Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫ديوان شراب الوصل‬

‫لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى‬

‫القصيدة األولى‪:‬‬

‫‪1‬انا فى أنا إنى وإنى أنا رحيقى مختوم بمسك الحقيقة‬

‫رحيقى ‪:‬الرحيق من أسماء الخمر‪،‬وهو من أعتقهاوأفضلها‪ .‬وقيل‪:‬هو صفوة الخمر‪.‬يريد خمر الجنة‪.‬والياء لإلضافة‪.‬ويقول‬
‫الحق‪Sad‬يسقون من رحيق مختوم)قال الزجاج‪:‬شراب ال غش فيه‪.‬وهو صفوت الخمر وأجودها‪.‬قال مقاتل‪:‬هى الخمرة المعتقة البيضاء‬
‫الصافية المنيرة‪.‬‬

‫مختوم‪:‬المصون الذى لم يبتذلألجل ختامه‪.‬وختام كل مشروب آخره‪.‬أى‪:‬آخر ما يجدونه رائحةالمسك‪.‬والختام مصدرالختم ‪.‬وقيل‪:‬ختمت‬
‫ومنعت عن أن يمسها ماس ألى أن يفك ختامها األبرار‪.‬‬

‫بمسك ‪:‬المسك ضرب من الطيب ‪.‬وقال عبد الله بن مسعود‪:‬شراب أبيض مثل الفضة يختمون به آخر أشربتهم‪..‬ولو أن رجال أدخل فيه‬
‫يده ثم أخرجها لم يبق ذو روح إال وجد ريح طيبها‪.‬‬

‫الحقيقة ‪ :‬ما أقر فى استعماله على حقيقة وضعه ‪ .‬والمجاز ما كان يفيد ذلك‪ .‬وإنما يقع المجاز ويعدل إليه عن الحقيقة لمعان ثالثةوهى‬
‫االتساع والتوكيد والتشبيه‪.‬‬

‫وبلغ حقيقة األمر‪:‬أى‪:‬يقين شأنه وما ال مراء فيه‪ .‬والحقيقة ما يحق على المرء أن يحميه‪.‬‬

‫وقيل ‪:‬الحق نقيض الباطل‪ ،‬ولكل حق حقيقة هى أصله‪.‬‬

‫‪2‬صبرت لحكم الله بل أنا شاكر فما الصبر إال عن عظيم المصيبة‬

‫صبرت ‪:‬الصبر نقيض الجزع‪ ،‬وهو صبر النفس عند الجزع وقيل‪:‬هو الثبات على ما أنتم عليه من اإليمان‪.‬‬

‫وشهر الصبر ‪ :‬شهر الصوم‪ ،‬وسمى الصوم صبرا لما فيه من حبس النفس عن الطعام والشراب‪.‬‬

‫لحكم الله ‪:‬الحكم ‪ :‬العلم والفقه والقضاء بالعدل ‪ ،‬ومنه الحديث ‪( :‬الحكم فى األنصار ) خصهم بالحكم ألن أكثرهم فقهاء الصحابة ‪.‬‬
‫والحكم ‪ :‬القضاء ‪ ،‬والجمع أحكام‪.‬‬

‫بل ‪:‬حرف عطف يثبت الحكم لما بعدها‪.‬‬

‫شاكر ‪ :‬اسم فاعل من الشكر‪ ،‬وهو عرفان اإلحسان ونشره والشكر من الله ‪:‬المجازاة والثناء الجميل‪ .‬والشكر ال يكون أال عن يد‬
‫ونعمة ‪ ،‬ورجل شكور‪ :‬دائم الشكر‪.‬‬

‫)‪(1/1‬‬

‫وفى التنزيل ‪( :‬شاكرا ألنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم )‬


‫عظيم ‪:‬العظيم الذى جاوز قدره حدود العقل حتىال تتصور اإلحاطة بكنهه ويقال ‪ :‬عظم األمر واستعظمه‪ :‬رآه عظيما‪.‬‬

‫المصيبة ‪ :‬ما أصاب الناس وما ينالون ما نالوا‪،‬وفى الحديث‪Sad‬يصيبون ما أصاب الناس) والمصاب‪:‬اإلصابة ‪ .‬وأصاب الشىء ‪ :‬وجده‬
‫وأراده لقول الحق ‪ ( :‬تجرى بأمره رخاء حيث أصاب ) من صاب السهم نحو الرمية ‪ ،‬ويقال ‪ :‬فالن مستقيم الصوب إذ لم يزغ عن‬
‫قصده ومسيره ويقول الحق ‪( :‬وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنالله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم‬
‫ورحمة وأولئك هم المهتدون)‬

‫‪3‬سعيت إلى موالى مرفوع هامة وما زلت للدنيا شعاع الهداية‬

‫سعيت‪ :‬السعى ‪ :‬العدو دون الشد ‪ .‬وسعى ‪ ،‬إذا مشى ‪ ،‬وقيل ‪ :‬السعى القصد‪،‬‬
‫وقال الزجاج ‪ :‬السعى والذهاب واحد‪ ،‬والسعى يكون فى الصالح‪.‬‬

‫موالى ‪:‬فى أسماء الله تعالى ال ولى ‪ ،‬وهو الناصر والمتولى ألمور العالم والمولى ‪ :‬مولى‪ :‬النعمة والمعتق أنعم على عبده بعتقه ‪.‬‬
‫والمولى هو الناصر وقيل ‪ :‬هو الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والجار ‪ ،‬قال سيدنا عمر بن الخطاب لإلمام على ‪:‬‬
‫أصبحت مولى كل مؤمن‪.‬‬

‫مرفوع هامة ‪:‬الهامة ‪ :‬رأس كل شىء من الروحانيين ‪ ،‬والهامة الرأس ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ما بين حرفى الرأس ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هى وسط الرأس‬
‫ومعظمه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أعلى الرأس وما أقبل على الجبهة من شعر الرأس‬
‫للدنيا ‪:‬الدنيا سميت بذلك لدنوها وتأخرها عن اآلخرة‪.‬‬

‫شعاع ‪:‬الشعاع ضوء الشمس الذى تراه عند ذرورها كأنه الجبال أو القضبان مقبلة عليك إذا نظرت إليها ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو الذى تراه ممتدا‬
‫كالرماح بعد الطلوع ‪ ،‬وقيل انتشار نورها ‪،‬وجمعه أشعة‪.‬‬

‫الهداية ‪:‬من أسماء الله تعالى الهادى ‪ ،‬وهو الذى بصر عباده وعرفهم طريق معرفته حتى أقروا بربوبيته‪ .‬والهدى ضد الضالل وهو‬
‫الرشاد ‪ .‬والهداية ‪ :‬اإلرشادإلى الصراط المستقيم‪.‬‬

‫)‪(1/2‬‬

‫‪4‬وآتيت إبراهيم من قبل رشده فما هو إال فلذتى وعطيتى‬

‫وآتيت ‪:‬اإلتيان هو المجىء ‪ ..‬والمواتاه ‪ :‬حسن الطاعةوالموافقة ‪.‬ويقال ‪ :‬آتى إليه الشىء ‪ :‬ساقه‪..‬‬

‫وآتاه ‪ :‬أتى به‪ .‬وآتاه على األمر ‪ :‬طاوعه‪ ،‬والمواتاه ‪ :‬حسن المطاوعة ‪ .‬واألتو ‪ :‬االستقامة فى السير والسرعة‪.‬‬

‫إبراهيم ‪:‬هو اإلمام الشيخ إبراهيم محمد عثمان عبده البرهانى شيخ الطريقة ووارث أبيه القطب الفرد الجامع الكبيراإلمام فخر‬
‫الدين‪.‬المالكى المذهب البرهانى الطريقة‪.‬‬

‫من قبل ‪:‬ال تجر إلطالقها ‪ .‬فإذا قيدت بزمن جرت بحرف الجر لقول الحق ‪( :‬لله األمر من قبل ومن بعد ) وتجر إذا قيدت بزمن كقول‬
‫الحق ‪ ( :‬من قبل صالة العشاء )‬
‫رشده ‪:‬الرشد نقيض الغى والضالل‪.‬‬

‫ورشد إذاأصاب وجه األمر والطريق ‪.‬ويقال ‪ :‬أرشده أى هداه إلى سبيل القصد‪.‬‬

‫فلذتى ‪:‬أى عطيتى ‪ ،‬وفلذ له ‪ :‬أعطاه بال تأخير ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أن يكثر له العطاء ‪ .‬والفلذة ‪:‬القطعة من الكبد والمال والذهب ‪ ،‬وأفالذ األرض‬
‫‪ :‬جوهرها‪.‬‬

