861 تعامل القائد التركي العثماني سليمان باشا مع القوى اليمنية للسيطرة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫العرب والرتك عرب العصور ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫تعامل القائد الرتكي العثماني سليمان باشا مع القوى اليمنية‬


‫للسيطرة على سواحل اليمن (سنة ‪549‬هـ‪8951/‬م)‬

‫ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ السروري‬
‫ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﺎﺷﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫أ‪.‬د‪/‬حممد عبده‬
‫ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ ‪ :‬ﺳﻨﺔ ‪ 945‬ﻫـ ‪ 1538 /‬ﻡ‬ ‫املقدمة‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ‪ -‬ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﺘﺮﻙ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫تغاليني يف اهلند‪ ،‬ومنها‬ ‫سيبدأ هذا البحث ذكر األسباب الىت أدت إىل اجتاه االتراك العثمانيني حملاربة الرب‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔاالستيالء على موانيهم‪ .‬كما‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺴﻮﻳﺲ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬
‫الربتغاليني من‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪ :‬استجداء حكام املسلمني ابهلند لعدم مقدرهتم العسكرية الوقوف ضد‬
‫ﺍﻟﺴﺮﻭﺭﻱ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫سيذكر البحث استخدام سليمان ابشا احليلة واملكر مع أمراء مصر ابلقتل‪ ،‬وهي الصفة اليت تعامل هبا مع حكام اليمن‪.‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫كما سنوضح ذلك فيما بعد‪.‬‬
‫‪2013‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫وكذا سيذكر البحث أمهية ميناء السويس لبناء السفن احلربية يف عهد املماليك ومن بعدهم العثمانيني‪ ،‬وسيتحدث عن‬
‫ﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ‬ ‫ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ‪:‬‬
‫سري األسطول احلريب العثماين من السويس حىت وصوله إىل اهلند كما سيذكر البحث فشل مهمة سليمان ابشا ابهلند‪،‬‬
‫‪5‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ‪:‬‬
‫وحتوله إىل اليمن لالستيالء على سواحلها‪.‬‬
‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺴﻮﻳﺲ‬ ‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺴؤﻭﻟﺔ‪:‬‬
‫وسريكز البحث يف هذا اجلانب على الطريقة الىت تعامل هبا سليمان ابشا مع القوى احلاكمة يف اليمن‪ ،‬يف كل من عدن‬
‫ﻣﺎﺭﺱ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫والشحر وزبيد وهتامة وجيزان‪ ،‬وقد اتصفت طريقته أبهنا كانت تبدأ ظاهراي ابلتعامل الطيب واهلدف منه كسب ثقة‬
‫‪575 - 590‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫احلكام‪ ،‬الستدراجهم للحضور إليه إىل سفينته‪ ،‬مث تنتهي ابلتحايل عليهم والتخلص منهم ابلقتل‪ .‬وهبذه الطريقة املاكرة‬
‫‪481247‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫متكن سليمان ابشا من القضاء على أهم حكام اليمن‪ ،‬واالستيالء على سواحلها‪ ،‬نورد تفاصيل ذلك ابآلتى‪:‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮﺍﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫أسباب اجتاه األتراك العثمانيني لقتال الربتغاليني‪:‬‬
‫‪HumanIndex‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪ :‬تعددت العوامل اليت دفعت األتراك العثمانيني إىل التحرك لقتال الربتغاليني‪ ،‬وأمهها الديين العسكري والسياسي‬
‫ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﺎﺷﺎ ‪ ،‬ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﺍﻟﻴﻤﻦ ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ‪،‬‬
‫وصعوبة الفصل فيما بينها‪ ،‬إال أنه ميكن التحدث‬ ‫البعض‪،‬‬
‫ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮﻥامل‪ ،‬ببعضها‬
‫ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﻞ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺩﺓرابط هذه العو‬
‫واالقتصادي‪ ،‬وعلى الرغم من ت‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/481247‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪ :‬عنها منفصال‪ ،‬خنتصر ذلك ابآليت‪:‬‬
‫‪ )1‬العامل الديىن‪ :‬كان يشكل آنذاك أهم العوامل الىت دفعت االتراك العثمانيني حملاربة الربتغاليني‪ ،‬وهو التزام‬
‫العثمانيني حبماية احلرمني الشريفني أو االماكن املقدسة (‪ ، )1‬من أن تقع حتت السيطرة الربتغاليني الكفار‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل التزامهم محاية املسلمني وبلداهنم‪ .‬ولذلك نالحظ عندما أكتمل جتهيز األسطول احلريب العثماين‬
‫(‪)2‬‬
‫يف السويس وبدأ التحرك حنو اهلند فإن قائده (اندى ابجلهاد يف سبيل هللا على الربتغال)‬
‫‪ )2‬العامل العسكري‪ :‬كان له االثر الكبري يف حتقيق املصاحل السياسية والدينية واالقتصادية ولذلك كان لتفوق القوة‬
‫العسكرية الربتغالية أثرها الكبري على مقدرهتم السيطرة على مواىن اهلند وجتارهتا‪ ،‬كما كان لضعف القوى العسكرية‬
‫ملسلمى اهلند أثره على عجزهم مقاومة الربتغاليني ومحاية أنفسهم وبلداهنم‪ .‬مما جعلهم يطلبون املساعدة من القوى‬

‫(‪ )1‬اوغلي‪ ،‬كمال الدين احسان‪ ،‬الدولة العثمانية اتريخ وحضارة‪ ،‬ترمجة صاحل سعداوي‪ ،‬مركز االحباث للتاريخ و الفنون و التعاون‬
‫االسالمي ‪ ،‬استانبول ‪1111‬م ‪ ،‬ص ‪. 43‬‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬أحمد‪ ,‬البرق اليماني في الفتح العثماني‪ ,‬دار التنوير للطباعة والنشر‪ ,‬بيروت ‪,‬ط‪7047 ,2‬هـ ‪/‬‬
‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕمحمد بن‬ ‫ﺩﺍﺭ‪)2‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫النهزوالي‪,‬ﺟﻤﻴﻊ‬
‫قطب الدين‬ ‫© ‪( 2022‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬‫‪ 7891‬م ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪،‬‬
‫‪575‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫العرب والرتك عرب العصور ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫تعامل القائد الرتكي العثماني سليمان باشا مع القوى اليمنية‬


‫للسيطرة على سواحل اليمن (سنة ‪549‬هـ‪8951/‬م)‬

‫أ‪.‬د‪/‬حممد عبده السروري‬


‫املقدمة‪:‬‬
‫سيبدأ هذا البحث ذكر األسباب الىت أدت إىل اجتاه االتراك العثمانيني حملاربة الربتغاليني يف اهلند‪ ،‬ومنها‬
‫استجداء حكام املسلمني ابهلند لعدم مقدرهتم العسكرية الوقوف ضد الربتغاليني من االستيالء على موانيهم‪ .‬كما‬
‫سيذكر البحث استخدام سليمان ابشا احليلة واملكر مع أمراء مصر ابلقتل‪ ،‬وهي الصفة اليت تعامل هبا مع حكام اليمن‪.‬‬
‫كما سنوضح ذلك فيما بعد‪.‬‬
‫وكذا سيذكر البحث أمهية ميناء السويس لبناء السفن احلربية يف عهد املماليك ومن بعدهم العثمانيني‪ ،‬وسيتحدث عن‬
‫سري األسطول احلريب العثماين من السويس حىت وصوله إىل اهلند كما سيذكر البحث فشل مهمة سليمان ابشا ابهلند‪،‬‬
‫وحتوله إىل اليمن لالستيالء على سواحلها‪.‬‬
‫وسريكز البحث يف هذا اجلانب على الطريقة الىت تعامل هبا سليمان ابشا مع القوى احلاكمة يف اليمن‪ ،‬يف كل من عدن‬
‫والشحر وزبيد وهتامة وجيزان‪ ،‬وقد اتصفت طريقته أبهنا كانت تبدأ ظاهراي ابلتعامل الطيب واهلدف منه كسب ثقة‬
‫احلكام‪ ،‬الستدراجهم للحضور إليه إىل سفينته‪ ،‬مث تنتهي ابلتحايل عليهم والتخلص منهم ابلقتل‪ .‬وهبذه الطريقة املاكرة‬
‫متكن سليمان ابشا من القضاء على أهم حكام اليمن‪ ،‬واالستيالء على سواحلها‪ ،‬نورد تفاصيل ذلك ابآلتى‪:‬‬
‫أسباب اجتاه األتراك العثمانيني لقتال الربتغاليني‪:‬‬
‫تعددت العوامل اليت دفعت األتراك العثمانيني إىل التحرك لقتال الربتغاليني‪ ،‬وأمهها الديين العسكري والسياسي‬
‫واالقتصادي‪ ،‬وعلى الرغم من ترابط هذه العوامل ببعضها البعض‪ ،‬وصعوبة الفصل فيما بينها‪ ،‬إال أنه ميكن التحدث‬
‫عنها منفصال‪ ،‬خنتصر ذلك ابآليت‪:‬‬
‫‪ )1‬العامل الديىن‪ :‬كان يشكل آنذاك أهم العوامل الىت دفعت االتراك العثمانيني حملاربة الربتغاليني‪ ،‬وهو التزام‬
‫العثمانيني حبماية احلرمني الشريفني أو االماكن املقدسة (‪ ، )1‬من أن تقع حتت السيطرة الربتغاليني الكفار‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل التزامهم محاية املسلمني وبلداهنم‪ .‬ولذلك نالحظ عندما أكتمل جتهيز األسطول احلريب العثماين‬
‫(‪)2‬‬
‫يف السويس وبدأ التحرك حنو اهلند فإن قائده (اندى ابجلهاد يف سبيل هللا على الربتغال)‬
‫‪ )2‬العامل العسكري‪ :‬كان له االثر الكبري يف حتقيق املصاحل السياسية والدينية واالقتصادية ولذلك كان لتفوق القوة‬
‫العسكرية الربتغالية أثرها الكبري على مقدرهتم السيطرة على مواىن اهلند وجتارهتا‪ ،‬كما كان لضعف القوى العسكرية‬
‫ملسلمى اهلند أثره على عجزهم مقاومة الربتغاليني ومحاية أنفسهم وبلداهنم‪ .‬مما جعلهم يطلبون املساعدة من القوى‬

