Jaza 2 I

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 55

‫جامعة تبسة‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫محاضرات في مقياس القانون الجنائي الخاص وجرائم الفساد‬

‫مقدمة بتاريخ ‪ 2021/10/21‬لطلبة السنة الثالثة ليسانس تخصص القانون الخاص‬

‫اعداد الدكتورة ‪ :‬اجعود سعاد‬

‫المحاضرة رقم ‪01‬‬

‫محاور الدراسة‪:‬‬

‫نموذج من الجرائم الواقعة على األشخاص‪.‬‬

‫نموذج من الجرائم الواقعة على األموال‪.‬‬

‫نموذج من جرائم الفساد‪.‬‬

‫إذا كان القانون الجنائي العام يحدد القواعد النظرية العامة والمجردة التي تطبق على‬
‫جميع الجرائم ومرتكبيها على السواء‪ ،‬فإن القانون الجنائي الخاص هو ذلك القانون الذي يحدد‬
‫لنا كل جريمة على حدى مبينا أركانها والظروف المقترنة بها والتي قد تشدد أو تخفف من‬
‫عقوبتها وتحدد العقوبات المقررة لها‪.‬و بذلك يتضمن قانون العقوبات الجزائري في مجال التجريم‬
‫و العقاب قسمين أساسيين جمع فيهما أهم الجرائم و مختلف العقوبات المقررة لها ‪.‬‬
‫فالقسم األول منه تضمن الجرائم الواقعة ضد الشيء العمومي وتشمل جرائم أمن الدولة‬
‫والتجمهر والجرائم ضد الدستور وضد السالمة العمومية والجرائم ضد النظام واألمن العموميين‬
‫وجرائم التزوير‪.‬‬

‫أما القسم الثاني جاء تحت عنوان الجرائم ضد األفراد تناول فيه الجرائم الواقعة ضد‬
‫األشخاص وتلك الواقعة ضد األموال‪ ،‬وهو القسم محل دراستنا‪.‬‬

‫المحور األول ‪ :‬الجرائم الواقعة على األشخاص‪:‬‬

‫أوال ‪ .‬جرائم العنف‬

‫جرائم العنف تتضمن أساسا القتل والضرب والجرح وأعمال التعدي األخرى‪ ،‬وهذه الجرائم‬
‫تكون مقصودة أو غير مقصودة‪.‬‬

‫‪ -1‬القتل العمدي‪ :‬يعتبر القتل العمدي من أخطر الجرائم الواقعة على النفس بالنظر الى‬
‫الضرر الناتج عنها وهو القضاء على حياة المجنى عليه ‪.‬‬

‫يعرف القتل العمدي لدى الفقه بأنه إزهاق روح إنسان عمدا بغير حق بفعل إنسان آخر‬
‫وهو التعريف الذي اتفقت معه أغلب التشريعات الوضعية‪ ،‬حيث عرفها المشرع في نص المادة‬
‫‪ 254‬منه أن القتل العمدي هو "إزهاق روح اإلنسان عمدا"‪.‬‬

‫ومن هذا التعريف يمكن استخالص أركان جريمة القتل العمدي وهي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬الركن المفترض‪:‬‬

‫‪ -‬صفة المجنى عليه‪.‬‬

‫يفترض القتل أن تكون الضحية فيه إنسانا حيا وقت ارتكاب الجريمة‪ ،‬فال يقع القتل إال‬
‫على إنسان‪ ،‬أما قتل الحيوان فهو مجرد مخالفة معاقب عليها بنص المادة ‪ 457‬من ق‪.‬ع كما‬
‫أن إعدام الجنين قبل والدته ال يعد قتال وإنما إجهاضا وهي جنحة معاقب عليها بنص المادة‬
‫‪ 304‬من ق‪.‬ع‪ ،‬أما إذا كان المجنى عليه طفل حديث الوالدة ستخضع الجريمة لتكييف خاص‬
‫تناولته نص المادة ‪ 359‬المتعلقة بقتل األطفال‪.‬‬
‫واألصل أن يكون المجنى عليه حيا وقت ارتكاب الجريمة وإال اعتبر الفعل تشويها لجثة‬
‫وهي جنحة معاقب عليها بالمادة ‪ 153‬من ق‪.‬ع‪.‬‬

‫كما ُيفترض أن ترتكب الجريمة على شخص الغير‪ ،‬فالقانون ال يعاقب على االنتحار وإن‬
‫كان ُيعاقب على المساعدة عليه المادة ‪ 273‬ق‪.‬ع‪.‬‬

‫وإذا وقع فعل القتل على إنسان كان قد مات دون علم الجاني كمن يطلق النار على ميت‬
‫قصد قتله فالجاني هنا ال يكون قاتال ألننا أمام صورة من صور الجريمة المستحيلة ويختلف‬
‫الرأي لدى الفقه بالنسبة لتجريم الشروع في هذه الحالة بين االتجاه الموضوعي الذي يرفض‬
‫العقاب على الجريمة المستحيلة ألنه ال يمكن البدء في تنفيذها أصال والنية وحدها ال تكفي‬
‫لتكوين الشروع‪ ،‬في حين يعتبر أصحاب النظرية الشخصية أن هذا الفعل هو شروعا في قتل‬
‫خاب أثره لسبب خارج عن إرادة الفاعل‪.‬‬

‫ب‪ -‬الركن المادي‪:‬‬

‫ويتمثل في القيام بعمل إيجابي من شأنه أن يؤدي إلى الموت ويتكون هذا الركن من ثالثة‬
‫عناصر‪ :‬السلوك اإلجرامي‪ ،‬إزهاق الروح‪ ،‬عالقة السببية بين السلوك والوفاة‪.‬‬

‫ب‪ :1-‬السلوك اإلجرامي‬

‫وهو النشاط الذي يقوم به الفاعل لتحقيق النتيجة المعاقب عليها‪ ،‬فاإلرادة وحدها حتى وإن‬
‫كانت حقيقية ومعلن عنها ال تشكل جريمة القتل وال حتى المحاولة‪.‬‬

‫ويشترط أن يكون السلوك عمال إيجابيا وال تهم الوسيلة المستعملة‪ ،‬بل يكفي أن يكون‬
‫الجاني قد أتى عمال يحدث الموت بأية طريقة كانت‪ ،‬والغالب أن تكون وسيلة القتل مادية‬
‫كاستعمال السالح الناري أو أداة حادة أو قاطعة‪ ،‬أو عن طريق الخنق‪ ،‬اإلغراق‪ ،‬تستثنى وسيلة‬
‫واحدة فقط وهي إعطاء مواد سامة فهي تخضع لتكييف خاص تسمى جريمة التسميم‪.‬‬

‫وال يشترط أن يتم القتل بصفة مباشرة أي بيد الجاني بل يكفي أن يهيأ وسيلة القتل‬
‫ويتركها تحدث أثرها بفعل الظروف‪ ،‬مثال ذلك حفر حفرة في طريق الضحية حتى إذا مر عليها‬
‫سقط فيها‪ ،‬ولكن هل يشترط أن تكون وسيلة القتل عمال ماديا لقيام الجريمة ذلك أن النص‬
‫المتعلق بالقتل عاما فهل يمكن مثال اعتبار العوامل النفسية وسيلة من وسائل القتل ذلك أنه ال‬
‫يوجد ما يستبعد العوامل النفسية كوسيلة من وسائل إحداث الوفاة طالما أن نص م‪ 254‬ورد‬
‫بصيغة العموم كمن يطلق عيا ار ناريا على شخص كان بجواره شخص اخر توفي من شدة الفزع‬
‫في هذه المسألة يرى بعض الفقه انه حتى وإن لم يستبعد القانون هذه العوامل إال أنه ال يمكن‬
‫االعتماد عليها ليس ألنها غير مادية بل لعدم وضوح عالقة السببية التي تربط بين النتيجة‬
‫وهي القتل بالفعل المنسوب للمتهم‪.‬‬

‫كما أن اشتراط وقوع فعل إيجابي إلحداث القتل يطرح مسألة قانونية أخرى هي القتل‬
‫باالمتناع أو الترك التي أثارت نقاشا فقهيا كبي ار كما في حالة االمتناع العمدي عن مساعدة‬
‫الغير من الخطر الذي يحدق به الغرق مثال‪ ،‬هل يتمثل االمتناع في هذه الحالة عمال إيجابيا‬
‫مكون للسلوك اإلجرامي لجريمة القتل (القتل باالمتناع)‪.‬‬

‫في حقيقة األمر ال يعاقب المشرع الجزائري ص ارحة على القتل باالمتناع‪ ،‬وإنما ّ‬
‫جرم هذه‬
‫األفعال في إطار جرائم خاصة جرائم االمتناع عن تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر أو‬
‫امتناع عن القيام بفعل لمنع وقوع جريمة الفعالن المنصوص عليهما في المادة ‪ 182‬ق‪.‬ع‪ .‬كما‬
‫هو الحال في حالة األم التي تمتنع عن إطعام وليدها أو ربط الحبل السري له لقتله فيموت أو‬
‫مجرمة في القانون الجزائري تجريما خاصا‬
‫تتركه في مكان منعزل ليموت‪ ،‬فمثل هذه األفعال ّ‬
‫بعنوان ترك األطفال والعاجزين المؤدي إلى الوفاة مع توافر نية إحداثها وهو الفعل المنصوص‬
‫عليه في المادة ‪ 318‬والمعاقب عليه بعقوبات القتل العمد والمادة ‪ 314‬المتعلقة بترك االطفال و‬
‫العاجزين وتعريضهم للخطرو المادة ‪ 269‬المتعلقة بمنع الطعام والعناية عن القصر األقل من‬
‫‪ 16‬سنة‪.‬‬

‫ب‪ .2-‬النتيجة الجرمية (إزهاق الروح)‬

‫وهي النتيجة المترتبة على سلوك الفاعل وليس من الضروري أن تتحقق إثر نشاط الجاني‬
‫مباشرة فيمكن أن يكون بين النشاط والنتيجة فاصل زمني‪.‬‬

‫وإزهاق الروح يقتضي أن يكون المجنى عليه إنسانا حيا وال يقصد باإلنسان الحي الجنين‬
‫ألن مفهوم الحياة بالمفهوم الجنائي تبدأ ببداية عملية الوالدة الطبيعية أي اللحظة التي ينتهي‬
‫فيها اعتبار الكائن جنينا وهي لحظة ميالده حيث يبدأ منها االعتراف القانوني بالحياة التي‬
‫يشكل إهدارها قتال‪.‬‬
‫كما تثار هنا مسألة وقوع القتل على ميت التي تعد صورة من صور الجريمة المستحيلة‬
‫أي هل يمكن اعتبار القتل على ميت جريمة باعتباره صورة من صور الجريمة الخائبة ( شروع‬
‫) أم أنه ال يشكل أية جريمة نظ ار النتفاء المحل وهو اإلنسان الحي‪ ،‬إن استحالة الجريمة تعود‬
‫إلى أحد السببين وهما محل الجريمة أو وسيلة تنفيذها‪ ،‬فقد ترجع االستحالة إلى محل الجريمة‬
‫وهو بالنسبة لجريمة القتل "اإلنسان الحي" كما لو كان المجني عليه قد مات قبل إطالق‬
‫تصور الجاني وجوده فيه فأطلق الرصاص‬
‫الرصاص عليه أو لم يكن موجودا في المكان الذي ّ‬
‫وقد ترجع االستحالة إلى وسيلة تنفيذ الجريمة‪ ،‬في هذه الحالة مسؤولية مرتكب الجريمة‬
‫المستحيلة ال تثار إال إذا كان جاهال وجه االستحالة في تنفيذ الجريمة ألنه لو كان يعلم تلك‬
‫االستحالة فمعنى ذلك انتفاء قصده الجنائي والقصد الجنائي من أركان جريمة القتل‪.‬‬

‫ب‪ .3-‬عالقة السبيبة‪:‬‬

‫جريمة القتل العمد من جرائم النتيجة التي يتطلب فيها الركن المادي توافر رابطة سببية‬
‫بين فعل الجاني والنتيجة‪.‬‬

‫فلكي يتوافر الركن المادي في جريمة القتل العمدي يجب أن تكون الوفاة نتيجة لفعل‬
‫الجاني فال تقوم مسؤولية الفاعل عن القتل العمد لمجرد إسناد فعل القتل اليه بل يجب عالوة‬
‫على ذلك اسناد النتيجة الى الفعل اذا توافر القصد‪ ،‬إال أنه قد يحدث أن يتم القتل باتحاد عوامل‬
‫أخرى إلى جانب فعل الجاني فيثور التساؤل حول الظرف الذي يعتبر فيه فعل الجاني سببا في‬
‫إحداث الوفاة‪.‬‬

‫انقسم الفقه في تفسير عالقة السببية إلى نظريات عديدة هي‪:‬‬

‫نظرية تعادل األسباب ‪ ,‬نظرية السبب المباشر‪ ،‬نظرية السبب النشط ‪ ,‬نظرية السبب‬
‫المالئم والتي أخذ القضاء الجزائري فيها بنظرية السبب المباشر والفوري و هكذا قضت المحكمة‬
‫العليا في قرار لها "يشترط لتحقق جريمة القتل العمد توافر رابطة السببية بين نشاط الجاني ووفاة‬
‫المجني عليه بحي ث إذا تدخل عامل خارجي بين نشاط المتهم وموت الضحية انقطعت رابطة‬
‫السببية وهكذا ال تقوم جريمة القتل العمد في حق صاحب بندقية صيد لم يخفها في مكان آمن‬
‫األمر الذي سهل ألخيه الصغير أخذها واستعمالها في واقعة قتل عمد ألن عدم إخفاء السالح‬
‫و إن كان يعد إهماال إال أنه لم يكن سببا مباش ار في وفاة المجني عليه"‪.‬‬
‫ج‪ -‬القصد الجنائي‪:‬‬

‫تقتضي جريمة القتل العمد توافر القصد الجنائي العام والخاص‪.‬‬

‫القصد العام‪ :‬يتمثل في جريمة القتل العمد في اتجاه إرادة الفاعل إلى إتيان فعل القتل مع‬
‫علمه بأن محل الجريمة إنسان حي وأن من شأن فعله أن ينتج عنه وفاة هذا اإلنسان‪.‬‬

‫القصد الخاص‪ :‬جريمة القتل العمد من جرائم القصد الخاص التي تتطلب قصد جنائي‬
‫خاص إلى جانب القصد العام‪ ،‬يتمثل القصد الخاص في نية قتل المجني عليه أو إزهاق روحه‬
‫يسأل من يكره على إتيان الفعل‪ ،‬وال تأثير‬
‫(انصراف إرادة الجاني وعلمه إلى إزهاق الروح فال ُ‬
‫للباعث في قيام الجريمة كمن يزهق روحا خوفا من العار أو لوضع حد لعذاب المجني عليه‬
‫الذي يحتضر‪.‬‬

‫د ‪ -‬الجزاء‪:‬‬

‫تطبق على القتل العمد عقوبة أصلية وعقوبات تكميلية وتشدد العقوبة حال توافر ظروف‬
‫التشديد وتخفف مع ظروف مخففة‪.‬‬

‫‪ .1‬العقوبات‪:‬‬

‫‪ -‬العقوبة األصلية‪ :‬يعاقب على القتل العمد بالسجن المؤبد م ‪.3/263‬‬

‫‪ -‬العقوبات التكميلة‪ :‬وهي العقوبات المنصوص عليها في م ‪ 9‬ق‪.‬ع وتكون إما إلزامية‬
‫أو اختيارية‪.‬‬

‫*العقوبات التكميلية اإللزامية وهي ثالثة‪:‬‬

‫‪ -‬الحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الوطنية والمدنية والعائلية المنصوص عليها في‬


‫م ‪ 9‬مكرر ‪ 1‬المستحدثة‪.‬‬

‫تأمر المحكمة وجوبا بهذه العقوبة في حالة الحكم بعقوبة جنائية وتكون مدة الحرمان بـ‪10‬‬
‫سنوات على األكثر تسري من يوم انقضاء العقوبة األصلية أو اإلفراج على المحكوم عليه‪.‬‬
‫‪ -‬الحجر القانوني‪ :‬في حالة الحكم بعقوبة جنائية تأمر المحكمة وجوبا بالحجر القانوني‬
‫ويتمثل الحجر القانوني في حرمان المحكوم عليه من ممارسة حقوقه المالية أثناء تنفيذ العقوبة‬
‫األصلية وتبعا لذلك تُدار أمواله طبقا لإلجراءات المقررة في حالة الحجر القانوني‪.‬‬

‫‪ -‬المصادرة الجزئية لألموال‪ :‬تنص المادة ‪ 15‬مكرر ‪ 1‬ق‪.‬ع في حالة اإلدانة الرتكاب‬
‫جناية تأمر المحكمة بمصادرة األشياء التي استعملت أو كانت ستستعمل في تنفيذ الجريمة أو‬
‫التي تحصلت منها والهبات والمنافع األخرى التي استعملت لمكافأة مرتكب الجريمة مع مراعاة‬
‫حقوق الغير حسن النية‪.‬‬

‫* العقوبات التكميلية االختيارية‪:‬‬

‫عالوة على العقوبات التكميلية اإللزامية يجوز للجهات القضائية الحكم على الجاني‬
‫بالعقوبات التكميلية االختيارية المتمثلة في تحديد اإلقامة ‪,‬المنع من اإلقامة ‪ ,‬المنع من ممارسة‬
‫مهنة أو نشاط وإغالق المؤسسة نهائيا أو مؤقتا‪ ،‬الحظر من إصدار الشيكات و‪/‬أو استعمال‬
‫بطاقات الدف ع واإلقصاء من الصفقات العمومية‪ ،‬سحب أو توقيف رخصة السياقة أو إلغاؤها مع‬
‫المنع من استصدار رخصة جديدة‪ ،‬سحب جواز السفر‪.‬‬

‫‪ .‬الفترة األمنية‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 276‬مكرر على أنه في حالة الحكم بعقوبة سالبة للحرية مدتها تساوي أو‬
‫تفوق ‪ 10‬سوات تطبق على المحكوم عليه بقوة القانون فترة أمنية مدتها تساوي نصف العقوبة‬
‫المحكوم بها وتكون مدتها ‪ 15‬سنة في حالة الحكم بالسجن المؤبد‪.‬‬

‫( المقصود بالفترة األمنية حرمان المحكوم عليه من تدابير إجازة الخروج والتوقيف المؤقت‬
‫لتطبيق العقوبة واإلفراج المشروط والوضع في الورشات الخارجية والبيئة المفتوحة والحرية‬
‫النصفية‪).‬‬

‫* الظروف المشددة واألعذار المخففة‪.‬‬

‫‪ -‬الظروف المشددة‪:‬‬

‫تتحول العقوبة األصلية المقررة لجناية القتل العمد من عقوبة السجن المؤقت إلى عقوبة‬
‫اإلعدام حال توافر ظرف من الظروف المشددة األربعة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اقتران القتل بسبق اإلصرار أو الترصد‬

‫تعرف المادة ‪ 256‬من ق‪.‬ع سبق اإلصرار بأنه عقد العزم قبل ارتكاب الفعل على‬
‫االعتداء على شخص معين أو حتى على شخص يتصادف وجوده أو مقابلته حتى ولو كانت‬
‫هذه النية متوقفة على أي ظرف أو شرط كان‪.‬‬

‫عناصر سبق اإلصرار‪:‬‬

‫‪ -‬التصميم السابق‪ :‬مرور فترة من الزمن بين العزم على ارتكاب الجريمة وبين تنفيذها‪.‬‬

‫‪ -‬التفكير والتدبير‪.‬‬

‫‪ -‬الترصد‪ :‬عرفته المادة ‪ 257‬ق‪.‬ع‪ :‬انتظار شخص لفترة طالت أو قصرت في مكان أو أكثر‬
‫وذلك إلزهاق روحه‪.‬‬

‫القتل يمكن أن يقترن بسبق إصرار دون ترصد في حين من الصعب تصور قتل بترصد‬
‫دون سبق إصرار‪.‬‬

‫‪ -‬إذا اقترن القتل بجناية‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 263‬ق‪.‬ع‪ 1/‬على عقوبة اإلعدام إذا سبق القتل أو صاحب أو تلى جناية‬
‫أخرى‪ ،‬يشترط لتحقق هذا الظرف توافر ثالث شروط‪:‬‬

‫‪ -‬البد من جريمة قتل ‪.‬هذا الشرط غير متوفر بالنسبة للمتهم بالضرب العمدي المؤدي‬
‫إلى الوفاة دون قصد إحداثها‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أن تقع جناية قتل فالشروع ال يكفي‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أن تكون بين الجنايتين رابطة زمنية‪.‬‬

‫‪ -‬ارتباط القتل بجنحة‪ :‬نصت على هذا الظرف المادة ‪.2/263‬‬

‫* األعذار القانونية المخففة‪:‬‬

‫وهي ثالث؛ نصت عليها المواد ‪ 277‬إلى ‪ 279‬ق‪.‬ع تشمل ‪:‬‬


‫‪ -‬االستفزاز‪ :‬إذا دفع الجاني إلى ارتكاب جريمة القتل وقوع ضرب شديد من أحد األشخاص‪.‬‬

‫‪ -‬إذا ارتكب الجاني جريمة القتل لدفع تسلق أو ثقب األسوار أو تحطيم مداخل المنازل أو‬
‫األماكن المسكونة أو ملحقاتها إذا حدث ذلك أثناء النهار أما إذا حدث أثناء الليل يعتبر دفاع‬
‫مشروع‪.‬‬

‫‪ -‬مفاجأة أحد الزوجين متلبسا بجنحة الزنا‪.‬‬

‫بتوافر أحد هذه األعذار تخفض عقوبة السجن المؤبد أو اإلعدام فتصبح الحبس من سنة‬
‫إلى ‪ 05‬سنوات ويجوز أيضا ان يحكم على الجاني بالمنع من اإلقامة من ‪ 05‬إلى ‪ 10‬سنوات‪.‬‬

‫وال يستفيد من األعذار القانونية المخففة مرتكب جريمة قتل األصول (‪ 282‬ق‪.‬ع)‪.‬‬
‫المحاضرة رقم ‪2‬‬