‫وعطيتى ‪ :‬العطية اسم لما يعطى ‪ ،‬فإما هوعطاء الله لى أو عطائى لكم أو كالهما معا‪.‬‬

‫‪5‬تواكبت األقطاب يوم إجابتى تزاحمت األمالك تخدم روضتى‬

‫تواكبت‪ :‬الموكب ‪ :‬الركب ‪ ،‬وقيل ‪ :‬القوم الركوب على اإلبل ‪ .‬وفى الحديث ) أنه كان يسيرفى اإلفاضةسير الركب) والموكب ‪ :‬جماعة‬
‫من الركبان يسيرون برفق‪ ،‬وأوكب‪ :‬لزم الركب لقصد واحد‪.‬‬
‫األقطاب‪ :‬جمع قطب‪ ،‬وهو القائم الذى تدور عليه الرحى ‪ ،‬وقطب الفلك ‪ :‬مداره ‪ ،‬وقطب كل شىء ‪ :‬مالكه‪.‬‬

‫وقطب القوم ‪ :‬سيدهم ومن يدور عليه أمرهم‪.‬‬

‫يوم إجابتى ‪ :‬يوم الرجوع إلى الداعى ملبيا ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إجابة الدعاء ‪.‬لقول الحق ‪ Sad‬يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا‬
‫دعاكم لما يحييكم)‬

‫واإلجابة ‪ :‬رجع الكالم ‪ ،‬وتجاوب القوم ‪ :‬جاوب بعضهم بعضا واإلجابة‪ :‬التلبية‪.‬‬

‫تزاحمت ‪ :‬الزحم ‪ :‬كثرة الزحام وتالطم األجسام ‪ ،‬وقيل ‪ :‬المتزاحمون‪.‬‬

‫األمالك ‪ :‬جمع ملك ‪،‬ورجل ملك وثالثة أمالك إلى العشرة والكثير ملوك والملك لله ‪ ،‬والملك لغير الله ‪ .‬وجمع الملك ‪ :‬ملوك وأمالك‪.‬‬

‫)‪(1/3‬‬

‫تخدم ‪ :‬من الخدم الذين يتخذون للخدمة فى حلقة القوم‪.‬‬

‫روضتى ‪ :‬الروضة ‪ :‬الموضع يجتمع فيه الماءوالكأل ‪ ،‬وقيل ‪ :‬األرض ذات الخضرة ‪ ،‬والروضة ‪ :‬البستان الحسن‪ .‬وفى الحديث ‪ ( :‬ما‬
‫بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة ) وفى الحديث أيضا ‪ ( :‬إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا‪ ،‬قيل ‪ :‬وما رياض الجنة قال ‪:‬‬
‫مجلس العلم )‬
‫‪6‬وأعرف أقدار الرجال جميعهم ولكنهم ضلوا ابتداء مكانتى‬

‫أعرف ‪ :‬المعرفة ‪ :‬العلم بالشىء والفقه له‬


‫أقدار ‪ .:‬جمع قدر ‪ ،،‬وقدر كل شىء ومقداره ‪ :‬مقياسه ومبلغه‪.‬‬

‫الرجال ‪ :‬جمع راجل وهو السائر على قدميه ‪،‬أى المترجل والماشى ‪.‬والراجل ‪ :‬السائر على رجليه‬
‫وفى الحديث ‪ ( :‬صلوا رجاال أو ركبانا ) وفى قول الحق ‪ ( :‬وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجاال‪)..‬‬
‫ضلوا ‪ :‬الضالل ‪ :‬ضد الهدى والرشاد ‪ ,‬وقال عز وجل ‪ ( :‬قل إن ضللت فإنما أضل على نفسى )‬
‫واألصل فى كالم العرب ‪:‬أضللت الشىء إذا غيبته ‪ .‬وكل شىءمقيم ثابت ال يهتدى إليه يقال‪ :‬ضللت عنه ‪.‬إذا لم أهتد إليه‪،‬ويقال‪:‬ضللت‬
‫الشىء وضللته‪:‬إذا جعلته فى مكان ولم تدر أين هو‪.‬‬

‫ابتداء ‪ :‬فى أسماء الله تعالى المبدىء وهوالذى أنشأ األشياء ابتداء ‪.‬وبدأت‪ ،‬الشىء ‪ :‬فعلته ابتداء ويقول الحق ‪( :‬إنه هو يبدىء‬
‫ويعيد )والبدء األول ‪ ،‬وبادىء ذى بدء ‪ :‬أى أول شىء‪.‬‬

‫مكانتى ‪ :‬المكانة ‪ :‬المنزلة عند الملك ‪ ،‬وفالن مكين عند فلن ‪ :‬أى بين المكانة‪..‬‬

‫‪7‬شرابى عذب سلسبيل مذاقه وعلمى كنز فى قلوب أحبتى‬

‫شرابى ‪ :‬الشرب ‪:‬مصدر شربت أشرب شربا ‪ ،‬ويقال للماء واللبن والخمر والعسل‪ ،‬والشرب‪ :‬الحظ منه‪ ،‬والجمع أشراب‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫الشرب المورد‪ ،‬والشراب هو ما شرب من أى نوع كان وعلى أى حال‪.‬‬

‫يقول الحق ‪ ( :‬يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه)ويقول عز وجل ‪ ( :‬هو الذى أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ) وكذلك منه‬
‫قول الحق ‪ ( :‬وسقاهم ربهم شرابا طهورا )‬

‫)‪(1/4‬‬
‫عذب ‪ :‬العذب من الشراب ما كان مستساغا‪ ،‬والعذب ‪ :‬الماء الطيب ‪ ،‬وفى التنزيل ‪ ( :‬هذا عذب فرات سائغ شرابه )وفى الحديث ‪:‬‬
‫(أنه كان يستعذب الماء) أى يحضر له الماء العذب‪ ،‬وهو الطيب الذى ال ملوحة فيه ‪،‬ال شائبة تشوبه‪.‬‬

‫سلسبيل ‪ :‬السلسبيل‪ :‬الماء العذب السلس السهل فى الحلق ‪ ،‬وقيل هو البارد ‪ ،‬وماء سلسبيل‪:‬سهل الدخول فى الحلق لعذوبته وصفائه‬
‫‪ .‬قال الليث ‪:‬هو الماء العذب الصافىإذا شرب فى الحلق ‪ ،‬وتسلسل الماء فى الحلق أى ‪:‬جرى‬
‫قال الزجاج ‪ :‬السلسبيل ‪ :‬عين فى الجنة يشرب بها المقربون ( عينا فيها تسمى سلسبيال)‬
‫مذاقه ‪ :‬المذاق ‪:‬طعم الشىء‪ .‬والذوق مصدر ذاق الشىءيذوقه مذاقا‪ ،‬والذوق والمذاق يكونان مصدرين ويكونان طعما‪ .‬كما نقول ‪:‬‬
‫ذواقه ومذاقه طيب ‪.‬وفى الحديث ‪ ( :‬كانوا إذا خرجوا من عنده ال يتفرقون إال عن ذواق)ضرب الذواق مثال لما ينالون عنده من الخير‬
‫أى ال يتفرقون إال عن علم وأدب يتعلمونه‪ ،‬يقوم ألرواحهم مقام الطعام والشراب ألجسامهم‪.‬‬

‫وعلمى‪ :‬العلم من صفات الله عز وجل العليم ‪ .‬والعالم‪:‬ال يخفى عليه خافية فى األرض وال فى السماء‪ ،‬أحاط علمه جميع األشياء‬
‫باطنها وظاهرها ‪ ،‬دقيقها وجليلها ‪ .‬ويقول الحق ‪( :‬إنه لذو علم لما علمناه) فكان عليما لما علمه الله‪.‬وعلمت الشىء‪ :‬عرفته وفقهت‬
‫حقيقته‪ .‬والعلم نقيض الجهل‪.‬‬

‫كنز ‪ :‬الكنز ‪ :‬اسم للشىء إذا أحرز فى وعاء‪ ،‬وقيل ‪ :‬الكنز ‪ :‬المال المدفون ‪ ،‬وتسمى العرب كل كثير مجموع يتنافس فيه‪ :‬كنزا ‪ ،‬وفى‬
‫سورة الكهف ‪ ( :‬وكان تحته كنز لهما )قال ابن عباس ‪ :‬ما كان ذهبا وال فضة ولكن كان علما ‪.‬والكنز فى األصل ‪ :‬المال المدفون‪.‬‬

