Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 53

‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪) 437-222‬‬

‫وصمة السمنَة‪ :‬العالقة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية‬
‫المرتبطة بزيادة الوزن لدى ط َالب الجامعة‬
‫في ضوء التخصص الدراسي والجندر‬

‫د‪.‬نيرة دمحم شوشة‬


‫ُمدرس علم النفس ‪ -‬قسم علم نفس‬

‫كلية اآلداب ‪ -‬جامعة القاهرة‬

‫(الملخص)‬
‫تسهدف الدراسة الحالية فحص وصمة السمنة من خالل تعرف طبيعة العالقة بين‬
‫االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بزيادة الوزن‪ .‬كما تستهدف‬
‫دراسة الفروق بين طالب الجامعة من التخصصات الطبية والتخصصات غير الطبية في‬
‫وصمة السمنة‪ .‬باإلضافة إلى الكشف عن طبيعة الفروق الجندرية في كل من متغيري‬
‫الدراسة والوقوف على وجود فروق بين من لديهم أقارب ِس َمان ومن ليس لديهم‪ .‬وتكونت‬
‫مشاركا‪ 143( ،‬من طالب كلية العالج الطبيعي و‪ 171‬من‬ ‫ً‬ ‫عينة الدراسة من (‪)913‬‬
‫طالب كلية اآلداب)‪ .‬وكشفت نتائج الدراسة عن وجود عالقة ارتباطية دالة موجبة بين‬
‫االتجاهات السلبية نحو ِ‬
‫الس َمنة والقوالب النمطية السلبية المرتبطة بزيادة الوزن لدى طالب‬
‫الدارسين في كال التخصصين‪ .‬كما كشفت عن تزايد وصمة السمنة (بما في ذلك‬
‫االتجاهات والقوالب النمطية السلبية) لدى طالب التخصص غير الطبي مقارنة بطالب‬
‫التخصص الطبي‪ .‬كذلك‪ ،‬فقد تزايدت وصمة السمنة لدى الرجال مقارنة بالنساء‬
‫وانخفضت هذه الوصمة لدى من لديهم أقارب ِس َمان‪.‬‬
)437- 222 ‫ ص ص‬، 2102 ‫ ابريل‬2‫ ع‬،15 ‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج‬

The Stigma of Obesity the Relationship between Ant-Fat


Attitudes and Weight Stereotypes among University
Student in Terms of Specialization and gender

Dr.Nayera Mohamed Shousha


Lecturer, Department of Psychology, Faculty of Arts
Cairo University

(Abstract)
Study aims to examine the stigma of obesity by identifying the
relationship between negative attitudes towards obesity and
stereotypes associated with weight gain. It also aims to study the
differences between university students from medical and non-
medical disciplines in the stigma of obesity, In addition to revealing
a gender differences in both study variables and to determine the
existence of differences between those who have relatives to
overweight persons and those who do not. The sample of the study
consisted of (319) participants (149 students from the Faculty of
Physical Therapy and 170 students from the Faculty of Arts). Study
results revealed a positive correlation between negative attitudes
towards obesity and negative stereotypes associated with weight
gain among students in both disciplines. It also revealed an increase
in the stigma of obesity (including negative attitudes and
stereotypes) among non-medical versus medical students. The
stigma of obesity has increased in men compared to women and it
has decreased in those with relatives to overweight persons.

692
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫مدخل إلى ُمشكلة الدراسة‬


‫تعد الوصمة االجتماعية ظاهرة لها تأثيرات في مدى واسع لألفراد الذين يتعرضون لها؛‬
‫كانخفاض الشعور بالصحة النفسية‪ ،‬والمرض البدني‪ ،‬وضعف التحصيل األكاديمي‪،‬‬
‫وأحيانا تؤثر وتقلل من فرص العمل والزواج والتعليم‪ .‬ويعرفها "جوفمان" ‪ Goffman‬بأنها‬
‫وصم األفراد بما يؤدي إل ـ ـى تشويه سمعتهم وتحول النظرة إليهم من أشخاص طبيعيين إلى‬
‫أشخاص ليس لهـ ـ ـم قيمة‪ ،‬وتضعهم في فئة محددة"‪ .‬وِفي هذا السياق يشير "كـ ـ ـروك ـ ـر"‬
‫‪ Crocker‬إل ـ ـ ـى أن الوصمة تحدث حينما يمتلك الف ـ ـ ـرد أو يعتقد أنه يمتلك سمات أو‬
‫استع ـ ـ ـدادات يتمثلها كهويته االجتماعية (وه ـ ـذا م ـ ـا يعن ـ ـي وصم الذات‪ ،)1‬ويترتب عليها‬
‫التقليل منه في سياق اجتماعي محدد‪ ،‬وتتفق تعريفات الوصمة على أن شعور الفرد‬
‫بالوصمة يعني شعوره باالختالف‪ ،‬ويؤدي به إلى شعوره بنظرة اآلخرين الدونية نتيجة‬
‫اختالفه )‪.(Major& O’brien, 2005‬‬

‫وتعد وصمة السمنة أحد أشكال الوصمة االجتماعية التي يتعرض لها قطاع عريض‬
‫ِ‬
‫بعض األفعال والسلوكيات التي تصدر‬ ‫من أفراد المجتمع؛ وتنطوي وصمة السمنة على‬
‫تجاه األفراد ال ِس َمان أو زائدي الوزن‪ ،‬من َقبيل النبذ االجتماعي‪ ،‬وضعف الرعاية الصحية‪،‬‬
‫وفرص غير متكافئة في التعليم أو العمل (‪ .)WHO, 2017‬كما تؤثر السمنة في نمط‬
‫التفاعالت االجتماعية بين األفراد؛ إ ْذ كشفت نتائج الدراسات عن تجنب إنشاء عالقات‬
‫اجتماعية بمختلف أشكالها (صداقة‪ -‬زواج‪ -‬ارتباط عاطفي) مع األفراد ِ‬
‫الس َمان‪ ،‬وقد‬
‫يعزو ذلك إلى القوالب النمطية المرتبطة بهم ‪(Jie Jang, Che,& Woei Suen,‬‬
‫)‪.2017‬‬

‫ووفًقا لتقرير منظمة الصحة العالمية عن السمنة لسنة ‪ 8112‬فإن أكثر من ‪ %11‬من‬
‫سكان العالم من الراشدين لديهم سمنة‪ ،‬وأشاروا إلى أن السمنة تعد أحد عوامل خمسة‬
‫رئيسة التي تؤدي إلى الوفاة على مستوى العالم‪ ،‬وتعد السمنة إحدى مشكالت الدول‬

‫‪Self-Stigmatization 1‬‬
‫‪692‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫مرتفعة الدخل‪ ،‬كما أنها تزيد بشكل سريع في دول العالم النامي‪ .‬وكشف تقرير منظمة‬
‫أيضا عن تزايد معدالت وصمة السمنة في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫الصحة العالمية ً‬
‫بنسبة ‪ %66‬منذ سنة ‪ 1331‬مقارنة بالتمييز العرقي ‪(Pantenburg, Sikorski,‬‬
‫)‪ .Luppa, Schomerus, König, Werner& Riedel-Heller, 2012‬وكشف‬
‫تقرير منظمة الصحة العالمية لسنة ‪ 8116‬أن ما يفوق ‪ 1.3‬مليار من الراشدين‪ ،‬وفي‬
‫عمر ‪ 12‬فأكبر يعانون من زيادة الوزن‪ ،‬ومنهم ‪ 611‬مليون يعانون من السمنة‪ ،‬ومع تزايد‬
‫نسب السمنة وزيادة الوزن تتزايد معدالت الوصمة‪ ،‬التي تزايدت في الواليات المتحدة عن‬
‫التعصب العرقي )‪.(Fatbardha, 2018‬‬

‫وفي المسح السكاني الصحي الذي أجرته و ازرة الصحة والسكان بمصر لسنة ‪،8114‬‬
‫وهو يعد أول مسح قومي صحي منذ سنة ‪ ،8112‬وجد أن أكثر من ثلث األطفال‬
‫والمراهقين من الجنسين في الفئة العمرية (‪ )13-1‬يعانون زيادة في الوزن أو السمنة‪،‬‬
‫وشيوع السمنة بين السيدات المتزوجات في الفئة العمرية (‪ )43-11‬سنة‪ ،‬وتعد (‪)%42‬‬
‫من السيدات بدينات‪ ،‬و(‪ )%97‬يعانين من زيادة في الوزن (و ازرة الصحة والسكان‪،‬‬
‫‪ .)8111‬كما كشفت نتائج المسح الذي أجرته و ازرة الصحة والسكان بمصر لسنة ‪8112‬‬
‫أن (‪ )%49‬على األقل من المصريين يعانون من السمنة‪ ،‬وأن أكثر من (‪ )%71‬من‬
‫أسباب الوفاة بمصر يرجع إلى السمنة التي ينتج عنها أمراض كالسكر والضغط‪ ،‬كما‬
‫كشف المسح الشامل أن مصر تأتي في مقدمة دول العالم التي تعاني من السمنة (و ازرة‬
‫الصحة والسكان بمصر‪.)8113 ،‬‬

‫وتنتشر السمنة في مجتمعات عديدة‪ ،‬ويندرج األفراد ال ِس َمان تحت فئة المهمشين‬
‫اجتماعيا‪ ،‬وأشارت النتائج في الواليات المتحدة إلى وجود ما يقارب (‪ )%66.9‬يعانون‬
‫من زيادة الوزن‪ ،‬بينما (‪ )%98.8‬يعانون من السمنة من الراشدين‪ ،‬ويعانون من التمييز‬
‫والنفور ويتعرضون لمواقف سلبية بشكل يومي‪ ،‬كما يتعرضون في كثير من األحيان إلى‬

‫‪692‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫القمع والنبذ االجتماعي مثلهم مثل أنواع االتجاهات التعصبية األخرى (كالتعصب العرقي‪،‬‬
‫والجنسي‪ ،‬والديني‪ ...‬إلخ) )‪.(Irwin, Symons& Kerr, 2009‬‬

‫وقد أجريت دراسات لحصر نسب السمنة في مختلف المجاالت؛ مثل دراسة مركز "رود‬
‫لسياسة الغذاء والسمنة‪ ،"2‬وهي دراسة عبر ثقافية شملت الواليات المتحدة‪ ،‬وكندا‪،‬‬
‫وأيسلندا‪ ،‬وأستراليا‪ ،‬أجريت بهدف الكشف عن نسب التعرض لخبرات وصمة السمنة في‬
‫أماكن الدراسة‪ ،‬والعمل‪ ،‬والرعاية الصحية‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬واألسرة واألصدقاء‪ .‬كشفت النتائج‬
‫عن تعرض (‪ )%69‬من أطفال المدارس للتنمر بسبب وزنهم‪ ،‬و(‪ )%14‬من الراشدين‬
‫يتعرضون للوصم من زمالء عملهم‪ ،‬و(‪ )%63‬من الراشدين أقروا أنهم يخبرون مواقف‬
‫للوصمة في أماكن الرعاية الصحية ومن مقدمي الخدمات الطبية‪ ،‬كما وجد أنه رغم‬
‫تعرض كل من النساء والرجال لوصمة السمنة‪ ،‬فإن النساء تعرضن لمعدالت أعلى من‬
‫خبرات الوصمة مقارنة بالرجال‪ .‬كما تبين أن وسائل اإلعالم تدعم القوالب النمطية حول‬
‫السمنة‪ ،‬إذ ظهر أن ما يقارب (‪ )%77‬من وسائل اإلعالم توصم األفراد ِ‬
‫الس َمان وتقدمهم‬
‫في صورة هزلية وساخرة )‪.(WHO, 2017‬‬

‫ونتيجة لهذا التزايد المتسارع في نسب السمنة وصفت منظمة الصحة العالمية السمنة‬
‫بأنها "وباء عالمي" نتيجة الزيادة المفرطة في انتشارها بين جميع المراحل ومختلف الشرائح‬
‫والمجتمعات ‪(Carr& Friedman, 2006; Puhl, Latner, O'Brien, Luedicke,‬‬
‫)‪.Daníelsdóttir& Forhan, 2015‬‬
‫ومع تزايد انتشار األفراد ال ِس َمان تزايدت معدالت وصمة السمنة في مجاالت متعددة‬
‫خالل مقابالت العمل‪ ،‬أو التمييز ضد المرأة في الرواتب أو الترقيات أو الحوافز ‪(Irwin,‬‬
‫)‪et al., 2009‬؛ فعلى سبيل المثال ينظر إلى المرشحين لوظيفة معينة ويعانون من‬
‫السمنة على أنهم أقل مرغوبية وكفاءة وفاعلية وغير جديرين بالثقة‪ ،‬مقارنة بنظرائهم من‬
‫ذوي الوزن الطبيعي أو الصحي )‪ .(Vartanian, Pinkus& Smyth, 2014‬كما‬

‫‪The Rudd Center for Food Policy and Obesity 2‬‬


‫‪699‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫يتعرض األفراد زائدو الوزن أو ِ‬


‫الس َمان إلى السخرية والتحقير في المطاعم‪ ،‬أو أماكن‬
‫جوا؛ إذ ينظر إليهم‬
‫الترفيه كالمسارح‪ ،‬وكذلك أثناء سفرهم في المواصالت العامة أو السفر ً‬
‫على أن المكان ال يتسع لهم في هذه األماكن‪ ،‬وأنهم يأخذون مساحة أكبر‪ .‬وانتشر‬
‫مصطلح "التعصب ضد السمنة" ‪ Fatism‬مثله مثل التعصب العرقي ‪ Racism‬في‬
‫بدءا من ثالثينيات وأربعينيات القرن الماضي ‪(Irwin, et al.,‬‬‫الواليات المتحدة األمريكية ً‬
‫أيضا في أماكن الدراسة‪ ،‬ومن األقران واألسرة وزمالء الدراسة وأماكن‬
‫)‪ .2009‬وقد تحدث ً‬
‫تقديم الخدمة الصحية ‪(Carr& Friedman, 2006; Puhl, Moss-Racusin,‬‬
‫;‪Schwartz& Brownell, 2007; Daníelsdóttir, O'Brien& Ciao, 2010‬‬
‫‪Vartanian, 2010; Silks, 2011; Hübner, Schmidt, Selle, Köhler, De‬‬
‫)‪.Zwaan& Hilbert, 2016; Jie Jang et al., 2017‬‬
‫وتكشف الدراسات التي أجريت حول وصمة السمنة أن األفراد يميلون إلى وصف‬
‫اآلخرين ذوي الوزن المعتدل بالسمات اإليجابية مقابل وصف األشخاص زائدي الوزن أو‬
‫السمان باألوصاف السلبية‪ .‬كما وجد أن المراهقين والراشدين يحكمون بالدرجة األولى على‬
‫اآلخرين من خالل مظهرهم الجسمي‪ ،‬ولديهم اتجاهات سلبية نحو زيادة الوزن أو السمنة‬
‫)‪.(De Caroli& Sagone, 2015‬‬
‫وتؤكد عديد من الدراسات مظاهر عدم التكافؤ بين األفراد ِ‬
‫الس َمان واألفراد معتدلي‬ ‫َ‬
‫الوزن‪ ،‬ويعزون هذه المظاهر إلى التمييز الذي يواجهه األفراد ذوو السمنة والتنميطات‬
‫المرتبطة بهم ووصفهم بأنهم كسالى‪ ،‬وفرصهم منخفضة في النجاح في أي وظيفة‪،‬‬
‫ويفتقدون إلى االنضباط‪ ، 3‬كما كشفت الدراسات أن النساء ذوات السمنة أكثر عرضة‬
‫للتمييز من الرجال ذوي السمنة‪ ،‬و ِمن النساء ذوات الوزن الطبيعي؛ إذ وجد أنهن يحصلن‬
‫على أجور منخفضة مقارنة بهم‪ ،‬وفرصهن أقل في الزواج وإنشاء عالقات اجتماعية‪.‬‬
‫ويتسق هذا مع ما كشف عنه مسح الشباب الدولي الطولي‪ 4‬الذي شمل أعوام ‪-1337‬‬
‫‪ 8112‬عن انخفاض مستوى الرواتب للنساء السمينات إذ يصل مستوى راتبهن السنوي‬

‫‪Lack of Discipline 3‬‬


‫‪National Longitudinal Survey of Youth (NLSY) 4‬‬
‫‪033‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫الر) مقارنة بنظرائهن من ذوات الوزن الطبيعي ليصل إلى (‪ 12.342‬دوالر‬


‫(‪ 11881‬دو ًا‬
‫سنويا)‪ ،‬كما أوضح أن النساء يعانين من انخفاض دخلهن والتمييز ضدهن مقارنة بالرجال‬
‫ً‬
‫ذوي السمنة (‪.)Mason, 2012‬‬