‫‪ :2‬الجرائم الملحقة بالقتل‪:‬‬

‫‪ .1-2‬التسميم‪:‬‬

‫عرفت التسميم بأنه االعتداء على‬


‫هو الفعل المنصوص عليه في المادة ‪ 260‬ق‪.‬ع التي ّ‬
‫حياة اإلنسان بتأثير مواد يمكن أن تؤدي إلى الوفاة عاجال أو آجال أيا كان استعمال أو إعطاء‬
‫هذه المواد ومهما كانت النتائج التي تؤدي إليها وهي بذلك جريمة شكلية‪.‬‬

‫أ‪-‬أركان الجريمة‪:‬‬

‫يشترط لقيام هذه الجريمة توافر األركان التالية‪:‬‬

‫أ‪ 1-‬الوسيلة المستعملة‪ :‬يتميز التسميم عن باقي الجرائم بالوسيلة المستعملة (مواد يمكن أن‬
‫تؤدي إلى الوفاة وأيا كانت كيفية استعمال تلك المواد)‪.‬‬

‫‪-‬المواد التي من شأنها أن تؤدي إلى الوفاة‪:‬‬

‫السموم؛ وقد تكون هذه المادة حيوانا كالثعبان والعقرب‪ ،‬أو نباتا كالفطر أو معدنا‪ ،‬وهناك‬
‫مواد أخرى قاتلة بالرغم من عدم تصنيفها ضمن السموم كالسيدا‪ ،‬الفيروس المادة المشعة‪،‬‬
‫فالقانون لم يحدد لنا قائمة أو وصف للمواد السامة فللقاضي اإلستعانة هنا بالخبراء‪ ،‬وقد يكون‬
‫التسميم مستحيال إما بسبب طبيعة المادة أو بسبب الكمية المستعملة‪.‬‬

‫‪-‬االستعمال أو المناولة‪ :‬تقوم جريمة التسميم أيا كانت طريقة استعمال المواد السامة‬
‫(طعام ‪ ,‬شراب فتح حنفية الغاز‪.)...‬‬

‫أ‪ 2-‬النتيجة‪:‬‬

‫تعتبر جريمة التسميم تامة بتناول السم ولو لم يقض على حياة المجنى عليه‪ ،‬فيعاقب‬
‫باإلعدام على التسميم مهما كانت النتيجة التي يؤدي إليها‪.‬‬

‫أ‪ 3-‬عالقة السببية‪:‬‬


‫يجب أن تتوافر عالقة السببية بين إعطاء المادة السامة والنتيجة التي حصلت‪ ،‬فإذا انتفت‬
‫هذه العالقة ال يعاقب الفاعل على التسميم‪.‬‬

‫أ‪ .4-‬نية القتل‪:‬‬

‫متى توافرت نية القتل فإن الجاني يسأل عن التسميم‪ ،‬فمن يقدم مادة سامة إلى شخص‬
‫مع العلم بحقيقتها دون أن يقصد بذلك قتله فإذا نتج عن فعله الموت ال ُيؤاخذ على التسميم‬
‫وإنما يسأل عن جريمة إعطاء مادة ضارة أفضت إلى الموت وفق نص المادة ‪ 275‬ق‪.‬ع الفقرة‬
‫األخيرة‪.‬‬

‫أ‪ 5-‬العقوبة‪:‬‬

‫تعاقب المادة ‪ 261‬ع لى جناية التسميم باإلعدام وتطبق على هذه الجريمة العقوبات‬
‫التكميلية اإللزامية واالختيارية كما تطبق على المحكوم عليه الفترة األمنية المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 60‬مكرر‪.‬‬

‫‪ : 3‬جريمة اإلجهاض‪:‬‬

‫وهو الفعل المنصوص والمعاقب عليها في نصوص المواد من ‪ 304‬إلى ‪ 313‬ق‪.‬ع‪.‬‬

‫تأخذ جريمة اإلجهاض ثالث صور هي‪:‬‬

‫‪ -‬المرأة التي تجهض نفسها أو يجهضها غيرها‪:‬‬

‫يعرف المشرع اإلجهاض‪ ،‬يمكن تعريفه فقها بأنه تعمد إنهاء حالة الحمل قبل األوان‬ ‫لم ّ‬
‫ويهدف إلى إخراج الحمل مبك ار من الرحم‪.‬‬

‫تتطلب هذه الجريمة لقيامها‪:‬‬

‫‪ -‬النتيجة‪ :‬إنهاء الحمل قبل األوان والحمل هو البويضة الملقحة منذ التلقيح إلى أن تتم‬
‫الوالدة الطبيعية‪ ،‬وإذا خرج الحمل يستوي ان يكون حيا أو ميتا ومن ثم ال يهم إن كان الطفل قد‬
‫مات قبل عملية اإلسقاط أو أنه ولد حيا وظل على قيد الحياة رغم خروجه من الرحم فبل‬
‫األوان‪.‬‬
‫‪ -‬يتصور الشروع في هذه الجريمة إذا لم تتحقق النتيجة المرغوبة أي إذا لم يحصل‬
‫اإلسقاط‪.‬‬

‫‪ -‬الجريمة المستحيلة‪ :‬يعاقب المشرع على الجريمة المستحيلة عندما يتعلق األمر‬
‫بإجهاض المرأة من قبل الغير إذ نصت المادة ‪ 304‬ق‪.‬ع‪ ،‬على قيام الجريمة سواء كانت المرأة‬
‫حامال أو مفترض حملها‪.‬‬

‫* الوسائل المستعملة‪:‬‬

‫ال يعتد في جريمة اإلجهاض بالوسيلة المستعملة في الجريمة فالمادة ‪ 304‬تعاقب كل من‬
‫أجهض امرأة حبلى أو مفترض حملها بإعطائها مأكوالت أو مشروبات أو ادوية او باستعمال‬
‫طرق أو أعمال عنف او بأية وسيلة اخرى ‪ .‬مهما كانت الوسيلة المستعملة يجب إقامة الدليل‬
‫على أن الوسيلة المستعملة كانت السبب في اإلسقاط والفصل في هذه المسألة يعود لقاضي‬
‫الموضوع يسترشد فيه برأي الخبراء‪.‬‬

‫* القصد الجنائي‪:‬‬

‫يشترط لقيام الجريمة أن يحصل اإلجهاض أو يشرع فيه عمدا‪ ،‬فمن تسبب بخطئه في‬
‫إجهاض امرأة حامل ال يعد مرتكبا لجريمة اإلجهاض ولكن الجرح الخطأ وإذا نتجت عن الفعل‬
‫الوفاة يعد مرتكبا للقتل الخطأ‪.‬‬

‫يتوافر القصد الجنائي بانصراف إرادة الجاني إلى ارتكاب الجريمة مع علمه بعناصرها‪،‬‬
‫فيجب أن يكون الجاني عالما بوجود الحمل أو بافتراضه فإن كان يجهل ذلك وأحدث فعله‬
‫إجهاضا فإنه ال يعاقب‪.‬‬

‫* الجزاء‪:‬‬

‫يميز المشرع من حيث العقوبات بحسب صورة االجهاض و مرتكبه ‪.‬‬

‫‪ -‬العقوبة االصلية ‪ :‬تعاقب المادة ‪ 309‬المرأة التي تجهض نفسها أو تشرع فيه بالحبس‬
‫من ستة اشهر الى سنتين و بغرامة من ‪ 20.000‬الى ‪ 100.000‬دج‬
‫‪ -‬العقوبة التكميلية ‪ :‬نصت المادة ‪ 311‬ق ع على أنه يطبق على المحكوم عليه بقوة‬
‫القانون المنع من ممارسة أية مهنة أو أداء أي عمل بأية صفة كانت في المؤسسات‬
‫العمومية او الخاصة للتوليد او ألمراض النساء كالمستشفيات ‪ ,‬العيادات ‪ ,‬دور الوالدة‬
‫‪ -‬صورة إجهاض المرأة من قبل غيرها ( ‪) 306-305-304‬‬

‫العقوبة االصلية ‪ :‬تعاقب المادة ‪ 304‬كل من أجهض امرأة أوشرع في ذلك بالحبس من‬
‫سنة الى ‪ 5‬سنوات و بغرامة من ‪ 20.000‬الى ‪ 100.000‬دج‬

‫و إذا أفضى االجهاض الى الموت تكون العقوبة السجن المؤقت من ‪ 10‬الى ‪ 20‬سنة‬

‫‪ ‬الظروف المشددة‬

‫نصت المادة ‪ 305‬على تغليظ العقوبة السالبة للحرية في حالة االعتياد على ممارسة‬
‫اإلجهاض أو على المساعدة عليه‪.‬‬

‫* العقوبات التكميلية‪:‬‬

‫تطبق على المحكوم عليه العقوبتين اآلتيتين‪:‬‬

‫‪ -‬المنع من اإلقامة وهي عقوبة جوازية‪.‬‬

‫‪ -‬المنع من ممارسة أية مهنة أو أداء أي عمل في مؤسسات التوليد وهي عقوبة إلزامية تطبق‬
‫بقوة القانون (‪ 311‬ق‪.‬ع)‪.‬‬

‫‪ -‬العقوبات بالنسبة للمنتمين للسلك الطبي وشبه الطبي وطلبة الطب‪.‬‬

‫‪ -‬العقوبة األصلية‪ :‬تعاقب المادة ‪ 306‬األطباء والصيادلة والقابالت وجراحي األسنان‬


‫وشبه الطبيين ذوي الصلة وطلبة الطب بمختلف فروعه وتخصصاته وتجار األدوات الجراحية‬
‫الذين يرشدون عن طرق إحداث اإلجهاض أو يسهلونه أو يمارسونه بالعقوبات األصلية‬
‫المنصوص عليها في المادتين ‪ 304‬و ‪ 305‬حسب األحوال (المرشد هنا فاعل أصلي تقوم‬
‫الجريمة في حق من أرشد غيره على عنوان الشخص الذي يقوم باإلجهاض)‪.‬‬

‫‪ -‬العقوبات التكميلية‪ :‬المنع من اإلقامة ‪,‬المنع من ممارسة أية مهنة أو أداء أي عمل‬
‫في مؤسسات التوليد ‪ ,‬الحرمان من ممارسة المهنة‪.‬‬
‫‪ -‬يعاقب على الشروع في جريمة اإلجهاض إذا لم تؤد الوسائل المستعملة إلى النتيجة‬
‫المرغوبة و قانون العقوبات يعاقب على الشروع حتى وإن كانت الجريمة مستحيلة كما في حالة‬
‫المرأة المفترض حملها‪.‬‬

‫‪ -‬اإلجهاض المرخص به‪ :‬نص المادة ‪ 308‬ق‪.‬ع‪ :‬ال عقوبة على اإلجهاض إذا استوجبته‬
‫ضرورة إنقاذ حياة األم من الخطر متى أجراه طبيب أو جراح في غير خفاء وبعد إبالغه‬
‫السلطة اإلدارية (حالة الضرورة)‪.‬‬

‫‪ -‬التحريض على اإلجهاض‪ :‬تقوم هذه الجريمة بتوافر األركان التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الوسيلة المستعملة‪ :‬تشترط المادة ‪ 310‬أن يقوم التحريض بوسيلة من الوسائل المحددة‬
‫على سبيل الحصر في‪:‬‬

‫‪ -‬إلقاء خطب في أماكن أو اجتماعات عمومية‪.‬‬

‫‪ -‬بيع أو عرض أو لصق أو توزيع كتابات أو صور أو رسوم‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بالدعاية في العيادات الحقيقية أو المزعومة‪.‬‬

‫* الجزاء‪:‬‬

‫تعاقب المادة ‪ 310‬على التحريض على اإلجهاض بالحبس من شهرين إلى ‪ 03‬سنوات‬
‫وبغرامة مالية من ‪ 20.000‬دج إلى ‪ 100.000‬أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬
‫المحاضرة رقم ‪03‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أعمال العنف العمد‪:‬‬

‫وتشمل جرائم الضرب ‪ ,‬الجرح‪ ،‬أعمال العنف‪ ،‬التعدي وهي األفعال المنصوص والمعاقب‬
‫عليها في المواد ‪ 264‬إلى ‪ 276‬وفي المادتين ‪ 442‬و‪ 442‬مكرر من ق‪.‬ع‪.‬‬

‫‪ -1‬جريمة الضرب والجرح‬

‫* الركن المادي‪ :‬يتمثل في الضرب أو الجرح‬

‫‪ -‬الضرب‪ :‬يراد به كل تأثير على جسم اإلنسان وال يشترط أن يحدث جرحا أو يتخلف‬
‫عنه أثر أو يستوجب عالجا‪ ،‬وفعل الضرب معاقب عليه في حد ذاته أيا كانت النتيجة المترتبة‬
‫عليه‪.‬‬

‫‪ -‬الجرح‪ :‬يراد به كل قطع أو تمزيق في الجسم أو في أنسجته‪ ،‬ويتميز عن الضرب بأن‬


‫يترك أث ار في الجسم‪ ،‬ويدخل ضمن الجرح الرضوض‪ ،‬القطوع‪ ،‬التمزق‪ ،‬العض‪ ،‬والحروق‪.‬‬

‫وقد يحصل الجرح بفعل شيء مادي قد يكون سالحا ناريا أو أداة قاطعة كالسكين أو‬
‫كالعصا والحجر أو واخزة كاإلبرة‪ ،‬وقد يحصل الجرح أيضا بفعل حيوان كأن يحرض شخص‬
‫حيوانا على شخص آخر فيحدث له جروحا‪ ،‬كما ال يشترط أن يكون الضرب على درجة من‬
‫الجسامة فقد يقع بقبضة اليد أو الرجل أو بالكف وقد يقع أيضا بأداة مادية‪.‬‬

‫ويجب أن تمارس هذه األفعال على شخص مهما كان سنه أو جنسه والقانون ال يعاقب‬
‫من يمارس العنف على نفسه‪.‬‬

‫‪ :2‬أعمال العنف األخرى والتعدي‬

‫‪ -‬أعمال العنف األخرى‪ :‬ويقصد بها تلك األعمال التي تصيب جسم الضحية دون أن‬
‫تؤثر عليه أو تترك أث ار فيه‪ ،‬كلوي ذراع شخص‪ ،‬دفع شخص للسقوط على األرض‪.‬‬

‫‪ -‬التعدي‪ :‬ويقصد بها تلك األعمال المادية التي وإن كانت ال تصيب جسم الضحية‬
‫مباشرة إال أنها تسبب لها إنزعاجا أو رعبا شديد من شأنه أن يؤدي إلى اضطراب في القوى‬
‫الجسدية أو العقلية كتهديد شخص بمسدس أو سكين‪.‬‬
‫‪ :3‬أعمال العنف التي ينتج عنها عاهة مستديمة أو وفاة‬

‫‪ -‬العاهة المستديمة‪ :‬يقصد بها فقد منفعة عضو من أعضاء الجسم فقدا كليا أو جزئيا‬
‫سواء بفصل العضو أو بتعطيل وظيفته أو مقاومته على أن يكون ذلك بصفة مستديمة أي ال‬
‫ُيرجى شفاء منه‪ ،‬وتقدير ذلك متروك لقاضي الموضوع يبت فيه بناء على حالة المصاب وما‬
‫يستخلصه من تقرير الطبيب‪.‬‬

‫لم يحدد القانون نسبة مئوية معينة للنقص الواجب توافره لتكوين العاهة المستديمة فيكفي‬
‫إثبات أن منفعة أحد األعضاء أو وظيفته قد فقدت ولو فقدان جزئي بصفة مستديمة‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 3/264‬على أمثلة لما يعتبر عاهة مستديمة وهي‪ :‬بتر أحد األعضاء‪،‬‬
‫الحرمان من استعمال أحد األعضاء‪ ،‬فقد البصر‪ ،‬فقد إبصار احدى العينين‪ ،‬ويشترط لقيام‬
‫الجريمة وجود عالقة سببية بين الضرب و العاهة و لكن ال يشترط القانون أن يكون الجاني قد‬

‫نوى إحداثها‪ ،‬وإنما يشترط فقط أن يكون قد ّ‬


‫تعمد الضرب الذي نشأت عنه عاهة‪.‬‬

‫‪ -‬أعمال العنف المفضية إلى الوفاة دون قصد إحداثها‪ :‬ال يشترط حصول الموت عقب‬
‫اإلصابة مباشرة فقد تحدث بعد اإلصابة بزمن طال أو قصر ولكن يشترط وجود الرابطة السببية‬
‫بين الضرب والوفاة وتلعب الخبرة الطبية هنا دور أساسي في الكشف عن هذه الرابطة‪.‬‬

‫( ال يمكن مساءلة المتهم إذا كانت الوفاة نتيجة إهمال جسيم من الضحية أو عدم كفاءة‬
‫الطبيب‪.)..‬‬

‫إذن يشترط لقيام جناية الضرب العمد المفضي إلى الموت توافر الرابطة السببية بين‬
‫الضرب الذي أوقعه الجاني على الضحية ووفاة هذه األخيرة‪ ،‬إذا انتفت العالقة يسأل المتهم عن‬
‫جريمة الضرب فقط‪.‬‬

‫‪ -‬ال يعاقب المشرع على الشروع في جنحة الضرب والجرح العمد‪.‬‬

‫* الركن المعنوي‪:‬‬

‫تشترط جريمة الضرب والجرح العمد أو ممارسة عمل من أعمال العنف أو التعدي توافر‬
‫القصد العام والقصد الخاص‪ ،‬ويتوافر ذلك متى ارتكب الجاني فعله عن إرادة وعلم بأن هذا‬
‫الفعل يترتب عليه المساس بسالمة جسم الضحية أو صحته‪.‬‬
‫* الجزاء‪:‬‬

‫ميز المشرع بين أربعة حاالت وذلك حسب النتيجة المترتبة على أعمال العنف‪.‬‬
‫ي ّ‬
‫‪ .‬أعمال العنف العمد التي لم ينتج عنها مرض أو عجز كلي عن العمل لمدة تتجاوز ‪15‬‬
‫يوم‪.‬‬

‫المبدأ‪ :‬مخالفة (م‪ )1-442‬عقوبتها الحبس من ‪ 10‬أيام إلى شهرين وغرامة من ‪8.000‬‬
‫إلى ‪16.000‬دج وإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬

‫صفح الضحية يضع حدا للمتابعة الجزائية‪.‬‬

‫االستثناء‪ :‬تكون جنحة إذا كانت‪:‬‬

‫‪ -‬مع سبق اإلصرار أو الترصد‪.‬‬

‫‪ -‬مع حمل السالح م ‪.266‬‬

‫العقوبة‪ :‬الحبس من سنتين إلى ‪ 10‬سنوات والغرامة من ‪ 200.000‬إلى ‪1000.000‬دج‪.‬‬

‫‪ -‬الضحية أحد الوالدين أو من األصول الشرعيين (م‪ )1-267‬وعقوبتها الحبس من ‪05‬‬


‫إلى ‪ 10‬سنوات‪.‬‬

‫‪ -‬الضحية قاصر ال يتجاوز ‪ 16‬سنة (م ‪ )269‬عقوبتها الحبس من سنة إلى ‪ 05‬سنوات والغرامة من‬
‫‪ 20.000‬إلى ‪ 100.000‬دج‪ .‬و تشدد العقوبة اذا كان الجاني من االصول او ممن لهم سلطة عليه او‬
‫يتولون رعايته ( م ‪ )272‬لتصبح الحبس من ‪ 3‬الى ‪ 10‬سنوات و الغرامة من ‪20.000‬الى ‪ 100000‬دج‬

‫* اعمال العنف العمد التي نتج عنها مرض او عجز كلي عن العمل يفوق ‪ 15‬يوم‬

‫‪ -‬المبدأ‪ :‬جنحة (م‪ )1/264‬وعقوبتها الحبس من سنة إلى ‪ 05‬سنوات وغرامة من ‪ 100.000‬إلى‬
‫‪500.000‬دج‪ ،‬وتصبح جنحة مشددة إذا كانت‪:‬‬

‫‪ -‬الضحية من االصول الشرعيين (م‪ )2/267‬وعقوبتها الحبس ‪ 10‬سنوات‪.‬‬

‫‪ -‬الضحية قاصر لم يتجاوز ‪ 16‬سنة (م‪ )1/270‬وعقوبتها الحبس من ‪ 03‬إلى ‪ 10‬سنوات وغرامة‬
‫من ‪ 20.000‬إلى ‪100.000‬دج‪.‬‬

‫‪ -‬االستثناء‪ :‬جناية إذا كانت ‪:‬‬


‫‪ -‬مع سبق اإلصرار أو الترصد (م‪ )265‬وعقوبتها السجن من ‪ 05‬إلى ‪ 10‬سنوات‪.‬‬

‫‪ -‬الضحية قاصر لم يتجاوز ‪ 16‬سنة والجاني أحد األصول أو ممن لهم سلطة عليها أو يتولون‬
‫رعايتها ( ‪ )2/272‬عقوبتها السجن من ‪ 05‬إلى ‪ 10‬سنوات‪.‬‬

‫‪ -‬الضحية من األصول مع توافر سبق اإلصرار أو الترصد (م ‪ 2/267‬ف أخيرة)‪ ،‬عقوبتها السجن‬
‫من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬سنة‪.‬‬

‫‪ 4‬أعمال العنف التي نتجت عنها عاهة مستديمة‪:‬‬

‫المبدأ‪ :‬حناية (م‪ )3/264‬عقوبتها السجن من ‪ 05‬إلى ‪ 10‬سنوات‪.‬‬

‫جناية مشددة إذا كانت‪:‬‬

‫‪ -‬مع سبق اإلصرار أو الترصد (م‪ )265‬عقوبتها من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬سنة سجنا‪.‬‬

‫‪ -‬الضحية من األصول (م ‪ )3/267‬عقوبتها من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬سنة سجنا‪.‬‬

‫‪ -‬الضحية من األصول مع توافر سبق اإلصرار أو الترصد (م‪ /267‬ف أخيرة) العقوبة السجن المؤبد‪.‬‬

‫‪ -‬الضحية قاصر لم يتجاوز ‪ 16‬سنة (م‪ )1/271‬من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬سنة سجن‪.‬‬

