Professional Documents
Culture Documents
القيد الاحتياطي في السجل العقاري
القيد الاحتياطي في السجل العقاري
إن القيد االحتياطي عبارة عن وضع إشارة على صحيفة عقار ما ,تفيد بأن هذا العقار
هو موضوع نزاع ,واحتمال إلغاء أو تعديل أو إسقاط هذا الحق ,لذلك كانت غاية
المشرع منه 4وضع حماية لحقوق الغير الذين يدعون بحق عيني ما على عقار .
كما أن الغاية من معاملة القيد االحتياطي هي الحد من صرامة مفعول القيود العادية و
ذلك لكون الحقوق المقيدة وفقاً لنظام السجل العقاري ال يجوز مسها مطلقاً .فإذا
اشترى شخص عقاراً ما ,مقيد على اسمه و قيد شراؤه في السجل العقاري يكون
بمأمن من كل منازعة تطرأ فيما بعد ,فنظراً لذلك أجاز القانون لكل من يدعي حقاً على
عقار ما أن يسجل ادعاءه هذا ,و يكون مفعول هذا التسجيل ليس منع الشخص المسجل
العقار باسمه بأن يتصرف 4به ,بل أن يصبح هذا التصرف متوقفاً على عدم ثبوت
االدعاء الذي سبق قيده.
وقد أورد المشترع حاالت كثيرة يمكن أن يتم من خاللها تدوين قيد احتياطي على
صحيفة العقار العينية ,وقد أتت هذه الحاالت في نصوص متفرقة كالمواد 25و 26و
29و 47و 74و 75من القرار ,188كما أن هنالك حاالت أخرى أوردها المشرع
لتشكل وسيلة لحفظ الحق موضوعه ,كحالة القيد الناتج عن الوعد بالبيع أو القيد
المتعلق باإلستمالك وغيرها…
هذه الحاالت ينتج 4عنها آثار مهمة لجهة المدة القصوى التي يستمر بها مفعول هذه
القيود ,ومفاعيل أخرى لجهة سقوطها ,خصوصاً مع ما نص عليه المشرع في الفقرة
األخيرة من المادة 26من القرار 188لجهة سقوط القيود االحتياطية بمرور ستة
أشهر من تاريخ قيدها هذه الفقرة أثارت إشكالية ونقاشاً واختالفاً في الفقه واالجتهاد,
مما حدا بالمشترع إلصدار القانون رقم 76/99تاريخ 13/4/1999تحت عنوان إلغاء
وتعديل بعض النصوص وإ شارات الدعاوى العينية 4في السجل العقاري.
وقد رسم القانون المذكور خطاً متشدداً في كيفية وضع القيود االحتياطية و إشارات
الدعاوى بسبب الشكاوى العارمة من التعسف الذي كان يرافق في أحيان كثيرة تدوين
القيود و اإلشارات المذكورة ,األمر الذي كان يرهق العقارات بأعباء ال مبرر لها ملحقاً
الضرر الكبير بمالكيها.
إن المشترع اللبناني قد توخى من إحداث نظام السجل العقاري بوجه خاص شهر
الحقوق العينية عن طريق قيدها في هذا السجل ,إذ تصبح حجة على الغير من تاريخ
هذا القيد.
ولكن قد يكون الحق موضوع القيد أو التعامل محل نزاع ,أو أنه مرتبط بشروط لم تنفذ,
وال يمكن بالتالي إجراء قيد نهائي منجز بشأنه ,وخوفاً من أن يعمد صاحب القيد إلى
تهريبه 4,مما يحول دون إمكانية حصول صاحب الحق المنازع فيه أو المرتبط بشروط
على حقه بسبب اعتراض الغير الذي انتقل إليه الحق ,باكتسابه له استناداً إلى قيود
السجل العقاري ,فقد أتاح المشترع تدوين قيد احتياطي في الصحيفة العينية 4للعقار
موضوع النزاع ,مما يحول دون التذرع بالقوة الناشئة عن قيود السجل العقاري طالما
أن من سيتعامل مع صاحب الحق قد علم عن طريق القيد اإلحتياطي المدون بوجود
النزاع أو التعامل الذي يتناول ذلك الحق ,وهذا ما من شأنه أن يضعف من القوة
الثبوتية لقيود السجل العقاري ,و يحول دون التذرع بها الكتساب الحق ,و يؤدي في
النتيجة إلى تجميد العقارات طوال فترة وجود القيد.
إال أن المشرع اللبناني ,لم يضع تعريفاً للقيد االحتياطي ,بل اكتفى بوضع شروطه و
مفاعيله وحاالت سقوط القيد في المواد 25و 26و 29و 47و 74و 75من
القرار 188ثم القاتون رقم 76/99تاريخ 13/4/1999والذي أضاف تعديالت جديدة
على القيد االحتياطي و على الخصوص حاالته و مفاعيله القانونية .
