Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 1069

‫الكتاب ‪:‬شرح األزىار(المنتزع المختار من الغيث المدرار)‬

‫تأليف ‪ :‬العبلمة أبو الحسن عبد اهلل بن مفتاح رحمو اهلل‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫الجزء األكؿ‬
‫من كتاب المنتزع المختار من الغيث المدرار المفتح لكمائم األزىار في فقو األئمة األطهار * انتزعو من‬
‫ىو لكل مبهم مفتاح العبلمة أبو الحسن عبد اهلل بن مفتاح رحمو اهلل‬
‫(تنبيو) طبع الكتاب على نسخة مصححة نسخت بحواشيها على نسخة شيخ اإلسبلـ القاضي العبلمة‬
‫محمد بن علي الشوكاني سنة ‪ 7027‬كقرئت عليو كذلك بخط القاضي علي بن عبد اهلل سهيل‪.‬‬
‫)تنبيو آخر(جميع الحواشي الموجودة باألصل كالتعاليق التي بين األسطر في النسخ الخطية جعلناىا‬
‫جميعا تحت األصل بنمرة مسلسلة مفصولة بجدكؿ * كإذا كانت الحاشية مكررة من موضع كاحد فقد‬
‫جعلنا لها عبلمة نجمة بين قوسين ىكذا (*) كإذا كاف على الحاشية حاشية أخرل فقد جعلنا في‬
‫موضعها قوسا عزيزيا كداخلو نمرة لئبل تلتبس بغيرىا ىكذا كبعد تماـ الحاشية األصلية تكوف الحاشية‬
‫المذكورة بنمرتها على الترتيب * كما كاف من تذىيب فوؽ لفظ الشرح أك في أكؿ الحاشية فهو متعذر‬
‫كضعها ككذا الحواشي الصغيرة بين األسطر في األصل متعذر كتابتها ككضعها بين األسطر في طبع‬
‫الحركؼ بخبلؼ طبع الحجر فلذا جعلناىا مع الحواشي * كالتذىيب في آخر الحاشية جعلناه تقريرا‬
‫كجعل أىل المذىب فوؽ الراء نقطة عبلمة للصحة كىو عبلمة للكبلـ المختار لديهم كىو بهذا اللفظ‬
‫قرز ألنو يوجد تقرير ببل نقط * كأما تبيين رموز الحركؼ التي في األصل أك في الحواشي من أسماء‬
‫العلماء كأسماء الفرؽ كأسماء الكتب فقد ذكرنا جميع ذلك في ترجمة مستقلة مع ترجمة المؤلف‬
‫كتراجم الرجاؿ المذكورين في ىذا الكتاب كىي موضوعة قبل ىذا‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫)الحمد هلل رب العالمين كالصبلة كالسبلـ على سيدنا محمد كآلو كصحبو أجمعين(‬
‫(أما بعد( فقاؿ المصنف رحمو اهلل تعالى‪:‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫(مقدمة) { (‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفي الصحاح ما لفظو‪ :‬كمقدمة الجيش ‪ -‬بكسر الداؿ أكلو ‪ -‬انتهى‬
‫كلفظ الشرح الصغير‪ :‬كالمقدمة مأخوذة من مقدمة الجيش للجماعة المتقدمة منو من قدـ بمعنى تقدـ‪.‬‬
‫يقاؿ (مقدمة العلم) لما يتوقف عليو الشركح في مسالمة‪ .‬كمقدمة الكتاب الطائفة من كبلـ قدـ إماـ‬
‫المقصود الرتباط لو بها كانتفاع بها فيو‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫ثم قاؿ‪ :‬الفرؽ بين مقدمة العلم كمقدمة الكتاب مما خفي على كثير من الناس‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ لطف اهلل‪ :‬قولو‪ :‬كالفرؽ بين مقدمة العلم‪...‬إلخ‪ ،‬ذلك الفرؽ ىو أف النسبة بينهما التباين‬
‫كلي؛ فإف مقدمة العلم معاف‪ ،‬كمقدمة الكتاب ألفاظ‪ ،‬فأما النسبة بين ألفاظ مقدمة العلم يجيء األلفاظ‬
‫التي تدؿ على الحد كالموضوع كالغاية على ما ىو المشهور من معنى مقدمة كبين مقدمة الكتاب‪ ،‬ككذا‬
‫بين المعاني التي ىي مقدمة العلم كبين مدلوالت مقدمة الكتاب‪ ،‬كالعموـ من كجو أنو اعتبر في مقدمة‬
‫الكتاب التقديم‪ ،‬كلم يعتبر التوقف‪ ،‬كعكس في مقدمة العلم‪ ،‬كاالجتماع حيث يصدر الكتاب بذكر‬
‫الحد كالموضوع كالغاية كصدؽ مقدمة العلم بدكف مقدمة الكتاب حيث لم يصدر الكتاب بذكر ذلك‪،‬‬
‫كالعكس حيث صدر بغيرىا‪ .‬انتهى من بعض شركح غير اإلماـ‪.‬‬
‫(*) يقاؿ بفتح الداؿ ككسرىا كالفتح على أف المعنى أف المؤلف أيده اهلل قدمها إماـ المقصود فهي اسم‬
‫مفعوؿ بالكسر على أف المعنى أنها قدمت شيئا إماـ المقصود كىو معاني فصولها كيكوف نسبة التقديم‬
‫إليها مجازا كإال فالمقدـ حقيقة ىو المؤلف أيده اهلل تعالى كذلك كما يقاؿ عيشة راضية كالمعنى مرضية‬
‫كيمكن أف مقدمة بالكسر بمعنى متقدمة في نفسها من غير نظر إلى أنها قدمت شيئا فقد جاء ذلك‬
‫كمنو المثل (قد بين الصبح الذم عينين) كال يريدكف أنو بين شيئا آخر بل يريدكف أنو قد تبين كاتضح‪.‬‬
‫يضرب مثبل لمن لم يفهم األمر مع اتضاحو‪ ،‬أك تعامى عنو فيكوف المعنى‪ :‬أنها متقدمة ال بالنظر أف شيئا‬
‫آخر قدمها‪ ،‬كال أنها قدمت شيئا‪ ،‬كعلى الجملة فهي ما يقدـ أماـ المقصود الرتباط لو بها‪ ،‬كانتفاع بها‬
‫فيو‪ ،‬كفي كونها مقدمة علم أك مقدمة كتاب فرؽ يذكركنو‪ ،‬كىو في الحقيقة اعتبارم ال حقيقي؛ ألنهم‬
‫يقولوف‪ :‬إف مقدمة العلم ىي التي يتوقف على معرفتها معرفة مسائلو‪ ،‬كمقدمة الكتاب لطائفة من كبلمو‬
‫قدمت لبلنتفاع بها فيو؛ لما بينهما من اإلرتباط‪ ،‬سواء توقف عليها أ ـ ال كىذه ىي مقدمة كتاب؛ ألف‬
‫معرفة الفقو أعني‪ :‬فهمو ال يتوقف على معرفتها‪ ،‬كبينهما ارتباط ظاىر كلها انتفاع فيو‪ ،‬كال يصدؽ عليو‬
‫اآلخر كىو كونها مقدمة علم؛ ألف شيئا من الفن ال يتوقف في معرفتو على معرفتها‪ ،‬كإف توقف من حيث‬
‫ترتب جواز العمل بمقتضاه فهو أمر كراء معرفتو‪ ،‬كيلو(حاشية سحولي) ػ كاهلل أعلم ػ‪ :‬أف ىذه ليس‬
‫القصد بها كاحدا من المعنيين‪ ،‬بل المقصود بها أمر ثالث غير مقدمة العلم كالكتاب‪ ،‬كىي معنى كونها‬
‫مقدمة بالفتح كالكسر‪ ،‬يجب تقديمها على الخوض فيما بعدىا؛ ال ألجل توقف فهمو عليها‪ ،‬كال ألجل‬
‫االنتفاع بها في فهم شيء منو‪ ،‬بل لوجوب معرفتها أكال‪ ،‬كتوقف استثمار كضع الفقو كالعمل بو عليها‪،‬‬
‫كىذا معنى ثالث لم أر أحدا لمح إليو كىو المقصود‪ ،‬كما ىو المعركؼ من حالها‪ ،‬كمعرفة فصولها‪،‬‬
‫فيكوف معنى مقدمة (ىذه مقدمة) أم‪ :‬ال يجوز إىمالها‪ ،‬أك تقدـ شيء عليها كاهلل أعلم‪.‬‬
‫(قاؿ الوالد) أيده اهلل حين اطبلعو عليو‪ :‬كىذا المعنى ىو الذم قصدناه كقصده صاحب األزىار انتهى‬
‫من شرح المقدمة (بلفظو) لسيدم عبد اهلل ابن اإلماـ شرؼ الدين عليو السبلـ من خطو‪.‬‬
‫(*) كلم يذكر المقدمة غيرنا من المتأخرين‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإنما ذكرناىا كإف كانت من علم‬
‫األصوؿ‪ ،‬كال مدخل لؤلصوؿ في الفركع لوجهين (أحدىما) أنها من أصوؿ الفقو بمنزلة فركض الصبلة‬
‫كنحوىا من علم الفركع‪ ،‬كذلك أف معرفة ىذه المقدمة كاجبة على كل مكلف يريد التقليد (الثاني) أنها‬
‫كبلـ في حكم التقليد كذلك ضرب من العمل‪( .‬نجرم)‪.‬‬

‫(‪)7/7‬‬

‫_____________________________‬

‫} (ال?يسع(‪)7‬المقلد(‪)0‬جهلها) بمعنى‪ :‬أنو?ال يجوز لو اإلخبلؿ بمعرفتها‪.‬‬


‫[التقليد]‬
‫فصل { (‪} )3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفي نفي الوسع عن الجهل مبالغة في عدـ الجواز ألنو شبو الجهل(‪ )7‬المكاف الضيق الذم ال‬
‫يمكن دخوؿ المقلد إياه لضيقو‪ ،‬كالمراد بالجهل ىنا ىو الجهل البسيط الذم ىو عدـ العلم بالشيء‪،‬‬
‫ال المركب الذم ىو اعتقاد الشيء ال على ما ىو بو‪( .‬بكرم)‪ .‬كقيل أراد المركب كالبسيط‪ ،‬كىو أكلى‬
‫(‪( .‬قرز)‪ )7( .‬فهي من قبيل االستعارة بالكناية‪ ،‬شبة الجهل بالمجاز الضيق شبيها مضمرا في النفس‪،‬‬
‫كلم يذكر من أركاف الشبيو سول المشبو‪ ،‬كىو الجهل‪ ،‬كأثبت لو ما يختص بالمكاف الضيق من اللوازـ‬
‫كىو عدـ السعة لما يجعل فيو‪( .‬شرح بهراف)‪.‬‬
‫(*) كفي ىذه العبارة مجاز يطوؿ الكبلـ لتحقيقو‪ ،‬ككجو العدكؿ إليو فتركناه‪( .‬غيث لفظا)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كاف األكلى في العبارة أف يقوؿ اآلخذ؛ ليعم المستقتى‪ ،‬كالمقلد‪ ،‬كالملتزـ‪( .‬فتح)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالدليل على كجوب معرفة ىذا الفصل‪ :‬أنو متضمن لما ذكرناه‪ ،‬فالمقلد مع الجهل ال يأمن من أف‬
‫يكوف قد قلد‪ ،‬فيما ال يجوز التقليد فيو أك قلد كىو ال يجوز لو‪ ،‬كذلك قبيح‪ ،‬كاإلقداـ على ما ال يؤمن‬
‫كونو قبيحا قبيح‪ .‬يحيى حميد‪.‬‬

‫(‪)0/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ذكر فيو موالنا عليو السبلـ من يجوز لو التقليد(‪ ()7‬كمن يحرـ عليو(‪ ،()0‬كما يجوز فيو التقليد من‬
‫األحكاـ‪ )3(،‬كما ال يجوز(‪ .)4‬فقاؿ‪( :‬التقليد)(‪ )5‬كىو‪ :‬قبوؿ(‪ )6‬قوؿ الغير(‪ ()7‬من دكف أف يطالبو‬
‫بحجة)(‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬غير المجتهد‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىو المجتهد‪.‬‬
‫(‪ )3‬األحكاـ الشرعية) ىي الوجوب‪ ،‬كالحرمة‪ ،‬كالندب‪ ،‬كالكراىة‪ ،‬كاإلباحة‪ ،‬كما يتفرع عليها كيتعلق‬
‫بها‪ ،‬مثل الواجب فرض عين ككفاية‪ ،‬كموقت‪ ،‬كموسع‪ ،‬كمضيق‪ ،‬كعزيمة‪ ،‬كرخصة (‪ )7‬كيتبعها الصحة‪،‬‬
‫كالفساد (كالبطبلف)‪.‬‬
‫(‪ )4‬في األصولية‪.‬‬
‫(‪ )5‬كاشتقاؽ التقليد من القبلدة لما كاف المقلد يجعل القوؿ الذم يتبع العالم فيو قبلدة في عنق‬
‫العالم‪ ،‬أك يجعل قوؿ العالم قبلدة في عنق نفسو‪ ،‬فهو في األكؿ مقلد بكسر البلـ‪ ،‬كاسم العالم مقلد‬
‫بفتحها‪ .‬بكرل‪.‬‬
‫(‪ )6‬لفظ القبوؿ‪ :‬متردد بين معاف‪ :‬القوؿ‪ ،‬كاالعتقاد‪ ،‬كالظن‪( .‬بكرم)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كاألكلى) في حد التقليد أف يقاؿ‪ :‬ىو العمل (‪ )7‬بقوؿ الغير‪ ،‬أك االعتقاد‪ ،‬أك الظن بصحتو‪.‬‬
‫(حاشية سحولي لفظا) (قرز) كبنى عليو في (البياف) في كثير من المواضع‪ ،‬ففي النكاح قبيل الرابع من‬
‫شركط النكاح‪ ،‬كفي الطبلؽ قبيل العدة‪ ،‬كفي البيع قبيل البيع الموقوؼ‪ .‬من خط سيدنا حسن‪)7(.‬‬
‫كالملتزـ‪ :‬من نول اإللتزاـ‪ ،‬أم‪ :‬عزـ على العمل بقولو‪ .‬كما يأتي ػ كاهلل أعلم‪ )*( .‬مع العمل (قرز)‬
‫(‪ )8‬كاعترض على ىذا الحد بأنو يلزـ إذا اتبعنا قوؿ النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أف نكوف مقلدين؛‬
‫إذ لم نطالبو بحجة(‪ )7‬كيلزـ فيمن اتبع أرباب المذاىب كالشبو أف يكوف مقلدا؛ لعدـ المطالبة بالحجة‪،‬‬
‫كيلزـ فيمن طالبو بالحجة فلم يبرز لو حجة أف ال يكوف مقلدا (‪ )0‬ألنو قد طالب‪ ،‬كأيضا فإف لفظة‬
‫القبوؿ مترددة بين معاف القوؿ‪ ،‬أك اإلعتقاد‪ ،‬أك الظن‪ ،‬كيلزـ فيمن طالب بالشبهة كاتبع ألجلها أف يكوف‬
‫مقلدا؛ ألنو لم يطالب بحجة‪ ،‬كاألكلى في حده‪ :‬ىو االعتقاد‪ ،‬أك الظن‪ ،‬أك العمل بصحة قوؿ الغير‪ ،‬من‬
‫غير ظهور حجة‪ ،‬كال شبهة زائدة على حالو أك قولو‪ ،‬كإنما قلنا‪ :‬زائدة على قولو أك حالو؛ لئبل يخرج عن‬
‫التقليد من اتبع الغير ألجل قولو‪ ،‬أك ما يرل من حالو‪ ،‬من التقشف كالزىادة؛ ألنو قد اتبعو لشبهة‪ ،‬فبل‬
‫يخرج عن كونو مقلدا‪ ،‬فعرفت صحة ىذه الزيادة‪ ،‬كجعل ابن الحاجب التقليد نفس العمل‪ .‬يحيى‬
‫حميد‪ )7( .‬يقاؿ‪ :‬قد طالبناه بالحجة الموجبة لكوف ما جاء بو حقا‪ ،‬كىي المعجزة فليس من التقليد في‬
‫شيء (‪ )0‬كىو مقلد قطعا‪ ،‬ككذا لو أبرز لو الحجة من دكف طلب فيبين أنو مقلد‪ ،‬كليس كذلك مطلقا‪،‬‬
‫ككذا أك أبرز لو الدليل بمطالبة أك غيرىا (*) كال شبهة كتكوف الحجة ظاىرة‪.‬‬

‫(‪)3/7‬‬

‫_____________________________‬
‫( (في المسائل(‪ )7‬الفرعية) (‪ )0‬احتراز من األصولية‪ ،‬سواء كانت من أصوؿ الدين)(‪ ،()3‬أك أصوؿ‬
‫الفقو)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف قلت‪ :‬ىبل جاز التقليد في جواز التقليد? قلت‪ :‬إف (مسألة) جواز التقليد الحق فيها مع كاحد‬
‫كالمخالف مخط آثم‪ ،‬فمن سلك طريقة التقليد فيها ال يأمن أف يقلد المخطي اآلثم‪ ،‬كاإلقداـ على ما‬
‫ىذا حالو قبيح عقبل كشرعا‪ ،‬فبل يجوز للمكلف األخذ بجواز التقليد إال بالعلم‪( .‬غيث)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالفقو كالفرائض‪.‬‬
‫(‪ )3‬كتسميتها بذلك ظاىرة‪ ،‬أما أصوؿ الدين فؤلف معنى الدين ىو اإلتياف بالواجبات‪ ،‬كاجتناب‬
‫المقبحات على معرفتو تعالى؛ ألنو إنما ينظر المكلف إذا علم أف لو ربا خلقو كأنعم عليو‪ ،‬يثيبو إذا‬
‫أطاعو‪ ،‬كيعاقبو إذا عصاه‪ ،‬كىو ال يعلم ذلك إال من أصوؿ الدين‪.‬‬
‫كأما أصوؿ الفقو؛ فؤلف مسائل الفقو مأخوذه منو‪ .‬كأما أصوؿ الشرائع فؤلف سائر أحكاـ اإلسبلـ إنما‬
‫يثبت بعد اإلقرار بها‪ .‬شرح السيد أحمد لقماف‪.‬‬
‫(*) كمعرفة البارم جل كعبل(‪ )7‬يقاؿ‪ :‬ألف الحق فيها مع كاحد كالمخالف مخط آثم‪ ،‬كال يأمن المقلد‬
‫الخطأ‪ .‬يحيى حميد‪ .‬كالعارؼ للحق ال يكوف مقلدا كلو اتبع غيره‪( .‬مضواحي)‪ )7( .‬كقدمو‪ ،‬كمعرفة‬
‫صفاتو كأسمائو‪ ،‬كمعرفة النيراف كالوعد كالوعيد‪ ،‬كما يتعلق بذلك‪ .‬شرح (كافل)‪.‬‬
‫(‪ )4‬الف األصل) في التقليد التحريم إال ما دؿ عليو دليل‪ ،‬كلم يرد دليل إال في الفرعيات العمليات فبل‬
‫يقاس عليها غيرىا‪ .‬فايق‪.‬‬