‫‪ -‬الضحية قاصر لم يتجاوز ‪ 16‬سنة والجاني من األصول أو ممن لهم سلطة على الضحية أو يتولى‬
‫رعايتها (م‪ )3/272‬عقوبتها السجن المؤبد‪.‬‬

‫*‪ .‬الضرب والجرح العمد المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها‪.‬‬

‫المبدأ‪ :‬جناية (م‪ )4/264‬عقوبتها السجن من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬سنة‪.‬‬

‫جناية مشددة‪ :‬إذا توافر ظرف من الظروف اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬سبق اإلصرار أو الترصد (م‪ )265‬وعقوبتها السجن المؤبد‪.‬‬

‫الضحية من االصول م ‪ 4/267‬عقوبتها السجن المؤبد‬

‫‪ -‬الضحية قاصر لم يتجاوز ‪ 16‬سنة مع ظرف االعتياد (م‪ )3/271‬عقوبتها السجن المؤبد‪.‬‬

‫‪ -‬الضحية قاصر لم يتجاوز ‪ 16‬سنة والجاني من األصول أو ممن لهم سلطة عليها أو يتولى رعايتها‬
‫(م‪ )4/272‬عقوبتها اإلعدام‪.‬‬

‫العقوبات التكميلية المقررة ألعمال العنف‪:‬‬


‫يميز المشرع بين األفعال الموصوفة جنايات واألفعال الموصوفة جنح‪.‬‬

‫* مواد الجنايات‪:‬‬

‫زيادة على العقوبة األصلية تطبق على المحكوم عليه بعقوبة جنائية عقوبتين تكميليتين إلزاميتين وهما‪:‬‬

‫‪ -‬الحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الوطنية والمدنية والعائلية المنصوص عليها في م ‪ 09‬مكرر‬


‫‪ 1‬المستحدثة‪.‬‬

‫‪ -‬الحجر القانوني المنصوص عليها في م ‪ 9‬مكرر‪.‬‬

‫كما تأمر المحكمة بالمصادرة (م‪ 15‬مكرر ‪.)1‬‬

‫كما يجوز الحكم على الجاني بالعقوبات التكميلية االختيارية المتمثلة في‪:‬‬

‫تحديد اإلقامة‪ ،‬المنع من اإلقامة‪ ،‬المنع من ممارسة مهنة او نشاط‪ ،‬إغالق المؤسسة نهائيا أو مؤقتا‪،‬‬
‫الحظر من إصدار الشيكات و‪/‬أو استعمال بطاقات الدفع‪ ،‬اإلقصاء من الصفقات العمومية‪ ،‬سحب أو توقيف‬
‫رخصة السياقة أو إلغاؤها مع المنع من استصدار رخصة جديدة وسحب جواز السفر‪.‬‬

‫وتكون هذه العقوبات لمدة ال تتجاوز ‪ 10‬سنوات عدى تعليق أو سحب رخصة السياقة وسحب جواز‬
‫السفر التي مدتها ال تتجاوز ‪ 05‬سنوات‪.‬‬

‫* في مواد الجنح‪:‬‬

‫بالنسبة لجنحة الضرب والجرح العمد (م‪ )1/264‬يجوز الحكم على الجاني بالحرمان من حق أو أكثر‬
‫من الحقوق الوطنية والمدنية والعائلية المنصوص عليها في م ‪ 9‬مكرر ‪.1‬‬

‫‪ -‬بالنسبة لجنحة الضرب والجرح العمد إذا نتج عنه عجز عن العمل لمدة تفوق ‪ 15‬يوم وكانت‬
‫ضحيته قاص ار لم تتجاوز ‪ 16‬سنة م‪.270‬‬

‫كما يجوز هنا الحكم على الجاني بالمنع من اإلقامة‪.‬‬

‫ونص على جنحة واحدة يجوز فيها المصادرة وهي الضرب والجرح العمد مع حمل سالح أو بالترصد‬
‫أو سبق اإلصرار (م ‪.)266‬‬

‫ولقد أجاز قانون العقوبات الحكم على الشخص المدان الرتكاب جنحة بالعقوبات التكميلية اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬المنع من ممارسة مهنة أو نشاط إذا ثبت أن الجريمة لها صلة مباشرة بالنشاط لمدة ال تتجاوز ‪05‬‬
‫سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬إغالق المؤسسة لمدة ال تتجاوز ‪ 05‬سنوات‪.‬‬

‫‪ -‬اإلقصاء من الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬الحظر من إصدار الشيكات و‪/‬أو استعمال بطاقات الدفع‪.‬‬

‫‪ -‬سحب أوتوقيف رخصة السياقة أو إلغاؤها مع المنع من استصدار رخصة جديدة‪.‬‬

‫‪ -‬سحب جواز السفر لمدة ال تتجاوز ‪ 05‬سنوات (م ‪ 16‬مكرر‪ 16 -‬مكرر‪ 16 ،1‬مكرر‪16 ،2‬‬
‫مكرر‪.)4،5 ،3‬‬

‫‪ -‬الفترة األمنية‪ :‬نصت المادة ‪ 276‬مكرر على تطبيق الفترة األمنية المنصوص عليها في م ‪60‬‬
‫مكرر على المحكوم عليه عند اإلدانة من أجل إحدى الجرائم المنصوص عليها في المواد ‪،266 ،265‬‬
‫‪.272 ،271 ،267‬‬

‫ففي حالة الحكم بعقوبة سالبة للحرية مدتها تساوي أو تفوق ‪ 10‬سنوات تطبق على المحكوم عليه بقوة‬
‫القانون فترة أمنية مدتها تساوي نصف العقوبة المحكوم بها وتكون مدتها ‪ 15‬سنة في حالة الحكم بالسجن‬
‫المؤبد‪.‬‬

‫و بالنسبة لباقي جرائم العنف التي لم تشر اليها م ‪ 276‬مكرر و التي يحكم فيها بعقوبة سالبة للحرية‬
‫مدتها تساوي او تزيد عن ‪ 5‬سنوات فإن الفقرة االخيرة من م ‪ 60‬مكرر تجيز لجهة الحكم تحديد فترة امنية ال‬
‫تتجاوز مدتها ‪ 3/2‬العقوبة المحكوم بها او ‪ 20‬سنة في حالة الحكم بالسجن المؤبد‬

‫‪ -‬األعذار القانونية المخففة‪ :‬وهي االستفزاز‪ ،‬دفع تسلق أو ثقب أسوار أو تحطيم مداخل المنازل أثناء‬
‫النهار‪ ,‬التلبس بالزنا (المواد ‪ 277‬إلى ‪ 279‬ق‪.‬ع)‪.‬‬

‫في حالة قيام العذر تخفض العقوبة إلى الحبس من سنة إلى ‪ 05‬سنوات إذا اكانت العقوبة األصلية‬
‫هي اإلعدام أو السجن المؤبد وإلى الحبس من ‪ 06‬أشهر إلى سنتين إذا اكنت العقوبة األصلية هي السجن‬
‫المؤقت وإلى الحبس من شهر إلى ‪ 03‬أشهر إذا كانت العقوبة األصلية هي الحبس (جنحة م‪ 283‬ق‪.‬ع)‪.‬‬
‫جامعة تبسة‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬
‫قسم الحقوق‬
‫محاضرات في مقياس القانون الجنائي الخاص و جرائم الفساد‬
‫لطلبة السنة الثالثة ليسانس قانون خاص‬

‫من إعداد الدكتورة اجعود سعاد‬

‫المحاضرة رقم ‪04‬‬


‫‪.‬المحور الثاني ‪:‬الجنايات والجنح ضد األموال‬

‫يمثل المال عصب الحياة ‪،‬لذا أولته كافة التشريعات عناية كبرى بهدف إضفاء الحماية‬
‫عليه من كافة أشكال الجرائم الماسة به كالسرقات والنصب خيانة األمانة‪...‬إلخ‪ ،‬نتناول في هذا‬
‫المحور بعض صور الجرائم الماسة بالمال ‪:‬جريمة السرقة ‪-‬جريمة النصب واصدار شيك‬
‫‪.‬بدون رصيد‪-‬جريمة خيانة األمانة‪ ، -‬وذلك العتبار هذه الجرائم أكثر شيوعا في المجتمع‬
‫‪":‬أوال ‪:‬جريمة السرقة "المادة ‪ 350‬من قانون العقوبات‬
‫خصها المشرع بعقوبات رادعة تصل حد‬
‫تعتبر جريمة السرقة من أخطر الجرائم ‪ ،‬لذا ّ‬
‫‪.‬المؤبد اذا اقترنت بظروف التشديد كاستغالل ظرف الضحية وحمل السالح‪...‬الخ‬
‫الركن الشرعي ‪:‬تنص المادة ‪ 350‬من ق‪.‬ع‪.‬ج على"‪:‬كل من اختلس شيئا غير ‪1-‬‬
‫مملوك له يعد سارقا ويعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة من ‪100.000‬‬
‫‪.‬دجإلى ‪. 500.000..‬دج ‪.‬وتطبق نفس العقوبة على اختالس المياه والغاز والكهرباء‬
‫يجوز أن يحكم على الجاني عالوة على ذلك بالحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الواردة في‬
‫المادة‬
‫مكرر ‪ 1‬لمدة سنة على األقل وخمس سنوات على األكثر‪ ،‬وبالمنع من اإلقامة طبقا للشروط ‪9‬‬
‫‪.‬المنصوص عليها في المادتين ‪ 12‬و‪ 13‬من هذا القانون‬
‫ويعاقب على الشروع في هذه الجنحة بالعقوبات ذاتها المقررة للجريمة‬
‫‪".‬التامة‬
‫نستنتج من خالل نص المادة أن جريمة السرقة تقوم على ثالثة أركان‬
‫‪:‬وهي‬
‫‪.‬الركن المادي ‪:‬وهو فعل االختالس وعدم رضا المالك أو الحائز عن اإلختالس‬ ‫•‬

‫‪.‬محل الجريمة ‪:‬شيئ منقول مملوك للغير‬ ‫•‬

‫‪.‬الركن المعنوي ‪:‬يتمثل في القصد الجنائي‬ ‫•‬

‫‪ ،‬الركن المادي ‪:‬ويتمثل في فعل االختالس ‪،‬وعدم رضا المالك أو الحائز عن اإلختالس‪2-‬‬
‫المقصود بفعل االختالس ‪:‬لم يحدد المشرع معنى االختالس وهو الركن األساس في جريمة‬
‫السرقة‪ ،‬وهو مصطلح واسع تدخل تحته جرائم عديدة كجرائم النصب واالحتيال وخيانة‬
‫األمانة‪ ،‬لذا اجتهد الفقه والقضاء لوضع تعريف لهذا المصطلح فظهرت عدة نظريات‬
‫‪:‬نوجزها فيما يأتي‬
‫النظرية التقليدية ‪:‬حيث عرفت محكمة النقض الفرنسية االختالس في السرقة ‪1.1.2-‬‬
‫على أنه"‪:‬اغتيال مال الغير بدون رضائه‪ ،‬حيث تميز بين السرقة وكل من جريمتي خيانة‬
‫األمانة والنصب‪ ،‬فالجاني في جريمة النصب يحتال علي المجني عليه فيسلمه ماله برضاه‪ ،‬كما‬
‫أن الجاني في جريمة خيانة األمانة يكون قد تسلم المال من المجني عليه بموجب عقد من‬
‫عقود األمانة ‪ ،‬فإن الجاني في جريمة السرقة ال يتسلم المال المسروق من المجني عليه وانما‬
‫ينتزعه ويأخذه أو ينقله من حيازة المجني عليه إلي حيازته دون رضاء المجني عليه ‪ ،‬غير أن‬
‫هذه النظرية تنطوي على قصور يتمثل في ظهور صور جديدة يتحقق معها االستيالء على‬
‫المال ومع ذلك ال تقع تحت هذا المعنى لإلختالس‪ ،‬مثل تسلم الجاني المال من المجني عليه‬
‫ليتأمله أو ليفحصه ثم يرفض رده بعد ذلك ويستولي عليه لنفسه‪ ،‬فإنه ال يسأل عن السرقة إذ لم‬
‫ينتزع حيازته أو ينقلها دون رضاء المجني عليه‬
‫أمام عجز ‪ Remise Necessaire Ou Forcée:‬نظرية التسليم االضطراري ‪2.1.2-‬‬
‫النظرية السابقة في مواجهة صور االختالس‪ ،‬ابتدع القضاء فكرة جديدة تسمى فكرة التسليم‬
‫االضطراري‬
‫ومفادها "‪:‬إذا كان تسليم الشيئ مما تقتضيه ضروارت التعامل ومقتضيات األخذ والعطاء بين‬
‫الناس على أن يرد الشيئ أو مقابله إلى صاحبه في الحال‪ ،‬فامتنع المستلم عن رده واستولى‬
‫عليه يسأل عن جريمةالسرقة ‪".‬وقد انتقدت هذه النظرية على أساس أن األخذ والعطاء من‬
‫دواعي المعاملة بين الناس يعتبر معيا ار فضفاضا ال حدود له‪ ،‬ألنه ال سبيل إلي تحديد يقيني‬
‫للحاالت التي يقع فيها التسليم لمقتضيات التعامل ‪،‬كما أنه ليس هناك ظروف قهرية أو‬
‫‪.‬ضرورية بالمعنى الدقيق تكره االنسان وتضطره إلى تسليم ماله رغما عن إ اردته‬
‫النظرية الحديثة (نظرية جارسون )يعرف جارسون اإلختالس على أنه "‪3.1.2- :‬‬
‫اإلستيالء على حيازة الشيئ بعنصريها المادي والمعنوي دون علم وبغير رضاء مالكه أو حائزه‬
‫السابق"‪ ،‬حيث تقوم على فكرة الحيازة في القانون المدني ومفادها "وضع مادي يسيطر به‬
‫‪):‬شخص سيطرة فعلية على شيئ يجوز التعامل فيه "وعليه تنقسم إلي ثالثة أقسام‬
‫الحيازة التامة أو الكاملة ‪:‬يقصد بها السيطرة الفعلية على الشيء ومباشرة سلطات المالك‬ ‫•‬

‫‪ .‬عليه مع نية االستئثار به كمالك‬


‫الحيازة المؤقتة (الناقصة" ‪):‬وهي تلك التي تنصرف إلى الحالة التي يباشر فيها الشخص‬ ‫•‬

‫‪...‬على الشيء بعض السلطات بمقتضى عقد من عقود األمانة كاإليجار أو الوديعة أو الرهن‬
‫الحيازة المادية أو العارضة" ‪:‬تتوافر بوجود الشيء بين يدي الشخص دون أن يتوافر له‬ ‫•‬

‫حق يباشره على الشيء ‪.‬ال بوصفه مالكا وال بوصفه صاحب حق عيني أو شخصي على‬
‫الشيء ‪.‬وكل ما في األمر هو وضع الشيء ماديا بين يدي الشخص بصفة عارضة ‪.‬وفي هذه‬
‫الحالة ال تتوافر الحيازة في عنصرها المادي وال المعنوي ‪.‬وطالما كان هذا النوع من الحيازة ال‬
‫يخول لصاحبه على الشيء أي حق من الحقوق فإنه ال يحول دون وقوع االختالس ‪،‬وعليه‬
‫يشترط في فعل االختالس توفر عنصرين هما ‪:‬العنصر المادي المتمثل في االستيالء على‬
‫الحيازة الكاملة‪ ،‬والعنصر المعنوي المتمثل في عدم رضا المالك أو الحائز على الفعل ومنه‬
‫و ادخاله في حيازة‬ ‫يتحقق فعل اإلختالس بأخذ الشيء أو نزعه من حيازة المجني عليه‬
‫وغالبا بدون علمه أيضا ‪.‬كما أنه ليس من الضروري أن يقع فعل‬ ‫الجاني بغير رضاه‬
‫االختالس من طرف الجاني فيعد سارقا كل من يدرب كليا على السرقة أو يستعمل آلة الرتكاب‬
‫السرقة ‪.‬وال يشترط‬
‫‪.‬أيضا كي يعد الجاني سارقا‪ ،‬أن ينقل الشيء إلى حيازته‬

‫أما إذا أعدمه في مكان الفعل فيعد إتالفا ال اختالسا‪ ،‬كما ال يلزم احتفاظ الجاني بالشيء في‬
‫‪.‬حوزته فقد يتخلى عن حيازته لشخص آخر وقد يستهلكه في الحال‬
‫‪:‬وعليه يترتب على تحديد مفهوم االختالس على النحو السابق نتيجتان‬
‫النتيجة األولى ‪:‬ال يتحقق االختالس إذا كان الشيء موجودا أصال في حوزة المتصرف‬
‫فإذا كان الشيء في حوزة الجاني وامتنع عن رده إلى مالكه األصلي أو حائزه أو تصرف فيه ‪،‬‬
‫تصرفا ضا ار فال يعتبر سارقا ألنه ال ينقل الشيء برفضه أو تصرفه و انما يستبقيه‪ ،‬وفعل‬
‫االستبقاء ال يحقق فعل اإلختالس الذي يتحقق بالنقل فقط ‪.‬مثال ‪:‬عدم توافر فعل االختالس في‬
‫حق البائع الذي يرفض تسليم المبيع إلى المشتري ولو بعد قبض الثمن‬
‫كما يجب أن يبقي المال في حيازة الجاني ابتداء ‪،‬فإذا نقل الجاني الحيازة إلي المجني‬
‫عليه ولو لمدة قصيرة ثم اختلسها يعد سارقا‪ ،‬مثال ‪:‬البائع الذي يسلم البضاعة للمشتري ثم‬
‫‪.‬يختلس البعض منها فيما بعد يعد سارقا‬
‫النتيجة الثانية ‪:‬التسليم يمنع توافر اإلختالس سواء كان ح ار أو مبنيا على خطأ أو مشوبا‬
‫بغلط أو كان نتيجة تدليس ‪،‬ألن تسليم الشيء يتنافى مع نزع الحيازة‬
‫ليس كل تسليم ينفي االختالس ‪ ،‬و انما يجب توافر شروطا معينة‪ ،‬وعليه سنتطرق إلى أنواع‬
‫‪.‬التسليم‬
‫أنواع التسليم ‪:‬ينقسم التسليم إلى نوعين هما ‪:‬التسليم النافي لإلختالس والتسليم ‪4.1.2-‬‬
‫‪.‬غير النافي لإلختالس‬
‫أ‪-‬التسليم النافي لالختالس ‪:‬والمقصود به ذلك التسليم الذي يهدف الى نقل الحيازة الكاملة أو‬
‫‪:‬الناقصة ويجب أن يتوفر فيه الشروط اآلتية‬

‫يجب أن يكون التسليم حاصال من شخص له صفة على الشيء المسلم ‪:‬مثل مالكه أو ‪-‬‬
‫حائزه أما إذا حصل هذا التسليم من شخص ليس له صفة على الشيء المسلم فال ينفي هذا‬
‫التسليم قيام فعل االختالس مثل ‪:‬تسليم الخادم معطفا لشخص بحسن نية موهما إياه بأنه صاحب‬
‫المعطف‪ ،‬فيعد هذا الشخص سارقا ألن الخادم ال صفة له على الشيء المسلم ‪،‬أما إذا كان‬
‫المعطف قد سلم للخادم على سبيل األمانة فسلمه لغير صاحبه عن طريق الخطأ فال يعتبر هذا‬
‫‪).‬الغير سارقا ألنه تسلم الشيء ممن له صفة عليه‬

‫يجب أن يكون التسليم قد حصل عن ارادة وتمييز واختيار ‪:‬بمعنى صدوره عن شخص ‪-‬‬
‫كامل األهلية أو مميز وقت التسليم وعلى هذا األساس ال ينفى االختالس بالتسليم الحاصل من‬
‫الطفل أو المجنون أو المعتوه أو السكران‪ ،...‬أو ذلك التسليم الذي يقع من مكره سواء كان ماديا‬
‫)أو معنويا‬
‫ويكون التسليم حاصال عن إد ارك واختيار ولو بني على خطأ أو كان تنيجة غش‬
‫‪.‬وتدليس‬
‫• التسليم الحاصل بخطأ ‪:‬ينتفي االختالس بالتسليم إذا حصل بخطأ ‪ ،‬ومثال ذلك الموظف‬
‫الذي يحول لحسابه مبلغا ماليا يفوق راتبه الشهري ‪،‬أو الدائن الذي يستلم من المدين مبلغا يزيد‬
‫عن الدين دفعه المدين خطأ ‪،‬ففي هذه الحالة ال يترتب إال المسؤولية المدنية فقط‬
‫• التسليم المشوب بغش ‪:‬في هذه الحالة حصل التسليم عن ادراك واختيار المسلم ولم تنزع‬
‫منه حيازة الشيء ولو لجأ المستفيد من الشيء إلى استعمال أساليب الغش‪ ،‬وان جاز أن تقوم‬
‫هنا جريمة النصب ومثال ذلك الغش في كمية المبيع بإخفاء بعضه اثناء عده أو كيله أو وزنه‬
‫• مسألة التسليم الرمزي ‪:‬فاذا كانت المادة ‪ 367‬من القانون المدني تجيز التسلم الرمزي‬
‫وذلك بوضع المبيع تحت يد المشتري كتسليمه مفتاح المخزن الذي يحتوي الشيء المبيع لحيازته‬
‫واالنتفاع به فال مشكلة في ذلك ‪،‬أما إذا كان صاحب الشيء لم يسلم المفتاح إلى الشخص إال‬
‫بقصد معاينة األشياء تحضي ار الستئجارها فاختلس هذا الشخص بعضا من األشياء الموجودة في‬
‫)المخزن فيعد سارقا‬

