Professional Documents
Culture Documents
JSHP - Volume 15 - Issue 2 - Pages 292-347
JSHP - Volume 15 - Issue 2 - Pages 292-347
وصمة السمنَة :العالقة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية
المرتبطة بزيادة الوزن لدى ط َالب الجامعة
في ضوء التخصص الدراسي والجندر
(الملخص)
تسهدف الدراسة الحالية فحص وصمة السمنة من خالل تعرف طبيعة العالقة بين
االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بزيادة الوزن .كما تستهدف
دراسة الفروق بين طالب الجامعة من التخصصات الطبية والتخصصات غير الطبية في
وصمة السمنة .باإلضافة إلى الكشف عن طبيعة الفروق الجندرية في كل من متغيري
الدراسة والوقوف على وجود فروق بين من لديهم أقارب ِس َمان ومن ليس لديهم .وتكونت
مشاركا 143( ،من طالب كلية العالج الطبيعي و 171من ً عينة الدراسة من ()913
طالب كلية اآلداب) .وكشفت نتائج الدراسة عن وجود عالقة ارتباطية دالة موجبة بين
االتجاهات السلبية نحو ِ
الس َمنة والقوالب النمطية السلبية المرتبطة بزيادة الوزن لدى طالب
الدارسين في كال التخصصين .كما كشفت عن تزايد وصمة السمنة (بما في ذلك
االتجاهات والقوالب النمطية السلبية) لدى طالب التخصص غير الطبي مقارنة بطالب
التخصص الطبي .كذلك ،فقد تزايدت وصمة السمنة لدى الرجال مقارنة بالنساء
وانخفضت هذه الوصمة لدى من لديهم أقارب ِس َمان.
)437- 222 ص ص، 2102 ابريل2 ع،15 مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج
(Abstract)
Study aims to examine the stigma of obesity by identifying the
relationship between negative attitudes towards obesity and
stereotypes associated with weight gain. It also aims to study the
differences between university students from medical and non-
medical disciplines in the stigma of obesity, In addition to revealing
a gender differences in both study variables and to determine the
existence of differences between those who have relatives to
overweight persons and those who do not. The sample of the study
consisted of (319) participants (149 students from the Faculty of
Physical Therapy and 170 students from the Faculty of Arts). Study
results revealed a positive correlation between negative attitudes
towards obesity and negative stereotypes associated with weight
gain among students in both disciplines. It also revealed an increase
in the stigma of obesity (including negative attitudes and
stereotypes) among non-medical versus medical students. The
stigma of obesity has increased in men compared to women and it
has decreased in those with relatives to overweight persons.
692
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
وتعد وصمة السمنة أحد أشكال الوصمة االجتماعية التي يتعرض لها قطاع عريض
ِ
بعض األفعال والسلوكيات التي تصدر من أفراد المجتمع؛ وتنطوي وصمة السمنة على
تجاه األفراد ال ِس َمان أو زائدي الوزن ،من َقبيل النبذ االجتماعي ،وضعف الرعاية الصحية،
وفرص غير متكافئة في التعليم أو العمل ( .)WHO, 2017كما تؤثر السمنة في نمط
التفاعالت االجتماعية بين األفراد؛ إ ْذ كشفت نتائج الدراسات عن تجنب إنشاء عالقات
اجتماعية بمختلف أشكالها (صداقة -زواج -ارتباط عاطفي) مع األفراد ِ
الس َمان ،وقد
يعزو ذلك إلى القوالب النمطية المرتبطة بهم (Jie Jang, Che,& Woei Suen,
).2017
ووفًقا لتقرير منظمة الصحة العالمية عن السمنة لسنة 8112فإن أكثر من %11من
سكان العالم من الراشدين لديهم سمنة ،وأشاروا إلى أن السمنة تعد أحد عوامل خمسة
رئيسة التي تؤدي إلى الوفاة على مستوى العالم ،وتعد السمنة إحدى مشكالت الدول
Self-Stigmatization 1
692
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
مرتفعة الدخل ،كما أنها تزيد بشكل سريع في دول العالم النامي .وكشف تقرير منظمة
أيضا عن تزايد معدالت وصمة السمنة في الواليات المتحدة األمريكية
الصحة العالمية ً
بنسبة %66منذ سنة 1331مقارنة بالتمييز العرقي (Pantenburg, Sikorski,
) .Luppa, Schomerus, König, Werner& Riedel-Heller, 2012وكشف
تقرير منظمة الصحة العالمية لسنة 8116أن ما يفوق 1.3مليار من الراشدين ،وفي
عمر 12فأكبر يعانون من زيادة الوزن ،ومنهم 611مليون يعانون من السمنة ،ومع تزايد
نسب السمنة وزيادة الوزن تتزايد معدالت الوصمة ،التي تزايدت في الواليات المتحدة عن
التعصب العرقي ).(Fatbardha, 2018
وفي المسح السكاني الصحي الذي أجرته و ازرة الصحة والسكان بمصر لسنة ،8114
وهو يعد أول مسح قومي صحي منذ سنة ،8112وجد أن أكثر من ثلث األطفال
والمراهقين من الجنسين في الفئة العمرية ( )13-1يعانون زيادة في الوزن أو السمنة،
وشيوع السمنة بين السيدات المتزوجات في الفئة العمرية ( )43-11سنة ،وتعد ()%42
من السيدات بدينات ،و( )%97يعانين من زيادة في الوزن (و ازرة الصحة والسكان،
.)8111كما كشفت نتائج المسح الذي أجرته و ازرة الصحة والسكان بمصر لسنة 8112
أن ( )%49على األقل من المصريين يعانون من السمنة ،وأن أكثر من ( )%71من
أسباب الوفاة بمصر يرجع إلى السمنة التي ينتج عنها أمراض كالسكر والضغط ،كما
كشف المسح الشامل أن مصر تأتي في مقدمة دول العالم التي تعاني من السمنة (و ازرة
الصحة والسكان بمصر.)8113 ،
وتنتشر السمنة في مجتمعات عديدة ،ويندرج األفراد ال ِس َمان تحت فئة المهمشين
اجتماعيا ،وأشارت النتائج في الواليات المتحدة إلى وجود ما يقارب ( )%66.9يعانون
من زيادة الوزن ،بينما ( )%98.8يعانون من السمنة من الراشدين ،ويعانون من التمييز
والنفور ويتعرضون لمواقف سلبية بشكل يومي ،كما يتعرضون في كثير من األحيان إلى
692
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
القمع والنبذ االجتماعي مثلهم مثل أنواع االتجاهات التعصبية األخرى (كالتعصب العرقي،
والجنسي ،والديني ...إلخ) ).(Irwin, Symons& Kerr, 2009
وقد أجريت دراسات لحصر نسب السمنة في مختلف المجاالت؛ مثل دراسة مركز "رود
لسياسة الغذاء والسمنة ،"2وهي دراسة عبر ثقافية شملت الواليات المتحدة ،وكندا،
وأيسلندا ،وأستراليا ،أجريت بهدف الكشف عن نسب التعرض لخبرات وصمة السمنة في
أماكن الدراسة ،والعمل ،والرعاية الصحية ،واإلعالم ،واألسرة واألصدقاء .كشفت النتائج
عن تعرض ( )%69من أطفال المدارس للتنمر بسبب وزنهم ،و( )%14من الراشدين
يتعرضون للوصم من زمالء عملهم ،و( )%63من الراشدين أقروا أنهم يخبرون مواقف
للوصمة في أماكن الرعاية الصحية ومن مقدمي الخدمات الطبية ،كما وجد أنه رغم
تعرض كل من النساء والرجال لوصمة السمنة ،فإن النساء تعرضن لمعدالت أعلى من
خبرات الوصمة مقارنة بالرجال .كما تبين أن وسائل اإلعالم تدعم القوالب النمطية حول
السمنة ،إذ ظهر أن ما يقارب ( )%77من وسائل اإلعالم توصم األفراد ِ
الس َمان وتقدمهم
في صورة هزلية وساخرة ).(WHO, 2017
ونتيجة لهذا التزايد المتسارع في نسب السمنة وصفت منظمة الصحة العالمية السمنة
بأنها "وباء عالمي" نتيجة الزيادة المفرطة في انتشارها بين جميع المراحل ومختلف الشرائح
والمجتمعات (Carr& Friedman, 2006; Puhl, Latner, O'Brien, Luedicke,
).Daníelsdóttir& Forhan, 2015
ومع تزايد انتشار األفراد ال ِس َمان تزايدت معدالت وصمة السمنة في مجاالت متعددة
خالل مقابالت العمل ،أو التمييز ضد المرأة في الرواتب أو الترقيات أو الحوافز (Irwin,
)et al., 2009؛ فعلى سبيل المثال ينظر إلى المرشحين لوظيفة معينة ويعانون من
السمنة على أنهم أقل مرغوبية وكفاءة وفاعلية وغير جديرين بالثقة ،مقارنة بنظرائهم من
ذوي الوزن الطبيعي أو الصحي ) .(Vartanian, Pinkus& Smyth, 2014كما
وتظهر وصمة السمنة في القوالب النمطية المدركة لألشخاص ذوي السمنة بأنهم أكثر
شراهة لألكل ،Gluttonousولديهم نقص في اإلرادة ،وإلقاء اللوم عليهم والمسئولية
الس َمان من قبل اآلخرين بأنهمبسبب وزنهم ) .(Puhl et al., 2015ويوصف األفراد ِ
قبيحو الشكل والجسم ،ومنخفضو الذكاء ،وبالكسل وبعدم العناية بالنظافة ،والقلق والحزن،
انفعاليا(Friedman, Reichmann, .