‫(*) كىو علم يتوصل بو إلى معرفة استنباط األحكاـ الشرعية عن أدلتها كأماراتها التفصيلية(‪ )7‬ذكره ابن‬
‫الحاجب‪ )7(.‬فبل يقلد العالم في كوف األمر للوجوب أك الندب كنحو ذلك؛ فالوجوب نحو قولو‬
‫تعالى‪{:‬أقيموا الصبلة كآتو الزكوة}‪ ،‬كالندب مثل قولو تعالى‪{:‬فكاتبوىم إذا علمتهم فيهم خيرا} كقولو‬
‫تعالى‪{:‬كأشهدكا إذا تبايعتم}‪.‬‬

‫(‪)4/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(‪ ،‬أك أصوؿ الشرائع)(‪ ،()7‬فإف التقليد فيها ال يجوز‪.‬‬


‫كقاؿ أبو إسحاؽ بن عياش‪ ،‬كاإلماـ يحيى‪ :‬يجوز التقليد في أصوؿ الدين(‪.)0‬‬
‫كركم عن القاسم)(‪ ،()3‬كأبي القاسم)(‪ ()4‬أيضا‪.‬‬
‫(العملية))(‪ ()5‬احتراز من الفركع العلمية‪ ،‬كمسألة الشفاعة)(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإنما منع التقليد في أصوؿ الشرائع إما ألنو يشترط فيها العلم فبل يكفي الظن‪ ،‬أك ألنو معلوـ من‬
‫الدين ضركرة ( راكح)‪.‬‬
‫(*) كسميت أصوؿ الشرائع لوجوبها في كل شريعة (*) كاألركاف الخمسة‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألف المحق ناج‪.‬‬
‫(‪ )3‬الرسي (ركاية مغمورة؛ ألف أصولو كنصوصو تقتضي خبلفو)‪.‬‬
‫(‪ )4‬البلخي (في أحد قوليو)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كىي ترجع إلى الجوارح كاألعضاء‪ ،‬سواء كاف اإلعتقاد مع العمل مطلوبا أـ ال‪ ،‬نحو قولكم‪ :‬الوتر‬
‫مندكب‪ ،‬كصبلة العيد كاجبة‪ ،‬كنحو كوف أجرة الحجاـ (كالحمامي ) كالشفعة‪ ،‬كغيرىما مشركعة‪ ،‬فهذه‬
‫المسائل فرعية؛ لتفرعها في ثبوتها على األدلة الشرعية‪ ،‬كعملية؛ ألنها ترجع إلى العمل فيها‪.‬‬
‫(*) (كالفرؽ) بين العملية كالعلمية‪ :‬أف المطلوب في العملية ىو العلم‪ ،‬كالتقليد فيو غير ممكن‪،‬‬
‫كالمطلوب في العملية العمل‪ ،‬كالتقليد ممكن‪ ،‬كىذا ىو الفارؽ بين مسائل الفركع كاألصوؿ القطعية‪،‬‬
‫حيث انعقد اإلجماع على جواز التقليد‪ ،‬دكف مسائل األصوؿ‪( .‬شرح أثمار)‪.‬‬
‫(‪ )6‬كحقيقة) الشفاعة في اصطبلح المتكلمين‪:‬سؤاؿ منفعة الغير‪ ،‬كدفع مضرة عنو‪ ،‬على كجو يكوف‬
‫مقصود السائل حصوؿ ذلك ألجل سؤالو‪ .‬غياصو (*) ىل ىي للمؤمن كالفاسق ? أـ للمؤمن فقط? ألف‬
‫ذلك فرع على ثبوت الشفاعة‪ .‬ككذلك (مسألة) اإلجماع ىل ىو حجة أك ال? كىل يفسق مخالفة أك‬
‫ال?‪.‬‬

‫(*) عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪( :‬ال أشفع إال لمن دخل الجنة‪ ،‬كيزيدىم اهلل بها نعيما إلى‬
‫نعيمهم‪ ،‬كسركرا إلى سركرىم) كالدليل على ذلك قولو تعالى‪( :‬ما للظالمين من حميم كال شفيع يطاع)‬
‫فدؿ ذلك على أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ال يشفع ألحد من الظالمين‪.‬‬

‫(‪)5/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(‪ ،‬كفسق من خالف اإلجماع(‪ )7‬فإنو ال يجوز التقليد فيهما (الظنية) كىي التي دليلها ظني(‪ )0‬من‬
‫نص(‪ ()3‬أك قياس(‪.()4‬‬
‫(كالقطعية)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنها مترتبة على كوف اإلجماع حجة قطعية‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك قطعي يحتمل التأكيل‪( .‬بياف)‪.‬‬
‫(‪ )3‬قولو‪ :‬من نص أك قياس‪ ،‬النص الظني كأخبار اآلحاد‪ ،‬مثل حديث األكسق‪ ،‬كنحو قولو تعالى‪{ :‬ثبلثة‬
‫قركء} الشتراؾ اللفظ‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالقياس الظني كقياس األرز على البر في تحريم الربى‪ .‬شرح‪ .‬ككقياس الخبز على البرفي تحريم‬
‫الربى‪ .‬القياس قطعي كظني‪ ،‬فالقطعي ما اتفقوا في علة أصلو‪ ،‬كالظني ما اختلفوا في علة أصلو‪.‬‬
‫(‪ )5‬كبيع أـ الولد‪ ،‬دليلو قطعي عند الهادم عليو السبلـ‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم في مارية‬
‫القبطية‪ :‬أعتقها كلدىا‪ ،‬كركاية ابن عباس عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪" :‬إذا كلدت جارية الرجل‬
‫منو فهي لو ملك مدة حياتو‪ ،‬فإذا مات فهي حرة) كركل سعيد بن المسيب عنو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم أنو قاؿ في أـ الولد‪( :‬ال تباع‪ ،‬كال توىب‪ ،‬كال تورث‪ ،‬كيستمتع منها موالىا مدة حياتو‪ ،‬فإذا مات‬
‫عتقت)‪ .‬شرح يحيى حميد‪.‬‬

‫(*) (كلقائل أف يقوؿ)‪ :‬ليس ىذا مما نحن فيو؛ ألف الكبلـ فيما يجوز التقليد فيو‪ ،‬كلعلو أراد تبيين‬
‫القطعي من حيث ىو‪( .‬مرغم)‪.‬‬

‫(‪)6/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( كىي التي دليلها(‪ )7‬قطعي‪ ،‬كىو النص المتواتر(‪ )0‬كالمتلقى بالقبوؿ(‪)3‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يحتمل التأكيل‪( .‬بياف)‪ .‬كالمأكؿ ما يراد بو خبلفو ظاىر كقولو تعالى‪{:‬كىو معكم…}إلخ؛‬
‫فالمراد القدرة كالعلم ال الذات‪ ،‬أك المراد الحفظ كالرعاية‪ .‬ككقولو‪{:‬كاخفض لهما جناح الذؿ} فبل‬
‫يمكن حملو على الظاىر؛ بل الخضوع كحسن الخلق‪ .‬كالتأكيل‪ :‬صرؼ اللفظ عن حقيقتو إلى مجازه؛‬
‫لقرينة عقلية أك مقالية‪ ،‬فالعقلية‪ :‬كتأكيل اليد كالعين كنحوىما في القرآف بالنعمة كالعلم‪ ،‬كالمقالية(‪:)7‬‬
‫كصرؼ ما ظاىره التجسيم من اآليات أجمع؛ بقرينة قولو‪{:‬ليس كمثلو شيء} كافل كشرحو‪)7( .‬‬
‫كوجوب الوضوء بقولو‪{:‬إذا قمتم إلى الصبلة} يعني‪ :‬في تفاصيلو ككيفيتو ال في جملتو (بياف) فبل يجوز‬
‫التقليد فيو‪ .‬شرح‪ ..‬معنى‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالقرآف‪.‬‬
‫(‪ )3‬كخبر معاذ(‪ )7‬حين كجهو النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم إلى اليمن(‪ )0‬ككخبر المجوس (سنوا‬
‫بهم سنة أىل الكتاب) ككأخبار الربى‪ ،‬كالفرار من الزحف‪ .‬كا بل‪ )7( .‬فقاؿ لو‪( :‬بم تحكم) ? قاؿ‪:‬‬
‫بكتاب اهلل‪ .‬قاؿ‪( :‬فإف لم تجد) ? قاؿ‪ :‬فبسنة رسوؿ اهلل‪ .‬قاؿ‪( :‬فإف لم تجد) ? قاؿ‪ :‬أجتهد رأيي‪ .‬قاؿ‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬الحمد هلل الذم كفق رسوؿ رسولو)‪( .‬اىػ فايق مضواحي) (‪ )0‬ككتحريم‬
‫الربى في األشياء الستة المنصوص عليها منو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( .‬كافل)‪.‬‬

‫(*) غير المحتمل‪.‬‬

‫(‪)7/7‬‬

‫_____________________________‬

‫على خبلؼ(‪ )7‬فيو‪ ،‬كاإلجماع المتواتر‪ )0(،‬كالقياس الذم يكوف دليل أصلو كدليل العلة الجامعة بينو‬
‫كبين الفرع نصا(‪ )3‬أك إجماعا(‪ )4‬كذلك‪ )5(،‬أك عقليا(‪ ،)6‬ضركريا كاف أك استدالليا‪ )7(،‬فالتقليد في‬
‫المسائل التي تجمع ىذه القيود(‪( )8‬جائز)(‪ )9‬عند أكثر األمة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬الخبلؼ في الملتقى بالقبوؿ ىل قطعي أـ ال األصح قطعي‪ .‬تلخيص‪( .‬كقيل ظني)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كذلك إجماعهم على أف من أثبت ميراث ذكم األرحاـ أثبت الرد‪ ،‬كمن نفاه نفاه‪ ،‬ككإجماعهم على‬
‫جر األـ الوالء إلى عصبتها من النسب‪ .‬تلخيص‪ .‬كإف كاف اإلماـ محمد بن المطهر أثبت الرد‪ ،‬كنفي‬
‫ميراث ذكم األرحاـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كقياس العبد على األمة في تنصيف الحد‪.‬‬
‫(‪ )4‬كقياس المجنوف على الصبي في الوالية‪.‬‬
‫(‪ )5‬أم‪ :‬متواتر أك متلقى بالقبوؿ على خبلؼ فيو‪.‬‬
‫(‪ )6‬العقلي الضركرم‪ :‬ما ال ينتف بشك كال شبهة‪ ،‬كالعلم بأف النفي كاالثبات ال يجتمعاف‪.‬‬
‫كاالستداللي‪ :‬ما ينتفي بشك أك شبهة‪ ،‬فيحتاج إلى دليل‪ ،‬كالعلم بأف العالم محدث‪ ،‬كلهذا خالف فيو‬
‫كثير من العقبلء‪ ،‬فيحتاج إلى دليل‪ ،‬ككذا الكذب الضار‪ ،‬فإف قبحو ضركرم‪ ،‬يقاس عليو ما ال يضر‪،‬‬
‫فيكوف قبحو ضركريا بداللة العقل‪ ،‬ككقياس حد من سكر بغير الخمر على الخمر‪.‬‬
‫(*) مثاؿ القياس العقلي‪ :‬قياس العالم على أفعالنا‪ ،‬كالبناء في الحاجة إلى المحدث‪ ،‬بجامع الحدكث‪،‬‬
‫كىذا استطراد‪ ،‬كإال فما عليو العقل خارج عن دائرة ما يجوز فيو التقليد‪ ،‬كما ىو ظاىر‪( .‬تكميل)‪.‬‬
‫(‪ )7‬قياس اللواط على الزنى في الحد‪ ،‬كالجامع بينهما اإليبلج في الفرج‪.‬‬
‫(‪ )8‬ليس إال قيدين فقط‪.‬‬
‫(‪ )9‬بل يجب عند تضييق الحادثة (قرز)‬

‫(‪)8/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كذىب الجعفراف‪ ()7(،‬كجماعة من البغدادية إلى تحريم التقليد على العامي كغيره في الفركع كغيرىا‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬كإنما العامي(‪ )0‬يسأؿ العالم عن الحكم كطريقو(‪ )3‬على التحقيق(‪.)4‬‬
‫كقاؿ أبو علي(‪ )5‬الجبائي‪ :‬ال يجوز التقليد في المسائل القطعية من الفركع ؛ ألف الحق فيها مع كاحد‪،‬‬
‫فالمقلد ال يأمن تقليد المخطي‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬ىذا صحيح‪ ،‬إال أنو قد علم إجماع الصحابة(‪ )6‬على تجويز فتول العامي في‬
‫مسائل الفركع قطعيها كظنيها‪ ،‬من دكف تنبيو(‪ )7‬على الدليل‪ ،‬كال إنكار(‪ )8‬لبلقتصار(‪ )9‬فدؿ ذلك‬
‫على جواز تقليده في القطعي كالظني‪.‬‬
‫ثم إنا بينا من يجوز لو التقليد بقولنا‪ :‬جائز (لغير المجتهد(‪)72‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬جعفر بن حرب‪ ،‬كجعفر بن مبشر من معتزلة بغداد‪.‬‬
‫(‪ )0‬يجب عليو البحث عن دليل المسئلة كيعمل‪( .‬بستاف)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬دليلو من الكتاب كالسنة‪.‬‬
‫(‪ )4‬لم ينظر بعد ذلك‪.‬‬
‫(‪ )5‬اسمو محمد بن عبد الوىاب‪.‬‬
‫(‪ )6‬قبل الخبلؼ (‪ .‬تلخيص) (*) كمن بعدىم‪.‬‬
‫(‪ )7‬من (المفتي)‪.‬‬
‫(‪ )8‬من المستفتي‪.‬‬
‫(‪ )9‬على الحكم من دكف طلب دليل‪ ،‬كال ألزموا طلبو‪ ،‬كال خصصوا الدليل‪ ،‬بل كانوا يفتوف عموما‪.‬‬
‫(‪ )72‬كالدليل على ما اختاره أىل المذىب من عدـ جواز التقليد للمجتهد مطلقا‪ .‬المذىب‪ ،‬كىو قوؿ‬
‫األكثر‪ :‬أنو متمكن من تحصيل العلم أك الظن باألدلة كاألمارات‪ ،‬فهو متعبد بما أدل إليو اجتهاده‪ ،‬كال‬
‫يجوز لو الرجوع إلى غيره‪ ،‬بخبلؼ غير المجتهد فإف فرضو التقليد؛ لعدـ تمكنو مما يتمكن منو‬
‫المجتهد‪ ،‬كلقولو تعالى‪( :‬فاسألوا أىل الذكر إف كنتم ال تعلموف)‪( .‬شرح بهراف)‪.‬‬

‫(*) فإف قيل‪ :‬إنو يفهم من قولو‪ :‬لغير المجتهد ػ عدـ جواز التقليد للمجتهد‪ ،‬فهبل استغنى عن التصريح‬
‫بالمفهوـ? كىو قولو‪ :‬ال لو؛ ألف ىذا الكتاب مبني على االختصار? قلنا‪ :‬إنو كإف كاف األمر كذلك إال أنو‬
‫صرح بالمفهوـ ليترتب عليو الكبلـ الواقع بعده‪( .‬بكرم)؛ ألف قولو‪ :‬كلو كقف على نص أعلم منو تأكيد‬
‫لعدـ جواز تقليد المجتهد لغيره‪ .‬كقولو‪ :‬كال في عملي يترتب على علمي عطف على قولو‪ :‬ال لو‪.‬‬
‫(بكرم)‬
‫(*) كذلك ألف التقليد بدؿ من االجتهاد‪ ،‬كال يجوز العدكؿ إلى البدؿ مع إمكاف األصل‪ ،‬كما ال يجوز‬
‫التيمم مع إمكاف التوضئ‪ ،‬كنظير ىذه المسألة التقليد في القبلة‪ ،‬كفي دخوؿ الوقت في الغيم‪ ،‬كفي‬
‫(مسألة) اآلنية التي فيها متنجس؛ فإنو ال يجوز مع إمكاف االجتهاد بالتحرم‪ ،‬كالنظر في األمارات إال أف‬
‫يخشى فوت الوقت‪ ،‬كمما نحن فيو أنو ليس للمقلد العمل بقوؿ الغير في حكاية مذىب إمامة تخريجا‪،‬‬
‫مع كونو يمكنو الترجيح؛ ألف ذلك فرع من االجتهاد‪ ،‬فإذا أمكنو لم يجز لو التقليد‪( .‬بستاف)‪ )*( .‬كلو‬
‫فاسقا (قرز)‬

‫(‪)9/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( ال لو) أم‪ :‬ال للمجتهد‪ )7(،‬فإنو ال يجوز لو التقليد (كلو كقف على نص أعلم منو)(‪ )0‬فإنو ال يجوز‬
‫لو تقليده‪ ،‬كىذا قوؿ األكثر‪.‬‬
‫كقاؿ محمد بن الحسن‪ )3(:‬إنو يجوز تقليده لؤلعلم (‪)4‬مطلقا(‪.)5‬‬
‫كقاؿ أبو علي‪ :‬إنو يجوز إذا كاف الغير صحابيا(‪ ،)6‬كال يجوز في غيره‪.‬‬
‫كقيل‪ )7(:‬إنو جائز لو مطلقا‪ ،‬كلو غير أعلم‪.‬‬
‫كىذه األقواؿ إنما ىي قبل أف يجتهد المجتهد في الحكم‪ ،‬فأما بعد أف اجتهد فاإلجماع منعقد على أنو‬
‫ال يعدؿ عن اجتهاده إلى اجتهاد غيره إال أف يجتهد فيو كيترجح لو‪ ،‬فذلك عمل باجتهاد نفسو ال‬
‫غيره(‪.)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬المطلق ال المقيد‪.‬‬
‫(‪ )0‬قلت‪ :‬كبلغنا عن حي اإلماـ يحيى بن حمزة عليو السبلـ أنو لما طلق حي الشريفة بنت محمد ابن‬
‫الهادم ثبلثا لم تخللها رجعة‪ ،‬ككاف مولعا بها كلعا عظيما راجعو بعض العلماء في ذلك بقوؿ الهادم‬
‫عليو السبلـ في أف الطبلؽ ال يتبع الطبلؽ‪ ،‬كأف الهادم نعم المقلد‪ ،‬كأكثر أىل اليمن على مذىبو في‬
‫ذلك‪ ،‬فقاؿ اإلماـ يحيى في ذلك مع شدة رغبتو في المراجعة‪ :‬إنو ال يسعنى العمل بغير اجتهادم‪ ،‬ككاف‬
‫يرل خبلؼ قوؿ الهادم عليو السبلـ‪ .‬قلت‪ :‬كهلل در العلماء العاملين بما علموا‪( .‬بستاف)‪.‬‬
‫(‪ )3‬الشيباني‪.‬‬
‫(‪ )4‬كلو غير صحابي‪.‬‬
‫(‪ )5‬كلو غير صحابي‪.‬‬
‫(‪ )6‬كاحتج بقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (أصحابي كالنجوـ بأيهم اقتديتم اىتديتم) كحقيقة‬
‫الصحابي‪ :‬من طالت مبلزمتو للنبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم متبعا لو‪ ،‬كبقي على ذلك بعد موتو صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم حتى مات‪.‬‬
‫(‪ )7‬للكرخي‪ ،‬كاألصم‪.‬‬
‫(‪ )8‬إال أف تضيق الحادثة( ) فإنو يجوز (‪ )7‬لو العمل بقوؿ غيره اتفاقا‪( .‬بياف)‪ ،‬كقواه (الشامي)‪ ،‬كعليو‬
‫قولو تعالى‪{:‬فاسألوا أىل الذكر إف كنتم ال تعلموف}‪( ) (.‬كخشي فواتها جاز على المختار)‪ .‬بل يجب‪،‬‬
‫(ك(قرز)ق (حثيث)‪( .‬قرز) (‪ )7‬كتكبير الجنازة‪.‬‬

