Weapons and Tools of War in Umayyad Poetry (Arabic)

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬

‫‪7‬‬ ‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬

‫األسلحة وأدوات احلرب‬


‫يف الشعر األموي‬

‫م‪.‬د‪.‬اعتماد جاسم محمد‬

‫‪Weapons and war tools‬‬


‫‪in Umayyad poetry‬‬
‫‪M.Dr.Etimad Jassim Mohammed‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫‪9‬‬ ‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬

‫امللخص‬

‫كان للحروب املتواصلة يف العصر االموي األثر الواضح لظهور شعر السالح الذي يصور احلروب التي‬
‫خاضها املسلمون‪ ،‬واالسلحة التي كانوا يستخدمونها يف املعركة واهمية كل نوع ‪.‬‬
‫فأخذ الشعراء االمويون يشيدون بانتصاراتهم تشجيع ًا للمقاتلني واستنهاض هممهم‪ ،‬وأخذ شعر السالح‬
‫حيز ًا واسع ًا يف أشعارهم ‪ ،‬ودخل يف معظم أغراضهم الشعرية ارتباط ًا بوصف السالح‪.‬‬
‫ِ‬
‫يكتف الشعراء االمويون بوصف السالح وأنواعه وصفاته ‪ ،‬بل تطرقوا الى اجزائه أيض ًا‪ ،‬كما تطرقوا‬ ‫ولم‬
‫الى االسلحة املتطورة من السفن واالساطيل احلربية التي كان لها الدور الواضح يف معاركهم وذلك بحكم‬
‫طبيعة احلروب التي خاضوها ضد الروم خاصة‪ ،‬كما استخدم االمويون املنجنيق والدبابة ‪.‬‬
‫والشاعر االموي كان يستمد عناصر صوره من مخزونه الثقايف او من احلضارة اجلديدة التي امتزج بها‬
‫وتفاعل معها واطالعه على حضارات االمم االخرى‪ ،‬فاضفى ذلك على شعر السالح مسحة جمالية فجاءت‬
‫صوره معبره عن ذوقه الفني ‪ ،‬ولطف خياله ‪ ،‬مما جعل بعد صوره مبتكرة‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


]57 ‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد‬
‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬ 10

Summary:
Weapon in Umayyad Poetry
In their poems، the Umayyad poets mentioned the tools of the most common weapons of
their time in various ways،trying to know their glory. The research concluded that the weap-
ons of war were of two types، old and modern. The old is the one that has been common
since the pre-Islamic era، such as the eagle، the sword، the spear، the bow، ……..et. The
modern is familiar with other nations such as the catapult and the tank and the will.... etc.
Although the old weapons are more common and more sensitive to them، they have not
stopped mentioning other weapons of war.
In addition، the poets sought to show the importance of the weapon and its impact in re-
solving battles and victory. And their names and descriptions and places of manufacture and
some of the makers. And the extent of the care of the fighters، and their keenness to acquire
and own.
At the same time، the Umayyad poetry revealed the importance of the military number as a
sense of its importance in the civilized life of the civilized man and its necessity to preserve its
survival and the continuity of its civilization in preserving the dignity، survival and dignity of
the nations and tribes and human beings.
The poet did not exclude the Umayyad warfare except mentioned in his poetry، which calls
for the manifestations of power، which employs all possible energies to respond to the aggres-
sor and scourge them to send a witness to his ability and heroism.
The most common war tools and supplies for the Umayyad poet are the sword، spear،
bow، arrow، horse، and armor.
It is the same species that took place on the Sunnah poets of the pre-Islamic era and the era
of Islam، because the Umayyad poet was emulating the ages that preceded him in many as-
pects of his life and thinking. However، it reached a reality، in which it imposed on history
]57 ‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد‬
11 ‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬

itself، which happened from the innovation and novelty of the previous; and the result of the
political reality، war، social and intellectual as well as new.
Indeed، the Umayyad poet was able to combine the inherited past with the innovative new.

* * *
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬ ‫‪12‬‬

‫املقدمة‬

‫كان العصر االموي يحاكي العصور التي سبقته يف كثير من مناحي حياته وتفكيره‪ ،‬اال أنه بلغ واقع ًا‪،‬‬
‫بحيث فرض على التأريخ نفسه فيما ميتاز به من ابتكار وجدة عما سبقه من العصور‪ ،‬نتيجة لتداخل االقوام‬
‫غير العربية (الفارسية والرومية) وثقافاتهم عليه‪ .‬فض ً‬
‫ال عن التأثيرات التي احدثتها الفتوح االسالمية يف‬
‫جاء العرب من مالبساتهم‬ ‫ٌ‬
‫جدول ثالث اجنبي َ‬ ‫العصر الراشدي‪ ،‬وهكذا التقى بالرافدين اإلسالمي واجلاهلي‬
‫لألمم االجنبية بعد الفتح‪.‬‬
‫كل ذلك أدى الى ظهور أدب إسالمي مغاير يف كثير من خصائص األدب اجلاهلي‪ ،‬بيد أن قصر حقبة‬
‫صدر اإلسالم (‪1‬هـ – ‪ 40‬هـ) لم يتح لهذا األدب اجلديد أن يزدهر وأن تنضج قسماته‪ ،‬وساعد على هذا‬
‫التطور الواقع السياسي واالجتماعي والفكري اجلديد ‪ .‬واستجابة ملثل هذه الظروف فأن صناعة االسلحة‬
‫واآلت احلرب كانت على درجة كبيره من االهمية متجلي ًا فيها اجلانب احلضاري يف طريقة الصنع واالتقان‪.‬‬
‫تعد القوة من العوامل الرئيسة لقيام املجتمعات‪ ،‬وبسط النفوذ والسيطرة على اآلخرين‪ ،‬وال شك أنَّ من‬
‫أهم عوامل القوة امتالك أدوات احلرب واآلت القتال – السالح ‪ ،-‬ولذا جند االنسان منذ كان يحرص على‬
‫امتالك السالح والعناية به والعمل على تطويره‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫‪13‬‬ ‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬

‫أنواع األسلحة واآلت احلرب‬

‫أستخدم اجليش األموي األسلحة التي كانت منتشرة يف زمنه ؛ حيث ميكن تقسيم األسلحة الى‬
‫ثالثة اقسام‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬أسلحة ولوازم القتال اخلفيفة‪ :‬وتتمثل بـاخليل‪ ،‬الرمح‪ ،‬السيف‪ ،‬القوس والسهم ومايشبهها‪.‬‬
‫‪ .2‬أسلحة الوقاية والدفاع‪ :‬مثل الدرع ‪،‬اخلوذة ‪،‬البيضة ‪،‬املخفر والترس‪.‬‬
‫‪ .3‬اآلت احلصار واألسلحة الثقيلة‪ :‬وهي املنجنيق‪ ،‬الدبابة‪ ،‬سلم احلصار‪ ،‬رأس الكبش والعرادة‪.‬‬
‫ويعد السيف والرمح والقوس والدرع واخلوذة واخليل والسهام من األسلحة التي عرفها العرب يف حروبهم‬
‫منذ العصر اجلاهلي وعصر صدر اإلسالم‪.‬‬
‫أما األسلحة احلديثة التي اطلع عليها العرب املسلمون نتيجة اختالطهم باألمم األخرى بعد الفتوحات‬
‫اإلسالمية فهي املنجنيق‪ ،‬العرادة‪ ،‬الدبابة‪ ،‬رأس الكبش (املدق)‪ ،‬احلبل والسلم‪ ،‬السفينة احلربية‪.‬‬
‫وعدة احلرب‬
‫•فضل األسلحة ّ‬
‫حرص العرب واملسلمون على إقتناء اجود انواع األسلحة ألنها تعبر عن أنفتهم وهيبتهم وعزتهم‪ ،‬وقوام‬
‫الفروسية‪.‬‬
‫فقد أمر اهلل تعالى باإلعداد للمعركة‪ ،‬واإلستعداد الكامل خلوضها‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟﯠ ﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨ ﯩ‬
‫ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﭼ (‪ )1‬وقيلَ ‪(:‬إنَّ‬
‫َ‬
‫الرجال)(‪.)2‬‬ ‫َ‬
‫الرجال‬ ‫السالح وال ينادون‪:‬‬
‫َ‬ ‫السالح‬
‫َ‬ ‫الصريخ‪:‬‬
‫للسالح فضيلة)‪ .‬أما تراهم ينادونَ عند َّ‬
‫ِ‬
‫ويف فضل كل نوع من األسلحة (قال عمر بن اخلطاب (رضي اهلل عنه) لعمرو بن معد يكرب‪ :‬أخبرني عن‬
‫َ‬
‫خانك‪ .‬قال ال َّنبل؟ قال‪ :‬منايا تخطئ وتصيب‪.‬‬ ‫ماشئت منه‪ .‬قال الرمح؟ قال‪َ :‬‬
‫أخوك ورمبا‬ ‫َ‬ ‫السالح‪ .‬قال َس ْل‬
‫ِ‬

‫((( سورة االنفال‪ ،‬آية ‪.60‬‬


‫((( عيون األخبار‪ ،‬تأليف ابي محمد عبداهلل بن مسلم بن قتيبة الدنيوري (‪276-213‬هـ)‪ ،‬نسخة مصورة عن طبعة دار‬
‫الكتب‪ ،‬املؤسسة املصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر‪ ،‬مطبعة د‪ .‬ماقوسيان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1963 ،1‬م‪،‬‬
‫م‪ ،1‬ص ‪.129‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬ ‫‪14‬‬