و أمام غياب تعريف واضح للقيد االحتياطي في القانون اللبناني ,فقد عرفه االجتهاد
بأنه القيد الذي يوضع على الصحيفة العينية 4استناداً إلى المادة 25من القرار 188و
إن كان يهدف أصالً إلى حفظ حق صاحبه اتجاه من يكتسب حقاً آخر يتعارض معه ,إلى
أن تقام الدعوى بالحق و يصبح أثرها سارياً على الغير منذ تسجيلها في دفتر الملكية ,
فإنه يتضمن تحذيراً للغير بوجود نزاع على الحق ,واحتمال إلغاء هذا الحق و نزعه
بنتيجة 4الحل الذي يقترن به.
أما الفقهاء فإن اختلفوا على الصيغة في تعريفهم للقيد االحتياطي إال أنهم اتفقوا
بتعريفهم على مضمون القيد االحتياطي.
فقد عرفه البعض بأنه قيد يدون على الصحيفة العينية لمدة معينة 4ريثما يحصل اتفاق
بين الطرفين ,أو ريثما تقام الدعوى ,و تقيد على صحيفة العقار ,و احتمال إلغاء هذا
الحق ,و نزعه بنتيجة 4الحل الذي يقترن به هذا النزاع.
وقد عرفه البعض اآلخر بأنه يحصل ليتم صاحب الحق اإلجراءات األولية إلثبات حقه ,و
لمنع المسجل على اسمهم العقار من التصرف به ,حتى إذا فعلوا كانوا على علم ,هم و
من تعامل معهم ,بالمنازعات أو الحقوق الجارية على العقار.
والبعض اآلخر قال بأنه قيد مؤقت يقصد به صيانة حق صاحبه تجاه من يكتسب حقاً
آخر يتعارض معه على أن يسوى الخالف بشأن ,أو تقام الدعوى به ,و تقيد على
صحيفة العقار العينية ,أو إلى أن تستكمل الشروط المطلوبة إلجراء القيد النهائي ,أو
يزول المانع الذي يحول دونه.
إن دراسة أسباب وحاالت القيد االحتياطي تقتضي 4منا دراسته في ظل أحكام القرار
,188ثم في ظل أحكام القانون 76/99المتعلق بإلغاء وتعديل بعض النصوص
القانونية المتعلقة بتدوين إشارات الدعاوى العينية 4والقيود االحتياطية في السجل
العقاري .
حسب نص المادة 25من القرار 188فإنه ” :لكل من يدعي حقاً ما في عقار مقيد
بالسجل العقاري ,أن يطلب تدوين قيد احتياطي لصيانة هذا الحق مؤقتاً ,و يجري الحكم
نفسه على من يرد طلبه ,حتى يستكمل األدلة التأييدية 4الالزمة “.
بناء على ذلك فإن حاالت القيد االحتياطي هي:
و ً
بناء لسند أو صك:
أوالً -القيد االحتياطي ً
السند أو الصك هو المخطوطة التي تثبت الحق الذي يطلب المستدعي اإلعالن عنه
وقيده في الصحيفة العينية 4للعقار ,مثل الوصية التي لم يطلب تنفيذها ,و لم يجري
إبالغها إلى الورثة ,أو عند البيع العقاري الذي لم يتم قيده في السجل العقاري لسبب أو
آلخر.
مع اإلشارة هنا إلى أنه ال يمكن طلب تدوين القيد االحتياطي إال للعقارات المسجلة في
السجل العقاري ,بمعنى 4آخر إن العقارات غير المسجلة في السجل العقاري يستحيل4
إجراء قيد احتياطي بشأنها .
ثانياً -القيد االحتياطي سنداً التفاق :
يمكن أن يتم القيد االحتياطي استناداً إلى اتفاق الطرفين على وضع القيد لمدة يتفقان
عليها ,كأن يوافق البائع على تدوين قيد احتياطي على صحيفة العقار المبيع لمصلحة
المشتري 4لطمأنة هذا األخير على عدم التصرف بالعقار خالل الفترة المتفق عليها ريثما
يتم التسجيل.
ثالثاً -القيد االحتياطي سنداً لقرار رئيس المحكمة اإلبتدائية: 4
يمكن تدوين قيد احتياطي استناداً إلى قرار صادر عن رئيس محكمة البداية ,عمالً بنص
المادة 25من القرار ,188و ذلك في حال لم يتوافر لطالب القيد صك أو مستند ,أو
إذا لم يستطع الحصول على موافقة الطرف اآلخر ,فيتقدم بطلب التخاذ هذا القرار ,و
لرئيس المحكمة سلطة استنسابية في وضع القيد االحتياطي المطلوب ,أو رفض الطلب,
على ضوء ما يجده من أسباب و وقائع تبرر 4ذلك .
و يمكن لكل ذي مصلحة أن يتقدم من رئيس المحكمة نفسه التخاذ قرار بالرجوع عن
تدوين القيد االحتياطي.
