضي إلى الموت توافر الرابطة السببية بين
الضرب الذي أوقعه الجاني على الضحية ووفاة هذه األخيرة ،إذا انتفت العالقة يسأل المتهم عن
جريمة الضرب فقط.
* الركن المعنوي:
تشترط جريمة الضرب والجرح العمد أو ممارسة عمل من أعمال العنف أو التعدي توافر
القصد العام والقصد الخاص ،ويتوافر ذلك متى ارتكب الجاني فعله عن إرادة وعلم بأن هذا
الفعل يترتب عليه المساس بسالمة جسم الضحية أو صحته.
* الجزاء:
ميز المشرع بين أربعة حاالت وذلك حسب النتيجة المترتبة على أعمال العنف.
ي ّ
.أعمال العنف العمد التي لم ينتج عنها مرض أو عجز كلي عن العمل لمدة تتجاوز 15
يوم.
المبدأ :مخالفة (م )1-442عقوبتها الحبس من 10أيام إلى شهرين وغرامة من 8.000
إلى 16.000دج وإحدى هاتين العقوبتين.
-الضحية قاصر ال يتجاوز 16سنة (م )269عقوبتها الحبس من سنة إلى 05سنوات والغرامة من
20.000إلى 100.000دج .و تشدد العقوبة اذا كان الجاني من االصول او ممن لهم سلطة عليه او
يتولون رعايته ( م )272لتصبح الحبس من 3الى 10سنوات و الغرامة من 20.000الى 100000دج
* اعمال العنف العمد التي نتج عنها مرض او عجز كلي عن العمل يفوق 15يوم
-المبدأ :جنحة (م )1/264وعقوبتها الحبس من سنة إلى 05سنوات وغرامة من 100.000إلى
500.000دج ،وتصبح جنحة مشددة إذا كانت:
-الضحية قاصر لم يتجاوز 16سنة (م )1/270وعقوبتها الحبس من 03إلى 10سنوات وغرامة
من 20.000إلى 100.000دج.
-الضحية قاصر لم يتجاوز 16سنة والجاني أحد األصول أو ممن لهم سلطة عليها أو يتولون
رعايتها ( )2/272عقوبتها السجن من 05إلى 10سنوات.
-الضحية من األصول مع توافر سبق اإلصرار أو الترصد (م 2/267ف أخيرة) ،عقوبتها السجن
من 10إلى 20سنة.
-الضحية من األصول مع توافر سبق اإلصرار أو الترصد (م /267ف أخيرة) العقوبة السجن المؤبد.
-الضحية قاصر لم يتجاوز 16سنة والجاني من األصول أو ممن لهم سلطة على الضحية أو يتولى
رعايتها (م )3/272عقوبتها السجن المؤبد.
* .الضرب والجرح العمد المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها.
-الضحية قاصر لم يتجاوز 16سنة مع ظرف االعتياد (م )3/271عقوبتها السجن المؤبد.
-الضحية قاصر لم يتجاوز 16سنة والجاني من األصول أو ممن لهم سلطة عليها أو يتولى رعايتها
(م )4/272عقوبتها اإلعدام.
* مواد الجنايات:
زيادة على العقوبة األصلية تطبق على المحكوم عليه بعقوبة جنائية عقوبتين تكميليتين إلزاميتين وهما:
كما يجوز الحكم على الجاني بالعقوبات التكميلية االختيارية المتمثلة في:
تحديد اإلقامة ،المنع من اإلقامة ،المنع من ممارسة مهنة او نشاط ،إغالق المؤسسة نهائيا أو مؤقتا،
الحظر من إصدار الشيكات و/أو استعمال بطاقات الدفع ،اإلقصاء من الصفقات العمومية ،سحب أو توقيف
رخصة السياقة أو إلغاؤها مع المنع من استصدار رخصة جديدة وسحب جواز السفر.
وتكون هذه العقوبات لمدة ال تتجاوز 10سنوات عدى تعليق أو سحب رخصة السياقة وسحب جواز
السفر التي مدتها ال تتجاوز 05سنوات.
* في مواد الجنح:
بالنسبة لجنحة الضرب والجرح العمد (م )1/264يجوز الحكم على الجاني بالحرمان من حق أو أكثر
من الحقوق الوطنية والمدنية والعائلية المنصوص عليها في م 9مكرر .1
-بالنسبة لجنحة الضرب والجرح العمد إذا نتج عنه عجز عن العمل لمدة تفوق 15يوم وكانت
ضحيته قاص ار لم تتجاوز 16سنة م.270
ونص على جنحة واحدة يجوز فيها المصادرة وهي الضرب والجرح العمد مع حمل سالح أو بالترصد
أو سبق اإلصرار (م .)266
ولقد أجاز قانون العقوبات الحكم على الشخص المدان الرتكاب جنحة بالعقوبات التكميلية اآلتية:
-المنع من ممارسة مهنة أو نشاط إذا ثبت أن الجريمة لها صلة مباشرة بالنشاط لمدة ال تتجاوز 05
سنوات.
-إغالق المؤسسة لمدة ال تتجاوز 05سنوات.
-سحب جواز السفر لمدة ال تتجاوز 05سنوات (م 16مكرر 16 -مكرر 16 ،1مكرر16 ،2
مكرر.)4،5 ،3
-الفترة األمنية :نصت المادة 276مكرر على تطبيق الفترة األمنية المنصوص عليها في م 60
مكرر على المحكوم عليه عند اإلدانة من أجل إحدى الجرائم المنصوص عليها في المواد ،266 ،265
.272 ،271 ،267
ففي حالة الحكم بعقوبة سالبة للحرية مدتها تساوي أو تفوق 10سنوات تطبق على المحكوم عليه بقوة
القانون فترة أمنية مدتها تساوي نصف العقوبة المحكوم بها وتكون مدتها 15سنة في حالة الحكم بالسجن
المؤبد.
و بالنسبة لباقي جرائم العنف التي لم تشر اليها م 276مكرر و التي يحكم فيها بعقوبة سالبة للحرية
مدتها تساوي او تزيد عن 5سنوات فإن الفقرة االخيرة من م 60مكرر تجيز لجهة الحكم تحديد فترة امنية ال
تتجاوز مدتها 3/2العقوبة المحكوم بها او 20سنة في حالة الحكم بالسجن المؤبد
-األعذار القانونية المخففة :وهي االستفزاز ،دفع تسلق أو ثقب أسوار أو تحطيم مداخل المنازل أثناء
النهار ,التلبس بالزنا (المواد 277إلى 279ق.ع).
في حالة قيام العذر تخفض العقوبة إلى الحبس من سنة إلى 05سنوات إذا اكانت العقوبة األصلية
هي اإلعدام أو السجن المؤبد وإلى الحبس من 06أشهر إلى سنتين إذا اكنت العقوبة األصلية هي السجن
المؤقت وإلى الحبس من شهر إلى 03أشهر إذا كانت العقوبة األصلية هي الحبس (جنحة م 283ق.ع).
جامعة تبسة
كلية الحقوق و العلوم السياسية
قسم الحقوق
محاضرات في مقياس القانون الجنائي الخاص و جرائم الفساد
لطلبة السنة الثالثة ليسانس قانون خاص
يمثل المال عصب الحياة ،لذا أولته كافة التشريعات عناية كبرى بهدف إضفاء الحماية
عليه من كافة أشكال الجرائم الماسة به كالسرقات والنصب خيانة األمانة...إلخ ،نتناول في هذا
المحور بعض صور الجرائم الماسة بالمال :جريمة السرقة -جريمة النصب واصدار شيك
.بدون رصيد-جريمة خيانة األمانة ، -وذلك العتبار هذه الجرائم أكثر شيوعا في المجتمع
":أوال :جريمة السرقة "المادة 350من قانون العقوبات
خصها المشرع بعقوبات رادعة تصل حد
تعتبر جريمة السرقة من أخطر الجرائم ،لذا ّ
.المؤبد اذا اقترنت بظروف التشديد كاستغالل ظرف الضحية وحمل السالح...الخ
الركن الشرعي :تنص المادة 350من ق.ع.ج على":كل من اختلس شيئا غير 1-
مملوك له يعد سارقا ويعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة من 100.000
.دجإلى . 500.000..دج .وتطبق نفس العقوبة على اختالس المياه والغاز والكهرباء
يجوز أن يحكم على الجاني عالوة على ذلك بالحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الواردة في
المادة
مكرر 1لمدة سنة على األقل وخمس سنوات على األكثر ،وبالمنع من اإلقامة طبقا للشروط 9
.المنصوص عليها في المادتين 12و 13من هذا القانون
ويعاقب على الشروع في هذه الجنحة بالعقوبات ذاتها المقررة للجريمة
".التامة
نستنتج من خالل نص المادة أن جريمة السرقة تقوم على ثالثة أركان
:وهي
.الركن المادي :وهو فعل االختالس وعدم رضا المالك أو الحائز عن اإلختالس •
،الركن المادي :ويتمثل في فعل االختالس ،وعدم رضا المالك أو الحائز عن اإلختالس2-
المقصود بفعل االختالس :لم يحدد المشرع معنى االختالس وهو الركن األساس في جريمة
السرقة ،وهو مصطلح واسع تدخل تحته جرائم عديدة كجرائم النصب واالحتيال وخيانة
األمانة ،لذا اجتهد الفقه والقضاء لوضع تعريف لهذا المصطلح فظهرت عدة نظريات
:نوجزها فيما يأتي
النظرية التقليدية :حيث عرفت محكمة النقض الفرنسية االختالس في السرقة 1.1.2-
على أنه":اغتيال مال الغير بدون رضائه ،حيث تميز بين السرقة وكل من جريمتي خيانة
األمانة والنصب ،فالجاني في جريمة النصب يحتال علي المجني عليه فيسلمه ماله برضاه ،كما
أن الجاني في جريمة خيانة األمانة يكون قد تسلم المال من المجني عليه بموجب عقد من
عقود األمانة ،فإن الجاني في جريمة السرقة ال يتسلم المال المسروق من المجني عليه وانما
ينتزعه ويأخذه أو ينقله من حيازة المجني عليه إلي حيازته دون رضاء المجني عليه ،غير أن
هذه النظرية تنطوي على قصور يتمثل في ظهور صور جديدة يتحقق معها االستيالء على
المال ومع ذلك ال تقع تحت هذا المعنى لإلختالس ،مثل تسلم الجاني المال من المجني عليه
ليتأمله أو ليفحصه ثم يرفض رده بعد ذلك ويستولي عليه لنفسه ،فإنه ال يسأل عن السرقة إذ لم
ينتزع حيازته أو ينقلها دون رضاء المجني عليه
أمام عجز Remise Necessaire Ou Forcée:نظرية التسليم االضطراري 2.1.2-
النظرية السابقة في مواجهة صور االختالس ،ابتدع القضاء فكرة جديدة تسمى فكرة التسليم
االضطراري
ومفادها ":إذا كان تسليم الشيئ مما تقتضيه ضروارت التعامل ومقتضيات األخذ والعطاء بين
الناس على أن يرد الشيئ أو مقابله إلى صاحبه في الحال ،فامتنع المستلم عن رده واستولى
عليه يسأل عن جريمةالسرقة ".وقد انتقدت هذه النظرية على أساس أن األخذ والعطاء من