‫ذاك امل ِ َج ّن وعليه تدور الدوائر‪ .‬قال‪ :‬الدرع؟ قال ُمثْ ِقلة للراجل ُمتْ ِعبة للفارس‪ ،‬وإ ّنها حلصن‬
‫الترس؟ قال‪َ :‬‬
‫قال ُّ‬
‫قارعتك أ ُّمك عن ال َّث ْكل‪ .‬قال عمر‪ :‬بل أ ُّمك‪ .‬قال‪(( :‬ا ُ‬
‫حل َّمى اضرعتني‬ ‫َ‬ ‫حصني‪ .‬قال‪ :‬السيف؟ قال‪ :‬ث ََّم‪،‬‬
‫لك)))(‪.)1‬‬
‫ويعد السالح عنصر ًا موضوعي ًا مادي ًا مهم ًا من عناصر البطولة العربية‪ ،‬فيه تتحقق صفة البطل‪ ،‬وثباته‬
‫وانتصاره‪ ،‬فيقول األخطل يف مدح وصقله بن هبيره الشيباني‪:‬‬
‫ي����وم ال��ك��ري��ه�� ِة َح���ت���ى ي��ع��م��لَ األس�ل�ا‬ ‫���������اف ب���راي���ت��� ِه‬
‫ٍ‬ ‫���������ارس غ����ي���� ِر َوق�‬
‫ٍ‬ ‫وف�‬
‫(‪)2‬‬
‫إذا امل���ئ���و َن أ ِم ّ‬
‫������رت َف����و َق���� ُه ح���م�ل�ا‬ ‫ال����دي����ات ب�� ِه‬
‫ِ‬ ‫��م ت��ع�� ّل��ق أش����ن� ُ‬
‫���اق‬ ‫ض���خ� ٌ‬
‫وقد يورد الشاعر اكثر من اداة يف البيت الواحد ملا للسالح عنده من مكانه فهذا الفرزدق يقول‪:‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫ِ‬
‫وامل���ره���ف���ات ال����ص����وار ِم‬ ‫ُي��ل��اذا ب���ه‬ ‫إذا ل��م يكن ِح��ص� ٌ‬
‫�ن س��وى اخل��ي��لِ وال َقنا‬
‫وقد تكرر ذكر السالح يف العديد من مواضع الشعر‪ ،‬فهذا الكميت يقول‪:‬‬
‫ل�اح وك���� ّ ِف� ُ‬
‫���روا ت��ك��ف��ي��ر ًا‬ ‫ف��ض��ع��وا ال���س� َ‬ ‫ب���ح���رب ق���ي� ٍ‬
‫��س ب��ع��ده��ا‬ ‫ِ‬ ‫س��م��ع��ت‬ ‫وإذا‬
‫(‪)4‬‬
‫َ‬
‫•او ًال‪ :‬أدوات القتال اخلفيفة‬
‫تزايد احلديث عن أدوات القتال وأهميتها ملا لها من اتصال وثيق باالحداث التأريخية الكبرى‪ ،‬جاعلة‬
‫من الشعر اصدق معبر ًا عنها‪ .‬وال يكاد يخلو ديوان شاعرٍ من وصف لألسلحة واالعجاب بها ومبن يحملها‪.‬‬
‫فمن أبرز أدوات القتال اخلفيفة‪:‬‬
‫أ‪ -‬اخليل‬
‫تأتي يف مقدمة أدوات احلرب التي وصفها الشعراء يف فنون شعرهم املختلفة‪ .‬فأنها يف الفخر تخوض‬
‫احلرب كما يخوضها الفارس‪ ،‬وبها وببطولة الفارس حتسم املعارك‪.‬‬
‫ِ‬

‫((( م‪ .‬ن‪ ،‬م‪ ،1‬ص ‪.130 - 129‬‬


‫((( شعر األخطل‪ ،‬ابي مالك غياث بن غوث التغلبي (ت ‪ 92‬هـ)‪ ،‬صنعه السكري‪ ،‬روايته عن ابي جعفر محمد بن‬
‫أمرت‪:‬‬
‫حبيب‪ ،‬حتقيق‪ :‬فخر الدين قباوة‪ ،‬دار الفكر املعاصر‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص‪ .158‬األسل‪ :‬الرماح‪ّ ،‬‬
‫شدت باملرار وهو احلبل‪.‬‬
‫((( شرح ديوان الفرزدق‪ ،‬عني بجمعه وطبعه والتعليق عليه‪ :‬عبداهلل اسماعيل الصاوي ‪،‬مصر‪ ،‬ط‪1354 ،1‬هـ ‪-‬‬
‫‪1936‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪ 503‬و‪.527‬‬
‫((( ديوان الكميت األسدي‪ ،‬جمع وشرح وحتقيق‪ :‬محمد نبيل طريفي‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪2000 ،1‬م‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص ‪.20‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫‪15‬‬ ‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬

‫ويف ذلك يقول عروة بن أُذينه‪:‬‬


‫ت����ؤذي ال��ص��ري��خ ب��ت��ق��ري��ب وإح���ض���ار‬
‫(‪)1‬‬
‫ت��غ��ش��ى ال���ط���ع���ان ب���ن���ا ج�����رد م��س��وم��ة‬
‫وقد تكرر احتفاء الشعراء باخليل اجلرد‪ ،‬فيقول الفرزدق مفتخر ًا بقوم ِه بأنهم كتائب تشبه الليل يف الزحف‬
‫باجلرد‪:‬‬
‫ِ‬
‫وال��ي��ل��ب‬
‫(‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫وال��ب��ارق��ات ال��ب��ي� ِ‬
‫�ض‬ ‫��ر ِد‬
‫ب���اجل� ُ‬ ‫ُ‬
‫���ث���ل ال��� ّل���ي���ل جننبها‬‫��ب ِم‬
‫ِم��� ّن���ا ك���ت���ائ� ُ‬
‫اما اخليل الضمر عندهم‪ ،‬فهي أقدر على حتقيق النصر وإنزال الهالك يف العدو لسرعة حركتها‪ ،‬يقول‬
‫األخطل‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ن ق����ت����اال‬ ‫ِ‬
‫وط�������را ُد ُه�������ن إذا ل���� َق��ي� َ‬ ‫ال��س��رى‬
‫آن��ط��وي��ن م��ن ُ‬
‫َ‬ ‫ق���ب ال��ب��ط��و ِن ق��د‬
‫ُّ‬
‫ونزع الشعراء الى تصوير اخليل بأنها عابسة حتى أنها تركت ذلك األثر من شدة عدوها فأثارت نقع ًا وغبار ًا‬
‫يشبه الذيل‪ ،‬بهدف إنزال الرعب يف صفوف العدو ولتسهم وتعجل بالنصر‪ ،‬فيقول وضاح اليمن‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ال��ن��ق��ع َذيْ���ل��ا‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫���خ���ذ َن‬ ‫ِ����س َي��� َّت‬
‫َع����واب َ‬ ‫���ع���دو‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫رأي�������ت اخل����ي����لَ َت‬ ‫ف����إن ِ‬
‫َّ����ك ل����و‬
‫وعدها من مستلزمات إعداد الفارس فقال‪:‬‬ ‫وقد أوجز عبيد اهلل بن احلر اجلعفي أهمية اخليل‪ّ ،‬‬
‫������اك مم���ا ُت�����ؤ ّ ِم�����ل‬
‫ُ (‪)5‬‬
‫َ‬ ‫س���اب���ح أدن�‬
‫ٍ‬ ‫ع��ل��ى‬ ‫����ح وس���ي� ٍ‬
‫��ف ُم��ص��م� ٍ�م‬ ‫��ت ذا رم� ٍ‬
‫إذا ك���ن� َ‬
‫وأتخذ الشعراء األمويون ادوات السالح ومنها (اخليل) يف تصويرهم الشعري للمرثي من األبطال الفرسان‬
‫وشخصوها وزادوهما تعظيم ًا يف اإليحاء عن قوته وشجاعته وموته بني قطع األسلحة‬
‫ّ‬ ‫فعكسوا عظم قيمه‪،‬‬
‫املختلفة منها اخليل الضامرة‪ ،‬فهذه ليلى األخيلية ترثي توبة فتقول‪:‬‬
‫����اء ض���ام��� ِر‬
‫���ي وخ�����وص� َ‬
‫وأس����م����ر خ����ط� ّ ِ‬ ‫�����ف ح��ص��ي��ن� ٍ�ة‬
‫أت���ت���ه امل���ن���اي���ا ب��ي�ن زغ� ٍ‬
‫ب���ش���ب���اك احل�����دي� ِ‬
‫����د زواف������� ِر‬ ‫ّ‬ ‫درأ َن‬ ‫ع��ل��ى ك���ل ج�������ردا ِء ال����س����را ِة وس���اب� ٍ‬
‫��ح‬