هنالك حاالت خاصة تضمنها القرار 188يتم بموجبها تدوين قيد احتياطي من قبل أمين
السجل العقاري على صحيفة العقار العقار العينية دون حاجة لتدخل من صاحب العالقة
و هذه الحاالت هي :
أوالً -حالة استكمال النواقص وإ زالة الموانع :
على أمين السجل العقاري ,و بحسب المادتين 74و 75من القرار 188إذا وجد
مانعاً يحول دون التسجيل المطلوب ,أوثمة نواقص في معاملة هذا القيد ,فيمكنه 4منح4
المستدعي مهلة إلزالة المانع ,و إذا تقدم إليه طلب قيد جديد قبل انتهاء المهلة المعينة4
للمستدعي األول فعليه أن يدون قيداً احتياطياً لمصلحة هذا األخير.
وقد درجت أمانة السجل العقاري ,على رغم تحديد األسباب التي يجوز معها طلب القيد
االحتياطي على التوسع في تلك األسباب ,من ذلك مثالً إقدامها على تدوين قيد احتياطي
لمصلحة اإلدارة طالبة اإلستمالك ,و ذلك قبل صدور مرسوم بذلك ,ولكن القضاء استمر
على إعالن عدم قانونية هذا التصرف.
ثانياً -القيد االحتياطي عند استئناف قرار أمين السجل العقاري :
في كل الحاالت التي يرد بها أمين السجل رئيس المكتب العقاري طلب تسجيل أو ترقين.
فإن قرار الرد قابل لإلستئناف إلى محكمة محل العقار ,وتنظر المحكمة بغرفة المذاكرة
بناء على الوثائق المبرزة فيما إذا كانت األسباب التي رد أمين السجل من أجلها طلب ً
القيد مستنداً إلى األحكام القانونية و النظامية المرعية اإلجراء ,فتصدر قرار الرد إذا
كان مستنداً إلى سبب قانوني ,و إال فتأمر أمين السجل بالتسجيل على أن يعطي رتبته4
بحسب مركز قيد الطلب في السجل اليومي ,و قرار المحكمة نهائي ,وعندما يستأنف
قرار الرد إلى المحكمة يجب على أمين السجل أن يدون في الصحيفة العينية قيداً
احتياطياً للحق المطلوب تسجيله (المادة 80من القرار .)188
الفقرة الثالثة -حاالت خاصة لعملية القيد االحتياطي :
هذه الحاالت أوردها المشترع في نصوص متفرقة لتشكل وسيلة لحفظ الحق
موضوعه .
وهذه الحاالت هي :
أوالً -القيد اإلحتياطي الناتج عن الوعد بالبيع :
حسب نص المادة /221/من القرار 3339فإن الوعد بالبيع المقيد في السجل العقاري
ينشأ لمصلحة الشخص الموعود حقاً عينياً يخضع لجميع األحكام الجارية على الحقوق
العينية فيما يتعلق بانتقالها وال سيما عن طريق التظهير في الوعود المحررة ألمر.
كما أن المادة /244/من القرار نفسه نصت على أن الوعد بالبيع ال يسري 4على الغير
الحسن النية إال من تاريخ 4تسجيله تسجيالً احتياطياً في السجل العقاري وفقاً للمادة /
/25من القرار .188
و نشير هنا إلى أن القيد الناتج عن الوعد بالبيع يعتبر قيداً احتياطياً من نوع خاص,
ألن هذا القيد تستمر مفاعيله لما بعد فترة الستة أشهر المحددة ٍ
كحد أقصى لمدة القيد
االحتياطي العادي.
ثانياً -القيد االحتياطي بشأن طلب القيد الذي يستوجب تحويراً في خريطة المساحة :
وهذه الحالة وردت في المادة /26/من القرار 189والتي مفادها أنه في جميع
األحوال التي يستلزم فيها وضع قيد أو شرح ما تحويراً في خريطة المساحة ,ال يمكن
ألمين السجل العقاري تدوين القيد إال بعد إنجاز هذه العملية .وهو يقوم عند استالم
الطلب المذكور بتدوين قيد احتياطي في السجل العقاري ,أما القيد النهائي فيتم فور
استالم نسخة الخريطة و محضر التحديد.
ثانياً -تدوين القيد االحتياطي باالستناد إلى اتفاق ذوي العالقة :
يتم أيضاً تدوين القيد اإلحتياطي باالستناد إلى اتفاق ذوي العالقة حسب نص الفقرة
الثانية من المادة األولى من القانون . 76/99
وهو أمر يتعلق بحرية التعاقد ,و متروك إلرادة الفرقاء ,ويجري ذلك عند االتفاق على
بيع عقار أو إنشاء حق عيني عليه ,أو في حال وجود نزاع حول حق ما فيدون قيد
احتياطي للعقد أو االتفاق ريثما يعمد الفرقاء إلى نقل الملكية أو الحق نهائياً أو بانتظار
انتهاء النزاع.