ً وعدم االنضباط ،وغير جذابين ،ومضطربين
).Castanzo, Zelli, Ashmore& Musante, 2005; Jie Jang et al., 2017
وتتضح الصورة المأخوذة عن وصمة السمنة في أن سلوك األفراد ِ
الس َمان وأسلوب
حياتهم هو السبب الرئيس في سمنتهم بالشكل الذي يؤثر في خطط التدخل والوقاية التي
تركز بالدرجة األولى على سلوك الفرد (مثل خفض كميات األكل ،ومزيد من ممارسة
األنشطة الرياضية) بالشكل الذي يدعم أن السمنة ترجع إلى مدى تحكم األفراد ،و ِمن ثَم
تنتقل هذه الصورة إلى الجمهور العام وتلقى قبوًال مجتمعيا؛ و ِمن ثَم هناك دليل واضح
الس َمان ال يدفعهم إلى خفض وزنهم ،ولكن إلى خفض دافعيتهمِ ،من على أن وصم األفراد ِ
ثَم يخفقون في إنقاص وزنهم .وهذا يتفق مع النتائج الحديثة التي وجدت أن اآلثار المترتبة
على السمنة وتدعيم نظام الرعاية الصحية لوصمة السمنة يزيد من االتجاهات السلبية
والتحيز ضد السمنة وزيادة الوزن (Luck-Sikorski, Riedel-Heller& Phelan,
) .2017و ِمن المترتبات الصحية للسمنة الضغط المرتفع وارتفاع مستوى السكر ،إضافة
إلى المترتبات النفسية للسمنة كانخفاض الثقة بالنفس ،والنبذ االجتماعي ،وانخفاض تقدير
الذات ،واضطرابات المزاج واالنسحاب االجتماعي والتنمر ،والتمييز في وسائل اإلعالم
والمؤسسات التربوية والتجارية والطبية ،والسمنة في حد ذاتها تعد من مثيرات المشقة في
ثقافات متعددة (.)Jie Jang et al., 2017
033
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
وتسهم وسائل اإلعالم وحمالت الصحة العامة في تدعيم وصمة السمنة من خالل ربط
أسباب السمنة بسلوك األفراد الذين يعانون من السمنة فقط ،وعلى الرغم من تأكيد الصحة
العامة على دور األسباب االجتماعية والبيئية والوراثية فإنها غير فعالة بسبب تلك
المعتقدات الراسخة عن األفراد ال ِس َمان ) .(Luck-Sikorski et al., 2017ويالحظ أن
وسائل اإلعالم تظهر األفراد ال ِس َمان والوزن الزائد على أنهم يفتقرون إلى العالقات
االجتماعية ،ولديهم شبكة عالقات ضئيلة ،وليس لديهم شركاء عاطفيون ،وأنهم أكثر
وطلبا لألكل ،وتظهرهم بشكل مهين في غالب األمر حينما يأكلون ،كما أنهم
ً شراهة
عاجزون عن ممارسة أي أنشطة بدنية ).(Brochu & Morrison, 2007
كما ترتبط وصمة السمنة بعدد ِمن النواتج النفسية السلبية كاالكتئاب وعدم الرضا بل
واإلكثار من تناول الطعام ،وخفض الدافعية لتغيير أسلوب الحياة وممارسة األنشطة
(Vartanian et al., 2014; Hayward, Vartanina& Pinkus, الرياضية
) .2017وتشير الدراسات إلى أن التعرض ألشكال التمييز المرتبط بوزن الجسم قد يؤثر
في حسن الحال النفسي والصحي؛ إذ أقر األفراد زائدو الوزن بشعورهم بانخفاض ثقتهم
بالنفس وتقديرهم لذواتهم وتزايد مستويات الضغوط وتكرار زيارتهم ألماكن تقديم الرعاية
&(Brochu الصحية ،كما وجد أنهم يعانون من تطوير مهاراتهم االجتماعية
) .Morrison, 2007والشعور بالدونية وانخفاض الشعور بالهوية االجتماعية ،كما أن
إطالق بعض المسميات المنمطة والمنفرة تؤدي إلى معاملة غير عادلة وتعصب وأحيانا
ما تقود إلى التمييز ضد هؤالء األفراد ،وهناك سمات سلبية عديدة تصف األشخاص
زائدي الوزن أو السمنة كالكسل ،ونقص اإلرادة والتحكم في الوزن ،وعدم االنضباط ،وعدم
االهتمام بالنظافة الشخصية ،ويفتقرون إلى الكفاءة ،كما تأخذ الوصمة المرتبطة بالوزن
عدة أشكال كالتنمر ،والعدائية ،والتحرش (.)Puhl et al., 2007
وبناء عليه فإن الوصمة التي يتعرض لها األفراد نتيجة السمنة وزيادة الوزن تؤدي إلى
ً
سوء التوافق النفسي ،وفرص االلتقاء بأفراد من الجنس اآلخر وإنشاء عالقات اجتماعية ِ
036
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
معهم ،والمستوى االقتصادي االجتماعي ،وانخفاض مستوى الصحة العامة ،كما وجد أن
المراهقين من أكثر الفئات العمرية التي تتأثر بالوصمة؛ إذ إنها تؤثر في عالقاتهم
االجتماعية ،وتزيد من احتمالية المعاملة التمييزية من قبل أقرانهم ،وتضعف من فرص
إقامة عالقات عاطفية ،وأنهم يتعرضون للتنمر واالنسحاب االجتماعي مقارنة بأقرانهم من
متوسطي الوزن ) ،(Cheng& Landale, 2010وترتبط هذه النواتج السلبية عن السمنة
بشكل خاص في مرحلتي الطفولة والمراهقة ).(Rashmi&Jaswal, 2011
وأوضحت نتائج الدراسات أن األطباء وأفراد األسرة أكثر مصادر الوصمة ،ولديهم
اتجاهات سلبية نحو األفراد ذوي السمنة ،وأنهم يعزون السمنة إلى أسباب ترجع إلى
ضعف القدرة على التحكم ،باإلضافة إلى وجود بعض القوالب النمطية المرتبطة بالوزن
المشتركة بين األطباء وأفراد األسرة من قبيل وصف األفراد ذوي السمنة بالكسل وعدم
االنضباط واإلهمال ،وبناء على هذه االتجاهات السلبية والقوالب النمطية يؤدي ذلك إلى
نبذ األفراد ذوي السمنة اجتماعيا وتقبل سلوكيات التمييز المرتبط بالوزن تجاههم
).(Daníelsdóttir, et al., 2010; Silks, 2011
واألمر الجدير بالمالحظة في أماكن تقديم الخدمة الطبية لمن يعانون من السمنة هو
نقص معدالت اإلجراءات الوقائية وزيادة احتمالية إجراء العمليات الجراحية الطارئة حتى
طائال،
ً وجهدا
ً اعتقادا بأن هذه الحاالت تتطلب وقتًا
ً إذا لم تكن الحاالت تستدعي ذلك،
ِ
باإلضافة إلى نقص قدرتهم على التحكم و ِمن ثَم يزيد احتمال اللجوء إلى سلوكيات األكل
غير الصحية عقب هذه الجراحات ،و ِمن ثم تزيد احتمالية العودة لحالة السمنة
(Tomiyama, Finch, Belsky, Buss, Finley, Schwartz& Daubenmier,
).2015
ووجد كل من "ليدرمان ومادوكس" Maddox& Liedermanسنة 1363أن %61
من األطباء وصفوا مرضاهم ممن يعانون من السمنة بأنهم منخفضو اإلرادة ،وقبيحو
الشكل ،كما وجد "برايس وزمالؤه" Price et al,سنة 1327أن %93من األطباء
يعتقدون أن مرضى السمنة كسالي ،وتؤكد نتائج الدراسات أن وجود مثل هذه االتجاهات
030
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
السلبية نحو السمنة من شأنه أن يؤثر في سير الخطة العالج (Foster, Wadden,
).Markis, Davidson, Sanderson, Allison & Kessler, 2003
وفيما يتعلق بالفروق الجندرية كشف االتجاه العام للدراسات عن أن الرجال لديهم
اتجاهات سلبية متزايدة نحو زائدي الوزن مقارنة بالنساء ،كما و ِج َد ْت تباينات عديدة في
االتجاهات نحو الوزن في أماكن العمل؛ إذ وجد أن النساء السمينات من مختلف األعراق
دخال أقل من النساء متوسطات الوزن والنساء ذوات الوزن الصحي ،ولم تكشف
يكسبن ً
عن فروق بين الرجال من مختلف األعراق حول مستوى الدخل ،وأظهرت النتائج أن
الرجال ذوي السمنة ال يواجهون مشكلة مع رواتبهم على عكس النساء ذوات السمنة
).(Brady, 2016
ويرجع اختيارنا لطالب الجامعة إلى أنهم من أكثر الفئات التي تعاني من وصمة
السمنة ،وما يترتب عليها من سلوكيات تمييزية؛ إذ يوصفن من قبل زمالئهم بأنهم
كسال ،وغير قادرين على التعلم ،ويتعرضون للرفض والتنمر من زمالء دراستهم
أكثر ً
( .(Jie Jang et al.,2017و ِمن ناحية أخرى بوصفهم يمثلون شريحة عريضة من
المجتمع ،ويمثلون العقلية المستقبلية للمجتمع لذا ينبغي الكشف المبكر عن مثل هذه
التنميطات واالتجاهات السلبية نحو السمنة خاصة طالب التخصصات الطبية للمساعدة
في تأهيلهم للتعامل مع هؤالء األفراد في المستقبل ;(Daníelsdóttir et al., 2010
).Silks, 2011
كثير ِمن التفاعالت االجتماعية التي تحدث تكون داخل إطار الجامعة وترتبطكما أن ًا
بدرجة كبيرة بالقوالب النمطية السائدة ما بينهم ،وأحد هذه القوالب تلك المرتبطة بالسمنة
ونظر لتزايد معدالت السمنة بين طالب الجامعة بشكل خاص وفي المجتمع المصري ًا
بشكل عام ومن ناحية أخرى عنيت الدراسة الراهنة بطالب التخصصات الطبية ،وقد أشرنا
سابًقا إلى ما كشفت عنه نتائج التراث السابق إذ وجود اتجاهات سلبية نحو البدانة لدى
المتخصصين؛ رغم أنه من المفترض انتفاء االتجاهات السلبية ألنهم هم من يقدمون
033
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
الخدمة الطبية لهم ومفترض أن وجود مثل هذه االتجاهات السلبية يؤثر بالسلب في نمط
التفاعل بين مقدم الخدمة الطبية والمريض.