‫((( شعر عروة بن أُذينه‪ ،‬جمع وحتقيق‪ :‬د‪ .‬يحيى اجلبوري‪ ،‬مطابع التعاونية اللبنانية‪( ،‬درعون – حريصا) لبنان‪1970 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪ .205‬اجلرد‪ :‬صفة تطلق على اخليل الكرمية األصل ولم تدخلها هجنه‪.‬‬
‫((( شرح ديوان الفرزدق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ .71‬اليلب‪ :‬دروع مصنوعة من اجللود‪.‬‬
‫((( شعر األخطل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .110‬القب‪ :‬الضامر حلقت بطنه لظهر ِه‪ ،‬انطوين‪ :‬ضمرن وهزلن‪.‬‬
‫((( وضاح اليمن الشاعر وقصته دراسة حتليلية ونقدية أدبية ‪،‬د‪ .‬رضا احلبيب السويسي ‪،‬منشورات جامعة طرابلس كلية‬
‫التربية‪ ،‬مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪1394 ،‬هـ ‪ 1974 -‬م‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫((( شعراء امويون‪ ،‬دراسة وحتقيق‪ :‬د‪ .‬نوري حمودي القيسي‪ ،‬ساعدت جامعة بغداد على نشره‪1976 ،‬م‪ .‬ج‪،1‬‬
‫ص‪ .111‬السابح‪ :‬أي اخليل‪.‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬ ‫‪16‬‬

‫ش�����واح ب��ال��ش��ك��ي��م ال���ش���واج��� ِر‬


‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫وه����ن‬
‫ّ‬ ‫��م���ر ًا‬
‫ال��ث��ع��ل��ب��ي��ة ض� ّ‬
‫ّ‬ ‫ت���ع���دو‬
‫ُ‬ ‫���س‬
‫ع����واب� ٌ‬
‫ماصوره الشعراء بكاء اجلياد على املرثي وكأمنا يضفون على اآلالت احلربية صفة التشخيص‪،‬‬
‫َ‬ ‫ومن لطيف‬
‫يقول سوادة بن عبداهلل السلولي‪:‬‬
‫�����س� ِ‬
‫�����ال‬
‫(‪)2‬‬ ‫ك�����ل م���ث���ق ٍ‬
‫َّ���ف َع� ّ‬ ‫ُّ‬ ‫��ات ل��ف��ق��د ِه‬
‫وب�����ك�����ا ُه‬ ‫��ت اجل����ي����ا ُد ال���ص���اف���ن� ُ‬
‫ب���ك� ْ‬
‫وأخير ًا أنَّ حديث الشعراء عن اخليل يف شعرهم ميدانٌ واسع استوعب مساحات واسعة من قصائدهم‬
‫ومنطلق الشباع ميلوهم الشعرية‪.‬‬
‫الرمح‬
‫ب‪ُّ -‬‬
‫سالح مصنوع من فروع أشجار صلبة لدنه أو قناة يف القصب املجوف يركب يف رأسه نصل مدبب يدعى‬
‫كثير‬
‫سنانا‪ ،‬يطعن به‪ ،‬وقد يكون له رأس مدبب أخر يثبت به يف األرض يسمى الزج ‪ ،‬ويف ذلك يقول َّ‬
‫(‪)3‬‬

‫عزة‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫�ك��م��ت��ه نِ��ص��ا ُل��ه��ا‬
‫ع��ن اجل��ه��لِ ح��ت��ى ح� ّ‬ ‫ب���أط���راف ال���زِج���اج ف��ل��م ُي�� ِف ْ‬
‫��ق‬ ‫ِ‬ ‫���ي���ت‬
‫ُ‬ ‫َر ِم‬
‫ونسب العرب ال ِّرماح الى ُص ّناعها أو أماكن صناعتها ُّ‬
‫كالرديني‪ :‬ينسب الى امرأه يقال لها ردينة‪ ،‬تباع‬
‫واليزنية‪ ،‬أو اآلزنية‪ :‬منسوبة الى ذي يزن ملك اليمن‪ ،‬والسمهرية‪ :‬تنسب الى‬
‫ّ‬ ‫والزاغبية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عندها ال ِّرماح‪.‬‬
‫خل ِط ّي(‪.)5‬‬
‫رجل اسمه سمهريبيع الرماح باخلط (البحرين) وأمرأته ردينة وا َ‬

‫((( ديوان ليلى األخيلية‪ ،‬عني بجمعه وحتقيقه‪ :‬خليل ابراهيم العطية وجليل العطية‪ ،‬الناشر‪ :‬وزارة الثقافة واالرشاد‪،‬‬
‫خطي‪ :‬من أسماء الرمح منسوبة الى مرفأ يف البحرين‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫بغداد‪1976 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .79 -78‬زغف‪ :‬من أسماء الدرع‪،‬‬
‫الشكيم‪ :‬وهي يف اللجام‪ .‬احلديدة املعترضة يف فم الفرس‪.‬‬
‫((( تأريخ الرسل وامللوك‪ ،‬ألبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت ‪ 310‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬محمد ابو الفضل ابراهيم ‪،‬دار‬
‫ِ‬
‫عسال‪ :‬الرماح اجليدة‪.‬‬ ‫املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪4،1979‬م‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ٍ .503‬‬
‫مثقف‬
‫((( ينظر‪ :‬شرح املفصل‪ ،‬ابن يعيش النحوي وهو يعيش بن علي بن يعيش موفق الدين‪ ،‬حتقيق‪ :‬إميل بديع يعقوب‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬ادارة الطباعة املنيرية‪ ،‬ط‪1322 ،1‬هـ ‪2001 -‬م‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪.424‬‬
‫((( ديوان ُك َّثير عزة‪ ،‬شرحه عدنان زكي درويش‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان ‪،‬ط‪1994 ،1‬م‪ ،‬ص ‪ .358‬الزجاج‪ :‬جمع‬
‫زج وهو احلديده يف اسفل الرمح‪ ،‬النصال‪ :‬جمع نصل وهو احلديده يف اعلى الرمح‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬لسان العرب‪ ،‬تاليف محمد بن مكرم بن علي ابو الفضل جمال الدين بن منظور(ت‪ 711‬هـ)‪ ،‬دار صادر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪1414 ،3‬هـ‪ ،‬مادة (سمهر) ; كتاب السالح‪ ،‬ابو عبيد القاسم ابن سالم‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حامت الضامن‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫‪17‬‬ ‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬

‫العشو َز َن ُة(‪.)1‬‬
‫األص َم ُع – الذابل – املارن – العاسل – َ‬
‫األص ُّم – ْ‬
‫وماجاء من جهة صفاته‪ :‬األظمى – َ‬
‫إما أجزاؤه فهي‪ :‬املنت أو العامل – الكعوب‪ -‬ال ُّز ُّج – العالية (مما يلي السنان) – الثعلبة (اسفل السنان)‬
‫– السنان (النصل) – ُّ‬
‫الظ َب ُة (نهاية السنان)(‪.)2‬‬
‫حظي الرمح بنصيب وافر من اهتمام الشعراء األمويني‪ ،‬فقد تغنى الشعراء وهم يفخرون به وعدوا النزال‬
‫به واملوت حتته مقياس ًا للبطولة ومراتب النبل‪ ،‬فقال الفرزدق‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫��ج���دا‬
‫��ره���م َم� ْ‬ ‫ف��ك��ان��ت ل��ه��م م��اك��ان ِ‬
‫آخ� ُ‬ ‫��ع��ب�� َة بالقنا‬
‫َ‬ ‫ك������روا ِح��� َف���اظ��� ًا َي����وم شُ‬
‫ُّ‬ ‫َو‬
‫فض ً‬
‫ال عن أ ْن البيئة احلربية التي سادت يف العصر األموي‪ ،‬دفعت الشعراء أن يجسدوا فضائل قبائلهم‬
‫وفروسيتهم ويحاكوا البيئة باستعمال الرماح كوسيلة من وسائل الدعاية عن الفخر والزهو(‪ )4‬كقول الفرزدق‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وف���رس���ا ُن���ه���ا إ َّال َأ ُك�����و َل����� َة َم���نْ���س��� ِر‬ ‫��ج��اش��ع‬
‫ٍ‬ ‫رم������اح ُم‬
‫ُ‬ ‫ت���رك���ت م��ن��ك��م‬
‫ْ‬ ‫وم����ا‬
‫وقد جعل الشعراء من الرماح الطوال دلي ً‬
‫ال على بطولة املقاتل واملفاضلة وقدرة حتمله‪ ،‬ألن إستخدام الرماح‬
‫الطوال يحتاج الى قدرة قتالية أكبر لتتوافق معه السيطرة عليه يف املعركة‪ .‬ويف ذلك يقول سراقة البارقي‪:‬‬
‫(‪)6‬‬ ‫����وال ال� ُّ‬
‫���ذب����لِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫ال����ط‬ ‫ِ‬
‫��ري��ات‬ ‫��م�� َه‬
‫ب��ال��س ْ‬
‫َّ‬ ‫وت������راه������م مي�����ش�����و َن حت�����ت ل���وائ���ه���م‬
‫ال على التخاذل واجلنب كما يقول عبيدة بن هالل اليشكري‪:‬‬ ‫أما الرمح القصير فعابوا حامله وجعلوه دلي ً‬
‫(‪)7‬‬
‫��ن ن��خ��ش��ى وث���ب���ة امل���ت���وثِّ���ب‬
‫وال ن���ح� ُ‬ ‫ف��ل��س��ن��ا ب����ان����ك� ٍ‬
‫���اس ق���ص���ار رم��اح��ن��ا‬
‫إنَّ احلرب واحلنكة يف استخدام الرماح تستند الى بطولة حاملها وحسن تدبيره ‪،‬فاملغيرة بن حبناء حني‬
‫مدح قتيبة بن مسلم الباهلي جعل من صورة القناة مع النحور الدوام مثار ًا ومقاس ًا للبطولة فقال‪:‬‬