‫)‪(1/5‬‬

‫قلوب ‪ :‬القلوب ‪ :‬األفئدة‪،‬يقول ابن سيدة ‪:‬القلب‪ :‬الفؤاد‪ ،‬وقوله تعالى ‪ ( :‬نزل به الروح األمين على قلبك ) قال الزجاج‪ :‬وعاه قلبك‬
‫كالوعاء له ‪ ،‬وسمى القلب قلبا النقالبه إلى الحق‪ ( :‬لمن كان له قلب ) واالنقالب إلى الله عز وجل‪:‬المصير إليه والتحول‪ ،‬وقد قلبه‬
‫الله إليه‪.‬وقال أبو ثروان ‪ :‬أقلبكم الله مقلب أوليائه( إنا إلى ربنا لمنقلبون )‬
‫أحبتى ‪:‬واحدتها حب‪ ،‬والحب المحب المحبوب‪ ،‬وكان زيد بن حارثة رضى الله عنه يدعى حب رسول الله‪،‬أى محبوبه والجمع أحبة‪.‬‬

‫‪8‬سقيت مريدى من شراب معتق وكفى كأس والخفاء مزيتى‬

‫سقيت ‪ :‬يقال سقاه ‪ :‬ساق له الماء وأسقاه ‪ :‬دله على موضع الماء ‪.‬وسقاه وأسقاه‪:‬جعل له ماء وسقيا فسقاه‪ ،‬وفى التنزيل ( وسقاهم‬
‫ربهم شرابا طهورا )والسقيا ‪ :‬ما أسقاه إياه‪ ،‬والسقى‪:‬الحظ من الشرب ‪ ،‬والسقاية ‪ :‬اإلناء يسقى به وهو الصواع بعينه ‪ ،‬والسقاية فى‬
‫القرآن الصواع الذى كان يشرب فيه الملك‪ .‬وسقاية الحاج‪ :‬سقياهم الشراب ‪.‬وأسقاه وسقاه‪ :‬وهبه له فهو الساقى له‪.‬‬

‫مريدى ‪ :‬الرود مصدر فعل الرائد‪,‬والجمع رواد ‪ ،‬وفى صفة الصحابة من حديث اإلمام على كرم الله وجهه ( يدخلون روادا يخرجون‬
‫أدلة )أى يدخلون طالبين العلم ملتمسين للحكمة من عنده ويخرجون أدلة هداة للناس ‪ ،‬وأصل الرائد‪ :‬الذى يتقدم القوم يبصر لهم الكأل‬
‫ومصادر الغيث ‪ ،‬وأراد الشىء ‪ :‬شاءه وطلبه واإلرادة تكون من المحبة وقوله عز وجل ؛ ( فوجد جدارا يريد أن ينقض فأقامه)أى‬
‫أقامه الخضر‪،‬وقال‪:‬يريد إنما اإلرادة تكون من كائن حى ‪ ،‬والجدار ال يريد إرادة حقيقية ألن تهيؤه للسقوط قد ظهر كما تظهر أفعال‬
‫المريدين ‪ ،‬فوصف الجدار باإلرادة إذ كانت الصورتان واحدة ‪ ،‬ومثل هذا كثير فى اللغة‪.‬‬

‫)‪(1/6‬‬

‫معتق ‪ :‬العتيق ‪ :‬الكريم الرائع من كل شىء ‪ ،‬والخيار من كل شىء ‪ ،‬والعتق ‪ :‬الكرم والجمال وامرأة عتيقة‪:‬جميلة خدرت فى بيت‬
‫أهلها‪،‬والعتيق‪:‬القديم من كل شىء‪،‬وفى الحديث‪Sad‬عليكم باألمر العتيق) أى القديم األول الذى يعتق من النار ‪.‬وخمر عتيقة ‪ :‬حبست‬
‫زمانا فى ظرفها‪.‬والمعتقة من أسماء الطالء‪ ،‬والعاتق كالعتيقة‪:‬وهى التىلم يفض ختامها كالجارية العاتق‪ ،‬والعتيق‪ :‬الماء وقيل الخمر‬
‫وقيل اللبن ‪.‬وفى معجم الفروق اللغوية‪(0‬الفرق بين القديم والعتيق) أن العتيق هو الذى يدرك حديث جنسه فيكون بالنسبة لهاعتيقا أو‬
‫ي كون شيئا يطول مكثه أكثر مما بيقى أمثاله مع تأثير الزمان فيه فيسمى عتيقا ولهذا ال يقال للسماء عتيقة وإن طال مكثها ألن الزمان‬
‫ال يؤثر فيها ‪ ،‬وال يوجد من جنسها ما تكون بالنسبة إليه عتيقة‪.‬‬

‫وكفى ‪ :‬وأصل الكف ‪:‬المنع ‪ ،‬ومن هذا قيل لطرف اليد كف ألنها يكف بها الضر عن سائر البدن والمكفوف من كف بصره من أن ينظر‬
‫إلى غير‪.‬‬

‫كأس ‪ :‬إناء الخمر مادام فيه شراب‪ ،‬قال األصمعى ‪ :‬الكأس هو الشراب بعينه والجمع كئوس‪.‬ويستعار الكأس فى غيره كقولهم‪ :‬كأس‬
‫الحب‪.‬‬

‫والخفاء ‪ :‬الستر والكتم ‪،‬وأخفيته‪:‬أظهرته وهو من األضداد‪،‬ويجمع على خفايا‪ ،‬والخفاء ما يخفى أمره على الغير ‪ ،‬وخفى الشىء فهو‬
‫خاف ‪ :‬لم يظهر ‪،‬وخفاه ‪ :‬ستره وكتمه ‪.‬وفى التنزيل فى أمر الساعة ( أكاد أخفيها ) أى استرها وأوريها ‪ .‬والخفاء ممدود ‪ :‬ما خفى‬
‫عليك فلم يظهر وإن من شدة الظهور الخفاء‪..‬‬

‫مزيتى ‪ :‬الزى ‪ :‬الهيئة من اللباس والجمع أزياء‪،.‬والمزيه ‪:‬ما يميزه عن غيره من نعوت وخصال‪.‬‬

‫‪9‬وبعض شرابى أغرق الكل فى الهوى ومنهجى القرآن والله وجهتى‬

‫وبعض ‪ :‬بعض الشىء‪ :‬طائفة منه‪،‬والجمع أبعاض‪ ،‬وأجمع النحويون على أن البعض شىء من أبعاض‪ .‬قال ابن المقفع فى كتابه ‪:‬‬
‫العلم كثير ولكن أخذ البعض خير من ترك الكل‪.‬‬

‫)‪(1/7‬‬

‫أغرق ‪ :‬الغرق ‪ :‬الرسوب فى الماء ‪ ،‬ويقال أغرق النيل ‪ :‬أى بلغ به غاية المد ‪ ،‬وأغرق النازح فى القوس أى استوفى مدها‪ ،‬وأغرق‬
‫فى الشىء‪:‬جاوز الحد‪ ،‬واغتراق النفس ‪:‬استيعابه فى الزفير‪ ،‬ويقال للجارية الجمبلة ‪:‬تسغترق نظر الناس‪ :‬أى تشغلهم بها عن سواها‬
‫لرقة محاسنها ‪،‬واغرورقت عيناه‪:‬أى امتألتا فأفاضتا‬
‫الكل ‪ :‬اسم يجمع األجزاء‪ ،‬قال أبو بكر بن السيارفى ‪ :‬إنما الكل عبارة عن أجزاء الشىء‪ ،‬فكما جاز أن يضاف الجزء إلى الجملة جاز‬
‫أن تضاف األجزاء كلها إليها‪،‬ويقول الحق ‪ ( :‬وكل له قانتون )‪.‬‬

‫الهوى ‪ :‬الهوى مقصورهو الحب والعشق‪ ،‬وهوى النفس إرادتها‪ ،‬قال اللغويون‪:‬الهوى محبة اإلنسان الشىء وغلبته على قلبه‪ ،‬ويقال‪:‬‬
‫فالن يهوى نحوك ‪ :‬أى يريدك ويميل إليك‪.‬وفى الحديث(حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)‬
‫ومنهجى الطريق النهج‪:‬البين الواضح‪،‬وأنهج الطريق‪:‬وضح واستبان وصار نهجا واضحا بينا والمنهاج ‪:‬الطريق الواضح‪ ،‬وفى حديث‬
‫العباس) لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ترككم على طريق ناهجة) أى واضحة بينة‪،.‬والنهج ‪ :‬الطريق المستقيم‪،‬‬
‫ونهجت الطريق‪ :‬سلكتنه‪،‬وفالن يستنهج نهج فالن‪ :‬أى يسلك مسلكه‪.‬‬