دواعي المعاملة بين الناس يعتبر معيا ار فضفاضا ال حدود له ،ألنه ال سبيل إلي تحديد يقيني
للحاالت التي يقع فيها التسليم لمقتضيات التعامل ،كما أنه ليس هناك ظروف قهرية أو
.ضرورية بالمعنى الدقيق تكره االنسان وتضطره إلى تسليم ماله رغما عن إ اردته
النظرية الحديثة (نظرية جارسون )يعرف جارسون اإلختالس على أنه "3.1.2- :
اإلستيالء على حيازة الشيئ بعنصريها المادي والمعنوي دون علم وبغير رضاء مالكه أو حائزه
السابق" ،حيث تقوم على فكرة الحيازة في القانون المدني ومفادها "وضع مادي يسيطر به
):شخص سيطرة فعلية على شيئ يجوز التعامل فيه "وعليه تنقسم إلي ثالثة أقسام
الحيازة التامة أو الكاملة :يقصد بها السيطرة الفعلية على الشيء ومباشرة سلطات المالك •
...على الشيء بعض السلطات بمقتضى عقد من عقود األمانة كاإليجار أو الوديعة أو الرهن
الحيازة المادية أو العارضة" :تتوافر بوجود الشيء بين يدي الشخص دون أن يتوافر له •
حق يباشره على الشيء .ال بوصفه مالكا وال بوصفه صاحب حق عيني أو شخصي على
الشيء .وكل ما في األمر هو وضع الشيء ماديا بين يدي الشخص بصفة عارضة .وفي هذه
الحالة ال تتوافر الحيازة في عنصرها المادي وال المعنوي .وطالما كان هذا النوع من الحيازة ال
يخول لصاحبه على الشيء أي حق من الحقوق فإنه ال يحول دون وقوع االختالس ،وعليه
يشترط في فعل االختالس توفر عنصرين هما :العنصر المادي المتمثل في االستيالء على
الحيازة الكاملة ،والعنصر المعنوي المتمثل في عدم رضا المالك أو الحائز على الفعل ومنه
و ادخاله في حيازة يتحقق فعل اإلختالس بأخذ الشيء أو نزعه من حيازة المجني عليه
وغالبا بدون علمه أيضا .كما أنه ليس من الضروري أن يقع فعل الجاني بغير رضاه
االختالس من طرف الجاني فيعد سارقا كل من يدرب كليا على السرقة أو يستعمل آلة الرتكاب
السرقة .وال يشترط
.أيضا كي يعد الجاني سارقا ،أن ينقل الشيء إلى حيازته
أما إذا أعدمه في مكان الفعل فيعد إتالفا ال اختالسا ،كما ال يلزم احتفاظ الجاني بالشيء في
.حوزته فقد يتخلى عن حيازته لشخص آخر وقد يستهلكه في الحال
:وعليه يترتب على تحديد مفهوم االختالس على النحو السابق نتيجتان
النتيجة األولى :ال يتحقق االختالس إذا كان الشيء موجودا أصال في حوزة المتصرف
فإذا كان الشيء في حوزة الجاني وامتنع عن رده إلى مالكه األصلي أو حائزه أو تصرف فيه ،
تصرفا ضا ار فال يعتبر سارقا ألنه ال ينقل الشيء برفضه أو تصرفه و انما يستبقيه ،وفعل
االستبقاء ال يحقق فعل اإلختالس الذي يتحقق بالنقل فقط .مثال :عدم توافر فعل االختالس في
حق البائع الذي يرفض تسليم المبيع إلى المشتري ولو بعد قبض الثمن
كما يجب أن يبقي المال في حيازة الجاني ابتداء ،فإذا نقل الجاني الحيازة إلي المجني
عليه ولو لمدة قصيرة ثم اختلسها يعد سارقا ،مثال :البائع الذي يسلم البضاعة للمشتري ثم
.يختلس البعض منها فيما بعد يعد سارقا
النتيجة الثانية :التسليم يمنع توافر اإلختالس سواء كان ح ار أو مبنيا على خطأ أو مشوبا
بغلط أو كان نتيجة تدليس ،ألن تسليم الشيء يتنافى مع نزع الحيازة
ليس كل تسليم ينفي االختالس ،و انما يجب توافر شروطا معينة ،وعليه سنتطرق إلى أنواع
.التسليم
أنواع التسليم :ينقسم التسليم إلى نوعين هما :التسليم النافي لإلختالس والتسليم 4.1.2-
.غير النافي لإلختالس
أ-التسليم النافي لالختالس :والمقصود به ذلك التسليم الذي يهدف الى نقل الحيازة الكاملة أو
:الناقصة ويجب أن يتوفر فيه الشروط اآلتية
يجب أن يكون التسليم حاصال من شخص له صفة على الشيء المسلم :مثل مالكه أو -
حائزه أما إذا حصل هذا التسليم من شخص ليس له صفة على الشيء المسلم فال ينفي هذا
التسليم قيام فعل االختالس مثل :تسليم الخادم معطفا لشخص بحسن نية موهما إياه بأنه صاحب
المعطف ،فيعد هذا الشخص سارقا ألن الخادم ال صفة له على الشيء المسلم ،أما إذا كان
المعطف قد سلم للخادم على سبيل األمانة فسلمه لغير صاحبه عن طريق الخطأ فال يعتبر هذا
).الغير سارقا ألنه تسلم الشيء ممن له صفة عليه
يجب أن يكون التسليم قد حصل عن ارادة وتمييز واختيار :بمعنى صدوره عن شخص -
كامل األهلية أو مميز وقت التسليم وعلى هذا األساس ال ينفى االختالس بالتسليم الحاصل من
الطفل أو المجنون أو المعتوه أو السكران ،...أو ذلك التسليم الذي يقع من مكره سواء كان ماديا
)أو معنويا
ويكون التسليم حاصال عن إد ارك واختيار ولو بني على خطأ أو كان تنيجة غش
.وتدليس
• التسليم الحاصل بخطأ :ينتفي االختالس بالتسليم إذا حصل بخطأ ،ومثال ذلك الموظف
الذي يحول لحسابه مبلغا ماليا يفوق راتبه الشهري ،أو الدائن الذي يستلم من المدين مبلغا يزيد
عن الدين دفعه المدين خطأ ،ففي هذه الحالة ال يترتب إال المسؤولية المدنية فقط
• التسليم المشوب بغش :في هذه الحالة حصل التسليم عن ادراك واختيار المسلم ولم تنزع
منه حيازة الشيء ولو لجأ المستفيد من الشيء إلى استعمال أساليب الغش ،وان جاز أن تقوم
هنا جريمة النصب ومثال ذلك الغش في كمية المبيع بإخفاء بعضه اثناء عده أو كيله أو وزنه
• مسألة التسليم الرمزي :فاذا كانت المادة 367من القانون المدني تجيز التسلم الرمزي
وذلك بوضع المبيع تحت يد المشتري كتسليمه مفتاح المخزن الذي يحتوي الشيء المبيع لحيازته
واالنتفاع به فال مشكلة في ذلك ،أما إذا كان صاحب الشيء لم يسلم المفتاح إلى الشخص إال
بقصد معاينة األشياء تحضي ار الستئجارها فاختلس هذا الشخص بعضا من األشياء الموجودة في
)المخزن فيعد سارقا
يجب أن يكون التسليم بقصد نقل الحيازة كاملة بقصد التملك أو ناقصة على سبيل األمانة-
:وعليه
و ان كان عازما على • ال يعتبر مختلسا المدين الذي يقترض ماال ثم يرفض سداده،
.عدم السداد في أول مرة ،حيث يترتب عن ذلك مسؤولية مدنية فقط
• كما ال يعد أيضا البائع الذي رفض التسليم بعد قبض الثمن والمشتري الذي امتنع عن
.دفع الثمن بعد استالم المبيع سارقين ،ألن كالهما سلما الشيء على سبيل التمليك
ب -التسليم غير النافي لالختالس :وهو التسليم الذي يفقد شرطا من شروط التسليم الناقل
للحيازة يقتصر فقط على الحيازة العارضة فقط اي وقوع الشيء بين يدي الشخص ليست له
حيازة كاملة او ناقصة عليه ،فيده على الشيء ال تخلق حقا وال ترتب التزاما ،و من ثمة فمجرد
التسليم المادي الذي ال ينقل الحيازة ،و تكون يد المسلم على الشيء يد عارضة ال تنفي
االختالس .مثال :تسليم الشيء الى من يرغب في شراؤه ه بقصد معاينته ورده اذا لم يرغب في
.شرائه ،فاذا لم يرده يعد سارقا
عدم رضا المالك أو الحائز على االختالس :ال يكفي لتوفر ركن االختالس أن تخرج 2.2-
حيازة
الشيء من حيازة مالكه إلى الغير ،وانما يشرط أن يتم ذلك بدون رضا المجني عليه ،فإذا وقع
فعل االختالس برضا المجنى عليه ال توجد جريمة السرقة النه رضي بالتخلي عن حيازة الشيء
واردة ،فإذا كان عن فلم ينزع منه قسرا ،و يجب أن يكون الرضا حقيقيا صاد ار عن ادراك
طريق التحايل فإنه ال يعد رضا صحيحا .كما يشرط أن يكون الرضا صاد ار قبل وقوع االختالس
و انما يمكن أن يكون له أثره و اذا كان الحقا عليه فإنه ال ينفي الجريمة، أو معاص ار له،
).في تخفيف العقوبة فقط
• محل الجريمة :بالرجوع الى نص المادة 350سالفة الذكر "كل من اختلس شيئا غير
:مملوك له يعد سارقا "نستنتج عناصر محل جريمة السرقة و تتمثل في
أن يكون محل االختالس شيئا :ال يتم االختالس إال على األشياء ،ويقصد بالشيء 1.3-
كل ما هو ليس بإنسان ،وبذلك يخرج اإلنسان من عداد األشياء فهو ال يصلح آلن يكون محال
للسرقة ،بل يكون محال لجرائم القتل أو اإلختطاف...إلخ ،وكل شيء يصلح أن يكون محال
للسرقة كالبنك أو الرسائل ،الوثائق ،بشرط أن يكون الشيء ذو قيمة ولكن ال يشترط أن تكون
هذه القيمة تجارية أو مادية فقد تكون قيمة معنوية أدبية كالخطابات والصور الفوتوغرافية
أن يكون محل االختالس ماال منقوال :لم تنص المادة 350صراحة على هذا 2.3-
.الشرط فالسرقة ال تتم على العقا رات لعدم قابليتها للنقل من مكانها
ويعتبر منقوال في القانون الجزائي كل مال يمكن نقله من مكان آلخر ،كما يشمل أيضا -
العقار بالتخصيص وعليه يعد سارقا كل من يختلس أدوات زارعية أو آالت مخصصة الستغالل
المصانع...إلخ) وال أهمية لشكل ونوع وطبيعة المال محل السرقة ،فقد يكون من األشياء الصلبة
أو السائلة أو الغازية كالماء والغاز والكهرباء ،وهذا ما نصت عليه المادة "... 350/2وتطبق
".نفس العقوبة على اختالس المياه والغاز والكهرباء
أما األشياء المعنوية كاالنتاج الفكري واإلذاعي ،فيوفر لها القانون حماية خاصة بموجب -
قوانين خاصة كقانون حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة بموجب األمر رقم 03/05:
المؤرخ في 19جويلية 2003.