إن الغاية من القيد االحتياطي كما رأينا سابقاً هي حفظ الحق مؤقتاً ريثما يتمكن صاحبه
من قيد حقه نهائياً أو إقامة الدعوى للمطالبة به ,ويؤدي هذا القيد في الواقع إلى تجميد
العقار والحقوق العينية الواردة عليه ,وحرمان المالك من التصرف بها ,و تفادياً لهذه
المحاذير عمد المشترع البناني إلى تحديد أسباب وضعه على الوجه الحصري ,كما عمد
إلى تحديد مدته بفترة تختلف تبعاً للسبب الذي استند إليه لتدوين هذا القيد.
إن مدة القيد االحتياطي كما رأينا سابقاً تختلف باختالف الحالة التي يدون من أجلها هذا
القيد .و سوف نبحث في مدة هذا القيد وفق أحكام القرار 188ثم ما طرأ عليه من
تعديل وفق القانون رقم .76/99
و أن القيد االحتياطي ال يستمر 4مفعوله أكثر من ستة أشهر ألنه لم يعقبه إرغام
بالتسجيل خالل هذه المدة.
ثالثاً -مدة القيد االحتياطي سنداً لقرار قضائي :
إن مفعول القيد االحتياطي يستمر لمدة شهر إذا كان مستنداً إلى إجازة من رئيس
دونت إشارتها في السجل
المحكمة االبتدائية ,ما لم يكن صاحب القيد قد أقام دعواه و ّ
العقاري خالل هذه المهلة ( الفقرة الثالثة من المادة 26من القرار . ) 188
و قد اعتبرت محكمة التمييز 4المدنية بأن القيد يسقط حكماً إذا قدمت الدعوى بعد
انقضاء مهلة الشهر ,و ال حاجة لقرار بشطب إشارته ألن سقوطه يحصل بحكم القانون.
إن هذه الحاالت و تبعاً لخصوصيتها ال تسري على معظم الحاالت المقررة في المادة
25و 26من القرار والمتعلقة بترقين القيد االحتياطي بعد مرور ستة أشهر من تاريخ
قيده.
أوالً -القيد االحتياطي الناتج عن الوعد بالبيع :
حسب نص المادة 220ملكية عقارية فإنه لصحة الوعد بالبيع يجب أال تتعدى مهلة
الوعد خمس عشرة سنة .و طالما أن الحق يجب إلنشائه أن يتم تسجيله في السجل
العقاري ,فإذا لم يتم التسجيل فال يتولد عنه سوى حق شخصي .
و حسب نص المادة 224من قانون الملكية العقارية فإن الوعد بالبيع ال سيما نتائجه
المحددة بالمادتين 222و 223ال تسري على الغير الحسني النية إال اعتباراً من
تاريخ تسجيله تسجيالً احتياطياً في السجل العقاري ,وفقاً للمادة 25من القرار . 188
ومع تعارض أحكام المادة 25و التي تفيد بأن مدة القيد االحتياطي ال يمكن أن تتعدى
الستة أشهر ,مع المادة 220من قانون الملكية العقارية و التي تفيد أن مفعول الوعد
بالبيع يستمر 15 4سنة ,فإننا نجد القيد االحتياطي الناتج عن الوعد بالبيع هو من نوع
خاص ,فالقيد االحتياطي يبقى منتجاً لمفاعيله طوال المدة المقدرة للموعود لتقرير
الشراء.
ثانياً -مدة القيد االحتياطي بشأن طلب القيد الذي يستلزم تحويراً في خريطة المساحة:
في هذه الحالة يبقى مفعول القيد االحتياطي قائماً حتى يتم تدوين القيد النهائي الذي يتم
فور استالم نسخة الخريطة و محضر التحديد ,و عندها يتولى أمين السجل العقاري
ترقين القيد االحتياطي الذي يكون حل محله القيد النهائي.
ثالثاً -مدة القيد االحتياطي في حالة القصر و عدم األهلية :
إن مفعول هذا القيد يستمر أيضاً حتى زوال حالة القصر أو عدم األهلية ,و عند ذلك
يمكن للقاصر الذي أصبح راشداً ،أو فاقد األهلية الذي أصبح أهالً لاللتزام التقدم بطلب
لترقين القيد المتعلق به و تصحيحه .
الحالة األولى :إذا كان األمر يتعلق باألراضي المحتفظ بها لألبنية 4و المصالح العامة أو
بالترتيبات ذات المنفعة العامة فتعود حرة إذا لم يباشر بمعاملة االستمالك في مدة عشر
ابتداء من تاريخ 4نشر المرسوم والنظام الذي لحظ االحتفاظ بها.
ً سنوات
الحالة الثانية :إذا كان األمر يتعلق بعملية النظام المحضة داخل المدن و القرى فإن
اإلشارة المتعلقة بهذا النوع من االستمالك ال ينتهي 4مفعولها مهما مر عليها من الزمن.