وعلى الرغم من اهتمام التراث األجنبي بدراسة وصمة السمنة (االتجاهات السلبية نحو
السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بها) لدى طالب الجامعة بشكل عام ،ولدى
التخصصات الطبية بشكل خاص؛ فإننا لم نجد في اإلطار المحلي دراسة واحدة عنيت
بدراسة وصمة السمنة بشكل عام ،وبناء على ذلك أمكن صياغة تساؤالت الدراسة على
النحو التالي:
-1هل توجد عالقة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة
بزيادة الوزن (اإليجابية-السلبية) لدى الطالب في كل من التخصصات الطبية
وغير الطبية؟
-8هل توجد فروق في العالقة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية
(اإليجابية -السلبية) المرتبطة بزيادة الوزن في ضوء التخصص (الطبي /غير
الطبي)؟
-9هل توجد فروق في كل من االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية
المرتبطة بزيادة الوزن (اإليجابية -السلبية) في ضوء الجندر (النوع االجتماعي)؟
-4هل توجد فروق بين من لديهم أقارب يعانون من السمنة ومن ليس لديهم في
االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بزيادة الوزن
(اإليجابية -السلبية)؟
أهمية الدراسة
تتمثل أهمية إجراء الدراسة الحالية في عدة مبررات نظرية وعملية هي ما يلي:
-1على الرغم من تزايد االهتمام العالمي بدراسة الوصمة االجتماعية بشكل عام
ووصمة السمنة بشكل خاص؛ فهناك ندرة في الدراسات العربية التي تناولت
033
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
مفهوم الوصمة االجتماعية ووصمة السمنة على وجه الخصوص ،على الرغم من
تزايد معدالت السمنة بين شرائح المجتمع المصري.
-8تبين من نتائج الدراسات أن وصمة السمنة يمتد تأثيرها ليس فقط على األفراد
ذوي السمنة ،ولكن على عالقاتهم االجتماعية المقربة؛ إذ وجد في إطار العالقات
نفسيا عن
يضا ً العاطفية أن األفراد قد يفضلون شر ً
يكا يتعاطى المخدرات أو مر ً
شريك لديه سمنة أو زيادة في الوزن ).(Vartanian et al., 2014
-9ركزت معظم الدراسات األجنبية حول وصمة السمنة (بما تتضمنه من اتجاهات
سلبية وقوالب نمطية) على دراسة مقدمي الخدمة الطبية ،واتجاهاتهم نحو
مرضاهم من ذوي السمنة؛ على افتراض أنهم يقدمون الدعم والمساندة لهؤالء
األفراد ،وأن وجود اتجاهات سلبية وقوالب نمطية قد يؤثر في التفاعالت بين
الطبيب والمريض ،و ِمن شأنه أن يقلل من فاعلية العالج ،ومن ناحية أخرى فإن
تعرض هؤالء األفراد بشكل يومي لوصمة الوزن يترتب عليها نواتج نفسية
وسلوكية ،وقد تصل إلى الشعور بالكرب النفسي ، 5وأحيانا ما تؤدي إلى اتباع
سلوكيات غير صحية في األكل مثل األكل بشراهة وبكميات كبيرة ،وتجنب
األنشطة وزيادة كولستيرول الدم والهرمونات التي تستحث استجابة الضغوط
).(Hayward et al., 2017
-4حاجة المجتمع المحلي إلى مقاييس خاصة لمتغيرات الدراسة الحالية تمكن من
إجراء مزيد من الدراسات في هذا الموضوع الخصب ،الذي يمثل مشكلة نفسية
وسلوكية خطيرة إذا تزايدت وتفشت في المجتمع ،تؤثر في األفراد الذين يقعون
ضحايا للوصمة سواء في منازلهم ،أو أماكن عملهم ،أو عالقاتهم االجتماعية
والزوجية ،أو األماكن العامة؛ إذ أَوضحت الدراسات أن التعبير عن مظاهر
وصمة السمنة من خالل األقران واألصدقاء يصل بنسبة ( ،)%16والوالدين
مفاهيم الدراسة
تنطوي الدراسة الراهنة على مفهومين رئيسين هما :مفهوم السمنة ،ومفهوم وصمة
السمنة ،ونعرض لهما بشكل مفصل على النحو التالي:
تصف منظمة الصحة العالمية السمنة بأنها حالة معقدة ومركبة من عوامل اجتماعية
ونفسية تؤثر في جميع األعمار والمستويات االجتماعية واالقتصادية ،وتهدد كل من الدول
المتقدمة والنامية؛ إذ أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 1.8مليار على
مستوى العالم ،يصنفون ما بين زائدي الوزن ،و 811مليون يصفنون على أنهم يعانون من
السمنة ،وأطلقت على السمنة "وباء عالمي" ،ويمكن تعريف السمنة بأنها حالة من الدهون
الزائدة في الجسم ،وترتبط بعدد كبير من االضطرابات التي تهدد حياة األفراد ،وغالبا ما
يستخدم مصطلح "سمنة" بالترادف مع مصطلح "زيادة الوزن" بينما تعد السمنة مرحلة
تقدما ن
ووفًقا لمؤشر كتلة الجسم فإن السمنة تنقسم إلى مراحل أكثر ً
متقدمة من زيادة الوز َ ،
وتهديدا ).(Rashmi& Jaswal, 2011 ً
032
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
وتعتمد الدراسات في تحديد وزن الجسم وفًقا لمؤشر كتلة الجسم6؛ والذي يصنف وزن
َ
الجسم إلى أربع فئات ،هي :النحافة (أقل من الطبيعي) ،وزن معتدل (طبيعي) ،وزن زائد،
سمنة (.)Mason, 2012
استنادا
ً ويعرف مؤشر كتلة الجسم بأنه وسيلة استرشادية لتحديد مستوى بدانة الجسم
إلى الوزن والطول ،ويمكن حساب مؤشر كتلة الجسم من خالل المعادلة اآلتية:
(الوزن}/الطول بالمتر{ ،)8وكلما تزايد مؤشر كتلة الجسم يعكس مستوى البدانة (السمنة)
وفًقا للفئات التالية:
الطبيعي" ،والبعض اآلخر من الدراسات يميز بين السمنة والبدانة؛ إذ يشيرون إلى أن
مفهوم السمنة يرتبط إلى حد كبير بالمرتبات غير الصحية الناتجة عنها ،وتحدد السمنة
تبعا للمحك الطبي وفًقا لمؤشر كتلة الجسم ،بينما يمكن استخدام مفهوم البدانة حينما نكون
ً
بصدد دراسة الوصمة المرتبطة بوزن الجسم وما يرتبط بالوصمة من اتجاهات سلبية
وقوالب نمطية ،وهناك من يستخدم كال المصطلحين (السمنة والبدانة) للتعبير عن مستوى
وزن الجسم ( .)Mason, 2012وهذا ما تتبناه الدراسة الراهنة إذ استخدمت الباحثة
المفهومين بالتبادل وبعد البحث في األصل اللغوي لكال المصطلحين في قاموس المعجم
وسمانة أي كثر لحمه وشحمه فهو ِ
مناَ ،
الوسيط تبين أن أصل كلمة سمنة ترجع إلى س ً
سامن ،وسمين (أنيس ،منتصر ،الصوالحي ،خلف هللا :8114 ،ص.)411
وتشير وصمة السمنة إلى وجود اتجاهات سلبية تتمثل في التعبير بعدم االنجذاب
والتفضيل ومشاعر سلبية (التعصب) أو معتقدات خاطئة (تتمثل في وجود قوالب نمطية
039
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
سلبية) أو سلوكيات تجاه األفراد زائدي الوزن أو السمنة (التمييز) (Daníelsdóttir, et
).al., 2010
كما تشير وصمة السمنة االتجاهات المتحيزة نحو األفراد ذوي الوزن الزائد والسمنة
وتنعكس في التعصب والرفض ،واألشخاص الموصومون بالسمنة عادة ما يتعرضون
ألشكال مختلفة من التعصب والتمييز الصريح والضمني كالغيظ ،والتنمر ،والنبذ
االجتماعي والتجنب ).(Cheng& Landale, 2010
وتنطوي القوالب النمطية على تعميمات بشأن األفراد حول السمات المميزة لهم ،التي
تميز انضمامهم إلى جماعة معينة ،وفيما يتعلق بالقوالب النمطية المرتبطة بالوزن؛ فيتسم
الس َمان أو زائدو الوزن بالكسل وعدم االنضباط ،وأنهم غير جذابين وغير ماهريناألفراد ِ
وضعيفو اإلرادة وغير محافظين على صحتهم ( &Ruggs, King, Hebl
.)Fitzimmons, 2010
وتعرف وصمة السمنة (التحيز ضد السمنة) بوصفها االتجاه نحو االحتقار واالزدراء
واالستخفاف باألشخاص الذي لديهم وزن زائد ،وتؤدي وصمة السمنة إلى التعصب،
والتنميط السلبي والتمييز نحو هؤالء األشخاص ) .(Tomiyama, et al., 2015وتعرف
أيضا بأنها االتجاهات السلبية والمعتقدات نحو اآلخرين بسبب وزن جسمهم ،وتتبدى هذه
ً
االتجاهات السلبية من خالل القوالب النمطية أو التعصب نحو األفراد ِ
الس َمان أو زائدي
الوزن ،وتؤدي وصمة السمنة إلى إطالق مسميات أو عالمات اجتماعية لإلشارة إلى
هؤالء األفراد ) .(WHO, 2017وتعرفها "ريبيكا بول" R. Puhlبأنها تشير إلى