أن يكون محل السرقة ماال مملوكا للغير :بمعنى أن يكون الشيئ مملوك للغير وقت .-
القيام بفعل السرقة ) ،كما ال يشترط أن يكون الجاني على معرفة بالمجني عليه ،بل يكفي علم
:الجاني بأن المال غير مملوك له )وسنوضح ذلك كما يأتي
المال غير مملوك للسارق :فال يتصور حصول فعل االختالس من مالك ،وعليه فمن -
يختلس ماله ال يكون سارقا ولو كان يعتقد وقت االختالس أن ماله يملكه غيره ،أو كان المال
متنازعا عليه ثم ثبت له ملكيته بحكم قضائي إذا كان مالكا له وقت اختالسه ،تسري هذه القاعدة
ولو كان للغير حقوق على الشيء المختلس تجعله أولى بالحيازة من مالكه ،فال يعد سارقا
المؤجر الذي يسترد ماله من المستاجر بالقوة أو المودع الذي يسترد الوديعة خلسة رغم ما
)للمودع من حق في حبسها
استثناء من هذه القاعدة :استثنى المشرع من هذه القاعدة بعض الحاالت العتبا ارت خاصة -
:فتعد سرقة
اختالس األشياء المحجوز عليها ولو كان حاصال من مالكها المادة 364/1 •
ق.ع.ج)
اختالس أنواع األشياء المنقولة المرهونة ضمانا للوفاء بدين 364/3ق.ع.ج •
اختالس الشريك أو الوارث على األموال الشائعة بين الورثة المادة •
ق.ع.ج363
المال مملوك للغير وقت السرقة :يجب أن يكون محل السرقة شيئا مملوكا للغير وقت -
تنفيذ السرقة ،وعليه ال تكون محال للسرقة األشياء التي ال مالك لها مثل :األموال المباحة
والمتروكة ،في حين تكون محال للسرقة االشياء المفقودة والتي نوضحها كما يأتي
• األشياء المباحة :وهي تلك األموال التي ال مالك لها ،بحيث تكون ملكا ألول واضع يد
عليها مثل :الحيوانات والطيور...إلخ ،ولكن متى أصبحت ملكا لحائزها األول زالت عنها صفة
)األشياء المباحة وأصبح من الممكن سرقتها
.األموال المتروكة :وهي تلك األموال التي تخلى مالكها عن حيازتها •
• األشياء المفقودة أو الضائعة :وهي أشياء ضاعت من مالكها ولكنه ظل متمسكا بها،
ويسعى للبحث عنها واستردادها مثل :ضياع حافظة نقود...إلخ ،وهي ال تخرج من نطاق ملكية
صاحبها والقانون يعطيه الحق في استرداد ماله تحت يد أي كان ولو اشتراه بحسن نية طالما
لم يسقط حقه فيه بالتقادم ،كما يتفق الفقه و القضاء في فرنسا على أن التقاط الشيء الضائع
بنية التملك يعد سرقة مثل :المسافر الذي نسي مكان وضع حقيبته فالتقطها شخص آخر بنية
تملكها
الركن المعنوي :هي جريمة عمدية تتطلب توافر قصد جنائي عام ،أو قصد جنائي 4-
خاص
القصد الجنائي العام :يقوم القصد العام في جريمة السرقة على عنصري اإل رادة 1.4-
والعلم
اإل رادة وهو اتجاه ارادة الجاني إلى إرتكاب فعل اإلختالس ،وذلك باخراج الشيئ من -
حيازة المجني عليه وادخاله في حيازة الجاني ،فإذا أكره الجاني على إرتكاب فعل اإلختالس
.انتفى القصد الجنائي العام
العلم :ال تكفي ارادة فعل اإلختالس لتحقيق القصد العام ،بل ال بد أيضا من توافر --
العلم لدى الجاني بأركان الجريمة ،بمعنى أن يكون عالما وقت الفعل بأنه يختلس المنقول
: .المملوك للغير د ون رضا مالكه و يندرج تحت عنصر العلم
علم الجاني بارتكاب فعل اإلختالس :يجب أن يتوافر لدى الجاني العلم بأنه يرتكب فعل •
اإلختالس بعنصريه اإلستيالء على الحيازة وتخلف رضا المجني عليه .حيث ينتفي القصد
الجنائي متى كان الجاني يجهل أن الشيئ في حيازة الغير ويعتقد أنه انتقلت إليه حيازته .كما ال
يتحقق اإلختالس إال إذا كان دون رضا مالكه أو حائزه ،ومنه ينتفي القصد الجنائي إذا استولى
.شخص بحسن نية على منقول مملوك للغير معتقدا أن المجني عليه راض عن أخذه
• علم الجاني باختالسه لمنقول مملوك للغير :يتوافر القصد الجنائي متى ثبت علم الجاني
وقت الفعل بأنه يختلس منقوال مملوكا للغير ،أما إذا كان يعتقد غير ذلك إنتفى لديه القصد
.الجنائي .ويالحظ أن انتفاء القصد الجنائي مرده جهل الجاني بواقع الحال
القصد الجنائي الخاص :انطالقا من أن القانون الجنائي ال يعترف بالباعث ،يطرح 2.4-
التساؤل حول ما إذا كانت جريمة السرقة تتطلب قصدا جنائيا خاصا يتمثل في نية التملك ،حيث
كان القضاء يستلزم أن يكون الجاني قد اختلس الشئ بنية تملكه أو حيازته ،أما إذا كان اختالس
الشئ بنية تمكين يد عارضة أو بقصد حيازته مؤقتا فال تقوم السرقة .ثم تطور موقف القضاء في
اتجاه عدم اشتراط نية التملك لقيام جريمة السرقة وأصبح يكتفي بمجرد استعمال الشيئ ولو
)مؤقتا متى توفرت لدى الجاني في تلك الفترة نية التصرف في الشيئ تصرف المالك
ضعف الضحية الناتج عن سنها أو مرضها أو إعاقتها أو عجزها البدني أو الذهني •
أو حملها وكانت هذه الظروف معروفة أو ظاهرة لدى الفاعل ،الحبس من سنتين إلى
.عشر سنوات وغرامة من 200.000إلى 1000.00دج
السرقات المنصوص عليها بموجب مادة 352التي تتم في أماكن معينة :يعاقب -
بالحبس من خمس سنوات إلى عشر سنوات وبغرامة من 500.000إلى .. 1000.000دج
:كل من ارتكب السرقة في
.الطرق العمومية •
.المركبات المستعملة لنقل المسافرين •
السرقات المنصوص عليها بموجب المادة 354والتي تقترن بتوافر ظرف معين - :
من .500 000.دج إلى يعاقب بالحبس من خمس سنوات إلى عشر سنوات وبغرامة
1.000.000:دج ،كل من ارتكب السرقة مع توافر ظرف من الظروف اآلتية
.إذا ارتكبت السرقة ليال •
إذا ارتكبت السرقة بواسطة التسلق أو الكسر من الخارج أو الداخل أو عن طريق •
مداخل تحت األرض أو باستعمال مفاتيح مصطنعة أو بكسر األختام ،حتى ولو
...وقعت في مبنى غير مستعمل للسكنى
تطبيق الفترة األمنية :تطبق الفترة األمنية بقوة القانون على المحكوم عليه بعقوبة سالبة -
للحرية مدتها تساوي أو تفوق 10سنوات فترة أمنية مدتها تساوي نصف العقوبة المحكوم بها،
وذلك بموجب نص المادة 371مكرر ق.ع.ج " (تطبق أحكام المادة 60مكرر على الجرائم
.المنصوص عليها في المواد 350مكرر إلى 354و 370من هذا القسم)"
العقوبات التكميلية :يجوز الحكم على الجاني في جنحة السرقة البسيطة أو 4.5 -
المشددة بالحرمان من حق أو أكثر من الحقوق المنصوص عليها في المادة 9مكرر ، 1كما
يجوز الحكم عليه بالمنع من اإلقامة وفقا لشروط المادتان) (12و )13من )ق.ع.ج ( ،كما يجوز
.أيضا الحكم على الجاني بالعقوبات التكميلية االختيارية األخرى المقررة للجاني المدان بجنحة
عقوبة السرقة بوصفها جناية :توصف جريمة السرقة بأنها جناية إذا ارتكبت وفق 5.5-
ظروف التشديد المنصوص عليها في المواد 351:و351مكرر و353و382مكرر من
.ق.ع.ج
:العقوبات األصلية :وهي تختلف باختالف ظروف ارتكاب السرقة .-
السرقة مع حمل السالح :حيث تنص المادة 351على " :يعاقب مرتكبو السرقة بالسجن -
المؤبد إذا كانوا يحملون أو يحمل أحد منهم أسلحة ظاهرةأو مخبأة حتى ولو وقعت السرقة من
شخص واحد ولم يتوافر أي ظرف مشدد آخر .وتطبق العقوبة ذاتها إذا كان الجناة يضعون
السالح أو يضعه أحدهم في المركبة التي استقلوها إلى مكان الجريمة أو استعملوها في تأمين
".فرارهم
(من جانب آخر ،لم تعرف لنا هذه المادة السالح ،وبالرجوع لنص المادة 3/ 93ق.ع.ج
وتدخل في مفهوم كلمة أسلحة كافة اآلالت واألدوات واألجهزة القاطعة والنافذة والراضة .وال ...