رأيا مخالفًا فيما يتعلق بمدة القيد االحتياطي
مع اإلشارة أخيراً إلى أنه لمحكمة التمييز ً
في حالة االستمالك فلقد اعتبرت بأن المادة 29من القرار 188توجب ترقين كل قيد
احتياطي حكماً ,بعد انقضاء المهل المنصوص عليها بالمادة 29من القرار المذكور ,
و من الرجوع إلى المواد 23و ما يليها من هذا القرار يتبين أن قيد االستمالك
االحتياطي هو من جملة القيود التي عينتها المادة 26المار ذكرها.
لقد تقدمنا بالذكر أن القانون رقم 76/99جاء بأحكام جديدة تتعلق بالقيد االحتياطي و
بالمدة التي يستمر 4بها مفعول هذا القيد .
وحسب المادة األولى من القانون المذكور أعاله فإنه ال يدون أي قيد احتياطي بحق
عيني عقاري مسجل في السجل العقاري إال وفقاً لألحكام التالية :
أوالً -مدة القيد االحتياطي المستند إلى صك :
كانت هذه المدة في ظل القرار 188عشرة أيام ,أما في ظل القانون رقم 76/99
فيبطل مفعول القيد بمضي 4شهر من تاريخ تسجيله على الصحيفة العينية. 4
ثانياً -مدة القيد االحتياطي باالستناد إلى اتفاق ذوي العالقة :
يبطل مفعول القيد بانقضاء المهلة المتفق عليها ,و يرقن حكماً بانقضاء ستة أشهر على
تاريخ تسجيله ,وبذلك لم يأت القانون الجديد في هذه الناحية بتغيير جديد عما كان
عليه األمر في المادة 26من القرار . 188
ثالثاً -مدة القيد االحتياطي باالستناد الى قرار قضائي صادر عن رئيس المحكمة
االبتدائية 4التابع لها محل وجود العقار :
في هذه الحالة يبطل مفعول القيد و يرقن حكماً بانقضاء مهلة شهرين إذا لم تقدم
الدعوى و تسجل إشارتها على صحيفة العقار العينية خالل هذه المهلة .
مع اإلشارة الى أن القيد االحتياطي وفقاً ألحكام المادة 26من القرار 188يبطل
مفعوله بانقضاء شهر إذا لم تقدم دعوى و تسجل إشارتها في السجل العقاري خالل هذه
المهلة .
و من المفيد أن نذكر أن المهل الجديدة للقيد االحتياطي المحددة في القانون الجديد ال
تطبق إال بالنسبة للقيود االحتياطية المدونة بعد نفاذه عمالً بمبدأ عدم رجعية القوانين,
و ذلك لعدم تضمن القانون المذكور نصاً مخالفاً لذلك لمبدأ.
رابعاً -مدة القيد االحتياطي المدون في حال وجود مانع يحول دون التسجيل النهائي:
وفق المادة األولى من القانون رقم 76/99فإنه في حال وجود مانع يحول دون تسجيل
أي عقد يتناول 4حقاً عينياً وفقاً ألحكام المادة 74من القرار ,188فإنه يمكن تدوين قيد
احتياطي يستمر منتجاً لمفاعيله القانونية 4حتى إزالة المانع ,و في مطلق األحوال يرقن
القيد االحتياطي حكماً بعد مرور سنة على تاريخ تسجيله .
ولقد رأينا أن القرار 188لم يكن يتضمن نصاً صريحاً يتعلق بالمدة القصوى للقيد
االحتياطي في حال إعطاء المستدعي مهلة إلزالة المانع الذي يحول دون قيد الحق على
اسمه في السجل العقاري ,و لكن الفقرة األخيرة من المادة 25من القرار 188كانت
تنص على أنه في جميع االحوال يبطل مفعول القيد االحتياطي إذا لم يتم التسجيل
القطعي بخالل الستة أشهر التي تلي تدوين هذا القيد مما كان يدعوا إلى االستنتاج 4بأن
مدة الستة أشهر كانت تشمل كل حاالت القيد االحتياطي و منها القيد االحتياطي المدون
بمناسبة 4منح 4المستدعي مهلة إلزالة المانع ,و قد جاء القانون 76/99بنص صريح
يقطع كل جدل أو استنتاج بنصه 4على أن تكون المدة القصوى في هذه الحالة سنة
واحدة ,و إن سبب إطالة المدة بجعلها سنة قد يكون في إرادة المشرع بإعطاء
المستدعي مدة كافية إلزالة المانع ,و إلزالة الخالف حول مسألة ما إذا كانت مدة القيد
االحتياطي في هذه الحالة يمكن أن تتجاوز الستة أشهر أم ال.
خامساً -بالنسبة 4إلشارة الدعوة :
إن مسألة إشارة الدعوى هي من المسائل الهامة ,خصوصاً إذا أخذنا باالعتبار ضرورة
وضعها في ظل القرار , 188و ما طرأ على آلية وضعها من تغيير في ظل أحكام
القانون 76/99و ما أثارته الفقرة األخيرة من المادة الثالثة منه 4من إشكالية تستدعي
الوقوف عندها نظراً ألهميتها .