‫يجب أن يكون التسليم بقصد نقل الحيازة كاملة بقصد التملك أو ناقصة على سبيل األمانة‪-‬‬
‫‪:‬وعليه‬
‫و ان كان عازما على‬ ‫• ال يعتبر مختلسا المدين الذي يقترض ماال ثم يرفض سداده‪،‬‬
‫‪.‬عدم السداد في أول مرة‪ ،‬حيث يترتب عن ذلك مسؤولية مدنية فقط‬
‫• كما ال يعد أيضا البائع الذي رفض التسليم بعد قبض الثمن والمشتري الذي امتنع عن‬
‫‪ .‬دفع الثمن بعد استالم المبيع سارقين ‪،‬ألن كالهما سلما الشيء على سبيل التمليك‬
‫ب‪ -‬التسليم غير النافي لالختالس ‪:‬وهو التسليم الذي يفقد شرطا من شروط التسليم الناقل‬
‫للحيازة يقتصر فقط على الحيازة العارضة فقط اي وقوع الشيء بين يدي الشخص ليست له‬
‫حيازة كاملة او ناقصة عليه‪ ،‬فيده على الشيء ال تخلق حقا وال ترتب التزاما ‪ ،‬و من ثمة فمجرد‬
‫التسليم المادي الذي ال ينقل الحيازة‪ ،‬و تكون يد المسلم على الشيء يد عارضة ال تنفي‬
‫االختالس ‪.‬مثال ‪:‬تسليم الشيء الى من يرغب في شراؤه ه بقصد معاينته ورده اذا لم يرغب في‬
‫‪.‬شرائه ‪ ،‬فاذا لم يرده يعد سارقا‬
‫عدم رضا المالك أو الحائز على االختالس ‪:‬ال يكفي لتوفر ركن االختالس أن تخرج ‪2.2-‬‬
‫حيازة‬
‫الشيء من حيازة مالكه إلى الغير‪ ،‬وانما يشرط أن يتم ذلك بدون رضا المجني عليه‪ ،‬فإذا وقع‬
‫فعل االختالس برضا المجنى عليه ال توجد جريمة السرقة النه رضي بالتخلي عن حيازة الشيء‬
‫واردة‪ ،‬فإذا كان عن‬ ‫فلم ينزع منه قسرا‪ ،‬و يجب أن يكون الرضا حقيقيا صاد ار عن ادراك‬
‫طريق التحايل فإنه ال يعد رضا صحيحا ‪.‬كما يشرط أن يكون الرضا صاد ار قبل وقوع االختالس‬
‫و انما يمكن أن يكون له أثره‬ ‫و اذا كان الحقا عليه فإنه ال ينفي الجريمة‪،‬‬ ‫أو معاص ار له‪،‬‬
‫‪).‬في تخفيف العقوبة فقط‬
‫• محل الجريمة ‪:‬بالرجوع الى نص المادة ‪ 350‬سالفة الذكر "كل من اختلس شيئا غير‬
‫‪ :‬مملوك له يعد سارقا "نستنتج عناصر محل جريمة السرقة و تتمثل في‬
‫أن يكون محل االختالس شيئا ‪:‬ال يتم االختالس إال على األشياء‪ ،‬ويقصد بالشيء ‪1.3-‬‬
‫كل ما هو ليس بإنسان‪ ،‬وبذلك يخرج اإلنسان من عداد األشياء فهو ال يصلح آلن يكون محال‬
‫للسرقة‪ ،‬بل يكون محال لجرائم القتل أو اإلختطاف‪...‬إلخ ‪،‬وكل شيء يصلح أن يكون محال‬
‫للسرقة كالبنك أو الرسائل‪ ،‬الوثائق‪ ،‬بشرط أن يكون الشيء ذو قيمة ولكن ال يشترط أن تكون‬
‫هذه القيمة تجارية أو مادية فقد تكون قيمة معنوية أدبية كالخطابات والصور الفوتوغرافية‬
‫أن يكون محل االختالس ماال منقوال ‪:‬لم تنص المادة ‪ 350‬صراحة على هذا ‪2.3-‬‬
‫‪.‬الشرط فالسرقة ال تتم على العقا رات لعدم قابليتها للنقل من مكانها‬
‫ويعتبر منقوال في القانون الجزائي كل مال يمكن نقله من مكان آلخر ‪،‬كما يشمل أيضا ‪-‬‬
‫العقار بالتخصيص وعليه يعد سارقا كل من يختلس أدوات زارعية أو آالت مخصصة الستغالل‬
‫المصانع‪...‬إلخ) وال أهمية لشكل ونوع وطبيعة المال محل السرقة‪ ،‬فقد يكون من األشياء الصلبة‬
‫أو السائلة أو الغازية كالماء والغاز والكهرباء‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪"... 350/2‬وتطبق‬
‫"‪.‬نفس العقوبة على اختالس المياه والغاز والكهرباء‬

‫أما األشياء المعنوية كاالنتاج الفكري واإلذاعي‪ ،‬فيوفر لها القانون حماية خاصة بموجب ‪-‬‬
‫قوانين خاصة كقانون حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة بموجب األمر رقم ‪03/05:‬‬
‫المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪2003.‬‬
‫أن يكون محل السرقة ماال مملوكا للغير ‪:‬بمعنى أن يكون الشيئ مملوك للغير وقت ‪.-‬‬
‫القيام بفعل السرقة )‪ ،‬كما ال يشترط أن يكون الجاني على معرفة بالمجني عليه‪ ،‬بل يكفي علم‬
‫‪:‬الجاني بأن المال غير مملوك له )وسنوضح ذلك كما يأتي‬
‫المال غير مملوك للسارق ‪:‬فال يتصور حصول فعل االختالس من مالك‪ ،‬وعليه فمن ‪-‬‬
‫يختلس ماله ال يكون سارقا ولو كان يعتقد وقت االختالس أن ماله يملكه غيره‪ ،‬أو كان المال‬
‫متنازعا عليه ثم ثبت له ملكيته بحكم قضائي إذا كان مالكا له وقت اختالسه‪ ،‬تسري هذه القاعدة‬
‫ولو كان للغير حقوق على الشيء المختلس تجعله أولى بالحيازة من مالكه‪ ،‬فال يعد سارقا‬
‫المؤجر الذي يسترد ماله من المستاجر بالقوة أو المودع الذي يسترد الوديعة خلسة رغم ما‬
‫)للمودع من حق في حبسها‬
‫استثناء من هذه القاعدة ‪:‬استثنى المشرع من هذه القاعدة بعض الحاالت العتبا ارت خاصة ‪-‬‬
‫‪:‬فتعد سرقة‬
‫اختالس األشياء المحجوز عليها ولو كان حاصال من مالكها المادة ‪364/1‬‬ ‫•‬

‫ق‪.‬ع‪.‬ج)‬
‫اختالس أنواع األشياء المنقولة المرهونة ضمانا للوفاء بدين ‪364/3‬ق‪.‬ع‪.‬ج‬ ‫•‬

‫اختالس الشريك أو الوارث على األموال الشائعة بين الورثة المادة‬ ‫•‬

‫ق‪.‬ع‪.‬ج‪363‬‬
‫المال مملوك للغير وقت السرقة ‪:‬يجب أن يكون محل السرقة شيئا مملوكا للغير وقت ‪-‬‬
‫تنفيذ السرقة‪ ،‬وعليه ال تكون محال للسرقة األشياء التي ال مالك لها مثل ‪:‬األموال المباحة‬
‫والمتروكة‪ ،‬في حين تكون محال للسرقة االشياء المفقودة والتي نوضحها كما يأتي‬
‫• األشياء المباحة ‪:‬وهي تلك األموال التي ال مالك لها‪ ،‬بحيث تكون ملكا ألول واضع يد‬
‫عليها مثل ‪:‬الحيوانات والطيور‪...‬إلخ‪ ،‬ولكن متى أصبحت ملكا لحائزها األول زالت عنها صفة‬
‫)األشياء المباحة وأصبح من الممكن سرقتها‬
‫‪.‬األموال المتروكة ‪:‬وهي تلك األموال التي تخلى مالكها عن حيازتها‬ ‫•‬

‫• األشياء المفقودة أو الضائعة ‪:‬وهي أشياء ضاعت من مالكها ولكنه ظل متمسكا بها‪،‬‬
‫ويسعى للبحث عنها واستردادها مثل ‪:‬ضياع حافظة نقود‪...‬إلخ‪ ،‬وهي ال تخرج من نطاق ملكية‬
‫صاحبها والقانون يعطيه الحق في استرداد ماله تحت يد أي كان ولو اشتراه بحسن نية طالما‬
‫لم يسقط حقه فيه بالتقادم ‪،‬كما يتفق الفقه و القضاء في فرنسا على أن التقاط الشيء الضائع‬
‫بنية التملك يعد سرقة مثل ‪:‬المسافر الذي نسي مكان وضع حقيبته فالتقطها شخص آخر بنية‬
‫تملكها‬
‫الركن المعنوي ‪:‬هي جريمة عمدية تتطلب توافر قصد جنائي عام‪ ،‬أو قصد جنائي ‪4-‬‬
‫خاص‬
‫القصد الجنائي العام ‪:‬يقوم القصد العام في جريمة السرقة على عنصري اإل رادة ‪1.4-‬‬
‫والعلم‬
‫اإل رادة وهو اتجاه ارادة الجاني إلى إرتكاب فعل اإلختالس‪ ،‬وذلك باخراج الشيئ من ‪-‬‬
‫حيازة المجني عليه وادخاله في حيازة الجاني‪ ،‬فإذا أكره الجاني على إرتكاب فعل اإلختالس‬
‫‪.‬انتفى القصد الجنائي العام‬
‫العلم ‪:‬ال تكفي ارادة فعل اإلختالس لتحقيق القصد العام‪ ،‬بل ال بد أيضا من توافر ‪--‬‬
‫العلم لدى الجاني بأركان الجريمة‪ ،‬بمعنى أن يكون عالما وقت الفعل بأنه يختلس المنقول‬
‫‪ : .‬المملوك للغير د ون رضا مالكه و يندرج تحت عنصر العلم‬
‫علم الجاني بارتكاب فعل اإلختالس ‪:‬يجب أن يتوافر لدى الجاني العلم بأنه يرتكب فعل‬ ‫•‬

‫اإلختالس بعنصريه اإلستيالء على الحيازة وتخلف رضا المجني عليه ‪.‬حيث ينتفي القصد‬
‫الجنائي متى كان الجاني يجهل أن الشيئ في حيازة الغير ويعتقد أنه انتقلت إليه حيازته ‪.‬كما ال‬
‫يتحقق اإلختالس إال إذا كان دون رضا مالكه أو حائزه‪ ،‬ومنه ينتفي القصد الجنائي إذا استولى‬
‫‪.‬شخص بحسن نية على منقول مملوك للغير معتقدا أن المجني عليه راض عن أخذه‬
‫• علم الجاني باختالسه لمنقول مملوك للغير ‪:‬يتوافر القصد الجنائي متى ثبت علم الجاني‬
‫وقت الفعل بأنه يختلس منقوال مملوكا للغير‪ ،‬أما إذا كان يعتقد غير ذلك إنتفى لديه القصد‬
‫‪.‬الجنائي ‪.‬ويالحظ أن انتفاء القصد الجنائي مرده جهل الجاني بواقع الحال‬
‫القصد الجنائي الخاص ‪:‬انطالقا من أن القانون الجنائي ال يعترف بالباعث ‪،‬يطرح ‪2.4-‬‬
‫التساؤل حول ما إذا كانت جريمة السرقة تتطلب قصدا جنائيا خاصا يتمثل في نية التملك‪ ،‬حيث‬
‫كان القضاء يستلزم أن يكون الجاني قد اختلس الشئ بنية تملكه أو حيازته‪ ،‬أما إذا كان اختالس‬
‫الشئ بنية تمكين يد عارضة أو بقصد حيازته مؤقتا فال تقوم السرقة ‪.‬ثم تطور موقف القضاء في‬
‫اتجاه عدم اشتراط نية التملك لقيام جريمة السرقة وأصبح يكتفي بمجرد استعمال الشيئ ولو‬
‫)مؤقتا متى توفرت لدى الجاني في تلك الفترة نية التصرف في الشيئ تصرف المالك‬

‫‪:‬العقوبات المقررة ‪5-‬‬


‫الجنحة البسيطة ‪:‬الحبس من سنة اشهر إلى ‪5‬سنوات وغرامة من‪ 10.000‬دج ‪1.5-‬‬
‫إلى ‪ 500.000‬دج‬
‫‪2.5-‬‬ ‫بنص المادة‬ ‫‪:‬معاقب عليه‬ ‫العقاب على الشروع‬
‫‪.‬ق‪.‬ع‪.‬ج‪350/4‬‬
‫الجنحة المشددة ‪:‬بعد تعديل قانون العقوبات بموجب القانون رقم‪ 23-06:‬المؤرخ ‪3.5-‬‬
‫‪:‬في‪ 20/12/2006:‬استحدثت صور مشددة جديدة‪ ،‬وهي‬
‫جنحة السرقة المرتكبة اض ار ار بالدولة او باالشخاص المعنوية العمدية أو التي يقدم خدمة ‪-‬‬
‫‪:‬عمومية‬
‫‪"...‬المادة ‪/382‬مكرر "‪...‬الحبس من سنتين إلى ‪ 10‬سنوات‬
‫السرقات المنصوص عليها بموجب المادة ‪ 350‬مكرر والتي تتم ‪-‬‬
‫‪:‬باستعمال‬
‫‪.‬العنف أو التهديد‬ ‫•‬

‫ضعف الضحية الناتج عن سنها أو مرضها أو إعاقتها أو عجزها البدني أو الذهني‬ ‫•‬

‫أو حملها وكانت هذه الظروف معروفة أو ظاهرة لدى الفاعل‪ ،‬الحبس من سنتين إلى‬
‫‪.‬عشر سنوات وغرامة من ‪ 200.000‬إلى‪ 1000.00‬دج‬
‫السرقات المنصوص عليها بموجب مادة ‪ 352‬التي تتم في أماكن معينة ‪:‬يعاقب ‪-‬‬
‫بالحبس من خمس سنوات إلى عشر سنوات وبغرامة من ‪ 500.000‬إلى ‪.. 1000.000‬دج‬
‫‪:‬كل من ارتكب السرقة في‬
‫‪.‬الطرق العمومية‬ ‫•‬
‫‪.‬المركبات المستعملة لنقل المسافرين‬ ‫•‬

‫‪.‬المراسالت أو األمتعة‬ ‫•‬

‫‪.‬السكك الحديدية‬ ‫•‬

‫‪.‬المحطات والموانئ والمطاارت وأرصفة الشحن والتفريغ‬ ‫•‬

‫السرقات المنصوص عليها بموجب المادة ‪ 354‬والتي تقترن بتوافر ظرف معين ‪- :‬‬
‫من ‪.500 000.‬دج إلى‬ ‫يعاقب بالحبس من خمس سنوات إلى عشر سنوات وبغرامة‬
‫‪ 1.000.000:‬دج‪ ،‬كل من ارتكب السرقة مع توافر ظرف من الظروف اآلتية‬
‫‪.‬إذا ارتكبت السرقة ليال‬ ‫•‬

‫‪.‬إذا ارتكبت السرقة بواسطة شخصين أو أكثر‬ ‫•‬

‫إذا ارتكبت السرقة بواسطة التسلق أو الكسر من الخارج أو الداخل أو عن طريق‬ ‫•‬

‫مداخل تحت األرض أو باستعمال مفاتيح مصطنعة أو بكسر األختام‪ ،‬حتى ولو‬
‫‪...‬وقعت في مبنى غير مستعمل للسكنى‬
‫تطبيق الفترة األمنية ‪:‬تطبق الفترة األمنية بقوة القانون على المحكوم عليه بعقوبة سالبة ‪-‬‬
‫للحرية مدتها تساوي أو تفوق ‪ 10‬سنوات فترة أمنية مدتها تساوي نصف العقوبة المحكوم بها‪،‬‬
‫وذلك بموجب نص المادة ‪ 371‬مكرر ق‪.‬ع‪.‬ج " (تطبق أحكام المادة ‪ 60‬مكرر على الجرائم‬
‫‪.‬المنصوص عليها في المواد ‪ 350‬مكرر إلى ‪ 354‬و‪ 370‬من هذا القسم)"‬
‫العقوبات التكميلية ‪:‬يجوز الحكم على الجاني في جنحة السرقة البسيطة أو ‪4.5 -‬‬
‫المشددة بالحرمان من حق أو أكثر من الحقوق المنصوص عليها في المادة ‪9‬مكرر‪ ، 1‬كما‬
‫يجوز الحكم عليه بالمنع من اإلقامة وفقا لشروط المادتان‪) (12‬و‪ )13‬من )ق‪.‬ع‪.‬ج (‪ ،‬كما يجوز‬
‫‪.‬أيضا الحكم على الجاني بالعقوبات التكميلية االختيارية األخرى المقررة للجاني المدان بجنحة‬
‫عقوبة السرقة بوصفها جناية ‪:‬توصف جريمة السرقة بأنها جناية إذا ارتكبت وفق ‪5.5-‬‬
‫ظروف التشديد المنصوص عليها في المواد ‪ 351:‬و‪351‬مكرر و‪353‬و‪382‬مكرر من‬
‫‪.‬ق‪.‬ع‪.‬ج‬
‫‪:‬العقوبات األصلية ‪:‬وهي تختلف باختالف ظروف ارتكاب السرقة ‪.-‬‬
‫السرقة مع حمل السالح ‪:‬حيث تنص المادة ‪ 351‬على " ‪:‬يعاقب مرتكبو السرقة بالسجن ‪-‬‬
‫المؤبد إذا كانوا يحملون أو يحمل أحد منهم أسلحة ظاهرةأو مخبأة حتى ولو وقعت السرقة من‬
‫شخص واحد ولم يتوافر أي ظرف مشدد آخر ‪.‬وتطبق العقوبة ذاتها إذا كان الجناة يضعون‬
‫السالح أو يضعه أحدهم في المركبة التي استقلوها إلى مكان الجريمة أو استعملوها في تأمين‬
‫‪".‬فرارهم‬
‫(من جانب آخر‪ ،‬لم تعرف لنا هذه المادة السالح‪ ،‬وبالرجوع لنص المادة ‪ 3/ 93‬ق‪.‬ع‪.‬ج‬
‫وتدخل في مفهوم كلمة أسلحة كافة اآلالت واألدوات واألجهزة القاطعة والنافذة والراضة ‪.‬وال ‪...‬‬
‫تعتبر السكاكين ومقصات الجيب والعصى العادية أو أية أشياء أخرى من قبيل األسلحة إال إذا‬
‫‪".‬استعملت للقتل أو الجرح أو الضرب‬
‫في هذا الشأن ينبغي التفرقة بين نوعين من األسلحة ‪:‬األسلحة بطبيعتها وهي األسلحة‬
‫التي صنعت خصيصا لألعتداء مثل ‪:‬المسدس‪...‬إلخ‪ ،‬واألسلحة باإلستعمال والتي تستعمل في‬
‫‪:‬الحياة المتنوعة مثل‬
‫العصا وسكين المطبخ‪...‬إلخ والقاعدة أن هذه األشياء ال تعد سالحا إال إذا استعملت بالفعل في‬
‫)السرقة‬
‫‪:‬السرقة المرتكبة أثناء أو بعد االكوارث أو إذا وقعت على األشياء المعدة لتأمين وسيلة النقل‪-‬‬
‫‪:‬بموجب المادة ‪ 351‬مكرر التي تنص على "‪:‬تكون عقوبة السرقة السجن المؤبد‬
‫إذا ارتكبت أثناء حريق أو أو بعد انفجار أو انهيار أو زلزال أو فيضان أو غرق أو تمرد‬ ‫•‬

‫‪،‬أو فتنة أو أي اضطراب آخر‬


‫إذا وقعت على أحد األشياء المعدة لتأمين سالمة أية وسيلة من وسائل النقل العمومي أو‬ ‫•‬

‫‪".‬الخصوصي‬
‫السرقة المرتكبة مع توافر ظرفين على األقل ‪:‬حيث تنص المادة ‪ 353‬على "" ‪:‬يعاقب ‪-‬‬
‫من ‪ 1.0000.000‬إلى‬ ‫وبغرامة‬ ‫بالسجن المؤقت من عشر سنوات إلى عشرين سنة‬
‫‪ 2.000.000:‬دج كل من ارتكب السرقة مع توافر ظرفين على األقل من الظروف االتية‬
‫‪.‬إذا ارتكبت السرقة مع استعمال العنف أو التهديد به‬ ‫•‬

‫‪.‬إذا ارتكبت السرقة ليال‬ ‫•‬

‫‪.‬إذا ارتكبت السرقة بواسطة شخص أو أكثر‬ ‫•‬

‫إذا ارتكبت السرقة بواسطة التسلق أو الكسر من الخارج أو من الداخل أو عن طريق مداخل ‪4-‬‬
‫تحت األرض أو باستعمال مفاتيح مصطنعة أو بكسر األختام أو في المنازل أو المساكن أو‬
‫‪.‬الغرف أو الدور سواء كانت مسكونة أو مستعملة للسكنى أو في توابعها‬
‫‪.‬إذا استحضر مرتكبو السرقة مركبة ذات محرك بغرض تسهيل فعلهم أو تيسير هروبهم‬ ‫•‬

‫إذا كان الفاعل خادما أو مستخدما بأجر حتى ولو وقعت السرقة ضد من ال يستخدمونه‬ ‫•‬

‫‪.‬لكنها وقعت سواء في منزل مخدومه أو في المنزل الذي كان يصحبه فيه‬
‫إذا كان السارق عامال أو عامال تحت التدريب في منزل مخدومه أو مصنعه أو مخزنه‬ ‫•‬

‫‪".‬أو إذا كان يعمل عادة في المسكن الذي ارتكبت فيه السرقة‬
‫يقصد بالعنف ‪:‬استعمال العنف المادي الموجه مباشرة إلى جسم اإلنسان بهدف إضعاف‬
‫مقاومته لتسهيل ارتكاب فعل السرقة‪ ،‬كما يستلزم أن يقع العنف بقصد السرقة أي قبل او‪.‬تال‬
‫قوعها أو يكون معاص ار لها‬
‫السرقة المرتكبة إض ار ار بالدولة أو األشخاص المعنوية العمومية أو التي تقدم خدمة عمومية ‪-‬‬
‫مع توافر ظرف من الظروف المنصوص عليها في المادة ‪ 352‬و‪ 353‬و‪: 354‬حيث تنص‬
‫المادة ‪ 382‬مكرر‪ 1/‬على "‪:‬عندما ترتكب الجرائم المنصوص عليها في األقسام األول والثاني‬
‫والثالث من ا لفصل الثالث من هذا الباب ضد الدولة أو األشخاص االعتبارية المشار إليها في‬
‫المادة ‪ 29‬من القانون رقم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري سنة ‪ ،2006‬المتعلق بالوقاية من‬
‫‪:‬الفساد ومكافحته فإن الجاني يعاقب‬
‫‪...".‬بالسجن المؤبد في الحاالت الواردة في المواد ‪ 352‬و‪ 353‬و‪- 354‬‬ ‫•‬