‫((( ينظر‪ :‬ابن سالم‪ ،‬كتاب السالح‪ ،‬ص‪19‬؛ اإلفصاح يف فقه اللغه‪ ،‬تأليف‪ :‬عبد الفتاح الصعيدي وحسني يوسف‬
‫موسى‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر ‪،‬ط‪ ،2‬ص ‪.600-599‬‬
‫((( ينظر‪ :‬الصعيدي‪ ،‬اإلفصاح يف فقه اللغة‪ ،‬ص‪.598‬‬
‫((( شرح ديوان الفرزدق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.221‬‬
‫((( ينظر‪ :‬فن الفخر وتطوره يف األدب العربي‪ ،‬ايليا ح��اوي‪ ،‬منشورات دار الشرق اجلديد‪ ،‬بيروت‪1960 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.7-6‬‬
‫((( شرح ديوان الفرزدق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.475‬‬
‫نصار‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1421 ،1‬هـ ‪2001 -‬‬‫((( ديوان سراقة البارقي‪ ،‬حققه وشرحه‪ :‬حسني ّ‬
‫م‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫((( شعر اخلوارج‪ ،‬تأليف‪ :‬د‪ .‬احسان عباس‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫‪1974‬م‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬ ‫‪18‬‬

‫حت���ت ال���ل���وام��� ِع وال���ن���ح���و ُر دوا ِم‬


‫(‪)1‬‬
‫ُت������روى ال���ق���ن���ا ُة م���ع ال����ل����وا ِء أم���ام��� ُه‬
‫والرماح عدة احلرب‪ ،‬فجودة نوعيتها وكثرتها حتدث يف املعركة إضطراب ًا وهلع ًا وتثير الغبار كأنه نيران‬
‫غابة مشتعلة‪ ،‬وخير من صور ذلك ذو الرمة فقال‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫��ر‬ ‫ٍ‬
‫غ���اب���ة ي���ت���س��� َّع� ُ‬ ‫ح���ري���ق ج����رى يف‬
‫ٌ‬ ‫���اح ك���أنَّ��� ُه‬ ‫���رب وط����ع� ٍ‬
‫���ن ب����ال����رم� ِ‬ ‫ب����ض� ٍ‬
‫وأكثر مايكون استخدام الرمح على اخليل حتى تتضرج اخليل بالدم من وقع القنا فيقول جرير‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫��ر‬
‫ُ��ب ُ‬
‫وق���ع ال � َق��ن��ا وال��ت��ق��ى م��ن ف��وق��ه��ا ال��غ َ‬
‫ُ‬ ‫ض��ر َج��ه��ا‬‫ّ‬ ‫ُ‬
‫اخل���ي���ل‬ ‫ال���ض���ارب�ي�ن إذا م���ا‬
‫وعني الشعراء األم��وي��ون بوصف ما يختص به الرمح فوصفوا شكله واج���زاءه وصف ًا دقيق ًا‬ ‫ُ‬
‫ومايؤديه يف ساحات الوغى حتى جعلوا له صوت ًا خاص ًا ُي ُ‬
‫سمع فيدل عليه وسط احلرب املستعرة كقول عروة‬
‫بن أُذينة‪:‬‬
‫��اح ِق����راش����ا‬
‫(‪)4‬‬
‫��رم� ِ‬
‫��س��م��ع ل���ل� ّ‬
‫ُ‬ ‫وج��ع��ل��ت َت‬
‫َ‬ ‫ب���ح���د ِه‬
‫ِّ‬ ‫َد ْس�������ر ًا إذا َح���م���ي ال���ه���ي� ُ‬
‫��اج‬
‫وأحسنوا وصف حاله وقوته حال دفعه ورميه وسط املعركة نحوالعدو فقال رؤبة بن العجاج‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫����س يف األن�����ه�����ا ِر‬ ‫ِ‬
‫ك����احل����وت مل����ا غ� َّ‬ ‫َح����������ذا ِر م�����ن أرم����اح����ن����ا َح�������ذا ِر‬
‫وجعلوا من الرمح سالح ًا خاص ًا يف الدفاع عن النساء وحمايتهن وكأنها حصون لهم فيقول الفرزدق‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫��وث ن���اص���ر ُه‬
‫أس��ل��م ال���غ� َ‬
‫َ‬ ‫م��ع��ا ُق��ل��ه��ا إذ‬ ‫ِم��اح��ن��ا‬ ‫ِ‬
‫ال��س��اع��ي��ات ر ُ‬ ‫��اء‬
‫رأي�����ت ال���ن���س� َ‬
‫ُ‬
‫عدوا الرماح مهور ًا لنسائهم‪ ،‬إمعان ًا يف البطولة والغلبة على العدو فقال جرير‪:‬‬‫كما ّ‬
‫ِ‬
‫اخل���اط���رات ل��ه��ا مهرا‬ ‫م���اح‬
‫ال���ر َ‬
‫ّ‬ ‫�ت‬
‫ُج��ع��ل� َ‬ ‫ٍ‬
‫وم��ن��س��وب��ة ب��ي��ض��اء م���ن ُص���ل���ب ق��وم��ه��ا‬
‫(‪)7‬‬
‫ب�ن ورِاد ًا أو ُح��م��ي��ل� ّ�ي��ة شُ ���ق���را‬
‫��س� َ‬
‫ُح� ْ‬ ‫ه���م م���ن وق���� ِع األس��� ّن��� ِة عندها‬
‫إذا ال���دُّ ُ‬

‫((( الطبري‪ ،‬تأريخ الرسل وامللوك‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.461‬‬


‫((( ديوان شعر ذي الرمه‪ ،‬وهو غيالن بن عقبة العدوي‪ ،‬عني بتصحيحه وتنقيحه‪ :‬كارليل هنري هيس مكارتني‪ ،‬طبع‬
‫على نفقة كلية كمبريج يف مطبعة الكلية‪1327 ،‬هـ ‪1919 -‬م‪ ،‬ص ‪.235‬‬
‫((( شرح ديوان جرير‪ ،‬شرحه وقدم له‪ :‬مهدي محمد ناصر الدين‪ ،‬دار الكتب العاملية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪1406 ،1‬هـ‪-‬‬
‫‪1986‬م‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫((( شعر عروة بن أُذينة‪ ،‬ص‪ .188‬دسر ًا‪ :‬دفع ًا‪ ،‬قراشا‪ :‬اصوات الرماح عند تداخلها يف احلرب‪.‬‬
‫((( ديوان رؤبة بن العجاج (ت ‪145‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عزة حسن‪ ،‬دار الشرق العربي‪ ،‬بيروت‪1995 ،‬م‪ ،‬ص‪.174‬‬
‫((( شرح ديوان الفرزدق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.399‬‬
‫((( شرح ديوان جرير‪ ،‬ص‪.169‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫‪19‬‬ ‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬

‫ج‪ -‬السيف‬
‫سالح ذو ٍ ّ‬
‫حد ُيضرب به‬ ‫ٌ‬ ‫يعد السيف من أشهر وأنبل اآلت احلرب عند العرب وأكثرها إستعما ًال‪ ،‬فهو‬
‫باليد‪ ،‬يصنع من احلديد أو الفوالذ‪ ،‬وملا للسيف من مكانة عند العرب لذا تعددت اسماؤه‪ ،‬فقيل للسيف‬
‫تنيف على ألف‪ ،‬وأن كثرة اسمائه جاءت من ِق َبل أنه قد ينسب الى صانعه أو مكان صناعته‪ ،‬أو الى‬
‫اسماء ُ‬
‫مضائه وأثره وفاعليته أو الى شكله وحجمه‪.‬‬
‫البصروي)‪.‬‬
‫ومن اسمائه من جهة مكان صنعه (الهندي – املهند – اليماني – املشريف – ُ‬
‫أما ماجاء من جهة أثره وفاعليته من اسماء فهي (احلسام – الصارم – الباتر – املخزم – ال ِقرضاب –‬
‫الصمصام – املرهف – العضب) وهذه كلها سيوف حادة ومنها‪( :‬الكهام – القضم –‬
‫املاضي – احلاد – َّ‬
‫ال َف ُّل‪ -‬امل ِ ْع َض ُد) وهذه مثلمة غير قاطعة‪.‬‬
‫يجي – الهالكي – اليزني – التبعي)(‪.)1‬‬
‫(الس َر ّ‬
‫ومما جاء من جهة صانعه‪ُ :‬‬
‫اكثر الشعراء االمويون من الفخر بالسيف‪ ،‬وقلما خال شعر شاعر منهم من ذلك‪ ،‬فكان رمز ًا لوجودهم‪،‬‬
‫واملعبر عن إرادتهم وطموحاتهم به ينالون مايبغون‪ ،‬فهو يأتي يف مقدمة األسلحة ملا يتطلب من شجاعة‬
‫واستبسال يف القتال وحز الرقاب والهامات‪ ،‬ومقصد ًا البتغاء املجد والتغني به‪.‬‬
‫كما يشير الى ذلك كعب األشقري بقوله‪:‬‬
‫َّإن امل����ك����ار َم يف امل����ك����رو ِه ت���ب���ت���ذ ُر‬
‫(‪)2‬‬
‫م��ج��ده��م‬
‫َ‬ ‫ح����ي ب��اس��ي��ا ِف��ه��م َي���بْ���غُ���ون‬
‫ُّ‬
‫وهو عنوان لفخرهم ايض ًا عند املنازلة واالنتقام بحد السيف (‪ )3‬كما استعملوا السيف يف باب الهجاء‬
‫والتنكيل بالغير كقول جرير حني هجا الفرزدق فقال‪:‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫ِ‬
‫بسيف اب��ن ظ��ال � ِم‬ ‫�ت ول��م ت��ض��رب‬‫ض��ربْ� َ‬ ‫ب��س��ي��ف اب����ي رغ������وان س���ي� ِ‬
‫��ف م��ج��اش� ٍ�ع‬ ‫ِ‬
‫وقد حتدث الشعراء عن مجموعة من الصفات التي اتسمت بها السيوف كالقوة والصالبة وشدة الضرب‬
‫ال عن األهتمام بانواعه ووصفه وصناعته‪ ،‬كما يشير الى ذلك الفرزدق بقول ِه‪:‬‬ ‫فض ً‬