تعتبر السكاكين ومقصات الجيب والعصى العادية أو أية أشياء أخرى من قبيل األسلحة إال إذا
".استعملت للقتل أو الجرح أو الضرب
في هذا الشأن ينبغي التفرقة بين نوعين من األسلحة :األسلحة بطبيعتها وهي األسلحة
التي صنعت خصيصا لألعتداء مثل :المسدس...إلخ ،واألسلحة باإلستعمال والتي تستعمل في
:الحياة المتنوعة مثل
العصا وسكين المطبخ...إلخ والقاعدة أن هذه األشياء ال تعد سالحا إال إذا استعملت بالفعل في
)السرقة
:السرقة المرتكبة أثناء أو بعد االكوارث أو إذا وقعت على األشياء المعدة لتأمين وسيلة النقل-
:بموجب المادة 351مكرر التي تنص على ":تكون عقوبة السرقة السجن المؤبد
إذا ارتكبت أثناء حريق أو أو بعد انفجار أو انهيار أو زلزال أو فيضان أو غرق أو تمرد •
".الخصوصي
السرقة المرتكبة مع توافر ظرفين على األقل :حيث تنص المادة 353على "" :يعاقب -
من 1.0000.000إلى وبغرامة بالسجن المؤقت من عشر سنوات إلى عشرين سنة
2.000.000:دج كل من ارتكب السرقة مع توافر ظرفين على األقل من الظروف االتية
.إذا ارتكبت السرقة مع استعمال العنف أو التهديد به •
إذا ارتكبت السرقة بواسطة التسلق أو الكسر من الخارج أو من الداخل أو عن طريق مداخل 4-
تحت األرض أو باستعمال مفاتيح مصطنعة أو بكسر األختام أو في المنازل أو المساكن أو
.الغرف أو الدور سواء كانت مسكونة أو مستعملة للسكنى أو في توابعها
.إذا استحضر مرتكبو السرقة مركبة ذات محرك بغرض تسهيل فعلهم أو تيسير هروبهم •
إذا كان الفاعل خادما أو مستخدما بأجر حتى ولو وقعت السرقة ضد من ال يستخدمونه •
.لكنها وقعت سواء في منزل مخدومه أو في المنزل الذي كان يصحبه فيه
إذا كان السارق عامال أو عامال تحت التدريب في منزل مخدومه أو مصنعه أو مخزنه •
".أو إذا كان يعمل عادة في المسكن الذي ارتكبت فيه السرقة
يقصد بالعنف :استعمال العنف المادي الموجه مباشرة إلى جسم اإلنسان بهدف إضعاف
مقاومته لتسهيل ارتكاب فعل السرقة ،كما يستلزم أن يقع العنف بقصد السرقة أي قبل او.تال
قوعها أو يكون معاص ار لها
السرقة المرتكبة إض ار ار بالدولة أو األشخاص المعنوية العمومية أو التي تقدم خدمة عمومية -
مع توافر ظرف من الظروف المنصوص عليها في المادة 352و 353و: 354حيث تنص
المادة 382مكرر 1/على ":عندما ترتكب الجرائم المنصوص عليها في األقسام األول والثاني
والثالث من ا لفصل الثالث من هذا الباب ضد الدولة أو األشخاص االعتبارية المشار إليها في
المادة 29من القانون رقم 01-06المؤرخ في 20فيفري سنة ،2006المتعلق بالوقاية من
:الفساد ومكافحته فإن الجاني يعاقب
...".بالسجن المؤبد في الحاالت الواردة في المواد 352و 353و- 354 •
.العقوبات التكميلية لجريمة السرقة يوصفها جناية :وتكون إما الزامية أو اختيارية 2.5.5-
اإلختيارية :باقي العقوبات بموجب المادة 09ق.ع.ج (وتكون عقوبتها 10سنوات •
.باستثناء تعليق أو سحب رخصة السياقة أو جواز السفر التي مدتها ال تتجاوز 5سنوات
:الحصانة العائلية 6-
عدم العقاب :نصت المادة 368ق.ع.ج "ال يعاقب على السرقات التي ترتكب من 1.6-
:األشخاص المبينين فيما بعد ،وال تخول إال الحق في التعويض المدني
.األصول إض ار ار بأوالدهم أو غيرهم من الفروع1
.الفروع إض ار ار بأصولهم 2
:أثر عدم العقاب على المساهمين في السرقة 2.6-
.ال يستفيد من عدم العقاب الفاعلون اآلخرون والمحرضون-
.ال يستفيد من عدم العقاب مرتكبوا جريمة اإلخفاء-
في حالة السرقة مع حمل سالح دون رخصة ،يسأل الجاني عن جريمة حمل سالح دون رخصة
.وليس جريمة السرقة
3.6- تعليق المتابعة على شكوى :نصت المادة 369ق.ع.ج على " :ال يجوز اتخاذ
اجراءات المتابعة الجزائية بالنسبة للسرقات التي تقع بين األقارب والحواشي واألصهار
لغاية الدرجة الرابعة إال بناء على شكوى الشخص المضرور والتنازل عن الشكوى يضع
".حدا لهذه االجراءات
ثقة الناس
الصورة الثانية :استعانة المتهم بشخص آخر لتدعيم ما يدعيه :حيث يتدخل شخص ثالث
يجعل هذه االدعاءات أقرب إلى التصديق من قبل المجني عليه ،ويشرط لذلك توفر شرطين
:هما
أن يكون تدخل الشخص الثالث تم بناء على سعي الجاني وتدبيره ،فإذا تدخل من تلقاء •
نفسه وتم خداع المجني عليه ،ال تقوم مسؤولية الجاني ألن كذبه ال يرقى إلى استعمال الوسائل
.االحتيالية
أن يكون تدخل الشخص الثالث بتأييده الدعاءات الجاني صاد ار عن شخصه وليس •
مجرد ترديد ألكاذيب المحتال أي إضافة جديد ألقوال الجاني ،بحيث يكون له األثر في زيادة
ثقة المجني عليه ،وعليه ينتفي النصب إذا كان الشخص الثالث مجرد رسول أو نائب اقتصر
.دوره على مجرد تبليغ أقوال الجاني
د -مسألة الكذب البسيط :ال يعتبر الكذب البسيط من قبل استعمال وسائل احتيالية بمفهوم
المادة
.وال يهم أن يكون شفاهة أو كتابة 372
ه -تحقق هدف الوسائل االحتيالية :على عكس األسماء أو الصفات الكاذبة التي
يتطلب لوحدها قيام جريمة النصب ،فإن استعمال المناورات االحتيالية ال تكفي لوحدها و انما
يجب أن يكون الهدف منها تحقيق غرض من االغراض المذكورة على سبيل الحصر في نص
:المادة 372وهي
وجود نشاط وهمي :ويتمثل في إيهام الناس بوجود مشاريع كاذبة سواء كانت •
مشاريع تجارية أو صناعية أو زارعية أو مالية ومثال ذلك :اإليهام بوجود شركة تجارية أو
صناعية أو جمعية ،قصد دفع الجمهور إلى المساهمة فيها ،حيث يتضمن المشروع الكاذب
أوسع المعاني ،كما اليهم أن يكون المشروع كله خياليا ،فالمناوارت االحتيالية تتوفر ولو كان
)
ادعاء المتهم فيه جزء من الحقيقة
اإليهام بوجود سلطة خيالية أو اعتماد مالي خيالي :فالسلطة الخيالية كمن •
يدعي القدرة على شفاء مريض واالتصال بالجن...إلخ .أو ايهام الناس بأن الجاني لديه أموال
طائلة تقود بالضحية إلى ابرام عقد أو تسليم أموال مثل :حصول المدين من الدائن على أموال
بعد اصطحابه إلى حضيرة السيارات وايهامه بأن تلك السيا ارت ملك له
ه-3.إحداث األمل في الفوز أو الخشية من وقوع حادث أو واقعة وهمية :يقصد بإحداث األمل
في الفوز خلق في ذهن المجني عليه وقوع حدث سار ،ومثال ذلك :خلق األمل على تحقيق
فوز في صفقة .كما يمكن للجاني خلق تخوف في ذهن المجني عليه من وقوع حادث مؤلم أو
واقعة وهمية مثل :بيع سيارة فخمة نتيجة توقعات بانخفاض كبير في أسعارها ،أو إيهام المجني
عليه أنه على وشك فقدان وظيفته .إن استعمال المشرع لعبارة "أو أية واقعة أخرى "تسمح
بتوسيع نطاق تطبيق النص ،كما يبقى طابع الوهم العامل المميز في جريمة النصب ،فال
جريمة إذا كان الحادث ممكن الوقوع
االستيالء على مال الغير :تتم جريمة النصب باإلستيالء على مال الغير ،فقلد 2.2.1-
عرفت المادة 372المال محل الجريمة على أنه :األموال والمنقوالت والسندات والتصرفات
واألوارق المالية والوعود والمخالصات...إلخ .من جانب آخر يمكن أن يكون فعل التسليم بيد
مالكه أو حائزه أو ممن له اليد العارضة عليه ،حيث يتجسد التسليم في الواقع باالستالء على
شيء ملموس مادي سواء كان ماال أو سندا وال يقع النصب على عقار إال إذا تم الحصول عليه
بالتدليس ،كما يجب أن يكون للمنقول قيمة مالية مما يستعيد معه القيمة األدبية
عالقة السببية بين الوسائل االحتيالية وسلب مال الغير :يشرط لقيام جريمة النصب 3.2.1-
وجود
رابطة سببية بين الوسائل االحتيالية المستعملة وتسليم األشياء ،ويقضي هذا أن يكون التسليم
الحقا على استعمال هذه الوسائل ،كما يجب أن تؤدي هذه الوسائل إلى سلب مال الغير نتيجة
انخداع المجني عليه بها
.الركن المعنوي :تتطلب جريمة النصب توافر القصد الجنائي العام والقصد الجنائي الخاص-
القصد الجنائي العام :وهو انصراف ارده الجاني إلى القيام بفعل النصب لسلب مال الغير -
باستعمال أسماء وصفات كاذبة وطرق إحتيالية مع علمه بأن هذا الفعل يشكل جريمة معاقب
عليها
القصد الجنائي الخاص :وهو توفر نية المتهم في االستالء على مال الغير ،فإذا كان -
الهدف من النصب هو مجرد مزاح أو مداعبة فال تقوم الجريمة ،أو من استعمل هذه الوسائل
.قصد استرجاع شيء مملوك له
:العقوبات المقررة :ونفصلها كما يأتي4.1-
العقوبات األصلية :وفق نص المادة 372ق.ع.ج من •
:وهي
.الحرمان من جميع الحقوق الواردة في المادة 14أو من بعضها •
.المنع من اإلقامة لمدة سنة على األقل وخمس سنوات على األكثر •
ق.ع.ج ،وال يتحقق إال ابتداء من الوقت الذي يظهر فيه 372/1
المحتال نيته اإلستيالء على مال الغير باستعمال وسيلة من وسائل
.التدليس
الظروف المشددة لجريمة النصب :نص القانون على •
:ظرفين هما
ظرف يتعلق بالجاني :فحسب نص المادة 372/2ق.ع.ج "...إذا وقعت الجريمة من •
شخص لجأ إلى الجمهور بقصد إصدار أسهم أو سندات...فيجوز أن تصل مدة الحبس إلى
...".عشر سنوات والغرامة إلى 000.400دج
ظرف يتعلق بالمجني عليه(الدولة أو األشخاص االعتبارية المشار إليها بالمادة 29من •
-القانون06
يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحتة ):وهذا بموجب نص المادة 382مكررق.ع.ج :الحبس 01
من سنتين إلى 10سنوات
الحصانة العائلية :تنص المادة 373ق.ع.ج على ":تطبق اإلعفاءات والقيود الخاصة ü
بمباشرة الدعوى العمومية المقررة بالمادتين 368و 369على جنحة النصب المنصوص عليها
".في الفقرة األولى من المادة372
الصورة األولى:إصدار شيك بدون رصيد كاف :تعد أكثر صور جرائم الشيك انتشارا- ،
:حيث تقوم على ركنين هما
.إصدار الشيك •
إصدار الشيك :يقتضي مرحلتين هما :مرحلة إنشاء الشيك بمعنى •
كتابته وتحريره ،ومرحلة طرحه للتداول بمعني تسليمه للمستفيد أو لحامله .كما أن
القانون يعاقب على إصدار الشيك وليس على إنشائه فمن أنشأ شيكا ثم سرق منه
فال يتعرض للعقاب إذا كان هذا الشيك دون رصيد
عدم وجود رصيد كاف :ويأخذ ذلك أربعة أشكال وفق نص المادة •
،ق.ع.ج374
الشكل األول :عدم وجود رصيد قائم قابل للصرف وكاف :حيث تنص المادة •
:ق.ع.ج374/1
كل من أصدر بسوء نية شيكا ال يقابله رصيد قائم وقابل للصرف أو كان الرصيد أقل من "...