‫(‪ )1‬اوغلي‪ ،‬كمال الدين احسان‪ ،‬الدولة العثمانية اتريخ وحضارة‪ ،‬ترمجة صاحل سعداوي‪ ،‬مركز االحباث للتاريخ و الفنون و التعاون‬
‫االسالمي ‪ ،‬استانبول ‪1111‬م ‪ ،‬ص ‪. 43‬‬
‫(‪ )2‬النهزوالي‪ ,‬قطب الدين محمد بن أحمد‪ ,‬البرق اليماني في الفتح العثماني‪ ,‬دار التنوير للطباعة والنشر‪ ,‬بيروت ‪,‬ط‪7047 ,2‬هـ ‪/‬‬
‫‪ 7891‬م ‪.‬‬
‫‪575‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس ـــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫االسالمية األكثر قوة عسكرية‪ ،‬ونتيجة للتفوق العسكري العثماىن فقد اعطاهم ذلك املقدرة على مساعدة مسلمي‬
‫اهلند‪ ،‬واالجتاه ملقاتلة الربتغاليني‪ ،‬دفاعا عن املصاحل املشرتكة للمسلمني وبلداهنم‪.‬‬
‫‪ )4‬العامل السياسى‪ :‬أوجد استيالء الربتغاليني على مواين سواحل اهلند قلقا كبريا على القوى االسالمية يف اهلند‬
‫واالتراك العثمانيني‪ .‬ولذلك كان من واجب العثمانيني التحرك ملنع الربتغاليني من االستيالء على مواين وبلدان مسلمي‬
‫اهلند‪ ،‬يف ظل عدم متكن القوى االسالمية يف اهلند من منع الربتغاليني االستيالء على موانيهم‪ ،‬واستنجادهم ابألتراك‬
‫العثمانيني‪ ،‬كوهنم يدينون مجيعا ابإلسالم‪ .‬ولذلك استجاب العثمانيون لطلبهم‪ ،‬فاعدوا أسطوال حربيا حملاربة الربتغاليني‪.‬‬
‫يضاف إىل ذلك اقدام الربتغاليني على قتل حاكم كجرات وديو يف اهلند السلطان هبادر شاة غدرا‪ ،‬فأثر ذلك على‬
‫حترك محية االسالم لدى العثمانيني‪ ،‬فأمر السلطان سليمان القانوين االسراع يف انشاء األسطول احلريب يف السويس‬
‫(‪)1‬‬
‫وامرهم أن (أيخذوا ابلثأر من الكفار الفجار)‬
‫‪ )3‬العامل االقتصادى‪ :‬ابإلضافة إىل ذلك كان العامل االقتصادى أثر كبري على حترك العثمانيني وخاصة بعد أن متكن‬
‫الربتغاليني من السيطرة على املوانئ التجارية لبالد اهلند االسالمية‪ ،‬وعلى الطرق التجارية البحرية املوصلة من بلدان شرق‬
‫وجنوب آسيا اىل البلدان االسالمية‪ ،‬وحماولتهم حتويل طرق التجارة البحرى عرب رأس الرجاء الصاحل‪ ،‬ومنهم وصول‬
‫التجارة عرب البحر األمحر إىل البلدان االسالمية والبحر املتوسط (‪ )2‬وكان لذلك أثره الكبري على ايرادات هذه البلدان‬
‫وخاصة اليمن واحلجاز ومصر لذلك كان البد من سعى العثمانيني ملنع الربتغاليني من االستحواذ على السيطرة على‬
‫مواين اهلند وعلى الطرق التجارية املوصلة إليه‪ .‬ومنها ازدايد القرصنة الربتغالية علي التجارة القادمة حنو خليج عدن‬
‫والبحر األمحر (‪.)4‬‬
‫وصف تعامل سليمان ابشا‪:‬‬
‫تعامل سليمان ابشا ابلقسوة والتخلص من االمراء ابلقتل عن طريق املكر واخلداع فوصف أبنه‪( :‬كان فتاكا للدماء‬
‫وسفاكا‪ ،‬ضعيف العقل عدمي الرأي والعقل) (‪ ،)3‬وممن تعامل معهم ابلقتل غدرا من امراء مصر أثناء واليته هلا‪ ،‬االمري‬
‫جام احلمزاوي الذي كان (من أعظم الناصحيني يف خدمة السلطنة) العثمانية وابنه يوسف الذي كان أمريا للحج‬
‫املصرى‪ .‬وكان قتلهما يف آخر يوم من ذي احلجة سنة ‪133‬هـ‪1341/‬م‪ ،‬وترجع بعض املصادر سبب القتل إىل أن‬
‫احلمزاوي كان قد بىن برشتني كبريتني وجهزمها أبنواع املؤن واآلالت هبدف الذهاب إىل اهلند ملقاتلة الربتغاليني‪ ،‬وكان‬
‫سليمان ابشا يعتقد أنه سيذهب معه‪ ،‬وملا حان وقت سفر األسطول أخرج احلمزاوى مرسوما يعطيه حرية االختيار‬
‫ابلذهاب أو القعود مبصر لذلك خاف سليمان ابشا أنه سيملك مصر بعده‪ ،‬فتآمر على قتله مع ابنه (‪ .)3‬كما قتل‬

‫(‪)1‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماىن ‪،‬ص‪ ،17‬ابن داعر‪ ،‬عبد هللا بن صالح الدين‪ ،‬الفتوحات املرادية يف اجلهات اليمنية خمطوط رقم ‪ ،111‬مكتبة‬
‫راغب ابشا‪ ،‬ص ‪ .183‬الشلى‪ ،‬السيد حممد السناء الباهر بتكميل النور السافر يف اخبار القرن العاشر‪ ،‬حتقيق ابراهيم املقحفى‪ ،‬مكتبة‬
‫االرشاد‪ ،‬ط‪1323 1‬هـ‪2773/‬م‪ ،‬ص‪.448‬‬
‫(‪ )2‬اوغلى‪ ،‬الدولة العثمانية ص ‪.43‬‬
‫(‪)4‬حسن صاحل شهاب‪ ،‬مالمح من اتريخ املالحة يف البحر االمحر‪ ،‬جملة الثقافة اليمنية‪ ،‬عدد ‪ ،71‬مايو ‪ ،2772‬ص‪.44‬‬
‫(‪ )3‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماىن‪ ،‬ص‪ ،17‬سيد مصطفى سامل‪ ،‬الفتح العثماين األول لليمن ‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬مطبعة‬
‫اجلبالوى‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1118 ،4‬م‪ ،‬ص‪.138‬‬
‫(‪ )3‬ابفقيه‪ ،‬حممد بن عمر الطيب‪ ،‬اتريخ الشحر وأخبار القرن العاشر‪ ،‬حتقيق‪ ،‬عبد هللا احلبشى‪ ،‬نشر مكتبة اإلرشاد‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1311‬هـ‪1111/‬م‪ ،‬ص‪.277‬‬

‫‪571‬‬
‫العرب والرتك عرب العصور ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫غدرا من غري ذنب حسد له ولكثرة ماله وبذل يده‪ ،‬أمري الصعيد داود بن عمر‪ ،‬والذي (كان من أحني أمراء الصعيد)‬
‫مبصر‪ ،‬وكان كثري الرب والصدقات حمبا للخري واحلسنات) حنو علماء االزهر وأهل احلرمني‪.‬‬
‫ومن أهو أعماله وحسناته جتاه علماء جامع االزهر أنه كان (حيسن يف كل عام إىل كل وأحد من علماء جامع االزهر‬
‫واملشايخ ما يقارب اخلمسمائة دينار ذهب ومن أهم أعماله وحسناته حنو أهل احلرمني الشريفني هو أنه (حج سنة‬
‫‪141‬هـ‪1341/‬م (فأغدق عليهم‪ ،‬وتصدق عليهم ‪(:‬بصدقة كبريه من الدراهم والقمح) مشل الكثري منهم‪ .‬ومل يكتف‬
‫سليمان ابشا بذلك بل قتل بعدهم عدة من امراء العرب من أمراء الصعيد منهم ابن اىب الشوارب وزعريه)‪.‬‬
‫وأما عن ترقيته إىل املراتب العليا فإهنا مل تكن وفقا ملقدرته القيادية وادارته وشجاعته واقدامه (وامنا كان بفتك مبن وقع‬
‫(‪)1‬‬
‫يف يده ما سورا مربوطا)‬
‫وهكذا اتصف تعامل سليمان ابشا ابلقتل غدرا دون ذنب الكثري من امراء مصر‪ ،‬وهي نفس الصفة اليت استخدمها‬
‫مع القوى يف اليمن بقتلهم غدرا وذلك ما سنذكره فيما بعد‪.‬‬

‫السويس‪:‬‬
‫تعد ميناء السويس الواقعة على طرق حبر القلزم من جهة ساحل مصر من أهم املوانئ املصرية‪ ،‬كوهنا أقرب املوانئ‬
‫املصرية إىل القسطاط والقاهرة عاصمة اإلقليم املصري (‪ ،)2‬وكان ظهور نشاطها كميناء جتارى بعد أن تعرضت مدينة‬
‫القلزم للخراب‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ومن أمهية ميناء السويس أن املرية أو األطعمة كانت تنقل اليها من مصر مث جتمل منها ابملراكب إىل احلرمني الشريفني‬
‫كما يتميز السويس أنه امليناء التجاري الذي تصل إليه السفن التجارية من جدة وعدن حممله أبنواع التوابل والبهارات‬
‫وأنواع البضائع التجارية‪.‬‬
‫وتظهر أمهية السويس أهنا تربط مصر جتاراي عرب البحر أبحناء البلدان الواقعة على سواحل البحر األمحر وحبر العرب‬
‫واحمليط اهلندي‪ ،‬فهي تستقبل أنواع السلع التجارية القادمة من مواين اهلند والصني وجنوب شرق آسيا ابإلضافة إىل‬
‫مواين جنوب وشرق افريقيا‪ ،‬وكذا مواين احناء اجلزيرة العربية ولكن ميناء الطور حل حمل السويس يف استقبال البضائع‬
‫التجارية أواخر العصر اململوكى‪.‬‬
‫ومنذ قدوم الربتغا ليني إىل مياه احمليط اهلندى والبحر األمحر حتول ميناء السويس اىل دار لصناعة السفن احلربية جملاهبة‬
‫ذلك الغزو (‪ ،)3‬من ذلك أن السلطان الفوري عندما طلب منه مسلمي اهلند املساعدة ضد الربتغاليني جهز من‬
‫السويس عشرين سفينة حربية لالجتاه هبا إىل احمليط اهلندى حملاربة الربتغاليني كما أن السلطان الغوري طلب يف سنة‬
‫‪117‬هـ‪1317/‬م‪ .‬من السلطان العثماىن ابيزيد الثاىن شراء كميات كبرية من االخشاب واحلديد والبارود لصناعة‬
‫األسطول العسكري‪ ،‬كما طلب سنة ‪118‬هـ‪1312/‬م شراء أنواع لوازم صناعة السفن احلربية من أنواع األخشاب‬

‫(‪)1‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪ ،84-11‬الشلى‪ ،‬السناء الباهر‪ ،‬ص‪.448‬‬


‫(‪)2‬القلقشندى‪ ،‬أبو العباس أمحد صبح األعشى‪ ،‬اهليئة العامة لقصور الكتاب‪ ،‬الذخائر‪،143 ،‬ط‪، 2773،‬ص ‪.371‬‬
‫(‪)4‬احلموى‪ ،‬شهاب الدين ايقوت بن عبد هللا‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬دار احياء الرتاث العرىب‪ ،‬بريوت‪1411 ،‬هـ ‪1111/‬م‪.287/4،‬‬
‫(‪)3‬نعب م زكى فهمى‪ ،‬طرق التجارة الدولية وحمطاهتا بني الشرق والغرب‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪1114 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،143‬حممد عبد الغىن‬
‫األشقر‪ ،‬جتارة التوابل يف مصر يف العصر اململوكى‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬اتريخ املصريني‪ ،141 ،‬ط‪ ،1111،‬ص‪.421-427‬‬
‫‪577‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس ـــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫واحلبال واملكاحلو النحاس وغريها فأرسل له ذلك هدية منه (‪ )1‬ولذلك أصبحت السويس أحد املوانئ املصرية املهمة‬
‫لصناعة السفن احلربية‪.‬‬
‫أمر السلطان العثماىن سليمان خان أو سليمان القانوين يف بناء أسطول حبري عسكري كبري ابلسويس مبصر‪ ،‬يتسع‬
‫حلمل أعداد كبرية من اجلند‪ ،‬وأعداد من املدافع الكبار واآلالت واملؤن(‪.)2‬‬
‫وبناء على ذلك تكونت أعداد قطع األسطول البحري العثماين مائة سفينة حبرية (‪ ،)4‬منها سبعني غرااب وثالثني برشه‬
‫(‪ .)3‬ابإلضافة اىل ذلك شحن هذا االسطول ابلكثري من املدافع الكبرية واملكاحل وأنواع االسلحة منها البنادق‬
‫والضربزاانتو البججاانت وسائر أنواع اآلالت(‪.)3‬‬
‫كما شحنت ابلكثري من اجلند بلغ عددهم أربعني ألفا (‪ )7‬منهم (عشرين ألف جندي من عرب مصر والشام‪ ،‬ومنهم‬
‫سبعة آالف من اإلنكشارية (‪ )1‬وهم اجلند النظاميون األكثر تدريبا على القتال‪.‬‬
‫فضال عن ذلك محل االسطول األعداد الكبرية من (الكورلنجة والرئيسا والنوتية) وهم العمال الذين يعملون على نظافة‬
‫االسطول والذين يقودون السفن احلربية‪ ،‬واملالحون الذين يديرون السفن يف البحر‪ ،‬كما محل األسطول األعداد الكثرية‬
‫من األزواد أو األطعمة (‪ )8‬تكفيهم اثناء سريهم يف البحر‪.‬‬