‫وتظهر وصمة السمنة في القوالب النمطية المدركة لألشخاص ذوي السمنة بأنهم أكثر‬
‫شراهة لألكل ‪ ،Gluttonous‬ولديهم نقص في اإلرادة‪ ،‬وإلقاء اللوم عليهم والمسئولية‬
‫الس َمان من قبل اآلخرين بأنهم‬‫بسبب وزنهم )‪ .(Puhl et al., 2015‬ويوصف األفراد ِ‬
‫قبيحو الشكل والجسم‪ ،‬ومنخفضو الذكاء‪ ،‬وبالكسل وبعدم العناية بالنظافة‪ ،‬والقلق والحزن‪،‬‬
‫انفعاليا‪(Friedman, Reichmann, .‬‬
‫ً‬ ‫وعدم االنضباط‪ ،‬وغير جذابين‪ ،‬ومضطربين‬
‫)‪.Castanzo, Zelli, Ashmore& Musante, 2005; Jie Jang et al., 2017‬‬
‫وتتضح الصورة المأخوذة عن وصمة السمنة في أن سلوك األفراد ِ‬
‫الس َمان وأسلوب‬
‫حياتهم هو السبب الرئيس في سمنتهم بالشكل الذي يؤثر في خطط التدخل والوقاية التي‬
‫تركز بالدرجة األولى على سلوك الفرد (مثل خفض كميات األكل‪ ،‬ومزيد من ممارسة‬
‫األنشطة الرياضية) بالشكل الذي يدعم أن السمنة ترجع إلى مدى تحكم األفراد‪ ،‬و ِمن ثَم‬
‫تنتقل هذه الصورة إلى الجمهور العام وتلقى قبوًال مجتمعيا؛ و ِمن ثَم هناك دليل واضح‬
‫الس َمان ال يدفعهم إلى خفض وزنهم‪ ،‬ولكن إلى خفض دافعيتهم‪ِ ،‬من‬ ‫على أن وصم األفراد ِ‬
‫ثَم يخفقون في إنقاص وزنهم‪ .‬وهذا يتفق مع النتائج الحديثة التي وجدت أن اآلثار المترتبة‬
‫على السمنة وتدعيم نظام الرعاية الصحية لوصمة السمنة يزيد من االتجاهات السلبية‬
‫والتحيز ضد السمنة وزيادة الوزن ‪(Luck-Sikorski, Riedel-Heller& Phelan,‬‬
‫)‪ .2017‬و ِمن المترتبات الصحية للسمنة الضغط المرتفع وارتفاع مستوى السكر‪ ،‬إضافة‬
‫إلى المترتبات النفسية للسمنة كانخفاض الثقة بالنفس‪ ،‬والنبذ االجتماعي‪ ،‬وانخفاض تقدير‬
‫الذات‪ ،‬واضطرابات المزاج واالنسحاب االجتماعي والتنمر‪ ،‬والتمييز في وسائل اإلعالم‬
‫والمؤسسات التربوية والتجارية والطبية‪ ،‬والسمنة في حد ذاتها تعد من مثيرات المشقة في‬
‫ثقافات متعددة (‪.)Jie Jang et al., 2017‬‬

‫‪033‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫وتسهم وسائل اإلعالم وحمالت الصحة العامة في تدعيم وصمة السمنة من خالل ربط‬
‫أسباب السمنة بسلوك األفراد الذين يعانون من السمنة فقط‪ ،‬وعلى الرغم من تأكيد الصحة‬
‫العامة على دور األسباب االجتماعية والبيئية والوراثية فإنها غير فعالة بسبب تلك‬
‫المعتقدات الراسخة عن األفراد ال ِس َمان )‪ .(Luck-Sikorski et al., 2017‬ويالحظ أن‬
‫وسائل اإلعالم تظهر األفراد ال ِس َمان والوزن الزائد على أنهم يفتقرون إلى العالقات‬
‫االجتماعية‪ ،‬ولديهم شبكة عالقات ضئيلة‪ ،‬وليس لديهم شركاء عاطفيون‪ ،‬وأنهم أكثر‬
‫وطلبا لألكل‪ ،‬وتظهرهم بشكل مهين في غالب األمر حينما يأكلون‪ ،‬كما أنهم‬
‫ً‬ ‫شراهة‬
‫عاجزون عن ممارسة أي أنشطة بدنية )‪.(Brochu & Morrison, 2007‬‬

‫كما ترتبط وصمة السمنة بعدد ِمن النواتج النفسية السلبية كاالكتئاب وعدم الرضا بل‬
‫واإلكثار من تناول الطعام‪ ،‬وخفض الدافعية لتغيير أسلوب الحياة وممارسة األنشطة‬
‫‪(Vartanian et al., 2014; Hayward, Vartanina& Pinkus,‬‬ ‫الرياضية‬
‫)‪ .2017‬وتشير الدراسات إلى أن التعرض ألشكال التمييز المرتبط بوزن الجسم قد يؤثر‬
‫في حسن الحال النفسي والصحي؛ إذ أقر األفراد زائدو الوزن بشعورهم بانخفاض ثقتهم‬
‫بالنفس وتقديرهم لذواتهم وتزايد مستويات الضغوط وتكرار زيارتهم ألماكن تقديم الرعاية‬
‫&‪(Brochu‬‬ ‫الصحية‪ ،‬كما وجد أنهم يعانون من تطوير مهاراتهم االجتماعية‬
‫)‪ .Morrison, 2007‬والشعور بالدونية وانخفاض الشعور بالهوية االجتماعية‪ ،‬كما أن‬
‫إطالق بعض المسميات المنمطة والمنفرة تؤدي إلى معاملة غير عادلة وتعصب وأحيانا‬
‫ما تقود إلى التمييز ضد هؤالء األفراد‪ ،‬وهناك سمات سلبية عديدة تصف األشخاص‬
‫زائدي الوزن أو السمنة كالكسل‪ ،‬ونقص اإلرادة والتحكم في الوزن‪ ،‬وعدم االنضباط‪ ،‬وعدم‬
‫االهتمام بالنظافة الشخصية‪ ،‬ويفتقرون إلى الكفاءة‪ ،‬كما تأخذ الوصمة المرتبطة بالوزن‬
‫عدة أشكال كالتنمر‪ ،‬والعدائية‪ ،‬والتحرش (‪.)Puhl et al., 2007‬‬

‫وبناء عليه فإن الوصمة التي يتعرض لها األفراد نتيجة السمنة وزيادة الوزن تؤدي إلى‬
‫ً‬
‫سوء التوافق النفسي‪ ،‬وفرص االلتقاء بأفراد من الجنس اآلخر وإنشاء عالقات اجتماعية‬ ‫ِ‬

‫‪036‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫معهم‪ ،‬والمستوى االقتصادي االجتماعي‪ ،‬وانخفاض مستوى الصحة العامة‪ ،‬كما وجد أن‬
‫المراهقين من أكثر الفئات العمرية التي تتأثر بالوصمة؛ إذ إنها تؤثر في عالقاتهم‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتزيد من احتمالية المعاملة التمييزية من قبل أقرانهم‪ ،‬وتضعف من فرص‬
‫إقامة عالقات عاطفية‪ ،‬وأنهم يتعرضون للتنمر واالنسحاب االجتماعي مقارنة بأقرانهم من‬
‫متوسطي الوزن )‪ ،(Cheng& Landale, 2010‬وترتبط هذه النواتج السلبية عن السمنة‬
‫بشكل خاص في مرحلتي الطفولة والمراهقة )‪.(Rashmi&Jaswal, 2011‬‬

‫وأوضحت نتائج الدراسات أن األطباء وأفراد األسرة أكثر مصادر الوصمة‪ ،‬ولديهم‬
‫اتجاهات سلبية نحو األفراد ذوي السمنة‪ ،‬وأنهم يعزون السمنة إلى أسباب ترجع إلى‬
‫ضعف القدرة على التحكم‪ ،‬باإلضافة إلى وجود بعض القوالب النمطية المرتبطة بالوزن‬
‫المشتركة بين األطباء وأفراد األسرة من قبيل وصف األفراد ذوي السمنة بالكسل وعدم‬
‫االنضباط واإلهمال‪ ،‬وبناء على هذه االتجاهات السلبية والقوالب النمطية يؤدي ذلك إلى‬
‫نبذ األفراد ذوي السمنة اجتماعيا وتقبل سلوكيات التمييز المرتبط بالوزن تجاههم‬
‫)‪.(Daníelsdóttir, et al., 2010; Silks, 2011‬‬
‫واألمر الجدير بالمالحظة في أماكن تقديم الخدمة الطبية لمن يعانون من السمنة هو‬
‫نقص معدالت اإلجراءات الوقائية وزيادة احتمالية إجراء العمليات الجراحية الطارئة حتى‬
‫طائال‪،‬‬
‫ً‬ ‫وجهدا‬
‫ً‬ ‫اعتقادا بأن هذه الحاالت تتطلب وقتًا‬
‫ً‬ ‫إذا لم تكن الحاالت تستدعي ذلك‪،‬‬
‫ِ‬
‫باإلضافة إلى نقص قدرتهم على التحكم و ِمن ثَم يزيد احتمال اللجوء إلى سلوكيات األكل‬
‫غير الصحية عقب هذه الجراحات‪ ،‬و ِمن ثم تزيد احتمالية العودة لحالة السمنة‬
‫‪(Tomiyama, Finch, Belsky, Buss, Finley, Schwartz& Daubenmier,‬‬
‫)‪.2015‬‬
‫ووجد كل من "ليدرمان ومادوكس" ‪ Maddox& Liederman‬سنة ‪ 1363‬أن ‪%61‬‬
‫من األطباء وصفوا مرضاهم ممن يعانون من السمنة بأنهم منخفضو اإلرادة‪ ،‬وقبيحو‬
‫الشكل‪ ،‬كما وجد "برايس وزمالؤه"‪ Price et al,‬سنة ‪ 1327‬أن ‪ %93‬من األطباء‬
‫يعتقدون أن مرضى السمنة كسالي‪ ،‬وتؤكد نتائج الدراسات أن وجود مثل هذه االتجاهات‬
‫‪030‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫السلبية نحو السمنة من شأنه أن يؤثر في سير الخطة العالج ‪(Foster, Wadden,‬‬
‫)‪.Markis, Davidson, Sanderson, Allison & Kessler, 2003‬‬
‫وفيما يتعلق بالفروق الجندرية كشف االتجاه العام للدراسات عن أن الرجال لديهم‬
‫اتجاهات سلبية متزايدة نحو زائدي الوزن مقارنة بالنساء‪ ،‬كما و ِج َد ْت تباينات عديدة في‬
‫االتجاهات نحو الوزن في أماكن العمل؛ إذ وجد أن النساء السمينات من مختلف األعراق‬
‫دخال أقل من النساء متوسطات الوزن والنساء ذوات الوزن الصحي‪ ،‬ولم تكشف‬
‫يكسبن ً‬
‫عن فروق بين الرجال من مختلف األعراق حول مستوى الدخل‪ ،‬وأظهرت النتائج أن‬
‫الرجال ذوي السمنة ال يواجهون مشكلة مع رواتبهم على عكس النساء ذوات السمنة‬
‫)‪.(Brady, 2016‬‬
‫ويرجع اختيارنا لطالب الجامعة إلى أنهم من أكثر الفئات التي تعاني من وصمة‬
‫السمنة‪ ،‬وما يترتب عليها من سلوكيات تمييزية؛ إذ يوصفن من قبل زمالئهم بأنهم‬
‫كسال‪ ،‬وغير قادرين على التعلم‪ ،‬ويتعرضون للرفض والتنمر من زمالء دراستهم‬
‫أكثر ً‬
‫(‪ .(Jie Jang et al.,2017‬و ِمن ناحية أخرى بوصفهم يمثلون شريحة عريضة من‬
‫المجتمع‪ ،‬ويمثلون العقلية المستقبلية للمجتمع لذا ينبغي الكشف المبكر عن مثل هذه‬
‫التنميطات واالتجاهات السلبية نحو السمنة خاصة طالب التخصصات الطبية للمساعدة‬
‫في تأهيلهم للتعامل مع هؤالء األفراد في المستقبل ;‪(Daníelsdóttir et al., 2010‬‬
‫)‪.Silks, 2011‬‬
‫كثير ِمن التفاعالت االجتماعية التي تحدث تكون داخل إطار الجامعة وترتبط‬‫كما أن ًا‬
‫بدرجة كبيرة بالقوالب النمطية السائدة ما بينهم‪ ،‬وأحد هذه القوالب تلك المرتبطة بالسمنة‬
‫ونظر لتزايد معدالت السمنة بين طالب الجامعة بشكل خاص وفي المجتمع المصري‬ ‫ًا‬
‫بشكل عام ومن ناحية أخرى عنيت الدراسة الراهنة بطالب التخصصات الطبية‪ ،‬وقد أشرنا‬
‫سابًقا إلى ما كشفت عنه نتائج التراث السابق إذ وجود اتجاهات سلبية نحو البدانة لدى‬
‫المتخصصين؛ رغم أنه من المفترض انتفاء االتجاهات السلبية ألنهم هم من يقدمون‬

‫‪033‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫الخدمة الطبية لهم ومفترض أن وجود مثل هذه االتجاهات السلبية يؤثر بالسلب في نمط‬
‫التفاعل بين مقدم الخدمة الطبية والمريض‪.‬‬

‫وعلى الرغم من اهتمام التراث األجنبي بدراسة وصمة السمنة (االتجاهات السلبية نحو‬
‫السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بها) لدى طالب الجامعة بشكل عام‪ ،‬ولدى‬
‫التخصصات الطبية بشكل خاص؛ فإننا لم نجد في اإلطار المحلي دراسة واحدة عنيت‬
‫بدراسة وصمة السمنة بشكل عام‪ ،‬وبناء على ذلك أمكن صياغة تساؤالت الدراسة على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬هل توجد عالقة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة‬
‫بزيادة الوزن (اإليجابية‪-‬السلبية) لدى الطالب في كل من التخصصات الطبية‬
‫وغير الطبية؟‬
‫‪ -8‬هل توجد فروق في العالقة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية‬
‫(اإليجابية‪ -‬السلبية) المرتبطة بزيادة الوزن في ضوء التخصص (الطبي‪ /‬غير‬
‫الطبي)؟‬
‫‪ -9‬هل توجد فروق في كل من االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية‬
‫المرتبطة بزيادة الوزن (اإليجابية‪ -‬السلبية) في ضوء الجندر (النوع االجتماعي)؟‬
‫‪ -4‬هل توجد فروق بين من لديهم أقارب يعانون من السمنة ومن ليس لديهم في‬
‫االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بزيادة الوزن‬
‫(اإليجابية‪ -‬السلبية)؟‬

‫أهمية الدراسة‬

‫تتمثل أهمية إجراء الدراسة الحالية في عدة مبررات نظرية وعملية هي ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬على الرغم من تزايد االهتمام العالمي بدراسة الوصمة االجتماعية بشكل عام‬
‫ووصمة السمنة بشكل خاص؛ فهناك ندرة في الدراسات العربية التي تناولت‬
‫‪033‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫مفهوم الوصمة االجتماعية ووصمة السمنة على وجه الخصوص‪ ،‬على الرغم من‬
‫تزايد معدالت السمنة بين شرائح المجتمع المصري‪.‬‬
‫‪ -8‬تبين من نتائج الدراسات أن وصمة السمنة يمتد تأثيرها ليس فقط على األفراد‬
‫ذوي السمنة‪ ،‬ولكن على عالقاتهم االجتماعية المقربة؛ إذ وجد في إطار العالقات‬
‫نفسيا عن‬
‫يضا ً‬ ‫العاطفية أن األفراد قد يفضلون شر ً‬
‫يكا يتعاطى المخدرات أو مر ً‬
‫شريك لديه سمنة أو زيادة في الوزن )‪.(Vartanian et al., 2014‬‬
‫‪ -9‬ركزت معظم الدراسات األجنبية حول وصمة السمنة (بما تتضمنه من اتجاهات‬
‫سلبية وقوالب نمطية) على دراسة مقدمي الخدمة الطبية‪ ،‬واتجاهاتهم نحو‬
‫مرضاهم من ذوي السمنة؛ على افتراض أنهم يقدمون الدعم والمساندة لهؤالء‬
‫األفراد‪ ،‬وأن وجود اتجاهات سلبية وقوالب نمطية قد يؤثر في التفاعالت بين‬
‫الطبيب والمريض‪ ،‬و ِمن شأنه أن يقلل من فاعلية العالج‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإن‬
‫تعرض هؤالء األفراد بشكل يومي لوصمة الوزن يترتب عليها نواتج نفسية‬
‫وسلوكية‪ ،‬وقد تصل إلى الشعور بالكرب النفسي‪ ، 5‬وأحيانا ما تؤدي إلى اتباع‬
‫سلوكيات غير صحية في األكل مثل األكل بشراهة وبكميات كبيرة‪ ،‬وتجنب‬
‫األنشطة وزيادة كولستيرول الدم والهرمونات التي تستحث استجابة الضغوط‬
‫)‪.(Hayward et al., 2017‬‬
‫‪ -4‬حاجة المجتمع المحلي إلى مقاييس خاصة لمتغيرات الدراسة الحالية تمكن من‬
‫إجراء مزيد من الدراسات في هذا الموضوع الخصب‪ ،‬الذي يمثل مشكلة نفسية‬
‫وسلوكية خطيرة إذا تزايدت وتفشت في المجتمع‪ ،‬تؤثر في األفراد الذين يقعون‬
‫ضحايا للوصمة سواء في منازلهم‪ ،‬أو أماكن عملهم‪ ،‬أو عالقاتهم االجتماعية‬
‫والزوجية‪ ،‬أو األماكن العامة؛ إذ أَوضحت الدراسات أن التعبير عن مظاهر‬
‫وصمة السمنة من خالل األقران واألصدقاء يصل بنسبة (‪ ،)%16‬والوالدين‬

‫‪Psychological Distress 5‬‬


‫‪032‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫(‪ )%19‬ويتعرض األفراد ال ِس َمان إلى التعليقات اللفظية بنسبة (‪ )%77‬على‬


‫وزنهم )‪.(Vartanian et al., 2014‬‬
‫‪ -1‬تركز الدراسات التي تهتم بالفروق الجندرية على تفسير هذه الفروق َوفًقا للنوع‬
‫االجتماعي والتنميط الجندري المرتبطة بالصفات الرجولية والنسوية‪ ،‬وهذا ما‬
‫تحاول الدراسة الراهنة االهتمام به من إلقاء الضوء على دور الجندر في تفسير‬
‫وصمة السمنة (االتجاهات السلبية المرتبطة بالسمنة والقوالب النمطية المرتبطة‬
‫بزيادة الوزن)‪.‬‬

‫مفاهيم الدراسة‬

‫تنطوي الدراسة الراهنة على مفهومين رئيسين هما‪ :‬مفهوم السمنة‪ ،‬ومفهوم وصمة‬
‫السمنة‪ ،‬ونعرض لهما بشكل مفصل على النحو التالي‪:‬‬