‫‪.‬العقوبات التكميلية لجريمة السرقة يوصفها جناية ‪:‬وتكون إما الزامية أو اختيارية ‪2.5.5-‬‬

‫‪:‬االلزامية‪ :‬وهي ثالثة تحكم بها المحكمة وجوبا‪-‬‬


‫الحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الوطنية بموجب المادة ‪ 09‬مكرر‪ 1‬الفقرة‬ ‫•‬

‫‪.‬األخيرة لمدة ‪ 10‬سنوات‬


‫الحجر القانوني المادة ‪ 09‬مكرر ق‪.‬ع‪.‬ج‬ ‫•‬

‫المصادرة الجزئية لألموال (المادة ‪ 15‬مكرر‪).1‬ع‪.‬ج‬ ‫•‬

‫اإلختيارية ‪:‬باقي العقوبات بموجب المادة ‪ 09‬ق‪.‬ع‪.‬ج (وتكون عقوبتها ‪ 10‬سنوات‬ ‫•‬

‫‪.‬باستثناء تعليق أو سحب رخصة السياقة أو جواز السفر التي مدتها ال تتجاوز ‪ 5‬سنوات‬
‫‪:‬الحصانة العائلية ‪6-‬‬
‫عدم العقاب ‪:‬نصت المادة ‪368‬ق‪.‬ع‪.‬ج "ال يعاقب على السرقات التي ترتكب من ‪1.6-‬‬
‫‪:‬األشخاص المبينين فيما بعد‪ ،‬وال تخول إال الحق في التعويض المدني‬
‫‪.‬األصول إض ار ار بأوالدهم أو غيرهم من الفروع‪1‬‬
‫‪.‬الفروع إض ار ار بأصولهم ‪2‬‬
‫‪:‬أثر عدم العقاب على المساهمين في السرقة ‪2.6-‬‬
‫‪.‬ال يستفيد من عدم العقاب الفاعلون اآلخرون والمحرضون‪-‬‬
‫‪.‬ال يستفيد من عدم العقاب مرتكبوا جريمة اإلخفاء‪-‬‬
‫في حالة السرقة مع حمل سالح دون رخصة‪ ،‬يسأل الجاني عن جريمة حمل سالح دون رخصة‬
‫‪.‬وليس جريمة السرقة‬
‫‪3.6-‬‬ ‫تعليق المتابعة على شكوى ‪:‬نصت المادة ‪ 369‬ق‪.‬ع‪.‬ج على " ‪:‬ال يجوز اتخاذ‬
‫اجراءات المتابعة الجزائية بالنسبة للسرقات التي تقع بين األقارب والحواشي واألصهار‬
‫لغاية الدرجة الرابعة إال بناء على شكوى الشخص المضرور والتنازل عن الشكوى يضع‬
‫"‪.‬حدا لهذه االجراءات‬

‫المحاضرة رقم ‪05‬‬


‫‪:‬جريمة النصب وا صدار شيك بدون رصيد ‪2:‬‬
‫‪:‬سنتناول هاتين الجريمتين على النحو اآلتي‬
‫‪:‬جريمة النصب وفق نص المادتين ‪ 372‬و‪ 373‬ق‪.‬ع‪.‬ج ‪-‬‬
‫ميزت الشريعات الحديثة بين جرائم السرقة و النصب و خيانة االمانة وفصلتها عن بعضها‪ ،‬ففي‬
‫جريمة السرقة يقوم الجاني باختالس شيء غير مملوك له دون رضا صاحبه ‪،‬أما في جريمة‬
‫خيانة األمانة يقوم المجني عليه بتسليم ماله إلى الغير وبرضاه فيقوم الجاني باالستحواذ على‬
‫ذلك المال أو إتالفه اما في النصب يقوم الجاني باإلستيالء على شيء مملوك بطريقة إحتيالية‬
‫‪ .‬بقصد تملك ذلك الشيئ‬
‫أركان جريمة النصب ‪-‬‬
‫الركن الشرعي ‪:‬تنص المادة ‪ 372‬على "كل من توصل إلى استالم أو تلقى أموال أو‬
‫منقوالت أو سندات أو تصرفات أو أوارق مالية أو وعود أو مخالصات أو ابراء من التزمات أو‬
‫إلى الحصول على أي منها أو شرع في ذلك وكان ذلك باالحتيال لسلب كل ثروة الغير أو‬
‫بعضها أو الشروع فيه إما باستعمال أسماء أو صفات كاذبة أو سلطة خيالية أو اعتماد مالي‬
‫خيالي أو بإحداث األمل في الفوز بأي شيء أو في وقوع حادث أو أية واقعة أخرى وهمية أو‬
‫الخشية من وقوع أي شيء منها يعاقب بالحبس من سنة على األقل إلى خمس سنوات على‬
‫‪.‬األكثر وبغ ارمة من ‪ 20.000‬إلى ‪ 000.100‬دينار‬
‫واذا وقعت الجنحة من شخص لجأ إلى الجمهور بقصد إصدار أسهم أو سندات أو‬
‫أذونات أو حصص أو أية سندات مالية سواء لشركات أو مشروعات تجارية أو صناعية فيجوز‬
‫‪.‬أن تصل مدة الحبس إلى عشر سنوات والغرامة إلى ‪ 000.400‬دج‬
‫وفي جميع الحاالت يجوز أن يحكم عالوة على ذلك على الجاني بالحرمان من جميع‬
‫الحقوق الواردة في المادة ‪ 14‬أو من بعضها وبالمنع من اإلقامة وذلك لمدة سنة على‬
‫‪".‬األقل وخمس سنوات على األكثر‬
‫‪:‬الركن المادي ‪:‬من خالل نص المادة نستخلص العناصر المكونة للركن المادي وهي ‪-‬‬
‫استعمال وسيلة من وسائل التدليس المذكورة في نص ‪-‬‬
‫‪.‬المادة ‪372‬‬
‫‪.‬سلب مال الغير باستعمال هذه الوسائل‪-‬‬

‫‪.‬عالقة السببية بين وسيلة التدليس وسلب مال الغير‪-‬‬


‫استعمال وسيلة من وسائل التدليس ‪:‬ال يتم التدليس إال إذا استعملت إحدى الطرق ‪-‬‬
‫التدليسية المذكورة على سبيل الحصر في نص المادة ‪ 372‬ق‪.‬ع‪.‬ج ‪،‬وهي استعمال أسماء أو‬
‫‪.‬صفات كاذبة و استعمال مناوارت احتيالية‬
‫أ‪-‬إستعمال أسماء أو صفات كاذبة ‪:‬تتم جريمة النصب باتخاذ المتهم إسما كاذبا أو صفة‬
‫غير صحيحة ولو لم يصحب ذلك مناوارت احتيالية ‪،‬ومن شأن ذلك أن يؤثر على رضا‬
‫الضحية قصد تسليم ماله‪ ،‬حيث يترك مجرد االدعاء أثر نفسي على المجني عليه يميل إلى‬
‫‪.‬تصديق الجاني وبالتالي تسليمه ماله‬
‫أ‪-1.‬اإلسم الكاذب ‪:‬سواء كان حقيقيا أو خياليا وسواء كان كله كذبا أو بعضه فقط مع‬
‫مالحظة أن استعمال إسم الشهرة ال يعد استعماال إلسم كاذب‬
‫أ‪-2.‬الصفة الكاذبة ‪:‬وهي المركز أو المقام الذي يشغله الشخص في المجتمع‪ ،‬حيث‬
‫ينتسب الجاني إلى صفة تجعل منه محل ثقة و احترام المجني عليه‪ ،‬كما قد تكون وظيفة أو‬
‫مهنة مثل ‪:‬موظف قاضي‪...‬إلخ هذه الصفات اعتاد الناس على عدم مطالبة من يحملها بتقديم‬
‫دليل يثبتها ‪.‬وعلى األساس يخرج في مجال جريمة النصب بعض الصفات التي اعتاد الناس‬
‫على مطالبة بعضهم البعض بتقديم الدليل على حملها مثل ‪:‬صفة المالك‪ ،‬صفة الدائن‪ ،‬فمن‬
‫يدعي صفة المالك أو الدائن في حين أنه ليس كذلك ال يرتكب جريمة النصب ما لم يكن ذلك‬
‫االدعاء مصحوبا بوسائل احتيالية تتضح لنا من بعض المظاهر الخارجية مثل ‪:‬من يدعي‬
‫كذبا بأنه مالك لمنزل يريد تأجيره‬
‫ب‪-‬التعسف في استعمال صفة حقيقية ‪:‬إن استعمال صفة حقيقية ال يشكل بمفرده‬
‫عنص ار من عناصر المناورة االحتيالية‪ ،‬غير أن التعسف في استعمالها بغرض إضفاء مالمح‬
‫حقيقية على تصريحات كاذبة أو تصرفات من شأنها نيل ثقة المجني عليه مثل ‪:‬أن يقوم‬
‫ضابط شرطة قضائية مكلف بتفتيش منزل باستالم منقوالت على أساس أنها يجب أن تحجز‬
‫المحضر‪.‬‬ ‫‪.‬قضائيا‪ ،‬أو حجز المحضر القضائي لمنقوالت خارج‬
‫ج‪-‬استعمال المناورات اإلحتيالية ‪:‬لم يضع المشرع تعريفا للمناورة االحتيالية وذلك بسبب‬
‫‪:‬استحالة تحديد الوسائل التي يذهب اليها الخيال الواسع للجاني‪ ،‬ولكن يمكن تعريفها على أنها‬
‫كذب مصحوب بوقائع خارجية وأفعال مادية يكون من شأنها توليد اإلعتقاد لدى المجني "‬
‫عليه بصدق هذا الكذب مما يدفعه إلى تسليم ما يراد منه تسليمه طواعية اختيا ار وعلى هذا‬
‫األساس تتحقق المناورة االحتيالية إذا صاحب الكذب تظاهر شخص بالغنى الفاحش ليوهم‬
‫الناس بأنه رجل أعمال ليأخذ مالهم الستثماره ‪.‬تأمين التاجر متجره ضد الحريق‪ ،‬ثم يضرم‬
‫النار فيه عمدا للحصول على مبلغ التامين ‪:‬أعمال مادية أو مظاهر خارجية يستعين بها‬
‫‪:‬المتهم لإليقاع بالضحية ونيل ثقته‪ ،‬ولها صورتان‬
‫‪:‬الصورة األولى ‪:‬استعانة المتهم بأشياء مادية للتدليل على صدق ما يدعيه ‪:‬ومن أمثلة ذلك‬
‫‪.‬إدعاء شخص سرقة سيارته قصد الحصول على مبلغ التأمين‬ ‫‪-‬‬
‫يدعم الجاني كذبة عن طريق النشر في الصحف والمجالت واإلذاعة والتلفزيون لكسب‬ ‫•‬

‫ثقة الناس‬
‫الصورة الثانية ‪:‬استعانة المتهم بشخص آخر لتدعيم ما يدعيه ‪:‬حيث يتدخل شخص ثالث‬
‫يجعل هذه االدعاءات أقرب إلى التصديق من قبل المجني عليه‪ ،‬ويشرط لذلك توفر شرطين‬
‫‪:‬هما‬
‫أن يكون تدخل الشخص الثالث تم بناء على سعي الجاني وتدبيره‪ ،‬فإذا تدخل من تلقاء‬ ‫•‬

‫نفسه وتم خداع المجني عليه‪ ،‬ال تقوم مسؤولية الجاني ألن كذبه ال يرقى إلى استعمال الوسائل‬
‫‪.‬االحتيالية‬
‫أن يكون تدخل الشخص الثالث بتأييده الدعاءات الجاني صاد ار عن شخصه وليس‬ ‫•‬

‫مجرد ترديد ألكاذيب المحتال أي إضافة جديد ألقوال الجاني‪ ،‬بحيث يكون له األثر في زيادة‬
‫ثقة المجني عليه‪ ،‬وعليه ينتفي النصب إذا كان الشخص الثالث مجرد رسول أو نائب اقتصر‬
‫‪.‬دوره على مجرد تبليغ أقوال الجاني‬
‫د‪ -‬مسألة الكذب البسيط ‪:‬ال يعتبر الكذب البسيط من قبل استعمال وسائل احتيالية بمفهوم‬
‫المادة‬
‫‪ .‬وال يهم أن يكون شفاهة أو كتابة ‪372‬‬
‫ه‪ -‬تحقق هدف الوسائل االحتيالية ‪:‬على عكس األسماء أو الصفات الكاذبة التي‬
‫يتطلب لوحدها قيام جريمة النصب‪ ،‬فإن استعمال المناورات االحتيالية ال تكفي لوحدها و انما‬
‫يجب أن يكون الهدف منها تحقيق غرض من االغراض المذكورة على سبيل الحصر في نص‬
‫‪:‬المادة ‪ 372‬وهي‬
‫وجود نشاط وهمي ‪:‬ويتمثل في إيهام الناس بوجود مشاريع كاذبة سواء كانت‬ ‫•‬

‫مشاريع تجارية أو صناعية أو زارعية أو مالية ومثال ذلك ‪:‬اإليهام بوجود شركة تجارية أو‬
‫صناعية أو جمعية ‪،‬قصد دفع الجمهور إلى المساهمة فيها‪ ،‬حيث يتضمن المشروع الكاذب‬
‫أوسع المعاني‪ ،‬كما اليهم أن يكون المشروع كله خياليا‪ ،‬فالمناوارت االحتيالية تتوفر ولو كان‬
‫)‬
‫ادعاء المتهم فيه جزء من الحقيقة‬
‫اإليهام بوجود سلطة خيالية أو اعتماد مالي خيالي ‪:‬فالسلطة الخيالية كمن‬ ‫•‬

‫يدعي القدرة على شفاء مريض واالتصال بالجن‪...‬إلخ ‪.‬أو ايهام الناس بأن الجاني لديه أموال‬
‫طائلة تقود بالضحية إلى ابرام عقد أو تسليم أموال مثل ‪:‬حصول المدين من الدائن على أموال‬
‫بعد اصطحابه إلى حضيرة السيارات وايهامه بأن تلك السيا ارت ملك له‬
‫ه‪-3.‬إحداث األمل في الفوز أو الخشية من وقوع حادث أو واقعة وهمية ‪:‬يقصد بإحداث األمل‬
‫في الفوز خلق في ذهن المجني عليه وقوع حدث سار‪ ،‬ومثال ذلك ‪:‬خلق األمل على تحقيق‬
‫فوز في صفقة ‪.‬كما يمكن للجاني خلق تخوف في ذهن المجني عليه من وقوع حادث مؤلم أو‬
‫واقعة وهمية مثل ‪:‬بيع سيارة فخمة نتيجة توقعات بانخفاض كبير في أسعارها‪ ،‬أو إيهام المجني‬
‫عليه أنه على وشك فقدان وظيفته ‪.‬إن استعمال المشرع لعبارة "أو أية واقعة أخرى "تسمح‬
‫بتوسيع نطاق تطبيق النص‪ ،‬كما يبقى طابع الوهم العامل المميز في جريمة النصب‪ ،‬فال‬
‫جريمة إذا كان الحادث ممكن الوقوع‬
‫االستيالء على مال الغير ‪:‬تتم جريمة النصب باإلستيالء على مال الغير‪ ،‬فقلد ‪2.2.1-‬‬
‫عرفت المادة ‪ 372‬المال محل الجريمة على أنه ‪:‬األموال والمنقوالت والسندات والتصرفات‬
‫واألوارق المالية والوعود والمخالصات‪...‬إلخ ‪.‬من جانب آخر يمكن أن يكون فعل التسليم بيد‬
‫مالكه أو حائزه أو ممن له اليد العارضة عليه‪ ،‬حيث يتجسد التسليم في الواقع باالستالء على‬
‫شيء ملموس مادي سواء كان ماال أو سندا وال يقع النصب على عقار إال إذا تم الحصول عليه‬
‫بالتدليس‪ ،‬كما يجب أن يكون للمنقول قيمة مالية مما يستعيد معه القيمة األدبية‬
‫عالقة السببية بين الوسائل االحتيالية وسلب مال الغير ‪:‬يشرط لقيام جريمة النصب ‪3.2.1-‬‬
‫وجود‬
‫رابطة سببية بين الوسائل االحتيالية المستعملة وتسليم األشياء‪ ،‬ويقضي هذا أن يكون التسليم‬
‫الحقا على استعمال هذه الوسائل‪ ،‬كما يجب أن تؤدي هذه الوسائل إلى سلب مال الغير نتيجة‬
‫انخداع المجني عليه بها‬
‫‪.‬الركن المعنوي ‪:‬تتطلب جريمة النصب توافر القصد الجنائي العام والقصد الجنائي الخاص‪-‬‬
‫القصد الجنائي العام ‪:‬وهو انصراف ارده الجاني إلى القيام بفعل النصب لسلب مال الغير ‪-‬‬
‫باستعمال أسماء وصفات كاذبة وطرق إحتيالية مع علمه بأن هذا الفعل يشكل جريمة معاقب‬
‫عليها‬
‫القصد الجنائي الخاص ‪:‬وهو توفر نية المتهم في االستالء على مال الغير‪ ،‬فإذا كان ‪-‬‬
‫الهدف من النصب هو مجرد مزاح أو مداعبة فال تقوم الجريمة ‪،‬أو من استعمل هذه الوسائل‬
‫‪.‬قصد استرجاع شيء مملوك له‬
‫‪:‬العقوبات المقررة ‪:‬ونفصلها كما يأتي‪4.1-‬‬
‫العقوبات األصلية ‪:‬وفق نص المادة ‪ 372‬ق‪.‬ع‪.‬ج من‬ ‫•‬

‫سنة على األقل إلى ‪ 5‬سنوات على األكثر‪ ،‬وبغارمة من ‪000.20‬‬


‫‪.‬إلى ‪ 000.100‬دج‬
‫العقوبات التكميلية ‪:‬وفق نص المادة ‪ 372/3‬ق‪.‬ع‪.‬ج‬ ‫•‬

‫‪:‬وهي‬
‫‪.‬الحرمان من جميع الحقوق الواردة في المادة ‪ 14‬أو من بعضها‬ ‫•‬

‫‪.‬المنع من اإلقامة لمدة سنة على األقل وخمس سنوات على األكثر‬ ‫•‬

‫الشروع في جريمة النصب ‪:‬يعاقب عليه وفق نص المادة‬ ‫•‬

‫ق‪.‬ع‪.‬ج‪ ،‬وال يتحقق إال ابتداء من الوقت الذي يظهر فيه ‪372/1‬‬
‫المحتال نيته اإلستيالء على مال الغير باستعمال وسيلة من وسائل‬
‫‪.‬التدليس‬
‫الظروف المشددة لجريمة النصب ‪:‬نص القانون على‬ ‫•‬

‫‪:‬ظرفين هما‬
‫ظرف يتعلق بالجاني ‪:‬فحسب نص المادة ‪ 372/2‬ق‪.‬ع‪.‬ج ‪"...‬إذا وقعت الجريمة من‬ ‫•‬

‫شخص لجأ إلى الجمهور بقصد إصدار أسهم أو سندات‪...‬فيجوز أن تصل مدة الحبس إلى‬
‫‪...".‬عشر سنوات والغرامة إلى ‪000.400‬دج‬
‫ظرف يتعلق بالمجني عليه(الدولة أو األشخاص االعتبارية المشار إليها بالمادة‪ 29‬من‬ ‫•‬

‫‪-‬القانون‪06‬‬
‫يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحتة ‪):‬وهذا بموجب نص المادة ‪ 382‬مكررق‪.‬ع‪.‬ج ‪:‬الحبس ‪01‬‬
‫من سنتين إلى ‪ 10‬سنوات‬

‫الحصانة العائلية ‪:‬تنص المادة ‪ 373‬ق‪.‬ع‪.‬ج على "‪:‬تطبق اإلعفاءات والقيود الخاصة ‪ü‬‬
‫بمباشرة الدعوى العمومية المقررة بالمادتين ‪ 368‬و‪ 369‬على جنحة النصب المنصوص عليها‬
‫‪".‬في الفقرة األولى من المادة‪372‬‬

‫المحاضرة رقم ‪6‬‬


‫جرائم الشيك ‪:‬المواد ‪ 374،573،375:‬مكرر ق‪.‬ع‪.‬ج ‪3 :‬‬
‫يمكن تعريف الشيك بأنه " ‪:‬محرر مكتوب وفق أوضاع شكلية استقر عليها العرف‬
‫يتضمن أم ار من الساحب إلى المسحوب عليه ويكون غالبا أحد البنوك بأن يدفع للمستفيد أو‬
‫ألمره أو لحامل الصك مبلغا معينا من النقود بمجرد االطالع "وعليه يعد الشيك أداة دفع وليس‬
‫‪ :‬أداة قرض وائتمان خالفا للسفتجة ‪.‬و قد يكون الشيك محال لعدة جرائم كما سنرى‬
‫الركن الشرعي ‪:‬تنص المادة ‪ 374‬ق‪.‬ع‪.‬ج على" ‪:‬يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس‬
‫‪:‬سنوات و بغرامة ال تقل عن قيمة الشيك أو عن قيمة النقص في الرصيد‬
‫كل من أصدر بسوء نية شيكا ال يقابله رصيد قائم وقابل للصرف أو كان الرصيد أقل (‪1‬‬
‫من قيمة الشيك أو قام بسحب الرصيد كله أو بعضه بعد إصدار الشيك أو منع المسحوب عليه‬
‫‪.‬من صرفه‬
‫كل من قبل أو ظهر شيكا صاد ار في الظروف المشار إليها في الفقرة السابقة مع علمه (‪2‬‬
‫‪.‬بذلك‬
‫كل من أصدر أو قبل أو ظهر شيكا واشترط عدم صرفه فوار بل جعله (‪3‬‬
‫‪".‬كضمان‬
‫الركن المادي للجريمة ‪:‬تتعدد صور الجرائم الواقعة على الشيك و تتعدد معها صور ‪-‬‬
‫‪ .‬الركن المادي‬