‫قيادة االسطول‪:‬‬
‫اسند السلطان العثماين سليمان القانوين يف قيادة األسطول احلرىب املتجه حنو حبر اليمن واهلند إىل (البكالربكى) أو أمري‬
‫األمراء سلميان ابشا اخلادم األرنؤوطيا وسلميان اخلصى (‪ ،)1‬وكان آنذاك يتوىل والية مصر ‪( :‬وكانت مصر يف أايمه‬
‫عروسا جتلى وحماسن وجه مالحتها كالنهار إذا جتلى)‪ ،‬أما والية مصر فقد توالها داود ابشا‪ ،‬وقد وصفت مصر يف‬
‫عهدمها أبهنا إحدى جنات الدنيا بقوهلم ‪(:‬وكانت مصر يف أايمهما تضاهى اجلنان‪ ،‬مشحونة ابحلور والولدان‪ ،‬خمفوقة‬
‫ابلروح والرحيان)(‪ )17‬وهذه االوصاف تبني أمهية مصر احلضارية ومقدرهتا املالية والعسكرية يف االجتاه للمحافظة على‬
‫البلدان االسالمية يف اهلند وجنوب اجلزيرة العربية من االستيالء عليها من الغزو الربتغاىل‪.‬‬

‫(‪)1‬حممود رزق سليم‪ ،‬األشرف قانصوه الغورى‪ ،‬أعالم العرب ‪ ،32‬الدار املصرية للتأليف والرتمجة‪ ،‬دار مصر للطباعة‪ ،‬ص‪.111 ،142‬‬
‫(‪ )2‬النهزوايل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪ ،17‬ابن داعر‪ ،‬الفتوحات املرادية يف اجلهات اليمنية‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫(‪)4‬املليبارى‪ ،‬أمحد زين الدين املعربى‪ ،‬حتفة اجملاهدين يف أحوال الربتقاليني‪ ،‬حتقيق‪ ،‬حممد سعيد الطرحيى‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫(‪)3‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين ‪ ،‬ص ‪ ،17‬ابن داعر‪ ،‬الفتوحات املرادية ص‪ ،183‬الشلى‪ ،‬السناء الباهر‪ ،‬ص ‪ ،448‬ابوزير‪ ،‬سعيد عوض‪،‬‬
‫صفحات من التاريخ احلضرمى‪ ،‬مكتبة الثقافة‪ ،‬عدن ص ‪ ،127‬القيسي‪ ،‬عبد الوهاب عباس‪ ،‬اجملاهبة الربتغالية – العثمانية يف املياه العربية‪،‬‬
‫أحباث ندوة رأس اخليمة‪ ،‬ج‪ ،1‬رأس اخليمة‪ ،‬حمرم ‪1378‬هـ‪ ،‬أغسطس ‪1181‬م‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫(‪)3‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪)7‬ابحنان‪ ،‬حممد بن على بن عمر‪ ،‬جواهر اتريخ االحقاف‪ ،‬نشر دار املنهاج‪ ،‬جدة السعودية‪ ،‬ط ‪1328 ،1‬هـ ‪2778 /‬م‪ ،‬ص ‪،387‬‬
‫ابوزير‪ ،‬صفحات من التاريخ احلضرمى‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫(‪ )18‬سيد مصطفى‪ ،‬الفتح العثماين لليمن‪ ،‬ص ‪ ، 131‬البحراوى‪ ،‬حممد عبد اللطيف‪ ،‬فتح العثمانيون‪ ،‬عدن‪ ،‬دار الرتاث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1411‬هـ ‪1111 /‬م‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫(‪)8‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪)1‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪ ،11‬سيد مصطفى‪ ،‬الفتح العثماين لليمن ص ‪ ،131‬البحراوي‪ ،‬فتح العثمانيون‪ ،‬عدن ص ‪.131‬‬
‫(‪)17‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪.18 ،11‬‬

‫‪579‬‬
‫العرب والرتك عرب العصور ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫سري األسطول‪:‬‬
‫بدأ االسطول احلريب يف التحرك من السويس حنو اليمن واهلند يف ‪ 13‬حمرم سنة ‪133‬هـ ‪ 14 /‬يونيو ‪ 1348‬م‪ ،‬وبعد‬
‫سبعة أايم من سري األسطول مر على جدة وفيها توقف قليال خالهلا منع أصحابه من النزول إىل الرب‪ ،‬كما أنه استقبل‬
‫مجاعة من أشراف مكة ونواهبم جبدة وألبسهم اخللع والتشاريف (‪ )1‬مث غادروها‪.‬وكما يبدو أن اهلدف من مروره جبدة هو‬
‫هدف ديين وعسكري‪ ،‬وهو اشعار أهل مكة وجدة أن لديه القوة الكافية حلماية احلرمني الشريفني‪ .‬ابالضافة إىل التأكد‬
‫من التحصينات املوجودة جبدة‪ ،‬وكذا التأكد من عدم وجود سفن برتغالية عسكرية قريبة من سواحلها‪ ،‬حتاول هتديد‬
‫جدة ابالستيالء عليها‪ .‬بعد ذلك توجه سليمان ابشا ابالسطول العثماين فمر على جزيرة كمران (قمران)‪ .‬وكما يتضح‬
‫أن السبب من ذلك هو التأكد من خلو هذه اجلزيرة من الوجود الربتغايل‪ ،‬ألنه سبق هلم أن سيطروا على اجلزيرة وأقاموا‬
‫فيها التحصينات‪ ،‬ومكثوا بعض الوقت فيها‪ .‬وعندما وصل سليمان ابشا إىل جزيرة كمران (قمران) أرسل سفارة حتت‬
‫إمرة فرهادى ابشا مكونة من ثالثة زوارق إىل حاكم عدن عامربن دواد الطاهرى يظهر له الود والصداقة‪ ،‬وحامال معه‬
‫اخللعة السلطانية إليه ليستميله للوقوف مع العثمانيني ‪ ،‬وكان عامر الطاهري قد اعتاد إغالق عدن أمام أي قوى قادمه‬
‫اليها‪ ،‬وقد متكن فرهادى ابشا من استمالة حاكم عدن لطاعة العثمانيني بتعهده له بعدم التعرض له ولبالده‪ .‬ولذلك‬
‫(‪)2‬‬
‫أبدى حاكم عدن استعداده للتعاون مع سليمان ابشا العثماين‬
‫تعامل سليمان ابشا الغادر لالستيالء على عدن‪:‬‬
‫كان وصول األسطول البحري العثماين إىل عدن يوم السبت تسع خلت من ربيع االول سنة ‪ 123‬هـ ‪1348 /‬م (‪،)4‬‬
‫وآنذاك كان حيكمها عامربن داود الطاهري‪ ،‬وهو آخر سالطني بىن طاهر‪ ،‬وكان قد انزوى يف عدن وجعلها مقرا‬
‫لدولته‪ ،‬ألنه مل يبق له مما كان حيكمه بنو طاهر من اليمن غريها مع حلج وأبني (‪ )3‬ألن اإلمام الزيدى شرف الدين وبنه‬
‫كانوا قد استولوا على الكثري مما كان حيكمه بنو طاهر من املناطق اجلبلية الوسطى لليمن مثل تعز ورداع وذمار وصنعاء‪.‬‬
‫أما حضر موت فقد ظهر هبا حكام استغلوا حبكمها‪ ،‬يف حني أن زبيد وهتامة كانت حتت حكم املماليك الذين كانوا‬
‫موالني للعثمانيني‪ .‬اتصف عامربن داود أبنه (كان شااب كرميا جواد حليما حمسنا إىل الناس) (‪ )3‬وهذه الصفات مل تكن‬
‫منقذه له عندما استخدمت ضده احليلة واملكر كما سيأتى‪.‬‬
‫وخبصوص تعامل سليمان ابشا فقد استخدم اسلوب احليلة والغدر لالستيالء على عدن والتخلص من حاكمها ابلقتل‬
‫وسلك يف ذلك التعامل طريقني‪:‬‬

‫(‪)1‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين ‪ ،‬ص ‪ ،11‬ابن داعر‪ ،‬الفتوحات املرادية ص‪.183‬‬

‫(‪ )2‬الثور‪ ،‬أمة امللك امساعيل قاسم‪ ،‬تقرير سليمان ابشا حول أمهية عدن وكيفية سيطرة القوى العثمانية عليها‪ ،‬ندوة عدن بوابة اليمن‬
‫احلضارية‪ ،‬ص ‪ ،341‬عن الوثيقة‪ ،‬ص ‪.144-142‬‬
‫(‪)4‬ابحنان اتريخ األحقاف‪ ،‬ص ‪.381‬‬
‫(‪)3‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪ ،11‬الشلى‪ ،‬السناء الباهر‪ ،‬ص‪ ،448‬العلوى‪ ،‬صاحل بن حامد‪ ،‬اتريخ حضر موت‪ ،‬نشر مكتبة اإلرشاد‪،‬‬
‫جدة‪ ،‬طبع مطابع دار الكتاب‪ ،‬بريوت‪ 1477 ،‬هـ ص‪.387/2‬‬
‫(‪)3‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪ ،87‬الشلى‪ ،‬السناء الباهر‪ ،‬ص‪.448‬‬
‫‪578‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس ـــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أحدمها التعامل الظاهرى األول‪:‬‬


‫هو أن سلميان ابشا طلب من عامربن داود حاكم عدن االذن ابلسماح جملموعة من عساكره أن يدخلوا مدينة عدن‬
‫لشراء ما حيتاجونه من أنواع البضائع التجارية‪ .‬واهلدف من ذلك هو ايهام حكام عدن وأهلها أنه جاء مساملا وال ينوى‬
‫حماربتهم وهو يف طريقة إىل اهلند وليس إىل عدن‪.‬‬
‫ومن جهة حاكم عدن عامربن داود فإنه قدم من حلج عندما مسع بقدوم االسطول العسكرى البحرى العثماىن إىل‬
‫عدن‪ ،‬ومسح للجند العثماىن دخول املدينة حسب طلب سليمان ابشا منه واإلذن جلماعة من جنده‪ .‬ولذلك (فتح له‬
‫ابب عدن) كما ( أمر أن تزين ) ابتهاجا بقدوم األسطول العثماين إىل بالده (‪ )1‬وكان يعتقد أن سليمان ابشا سينصره‬
‫على اإلمام شرف الدين وبنيه‪ .‬ألنه كان قد طلب من فرحات الصوابشى مناصرة العثمانيني له ضد اإلمام شرف الدين‬
‫وكان ذلك الطلب عندما قدم الصوابشيإيل عدن للتمهيد هلذه احلملة‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك عمل عامربن داود الطاهرى‬
‫على مجع الكثري من املؤن واألزواد (الطعام) من أحناء البالد لتقدميها جلند األسطول العثماين (‪ )2‬فضال عن‬
‫هتيئتهالستضافتهم وتقدميه أنواع اإلكرام واالحتاف (‪.)4‬‬