‫أول‪ :‬مفهوم السمنة‬


‫ً‬

‫تصف منظمة الصحة العالمية السمنة بأنها حالة معقدة ومركبة من عوامل اجتماعية‬
‫ونفسية تؤثر في جميع األعمار والمستويات االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وتهدد كل من الدول‬
‫المتقدمة والنامية؛ إذ أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من ‪ 1.8‬مليار على‬
‫مستوى العالم‪ ،‬يصنفون ما بين زائدي الوزن‪ ،‬و‪ 811‬مليون يصفنون على أنهم يعانون من‬
‫السمنة‪ ،‬وأطلقت على السمنة "وباء عالمي"‪ ،‬ويمكن تعريف السمنة بأنها حالة من الدهون‬
‫الزائدة في الجسم‪ ،‬وترتبط بعدد كبير من االضطرابات التي تهدد حياة األفراد‪ ،‬وغالبا ما‬
‫يستخدم مصطلح "سمنة" بالترادف مع مصطلح "زيادة الوزن" بينما تعد السمنة مرحلة‬
‫تقدما‬ ‫ن‬
‫ووفًقا لمؤشر كتلة الجسم فإن السمنة تنقسم إلى مراحل أكثر ً‬
‫متقدمة من زيادة الوز ‪َ ،‬‬
‫وتهديدا )‪.(Rashmi& Jaswal, 2011‬‬ ‫ً‬

‫‪032‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫وتعتمد الدراسات في تحديد وزن الجسم وفًقا لمؤشر كتلة الجسم‪6‬؛ والذي يصنف وزن‬
‫َ‬
‫الجسم إلى أربع فئات‪ ،‬هي‪ :‬النحافة (أقل من الطبيعي)‪ ،‬وزن معتدل (طبيعي)‪ ،‬وزن زائد‪،‬‬
‫سمنة (‪.)Mason, 2012‬‬

‫استنادا‬
‫ً‬ ‫ويعرف مؤشر كتلة الجسم بأنه وسيلة استرشادية لتحديد مستوى بدانة الجسم‬
‫إلى الوزن والطول‪ ،‬ويمكن حساب مؤشر كتلة الجسم من خالل المعادلة اآلتية‪:‬‬
‫(الوزن‪}/‬الطول بالمتر{ ‪ ،)8‬وكلما تزايد مؤشر كتلة الجسم يعكس مستوى البدانة (السمنة)‬
‫وفًقا للفئات التالية‪:‬‬

‫مستوى السمنة‬ ‫مؤشر كتلة الجسم‬


‫أقل من الوزن الطبيعي‬ ‫أقل من ‪16‬‬
‫وزن طبيعي (صحي)‬ ‫‪84.3 -12.1‬‬
‫وزن زائد‬ ‫‪83.3 -81‬‬
‫سمنة‬ ‫‪94.1-91‬‬
‫سمنة مفرطة‬ ‫أعلى من ‪91‬‬
‫(‪)Jie Jang et al., 2017‬‬
‫بدال من مصطلح "الوزن‬‫وتستخدم بعض الدراسات مصطلح "الوزن الصحي " ً‬
‫‪7‬‬

‫الطبيعي"‪ ،‬والبعض اآلخر من الدراسات يميز بين السمنة والبدانة؛ إذ يشيرون إلى أن‬
‫مفهوم السمنة يرتبط إلى حد كبير بالمرتبات غير الصحية الناتجة عنها‪ ،‬وتحدد السمنة‬
‫تبعا للمحك الطبي وفًقا لمؤشر كتلة الجسم‪ ،‬بينما يمكن استخدام مفهوم البدانة حينما نكون‬
‫ً‬
‫بصدد دراسة الوصمة المرتبطة بوزن الجسم وما يرتبط بالوصمة من اتجاهات سلبية‬
‫وقوالب نمطية‪ ،‬وهناك من يستخدم كال المصطلحين (السمنة والبدانة) للتعبير عن مستوى‬
‫وزن الجسم (‪ .)Mason, 2012‬وهذا ما تتبناه الدراسة الراهنة إذ استخدمت الباحثة‬

‫‪The Body Mass Index (BMI) 6‬‬


‫‪Healthy Weight 7‬‬
‫‪032‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫المفهومين بالتبادل وبعد البحث في األصل اللغوي لكال المصطلحين في قاموس المعجم‬
‫وسمانة أي كثر لحمه وشحمه فهو‬ ‫ِ‬
‫منا‪َ ،‬‬
‫الوسيط تبين أن أصل كلمة سمنة ترجع إلى س ً‬
‫سامن‪ ،‬وسمين (أنيس‪ ،‬منتصر‪ ،‬الصوالحي‪ ،‬خلف هللا‪ :8114 ،‬ص‪.)411‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم وصمة السمنة‬


‫ً‬
‫موقفا أو ظرفا تتجسد فيه‬‫ً‬ ‫وفًقا لتعريف "جوفمان" ‪ Goffman‬فإن الوصمة تعد‬
‫السمات االجتماعية السلبية‪ ،‬وتعد السمنة وصم َة بناء على الطريقة التي يدرك بها األفراد‬
‫السمنة على أنها نتاج للفشل وضعف التحكم الشخصي في الوزن ‪(Carr& Friedman,‬‬
‫)‪.2006; Brady, 2006‬‬
‫وأشار "جوفمان" إلى أن الوصمة االجتماعية المرتبطة بالسمنة تؤدي إلى صعوبة في‬
‫فرص التوظيف وتشكيل عالقات اجتماعية‪ ،‬وتؤثر في صورة الفرد لذاته‪ ،‬ويؤكد أن بعض‬
‫الجماعات تتأثر بالسمنة مقارنة بغيرها وبطرائق مختلفة ثقافيا واجتماعيا وطبيا‪ ،‬ويشير‬
‫إلى أن وصمة السمنة تتأثر بعوامل العرق والجنس؛ فالنساء األمريكيات ذوات األصل‬
‫األفريقي أكثر عرضة للوصمة يليهم النساء البيض‪ ،‬يليهم الرجال األمريكان ذوو العرق‬
‫ثقافيا لمعايير الجمال التي تفرض‬
‫األفريقي‪ ،‬يليهم الرجال البيض‪ ،‬وأن النساء يخضعن ً‬
‫طا لمراقبة وزنهن مقارنة بالرجال (‪.)Brady, 2016‬‬
‫عليهن ضغو ً‬
‫ويمكن التمييز بين وصمة السمنة واألنواع األخرى من الوصمة االجتماعية؛ في حين‬
‫أن وصمة السمنة ترجع إلى التحكم الشخصي للفرد‪ ،‬على الرغم مما أكدته الدراسات‬
‫العلمية من أن السمنة نتاج لتضافر مجموعة من العوامل البيولوجية والسلوكية والبيئية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وهناك اتجاه في المجتمع على توجيه اللوم للفرد السمين كونه كسوًال وال‬
‫وعاجز عن التحكم الذاتي )‪.(Vartanian, 2010‬‬
‫ًا‬ ‫يمارس األنشطة الرياضية‬

‫وتشير وصمة السمنة إلى وجود اتجاهات سلبية تتمثل في التعبير بعدم االنجذاب‬
‫والتفضيل ومشاعر سلبية (التعصب) أو معتقدات خاطئة (تتمثل في وجود قوالب نمطية‬

‫‪039‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫سلبية) أو سلوكيات تجاه األفراد زائدي الوزن أو السمنة (التمييز) ‪(Daníelsdóttir, et‬‬
‫)‪.al., 2010‬‬

‫كما تشير وصمة السمنة االتجاهات المتحيزة نحو األفراد ذوي الوزن الزائد والسمنة‬
‫وتنعكس في التعصب والرفض‪ ،‬واألشخاص الموصومون بالسمنة عادة ما يتعرضون‬
‫ألشكال مختلفة من التعصب والتمييز الصريح والضمني كالغيظ‪ ،‬والتنمر‪ ،‬والنبذ‬
‫االجتماعي والتجنب )‪.(Cheng& Landale, 2010‬‬

‫وتنطوي القوالب النمطية على تعميمات بشأن األفراد حول السمات المميزة لهم‪ ،‬التي‬
‫تميز انضمامهم إلى جماعة معينة‪ ،‬وفيما يتعلق بالقوالب النمطية المرتبطة بالوزن؛ فيتسم‬
‫الس َمان أو زائدو الوزن بالكسل وعدم االنضباط‪ ،‬وأنهم غير جذابين وغير ماهرين‬‫األفراد ِ‬
‫وضعيفو اإلرادة وغير محافظين على صحتهم ( &‪Ruggs, King, Hebl‬‬
‫‪.)Fitzimmons, 2010‬‬
‫وتعرف وصمة السمنة (التحيز ضد السمنة) بوصفها االتجاه نحو االحتقار واالزدراء‬
‫واالستخفاف باألشخاص الذي لديهم وزن زائد‪ ،‬وتؤدي وصمة السمنة إلى التعصب‪،‬‬
‫والتنميط السلبي والتمييز نحو هؤالء األشخاص )‪ .(Tomiyama, et al., 2015‬وتعرف‬
‫أيضا بأنها االتجاهات السلبية والمعتقدات نحو اآلخرين بسبب وزن جسمهم‪ ،‬وتتبدى هذه‬
‫ً‬
‫االتجاهات السلبية من خالل القوالب النمطية أو التعصب نحو األفراد ِ‬
‫الس َمان أو زائدي‬
‫الوزن‪ ،‬وتؤدي وصمة السمنة إلى إطالق مسميات أو عالمات اجتماعية لإلشارة إلى‬
‫هؤالء األفراد )‪ .(WHO, 2017‬وتعرفها "ريبيكا بول" ‪ R. Puhl‬بأنها تشير إلى‬
‫االتجاهات السلبية والمعتقدات حول وزن الجسم ويعبر عنها في صورة تنميطات وتعصب‬
‫الس َمان (‪.)Fatbardha, 2018‬‬ ‫ومعاملة غير عادلة تجاه األفراد الذين يزيد وزنهم أو ِ‬

‫وتسهم عوامل متعددة في دعم هذه االتجاهات نحو السمنة‪ ،‬ومنها إدراك األفراد ِ‬
‫الس َمان‬
‫بأنهم عاجزون عن التحكم‪ ،‬و ِمن ثَم فهم مسئولون مسئولية شخصية عن وضع جسمهم‪،‬‬
‫كما قد تنقسم االتجاهات نحو السمنة إلى اتجاهات معلنة وواضحة وأخرى ضمنية؛ وتشير‬
‫‪033‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫االتجاهات الواضحة إلى اتجاهات سلبية على مستوى الوعي يعبر عنها الفرد بشكل‬
‫بينما‬
‫صريح ومعلن‪ ،‬كما تتمثل في التمييز والتعصب تجاه جماعات اجتماعية معينة‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫االتجاهات الضمنية هي اتجاهات سلبية تنشط خارج مستوى الوعي‪ ،‬فعلى سبيل المثال‬
‫قد يعامل الفرد اآلخرين ذوي النحافة أو ذوي الوزن الطبيعي معاملة أفضل وبشكل غير‬
‫قصدي أو إرادي مقارنة بمعاملة األفراد ِ‬
‫الس َمان )‪.(Tomiyama, et al., 2015‬‬

‫ويمكن أن تفسر وصمة السمنة في إطار نظرية العزو السببي في تفسير وصمة‬
‫السمنة؛ التي تستند إلى ثالث ركائز أساسية‪ ،‬هي‪ :‬وجهة التحكم (الخارجي مقابل‬
‫الداخلي)‪ ،‬واالتزان (القابلية للتغير مقابل عدم القابلية للتغير)‪ ،‬والقابلية للتحكم (قابل‬
‫للتحكم مقابل عدم القابلية للتحكم)‪ ،‬والعزو السببي الذي يدرك األفراد على أن وجهة‬
‫ضبطهم داخلية ولديهم قابلية منخفضة للتحكم‪ ،‬ويتسمون باالتزان والثبات يرتبط هذا‬
‫بانخفاض السلوكيات الموجهة نحو الهدف وهو خفض الوزن ‪(Mcvay, Steinberg,‬‬
‫)‪ .Askw, Kaphingst& Bennett, 2015‬وتفترض أن األفراد في حالة بحث عن‬
‫تفسيرات حينما يواجهون مواقف تتسم بالغموض والشك‪ ،‬وتحدد هذه التفسيرات ردود أفعالنا‬
‫تجاه الموقف وفًقا لـ"وينر" ‪ .Weiner‬وفي حالة الوصمة المرتبطة بالسمنة فإن العزو‬
‫السببي للسمنة بأنها ترجع إلى ضعف قدرة األفراد زائدي الوزن على التحكم في سلوكيات‬
‫األكل‪ ،‬وتوجيه اللوم لهم على وزنهم‪ ،‬و ِمن ثَم يؤدي إلى زيادة وزنهم هذا يؤثر في توقعاتنا‬
‫وسلوكياتنا نحو هؤالء األفراد‪ ،‬و ِمن ثَم فهم عرضة للوصمة االجتماعية ألنهم مسئولون‬
‫عن سمنتهم ووزن جسمهم‪ .‬وعلى الرغم من تغير بعض المفاهيم والمعتقدات حول السمنة‪،‬‬
‫الس َمان موجودة؛ إذ وجدت نتائج الدراسات عالقة‬‫ولكن ما زالت االتجاهات نحو األفراد ِ‬
‫ارتباطية موجبة بين التعصب نحو السمنة واألفكار المرتبطة بالقدرة على التحكم‪ ،‬ويمكن‬
‫وعذر لوجود‬
‫ا‬ ‫مبرر‬
‫ًا‬ ‫سببا للسمنة قد يعد‬
‫القول إن عزو المسئولية الشخصية بوصفها ً‬
‫التعصب نحو السمنة )‪.(Silks, 2011‬‬

‫‪033‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫ويمكن تفسير السمنة في ضوء العزو السببي من خالل تأثير المعتقدات السلبية‬
‫والمسئولية عن السمنة؛ إذ أشار "ديجونج" ‪ Dejong‬في تجاربه إلى أن المعتقدات السلبية‬
‫حول السمنة ومسئولية األفراد عن وزنهم يسهمان بدرجة كبيرة في العزو السلبي‪ .‬و ِمن‬
‫ناحية أخرى بين كل من "كرندل وموريرتى" ‪ Crandall& Moriarty‬في دراستهما إلى‬
‫كثير ِمن‬
‫كثير ِمن األمراض ت ْد َرك على أنها نتيجة لنقص التحكم وضعف اإلرادة‪ ،‬وأن ًا‬‫أن ًا‬
‫مظاهر وصم األشخاص بالسمنة ت ْد َرك َوفًقا لمتغير القدرة على التحكم‪ .‬وِفي هذا السياق‬
‫لفت "كورجان" ‪ Corrigan‬إلى أن المعتقدات السببية حول قدرة الفرد على التحكم في‬
‫وزنه تسهم بدرجة جوهرية في اتجاهات الوصمة والمترتبات السلوكية التي تتسم بالتمييز‬
‫تجاه هؤالء األفراد )‪.(Pantenburg et al., 2012‬‬

‫وتفسر نظرية العزو السببي انخفاض قدرة األفراد ذوي السمنة على التحكم في وزنهم‬
‫بأنه راجع إلى عوامل جينية في المقام األول‪ ،‬وِهي عوامل تميل إلى الضبط الداخلي‪،‬‬
‫والثبات (عدم التغير) وعدم القدرة على التحكم فيها‪ ،‬ورغم ذلك ما زالت نظرية العزو‬
‫السببي تشدد على دورهم وإسهامهم في ذلك لضعف إرادتهم وعدم ممارسة األنشطة‬
‫والسلوكيات التي تمكنهم من إدارة وزنهم )‪ .(Mcvay et al., 2015‬و ِمن ناحية أخرى‬
‫تؤثر المعتقدات السلبية الناتجة عن العزو السببي للسمنة في الحث على بعض السلوكيات‬
‫السلبية من قبيل انخفاض االستعداد لمساعدتهم‪ ،‬وعدم تقديم المساندة لهؤالء األفراد‪ ،‬وعدم‬
‫التعاطف معهم عند تعرضهم لمظاهر الوصمة‪ ،‬نتيجة إدراكهم أنهم المسئولون بالدرجة‬
‫األولى عن وزن جسمهم )‪.(Hilbert, Rief& Braehler, 2008‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫نعرض فيما يلي بعض الدراسات التي عنيت بدراسة وصمة السمنة بشكل عام‪،‬‬
‫ودراستها عند مقدمي الخدمة الطبية على وجه الخصوص‪ .‬وأمكن تصنيف الدراسات في‬
‫فئتين هما على النحو التالي‪:‬‬

‫‪036‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫أولً‪ :‬دراسات تناولت قياس التجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية‬
‫المرتبطة بزيادة الوزن‬

‫أجـ ـ ـ ــرى "فوسـ ـ ـ ــتر ‪ ،Foster‬وواديـ ـ ـ ــن ‪ ،Wadden‬ومـ ـ ـ ــاكريس ‪ ،Makris‬ودايفيدسـ ـ ـ ــون‬
‫‪ ،Davidson‬وساندرسون ‪ ،Sanderson‬وأليسون ‪ )8119( "Allison‬دراس ًة هدفت إلى‬
‫تقيــيم اتجاهــات األطبــاء نحــو مرضــى الســمنة‪ ،‬وحــول ســبل عالجهــا والتعامــل مــع الســمنة‪،‬‬
‫وذلــك لــدى عينــة مكونــة مــن (‪ )1111‬مــن أطبــاء الرعايــة‪ .‬وتوصــلت النتــائج إلــى أن أكثــر‬
‫مــن ‪ %11‬مــن األطبــاء ينظــرون إلــى مرض ــى الســمنة علــى أنهــم غيــر جــذابين‪ ،‬وقبيحـ ـو‬
‫الشكل‪ ،‬وغير ملتزمين وال يمكن االعتمـاد علـيهم‪ ،‬ومثيـرون للحـرج واالشـمئزاز‪ ،‬كمـا أشـاروا‬
‫إلى صعوبة التعامل معهم وانخفاض فاعلية العالجات المستخدمة معهـم‪ ،‬ويعتقـد أكثـر مـن‬
‫(‪ )%14‬مــن المشــاركين أن عــالج الســمنة يتطلــب وقتًــا طــويال‪ ،‬وف ـي كثيــر مــن الحــاالت‬
‫تكون غير فعالة‪.‬‬