‫الصورة األولى‪:‬إصدار شيك بدون رصيد كاف ‪:‬تعد أكثر صور جرائم الشيك انتشارا‪- ،‬‬
‫‪:‬حيث تقوم على ركنين هما‬
‫‪.‬إصدار الشيك‬ ‫•‬

‫‪ .‬عدم وجود رصيد كاف‬ ‫•‬

‫إصدار الشيك ‪:‬يقتضي مرحلتين هما ‪:‬مرحلة إنشاء الشيك بمعنى‬ ‫•‬

‫كتابته وتحريره‪ ،‬ومرحلة طرحه للتداول بمعني تسليمه للمستفيد أو لحامله ‪.‬كما أن‬
‫القانون يعاقب على إصدار الشيك وليس على إنشائه فمن أنشأ شيكا ثم سرق منه‬
‫فال يتعرض للعقاب إذا كان هذا الشيك دون رصيد‬
‫عدم وجود رصيد كاف ‪:‬ويأخذ ذلك أربعة أشكال وفق نص المادة‬ ‫•‬

‫‪ ،‬ق‪.‬ع‪.‬ج‪374‬‬
‫الشكل األول ‪:‬عدم وجود رصيد قائم قابل للصرف وكاف ‪:‬حيث تنص المادة‬ ‫•‬

‫‪:‬ق‪.‬ع‪.‬ج‪374/1‬‬
‫كل من أصدر بسوء نية شيكا ال يقابله رصيد قائم وقابل للصرف أو كان الرصيد أقل من ‪"...‬‬
‫و ان‬ ‫قيمة الشيك ‪"....‬وعليه تقوم الجريمة إذا لم يكن هناك رصيد أو كان غير كاف حتى‬
‫مأل الرصيد بعد إصدار الجاني للشيك ‪.‬كما تقوم الجريمة إذا كان الرصيد موجودا‪ ،‬ولكنه غير‬
‫قابل للصرف بسبب الحجز القضائي مثال ويشترط في هذه الحالة علم الساحب لذلك وا ال‬
‫انتفت مسؤوليته‬
‫الشكل الثاني ‪:‬سحب الرصيد كله أو بعضه بعد إصدار الشيك ‪:‬حيث تنص المادة‬ ‫•‬

‫ق‪.‬ع‪.‬ج ‪: "...‬أو قام بسحب الرصيد كله أو بعضه بعد إصدار الشيك‪ ،"...‬فيجب أن ‪374/1‬‬
‫يبقى الرصيد قائما من تاريخ إصدار الشيك بصرف النظر عن تاريخ تقديمه للوفاء ‪.‬وعليه تقوم‬
‫الجريمة بغض النظر عن موعد االستحقاق ‪ ،‬وذلك إما على أساس انتقال ملكية الرصيد إلى‬
‫ذمة المستفيد ومن ثمة ال يتمتع الساحب بأي حق على هذا الرصيد‪ ،‬واما على أساس نص‬
‫المادة ‪ 503‬من القانون التجاري التي تنص على" ‪:‬في حالة توافر الرصيد يجب على المسحوب‬
‫"‪...‬عليه أن يستوفي قيمة الصك حتى بعد انقضاء األجل المحدد لتقديمه‬
‫الشكل الثالث ‪:‬إصدار أمر للمسحوب عليه بعدم الدفع ‪:‬تقتضي هذه الصورة أن يصدر الساحب‬ ‫•‬

‫الشيك ويكون الرصيد كاف‪ ،‬غير أن الساحب يصدر ام ار للمسحوب عليه بعدم الدفع بصرف‬
‫النظر عن األسباب التي دفعت الساحب لفعل ذلك ألنها من قبيل البواعث التي ال تأثير لها في‬
‫قيام المسؤولية الجنائية‪ ،‬وعليه تتحقق الجريمة إذا أمر الساحب المسحوب عليه بعدم الدفع‪ ،‬ولو‬
‫كان هناك سبب مشروع إذ يهدف المشرع إلى حماية الشيك في التداول باعتباره نقودا بالمقابل‬
‫أباح المشرع الجزائري المعارضة في دفع قيمة الشيك في حالتي ‪:‬ضياع الشيك وتفليس حامله‬
‫بموجب نص المادة ‪ 503/2‬من القانون التجاري حيث تنص المادة ‪ 503/2‬من القانون‬
‫التجاري على‪:"...‬وال تقبل معارضة الساحب على وفاء الشيك إال في حالة ضياعه أو تفليس‬
‫‪"...‬حامله‬
‫كما أنه من الجائز أيضا المعارضة في دفع قيمة الشيك في حالة السرقة بشرط تقديم الدليل ‪.‬‬ ‫•‬

‫القاطع على قيام جريمة السرقة‪ ،‬والمتمثل في صدور حكم قضائي يقضي باإلدانة من أجل‬
‫جريمة السرقة‬
‫الشكل الرابع ‪:‬قبول أو تظهير الشيك صادر في الظروف المذكورة أعاله مع علم‬ ‫•‬

‫‪:‬الجاني بذلك‬
‫حيث تنص المادة ‪ 374/2‬ق‪.‬ع‪.‬جعلى‪" ...‬كل من قبل أو ظهر شيكا صاد ار في الظروف‬
‫المشار إليها في الفقرة السابقة مع علمه بذلك ‪"....‬فإذا كان القانون يعاقب ساحب الشيك في‬
‫الشروط المحددة في المادة ‪)374/1‬ق‪.‬ع‪.‬ج(‪ ،‬فإنه بالمقابل يعاقب المستفيد من الشيك الذي‬
‫‪.‬يقبل أو يظهر شيكا صاد ار في تلك الظروف مع علمه بذلك‬

‫الركن المعنوي ‪:‬جريمة عمدية تتطلب القصد الجنائي العام الذي يقوم توافر عنصري ‪-‬‬
‫العلم و االرادة يعني أن يكون ساحب الشيك على علم في لحظة سحبه للشيك أنه ال يوجد لديه‬
‫رصيد أو ان رصيده غير كاف للسحب‪ ،‬ومع ذلك تتجه إ رادته لطرح الشيك للتداول ‪.‬ورغم‬
‫تشديد المشرع الجزائري في المادة ‪ 374‬ق‪.‬ع‪.‬ج على أن جريمة الشيك تتطلب توافر سوء نية‬
‫الساحب‪ ،‬فقلد استقر القضاء الجزائري على أن سوء نية الساحب يراد بها القصد الجنائي العام‬
‫الذي يقوم بمجرد علم الساحب وقت تسليمه الشيك بإرادته بأنه ال يملك رصيد قائم وكاف وقابل‬
‫للصرف ‪،‬أي افتراض سوء النية بمجرد عدم كفاية الرصيد معلال ذلك على أنه يجب على‬
‫الساحب التأكد من وجود الرصيد قبل إصداره للشيك‪ ،‬ومن ثمة أي إهمال يعرض صاحبه‬
‫للعقاب وعليه يستنتج ما يلي‬
‫إن سوء النية مفترض لدى الساحب بمجرد علمه بعدم‬ ‫•‬

‫‪.‬وجود رصيد كاف بحسابه‬


‫اعتراف المتهم بإصداره الشيك مع عدم وجود رصيد‬ ‫•‬

‫‪.‬لديه يكفي الثبات سوء النية‬


‫تسليم شيك على بياض مع اشتراط عدم صرفه في‬ ‫•‬

‫‪.‬الحين يكفي لقيام سوء النية‬


‫تتوفر سوء نية المتهم بإصداره للشيك مع علمه بعدم‬ ‫•‬

‫‪.‬وجود رصيد قائم وكاف بصرف النظر عنه مدة تقديم الشيك للوفاء‬
‫سوء النية مسألة موضوعية يخضع تقديرها لسلطة‬ ‫•‬

‫قاضي الموضوع‪ ،‬ويكفي اإلشارة إلى أن الجاني أصدر شيكا دون‬


‫‪.‬التحقق من توافر الرصيد به‬
‫سرقة الشيك من أسباب انتفاء سوء النية بشرط إثبات‬ ‫•‬

‫‪.‬واقعة السرقة‬
‫‪375‬ق‪.‬ع‪.‬ج‪-‬‬ ‫‪.‬الصور األخرى لجرائم الشيك ‪:‬ونصت عليها المادتان ‪ 374/3‬والمادة‬

‫إصدار أو قبول أو تظهير الشيك وجعله كضمان ‪:‬حيث تنص المادة ‪ 374/3‬على‪:" ...‬كل من‬ ‫•‬

‫أصدر أو قبل أو ظهر شيكا واشترط عدم صرفه فوار بل جعله كضمان "‪.‬ألن هذا التصرف‬
‫يخالف طبيعة الشيك ألنه أداة وفاء ال أداة ضمان أو قرض‪ ،‬مما يمس بعنصري الثقة واإلئتمان‬
‫بين المتعاملين‪ ،‬ومنه فإن تسليم الشيك على بياض كضمان ال يعفي صاحبة من المسؤولية في‬
‫حال تقديم الشيك للمخالصة وتبين أنه بدون رصيد‪ ،‬كما أن قبول الشيك كضمان ال يحول دون‬
‫‪.‬تعرض من قبله للعقوبة‬
‫تقليد وتزوير الشيك ‪:‬حيث تنص المادة ‪ 375‬ق‪.‬ع‪.‬ج على " ‪:‬يعاقب بالحبس من‬ ‫•‬

‫سنة إلى عشر سنوات و بغرامة ال تقل عن قيمة الشيك أو عن قيمة النقص في‬
‫‪ .‬الرصيد ‪:‬كل من زور أو زيف شيكا‬
‫‪ :‬كل من قبل استالم شيك مزور أو مزيف مع علمه بذلك‪" ،‬تأخذ هذه الجريمة مظهرين‬
‫التقليد ‪:‬وهو وضع شيك شبيه بالشيك القانوني ويرجع تقدير الشيك المقلد لمحكمة ‪-‬‬
‫الموضوع‬
‫التزوير ‪:‬وهو تغبير الحقيقة في الشيك‪ ،‬وبالتالي ال يعتبر تغيي ار في مضمونه طالما ‪-‬‬
‫ظلت الحقيقة على حالها ‪.‬غير أنه يعد الفعل تزوي ار إذا انصب على مضمون الشيك أو بياناته‬
‫و اسم المستفيد‪،‬‬ ‫مثل ‪:‬تغيير مبلغ الشيك المكتوب باألحرف أو األرقام ‪،‬وتاريخ إصداره‬
‫‪.‬والتوقيع المزور‪...‬إلخ‬
‫ج‪ -‬قبول استالم الشيك مزور أو مزيف مع علمه بذلك ‪:‬في هذه الحالة يشرط المشرع علم‬
‫‪.‬الجاني بذلك‬
‫‪:‬العقوبات المقررة‪-‬‬
‫‪:‬أ‪-‬العقوبات األصلية‬
‫الجنحة البسيطة ‪:‬المادة ‪ 374‬ق‪.‬ع‪.‬ج الحبس من سنة الى ‪ 5‬سنوات و بغرامة ال تقل عن‬ ‫•‬

‫‪.‬قيمة الشيك أو عن قيمة النقص في الرصيد‬


‫الجنحة المشددة ‪:‬المادة ‪ 375‬ق‪.‬ع‪.‬ج الحبس من سنة الى ‪ 10‬سنوات و بغرامة ال تقل‬ ‫•‬

‫‪.‬عن قيمة الشيك أو عن قيمة النقص في الرصيد‬


‫‪.‬المادة ‪ 382‬مكرر ق‪.‬ع‪.‬ج من سنتين إلى ‪ 10‬سنوات ضد الدولة أو أحد مؤسساتها‬ ‫•‬

‫العقوبات التكميلية ‪:‬لم ينص عليها قانون العقوبات‪ ،‬بل نصت عليها المادة ‪ 541‬من ‪-‬‬
‫القانون التجاري وذلك بالتجريد الكلي أو الجزئي من الحقوق الوطنية‪ ،‬وفي حالة العودة يجب‬
‫الحكم بذلك في مدة ال تتجاوز عشر سنوات‪ ،‬إضافة إلى إمكانية الحكم على من ثبت إدانتهم‬
‫بعقوبة حظر اإلقامة ‪.‬إضافة الى العقوبتين التكميلتين أعاله‪ ،‬أجاز قانون العقوبات بوجه عام‬
‫الحكم على الشخص المدان الرتكابه جنحة بالعقوبات التكميلية االختيارية مثل ‪:‬تحديد اإلقامة‪،‬‬
‫‪.‬المنع من ممارسة مهنة أو نشاط‪...‬إلخ‬
‫الظروف المخففة ‪:‬تنص المادة ‪ 540‬من القانون التجاري على "‪:‬ال تسري المادة ‪- 53‬‬
‫من قانون العقوبات على مختلف الجرائم المنصوص عليها في المادتين‪ 374‬و‪ 375‬من قانون‬
‫العقوبات إال فيما يخص إصدار أو قبول شيك دون مقابل وفاء ‪".‬وبعد تعديل قانون العقوبات‬
‫بموجب القانون رقم‪ ، 23-06:‬أصبحت المادة ‪ 53‬مكرر‪ 4‬هي التي تطبق على جرائم الشيك‬
‫في صورتي إصدار شيك بدون رصيد وقبول شيك بدون رصيد ‪.‬وعليه ففي حالة إفادة المتهم‬
‫غير المسبوق قضائيا بظروف التخفيف‪ ،‬تجيز المادة ‪53‬مكرر‪ 4‬تخفيض مدة الحبس إلى‬
‫شهرين والغرامة إلى ‪ 20.000‬دج في حالة الحكم بهما معا وتخفيض عقوبة الحبس إلى سنة‬
‫أو الغرامة إلى قيمة النقص في الرصيد في حالة الحكم بإحدى العقوبتين‬
‫اجراءات المتابعة في صورتي إصدار شيك بدون رصيد أو برصيد غير كاف ‪:‬تخضع ‪-‬‬
‫المتابعة القضائية الجراءات أولية قبل مباشرة الدعوى العمومية‪ ،‬وهي اجراءات مصرفية بحتة‬

‫إنذار ساحب الشيك لتسوية الوضعية ‪:‬في هذا الشأن تنص المادة ‪ 526‬مكرر ‪- 2‬‬
‫من القانون التجاري على توجه أمر بالدفع لساحب الشيك خالل مدة ‪ 10‬أيام ابتداء من‬
‫تاريخ توجيه األمر ‪.‬وفي حالة عدم استجابة الساحب الجراء التسوية يمنع الساحب من إصدار‬
‫‪.‬الشيكات‬
‫المنع من إصدار الشيكات ‪:‬نصت على هذا االجراء المادتان ‪ 526‬مكرر ‪- 3‬‬
‫و‪526‬مكرر‪ 4‬من القانون التجاري‪ ،‬بحيث يمنع الساحب من إصدار الشيكات لمدة خمس‪5‬‬
‫سنوات ابتداء من تاريخ األمر بالدفع مع دفع غرامة التبرئة بموجب المادة ‪526‬مكرر‪4‬‬
‫‪.‬والمحدد قيمتها بموجب المادة ‪526‬مكرر‪5‬‬
‫مباشرة اجراءات الدعوى العمومية ‪:‬نصت المادة ‪ 526‬مكرر‪ 6‬من القانون التجاري ‪-‬‬
‫على مباشرة الدعوى العمومية في حالة عدم التسوية بموجب المادة ‪ 526‬مكرر ‪ 2‬والمادة ‪526‬‬
‫مكرر ‪ 4‬مجتمعة أي خالل ‪ 30‬يوما ‪.‬كما يترتب عن عدم احترام هذه االجرءات عدم قبول‬
‫‪.‬الدعوى العمومية‬
‫المتابعة القضائية في باقي الصور ‪:‬تخضع لما هو مقرر في القانون العام ‪،‬حيث ‪. -‬‬
‫تباشر الدعوى العمومية دون الحاجة التباع االجراءات األولية سالفة الذكر وتشمل هذه‬
‫‪:‬الصور‬
‫سحب الرصيد كله أو بعضه بعد إصدار الشيك ومنع المسحوب عليه من صرفه المادة‪-‬‬
‫‪.‬ق‪.‬ع‪.‬ج‪374/1‬‬
‫‪.‬قبول أو تطهير شيك صادر بدون رصيد أو برصيد غير كاف المادة ‪374/2‬ق‪.‬ع‪.‬ج‪-‬‬
‫‪.‬اصدار شيك وجعله كضمان وقبوله وتظهيره المادة ‪374/3‬ق‪.‬ع‪.‬ج‪-‬‬
‫‪.‬تزوير أو تزييف شيك وقبوله مزوار أو مزيفا المادة ‪375‬ق‪.‬ع‪.‬ج‪-‬‬

‫مسألة االختصاص ‪:‬إن اختصاص النظر في جرائم الشيك يخضع للقواعد العامة ‪-‬‬
‫المحددة بموجب نص المادة ‪ 329‬من قانون االجراءات الجزائية غير أن المشرع أضاف‬
‫بموجب المادة‪ 375‬مكرر ق‪.‬ع‪.‬ج اختصاص محكمة مكان الوفاء بالشيك أو محكمة مكان‬
‫‪ .‬إقامة المستفيد من الشيك‬

‫المحاضرة رقم ‪7‬‬


‫‪4‬‬ ‫جريمة خيانة األمانة ‪:‬من المادة ‪ 376‬إلى المادة ‪ 382‬ق‬
‫عج‬
‫‪ :‬تقوم على االركان التالية‬
‫الركن الشرعي ‪:‬تنص المادة ‪376‬ق‪.‬ع‪.‬ج على "‪:‬كل من اختلس أو بدد بسوء نية‬
‫أوارقا تجارية أو نقودا أو بضائع أو أوارقا مالية أو مخالصات أو أية مح اررات‬
‫أخرى تتضمن أو تثبت التزاما أو ابراء لم تكن قد سلمت إليه إال على سبيل اإلجازة‬
‫أو الوديعة أو الوكالة أو الرهن أو عارية االستعمال أو ألداء عمل بأجر أو بغير‬
‫أجر بشرط ردها أو تقديمها أو الستعمالها أو الستخدامها في عمل معين وذلك‬
‫اض ار ار بمالكيها أو واضعي اليد عليها أو حائزيها يعد مرتكبا لجريمة خيانة األمانة‬
‫ويعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى ثالث سنوات و بغرامة من ‪ 20.000‬إلى‬
‫‪.‬دج ‪000.100‬‬
‫ويجوز عالوة على ذلك أن يحكم على الجاني بالحرمان من حق أو أكثر من الحقوق‬
‫الواردة في المادة ‪ 14‬وبالمنع من اإلقامة وذلك لمدة سنة على األقل وخمس سنوات على‬
‫‪.‬األكثر‬
‫وكل ذلك دون اإلخالل بما نصت عليه المادتين ‪ 158‬و‪ 159‬المتعلقتان بسرقة النقود واألوارق‬
‫‪".‬التجارية والمستندات واالستيالء عليها من المستودعات العمومية‬
‫الركن المادي ‪:‬يتكون من ثالثة عناصر ‪:‬االختالس أو التبديد‪-‬محل الجريمة‪-‬تسليم‬
‫‪.‬الشيء‬
‫‪:‬االختالس أو التبديد‪-‬‬
‫االختالس ‪:‬وهو تحويل الجاني حيازة الشيئ المختلس من حيازة مؤقتة‬ ‫•‬

‫إلى حيازة دائمة بنية التملك مثل ‪:‬تسليم هاتف نقال لمصلح الهواتف النقالة قصد‬
‫تصليحه‪ ،‬ولكنه ينكر تسلمه ويرفض رده‬
‫التبديد ‪:‬وهو تصرف الجاني في الشيء الذي اؤتمن عليه بامتالكه أو‬ ‫•‬

‫التصرف فيه بالبيع أو الهبة أو المقايضة ‪.‬مثل ‪:‬مصلح الهواتف الذي يبيع الهاتف‬
‫النقال المسلم له لتصليحه ‪.‬كما ال يعد اختالسا وال تبديدا التأخر في رد الشيء‬
‫المؤجر ‪.‬وفي كلتا الحالتين االختالس والتبديد‪ ،‬يقوم الفاعل بتحويل الحيازة من حيازة‬
‫مؤقتة الى حيازة دائمة‪ ،‬و يظهر في شكل عمل أو تصرف خارجي كاالستهالك و‬
‫التخريب والبيع‪....‬إلخ‬
‫محل الجريمة ‪:‬يجب أن يكون الشيء منقوال ذو قيمة مالية ‪،‬حيث نصت المادة ‪- 376‬‬
‫ق‪.‬ع‪.‬ج على المنقوالت المالية على سبيل المثال ال الحصر بدليل قول المشرع "أو أية‬
‫محرارت أخرى"‪ ،‬وهي ‪:‬األوارق التجارية‪ ،‬النقود‪ ،‬البضائع‪ ،‬األوارق المالية‪ ،‬المخالصات ‪.‬و تعد‬
‫منقوالت في نظر القانون الجزائري العقا ارت بالتخصيص كالج اررات مثال و العقارات بحكم‬
‫)االتصال اذا فصلت عن المال الثابت كاالبواب والنوافذ‪...‬إلخ‬
‫تسليم الشيء ‪:‬ال ترتكب الجريمة إذا لم يحصل التسليم‪ ،‬وهو العنصر المميز للجريمة‪- ،‬‬
‫حيث يكون التسليم على أساس عقد من عقود األمانة الناقلة للحيازة المؤقتة فقط كما ال يشرط‬
‫أن يحصل التسليم بحركة مادية من الضحية إلى المتهم‪ ،‬فقد يحصل من شخص آخر كالوكيل‬
‫أو الخادم ‪.‬وعليه يجب أن يكون التسليم على سبيل الحيازة المؤقتة‪ ،‬ويشرط أن يكون بناء على‬
‫‪:‬العقود الواردة في نص المادة ‪ 376‬ق‪.‬ع‪.‬ج على سبيل الحصر والمسماة بعقود األمانة وهي‬
‫عقد االيجار ‪:‬وهو عقد ُيم ّكن المؤجر بمقتضاه المستأجر من االنتفاع بشيء لمدة محددة‬
‫مقابل بدل إيجار معلوم‪ ،‬وذلك إذا أقدم المستأجر على اختالس المال أو تبديده مثل ‪:‬تبديد‬
‫‪.‬المستأجر ألثاث المسكن‪ ،‬ولكن ال جريمة إذا حصل مجرد تأخير في رد الشيء المستأجر‬
‫عقد الوديعة ‪:‬وهو عقد بمقتضاه يسلم المودع شيء منقوال إلى المودع‬ ‫•‬