‫القرآن‪ :‬القرآن اسم للحمع ‪ ،‬وقال أبو إسحق الفراء‪ :‬الذى عندى فى حقيقة هذا أن القرء فى اللغة الجمع ‪،‬والقرآن‪ :‬األصل فى هذه‬
‫اللفظة ‪:‬الجمع‪ ،‬وكل شىء جمعته فقد قرأته‪،‬وسمى القرآن ألنه يجمع اآليات والسور‪,‬وقرأت الشىء قرآنا‪ :‬جمعته‪،‬ومعنى القرآن معنى‬
‫الجمع‪.‬‬

‫والله ‪ :‬االسم الجامع لجميع األسماء اإللهية‪،‬وهو علم على الذات وهو المعبود بحق‪،‬وأصل االسم‪( 0‬واله)ومعناه أن الخلق يولون إليه‬
‫فى حوائجهم ويفزعون إليه فى كل ما ينوبهم‪.‬‬

‫وجهتى‪ :‬الوجهة‪ :‬المقصد‪.‬ووجهة البيت ‪ :‬الحد الذى يكون فيه بابه ‪،‬والجهة ‪ :‬القبلة إذا استقبلتها واتجهت إليه‪،‬وتوجه‬
‫إليه‪:‬ذهب‪.‬والجهة‪:‬الوجه الذى تقصده‪،‬ويقول الحق‪ Sad‬لكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات)‬
‫‪(1/Cool‬‬

‫‪10‬فما فاز فى األكوان إال مسالمى وما خاب إال من أراد عداوتى‬

‫فاز ‪ :‬الفوز‪ :‬النجاء والظفر باألمنية والخير‪ ،‬ويقال ‪ :‬فاز إذا لقى ما يغتبط وتأويله‪ :‬التباعدمن المكروه‪.‬وفى التنزيل(ومن يطع الله‬
‫ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)‬
‫األكوان‪ :‬جمع كون‪ ،‬والكون‪ :‬الحدث‪ ،‬وكون الشىء‪:‬أحدثه ‪،‬والله مكون األكوان ومخرجها من العدم إلى الوجود‪.‬وكان‪ :‬أى وجد‬
‫واستقر‪ ،‬وهو الوجود والثبات‪.‬‬

‫مسالمى المسالم ‪:‬أى باع بالسلم ‪ ،‬والسلم من البيوع يقول الحق(ضرب الله مثال رجال فيه شركاء متشاكسون ورجال سلما لرجل هل‬
‫يستويان مثال )والسلم فى البيع‪ :‬هو بيع بضاعة حاضرة بثمن آجل‪ ،‬وشرطه الوفاء والسداد‪،‬والسلم من التسليم‪،‬وهو اإلسالم‬
‫واإلنقيادوإظهار الخضوع والقبول لماجاء به الحق‪.‬وفى حديث خزيمة(من تسلم فى شىء فال يصرفه إلى غيره) ويقال‪ :‬أسلم إذا أسلف‬
‫وهو أن تعطى ذهبا وفضة فى ساعة معلومة إلى أجل معلوم‪ ،‬فكأنك قد أسلمت الثمن إلىصاحب السلعة(إن الله اشترى من المؤمنين‬
‫أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)‬
‫وخاب‪ :‬حرم وخسر ولم ينل مأربه‪ ،‬والخيبة الحرمان ةوالخسران‪ ،‬وخيبه الله ‪:‬حرمه الخيروقال الحق‪Sad‬وقد خاب من حمل ظلما)‬

‫عداوتى‪ ::‬العدو ضد الصديق‪ ،‬والعدو ضد الولى‪،‬والجمع أعداء‪ ،‬والعداوة اسم عام من العدو ‪،‬يقال ‪ :‬عدو بين العداوة ‪ ،‬قال الحق فى‬
‫وصف المنافقين‪Sad‬هم العدو فاحذرهم)ألنهم العدو األشد‪ ،‬يظهرون أنهم معه وهم عليه‪ ،‬وقيل‪:‬كف عنا عداوتك أى ظلمك وشرك‪.‬‬

‫‪11‬فها أنا ذا أرعى الضعيف وأستقى من المصطفى جدى ينابيع حكمتى‬

‫أرعى ‪ :‬الراعى مصدر رعى الكأل ‪ ،‬ويرعاه يحوطه ويحفظه والماشية ترعى ‪:‬ترتع وتأكل ‪ ،‬وراعيها حافظها والجمع رعاة يرعون فى‬
‫خصب من الماء والكأل‪0‬‬

‫الضعيف ‪ :‬الضعف خالف القوة ‪ ،‬وفى حديث الجنة ( مالى اليدخلنى إال الضعفاء ) قيل ‪ :‬هم الذين يبرأون أنفسهم من الحول والقوة‪،‬‬
‫وفى الحديث (أهل الجنة كل ضعيف متضعف )‬

‫)‪(1/9‬‬

‫المصطفى ‪ :‬المختار من صفوةالخلق واستصفى الشىء واصطفاه ‪ :‬اختاره ‪ 0‬االصطفاء ‪:‬افتعال من الصفوة ومنه رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم وصفوة الله من خلقه ومصطفاه ‪ ،‬واألنبياء واألولياء مصطفون‪ ،‬واصطفيته أخلصته لى‬
‫جدى ‪ :‬الجد ‪ :‬البخت والحظ والرزق ‪ ،‬يقال فالن ذو جد أى ذو حظ والجمع أجداد ( والينفع ذا الجد منك الجد ) أى الينفع ذا الغنى‬
‫والحظ والرزق فى المال غناه يوم القيامة وإنما ينفعه العمل والطاعة ‪ ،‬قال أبو عبيد‪ :‬الجد هو الغنى والحظ والرزق كقول الحق ‪Sad‬‬
‫يوم الينفع مال والبنون ) ‪ ،‬والجد ‪ :‬الحظ ‪ ،‬وجدى ‪ :‬حظى وجددت األمر جدا ‪ :‬حظيت به ‪ ،‬عن ابن السكيت ‪،‬والجد ابو األب وأبو األم‬
‫والجمع أجدادوجدود‪.‬‬

‫ينابيع‪ :‬جمع ينبوع وهو مجرى الماء ‪ ،‬ونبع الماء تفجر وقيل ‪ :‬خرج من العين ‪ ،‬ولذلك سميت العين‬
‫ينبوعا والينبوع ‪ :‬الجدول الكثير الماء ‪ ،‬وفى التنزيل ( حتى تفجر لنا من األ ينبوعا ) والجمع الينابيع‬
‫حكمتى‪ :‬الحكمة عبارة عن ‪ :‬معرفة أفضل أألشياء بأفضل ألعلوم‪ .‬ويقال لمن عرف دقائق العلوم حكيم والحكم والحكمة من العلم‬
‫والحكيم العالم الفقيه يقول الحق ‪ ( :‬ويعلمهم الكتاب والحكمة ) وقول الحق ‪ Sad‬يؤتى الحكمة من يشاء ومن يوءت الحكمة فقد أوتى‬
‫خيرا كثيرا)‬
‫‪12 -‬وها أناذا أشفى السقيم من الضنى وأجبر مكسور القلوب بنظرتى‬

‫ها ‪ :‬حرف تنبيه ‪0‬‬

‫أشفى ‪:‬الشفاء دواء يبرى من السقم ‪ ,‬وشفيت فالن‪ :‬إذا وهبت له الشفاء من الدواء ‪ 0‬وأشفى ‪ :‬إذا أعطى شيئا ما ‪ ،‬وشفاه أبرأه ‪0‬‬

‫السقيم ‪ :‬المريض والجمع سقام وقول الخليل ( إنى سقيم ) أى بما أرى من عبادتكم لغير الله ‪0‬‬

‫الضنى ‪ :‬السقيم الذى قد طال مرضه وثبت فيه ‪ ،‬وأضناه المرض أى أثقله ‪ ،‬والضنى ‪ :‬المرض وقيل ‪ :‬شدة المرض ‪0‬‬