و حسب المادة المذكورة أعاله فإنه :
ال تسجل إشارة أي دعوى أو طلب طارئ يتناول حقاً عينياً عقارياً إال بقرار من رئيس
المحكمة المدنية المختصة .
تقدم الدعوى أو الطلب الطارئ بوضع اإلشارة إلى رئيس المحكمة المدنية 4المختصة
الذي يتخذ قراراً بإجابة الطلب أو برفضه .
في حال رفض الطلب يقرر رئيس المحكمة المدنية وضع إشارة قيد احتياطي بموضوعه4
لمدة شهر ,و يرقن هذا القيد حكماً بعد انقضاء هذه المدة .يبلغ قرار رئيس المحكمة
المدنية المختصة القاضي بإجابة الطلب أو رفضه طلب وضع اإلشارة من الفرقاء في
الدعوى .
لكل متضرر 4من هذا القرار أن يستأنفه 4خالل مهلة ثمانية 4أيام من تاريخ تبلغله ( .مع
اإلشارة هنا أن مهلة استئناف قرار القاضي في هذا الشأن كانت خمسة عشر يوماً وفق
المادة 632من قانون أصول المحاكمات المدنية الجديد) .
ال توقف مهلة االستئناف ,وال تقديم االستئناف تنفيذ القرار .
لمحكمة االستئناف 4إذا تبين لها جدية أسباب االستئناف أن تقرر إما شطب إشارة
الدعوى أو تدوينها ,بدون كفالة أو بكفالة نقدية أو مصرفية 4تحدد مقدارها و مهلة
لتقديمها تحت طائلة شطب اإلشارة في حال عدم تقديمها خالل المهلة المحددة ( .يالحظ
أن هذه الفقرة أضافت حالة جديدة إلى الحاالت التي ترقن فيها إشارة الدعوى والتي
كانت منصوص عنها في المواد 509و 512من قانون أصول المحاكمات المدنية ) .
ال يقبل قرار محكمة االستئناف أي طريق من طرق الطعن العادية أو غير العادية.
ينفذ قرار محكمة االستئناف بوضع اإلشارة أو بشطبها على أصله دون حاجة إلى تبليغه
.
أما بالنسبة إلى الفقرة األخيرة من هذه المادة فسوف نتكلم عنها بصورة مفصلة الحقاً
و عن اإلشكالية الهامة التي تثيرها .
إن الغاية من القيد االحتياطي هي الرغبة في المحافظة على حقوق الغير الذي يدعي
حقاً عينياً على عقار ما مسجل في السجل العقاري .
إن القيد االحتياطي ليس له أثر ناقل للملكية ,فمفعوله يقتصر على المحافظة مؤقتاً على
حقوق الغير الذي يدعي حقاً ما على عقار ,و هو يؤدي إلى تجميد العقار موضوع القيد
بصورة مؤقتة.
ولقد قضي بهذا اإلطار أن القيود المدونة لمصلحة الغير في الصحيفة العينية ,بعد
تاريخ تدوين القيد االحتياطي ,ال يحتج بها على المستفيد من القيد االحتياطي إذا تبين
أن الحق المتعلق به هذا القيد موجود و قائم.
إن تدوين القيد االحتياطي يعين رتبة 4تسجيل الحق العيني من تاريخ 4تدوين القيد ,فإذا
دون القيد االحتياطي صحيح و موجود ,فإن مفعوله تبين الحقاً أن الحق الذي بموجبه ّ
يبدأ من تاريخ القيد ,و ال يكون للحقوق المدونة بعد القيد االحتياطي أي مفعول .
و قد قضي بهذا اإلطار أن اكتساب حق األفضلية بالتسجيل من تاريخ تدوين القيد
االحتياطي ال يولي المستفيد من هذا القيد الحق في ريع العقار و المطالبة ببدالته4
المستحقة بتاريخ سابق للتسجيل النهائي ,و ذلك ألنه اليصبح مالكاً إال اعتباراً من
تاريخ هذا التسجيل .
مع اإلشارة في هذا الصدد أن انقضاء المهل يؤدي إلى زوال مفعول القيد االحتياطي و
ترقين هذا القيد حكماً من قبل أمين السجل العقاري عمالً بالفقرة األخيرة من المادة 26
من القرار 188و الفقرة الرابعة من المادة األولى من القانون رقم . 76/99
فالقيد االحتياطي يؤمن اطالع الغير على النزاع الدائر حول الحق المسجل في السجل
العقاري ليكون على بينة من وضع العقار قبل تعاقده مع المالك ,فإذا تعاقد مع هذا
األخير بالرغم من القيد ,فيعتبر عالماً بوجود النزاع ,ويمتنع عليه أن يتذرع بمفعول
قيود السجل العقاري وفق نص الفقرة الثانية من المادة 13من القرار .188
أما بالنسبة لسقوط إشارة القيد االحتياطي فهنا تثار مسألة هامة .فسقوط القيد
االحتياطي بانقضاء مدته هل يشكل دليالً على سوء نية مكتسب الحق العيني ,األمر الذي
يفقده الحماية المقررة في المادة 13من القرار 188؟ .