‫‪:‬لديه على أن يحافظ عليه لمدة معينة على أن يرده عينا ويشرط فيها‬
‫تسليم مال منقول إلى آخر ‪:‬وال يشرط أن يكون التسليم حقيقيا‪ ،‬فقد يكون‬ ‫•‬

‫اعتباريا كالتاجر الذي يختلس ويبدد جزء من البضاعة المباعة التي بقيت في حوزته‬
‫‪.‬على سبيل الوديعة‬
‫أن تكون الوديعة كاملة ‪:‬أي يقصد حفظها بذاتها ‪،‬أما إذا كانت غير كاملة ويحول ‪-‬‬
‫عدم ردها بذاتها وا نما ما يقابلها كما ونوعا فال تعد جريمة ‪،‬مثل ‪:‬مدير البنك الذي‬
‫يتصرف في األموال المودعة لديه والتي يتقاض عليها المودعون فوائد‪ ،‬والعكس‬
‫صحيح‬
‫عقد الوكالة ‪:‬عقد يفوض بمقتصاه شخص يسمى الموكل شخصا آخر يسمى الوكيل‪،‬‬
‫للقيام بعمل شيء لحساب الموكل أو باسمه (نص المادة ‪ 571‬وما بعدها من القانون المدني‬
‫)‪.‬المعدل والمتمم‬
‫فالمشرع هنا يعاقب الوكيل إذا اختلس أو بدد األموال التي استلمها على ذمة الموكل‬
‫فيعد الشريك مرتكبا للجريمة إذا اختلس شيء من أرسمال الشركة‪ ،‬ألن مال الشركة‬
‫سلم إليه بصفته وكيال عن الشركاء ‪.‬كما تقوم الجريمة في حق المحاسب الذي‬
‫يخصم مبلغا من أجور العمال ويختلسها لنفسه‬
‫عقد الرهن ‪:‬وهو قيام المدين بوضع الشيء المنقول المملوك له في حيازة دائمة‬
‫المرتهن أو شخصا آخر متفق عليه‪ ،‬وذلك تأمينا للدين (المادة ‪ 948‬وما بعدها‬
‫من القانون المدني المعدل والمتمم ‪).‬فإذا قام الدائن المرتهن باختالس وتبديد‬
‫الشيء يعد مرتكبا للجريمة‪ ،‬أما إذا إذا لم يف المدين الراهن بتعهداته جاز للدائن‬
‫‪.‬المرتهن بيع المنقول‬
‫عارية االستعمال ‪:‬عقد يلزم بمقتضاه المعير بأن يسلم المستعير شيئا غير قابل‬
‫لالستهالك ليستعمله بدون عوض لمدة معينة أو في غرض معين (المادة ‪ 538‬وما‬
‫بعدها من القانون المدني المعدل والمتمم )ومثال ذلك ‪:‬احتفاظ الجاني بسيارة‬
‫وظيفته بدون وجه حق بعد انتهاء عقد العمل يعد خيانة لألمانة ‪.‬غير أن الشيء‬
‫القابل لالستهالك ال يصلح لعقد عارية االستعمال مثل ‪:‬النقود فال يرتكب الجريمة‬
‫الشخص الذي استعار مبلغا ماليا لشراء سيارة وامتنع فيما بعد عن رد هذا المبلغ‬
‫عقد القيام بعمل ‪:‬ويقصد به تسليم شيء للقيام بعمل مادي لمصلحة‬ ‫•‬

‫مالك الشيء‪ ،‬و قد يكون العمل بمقابل كعقد المقاولة‪ ،‬كما قد يكون بدون مقابل ‪.‬‬
‫وفي الحالتين سواء كان العقد بمقابل أو دونه‪ ،‬تقوم الجريمة إذا اختلس الشيء الذي‬
‫اؤتمن عليه سواء اختلسه كله أو بعضه ‪.‬كما تقوم الجريمة في حق الناقل الذي‬
‫‪.‬يمتنع عن تسليم الشيء المسلم له في إطار عقد النقل‬

‫بخصوص الحق في الحبس ‪:‬إن تسليم الشيئ في إطار عقد من عقود األمانة ال يشكل ‪-‬‬
‫دائما جريمة خيانة األمانة ‪،‬حيث أجازت المادة ‪ 200‬من القانون المدني للملتزم االمتناع عن‬
‫رد المال المسلم في إطار عقد من عقود األمانة‪ ،‬في حالة عدم وفاء المدين بالتزامه مثل ‪:‬‬
‫الحرفي والمحاسب والميكانيكي لهم الحق في حبس الشيء الذي سلم لهم إلى غاية أداء ثمن‬
‫‪.‬العمل المنجز‬
‫الركن المعنوي ‪:‬جريمة خيانة األمانة من الجرائم العمدية تتطلب توافر القصد الجنائي ‪-‬‬
‫‪:‬العام والقصد الجنائي الخاص‬
‫القصد الجنائي العام ‪:‬ويتمثل في اتجاه ارادة المتهم أو انصرافها الرتكاب الجريمة ‪--‬‬
‫بكافة أركانها عن علم و ادراك ‪ ،‬بمعنى تصرف الجاني في األمانة التي بين يديه كما لو كان‬
‫‪ .‬مالكا لها مع علمه بأن حيازته لها حيازة مؤقتة‬
‫القصد الجنائي الخاص ‪:‬ويتمثل في نية المتهم في التملك وحرمان المالك من هذا ‪--‬‬
‫الحق بدليل قول المشرع "سوء نية‪".‬كما قضي بعدم توافر سوء النية في بعض الحاالت مثل ‪:‬‬
‫المحترفين الذين يتمتعون بحق االحتباس‪ ،‬ومسألة التعويض‪ ،‬واستحالة رد الشيء بسبب قوة‬
‫قاهرة‬
‫الضرر ‪:‬اشترطت المادة ‪ 376‬ق‪.‬ع‪.‬ج لقيام الجريمة وقوع ضرر‪ ،‬ويستوي في ذلك ‪--‬‬
‫أن يلحق الضرر بالمالك نفسه أو بحائز الشيء حيازة مؤقتة أو حيازة مادية ‪"...‬اض ار ار‬
‫بمالكيها أو واضعي اليد عليها أو حائزيها ‪"...‬إن هدف المشرع هو حماية كل شخص له حق‬
‫على الشيء‪ ،‬كما ال يشرط أن يتحقق الضرر فعال‪ ،‬إذ يكفي أن يكون محتمل الوقوع كما يكون‬
‫الضرر ماديا أو أدبيا‪ ،‬فيعد الفاعل الذي يضيف الماء للحليب خائنا لالمانة ‪ ،‬فيصيب مالك‬
‫الملبنة ضرر أدبي يتمثل في فقدان الثقة والتشهير بسمعته‬
‫‪:‬العقوبات المقررة‪-‬‬
‫من ‪-:‬‬ ‫العقوبات األصلية ‪:‬الحبس من ‪ 3‬أشهر إلى ‪ 3‬سنوات وغرامة‬
‫‪ 20.000‬دج الى‪. 100.000.‬دج‬
‫العقوبات التكميلية ‪:‬الحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الواردة في المادة‪-: 9‬‬
‫مكرر‪ 1‬لمدة ال تزيد عن ‪ 5‬سنوات‪ ،‬والمنع من اإلقامة لمدة سنة على األقل‬
‫وخمس سنوات على األكثر ‪.‬وعالوة على العقوبتين التكميلتين السابقتين ‪،‬يحيز‬
‫قانون العقوبات الحكم على الشخص المدان بباقي العقوبات التكميلية اإلختيارية‬
‫‪.‬بموجب المادة ‪9‬‬
‫‪:‬الظروف المشددة ‪:‬وهي أربعة‬
‫أ‪-‬ظرف خاص بصفة الجاني ‪:‬وتشمل حالتان هما ‪:‬من سمسار أو وسيط أو مستشار‬
‫مهني أو محرر عقود وتعلق األمر بثمن الشراء أو البيع أوحوالة إيجار‪ ،‬وذلك بموجب‬
‫المادة ‪378/2‬ق‪.‬ع‪.‬ج‪ ،‬حيث تكون العقوبة الحبس ‪ 10‬سنوات و الغرامة ‪400.000‬‬
‫‪ .‬دج‬
‫إذا كان الجاني أمينا عموميا وقام بإتالف أو تبديد أو انتزاع عمدا األوارق أو‬ ‫•‬

‫السجالت أو العقود تصبح الجريمة جناية وعقوبتها السجن من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬سنة‬


‫‪ .‬بموجب نص المادة ‪ 158‬من قانون العقوبات‬
‫إذا وقعت خيانة األمانة من قائم بوظيفة عمومية أو بوظيفة قضائية ‪:‬تصبح‬ ‫•‬

‫جناية وتكون العقوبة السجن المؤقت من خمس إلى ‪ 10‬سنوات‪ ،‬وذلك بموجب نص‬
‫المادة ‪)379‬ق‪.‬ع‪.‬ج‬
‫ب‪-‬ظرف خاص بالوسيلة المستعملة ‪:‬وذلك إذا لجأ شخص إلى الجمهور للحصول لحسابه‬
‫الخاص ‪...‬على أموال أو أوارق مالية‪ ،‬تكون العقوبة الحبس ‪10‬سنوات والغرامة ‪، 400.000‬‬
‫‪.‬بموجب المادة ‪378/1‬‬
‫ج‪ -‬ظرف خاص بصفة المجني عليه ‪:‬إذا كان المجني عليه الدولة أو إحدى مؤسساتها‬
‫‪.‬تكون العقوبة الحبس من سنتين إلى ‪ 10‬سنوات بموجب نص المادة ‪ 382‬مكرر‪2/‬‬
‫كما يجوز الحكم على الجاني بالحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الواردة في المادة‬
‫مكرر‪ 1‬وبالمنع من اإلقامة لمدة سنة على األقل و‪ 5‬سنوات على األكثر‪ ،‬بموجب نص ‪09‬‬
‫‪.‬المادة ‪378/3‬‬
‫د‪-‬الحصانة العائلية ‪:‬في هذا الصدد‪ ،‬تنص المادة ‪377‬ق‪.‬ع‪.‬ج على "‪:‬تطبق اإلعفاءات‬
‫والقيود الخاصة بمباشرة الدعوى العمومية المقررة بالمادتين ‪ 368‬و‪ 369‬على جنحة خيانة‬
‫‪.‬األمانة المنصوص عليها في المادة‪. 376‬ق‪.‬ع‪.‬ج‬

‫المحاضرة رقم ‪8‬‬


‫المحور الثالث ‪:‬جرائم الفساد‬

‫لقد عرفت المادة‪/2‬أ من القانون رقم ‪ 01-06:‬المؤرخ في ‪ 20/02/2006‬المتعلق‬


‫بالوقاية من الفساد ومكافحته والمعدل والمتمم بالقانون رقم‪"15-11:‬الفساد "‪:‬كل الجرائم‬
‫المنصوص عليها في الباب الرابع من هذا القانون"‪ ،‬كجريمة الرشوة‪ ،‬اختالس الممتلكات من‬
‫‪.‬قبل موظف عمومي‪...‬إلخ‬
‫و لقد كان المشرع الجزائري يجرم الصور المختلفة لجرائم الفساد بموجب المواد من‬
‫إلى ‪ 138‬من ق‪.‬ع‪.‬ج حماية لنزاهة الوظيفة العمومية مما يلحق بها من اعتداء‪.‬غير أنه ‪121‬‬
‫و نظ ار لعدم قدرة تلك النصوص على مواجهة تلك االعتداءات‪ ،‬كان ال بد على المشرع من‬
‫استحداث قانون خاص لمجابهة هذه الصور من الجرائم المستحدثة فجاء القانون ‪01-06‬‬
‫ليكون اإلطار المناسب لمواجهة األشكال المستحدثة لهذه الجريمة إذ نص على عشرين‪20‬‬
‫جريمة فساد ال يسعنا تناولها كلها ‪ ،‬وسنقتصر على نماذج منها فقط ‪.‬وعليه سنتناول في هذا‬
‫المحور جريمة الرشوة وجريمة اختالس األموال العمومية وجريمة منح امتيا ازت غير مبررة في‬
‫مجال الصفقات العمومية جنحة المحاباة باعتبار هذه الجرائم أكثر انتشا ار في مجال الوظيفة‬
‫‪.‬العامة‬
‫أوال ‪:‬جريمة رشوة الموظفين العموميين ‪:‬المادة ‪ 25‬من القانون رقم‬
‫‪01/06‬‬
‫مفهوم الرشوة ‪:‬تعرف الرشوة على أنها "اتجار الموظف العام بأعمال وظيفته‪ ،‬وهي‬ ‫•‬

‫سلوك ينطوي على طلب أو قبول أو أخذ مزية غير مستحقة مقابل أداء عمل أو االمتناع عن‬
‫أداء عمل أو االخالل بواجبات الوظيفة مع علمه بذلك "أو هي"‪:‬االتجار بأعمال الوظيفة أو‬
‫الخدمة أو استغاللها ‪،‬وذلك بأن يطلب أو يقبل أو يحصل على عطية وعد بها ألداء عمل‬
‫من أعمال وظيفته أو اإلمتناع عنه أو االخالل بواجباته‬
‫تشتمل الرشوة على جريمتين متميزتين األولى سلبية من جانب الموظف العمومي‬
‫المرتشي وتسمى بالرشوة السلبية‪ ،‬والثانية إيجابية من جانب صاحب المصلحة الراشي وتسمى‬
‫بالرشوة اإليجابية ‪.‬وبذلك يكون فعل كل من الطرفين في الرشوة جريمة مستقلة عن جريمة‬
‫الطرف اآلخر‪ ،‬كما ال يلزم توفر الصلة بينهما سواء من ناحية التجريم أو العقاب‬
‫الركن المفترض "الموظف العمومي "‪:‬تتطلب جريمة الرشوة ركنا مفترضا يتعلق بصفة ‪-‬‬
‫الجاني وهو أن يكون موظفا عموميا قائما بعمل دائم ضمن مرفق عام وبالرجوع إلى الفقه‬
‫اإلداري عرف البعض الموظف اإلداري على أنه"‪:‬الشخص الذي يشغل بصفة دائمة وظيفة‬
‫دائمة تدخل في التنظيم اإلداري لمرفق تديره الدولة أو أحد أشخاص القانون العام"‪ ،‬من جانب‬
‫"‪:‬آخر عرفت المادة‪/2‬ب من القانون‪" 01-06:‬موظف عمومي‬
‫كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو إداريا أو قضائيا أو في أحد المجالس الشعبية ‪-‬‬
‫المحلية المنتخبة‪ ،‬سواء أكان معينا أو منتخبا‪ ،‬دائما أو مؤقتا‪ ،‬مدفوع األجر أو غير مدفوع‬
‫‪.‬األجر‪ ،‬بصرف النظر عن رتبته أو أقدميته‬
‫كل شخص آخر يتولى ولو مؤقتا‪ ،‬وظيفة أو وكالة بأجر أو بدون أجر‪ ،‬ويساهم بهذه الصفة ‪-‬‬
‫في خدمة هيئة عمومية أو مؤسسة عمومية أو أية مؤسسة أخرى تملك الدولة كل أو بعض‬
‫‪.‬راسمالها‪ ،‬أو أية مؤسسة أخرى تقدم خدمة عمومية‬
‫كل شخص آخر معرف بأنه موظف عمومي أو من في حكمه طبقا للتشريع والتنظيم ‪-‬‬
‫‪" .‬المعمول بهما‬

‫بالرجوع لهذا التعريف نجد أنه مستمد من المادة ‪/2‬أ من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد حيث تنص‬
‫المادة ‪/2‬أ من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد لسنة‪ 2003‬على "‪:‬يقصد بتعبير موظف‬
‫عمومي ‪:‬كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو إداريا أو قضائيا لدى دولة طرف‪،‬‬
‫سواء أكان معينا أو منتخبا‪ ،‬دائما أو مؤقتا ‪،‬مدفوع األجر أو غير مدفوع األجر‪ ،‬بصرف النظر‬
‫‪"....‬عن أقدمية ذلك الشخص‬
‫كما أنه يختلف عن تعريف الموظف العمومي الذي جاء به األمر رقم ‪ 03-06:‬المؤرخ في‬
‫جويلية ‪2006‬يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية ‪،‬حيث نصت المادة ‪15 4/1‬‬
‫"على " ‪:‬يعتبر موظفا كل عون عين في وظيفة عمومية دائمة‪ ،‬ورسم في رتبة في السلم اإلداري‬
‫)‬
‫وهو مفهوم ضيق عكس ما جاء به القانون ‪ 01-06‬الذي توسع في مفهوم الموظف ‪،‬‬
‫العمومي‪ ،‬والذي حدد مختلف الفئات التي تدخل ضمن مفهومه حيث يمكن تقسيمها إلى أربعة‬
‫فئات ‪،‬والهدف من ذلك هو اإلحاطة أكثر بالصور المختلفة لجرائم الفساد ‪.‬كما أن التكييف‬
‫القانوني السليم لجرائم الفساد يتوقف بداية على تحديد صفة الجاني إن كان موظفا أم ال في‬
‫‪ .‬نظر القانون ‪01-06‬‬
‫الركن الشرعي ‪:‬تنص المادة ‪ 25‬من القانون ‪ 01-06‬على "‪:‬يعاقب بالحبس من سنتين ‪3- 2‬‬
‫إلى عشر ‪ 10‬سنوات وبغرامة من‪200.000.‬الى ‪1000.000‬‬
‫كل من وعد موظفا عموميا بمزية غير مستحقة أو عرضها عليه أو‬ ‫•‬

‫منحه إياها‪ ،‬بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬سواء كان ذلك لصالح الموظف نفسه أو‬
‫لصالح شخص أو كيان آخر لكي يقوم بأداء عمل أو االمتناع عن أداء عمل من‬
‫‪،‬واجباته‬
‫كل موظف عمومي طلب أو قبل‪ ،‬بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬مزية‬ ‫•‬

‫غير مستحقة‪ ،‬سواء لنفسه أو لصالح شخص آخر أو كيان آخر‪ ،‬ألداء عمل أو‬
‫"‪.‬االمتناع عن أداء عمل من واجباته‬
‫من خالل نص المادة تأخذ جريمة رشوة الموظفين العموميين صورتين هما ‪:‬الرشوة‬
‫‪.‬السلبية والرشوة اإليجابية‪ ،‬وسنتطرق لكل واحدة على حدة‬
‫أ‪-‬الرشوة السلبية "جريمة المرتشي ‪":‬وهو الفعل المنصوص عليه بموجب المادة ‪25/2‬‬
‫‪.‬من القانون‪01-06‬‬
‫أ‪ -1.‬الركن المادي ‪:‬ويتحقق بطلب الجاني أو قبوله مزية غير مستحقة نظير قيامه بعمل‬
‫من أعمال وظيفته أو االمتناع عنه‪ ،‬ويتكون من ‪:‬النشاط االجرامي ومحل اإلرتشاء ولحظة‬
‫‪.‬اإلرتشاء والغرض من الرشوة‬
‫‪.‬النشاط االجرامي ‪:‬ويتمثل في صورتي الطلب والقبول ‪-‬‬
‫الطلب ‪:‬هو مبادرة من الموظف العمومي يعبر فيه عن إردته في طلب‬ ‫•‬

‫مقابل ألداء وظيفة أواالمتناع عنها وهو يكفي لقيام الجريمة متى توافرت باقي‬
‫األركان حتى ولو لم يصدر قبول من طرف صاحب الحاجة أو رفض ذلك وسارع‬
‫إلبالغ السلطات‪ ،‬كما قد يكون الطلب صريحا أو مستفاد من تصرفات الموظف كما‬
‫يستوي أن يطلب الرشوة لنفسه أو لغيره وسواء قام الجاني بنفسه بالطلب أو قام‬
‫شخص آخر بمباشرته باسمه او لحسابه وفي كل األحوال ال يتحقق الطلب قانونا إال‬
‫بوصوله إلى علم صاحب المصلحة‬
‫القبول ‪:‬وهو موافقة الموظف العمومي المرتشي (على رغبة صاحب‬ ‫•‬