االتجاهات السلبية والمعتقدات حول وزن الجسم ويعبر عنها في صورة تنميطات وتعصب
الس َمان (.)Fatbardha, 2018 ومعاملة غير عادلة تجاه األفراد الذين يزيد وزنهم أو ِ
وتسهم عوامل متعددة في دعم هذه االتجاهات نحو السمنة ،ومنها إدراك األفراد ِ
الس َمان
بأنهم عاجزون عن التحكم ،و ِمن ثَم فهم مسئولون مسئولية شخصية عن وضع جسمهم،
كما قد تنقسم االتجاهات نحو السمنة إلى اتجاهات معلنة وواضحة وأخرى ضمنية؛ وتشير
033
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
االتجاهات الواضحة إلى اتجاهات سلبية على مستوى الوعي يعبر عنها الفرد بشكل
بينما
صريح ومعلن ،كما تتمثل في التمييز والتعصب تجاه جماعات اجتماعية معينةَ ، َ
االتجاهات الضمنية هي اتجاهات سلبية تنشط خارج مستوى الوعي ،فعلى سبيل المثال
قد يعامل الفرد اآلخرين ذوي النحافة أو ذوي الوزن الطبيعي معاملة أفضل وبشكل غير
قصدي أو إرادي مقارنة بمعاملة األفراد ِ
الس َمان ).(Tomiyama, et al., 2015
ويمكن أن تفسر وصمة السمنة في إطار نظرية العزو السببي في تفسير وصمة
السمنة؛ التي تستند إلى ثالث ركائز أساسية ،هي :وجهة التحكم (الخارجي مقابل
الداخلي) ،واالتزان (القابلية للتغير مقابل عدم القابلية للتغير) ،والقابلية للتحكم (قابل
للتحكم مقابل عدم القابلية للتحكم) ،والعزو السببي الذي يدرك األفراد على أن وجهة
ضبطهم داخلية ولديهم قابلية منخفضة للتحكم ،ويتسمون باالتزان والثبات يرتبط هذا
بانخفاض السلوكيات الموجهة نحو الهدف وهو خفض الوزن (Mcvay, Steinberg,
) .Askw, Kaphingst& Bennett, 2015وتفترض أن األفراد في حالة بحث عن
تفسيرات حينما يواجهون مواقف تتسم بالغموض والشك ،وتحدد هذه التفسيرات ردود أفعالنا
تجاه الموقف وفًقا لـ"وينر" .Weinerوفي حالة الوصمة المرتبطة بالسمنة فإن العزو
السببي للسمنة بأنها ترجع إلى ضعف قدرة األفراد زائدي الوزن على التحكم في سلوكيات
األكل ،وتوجيه اللوم لهم على وزنهم ،و ِمن ثَم يؤدي إلى زيادة وزنهم هذا يؤثر في توقعاتنا
وسلوكياتنا نحو هؤالء األفراد ،و ِمن ثَم فهم عرضة للوصمة االجتماعية ألنهم مسئولون
عن سمنتهم ووزن جسمهم .وعلى الرغم من تغير بعض المفاهيم والمعتقدات حول السمنة،
الس َمان موجودة؛ إذ وجدت نتائج الدراسات عالقةولكن ما زالت االتجاهات نحو األفراد ِ
ارتباطية موجبة بين التعصب نحو السمنة واألفكار المرتبطة بالقدرة على التحكم ،ويمكن
وعذر لوجود
ا مبرر
ًا سببا للسمنة قد يعد
القول إن عزو المسئولية الشخصية بوصفها ً
التعصب نحو السمنة ).(Silks, 2011
033
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
ويمكن تفسير السمنة في ضوء العزو السببي من خالل تأثير المعتقدات السلبية
والمسئولية عن السمنة؛ إذ أشار "ديجونج" Dejongفي تجاربه إلى أن المعتقدات السلبية
حول السمنة ومسئولية األفراد عن وزنهم يسهمان بدرجة كبيرة في العزو السلبي .و ِمن
ناحية أخرى بين كل من "كرندل وموريرتى" Crandall& Moriartyفي دراستهما إلى
كثير ِمن
كثير ِمن األمراض ت ْد َرك على أنها نتيجة لنقص التحكم وضعف اإلرادة ،وأن ًاأن ًا
مظاهر وصم األشخاص بالسمنة ت ْد َرك َوفًقا لمتغير القدرة على التحكم .وِفي هذا السياق
لفت "كورجان" Corriganإلى أن المعتقدات السببية حول قدرة الفرد على التحكم في
وزنه تسهم بدرجة جوهرية في اتجاهات الوصمة والمترتبات السلوكية التي تتسم بالتمييز
تجاه هؤالء األفراد ).(Pantenburg et al., 2012
وتفسر نظرية العزو السببي انخفاض قدرة األفراد ذوي السمنة على التحكم في وزنهم
بأنه راجع إلى عوامل جينية في المقام األول ،وِهي عوامل تميل إلى الضبط الداخلي،
والثبات (عدم التغير) وعدم القدرة على التحكم فيها ،ورغم ذلك ما زالت نظرية العزو
السببي تشدد على دورهم وإسهامهم في ذلك لضعف إرادتهم وعدم ممارسة األنشطة
والسلوكيات التي تمكنهم من إدارة وزنهم ) .(Mcvay et al., 2015و ِمن ناحية أخرى
تؤثر المعتقدات السلبية الناتجة عن العزو السببي للسمنة في الحث على بعض السلوكيات
السلبية من قبيل انخفاض االستعداد لمساعدتهم ،وعدم تقديم المساندة لهؤالء األفراد ،وعدم
التعاطف معهم عند تعرضهم لمظاهر الوصمة ،نتيجة إدراكهم أنهم المسئولون بالدرجة
األولى عن وزن جسمهم ).(Hilbert, Rief& Braehler, 2008
الدراسات السابقة
نعرض فيما يلي بعض الدراسات التي عنيت بدراسة وصمة السمنة بشكل عام،
ودراستها عند مقدمي الخدمة الطبية على وجه الخصوص .وأمكن تصنيف الدراسات في
فئتين هما على النحو التالي:
036
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
أولً :دراسات تناولت قياس التجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية
المرتبطة بزيادة الوزن
أجـ ـ ـ ــرى "فوسـ ـ ـ ــتر ،Fosterوواديـ ـ ـ ــن ،Waddenومـ ـ ـ ــاكريس ،Makrisودايفيدسـ ـ ـ ــون
،Davidsonوساندرسون ،Sandersonوأليسون )8119( "Allisonدراس ًة هدفت إلى
تقيــيم اتجاهــات األطبــاء نحــو مرضــى الســمنة ،وحــول ســبل عالجهــا والتعامــل مــع الســمنة،
وذلــك لــدى عينــة مكونــة مــن ( )1111مــن أطبــاء الرعايــة .وتوصــلت النتــائج إلــى أن أكثــر
مــن %11مــن األطبــاء ينظــرون إلــى مرض ــى الســمنة علــى أنهــم غيــر جــذابين ،وقبيحـ ـو
الشكل ،وغير ملتزمين وال يمكن االعتمـاد علـيهم ،ومثيـرون للحـرج واالشـمئزاز ،كمـا أشـاروا
إلى صعوبة التعامل معهم وانخفاض فاعلية العالجات المستخدمة معهـم ،ويعتقـد أكثـر مـن
( )%14مــن المشــاركين أن عــالج الســمنة يتطلــب وقتًــا طــويال ،وف ـي كثيــر مــن الحــاالت
تكون غير فعالة.
وفي هذا السياق اتفقت نتيجة المسح الذي أجري في جمعية الطب األمريكية على
طبيبا ،و 1811طبيبة) وكشفوا عن
ً عينة مكونة من ( )8111طبيب (بواقع (1811
اتجاهات سلبية نحو مرضاهم الذين يعانون السمنة ،إذ وصفوهم بأنهم قبيحو الشكل،
وغير ملتزمين ،ويتسمون بالضعف ونقص اإلرادة ،والكسل ،وعبر نحو ( )%97من
المشاركين عن ردود فعل سلبية تجاه مظهرهم البدني وشعورهم بعدم الراحة أثناء الفحص
الطب ).(Look: Foster et al., 2003
وكشــف مســح أ ْج ـ ِر َي علــى 1888مــن األطبــاء فــي مختلــف التخصصــات عــن طريــق
البريد اإلليكتروني لفحص االتجاهات نحو السمنة ،وكشفت النتائج عن أن األطبـاء -علـى
مختلــف تخصصــاتهم -ال يشــعرون بال ارحــة عنــد التعامــل مــع األشــخاص ذوي الســمنة ،ولــم
ـر عــن األطبــاء ،وأنهــم يعتقــدون أن الســمنة أمــر
تختلــف مشــاعر واتجاهــات الممرضــات كثيـ ًا
يرجـع إلـى الــتحكم الشخصـي ،وال يفضـلون تقــديم رعايـة طبيـة لشــخص سـمين .كمـا أســفرت
عن وجود اتجاهـات سـلبية دالـة نحـو السـمنة مقارنـة باالتجاهـات نحـو معتـدلي الـوزن وذوي
030
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
وِفي سياق اجتماعي آخر أجرى "فارتناين )8111( "Vartanianدراسة هدفت إلى
بحث المعتقدات حول التحكم والشعور باالشمئزاز في تقييم األفراد ِ
الس َمان لدى عينة َ
ذكر و 111أنثى) من طالب الجامعة بمتوسط عمر 13.8سنة تكونت من (ً 111ا
وانحراف 1.94سنة ،ومتوسط مؤشر كتلة الجسم 89.1بانحراف .9.21وكشفت النتائج
الس َمان كانوا غير مفضلين ومرغوبين ،وارتبط ضعف قدرتهم على التحكم بوزنهم عن أن ِ
بإصدار األحكام السلبية عليهم ،كما ارتبط الشعور باالشمئزاز بالتقييم السلبي لهؤالء
األفراد بأنهم غير مفضلين.
