Professional Documents
Culture Documents
النصب باسم
النصب باسم
النصب باسم
يوجد قاسم مشترك في مجمل العمليات اإلجرامية ،إذ أن زعماء الشبكات يبقون بعيدين عن
األنظار ،ويستخدمون أشخاصا بسطاء ،تكون مهمتهم استعمال بياناتهم لتأسيس شركات وهمية
بغرض النصب ،ويكون المسخر لهذه التجربة شخصا يتم انتقاؤه للمهمة ،ويبدي استعدادا
لركوب المخاطر ،كما يبدي استعداده لتقمص دور االنتحاري والدخول إلى السجن بعد القيام
بالمهمة واإلطاحة بالضحايا المستهدفين ،مع وعود بالتكلف بمصاريفه في المعتقل ومصاريف
…أسرته وتخصيص مبلغ مالي له عند الخروج من السجن ،نظير استغالله
وضمن القضايا التي ينظر فيها القضاء ،ملف ” البابور الصغير” ،الذي جر معه مسؤوال بنكيا
كبيرا إلى االعتقال ،وكشف عن طرق االحتيال التي كبدت شركات ومؤسسات خسائر
.بالماليير ،أدت ببعضها على اإلفالس
برلماني… األخطبوط
طفا اسم برلماني سطات المعتقل أخيرا ،في البداية في قضية “سامير” ،أثناء اإلعالن عن
تصفيتها ،قبل أن يختفي ليظهر من جديد متنكرا في أسماء شركات عهد بها إلى مقربين للقيام
بدور «االنتحاري” ،مع االستعداد لولوج السجن بدله وقضاء مدة العقوبة ،مقابل حصة من
.األموال المنهوبة
والبرلماني المتهم معروف بمراكمته ثروة كبيرة عن طريق عمليات احتيال تجارية كبرى،
وكان دائما يبقى بعيدا عن المساءلة ،ألن الشركات ال يسجلها باسمه .كما تمكن من االحتيال
على مديري وكاالت بنكية ،إذ بعد تأسيس شركات وهمية يوهمهم بإمكانية مشاركتهم في
العمليات التجارية المربحة ،التي يقوم بها ،فيسقطون في الفخ ،سيما أن مراقبتهم لحركية حساب
الشركة التي يفتح حسابها لديهم تغريهم بسبب ضخ أموال كبيرة بها في األيام األولى ،قبل أن
يسحبها ويتركهم يمسكون شيكات بدون مؤونة باسم شخص آخر ،ال علم له بامتالكه الشركة ،أو
من الذين يختارهم لتنفيذ المخططات االحتيالية ،والذين يكونون مستعدين لقضاء عقوبة حبسية
بعد جمع أموال كثيرة ،خصوصا أن المتهم المعتقل كان يوهمهم بأنهم سيستفيدون من عقوبة
.مخففة بالنظر إلى عالقاته
”إفالس”سامير
ضمن القضايا التي ذكر فيها اسمه ،تلك التي نجمت عن شكاية سبق للمسؤول القانوني لشركة
مساهمة ،متخصصة في توزيع المحروقات والمواد البترولية ،وهي أحد فروع شركة “سامير”،
أن وضع شكاية أمام الوكيل العام لدى استئنافية البيضاء ،تحمل اتهامات بتكوين عصابة
إجرامية والنصب واالحتيال ،ضد موثق ومدير سابق للشركة الضحية ،لشركتين متخصصتين
في توزيع المحروقات ،بعد اكتشاف مديونية هائلة تقدر بأزيد من 24مليارا ،في ذمة شركتين،
لفائدة الشركة الفرع ،وظهر تواطؤ بين أحد المديرين والمتهم الرئيسي ،إذ قبل مجموعة من
الضمانات األخرى ،غير المتناسبة مع قيمة السلع التي زودت بها المشتكية الشركتين ،سيما أن
المديونية الناجمة عن السلع والمواد التي تسلمتها بلغت أزيد من 24مليارا ،في حين أن
الضمانات التي تسلمها من الشركتين ،كانت زهيدة جدا ،ضمنها رهن على رسمي عقار مساحته
هكتاران قيمته مليون درهم ،لضمان دين بقيمة 20مليون درهم .ناهيك عن كمبيالة عادت بدون
أداء بقيمة 6ماليين درهم ،وثالثة شيكات بقيمة 10ماليين درهم ،رجعت كلها بدون رصيد،
وهي موضوع شكايات من أجل النصب وإصدار شيك بدون مؤونة ،وضعت أمام النيابة العامة.