‫وفي هذا السياق اتفقت نتيجة المسح الذي أجري في جمعية الطب األمريكية على‬
‫طبيبا‪ ،‬و‪ 1811‬طبيبة) وكشفوا عن‬
‫ً‬ ‫عينة مكونة من (‪ )8111‬طبيب (بواقع (‪1811‬‬
‫اتجاهات سلبية نحو مرضاهم الذين يعانون السمنة‪ ،‬إذ وصفوهم بأنهم قبيحو الشكل‪،‬‬
‫وغير ملتزمين‪ ،‬ويتسمون بالضعف ونقص اإلرادة‪ ،‬والكسل‪ ،‬وعبر نحو (‪ )%97‬من‬
‫المشاركين عن ردود فعل سلبية تجاه مظهرهم البدني وشعورهم بعدم الراحة أثناء الفحص‬
‫الطب )‪.(Look: Foster et al., 2003‬‬

‫وكشــف مســح أ ْج ـ ِر َي علــى ‪ 1888‬مــن األطبــاء فــي مختلــف التخصصــات عــن طريــق‬
‫البريد اإلليكتروني لفحص االتجاهات نحو السمنة‪ ،‬وكشفت النتائج عن أن األطبـاء ‪-‬علـى‬
‫مختلــف تخصصــاتهم‪ -‬ال يشــعرون بال ارحــة عنــد التعامــل مــع األشــخاص ذوي الســمنة‪ ،‬ولــم‬
‫ـر عــن األطبــاء‪ ،‬وأنهــم يعتقــدون أن الســمنة أمــر‬
‫تختلــف مشــاعر واتجاهــات الممرضــات كثيـ ًا‬
‫يرجـع إلـى الــتحكم الشخصـي‪ ،‬وال يفضـلون تقــديم رعايـة طبيـة لشــخص سـمين‪ .‬كمـا أســفرت‬
‫عن وجود اتجاهـات سـلبية دالـة نحـو السـمنة مقارنـة باالتجاهـات نحـو معتـدلي الـوزن وذوي‬
‫‪030‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫تعرضـا لالتجاهـات السـلبية مقارنـة‬


‫ً‬ ‫الوزن الصحي‪ ،‬وكانت النساء ذوات السمنة هـن األكثـر‬
‫بالرجال ذوي السمنة‪(Look: Irwin et al., 2009) .‬‬

‫وِفي سياق اجتماعي آخر أجرى "فارتناين ‪ )8111( "Vartanian‬دراسة هدفت إلى‬
‫بحث المعتقدات حول التحكم والشعور باالشمئزاز في تقييم األفراد ِ‬
‫الس َمان لدى عينة‬ ‫َ‬
‫ذكر و‪ 111‬أنثى) من طالب الجامعة بمتوسط عمر ‪ 13.8‬سنة‬ ‫تكونت من (‪ً 111‬ا‬
‫وانحراف ‪ 1.94‬سنة‪ ،‬ومتوسط مؤشر كتلة الجسم ‪ 89.1‬بانحراف ‪ .9.21‬وكشفت النتائج‬
‫الس َمان كانوا غير مفضلين ومرغوبين‪ ،‬وارتبط ضعف قدرتهم على التحكم بوزنهم‬ ‫عن أن ِ‬
‫بإصدار األحكام السلبية عليهم‪ ،‬كما ارتبط الشعور باالشمئزاز بالتقييم السلبي لهؤالء‬
‫األفراد بأنهم غير مفضلين‪.‬‬

‫وأجريت دراسة بانتينبورج ‪ Pantenburg‬وسيكورسكي ‪ Sikorski‬ولوبا ‪Luppa‬‬


‫وسكوميرس ‪ Schomerus‬وكوينج ‪ König‬ويرنير ‪ Werner‬وريدل‪-‬هيللر ‪Riedel-‬‬
‫‪ )8118( Heller‬على (‪ )671‬من طلبة الطب بألمانيا؛ كشفت عن أنه رغم اعتقاد‬
‫‪ %31‬من المشاركين أن السمنة وزيادة الوزن إحدى المشكالت التي تهدد الصحة‪ ،‬وتزيد‬
‫من مخاطر التعرض لألمراض‪ ،‬فإن أفراد العينة كشفوا عن اتجاهات سلبية نحو األفراد‬
‫زائدي الوزن والسمنة بنسبة وصلت لـ (‪.)%32.3‬‬

‫وقام كل من دي كارولي ‪ ،De Caroli‬وساجون ‪ )8119( Sagone‬بدراسة حول‬


‫التعصب نحو السمنة والمعتقدات المنمطة نحو من يعانون منها لدى عينة من طالبات‬
‫علم النفس بلغ عددهن (‪ )114‬طالبة بإيطاليا‪ ،‬بمدى عمري (‪ )91- 81‬سنة‪ ،‬وتراوح‬
‫مؤشر كتلة جسمهن ما بين ‪ 98-16‬كيلو جرام‪ /‬متر‪ .‬كشفت النتائج عن تعبير طالبات‬
‫علم النفس عن مستويات منخفضة من التعصب نحو السمنة واالتجاهات السلبية‪ ،‬كما‬
‫وجدت عالقة ارتباطية موجبة بين التعصب نحو السمنة وعدم اإلعجاب بمن يعانون‬
‫منها‪ ،‬وعبر عدد قليل من الطالبات عن مستويات مرتفعة من عدم اإلعجاب بمن يعانون‬
‫من السمنة‪ .‬وكشفت النتائج أيضا عن أن أكثر من ‪ %71‬من المشاركات وصفن ِ‬
‫الس َمان‬ ‫ً‬
‫‪033‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫بقوالب نمطية إيجابية من قبيل السعادة والمرح والذكاء واألمانة والعطف والوفاء بالعهود‪،‬‬
‫ووفًقا للتمثيل الذاتي (المتمثل في إدراك الفرد لنفسه ما إذا كان سمينا أو وزنه طبيعي أو‬
‫أقل من الطبيعي)‪ ،‬وأشارت ‪ %61.1‬من المشاركات أنهن (نحيفات) بينما ‪ %89.1‬عن‬
‫أنهن ذوو وزن طبيعي‪ %11.4 ،‬عن أنهن سمينات‪ ،‬وارتبط التمثيل الذاتي للطالبات‬
‫الذين وصفن أنفسهن بأنهن نحيفات إيجابيا بالقوالب النمطية حول السمنة إذ عبرت‬
‫المشاركات عن صورة إيجابية لألشخاص ذوي الوزن الطبيعي مقابل سمات سلبية لمن‬
‫يعانون من السمنة كالحاجة لألكل والنبذ والبطء والمرض‪.‬‬

‫وأجرى كل من "توميمام ‪ ،Tomiyama‬وفينش ‪ ،Finch‬وبيلسكي ‪ ،Belsky‬وباص‬


‫‪ ،Buss‬وفينلى ‪ ،Finley‬وشوارتز ‪ ،Schwartz‬ودابينمير ‪)8111( "Daubenmier‬‬
‫دراسة هدفت إلى فحص القوالب النمطية المرتبطة بالوزن واالتجاهات السلبية نحو السمنة‬
‫مشاركا‪ ،‬بواقع (‪34‬‬
‫ً‬ ‫بين المتخصصين في دراسة السمنة‪ ،‬بلغت عينة الدراسة (‪)898‬‬
‫ذكر‪ ،‬و‪ 194‬أنثى)‪ .‬وكشفت النتائج عن وجود مشاعر سلبية جوهرية نحو األشخاص‬ ‫ًا‬
‫السمان مقارنة بذوي الوزن الطبيعي أو األقل من الطبيعي‪ ،‬كما وصفوا األفراد ِ‬
‫الس َمان‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫كسال‪ ،‬وغباء‪ ،‬وبانعدام قيمتهم مقارنة بنظرائهم ذوي الوزن الطبيعي‪.‬‬
‫بأنهم أكثر ً‬
‫ويتسق مع ذلك ما كشفت عنه دراسة كل من شوارتز وزمالئه سنة ‪ ،8119‬التي‬
‫أجريت للكشف عن التحيزات المرتبطة بالوزن لدى الباحثين ومقدمي الرعاية الصحية‪،‬‬
‫وكشفت النتائج عن أن اختصاصي السمنة (الباحثين‪ ،‬واإلكلينيكيين والتغذية) لديهم‬
‫تحيزات سلبية صريحة وضمنية نحو السمنة‪ ،‬وقوالب نمطية سلبية نحو األفراد ِ‬
‫الس َمان‬
‫انعداما للقيمة‪ ،‬وغباء) )‪.(Look: Tomiyama et al., 2015‬‬
‫كسال‪ ،‬و ً‬
‫(أنهم أكثر ً‬
‫كما هدفت دراسة "دي كارولي ‪ ،De Caroli‬وساجون ‪ )8111( "Sagone‬إلى‬
‫المقارنة بين المراهقين من الطالب ومدرسيهم من التربية البدنية حول االتجاهات السلبية‬
‫نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن‪ ،‬لدى عينة مكونة من (‪ )64‬طالبا بواقع‬
‫ذكر و‪ 41‬أنثى) ممن يشتركون في األنشطة الرياضية بشكل مكثف (‪ 9‬إلى ‪ 7‬مرات‬
‫(‪ً 89‬ا‬
‫‪033‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫ذكر و‪ 81‬أنثى)‪ ،‬وال يشاركون في أنشطة رياضية‬‫مشاركا بواقع (‪ً 93‬ا‬


‫ً‬ ‫أسبوعيا)‪ ،‬و‪64‬‬
‫بشكل منتظم‪ ،‬و‪ 141‬من مدرسيهم ومدربين التربية البدنية‪ .‬كشفت النتائج عن أن‬
‫المراهقين غير المشاركين في األنشطة الرياضية بشكل منتظم لديهم مستويات مرتفعة من‬
‫االتجاهات السلبية نحو السمنة وال ينجذبون لألشخاص ذوي السمنة مقارنة بالذين‬
‫يمارسون أنشطة رياضية‪ ،‬وبمدرسيهم وبالمدربين‪ ،‬وارتبطت القوالب النمطية اإليجابية من‬
‫قبيل (السعادة والذكاء والجمال) بالمراهقين الذين يمارسون الرياضة وبمدربيهم ومدرسيهم‪.‬‬
‫و ِمن ناحية أخرى ارتبطت بعض القوالب السلبية (الضعف والكسل والجوع والرفض من‬
‫اآلخرين) بالمشاركين الذين يمارسون الرياضة هم ومدربيهم ومدرسيهم‪ ،‬وخلصت هذه‬
‫الدراسة إلى تقديم صورة متوازنة من القوالب النمطية تنطوي على سمات إيجابية وأخرى‬
‫سلبية لألفراد ذوي السمنة‪.‬‬

‫وهدفت دراسة "فاتبرادا ‪ )8112( "Fatbardha‬إلى بحث االتجاهات السلبية نحو‬


‫طالبا بمدى‬
‫السمنة لدى الدارسين لبرنامج علم النفس في ألبانيا‪ ،‬لدى عينة من (‪ً )124‬‬
‫عمري تراوح من ‪ 98-12‬سنة‪ .‬وكشفت النتائج عن وجود تعصب نحو األفراد ذوي‬

‫السمنة‪ ،‬ولكنها لم تصل إلى مستوى الداللة؛ إذ كشف (‪ً 14‬‬


‫طالبا) عن اتجاهات إيجابية‪،‬‬
‫و(‪ )2‬طالب عن اتجاهات محايدة‪ ،‬بينما كشف (‪ )118‬طالب عن اتجاهات سلبية‪ ،‬كما‬
‫كشفت النتائج أن الطالب يعتقدون بعجز ذوي السمنة على التحكم في وزنهم نتيجة عدم‬
‫انشغالهم بوزن جسمهم بدرجة كبيرة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دراسات اهتمت بفحص الفروق الجندرية في التجاهات السلبية نحو السمنة‬ ‫ً‬
‫والقوالب النمطية المرتبطة بزيادة الوزن‬

‫كشف االتجاه العام للدراسات السابقة التي عنيت بدراسة الفروق الجندرية عن تزايد‬
‫اتجاه الرجال السلبي نحو السمنة وزيادة الوزن‪ ،‬ووجود قوالب نمطية سلبية حول األفراد‬
‫ذوي السمنة‪ .‬كشفت دراسة ‪Miller, Rothblum, Bar- bour, Brand, and‬‬
‫‪ Felicio‬سنة ‪ 1331‬التي هدفت إلى تقييم النساء ِ‬
‫السمان على سمات المرغوبية‪،‬‬
‫‪032‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫واالجتماعية‪ ،‬والجاذبية الجسمية‪ .‬كشفت النتائج أن النساء زائدات الوزن حصلن على‬
‫تقييمات مرتفعة في أنهن أقل مرغوبية ومهارة اجتماعية‪ ،‬وأقل جاذبية جسمية مقارنة‬
‫بغيرهن من النساء ذوات الوزن الطبيعي )‪.(Look: Brochu& Morrison, 2007‬‬

‫واتسقت مع نتائج دراسة "التنر ‪ ،latner‬وستونكارد ‪ ،stunkard‬وويلسن ‪"Wilson‬‬


‫(‪ )8111‬التي أجريت على (‪ )916‬من طلبة الجامعة بواقع (‪ %16‬من اإلناث‪ ،‬و‪%44‬‬
‫تفضيال لألشخاص ذوي السمنة مقارنة بالنساء‪.‬‬
‫ً‬ ‫من الذكور) وجدت أن الرجال أقل‬

‫بينما أوضحت دراسة "بروشو ‪ ،Brochu‬وموريسون ‪ )8117( "Morrison‬التي‬


‫أجريت على (‪ )76‬بواقع (‪ 61‬من النساء و‪ 11‬من الرجال زائدي الوزن) بمدى عمري‬
‫‪ 48-12‬سنة‪ ،‬أظهرت تزايد االتجاهات السلبية لدى الرجال ‪-‬سواء كانت اتجاهات‬
‫صريحة أو ضمنية‪ -‬نحو األشخاص زائدي الوزن بصفة عامة‪ ،‬وَلم توجد فروق جوهرية‬
‫بين الجنسين في االتجاهات السلبية والتنميطات نحوهم؛ إذ يتعرض كال الجنسين‬
‫للتنميطات السلبية بدرجة متقاربة‪.‬‬

‫وأجريت دراسة "بانتنبورج وزمالئه ‪ )2012( "Pantenburg et al‬على عينة من‬


‫(‪ )671‬من طالب التخصص الطبي‪ ،‬وأسفرت عن انخفاض االتجاهات السلبية نحو‬
‫السمنة لدى المشاركات من النساء تجاه األفراد ذوي السمنة‪ ،‬وأنهم أكثر ً‬
‫تقبال للسمنة‬
‫مقارنة بالرجال‪.‬‬

‫واعتمدت دراسة "برادي" ‪ )8116( Brady‬على البيانات التي استخلصت من (‪)389‬‬


‫مشاركا بواقع (‪ %47.1‬ذكور‪ ،‬و‪ %18.11‬إناث) في الواليات المتحدة األمريكية؛ إذ‬
‫ً‬
‫بينت أن النساء أكثر احتماال لتلقي اللوم حول أسباب زيادة وزنهن وتحملهم مسئولية‬
‫شعور بالضغط لجعل أجسامهم تتفق مع معايير الجمال المجتمعية‬
‫ًا‬ ‫سمنتهن‪ ،‬وأنهن أكثر‬
‫شعور بالتعاطف والتفهم مع هؤالء ذوي‬
‫ًا‬ ‫في الثقافة الغربية‪ ،‬كما بينت أن النساء أكثر‬
‫السمنة وزيادة الوزن مقارنة بالرجال‪.‬‬

‫‪032‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫تعقيب على الدراسات السابقة‬

‫‪ -‬كشف االتجاه العام لنتائج الدراسات السابقة عن وجود تزايد في االتجاهات السلبية‬
‫الس َمان سواء لدى عينات من طالب‬ ‫والتنميطات نحو األشخاص زائدي الوزن أو ِ‬
‫ِ‬
‫باإلضافة إلى وجود تأثير لهذه‬ ‫الجامعة‪ ،‬أو عينات من مقدمي الرعاية الطبية‪،‬‬
‫االتجاهات السلبية والقوالب النمطية عن ذوي السمنة تتمثل في انخفاض فرص‬
‫التوظيف‪ ،‬والشعور بالكرب النفسي‪ ،‬وقلة شبكات التفاعالت االجتماعية سواء‬
‫ِ‬
‫باإلضافة إلى اتباع سلوكيات غير صحية‪.‬‬ ‫داخل األسرة أو خارجها‪،‬‬

‫‪ -‬عالوة على تزايد االهتمام العالمي بدراسة وصمة السمنة لما كشفت عنه‬

‫إحصائيات انتشار السمنة على مستوى العالم؛ إذ أَصبحت السمنة " ً‬


‫وباء عالميا"‬
‫وفًقا لمنظمة الصحة العالمية (‪ ،)WHO‬ورغم هذا االهتمام المتزايد ما زالت هناك‬
‫ندرة في دراسات الوصمة االجتماعية‪ ،‬ووصمة السمنة على وجه الخصوص‪ ،‬رغم‬
‫تزايد معدالت السمنة في مصر َوفًقا إلحصائيات و ازرة الصحة والسكان في مصر‬
‫(و ازرة الصحة والسكان‪.)8111 ،‬‬

‫‪ -‬تزايد اتجاهات الرجال السلبية نحو األشخاص زائدي الوزن أو ذوي السمنة بشكل‬
‫;‪(latner et al., 2005‬‬ ‫عام‪ ،‬وتجاه النساء بشكل خاص‪ ،‬ومنها دراسات‬
‫)‪.Brady, 2016‬‬

‫فروض الدراسة‬

‫‪ -1‬توجد عالقة ارتباطية موجبة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب‬
‫النمطية المرتبطة بزيادة الوزن (اإليجابية‪-‬السلبية) لدى طالب كل من‬
‫التخصصات الطبية وغير الطبية‪.‬‬
‫‪ -8‬توجد فروق دالة إحصائيا بين التخصصات الطبية وغير الطبية في‬
‫العالقة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية (اإليجابية‪-‬السلبية)‪.‬‬
‫‪032‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫‪ -9‬الرجال لديهم اتجاهات سلبية نحو السمنة وقوالب نمطية المرتبطة بالوزن‬
‫(اإليجابية‪-‬السلبية) مقارنة بالنساء‪.‬‬
‫‪ -4‬توجد فروق في االتجاهات نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن‬
‫(اإليجابية‪-‬السلبية) بين من لديهم أقارب يعانون من السمنة ومن ليس لديهم‪.‬‬