‫)‪(1/10‬‬

‫وأجبر ‪ :‬من األسماء اإللهية ‪ :‬الجبار ‪ ،‬قال ابن جنى ‪ :‬هو الذى يجبر بجوده ‪ ،‬والجبر خالف الكسر ‪ 0‬ولله جبر الكسير والفقير ‪،‬‬
‫ويقال ‪:‬جبرت الكسير أى سددت مفاقره ومن جبره الله ‪ :‬رد عليه ماذهب منه أو عوضه عنه ‪,‬وأصله من جبر الكسر‪ 0،‬وفى حديث‬
‫اإلمام على كرم الله وجهه ( وجبار القلوب على فطراتها هو من جبر العظم كأنه أقام القلوب وأثبتها على ما فطرها عليه من معرفته‬
‫واإلقرار به ‪ ،‬والجبر ‪ :‬أن تغنى الرجل من الفقر ‪ ،‬وجبر الرجل ‪ :‬أحسن إليه ‪0‬‬

‫مكسور القلوب ‪ :‬المكسورة‪ :‬التى التقوى على السير ‪ 0‬وقيل المكسور ‪ :‬الضعيف ‪ 0‬وكل شىء فتر فقد انكسر‪ ،‬وكل من عجز عن‬
‫شىء فقد انكسر عنه ‪ ،‬والكسر فى الحساب مااليبلغ سهما تاما كامال ‪ 0‬والجمع كسور وجبر‪.‬الكسر ‪ :‬إكماله ‪ 0‬وفى الحديث القدسى ‪( :‬‬
‫أنا عند المنكسرة قلوبهم )‬
‫القلوب ‪ :‬األفئدة واحدتها ‪ :‬الفؤاد ‪ 0‬قال بعضهم ‪ :‬سمى القلب قلبا لتقلبه ‪،‬وقالوا ‪:‬النقالبه الى الحق إذا صلح‪ ،‬وقلب الشيء ‪:‬لبه ‪،‬‬
‫وقلب النخلة ‪ :‬خوص النخلة وأشده بياضا وفى الحديث ( كان على قرشيا قلبا ) أى خالصا وقيل أراد فهما فطنا ‪ ،‬ومنه القالب ‪ :‬وهو‬
‫الشىء الذى تفرغ فيه الجواهر وتحفظ ‪ ،‬ومنه القليب ‪ :‬البئر القديمة ذات ماء أو غير ذات ماء ‪ 0‬والقليب اسم من أسماء البئر ‪0‬‬

‫بنظرتى ‪ :‬فى الحديث ‪ ( :‬القلب محل نظر الحق ) أى رحمته ‪ 0‬قال الليث ‪ ،‬العرب تقول ‪ :‬نظر ينظر نظرا ‪ 0‬وتقول نظرت الى كذا من‬
‫نظر العين ونظر القلب ‪ ،‬والنظر ‪ :‬تأمل الشىء بالعين ‪ ،‬وقيل الناظر فى العين كالمرأه إذا استقبلتها أبصرت فيها شخصك‬
‫والنظرة‪:‬الرحمة‪ 0‬وقول الحق ‪ Sad‬والينظر اليهم يوم القيامة ) أى اليرحمهم وفى الحديث ( إن الله الينظر الى صوركم ولكن إلى‬
‫قلوبكم وأعمالكم ) قال ابن األثير‪:‬النظر هنا ‪ :‬اإلحسان والرحمة والعطف ألن النظر فى الشاهد دليل المحبة وترك النظر دليل البغض‬
‫والكراهة ‪ 0‬فجعل الحق نظره إلى ماهو للسر واللب وهو القلب ‪0‬‬

‫)‪(1/11‬‬

‫‪13 -‬وأفطم منكم من أتم رضاعة وأورث سرى للذى فيه صبغتى‬

‫وأفطم ‪ :‬يقال ‪ :‬فطم الصبى يفطمه فطما ‪ :‬فصله من الرضاع ‪ 0‬والجمع فطم ‪ 0‬وسميت سيدة النساء بنت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ( فاطمة ) ألنها تفطم أحبابها من النار ‪0‬‬

‫أتم ‪ :‬أتم الشىء ‪ :‬جعله تاما من النقص ‪ 0‬حيث يستحق صفه الكمال والتمام ‪ 0‬وتتمة كل شىء ‪ :‬مايكون تمام غايته ‪ 0‬وفى التنزيل (‬
‫والوالدات يرضعن أوالدهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة )‬
‫رضاعة ‪ :‬يقال ‪ :‬يرضع رضعا ورضاعة فهو راضع والجمع رضع والرضيع‪:‬هو المتغذى بلبن أمه ‪ 0‬والرضاعة ‪ :‬االسم من اإلرضاع‬
‫عند جوع الطفل فيشبعه ويغذوه ويسكن جوعه ‪ 0‬ومن الرضاعة يرث الطفل صفات أمه حسنها أو لؤمها‬

‫وأورث ‪ :‬ويقال ‪ :‬ورثه ماله ومجده ‪ 0‬وأورث الرجل ولده ماالإيراثا حسنا وفى الحديث ‪ ( :‬إنا معشر األنبياء النورث ماال إنما نورث‬
‫العلم ) والورث والميراث فى المال واإلرث فى الحسب وأورثه الشىء ‪ :‬أعقبه إياه ‪0‬‬

‫سرى ‪ :‬السر من األسرار التى تكتم‪ ،‬والسر ماأخفيت والجمع أسرار وأسر الشىء ‪ :‬كتمه ‪ ،‬وأسر اليه حديثا ‪ :‬أفضىإليه به ‪ 0،‬والسر‬
‫من كل شىء ‪ :‬الخالص بين السرارة ‪ ،‬وفالن سر هذا األمر إذا كان عالما به ‪ ،‬وفى الحديث " الولد سر أبيه " وسر النسب ‪ :‬محضه‬
‫وخالصه‬
‫صبغتى ‪ :‬الصبغ ‪ :‬الزيت فى قول الحق ‪ ( :‬وصبغ لآلكلين ) وقال الزجاج ‪ :‬أراد بالصبغ زيت الزيتونة ‪ 0‬وصبغة الله ‪ ،‬دين الله‬
‫وفطرته ‪ ،‬وقال أبو عمرو كل ماتقرب به الى الله فهو الصبغة ‪ ،‬والصبغ ‪ :‬بياض الناحية ‪ 0‬وصبغة الله فى قول الحق ( صبغة الله‬
‫ومن أحسن من الله صبغة ) هو اإليمان بما جاءت به الرسل ‪0‬‬

‫)‪(1/12‬‬

‫‪14-‬لقيت من الولى رضاه وقربه نشرت عليكم بردتى وعباءتى‬

‫لقيت ‪ :‬اللقاء‪:‬نقيض الحجاب‪،‬وتلقاه‪:‬أى استقبله وكل شيء استقبل شيئا أو صادفه فقد لقيه ‪ ، ،‬ولقيت منه ‪ :‬نلت منه ونلت عطاءه‬
‫‪،‬ولقاه الشيء ‪ :‬أى يلقى إليه ومنه قول الحق ؛(وإنك لتلقى القران ) أى يلقى إليك وحيا من عند الله ‪،‬ويلقى الشىء ‪ :‬يوفق له ‪،‬ولقيت‬
‫منه ‪ :‬أخذت ما أعطانيه ‪ ،‬ويقال ‪:‬ألقيت إليه المودة ‪ ،‬ويقول الحق (ولقاهم نضرة وسرورا ) ‪ ،‬ولقى الشيء ‪ :‬وجده ‪ ،‬وقول الحق‬
‫(واليلقاها إالذو حظ عظيم ) ويقول الحق ‪Sad‬أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو القيه كمن منعناه) والقيه أى ما فاز به وأعطيه‪.‬‬

‫المولى ‪ :‬المولى ‪:‬هو الرب والمالك والسيد والمنعم والناصر ‪.‬ومن أسماء الحق ‪( :‬الولى ) وهو الناصر والمتولى ألمور الخالئق‬
‫والقائم بها‪.‬‬

‫والولى ‪:‬هو مالك أالشياء جميعها المتصرف فيها ‪ ،‬والولى ‪ :‬ولى النعمة وفى الحديث ‪( :‬اللهم وال من وااله ) أى أحب من أحبه‬
‫وانصر من نصره ‪،‬وكل من ولى أمرا فهو وليه‪..‬‬

‫رضاه ‪ :‬مقصورة ضد السخظ ‪ ،‬وفىالدعاء ‪ :‬اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك ‪ ،‬وقوله عز وجل (رضى الله عنهم )أعطاهم ما‬
‫يرضيهم فهم فى عيشة راضية ‪ ،‬ورضوان الله ‪:‬رحمته وقربه ‪ ،‬وقبول عمله‪.‬‬