‫المصلحة )الراشي نظير العمل الوظيفي ‪،‬وتتم الجريمة حتى ولو لم يحصل على‬
‫الفائدة فيما بعد ما دام الموظف قد قبل اإلخالل بوظيفته و يجب أن يكون أيضا‬
‫عرض الراشي جادا أو حقيقيا والقبول قد يكون صريحا كما قد يكون ضمنيا يستنتج‬
‫من ظروف الحال‪ ،‬فالجريمة تحقق في صورتين الطلب و القبول بصرف النظر عن‬
‫النتيجة‬
‫محل اإلرتشاء ‪:‬ويتمثل في مزية غير مستحقة و قد تكون ذات طبيعة مادية (نقود‪،‬‬
‫ذهب شيك‪...‬إلخ أو معنوية كالوعد بالترقية ‪،‬وقد تكون صريحة أو ضمنية وقد تكون مشروعة‬
‫أو غير مشروعة ‪،‬فالمشرع لم يحدد مقدار المال ولكن األصل أن يكون لها قيمة مناسبة أهم‬
‫من العمل ‪،‬من جانب آخر ال تقوم الجريمة إذ كان ما قدم قليال أو تافها مما جرى العرف على‬
‫اعتباره من المجامالت بين الناس‬
‫لحظة اإل رتشاء ‪:‬يشرط لقيام الجريمة أن يكون طلب أو قبول المزية غير المستحقة ‪-‬‬
‫قبل أداء العمل المطلوب‪ ،‬وبمعنى أن يكون سابقا ألداء العمل أو االمتناع عنه‪ ،‬ومن ثمة فال‬
‫محل للرشوة إذا كان طلب أو قبول المزية الحقا على أداء العمل‬
‫الغرض من الرشوة ‪:‬ينبغي أن يكون لهذه المزية مقابل معين‪ ،‬يتمثل في قضاء حاجة ‪-‬‬
‫الراشي اكالحصول على ترقية أو وظيفه ألحد أقاربه‪ ،‬والمقابل هنا هو أداء عمل أو االمتناع‬
‫عن عمل مخالفا بذلك أعمال وظيفتة‬
‫الركن المعنوي ‪:‬جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي بعنصريه العلم واإل اردة‪- ،‬‬
‫فيجب أن يعلم المرتشي بكافة أركان الجريمة وبأنه موظف وأن المزية التي طلبها نظير الخدمة‬
‫غير مستحقة‪ ،‬فإذا انتفى العلم بأحد العناصر انتفى معه القصد الجنائي ‪.‬كما يجب أن تتجه إ‬
‫رادة المرتشي إلى الطلب أوالقبول‪ ،‬ويشترط أن يتوافر القصد الجنائي لحظة الطلب أو القبول‬
‫"جريمة الراشي ‪":‬وهوالفعل المنصوص والمعاقب عليه بنص‬ ‫ب‪-‬الرشوة اإليجابية‬
‫المادة‪ 25/1‬من القانون ‪ ،01-06‬وهي ال تقتضي صفة معينة في الجاني كما في الرشوة‬
‫‪.‬السلبية‬
‫ب‪ -1‬الركن المادي ‪:‬ويتمثل في الوعد بمزية أو عرضها أو منحها‪ ،‬ويشترط أن يكون‬
‫جديا ويكون الغرض منه تحريض الموظف على اإلخالل بواجباته كما يمكن أن تكون المزية‬
‫غير المستحقة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وأن تكون محددة ‪ ،‬وأن مجرد الوعد يكفي لقيام‬
‫الجريمة‬
‫ب‪ -2‬الركن المعنوي ‪:‬جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي بعنصريه العلم و‬
‫االرادة‪ ،‬فيجب أن يكون الراشي على علم بأن وعده أو عرضه أو منحه لموظف مزية غير‬
‫مستحقة بهدف أداء عمل أو االمتناع عنه أو مخالفة واجبات وظيفته يشكل جريمة‪ ،‬وأن تتجه إ‬
‫اردته للقيام بذلك‬
‫‪:‬العقوبات المقررة‪-‬‬
‫بخصوص الرشوة السلبية ‪:‬الحبس من سنتين إلى ‪ 10‬سنوات و غرامة من ‪200.000‬‬ ‫•‬

‫‪.‬إلى ‪000.0001‬دج‬
‫من‬ ‫بخصوص جريمة الرشوة االيجابية ‪:‬الحبس من ‪ 2‬إلى ‪ 10‬سنوات وغرامة‬ ‫•‬

‫‪.‬إلى ‪200.000 1.000.000‬‬


‫العقوبات التكميلية ‪ :‬تنص المادة ‪ 50‬من القانون رقم‪ 01-06:‬على "‪:‬في حالة اإلدانة بجريمة أو‬
‫أكثر من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬يمكن الجهة القضائية أن تعاقب الجاني‬
‫"‪ .‬بعقوبة أو أكثر من العقوبات التكميلية المنصوص عليها في قانون العقوبات‬
‫مصادرة العائدات واألموال غير المشروعة ‪:‬وهذا وفقا لنص المادة‪ 51/2‬من القانون‬ ‫•‬

‫‪06-01.‬‬
‫الرد ‪:‬يرد ما حصل عليه المحكوم عليه من منفعة أو ربح بموجب المادة‪ 51/3‬من‬ ‫•‬

‫‪.‬القانون ‪01-06‬‬
‫إبطال العقود والصفقات والبراءات واإلمتياز ‪:‬وهذا ما أجازته المادة ‪ 55‬من القانون‬ ‫•‬

‫‪06-01.‬‬
‫‪.‬المشاركة والشروع ‪:‬معاقب عليهما بنص المادة ‪ 52‬من القانون ‪01-06‬‬ ‫•‬

‫‪.‬العقوبات المطبقة على الشخص المعنوي ‪:‬بموجب المادة ‪ 53‬من القانون ‪01-06‬‬ ‫•‬

‫خصوصية التقادم ‪:‬ال تتقادم الدعوى العمومية وال العقوبة بالنسبة لجرائم الفساد في حالة‬ ‫•‬

‫إذا ما تم تحويل عائدات الجريمة إلى خارج الوطن‪ ،‬وفي غير ذلك من الحاالت تطبق األحكام‬
‫‪.‬المنصوص عليها في قانون االجراءات الجزائية‪ ،‬وهذا بموجب المادة ‪ 54‬من القانون ‪01-06‬‬
‫الظروف المشددة ‪:‬في هذا الشأن تنص المادة ‪ 48‬من القانون رقم‪ 01-06:‬على "‪:‬إذا‬ ‫•‬

‫كان مرتكب جريمة أو أكثر من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون قاضيا أو موظفا‬
‫يمارس وظيفة عليا في الدولة أو ضابطا عموميا‪ ،‬أو عضوا في الهيئة‪ ،‬أو ضابطا‪ ،‬أو عون‬
‫شرطة قضائية‪ ،‬أو ممن يمارس بعض صالحيات الشرطة القضائية‪ ،‬أو موظف أمانة ضبط‪،‬‬
‫يعاقب بالحبس من عشر ‪10‬سنوات إلى عشرين‪ 20‬سنة وبنفس الغرامة المقررة للجريمة‬
‫"‪.‬المرتكبة‬
‫‪:‬ز‪-‬اإلعفاء من العقوبات وتخفيفها‬ ‫•‬

‫اإلعفاء من العقوبة ‪:‬كل من ارتكب أو شارك في جريمة من الجرائم‬ ‫•‬

‫المنصوص عليها في القانون ‪ ،01-06‬وقام قبل مباشرة اجراءات المتابعة بإبالغ السلطات‬
‫‪.‬اإلدارية أو القضائية وساعد على معرفة مرتكبيها‪ ،‬وهذا بموجب المادة ‪01/49‬‬
‫تخفيف العقوبة ‪:‬تخفض العقوبة إلى النصف بالنسبة لمن ارتكب أو شارك في‬ ‫•‬

‫جريمة من جرائم الفساد‪ ،‬والذي بعد مباشرة اجراءات المتابعة ساعد في القبض على شخص أو‬
‫‪.‬أكثر من األشخاص الضالعين في ارتكابها‪ ،‬وهذا بموجب نص المادة ‪02/49‬‬
‫•‬

‫المحاضرة رقم ‪09‬‬


‫ثانيا ‪:‬جريمة اختالس الممتلكات من قبل موظف عمومي أو استعمالها على نحو غير‬
‫‪:‬شرعي‬
‫المادة ‪ 29‬المعدلة بموجب المادة‪ 2‬من القانون رقم‪ 15-11:‬المؤرخ في‪02/08/2011:‬‬
‫‪:‬يعدل ويتمم القانون ‪01-06‬‬
‫إن الموظف العمومي هو مستأمن على ما بين يديه من المال العام فال يصرفه إالّ فيما‬
‫مخصص له‪ ،‬وعليه جاءت هذه المادة حماية للمال العام والخاص على حد سواء ‪.‬حيث‬ ‫ّ‬ ‫هو‬
‫عدل المشرع هذه المادة وذلك ألن الصياغة القديمة لها فضال عن احتمالها لعدة تفسيرات‬
‫بخصوص مفهوم فعل التبديد الوارد ضمنها من بين األفعال المجرمة بموجبها‪ ،‬فإن المتابعة‬
‫الجزائية تترتب بمقتضاها حتى عن فعل التسيير الذي يقوم به الموظف العمومي في إطار‬
‫مخاطر التسيير ‪.‬فكان البد من تدقيق الركن المعنوي لهذه الجريمة وتمييز فعل "التبديد "المجرم‬
‫‪.‬والمعاقب عليه بمقتضى هذا القانون عن أعمال المخاطرة المعقولة والمعتادة في التسيير‬
‫الركن الشرعي‪ :‬تنص المادة ‪ 29‬على "‪:‬يعاقب بالحبس من سنتين إلى‬ ‫•‬

‫عشر سنوات وبغرامة من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 1.000.000‬دج كل موظف‬


‫عمومي يبدد عمدا أو يختلس أو يتلف أو يحتجز بدون وجه حق أو يستعمل على‬
‫نحو غير شرعي لصالحه أو لصالح شخص أو كيان آخر ‪،‬أي ممتلكات أو أموال أو‬
‫أوارق مالية عمومية أو خاصة أو أي أشياء أخرى ذات قيمة عهد بها إليه بحكم‬
‫وظيفته أو بسببها‬
‫‪.‬الركن المادي ‪:‬ويتكون من ‪:‬السلوك المجرم‪ ،‬محل الجريمة العالقة السببية ‪2‬‬
‫أ‪-‬السلوك المجرم ‪:‬ويتكون من أفعال ‪:‬التبديد واالختالس واإلتالف واإلحتجاز بدون وجه حق‬
‫‪.‬واالستعمال على نحو غير شرعي‬
‫االختالس ‪:‬يعرف االختالس بأنه استيالء الموظف بدون وجه حق على أموال عامة أو‬ ‫•‬

‫خاصة وجدت تحت تصرفه بسبب أو بمقتضى وظيفته ‪ ،‬فهو فعل مادي يتمثل بالظهور على‬
‫الشيئ بمظهر المالك الذي تسانده نية داخلية وهي نية التملك‬
‫اإلتالف ‪:‬ويتحقق بهالك الشيئ واعدامه إلى الحد الذي يفقد قيمته وصالحيته نهائيا‬ ‫•‬
‫• التبديد ‪:‬ويتحقق متى قام الجاني عمدا باستهالك المال الذي أئتمن عليه والتصرف فيه‬
‫كتصرف المالك‬
‫• االحتجاز بدون وجه حق ‪:‬ويتحقق حينما يؤدي ذلك إلى تعطيل المصلحة التي أعد المال‬
‫لخدمتها مثل أمين الصندون الذي يحتفظ بااليرادات المالية عوض ايداعها في الخزينة‬
‫• االستعمال على نحو غير شرعي ‪:‬ويتحقق بالتعسف في استعمال الممتلكات للغرض‬
‫الشخصي أو لشخص أو كيان آخر مثل ‪:‬استعمال وسائل الدولة لغير الغرض الذي وجدت‬
‫‪.‬ألجله‬
‫ب‪-‬محل الجريمة ‪:‬وتشمل ‪:‬الممتلكات والتي عرفتها المادة‪/2‬و من القانون ‪ 01-06‬بأنها "‪:‬‬
‫الموجودات بكل أنواعها سواء كانت مادية أو غير مادية ‪،‬منقولة أو غير منقولة ‪ "...‬و األموال أو‬
‫‪.‬األوارق المالية العمومية والخاصة أو أي أشياء أخرى ذات قيمة‬
‫ج‪-‬العالقة السببية ‪:‬يشترط أن يكون المال أو السند قد سلم للموظف العمومي بحكم‬
‫‪.‬وظيفته أو بسببها‬
‫• الركن المعنوي ‪:‬جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي العام الذي يقوم على علم‬
‫الجاني بأن المال المسلم له هو بسبب وظيفته‪ ،‬وهو ملك للدولة أو للخواص وأن‬
‫حيازته له هي حيازة ناقصة ال يملك التصرف فيه كتصرف المالك‪ ،‬ومع ذلك تتجه‬
‫ارادته إلى تبديده أو اختالسه أو اتالفه أو احتجازه أ واستعماله على نحو غير شرعي‪،‬‬
‫غير أن فعل اإلختالس يتطلب قصدا جنائيا خاصا يتمثل في نيةالتملك‬
‫‪:‬العقوبات المقررة‬ ‫•‬
‫العقوبات األصلية ‪:‬من سنتين إلى عشر سنوات و بغرامة من ‪ 20.000‬إلى‬ ‫•‬
‫دج كما تطبق العقوبات المنصوص عليها بموجب األمر رقم ‪ 11-03:‬المؤرخ ‪1.000.000‬‬
‫في ‪ 26/08/2003:‬يتعلق بالنقد والقرض على الجاني إذا كان رئيسا أو عضو مجلس إدارة‬
‫أو مديرا عاما للبنك أو مؤسسة مالية‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 131‬من األمر نفسه على "‪:‬يعاقب‬
‫بالحبس من ‪ 5‬سنوات إلى ‪ 10‬سنوات وبغرامة من ‪ 5.000.000‬إلى ‪10.000.000‬‬
‫وذلك اذا استعملوا ملك المؤسسة بسوء نية وعمدا أموالها استعماال منافيا لمصالح هذه ‪...‬‬
‫‪..".‬المؤسسة الغراض تفيد مصلحتهم الشخصية‬
‫تشديد العقوبة ‪:‬تشدد العقوبة حيث تصبح الحبس من ‪ 10‬سنوات إلى ‪ 20‬سنة وبنفس الغرامة‬
‫المقررة للجريمة المرتكبة‪ ،‬إذا كان الجاني من الفئات المذكورة بنص المادة ‪ 48‬من القانون‪ 01-06‬إذا‬
‫كان قاضيا أو موظفا يمارس وظيفة عليا في الدولة‪ ،‬أو ضابطا عموميا‪ ،‬أو عضوا في الهيئة‪،‬‬
‫أو ضابطا‪ ،‬أو عون شرطة قضائية‪ ،‬أو ممن يمارس بعض صالحيات الشرطة القضائية‪ ،‬أو‬
‫موظف أمانة ضبط( نص المادة ‪ 48‬من القانون ‪ 01-06‬يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫) ‪.‬المعدل والمتمم‬

‫ثالثا ‪:‬اإلمتيازات غير المبررة في مجال الصفقات العمومية (جنحة المحاباة ‪):‬المادة‬
‫من القانون ‪ 01-06‬المعدلة والمتممة بالمادة‪ 2‬من القانون‪ 15-11:‬المؤرخ ‪26/1‬‬
‫‪.‬في‪02/08/2011:‬‬

‫نص القانون‪ 01-06‬المعدل والمتمم على مختلف صور الجرائم المتعلقة بالصفقات‬
‫العمومية وذلك من خالل نص المادة ‪ 26/1/2‬التي جاءت تحت عنوان "االمتياازت غير‬
‫المبررة في مجال الصفقات العمومية "والمعدلة بموجب نص المادة ‪ 2‬من القانون رقم‪-11:‬‬
‫المؤرخ في‪ 02/08/2011:‬يعدل ويتمم القانون ‪ 01-06‬المتعلق بالفساد ‪.‬جاء هذا ‪15‬‬
‫التعديل على أساس أن جميع المتدخلين في مجال ابرام الصفقات السيما المطالبين بالتأشير‬
‫عليها وجدوا أنفسهم مضطرين إلى قضاء أوقات طويلة للتدقيق فيما يقومون به من أعمال‬
‫الرقابة على مدى احترام هذه الصفقات لكل اإلجراءات المنصوص عليها قانونا مما أدى إلى‬
‫تعطيل عدد كبير من المشاريع سيما الهامة ذات البعد اإلستراتيجي ‪.‬ولهذه االعتبارات فإن‬
‫التعديل المدخل عليها ضيق مجال تطبيقها‪ ،‬وذلك كشكل من أشكال رفع التجريم عن طريق‬
‫حصره في مخالفة االجراءات المتعلقة بشفافية الترشح للصفقات والمساواة بين المترشحين‬
‫‪.‬وشفافية االجراءات المنصوص عليها بموجب المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪01-06‬‬
‫تفضيل جهة على أخرى "‪ "Favoritisme":‬من جانب آخر يقصد بمصطلح المحاباة‬
‫‪ .‬في الخدمة بغير حق للحصول على مصالح معينة‬

‫‪-‬الركن الشرعي ‪:‬تنص المادة ‪ 26/1‬من القانون ‪ 01-06‬المعدلة بالمادة ‪ 2‬من القانون ‪1-11‬‬
‫‪-‬‬
‫على "‪:‬يعاقب بالحبس من سنتين ‪ 2‬إلى ‪ 10‬سنوات وبغرامة من ‪ 200.000‬دج إلى ‪15‬‬
‫دج ‪:‬كل موظف عمومي يمنح عمدا للغير امتياز غير مبرر عند ابرام أو تأشير ‪1.000.000‬‬
‫عقد أو اتفاقية أو صفقة أو ملحق‪ ،‬مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة بحرية الترشح‬
‫"‪.‬والمساواة بين المترشحين وشفافية االجراءات‬
‫من خالل نص المادة تقوم هذه الجريمة على األركان اآلتية ‪:‬صفة الجاني والركن‬
‫‪.‬المادي والركن المعنوي‬
‫صفة الجاني ‪:‬يجب توفر صفة الموظف العمومي في الجاني بخصوص كافة‬ ‫•‬
‫جرائم الفساد وهذه الصفة سبق شرحها في جريمة رشوة الموظفين العموميين‬
‫الركن المادي ‪:‬يتحقق عند قيام الجاني بمنح امتيا ازت غير مبررة للغير مخالفا‬ ‫•‬
‫بذلك األحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها والمتعلقة بحرية الترشح والمساواة بين‬
‫المترشحين وشفافية االجراءات وذلك عند ابرام أو تأشير عقد أو اتفاقية أو صفقة أو ملحق‬
‫وعليه يمكن تقسيم الركن المادي لهذه الجريمة إلى ثالثة عناصر هي ‪:‬االمتياز غير المبرر ‪،‬‬
‫الممنوح للغير ومخالفة األحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها والمتعلقة بحرية الترشح‬
‫والمساواة بين المترشحين وشفافية االجراءات ومناسبة قيام الجاني بذلك‬
‫االمتياز غير المبرر الممنوح للغير ‪:‬إن تخصيص صفقة عمومية أو عقد‬ ‫•‬
‫لشخص ال يشكل بالضرورة في حد ذاته منح امتياز غير مبرر‪ ،‬ويمكن أن يتمثل االمتياز غير‬
‫المبرر في إفادة المستفيد من الصفقة بمعلومات امتيازية وحصرية‪ ،‬أو زيادة التنقيط‪ ،‬أ وخرق‬
‫حكم من أحكام قانون الصفقات العمومية يحتمل أن يترتب عنه إخالل بمبدأ المساواة بين‬
‫المترشحين ‪.‬كما يشترط أن يكون الغير هو المستفيد وليس الجاني‬

‫مخالفة األحكام التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل ‪:‬وذلك حينما يمنح‬ ‫•‬
‫الجاني عمدا امتيازغير مبرر مخالفا بذلك األحكام التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل في‬
‫مجال الصفقات العمومية ‪.‬كماأن تطبيق جنحة المحاباة ال ينحصر في قانون الصفقات العمومية‬
‫فقط‪ ،‬وانما يمتد ليشمل كل مساس بحرية الترشح والمساواة بين المترشحين وشفافية‬
‫االجراءات أي كان مرجعها ‪.‬كما أن جنحة المحاباة تعني أيضا كل عقد يبرمه موظف عمومي‬
‫بمفهوم المادة‪/2‬ب من القانون ‪ 01-06‬سواء كان العقد يخضع لقانون الصفقات العمومية أم ال‬

‫‪:‬المناسبة ‪:‬وذلك عند ابرام أو تأشير عقد أو اتفاقية أو صفقة أو ملحق‬ ‫•‬
‫إبرام الصفقة‪:‬وهو التوقيع على الوثيقة التي يفرغ فيها مضمون العقد بمفهومه‬ ‫•‬
‫الواسع ‪ ،‬الذي يشمل الصفقة واالتفاقية والملحق حيث تنص المادة ‪ 54‬من القانون المدني‬
‫()‬

‫على "‪:‬العقد اتفاق يلتزم بموجبه شخص أو عدة أشخاص نحو شخص آخر أو عدة أشخاص‪،‬‬
‫‪".‬بمنح أو فعل أو االمتناع عن فعل شيء ما‬
‫التأشير على العقد أو الصفقة ‪:‬بمعنى الموافقة على ابرام العقد أو الصفقة بعد‬ ‫•‬
‫التأكد من صحة االجراءات القانونية‪ ،‬ففي مجال ابرام الصفقات العمومية نصت المادتان ‪156‬‬
‫و‪ 157‬من المرسوم الرئاسي رقم‪ 247-15:‬المؤرخ في‪ 16/09/2015:‬يتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام على ممارسة الرقابة بكافة أنواعها من طرف‬
‫المصالح المتعاقدة قبل وبعد تنفيذ الصفقة العمومية‬
‫الركن المعنوي ‪:‬جنحة المحاباة هي جريمة عمديه بنص المادة ‪ 26‬المعدلة "كل‬ ‫•‬
‫موظف عمومي يمنح عمدا"‪ ،‬كما تتطلب توافر القصد الجنائي العام المتمثل في علم الجاني‬
‫بأنه يخرق األحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها في مجال الصفقات العمومية وغيرها من‬
‫العقود ‪،‬والمتعلقة بحرية الترشح والمساواة بين المترشحين وشفافية االجراءات عن طريق‬
‫‪.‬اتجاه ارادته إلى مفاضلة أحد المترشحين على البقية‬
‫‪:‬العقوبات المقررة‪5-‬‬
‫أ‪-‬العقوبات األصلية ‪:‬الحبس من سنتين إلى عشر سنوات وبغرامة من ‪200.000‬دج إلى‬
‫‪.‬دج ‪1.000.000‬‬
‫كما تطبق األحكام نفسها المقررة لجريمة رشوة الموظفين العموميين‪ ،‬بشأن الظروف المشددة‬
‫واإلعفاء من العقوبة والعقوبات التكميلية والمصادرة والرد والمشاركة والشروع ومسؤولية‬
‫الشخص المعنوي وابطال العقود والصفقات المبينة سابقا بخصوص جريمة رشوة الموظفين‬
‫‪.‬العموميين‬

You might also like