كما تبين أن المتهم الرئيسي ،قدم شيكات بقيمة مليار للوفاء بديون الشركتين ،وهي الشيكات التي
لم تستخلص بسبب انعدام الرصيد ،وتم قبولها رغم أن المتهم نفسه ال يمثل الشركتين بأي صفة
.من الناحية القانونية
بنكيون متورطون
اكتملت أركان القضية بعد التصريحات التي أدلى بها البرلماني أمام القضاء ،والتي جر فيها
آخرين إلى المساءلة القضائية ،ضمنهم إطار بنكي كبير ،إذ لم تكن العمليات لتنجح لوال التواطؤ
وغض الطرف والمشاركة .وانتهت األبحاث بإيداع المسؤول الرفيع للمؤسسة البنكية رهن
االعتقال االحتياطي ،وشمل قرار االعتقال كذلك موثقا بسطات ومسؤوال سابقا عن مصلحة
الزبائن والكمبياالت ،ومسؤوال تجاريا في وكالة بنكية ،فيما توبعت زوجة المسؤول التجاري في
.حالة سراح ،مقابل كفالة مالية بقيمة 300مليون
وكشفت األبحاث التي أجرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ،بعد التصريحات التي سبق أن
أدلى بها برلماني سطات ،شبهة تورط المتهمين في تلك التالعبات واالختالسات والرشاوي التي
شهدها الملف ،من خالل تمكين البرلماني المشبوه ،من قروض بنكية بقيمة مالية باهظة ،دون
.التوفر على ضمانات كافية
وذكر البرلماني خالل البحث معه بشأن سندات الصندوق المزورة ،التي تم وضعها ضمانة لتلك
القروض ،أن المسؤول عن الزبائن بمركز األعمال الذي تم طرده من البنك ،هو من جلب
سندات الصندوق مسحوبة من بنك ثان ثبتت زوريتها ،للتغطية على االختالسات التي قام بها في
شأن المبالغ المالية ،التي أودعها البرلماني بالحساب الخاص بشركتين في ملكيته بواسطة
الكمبياالت والشيكات ،مفيدا أنه بعد أن اكتشف األمر ،سجل شكاية ضده وابتزه في مبالغ مالية
.مهمة وهدايا ،وحرر له اعترافا بدين قيمته 11مليارا
وفضح البرلماني المتهم ،اإلطار البنكي الكبير ،الذي كان يعد اآلمر الناهي في المؤسسة المالية،
مؤكدا أنه قدم له فيال بشاطئ دافيد بالمحمدية ،وشقة بشارع يعقوب المنصور بالبيضاء ،وشقة
بالصخيرات ،وسلمه أرضا فالحية بمراكش بمنطقة سيدي الزوين ،مساحتها 14هكتارا،
وجرارا ،كما جهز له قاعة للرياضة بأزرو ،وسلمه العديد من رؤوس الماشية وكان يسلمه كل
.أسبوع 20مليونا ،مقابل تسهيل الحصول على قروض
وزاد البرلماني في اعترافاته أنه سلم رشاوي إلى المتعاملين معه من المتورطين البنكيين،
.تمثلت في سيارات من النوع الرفيع وبقع أرضية ومبالغ مالية مهمة
ضحايا في كل المدن
شبكة البرلماني المحتال ،امتدت في مختلف المدن وأسقطت ضحايا من مختلف المهن ،وظل
اسمه يتردد منذ 2015حين تصفية سامير ،قبل أن يختفي ويظهر مرشحا برلمانيا في سطات
في االستحقاقات األخيرة ،التي شهدت حملة استعملت فيها شاحنات كثيرة كلها في ملك المتهم.