و ان قيمة الشيك "....وعليه تقوم الجريمة إذا لم يكن هناك رصيد أو كان غير كاف حتى
مأل الرصيد بعد إصدار الجاني للشيك .كما تقوم الجريمة إذا كان الرصيد موجودا ،ولكنه غير
قابل للصرف بسبب الحجز القضائي مثال ويشترط في هذه الحالة علم الساحب لذلك وا ال
انتفت مسؤوليته
الشكل الثاني :سحب الرصيد كله أو بعضه بعد إصدار الشيك :حيث تنص المادة •
ق.ع.ج : "...أو قام بسحب الرصيد كله أو بعضه بعد إصدار الشيك ،"...فيجب أن 374/1
يبقى الرصيد قائما من تاريخ إصدار الشيك بصرف النظر عن تاريخ تقديمه للوفاء .وعليه تقوم
الجريمة بغض النظر عن موعد االستحقاق ،وذلك إما على أساس انتقال ملكية الرصيد إلى
ذمة المستفيد ومن ثمة ال يتمتع الساحب بأي حق على هذا الرصيد ،واما على أساس نص
المادة 503من القانون التجاري التي تنص على" :في حالة توافر الرصيد يجب على المسحوب
"...عليه أن يستوفي قيمة الصك حتى بعد انقضاء األجل المحدد لتقديمه
الشكل الثالث :إصدار أمر للمسحوب عليه بعدم الدفع :تقتضي هذه الصورة أن يصدر الساحب •
الشيك ويكون الرصيد كاف ،غير أن الساحب يصدر ام ار للمسحوب عليه بعدم الدفع بصرف
النظر عن األسباب التي دفعت الساحب لفعل ذلك ألنها من قبيل البواعث التي ال تأثير لها في
قيام المسؤولية الجنائية ،وعليه تتحقق الجريمة إذا أمر الساحب المسحوب عليه بعدم الدفع ،ولو
كان هناك سبب مشروع إذ يهدف المشرع إلى حماية الشيك في التداول باعتباره نقودا بالمقابل
أباح المشرع الجزائري المعارضة في دفع قيمة الشيك في حالتي :ضياع الشيك وتفليس حامله
بموجب نص المادة 503/2من القانون التجاري حيث تنص المادة 503/2من القانون
التجاري على:"...وال تقبل معارضة الساحب على وفاء الشيك إال في حالة ضياعه أو تفليس
"...حامله
كما أنه من الجائز أيضا المعارضة في دفع قيمة الشيك في حالة السرقة بشرط تقديم الدليل . •
القاطع على قيام جريمة السرقة ،والمتمثل في صدور حكم قضائي يقضي باإلدانة من أجل
جريمة السرقة
الشكل الرابع :قبول أو تظهير الشيك صادر في الظروف المذكورة أعاله مع علم •
:الجاني بذلك
حيث تنص المادة 374/2ق.ع.جعلى" ...كل من قبل أو ظهر شيكا صاد ار في الظروف
المشار إليها في الفقرة السابقة مع علمه بذلك "....فإذا كان القانون يعاقب ساحب الشيك في
الشروط المحددة في المادة )374/1ق.ع.ج( ،فإنه بالمقابل يعاقب المستفيد من الشيك الذي
.يقبل أو يظهر شيكا صاد ار في تلك الظروف مع علمه بذلك
الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب القصد الجنائي العام الذي يقوم توافر عنصري -
العلم و االرادة يعني أن يكون ساحب الشيك على علم في لحظة سحبه للشيك أنه ال يوجد لديه
رصيد أو ان رصيده غير كاف للسحب ،ومع ذلك تتجه إ رادته لطرح الشيك للتداول .ورغم
تشديد المشرع الجزائري في المادة 374ق.ع.ج على أن جريمة الشيك تتطلب توافر سوء نية
الساحب ،فقلد استقر القضاء الجزائري على أن سوء نية الساحب يراد بها القصد الجنائي العام
الذي يقوم بمجرد علم الساحب وقت تسليمه الشيك بإرادته بأنه ال يملك رصيد قائم وكاف وقابل
للصرف ،أي افتراض سوء النية بمجرد عدم كفاية الرصيد معلال ذلك على أنه يجب على
الساحب التأكد من وجود الرصيد قبل إصداره للشيك ،ومن ثمة أي إهمال يعرض صاحبه
للعقاب وعليه يستنتج ما يلي
إن سوء النية مفترض لدى الساحب بمجرد علمه بعدم •
.وجود رصيد قائم وكاف بصرف النظر عنه مدة تقديم الشيك للوفاء
سوء النية مسألة موضوعية يخضع تقديرها لسلطة •
.واقعة السرقة
375ق.ع.ج- .الصور األخرى لجرائم الشيك :ونصت عليها المادتان 374/3والمادة
إصدار أو قبول أو تظهير الشيك وجعله كضمان :حيث تنص المادة 374/3على:" ...كل من •
أصدر أو قبل أو ظهر شيكا واشترط عدم صرفه فوار بل جعله كضمان ".ألن هذا التصرف
يخالف طبيعة الشيك ألنه أداة وفاء ال أداة ضمان أو قرض ،مما يمس بعنصري الثقة واإلئتمان
بين المتعاملين ،ومنه فإن تسليم الشيك على بياض كضمان ال يعفي صاحبة من المسؤولية في
حال تقديم الشيك للمخالصة وتبين أنه بدون رصيد ،كما أن قبول الشيك كضمان ال يحول دون
.تعرض من قبله للعقوبة
تقليد وتزوير الشيك :حيث تنص المادة 375ق.ع.ج على " :يعاقب بالحبس من •
سنة إلى عشر سنوات و بغرامة ال تقل عن قيمة الشيك أو عن قيمة النقص في
.الرصيد :كل من زور أو زيف شيكا
:كل من قبل استالم شيك مزور أو مزيف مع علمه بذلك" ،تأخذ هذه الجريمة مظهرين
التقليد :وهو وضع شيك شبيه بالشيك القانوني ويرجع تقدير الشيك المقلد لمحكمة -
الموضوع
التزوير :وهو تغبير الحقيقة في الشيك ،وبالتالي ال يعتبر تغيي ار في مضمونه طالما -
ظلت الحقيقة على حالها .غير أنه يعد الفعل تزوي ار إذا انصب على مضمون الشيك أو بياناته
و اسم المستفيد، مثل :تغيير مبلغ الشيك المكتوب باألحرف أو األرقام ،وتاريخ إصداره
.والتوقيع المزور...إلخ
ج -قبول استالم الشيك مزور أو مزيف مع علمه بذلك :في هذه الحالة يشرط المشرع علم
.الجاني بذلك
:العقوبات المقررة-
:أ-العقوبات األصلية
الجنحة البسيطة :المادة 374ق.ع.ج الحبس من سنة الى 5سنوات و بغرامة ال تقل عن •
العقوبات التكميلية :لم ينص عليها قانون العقوبات ،بل نصت عليها المادة 541من -
القانون التجاري وذلك بالتجريد الكلي أو الجزئي من الحقوق الوطنية ،وفي حالة العودة يجب
الحكم بذلك في مدة ال تتجاوز عشر سنوات ،إضافة إلى إمكانية الحكم على من ثبت إدانتهم
بعقوبة حظر اإلقامة .إضافة الى العقوبتين التكميلتين أعاله ،أجاز قانون العقوبات بوجه عام
الحكم على الشخص المدان الرتكابه جنحة بالعقوبات التكميلية االختيارية مثل :تحديد اإلقامة،
.المنع من ممارسة مهنة أو نشاط...إلخ
الظروف المخففة :تنص المادة 540من القانون التجاري على ":ال تسري المادة - 53
من قانون العقوبات على مختلف الجرائم المنصوص عليها في المادتين 374و 375من قانون
العقوبات إال فيما يخص إصدار أو قبول شيك دون مقابل وفاء ".وبعد تعديل قانون العقوبات
بموجب القانون رقم ، 23-06:أصبحت المادة 53مكرر 4هي التي تطبق على جرائم الشيك
في صورتي إصدار شيك بدون رصيد وقبول شيك بدون رصيد .وعليه ففي حالة إفادة المتهم
غير المسبوق قضائيا بظروف التخفيف ،تجيز المادة 53مكرر 4تخفيض مدة الحبس إلى
شهرين والغرامة إلى 20.000دج في حالة الحكم بهما معا وتخفيض عقوبة الحبس إلى سنة
أو الغرامة إلى قيمة النقص في الرصيد في حالة الحكم بإحدى العقوبتين
اجراءات المتابعة في صورتي إصدار شيك بدون رصيد أو برصيد غير كاف :تخضع -
المتابعة القضائية الجراءات أولية قبل مباشرة الدعوى العمومية ،وهي اجراءات مصرفية بحتة
إنذار ساحب الشيك لتسوية الوضعية :في هذا الشأن تنص المادة 526مكرر - 2
من القانون التجاري على توجه أمر بالدفع لساحب الشيك خالل مدة 10أيام ابتداء من
تاريخ توجيه األمر .وفي حالة عدم استجابة الساحب الجراء التسوية يمنع الساحب من إصدار
.الشيكات
المنع من إصدار الشيكات :نصت على هذا االجراء المادتان 526مكرر - 3
و526مكرر 4من القانون التجاري ،بحيث يمنع الساحب من إصدار الشيكات لمدة خمس5
سنوات ابتداء من تاريخ األمر بالدفع مع دفع غرامة التبرئة بموجب المادة 526مكرر4
.والمحدد قيمتها بموجب المادة 526مكرر5
مباشرة اجراءات الدعوى العمومية :نصت المادة 526مكرر 6من القانون التجاري -
على مباشرة الدعوى العمومية في حالة عدم التسوية بموجب المادة 526مكرر 2والمادة 526
مكرر 4مجتمعة أي خالل 30يوما .كما يترتب عن عدم احترام هذه االجرءات عدم قبول
.الدعوى العمومية
المتابعة القضائية في باقي الصور :تخضع لما هو مقرر في القانون العام ،حيث . -
تباشر الدعوى العمومية دون الحاجة التباع االجراءات األولية سالفة الذكر وتشمل هذه
:الصور
سحب الرصيد كله أو بعضه بعد إصدار الشيك ومنع المسحوب عليه من صرفه المادة-
.ق.ع.ج374/1
.قبول أو تطهير شيك صادر بدون رصيد أو برصيد غير كاف المادة 374/2ق.ع.ج-
.اصدار شيك وجعله كضمان وقبوله وتظهيره المادة 374/3ق.ع.ج-
.تزوير أو تزييف شيك وقبوله مزوار أو مزيفا المادة 375ق.ع.ج-