بقوالب نمطية إيجابية من قبيل السعادة والمرح والذكاء واألمانة والعطف والوفاء بالعهود،
ووفًقا للتمثيل الذاتي (المتمثل في إدراك الفرد لنفسه ما إذا كان سمينا أو وزنه طبيعي أو
أقل من الطبيعي) ،وأشارت %61.1من المشاركات أنهن (نحيفات) بينما %89.1عن
أنهن ذوو وزن طبيعي %11.4 ،عن أنهن سمينات ،وارتبط التمثيل الذاتي للطالبات
الذين وصفن أنفسهن بأنهن نحيفات إيجابيا بالقوالب النمطية حول السمنة إذ عبرت
المشاركات عن صورة إيجابية لألشخاص ذوي الوزن الطبيعي مقابل سمات سلبية لمن
يعانون من السمنة كالحاجة لألكل والنبذ والبطء والمرض.
ثانيا :دراسات اهتمت بفحص الفروق الجندرية في التجاهات السلبية نحو السمنة ً
والقوالب النمطية المرتبطة بزيادة الوزن
كشف االتجاه العام للدراسات السابقة التي عنيت بدراسة الفروق الجندرية عن تزايد
اتجاه الرجال السلبي نحو السمنة وزيادة الوزن ،ووجود قوالب نمطية سلبية حول األفراد
ذوي السمنة .كشفت دراسة Miller, Rothblum, Bar- bour, Brand, and
Felicioسنة 1331التي هدفت إلى تقييم النساء ِ
السمان على سمات المرغوبية،
032
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
واالجتماعية ،والجاذبية الجسمية .كشفت النتائج أن النساء زائدات الوزن حصلن على
تقييمات مرتفعة في أنهن أقل مرغوبية ومهارة اجتماعية ،وأقل جاذبية جسمية مقارنة
بغيرهن من النساء ذوات الوزن الطبيعي ).(Look: Brochu& Morrison, 2007
032
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
-كشف االتجاه العام لنتائج الدراسات السابقة عن وجود تزايد في االتجاهات السلبية
الس َمان سواء لدى عينات من طالب والتنميطات نحو األشخاص زائدي الوزن أو ِ
ِ
باإلضافة إلى وجود تأثير لهذه الجامعة ،أو عينات من مقدمي الرعاية الطبية،
االتجاهات السلبية والقوالب النمطية عن ذوي السمنة تتمثل في انخفاض فرص
التوظيف ،والشعور بالكرب النفسي ،وقلة شبكات التفاعالت االجتماعية سواء
ِ
باإلضافة إلى اتباع سلوكيات غير صحية. داخل األسرة أو خارجها،
-عالوة على تزايد االهتمام العالمي بدراسة وصمة السمنة لما كشفت عنه
-تزايد اتجاهات الرجال السلبية نحو األشخاص زائدي الوزن أو ذوي السمنة بشكل
;(latner et al., 2005 عام ،وتجاه النساء بشكل خاص ،ومنها دراسات
).Brady, 2016
فروض الدراسة
-1توجد عالقة ارتباطية موجبة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب
النمطية المرتبطة بزيادة الوزن (اإليجابية-السلبية) لدى طالب كل من
التخصصات الطبية وغير الطبية.
-8توجد فروق دالة إحصائيا بين التخصصات الطبية وغير الطبية في
العالقة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية (اإليجابية-السلبية).
032
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
-9الرجال لديهم اتجاهات سلبية نحو السمنة وقوالب نمطية المرتبطة بالوزن
(اإليجابية-السلبية) مقارنة بالنساء.
-4توجد فروق في االتجاهات نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن
(اإليجابية-السلبية) بين من لديهم أقارب يعانون من السمنة ومن ليس لديهم.
اعتمد الدراسة الراهنة على المنهج الوصفي االرتباطي الفارقي؛ إذ تناول وصمة السمنة
من حيث دراسة العالقة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة
بزيادة الوزن لدى طالب التخصص الطبي وغير الطبي ،كما اهتم بدراسة الفروق على
مستويين هما :الفروق بين طالب التخصصات الطبية وغير الطبية في العالقة بين
االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بزيادة الوزن ،والفروق في
االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بزيادة الوزن في ضوء كل من
التخصص الدراسي ،والجنس ،ووجود أقارب لديهم سمنة.
039
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
اعتمدنا في الدراسة الحالية على أداتين ،إذ ترجمت الباحثة أداتي الدراسة من اللغة
اإلنجليزية إلى العربية ،ثم أجري أحد المتخصصين في اللغة اإلنجليزية الترجمة العكسية
للتأكد من أن مضمون العبارات لم يتأثر بعملية الترجمة ،ونعرض فيما يلي ألدوات
الدراسة:
أ -اختبار التجاهات السلبية نحو السمنة 8
جدول رقم ( )1نتائج التحليل العاملي التحققي لمقياس االتجاهات السلبية نحو البدانة
063
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
واعتمدنا حساب ثبات األداء على مقاييس الدراسة على طريقة االتساق الداخلي ،وقد
تم تقدير أسلوب االتساق الداخلي بطريقتين ،هما :حساب معامالت ألفا-كرونباخ،
وحساب ارتباط األبعاد بالدرجة الكلية للمقياس ،وارتباط البند بالدرجة الكلية للمقاييس
ونعرض لنتائج حساب ثبات األداء على النحو التالي:
الفرعية الثالثةَ ،
066
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
أوًال :حساب معامالت ألفا -كرونباخ ،وذلك على النحو الموضح بالجدول (:)8
جدول رقم ( )8معامالت ألفا -كرونباخ لمقياس االتجاهات السلبية نحو السمنة
(ن=)913
عدد معامل ألفا- المقياس
البنود كرونباخ
15 .714 .1مقياس اإلهمال الشخصي واالجتماعي
10 .688 .8مقياس ضعف الجاذبية الجسمية والعاطفية
9 .614 .9مقياس التحكم وتوجيه مشاعر اللوم
34 .849 .4الدرجة الكلية لمقياس االتجاهات السلبية نحو
السمنة
ثانيا :حساب معامالت ارتباط المقاييس الفرعية بالدرجة الكلية لمقياس االتجاهات
ً
السلبية نحو البدانة ،ذلك على النحو التالي في جدول (:)9
جدول رقم ( )9معامالت ارتباط األبعاد الفرعية لمقياس االتجاهات نحو السمنة
بالدرجة الكلية
كما تم حساب معامالت ارتباط البند بالدرجة الكلية لكل مقياس فرعي ،كما هو موضح
في الجدول التالي (:)4
060
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
063
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
وأظهرت نتيجة هذا اإلجراء أن بنود المقياس تتسم باتساق داخلي مرتفع؛ ذلك ألن
جميع ارتباطات المكونات الفرعية بالدرجة الكلية للمقياس بشكل كلي كانت دالة إحصائيا،
باستثناء البند رقم ( )11في مقياس اإلهمال الشخصي واالجتماعي ،ولذلك تقرر حذفه
من المقياس الفرعي ،وتم إعادة حساب ارتبط البند بالدرجة الكلية بعد حذف البند منخفض
063
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
االرتباط لهذا المقياس الفرعي ،وكانت جميع االرتباطات دالة ،لتصبح الصورة النهائية
بندا).
لمقياس اإلهمال الشخصي واالجتماعي (ً 14
12
استخبار القوالب النمطية المرتبطة بالسمنة ب-
062
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
جدول رقم ( )1التحليل العاملي التحققي لمقياس القوالب النمطية المرتبطة بالسمنة
وتم تقدير ثبات األداء المقياس من خالل استخدام ألفا -كرونباخ ،ومعامالت ارتباط
البند بالدرجة الكلية للمقياس الفرعي ،كما هو موضح في جدولي (:)7( ،)6
جدول رقم ( )6معامالت ألفا -كرونباخ لمقياس القوالب النمطية المرتبطة بالسمنة
(ن=)913
062
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
069
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
وأظهرت نتيجة هذا اإلجراء أن بنود المقياس تتسم باتساق داخلي مرتفع؛ ذلك ألن
إحصائيا.
ً جميع ارتباطات المكونات الفرعية بالدرجة الكلية للمقياس بشكل كلي كانت دالة
تم تطبيق أداتي الدراسة بشكل جمعي؛ إذ تبدأ الجلسة بتقديم الباحثة نفسه ،والتعريف
بطبيعة البحث وأهدافه ،وحث المشاركين على التعاون وأن معلوماتهم في سرية تامة،
وتقدم استمارة البحث ،وتستغرق اإلجابة عن االستمارة نحو 11دقيقة ،واستغرق التطبيق
أسبوعين ،وتم التطبيق داخل قاعات المحاضرات للحفاظ على النظام والتزام المشاركين
أثناء التطبيق ،وبعد االنتهاء من اإلجابة تقوم الباحثة بمراجعتها للتأكد من استيفاء جميع
البنود والبيانات الشخصية.