‫التعامل الظاهري الثاين‪:‬‬


‫هو أن سليمان ابشا طلب من حاكم عدن عامربن داود الطاهرى الذي كان قد حتصن يف قلعة عدن‪ ،‬احلضور إىل‬
‫ظهر سفينته الراسية يف البحر‪ ،‬ملنحه اخللعة والتشريعات السلطانية‪ .‬وىف البداية حتاشى عامر الطاهري الذهاب إليه‬
‫بنفسه‪ ،‬خوفا من أي مؤامرة عليه ولكنه أرسل أربعة أشخاص من أعيان دولته‪ ،‬كدليل على نواايه الطيبة‪ ،‬واستعداده‬
‫للطاعة وإعالن الوالء للعثمانيني (‪.)3‬منهم وزيره وعدد من القضاة فتوجهوا حنو سفينة سليمان ابشا للرتحيب به‪ ،‬وعند‬
‫وصوهلم إليه استقبلهم وأكرمهم وخلع عليهم األلبسة أو اخللع السلطانية‪ ،‬وهى عادة اتبعت السلطنة العثمانية منحها ملن‬
‫تتوقع منهم املناصرة أو لكسبهم لصفها‪ .‬وأثناء ذلك قدم هلم سليمان ابشا التطمينات والضماانت ابألمان هلم وعدم‬
‫تعرضهم أليشيء ‪ ،‬بعد ذلك أعادهم إىل قلعة عدن (‪.)3‬‬
‫استكمل سليمان ابشا يف حتايله فكرر طلبه من حاكم عدن عامر الطاهري احلضور إليه‪ ،‬فاحتج الطاهرى مبرضه وأنه ال‬
‫يستطيع اخلروج إىل السفينة يف البحر ملقابلته‪ ،‬وذلك خوفا من وقوعه فريسه سهله بيده‪ .‬نتيجة الستمرار حتايل سليمان‬
‫ابشا يف الطلب من حاكم عدن عامر الطاهري احلضور إليه‪ ،‬فضال عن ذلك عندما تكاثر تواجد اجلند العثماين يف‬

‫(‪)1‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪ ،87‬سيد مصطفى‪ ،‬الفتح العثماين لليمن‪ ،‬ص ‪ ،171‬البحراوى‪ ،‬فتح العثمانيون‪ ،‬عدن ص ‪ ،134‬صاحل‬
‫حممود رمضان‪ ،‬الصراع الربتغايل يف اليمن‪ ،‬جملة دراسات اخلليج واجلزيرة العربية‪ ،‬عدد ‪ ،21‬يوليو ‪ /1187‬شوال ‪ ،1377‬ص‪.133‬‬
‫(‪)2‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪،87‬‬
‫(‪ )4‬املوزعى ‪،‬عبد الصمد بن امساعيل‪ ،‬دخول العثمانيني األول لل يمن‪ ،‬حتقيق‪ ،‬عبد هللا احلبشى‪ ،‬منشورات املدينة‪ ،‬صنعاء‪ ،‬دار التنوير‬
‫للطباعة والنشر بريوتط‪1371 ،1‬هـ ‪1187 /‬م‪ ،‬ص ‪23‬‬
‫(‪)3‬الكندى‪ ،‬سامل بن حممد‪ ،‬اتريخ حضر موت‪ ،‬حتقيق‪ ،‬عبد هللا احلبشي‪ ،‬مكتبة االرشاد‪ ،‬صنعاء‪ ،‬نشر مكتبة االرشاد‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1311‬هـ ‪1111 /‬م‪ ،‬ص ‪.181-187‬‬
‫(‪)3‬أمة امللك الثور‪ ،‬ص ‪ ،341‬عن الوثيقة ص ‪.144‬‬

‫‪594‬‬
‫العرب والرتك عرب العصور ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫عدن‪ ،‬وأصبحت مليئة هبم مل يكن يف مقدورة االمتناع عن احلضور لذلك اضطر االستجابة لطلب سليمان ابشا‬
‫ابحلضور‪ ،‬فتوجه هو وزيره‪ ،‬وعدد من كبار رجال دولته للسالم على سليمان ابشا إىل السفينة اليت هو فيها (‪.)1‬‬

‫والثاىن ‪ :‬التعامل اخلفى ‪:‬‬


‫وهو أنه كان ينوى القدر واملكر حباكم عدن لقتله واالستيالء على بالده‪ .‬وهى أنه أوكل سرا إليأحد قادته وهو فرحات‬
‫الصوابشى أن ينزل جبماعة كبرية من اجلند العثماين إىل مدينة عدن حتت ستار شراء ما يريدونه من التجارة‪ ،‬بينما‬
‫مقصدهم االساسى هو التمكن من دخول عدن واالستيالء عليها دون قتال‪.‬‬
‫وكانت طريقة دخوهلم إىل عدن هى أهنم استمروا ينزلون إليها لشراء ما حيتاجونه منها ويطلعون هبا إىل السفن‪ ،‬حىت‬
‫تكاثروا يف البلد وصاروا فيها حنو ثالثة آالف أو أكثر‪ .‬وما أن تكاثر تواجد اجلند العثماين يف عدن حىت تغري موقفهم‬
‫من دخوهلم لشراء ما يريدونه من البضائع إىل دخوهلم لالستيالء على عدن‪ .‬وىف الوقت الذى وصل فيه حاكم عدن‬
‫عامربن داود الطاهرى مع كبار رجال دولته‪ ،‬اىل ظهر السفينة‪ ،‬أظهر هلم احلفاوة وحسن االستقبال‪ ،‬وأطلقت املدفعية‬
‫عدة طلقات ترحيبا هبم وألبسهم اخللع السلطانية وأبقاهم يف السفينة حتت ضيافته‪ ،‬حىت إهناء مهمة جنده يف اإلستيالء‬
‫على املدينة (‪.)2‬‬
‫ومن جهة اجلند العثماين املوجودون يف مدينة عدن فإنه الوقت الذين مسعوا فيه إطالق املدفعية من السفن الستقباهلم‬
‫وصول حاكم عدن وكبار رجال دولته‪ .‬توجهوا لالستيالء على عدن وقلعتها‪ ،‬ورفعوا فيها الراايت العثمانية إشعارا‬
‫ابالستيالء عليها‪ .‬ومن خالل ذلك عملوا على هنب دار حاكمها عامربن دواد مث توجهوا للشروع يف هنب الكثري من‬
‫متاجر املدينة‪ .‬اال أن سليمان ابشا أمرهم ابلكف عن هنب الناس‪ ،‬كما أمر عساكره برد ما هنبوه‪ ،‬وكلفأحد قضاه‬
‫املدينة ابسرتجاع ما هنبه اجلنود‪ ،‬ولكنهم مل يرجعوا مما هنبوا إال القليل مثل الثياب وما يف جنسها‪ ،‬وأما النقود واحللى فلم‬
‫يرجعوا منها شيء (‪ .)4‬إضافة إىل ذلك أعطى سليمان ابشا األمان جلميع من كان مبدينة عدن (‪ ،)3‬ولذلك هدأت‬
‫الناس‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فإن سليمان ابشا عندما رأى فتح ابب مدينة عدن وأن عساكره قد دخلوا املدينة واستولوا عليها‪،‬‬
‫وأتكد من وقوعها حتت سيطرته‪ ،‬وأن حاكم عدن وكذلك رجال دولته الزالوا حتت قبضته‪ ،‬أظهر غدره هبم ابلتخلص‬
‫منهم ابلقتل‪ ،‬ولذلك أمر بصلب عامربن داود ومن معه على صارى السفينة الىت هو فيها حيلة ومكرا (‪ ،)3‬وبقتل‬
‫عامربن عامربن داود الدولة و انتهت الدولة الطاهرية من اليمن‪ .‬وبذلك كان عامربن داود آخر من توىل حكم اليمن‬
‫من الطاهريني (‪.)7‬‬

‫(‪)1‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪ ،87‬الشلى‪ ،‬السناء الباهر‪ ،‬ص ‪، 448‬ابفقيه‪ ،‬اتريخ السحر ‪،‬ص‪ ،233‬سيد مصطفى‪ ،‬الفتح العثماين‬
‫لليمن ص‪ ،171‬أمة امللك الثور‪ ،‬ص ‪ ،341‬عن الوثيقة ص ‪.144‬‬
‫(‪)2‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪ ،87‬أمة امللك الثور‪ ،‬ص ‪ ،341‬عن الوثيقة ص ‪.144‬‬
‫(‪)4‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪ 87‬ابفقيه‪ ،‬اتريخ الشحر ‪ ،233‬أمة امللك الثور ص ‪ 341‬عن الوثيقة ص ‪143‬‬
‫(‪)3‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫(‪)3‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪ ،87‬البحراوى ‪،‬فتح العثمانيون عدن ص ‪،134‬ابوزير‪ ،‬صفحات من التاريخ احلضرمى‪ ،‬ص ‪،121‬‬
‫العلوى‪ ،‬اتريخ حضر موت ‪ ،387/2‬أمة امللك الثور‪ ،‬ص ‪ ،341‬عن الوثيقة ص ‪.143‬‬
‫(‪ )7‬ابفقيه‪ ،‬اتريخ الشحر‪ ،233 ،‬العلوى‪ ،‬اتريخ حضر موت ‪.387/2‬‬
‫‪597‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس ـــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بعد ذلك عمل سليمان ابشا على تولية عدن ألحد السناجق العثمانيني وهو هبرام بك ليتوىل حكمها نيابة عن‬
‫العثمانيني‪ ،‬وترك معه عددا من املدافع الكبار واملكاحل‪ ،‬ومجعا كبريا من العساكر على اختالف رتبهم العسكرية بلغ‬
‫عددهم ما بني اخلمسمائة إىل الستمائة‪ ،‬مهمتهم احلفاظ على املدينة من أي غزو وجييدون استخدام البنادق والضرب‬
‫على املدافع و املنوابة يف اخلدمة واحلراسة‪ .‬ابإلضافة إىل تركه قائدا للمحافظة على قلعة صرية ومعه محاية عسكرية‪ ،‬كما‬
‫ترك عدد من العساكر مدربة على القيام بعملية احلصار‪ .‬وبذلك الرتتيب متكن سلميان ابشا من السيطرة على عدن‬
‫(‪ .)1‬وكانت تلك السيطرة يف اليوم التاسع من ربيع األول من سنة ‪133‬هـ ‪1348 /‬م وبذلك أصبحت عدن اتبعة‬
‫للحكم العثماين (‪.)2‬‬
‫وىف هذا الشأن كتب سليمان ابشا إىل السلطان العثماين سليمان القانوين إىل إستانبول خيربه أنه متكن من االستيالء‬
‫على عدن ابلقوة بقوله ‪(:‬أنه أخذ عدن قهرا وأنه افتتحها قسرا)‪ .‬كما أنه كتب على ابب عدن (أنه افتتح هذه البالد يف‬
‫سنة ‪133‬هـ) (‪ .)4‬وىف حقيقة األمر (أنه افتتحها غدرا ومكرا) (‪.)3‬‬
‫ولذلك شكرت السلطنة العثمانية ذلك التصرف لسليمان ابشا‪ ،‬نتيجة صعوبة االستيالء على عدن بسهولة‪ ،‬حبصانتها‬
‫الطبيعية ودون أن جيد هبا مقاومة من جند الدولة الطاهرية‪ ،‬ومل خيسر أحدا من عساكرهم واعتربت ذلك جزء من مهارة‬
‫سلميان ابشا العسكرية‪ ،‬ومل تدرك أن ذلك االستيالء جاء عن طريق الغدر واحليلة وليست املهارة‪.‬‬
‫ورمبا تكون السلطنة العثمانية مدركه أن سليمان ابشا استخدم الغدر واملكر يف االستيالء على عدن‪ .‬ولكنها شجعت‬
‫تصرفه ذلك ألهنا هتدف إىل جتنب السلطنة فقدان الكثري من جندها يف االستيالء على عدن (‪.)3‬‬
‫والواقع أن حتصينات مدينة عدن الطبيعية كانت ال تسمح لسليمان ابشا وجنده االستيالء عليها بسهولة‪ .‬لو كان‬
‫حاكمها امتنع عن اإلذن لعساكر سليمان ابشا دخول عدن‪ ،‬واستخدم القوة ملنعهم الدخول‪ .‬وما يوضح ذلك أن‬
‫الكثري من محالت الربتغاليني واملماليك فشلت من االستيالء على عدن نتيجة تلك احلصانة الطبيعية‪ .‬ولكن نتيجة‬
‫لقبول حاكم عدن وأهلها عالن الطاعة والوالء للعثمانيني ومساحهم للجند العثماين دخول عدن‪ ،‬ابإلضافة إىل استخدام‬
‫الغدر واحليلة هي اليت جعلت سليمان ابشا يتمكن من االستيالء علينها بسهولة ويسر دون حدوث أى مقاومة‪.‬‬
‫ومن الواضح أن أهم األسباب اليت أدت إىل مقتل حاكم عدن عامربن داود الطاهري هو شك سليمان ابشا وخوفه من‬
‫إقدام حكم عدن االستغاثة ابلربتغاليني ضد العثمانيني‪.‬‬
‫وما يوضح ذلك اقتناع سليمان ابشا برسالة اإلمام الزيدي شرف اليت حترضه ضد عامربن داود الطاهري‪ ،‬وهى اليت‬
‫ذكر فيها أنه مداهن لألفرنج الربتغاليني وأنه يريد إدخاهلم عدن (‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪ ،81‬سيد مصطفى‪ ،‬الفتح العثماين لليمن ص‪، 171‬أابظة‪ ،‬فاروق عثمان‪ ،‬عدن والسياسة الربيطانية يف‬
‫البحر األمحر‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب ‪1181‬م‪،‬ص ‪ 32‬أمة امللك الثور‪ ،‬ص ‪ ،337‬عن الوثيقة ص ‪.147‬‬
‫(‪)2‬ابحنان‪ ،‬اتريخ االحقاف‪ ،‬ص ‪.381‬‬
‫(‪)4‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪ ، 81‬ابن داعر‪ ،‬الفتوحات املرادية ص ‪ ،187‬الشلي‪ ،‬السناء الباهر ص ‪ ،448‬سيد مصطفى‪ ،‬الفتح‬
‫العثماين لليمن ص‪ ،171‬أابظة‪ ،‬عدن والسياسة الربيطانية ص ‪.32‬‬
‫(‪)3‬ابن داعر‪ ،‬الفتوحات املرادية ص ‪.187‬‬
‫(‪)3‬سيد مصطفى‪ ،‬الفتح العثماين لليمن ص ‪.171‬‬
‫(‪)7‬املوزعي‪ ،‬دخول العثمانيني األول لليمن ص ‪23‬‬