‫وقربه ‪ :‬القرب نقيض البعد ‪،‬فهو مقرب من المقربين وقيل ‪:‬قربه وأدناه منه ‪ ،‬وفى الحديث (من تقرب إلى شبرا تقربت إليه باعا)‬
‫والمراد العمل الصالح‪،‬والمراد بقرب الله تعالى ‪:‬قرب رحمته ونعمه والطافه وإحسانه وترادف منته عنده و فيض مواهبه عليه)‬

‫نشرت ‪ :‬النشر نقيض الطى ومنه نشر رحمته ‪ ،‬ونشر الثوب‪ :‬بسطه من السخاء والكرم‪.‬‬

‫بردتى‪:‬البردة ‪ :‬كساء يلتحف به‪ ،‬وقيل‪ :‬إذا جعل الصوف شقة ‪ ،‬وله هدب هى بردة‪ ،‬وهى كساء الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وفى‬
‫حديث ابن عمر‪:‬أنه كان عليه يوم الفتح بردة فلوت قصيرة وجمعها برد‪ ،‬وهى الشملة المخططة ‪ ،‬وقال الليثى ‪ :‬البردة كساء مربع‬
‫أسود فيه صفره تلبسه األعراب‪.‬‬

‫وعباءتى ‪ :‬العباءة والعباء ‪ :‬ضرب من األكسية ‪ ،‬وهو كساء الرسول صلى الله عليه وسلم يوم المباهلة‪.‬‬

‫)‪(1/13‬‬
‫وعبا وجهه يعبو إذا أضاء وجهه وأشرق ‪ ،‬قال‪ :‬العبوة ضوء الشمس وجمعها عبا ‪ ،‬وعبء الشمس‪ :‬ضوؤها‪.‬‬

‫‪15‬وإنى وأيم الله ما غبت عنكم وعاريتى ردت لرب البرية‬

‫وأيم الله‪ :‬وأيم الله ‪ :‬قسم ‪ ،‬ويقال ‪:‬وأيمن الله اسم وضع للقسم وهو األصل‪ ،‬وربما حذفوا منه النون فقالوا‪:‬وأيم الله ‪ ،‬وأيمن جمع‬
‫ليمين القسم‪.‬‬

‫ماغبت ‪:‬الغيب ‪ :‬هو كل ما غاب عنك‪ ،‬والغيب أيضا‪ :‬كل ما غاب عن العيون وإن كان محصال فى القلوب ‪ ،‬وتغيب ‪ :‬بطن‪.‬‬

‫وعاريتى ‪ :‬العارية ‪:‬المنيحة ‪،‬والعارية ‪ :‬االستعارة ‪ ،‬ويعيره الشىء ‪ :‬يعطيه إياه ثم يسترده‪.‬‬

‫ردت‪ :‬الرد ‪ :‬صرف الشىء ورجعه‪ ،‬والرد‪ :‬مصدر رددت الشىء ‪ ،‬وردت ‪ :‬رجعت ‪ ،‬واسترده ‪ :‬طلب رده عليه ويقول الحق ‪ ( :‬ثم‬
‫ردوا إلى الله موالهم الحق )‪.‬‬

‫لرب ‪ :‬الرب هو الله عز وجل‪ ،‬وهو رب كل شىء ومالكه وله الربوبية على جميع الخلق ‪.‬ورب كل شىء ‪:‬مالكه ومستحقه‪ ،‬وكل من‬
‫ملك شيئا فهو ربه‪.‬وال يطلق غير مضاف إال على الله عز وجل ‪،‬ويكون الرب‪:‬هو المصلح وهوالمربى وهووالحافظ‪.‬‬

‫البرية ‪ :‬البارىء من أسماء الله تعالى ‪،‬وفى التنزيل ( فتوبوا إلى بارئكم ) قيل ‪ :‬البارىء هوالذى خلق الخلق ال عن مثال‪ ،‬وبرأ الله‬
‫الخلق يبرؤهم ‪ :‬خلقهم‪ ،‬وهم البرية‪.‬‬

‫‪16‬وإنى فيكم فاشهدونى وعاينوا جمالى موصول وسرى بصحبتى‬

‫فيكم ‪ :‬بينكم دائم يشهد أعمالكم لقول الحق (واعلموا أن فيكم رسول الله )‬
‫فاشهدونى ‪:‬الشاهد ‪ :‬العالم الذى يبين ماعلمه ‪.‬ورجل شاهد ‪ ،‬وأصل الشهادة‬

‫‪:‬أإلخبار بما شاهده ‪ ،‬والمشاهدة ‪ :‬المعاينة بالنظربعين الرأس وعين القلب‪.‬‬

‫وعاينوا ‪ :‬عاين الشيء ‪ :‬رآه بعينه والعين والمعاينة ‪ :‬النظر‪،‬ورآه عيانا‪:‬لم يشك فى رؤيته إياه ‪ ،‬ولقيته عيانا أىمعاينة‪ ،‬وتعينت‬
‫الشىء ‪:‬أبصرته‪. .‬‬

‫)‪(1/14‬‬

‫جمالى ‪:‬الجمال ‪:‬الشىء المجم ل والجمع جماالت ‪،‬وروى عن ابن عباس أنه قال الجماالت ‪ :‬حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض‪،‬قال‬
‫األزهرى ‪:‬كأن الحبل الغليظ سمى جمالة ألنها قوى كثيرة جمعت فأجملت جملة‪ ،‬ولعل الجملة اشتقت من جملة الحبل ‪،‬فهو الحبل‬
‫الموصول باألصل وجمالى‪:‬حبلى‪،‬ومن أمثال العرب‪:‬اتخذ الليل جمال‪:‬أىسرى الليل كله‪.‬‬

‫موصول ‪:‬الوصل ضد القطع ‪،‬ووصلت الشىء وصال ‪ ،‬والوصل ضد الهجران ‪ ،‬ووصل الشىء بالشىء يصله وصال ‪،‬ووصل الشىء إلى‬
‫الشىء ‪ :‬إ نتهى إليه وبلغه‪ ،‬واتصل الرجل ‪ :‬انتسب ‪ ،‬والوصل ‪:‬فى عفاف الحب ‪،‬كذلك وصل حبله وصال فهو حبل موصول‪،‬والوصل‬
‫والتواصل‪:‬ضد التصارم والهجران‪،‬والصلة‪ :‬الجائزة والعطية‬
‫بصحبتى ‪:‬الصحبة ‪:‬اسم للجمع ‪،‬والمصحب ‪ :‬المستقيم الذاهب ال يتلبث ‪ ،‬والمصاحب ‪:‬المنقاد من األصحاب وهم الصحابة جمع صاحب‬
‫وصحبه ساروا معه فىطريقه‬
‫‪17-‬رويت عن المحبوب ما قد رأيته وسر أبى العينين متن روايتى‬
‫رويت ‪:‬روى الحديث ‪:‬يرويه رواية ‪ ،‬ويقال ‪:‬روى فالن فالنا نظما إذا رواه حتى حفظه للرواية عنه فإنه راو فى الماء والشعر‬
‫والحديث‪،.‬ورويته الحديث ‪:‬حملته على روايته‪.‬‬

‫عن المحبوب ‪:‬أخذنا عنه الروا ية ‪،‬والمحبوب ‪ :‬الحبيب ‪ ،‬والحب ‪:‬نقيض البغض‪ ،‬والحب‪:‬الوداد ‪،‬وأحبه فهو محب وكذلك الحب ‪،‬‬
‫وأحبه فهو محب ‪ ،‬وتحبب إليه ‪ :‬تودد ‪،‬والحب ‪:‬الحبيب المحبوب وكان سيد نا زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪،‬وجمع الحب ‪ :‬أحباب وأحبة ‪ ،‬والحبيب هو رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وفى الحديث (وأحبونى لحب الله وأحبوا‬
‫آل بيتى لحبى )‬
‫قد ‪:‬للتحقيق‪.‬‬

‫رأ يته‪:‬الر ؤية بالعين نتعدى الى مفعول واحد‪،‬وبمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين‪،‬قال ابن سيدة‪ :‬الرؤية النظر بالعين والقلب‪،‬ورأ يته‬
‫رؤية ‪:‬شاهدته ‪،‬ويقال ‪ :‬رأ يته بعينى رؤية‪،‬ورأ يته رأىالعين أى حيث وقع البصر عليه ‪،‬ويقال رأى القلب ‪:‬إرتأيت ‪،‬والمرأى ‪ :‬المنظر‪.‬‬

‫)‪(1/15‬‬

‫أ بو العينين ‪:‬كنية السيد إبراهيم القرشى الدسوقى شيخ الطريقة وبرهان الملة والدين‪..‬‬