-9اختبار (ت) لداللة الفروق بين التخصصات الطبية وغير الطبية ،والجنسين ،ومن
لديهم أقرباء مقربين يعانون من السمنة مقابل من ليس لديهم أقرباء.
-4اإلحصاء الوصفي (التك اررات والنسب المئوية) لسؤالي تؤثر السمنة في فرص
الزواج واالرتباط ،والسمنة أمر ال يمكن تقبله.
نتائج الدراسة
للتحقق من الفرضين األول ،والثاني اعتمدنا على حساب معامالت الرتباط الخطي
البسيط لبيرسون بين االتجاهات نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن لدى كل
من التخصصات الطبية وغير الطبية ،وحساب قيمة "ت" للفروق بين كال التخصصين في
هذه العالقة ،وجاءت النتائج على النحو الموضح بالجدول رقم (:)2
جدول رقم ( )8معامالت الرتباط الخطي لبيرسون بين التجاهات السلبية نحو السمنة
والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن لدى كل من التخصصات الطبية
وغير الطبية ،والفروق بين طالب كال التخصصين في العالقة بين التجاهات السلبية
نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن
طالب التخصصات طالب التخصصات التجاهات نحو
قيمة (ت) للفروق بين كال التخصصيين غير الطبية الطبية السمنة
(ن=)171 (ن=)141
العالقة بين أبعاد العالقة بين أبعاد
التجاهات السلبية التجاهات السلبية القوالب القوالب القوالب القوالب
نحو السمنة والقوالب نحو السمنة النمطية النمطية النمطية النمطية
السلبية والقوالب اإليجابية السلبية اإليجابية السلبية اإليجابية
الدللة قيمة ت الدللة قيمة ت
اإلهمال
1.1811 1.11 1.4173 1.21- **.593 **-.159* .467 -.069 الشخصي
واالجتماعي
003
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
فيما يتعلق بنتائج معامالت االرتباط الخطي بين االتجاهات السلبية نحو البدانة
والقوالب النمطية اإليجابية لدى كال التخصصين على حدة؛ تبين وجود عالقة ارتباطية
سلبية دالة بين ضعف الجاذبية الجسمية والقوالب النمطية اإليجابية لدى طالب
التخصصات الطبية ،بينما وجدت عالقة ارتباطية سلبية دالة بين اإلهمال الشخصي
واالجتماعي والقوالب النمطية اإليجابية لدى طالب التخصصات غير الطبية .في حين
وجدت عالقات ارتباطية موجبة دالة بين أبعاد االتجاهات السلبية نحو البدانة جميعها
والقوالب النمطية السلبية لدى طالب كال التخصصين؛ وهذا يعني أنه كلما زادت
االتجاهات السلبية نحو البدانة بمختلف مظاهرها زادت القوالب النمطية السالبة تجاه من
يعانون من الوزن الزائد أو السمنة.
كما كشفت نتائج الجدول السابق ،فيما يتعلق بالفروق بين كال التخصصين في العالقة
بين االتجاهات السلبية نحو البدانة والقوالب النمطية ،عن انتفاء الفروق بين كال
التخصصات في العالقة بين االتجاهات السلبية نحو البدانة والقوالب النمطية (اإليجابية)،
بينما توجد فروق دالة إحصائيا في العالقة بين االتجاهات السلبية نحو البدانة والقوالب
النمطية (السلبية) بين كال التخصصين ،في اتجاه طالب التخصص غير الطبي؛ إذ تزيد
االتجاهات السلبية نحو البدانة والقوالب النمطية السلبية لدى هؤالء الطالب.
006
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
وللتحقق من الفرض الثالث حول وجود فروق الجندرية في التجاهات السلبية نحو
السمنة والقوالب النمطية ،وفي هذا الصدد اعتمدنا على حساب اختبار "ت" لدللة
الفروق بين المجموعات المستقلة وجاءت النتائج كما هي موضحة بالجدول رقم (:)1
جدول ( )1نتائج اختبار "ت" للفروق الجندرية في أبعاد التجاهات السلبية نحو السمنة
والقوالب النمطية (اإليجابية -السلبية)
الدللة قيمة ت عينة النساء (ن=)233 عينة الرجال (ن=)88
المقاييس
ع م ع م
اإلهمال الشخصي
1.111 9.223 6.86 98.17 7.78 91.41
واالجتماعي
1.111 8.133 1.67 81.61 1.21 87.47 ضعف الجاذبية الجسمية
التحكم وتوجيه مشاعر
1.11 9.286 4.23 87.49 4.24 83.73
اللوم
1.111 4.162 14.81 21.81 11.79 38.78 الدرجة الكلية للمقياس
-
1.461 1.73 93.11 1.21 92.36 القوالب النمطية اإليجابية
1.792
1.173 1.628 7.62 92.31 7.16 41.61 القوالب النمطية السلبية
يتضح من نتائج الجدول السابق وجود فروق دالة إحصائيا بين الجنسين في كل
االتجاهات السلبية نحو البدانة بشكل عام وأبعادها (اإلهمال الشخصي واالجتماعي-
ضعف الجاذبية الجسمية -التحكم وتوجيه مشاعر اللوم) في اتجاه الرجال؛ إذ تزايدت
االتجاهات السلبية نحو السمنة مقارنة بالنساء ،وتبين انتفاء الفروق الجندرية في القوالب
النمطية (اإليجابية -السلبية).
000
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
وفيما يتعلق بالفرض الرابع حول وجود فروق في االتجاهات نحو السمنة والقوالب
النمطية المرتبطة بالوزن بين من لديهم أقرباء مقربين يعانون من السمنة ومن ليس لديهم،
تتضح النتائج خالل جدول رقم (:)11
تكشف نتائج الجدول السابق عن وجود فروق دالة إحصائيا بين كل من لديهم أقارب
ومن ليس لديهم في االتجاهات السلبية نحو السمنة بشكل عام ،وبعدي اإلهمال
سمان َ
الشخصي واالجتماعي ،وضعف الجاذبية الجسمية بشكل خاص في اتجاه من ليس لديهم
أقارب سمان؛ إذ تزايدت لديهم االتجاهات السلبية نحو السمنة ،بينما تكشف النتائج عن
انتفاء الفروق في القوالب النمطية اإليجابية ،وتزايد القوالب النمطية السلبية لدى من ليس
لديهم أقارب سمان مقارنة بمن لديهم أقارب سمان.
003
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
مناقشة النتائج
أولً :مناقشة نتائج الفرضين األول والثاني فيما يتعلق بالعالقة بين التجاهات
السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن لدى طالب التخصص الطبي
وغير الطبي.
أوضحت نتائج التحليل اإلحصائي قبول فرضي الدراسة القائل بوجود عالقة ارتباطية
موجبة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب النمطية السلبية المرتبطة بالوزن لدى
كال التخصصين ،ووجود عالقة ارتباطية سلبية بين االتجاهات السلبية نحو السمنة
والقوالب النمطية اإليجابية .كما أوضحت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا بين طالب
التخصصين الطبي وغير الطبي في العالقة بين االتجاهات السلبية نحو السمنة والقوالب
النمطية السلبية المرتبطة بالوزن في اتجاه طالب التخصصات غير الطبية.
بينت الدراسة الراهنة أن طالب كال التخصصين الطبي وغير الطبي ،كلما زادت
االتجاهات السلبية نحو السمنة بمختلف أبعادها (اإلهمال الشخصي واالجتماعي ،وضعف
الجاذبية الجسمية ،والتحكم وتوجيه مشاعر اللوم)؛ زادت القوالب النمطية السلبية المرتبطة
بوزن الجسم من قبيل وصف هؤالء األشخاص بـ(الكسل -بطء الحركة -الضعف -دائمي
سلبا بكل من
الشعور بالجوع) .بينما كشفت النتائج زيادة القوالب النمطية اإليجابية وترتبط ً
بعدي ضعف الجاذبية الجسمية ،واإلهمال الشخصي واالجتماعي لمن يعانون من السمنة
أو زيادة الوزن ،كذلك توصلت الدراسة الراهنة إلى أن طالب التخصصات غير الطبية
لديهم اتجاهات سلبية نحو السمنة وقوالب نمطية سلبية بشكل متزايد مقارنة بطالب
التخصصات الطبية.