‫منهج الدراسة وإجراءاتها‬

‫(‪ )1‬منهج الدراسة‬

‫اعتمد الدراسة الراهنة على المنهج الوصفي االرتباطي الفارقي؛ إذ تناول وصمة السمنة‬
‫من حيث دراسة العالقة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة‬
‫بزيادة الوزن لدى طالب التخصص الطبي وغير الطبي‪ ،‬كما اهتم بدراسة الفروق على‬
‫مستويين هما‪ :‬الفروق بين طالب التخصصات الطبية وغير الطبية في العالقة بين‬
‫االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بزيادة الوزن‪ ،‬والفروق في‬
‫االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بزيادة الوزن في ضوء كل من‬
‫التخصص الدراسي‪ ،‬والجنس‪ ،‬ووجود أقارب لديهم سمنة‪.‬‬

‫(‪ )2‬عينة الدراسة‬

‫شاركا من طلبة وطالبات الجامعة‪ ،‬بواقع (‪ 171‬من‬


‫تكونت عينة الدراسة من (‪ )913‬م ً‬
‫طلبة كلية اآلداب‪ ،‬و‪ 143‬من طلبة كلية عالج طبيعي)‪ ،‬و(‪ 26‬من الرجال‪ ،‬و‪ 899‬من‬
‫النساء)‪ ،‬بمتوسط عمري (‪ )13.34‬سنة‪ ،‬وبانحراف معياري (‪ )9.17‬سنة‪ ،‬وروعي في‬
‫اختيار عينة الدراسة استبعاد المشاركين الذي يبلغ مؤشر كتلة جسمهم الوزن الزائد أو‬
‫مستوى السمنة بسؤالهم عن وزنهم وطولهم‪ ،‬وتقدير مؤشر كتلة الجسم‪.‬‬

‫‪039‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫(‪ )3‬أدوات الدراسة‬

‫اعتمدنا في الدراسة الحالية على أداتين‪ ،‬إذ ترجمت الباحثة أداتي الدراسة من اللغة‬
‫اإلنجليزية إلى العربية‪ ،‬ثم أجري أحد المتخصصين في اللغة اإلنجليزية الترجمة العكسية‬
‫للتأكد من أن مضمون العبارات لم يتأثر بعملية الترجمة‪ ،‬ونعرض فيما يلي ألدوات‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫أ‪ -‬اختبار التجاهات السلبية نحو السمنة ‪8‬‬

‫أعده كل من "لويس ‪ ،Lewis‬وكاش ‪ ،Cash‬وجاكوبى ‪ ،Jacobi‬وباب لويس‬


‫‪ ،(1337( "Bubb-Lewis‬ويتكون من ‪ً 47‬‬
‫بندا لقياس المعتقدات والمشاعر والسلوكيات‬
‫نحو األشخاص ذوي السمنة‪ ،‬وقام معدو المقياس بالتحقق من الصدق العاملي للمقياس‪،‬‬
‫وكشفوا عن وجود ثالثة عوامل تنتظم من خاللها االتجاهات السلبية نحو البدانة‪ ،‬وِهي‬
‫ِ‬
‫(‪ )1‬اإلهمال االجتماعي والشخصي لألشخاص الس َمان ويتكون من (‪ً 11‬‬
‫‪9‬‬
‫بندا)‪)8( ،‬‬
‫عدم الجاذبية الجسمية والعاطفية‪ 10‬ويتكون من (‪ 11‬بنود)‪ )9( ،‬العزو السببي للسمنة‬
‫(التحكم في الوزن) وتوجيه مشاعر اللوم‪ 11‬ويتكون من (‪ 3‬بنود)‪ ،‬وتم حذف البنود التي لم‬
‫تشبعا داال‪ ،‬أو تلك البنود التي تَشبعت على أكثر ِمن عامل‪ ،‬وتتمثل‬
‫تتشبع على العوامل ً‬
‫االستجابة على هذا االختبار على خمسة بدائل لالستجابة تتراوح ما بين موافق تماما‬
‫تماما (‪.)1‬‬
‫(‪ ،)1‬إلى معارض ً‬
‫ويرجع اعتماد الدراسة الراهنة على هذا المقياس إلى أنه يتميز بتقديمه مدى واسع من‬
‫مظاهر وصمة السمنة لذلك يعد من أكثر االختبارات التي قدمت لقياس االتجاهات نحو‬
‫السمنة ألنه يوفر صورة واضحة عن مظاهر االتجاه نحو السمنة ‪(Ruggs et al.,‬‬
‫)‪.2010‬‬

‫‪Anti-Fat Attitudes Test (AFAT) 8‬‬


‫‪Social and Character Disparagement of People with Obesity 9‬‬
‫‪Physical and Romantic Unattractiveness 10‬‬
‫‪Causal Attributions of Obesity and Blame 11‬‬
‫‪063‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫وللتحقق من الخصائص السيكومترية لمقياس التجاهات السلبية نحو السمنة في‬


‫إطار الدراسة الراهنة اعتمدنا على تقدير صدق المقياس من خالل استخدام أسلوب صدق‬
‫التكوين‪ ،‬وقد اعتمدت الباحثة في تقديرها لصدق التكوين على حساب التحليل العاملي‬
‫التحققي للمقاييس الفرعية لمقياس االتجاهات السلبية نحو البدانة‪ ،‬واستخدمت في ذلك‬
‫الحزمة اإلحصائية آموس ‪ .AMOS‬ويعد الهدف األساسي للتحليل العاملي التحققي هو‬
‫تحديد قدرة مجموعة من المشاهدات على تمثيلها لنموذج نظري محدد مسبًقا تتبناه الدراسة‬
‫الراهنة (سعد‪ ،)8111 ،‬ونعرض لنتائج التحليل العاملي التحققي على النحو التالي في‬
‫جدول (‪:)1‬‬

‫جدول رقم (‪ )1‬نتائج التحليل العاملي التحققي لمقياس االتجاهات السلبية نحو البدانة‬

‫ضعف الجاذبية الجسمية‬


‫التحكم وتوجيه مشاعر اللوم‬ ‫اإلهمال الشخصي واالجتماعي‬
‫والعاطفية‬
‫الخطأ‬ ‫النسبة‬ ‫الخطأ‬ ‫النسبة‬ ‫الخطأ‬ ‫المشاهدات‬
‫النسبة الحرجة‬ ‫التشبع‬ ‫التشبع‬ ‫التشبع‬
‫المعياري‬ ‫الحرجة‬ ‫المعياري‬ ‫الحرجة‬ ‫المعياري‬
‫‪5.398‬‬ ‫‪.082‬‬ ‫‪.440‬‬ ‫‪7.537‬‬ ‫‪0.070‬‬ ‫‪.528‬‬ ‫‪6.204‬‬ ‫‪.079‬‬ ‫‪.490‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪4.022‬‬ ‫‪.071‬‬ ‫‪.286‬‬ ‫‪6.943‬‬ ‫‪.074‬‬ ‫‪.511‬‬ ‫‪8.757‬‬ ‫‪.067‬‬ ‫‪.587‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪6.860‬‬ ‫‪.080‬‬ ‫‪.549‬‬ ‫‪6.400‬‬ ‫‪.082‬‬ ‫‪.524‬‬ ‫‪8.784‬‬ ‫‪.041‬‬ ‫‪.363‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪2.357‬‬ ‫‪.043‬‬ ‫‪.102‬‬ ‫‪8.614‬‬ ‫‪.063‬‬ ‫‪.542‬‬ ‫‪8.370‬‬ ‫‪.049‬‬ ‫‪.414‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪8.128‬‬ ‫‪.076‬‬ ‫‪.621‬‬ ‫‪8.838‬‬ ‫‪.060‬‬ ‫‪.526‬‬ ‫‪3.797‬‬ ‫‪.073‬‬ ‫‪.277‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪6.674‬‬ ‫‪.084‬‬ ‫‪.559‬‬ ‫‪6.424‬‬ ‫‪.069‬‬ ‫‪.445‬‬ ‫‪6.072‬‬ ‫‪.060‬‬ ‫‪.365‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪6.794‬‬ ‫‪.084‬‬ ‫‪.568‬‬ ‫‪8.644‬‬ ‫‪.063‬‬ ‫‪.541‬‬ ‫‪4.043‬‬ ‫‪.063‬‬ ‫‪.255‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪7.291‬‬ ‫‪.076‬‬ ‫‪.554‬‬ ‫‪8.519‬‬ ‫‪.065‬‬ ‫‪.554‬‬ ‫‪4.048‬‬ ‫‪.069‬‬ ‫‪.277‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪3.217‬‬ ‫‪.079‬‬ ‫‪.254‬‬ ‫‪2.770‬‬ ‫‪.076‬‬ ‫‪.211‬‬ ‫‪6.217‬‬ ‫‪.065‬‬ ‫‪.403‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪4.319‬‬ ‫‪.083‬‬ ‫‪.358‬‬ ‫‪7.552‬‬ ‫‪.064‬‬ ‫‪.481‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪11.334‬‬ ‫‪.049‬‬ ‫‪.554‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪10.501‬‬ ‫‪.052‬‬ ‫‪.551‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪063‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫ضعف الجاذبية الجسمية‬


‫التحكم وتوجيه مشاعر اللوم‬ ‫اإلهمال الشخصي واالجتماعي‬
‫والعاطفية‬
‫الخطأ‬ ‫النسبة‬ ‫الخطأ‬ ‫النسبة‬ ‫الخطأ‬ ‫المشاهدات‬
‫النسبة الحرجة‬ ‫التشبع‬ ‫التشبع‬ ‫التشبع‬
‫المعياري‬ ‫الحرجة‬ ‫المعياري‬ ‫الحرجة‬ ‫المعياري‬
‫‪5.412‬‬ ‫‪.049‬‬ ‫‪.263‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪11.000‬‬ ‫‪.054‬‬ ‫‪.591‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪9.250‬‬ ‫‪.061‬‬ ‫‪.562‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪.972‬‬ ‫‪.960‬‬ ‫‪.961‬‬ ‫‪GFI‬‬
‫‪.953‬‬ ‫‪.938‬‬ ‫‪.943‬‬ ‫‪AGFI‬‬
‫‪.931‬‬ ‫‪.912‬‬ ‫‪.971‬‬ ‫‪CFI‬‬
‫‪.053‬‬ ‫‪.066‬‬ ‫‪.054‬‬ ‫‪RMR‬‬
‫‪.039‬‬ ‫‪.052‬‬ ‫‪.027‬‬ ‫‪RMSEA‬‬

‫‪(. AGFI= Adjusted‬مؤشر جودة المطابقة) ‪GFI= Goodness pf fit index‬‬


‫‪(. CFI= Comparative fit‬مؤشر جودة المطابقة المعدل) ‪goodness of fit index‬‬
‫‪( . RMR= Root mean squares residuals‬مؤشر جودة المطابقة المقارن) ‪index‬‬
‫‪(. RMSEA= Root mean squares error of‬جذر متوسط مربعات البواقى)‬
‫‪(.‬خطأ جذر متوسط مربعات التقريبي) ‪approximation‬‬
‫و ِمن خالل النتائج المبينة في الجداول السابقة يتضح وجود تطابق بين النموذج‬
‫النظري المحدد ً‬
‫سلفا ونتائج التحليل العاملي التحققي بدرجة مرضية‪ ،‬بما يعكس صدق‬
‫تكوين المقياس‪ ،‬كما اتسم المقياس بدرجة ثبات مرضية‪.‬‬

‫واعتمدنا حساب ثبات األداء على مقاييس الدراسة على طريقة االتساق الداخلي‪ ،‬وقد‬
‫تم تقدير أسلوب االتساق الداخلي بطريقتين‪ ،‬هما‪ :‬حساب معامالت ألفا‪-‬كرونباخ‪،‬‬
‫وحساب ارتباط األبعاد بالدرجة الكلية للمقياس‪ ،‬وارتباط البند بالدرجة الكلية للمقاييس‬
‫ونعرض لنتائج حساب ثبات األداء على النحو التالي‪:‬‬
‫الفرعية الثالثة‪َ ،‬‬

‫‪066‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫أوًال‪ :‬حساب معامالت ألفا‪ -‬كرونباخ‪ ،‬وذلك على النحو الموضح بالجدول (‪:)8‬‬

‫جدول رقم (‪ )8‬معامالت ألفا‪ -‬كرونباخ لمقياس االتجاهات السلبية نحو السمنة‬
‫(ن=‪)913‬‬
‫عدد‬ ‫معامل ألفا‪-‬‬ ‫المقياس‬
‫البنود‬ ‫كرونباخ‬
‫‪15‬‬ ‫‪.714‬‬ ‫‪ .1‬مقياس اإلهمال الشخصي واالجتماعي‬
‫‪10‬‬ ‫‪.688‬‬ ‫‪ .8‬مقياس ضعف الجاذبية الجسمية والعاطفية‬
‫‪9‬‬ ‫‪.614‬‬ ‫‪ .9‬مقياس التحكم وتوجيه مشاعر اللوم‬
‫‪34‬‬ ‫‪.849‬‬ ‫‪ .4‬الدرجة الكلية لمقياس االتجاهات السلبية نحو‬
‫السمنة‬

‫ثانيا‪ :‬حساب معامالت ارتباط المقاييس الفرعية بالدرجة الكلية لمقياس االتجاهات‬
‫ً‬
‫السلبية نحو البدانة‪ ،‬ذلك على النحو التالي في جدول (‪:)9‬‬

‫جدول رقم (‪ )9‬معامالت ارتباط األبعاد الفرعية لمقياس االتجاهات نحو السمنة‬
‫بالدرجة الكلية‬

‫العينة الكلية‬ ‫المقياس الفرعي‬


‫(ن=‪)913‬‬
‫‪.90‬‬ ‫‪-1‬اإلهمال الشخصي واالجتماعي‬
‫‪.83‬‬ ‫‪-8‬ضعف الجاذبية الجسمية والعاطفية‬
‫‪.82‬‬ ‫‪-9‬التحكم وتوجيه مشاعر اللوم‬

‫كما تم حساب معامالت ارتباط البند بالدرجة الكلية لكل مقياس فرعي‪ ،‬كما هو موضح‬
‫في الجدول التالي (‪:)4‬‬

‫‪060‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫جدول رقم (‪ )4‬ارتباط البند بالدرجة الكلية لكل بعد فرعي‬


‫من مقياس االتجاهات السلبية نحو السمنة‬
‫التحكم وتوجيه مشاعر‬ ‫ضعف الجاذبية الجسمية‬ ‫اإلهمال الشخصي‬
‫البند‬
‫اللوم‬ ‫والعاطفية‬ ‫واالجتماعي‬
‫**‪.505‬‬ ‫‪1‬‬
‫**‪.563‬‬ ‫‪2‬‬
‫**‪.415‬‬ ‫‪3‬‬
‫**‪.539‬‬ ‫‪4‬‬
‫**‪.552‬‬ ‫‪5‬‬
‫**‪.471‬‬ ‫‪6‬‬
‫**‪.585‬‬ ‫‪7‬‬
‫**‪.515‬‬ ‫‪8‬‬
‫**‪.512‬‬ ‫‪9‬‬
‫**‪.538‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪.058‬‬ ‫‪11‬‬
‫**‪.413‬‬ ‫‪12‬‬
‫**‪.548‬‬ ‫‪13‬‬
‫**‪.370‬‬ ‫‪14‬‬
‫**‪.253‬‬ ‫‪15‬‬
‫**‪.378‬‬ ‫‪16‬‬
‫**‪.568‬‬ ‫‪17‬‬
‫**‪.599‬‬ ‫‪18‬‬
‫**‪.492‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪063‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫التحكم وتوجيه مشاعر‬ ‫ضعف الجاذبية الجسمية‬ ‫اإلهمال الشخصي‬


‫البند‬
‫اللوم‬ ‫والعاطفية‬ ‫واالجتماعي‬
‫**‪.510‬‬ ‫‪20‬‬
‫**‪.597‬‬ ‫‪21‬‬
‫**‪.568‬‬ ‫‪22‬‬
‫**‪.341‬‬ ‫‪23‬‬
‫**‪.472‬‬ ‫‪24‬‬
‫**‪.557‬‬ ‫‪25‬‬
‫**‪.556‬‬ ‫‪26‬‬
‫**‪.551‬‬ ‫‪27‬‬
‫**‪.563‬‬ ‫‪28‬‬
‫**‪.366‬‬ ‫‪29‬‬
‫**‪.598‬‬ ‫‪30‬‬
‫**‪.462‬‬ ‫‪31‬‬
‫**‪.542‬‬ ‫‪32‬‬
‫**‪.582‬‬ ‫‪33‬‬
‫**‪.394‬‬ ‫‪34‬‬

‫** دالة عند ‪1.11‬‬

‫وأظهرت نتيجة هذا اإلجراء أن بنود المقياس تتسم باتساق داخلي مرتفع؛ ذلك ألن‬
‫جميع ارتباطات المكونات الفرعية بالدرجة الكلية للمقياس بشكل كلي كانت دالة إحصائيا‪،‬‬
‫باستثناء البند رقم (‪ )11‬في مقياس اإلهمال الشخصي واالجتماعي‪ ،‬ولذلك تقرر حذفه‬
‫من المقياس الفرعي‪ ،‬وتم إعادة حساب ارتبط البند بالدرجة الكلية بعد حذف البند منخفض‬

‫‪063‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫االرتباط لهذا المقياس الفرعي‪ ،‬وكانت جميع االرتباطات دالة‪ ،‬لتصبح الصورة النهائية‬
‫بندا)‪.‬‬
‫لمقياس اإلهمال الشخصي واالجتماعي (‪ً 14‬‬
‫‪12‬‬
‫استخبار القوالب النمطية المرتبطة بالسمنة‬ ‫ب‪-‬‬