‫(‪)72/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم لما كاف في العمليات ما ال يجوز التقليد فيو أخرجناه بقولنا‪( :‬كال في عملي‬
‫يترتب)(‪ )7‬العمل بو في (‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ترتب جواز ال ترتب صحة‪ ،‬فيجوز التقليد فيو‪ ،‬كاألحكاـ الشرعية مترتبة على معرفة اهلل تعالى‪،‬‬
‫كصدؽ نبيو صلى اهلل عليو كآلو كسلم كجاز التقليد فيها‪ .‬فايق؛ كألنو ترتب صحة فجاز التقليد فيو‪.‬‬
‫مضوا حي‪ .‬ىذا كىم ظاىر؛ ألنو مترتب على جواز كصحة أيضا‪ ،‬كأيضا ال يصلح التقليد إال بعد دليل‬
‫الجواز من السمع‪ ،‬ككل ذلك مترتب على ثبوت الشرعيات‪ ،‬كال يجد المدعي إلى الفرؽ سبيبل‪ ،‬كىذا‬
‫بعد التسليم إف االمتناع بذلك إنما ىو لترتبو عليو جوازا ال صحة‪.‬‬
‫(‪ )0‬كذلك كسفك الدماء‪ ،‬كسبي الفركج‪ ،‬كأخذ األمواؿ على جهة الغنيمة؛ ألف ىذه األشياء لما كاف‬
‫األصل في إباحتها المعاداة‪ ،‬كفي عدـ إباحتها المواالة‪ ،‬كاف طريقها القطع‪.‬‬
‫(*) لعلو يريد بالواجب المواالة مع العلم بإيماف الشخص بما يظهر من حالو‪ ،‬كبالجائز المواالة لمن‬
‫ظاىره اإليماف‪ ،‬كلم يعلم إيمانو بيقين‪ ،‬ككذا المعاداة مع العلم بكفر الشخص أك فسقو بما يظهر من‬
‫حالو‪ ،‬إذا قلنا‪ :‬إنها ال تجب عند التهمة‪ ،‬كإف قلنا بوجوبها مطلقا‪ ،‬كما ىو ظاىر فهي تكوف جائزة‪،‬‬
‫كجعل في التكملة مواالة من ظاىره اإليماف كاجبة‪ ،‬كلم يفرؽ فينظر ?‪.‬‬

‫كقيل‪ :‬الواجب االعتقاد في القلب‪ ،‬كالمحبة الجائز اإلظهار باللساف حيث لم يتهم‪ .‬كلو قيل‪ :‬الواجب‬
‫ىي المواالة لمن علم إيمانو كلو باعتبار الظاىر‪ ،‬كالجائز ىي المعاداة؛ ألف اهلل تعالى إنما نهى عن‬
‫مودتهم كمواالتهم في قولو تعالى‪{:‬يوادكف من حاد اهلل} كقولو تعالى‪{:‬ال تتخذكا عدكم كعدككم أكلياء}‬
‫كقولو تعالى‪{:‬ال ينهاكم اهلل عن الذين} إلى قولو‪{:‬أف تبركىم}‪.‬‬

‫(‪)77/7‬‬

‫_____________________________‬
‫الواجب(‪ )7‬كالجائز (على) أمر (علمي) أم‪ :‬ال يكفي فيو إال العلم‪ ،‬كىذا الذم يترتب على العلمي ىو‬
‫(كالمواالة) للمؤمن‪ ،‬كحقيقتها‪ :‬أف تحب لو كل ما تحب(‪ )0‬لنفسك‪ ،‬كتكره لو كل ما تكره لنفسك‪.‬‬
‫كمن ذلك تعظيمو‪ ،‬كاحتراـ عرضو(‪ ،)3‬كذلك كإف كاف عمبل فبل يجوز فيو التقليد‪ ،‬كال العمل‬
‫بالظن؛(‪ )4‬ألف ذلك ال يجوز إال لمن علم يقينا أنو من المؤمنين(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الواجب اظهارىا عند التهمة كالجائز عند عدـ التهمة كالمرد بالجائز كالواجب من المواالة ىو‬
‫االعتقاد في األكؿ عند خوؼ التهمة الجائز ما عداه كىو االظهار باللساف‪( .‬بياف)‪.‬‬
‫(‪ )0‬من جنسو ال من عينو‪.‬‬
‫(‪ )3‬كاحتراـ دمو أك مالو‪( .،‬كافل)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كلو بشهادة عدلين في دكف حكم‪.‬‬
‫(‪ )5‬باالختيار‪ ،‬أك العلم‪ ،‬أك الرجوع إلى األصل‪( .‬نجرم) (قرز)‬

‫(‪)70/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كاألصل فيمن ظاىره اإلسبلـ اإليماف ما لم يعلم بيقين أنو قد خرج عنو(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو شهد عدالف أنو قد خرج عنو لم يعمل بذلك حيث لم ينضم إليو حكم‪( .‬نجرم) (قرز) (*)‬
‫فعلى ىذا للمأمور أف يصلي على مسلم قتلو بأمر اإلماـ‪ ،‬ما لم يعلم فسقو‪ ،‬كاألصح أف يقاؿ‪ :‬إف قوؿ‬
‫اإلماـ كدليل دؿ المقلد على الكفر كنحوه‪ ،‬فيكوف كحكم الحاكم بوجوب القصاص كالرجم‪ ،‬كما ذكره‬
‫المنصور باهلل في باب القضاء ػ فيجب العمل بو؛ إذ من البعيد أف يفعل ذلك كىو ال يعتقد السبب‪ ،‬كقد‬
‫ذكر معناه (النجرم) في شرح المقدمة على البياف‪ ،‬كىو الذم اختاره اإلماـ المهدم في تكملة البحر‪،‬‬
‫كلعلو يكوف رجوعا عن الذم في (الغيث)‪ .‬يحيى حميد‪ .‬كلفظو قولو‪ :‬كلو بشهادة عدلين‪ .‬يعني‪ :‬حيث‬
‫لم ينضم إليها حكم‪ ،‬فأما بعد الحكم فالواجب علينا اعتقاد حقيقتو‪ ،‬كما إذا حكم الحاكم باستحقاؽ‬
‫رجل الحد سرقا (أك شربا) أك قاذفا‪ ،‬أك ردة‪ ،‬إال أف ىذا االعتقاد بالنسبة إلى ظاىر الشرع‪ ،‬كإف كنا‬
‫نجوز أف يكوف في نفس األمر على خبلؼ ذلك‪ ،‬فذلك التجويز ال يمنع من ىذا اإلعتقاد‪ ،‬كما نعتقد‬
‫أف الفاسق الذم غاب عنا باؽ على فسقو‪ ،‬كإف كنا نجوز تغير حالو إلى الصبلح كنحو ذلك‪ .‬من مقدمة‬
‫(البستاف) على (البياف) لػ (النجرم) رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫(*) كال يجوز التعليق في ذلك لترتبو على العدالة بالفسق الذين ال بد فيهما من العلم‪( .،‬قسطاس)‪.‬‬

‫(‪)73/7‬‬
‫_____________________________‬

‫(كالمعاداة)(‪ )7‬كىي نقيض المواالة أيضا ال يجوز التقليد فيها‪ ،‬كال يكفي في العمل بها إال العلم؛ ألنها‬
‫ترتب على الكفر أك الفسق‪ ،‬كىما مما ال يجوز التقليد فيو‪ ،‬فكذا ما يترتب عليهما(‪.)0‬‬
‫[صفة المقلد]‬
‫فصل‬
‫(كإنما يقلد)(‪ )3‬من(‪ )4‬حصل فيو شرطاف‪ ،‬أكلهما‪:‬ػ قولو (مجتهد)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مع إرادة المضرة بالغير‪ ،‬كإزالة النفع عنو متى أمكنو ذلك‪ ،‬ال الوحشة التي تكوف بين كثير من‬
‫الفضبلء من غير إرادة مضرة فذلك ليس بعداكة‪ ،‬كيجب دفعو بما أمكن‪( .‬ذكره في البحر) (*) حيث‬
‫كاف في دار اإليماف‪ ،‬أك في دار الكفر‪ ،‬حيث فيو عبلمات اإلسبلـ‪.‬‬
‫(‪ )0‬كاإلىانة‪ ،‬كالتعظيم‪ ،‬كالغسل‪ ،‬كالقبر‪ ،‬كنجاسة رطوبتهم‪( .،‬بياف) من البيع‪.‬‬
‫(*) فأما ما يأمر بو األئمة أك من ىو في مقامهم من حرب الباطنية أك المطرفيو كنحوىم ? ففي (الغيث)‬
‫أنهم إنما يأمركف بالقتل كنحوه دكف االعتقاد‪ ،‬فكاف كاألمر بالحد‪ ،‬كإال تعذر المقصود باإلمامة من‬
‫الجهاد كالحدكد‪ ،‬كالصحيح ما ذكره المنصور باهلل * أف قوؿ اإلماـ كالدليل؛ إذ يفيد العلم الشرعي‪،‬‬
‫كحكم الحاكم في القصاص كالحدكد‪( .‬قرز) (*) من أخذ أموالهم‪ ،‬كنجاسة رطوبتهم‪( .‬بستاف)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالدليل على كجوب معرفة ىذا الفصل أف في العلماء من ال يجوز تقليده‪ ،‬فالمقلد مع الجهل ال‬
‫يأمن أف يكوف قلد من ال يجوز تقليده‪ ،‬كذلك قبيح كاالقداـ على ما ال يؤمن كونو قبيحا قبيح‪ ،‬فيجب‬
‫على كل مكلف الوصوؿ إلى العلم‪ ،‬كىو أف يعلم يقينا عدـ جواز تقليد الجاىل كالعالم غير العدؿ‪.‬‬
‫يحيى حميد‪.‬‬
‫(‪ )4‬كيكفي الظن في حصولهما فيو‪.‬‬
‫(‪ )5‬احتراز من المقلد فإف تقليده ال يجوز؛ لعدـ المزية فيو كأعمى يقود أعمى‬

‫(*) (حقيقة االجتهاد)‪ :‬استفراغ الفقيو الوسع لتحصيل ظن بحكم شرعي باالستدالؿ‪ .‬كحقيقة المجتهد‪:‬‬
‫ىو العالم باألحكاـ الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلة باالستدالؿ‪.‬‬

‫(‪)74/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كىو المتمكن من استنباط(‪ )7‬األحكاـ(‪ )0‬الشرعية عن أدلتها(‪ )3‬كأماراتها(‪ ،)4‬كإنما يتمكن من ذلك‬
‫من جمع علوما خمسة ػ أكلها‪ :‬علم العربية(‪ )5‬من نحو‪ )6(،‬كتصريف(‪ ،)7‬كلغة(‪ )8‬ليتمكن بذلك من‬
‫معرفة معاني الكتاب‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالنبط ػ بالتحريك ػ‪ :‬الماء يخرج من البئر أكؿ ما تحفر‪ ،‬كإنباطو كاستنباطو‪ :‬إخراجو كاستخراجو‪،‬‬
‫كاستعير لما يخرجو الرجل بفضل ذىنو من المعاني‪ .‬كالتدابير‪ ،‬فيما يعظم فيهم‪ .‬كشاؼ من‬
‫قولو‪{:‬يستنبطونو} (*) أم‪ :‬استخراجها‪.‬‬
‫(‪ )0‬لؤلفعاؿ الشرعية‪.‬‬
‫(‪ )3‬ما) أفاد العلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬ما أفاد الظن‪ ،‬كىي العلة التي تجمع بين األصل كالفرع‪ ،‬كاختبلؼ الجنس في الربى‪.‬‬
‫(‪ )5‬كذلك ألف االدلة من الكتاب كالسنة عربية الداللة فبل يتمكن من استنباط األحكاـ منها إال بمفهوـ‬
‫كبلـ العرب إفرادا(‪ )7‬كتركيبا كالذم يحتاج منها قدر ما يتعلق باستنباط األحكاـ الشرعية من الكتاب‬
‫كالسنة‪ .‬شرح كافل‪ )7(.‬بأف يعرؼ معاني مفرادات كبلمهم كذلك باطبلعو على ما نقلو أئمة اللغة‬
‫كالصحاح كغيره [القاموس‪ ،‬كالمحيط] كقولو‪( :‬تركيبا) بأف يعرؼ معاني مركبات كبلمهم‪ ،‬كذلك لمعرفة‬
‫معاني النحو كالتصريف‪.‬‬
‫(‪ )6‬كال يشترط أف يعرؼ جميع اللغة‪ ،‬كيتعمق في النحو كالتصريف حتى يبلغ الخليل كسيبويو‪ ،‬بل‬
‫يكفيو ما يعرؼ بو معاني الكتاب كالسنة فأما علم المعاني كالبياف‪ ،‬ففي كبلـ الزمخشرم ما يؤخذ منو‬
‫اعتبارىما‪ ،‬كماؿ إليو بعض المحققين‪ ،‬كرجح اإلماـ المهدم عدـ اعتبارىما (قرز)‬
‫(‪ )7‬فيكوف مجردا فيو‪ ،‬متعلما ما يحتاج إليو من أحواؿ اإلعراب‪ ،‬كاالشتقاؽ‪ ،‬كاإلسناد‪ ،‬كالحذؼ‪،‬‬
‫كاإلضمار‪ ،‬كالتقديم‪ ،‬كالتأخير‪ ،‬كالفصل كالوصل‪ ،‬كاألكصاؼ‪ ،‬كالحقائق‪ ،‬كالمجازات‪ ،‬كالكنايات‪،‬‬
‫كالمشبهات‪ ،‬كنحو ذلك‪ ،‬كما يمكن معرفة أحواؿ الخطاب‪ ،‬ككيفية االستدالؿ بو‪ .‬كأما الفقو فبل يحتاج‬
‫أف يعلم منو إال ما كاف قطعيا‪ ،‬كأما االجتهادم فليس العلم بو من علوـ االجتهاد؛ ألنو نتيجة االجتهاد‬
‫(منهاج القرشي)‪.‬‬
‫(‪ )8‬كمعاني كبياف‪.‬‬

‫(‪)75/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كالسنة‪.‬‬
‫كثانيها‪ :‬علم اآليات المتضمنة لؤلحكاـ الشرعية‪ ،‬كقد قدرت خمسمائة آية(‪.)7‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬أعنى التي ىي كاردة في محض األحكاـ(‪ ،)0‬كتؤخذ من ظواىرىا‪ ،‬كصرائحها(‪،)3‬‬
‫فأما ما يستنبط من معاني سائر القرآف من األحكاـ فإنها كثيرة كسيعة‪ ،‬كما فعل الحاكم(‪ )4‬إال أنها غير‬
‫مشركطة في كماؿ االجتهاد باالتفاؽ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في البياف)‪ :‬كاعلم أف المجتهد ال يكتفي بالنظر في تلك الخمسمائة اآلية على ما قيل إال بعد‬
‫إحاطتو بمعاني سائر القرآف الكريم؛ إذ قبل النظر فيو يجوز أف يكوف فيو حكم شرعي مخصص‪ ،‬أك‬
‫ناسخ‪ ،‬أك غيرىما‪ ،‬كليس لو أف يقلد مجتهدا غيره؛ إذ ال حكم في ذلك الباقي؛ إذ الغرض أنو مجتهد‬
‫فبل يجوز لو التقليد (*) كالمراد باآلية الكبلـ المرتبط بعضو ببعض‪ ،‬كإف كاف أكثر من آية اصطبلحية‪.‬‬
‫(تكميل) (قرز)‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬خالص األحكاـ الشرعية‪.‬‬
‫(‪ )3‬الظواىر ما تحتمل التأكيل كقولو تعالى‪{ :‬حرمت عليكم أمهاتكم} فإنو يحتمل النظر‪ ،‬أك الوطء أك‬
‫غيرىما‪.‬‬
‫كالصرائح التي ال تحتمل التأكيل كقولو تعالى‪{ :‬أقتلوا المشركين} كمثل قولو تعالى‪{ :‬فاغسلوا‬
‫كجوىكم}‪.‬‬
‫(‪ )4‬اسمو أبو سعيد محمد بن المحسن بن كرامة الجشمي صاحب السفينة‪ ،‬كىو عدلي من كبار‬
‫الشيعة‪ ،‬فإنو في تفسيره المسمى بالتهذيب استنبط من كل آية من القرآف حكما شرعيا اصطبلحا‪ ،‬فإنو‬
‫أكال يأتي باآلية جميعها‪ ،‬ثم بعد تمامها يقوؿ‪ :‬اللغة‪ ،‬ثم يقوؿ‪ :‬االعراب كيبين ما يشكل في إعراب اآلية‪،‬‬
‫ثم يقوؿ‪ :‬المعنى‪ ،‬كيبين معاني اآلية‪ ،‬ثم يقوؿ‪ :‬األحكاـ‪ .‬كيبين ما يستنبط من اآلية من األحكاـ‬
‫الشرعية‪ ،‬كعلى ىذا جرل في القرآف جميعا‪ .‬شرح (بكرم)‪ .‬كيبين النظم‪ ،‬كىو ارتباط اآلية بما قبلها‪،‬‬
‫كما بعدىا‪ .‬كيذكر سبب النزكؿ‪ .‬كالقراءات ككجهها‪ .‬كنحن اآلف في صدد طبعو‪ ،‬كأخراجو‪ ،‬كقد توفر لنا‬
‫أكثرة‪ ،‬كلم نعثر على تتمتو إلى اآلف‪ ،‬كالذم ينقصنا ىو من الشعراء إلى غافر‪ .‬نسأؿ اهلل اإلعانة على‬
‫طباعتو كامبل‪.‬‬