ويتسق هذا مع نتائج الدراسات السابقة التي أشارت إلى تزايد انتشار معدالت
الس َمان بصفات سلبية ) (De Caroli& Sagone, 2015كما االتجاهات السلبية ووصم ِ
أوضحت الدراسات أن وصمة السمنة تؤثر في شعور ِ
الس َمان بالنبذ االجتماعي ،وتجنب
003
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
إنشاء عالقات اجتماعية ،والسخرية والتقليل من شأنهم (Irwin et al., 2009; Jie et
) al., 2017وإلقاء اللوم عليهم والمسئولية بسبب وزنهم ) ،(Puhl et al., 2015وفيما
يتعلق بجاذبيتهم الشكلية والجسمية؛ فينظر إلى األفراد ِ
الس َمان على أنهم قبيحو الشكل
وجسمهم غير متناسق وغير جذابين ،ونتيجة لذلك تنخفض فرصهم في الزواج أو االرتباط
العاطفي ).)Friedman et al., 2005
الس َمان للوصمة في أماكن الخدمة الصحية ومن قبل وفيما يتعلق بتعرض األفراد ِ
المتخصصين كشفت نتائج الدراسات السابقة عن تزايد تعرض األفراد ِ
الس َمان لالتجاهات
السلبية بشأن وزنهم ،ووصفهم بالكسل واإلهمال وأنهم يفتقرون للجاذبية الجسمية
) .(Daníelsdóttir et al., 2010; Silks, 2011ووجد أن %61من مقدمي الخدمة
الطبية وصفوا مرضاهم من السمنة بأنهم منخفضو اإلرادة ،وقبيحو الشكل ،ويعتقد أكثر
طويال ،وفي كثير من الحاالت
ً من ( )%14من المشاركين أن عالج السمنة يتطلب وقتًا
تكون غير فعالة ).(Foster et al., 2003
كما وجد أن األطباء ال يشعرون بالراحة عنـد التعامـل مـع األشـخاص ذوي السـمنة ،ولـم
ـر عـن األطبـاء ،فـإنهم يعتقـدون أن السـمنة أمـر
تختلف مشـاعر الممرضـات واتجاهـاتهم كثي ًا
يرجع إلى التحكم الشخصي وهن ال يفضلن تقديم رعاية طبية لشخص سمين (Irwin et
أيضا إلى أن عالج مرضى السمنة والوزن الزائد ال جدوى ) ،al.,2009كما أَشار األطباء ً
منــه ،وأنهــم أكثــر إزعاجــا مقارنــة بالمرضــى األقــل وزًنــا ،وأنهــم أقــل طاعــة للنصــائح الطبيــة،
و ِمن ثَم ال يحققون الفوائد المرجوة من عالجهم ).(Puhl& Heuer, 2009
002
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
فرغم وجود اتجاهات سلبية وقوالب نمطية بشكل عام لدى المشاركين بالدراسة تزايدت
وصمة السمنة (بما تتضمنه من اتجاهات سلبية وقوالب نمطية سلبية) لدى طالب
التخصصات غير الطبية مقارنة بطالب التخصص الطبي ،ويمكن أن تتسق هذه النتيجة
مع ما كشفت عنه نتائج الدراسات السابقة التي أشارت إلى أن األفراد ِ
الس َمان يتعرضون
للوصمة في مجاالت متعددة منها :أماكن العمل ،والتعليم ،والمواصالت العامة ،واألسرة،
وزمالء الدراسة أو العمل (Vartanian, 2010; Silks,2011; Jie Jang et al.,
) . 2017ليس هذا فحسب بل إن أحد القوالب النمطية عن األفراد ِ
الس َمان هي ضعف
اإلرادة وعدم قدرتهم على التحكم في وزنهم أو شراهتهم لألكل )،(Puhl et al., 2007
وهذا يتسق مع ما وجدته دراسة ( )Fatbardha, 2018إذ بينت أن الطالب الدارسين
لبرنامج علم النفس يعتقدون بعجز ذوي السمنة على التحكم في وزنهم نتيجة عدم انشغالهم
بوزن جسمهم بدرجة كبيرة.
وبشكل عام فإن وجود اتجاهات سلبية نحو السمنة وقوالب نمطية سلبية ترتبط بالوزن
يمكن تفسيره في ضوء نظرية العزو السببي التي تفترض أن الصورة النمطية المأخوذة
عمن يعانون من السمنة ترجع إلى ضعف قدرتهم على التحكم في شراهتهم لألكل ،وأنهم
المسئولون بالدرجة األولى ِفي وزنهم ،و ِمن ثَم فإن الشخص الذي يتسم بضعف اإلرادة
نتوقع افتقاده إلى الكفاءة وأنه غير جدير بالثقة أو للتحمل المسئولية (،)Silks, 2011
كما ينظر إليهم على أنهم ال يستحقون التعاطف أو المساندة معهم لتحملهم مسئولية
وزنهم ،وأن فرصهم في تحقيق النجاح غير مضمونة مقارنة بغيرهم ذوي الوزن الطبيعي
).(Mason, 2012
كمــا يمكــن تفســير انخفــاض فرصــهم فــي إنشــاء عالقــات اجتماعيــة (صــداقة أو زواج أو
ارتباط عاطفي) إلى ضعف جاذبيتهم الجسمية وعدم تناسق شكلهم ،باإلضافة إلى وصفهم
بعدم االهتمام بالنظافة الشخصية ،وبأنهم قبيحـو الشـكل والهيئـة ،ولـديهم اضـطراب انفعـالي
لذلك يلجئون إلى األكل بشراهة (.) Jie Jang et al., 2017
002
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
وفي بعض اآلحيان يسهم مقدمو الرعاية الطبية في تدعيم هذه الصورة لألفراد ِ
الس َمان
في أنهم ال بد أن يخفضوا من كميات أكلهم ،أو يمارسوا مز ًيدا ِمن األنشطة الرياضية،
على الرغم مما كشفته بعض الدراسات الطبية أن السمنة قد ال ترجع إلى كميات األكل،
ولكن قد ترجع إلى عوامل جينية أو خلل هرمونى؛ و ِمن ثَم لن يكون الشخص السمين في
هذه الحالة َمسئوًال عن عدم تناسق جسمه ).(Luck-Sikorski et al., 2017
ثانيا :مناقشة نتيجة الفرض الثالث ،ومؤداه أن الرجال لديهم اتجاهات سلبية نحو
ً
السمنة وقوالب نمطية مرتبطة بزيادة الوزن مقارنة بالنساء.
كشفت النتائج عن تحقق فرض الدراسة؛ إذ تزايدت االتجاهات السلبية نحو السمنة
وأبعادها (اإلهمال الشخصي واالجتماعي -ضعف الجاذبية الجسمية -التحكم في مشاعر
اللوم وتوجيهها) لدى الرجال مقارنة بالنساء بينما انتفت الفروق بينهما في القوالب النمطية
المرتبطة بالوزن.
وتتسق هذه النتيجة مع ما كشفت عنه مراجعة األدبيات السابقة عن أن الرجال لديهم
اتجاهات سلبية متزايدة نحو زائدي الوزن مقارنة بالنساء ) ،(Brady, 2016ووجد ً
أيضا
أن النساء ذوات السمنة أكثر عرضة للتمييز من الرجال ذوي السمنة ومن النساء ذوات
الوزن الطبيعي؛ إذ وجد أنهم يحصلون على أجور منخفضة مقارنة بهم ،وفرصهم أقل في
الزواج وإنشاء عالقات اجتماعية ).(Mason, 2012
002
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
على الرغم مما ناقشناه في الفرض السابق عن تزايد االتجاهات السلبية نحو السمنة
لدى مقدمي الخدمة الطبية أظهرت نتائج دراسة ) (Pantenburg et al., 2012انخفاض
االتجاهات السلبية نحو السمنة لدى المشاركات من اإلناث تجاه األفراد ذوي السمنة ،وأنهم
تقبال للسمنة مقارنة بالذكور.
أكثر ً
ويمكن تفسير هذه النتيجة في ضوء الثقافة المرتبطة بالتنميط الجندري؛ التي تتطلب
معينا لجسمها ،ومتوقع منها أن تهتم بوزنها وتناسقه ،وأنها جميلة ورقيقة،
شكال ً
من الفتاة ً
أن يكون أكثر قوة عضلية وتولي رعاية خاصة بهيئتها العامة ،في حين متوقع من الفتى ْ
وشخصية ،وهذا ما يتسق مع دراسة ) (Brady, 2016التي أوضحت أن النساء أكثر
احتماال لتلقي اللوم حول أسباب زيادة وزنهن وتحملهم مسئولية سمنتهن ،وأنهن أكثر
ً
شعور بالضغط لجعل أجسامهم تتفق مع معايير الجمال المجتمعية في الثقافة الغربية،
ًا
شعور بالتعاطف والتفهم مع هؤالء ذوي السمنة وزيادة الوزن
ًا كما بينت أن النساء أكثر
مقارنة بالرجال.
إذ وجدت الدراسات أن المرأة السمينة على وجه الخصوص تعد أقل جاذبية جسمية،
وتنخفض لديها الرغبة والمهارة الجنسية ،وهذا يتسق مع ما وجدته دراسة" شين ،Chen
وبراون "Brownسنة 8111التي أوضحت أن الرجال ال يفضلون الدخول في عالقة
زواج أو ارتباط عاطفي مع نساء سمينات ).(Puhl& Heuer, 2009
ثال ًثا :مناقشة نتيجة الفرض الرابع الخاص بوجود فروق في التجاهات نحو السمنة
والقوالب النمطية المرتبطة بالوزن بين من لديهم أقرباء يعانون من السمنة ومن ليس
لديهم.
كشفت النتائج عن تحقق هذا الفرض إذ تزايدت لديهم االتجاهات السلبية نحو البدانة
لدى من ليس لهم أقارب ِس َمان مقارنة بمن لديهم أقارب ،بينما كشفت النتائج عن انتفاء
الفروق في القوالب النمطية اإليجابية ،وتزايد لدى من ليس لديهم أقارب سمان القوالب
النمطية السلبية مقارنة بمن لديهم أقارب سمان.