مسألة االختصاص :إن اختصاص النظر في جرائم الشيك يخضع للقواعد العامة -
المحددة بموجب نص المادة 329من قانون االجراءات الجزائية غير أن المشرع أضاف
بموجب المادة 375مكرر ق.ع.ج اختصاص محكمة مكان الوفاء بالشيك أو محكمة مكان
.إقامة المستفيد من الشيك
إلى حيازة دائمة بنية التملك مثل :تسليم هاتف نقال لمصلح الهواتف النقالة قصد
تصليحه ،ولكنه ينكر تسلمه ويرفض رده
التبديد :وهو تصرف الجاني في الشيء الذي اؤتمن عليه بامتالكه أو •
التصرف فيه بالبيع أو الهبة أو المقايضة .مثل :مصلح الهواتف الذي يبيع الهاتف
النقال المسلم له لتصليحه .كما ال يعد اختالسا وال تبديدا التأخر في رد الشيء
المؤجر .وفي كلتا الحالتين االختالس والتبديد ،يقوم الفاعل بتحويل الحيازة من حيازة
مؤقتة الى حيازة دائمة ،و يظهر في شكل عمل أو تصرف خارجي كاالستهالك و
التخريب والبيع....إلخ
محل الجريمة :يجب أن يكون الشيء منقوال ذو قيمة مالية ،حيث نصت المادة - 376
ق.ع.ج على المنقوالت المالية على سبيل المثال ال الحصر بدليل قول المشرع "أو أية
محرارت أخرى" ،وهي :األوارق التجارية ،النقود ،البضائع ،األوارق المالية ،المخالصات .و تعد
منقوالت في نظر القانون الجزائري العقا ارت بالتخصيص كالج اررات مثال و العقارات بحكم
)االتصال اذا فصلت عن المال الثابت كاالبواب والنوافذ...إلخ
تسليم الشيء :ال ترتكب الجريمة إذا لم يحصل التسليم ،وهو العنصر المميز للجريمة- ،
حيث يكون التسليم على أساس عقد من عقود األمانة الناقلة للحيازة المؤقتة فقط كما ال يشرط
أن يحصل التسليم بحركة مادية من الضحية إلى المتهم ،فقد يحصل من شخص آخر كالوكيل
أو الخادم .وعليه يجب أن يكون التسليم على سبيل الحيازة المؤقتة ،ويشرط أن يكون بناء على
:العقود الواردة في نص المادة 376ق.ع.ج على سبيل الحصر والمسماة بعقود األمانة وهي
عقد االيجار :وهو عقد ُيم ّكن المؤجر بمقتضاه المستأجر من االنتفاع بشيء لمدة محددة
مقابل بدل إيجار معلوم ،وذلك إذا أقدم المستأجر على اختالس المال أو تبديده مثل :تبديد
.المستأجر ألثاث المسكن ،ولكن ال جريمة إذا حصل مجرد تأخير في رد الشيء المستأجر
عقد الوديعة :وهو عقد بمقتضاه يسلم المودع شيء منقوال إلى المودع •
:لديه على أن يحافظ عليه لمدة معينة على أن يرده عينا ويشرط فيها
تسليم مال منقول إلى آخر :وال يشرط أن يكون التسليم حقيقيا ،فقد يكون •
اعتباريا كالتاجر الذي يختلس ويبدد جزء من البضاعة المباعة التي بقيت في حوزته
.على سبيل الوديعة
أن تكون الوديعة كاملة :أي يقصد حفظها بذاتها ،أما إذا كانت غير كاملة ويحول -
عدم ردها بذاتها وا نما ما يقابلها كما ونوعا فال تعد جريمة ،مثل :مدير البنك الذي
يتصرف في األموال المودعة لديه والتي يتقاض عليها المودعون فوائد ،والعكس
صحيح
عقد الوكالة :عقد يفوض بمقتصاه شخص يسمى الموكل شخصا آخر يسمى الوكيل،
للقيام بعمل شيء لحساب الموكل أو باسمه (نص المادة 571وما بعدها من القانون المدني
).المعدل والمتمم
فالمشرع هنا يعاقب الوكيل إذا اختلس أو بدد األموال التي استلمها على ذمة الموكل
فيعد الشريك مرتكبا للجريمة إذا اختلس شيء من أرسمال الشركة ،ألن مال الشركة
سلم إليه بصفته وكيال عن الشركاء .كما تقوم الجريمة في حق المحاسب الذي
يخصم مبلغا من أجور العمال ويختلسها لنفسه
عقد الرهن :وهو قيام المدين بوضع الشيء المنقول المملوك له في حيازة دائمة
المرتهن أو شخصا آخر متفق عليه ،وذلك تأمينا للدين (المادة 948وما بعدها
من القانون المدني المعدل والمتمم ).فإذا قام الدائن المرتهن باختالس وتبديد
الشيء يعد مرتكبا للجريمة ،أما إذا إذا لم يف المدين الراهن بتعهداته جاز للدائن
.المرتهن بيع المنقول
عارية االستعمال :عقد يلزم بمقتضاه المعير بأن يسلم المستعير شيئا غير قابل
لالستهالك ليستعمله بدون عوض لمدة معينة أو في غرض معين (المادة 538وما
بعدها من القانون المدني المعدل والمتمم )ومثال ذلك :احتفاظ الجاني بسيارة
وظيفته بدون وجه حق بعد انتهاء عقد العمل يعد خيانة لألمانة .غير أن الشيء
القابل لالستهالك ال يصلح لعقد عارية االستعمال مثل :النقود فال يرتكب الجريمة
الشخص الذي استعار مبلغا ماليا لشراء سيارة وامتنع فيما بعد عن رد هذا المبلغ
عقد القيام بعمل :ويقصد به تسليم شيء للقيام بعمل مادي لمصلحة •
مالك الشيء ،و قد يكون العمل بمقابل كعقد المقاولة ،كما قد يكون بدون مقابل .
وفي الحالتين سواء كان العقد بمقابل أو دونه ،تقوم الجريمة إذا اختلس الشيء الذي
اؤتمن عليه سواء اختلسه كله أو بعضه .كما تقوم الجريمة في حق الناقل الذي
.يمتنع عن تسليم الشيء المسلم له في إطار عقد النقل
بخصوص الحق في الحبس :إن تسليم الشيئ في إطار عقد من عقود األمانة ال يشكل -
دائما جريمة خيانة األمانة ،حيث أجازت المادة 200من القانون المدني للملتزم االمتناع عن
رد المال المسلم في إطار عقد من عقود األمانة ،في حالة عدم وفاء المدين بالتزامه مثل :
الحرفي والمحاسب والميكانيكي لهم الحق في حبس الشيء الذي سلم لهم إلى غاية أداء ثمن
.العمل المنجز
الركن المعنوي :جريمة خيانة األمانة من الجرائم العمدية تتطلب توافر القصد الجنائي -
:العام والقصد الجنائي الخاص
القصد الجنائي العام :ويتمثل في اتجاه ارادة المتهم أو انصرافها الرتكاب الجريمة --
بكافة أركانها عن علم و ادراك ،بمعنى تصرف الجاني في األمانة التي بين يديه كما لو كان
.مالكا لها مع علمه بأن حيازته لها حيازة مؤقتة
القصد الجنائي الخاص :ويتمثل في نية المتهم في التملك وحرمان المالك من هذا --
الحق بدليل قول المشرع "سوء نية".كما قضي بعدم توافر سوء النية في بعض الحاالت مثل :
المحترفين الذين يتمتعون بحق االحتباس ،ومسألة التعويض ،واستحالة رد الشيء بسبب قوة
قاهرة
الضرر :اشترطت المادة 376ق.ع.ج لقيام الجريمة وقوع ضرر ،ويستوي في ذلك --
أن يلحق الضرر بالمالك نفسه أو بحائز الشيء حيازة مؤقتة أو حيازة مادية "...اض ار ار
بمالكيها أو واضعي اليد عليها أو حائزيها "...إن هدف المشرع هو حماية كل شخص له حق
على الشيء ،كما ال يشرط أن يتحقق الضرر فعال ،إذ يكفي أن يكون محتمل الوقوع كما يكون
الضرر ماديا أو أدبيا ،فيعد الفاعل الذي يضيف الماء للحليب خائنا لالمانة ،فيصيب مالك
الملبنة ضرر أدبي يتمثل في فقدان الثقة والتشهير بسمعته
:العقوبات المقررة-
من -: العقوبات األصلية :الحبس من 3أشهر إلى 3سنوات وغرامة
20.000دج الى. 100.000.دج
العقوبات التكميلية :الحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الواردة في المادة-: 9
مكرر 1لمدة ال تزيد عن 5سنوات ،والمنع من اإلقامة لمدة سنة على األقل
وخمس سنوات على األكثر .وعالوة على العقوبتين التكميلتين السابقتين ،يحيز
قانون العقوبات الحكم على الشخص المدان بباقي العقوبات التكميلية اإلختيارية
.بموجب المادة 9
:الظروف المشددة :وهي أربعة
أ-ظرف خاص بصفة الجاني :وتشمل حالتان هما :من سمسار أو وسيط أو مستشار
مهني أو محرر عقود وتعلق األمر بثمن الشراء أو البيع أوحوالة إيجار ،وذلك بموجب
المادة 378/2ق.ع.ج ،حيث تكون العقوبة الحبس 10سنوات و الغرامة 400.000
.دج
إذا كان الجاني أمينا عموميا وقام بإتالف أو تبديد أو انتزاع عمدا األوارق أو •
جناية وتكون العقوبة السجن المؤقت من خمس إلى 10سنوات ،وذلك بموجب نص
المادة )379ق.ع.ج
ب-ظرف خاص بالوسيلة المستعملة :وذلك إذا لجأ شخص إلى الجمهور للحصول لحسابه
الخاص ...على أموال أو أوارق مالية ،تكون العقوبة الحبس 10سنوات والغرامة ، 400.000
.بموجب المادة 378/1
ج -ظرف خاص بصفة المجني عليه :إذا كان المجني عليه الدولة أو إحدى مؤسساتها
.تكون العقوبة الحبس من سنتين إلى 10سنوات بموجب نص المادة 382مكرر2/
كما يجوز الحكم على الجاني بالحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الواردة في المادة
مكرر 1وبالمنع من اإلقامة لمدة سنة على األقل و 5سنوات على األكثر ،بموجب نص 09
.المادة 378/3