‫(‪)76/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كال يجب في الخمسمائة أف تحفظ غيبا‪ ،‬بل يكفي أف يكوف عارفا بمواضعها من السور(‪ )7‬بحيث‬
‫يتمكن من كجدانها عن الطلب‪ ،‬من دكف أف يمضي على القرآف جميعا(‪.)0‬‬
‫كثالثها‪ :‬أف يكوف عارفا بسنة الرسوؿ(‪ )3‬صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كال يلزـ اإلحاطة(‪ ،)4‬بل يكفيو‬
‫كتاب فيو أكثر ما كرد(‪ )5‬من الحديث في األحكاـ‪ ،‬نحو كتاب السنن(‪ ،)6‬أك الشفاء في مذىبنا‪ ،‬أك‬
‫نحوىما(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فمن نقلها إلى كراسو كأفردىا كفاه ذلك‪ .‬ذكره السيد محمد بن إبراىيم الوزير‪.‬‬
‫(‪ )0‬المراد السور (قرز) فعلى ىذا لو مضى على القرآف جميعا حتى لم يبق إال سورة الناس كفى على‬
‫ىذا الظاىر‪( .‬مفتي) (*) أك أكثره‪.‬‬
‫(‪ )3‬قيل‪ :‬كىي ألف ألف حديث‪ ،‬كقيل‪ :‬سبعمائة ألف حديث (ذكره في صدر كتاب الحج في‬
‫االنتصار) (*) قوال‪ ،‬كفعبل‪ ،‬كتقريرا‪.‬‬
‫(‪ )4‬فإف قيل‪ :‬الذم يحفظ ذلك ال يأمن أف يكوف في غيره مخصص لعموـ‪ ،‬أك تقييد لمطلق‪ ،‬أك‬
‫نحوىما فبل يقتصر على ما فيو‪ .‬قلنا‪ :‬إف الذم جمع السنن كنحوىا قد أفرغ جهدا في جميع األحكاـ‪،‬‬
‫ككما أف خبره يفيد الظن فيصح العمل بو‪ ،‬كذلك خبره بأنو ال يوجد من الصحيح في أخبار األحكاـ غير‬
‫ما جمعو في كتاب‪( .‬غيث)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كىي خمسة البخارم‪ ،‬كمسلم‪ ،‬كالترمذم‪ ،‬كالنسائي‪ ،‬كموطأ مالك‪ ،‬كسنن أبي داكد‪.‬‬
‫(‪ )6‬في المذىب كغيره‪.‬‬
‫(‪ )7‬أصوؿ األحكاـ لئلماـ أحمد بن سليماف عليو السبلـ‪ ،‬كأمالي أحمد بن عيسى عليو السبلـ‪ ،‬قاؿ‬
‫بعض علمائنا‪ :‬شرح نكت القاضي جعفر تكفي المجتهد‪( .‬تكميل)‪.‬‬
‫(*) كال بد أف يكوف مع كماؿ ىذه العلوـ االجتهادية ذا جودة‪ ،‬كفطنة‪ ،‬كذكاء حتى يمكنو االستنباط‪،‬‬
‫كإال فكثير ممن جمع ىذه العلوـ ال يتمكن من االستنباط‪.‬‬

‫(‪)77/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كال يلزـ في حفظ السنة إال كما تقدـ في اآليات‪ ،‬كىو أنو ال يلزـ غيبها‪ ،‬بل يكفي إمكاف كجداف‬
‫الحديث الذم يعرض طلبو من دكف إمرار الكتاب‪ ،‬كعلى ىذا لو حصل لو أحد الطرؽ(‪ )7‬التي يجوز‬
‫معو العمل بالخبر في كتاب مبوب على أبواب الفقو(‪ ،)0‬ككل حديث مذكور فيما يليق بو من األبواب‬
‫كفاه ذلك‪ ،‬كإف لم يسمع الكتاب إذا كاف قد عرؼ األبواب في الفركع‪.‬‬
‫كرابعها‪ :‬المسائل(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كعلى ىذا لو حصل لو أحد الطرؽ األربع‪ ،‬أقواىا قراءة الشيخ على التلميذ‪ ،‬أك التلميذ على الشيخ‬
‫مع قوؿ الشيخ‪ :‬سمعت ما قرأت‪ ،‬ثم قوؿ الشيخ‪ :‬قد أسمعت ىذا الكتاب(‪ )7‬كسواء قاؿ‪ :‬بنفسو‪ ،‬أك‬
‫كضع عليو خطو‪ ،‬كيسمى مناكلة‪ ،‬ككذا لو كتب إليو أنو قد أسمع الكتاب الفبلني‪ .‬قلت‪ :‬كىو نوع‬
‫مناكلة‪ ،‬فإف سمع كلم ينكر‪ ،‬كال قاؿ‪ :‬سمعت‪ ،‬أك كجد نسخة ظن أنو قد أسمعها‪ ،‬ال أمارات فيها جاز‬
‫العمل ال الركاية في األصح‪ ،‬فإف قاؿ‪ :‬أجزتو‪ ،‬أك أركه عني لم تجره الركاية ما لم يقل‪ :‬قد سمعتو‪.‬‬
‫(معيار‪ ،‬ك(بياف معنى) (‪ )7‬فاركه عني‪ ،‬أك ثم يعطيو إياه فيجوز العمل بما فيو‪( .‬بياف)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالشفاء‪ ،‬كاألنوار لئلماـ المهدم‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىي أربعة عشر مسألة‪ ،‬كقيل‪ :‬ستوف‪ .‬كقيل‪ :‬عشركف‪ .‬كقيل‪ :‬خمسة عشرة‪.‬‬
‫(*) مسائل اإلجماع أربع عشر‪( :‬األكلى)‪ :‬فساد الحجج بالجماع قبل الوقوؼ‪.‬‬
‫(الثانية)‪ :‬سهم بنت االبن السدس مع بنت الصلب‪ ،‬بالنص على أنها في مسائل اإلجماع‪.‬‬
‫(الثالثة)‪ :‬إجماع الصحابة كالتابعين على حد شارب الخمر‪ ،‬كإف اختلفوا في تقديره‪.‬‬
‫(الرابعة)‪ :‬سهم األخت ألب النصف إذا انفردت‪.‬‬
‫(الخامسة)‪ :‬سهم األختين ألب فما فوقهما الثلثاف إذا انفردف‪.‬‬
‫(السادسة)‪ :‬سهم بنتي االبن فما فوقهما الثلثاف إذا انفردف عن الحاجب كالمعصب‪.‬‬
‫(السابعة)‪ :‬بيع أمهات األكالد ال يجوز كخبلؼ الناصر‪( .‬ينظر) خبلؼ اإلجماع‪( .‬يقاؿ‪ :‬قد سبقو‬
‫اإلجماع على ىذه المسألة)‪.‬‬
‫(الثامنة)‪ :‬سهم بنت االبن النصف؛ إذ انفردت‪.‬‬

‫(التاسعة)‪ :‬توريث عمر الزكجة من دية زكجها‪.‬‬


‫(العاشرة)‪ :‬أف دية الخطأ يجوز أخذىا في ثبلث سنين إما أثبلثا‪ ،‬أك الثبلثة األرباع في سنتين‪ ،‬أك‬
‫النصف‪ ،‬كاألقل يلحق األكثر في التقديم كالتأخير‪.،‬‬
‫(الحادية عشر)‪ :‬قاؿ اإلماـ القاسم‪ :‬إف ببلد العرب من الغرب إلى أقصى اليمن عشرية من عماف إلى‬
‫تيماء‪ ،‬كالبحرين‪ ،‬كتخوـ أرض الشاـ‪ ،‬كالقادسية‪ ،‬كحلواف كلها عشرية‪.‬‬
‫(الثانية عشر)‪ :‬أف ببلد العراؽ‪ ،‬كخراساف‪ ،‬كخوارزـ‪ ،‬فالرم‪ ،‬كجيبلف‪ ،‬كديلماف‪ ،‬كنجراف خارجية بإجماع‬
‫السلف‪.‬‬
‫(الثالثة عشر)‪ :‬بيع الدرىم بدرىمين‪.‬‬
‫(الرابعة عشر)‪ :‬مسئلة العوؿ كىو أف أمير المؤمنين علي عليو السبلـ كابن مسعود‪ ،‬كأبا بكر أجمعوا‬
‫على أف من ترؾ عمتو كخالتو ػ للعمة الثلث‪ ،‬كللخالة الثلث‪ ،‬كتابعهم العلماء‪ ،‬كخالفهم بشر ابن غياث‪،‬‬
‫كىو خبلؼ اإلجماع من مثبتيي ميراث ذكم األرحاـ‪.‬‬

‫(‪)78/7‬‬

‫_____________________________‬

‫التي كقع اإلجماع(‪ )7‬عليها من الصحابة كالتابعين كغيرىم‪ ،‬التي تواتر إجماع مجتهدم ىذه األمة(‪)0‬‬
‫عليها‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬إال أنها قليلة جدا‪ .‬أعني‪ :‬التي نقل اإلجماع فيها بالتواتر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في الفصوؿ‪ :‬المراد القطعي لئبل يخالفو‪.‬‬
‫(‪ )0‬ال يشترط التواتر‪ ،‬كلو آحاديا‪ )*( .‬كزاد في الفصوؿ‪ :‬ككل قاطع شرعي‪ ،‬كقضية العقل ػ المراد بها‬
‫البراءة األصلية كنحوىا عند انتفاء المدارؾ الشرعية‪ ،‬كأصوؿ الدين كال تشترط العدالة‪ ،‬كالذكورة‪،‬‬
‫كالحرية‪ ،‬كمعرفة فركع الفقو‪ ،‬كأسباب النزكؿ‪ ،‬كسير الصحابة‪ ،‬كأحواؿ الركاة جرحا كتعديبل‪( .‬فصوؿ)‪.‬‬

‫(‪)79/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ‪ :‬كقد تصفحناىا(‪ )7‬فوجدنا أكثرىا مستندا(‪ )0‬إلى آية صريحة‪ ،‬أك خبر متواتر صريح‪ ،‬فيستغنى عن‬
‫كثير منها‪ ،‬أم‪ :‬من اإلجماعات بمعرفة ذلك المستند‪ ،‬كىو يكوف موجودا في اآليات كاألحاديث التي‬
‫اعتبر معرفتها‪ ،‬فبل يخرج عن ذلك إال القليل(‪ ،)3‬فحفظها يسير غير عسير بعد ىذا التنبيو الذم‬
‫أكضحناه؛ لكن ينبغي حفظ ذلك القليل أبلغ مما مر(‪ )4‬حذرا من‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬تتبعناىا‪ )*( .‬في كتاب االنتقاد‪.‬‬
‫(‪ )0‬مسألة) كالمعتبر إجماع (‪ )7‬أىل العصر‪ ،‬فما كقع بعده من خبلؼ فبل حكم لو عند األكثر‪ ،‬كأما‬
‫إذا خالف عالم في مسألة‪ ،‬ثم انقرض قولو فيها‪ ،‬كلم يبق لو فيها اتباع(‪ )0‬يعملوف بقولو؛ بل أجمع‬
‫المتأخركف على خبلفو كابن أبي ليلى(‪ )3‬كنحوه (‪ )4‬فقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كاألكثر‪ :‬ال يعتد بخبلفو‪ ،‬كال‬
‫يجوز العمل بو؛ لوقوع اإلجماع على خبلفو كقاؿ المتكلموف‪ ،‬كبعض الحنفية‪ :‬إف خبلفو باؽ‪ ،‬كإنو يعتد‬
‫بو‪ ،‬كال يكوف اإلجماع(‪ )5‬بعده حجة‪ .‬كم حميد كاإلجماع حجة ال تجوز مخالفتو‪( )7( .‬يعني‪:‬‬
‫المجتهدين منهم ال الذم ال تمييز لهم اتفاقا كفي المميزين الذين لم يبلغوا درجة االجتهاد خبلؼ بين‬
‫أىل األصوؿ‪ ،‬كىذه المسئلة من فركض المجتهدين فقط‪( .‬بياف)‪ )0( .‬المراد بو لم يبق لو اتباع‬
‫مجتهدكف‪ ،‬فأما إذا بقي لو اتباع ال يعتد بهم في اإلجماع‪ ،‬كاتفق مجتهدكا العصر سول أكلئك االتباع‬
‫على خبلؼ قولو‪ ،‬فهو كمن لم يبق لو اتباع أصبل‪ ،‬كقيل‪:‬إف القوؿ ال ينهدـ بموت قائلو فبل ينعقد‬
‫اإلجماع بعده‪ .‬كقيل ػ كىو األصح ػ إنو ال عبرة بو‪ ،‬فإف انعقاد العصر التالي مبطل لقوؿ ذلك العالم‪،‬‬
‫الذم كاف في العصر األكؿ؛ ألف العبرة بأىل العصر‪ ،‬كالميت ليس منهم‪( .‬بستاف بلفظو)‪ )3( .‬أف‬
‫شهادة الفقير غير مقبولة‪ )4(.‬كما ركم عن طاككس أف العبد يرث سيده إذا مات‪ ،‬كقد انقرض خبلفو‬
‫بموتو‪ )5(.‬كقواه اإلماـ المهدم في المعيار‪ ،‬كاحتج لو‪.‬‬
‫(‪ )3‬قيل‪ :‬أربعة عشر‪ .‬كقيل‪ :‬اثنا عشر‪ ،‬كقيل‪ :‬ثماف‪.‬‬
‫(‪ )4‬في الكتاب كالسنة‪.‬‬

‫(‪)02/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الخطر في مخالفة اإلجماع(‪.)7‬‬


‫كخامسها‪ :‬علم أصوؿ الفقو(‪)0‬؛ ألنو يشتمل على معرفة حكم العموـ‪ ،‬كالخصوص(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فيعرفها بحيث يعرؼ إنما أدل إليو اجتهاده ليس مخالفا لئلجماع‪ ،‬أعني بأنو يعلم أنو موافق‬
‫لمذىب صحيح‪ ،‬أك يعلم أف ىذه المسألة حادثة ال خوض فيها ألىل اإلجماع‪ .‬كالخطر في مخالفة‬
‫اإلجماع إنما يعظم إف صح استدالؿ قاضي القضاة بقولو تعالى (كيتبع غير سبيل المؤمنين نولو ما تولى)‬
‫قطعي بفسق من خالفو‪ ،‬كأما إذا اختار قوؿ اإلماـ المهدم في المنهاج‪ :‬إنو ظني ػ فبل سبيل إلى القطع‬
‫بفسقو‪ .‬ذكره موالنا عليو السبلـ في الغايات‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيكفي في ذلك مختصرا‪ ،‬قاؿ (الدكارم)‪ :‬كالفايق للرصاص‪ ،‬كالتقريب للقاضي شمس الدين‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كينبغي أف يعتبر التحقيق فيو خاصة إذ ىو قطب رحا االجتهاد؛ ألنو ال يقدر على استنباط‬
‫األحكاـ على الوجو المعتبر إال ذك القدـ الراسخ‪ .‬شرح حابس لفظا‪.‬‬
‫(‪ )3‬مثل قولو تعالى‪{ :‬فاقطعوا أيديهما} مخصص باشتراط الحرز‪ ،‬كنحوه‪( .‬شرح فتح)‪.‬‬
‫كقولو تعالى‪{ :‬أقتلوا المشركين} مخصص بتحريم قتل من ضربت عليو الجزية‪.‬‬

‫(‪)07/7‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ ،‬كالمجمل(‪ ،)7‬كالمبين(‪ ،)0‬كشركط(‪ )3‬النسخ(‪)4‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬كقولو تعالى‪{ :‬كآتوا الزكاة} فإنو مجمل‪ ،‬كبين بالسنة فيما يجب‪ ،‬كفيما ال يجب‪ ،‬كالمطلق‪،‬‬
‫كالمقيد‪ ،‬كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (في اإلبل زكاة) قيد بالسائمة‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالمطلق‪ ،‬كالمقيد‪.‬‬
‫(‪ )3‬كنسخ كتاب بالكتاب (‪ )7‬كنسخ السنة بالكتاب‪ ،‬كنسخ المتواتر بالمتواتر‪ ،‬كنسخ اآلحاد باآلحاد‬
‫كبالمتواتر‪ ،‬كأف اإلجماع ال ينسخ كال ينسخ بو‪ )7(.‬مثل قولو تعالى‪{:‬متاعا إلى الحوؿ} نسخها قولو‬
‫تعالى‪{:‬أربعة أشهر كعشرا}‪ .‬فائق‪.‬‬
‫(‪ )4‬مسألة كشركط النسخ أربعة) األكؿ‪ :‬أف ال يكوف الناسخ كالمنسوخ عقليا‪ ،‬مثاؿ الناسخ العقلي‪:‬‬
‫ارتفاع التكليف بالنوـ‪ ،‬كالسهو‪ ،‬كالجنوف‪ .‬كمثاؿ المنسوخ العقلي إباحة ذبح الحيواف‪ ،‬كإيجاب الصبلة‪،‬‬
‫كالزكاة‪ ،‬كالصوـ‪ ،‬كالحج‪ ،‬فرفع الحكم على أحد الوجهين ال يكوف نسخا شرعيا‪ ،‬ككذلك كل حكم ال‬
‫يتغير كجو كجوبو كقبحو‪ ،‬كوجوب قضاء الدين كمعرفة اهلل تعالى‪ ،‬كقبح الظلم كالجهل كنحوىما‪ ،‬فإنو ال‬
‫يصح دخوؿ النسخ عليو المتناع تغير حكمو‪.‬‬
‫(الشرط الثاني) أف ال يكوف الذم يزيلو الناسخ صورة مجردة‪ ،‬كنسخ صورة التوجو إلى بيت المقدس‪،‬‬
‫فإف الناسخ للتوجو إليو لم تنسخ صورة التوجو‪ ،‬كإنما أزاؿ كجوبو فقط‪ ،‬ككذلك كل منسوخ‪ ،‬فإنو ال يزيل‬
‫الناسخ صورتو‪ ،‬كإنما ينسخ كجوبو فقط‪ ،‬فإنو يستحيل أف تزيل صورة فعل بناسخ شرعي‪ ،‬كإنما يزيل بو‬
‫الحكم‪ ،‬كىذا الشرط شرط لصحة النسخ ال لوقوعو‪.‬‬
‫(كالشرط الثالث) أف يتميز الناسخ من المنسوخ‪ ،‬فيكوف الناسخ مخالفا للمنسوخ بوجو‪ ،‬أما لو لم‬
‫يخالفو كاف إياه‪ ،‬نحو أف يأمر الشارع بصبلة ركعتين في كقت مخصوص‪ ،‬ثم يقوؿ‪ :‬قد نسخت تلك‬
‫الركعتين‪ ،‬كأمرتك بصبلة مثلهما قدرا كصفة في ذلك الوقت‪ ،‬فإنو ال يتميز الناسخ من المنسوخ في ىذه‬
‫الصورة‪.‬‬