009
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
وتبــدو هــذه نتيجــة منطقيــة إلــى حــد كبيــر فمــن المفتــرض أن الشــخص الــذي لديــه أقــارب
لديهم سمنة أو وزن زائد هم أكثر إد اركـا لمـا يتعرضـون لـه مـن وصـمة السـمنة ،علـى الـرغم
من وجود دراسات تؤكد أن أحد أهم مصادر الوصـمة بالنسـبة لألشـخاص ِ
الس َـمان هـم أفـراد
األسـرة ) .(Daníelsdóttir et al., 2010; Silks, 2011; WHO, 2017وهـذا يتفـق
م ــع مـ ــا كشـ ــفت عنـ ــه د ارسـ ــة" بـــول ،Puhlومـــوس -ارســـين ،Moss-Racusinوش ـ ـوارتز
،Schwartzوبرواني ــل "Brownellس ــنة 8112إذ بين ــت أن أفـ ـراد األسـ ـرة ه ــم مص ــادر
الوصــمة المرتبطــة بــالوزن ،عنــدما وجــه إلــى المشــاركين س ـؤال حــول خب ـرات الوصــمة مــن
أعضــاء محــددين مــن األسـرة أقــروا أن %19خب ـرات وصــمة مــن األم ،و %44مــن األب،
%97من األخوات ،و %96من األخوة ،و %81من األبناء الذكور ،و %12مـن األبنـاء
اإلناث ،إذ تَعرضوا إلى تعليقات تحقر مـن ذواتهـم ،أو إطـالق أسـماء غيـر مرغوبـة علـيهم،
أو السخرية منهم وتقليدهم بشكل ساخر ).(Puhl& Heuer, 2009
أن
ووفًقا لجوفمان الذي أوضح أن أفراد األسرة واألزواج والزوجات واألصدقاء يفترض ْ
مشابها لألفراد ذوي الوزن سلوكا
ً مصدر للتفهم ،ويسلكوا تجاه األفراد ِ
الس َمان ًا يكونوا
ً
الطبيعي ،كما قد يسهم أفراد األسرة واألزواج واألصدقاء في تغيير أسلوب حياة ِ
الس َمان بما
يزيد من حمايتهم من السمنة أو مخاطرها ).(Carr& Friedman, 2006
وهذا ما توصلت إليه دراسة ) (Puhl et al., 2015من أن وجود فرد من أفراد العائلة
عانى من خبرات لوصمة السمنة والتحيزات المرتبطة بالوزن ينبئ بمستويات منخفضة من
االتجاهات السلبية نحو السمنة ،ويخفض من التعبير عن التحيزات المرتبطة بالوزن تجاه
اآلخرين ِ
الس َمان ،كما توصلت إلى أن األفراد الذين يدركون أن أسباب السمنة ترجع إلى
تعبير عن وصم اآلخرين ِ
الس َمان. عوامل فسيولوجية أو أسباب بيئية هم األقل ًا
ونخلص من مناقشة نتائج الدراسة الراهنة إلى أن األفراد ِ
الس َمان يعانون من وصمة
اجتماعيا،
ً السمنة بما تتضمنه من اتجاهات سلبية (متمثلة في إهمالهم الشخصي ونبذهم
وعدم جاذبتهم الجسمية نتيجة شكل جسمهم الذي يتسم بعدم التناسق ،وتوجيه اللوم لهم
033
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
لضعف قدرتهم على التحكم في وزنهم) وقوالب نمطية سلبية من قبيل وصفهم بـ(الكسل-
بطء الحركة -الضعف -دائمي الشعور بالجوع -عدوانيين -إرادتهم ضعيفة -يعانون من
األمراض أكثر من اآلخرين) .وأن هذه الوصمة تحدث في أماكن متعددة كالدراسة والعمل
والمنزل واألماكن العامة ،وقد تصدر عن أشخاص يفترض أنهم مصادر المساندة مثل
مقدمي الرعاية الصحية ،ولكن ما كشفت عنه نتائج الدراسة الراهنة اتساًقا مع نتائج التراث
السابق يكشف أن مقدمي الخدمة الطبية أحد المصادر المهمة في وصم األفراد ِ
الس َمان،
ليس هذا فحسب بل قد تؤثر اتجاهاتهم السلبية ومعتقداتهم حول السمنة في فاعلية العالج
لمرضاهم.
و ِمن ناحية أخرى ترتبط وصمة السمنة ببعض ردود األفعال الوجدانية تجاه الجماعات
محل الوصمة؛ إذ الحظ الباحثون أن هذه الجماعات يمكن أن تثير بعض االنفعاالت
كاالشمئزاز والغضب؛ خاصة عندما يهدد الشخص البدين سالمة شخص آخر في
المكان ،الميل إلى وضع مسافة وحدود في المكان على اعتبار الشخص البدين شخص
مؤذ ،ويتسق هذا مع ما كشفت عنه دراسة "كريندل" Krendlسنة 8116ووجود مناطق
مخية (االميجداال) ترتبط بالشعور باالشمئزاز عند عرض صور لجماعات الوصمة بما
فيها األفراد ذوي السمنة ،كما وجد أن النشاط المخي يزيد مع عرض صور تتضمن
تقييمات سلبية لهذه الجماعات ) (Vartanian, 2010كما تؤدي وصمة السمنة إلى
تشويه السمعة ووصم األفراد ،ونبذهم اجتماعيا ،وإظهارهم بأنهم خطرون وعدوانيون ويقلل
من فرصهم في الحياة ) .(Schafer& Ferraro, 2011ويمكن القول إنه يترتب على
القوالب النمطية واالتجاهات السلبية المرتبطة بالوزن الزائد والسمنة زيادة فرص عدم
&(Puhl التكافؤ االجتماعية ،ومعاملة غير عادلة وجودة حياة تتسم باالضطراب
).Heuer, 2009
ويمكن تفسير تأخر فاعلية العالج أو انخفاضه أو عدم تأديته إلى النواتج المرغوبة إلى
الس َمان؛ إذ تتضمن عملية الوصمة وضع مسمى لالختالف من خالل وصم األفراد ِ
033
مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج ،15ع 2ابريل ، 2102ص ص )437- 222
تصنيف األفراد في فئة خاصة بالسمنة ،وتكوين اتجاهات سلبية تشتمل على توجيه اللوم
والنبذ االجتماعي ووضع مسافات اجتماعية ،وهذا يتضح بصورة جلية في األماكن العامة
ِ
باإلضافة إلى أن أو أماكن العمل أو تقديم الخدمة الطبية أو التعليم أو وسائل اإلعالم،
االتجاهات السلبية تتضمن أيضا تسمية األفراد ِ
الس َمان بمسميات منفرة ،ووصفهم بالكسل ً
وضعف اإلرادة ،وال يستطيعون التحكم في شهيتهم ومن ثم وزنهم ،وهذه الصورة تدعم ما
ذكرناه سابًقا من عزو السمنة إلى سلوك األفراد بالدرجة األولى.
وتفترض الباحثة أن الوصمة مفهوم يتأثر بثقافة المجتمع بدرجة كبيرة والدليل الداعم
لذلك هو تزايد االتجاهات السلبية والقوالب النمطية السلبية المرتبطة بالوزن لدى الرجال
مقارنة بالنساء ،وأن الرجال ال يفضلن النساء السمينات أو زائدات الوزن النخفاض
جاذبيتهن الجسمية والشكلية .كما افترض "ميللر وزمالؤه" Miller et al.,أن النساء
الالتي يتعرضن لوصمة السمنة بشكل متزايد تقل فرصهن من تطوير أنفسهن ،وتنمية
مهاراتهن االجتماعية المطلوبة لتكوين انطباعات إيجابية عند اآلخرين ،وأن هؤالء النساء
ار اجتماعية منوطة
يعانين من مشكلتين رئيستين أولهما أنها امرأة ويتوقع منها المجتمع أدو ًا
بنوعها االجتماعي (الجندر) ،وخصاال شخصية وشكلية محددة تناسب معايير الجمال
العالمية ،وثانيهما أنها تعاني من السمنة أو الوزن الزائد ،والتي تعد مشكلة في حد ذاتها
لما لها من مترتبات نفسية واجتماعية كالنبذ واالستبعاد االجتماعي وانخفاض فرصهن في
االرتباط والزواج وفرص توظيفهن مقارنة بالرجل السمين (Brochu& Morrison,
).2007
036
)437- 222 ص ص، 2102 ابريل2 ع،15 مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج
المراجع
.)8114( .)أنيس (إبراهيم)؛ ومنتصر (عبد الحليم)؛ الصوالحي (عطية)؛ خلف هللا (دمحم
. مكتبة الشروق الدولية- مجمع اللغة العربية: القاهرة.المعجم الوسيط
دار الثقافة: القاهرة. دراسات في علم النفس الصناعي والتنظيمي.)8111( .)سعد (دمحم
.العربية
و ازرة الصحــة،2114 المسح السكاني الصحي لسنة.)8111( .و ازرة الصحة والسكان
. مصر،والسكان
، و ازرة الصحة والسكان، المسح الشامل للصحة.)8113( .و ازرة الصحة والسكان بمصر
.مصر
Pantenburg, B., Sikorski, C., Luppa, M., Schomerus, G., König, H.
H., Werner, P.,& Riedel-Heller, S. G. (2012). Medical
students’ attitudes towards overweight and obesity. PloS one,
7(11), e48113
Bos, A. E., Pryor, J. B., Reeder, G. D.,& Stutterheim, S. E. (2013).
Stigma: Advances in theory and research. Basic and applied
social psychology, 35(1), 1-9.
Brady, C. (2016). Decreasing obesity and obesity stigma: socio-
demographic differences in beliefs about causes of and
responsibility for obesity. Social Sciences, 5(1), 12.
Brochu, P. M.,& Morrison, M. A. (2007). Implicit and explicit
prejudice toward overweight and average-weight men and
women: Testing their correspondence and relation to
behavioral intentions. The Journal of Social Psychology,
147(6), 681-706.
030
)437- 222 ص ص، 2102 ابريل2 ع،15 مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج
033
)437- 222 ص ص، 2102 ابريل2 ع،15 مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج
032
)437- 222 ص ص، 2102 ابريل2 ع،15 مجلة بحوث ودراسات نفسية (مج
032