‫‪592‬‬
‫العرب والرتك عرب العصور ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫كما يوضح ذلك تقرير سليمان ابشا للسلطان العثماين واليت يذكر فيه أن حاكم عدن كان ينوى التحالفمع الربتغاليني‬
‫الكفار‪ ،‬وقد قيل له أن زورقا من زواقهم قد وصل إيل عدن مدة قريبة من وصوله إليها ابإلضافة إىل ذلك خشية‬
‫سليمان ابشا من حاكم عدن عامرمبن داود الطاهرى على إاثرة الفتنة ضد اجلند العثماىن عند تركهم يف عدن لذلك‬
‫ختلص منه (‪.)1‬‬
‫يضاف إىل ذلك عدم وجود الثقة حباكم عدن‪ .‬وعدم رغبة سليمان ابشا التعامل الطيب وتقدمي املساعد أو التعاون‬
‫معه‪ ،‬كونه على عالقة عدائية مع املماليك يف هتامة اليمن‪ ،‬والزيدية يف مشال اليمن‪ .‬ألن هذا التعاون سيؤدى إىل دخول‬
‫سليمان ابشا يف صراع مع هذه القوى اليمنية‪ .‬ولذلك فضل التخلص منه لتجنب الدخول يف عداء مع تلك القوى‪.‬‬
‫فضال عن أنه كان يريد اهناء الدولة الطاهرية يف عدن لتصبح اتبعة للحكم العثماىن‪ .‬وكذا اتصاف سليمان ابشا‬
‫ابلبطش والفتك و(حبه إلراقة الدماء وسفكه)(‪ .)2‬يضافإىل ذلك ما يتميز به موقع عدن من أمهية جتارية وعسكرية‬
‫للعثمانيني‪ ،‬وأمهية موقعها ملدخل البحر األمحر‪ ،‬وهذا البحر الذي كان العثمانيون يسعون جلعله حبرا عثمانيا خاليا من‬
‫الوجود الربتغاىل‪.‬‬
‫ابالضافة إىل ذلك أن سليمان ابشا كان خيشى عند ذهابه إىل اهلند أبسطوله البحر ملقاتلة الربتغاليني‪ ،‬أن يسبقه‬
‫الربتغاليون إىل عدن ويستولون عليها‪ ،‬وذلك سيشكل صعوبة سليمان ابشا العودة ابالسطوإلىل مصر كما أنه سيمكن‬
‫الربتغاليني حماصرة االسطول البحري العثماين ممن جهة اهلند ومن جهة عدن فيؤدى ذلك إىل تعرض االسطول العثماين‬
‫وما به من جند إىل اخلطر‪.‬‬
‫ولذلك بدأ سليمان ابالستيالء على عدن قبل ذهابه إىل اهلند كى يؤمن محاية ظهره من تواجد القوى الربتغالية يف‬
‫مناطق سري االسطول العثماين الواقعة فيما بني مصر واهلند‪.‬‬
‫يضاف إىل ذلك عدم ارتياح فرحات الصوابشي من تصرفات حاكم عدن‪ ،‬عندما أرسله سليمان ابشا للتمهيد حلملة‬
‫االسطول العثماين سنة ‪133‬هـ‪1341/‬م وهو أن فرحااتلصوابشي عندما وصل إىل عدن حامال اخللعة واملرسوم العثماين‬
‫لدخول حاكمها يف طاعتهم‪ .‬مل يعطيه ردا شافيا وكافيا لذلك‪ .‬وامنا وعدة ابلرد عليه عند عودته من الشحر وملا وصل‬
‫الصوابشى عائدا من الشحر ألخذ الرد حتاشى حاكم عدن مقابلته وإعطائه الرد الواضح وذلك خبروجهإىل خارج عدن‬
‫جتنبا للقائه‪ ،‬وأوكل أمراءه إعطائه ومن معه شيئا من الفلفل هدية منه‪ ،‬وأمهل أمر الرد عليه ولذلك حقد عليه فرحان‬
‫الصوابشى‪ ،‬وكان سببا لقتله (‪.)4‬‬
‫ابإلضافة إىل ذلك أوضح سليمان ابشا يف تقريره للسلطان العثماين صعوبة فتح عدن ابلطرق العسكرية لوال استخدامه‬
‫حيلة اخلديعة والغدر بقوله له لسلطاهنا ‪(:‬وال خيفى على العلم الشريف أنه لو مل يتم اختاذ مثل هذه التدابري فلم يتيسر‬
‫فتحها ولو دكت من اخلارج ألخذها ملا كان من املمكن قلع حجر منها بل مل يكن ابإلمكان التقرب منها ومن أرجائها‬
‫ألهنا اشتهرت منذ القدمي بصرامتها وكوهنا حصنا وقلعة حمكمة)‪.‬‬

‫(‪)1‬أمة امللك الثور ص ‪ 337‬عن الوثيقة ص ‪.147 ،143‬‬


‫(‪)2‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين ص ‪.11‬‬
‫(‪)4‬الكندى اتريخ حضر موت ص ‪ 183‬ابفقيه اتريخ الشحر ص ‪.233‬‬
‫‪595‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس ـــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فضال عن ذلك ذكر سليمان ابشا يف تقريره التحصينات الطبيعية ملدينة عدن أبن البحار جتيد هبا من جهاهتا الثالث ‪.‬‬
‫وبعد البحار حتيط هبا اجلبال العالية أقيمت عليها األبراج املرتفعة‪ ،‬وبذلك ( ال يوجد ما يضاهى قلعتها ابحلسن‬
‫واجلمال) ‪.‬‬
‫وعلى ذلك فلسليمان ابشا حيمد هللا أن مت فتح عدن بسهولة دون اراقة الدماء (‪ )1‬تلك كانت أهم األسباب اليت أدت‬
‫إىل استخدام سليمان ابشا الغدر واحليلة لالستيالء على عدن‪.‬‬

‫اإلقرتاح ‪:‬‬
‫اقرتح سل يمان ابشا من أجل استمرار تبعية عدن للنفوذ العثماىن عدة نقاط منها تزويد عدن ابلكثري من األسلحة‬
‫واملدافع واملعدات‪ ،‬ومنها ارسال اآلالت واالدوات اخلاصة يف بناء وتعمري عدن وقلعتها ومنها توفري مركبات للجند‬
‫العثماين حىت مت حتصيل املوارد املالية من احناء اليمن‪.‬‬
‫كما اقرتح أن تصرف هذه املرتبات أو العلوفات للجند العثماين واملستخدمني العسكرين من خزانة مصر ملدة سنة حىت‬
‫يتم التمكن من تنظيم والية اليمن‪ ،‬وايصال مواردها من أحناء أطرافها‪.‬‬
‫كذلك طلب سليمان ابشا من السلطان العثماىن اصدار أمر أو حكم تشريفى إىل واىل مصر‪ ،‬ابرسال مخسة آآلف‬
‫أردب من القمح وألفني قنطار من البارود يصل إىل عدن حلمايتها من أى غزو برتغاىل‪ ،‬تلك هى أهم املقرتحات اليت‬
‫اقرتاحها سليمان ابشا للمحافظة على بقاء عدن حتت يد السلطة العثمانية‪.‬‬
‫وكذا أوضحت الوثيقة أن خطبة يوم اجلمعة املصادف ‪ 14‬ربيع األول سنة ‪133‬هـ ‪ 11/‬سبتمرب ‪1348‬م قرئت يف‬
‫عدن ابلفتح ابسم السلطان العثماىن (‪ ،)2‬تعبريا عن دخوهلا حتت حكمه وطاعته‪.‬‬

‫الذهاب إىل اهلند والتعامل مع حكامها‪:‬‬


‫حترك سليمان ابشا ابالسطول احلرىب العثماىن من عدن إىل اهلند يف‪ 24‬ربيع االول سنة ‪133‬هـ ‪ 21 /‬سبتمرب ‪1348‬‬
‫م لقتال الربتغاليني (‪ )4‬وهو اهلدف الرئيسي حلملته‪ ،‬فوصل إىل (مطفر أابد) ابملغرب من (الديو) (‪ ،)3‬وآنذاك كانت‬
‫كجرات والديو يف اهلند حتت حكم السلطان حممود الذى توىل بعد ابيه السلطان هبادرشاه والذى قتله الربتغاليون يف‬
‫رمضان سنة ‪134‬هـ‪/‬فرباير ‪1348‬م (‪ )3‬حبجة اهتامه أنه كاتب العثمانني ملناصرته ضدهم‪ ،‬وكان حيكم إىل جانبه اخلواجا‬
‫صفر امللقب (خبواندخان) وامسه سليمان وهو أحد املماليك الذين قدموا إىل اهلند من اليمن‪.‬‬