‫((( ينظر‪ :‬املخصص‪ ،‬تأليف‪ :‬ابن سيده أبو احلسن علي بن اسماعيل (ت ‪458‬هـ)‪ ،‬املكتب التجاري للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪،‬ج‪ ،6‬ص ‪ 26-24-19‬؛ الصعيدي ‪،‬االفصاح يف فقه اللغة‪ ،‬ص ‪.589‬‬
‫((( شعراء امويون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.402‬‬
‫((( ينظر‪ :‬ديوان سراقة البارقي‪ ،‬ص ‪ 81‬؛ شرح ديوان الفرزدق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.186‬‬
‫((( شرح ديوان جرير‪ ،‬ص ‪.426‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬ ‫‪20‬‬

‫�����ة وق�����دمي����� ِة اآلث������������ا ِر‬


‫(‪)1‬‬ ‫�����د َّي� ٍ‬
‫ِه������نْ� ِ‬ ‫ٍ‬
‫ق���ل���ع���ي���ة وص����������وار ِم‬ ‫ُم����ت����ق���� ّل����دي‬
‫ويرى الشعراء أن احلرب ال حتسم إال بالسيف حتى اكثروا وغالوا يف القول به فهو الشاهد على فروسيتهم‬
‫واقع فيه للخيال جانب‬
‫والدال على رغباتهم باألخذ بزمام املعركة ؛ فانطلقوا يف تصويراحداث املعارك من ٍ‬
‫كبير‪ ،‬وال عجب يف ذلك فاخليال شرط يف الشعر وقد امتألت اشعارهم بتمجيده حتى صار دلي ً‬
‫ال على حامله‬
‫السيف الشاعر تط ُّل ٌع ًا الى ذاته واحساس ًا بالشخصية واعجاب ًا بها فقال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وحسن استعماله له فال َه َم‬
‫ُن����ك����ب���� ًا وت����رع����ش حت���ت���ه���ا إرع����اش����ا‬ ‫ف���ت���س���ارع���ت ف���ي���ه ال���س���ي���وف ب��وق��ع��ه��ا‬
‫(‪)2‬‬
‫ال��ظ��ب��ا ِة ال���ى ال���دم���ا ِء ع��ط��اش��ا‬
‫ب��ي��ض ُّ‬
‫َ‬ ‫ي�ن س��ي��وف��ن��ا‬ ‫و ُن����� ِع� ُّ‬
‫����ض ه������ا َم امل���ع���ل���م� َ‬
‫ٍ‬
‫حاجة حقيقة يؤمن ويحس بها فهو الصديق احلليف‬ ‫فراغ بل من‬
‫يأت من ٍ‬‫إن تقديس الشاعر للسيف لم ِ‬
‫الويف له‪ ،‬حتى عدوا اشد البطوالت يف احلرب استعمال السيوف النها تتطلب وجه ًا لوجه‪ ،‬فقال كعب بن‬
‫جابر‪:‬‬
‫��ارع‬
‫م���ار ُم���ق� ُ‬
‫(‪)3‬‬ ‫ِّ‬
‫ال���ذ َ‬ ‫���ن يحمي‬ ‫أال ك� ُّ‬
‫��ل َم ْ‬ ‫ِ‬
‫ب��ال��س��ي��وف ل���دى ال��وغ��ى‬ ‫أش����د ق���راع��� ًا‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫باعمال كانت بسيفه وماتزود من الدنيا هو من ادوات‬ ‫وجعلوا من السيف زاد اآلخرة وأن البطل يالقي اهلل‬
‫احلرب‪ .‬فأدوات احلرب زاد لالنسان يف دنياه وآخرته كما يف قول ابي ثعلبة أيوب بن خولي يرثي جماعته‬
‫من اخلوارج فقال‪:‬‬
‫��ض��ار ُب�� ْه‬
‫(‪)4‬‬
‫�س��ام � ًا ل��م َت� ُ‬
‫�خ �نْ��ه َم َ‬ ‫�ض��ب � ًا ُ‬
‫وح� َ‬ ‫وع� ْ‬
‫َ‬ ‫ت������زو َد م���ن دن����ي����ا ُه ِدرع������� ًا وم��� ِغ���ف���ر ًا‬
‫د‪ -‬القوس والسهم‬
‫من أحب األسلحة الى العرب وأجداها يف امليدان‪ ،‬فمن اسماء القوس وصفاته (ال ِقسي – الشَّ َر ُ‬
‫يح‪-‬‬
‫الس َية‪ -‬املقبض – القاب – الوتر‬‫املاسخية ‪ -‬الصفراء – امللساء – العشوزنة) اما اجزاؤه فهي (البدن – ِّ‬
‫(العقب) – الفُرضة – الظ ُّف ْر‪ -‬ا ِ‬
‫حلمالة)(‪ )5‬اما اوعية السهام فهي (الكنانة واجلعبة – واجلفير) وتستعمل‬
‫للرمي‪.‬‬

‫((( شرح ديوان الفرزدق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ .279‬القلعية‪ :‬السيوف املنسوبة الى القلعة‪ :‬وهي ارض البادية‪ ،‬الصارم‪ :‬من اسماء‬
‫السيف‪ ،‬الهندية‪ ،‬املنسوبة الى الهند‪ ،‬قدمية األثار‪ :‬اي عريقة معروفة‪.‬‬
‫ال‪ ،‬نعض سيوفنا‪ :‬اي نضرب بها‪.‬‬ ‫((( شعر عروة بن أُذينة‪ ،‬ص ‪ .189‬نكب ًا‪ :‬الطعن مي ً‬
‫((( الطبري‪ ،‬تأريخ الرسل وامللوك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪.433‬‬
‫((( م‪ .‬ن‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪.577‬‬
‫((( ابن سالم ‪،‬كتاب السالح‪ ،‬ص ‪.23 -21‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫‪21‬‬ ‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬

‫وتنسب القسي والسهام الى االشخاص الذين يصنعونها أو الى املناطق التي اشتهرت بها‪ ،‬فمنها السمهرية‬
‫والردينية واليزنية واخلطية‪.‬‬
‫كان القوس والسهم من أسلحة الهجوم يف احلروب اإلسالمية حتى أنَّ اخللفاء والقواد بعد النبي ﷺ استحثوا‬
‫رجالهم على إتقان الرماية وأصولها‪ .‬وألفوا بني اجلند فرقة خاصة تسمى (ال ّنبالة أو ال ّنشابة)؛ كما شغل على‬
‫بساطته‪ ،‬عقول الشعراء واحتل قلوبهم فوصفوه اجمل وصف‪ ،‬وحظيت صناعته بنصيب وافر من عناية الشعراء‬
‫االمويني‪ ،‬فهم يذكرون خشبها الذي صنعت منه‪ ،‬ويسترسلون مع الق َّواس من حلظة اختيارها من شجرة َنبْع أو‬
‫غيرها‪ .‬فقوس الطرماح من شجرة كرمية املنبت فجاءت فرعاء ملساء صفراء اللحاء‪ ،‬كأنها خضبت بزعفران أو‬
‫َورْس‪ ،‬لكنها زينت بسير من أدم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫وع‬ ‫ِ‬
‫ع��ب��ي��ط ال����زع����ف����را ِن ُر ُد ُ‬ ‫ب��ه��ا م���ن‬ ‫������أن م��ت��ون��ه��ا‬
‫ّ‬ ‫������رع ك�‬
‫ٍ‬ ‫ت�����زل�����زلَ ع����ن ف�‬
‫ول������ك������ن إط������ن������اب������ ٌة ورص������ي� ُ‬
‫�����ع‬ ‫�س ُجلبةً‬‫�س ‪ ،‬ل��م ُت��ك� َ‬ ‫زم ِ‬
‫���ات املُ��ل� ِ‬ ‫م��ن املُ ْ‬
‫���ر َ‬
‫ثم يرمي الشاعر الى وصف القوس والسهم وسرعته يف االنطالق ومايفعله‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫وق�����وع‬
‫ُ‬ ‫م����ي‬
‫ب����ال����ر ّ ِ‬
‫َّ‬ ‫إذا ح������ا َن م���ن���ه‬ ‫ال��س��ه��م حفزها‬
‫َ‬ ‫�����ت رن��ي��ن�� ًا ي���دلِ ُ‬
‫���ق‬ ‫أر َّن� ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫��ع‬ ‫ُ‬
‫وت���ق���ب���ل م����ن أق���ط���اره���ا ف���ت���ط���ي� ُ‬ ‫���زع ت��أب��ى بصلبها‬
‫وإ ْن ع����ا َد ف��ي��ه��ا ال��� َّن ُ‬
‫ويقترب الفرزدق من نفس املعنى يف مدحه لـ(آل املهلب) بصورة تبدو حركية تعكس قوتهم واستعدادهم‬
‫للقتال بالقوس والسهم فقال‪:‬‬
‫رج�����ل خ���اص���ب��� ِة م���ن األوت��������ار‬
‫(‪)2‬‬
‫ٍ‬ ‫م���ن‬ ‫����د َر ٍج‬
‫����ح� ْ‬ ‫ُ‬
‫وال���ن���ب���ل ُم��ل��ج��م�� ٌة ب��ك��ل ُم� َ‬
‫كما تكررت صورة السهام يف الشعر األموي والتي كانت مدار فخرهم يف حتدي االعداء ومنازلتهم‪ ،‬كقول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫��رم���ا ِة ُص����ي���� ُودا‬
‫(‪)3‬‬
‫�ك ل���ل� ّ‬
‫ي������ت س��ه��م� َ‬
‫ُ‬ ‫ور َأ‬ ‫��ب��ك ِس � َه��ا ُم��ه� ُ‬
‫�م‬ ‫��ص َ‬ ‫ال���رم���ا ُة ف��ل��م ُت ِ‬
‫����ت ّ‬‫َر َم� ِ‬

‫((( ديوان الطرماح‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عزة حسن‪ ،‬مطابع وزارة الثقافة والسياحة واألرشاد القومي‪ ،‬دمشق‪1388 ،‬هـ ‪1968 -‬م‪،‬‬
‫ص‪ .311 -310‬تزلزل‪ :‬انطلق‪ ،‬ردوع‪ :‬اثره ولطخه‪ ،‬املرزومات‪ :‬القسي‪ ،‬اجللبة‪ :‬اجللدة التي تغشى بها القوس‬
‫‪،‬اإلطنابة‪ :‬السير على رأس وتر القوس‪ ،‬الرصيع‪ :‬حمالة السيف‪.‬‬
‫((( شرح ديوان الفرزدق ‪،‬ج‪، 1‬ص‪ .375‬اجلام‪ :‬إدخال االوتار يف افراقها للرمي‪ ،‬احملدرجة‪ :‬هي األوتار املفتولة وهي أشد‬
‫أنواع األوتار‪.‬‬
‫((( شرح ديوان جرير‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬ ‫‪22‬‬

‫ثاني ًا ‪ :‬أسلحة الوقاية والدفاع‬


‫أ‪ -‬الدرع والبيضة واملغفر‬
‫ذكرت معاجم اللغة أنَّ الدرع تؤنث وتذكر‪ ،‬وهي لبوس ينسج من زرد احلديد‪ ،‬يلبسه احملارب ليقيه‬
‫ضربات السيوف وطعنات الرماح ورشقات السهام‪.‬‬
‫الدالص – السابغة – املوضونة – الزغفة – الذائلة – اجلدالء – املهلهلة)‪.‬‬
‫ومن أسمائها (الألمة – َّ‬
‫طمي ُة – الداودية ‪ ...‬ومن اجزائه‪ :‬ال َزرْد‬ ‫السلوقية – ا ُ‬
‫حل َّ‬ ‫وقد تنسب الى صانعها أو مكان صنعها مثل‪َّ :‬‬
‫(‪)1‬‬
‫– القتير أو احلرباء – الغليلة – الدخريصة‪.‬‬
‫وقد حظيت الدروع مبساحة واسعة من الشعر األموي‪ ،‬وذاعت على ألسنة الشعراء وافتخروا بها‪.‬‬
‫فلم يعد الشاعر يستطيع ذكر الرماح والسيوف من دونها‪ .‬فهذا الفرزدق ُيعد العدة للحرب وال يرى عدة‬
‫افضل من الدرع بوصفه وسيلة الدفاع عن الفارس وحمايته من النبال‪ .‬فدروع قومه ملاعة صقيلة بيضاء ال‬
‫تسترخي وال تلني للسهام والنصال فقال‪:‬‬
‫�ب‬ ‫ِ‬
‫وال���ب���ارق���ات ال��ب��ي��ض وال��ي��ل� ِ‬ ‫جل���ر ِد‬
‫ب���ا ُ‬ ‫ك���ت���ائ���ب م���ث���ل ال���ل���ي���ل جن��ن��ب��ه��ا‬
‫ٌ‬ ‫م���ن���ا‬
‫(‪)2‬‬
‫��ب‬ ‫����دس ال��ن��ب��لِ ب��ال��ق ُ‬
‫ُ��ط ِ‬ ‫ِّ‬ ‫م��ات��رث��ع��ن ل�‬
‫ُّ‬ ‫ف��ض��ف��اض��ة ك��ال��ث��ل��ج م��ح��ك��م� ٍ�ة‬
‫ٍ‬ ‫وك����ل‬
‫وتدل االبيات السابقه على الفخر بالدروع واشباع رغبة الشعراء اجلامحة يف الظهور‪ ،‬وأحد عناصر املعركة‪،‬‬
‫ومعين ًا ال ينضب يف عكس مقدرة الشاعر الفنية وحسن تصويره‪.‬‬
‫فخر كعب األشقري بقومه وهم ُيقبلون يف السابغات‬
‫فهي عد ٌة تسمح للشاعر أن يتفنن يف وصفها كما َ‬
‫ٌ‬
‫سيول ترد األودية باندفاع‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫كأنهم‬
‫���ح‬
‫ب��ه��ن األب����اط� ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫َّ‬ ‫س���ي���و ًال إذا ج��اش��ت‬ ‫ِ‬
‫ال��س��اب��غ��ات حسبتهم‬ ‫إذا اق��ب��ل��وا يف‬
‫والدرع مؤلف من اجلزء الذي يقي الصدر وهو اجلوشن‪ ،‬ومن ملحقاته البيضة أو اخلوذة حلماية الرأس‬
‫ُ‬
‫واملغفر‪.‬‬
‫وقد ّ‬
‫قل ذكرهما يف الشعر األموي ويعدان من مكمالت الدروع السابغة‪ ،‬وعمد الشعراء الى ذكر البيضة‬
‫باعث ملعاني القوة والفروسية‪ ،‬قال الفرزدق‪:‬‬
‫مقرونة بالدروع يف املديح ألنهما (الدرع والبيضه) ٌ‬

‫((( ينظر‪ :‬ابن سالم‪ ،‬كتاب السالح‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫((( شرح ديوان الفرزدق‪ ،‬ج‪، 1‬ص ‪ . 43‬اجلرد‪ :‬اخليل‪ ،‬البيض‪ :‬السيوف‪.‬‬
‫((( شعراء امويون ‪،‬ج‪ ،2‬ص ‪ .392‬السابغات افضل أنواع الدروع‪.‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫‪23‬‬ ‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬

‫��اء س���اب���غ� ٍ‬
‫��ة ع��ل��ى األظ�����ف�����ا ِر‬
‫(‪)1‬‬
‫ب���ي���ض� َ‬ ‫������ل ذات ح��ب��ائ��ك و ُم���ف���اض� ٍ‬
‫��ة‬ ‫ِّ‬ ‫م����ن ُك‬
‫ْ‬
‫أم��ا املغفر فهو نسيج من احلديد يلبس حتت البيضة على ال��رأس ليكون واقي ًا لها أذا وقعت‬
‫أو انكسرت‪ ،‬ويتدلى جزء منه على الوجه حلمايته‪ .‬قال الفرزدق‪:‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫دروع س���ل���ي���م� ٍ‬
‫��ان ل���ه���ا وم����غ����اف����ره‬ ‫ُ‬ ‫أت���ت��� ُه ع��ل��ى اجل�����ر ِد ال��ه��ذال��ي��لِ ف��وق��ه��ا‬
‫ثالثاً‪ :‬اآلت احلصار واألسلحة الثقيلة‬
‫لم يكن للعرب عهد باألسلحة احلديثة كـ(املنجنيق والدبابة وسلم احلصار ورأس الكبش والعرادة) إال‬
‫عندما اتصلوا باألمم األخرى فسخروها لضرب االسوار واالبراج واحلصون‪.‬‬
‫كان املنجنيق أحد األسلحة التي استخدمها املسلمون يف هجومهم وحصارهم فبحجارته ُتهدم احلصون‬
‫واالبراج وبقذائفه امللتهبة حترق الدور واملعسكرات‪ .‬وأول استعماله من قبل املسلمني كان يف حصار الطائف‬
‫وصار شائع االستعمال عند األمويني يف حصار املدن كما فعلَ مسلمة بن عبدامللك حني َع َّز‬
‫َ‬ ‫عام (‪ 8‬هـ)(‪،)3‬‬
‫عليه فتح مدينة (الباب) باحلصار فقذفها باحلجارة الضخمة بـ(املنجنيق)(‪.)4‬‬
‫وكذلك نصب مروان بن محمد نيف ًا وثمانني منجنيق ًا حول حمص يف مطلع القرن الثاني الهجري‪.‬‬
‫وشاع ذكر املنجنيق يف أشعار األمويني أكثر من غيره‪ ،‬فهذا جرير يهجو التيم فيقول‪:‬‬
‫ِ‬
‫ب���امل�ل�اط���ي���س‬
‫(‪)5‬‬
‫ب��امل��ن��ج��ن��ي��ق وص����ك���� ًا‬ ‫���ت) لهم‬
‫ي��ل��ق��ى ال������زالزل اق������وا ُم ( َدل����ف� ُ‬
‫ويف موضع آخر يقول‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ِ‬
‫أم������راس‬ ‫ذات‬
‫�ق ُ‬‫أل����وت ب���ه م��ن��ج��ن��ي� ٌ‬ ‫ح��ج��ر‬
‫ٌ‬ ‫ض�����اغ ص� ًّ‬
‫���ك���� ُه‬ ‫ٍ‬ ‫��ت أول‬
‫م���اك���ن� َ‬
‫اما (العرادة) فتستخدم لرمي السهام الكبار دفعة واحدة الى املسافات البعيدة واالهداف النائية‪ ،‬ولكنها‬
‫أصغر من املنجنيق‪.‬‬

‫((( شرح ديوان الفرزدق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ .380‬حبائك البيضة‪ :‬طرائقها‪ ،‬املفاضة‪ :‬الدرع الواسعة‪.‬‬
‫((( م‪ .‬ن‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.347‬‬
‫((( فتوح البلدان‪ ،‬تأليف األمام أبي احلسن احمد بن يحيى بن جابر البالذري (ت ‪ 279‬هـ)‪ ،‬وضع حواشيه عبد القادر‬
‫محمد علي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪ ،‬ط‪ 1420 ،1‬هـ ‪2000 -‬م‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫((( الدولة األموية عوامل األزدهار وتداعيات االنهيار‪ ،‬الدكتور علي محمد الصالبي‪ ،‬دار املعرفة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫بيروت ‪ -‬لبنان‪ ،‬ط‪ 1426 ،1‬هـ ‪2005 -‬م‪ ،‬م‪ ،2‬ص ‪.516‬‬
‫((( شرح ديوان جرير‪ ،‬ص ‪ .241‬دلفت‪ :‬تقدمت‪ ،‬املالطيس‪ :‬احلجارة‪.‬‬
‫((( م‪ .‬ن‪ ،‬ص ‪ .243‬الضاغ‪ :‬الذليل‪.‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬ ‫‪24‬‬

‫كذلك الدبابة التي استخدمها املسلمون يف حصار الطائف عام (‪ 8‬هـ)(‪ )1‬كناقلة للمقاتلني‪ ،‬وتكون احيان ًا‬
‫مجهزه بأبراج يف اعالها مواقف للرجال‪ ،‬إذا اقتربت من السور تتدلى ساللم ميشون عليها الى داخل السور‪.‬‬
‫أن العرادة والدبابة لم تذكرا اال نادر ًا يف الشعر األموي‪ .‬اما (رأس الكبش) فلم يرد يف الشعر األموي اال‬
‫ال ايض ًا‪ ،‬منها قول النابغة الشيباني‪:‬‬
‫قلي ً‬
‫(‪)2‬‬
‫ب��ك��ب��ش��ك وه�����و ب��غ��ي��ت�� ُه ال����ل����ق����ا ُء‬ ‫��ض��� ًا‬
‫��ب األزدي ف� ّ‬
‫���ت ك���ت���ائ� َ‬
‫���ض� َ‬
‫���ض� ْ‬
‫َف� َ‬
‫رابعاً‪ :‬السفينة احلربية‬
‫عرف العرب السفينة احلاملة الناقلة قبل العصر األموي‪ ،‬وعهدوها متخر نهر الفرات‪ .‬ثم ُعرفت ضاربةً‬
‫حصن للجنو ِد‪ ،‬بعد أن شرع معاوية بن ابي سفيان ببناء‬
‫ٌ‬ ‫محاربة يف العصر األموي ك َأ َّنها قلعة على املاء أو‬
‫االسطول العربي احلربي(‪ .)3‬فوصف الشعراء األمويون السفن احلربية واجادوا يف ذلك‪ ،‬وخير ما ميثل ذلك‬
‫شعر جرير حني وصف احداها وهي حتمل اجلنود‪ ،‬وصاريها إذ هو جذع نخلة باسقة‪ ،‬وشراعها كأنه ٌ‬
‫جبل من‬
‫ويخترقها مهما عظمت ويصرع احليتان مهما ُكبرت‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ثلج‪ ،‬وجؤجئها يالطم املوج‬
‫ُ (‪)4‬‬
‫زاي���ل���تْ��� َه���ا امل����ن����ازِل‬
‫ين أل���ف���اً‪َ ،‬‬
‫ث��م��ان� َ‬ ‫��ن َب�� ْه�� ُو َه��ا‬
‫��م� ُ‬
‫��ض� َّ‬
‫������رزاب ُي� َ‬
‫ٍ‬ ‫����ل ِم‬
‫ت���رى ُك َّ‬
‫وذكر الشعراء االمويون السفينة احلربية يف الشعر بالفاظ متعددة منها (املرزاب) كما سبق والقرواء وال َّزنبري‪،‬‬
‫فقال جرير ميدح عبد امللك ويهجو األخطل‪:‬‬
‫ُ‬
‫ج���ف���ول‬
‫(‪)5‬‬
‫��������ر َوا ُء راف���ع��� ُة ال����ش����را ِع‬
‫ْ‬ ‫َق�‬ ‫�����ل ص����ادق���� ِة ال���ن���ج���ا ِد ك�� َأنَّ��ه��ا‬
‫م���ن ُك ّ‬
‫ويف هجائه للفرزدق قال‪:‬‬
‫ِ‬
‫األج���ل���ال‬
‫(‪)6‬‬
‫����ب����ر ُّي ي���ع���و ُم ذو‬
‫َ‬ ‫وال���� َّزنْ‬ ‫وس���م���ت م��ج��اش��ع � ًا‬
‫ُ‬ ‫رف����ع امل���ط���ي ُّ مب���ا‬
‫وقد تغنى القاده بذكرها يف اشعارهم عند ساحات الوغى‪ .‬فهذا طارق بن زياد حني فتح االندلس‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫ع��س��ى أ ْن ي��ك��و َن اهلل م��ن��ا ق��د إش���ت���رى‬
‫(‪)7‬‬
‫رك���ب���ن���ا س���ف���ي���ن���ا ب����امل����ج����از م��ق��ي��را‬

‫((( ينظر‪ :‬البالذري‪ ،‬فتوح البلدان‪ ،‬ص ‪.40‬‬


‫((( ديوان النابغة الشيباني‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب املصرية‪ ،‬ط‪2000 ،3‬م‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫((( ينظر‪ :‬الصالبي‪ ،‬الدولة األموية عوامل األزدهار‪ ،‬م‪ ،1‬ص ‪.403 – 402‬‬
‫((( شرح ديوان جرير‪ ،‬ص ‪ .334‬املرزاب‪ :‬من اسماء السفن‪.‬‬
‫((( م‪ .‬ن ‪ ،‬ص ‪ .355‬قرواء‪ :‬من اسماء السفن‪.‬‬
‫((( م‪ .‬ن‪ ،‬ص ‪ .350‬الزنبري‪ :‬السفن الضخمة‪.‬‬
‫((( نفح الطيب من غصن االندلس الرطيب‪ ،‬تأليف‪ :‬شهاب الدين احمد بن محمد املقري التلمساني (ت ‪ 1041‬هـ)‪،‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫‪25‬‬ ‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬

‫اخلامتة‬

‫ذكر الشعراء االمويون يف قصائدهم ادوات السالح الشائعة يف عصرهم بشتى أنواعها محاولني ان يلموا‬
‫بجلها‪ .‬وخلص البحث الى أن اآلت احلرب كانت على نوعني قدمية وحديثة‪.‬‬
‫فالقدمية هي التي شاعت منذ العصر اجلاهلي كاخليل والسيف والرمح والقوس ‪ ...‬لخ‪.‬‬
‫أما احلديثة فهي ما ُعرفت من األمم األخرى كاملنجنيق والدبابة والعرادة ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫وإ ْن كانت األسلحة القدمية أكثر شيوع ًا ودوران ًا يف شعرهم‪ ،‬لكنهم لم يتوقفوا عن ذكر اآلت احلرب‬
‫األخرى‪.‬‬
‫فض ً‬
‫ال عن ذلك سعى الشعراء الى بيان اهمية السالح وأثره يف حسم املعارك والنصر‪ .‬وذكر أسمائها‬
‫وصفاتها وأماكن صنعها وبعض صانعيها‪ .‬ومدى عناية املقاتلني بها‪ ،‬وحرصهم على اقتنائها وامتالكها‪.‬‬
‫ويف الوقت نفسه كشف الشعر األموي أهمية ال ِعدد احلربية مستشعر ًا أهميتها يف حياة االنسان املتمدن‪،‬‬
‫وضرورتها يف احلفاظ على بقائه ودميومة حضارته يف حفظ كرامة االوطان والقبائل واالنسان وبقائهم‪ ،‬ومدى‬
‫ما يشعر به االنسان من فخرٍ وزهو وكرامه وامن وسالم عند امتالكه السالح‪.‬‬
‫ولم يستثن الشاعر األموي عدة حربية اال ذكرها يف شعره الذي يستدعي من تلك األداة مظاهر القوة التي‬
‫توظف كل طاقاتها املمكنة لرد املعتدي وبالئه بها ليبعثها شاهد ًا على قدرته وبطولته‪.‬‬
‫واكثر األدوات احلربية ومستلزماتها شيوع ًا عند الشاعر االموي هي السيف والرمح والقوس والسهم واخليل‬
‫والدروع‪.‬‬
‫وهي نفس األنواع التي دارت على السنة شعراء العصر اجلاهلي وعصر صدر االسالم‪ ،‬الن الشاعر االموي‬
‫كان ُيحاكي العصور التي سبقته يف كثير من مناحي حياته وتفكيره‪.‬‬
‫اال انه بلغ واقع ًا‪ ،‬فرض فيه على التأريخ نفسه بالذي حصل من ابتكار وجدة عما سبقه ؛ ونتيجة الواقع‬
‫السياسي واحلربي واالجتماعي والفكري اجلديد ايض ًا‪.‬‬
‫وحق ًا كان الشاعر االموي اه ً‬
‫ال ألن يجمع بني املاضي املوروث واجلديد املبتكر‪.‬‬

‫حتقيق‪ :‬محمد محيي الدين عبد احلميد‪ ،‬املكتبة التجارية الكبرى‪ ،‬مصر‪1949 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.248‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬ ‫‪26‬‬

‫املصادر واملراجع‬

‫* القران الكرمي‪.‬‬
‫‪1 .1‬اإلفصاح يف فقه اللغة‪ ،‬تأليف‪ :‬عبد الفتاح الصعيدي وحسني يوسف موسى‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫‪2 .2‬تأريخ الرسل وامللوك‪ ،‬ألبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت ‪ 310‬ه��ـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬محمد‬
‫ابو الفضل ابراهيم ‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1979 ،4‬م ‪.‬‬
‫‪3 .3‬الدولة األموية عوامل األزدهار وتداعيات االنهيار‪ ،‬الدكتور علي محمد الصالبي‪ ،‬دار املعرفة للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪ ،‬ط‪ 1426 ،1‬هـ ‪2005 -‬م‪.‬‬
‫‪ 4 .4‬ديوان رؤبة بن العجاج (ت ‪145‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عزة حسن‪ ،‬دار الشرق العربي‪ ،‬بيروت‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫نصار‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪5 .5‬ديوان سراقة البارقي‪ ،‬حققه وشرحه‪ :‬حسني ّ‬
‫‪1421‬هـ ‪ 2001 -‬م‪.‬‬
‫‪6 .6‬ديوان شعر ذي الرمه‪ ،‬وهو غيالن بن عقبة العدوي‪ ،‬عني بتصحيحه وتنقيحه‪ :‬كارليل هنري هيس‬
‫مكارتني‪ ،‬طبع على نفقة كلية كمبريج يف مطبعة الكلية‪1327 ،‬هـ ‪1919 -‬م‪.‬‬
‫‪7 .7‬ديوان الطرماح‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عزة حسن‪ ،‬مطابع وزارة الثقافة والسياحة واألرشاد القومي‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪1388‬هـ ‪1968 -‬م‪.‬‬
‫‪8 .8‬ديوان ُك َّثير عزة‪ ،‬شرحه عدنان زكي درويش‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬ط‪1994 ،1‬م‪.‬‬
‫‪9 .9‬ديوان الكميت األسدي‪ ،‬جمع وشرح وحتقيق‪ :‬محمد نبيل طريفي‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت – لبنان‪،‬‬
‫ط‪2000 ،1‬م‪.‬‬
‫‪1010‬ديوان ليلى األخيلية‪ ،‬عني بجمعه وحتقيقه‪ :‬خليل ابراهيم العطية وجليل العطية‪ ،‬الناشر‪ :‬وزارة‬
‫الثقافة واالرشاد‪ ،‬بغداد‪1976 ،‬م‪.‬‬
‫‪1111‬ديوان النابغة الشيباني‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب املصرية‪ ،‬ط‪2000 ،3‬م‪.‬‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫‪27‬‬ ‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬

‫‪1212‬شرح ديوان جرير‪ ،‬شرحه وقدم له‪ :‬مهدي محمد ناصر الدين‪ ،‬دار الكتب العاملية‪ ،‬بيروت – لبنان‪،‬‬
‫ط‪1406 ،1‬هـ‪1986 -‬م‪.‬‬
‫‪ 1313‬شرح ديوان الفرزدق‪ ،‬عني بجمعه وطبعه والتعليق عليه‪ :‬عبداهلل اسماعيل الصاوي‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1354‬هـ ‪1936-‬م‪.‬‬
‫‪1414‬شرح املفصل‪ ،‬ابن يعيش النحوي وهو يعيش بن علي بن يعيش موفق الدين‪ ،‬حتقيق‪ :‬إميل بديع‬
‫يعقوب‪ ،‬الناشر‪ :‬ادارة الطباعة املنيرية‪ ،‬ط‪1322 ،1‬هـ ‪2001 -‬م‪.‬‬
‫‪1515‬شعر األخطل‪ ،‬ابي مالك غياث بن غوث التغلبي (ت ‪ 92‬ه��ـ)‪ ،‬صنعه السكري‪ ،‬روايته‬
‫عن ابي جعفر محمد بن حبيب‪ ،‬حتقيق‪ :‬فخر الدين قباوة‪ ،‬دار الفكر املعاصر‪ ،‬بيروت – لبنان‪،‬‬
‫ط‪.1‬‬
‫‪1616‬شعر اخلوارج‪ ،‬تأليف‪ :‬د‪ .‬احسان عباس‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت –‬
‫لبنان‪ ،‬ط‪1974 ،3‬م‪.‬‬
‫‪1717‬شعر عروة بن أُذينه ‪،‬جمع وحتقيق‪ :‬د‪ .‬يحيى اجلبوري‪ ،‬مطابع التعاونية اللبنانية‪( ،‬درعون – حريصا)‬
‫لبنان ‪1970،‬م‪.‬‬
‫‪1818‬شعراء امويون‪ ،‬دراسة وحتقيق‪ :‬د‪ .‬نوري حمودي القيسي‪ ،‬ساعدت جامعة بغداد على نشره‪،‬‬
‫‪1976‬م‪.‬‬
‫‪1919‬عيون األخبار ‪ ،‬تأليف ابي محمد عبداهلل بن مسلم بن قتيبة الدنيوري (‪276-213‬ه��ـ)‪ ،‬نسخة‬
‫مصورة عن طبعة دار الكتب ‪ ،‬املؤسسة املصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر‪ ،‬مطبعة د‪.‬‬
‫ماقوسيان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1963 ،1‬م ‪.‬‬
‫‪2020‬فتوح البلدان‪ ،‬تأليف األمام أبي احلسن احمد بن يحيى بن جابر البالذري (ت ‪ 279‬هـ)‪ ،‬وضع‬
‫حواشيه عبد القادر محمد علي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪ ،‬ط‪ 1420 ،1‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫‪2121‬فن الفخر وتطوره يف األدب العربي‪ ،‬ايليا حاوي‪ ،‬منشورات دار الشرق اجلديد‪ ،‬بيروت‪1960 ،‬م‪.‬‬
‫‪2222‬كتاب السالح‪ ،‬ابو عبيد القاسم ابن سالم‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حامت الضامن‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫‪2323‬املخصص‪ ،‬تأليف‪ :‬ابن سيده أبو احلسن علي بن اسماعيل (ت ‪458‬هـ)‪ ،‬املكتب التجاري للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪2424‬نفح الطيب من غصن االندلس الرطيب‪ ،‬تأليف‪ :‬شهاب الدين احمد بن محمد املقري التلمساني‬
‫مجلة البحوث والدراسات اإلسالمية [عدد ‪]57‬‬
‫األسلحة وأدوات احلرب يف الشعر األموي‬ ‫‪28‬‬

‫(ت ‪ 1401‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬محمد محيي الدين عبد احلميد‪ ،‬املكتبة التجارية الكبرى‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪1949‬م‪.‬‬
‫‪2525‬وضاح اليمن الشاعر وقصته دراسة حتليلية ونقدية أدبية‪ ،‬د‪ .‬رضا احلبيب السويسي ‪ ،‬منشورات‬
‫جامعة طرابلس كلية التربية‪ ،‬مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪1394 ،‬هـ ‪1974 -‬م‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

You might also like