لكن دخوله القبة كان إيذانا بنهايته ،إذ تحركت الملفات وأوقف رغم محاولة اختفائه ،قبل أن
يصدر حكم في واحد فقط من ملفاته ،أدين فيه بالحبس النافذ لخمس سنوات ،مباشرة بعد أن
أقرت المحكمة الزجرية بالبيضاء عدم االختصاص ،في شأن النصب والتزوير في محررات
بنكية واستعمالها ،وتبديد أشياء محجوزة عمدا ،والتوصل بغير حق بشهادة تصدرها اإلدارات
العامة عن طريق اإلدالء ببيانات ومعلومات غير صحيحة واستعمالها ،والمشاركة في تزوير
شهادة تصدرها اإلدارات العامة واستعمالها ،الذي يهم شكاية بنك إفريقيا ،بعد أن التمست النيابة
العامة إضافة تهمة االرتشاء إلى صك المتابعة ،وهو ما استجابت له المحكمة ،وأحالت الملف
على الجنايات ،بالنظر إلى أن مبلغ االرتشاء يفوق 100ألف درهم ،وهو الملف الذي كان سببا
.في اعتقال البرلماني
التواطؤ مفترض
أوال ال بد من اإلشارة إلى أن عمليات النصب عليها ال تتصور ،خارج إطار التواطؤ الذي قد <
يحصل بين المستخدم البنكي ،مسؤوال كان أو مدير وكالة ،وقد أظهرت السوابق القضائية التي
توبع فيها مسؤولون ومستخدمون بنكيون ،حجم التواطؤات التي تتم سواء عبر االستفادة من
قروض خارج الضوابط ،أو التعامل مع مشبوهين في فتح حسابات بنكية لالحتيال على
الشركات والخواص .أما عن أسباب السقوط في مثل هذه المواقف ،فإنها تعزى إلى المراقبة
الداخلية للبنوك ،فكلما كانت هذه المراقبة ضعيفة أو غير مستقرة ،تمكن ضعاف النفوس من
اختراقها والدخول في عمليات غير محسوبة العواقب ،سيما أمام اإلغراءات التي تقدم لهم ،أو
لثقتهم الزائدة وغير المبررة في الزبون المحتال الذي يعمد بدوره إلى استغالل مهاراته في
.اإليقاع بالضحايا ،سواء من البنك أو من خارجه
التواطؤ في مثل هذه الملفات مفترض ،إذ يعلم الجميع التشدد الذي تتعامل به البنوك في مجال <
القروض ،لكن ما رأيناه في الملف األخير المعروض على القضاء ،والذي نصر فيه على قرينة
البراءة ،هو أن هناك طرقا كثيرة يتدخل فيها آخرون من غير المنتمين إلى البنوك ،لصنع وثائق
تكون ضمانا ،رغم أنها وثائق مزورة ال تغطي الحقيقة ،من قبيل وضع رسوم عقارية مقرونة
بخبرات حول قيمتها ،أو وضع ضمان توثيقي وهمي ،أو نماذج السجالت التجارية وغيرها،
والمعروف أن البنوك لها لجنان متخصصة لتمحيص هذه الضمانات قبل اإلذن بالقرض ،لكن
نتيجة الضغوط أو التواطؤ يتم تمرير القرض ،ما يستتبعه من مشاكل عدم أداء األقساط وغير
.ذلك ،مما يكشف األخطاء المرتكبة أثناء اإلذن بالقرض
إن ظاهرة التزوير أصبحت تهدد استقرار المعامالت ،سواء منها العقارية أو غيرها ،وبالفعل <
أثيرت قضايا مماثلة تخص اقتناء سيارات تبين أنها مرهونة ورفضت مصالح تسجيل السيارات
تجديد ورقتها الرمادية ،بسبب تقديم وثيقة لرفع اليد مزورة ،أو غير ذلك ،ولهذه األسباب ينبغي
على المرء أن يتعامل مع مؤسسات تتوفر على مقر ،حتى يمكنه المطالبة بحقوقه ،أو التعامل
مباشرة مع مالك الناقلة المقيدة باسمه في السجالت ،سيما أن بعض بيوعات السيارات أصبحت
تعتمد على ما يسمى الوكالة العرفية ،وهي وثيقة مصادق عليها ،يستغلها السماسرة للربح
.والتصرف في الناقلة ،لكن حين وقوع المشكل يجد الضحية نفسه أمام أشخاص متعددين
محام بهيأة البيضاء *
الشجرة التي تخفي الغابة