‫أعده "دي كارولي ‪ ،De Caroli‬وساجنو ‪ ،)2013( "Sagono‬ويتكون من‬


‫بندا تقيس (‪ )11‬سمة إيجابية‪ ،‬و(‪ )11‬سمة سلبية‪ ،‬وأضافت الباحثة ثالث‬‫(‪ً )88‬‬
‫سمات سلبية أخرى إلى بنود المقياس األصلية بعد االطالع على تراث المقاييس‬
‫المتاحة في محاولة لتقديم صورة جامعة للقوالب النمطية المرتبطة بالسمنة‪،‬‬
‫ويهدف هذا المقياس إلى دراسة المالمح النفسية والجسمية لألفراد ذوي السمنة‬
‫تماما (‪)1‬‬ ‫ن‬
‫والوز الزائد‪ ،‬وتتوزع بدائل االستجابة عبر متصل يتراوح من موافق ً‬
‫تماما (‪.)1‬‬
‫إلى معارض ً‬
‫واعتمدنا في تقدير صدق المقياس على صدق التكوين؛ ِمن خالل استخدام التحليل‬
‫العاملي التحققي‪ ،‬للتأكد من مطابقة المشاهدات للنموذج النظري الذي تتبناه الدراسة‬
‫الراهنة‪ ،‬ويوضح الجدول التالي (‪ )1‬نتائج التحليل العاملي التحققي‪:‬‬

‫‪Fat Stereotypes Questionnaire 12‬‬

‫‪062‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫جدول رقم (‪ )1‬التحليل العاملي التحققي لمقياس القوالب النمطية المرتبطة بالسمنة‬

‫القوالب النمطية السلبية‬ ‫القوالب النمطية اإليجابية‬


‫النسبة‬ ‫الخطأ‬ ‫النسبة‬ ‫الخطأ‬ ‫المشاهدات‬
‫التشبع‬ ‫التشبع‬
‫الحرجة‬ ‫المعياري‬ ‫الحرجة‬ ‫المعياري‬
‫‪2.325‬‬ ‫‪.052‬‬ ‫‪.121‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪6.550‬‬ ‫‪.060‬‬ ‫‪.395‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪8.482‬‬ ‫‪.045‬‬ ‫‪.382‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪6.403‬‬ ‫‪.065‬‬ ‫‪.415‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪8.817‬‬ ‫‪.058‬‬ ‫‪.511‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪9.143‬‬ ‫‪.057‬‬ ‫‪.521‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪8.038‬‬ ‫‪.054‬‬ ‫‪.433‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪7.927‬‬ ‫‪.052‬‬ ‫‪.410‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪4.282‬‬ ‫‪.067‬‬ ‫‪.286‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪8.805‬‬ ‫‪.045‬‬ ‫‪.394‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪7.758‬‬ ‫‪.048‬‬ ‫‪.375‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪3.853‬‬ ‫‪.057‬‬ ‫‪.220‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪4.282‬‬ ‫‪.067‬‬ ‫‪.298‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪13.493‬‬ ‫‪.045‬‬ ‫‪.604‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪8.007‬‬ ‫‪.061‬‬ ‫‪.486‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪11.913‬‬ ‫‪.043‬‬ ‫‪.514‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪10.124‬‬ ‫‪.056‬‬ ‫‪.570‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪16.178‬‬ ‫‪.042‬‬ ‫‪.679‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪10.744‬‬ ‫‪.050‬‬ ‫‪.534‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪062‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫القوالب النمطية السلبية‬ ‫القوالب النمطية اإليجابية‬


‫النسبة‬ ‫الخطأ‬ ‫النسبة‬ ‫الخطأ‬ ‫المشاهدات‬
‫التشبع‬ ‫التشبع‬
‫الحرجة‬ ‫المعياري‬ ‫الحرجة‬ ‫المعياري‬
‫‪9.415‬‬ ‫‪.050‬‬ ‫‪.469‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪16.639‬‬ ‫‪.042‬‬ ‫‪.696‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪4.272‬‬ ‫‪.065‬‬ ‫‪.279‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪11.035‬‬ ‫‪.061‬‬ ‫‪.672‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪12.477‬‬ ‫‪.053‬‬ ‫‪.667‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪11.495‬‬ ‫‪.064‬‬ ‫‪.735‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪.963‬‬ ‫‪.964‬‬ ‫‪GFI‬‬
‫‪.933‬‬ ‫‪.931‬‬ ‫‪AGFI‬‬
‫‪.975‬‬ ‫‪.974‬‬ ‫‪CFI‬‬
‫‪.046‬‬ ‫‪.038‬‬ ‫‪RMR‬‬
‫‪.038‬‬ ‫‪.053‬‬ ‫‪RMSEA‬‬

‫وتم تقدير ثبات األداء المقياس من خالل استخدام ألفا‪ -‬كرونباخ‪ ،‬ومعامالت ارتباط‬
‫البند بالدرجة الكلية للمقياس الفرعي‪ ،‬كما هو موضح في جدولي (‪:)7( ،)6‬‬

‫جدول رقم (‪ )6‬معامالت ألفا‪ -‬كرونباخ لمقياس القوالب النمطية المرتبطة بالسمنة‬
‫(ن=‪)913‬‬

‫عدد البنود‬ ‫معامل ألفا‪ -‬كرونباخ‬ ‫المقياس الفرعي‬


‫‪11‬‬ ‫‪.835‬‬ ‫أ‪ -‬القوالب النمطية اإليجابية‬
‫‪14‬‬ ‫‪.814‬‬ ‫ب‪ -‬القوالب النمطية السلبية‬

‫‪062‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫جدول (‪ )7‬معامالت ارتباط البند بالدرجة الكلية للمقياس الفرعي‬


‫للقوالب النمطية المرتبطة بالسمنة‬
‫القوالب النمطية السلبية‬ ‫القوالب النمطية اإليجابية‬ ‫البند‬
‫**‪.336‬‬ ‫‪1‬‬
‫**‪.521‬‬ ‫‪2‬‬
‫**‪.577‬‬ ‫‪3‬‬
‫**‪.488‬‬ ‫‪4‬‬
‫**‪.621‬‬ ‫‪5‬‬
‫**‪.631‬‬ ‫‪6‬‬
‫**‪.568‬‬ ‫‪7‬‬
‫**‪.560‬‬ ‫‪8‬‬
‫**‪.337‬‬ ‫‪9‬‬
‫**‪.661‬‬ ‫‪10‬‬
‫**‪.641‬‬ ‫‪11‬‬
‫**‪.505‬‬ ‫‪12‬‬
‫**‪.386‬‬ ‫‪13‬‬
‫**‪.717‬‬ ‫‪14‬‬
‫**‬
‫‪.549‬‬ ‫‪15‬‬
‫**‪.686‬‬ ‫‪16‬‬
‫**‪.552‬‬ ‫‪17‬‬
‫**‪.721‬‬ ‫‪18‬‬
‫**‪.631‬‬ ‫‪19‬‬
‫**‪.581‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪069‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫القوالب النمطية السلبية‬ ‫القوالب النمطية اإليجابية‬ ‫البند‬


‫**‪.736‬‬ ‫‪21‬‬
‫**‪.428‬‬ ‫‪22‬‬
‫**‪.612‬‬ ‫‪23‬‬
‫**‪.657‬‬ ‫‪24‬‬
‫**‪.675‬‬ ‫‪25‬‬

‫** دال عند ‪1.11‬‬

‫وأظهرت نتيجة هذا اإلجراء أن بنود المقياس تتسم باتساق داخلي مرتفع؛ ذلك ألن‬
‫إحصائيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫جميع ارتباطات المكونات الفرعية بالدرجة الكلية للمقياس بشكل كلي كانت دالة‬

‫(‪ )4‬ظروف التطبيق‬

‫تم تطبيق أداتي الدراسة بشكل جمعي؛ إذ تبدأ الجلسة بتقديم الباحثة نفسه‪ ،‬والتعريف‬
‫بطبيعة البحث وأهدافه‪ ،‬وحث المشاركين على التعاون وأن معلوماتهم في سرية تامة‪،‬‬
‫وتقدم استمارة البحث‪ ،‬وتستغرق اإلجابة عن االستمارة نحو ‪ 11‬دقيقة‪ ،‬واستغرق التطبيق‬
‫أسبوعين‪ ،‬وتم التطبيق داخل قاعات المحاضرات للحفاظ على النظام والتزام المشاركين‬
‫أثناء التطبيق‪ ،‬وبعد االنتهاء من اإلجابة تقوم الباحثة بمراجعتها للتأكد من استيفاء جميع‬
‫البنود والبيانات الشخصية‪.‬‬

‫(‪ )5‬خطة التحليالت اإلحصائية‬


‫‪ -1‬اعتمدنا على حساب التحليل العاملي التحققي للتحقق من مدى مطابقة النموذج‬
‫المفترض لوصمة السمنة (متضمنة االتجاهات السلبية والقوالب النمطية المرتبطة‬
‫بالوزن)‪.‬‬
‫‪ -8‬معامالت االرتباط الخطي البسيط لتقدير العالقة بين االتجاهات السلبية نحو‬
‫السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن‪.‬‬
‫‪003‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫‪ -9‬اختبار (ت) لداللة الفروق بين التخصصات الطبية وغير الطبية‪ ،‬والجنسين‪ ،‬ومن‬
‫لديهم أقرباء مقربين يعانون من السمنة مقابل من ليس لديهم أقرباء‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلحصاء الوصفي (التك اررات والنسب المئوية) لسؤالي تؤثر السمنة في فرص‬
‫الزواج واالرتباط‪ ،‬والسمنة أمر ال يمكن تقبله‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‬

‫للتحقق من الفرضين األول‪ ،‬والثاني اعتمدنا على حساب معامالت الرتباط الخطي‬
‫البسيط لبيرسون بين االتجاهات نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن لدى كل‬
‫من التخصصات الطبية وغير الطبية‪ ،‬وحساب قيمة "ت" للفروق بين كال التخصصين في‬
‫هذه العالقة‪ ،‬وجاءت النتائج على النحو الموضح بالجدول رقم (‪:)2‬‬

‫جدول رقم (‪ )8‬معامالت الرتباط الخطي لبيرسون بين التجاهات السلبية نحو السمنة‬
‫والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن لدى كل من التخصصات الطبية‬
‫وغير الطبية‪ ،‬والفروق بين طالب كال التخصصين في العالقة بين التجاهات السلبية‬
‫نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن‬
‫طالب التخصصات‬ ‫طالب التخصصات‬ ‫التجاهات نحو‬
‫قيمة (ت) للفروق بين كال التخصصيين‬ ‫غير الطبية‬ ‫الطبية‬ ‫السمنة‬
‫(ن=‪)171‬‬ ‫(ن=‪)141‬‬
‫العالقة بين أبعاد‬ ‫العالقة بين أبعاد‬
‫التجاهات السلبية‬ ‫التجاهات السلبية‬ ‫القوالب‬ ‫القوالب‬ ‫القوالب‬ ‫القوالب‬
‫نحو السمنة والقوالب‬ ‫نحو السمنة‬ ‫النمطية‬ ‫النمطية‬ ‫النمطية‬ ‫النمطية‬
‫السلبية‬ ‫والقوالب اإليجابية‬ ‫السلبية‬ ‫اإليجابية‬ ‫السلبية‬ ‫اإليجابية‬
‫الدللة‬ ‫قيمة ت‬ ‫الدللة‬ ‫قيمة ت‬
‫اإلهمال‬
‫‪1.1811‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪1.4173 1.21-‬‬ ‫**‪.593‬‬ ‫**‪-.159* .467‬‬ ‫‪-.069‬‬ ‫الشخصي‬
‫واالجتماعي‬
‫‪003‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫‪-‬‬ ‫ضعف الجاذبية‬


‫‪1.1898‬‬ ‫‪8.87‬‬ ‫‪1.1627‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫**‪.524‬‬ ‫‪-.106‬‬ ‫**‪.314‬‬
‫*‪.169‬‬ ‫الجسمية‬
‫التحكم وتوجيه‬
‫‪1.1179‬‬ ‫‪8.92‬‬ ‫‪1.8911‬‬ ‫‪1.8-‬‬ ‫**‪.575‬‬ ‫‪-.065‬‬ ‫**‪.367‬‬ ‫‪.071‬‬
‫مشاعر اللوم‬
‫الدرجة الكلية‬
‫‪1.1161‬‬ ‫‪8.78‬‬ ‫‪1.1289 1.11-‬‬ ‫**‪.663‬‬ ‫‪-.135‬‬ ‫**‪.454‬‬ ‫‪-.073‬‬
‫للمقياس‬

‫** دال عند ‪ * 1.11‬دال عند ‪1.11‬‬

‫فيما يتعلق بنتائج معامالت االرتباط الخطي بين االتجاهات السلبية نحو البدانة‬
‫والقوالب النمطية اإليجابية لدى كال التخصصين على حدة؛ تبين وجود عالقة ارتباطية‬
‫سلبية دالة بين ضعف الجاذبية الجسمية والقوالب النمطية اإليجابية لدى طالب‬
‫التخصصات الطبية‪ ،‬بينما وجدت عالقة ارتباطية سلبية دالة بين اإلهمال الشخصي‬
‫واالجتماعي والقوالب النمطية اإليجابية لدى طالب التخصصات غير الطبية‪ .‬في حين‬
‫وجدت عالقات ارتباطية موجبة دالة بين أبعاد االتجاهات السلبية نحو البدانة جميعها‬
‫والقوالب النمطية السلبية لدى طالب كال التخصصين؛ وهذا يعني أنه كلما زادت‬
‫االتجاهات السلبية نحو البدانة بمختلف مظاهرها زادت القوالب النمطية السالبة تجاه من‬
‫يعانون من الوزن الزائد أو السمنة‪.‬‬

‫كما كشفت نتائج الجدول السابق‪ ،‬فيما يتعلق بالفروق بين كال التخصصين في العالقة‬
‫بين االتجاهات السلبية نحو البدانة والقوالب النمطية‪ ،‬عن انتفاء الفروق بين كال‬
‫التخصصات في العالقة بين االتجاهات السلبية نحو البدانة والقوالب النمطية (اإليجابية)‪،‬‬
‫بينما توجد فروق دالة إحصائيا في العالقة بين االتجاهات السلبية نحو البدانة والقوالب‬
‫النمطية (السلبية) بين كال التخصصين‪ ،‬في اتجاه طالب التخصص غير الطبي؛ إذ تزيد‬
‫االتجاهات السلبية نحو البدانة والقوالب النمطية السلبية لدى هؤالء الطالب‪.‬‬

‫‪006‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫وللتحقق من الفرض الثالث حول وجود فروق الجندرية في التجاهات السلبية نحو‬
‫السمنة والقوالب النمطية‪ ،‬وفي هذا الصدد اعتمدنا على حساب اختبار "ت" لدللة‬
‫الفروق بين المجموعات المستقلة وجاءت النتائج كما هي موضحة بالجدول رقم (‪:)1‬‬

‫جدول (‪ )1‬نتائج اختبار "ت" للفروق الجندرية في أبعاد التجاهات السلبية نحو السمنة‬
‫والقوالب النمطية (اإليجابية‪ -‬السلبية)‬
‫الدللة‬ ‫قيمة ت‬ ‫عينة النساء (ن=‪)233‬‬ ‫عينة الرجال (ن=‪)88‬‬
‫المقاييس‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫اإلهمال الشخصي‬
‫‪1.111‬‬ ‫‪9.223‬‬ ‫‪6.86‬‬ ‫‪98.17‬‬ ‫‪7.78‬‬ ‫‪91.41‬‬
‫واالجتماعي‬
‫‪1.111‬‬ ‫‪8.133‬‬ ‫‪1.67‬‬ ‫‪81.61‬‬ ‫‪1.21‬‬ ‫‪87.47‬‬ ‫ضعف الجاذبية الجسمية‬
‫التحكم وتوجيه مشاعر‬
‫‪1.11‬‬ ‫‪9.286‬‬ ‫‪4.23‬‬ ‫‪87.49‬‬ ‫‪4.24‬‬ ‫‪83.73‬‬
‫اللوم‬
‫‪1.111‬‬ ‫‪4.162‬‬ ‫‪14.81‬‬ ‫‪21.81‬‬ ‫‪11.79‬‬ ‫‪38.78‬‬ ‫الدرجة الكلية للمقياس‬
‫‪-‬‬
‫‪1.461‬‬ ‫‪1.73‬‬ ‫‪93.11‬‬ ‫‪1.21‬‬ ‫‪92.36‬‬ ‫القوالب النمطية اإليجابية‬
‫‪1.792‬‬
‫‪1.173‬‬ ‫‪1.628‬‬ ‫‪7.62‬‬ ‫‪92.31‬‬ ‫‪7.16‬‬ ‫‪41.61‬‬ ‫القوالب النمطية السلبية‬

‫يتضح من نتائج الجدول السابق وجود فروق دالة إحصائيا بين الجنسين في كل‬
‫االتجاهات السلبية نحو البدانة بشكل عام وأبعادها (اإلهمال الشخصي واالجتماعي‪-‬‬
‫ضعف الجاذبية الجسمية‪ -‬التحكم وتوجيه مشاعر اللوم) في اتجاه الرجال؛ إذ تزايدت‬
‫االتجاهات السلبية نحو السمنة مقارنة بالنساء‪ ،‬وتبين انتفاء الفروق الجندرية في القوالب‬
‫النمطية (اإليجابية‪ -‬السلبية)‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫وفيما يتعلق بالفرض الرابع حول وجود فروق في االتجاهات نحو السمنة والقوالب‬
‫النمطية المرتبطة بالوزن بين من لديهم أقرباء مقربين يعانون من السمنة ومن ليس لديهم‪،‬‬
‫تتضح النتائج خالل جدول رقم (‪:)11‬‬

‫جدول (‪ )11‬الفروق في االتجاهات نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن‬