‫(‪)1‬أمة امللك الثور ص ‪ 331‬عن الوثيقة ص ‪.147 ،143‬‬


‫)‪ (2‬أمة امللك الثور ص ‪ 332‬عن الوثيقة ص ‪.148‬‬
‫(‪)4‬ابفقيه‪ ،‬اتريخ الشحر ‪.233‬‬
‫(‪)3‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين ص ‪ ،81‬ابن داعر‪ ،‬الفتوحات املرادية ص ‪ ،187‬سيد مصطفى‪ ،‬الفتح العثماين لليمن ص ‪ ،172‬أابظة‪ ،‬عدن‬
‫والسياسة الربيطانية ص ‪.32‬‬
‫(‪)3‬املليباري‪ ،‬حتفة اجملاهدين ص ‪.213‬‬

‫‪590‬‬
‫العرب والرتك عرب العصور ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫التعامل‪:‬‬
‫أثر تعامل سلمان ابشا القادر مع أمراء مثر وحاكم عدن على تعامله مع قادة اهلند وحكامها‪ ،‬فقد حتاشوا مقابلته‬
‫أبنفسهم‪ .‬فمن جهة اخلواجا صفر (ظفر) فإنه عند وصول سليمان ابشا إيل اهلند أرسل إليه أنواع اهلدااي (‪ )1‬وكان يريد‬
‫الذهاب بنفسه الستقباله‪ ،‬ولكن نصحه أحد أصدقائه بقوله‪(:‬ان سليمان ابشا فتاك قتال ال يبقى على أحد) وعدد له‬
‫من قتلهم غدرا مبصر وعدن‪ .‬ولذلك أحجم عن مقابلته بنفسه‪ ،‬وظل يتعاون معه دون االلتقاء به‪.‬‬
‫ومن جهة السلطان حممود بن هبادر شاه فإنه أرسل إليه خاان كبريا من خوانيته وامسه (ألوخان) وكان يقود حنو مخسني‬
‫ألف فارس‪ .‬وقال له (قم يف خدمة سليمان ابشا وأعنه بعسكرك على الفرنج‪ ،‬وآهتم ابلذخرية‪ ،‬وبكل ما حيتاجون إليه)‪.‬‬

‫ولكنه عندما ذهب إليه إحتقره ومل يعظمه بل تركه واقفا حىت أكمل أتدية رسالته‪( ،‬ومل أيذن له يف اجللوس عنده) ‪ .‬هذا‬
‫املوقف جعل (ألوخان) يتقاعس عن تقدمي املساعدة العسكرية له‪ .‬كما أدى إىل غضب السلطان حممود‪ ،‬وظهر ذلك‬
‫عندما أرسل سليمان ابشا إىل السلطان حممود خبلعه وسيفلم بقبلها‪ ،‬وقال للرسول ‪(:‬قل ألستاذك أن كانت هذه اخللعة‬
‫والسيف من عند حضرة السلطان سليمان‪ ،‬نلبسها‪ ،‬وإن كانت من عندك فليس من مرتبتك إرسال اخللعة إلينا(‪ )2‬وهذا‬
‫يوضح انعدام ثقة حكام اهلند بسليمان ابشا‪.‬‬
‫وعلى ذلك فقد كان ملعرفة حكام اهلند بغدر سليمان ابشا أثره عليهم فقد ‪(:‬زاد نفورهم منه وكان ذلك سببا لعدم‬
‫مساعدهتم له على الربتغال) ولذلك خافوا منه ودبروا له حيله ضده وهي أهنم زوروا خطااب ابسم الربتغال بذكر أهنم‬
‫قادمون ابسطوهلم احلريب إىل (ديو) ملناصرة من هبا من الربتغاليني وحماربة االسطول العثماين‪ .‬وبذلك أدرك سلميان ابشا‬
‫صعوبة التعاون مع حكام كجرات يف اهلند إلمتام مهمته يف حماربة الربتغاليني فقرر العودة إىل سواحل اليمن للسيطرة‬
‫عليها‪ .‬وبذلك فشلت مهمة األسطول احلريب العثماين بتحقيق هدفه الرئيسي وهو حماربة الربتغاليني وطردهم من اهلند‬
‫(‪،)4‬وهذا بدوره شجع الربتغاليني على البقاء يف اهلند وسيطرهتم على التجارة يف احمليط اهلندي‪.‬‬
‫أما عن العمل العسكري لسليمان ابشا يف اهلند فإنه عندما وصل إىل كجرات ابهلند توجه إىل الديو حملاربة الربتغاليني‬
‫فحاصر قلعتها من جهة البحر وضرهبا ابملدافع الكبرية‪ ،‬أدت إيل تدمري أكثر حصينات القلعة (‪ ،)3‬ولكنه مل يستمر يف‬
‫احلصار والتقدم لالستيالء على القلعة بسبب انعدام الثقة بينه وبني حكام اهلند‪ ،‬وخوفه من قدوم األسطول احلريب‬
‫الربتغايل ملساعدة من يف القلعة منهم ‪ ،‬فقرر العودة لالستيالء على سواحل اليمن‪.‬‬
‫وابلنسبة للقوة العسكرية العثمانية فقد بقيت مجاعة كبرية منهم طمعا يف العلوفة (املرتبات) الكبرية اليت كان حكام اهلند‬
‫يدفعوهنا‪ ،‬كما تركت معهم عدة مدافع كبرية الستخدامها يف مقاتلة الربتغاليني (‪ ،)3‬وقد استمر إقامة األسطول احلريب‬
‫العثماين يف اهلند ملدة شهرين (‪.)7‬‬

‫(‪)1‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين ص ‪ ،82‬ابن داعر‪ ،‬الفتوحات املرادية ص ‪ ،187‬سيد مصطفى‪ ،‬الفتح العثماين لليمن‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫(‪)2‬النهزوايل‪ ،‬الربق اليماين‪ ،‬ص ‪. 84-81‬‬
‫(‪ )4‬النهزوايل الربق اليماين ص ‪ 84- 81‬سيد مصطفي الفتح العثماين لليمن ص ‪. 173-172‬‬
‫(‪)3‬املليباري حتفة اجملاهدين ص ‪ 218‬اابظة عدن و السياسة الربيطانية ص ‪. 34‬‬
‫(‪)3‬النهزواىل‪ ،‬الربق اليماين ص ‪83‬‬
‫(‪ )7‬ابحنان اتريخ االحقاف ص ‪.381‬‬
‫‪595‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس ـــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وصول سليمان ابشا إىل الشحر وتعامله مع حاكمها‪:‬‬


‫ىف اليوم الرابع من شهر رجب سنة ‪133‬هـ ‪ 27 /‬نوفمرب سنة ‪1348‬م وصل سليمان ابشا ابالسطول احلريب العثماين‬
‫(‪)1‬‬
‫إىل الشحر عائدا من اهلند‪ .‬وآنذاك ساور أهل الشحر الشكوك واخلوف من أن يكون هذا االسطول اتبعا للربتغاليني‬
‫ورمبا فكروا ابالستعداد ملواجهته‪ ،‬ولكن خوفهم زال عند معرفتهم أن هذا األسطول اتبعا للسلطان العثماين‪ ،‬وهم القوة‬
‫االسالمية اليت قدمت احملاربة الربتغاليني وتقدمي املساعدة للحكام املسلمني‪ .‬وخالل وصول سليمان ابشا أبسطوله إىل‬
‫الشحر‪ ،‬مل يكن بدر بن طويرق موجودا فيها لذهابه حملاربة املخالفني له يف حضر موت‪ .‬ولكنه أوكل إىل انئبه أمحد بن‬
‫مطران استقبله وتوفري ما حيتاجه من املؤن‪ .‬ولذلك توجه أمحد بن مطران إىل السفينة سليمان ابشا للرتحيب به فاستقبله‬
‫سليمان أحسن استقبال وخلع عليه‪ .‬وآنذاك مسح امحد بن مطران للجند األتراك العثمانيني النزول إىل الشحر لشراء ما‬
‫حيتاجونه من البضائع التجارية واحلاجات املطلوبة هلم‪.‬‬
‫وأثناء ذلك مت االتفاق على أن يدفع حاكم الشحر رسوما للعثمانيني قدرها عشرة آالف أشرىف سنواي إال أنه مل يف هلم‬
‫هبذا االتفاق (‪ ،)2‬ويرجع ذلك إىل أن الظروف املالية حلاكم الشحر من حماربته للربتغاليني وصراعه مع القوى الداخلية مل‬
‫متكنه من االستمرار بدفع املبلغ سنواي‪ ،‬كما أن االتفاق بدفع هذا املبلغ يعرب عن التزام حاكم الشحر بطاعة العثمانيني‬
‫دون إجباره على توفري املبلغ إذا مل تسمح احلالة املالية لبالده‪ .‬كما مت االتفاق على تسليم سليمان ابشا االسراء‬
‫الربتغاليني الذين أسرهم الشحر واملقدر عددهم بنحو ثالثني أسريا (‪ ،)4‬كما وعد سليمان ابشا ابعطاء بدر الطني‬
‫طويرق أمرا حيكم حضر موت من ابب عدن حىت ظفار (‪ ،)3‬ابإلضافة إىل أن سليمان ابشا أرسل سنجقا مع مجاعة من‬
‫(‪)3‬‬
‫أصحابه حاكم الشحر بدر بن طويرق إىل حضر موت‬

‫تعامل سليمان ابشا مع حاكم الشحر‪:‬‬


‫اتسمت العالقة بني سليمان ابشا وحاكم الشحر بدر بن طويرق ابلتعامل الطيب‪ .‬ويرجع ذلك إىل املرحلة التمهيدية‬
‫الىت قام هبا فرحات الصوابشى إىل الشحر سنة ‪133‬هـ‪1341/‬م والىت أبلغ حاكمها أن سليمان ابشا قادم ابألسطول‬
‫احلريب حملاربة الربتغاليني‪ ،‬ويطلب منه التعاون معه ضدهم وامداده ابملؤن اليت حيتاجوهنا‪ .‬وكان فرحات الطوابشى قد محل‬
‫معه خلعة ومرسوما حلاكم الشحر تعبريا عن استعداد السلطنة التعاون معه‪ .‬وملما تسلم حاكم الشحر اخللعة واملرسوم‬
‫من فرحات الطوابشي عند وصوله إىل الشحر مث اإلحتفال هبذا التسليم وهم واقفون مجيعا تواضعا ألمر السلطان‬
‫العثماين القانوين وهذا يعرب عن استعداد حاكم الشحر إلعالنه الوالء والتعاون مع السلطان العثماين ولذلك خطب له‬