د-الحصانة العائلية :في هذا الصدد ،تنص المادة 377ق.ع.ج على ":تطبق اإلعفاءات
والقيود الخاصة بمباشرة الدعوى العمومية المقررة بالمادتين 368و 369على جنحة خيانة
.األمانة المنصوص عليها في المادة. 376ق.ع.ج
سلوك ينطوي على طلب أو قبول أو أخذ مزية غير مستحقة مقابل أداء عمل أو االمتناع عن
أداء عمل أو االخالل بواجبات الوظيفة مع علمه بذلك "أو هي":االتجار بأعمال الوظيفة أو
الخدمة أو استغاللها ،وذلك بأن يطلب أو يقبل أو يحصل على عطية وعد بها ألداء عمل
من أعمال وظيفته أو اإلمتناع عنه أو االخالل بواجباته
تشتمل الرشوة على جريمتين متميزتين األولى سلبية من جانب الموظف العمومي
المرتشي وتسمى بالرشوة السلبية ،والثانية إيجابية من جانب صاحب المصلحة الراشي وتسمى
بالرشوة اإليجابية .وبذلك يكون فعل كل من الطرفين في الرشوة جريمة مستقلة عن جريمة
الطرف اآلخر ،كما ال يلزم توفر الصلة بينهما سواء من ناحية التجريم أو العقاب
الركن المفترض "الموظف العمومي ":تتطلب جريمة الرشوة ركنا مفترضا يتعلق بصفة -
الجاني وهو أن يكون موظفا عموميا قائما بعمل دائم ضمن مرفق عام وبالرجوع إلى الفقه
اإلداري عرف البعض الموظف اإلداري على أنه":الشخص الذي يشغل بصفة دائمة وظيفة
دائمة تدخل في التنظيم اإلداري لمرفق تديره الدولة أو أحد أشخاص القانون العام" ،من جانب
":آخر عرفت المادة/2ب من القانون" 01-06:موظف عمومي
كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو إداريا أو قضائيا أو في أحد المجالس الشعبية -
المحلية المنتخبة ،سواء أكان معينا أو منتخبا ،دائما أو مؤقتا ،مدفوع األجر أو غير مدفوع
.األجر ،بصرف النظر عن رتبته أو أقدميته
كل شخص آخر يتولى ولو مؤقتا ،وظيفة أو وكالة بأجر أو بدون أجر ،ويساهم بهذه الصفة -
في خدمة هيئة عمومية أو مؤسسة عمومية أو أية مؤسسة أخرى تملك الدولة كل أو بعض
.راسمالها ،أو أية مؤسسة أخرى تقدم خدمة عمومية
كل شخص آخر معرف بأنه موظف عمومي أو من في حكمه طبقا للتشريع والتنظيم -
" .المعمول بهما
بالرجوع لهذا التعريف نجد أنه مستمد من المادة /2أ من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد حيث تنص
المادة /2أ من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة 2003على ":يقصد بتعبير موظف
عمومي :كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو إداريا أو قضائيا لدى دولة طرف،
سواء أكان معينا أو منتخبا ،دائما أو مؤقتا ،مدفوع األجر أو غير مدفوع األجر ،بصرف النظر
"....عن أقدمية ذلك الشخص
كما أنه يختلف عن تعريف الموظف العمومي الذي جاء به األمر رقم 03-06:المؤرخ في
جويلية 2006يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية ،حيث نصت المادة 15 4/1
"على " :يعتبر موظفا كل عون عين في وظيفة عمومية دائمة ،ورسم في رتبة في السلم اإلداري
)
وهو مفهوم ضيق عكس ما جاء به القانون 01-06الذي توسع في مفهوم الموظف ،
العمومي ،والذي حدد مختلف الفئات التي تدخل ضمن مفهومه حيث يمكن تقسيمها إلى أربعة
فئات ،والهدف من ذلك هو اإلحاطة أكثر بالصور المختلفة لجرائم الفساد .كما أن التكييف
القانوني السليم لجرائم الفساد يتوقف بداية على تحديد صفة الجاني إن كان موظفا أم ال في
.نظر القانون 01-06
الركن الشرعي :تنص المادة 25من القانون 01-06على ":يعاقب بالحبس من سنتين 3- 2
إلى عشر 10سنوات وبغرامة من200.000.الى 1000.000
كل من وعد موظفا عموميا بمزية غير مستحقة أو عرضها عليه أو •
منحه إياها ،بشكل مباشر أو غير مباشر ،سواء كان ذلك لصالح الموظف نفسه أو
لصالح شخص أو كيان آخر لكي يقوم بأداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل من
،واجباته
كل موظف عمومي طلب أو قبل ،بشكل مباشر أو غير مباشر ،مزية •
غير مستحقة ،سواء لنفسه أو لصالح شخص آخر أو كيان آخر ،ألداء عمل أو
".االمتناع عن أداء عمل من واجباته
من خالل نص المادة تأخذ جريمة رشوة الموظفين العموميين صورتين هما :الرشوة
.السلبية والرشوة اإليجابية ،وسنتطرق لكل واحدة على حدة
أ-الرشوة السلبية "جريمة المرتشي ":وهو الفعل المنصوص عليه بموجب المادة 25/2
.من القانون01-06
أ -1.الركن المادي :ويتحقق بطلب الجاني أو قبوله مزية غير مستحقة نظير قيامه بعمل
من أعمال وظيفته أو االمتناع عنه ،ويتكون من :النشاط االجرامي ومحل اإلرتشاء ولحظة
.اإلرتشاء والغرض من الرشوة
.النشاط االجرامي :ويتمثل في صورتي الطلب والقبول -
الطلب :هو مبادرة من الموظف العمومي يعبر فيه عن إردته في طلب •
مقابل ألداء وظيفة أواالمتناع عنها وهو يكفي لقيام الجريمة متى توافرت باقي
األركان حتى ولو لم يصدر قبول من طرف صاحب الحاجة أو رفض ذلك وسارع
إلبالغ السلطات ،كما قد يكون الطلب صريحا أو مستفاد من تصرفات الموظف كما
يستوي أن يطلب الرشوة لنفسه أو لغيره وسواء قام الجاني بنفسه بالطلب أو قام
شخص آخر بمباشرته باسمه او لحسابه وفي كل األحوال ال يتحقق الطلب قانونا إال
بوصوله إلى علم صاحب المصلحة
القبول :وهو موافقة الموظف العمومي المرتشي (على رغبة صاحب •
المصلحة )الراشي نظير العمل الوظيفي ،وتتم الجريمة حتى ولو لم يحصل على
الفائدة فيما بعد ما دام الموظف قد قبل اإلخالل بوظيفته و يجب أن يكون أيضا
عرض الراشي جادا أو حقيقيا والقبول قد يكون صريحا كما قد يكون ضمنيا يستنتج
من ظروف الحال ،فالجريمة تحقق في صورتين الطلب و القبول بصرف النظر عن
النتيجة
محل اإلرتشاء :ويتمثل في مزية غير مستحقة و قد تكون ذات طبيعة مادية (نقود،
ذهب شيك...إلخ أو معنوية كالوعد بالترقية ،وقد تكون صريحة أو ضمنية وقد تكون مشروعة
أو غير مشروعة ،فالمشرع لم يحدد مقدار المال ولكن األصل أن يكون لها قيمة مناسبة أهم
من العمل ،من جانب آخر ال تقوم الجريمة إذ كان ما قدم قليال أو تافها مما جرى العرف على
اعتباره من المجامالت بين الناس
لحظة اإل رتشاء :يشرط لقيام الجريمة أن يكون طلب أو قبول المزية غير المستحقة -
قبل أداء العمل المطلوب ،وبمعنى أن يكون سابقا ألداء العمل أو االمتناع عنه ،ومن ثمة فال
محل للرشوة إذا كان طلب أو قبول المزية الحقا على أداء العمل
الغرض من الرشوة :ينبغي أن يكون لهذه المزية مقابل معين ،يتمثل في قضاء حاجة -
الراشي اكالحصول على ترقية أو وظيفه ألحد أقاربه ،والمقابل هنا هو أداء عمل أو االمتناع
عن عمل مخالفا بذلك أعمال وظيفتة
الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي بعنصريه العلم واإل اردة- ،
فيجب أن يعلم المرتشي بكافة أركان الجريمة وبأنه موظف وأن المزية التي طلبها نظير الخدمة
غير مستحقة ،فإذا انتفى العلم بأحد العناصر انتفى معه القصد الجنائي .كما يجب أن تتجه إ
رادة المرتشي إلى الطلب أوالقبول ،ويشترط أن يتوافر القصد الجنائي لحظة الطلب أو القبول
"جريمة الراشي ":وهوالفعل المنصوص والمعاقب عليه بنص ب-الرشوة اإليجابية
المادة 25/1من القانون ،01-06وهي ال تقتضي صفة معينة في الجاني كما في الرشوة
.السلبية
ب -1الركن المادي :ويتمثل في الوعد بمزية أو عرضها أو منحها ،ويشترط أن يكون
جديا ويكون الغرض منه تحريض الموظف على اإلخالل بواجباته كما يمكن أن تكون المزية
غير المستحقة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وأن تكون محددة ،وأن مجرد الوعد يكفي لقيام
الجريمة
ب -2الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي بعنصريه العلم و
االرادة ،فيجب أن يكون الراشي على علم بأن وعده أو عرضه أو منحه لموظف مزية غير
مستحقة بهدف أداء عمل أو االمتناع عنه أو مخالفة واجبات وظيفته يشكل جريمة ،وأن تتجه إ
اردته للقيام بذلك
:العقوبات المقررة-
بخصوص الرشوة السلبية :الحبس من سنتين إلى 10سنوات و غرامة من 200.000 •
.إلى 000.0001دج
من بخصوص جريمة الرشوة االيجابية :الحبس من 2إلى 10سنوات وغرامة •
06-01.
الرد :يرد ما حصل عليه المحكوم عليه من منفعة أو ربح بموجب المادة 51/3من •
.القانون 01-06
إبطال العقود والصفقات والبراءات واإلمتياز :وهذا ما أجازته المادة 55من القانون •
06-01.