‫بين من لديهم أقارب مقربين يعانون من السمنة ومن ليس لديهم‬
‫ليس لديهم أقرباء سمان‬ ‫لديهم أقرباء سمان‬
‫الدللة‬ ‫قيمة ت‬ ‫(ن=‪)72‬‬ ‫(ن=‪)248‬‬ ‫المقاييس‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫اإلهمال الشخصي‬
‫‪1.181‬‬ ‫‪8.947-‬‬ ‫‪7.94‬‬ ‫‪94.71‬‬ ‫‪6.61‬‬ ‫‪98.17‬‬
‫واالجتماعي‬
‫‪1.192‬‬ ‫‪8.129-‬‬ ‫‪1.79‬‬ ‫‪87.91‬‬ ‫‪1.78‬‬ ‫‪81.71‬‬ ‫ضعف الجاذبية الجسمية‬
‫التحكم وتوجيه مشاعر‬
‫‪1.912‬‬ ‫‪1.188-‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫‪82.13‬‬ ‫‪4.39‬‬ ‫‪87.31‬‬
‫اللوم‬
‫‪1.182‬‬ ‫‪8.818-‬‬ ‫‪11.74‬‬ ‫‪31.61‬‬ ‫‪14.64‬‬ ‫‪26.84‬‬ ‫الدرجة الكلية للمقياس‬
‫‪1.814‬‬ ‫‪1.841‬‬ ‫‪6.11‬‬ ‫‪92.61‬‬ ‫‪1.71‬‬ ‫القوالب النمطية اإليجابية ‪93.12‬‬
‫‪1.181‬‬ ‫‪8.912-‬‬ ‫‪2.17‬‬ ‫‪41.81‬‬ ‫‪7.98‬‬ ‫‪92.24‬‬ ‫القوالب النمطية السلبية‬

‫تكشف نتائج الجدول السابق عن وجود فروق دالة إحصائيا بين كل من لديهم أقارب‬
‫ومن ليس لديهم في االتجاهات السلبية نحو السمنة بشكل عام‪ ،‬وبعدي اإلهمال‬
‫سمان َ‬
‫الشخصي واالجتماعي‪ ،‬وضعف الجاذبية الجسمية بشكل خاص في اتجاه من ليس لديهم‬
‫أقارب سمان؛ إذ تزايدت لديهم االتجاهات السلبية نحو السمنة‪ ،‬بينما تكشف النتائج عن‬
‫انتفاء الفروق في القوالب النمطية اإليجابية‪ ،‬وتزايد القوالب النمطية السلبية لدى من ليس‬
‫لديهم أقارب سمان مقارنة بمن لديهم أقارب سمان‪.‬‬

‫‪003‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫مناقشة النتائج‬

‫أولً‪ :‬مناقشة نتائج الفرضين األول والثاني فيما يتعلق بالعالقة بين التجاهات‬
‫السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن لدى طالب التخصص الطبي‬
‫وغير الطبي‪.‬‬

‫أوضحت نتائج التحليل اإلحصائي قبول فرضي الدراسة القائل بوجود عالقة ارتباطية‬
‫موجبة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية السلبية المرتبطة بالوزن لدى‬
‫كال التخصصين‪ ،‬ووجود عالقة ارتباطية سلبية بين االتجاهات السلبية نحو السمنة‬
‫والقوالب النمطية اإليجابية‪ .‬كما أوضحت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا بين طالب‬
‫التخصصين الطبي وغير الطبي في العالقة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب‬
‫النمطية السلبية المرتبطة بالوزن في اتجاه طالب التخصصات غير الطبية‪.‬‬

‫بينت الدراسة الراهنة أن طالب كال التخصصين الطبي وغير الطبي‪ ،‬كلما زادت‬
‫االتجاهات السلبية نحو السمنة بمختلف أبعادها (اإلهمال الشخصي واالجتماعي‪ ،‬وضعف‬
‫الجاذبية الجسمية‪ ،‬والتحكم وتوجيه مشاعر اللوم)؛ زادت القوالب النمطية السلبية المرتبطة‬
‫بوزن الجسم من قبيل وصف هؤالء األشخاص بـ(الكسل‪ -‬بطء الحركة‪ -‬الضعف‪ -‬دائمي‬
‫سلبا بكل من‬
‫الشعور بالجوع)‪ .‬بينما كشفت النتائج زيادة القوالب النمطية اإليجابية وترتبط ً‬
‫بعدي ضعف الجاذبية الجسمية‪ ،‬واإلهمال الشخصي واالجتماعي لمن يعانون من السمنة‬
‫أو زيادة الوزن‪ ،‬كذلك توصلت الدراسة الراهنة إلى أن طالب التخصصات غير الطبية‬
‫لديهم اتجاهات سلبية نحو السمنة وقوالب نمطية سلبية بشكل متزايد مقارنة بطالب‬
‫التخصصات الطبية‪.‬‬

‫ويتسق هذا مع نتائج الدراسات السابقة التي أشارت إلى تزايد انتشار معدالت‬
‫الس َمان بصفات سلبية )‪ (De Caroli& Sagone, 2015‬كما‬ ‫االتجاهات السلبية ووصم ِ‬
‫أوضحت الدراسات أن وصمة السمنة تؤثر في شعور ِ‬
‫الس َمان بالنبذ االجتماعي‪ ،‬وتجنب‬

‫‪003‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫إنشاء عالقات اجتماعية‪ ،‬والسخرية والتقليل من شأنهم ‪(Irwin et al., 2009; Jie et‬‬
‫)‪ al., 2017‬وإلقاء اللوم عليهم والمسئولية بسبب وزنهم )‪ ،(Puhl et al., 2015‬وفيما‬
‫يتعلق بجاذبيتهم الشكلية والجسمية؛ فينظر إلى األفراد ِ‬
‫الس َمان على أنهم قبيحو الشكل‬
‫وجسمهم غير متناسق وغير جذابين‪ ،‬ونتيجة لذلك تنخفض فرصهم في الزواج أو االرتباط‬
‫العاطفي )‪.)Friedman et al., 2005‬‬

‫الس َمان للوصمة في أماكن الخدمة الصحية ومن قبل‬ ‫وفيما يتعلق بتعرض األفراد ِ‬
‫المتخصصين كشفت نتائج الدراسات السابقة عن تزايد تعرض األفراد ِ‬
‫الس َمان لالتجاهات‬
‫السلبية بشأن وزنهم‪ ،‬ووصفهم بالكسل واإلهمال وأنهم يفتقرون للجاذبية الجسمية‬
‫)‪ .(Daníelsdóttir et al., 2010; Silks, 2011‬ووجد أن ‪ %61‬من مقدمي الخدمة‬
‫الطبية وصفوا مرضاهم من السمنة بأنهم منخفضو اإلرادة‪ ،‬وقبيحو الشكل‪ ،‬ويعتقد أكثر‬
‫طويال‪ ،‬وفي كثير من الحاالت‬
‫ً‬ ‫من (‪ )%14‬من المشاركين أن عالج السمنة يتطلب وقتًا‬
‫تكون غير فعالة )‪.(Foster et al., 2003‬‬

‫كما وجد أن األطباء ال يشعرون بالراحة عنـد التعامـل مـع األشـخاص ذوي السـمنة‪ ،‬ولـم‬
‫ـر عـن األطبـاء‪ ،‬فـإنهم يعتقـدون أن السـمنة أمـر‬
‫تختلف مشـاعر الممرضـات واتجاهـاتهم كثي ًا‬
‫يرجع إلى التحكم الشخصي وهن ال يفضلن تقديم رعاية طبية لشخص سمين ‪(Irwin et‬‬
‫أيضا إلى أن عالج مرضى السمنة والوزن الزائد ال جدوى‬ ‫)‪ ،al.,2009‬كما أَشار األطباء ً‬
‫منــه‪ ،‬وأنهــم أكثــر إزعاجــا مقارنــة بالمرضــى األقــل وزًنــا‪ ،‬وأنهــم أقــل طاعــة للنصــائح الطبيــة‪،‬‬
‫و ِمن ثَم ال يحققون الفوائد المرجوة من عالجهم )‪.(Puhl& Heuer, 2009‬‬

‫كما وجدت دراسة )‪ )Tomiyama et al., 2015‬أن المتخصصين في السمنة أقروا‬


‫بوجود مشاعر سلبية جوهرية نحو األشخاص ِ‬
‫الس َمان مقارنة بذوي الوزن الطبيعي أو‬
‫األقل من الطبيعي‪ ،‬كما وصفوا األشخاص ذوي السمنة بأنهم أكثر ً‬
‫كسال‪ ،‬وغباء‪ ،‬وبانعدام‬
‫قيمتهم مقارنة بنظرائهم ذوي الوزن الطبيعي‪.‬‬

‫‪002‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫فرغم وجود اتجاهات سلبية وقوالب نمطية بشكل عام لدى المشاركين بالدراسة تزايدت‬
‫وصمة السمنة (بما تتضمنه من اتجاهات سلبية وقوالب نمطية سلبية) لدى طالب‬
‫التخصصات غير الطبية مقارنة بطالب التخصص الطبي‪ ،‬ويمكن أن تتسق هذه النتيجة‬
‫مع ما كشفت عنه نتائج الدراسات السابقة التي أشارت إلى أن األفراد ِ‬
‫الس َمان يتعرضون‬
‫للوصمة في مجاالت متعددة منها‪ :‬أماكن العمل‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والمواصالت العامة‪ ،‬واألسرة‪،‬‬
‫وزمالء الدراسة أو العمل ‪(Vartanian, 2010; Silks,2011; Jie Jang et al.,‬‬
‫)‪ . 2017‬ليس هذا فحسب بل إن أحد القوالب النمطية عن األفراد ِ‬
‫الس َمان هي ضعف‬
‫اإلرادة وعدم قدرتهم على التحكم في وزنهم أو شراهتهم لألكل )‪،(Puhl et al., 2007‬‬
‫وهذا يتسق مع ما وجدته دراسة (‪ )Fatbardha, 2018‬إذ بينت أن الطالب الدارسين‬
‫لبرنامج علم النفس يعتقدون بعجز ذوي السمنة على التحكم في وزنهم نتيجة عدم انشغالهم‬
‫بوزن جسمهم بدرجة كبيرة‪.‬‬

‫وبشكل عام فإن وجود اتجاهات سلبية نحو السمنة وقوالب نمطية سلبية ترتبط بالوزن‬
‫يمكن تفسيره في ضوء نظرية العزو السببي التي تفترض أن الصورة النمطية المأخوذة‬
‫عمن يعانون من السمنة ترجع إلى ضعف قدرتهم على التحكم في شراهتهم لألكل‪ ،‬وأنهم‬
‫المسئولون بالدرجة األولى ِفي وزنهم‪ ،‬و ِمن ثَم فإن الشخص الذي يتسم بضعف اإلرادة‬
‫نتوقع افتقاده إلى الكفاءة وأنه غير جدير بالثقة أو للتحمل المسئولية (‪،)Silks, 2011‬‬
‫كما ينظر إليهم على أنهم ال يستحقون التعاطف أو المساندة معهم لتحملهم مسئولية‬
‫وزنهم‪ ،‬وأن فرصهم في تحقيق النجاح غير مضمونة مقارنة بغيرهم ذوي الوزن الطبيعي‬
‫)‪.(Mason, 2012‬‬

‫كمــا يمكــن تفســير انخفــاض فرصــهم فــي إنشــاء عالقــات اجتماعيــة (صــداقة أو زواج أو‬
‫ارتباط عاطفي) إلى ضعف جاذبيتهم الجسمية وعدم تناسق شكلهم‪ ،‬باإلضافة إلى وصفهم‬
‫بعدم االهتمام بالنظافة الشخصية‪ ،‬وبأنهم قبيحـو الشـكل والهيئـة‪ ،‬ولـديهم اضـطراب انفعـالي‬
‫لذلك يلجئون إلى األكل بشراهة (‪.) Jie Jang et al., 2017‬‬

‫‪002‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫وفي بعض اآلحيان يسهم مقدمو الرعاية الطبية في تدعيم هذه الصورة لألفراد ِ‬
‫الس َمان‬
‫في أنهم ال بد أن يخفضوا من كميات أكلهم‪ ،‬أو يمارسوا مز ًيدا ِمن األنشطة الرياضية‪،‬‬
‫على الرغم مما كشفته بعض الدراسات الطبية أن السمنة قد ال ترجع إلى كميات األكل‪،‬‬
‫ولكن قد ترجع إلى عوامل جينية أو خلل هرمونى؛ و ِمن ثَم لن يكون الشخص السمين في‬
‫هذه الحالة َمسئوًال عن عدم تناسق جسمه )‪.(Luck-Sikorski et al., 2017‬‬

‫ثانيا‪ :‬مناقشة نتيجة الفرض الثالث‪ ،‬ومؤداه أن الرجال لديهم اتجاهات سلبية نحو‬
‫ً‬
‫السمنة وقوالب نمطية مرتبطة بزيادة الوزن مقارنة بالنساء‪.‬‬

‫كشفت النتائج عن تحقق فرض الدراسة؛ إذ تزايدت االتجاهات السلبية نحو السمنة‬
‫وأبعادها (اإلهمال الشخصي واالجتماعي‪ -‬ضعف الجاذبية الجسمية‪ -‬التحكم في مشاعر‬
‫اللوم وتوجيهها) لدى الرجال مقارنة بالنساء بينما انتفت الفروق بينهما في القوالب النمطية‬
‫المرتبطة بالوزن‪.‬‬

‫وتتسق هذه النتيجة مع ما كشفت عنه مراجعة األدبيات السابقة عن أن الرجال لديهم‬
‫اتجاهات سلبية متزايدة نحو زائدي الوزن مقارنة بالنساء )‪ ،(Brady, 2016‬ووجد ً‬
‫أيضا‬
‫أن النساء ذوات السمنة أكثر عرضة للتمييز من الرجال ذوي السمنة ومن النساء ذوات‬
‫الوزن الطبيعي؛ إذ وجد أنهم يحصلون على أجور منخفضة مقارنة بهم‪ ،‬وفرصهم أقل في‬
‫الزواج وإنشاء عالقات اجتماعية )‪.(Mason, 2012‬‬

‫كما أصدر الذكور في دراسة "ميللر وزمالئه ‪ "Miller et al‬سنة ‪ 1331‬تقييمات‬


‫سلبية للنساء السمينات بأنهن أقل مرغوبية ومهارة اجتماعية‪ ،‬وأقل جاذبية جسمية مقارنة‬
‫بغيرهن من النساء ذوات الوزن الطبيعي )‪،(Look: Brochu& Morrison, 2007‬‬
‫تفضيال‬
‫ً‬ ‫واتسقت مع نتيجة دراسة )‪ (Latner at el., 2005‬التي وجدت أن الذكور أقل‬
‫لألشخاص ِ‬
‫الس َمان خاصة إذا كانوا من اإلناث‪.‬‬

‫‪002‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫على الرغم مما ناقشناه في الفرض السابق عن تزايد االتجاهات السلبية نحو السمنة‬
‫لدى مقدمي الخدمة الطبية أظهرت نتائج دراسة )‪ (Pantenburg et al., 2012‬انخفاض‬
‫االتجاهات السلبية نحو السمنة لدى المشاركات من اإلناث تجاه األفراد ذوي السمنة‪ ،‬وأنهم‬
‫تقبال للسمنة مقارنة بالذكور‪.‬‬
‫أكثر ً‬
‫ويمكن تفسير هذه النتيجة في ضوء الثقافة المرتبطة بالتنميط الجندري؛ التي تتطلب‬
‫معينا لجسمها‪ ،‬ومتوقع منها أن تهتم بوزنها وتناسقه‪ ،‬وأنها جميلة ورقيقة‪،‬‬
‫شكال ً‬
‫من الفتاة ً‬
‫أن يكون أكثر قوة عضلية‬ ‫وتولي رعاية خاصة بهيئتها العامة‪ ،‬في حين متوقع من الفتى ْ‬
‫وشخصية‪ ،‬وهذا ما يتسق مع دراسة )‪ (Brady, 2016‬التي أوضحت أن النساء أكثر‬
‫احتماال لتلقي اللوم حول أسباب زيادة وزنهن وتحملهم مسئولية سمنتهن‪ ،‬وأنهن أكثر‬
‫ً‬
‫شعور بالضغط لجعل أجسامهم تتفق مع معايير الجمال المجتمعية في الثقافة الغربية‪،‬‬
‫ًا‬
‫شعور بالتعاطف والتفهم مع هؤالء ذوي السمنة وزيادة الوزن‬
‫ًا‬ ‫كما بينت أن النساء أكثر‬
‫مقارنة بالرجال‪.‬‬

‫إذ وجدت الدراسات أن المرأة السمينة على وجه الخصوص تعد أقل جاذبية جسمية‪،‬‬
‫وتنخفض لديها الرغبة والمهارة الجنسية‪ ،‬وهذا يتسق مع ما وجدته دراسة" شين ‪،Chen‬‬
‫وبراون ‪ "Brown‬سنة ‪ 8111‬التي أوضحت أن الرجال ال يفضلون الدخول في عالقة‬
‫زواج أو ارتباط عاطفي مع نساء سمينات )‪.(Puhl& Heuer, 2009‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬مناقشة نتيجة الفرض الرابع الخاص بوجود فروق في التجاهات نحو السمنة‬
‫والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن بين من لديهم أقرباء يعانون من السمنة ومن ليس‬
‫لديهم‪.‬‬

‫كشفت النتائج عن تحقق هذا الفرض إذ تزايدت لديهم االتجاهات السلبية نحو البدانة‬
‫لدى من ليس لهم أقارب ِس َمان مقارنة بمن لديهم أقارب‪ ،‬بينما كشفت النتائج عن انتفاء‬
‫الفروق في القوالب النمطية اإليجابية‪ ،‬وتزايد لدى من ليس لديهم أقارب سمان القوالب‬
‫النمطية السلبية مقارنة بمن لديهم أقارب سمان‪.‬‬
‫‪009‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫وتبــدو هــذه نتيجــة منطقيــة إلــى حــد كبيــر فمــن المفتــرض أن الشــخص الــذي لديــه أقــارب‬
‫لديهم سمنة أو وزن زائد هم أكثر إد اركـا لمـا يتعرضـون لـه مـن وصـمة السـمنة‪ ،‬علـى الـرغم‬
‫من وجود دراسات تؤكد أن أحد أهم مصادر الوصـمة بالنسـبة لألشـخاص ِ‬
‫الس َـمان هـم أفـراد‬
‫األسـرة )‪ .(Daníelsdóttir et al., 2010; Silks, 2011; WHO, 2017‬وهـذا يتفـق‬
‫م ــع مـ ــا كشـ ــفت عنـ ــه د ارسـ ــة" بـــول ‪ ،Puhl‬ومـــوس‪ -‬ارســـين ‪ ،Moss-Racusin‬وش ـ ـوارتز‬
‫‪ ،Schwartz‬وبرواني ــل ‪ "Brownell‬س ــنة ‪ 8112‬إذ بين ــت أن أفـ ـراد األسـ ـرة ه ــم مص ــادر‬
‫الوصــمة المرتبطــة بــالوزن‪ ،‬عنــدما وجــه إلــى المشــاركين س ـؤال حــول خب ـرات الوصــمة مــن‬
‫أعضــاء محــددين مــن األسـرة أقــروا أن ‪ %19‬خب ـرات وصــمة مــن األم‪ ،‬و‪ %44‬مــن األب‪،‬‬
‫‪ %97‬من األخوات‪ ،‬و‪ %96‬من األخوة‪ ،‬و‪ %81‬من األبناء الذكور‪ ،‬و‪ %12‬مـن األبنـاء‬
‫اإلناث‪ ،‬إذ تَعرضوا إلى تعليقات تحقر مـن ذواتهـم‪ ،‬أو إطـالق أسـماء غيـر مرغوبـة علـيهم‪،‬‬
‫أو السخرية منهم وتقليدهم بشكل ساخر )‪.(Puhl& Heuer, 2009‬‬