‫(الشرط الرابع) أف ينفصل عنو فيكوف الناسخ منفصبل ال متصبل‪ ،‬احتراز من رفع الحكم بالغاية‪ ،‬نحو‬
‫قولو تعالى‪{ :‬ثم أتموا الصياـ إلى الليل} فإف الغاية رافعة لوجوب الصياـ‪ ،‬لكنها متصلة بالجملة فلم‬
‫تكن ناسخة‪ .‬انتهى من (معيار العقوؿ في علم األصوؿ) قاؿ في التلخيص ليحيى حميد‪ :‬ال يجوز النسخ‬
‫قبل إمكاف الفعل‪ ،‬نحو أف يقوؿ‪ :‬حجوا ىذه السنة‪ ،‬ثم يقوؿ قبل دخولها‪ :‬ال تحجوا خبلفا البن‬
‫الحاجب‪.‬‬

‫(‪)00/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كما يصح نسخو(‪ ،)7‬كما ال يصح(‪ ،)0‬كما يقتضيو األمر كالنهي من الوجوب‪ ،‬كالتكرار(‪ )3‬كالفور(‪)4‬‬
‫كغيرىا‪ ،‬كأحكاـ اإلجماع(‪ ،)5‬كشركط القياس(‪ )6‬صحيحها(‪ )7‬كفاسدىا(‪ ،)8‬ككل ىذه ال يمكن‬
‫استنباط الحكم إال مع معرفتها‪ ،‬فهذه العلوـ الخمسة ال يكمل االجتهاد مهما لم تكمل‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كأيسرىا اآليات‪ ،‬كالسنة‪ ،‬كمسائل اإلجماع(‪ )9‬كما ذكر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األحكاـ الشرعية‪.‬‬
‫(‪ )0‬األحكاـ العقلية‪.‬‬
‫(‪ )3‬نحو أكرـ كالديك‪ ،‬كالقرينة الدالة على عدـ التكرار‪ ،‬نحو أقتل زيدا‪ .‬معيار (*) كمن أمثلة التكرار‬
‫{إذا قمتم إلى الصبلة فاغسلوا} {كالزانية كالزاني فأجلدكا} {كإف كنتم جنبا فاطهركا}‪.‬‬
‫(‪ )4‬كقولو تعالى‪{ :‬فإذا سويتو كنفخت فيو من ركحي فقعوا لو ساجدين} ألف الفاء للتعقيب‪.‬‬
‫(‪ )5‬منها‪ :‬أنو ال يختص بالصحابة‪ ،‬كأنو ال ينعقد مع كجود خبلؼ مجتهد صحيح لم يعترض‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬إذا عرض قوؿ ثالث كاف مخالفا لئلجماع مطلقا سواء كاف أخذا من كل قوؿ بطرؽ أـ ال‪ ،‬على‬
‫أحد قولي السيدين‪ .‬تلحيص‪ ،‬كالصحيح أنو ال يكوف مخالفا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬اآلتي ذكرىا‪.‬‬
‫(‪ )7‬كقياس الذرة على البر‪.‬‬
‫(‪ )8‬قياس األرز على الذرة‪.‬‬
‫(‪ )9‬ألف ىذه الثبلثة ال تحتاج إلى تعلم كتفكر في دقة النظر‪ ،‬بل ىي ظاىرة جلية؛ لكن يكفي في‬
‫معرفتها اإلطبلع عليها‪ ،‬بعد حصوؿ ىذه الطرؽ (في السند)‪( .‬من خط سيدم حسين الكبسي)‪.‬‬

‫(‪)03/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كأصعبها علم العربية‪ ،‬فإنو ال يبلغ فيو درجة التحقيق إال بعد زماف(‪ )7‬كإمعاف‪ ،‬ثم أصوؿ الفقو فإنو‬
‫يحتاج إلى التحقيق فيو‪ ،‬كدكنو خرط القتاد(‪ )0‬إال لمن نور اهلل قلبو‪ ،‬كرفع ىمتو‪ ،‬فكدح(‪ )3‬فيو حتى‬
‫قضى كطره(‪ ،)4‬كقد اشترط غير ذلك‪ ،‬كليس عندنا بشرط‪.‬‬
‫منها‪ :‬علم الجرح كالتعديل(‪ )5‬في ركاة ما يحتاج إليو من السنة‪ ،‬كقد صحح المتأخركف خبلؼ ذلك‪،‬‬
‫كىو أف المعتبر صحة الركاية عن المصنف‪ ،‬ثم العهدة(‪ )6‬عليو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كذلك ألنو يحتاج إلى التعلم عن الشيوخ‪ ،‬ككثرة الدراسة كالتفكر لدقة معانية‪ ،‬كال يكفي فيو مجرد‬
‫اإلطبلع‪ ،‬كلمثل ىذا الوجو صعب على األصوؿ الفقو‪ ،‬ككاف أكثر صعوبة من علم العربية‪ ،‬كمن ثم بالغ‬
‫اإلماـ في صعوبتو حتى قا ؿ‪ :‬كدكنو خرط القتاد‪ ،‬يعني‪ :‬أف أىوف من تعلم أصوؿ الفقو خرط القتاد‪،‬‬
‫كالقتاد الشوؾ‪ .،‬شرح‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىو الصنبو‪ ،‬شجر دكف الطلح بو شوؾ ملتو‪ ،‬يشبو شوؾ الورد‪ ،‬إال أنو أعظم منو‪ ،‬كخرطو باليد‬
‫يشق؛ ألنو يهر اليد‪ ،‬كما يتعلق بها‪ )*( .‬كىو الحوجم‪.‬‬
‫(‪ )3‬الكدح‪ :‬جهد النفس في العمل‪ ،‬كالكد فيو حتى يؤثر‪ ،‬من كدح جلده إذا خدشو‪ .‬كشاؼ (بلفظو)‪،‬‬
‫من قولو تعالى‪{ :‬إنك كادح}‪ )*( .‬أم‪ :‬أمعن النظر‪.‬‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬بلغ مراده‪.‬‬
‫(‪ )5‬تنبيو) كال يشترط في االجتهاد العدالة‪ ،‬كما يشترط في األخذ عنو‪ ،‬كال الذكورة‪ ،‬كالحرية‪ ،‬كال معرفة‬
‫الفركع الفقهية‪ ،‬كال أسباب النزكؿ‪ ،‬كال معرفة سير الصحابة‪ ،‬كأحواؿ الركاة جرحا كتعديبل‪ ،‬كال أخذ‬
‫(البرىاف) من المنطق‪.‬‬
‫(‪ )6‬ليس العهدة عليو إال إذا أرسل‪ ،‬أما مع ذكر الرجاؿ فالعهدة علي السامع‪ ،‬كالعبرة بمذىبو في صحة‬
‫الحديثن فيما يرجع إلى الجرح كالتعديل؛ إذ مذىب المصنف قد يكوف مخالفا في الجرج كالتعديل‪،‬‬
‫فلو كاف العهدة عليو لكاف قد قلده في الجرج كالتعديل‪ ،‬كال يجوز التقليد كما قررنا‪ )*( .‬إذا كاف موافقا‬
‫في المذىب (قرز)‬

‫(‪)04/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كمنها‪ :‬أصوؿ الدين‪ ،‬كىو عندنا شرط لكماؿ الدين‪ ،‬فأما أنو ال يمكن استنباط الحكم إال بمعرفتو فغير‬
‫مسلم‪ .‬ىكذا ذكر عليو السبلـ في الغيث‪ ،‬كجعل في البحر أصوؿ الدين من علوـ االجتهاد‪ ،‬قاؿ فيو‪:‬‬
‫لتوقف صحة االستدالؿ بالسمعيات(‪ )7‬على تحقيقو‪.‬‬
‫ثم ذكر عليو السبلـ الشرط الثاني في قولو‪( :‬عدؿ)(‪ )0‬أم‪ :‬ذلك المجتهد عدؿ‪ .‬كالعدالة لها حقائق‬
‫أثبتها(‪ )3‬ما قالو ابن الحاجب‪ :‬محافظة دينية(‪ )4‬تحمل صاحبها على مبلزمة التقول(‪ )5‬كالمركءة(‪)6‬‬
‫ليس معها بدعة(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو يتوقف عليو معرفة الشارع من حدكث العالم كافتقاره إلى الصانع‪ ،‬كأيضا كيف يمكن‬
‫االستدالؿ على حكم شرعي االستدالؿ بآية من القرآف‪ ،‬أك حديث نبوم‪ ،‬كىو ال يعلم أف الرسوؿ‬
‫صادؽ فيما جاء بو فيكوف في استداللو بمنزلة الكاذب‪.‬‬
‫(‪ )0‬كعدالة إماـ الصبلة‪( .‬بستاف)‪ ،‬كىو عدـ فعل الكبيرة‪ ،‬كعدـ اإلقداـ على فعل الصغيرة جرأة‪ ،‬كال‬
‫يجب االختبار بل التوبة كافية‪(.‬قرز) (*) غير أخرس‪ .‬كقيل‪:‬ال فرؽ‪ .‬سيدنا محسن بن حسين الشويطر‬
‫رحمو اهلل‪.‬‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬أقواىا‪.‬‬
‫(‪ )4‬يخرج الكافر‪.‬‬
‫(‪ )5‬يخرج ما يذـ بو شرعا (*) يخرج الفاسق‪.‬‬
‫(‪ )6‬يخرج ما يذـ بو عرفا (*) [ذك] المرؤة‪ :‬الذم يصوف نفسو عن األدناس‪ ،‬كال يهينها عند الناس‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬الذم يحترز عما يسخر بو كيضحك منو‪ .‬كقيل‪ :‬الذم يسير بسيرة أمثالو من أىل زمانو‪ ،‬ذكر‬
‫التفسير األكؿ كاآلخر في (حياة الحيواف للدميرم)‪.‬‬
‫(*) المرؤة‪ :‬صيانة النفس من الرذائل كاألدناس‪ ،‬كالبعد عما يشين في عرؼ الناس‪ .‬كىذه ىي المعتمدة‪.‬‬
‫المقصودة‪.‬‬
‫(‪ )7‬حقيقة البدعة) ىي الطاعة التي يريد بها فاعلها الثواب مختلطة بمعصية‪ ،‬مثل أف يصلي تطوعا في‬
‫الوقت المكركه‪ ،‬كما شاكل ذلك‪ .‬زيادات (*) كاحترز بها عن فاسق التأكيل ككافره‪.‬‬

‫(‪)05/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كتتحقق باجتناب الكبائر(‪ ،)7‬كترؾ اإلصرار على الملتبس حالو من المعاصي‬
‫مطلقا(‪ ،)0‬كترؾ بعض ما عده كثير من العلماء صغيرا‪،‬كسرقة لقمة‪ ،‬كالتطفيف(‪ )3‬بحبة(‪ )4‬كترؾ بعض‬
‫المباحات(‪ ،)5‬كىي ما يعده العقبلء بها ساقطا غير كفء‪ ،‬كالحرؼ الدنية(‪ )6‬مما ال يليق بو‪ ،‬كدخولو‬
‫في ضربة الطبوؿ(‪ ،)7‬كمع العرفاء(‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاإلتياف بالواجبات‪.‬‬
‫(‪ )0‬سواء كاف قوال كالكذب‪ ،‬ككسائر أفعاؿ الجوارح أـ من أفعاؿ القلوب‪ ،‬فعبل أك تركا‪ ،‬كمطل الغنى‬
‫كالوديع‪.‬‬
‫(‪ )3‬مع القصد‪.‬‬
‫(‪ )4‬من التمر‪.‬‬
‫(‪ ، )5‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ككذا شدة البخل كاللؤـ‪ .‬قلت‪ :‬كىو صحيح؛ لقولو تعالى‪{ :‬من يوؽ شح‬
‫نفسو} اآلية‪ .‬كألنا كجدنا من استحكم عليو بخلو ال يقدر على التخلص مما يجب‪ ،‬كقد نبو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم على ذلك في قولو‪( :‬البخل شجرة في جهنم‪ ،‬لها أغصاف في يد البخيل حتى تأخذه‬
‫إلى النار) (كرقات السيد محمد بن عز الدين (المفتي)‪.‬‬
‫(*) يقاؿ‪ :‬ليس بمباح؛ ألف فيو إسقاط مرؤة‪ ،‬كحفظها يجب‪ ،‬كإسقاطها محظور‪ ،‬إال أف يقاؿ‪ :‬بالنظر إلى‬
‫غيره‪ .‬الظاىر أنو يسمى مباحا؛ من حيث أف أصلو كذلك‪ ،‬كخدمة الخيل كالجماؿ من المباحات‪،‬‬
‫كحرمت على بعض المكلفين بعد أف صارت مهنة كحرفة دنية يختص بها أىل الرذائل‪ ،‬فنافت المركة في‬
‫حق من ليس كذلك‪( .‬شامي) (قرز)‬
‫(‪ )6‬لغير ضركرة كال عادة‪( .‬قرز) ضابطو‪ :‬إف تعلم مهنة أىلو‪ ،‬ككذا أعلى منها فبل جرح‪ ،‬كإف تعلم دكنها‬
‫فجرح‪( .‬كرقات)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كالبوؿ في السكك‪ ،‬كاألكل في األسواؽ‪.‬‬
‫(‪ )8‬كالعريف في أصل اللغة‪ :‬النقيب‪ ،‬كىو الرئيس‪ .‬ذكره في الصحاح‪ .‬كقيل‪ :‬الذين يعطفوف األيدم‬
‫كاألرجل‪ .‬كقيل‪ :‬مشايخ البلد‪ ،‬كقيل‪ :‬كشاؼ البلد مع إماـ حق‪ .‬كقيل‪ :‬الكتاب في زماف أىل الجور‪،‬‬
‫كقيل المهاتير‪( .‬ىبل)‪.‬‬
‫(*) المشاعلية ػ بالعين المهملة ػ‪ :‬الذين يسيركف بالنار في أعياد كنحوىا‪ .‬قاموس‪.‬‬

‫(‪)06/7‬‬

‫_____________________________‬

‫في شغلهم من المباح‪ ،‬كخداـ الحمامات‪ ،‬كسواس(‪ )7‬الجماؿ كالخيل كنحوىا‪ ،‬ككاللعب بالحماـ(‪)0‬‬
‫اعتيادا(‪ ،)3‬كاالجتماع باألراذؿ(‪ )4‬فإف ىذه كلها مسقطة للعدالة‪ ،‬فبل يجوز تقليد من كلج في شيء‬
‫منها‪ ،‬ما لم يرجع إلى التنزه(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬حيث كانت لغيره ال ملكو‪ ،‬إال أف تكوف فيو سقوط المركءة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬المسابقة بينها؛ ألنو إف كاف على عوض فهو قمار‪ ،‬كإف كاف على غير عوض فهو إغراء‪،‬‬
‫كأمثاؿ ذلك [كإيبلمها‪ .‬نخ] كلو محظور‪( .‬بستاف)‪ .‬كلفظ (البياف) في باب السبق‪ ،‬فأما بغير عوض‬
‫فيجوز‪( .‬ذكره في البحر)‪.‬‬
‫(‪ )3‬عائد إلى جميع األطراؼ‪ ،‬كتثبت بمرتين‪.‬‬
‫(‪ )4‬فلو لبس الفقيو القبا‪ ،‬كالجندم الجبة أك الطيلساف ردت شهادتو على األصح‪ .‬كالمراد إذا لبسها‬
‫على جهة االستهزاء كالسخرية‪ ،‬كأما إذا لبسها على جهة التواضع فبل يقدح في عدالتو‪ )*( .‬كال يحتاج‬
‫إلى اختبار‪.‬‬
‫(‪ )5‬كال يحتاج إلى االختبار‪.‬‬

‫(‪)07/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلما كاف في الكبائر ما لم يعلم كونو كبيرا بصريح من كتاب اهلل تعالى‪ ،‬أك سنة نبيو‪،‬‬
‫أك إجماع مستند إليهما‪ ،‬بحيث ال يقع النزاع في مفهومو(‪ )7‬لكنو يؤكؿ إلى الكفر أك الفسق‪ ،‬بما‬
‫يستلزمو من الوجوه فيسمى صاحبو كافر تأكيل كالمجبر‪ ،‬كفاسق تأكيل كالباغي(‪ ،)0‬ككاف حكمو حكم‬
‫كافر التصريح عندنا في تحريم التقليد ػ أشرنا إلى ذلك بقولنا‪" :‬عدؿ" (تصريحا(‪ )3‬كتأكيبل)(‪ )4‬أم‪:‬‬
‫من حق العدالة أف تكوف من الطرفين‪.‬‬
‫كقاؿ أبو القاسم‪ :‬يجوز تقليد من سقطت عدالتو من جهة التأكيل‪ ،‬كأخذ الخبر عنو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فبل يجوز تقليد من سقطت عدالتو من جهة صرائح الكتاب كالسنة أك اإلجماع‪ ،‬كال من سقطت‬
‫عدالتو من جهة التأكيل‪ ،‬يعني‪ :‬أف عدالتو لم تسقط من جهة صرائح أم‪ :‬ذلك‪ ،‬بل من جهة استلزمت‬
‫سقوط العدالة‪ .‬تلخيص شرح يحيى حميد‪.‬‬
‫(‪ )0‬على إماـ الحق‪( .‬شرح كافل)‬
‫(‪ )3‬كحقيقة التصريح‪ :‬ىو ما أقدـ عليو فاعلو كىو عالم بقبحو‪ ،‬غير مدؿ فيو بشبهة‪ .‬كحقيقة التأكيل‪:‬‬
‫ىو ما أدلى فيو بشبهة‪ ،‬كأقدـ عليو معتقدا حقيقة حقيتو‪ .‬معيار (*) عائد إلى المفهوـ‪ ،‬فكأنو قاؿ‪ :‬ال‬
‫فاسق تصريح كتأكيل‪ ،‬كأما العدالة فبل تنقسم إلى تصريح كتأكيل‪ ،‬كقد صرح بو في شرح الفتح‪.‬‬
‫(‪ )4‬يقاؿ‪ :‬ىذا عدؿ تصريحا فقط‪ ،‬كتصريحا كتأكيبل‪ .‬كال يقاؿ‪ :‬عدؿ تأكيبل؛ ألنو مهما لم يكن عدال‬
‫تصريحا سقطت عدالة التأكيل‪ ،‬كيصح أف يقاؿ‪ :‬كافر تأكيل فقط؛ ألنو يصح أف يكوف كافرا من جهة‬
‫التأكيل ال من جهة التصريح‪ ،‬كال يصح أف يكوف عدال من جهة التأكيل ال من جهة التصريح فافهم ىذه‬
‫النكتة‪( .‬بكرم)‪.‬‬