يعتبر البعض أن القيد االحتياطي يعتبر حجة اتجاه الغير على صحة الوقائع الواردة
فيه ,وال يسع هذا الغير أن يتجاهل مضمونه 4الذي يعتبر تحذيراً له من جهة ,و دليالً
قاطعاً على معرفته بأسباب بطالن الحق أو نزعه لمصلحة مدعي الحق بحيث يفقد هذا
الغير الحماية المقررة في المادة 13من القرار .188
و البعض اآلخر يعتبر أنه ال تأثير لوجود قيد احتياطي أجراه المشتري األول على
صحيفة العقار العينية سقط لمرور أكثر من شهر عليه دون أن تقام الدعوى بشأنه.
وإ ذا تعاقد الغير مع مالك العقار بعد انقضاء مهلة القيد االحتياطي ,فال يعتبر 4سيئ النية
بالرغم من عدم ترقين القيد المذكور الذي يعتبر 4ساقطاً حكماً بانقضاء مهلته بغض
النظر من عدم ترقينه.
ولمحكمة التمييز 4رأي وسط في ذلك إذ تعتبر أن اطالع المشتري الثاني على شراء
المشتري 4األول يؤلف قرينة بسيطة على سوء النية و قصد التواطؤ يمكن إثبات
عكسها.
أما بالنسبة إلشارة الدعوة فهي مسألة أثارت نقاشاً و اختالفاً هاماً في الرأي .
فحسب الفقرة األخيرة من المادة الثالثة من القانون رقم 76/99و التي تنص على أنه
خالفاً لنص المادة 47من القرار 188الصادر بتاريخ 15/3/1926 4فال يحول شطب
إشارة الدعوى دون متابعة النظر بالدعوى و يبقى للمدعي عند االقتضاء حق المطالبة
بالتعويض البدلي .
يرى البعض أنه بعدما كانت إشارة الدعوى في ظل أحكام المادة 47من القرار 188
ذات طابع إنشائي للدعوى ,إذ بدونها ال يمكن سماع الدعوى ,أصبحت في ظل القانون
الجديد وسيلة لإلعالن عن وجود الدعوى و ليس شرطاً الزماً لسماعها و هذا ما يفيد
بأن الطبيعة القانونية لهذه اإلشارة التي أصبحت ذات طابع إعالني بعدما كانت ذات
طابع إنشائي.
و يرى الدكتور مروان كركبي بأنه تتجلى إرادة المشرع بوضع ٍ
حد لإلثارة الكيدية غير
المحقة في نص الفقرة األخيرة من المادة الثالثة من القانون رقم 76/99التي يتبين
منها أن تدوين إشارة الدعوى العقارية 4على صحيفة العقار لم يعد شرطاً الزماً لسماع
الدعوى كما كان عليه الوضع في ظل المادة 47من القرار ,188فأصبحت إشارة
الدعوى في ظل القانون الجديد ذات طابع إعالني يؤدي إلى سريان نتيجة الدعوى على
الغير ,وليست ذات طابع إنشائي للحق العيني المتمثل بالدعوى العقارية ,و بعبارة
أخرى ,أصبح من الممكن سماع الدعوى العقارية دون أن توضع إشارتها على صحيفة
العقار.
إال أنه في رأي مخالف لما أشرنا إليه سابقاً ,اعتبرت محكمة استئناف جبل لبنان في
ٍ
حديث لها ,أن القانون رقم 76/99قد نظم كيفية قيد إشارة الدعوى المتعلقة اجتهاد
بحق عيني عقاري و حددت الجهة الصالحة لتقرير وضع اإلشارة و طرق الطعن في
القرار ,و إن ما ورد في الفقرة األخيرة من المادة /3/من القانون 76/99من أنه
خالفاً ألحكام المادة 47من القرار , 188يؤكد أن المادة 47ما زالت نافذة المفعول و
أنها تسمع الدعوى إذا تقرر شطب اإلشارة بعد طلب ذلك و رفض تدوينها أو شطبها ,
و بالتالي فإن ما جاء في الفقرة المذكورة جاء محصوراً ضمن اإلطار المحدد فيها أي
في حال تقرر شطب اإلشارة ,و أنه لو شاء المشرع إلغاء المادة /47/من القرار
188لنص على ذلك صراحة ,ولما ورد بالصيغة التي ورد فيها.
و نحن مع هذا الرأي األخير لعدة اعتبارات :
فالمشرع بنصه 4على كيفية وآلية تدوين إشارة الدعوى فإنه ما زال يقر ضمناً بأهمية4
وضع إشارة الدعوى ,و ضرورة تسجيلها على الصحيفة العينية للعقار في حال رفعت
الدعوى للمطالبة بحق عيني على عقار ما .