‫أن‬
‫ووفًقا لجوفمان الذي أوضح أن أفراد األسرة واألزواج والزوجات واألصدقاء يفترض ْ‬
‫مشابها لألفراد ذوي الوزن‬ ‫سلوكا‬
‫ً‬ ‫مصدر للتفهم‪ ،‬ويسلكوا تجاه األفراد ِ‬
‫الس َمان‬ ‫ًا‬ ‫يكونوا‬
‫ً‬
‫الطبيعي‪ ،‬كما قد يسهم أفراد األسرة واألزواج واألصدقاء في تغيير أسلوب حياة ِ‬
‫الس َمان بما‬
‫يزيد من حمايتهم من السمنة أو مخاطرها )‪.(Carr& Friedman, 2006‬‬

‫وهذا ما توصلت إليه دراسة )‪ (Puhl et al., 2015‬من أن وجود فرد من أفراد العائلة‬
‫عانى من خبرات لوصمة السمنة والتحيزات المرتبطة بالوزن ينبئ بمستويات منخفضة من‬
‫االتجاهات السلبية نحو السمنة‪ ،‬ويخفض من التعبير عن التحيزات المرتبطة بالوزن تجاه‬
‫اآلخرين ِ‬
‫الس َمان‪ ،‬كما توصلت إلى أن األفراد الذين يدركون أن أسباب السمنة ترجع إلى‬
‫تعبير عن وصم اآلخرين ِ‬
‫الس َمان‪.‬‬ ‫عوامل فسيولوجية أو أسباب بيئية هم األقل ًا‬
‫ونخلص من مناقشة نتائج الدراسة الراهنة إلى أن األفراد ِ‬
‫الس َمان يعانون من وصمة‬
‫اجتماعيا‪،‬‬
‫ً‬ ‫السمنة بما تتضمنه من اتجاهات سلبية (متمثلة في إهمالهم الشخصي ونبذهم‬
‫وعدم جاذبتهم الجسمية نتيجة شكل جسمهم الذي يتسم بعدم التناسق‪ ،‬وتوجيه اللوم لهم‬
‫‪033‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫لضعف قدرتهم على التحكم في وزنهم) وقوالب نمطية سلبية من قبيل وصفهم بـ(الكسل‪-‬‬
‫بطء الحركة‪ -‬الضعف‪ -‬دائمي الشعور بالجوع‪ -‬عدوانيين‪ -‬إرادتهم ضعيفة‪ -‬يعانون من‬
‫األمراض أكثر من اآلخرين)‪ .‬وأن هذه الوصمة تحدث في أماكن متعددة كالدراسة والعمل‬
‫والمنزل واألماكن العامة‪ ،‬وقد تصدر عن أشخاص يفترض أنهم مصادر المساندة مثل‬
‫مقدمي الرعاية الصحية‪ ،‬ولكن ما كشفت عنه نتائج الدراسة الراهنة اتساًقا مع نتائج التراث‬
‫السابق يكشف أن مقدمي الخدمة الطبية أحد المصادر المهمة في وصم األفراد ِ‬
‫الس َمان‪،‬‬
‫ليس هذا فحسب بل قد تؤثر اتجاهاتهم السلبية ومعتقداتهم حول السمنة في فاعلية العالج‬
‫لمرضاهم‪.‬‬

‫و ِمن ناحية أخرى ترتبط وصمة السمنة ببعض ردود األفعال الوجدانية تجاه الجماعات‬
‫محل الوصمة؛ إذ الحظ الباحثون أن هذه الجماعات يمكن أن تثير بعض االنفعاالت‬
‫كاالشمئزاز والغضب؛ خاصة عندما يهدد الشخص البدين سالمة شخص آخر في‬
‫المكان‪ ،‬الميل إلى وضع مسافة وحدود في المكان على اعتبار الشخص البدين شخص‬
‫مؤذ‪ ،‬ويتسق هذا مع ما كشفت عنه دراسة "كريندل" ‪ Krendl‬سنة ‪ 8116‬ووجود مناطق‬
‫مخية (االميجداال) ترتبط بالشعور باالشمئزاز عند عرض صور لجماعات الوصمة بما‬
‫فيها األفراد ذوي السمنة‪ ،‬كما وجد أن النشاط المخي يزيد مع عرض صور تتضمن‬
‫تقييمات سلبية لهذه الجماعات )‪ (Vartanian, 2010‬كما تؤدي وصمة السمنة إلى‬
‫تشويه السمعة ووصم األفراد‪ ،‬ونبذهم اجتماعيا‪ ،‬وإظهارهم بأنهم خطرون وعدوانيون ويقلل‬
‫من فرصهم في الحياة )‪ .(Schafer& Ferraro, 2011‬ويمكن القول إنه يترتب على‬
‫القوالب النمطية واالتجاهات السلبية المرتبطة بالوزن الزائد والسمنة زيادة فرص عدم‬
‫&‪(Puhl‬‬ ‫التكافؤ االجتماعية‪ ،‬ومعاملة غير عادلة وجودة حياة تتسم باالضطراب‬
‫)‪.Heuer, 2009‬‬
‫ويمكن تفسير تأخر فاعلية العالج أو انخفاضه أو عدم تأديته إلى النواتج المرغوبة إلى‬
‫الس َمان؛ إذ تتضمن عملية الوصمة وضع مسمى لالختالف من خالل‬ ‫وصم األفراد ِ‬

‫‪033‬‬
‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ‪ ،15‬ع‪ 2‬ابريل ‪ ، 2102‬ص ص ‪)437- 222‬‬

‫تصنيف األفراد في فئة خاصة بالسمنة‪ ،‬وتكوين اتجاهات سلبية تشتمل على توجيه اللوم‬
‫والنبذ االجتماعي ووضع مسافات اجتماعية‪ ،‬وهذا يتضح بصورة جلية في األماكن العامة‬
‫ِ‬
‫باإلضافة إلى أن‬ ‫أو أماكن العمل أو تقديم الخدمة الطبية أو التعليم أو وسائل اإلعالم‪،‬‬
‫االتجاهات السلبية تتضمن أيضا تسمية األفراد ِ‬
‫الس َمان بمسميات منفرة‪ ،‬ووصفهم بالكسل‬ ‫ً‬
‫وضعف اإلرادة‪ ،‬وال يستطيعون التحكم في شهيتهم ومن ثم وزنهم‪ ،‬وهذه الصورة تدعم ما‬
‫ذكرناه سابًقا من عزو السمنة إلى سلوك األفراد بالدرجة األولى‪.‬‬

‫وتفترض الباحثة أن الوصمة مفهوم يتأثر بثقافة المجتمع بدرجة كبيرة والدليل الداعم‬
‫لذلك هو تزايد االتجاهات السلبية والقوالب النمطية السلبية المرتبطة بالوزن لدى الرجال‬
‫مقارنة بالنساء‪ ،‬وأن الرجال ال يفضلن النساء السمينات أو زائدات الوزن النخفاض‬
‫جاذبيتهن الجسمية والشكلية‪ .‬كما افترض "ميللر وزمالؤه" ‪ Miller et al.,‬أن النساء‬
‫الالتي يتعرضن لوصمة السمنة بشكل متزايد تقل فرصهن من تطوير أنفسهن‪ ،‬وتنمية‬
‫مهاراتهن االجتماعية المطلوبة لتكوين انطباعات إيجابية عند اآلخرين‪ ،‬وأن هؤالء النساء‬
‫ار اجتماعية منوطة‬
‫يعانين من مشكلتين رئيستين أولهما أنها امرأة ويتوقع منها المجتمع أدو ًا‬
‫بنوعها االجتماعي (الجندر)‪ ،‬وخصاال شخصية وشكلية محددة تناسب معايير الجمال‬
‫العالمية‪ ،‬وثانيهما أنها تعاني من السمنة أو الوزن الزائد‪ ،‬والتي تعد مشكلة في حد ذاتها‬
‫لما لها من مترتبات نفسية واجتماعية كالنبذ واالستبعاد االجتماعي وانخفاض فرصهن في‬
‫االرتباط والزواج وفرص توظيفهن مقارنة بالرجل السمين ‪(Brochu& Morrison,‬‬
‫)‪.2007‬‬

‫‪036‬‬
)437- 222 ‫ ص ص‬، 2102 ‫ ابريل‬2‫ ع‬،15 ‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج‬

‫المراجع‬

.)8114( .)‫أنيس (إبراهيم)؛ ومنتصر (عبد الحليم)؛ الصوالحي (عطية)؛ خلف هللا (دمحم‬
.‫ مكتبة الشروق الدولية‬-‫ مجمع اللغة العربية‬:‫ القاهرة‬.‫المعجم الوسيط‬

‫ دار الثقافة‬:‫ القاهرة‬.‫ دراسات في علم النفس الصناعي والتنظيمي‬.)8111( .)‫سعد (دمحم‬
.‫العربية‬

‫ و ازرة الصحــة‬،2114 ‫ المسح السكاني الصحي لسنة‬.)8111( .‫و ازرة الصحة والسكان‬
.‫ مصر‬،‫والسكان‬

،‫ و ازرة الصحة والسكان‬،‫ المسح الشامل للصحة‬.)8113( .‫و ازرة الصحة والسكان بمصر‬
.‫مصر‬
Pantenburg, B., Sikorski, C., Luppa, M., Schomerus, G., König, H.
H., Werner, P.,& Riedel-Heller, S. G. (2012). Medical
students’ attitudes towards overweight and obesity. PloS one,
7(11), e48113
Bos, A. E., Pryor, J. B., Reeder, G. D.,& Stutterheim, S. E. (2013).
Stigma: Advances in theory and research. Basic and applied
social psychology, 35(1), 1-9.
Brady, C. (2016). Decreasing obesity and obesity stigma: socio-
demographic differences in beliefs about causes of and
responsibility for obesity. Social Sciences, 5(1), 12.
Brochu, P. M.,& Morrison, M. A. (2007). Implicit and explicit
prejudice toward overweight and average-weight men and
women: Testing their correspondence and relation to
behavioral intentions. The Journal of Social Psychology,
147(6), 681-706.

030
)437- 222 ‫ ص ص‬، 2102 ‫ ابريل‬2‫ ع‬،15 ‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج‬

Carr, D.,& Friedman, M. A. (2006). Body weight and the quality of


interpersonal relationships. Social Psychology Quarterly,
69(2), 127-149.
Cheng, Y. H. A.,& Landale, N. S. (2010). Teen overweight, weight
stigma, and intimate relationship development from
adolescence to young adulthood. Max Planck Institute for
Demographic Research Working Paper, 8.
Daníelsdóttir, S., O'Brien, K. S.,& Ciao, A. (2010). Anti-fat
prejudice reduction: a review of published studies. Obesity
facts, 3(1), 47-58.
De Caroli, M. E.,& Sagone, E. (2013). Anti-fat prejudice and
stereotypes in psychology university students. Procedia-Social
and Behavioral Sciences, 84, 1184-1189.
De Caroli, M. E.,& Sagone, E. (2015). Anti-fat attitudes and weight
stereotypes: A comparison between adolescents and their
teachers. Procedia-Social and Behavioral Sciences, 191, 280-
285.
Fatbardha, O. (2018). Obesity and Attitudes Toward It, specialty
journal of psychology and management, 4,1,1-7.
Foster, G. D., Wadden, T. A., Makris, A. P., Davidson, D.,
Sanderson, R. S., Allison, D. B.,& Kessler, A. (2003). Primary
care physicians’ attitudes about obesity and its treatment.
Obesity research, 11(10), 1168-1177.
Friedman, K. E., Reichmann, S. K., Costanzo, P. R., Zelli, A.,
Ashmore, J. A.,& Musante, G. J. (2005). Weight stigmatization
and ideological beliefs: relation to psychological functioning in
obese adults. Obesity research, 13(5), 907-916.
Hayward, L. E., Vartanian, L. R.,& Pinkus, R. T. (2017). Coping
with weight stigma: development and validation of a Brief
Coping Responses Inventory. Obesity science& practice,
3(4), 373-383.
033
)437- 222 ‫ ص ص‬، 2102 ‫ ابريل‬2‫ ع‬،15 ‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج‬

Hilbert, A., Rief, W.,& Braehler, E. (2008). Stigmatizing attitudes


toward obesity in a representative population‐based sample.
Obesity, 16(7), 1529-1534.
Hübner, C., Schmidt, R., Selle, J., Köhler, H., Müller, A., de Zwaan,
M.,& Hilbert, A. (2016). Comparing self-report measures of
internalized weight stigma: The Weight Self-Stigma
Questionnaire versus the Weight Bias Internalization Scale.
Plos one, 11(10), e0165566.
Irwin, C., Symons, C. W.,& Kerr, D. L. (2009). Behavioral intention
and behavior toward the obese on a college campus: An
exploratory analysis of discriminatory behavior. American
Journal of Health Education, 40(2), 106-117.
Jie Jang, Y., Che, K. I.,& Woei Suen, M. (2017). Health Education:
The Influences of the Obesity-Related Stereotypes on
Evaluations of Different Body Shapes in High School Girls.
Journal of Womens Health Care, 06(03).
Latner, J. D., Stunkard, A. J.,& Wilson, G. T. (2005). Stigmatized
students: age, sex, and ethnicity effects in the stigmatization of
obesity. Obesity Research, 13(7), 1226-1231.
Lewis, R. J., Cash, T. F.,& Bubb‐Lewis, C. (1997). Prejudice
toward fat people: the development and validation of the antifat
attitudes test. Obesity research, 5(4), 297-307.
Luck-Sikorski, C., Riedel-Heller, S. G.,& Phelan, J. C. (2017).
Changing attitudes towards obesity–results from a survey
experiment. BMC public health, 17(1), 373.
Major, B.,& O'brien, L. T. (2005). The social psychology of stigma.
Annu. Rev. Psychol., 56, 393-421.
Mason, K. (2012). The unequal weight of discrimination: Gender,
body size, and income inequality. Social Problems, 59(3),
411-435.

033
)437- 222 ‫ ص ص‬، 2102 ‫ ابريل‬2‫ ع‬،15 ‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج‬

McVay, M. A., Steinberg, D. M., Askew, S., Kaphingst, K. A.,&


Bennett, G. G. (2016). Genetic causal attributions for weight
status and weight loss during a behavioral weight gain
prevention intervention. Genetics in Medicine, 18(5), 476
Puhl, R. M.,& Heuer, C. A. (2009). The stigma of obesity: a review
and update. Obesity, 17(5), 941-964.
Puhl, R. M., Latner, J. D., Brien, K. O., Luedicke, J., Danielsdottir,
S.,& Forhan, M. (2015). ORIGINAL ARTICLE A
multinational examination of weight bias : predictors of anti-fat
attitudes across four countries, (March), 1166–1173.
https://doi.org/10.1038/ijo.2015.32
Puhl, R. M., Latner, J. D., O'Brien, K., Luedicke, J., Daníelsdóttir,
S.,& Forhan, M. (2015). A multinational examination of
weight bias: predictors of anti-fat attitudes across four
countries. International Journal of Obesity, 39(7), 1166.
Puhl, R. M., Moss-Racusin, C. A., Schwartz, M. B.,& Brownell, K.
D. (2007). Weight stigmatization and bias reduction:
perspectives of overweight and obese adults. Health education
research, 23(2), 347-358.
Rashmi,& Jaswal, S. (2011). Attitude of parents, peers and teachers
towards obese teenagers. Journal of Psychology, 2(1), 45-51.
Ruggs, E. N., King, E. B., Hebl, M.,& Fitzsimmons, M. (2010).
Assessment of weight stigma. Obesity Facts, 3(1), 60-69.
Schafer, M. H.,& Ferraro, K. F. (2011). The stigma of obesity: does
perceived weight discrimination affect identity and physical
health?. Social Psychology Quarterly, 74(1), 76-97.
Schwartz, M. B., Chambliss, H. O. N., Brownell, K. D., Blair, S.
N.,& Billington, C. (2003). Weight bias among health
professionals specializing in obesity. Obesity Research, 11(9),
1033-1039.

032
)437- 222 ‫ ص ص‬، 2102 ‫ ابريل‬2‫ ع‬،15 ‫مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج‬

Silks, J. C. (2011). Differences in anti-fat attitudes among healthcare


providers and general students, WWU Graduate School
Collection. 180. https://cedar.wwu.edu/wwuet/180.
Tomiyama, A. J., Finch, L. E., Belsky, A. C. I., Buss, J., Finley, C.,
Schwartz, M. B.,& Daubenmier, J. (2015). Weight bias in 2001
versus 2013: contradictory attitudes among obesity researchers
and health professionals. Obesity, 23(1), 46-53.
Vartanian, L. R. (2010). Disgust and perceived control in attitudes
toward obese people. International journal of obesity, 34(8),
1302.
Vartanian, L. R., Pinkus, R. T.,& Smyth, J. M. (2014). The
phenomenology of weight stigma in everyday life. Journal of
Contextual Behavioral Science, 3(3), 196-202.
World Health Organization. (2017). Weight bias and obesity stigma:
considerations for the WHO European Region.
http://www.euro.who.int/en/health-
topics/noncommunicable-
diseases/obesity/publications/2017/weight-bias-and-obesity-
stigma-considerations-for-the-who-european-region-2017

032

You might also like