‫(‪)08/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ قاضي القضاة‪ :‬ال يجوز(‪ )7‬األخذ بفتواه‪ ،‬كيجوز أخذ الخبر عنو(‪.)0‬‬
‫(كيكفي) من يريد التقليد (المغرب)(‪ )3‬عن حاؿ ىذا الذم يريد تقليده في معرفة الصبلحية أف يرل‬
‫(انتصابو) أم‪ :‬انتصاب ىذا العالم (للفتيا)(‪ )4‬حيث يرل الناس يأخذكف عنو‪ ،‬فإف ذلك طريق إلى غلبة‬
‫الظن(‪ )5‬بصبلحيتو إذا كاف (في بلد) تكوف (شوكتو)(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ ، )7‬قاؿ في (الغيث)‪ :‬كىو الصحيح عندنا‪.‬‬
‫(‪ )0‬كأما األخذ بفتواه فبل يقبل؛ ألف فتواه يستند إلى اجتهاده‪ ،‬كىو ال يؤمن خطؤه فيها كما أخطأ في‬
‫أصل دينو‪ ،‬بخبلؼ الخبر كالشهادة فهما مستنداف إلى العلم الذم حصل فيهما فقببل منو‪( .‬بياف من‬
‫السهادات) كلتحاشيو عن الكذب فحصل الظن بصدقو‪.‬‬
‫(‪ )3‬ىذا بناء على عدـ تجويز الفتيا إال للمجتهد‪ ،‬كإال فبل يجوز تقليد غير المجتهد‪ ،‬كاالنتصاب للفتيا‬
‫يكفي في جواز االستفتاء * ذكره ابن الحاجب‪.‬‬
‫(‪ )4‬مع تعظيمهم إياه‪ )*( .‬كىو اسم لما أفتى بو الفقيو‪( .‬قاموس)‪ )*( .‬كىي بالتخفيف على كزف العليا‪،‬‬
‫منقلبة عن كاك دكف ياء الفتيا‪ ،‬كقد يركل بالتشديد كفتح التاء الفوقانية‪ ،‬كلعلها على ىذه الركاية تصغير‬
‫فتول كثريا تصغير ثركا‪ ،‬قلبت الواك ياء عند التصغير لسكوف الياء قبلها‪ ،‬ثم أدغمت الياء في الياء‪.‬‬
‫(شرح البكرم بلفظو)‪.‬‬
‫(‪ )5‬نعم) كقاؿ بعضهم‪ :‬يجوز األخذ مع اإلغراب‪ .‬قلنا‪ :‬األصل عدـ العلم‪ ،‬كأيضا األكثر الجهاؿ‪ ،‬كأما‬
‫العدالة فإنو كإف كاف من ظاىره اإلسبلـ فباطنو اإليماف فإف البحث يحصل معو قوة الظن‪ ،‬كالعمل بالظن‬
‫األقول مهما أمكن ىو الواجب‪ ،‬كىذا الشرط كإف لم يصرح غيرنا بو فعموـ كبلـ من يعتبر العدالة‬
‫تصريحا كتأكيبل يقضي بو‪ .‬فإف قلت‪ :‬إنو يجوز أف اإلماـ لم يعلم بانتصابو قلت‪ :‬ىذا تجويز بعيد مع‬
‫ظهور االنتصاب لذلك‪( .‬غيث)‪.‬‬
‫(‪ )6‬كالتحقيق أف يقاؿ‪ :‬إذا لم تكن البلد شوكتو إلماـ حق نظر إلى أىل الحهة الذم (المفتي) منتصب‬
‫فيهم‪ ،‬فإف كانوا من العواـ الصرؼ الذم ال تمييز لهم بين المذاىب حقها كباطلها لم يكف االنتصاب‬
‫فيهم للعلة المذكورة‪ ،‬كىي قولو‪ :‬ألنو مهما لم تكن كذلك لم يؤمن من المستفتي الخ‪ .‬كإف انتسبوا إلى‬
‫أىل العدؿ‪ .‬كإف كانوا ممن يقوؿ بالعدؿ‪ ،‬كىم أىل بصيرة‪ ،‬بحيث ال يقدر أف يفتي فيهم من ليس على‬
‫مذىبهم كاعتقادىم‪ ،‬كال يشتهر بذلك عندىم كفا انتصابو فيهم؛ إذ ال فرؽ بين ىذا كبين المنصوب من‬
‫جهة اإلماـ المذكور لمشاركتو في العلة (نزىة األبصار البن لقماف)‪.‬‬

‫(‪)09/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كىي أمر دكلتو (إلماـ حق)(‪ )7‬ال يرل جواز تقليد(‪ )0‬فاسق التأكيل) ألنو مهما لم يكن كذلك لم يأمن‬
‫المستفتي الذم يحرـ عنده تقليد فاسق التأكيل أف يكوف ىذا المنتصب فاسق تأكيل‪ ،‬أك كافر تأكيل‬
‫عنده‪ ،‬فبل يجوز لو األخذ عنو؛ إذ ال يحصل غلبة ظن بصبلحيتو حينئذ(‪.)3‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فأما إذا كاف البلد الذم ىو فيو كما ذكرنا فإنو يغلب في الظن أنو ليس كذلك‪.‬‬
‫كإنما قلنا‪" :‬المغرب" ألنو لو اختبره‪ ،‬كعرؼ صبلحيتو جاز األخذ عنو‪ ،‬كإف لم يأخذ عنو غيره‪ ،‬ككذا لو‬
‫أخبره عدؿ بصبلحيتو‪ ،‬إال على قوؿ من يعتبر في التعديل أكثر من كاحد(‪.)4‬‬
‫[إصابة المجتهد]‬
‫(فصل)‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو‪ :‬لمحق ليدخل المحتسب‪( .‬قرز)‬
‫(*) قاؿ في األثمار‪ :‬لمحق‪ .‬قاؿ في شرحو‪ :‬ليدخل المحتسب‪ ،‬كاإلماـ‪ ،‬كمنصوب الخمسة‪،‬‬
‫كالصبلحية‪( .‬كافل لفظا)‪ .‬كمثلو في شرح الفتح‪.‬‬
‫(‪ )0‬فبل يجوز التقليد إذا عدـ العلم كالعدالة‪ ،‬كإف كاف الظاىر اإلسبلـ كاإليماف فالواجب البحث‬
‫ليحصل معو قوة الظن كالعمل بالظن األقول مع اإلمكاف ىو الواجب‪.‬‬
‫(*)كلفظ (البياف)‪ :‬إال أف يكوف منتصبا للفتول‪ ،‬مشهورا بها في بلد أىل العدؿ كفاه ذلك عن البحث‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )3‬ألنو قد ينتصب في أكثر الببلد كثير من كفار التأكيل كفساقهم فبل يؤمن تقليدىم‪( .‬أنهار)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىم الهادم‪ ،‬كالناصر كمالك‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كمحمد‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬فبل بد من كماؿ الشهادة‪.‬‬

‫(‪)32/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ككل مجتهد)( (‪ )7‬كقد تقدـ بيانو ػ متى كفى االجتهاد حقو(‪ )0‬في الفرعيات العمليات الظنيات(‪)3‬‬
‫فهو (مصيب)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف قيل‪ :‬إف قولو في المختصر‪( :‬كل مجتهد مصيب) يوىم أف ذلك في األصوؿ كالفركع ? قاؿ‬
‫عليو السبلـ‪ :‬سياؽ الكبلـ في اإلبتداء يدؿ على أف ذلك في الفركع‪ ،‬فأغنى ذلك عن االحتراز‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالمراد من توفية االجتهاد حقو ىو أف يبذؿ جهده في طلب أقول األمارات الدالة على الحكم‪.‬‬
‫(‪ )3‬لتخرج القطعيات في الفركع‪ ،‬فهو يجوز التقليد فيها‪ ،‬كال يجوز االجتهاد؛ ألف الحق فيها مع‬
‫كاحد‪( .‬شرح فتح)‪.‬‬
‫(‪ )4‬في الزحيف) ما لفظو‪ :‬كالنبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم يقوؿ‪( :‬اختبلؼ أمتي رحمو) ركاه في‬
‫الثمرات عن الحاكم‪ ،‬ككل مجتهد مصيب‪ ،‬كقوؿ علي عليو السبلـ‪( :‬إف اجتهدت كأصبت فلك عشرة‬
‫أجور‪ ،‬كإف أخطأت فلك خمسة) كفي بعض األخبار (أجراف كأجر)‪ .‬قاؿ العبلمة المقبلي في (العلم‬
‫الشامخ)‪ :‬إف ىذا الحديث ال أصل لو‪ ،‬كعلى فرض صحتو فهو معارض بما ىو أرجح منو‪ ،‬ىذا معنى‬
‫كبلمو‪.‬‬
‫(*) (مسألة) إذا قيل لنا‪ :‬إف قولكم‪( :‬كل مجتهد مصيب) يؤدم إلى أف تكوف العين الواحدة توصف‬
‫بأنها حبلؿ كأنها حراـ‪ ،‬حيث أحلها عالم‪ ،‬كحرمها عالم كذلك منافضة كال يصح? ! قلت‪ :‬إف األعياف‬
‫من فعل اهلل تعالى ال من فعلنا‪ ،‬كليست توصف بذلك‪ ،‬كإنما التحليل كالتحريم راجع إلى أفعالنا فيها‬
‫كىو استعمالها‪ ،‬كالشرع كارد على حسب مصالح العباد‪ ،‬كىم يختلفوف فيها‪ ،‬فيكوف قد علم اهلل أف‬
‫مصلحة من أحلها في تحليلها‪ ،‬كمصلحة من حرمها في تحريمها‪ ،‬كلذلك كرد النسخ في الشريعة‪ ،‬كليس‬
‫ىو إال الختبلؼ مصالح العباد‪ .‬ذكره في (الزيادات )‪.‬اىػ (بياف ػ بلفظو)‪.‬‬

‫(*) كيؤيد ذلك السمع‪ ،‬كىو قولو تعالى‪{ :‬ما قطعتم من لينة أك تركتموىا قائمة على أصولها فبإذف اهلل}‬
‫نزلت في رجلين من أصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم كسلم فجعل أحدىما في حاؿ حصاره‬
‫لبنى قريظة يجتهد في إفساد نخيلهم كقطعها‪ ،‬كاآلخر مجتهد في إصبلحها كتقويمها‪ ،‬فمر خبرىما إلى‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم فاستحضرىما كسألهما عن شأنهما فقاؿ الذم كاف يفسدىا‪ :‬أما أنا‬
‫يا رسوؿ اهلل فخشيت أف ال يحصل لنا استيبلء عليهم فأردت أف ال ينتفعوا إف تقوكا علينا‪ ،‬كقاؿ اآلخر‪:‬‬
‫كأنا كثقت من اهلل بالنصر لرسولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم كتمكينو منهم فتبقي أراضيهم فيئا للمسلمين‬
‫ينتفعوف بها‪ ،‬فجعلت أصلحها لذلك‪ .‬فتوقف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم فنزلت ىذه اآلية‪.‬دؿ ذلك‬
‫على تصويب المجتهد‪( .‬يحي حميد)‪.‬‬
‫(*) قاؿ المؤيد باهلل في الزيادات‪ :‬المراد بأف كل مجتهد مصيب فيما يختص المجتهد أك يفتي بو‪ ،‬أك‬
‫يحكم بو لغيره ال على العموـ؛ إذ لو كاف في يد الجد ماؿ موركث عن ابن ابنة‪ ،‬كللميت أخ‪ ،‬فقاؿ‬
‫الجد‪ :‬الماؿ في اجتهادم لي؛ ألف اجتهادم أف األخ ال يقاسم الجد‪ ،‬كقاؿ األخ‪ :‬بل نصفاف لم يكن‬
‫كل مجتهد مصيب‪ ،‬بل يتحاكماف‪ ،‬كما حكم بو الحاكم فهو المعتمد‪( .‬تكميل) يقاؿ‪ :‬ىو مصيب في‬
‫اجتهاده‪ ،‬إال أنو ال يحكم لنفسو‪.‬‬

‫(‪)37/7‬‬

‫_____________________________‬

‫بمعنى‪ :‬أف ما أكصلو إليو نظره من إيجاب أمر‪ ،‬أك تحريمو‪ ،‬أك ندبو‪ ،‬أك إباحتو(‪ )7‬فذلك ىو مراد اهلل‬
‫تعالى منو(‪ ،)0‬كمراد اهلل تابع لما أداه إليو نظره‪ ،‬ال أف نظره تابع لمراد اهلل تعالى(‪ ،)3‬كليس القصد‬
‫بتوفية االجتهاد حقو أف يعلم أنو قد أصاب في نظره(‪ ،)4‬بل يكفي غالب الظن(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك كراىيتو‪ ،‬أك صحتو‪ ،‬أك فساده‪.‬‬
‫(‪ )0‬كقد ذكر في حاشية سعد الدين أف اهلل تعالى مرادات باعتبار اجتهاد المجتهدين‪ ،‬كىو صريح قولنا‪.‬‬
‫(شرح فتح) ألف تكليف بلوغ غاية المجتهد الترجيح فمتى بذؿ جهده فهو مراد اهلل تعالى‪( .‬معيار)‬
‫(‪ )3‬ألف اهلل تعالى ال مراد لو في االجتهادات قبل االجتهاد‪ ،‬كىو معنى ما ذكره سعد الدين‪( .‬ح)‬
‫(*) قاؿ بعض العارفين‪ :‬كإنما قيل بتصويب كل المجتهدين بالنظر إلى مطلوب الرب سبحانو كتعالى‬
‫منهم؛ ألنو سبحانو إنما طلب منهم أف يجتهدكا في طلب الصواب ال في إصابتو كما طلب من الرماة‬
‫المجاىدين أف يجتهدكا في إصابة الكفار‪ ،‬كلم يطلب منهم أف يصيبوا في رميهم‪ ،‬كذلك من عدؿ اهلل‬
‫كرحمتو‪ ،‬حيث علم أف ال طريق لهم كال إطاقة سول الطلب فقد أصابوا مراد اهلل تعالى كىو االجتهاد في‬
‫طلب اإلصابة‪ ،‬كلم يصيبوا في مطلوبهم الذم ىو اإلصابة‪ ،‬فالذم تحرل القبلة كالذم يرمي الكفار في‬
‫الجهاد يصيب كيخطيء‪ ،‬كىو في خطائو كإصابتو مصيب لمراد اهلل في طلب الصواب‪ ،‬فباف أف ىاىنا‬
‫مطلوبين اثنين‪ ،‬أحدىما هلل تعالى‪ ،‬كىو طلب اإلصابة ال سواءه‪ ،‬كثانيها‪ :‬مطلوب المجتهد‪ ،‬كىو طلب‬
‫إصابة عين ذلك الحق المشركع المطلوب‪ ،‬كالكعبة في تحرم القبلة‪ ،‬كالخطأ الذم يطلق على المجتهد‬
‫بل على المعصوـ ىو الخطأ الذم تقتضيو اإلصابة كخطأ الرامي للكفار مع أنو مصيب بو‪.‬‬
‫(‪ )4‬فيلزـ منو تكليف ما ال يطاؽ كىو قبيح‪.‬‬
‫(‪ )5‬بل يعلم ذلك‪.‬‬

‫(‪)30/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقلنا‪( :‬في األصح)(‪ )7‬إشارة إلى الخبلؼ الواقع في ذلك‪ ،‬كىو أنواع(‪ )0‬األكؿ‪ :‬ما‬
‫ذكرناه‪ ،‬كىو قوؿ أبي علي‪ ،‬كأبي ىاشم‪ ،‬كأبي الهذيل‪ ،‬كأبي عبد اهلل البصرم‪ ،‬كقاضي القضاة‪.‬‬
‫كمن أىل البيت‪ :‬أبو طالب‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كالمهدل أحمد بن الحسين(‪.)3‬‬
‫القوؿ الثاني (‪ :)4‬أف الحق مع كاحد‪ ،‬كاختلف ىؤالء في حكم المخالف ػ فمنهم من قاؿ‪ :‬مخطئ‬
‫معذكر(‪ ،)5‬كىم بعض أصحاب الشافعي‪ .‬كمنهم من قاؿ‪ :‬مخط آثم‪ ،‬كىم بشر المريسى‪ ،‬كاألصم‪،‬‬
‫كابن علية‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاحتج لو اإلماـ المهدم بحجج تشفي العليل ذكرىا ابن لقماف‪ ،‬كىو إجماع أىل البيت‬
‫المتقدمين‪ .‬فإحماعهم على أف الحق مع كاحد‪ .‬ذكره القاسم بن محمد في األساس‪ ،‬كىو ظاىر كبلـ‬
‫الهادم عليو السبلـ في األحكاـ‪ ،‬كركاه السيد حميداف عليو السبلـ عن القدماء منهم أجمع‪ ،‬كقد قيل‪:‬‬
‫إنو لم يظهر القوؿ بأف كل مجتهد مصيب إال أبو عبد اهلل الداعي‪ ،‬كقاؿ القاسم عليو السبلـ‪ :‬أدركت‬
‫مشيخة أىل البيت عليهم السبلـ كىم لم يختلفوا في شيء‪ ،‬فكيف إجماع المتقدمين كقد ذكره القاسم‬
‫بن محمد في األساس‪ ،‬كاحتج لو بحجج تشفي العليل‪.‬‬
‫(*) لو قاؿ‪ :‬في الصحيح؛ ألف بعض األقواؿ غير صحيحة‪.‬‬
‫(‪ )0‬صوابو‪ :‬أقواؿ‪ .‬كإنما قاؿ‪ :‬أنواع‪ .‬لما ذكره من الخبلؼ في القوؿ الثاني كىو أنواع أم‪ :‬الخبلؼ‬
‫المذكور فيو‪.‬‬
‫(‪ )3‬كغيرىم من أىل البيت‪( .‬شرح أساس)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كركاه في األساس عن جمهور األئمة‪ ،‬كرجحو‪.‬‬
‫(‪ )5‬أم‪ :‬غير آثم‪.‬‬