‫متن‪ :‬المتن من كل شىء‪ :‬ماظهر منه ومتن الحديث ‪:‬نصه‪.‬‬

‫روايتى ‪ :‬ما أرويه روا ية‬


‫‪18-‬أالفخذوا عنى اآلحاد معنعنا أصح روا يات الحديث روا يتى‬

‫خذوا عنى ‪:‬تعلموا العلم لقانية عنى‪.‬‬

‫األحا د ‪:‬حديث األحاد ‪ :‬هو ماليس بمتواتر‪،‬وليس ا لمراد به ما رواه واحد فقط بل يطلق حديث اآلحادعلى مارواه واحد ولو فى طبقة‬
‫واحدة فى اإلسناد ويسمى غريبا‪ ،‬وعلى مارواه راويان ولو فى طبقة واحدة فى اإلسناد ويسمى عزيزا لعزته ‪.‬ويطلق على مارواه ثالثة‬
‫فأكثر بحيث ال يصل عددهم إلى حد التواتر ويسمى الحديث المشهور‪.‬‬

‫والحديث الغريب ‪ :‬هو ما تفرد به راو واحد ولو فى طبقة من طبقات اإلسناد ‪،‬فإذا توافرت فيه شروط الصحة فهو صحيح وإذا اجتمعت‬
‫فيه هذه الشروط مع صحة الضبط كان مسندا‪.‬‬

‫الحديث المعنعن ‪:‬أى الذىرواه فالن عن فالن وهو حديث متصل ويمكن لقاء من روى بمن روى عنه ‪ ،‬واشترط البخارى وحدة ثبوت‬
‫اللقاء ولو مرة‪.‬‬

‫وأما المتأخرون بعد الخمسمائة (فعن ) عندهم أى ولو باإلجازة فقط وذلك اليخرجه عن االتصال‪.‬‬

‫أصح ‪:‬فى أقسام الحديث ‪-1:‬الحديث الصحيح ‪ :‬هو ما ا تصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله وسلم من شذوذ وعلة ‪.‬وأصح‬
‫الصحيح‪:-‬‬

‫‪1-‬ماإ تفق عليه الشيخان البخارى ومسلم‪.‬‬

‫‪2-‬ما إ نفرد به البخارى‪.‬‬

‫‪3-‬ماإ نفرد به مسلم‪.‬‬

‫‪4-‬الصحيح الذى جاء على شرطهما‪.‬‬

‫‪5-‬الصحيح الذى جاء على شرط البخارى‪.‬‬


‫‪6-‬الصحيح الذى جاء على شرط مسلم‪.‬‬

‫‪7-‬الصحيح عن غيرهما من األئمة المعتبرين وليس على شرطهما وال على شرط أحدهما‪.‬‬

‫وأصح إ سناد فى الصحيح هو ما رواه األمام أحمد عن األمام الشافعى عن األمام مالك عن نافع عن ا بن عمر عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم وتعرف بسلسلة االذهب‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫)‪(1/16‬‬

‫‪19-‬حرام على قوم أكون إمامهم والية قوم جاحدين لنعمتى‬

‫حرام ‪:‬ما حرمه الله واليحل لك انتهاكه ‪،‬وقيل‪ :‬مااليحل استحالله‬


‫قوم ‪:‬الجماعة من الرجال خاصة ‪ ،‬وقوم كل رجل ‪:‬شيعته وأتباعه‬
‫إمامهم ‪:‬اإلمام‪:‬كل من ا ئتم به قوم كانوا على الصراط المستقيم وإ مام كل شىء‪:‬قيمه والمصلح له واإلمام ‪:‬الذى يقتدى به والجمع‬
‫أئمة‬
‫وفالن إمام القوم ‪:‬أى هو المتقدم عليهم ‪ ،‬ومنه إمام المسلمين ‪ ،‬واإلمام ‪:‬الطريق األمم‪،‬و فى التنزيل‪( :‬إنى جاعلك للناس إماما)‬
‫والية ‪:‬الولى‪:‬المتولىألمور العالم والقائم عليهم ومن أسماء الحق (الولى ) ‪ ،‬والولى ‪:‬مولى النعم وهو المعتق ‪ :‬أنعم الله على عبده‬
‫بعتقه‪ ،‬والمولى ‪ :‬هو الناصر والحليف (هو من ضمك إليه فعزك بعزه ومنعك بمنعته وحماك بحماه ) وفى التنزيل‪Sad.‬ال تتولوا قوما‬
‫غضب الله عليهم)أى ال توالوهم والتناصحوهم وال تجالسوهم وال توادوهم‪،‬وقال الحق‪Sad‬ال تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم‬
‫بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق)‬

‫جاحدين ‪::‬الجحود ن قيض اإلقرار ‪ ،‬والجحود ‪:‬اإلنكار مع العلم ‪،.‬والجحد ‪:‬قال الفراء ‪ :‬الضيق فى المعيشة ‪،‬وقيل‪ :‬القلة من كل شىء‪.‬‬

‫لنعمتى ‪:‬النعمة ‪:‬ضد البؤس والشقاء ‪،‬والنعمة ‪:‬اليد البيضاء والصالح والصنيعة والمنة وما أ نعم به عليك ‪ ،‬وما أعطاه الله لعبده بما‬
‫اليمكن غيره أن يعطيه إ ياه ‪ ،‬والنعمة ‪ :‬العلم الذى يحب الله أن يرى أثره على عبده (ونعمة النعم)‪ :‬االهتداء الى الصراط المستقيم‬
‫صراط الذين أنعم الله عليهم بقربه ومودته‪.‬‬

‫‪20-‬ويعرف عنى من هدى الله قلبه ويعزف عن حبى طريد الهداية‬

‫يعرف عنى‪ :‬يتلقى المعرفة عنى‪،‬والعرفان والمعرفة‪:‬العلم وهو نقيض اإلنكارلقول الحق‪Sad‬أو لم يعرفوا رسولهم فهم له‬
‫منكرون)والتعريف‪ :‬اإلعالم‪ ،‬وقبل ‪:‬إنشاد الضالة‪.‬وفى الحديث‪Sad‬أهل القرآن عرفاء أهل الجنة)‪.‬‬

‫ويعزف ‪ :‬عزف يعزف ‪:‬لها يلهو‪،‬والعزف‪ :‬اللعب‪،‬وعزفت عن الشىء ‪:‬تركته بعد 'إعجاب وزهدت فيه وانصرفت عنه‪،‬وعزفت نفسى‬
‫عن الدنيا ‪:‬أى عافيتها وكرهتها‪.‬‬

‫)‪(1/17‬‬

‫طريد‪ :‬يقال أطرده السلطان‪:‬إذا أمر بإخراجه عن بلده‪.‬وصيرته طريدا‪.‬وقيل‪:‬نفيته‪ ،‬وطرد الرجل‪:‬إذا نحاه عن الطريق‪.‬وفى‬
‫التنزيل‪Sad‬وما أنا بطارد المؤمنين)‬
‫الهداية‪ :‬من أسماء الله تعالى‪( :‬الهادى)وهو الذى بصر عباده وعرفهم طريق معرفته حتى أقروا بربوبيته‪.‬والهدى‪:‬ضد الضالل‪،‬وهو‬
‫الرشاد‪.‬وفى التنزيل‪ Sad‬قل إن هدى الله هو الهدى)أى الصراط الذى دعا إليه هو طريق الحق‪.‬وقد هداه هداه هداية‪:‬أى هداه للدين‪.‬وفى‬
‫الحديث أنه قال لعلى كرم الله وجهه‪Sad‬قل اللهم اهدنى وسددنى‪،‬واذكر بالهدى هدايتك الطريق‪،‬وبالسداد تسديدك السهم)والمعنى ‪ :‬إ ذا‬
‫سألت الله الهدى فأخطر بقلبك هداية الطريق‪،‬وسل الله االستقامة فيه كما تتحراه فى سلوك الطريق‪،‬ألن سالك الفالة يلزم الجادة وال‬
‫يفارقها خوفا من الضالل‪.‬‬

‫وهداه إلى الطريق هداية‪:‬دله عليه وأرشده‪.‬وقال الحق‪Sad‬وهدوا إلى الطيب من القول)‬

‫‪21-‬سالم على قوم بنا قد تواصلوا فحبلى موصول وجدى قدوتى‬

‫سالم‪ :‬السالم من أسماء الله تعالى ‪:‬اى يخلص من المكروه‪،‬والسالم ‪:‬البراءة من النقص والعيب فى دينه ونفسه‪،‬ويقول الحق‪Sad‬سالم‬
‫عليكم طبتم فادخلوها خالدين)‬

