كفاك فخرا أن المصاحف لم تكتب إال بك ،وأن قراءتك بعشر حسنات ،وأن لغات الدنيا ال تستطيع إيصال معنى وروعة آية كتبت بغير لغتك ،وأن اآليات نزلت من السماء إلى قلب النبي العربي ...باللسان العربي في أمة العرب بينما الماليين من أبناء األمة التي تنتسب إليك يتبرءون منك ،وينصرفون عنك ،ويفتخرون أمام .الناس بغيرك :يقول صاحبي الذي ذهب للعمل في بلد عربي وجدت في المدينة التي أقيم فيها أكثر من مائة مدرسة أجنبية بينما لم أجد فيها إال مدرستين .عربيتين .والنتيجة .أجيال كاملة ال عالقة لها بالقرآن وال بالعروبة وال بالدين وال بالتاريخ المتعلق بأمتهم .ثم تأتينا آالف الشكاوى من األجيال العاقة أو التائهة أو المشوهة ..ألن آباءهم ظنوا أن العربية مجرد لغة .العربية دين وتاريخ ولغة وحضارة ...ال ضير أن تعلم ولدك كل لغات العالم ..لكن ،ليس قبل أن تعلمه لغته التي هي أكرم اللغات وأروعها !!فالذي ال يتشرف باألصيل الذي عنده ،لن يتشرف به الدخيل الذي عند غيره وكم من دولة في الغرب والشرق تعتز بلغتها المغمورة التي ال تساوي معشار عمر أو عراقة .لغتنا ،بينما بنو قومي يزدرون لغتهم التي هي أقدس اللغات ..وأبشركم ...لغة القرآن باقية ببقائه ،شريفة بشرفه ...والذي نحن فيه استسالم مؤقت لمن يحتلنا ثقافيا !!وعندما تذهب سطوة المحتل ...تعود الشعوب ألصلها ويومئذ يفرح األصالء بأصالتهم ،ويتمنى غيرهم أن يتكلموا سطرا واحدا بحسن بيانهم .ومنطقهم .فلغتنا محفوظة ،ولغات غيرنا تنقص كل يوم ُ.أحبِك لغتي حد العشق