لم تكن لعمليات النصب على البنوك التي تفجرت في اآلونة األخيرة تحت يافطة “القروض”
بتواطؤ مع بنكيين ،أن تمر مرور الكرام في مواقع التواصل االجتماعي “فيسبوك” ،خاصة بعد
تفجر الفضيحة المدوية لما يعرف ب”برلماني سطات» أو «النصب الكبير للبابور الصغير”،
الذي صار ملفه قضية رأي عام يختبر استقاللية القضاء ومبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة وعدم
.اإلفالت من العقاب
أمام توالي قضايا النصب على المؤسسات البنكية بتواطؤ مع بنكيين مرتشين للسطو على أموال
القروض ،سواء التي تعلقت ب”انطالقة” أو تمويالت المشاريع الكبرى وكذا المقاولين الذاتيين
في إطار تشجيع االستثمار ومحاربة البطالة والفقر ،ارتفعت أصوات نشطاء موقع التواصل
.االجتماعي لدق ناقوس الخطر في ما يخص هذا النوع الجديد من عمليات النصب
ومن بين التعليقات التي حفل بها “فيسبوك” ،ما صرح به أحد الشباب “عشنا حتى شفنا تشفارت
».بال جنوية بال عنف ،سرقة المال العام والخاص بالقانون والتحراميات
وعلى المنوال نفسه قالت إحدى الطالبات“ ،دابا أنا مقاولة ذاتية وشحال من مرة دفعت بال فايدة،
هي اللي بغى اربح فلوس صحيحة خاص إشوف مع اللي مكلف بالقرض اتهلى فيه ،كيبان ليا
”.دهن السير اسير وال سرطان وغادي وكتمدد
وبسخرية الذعة قال أحد اآلباء “فرق كبير بين السرقة بحمل ساطور والنصب على األبناء
”.بوثائق مزورة وتواطؤ لبنكيين طماعين
في الوقت الذي يتم فيه الضغط على العاجزين عن أداء القروض االستهالكية ،التي ال تتجاوز«
6ماليين أو المرتبطة بقرض سكني إلى درجة مقاضاة ضحية فقدان عمل أو ظروف صحية،
”.فإنه صار من السهل على النصابة الكبار النصب واالستيالء على 60مليارا في رمشة عين
وفي سؤال استنكاري قال أحد الشباب “واش غير أجي ونصب على البنوك؟ الشخص يجب أن
يكون أسدا وذا نفوذ يتمتع بشبكة عالقات كبيرة لتسهيل عملية النصب ،وقضية ما يعرف
ب”البرلماني البابور الصغير إال الشجرة التي تخفي الغابة ،بعدما ورط معه موظفين كبارا ُيقام
”.لهم ويقعد
:موظفون في األبناك يكشفون طريقة نصب البنوك المغربية
على المواطنين في مبالغ كثيرة
عبر موظفون في األبناك ،عن استيائهم من الطريقة التي تلجأ إليه بعض البنوك المغربية للنصب على
المواطنين ،حيث أفاد هؤالء الموظفين أن هذه البنوك تستغل جهل المواطنين وتتعمد ترك حساباتهم مفتوحة
لسنوات (مع أنه ليس من حقها فعل ذلك ) حتى تراكم مبلغا كبيرا نتيجة االقتطاعات البنكية ،حتى إذا انتبه
.صاحبه أو تذكره وجده مدينا بمبلغ كبير نتيجة تراكم االقتطاعات البنكية
وذهبت المصادر ذاتها ،إلى أن المؤسسة البنكية ملزمة بقوة القانون بإغالق أي حساب بنكي يقل رصيده عن
100درهم ومر عليه عام كامل دون أن يستخدمه صاحبه ،مضيفين أنه إذا “طالب أحد البنوك بديون
متراكمة على حسابك الذي لم تترك فيه أقل من 100درهم ولم تتعامل به لمدة سنة كاملة فال تدفع لهم أي
”.درهم بقوة القانون حسب المادة 503من مدونة التجارة
وبالرجوع إلى المادة 503من مدون التجارة المغربية نجدها من ضمن تنص عليه “..غير أنه وجب أن
يوضع حدد لحساب المدين بمبادرة من البنك إذا “توقف الزبون عن تشغيل حسابه مدة سنة من تاريخ آخر
”.العملية دائنة مقيدة به