‫قوم‪ :‬القوم‪:‬جماعة من الرجال خاصة‪،‬وقوم كل إمام ‪:‬شيعته وعشيرته وأتباعه‪.‬والجمع‪:‬أقوام‪،‬وقول الحق‪Sad‬فقد وكلنا بها قوما ليسوا‬
‫بها بكافرين)قال الزجاج‪:‬عنى بالقوم‪:‬الذين آمنوا بالنبى صلى الله عليه وسلم وأحسنوا اتباعه‪.‬‬

‫قد‪ :‬لتحقق وقوع الفعل‪.‬‬

‫تواصلوا ‪ :‬الوصل ‪:‬ضد الهجران‪.‬ووصله وصال‪،‬ويكون الوصل فى عفاف الحب‪.‬والتواصل ‪ :‬ضد التصارم أى تحابوا‪،‬وقيل‪:‬وصله‪:‬إذا‬
‫أعطاه عطية‪.‬وقال الحق‪Sad‬والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم)‬

‫)‪(1/18‬‬

‫فحبلى‪ :‬الحبل‪:‬العهد والذمة‪،‬واألمان‪.‬والحبل‪:‬التواصل‪.‬وقال الحق‪Sad‬واعتصموا بحبل الله جميعا وال تفرقوا) قال عبد الله بن‬
‫مسعود‪Sad‬عليكم بحبل الله فإنه كتاب الله )وأصل الحبل فى كالم العرب‪:‬العهد واألمان والميثاق‪.‬وفى الحديث‪Sad‬هو كتاب الله ‪،‬حبل‬
‫ممدود من السماء إلى األرض)أ ى نور ممدود‪.‬ومعنى الحبل الممدود ‪ :‬نور هداه‪.‬‬

‫وجدى‪( :‬انظر البيت ‪)1/11‬‬

‫قدوتى‪ :‬القدو‪ :‬أصل البناء الذى يتشعب منه االقتداء‪.‬ويقال‪:‬قدوة‪:‬لمن يقتدى به‪.‬وتسننت به والجمع قدى‪.‬والقدوة ‪:‬األسوة وقيل‪:‬التقدم‬
‫على القوم لالقتداء به والتأسى بفعله‪.‬وفى التنزيل‪Sad‬لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة )وقول الحق‪Sad‬قد كانت لكم أسوة‬
‫حسنة فى إبراهيم والذين معه)‬

‫‪22-‬هنيئالمن أم الحمى وبى احتمى هنيئا لمن يسقى براح طريقتى‬

‫هنيئا‪ :‬الهنىء‪ :‬ما أتاك بال مشقة‪ .‬وهنأنى شراب فالن‪:‬كان هنيئا بغير تعب وال مشقة‪.‬وقوله عز وجل‪Sad‬فكلوه هنيئا)وكل ما يأتيك من‬
‫غير تعب فهو هنىء ال تتأذى به‪,‬ويقال فى الدعاء ‪:‬هنئت أى أصبت خيرا وظفرت بكل خير‪.‬وتهنأ فالن‪ :‬إذا كثر عطاؤه وكثر‬
‫خيره‪.‬والهناء‪ :‬السعادة وهو ضد الشقاء‪.‬‬

‫أم ‪ :‬األم ‪:‬القصد وأم الشىء‪ :‬قصده‪.‬ووجه وجهته إليه‪.‬وأم القوم‪:‬تقدمهم وكان إمامهم‪.‬وإ مام كل شىء من ائتم به قوم كابوا على‬
‫الصراط المستقيم‪.‬‬
‫الحمى‪ :‬المانع وماحمى من شىء ‪.‬واحتمى بالحمى‪:‬امتنع وتحصن ‪.‬والحمى ‪:‬ما لم تنله أخفاف اإلبل وال تصل إليه بمشيها على‬
‫أخفافها‪.‬فيحمى ما فوق ذلك‪.‬وفى الحديث‪Sad‬ال حمى إال لله ورسوله)‬

‫وبى احتمى‪ :‬امتنع‪ .‬من الحماية والمنعة‪.‬‬

‫راح‪ :‬الراح ‪:‬من أسماء الخمر‬


‫طريقتى‪ :‬الطريقة ‪:‬المذهب وقول الحق ‪ Sad‬وألو استقاموا على الطريقة‪ )..‬أراد استقاموا على طريقة الهدى‪،‬والطريقة‪:‬أشراف الرجال‬
‫معناه ‪:‬جماعة الرجال األشراف‪.‬وتقول للرجل الفاضل‪:‬هذا طريقة قومه أى قدوة لمن سلك طريقته وجمعها طرائق‪.‬وفى الحديث‪Sad‬من‬
‫سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)‬

‫)‪(1/19‬‬

‫‪23-‬هنيئا لمن أضحى صريعا بحينا فدائى طب بل وقتلى إغاثتى‬

‫أضحى‪ :‬فعل الشىء فى الضحى وهو وقت ارتفاع النهار‬


‫والضحى‪ :‬من طلوع الشمس إلى أن يرتفع النهار وتبيض الشمس‪.‬قال تعالى‪Sad‬والشمس وضحاها) وقيل‪:‬الضحى ‪:‬حين شروق‬
‫الشمس‪.‬‬

‫صريعا‪ :‬الصريع‪ :‬من صرعه فهو صريع ‪.‬والجمع‪:‬صرعى‪.‬ورجل صريع‪ :‬إذا كان ذلك حالته التى يعرف بها ‪ ،‬والصريع‪ :‬العليل‪.‬‬
‫ويستعمل كناية عن شدة المحبة‪.‬فيقال‪ :‬صريع هواه‪.‬‬

‫بحينا‪ :‬الحى‪ :‬الواحد من أحياء العرب‪،‬والحى ‪ :‬يقع على بنى أب كثروا أو قلوا‪.‬وأهل الح‪:‬أهل الله‪..‬‬

‫فدائى‪ :‬الداء اسم جامع لكل علة‪.‬‬

‫طب‪ :‬الطب‪:‬عالج الجسم والنفس‪،‬ورجل طب وطبيب‪:‬عالم بالطب‪.‬والجمع‪:‬أطبة‪.‬والطب‪:‬البرء من السقم‪.‬‬

‫وقتلى‪ :‬القتل‪ :‬إهالك النفس‪.‬ويقال‪:‬قتل الرجل‪:‬أى قتله العشق‪ .‬ومنه الحديث القدسى"‪Sad‬من طلبنى وجدنى ومن وجدنى أحبنى‪ ،‬ومن‬
‫على ديته كنت أنا د يته)‬
‫ّ‬ ‫على ديته ‪،‬ومن كان‬
‫ّ‬ ‫أحبنى قتلته‪ ،‬ومن قتلته كان‬

‫إغاثتى‪:.:‬من أسماء الحق (المغيث)الذى منه اإلغاثة والعون‪0‬والغواث بالضم‪:‬اإلغاثة‪ .‬وفى الحديث‪:‬اللهم أغثنا‪ .‬وفىالدعاء(ياغياث‬
‫المستغيثين أغثنى)"‬

‫‪24-‬فذاتى شمس لو تجلت ألحرقت ولكن بفضل الله أضحت مضيئتى‬

‫فذاتى‪ :‬ذو ‪:‬اسم وتفسيره‪ :‬صاحب ‪ .‬وقال أبوإسحق‪Sad‬ذات بينكم)أى حقيقة و صلكم‪.،‬أى كونوا مجتمعين على أمر الله ورسوله‬
‫‪0‬وذات الشئ‪ :‬حقيقه خاصته‪ .‬قال ابن األنبارى"‪Sad‬انه عليم بذات الصدور") معناه بحقيقة القلوب‪.‬‬

‫شمس‪ :‬أى كالشمس من حيث المثال‪.‬كالشمس فى نورها و أشعتها ويقول الحق ‪( :‬والشمس وضحاها)‪0‬‬

‫لو‪ :‬حرف امتناع المتناع لقول الحق ( لو كان فيهما آلهةإال الله لفسدتا‪)..‬‬
‫وفى الحديث القدسى‪(" :‬إن لله سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفها ألحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصر الواصل إليه‬
‫من خلقه"‬
‫تجلت‪ :‬يقال ‪ :‬جال األمر‪ :‬كشفه وأظهره‪ ،‬وقد انجلى‪ :‬وضح ومنه قول الحق‪ (":‬فلما تجلى ربه للجبل") قال الزجاج‪ :‬ظهر وبان‪،‬‬
‫وجالها واجتالها‪ :‬نظر اليها‪0‬‬

‫ـــــ‬

You might also like