.المشاركة والشروع :معاقب عليهما بنص المادة 52من القانون 01-06 •
.العقوبات المطبقة على الشخص المعنوي :بموجب المادة 53من القانون 01-06 •
خصوصية التقادم :ال تتقادم الدعوى العمومية وال العقوبة بالنسبة لجرائم الفساد في حالة •
إذا ما تم تحويل عائدات الجريمة إلى خارج الوطن ،وفي غير ذلك من الحاالت تطبق األحكام
.المنصوص عليها في قانون االجراءات الجزائية ،وهذا بموجب المادة 54من القانون 01-06
الظروف المشددة :في هذا الشأن تنص المادة 48من القانون رقم 01-06:على ":إذا •
كان مرتكب جريمة أو أكثر من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون قاضيا أو موظفا
يمارس وظيفة عليا في الدولة أو ضابطا عموميا ،أو عضوا في الهيئة ،أو ضابطا ،أو عون
شرطة قضائية ،أو ممن يمارس بعض صالحيات الشرطة القضائية ،أو موظف أمانة ضبط،
يعاقب بالحبس من عشر 10سنوات إلى عشرين 20سنة وبنفس الغرامة المقررة للجريمة
".المرتكبة
:ز-اإلعفاء من العقوبات وتخفيفها •
المنصوص عليها في القانون ،01-06وقام قبل مباشرة اجراءات المتابعة بإبالغ السلطات
.اإلدارية أو القضائية وساعد على معرفة مرتكبيها ،وهذا بموجب المادة 01/49
تخفيف العقوبة :تخفض العقوبة إلى النصف بالنسبة لمن ارتكب أو شارك في •
جريمة من جرائم الفساد ،والذي بعد مباشرة اجراءات المتابعة ساعد في القبض على شخص أو
.أكثر من األشخاص الضالعين في ارتكابها ،وهذا بموجب نص المادة 02/49
•
خاصة وجدت تحت تصرفه بسبب أو بمقتضى وظيفته ،فهو فعل مادي يتمثل بالظهور على
الشيئ بمظهر المالك الذي تسانده نية داخلية وهي نية التملك
اإلتالف :ويتحقق بهالك الشيئ واعدامه إلى الحد الذي يفقد قيمته وصالحيته نهائيا •
• التبديد :ويتحقق متى قام الجاني عمدا باستهالك المال الذي أئتمن عليه والتصرف فيه
كتصرف المالك
• االحتجاز بدون وجه حق :ويتحقق حينما يؤدي ذلك إلى تعطيل المصلحة التي أعد المال
لخدمتها مثل أمين الصندون الذي يحتفظ بااليرادات المالية عوض ايداعها في الخزينة
• االستعمال على نحو غير شرعي :ويتحقق بالتعسف في استعمال الممتلكات للغرض
الشخصي أو لشخص أو كيان آخر مثل :استعمال وسائل الدولة لغير الغرض الذي وجدت
.ألجله
ب-محل الجريمة :وتشمل :الممتلكات والتي عرفتها المادة/2و من القانون 01-06بأنها ":
الموجودات بكل أنواعها سواء كانت مادية أو غير مادية ،منقولة أو غير منقولة "...و األموال أو
.األوارق المالية العمومية والخاصة أو أي أشياء أخرى ذات قيمة
ج-العالقة السببية :يشترط أن يكون المال أو السند قد سلم للموظف العمومي بحكم
.وظيفته أو بسببها
• الركن المعنوي :جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي العام الذي يقوم على علم
الجاني بأن المال المسلم له هو بسبب وظيفته ،وهو ملك للدولة أو للخواص وأن
حيازته له هي حيازة ناقصة ال يملك التصرف فيه كتصرف المالك ،ومع ذلك تتجه
ارادته إلى تبديده أو اختالسه أو اتالفه أو احتجازه أ واستعماله على نحو غير شرعي،
غير أن فعل اإلختالس يتطلب قصدا جنائيا خاصا يتمثل في نيةالتملك
:العقوبات المقررة •
العقوبات األصلية :من سنتين إلى عشر سنوات و بغرامة من 20.000إلى •
دج كما تطبق العقوبات المنصوص عليها بموجب األمر رقم 11-03:المؤرخ 1.000.000
في 26/08/2003:يتعلق بالنقد والقرض على الجاني إذا كان رئيسا أو عضو مجلس إدارة
أو مديرا عاما للبنك أو مؤسسة مالية ،حيث تنص المادة 131من األمر نفسه على ":يعاقب
بالحبس من 5سنوات إلى 10سنوات وبغرامة من 5.000.000إلى 10.000.000
وذلك اذا استعملوا ملك المؤسسة بسوء نية وعمدا أموالها استعماال منافيا لمصالح هذه ...
..".المؤسسة الغراض تفيد مصلحتهم الشخصية
تشديد العقوبة :تشدد العقوبة حيث تصبح الحبس من 10سنوات إلى 20سنة وبنفس الغرامة
المقررة للجريمة المرتكبة ،إذا كان الجاني من الفئات المذكورة بنص المادة 48من القانون 01-06إذا
كان قاضيا أو موظفا يمارس وظيفة عليا في الدولة ،أو ضابطا عموميا ،أو عضوا في الهيئة،
أو ضابطا ،أو عون شرطة قضائية ،أو ممن يمارس بعض صالحيات الشرطة القضائية ،أو
موظف أمانة ضبط( نص المادة 48من القانون 01-06يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته
) .المعدل والمتمم
ثالثا :اإلمتيازات غير المبررة في مجال الصفقات العمومية (جنحة المحاباة ):المادة
من القانون 01-06المعدلة والمتممة بالمادة 2من القانون 15-11:المؤرخ 26/1
.في02/08/2011:
نص القانون 01-06المعدل والمتمم على مختلف صور الجرائم المتعلقة بالصفقات
العمومية وذلك من خالل نص المادة 26/1/2التي جاءت تحت عنوان "االمتياازت غير
المبررة في مجال الصفقات العمومية "والمعدلة بموجب نص المادة 2من القانون رقم-11:
المؤرخ في 02/08/2011:يعدل ويتمم القانون 01-06المتعلق بالفساد .جاء هذا 15
التعديل على أساس أن جميع المتدخلين في مجال ابرام الصفقات السيما المطالبين بالتأشير
عليها وجدوا أنفسهم مضطرين إلى قضاء أوقات طويلة للتدقيق فيما يقومون به من أعمال
الرقابة على مدى احترام هذه الصفقات لكل اإلجراءات المنصوص عليها قانونا مما أدى إلى
تعطيل عدد كبير من المشاريع سيما الهامة ذات البعد اإلستراتيجي .ولهذه االعتبارات فإن
التعديل المدخل عليها ضيق مجال تطبيقها ،وذلك كشكل من أشكال رفع التجريم عن طريق
حصره في مخالفة االجراءات المتعلقة بشفافية الترشح للصفقات والمساواة بين المترشحين
.وشفافية االجراءات المنصوص عليها بموجب المادة 9من القانون رقم 01-06
تفضيل جهة على أخرى " "Favoritisme":من جانب آخر يقصد بمصطلح المحاباة
.في الخدمة بغير حق للحصول على مصالح معينة
-الركن الشرعي :تنص المادة 26/1من القانون 01-06المعدلة بالمادة 2من القانون 1-11
-
على ":يعاقب بالحبس من سنتين 2إلى 10سنوات وبغرامة من 200.000دج إلى 15
دج :كل موظف عمومي يمنح عمدا للغير امتياز غير مبرر عند ابرام أو تأشير 1.000.000
عقد أو اتفاقية أو صفقة أو ملحق ،مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة بحرية الترشح
".والمساواة بين المترشحين وشفافية االجراءات
من خالل نص المادة تقوم هذه الجريمة على األركان اآلتية :صفة الجاني والركن
.المادي والركن المعنوي
صفة الجاني :يجب توفر صفة الموظف العمومي في الجاني بخصوص كافة •
جرائم الفساد وهذه الصفة سبق شرحها في جريمة رشوة الموظفين العموميين
الركن المادي :يتحقق عند قيام الجاني بمنح امتيا ازت غير مبررة للغير مخالفا •
بذلك األحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها والمتعلقة بحرية الترشح والمساواة بين
المترشحين وشفافية االجراءات وذلك عند ابرام أو تأشير عقد أو اتفاقية أو صفقة أو ملحق
وعليه يمكن تقسيم الركن المادي لهذه الجريمة إلى ثالثة عناصر هي :االمتياز غير المبرر ،
الممنوح للغير ومخالفة األحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها والمتعلقة بحرية الترشح
والمساواة بين المترشحين وشفافية االجراءات ومناسبة قيام الجاني بذلك
االمتياز غير المبرر الممنوح للغير :إن تخصيص صفقة عمومية أو عقد •
لشخص ال يشكل بالضرورة في حد ذاته منح امتياز غير مبرر ،ويمكن أن يتمثل االمتياز غير
المبرر في إفادة المستفيد من الصفقة بمعلومات امتيازية وحصرية ،أو زيادة التنقيط ،أ وخرق
حكم من أحكام قانون الصفقات العمومية يحتمل أن يترتب عنه إخالل بمبدأ المساواة بين
المترشحين .كما يشترط أن يكون الغير هو المستفيد وليس الجاني
مخالفة األحكام التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل :وذلك حينما يمنح •
الجاني عمدا امتيازغير مبرر مخالفا بذلك األحكام التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل في
مجال الصفقات العمومية .كماأن تطبيق جنحة المحاباة ال ينحصر في قانون الصفقات العمومية
فقط ،وانما يمتد ليشمل كل مساس بحرية الترشح والمساواة بين المترشحين وشفافية
االجراءات أي كان مرجعها .كما أن جنحة المحاباة تعني أيضا كل عقد يبرمه موظف عمومي
بمفهوم المادة/2ب من القانون 01-06سواء كان العقد يخضع لقانون الصفقات العمومية أم ال
:المناسبة :وذلك عند ابرام أو تأشير عقد أو اتفاقية أو صفقة أو ملحق •
إبرام الصفقة:وهو التوقيع على الوثيقة التي يفرغ فيها مضمون العقد بمفهومه •
الواسع ،الذي يشمل الصفقة واالتفاقية والملحق حيث تنص المادة 54من القانون المدني
()
على ":العقد اتفاق يلتزم بموجبه شخص أو عدة أشخاص نحو شخص آخر أو عدة أشخاص،
".بمنح أو فعل أو االمتناع عن فعل شيء ما
التأشير على العقد أو الصفقة :بمعنى الموافقة على ابرام العقد أو الصفقة بعد •
التأكد من صحة االجراءات القانونية ،ففي مجال ابرام الصفقات العمومية نصت المادتان 156
و 157من المرسوم الرئاسي رقم 247-15:المؤرخ في 16/09/2015:يتضمن تنظيم
الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام على ممارسة الرقابة بكافة أنواعها من طرف
المصالح المتعاقدة قبل وبعد تنفيذ الصفقة العمومية
الركن المعنوي :جنحة المحاباة هي جريمة عمديه بنص المادة 26المعدلة "كل •
موظف عمومي يمنح عمدا" ،كما تتطلب توافر القصد الجنائي العام المتمثل في علم الجاني
بأنه يخرق األحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها في مجال الصفقات العمومية وغيرها من
العقود ،والمتعلقة بحرية الترشح والمساواة بين المترشحين وشفافية االجراءات عن طريق
.اتجاه ارادته إلى مفاضلة أحد المترشحين على البقية
:العقوبات المقررة5-
أ-العقوبات األصلية :الحبس من سنتين إلى عشر سنوات وبغرامة من 200.000دج إلى
.دج 1.000.000
كما تطبق األحكام نفسها المقررة لجريمة رشوة الموظفين العموميين ،بشأن الظروف المشددة
واإلعفاء من العقوبة والعقوبات التكميلية والمصادرة والرد والمشاركة والشروع ومسؤولية
الشخص المعنوي وابطال العقود والصفقات المبينة سابقا بخصوص جريمة رشوة الموظفين
.العموميين