‫(‪ )1‬ابفقيه اتريخ الشحر ‪ 231‬سيد مصطفي الفتح العثماين لليمن ص ‪. 173‬‬
‫(‪ )2‬ابفقيه اتريخ الشحر ‪ 238‬ابحنان اتريخ االحقاف ص ‪ 381‬سيد مصطفي الفتح العثماين لليمن ص ‪ 173‬ابوزير صفحات من‬
‫التاريخ احلضرمي ص ‪ 128‬اابظة عدن و السياسة الربيطانية ص ‪ 34‬اجلعيدي عبد هللا سعيد حضر موت و االحتالل العثماين االول جملة‬
‫سبا عدد ‪ 1328 ، 13-13‬هـ ‪ ، 2771/‬ص ‪. 281‬‬
‫(‪ )4‬ابفقيه اتريخ الشحر ‪ 231‬ابوزير صفحات من التاريخ احلضرمي ص ‪. 121-121‬‬
‫(‪)3‬ابوزير صفحات من التاريخ احلضرمي ص ‪ 127‬اجلعيدي حضر موت و االحتالل العثماين االول ص ‪. 281‬‬
‫(‪ )3‬ابفقيه اتريخ الشحر ‪ 238‬اجلعيدي حضر موت واالحتالل العثماين االول ص ‪. 281‬‬

‫‪591‬‬
‫العرب والرتك عرب العصور ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫يف جامع الشحر يف اول مجعة قدمت بعد تسليمه للخلعة واملرسوم كما أنه ابلغ خطباء جوامع بالده أن بالده أن‬
‫خيطبوا فيها ابسم السلطان العثماين سليمان القانوين‪.‬‬
‫وتعبريا عن احرتام حاكم الشحر لسليمان ابشا واىل مصر أرسل إليه هدية مثينة أثناء واليته هلا وهي عبارة عن ( فص من‬
‫املاس ومخسمائة مثقال عنرب ) أصلى ابإلضافة إيل ذلك أعطى رسوله فرحات الصوابشي واجلماعة املرافقة له هدية‪(:‬حنو‬
‫ثالثني هبار فلفل )(‪.)1‬‬
‫يضاف اىل ذلك أن حاكم الشحر كان قد كاتب سليمان القانوين يطلب مساعدته ضد الربتغاليني‪ ،‬ويبدى استعداده‬
‫ملواالته وطاعته‪ ،‬كونه حاكما مسلما وخوفا على بالده أن تقع حتت قبضة الربتغاليني (‪ )2‬كما أن موقف حاكم الشحر‬
‫بدر بن طويرق كان واضحا يف حماربته للغزو الربتغايل لبالده لعدة مرات‪ ،‬وقد أسر منهم الكثري ختلل تلك احلروب عدة‬
‫مصاحلات الطالق االسرى‪.‬‬
‫أسفرت تلك املواقف اليت اتبعها حاكم الشحر بدر بن طويرق رضى سليمان ابشا ورسوله فرحات الصوابشي‪ ،‬لذلك‬
‫اختلف التعامل معه عند وصول سليمان ابشا ابالسطول احلريب إىل الشحر‪.‬‬
‫تعامل سليمان ابشا مع واىل زبيد وهتامة‪:‬‬
‫بعد أن وثق سليمان ابشا ابن سواحل حضر موت اصبحت حتت والء السلطنة العثمانية حنرك ابألسطول احلريب الرتكي‬
‫العثماين من الشحر حنو عدن يف ‪ 14‬شعبان ‪133‬هـ‪ 3 /‬يناير ‪1348‬م (‪ )4‬ومنها سار حنو ميناء املخاء ونزل فيها‪.‬‬
‫وعن تعامل سلميان ابشا مع حاكم زبيد وهتامة اململوكى فقد استمت ابحليلة والغدر‪ ،‬وهي العادة اليت اتبعها سلميان‬
‫ابشا مع الكثري من االمراء الذين ال يثق هبم‪ .‬وىف ذلك الوقت كانت زبيد وهتامة حتت حكم املماليك‪ ،‬وكانوا قد أعلنوا‬
‫والءهم وطاعتهم للسلطنة العثمانية منذ سقوط دولتهم مبثر سنة ‪111‬هـ ‪1311 /‬م وظلوا مواليني هلا وحيكمون اليمن‬
‫ابمسها‪ .‬اال ان سليمان ابشا مل يثق هبذا الوالء فعمل ابحليلة والغدر على التخلص منهم وحول تعامله الغادر معهم‬
‫أوردت املصادر رأيني وىف كل رأى تعامل ظاهري وخفي هي اآليت‪:‬‬
‫الرأي األول‪ :‬التعامل الظاهري‪:‬‬
‫وفيه عندما أرسي سلميان ابشا أبسطوله احلريب يف ميناء املخا ونزل فيها‪ ،‬أظهر حسن النية والطيبة مع حاكم زبيد‬
‫وهتامة اململوكي النأخوذة أمحد‪ ،‬فأرسل إليه‪ .‬خبلعة سنية أو مثينة ومرسوم فيه منحة األمان وبذكر فيه أنه سيظل انئبا عن‬
‫السلطنة العثمانية يف اليمن كما هو‪ .‬ويطلب منه الوصول إليه بنفسه‪ ،‬الستكمال إجراءات توكيد بقائه يف هذا‬
‫املنصب‪ .‬وملا وصل املرسوم ابألمان للناخوذة أمحد ساوره الشك والقلق ولذلك استشار أكابر خاصته‪ ،‬ونتيجة ملا‬
‫اتصف به سليمان ابشا من املكر وسفك الدماء وغدره حباكم عدن بقتله‪ .‬فكل خاصته أشاروا عليه بعدم الذهاب إليه‬
‫وحذروه من خدعه وشره ومكره‪ .‬وأبدوا استعدادهم لطاعته أن برضى منهم ابلطاعة أو احلرب ان أرادها ومل يرض‬
‫ابلطاعة ولكن الناخوذة أمحد مل يرد إظهار نفسه انه غري مطيع ألوامر سليمان ابشا ولذلك غلب عليه رأى الذهاب‬

‫(‪)1‬ابفقيه اتريخ الشحر ‪233‬‬


‫(‪)2‬ابوزير ‪ ،‬صفحات من التاريخ احلضرمي ص ‪. 127‬‬

‫(‪)4‬ابفقيه اتريخ الشحر ‪.238‬‬


‫‪597‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس ـــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وعدم استصواب لرأى كبار أصحابه بعدم الذهاب‪ .‬ولذلك قرر السري ملقابلة سليمان ابشا واصطحب معه من خاصته‬
‫وعبيده حنو اخلمسمائة‪ ،‬كما محل معه قدر عليه من اهلدااي لتقدميها له (‪.)1‬‬

‫التعامل اخلفى‪:‬‬
‫هو استخدام سليمان ابشا اسلوب احليلة والغدر كعادته‪ ،‬ولذلك فما أن وصل إليه الناخوذة أمحد واىل زبيد حىت أسرع يف احلال‬
‫اىل التخلص منه ابلقتل وكان قتله يف ‪ 8‬شوال ‪133‬هـ‪ 21 /‬فرباير ‪1341‬م (‪.)2‬‬
‫أاثر قتل سليمان ابشا للناخوذة أمحد مفاجأة ملن كان معه من خاصته وعبيده اخلوف والذعر واإلسراع يف اهلرب والتشتت خوفا‬
‫علي أنفسهم من أن يناهلم نفس املصري ‪ .‬اال أن سليمان ابشا تعامل معهم بنفس األسلوب املاكر فمن حيث التعامل الظاهرى‬
‫اندهم للحضور اليه ليصرف هلم العلوفة أو املكافآت ومن املعتقد انه قدم هلم املواثيق والعهود بعدم التعرض هلم بسوء‪ ،‬وانه ال‬
‫ذنب هلم مبا فعله حاكم زبيد وهو ال يرغب يف قتلهم‪ ،‬وانه مينحهم العفو واألمان وطلب عودهتم ملنحهم املكافآت أو العلوفة‪.‬‬
‫ولذلك اقتنعوا بنادئه إليهم وعادوا الستالم العلوفة فكان مصريهم القتل‪.‬‬
‫وىف اخلفية أنه كان يريد خدعهم ابحلضور إليه واحليلة الىت استخدمها للتخلص منهم ابلقتل هي أنه أدخلهم يف حوش كبري له‬
‫ابب واحد وفيه بدأ بناديهم على شخصيني شخصني الستالم علوفاهتم او مكافآهتم وكان كل من خيرج من احلوش يتم قتله دون‬
‫معرفة االخرين ممن كانوا يف احلوش‪ .‬وبذلك متكن من التخلص منهم مجيعا ابلقتل (‪ )4‬وهبذه الطريقة اخلادعة سهل عليه االستيالء‬
‫على زبيد وهتامة‪.‬‬
‫الرأى الثاىن‪:‬‬
‫وهو أن سليمان ابشا استخدم فيها احليلة واخلداع وهي أنه اوكل إيل مجاعة من أصحابه الدهاة مهمة السعي يف املصاحلة أو‬
‫الوساطة فيما بينه وبني حاكم زبيد وهتامة الناخوذة أمحد اململوكي‪ .‬وخالل السعي هلذه املصاحلة او كل إليهم سليمان ابشا ان‬
‫يفسدوا املماليك يف هتامة على واليها إما ابلرتغيب مبنحهم املكافآت والرتب والعفو عنهم أو ابلرتهيب مبعاقبتهم وتضرر‬
‫مصاحلهم‪ .‬ولذلك ما ل الكثري من اتباع الناخوذة على صف سليمان منهم مجاعة من القادة الشجعان وأدى ذلك تسللهم اىل‬
‫سليمان ابشا ومل يبق مع الناخوذة امحد اال القلة و أ مام ذلك مل يكن له بد من طلب األمان من سليمان ابشا واالجتاه ملقابلته‪،‬‬
‫وبعد منحه األمان وسريه إليه‪ ،‬أمر سليمان طائفة من جنده أن يلتقوه يف الطريق ويقتلوه قبل وصوله إليه‪ ،‬وابلفعل ابدروا بقتله‬
‫وقتل الكثري من اتباعه عندما قاربوا الوصول إليه(‪.)3‬وكان قتلهم يف ‪8‬شوال سنة ‪133‬هـ ‪ 21 /‬فرباير ‪1341‬م‪ .‬بعد ذلك وىل‬
‫سليمان ابشا أمر زبيد وهتامة أحد السناجق األتراك العثمانيني وهو مصطفى بك وكان يشعل من قبل نيابة غزه‪ ،‬وكتب له طغراء‬
‫أو امرا سلطانيا بتوليته زبيد وهتامة وترك معه مجعا كبريا من اجلند الرتكي العثماين‪ ،‬وبذلك أرسل سليمان ابشا جاووش إيل الباب‬
‫العاىل مبشرا بفتح بلدان كثرية من بالد اليمن (‪ )3‬وهكذا جنحت حيلة سليمان ابشا وغدره يف االستيالء على زبيد وهتامة‪.‬‬

‫(‪ )1‬النهزوايل‪ ،‬الربق اليماين ص ‪ 83‬ابن داعر الفتوحات املرادية ص ‪187‬‬


‫(‪)2‬النهزواىل الربق اليماين ص ‪ ،87-83‬ابن داعر‪ ،‬الفتوحات املرادية ص‪187‬‬
‫(‪)4‬النهزوايل الربق اليماين ص ‪ 87-83‬ابن داعر الفتوحات املرادية ص ‪ 187‬سيد مصطفي الفتح العثماين لليمن ص ‪ 173‬اابظة عدن و‬
‫السياسة الربيطانية ص ‪. 34‬‬
‫(‪)3‬حييي بن احلسني‪ ،‬غاية األماىن يف أخبار القطر اليماين ‪،‬حتقيق‪ ،‬سعيد عاشور‪ ،‬دار الكتاب العرىب للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‬
‫هـ‪1178/1488‬م‪ ، 783-783 /2،‬عيسى بن لطف‪ ،‬روح الروح فيما حدث بعد املائة التاسعة من الفنت والفتوح‪ ،‬حتقيق ابراهيم‬
‫املقحفى‪ ،‬مركز عبادى للدراسات والنشر صنعاء ط‪ 1323 ، 1‬هـ‪ 2774/‬م ‪،‬ص‪111‬‬
‫(‪)3‬النهزوايل الربق اليماين ص ‪ 87‬سيد مصطفي الفتح العثماين لليمن ص ‪ 177‬اابظة عدن و السياسة الربيطانية ص ‪. 34‬‬