كما أن عبارة ” ال يحول شطب إشارة الدعوة دون سماعها ” الواردة في الفقرة
األخيرة من المادة الثالثة من القانون 76/99تفيد بأن إشارة الدعوى قد تم وضعها
بداية على الصحيفة العينية 4للعقار ,ثم تم شطبها الحقاً لسبب من األسباب ,و هذا
الشطب أو اإللغاء إلشارة الدعوى ال يحول دون متابعة إجراءات الدعوى و السير بها .
أيضاً فإن إشارة الدعوى ال بد من تدوينها نظراً للغاية الهامة و الضرورية التي
تؤديها ,فتدوين إشارة الدعوى ضروري للحفاظ على حقوق من يدعي حقاً على عقار
ما ,و منع انتقاله إلى الغير ,فأي شخص يريد شراء عقار ما ليس له في أغلب
األحيان وسيلة لمعرفة وجود نزاع حول العقار إال من خالل قيود السجل العقاري
العقاري ,و وجود إشارة الدعوى ضروري لتنبيه هذا الشخص بوجود مثل هذا النزاع .
و ال بد من اإلشارة أخيراً ًإلى أنه في ظل القانون 76/99أصبح من غير الممكن وضع
إشارة الدعوة إال بقرار من رئيس المحكمة المدنية 4المختصة ,بخالف ما كان عليه
األمر في القرار , 188والتي كانت تجيز وضع إشارة الدعوى في حاالت متعددة بدون
حاجة إلى قرار قضائي مسبق بوضعها .
الخاتمة
يتبين لنا من خالل بحثنا هذا أن القيد االحتياطي يعتبر بمفهومه 4قيداً مؤقتاً ,الغاية منه
هي المحافظة على حقوق الغير ,ريثما يتمكنوا من قيد حقوقهم نهائياً في السجل
العقاري.
إن هذا القيد كانت تختلف حاالته و مفاعيله تبعاً الختالف الحالة التي كان يدون القيد
من أجلها ونظراً لكثرة المنازعات التي كانت تدور حول ذلك ,فضالً عن ذلك حالة
تدوين إشارة الدعوى بصورة استنسابية 4من قبل أمين السجل العقاري ,فإن المشرع
أراد وضع ٍ
حد لذلك ,فحصر حاالت القيد االحتاطي بالقانون رقم , 76/99و أضاف
تعديالت جذرية على آلية وضعها و المدة التي يستمر 4بها القيد في كل حالة .كما أنه
وضع حداً أقصى لسقوط القيد بمرور سنة على تاريخ قيده في السجل العقاري بعدما
كانت في ظل أحكام القرار 188مدتها ستة أشهر .
هذا فضالً على أن مدة الستة أشهر والتي و وردت في الفقرة األخيرة من المادة 26
كانت تثير 4إشكالية في إمكانية تطبيقها على حاالت أخرى للقيد االحتياطي غير
المنصوص عنها في المادة 26من القرار المذكور.
و قد أحسن المشترع بتحديده حاالت القيد االحتياطي و حصرها في ظل القانون رقم
76/99ليحد من النزاعات و اإلشكاليات التي كانت تثور حول الموضوع .
إال أن المالحظ هو أن المشرع أضاف تعديالت هامة و جذرية على آلية وضع إشارة
الدعوى العينية 4في ظل القانون الجديد ,كما أن الفقرة األخيرة من المادة الثالثة منه4
أثارت إشكالية بنصها على أنه خالفاً للمادة 47من القرار 188فال يحول شطب إشارة
الدعوى دون سماعها ,مما حدا بالبعض إلى تفسير 4ذلك بقوله أن إشارة الدعوى في
ظل القانون الجديد أصبحت غير ضرورية , 4و أصبح لها مفعول إعالني فقط هدفه إعالم
الغير بوجود نزاع حول العقار .إال أن الرأي اآلخر و الذي نعتبره أصح و راجح يرى
بأن إشارة الدعوى و تدوينها ما زال ضرورياً و هاماً ,و أن ما جاء في الفقرة
المذكورة يبقى محصوراً ضمن اإلطار المحدد فيها أي في حال تقرر شطب اإلشارة ,
كما أن هذه الفقرة تفيد بأن اإلشارة قد وضعت مسبقاً و هذا دليل على أن المشرع لم
يلغ أحكام المادة 47ولو شاء ذلك لنص على ذلك صراحة.
ِ
هذا فضالً على أن مصلحة المدعي دوماً هي تسجيل إشارة الدعوى لحفظ حقوقه ,و
منع المالك من التصرف به و انتقاله إلى الغير ,وهذا يفيد بأن إشارة الدعوى ما زالت
ضرورية 4وهامة في ظل القانون رقم ,76/99وأن القانون المذكور احتفظ باآلثار
المترتبة عنها .