‫(‪)33/7‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ األصم‪ :‬كينقض بو(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬أف الحاكمين إذا كانا مختلفين كاف الحق مع كاحد‪ ،‬كالمخالف مخط آثم‪ ،‬كيمكن كونو‬
‫كذلك من أف ينقض ما حكم بو اآلخر‪ ،‬كما إذا اختلفا في تفقة الزكجة الصالحة للجماع مثبل‪ ،‬فقاؿ‬
‫أحدىما بوجوبها‪ ،‬كحكم بها على الزكج‪ ،‬كقاؿ اآلخر بعدـ كجوبها كحكم بسقوطها‪ ،‬فإف أحد الحكمين‬
‫ينقض باآلخر‪ ،‬كإف لم يكن كبلىما بالحق‪ ،‬بل بالحق أحدىما كاآلخر مخط آثم؛ كذلك لعدـ تعيين‬
‫الحق في الظاىر‪ ،‬كإنما ىو متعين عند اهلل تعالى فبل يمتنع أف يكوف المنقوض ىو الحق‪ ،‬كتجويز كونو‬
‫الحق ال يمنع من نقضو‪ ،‬ىذا ظهر في تفسير كبلـ األصم‪ ،‬كلعل مذىبو أف حكم الحاكم ال يقطع‬
‫الخبلؼ‪ ،‬كأف للموافق المرافعة إلى المخالف‪( .‬شرح ابن لقماف)‪.‬‬

‫(*) أم‪ :‬بسبب الخطأ‪ )*( .‬كفي (البياف)‪ :‬يعني‪ :‬إذا حكم الحاكم بشيء كخالف فيو اجتهاد غيره‪،‬‬
‫فلذلك الغير أف ينقض حكمو باجتهاده‪( .‬بياف)‪.‬‬

‫(‪)34/7‬‬

‫_____________________________‬

‫حكم الحاكم‪ .‬كمنهم من قاؿ‪ :‬مصيب مخالف لؤلشبو(‪ )7‬عند اهلل(‪ ،)0‬كىم بعض أصحاب الشافعي‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬ككبلـ المتقدمين(‪ )3‬من أئمة مذىبنا‪ ،‬كغيرىم محتمل‪ ،‬ففيو ما يدؿ على ىذا‬
‫القوؿ‪ ،‬كربما دؿ على الثاني(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كنعني باألشبو أف اهلل تعالى لو نص على حكم المسئلة لعينو‪( .‬إمبلء) كقيل‪ :‬األكثر ثوابا‪.‬‬
‫(االنتصار)‪ .‬قالوا‪ :‬كقد أشار اهلل تعالى في كتابو إلى ذلك حيث قاؿ‪{:‬ففهمناىا سليماف} أم‪ :‬ألهمناه‬
‫األكلى كالحق‪ ،‬ثم‪ ،‬قاؿ‪{ :‬ككبل آتينا حكما كعلما} أشار إلى أف كل مجتهد مصيب‪ ،‬كصوب كبل منهما‬
‫في حكمو في الحرث الذم نفشت فيو غنم القوـ‪ ،‬بعد أف ذكر أف الحق ىو حكم سليماف عليو‬
‫السبلـ‪ ،‬كحجتنا إجماع الصحابة على عدـ التخطئة مع ظهور اختبلفهم في القتاكل‪ ،‬كأما األشبو فهو‬
‫غير معقوؿ؛ إذ ال كاسطة بين الحق كالباطل‪ ،‬كقولو تعالى‪{:‬ففهمناىا سليماف} أم‪ :‬ألهمناه حكم‬
‫الحادثة في حاؿ صغره‪ ،‬كإنما خص سليماف بعلم الحكم؛ إذ داكد رجع إليو آخرا‪ ،‬فصار الحكم فيها‬
‫كاحدا؛ كلذلك نسب إلى سليماف عليو السبلـ (شرح المقدمة) (*) أم‪ :‬األحسن‪ .‬كقيل‪ :‬األجزؿ ثوابا‪.‬‬
‫(‪ )0‬كقاؿ بعض الحنفية كالشافعية‪ :‬بل األشبو منها عند اهلل ىو مراده منها‪ ،‬كلقبوه باألصوب‪،‬‬
‫كالصواب‪ ،‬كاألشبو عند اهلل تعالى‪ ،‬كقد يصيبو المجتهد كقد يخطئو‪( .‬شرح أساس)‪.‬‬
‫(‪ )3‬القدماء في عرؼ العلماء من كاف قبل ثبلث مائة سنة من الهجرة‪ ،‬كالقاسم‪ ،‬كالهادم‪ ،‬كالناصر‪.‬‬
‫(‪ )4‬أراد بالثاني القوؿ األكؿ الذم حكاه بقولو‪ :‬كىو أنواع األكؿ ما ذكرناه ػ يعني‪ :‬في األزىار ػ بقولنا‪:‬‬
‫ككل مجتهد مصيب‪ .‬كسماه ثانيا لما سمى الثاني أكال باإلشارة إليو‪ ،‬فبل كجو لما يذكر في بعض‬
‫الحواشى من أنو يريد بالثاني قوؿ بشر‪ ،‬كاألصم‪ ،‬كبقولو‪ :‬ىذا القوؿ يريد قوؿ من يقوؿ‪ :‬مصيب مخالف‬
‫لؤلشبو عند اهلل؛ لمخالفتو لما حكى اإلماـ المهدم عليو السبلـ في المعيار كشرحو‪ .‬كاهلل أعلم‪( .‬من‬
‫شرح ابن لقماف) (*) كىو مجتهد مصيب‪.‬‬

‫(‪)35/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كالحي) من المجتهدين باألخذ عنو‪ ،‬كتقليده (أكلى(‪ )7‬من الميت) منهم؛ ألف الطريق إلى كمالو تكوف‬
‫أقول من الطريق إلى كماؿ الميت في غالب األحواؿ‪ ،‬كألنو قد خالف في صحة تقليده بعض‬
‫العلماء(‪ )0‬القائلين بالتقليد‪ ،‬بخبلؼ الحي (كاألعلم)(‪ )3‬حيا كاف أك ميتا فهو أكلى (من األكرع)( (‪)4‬‬
‫مهما لم يقدح في عدالتو(‪ )5‬أم‪ :‬عدالة األعلم‪.‬‬
‫كإنما كاف أكلى؛ ألف الظن بصحة قولو(‪ )6‬أقول؛ لقوة معرفتو بطرؽ الحادثة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لئلجماع على جواز تقليد الحي بخبلؼ الميت‪ ،‬كألنو من قوؿ الحى على يقين‪ ،‬كال يأمن أف يكوف‬
‫الميت قد رجع عن اجتهاده‪(.‬شرح كافل بالمعنى)‪.‬‬
‫(*) ندبا‪( .‬قرز) (*) مع اإلستواء في العلم كالورع‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬الفخر الرازم‪ ،‬كأبو طالب‪ ،‬كالمعزلة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألنو أىدل إلى الحق‪ ،‬كأعرؼ بدرؾ األدلة كاستظهارىا‪ ،‬كمعو من الورع ما يحجزه عن التواني في‬
‫النظر‪( .‬ذكيد)‪.‬‬
‫(‪ )4‬قاؿ في الزيادات‪ :‬فإف كاف أحد العالمين أعلم‪ ،‬كاآلخر أكرع‪ ،‬مع كونهما من أىل االجتهاد نظر‪،‬‬
‫فإف كانت المزية قليلة‪ ،‬فاألعلم أكلى‪ ،‬كإف كانت كثيرة‪ ،‬بأف يزيد أحدىما زيادة ظاىرة‪ ،‬كاآلخر يزيد في‬
‫الورع مثل زيادة علمو‪ ،‬كاف األكرع أكلى عندم؛ ألف العلم آلة‪ ،‬كالورع سبب استعمالو‪ ،‬كقد شاىدنا كثيرا‬
‫من العلماء يفتوف بأكؿ خاطر‪ ،‬كال يبحثوف حق البحث‪ ،‬كالورع داع إلى البحث‪ ،‬فكل ما زاد كرعو كاف‬
‫داعيا إلى البحث‪ ،‬كىو أكلى‪.‬‬
‫(‪ )5‬في العبارة نظر؛ ألف مفهومو أنو إذا قدح في عدالتو فليس بأكلى كيجوز‪ ،‬كليس كذلك‪.‬‬
‫(‪ )6‬كالعمل بأقول الظنوف ىو الواجب مهما أمكن‪.‬‬

‫(‪)36/7‬‬
‫_____________________________‬

‫(كاألئمة المشهوركف(‪ )7‬من أىل البيت) بكماؿ االجتهاد كالعدالة‪ ،‬سواء كانوا ممن قاـ كدعا كالهادم‪،‬‬
‫كالقاسم‪ ،‬أـ ال‪ ،‬كزين العابدين‪ ،‬كالصادؽ‪ ،‬كغيرىما(‪ )0‬فتقليدىم(‪( )3‬أكلى)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإنما قاؿ‪ :‬المشهوركف‪ .‬ألنو قد ركم عن من خفي منهم القوؿ بالجبر‪.‬‬
‫(‪ )0‬اإلماـ محمد بن علي الباقر عليو السبلـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬عبارة األثمار‪ :‬كأىل الحل كالعقد من أىل البيت عليو السبلـ‪ ،‬فيجب أف يكوف بهم في الفركع‬
‫اإلقتداء‪ ،‬كإليهم في األصوؿ اإلعتزاء‪ ،‬كاألئمة المشهوركف من غيرىم ىم إليهم منتموف‪ ،‬لما كاف ما ذكره‬
‫المؤلف عليو السبلـ من كجوب اإلقتداء بأىل البيت عليو السبلـ في الفركع‪ ،‬كاإلعتزاء في األصوؿ‬
‫يوىم أنو محرـ تقليد غيرىم‪ ،‬كاإلعتزاء إليو على اإلطبلؽ أراد دفع ذلك لئليهاـ بما ذكره أنو إنما يحرـ‬
‫اإلقتداء بغير أىل البيت‪ ،‬كاإلعتزاء إليو حيث كاف مخالفا لهم من كل كجو‪ ،‬كخارقا إلجماعهم‪ ،‬كأما‬
‫األئمة المشهوركف كأبي حنيفة‪ ،‬كمالك‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كأحمد‪ ،‬كأشباىهم فهم منتمن إلى أىل البيت‪،‬‬
‫كمقتدكف بهم‪ ،‬فالمقتدم بهم في الحقيقة مقتد بأىل البيت عليهم السبلـ‪ ،‬كالمعتزم إليهم معتز إلى‬
‫أىل البيت؛ إذ تمسكهم بحبل مودتهم معلوـ‪ ،‬كاعترافهم بفضائلهم متحقق غير موىوـ‪ ،‬كما ىو مشهور‬
‫عنهم‪ ،‬حتى ركم عن الشافعي األبيات المشهورة التي أكلها‪:‬‬
‫إف كاف رفضا حب آؿ محمد***فليشهد الثقبلف أني رافضي (شرح بهراف)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ندبا‪ .‬كقيل‪ :‬كجوبا‪ .‬ذكره اإلماـ شرؼ الدين‪ ،‬كالقاسم بن محمد‪ ،‬كركاه في شرح الفتح عن‬
‫(النجرم)‪.‬‬
‫(*) (فإف قلت) لو كجد مجتهداف أحدىما من أىل البيت عليو السبلـ‪ ،‬كالثاني من غيرىم كىو أعلم‪،‬‬
‫أك حي كعالم أىل البيت ميت فأيهما أرجح? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬في كل كاحد منهما مرجح‪ ،‬إال أف مرجح‬
‫أىل البيت مع حصوؿ الكماؿ أقول؛ ألجل النصوص فيهم‪.‬‬

‫فإف قلت‪ :‬أفيجوز لمن قد التزـ مذىب إماـ غيرىم اإلنتقاؿ إلى مذىبهم لهذا المرجح ? قاؿ عليو‬
‫السبلـ‪ :‬في ذلك تردد‪ ،‬كسنذكره إف شاء اهلل تعالى‪(.‬بياف لفظا)‪.‬‬
‫(*) كالظاىر أف األكلوية للوجوب‪ ،‬فمقلد غيرىم مخط؛ ألف ىذه المسألة قطعية‪ ،‬التي ىي كجوب ترجيح‬
‫تقليد األرجح‪ ،‬ككونهم أرجح أمر مقطوع‪( .‬بياف) المختار‪ :‬أنو مندكب‪ ،‬كىو ظاىر األزىار (مفتي)‪.‬‬

‫(‪)37/7‬‬

‫_____________________________‬
‫من تقليد (غيرىم) عندنا(‪.)7‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإنما كانوا أكلى لوجهين أحدىما‪ :‬قولنا‪( :‬لتواتر(‪ )0‬صحة اعتقادىم) ألف كبل من‬
‫المشهورين منهم تواتر عنو تخطئة المجبر‪ ،‬كالمجسم كغيرىما ممن أخطأ في اعتقاده‪ ،‬فعلم بذلك‬
‫كبنصوصهم أيضا أف اعتقادىم متضمن للعدؿ كالتوحيد على كماؿ(‪ ،)3‬كلم يسمع عن أحد من الناس‬
‫أنو نقل عن كاحد من مجتهديهم ما يخالف العدؿ كالتوحيد‪ ،‬بخبلؼ األئمة األربعة فإنهم كإف كانوا‬
‫منزىين سيما أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كمالك‪ ،‬فقد نقل عنهم آحاد من الناس ما يقتضي الخطأ في مسائل‬
‫أصوؿ الدين‪ ،‬فأشرنا إلى ذلك بقولنا‪( :‬كننزىهم عما ركاه البويطي)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إشارة إلى خبلؼ أصحاب الشافعي‪ ،‬قالوا‪ :‬تقليد الشافعي أكلى لقرب نسبو من رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم؛ ألف الشافعي ينتسب إلى عبد المطلب بن عبد مناؼ أخو ىاشم‪ .‬كأمو فاطمة بنت‬
‫اإلماـ عبد اهلل بن الحسن عليو السبلـ‪( .‬راكع) قلنا‪ :‬فكيف بأكالده‪ ،‬الذين ال كلد لو سواىم‪( .‬شرح‬
‫فتح)‪.‬‬
‫(‪ )0‬تنبيو) قد كرد في أىل البيت عليو السبلـ اخبار كثيرة آحادية اللفظ متواترة المعنى‪ ،‬قاؿ عليو‬
‫السبلـ‪ :‬كلوال ظهور إجماع السلف على جواز تقليد غيرىم لحرمتو لهذه األخبار‪ ،‬لكن نحملها على‬
‫مخالفة إجماعهم‪ ،‬فاقتضى كبلمو عليو السبلـ حكمين ػ أحدىما‪ :‬أف المجتهد من أىل البيت أكلى‬
‫بالتقليد من المجتهد من غيرىم‪( .‬مضواحي) كقيل‪ :‬إف اآليات التي كردت على فضل أىل البيت‬
‫كعصمتهم (‪ )7‬خمسمائة آية‪ ،‬كمن األخبار ألف حديث‪ )7( .‬إف أراد شموؿ العصمة لجميع أفرادىم‬
‫فهو معلوـ البطبلف فليحقق ذلك‪.‬‬
‫(‪ )3‬كألنهم سفن النجاة‪ ،‬كقرناء الكتاب‪ ،‬كما كرد في الحديث المستطار‪ ،‬كألنهم معدف (الهداية)‪،‬‬
‫كفيهم النبوة‪.‬‬
‫(‪ )4‬البويطي‪ :‬ىو أبو يعقوب موسى بن يحيى‪ ،‬نسبة إلى بويط‪ ،‬فرية من قرل صعيد مصر األعلى‪ ،‬كىو‬
‫خليفة الشافعي في حلقتو‪ ،‬كأحد أصحابو‪ ،‬كىو قرشي‪ ،‬كما نص عليو الترمذم في آخر جامعو‪ ،‬كأكؿ من‬
‫حمل كتبو إلى بخارل‪ ،‬مات في السجن كالقيد ببغداد سنة اثنتين كثبلثين كمائتين‪ ،‬كقيل‪ :‬سنة إحدل‪،‬‬
‫كصححو (ابن خلكاف)‪( .‬من ابن الملقن)‪.‬‬

‫(‪)38/7‬‬

‫_____________________________‬

‫من أصحاب الشافعي (كغيره(‪ )7‬عن غيرىم) كذلك الغير ىو الشافعي‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كمالك‪ ،‬كابن حنبل‪،‬‬
‫فإف أىل البيت عليهم السبلـ منزىوف عما ركم عن ىؤالء(‪( )0‬من إيجاب القدرة) لمقدكرىا‪ ،‬كذلك‬
‫يستلزـ الجبر(‪( )3‬كتجويز الرؤية)(‪ )4‬على اهلل تعالى يوـ القيامة‪ ،‬كذلك يستلزـ التجسيم عند بعض‬
‫علماء الكبلـ(‪ ،)5‬كاف لم يستلزمو(‪ ،)6‬فبل كبلـ في خطأ اعتقاده (كغيرىما) أم‪ :‬كغير ىذين الخطأين‬
‫كالتجسيم‪ ،‬كالمصالح المرسلة‪.‬‬
‫أما القوؿ بإيجاب القدرة فركل عن أبي حنيفة‪ ،‬كأما تجويز الرؤية فركاه البويطي عن الشافعي‪ ،‬كالتجسيم‬
‫مركم عن ابن حنبل(‪ ،)7‬كأما المصالح فركم عن مالك(‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬المزني‪ ،‬كالربيع بن زياد‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألنو ينسب إليو القوؿ بانجاب القدرة لمقدكرىا‪ ،‬كصبلحها للضدين [أم‪ :‬الفعل‪ ،‬كالترؾ] كىذا‬
‫المذىب لبعض متأخرم الحشوية‪ ،‬كجمهور المجبرة فيقولوف‪ :‬إف القدرة موجبة لمقدكرىا‪ ،‬كمقاربة لو‪،‬‬
‫كغير صالحة للضدين‪ ،‬كعندنا أنها بالعكس من ذلك‪ ،‬أم‪ :‬أنها غير موجبة(‪ )7‬كمتقدمة(‪ )0‬كصالحة‬
‫للضدين (‪( .)3‬شرح فايق)‪ )7( .‬بل إنما يوجد بها على جهة االختيار‪ )0( .‬على المقدكر بوقت‪ ،‬فقدرة‬
‫العمار مثبل حاصلة فيو قبل كجود العمارة‪ )3( .‬يعني‪ :‬الفعل كالترؾ‪ ،‬فوجود أحدىما دكف اآلخر باختيار‬
‫الفاعل ليس إال‪.‬‬
‫(‪ )3‬من حيث أنو يلزـ أف ال يتعلق الفعل بالفاعل‪ ،‬كال ينسب إليو البتة‪ ،‬بل إنما تعلق بفاعل القدرة؛‬
‫ألنها موجبة لو‪ ،‬كفاعل السبب فاعل المسبب‪.‬‬
‫(‪ )4‬ركاه بعض أصحاب الشافعي عنو أنو قاؿ في قولو تعالى‪{ :‬إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبوف}‪ :‬لما‬
‫حجبهم في السخط دؿ على رؤيتو في الرضاء‪ ،‬كلم يصح ذلك عندنا‪( .‬غيث)‪.‬‬
‫(‪ )5‬أبي علي‪.‬‬
‫(‪ )6‬أبي ىاشم‪.‬‬
‫(‪ )7‬ركاه الحاكم‪.‬‬
‫(‪ )8‬ركاه محمد بن مالك عن أبيو‪.‬‬