‫‪599‬‬
‫العرب والرتك عرب العصور ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫السري حنو جيزان وجدة‪:‬‬


‫بعد ان متكن سليمان ابشا من االستيالء على سواحل هتامة اليمن وتوليتها للقادة االتراك العثمانيني‪ .‬عزم على التوجه حنو جدة‬
‫فمر على طريقة علي جزيرة كمران ( قمران ) ووىل عليها أحد القادة العثمانيني فنزل اليها مع حاميته خوفا من اقدام الربتغاليني‬
‫على االستيالء عليها‪ .‬كما مر يف طريقه على جيزان ( جازان ) ليجعلها اتبعة للسلطنة العثمانية حىت يكمل السيطرة على‬
‫سواحل اليمن وجيزان حىت جدة لتصبح هذه السواحل ضمن النفوذ العثماين ألهنا الدولة األكثر قوة واليت ابمكاهنا محاية هذه‬
‫السواحل من الغزو الربتغاىل‪ .‬وعن الطريقة الىت مت االستيالء فيها على جيزان وهو انه كاتب شريف مكة يطلب منه تسلمها له‬
‫حىت ال يثري غضبه ويتحول اىل خصام يؤدي اىل قتال فيما بينهما‪ ،‬وجراي على طريقة سليمان ابشا ان يستوىل على املناطق‬
‫ابحليلة ودون قتال‪ .‬فوافق شريف مكة علي ان تكون جيزان اتبعة للسلطنة العثمانية كونه هو نفسه اتبعا هلا‪ .‬ولعدم مقدرته املالية‬
‫والعسكرية االحتفاظ جبيزان وجعلها اتبعة له‪ .‬فكتب اىل نوابه على جيزان ان يسلموها اىل سليمان ابشا(‪ )1‬وكان شريف مكة أبو‬
‫منى قد استوىل على جيزان من حاكمها عامر عزيز سنة ‪133‬هـ‪1341/‬م بسبب خالف نشب بينهما وترك فيها نوااب له (‪.)2‬‬
‫وخيشى استمرار احلرب بينه وبني عامربن عزيز الذي هرب اىل اقصى البالد‪.‬‬
‫وعندما سيطر سليمان ابشا على جيزان وىل عليها أمريا عثمانيا وترك معه حامية عسكرية عثمانية‪ ،‬وجعله اتبعا للواىل العثماين‬
‫لزبيد وهتامة‪ ،‬واهلدف من ذلك جعل قيادة سواحل هتامة حتت قيادة واحدة حىت يتمكن من جتميعهم ملقاتلة الربتغاليني أو إذا‬
‫حاولوا االجتاه لالستيالء على سواحل هتامة اليمن وحجاز‪.‬‬
‫وعن استيالء سليمان ابشا جليزان أبلغ السلطنة العثمانية أهنا ضمن البلدان اليت متكن من فتحها‪ .‬ومن جيزان ( جازان ) حترك‬
‫سليمان ابشا ابألسطول احلريب العثماين حنو جدة‪ ،‬فوصلها يف يوم ‪ 27‬ذو القعدة ‪133‬هـ‪ 11 /‬ابريل ‪1341‬م‪ .‬وأقام خميمه يف‬
‫سواحلها ومنها عمل على ارسال االسطول احلريب مبا فيه من االغربة والربشات و اآلالت حنو مصر‪ .‬وبقي هو مع قلة من‬
‫اصحابه وتوجه حنو مكة ألداء فريضة احلج‪ ،‬وفيها التقى الشريف مكة و أبمري احلج املصري ‪ ،‬وبعد أتدية سليمان ابشا ملناسك‬
‫احلج سار حنو مصر برا برفقة أمري احلج املصري والشامي كما اصطحب معه مجعا من امراء مكة وقضاهتا لتوصيلهم إيل الباب‬
‫العايل إلبقاء منصب القضاء بيد العرب كما جرت العادة‪.‬‬
‫وبعد وصول سلميان ابشا إيل مصر توجه إيل إستانبول وفيها عني وزيرا ابلباب العايل‪ ،‬وظل ىف هذا املنصب حىت نشبت مناقشة‬
‫(‪)4‬‬
‫مشاجرة بينه وبني الوزير الثاىن أسفرت عن عزهلما واستمر معزوال حىت وفاته سنة ‪177‬هـ ‪1334 /‬م‬
‫وإذا كان اهلدف األساسي الجتاه األسطول احلريب الرتكي العثماين هو طرد الربتغاليني من ديو يف اهلند (‪)3‬فأن ذلك مل يتحقق‬
‫فتحول اهلدف إىل السيطرة على سواحل اليمن لتكون قاعدة الستقرار العثمانيني متكنهم من منع الربتغاليني من السيطرة عليها‬
‫وعلى مداخل البحر األمحر‪ ،‬كما متكنهم من معاودة حماربة الربتغاليني يف بلدان اهلند ومواليها ونزع سيطرهتم على الطريق التجاري‬
‫يف احمليط اهلندي‪.‬‬

‫(‪)1‬ابفقيه‪ ،‬اتريخ الشحر‪ ،231 ،‬سيد مصطفى‪ ،‬الفتح العثماين لليمن ص ‪171‬‬
‫(‪ )2‬النهزوايل الربق اليماين ص ‪88‬‬
‫(‪)4‬النهزواىل الربق اليماين ص‪ ،12-88‬الشلي‪ ،‬السناء الباهر ص‪،441‬سيد مصطفى‪ ،‬الفتح العثماين لليمن ص‪.171‬‬
‫(‪)3‬القيسي ‪ ،‬اجملاهبة الربتغالية‪ -‬العثمانية يف املياه العربية ص‪.117‬‬
‫‪598‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس ـــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أثر تعامل سليمان ابشا‪:‬‬


‫كان الستخدام سليمان ابشا اسلوب احليلة واخلداع للتخلص من األمراء و القادة أثره على سليمان ابشا نفسه حيث أنه مل يكن‬
‫يستطيع النزول سفينته إىل الرب ملقابلة القوى االسالمية يف البلدان اليت اجته ملساعدهتا يف اهلند‪ ،‬أو االستيالء عليها يف سواحل‬
‫اليمن‪ ،‬وذلك لعدم ثقته من طاعتهم له‪.‬وخوفا من أن ميكروا به أو يستخدموا معه احليلة للتخلص منه ابلقتل‪ ،‬وهو نفس تصرفه‪.‬‬
‫ولذلك ظل يف ظهر السفينة طيلة رحلته من مصر حىت عودته إىل جدة وذهابه إىل احلج‪.‬‬
‫كما أن تعامل سليمان ابشا املاكر خلق عدم الثقة فيما بينه وبني القوى احلاكمة يف اليمن واهلند ولذلك مل يتعاونوا معه التعاون‬
‫املطلوب‪ ،‬فأدى ذلك إيل عدم مقدرة القوى االسالمية رغم كثرهتا حتقيق النصر أو التغلب على القوى الربتغالية رغم قلتها‪ ،‬وذلك‬
‫النعدام الثقة والتعاون بني الطرفني‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإن التعامل األخالقي واإلنساين والديين والقانوين من أهم العوامل اليت تؤدى إيل متكن القادة من إقناع اجلند وسكان‬
‫البلدان على طاعتهم‪ ،‬كما أهنا من أهم املرتكزات اليت تؤدى إيل حتقيق النصر‪ ،‬ابإلضافة اىل اهنا من أهم الدعائم الىت تؤدى إيل‬
‫خلق الثقة فيما بني القادة وجندهم وقادة وسكان البلدان األخرى‪.‬‬
‫وىف هذا اجملال فقد كان تعامل القادة الربتغاليني مع قواهتم يتصف ابلتعامل اإلنساين‪ ،‬مل يكن يسوده اخلالف والتصارع ومل حيدث‬
‫فيما بينهم الصراع من اجل السلطة‪ ،‬فأدى ذلك إيل أن أطاعهم الكثري من سكان اهلند غري املسلمني‪ ،‬يف حني أن املسلمني‬
‫كانوا على خالف كبري مع بعضهم البعض‪ ،‬وكانوا يقتلون بعضهم البعض من أجل السلطة‪ .‬وذلك ما أوضحه املليبار بقوله‪(:‬ومل‬
‫يسمع أن أحدا منهم ( اى الربتغاليني ) قتل كبريهم ألجل الوالية‪ ،‬ولذلك دانت هلم مع قلتهم‪ ،‬رعاة مليبار وغريها خبالف ما‬
‫عليه عساكر املسلمني وأمراؤهم من اختالف وطلب االعتزال على الغري ولو بقتله) (‪.)1‬‬
‫وهذه صورة توضح ما كان عليه املسلمون من خالف سبب عدم انتصارهم على الربتغاليني‪.‬‬
‫اخلامتة‬
‫استعرض هذا البحث استخدام سليمان ابشا اسلوب احليلة واخلداع مع القوى احلاكمة لسواحل اليمن لالستيالء عليها‪ .‬فكان‬
‫هلذا التعامل أثره على القوة العثمانية‪ ،‬وهي أن محلة األسطول احلريب العثماين مل حيقق هدفه يف اهلند‪ ،‬من مناصرة مسلميها يف‬
‫قتال الربتغاليني‪ .‬وهو اهلدف الرئيسي الذي جاء بناء االسطول احلريب سببا له‪.‬‬
‫ولذلك فإن سليمان ابشا حول هدف األسطول حنو االستيالء على سواحل اليمن‪ .‬رغم أن حكامها كانوا يرحبون ابالتراك‬
‫العثمانيني للتعاون معهم حملاربة الربتغاليني كما أهنم أعلنوا طاعتهم للسلطنة العثمانية‪ ،‬ومل يكونوا حباجة إيل استخدام احليلة‬
‫واملكر‪ ،‬ولكن تعامل سليمان ابشا املاكر بقتل حكامها كان له أثر كبري على عدم تعاون القوى يف اليمن مع القوة العثمانية‪.‬‬
‫وما نستنتجه من هذا البحث أنه على الرغم من تكرار تعامل سليمان ابشا ألسلوب احليلة واخلداع ومعرفة الكثري منهم لتعامله‬
‫هبذه الطريقة‪ ،‬اال أنه مل يكن ألحد من احلكام واألمراء ان يستطيع إدراك هدف تعامله‪ ،‬والسبب يف ذلك يرجع إيل أنه كان يبدأ‬
‫ابلتعامل الطيب معهم وتقدميه للخلع واهلدااي‪ ،‬ووعده هلم يف إبقائهم يف حكمهم‪ ،‬مث حيول تعامله الطيب معهم ووعده إىل حيلة‬
‫ومكر للتخلص منهم ابلقتل‪ .‬وهذا يف حد ذاته مل حيقق للقوى االسالمية رغم كثرهتا االنتصار على الربتغاليني رغم قلتهم‪ ،‬وهذه‬
‫هي الصورة اليت ظلت مسيطرة على تعامل القوى االسالمية يف الكثري من البلدان‪ .‬وبسبب ذلك كان املسلمون ضعفاء أمام‬
‫اآلخرين‪.‬‬

‫(‪)1‬املليبارى‪ ،‬حتفة اجملاهدين ص ‪.273‬‬

‫‪584‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like