‫(*) كقد ذكر في تاريخ ابن حجر أنو اجتمع القضاة كالعلماء بسبب حادثة في دمشق‪ ،‬فقيل للقاضي‬
‫المالكي‪ :‬عندؾ قوؿ يقتل الثلث في إصبلح الثلثين? فقاؿ‪ :‬إف ىذا ال يعرؼ في المذىب‪ .‬كىذا ال‬
‫يجوز عندنا‪ ،‬كأما المصالح المبلئمة المطابقة لبعض مقاصد الشرع الجملية‪ ،‬التي لم تصادـ نصا‬
‫فالمذىب اعتبارىا‪ ،‬كإف لم يشهد لها نص معين‪ ،‬كقتل المسلمين المترس بهم عند الضركرة‪ ،‬ككما يقاؿ‪:‬‬
‫يحرـ النكاح على العاجز عن الوطئ من تعصي لتركو‪ ،‬كنحو ذلك‪( .‬قرز)‬

‫(‪)39/7‬‬

‫_____________________________‬
‫‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كنحن ننزىهم عن ىذه الرذائل؛ ألنها تقتضي اختبلؿ اإليماف‪ ،‬كنحن من‬
‫إسبلمهم على يقين‪ ،‬فبل ننتقل عن ىذا اليقين إال بيقين‪ ،‬كال يقين في مثل ذلك إال التواتر‪ ،‬كال تواتر‬
‫عنهم بذلك سيما الثبلثة‪ ،‬لكن قد قيل في المثل‪ :‬من يسمع يخل(‪.)7‬‬
‫كإلى الوجو الثاني أشرنا بقولنا‪( :‬كلخبرم السفينة)(‪ ،)0‬كىما‪( :‬أىل بيتي كسفينة نوح) الخبر‪.‬‬
‫كقولو صلى اهلل عليو كالو كسلم‪( :‬فأين يتاه بكم(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬يتوىم صدؽ ما سمع‪.‬‬
‫(‪ ، )0‬قاؿ في األثمار‪ :‬فيجب أف يكوف بهم في الفركع اإلقتداء‪ ،‬كإليهم في األصوؿ اإلعتزاء‪ ،‬يعني‪:‬‬
‫يجب تقليدىم في الفركع دكف غيرىم‪ ،‬كأف يعتزل إليهم في األصوؿ‪ ،‬بأف يظهر بأف اعتقاده كاعتقاىم‪،‬‬
‫بعد أف عرؼ ذلك بأدلتو‪ ،‬ال على كجو التقليد فيو (تكميل)‪.‬‬
‫(‪ )3‬يتاه أم‪ :‬يذىب كالتائو في اللغة‪ :‬الضاؿ عن الطريق‪ .‬أم‪ :‬ضلها كذىب في غيرىا‪ ،‬قاؿ الشاعر‪:‬‬
‫ىا إف تا عذره إف لم تكن نفعت * فإف صاحبها قد تاه في البلد‬
‫قولو‪( :‬يتاه) ليس من كبلمو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬بل من كبلـ أمير المؤمنين عليو السبلـ‪ ،‬ذكره‬
‫اإلماـ المنصور باهلل في الرسالة الناصحة‪ ،‬قاؿ ما لفظو‪ :‬يا أيها الناس اعلموا أف العلم الذم أنزلو اهلل‬
‫على األنبياء من قبلكم في عترة نبيكم صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬فأين يتاه بكم عن علم تنوسخ من‬
‫أصبلب أصحاب السفينة ىؤالء‪ ،‬مثلها فيكم كىم كالكهف ألصحاب الكهف‪ ،‬كىم باب السلم‪،‬‬
‫فادخلوا في السلم كافة‪ ،‬كىم باب حطو‪ ،‬من دخلها غفر لو‪ ،‬خذكىا عنى‪ ،‬عن خاتم النبيين‪ ،‬كىو مركم‬
‫في أمالي أبي طالب‪ ،‬عن علي بن أبي طالب عليو السبلـ‪ .‬قاؿ المنصور باهلل‪ :‬ىذا قوؿ الوصي يكوف‬
‫توقيفا‪ ،‬كىو خارج عن المجتهدات؛ لكونو عنوانا‪ ،‬كإخبارا عن الكبليات‪ ،‬كىذا من غريب الحديث‬
‫كدرره‪ ،‬كما يعقلها إال العالموف‪ )*( .‬قاؿ في (الهداية)‪ :‬كلشرع الصبلة عليهم في التشهد كغيره‪ .‬قاؿ في‬
‫ىامشها‪ :‬ركل قطب عباد زمانو إبراىيم بن أحمد الكينعي عادت بركاتو عن الفقيو اإلماـ حسن بن‬
‫محمد النحوم رحمو اهلل أف ملكا من ملوؾ اإلسبلـ اختلفت عليو آراء العقائد كالمذاىب فجمع علماء‬
‫اإلسبلـ كقاؿ‪ :‬تشتت علي العقائد كالمذاىب فدلوني على عقيدة ألقى اهلل بها‪ ،‬ككاف فيهم السيد الرضي‬
‫مصنف نهج الببلغة‪ ،‬كحضرت الصبلة فقدموه ليصلي بهم فصلى بهم كتشهد فقاؿ‪ :‬اللهم صل على‬
‫محمد كأبي بكر كعمر كعثماف فصاحوا من خلفو أفسدت الصبلة‪ .‬أبطلت صبلتنا‪ .‬فتبسم الملك كقاؿ‪:‬‬
‫بطلت الصبلة ? فقالوا‪ :‬نعم بأجمعهم‪ ،‬فنفض الملك ثيابو كقاـ‪ ،‬كعرؼ أف متابعة العترة ىو األمر‬
‫المجمع عليو‪ ،‬كما زاد على ذلك‪( .‬حاشية ىداية)‪.‬‬

‫(‪)42/7‬‬
‫_____________________________‬

‫عن علم(‪ )7‬تنوسخ من أصبلب أصحاب السفينة حتى صار في عترة نبيكم)(‪( )0‬كإنى تارؾ فيكم‬
‫الثقلين(‪ )3‬ما إف تمسكتم بهما لن تضلوا(‪ )4‬من بعدل أبدا كتاب اهلل كعترتي(‪ )5‬أىل بيتي‪ ،‬إف‬
‫اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض)(‪.)6‬‬
‫[االلتزاـ بمذىب محدد]‬
‫فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو العدؿ كالتوحيد‪ ،‬كىو مذىب كل نبي‪( .‬تلخيص)‪.‬‬
‫(‪ )0‬ىذا خبر ثالث داؿ على أكلوية أىل البيت عليو السبلـ‪.‬‬
‫(‪ ، )3‬قاؿ في الحدائق‪ :‬قاـ رجل‪ ،‬فقاؿ‪ :‬بأبي أنت كأمى يا رسوؿ اهلل كما الثقبلف? قاؿ‪( :‬األكبر كتاب‬
‫اهلل سبب طرؼ منو بيد اهلل كطرؼ بأيديكم‪ ،‬فتمسكوا بو‪ ،‬كال تزلوا فتضلوا‪ ،‬كاألصغر منهما عترتي)‬
‫(*) كسماىما الثقلين؛ ألف األخذ بهما كالعمل بما يجب فيهما ثقيل‪ .‬كقيل‪ :‬إف العرب نقوؿ لكل خطير‬
‫نفيس‪ :‬ثقيل؛ إعظاما لقدرىما‪ ،‬كتفخيما لشأنهما‪ .‬ذكره في (جامع األصوؿ)‪.‬‬
‫(‪ )4‬حذؼ الفاء في الجواب‪ ،‬أعني {لن تضلوا} لتقدير القسم كقولو تعالى‪{ :‬إف أطعتموىم إنكم‬
‫لمشركوف}‪.‬‬
‫(‪ )5‬كىي الذرية؛ ألنها مشتقة من العترة‪ ،‬كىي الكرمة التي يخرج منها العنقود العنب‪( .‬شرح فتح)‪.‬‬
‫(‪ ) 6‬ككافيك) بجعلهم قسيم كتاب اهلل في الحجة‪ ،‬فدلنا ذلك على ما دلنا عليو الخبر األكؿ‪ ،‬كىذاف‬
‫الخبراف كاضحاف‪ ،‬كإف كانت األخبار فيهم كثيرا من أف تستقصى‪ ،‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كبلعنا أف‬
‫حي اإلماـ المطهر بن يحيى أك كلده كتب إلى بعض معاصريو من سبلطين اليمن األسفل من بني رسوؿ ػ‬
‫أم‪ :‬رسوؿ بني العباس ػ ذكر فيو ىذا الحديث‪ ،‬فرجع الجواب من السلطاف بأف سماع الحديث كتاب‬
‫اهلل كسنتي‪ ،‬فليراجع المجلس السامي أشياخو‪ ،‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلم ينقل إلينا ما أجاب بو اإلماـ‪،‬‬
‫كنحن نجيب بالشافي بأف في الصحاح خبرين صحيحين عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أحدىما‪ :‬ىذا‬
‫الذم ذكره السلطاف‪ ،‬كالثاني قولو‪( :‬كتاب اهلل كعترتي أىل بيتي) كما حققناه في البحر‪ ،‬أخرجو أحمد‪،‬‬
‫كالترمذم‪ .‬كلعل السلطاف لم يطلع على الثاني‪( .‬غيث)‪.‬‬

‫(‪)47/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كالتزاـ مذىب إماـ معين)(‪ )7‬كالهادم‪ ،‬كالقاسم‪ ،‬كغيرىما من مجتهدم أىل البيت‪ ،‬ككالشافعي‪ ،‬كأبي‬
‫حنيفة‪ ،‬كغيرىما من مجتهدم غير أىل البيت‪ ،‬حيا كاف أـ ميتا فإف ذلك (أكلى)(‪ )0‬من ترؾ االلتزاـ (كال‬
‫يجب) (‪ )3‬االلتزاـ‪ ،‬بل يجوز أف يقلد ىذا في حكم‪ ،‬كىذا في حكم آخر‪ ،‬كالخبلؼ في ذلك مع قوـ‬
‫من األصوليين(‪ )4‬كالشيخ الحسن الرصاص‪ ،‬كالشيخ أحمد(‪ .)5‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كأظنو عن أبي‬
‫الحسين‪ ،‬كالمنصور باهلل‪.‬‬
‫(كال يجمع مستفت(‪ )6‬بين قولين) مختلفين (في حكم كاحد)(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يصح مؤقتا‪ ،‬كال مشركطا‪( .‬قرز) (*) كلو متعددين (‪ )7‬كإنما األكلى أف يكوف مذىب إماـ معين‬
‫مفرد‪ )7( .‬ليس بأكلى فتأمل‪.‬‬
‫(‪ )0‬اتفاقا‪ )*( .‬كإنما كاف أكلى ألف من العلماء المجتهدين من قاؿ بوجوبو‪ ،‬كمنهم المنصور باهلل‪،‬‬
‫كالشيخ الحسن الرصاص‪ ،‬فقاال‪ :‬نحب اإللتزاـ‪ ،‬كنحرـ األخذ بقوؿ عالم قد قلد غيره في أم‪:‬‬
‫األحكاـ‪ ،‬كإف لم يلتزـ مذىبو جميعا بل أكجبا أف يتبع األكؿ في رخصو كعزائمو‪ ،‬فيكوف الملتزـ مصيبا‬
‫عند العلماء القائلين بالتقليد‪ ،‬فكاف أكلى لموافقة اإلجماع‪ ،‬كقد ذكر معنى ىذا البكرم‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالدليل على ذلك اإلجماع المعنوم من جهة الصحابة كىو أف العواـ كانوا يسألوف من صادفوه‬
‫منهم‪ ،‬من دكف التزاـ لهم في ذلك كال إنكار على من لم يلتزـ منهم مذىبنا معينا‪ ،‬كما ىو معلوـ ظاىر‪.‬‬
‫(تكملة)‪.‬‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬أنهم أكجبوا االلتزاـ لمذىب إماـ معين مفرد‪.‬‬
‫(‪ )5‬ابن ابنو‪.‬‬
‫(‪ )6‬عامل (قرز) األكلى آخذ؛ ألف المستفتي ال يعمل بشيء‪ )*( .‬صوابو المقلد‪ ،‬أك الملتزـ؛ ألف‬
‫المستفتي ال يعمل‪.‬‬
‫(‪ )7‬ال في حكمين كلو ترتب أحدىما على اآلخر ما لم يخرؽ اإلجماع‪( .‬قرز)‬
‫(*) كطريقو من نص أك قياس أك إجماع‪ ،‬كيعني‪ :‬بالحكم من كجوب‪ ،‬أك ندب‪ ،‬أك حظر‪ ،‬أك إباحة‪ ،‬أك‬
‫كراىة‪ ،‬كصحة‪ ،‬كفساد‪ ،‬كبطبلف‪.‬‬

‫(*) (مسألة) الحج فعل كاحد فبل يصح التقليد لعالمين في أركانو‪ ،‬كذا حفظ‪ ،‬كنقل عن معيار‬
‫(النجرم)‪ :‬أنو أفعاؿ فيصح‪ .‬قلت‪ :‬كىو القوم؛ ألنو يصح من المجتهد أف يقتضي نظره في بعض‬
‫مسائلو مثل قوؿ عالم من العلماء‪ ،‬كفي بعضها مثل قوؿ آخر‪ ،‬كما صح من المجتهد صح من المقلد ػ‬
‫كاهلل أعلم‪( .‬المقصد الحسن) (قرز)‬
‫(*) كالوضوء كالصبلة أحكاـ‪ ،‬فيصح تقليد إمامين فيهما (حاشية سحولي) (قرز)‬

‫(‪)40/7‬‬

‫_____________________________‬
‫احترازا من الحكمين‪ ،‬فبل يجمع بينهما بحيث يصير الحكم الذم القوالف فيو (على صورة(‪ )7‬ال يقوؿ‬
‫بها إماـ منفرد)‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم أكضحنا ذلك بقولنا‪( :‬كنكاح خبل عن كلي) عمبل بقوؿ أبي حنيفة (ك) عن‬
‫(شهود) عمبل بقوؿ مالك(‪ ،)0‬فإف الطرفين كإف قاؿ بكل كاحد منهما إماـ؛ لكنهما في حكم كاحد‬
‫كىو النكاح‪ ،‬كلو سئل أبو حنيفة عن صحتو قاؿ‪ :‬ليس بصحيح؛ لعدـ الشهود‪ .‬كلو سئل مالك عنو?‬
‫قاؿ‪ :‬ليس بصحيح؛ لعدـ الولي(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيحرـ على اآلخذ تتبع الرخص كذلك بأف يأخذ بما ىو رخصة من قوؿ ىذا كبما ىو رخصة من‬
‫قوؿ اآلخر كيترؾ العزائم كإف رجحت لو فإف ذلك يحرـ إذ يفضي المنكرات كالمحرمات كالجمع بين‬
‫المتباينات المستشنعات المنهي عنها كما تقدـ بل قد ذكر المنصور باهلل أف تتبعها زندقة كمركؽ عن‬
‫الدين كما ذكره اإلماـ في المنهاج شرح المعيار كقد ذكر الذىبي في تذكرتو عن االكزاعي أف من أخذ‬
‫بنوادر العلماء خرج من اإلسبلـ‪ ،.‬قاؿ في تلخيص ابن حجر كركل عبد الرزاؽ عن معمر‪ ،‬قاؿ لو أف‬
‫رجبل أخذ يقوؿ أىل المدينة في استماع الغنا كإتياف النساء في ادبارىن كبقوؿ أىل مكة في المتعة‬
‫كبقوؿ أىل الكوفة في المسكر كاف أشر عباد اهلل تعالى‪( .‬شرح فتح)‪.‬‬
‫(‪ )0‬في الرفيعة‪ ،‬كأما الدنية فقد ركم عنو أنو يجوز نكاحها من دكف شهود كال كلي‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإف قلت‪ :‬إنو قد ركل عن مالك صحة النكاح في الدنية من النساء بغير كلي كشهود كيشترط عدـ‬
‫التواطئ على الكتماف فكيف جعلتو صورة ال يقوؿ بها إماـ منفرد قلت‪ :‬ىي ركاية ضعيفة فبل ينبغي‬
‫االعتراض بها على المثاؿ المذكور‪( .‬بكرم لفظا)‪ ،‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلو سلمنا صحة الركاية فقد انقطع‬
‫اآلف خبلفو‪ ،‬كانعقد اإلجماع‪ ،‬فظهر ما قلنا‪( .‬نجرم لفظا))‪.‬‬

‫ينظر في نقل الركاية عن مالك فكتب المالكية إال صريحة باشتراط الولي كالشهود مع كماؿ عدالتهم‪.‬‬
‫مصححة‪.‬‬

‫(‪)43/7‬‬

‫_____________________________‬

‫؛ فبل يكوف في ىذا النكاح مقلدا لواحد من اإلمامين؛ ألف كل كاحد منهما يقوؿ بفساده(‪ )7‬كما ذكرنا‪،‬‬
‫كإلى ىذا أشرنا بقولنا‪( :‬لخركجو) أم‪ :‬الفاعل لذلك (عن تقليد كل(‪ )0‬من اإلمامين)‪.‬‬
‫[متى يصير مقلدا]‬
‫فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬بطبلنو‪.‬‬
‫(‪ )0‬كلفظ الفتح كشرحو) على كجو يخرؽ اإلجماع‪ ،‬كىذا ىو الصحيح المناسب للقواعد ال كما يفهم‬
‫من عبارة األزىار من قولو‪ :‬لخركجو عن تقليد كل من اإلمامين؛ بأنو لو قلد القاسم بأف الماء القليل‬
‫مطهر‪ ،‬كقلد أبا حنيفة بأف االعتداؿ في الصبلة غير كاجب أف ذلك غير صحيح؛ لخركجو عن‬
‫تقليدىما؛ إذ لو سئل كل كاحد منهما عن ذلك‪ ،‬قاؿ‪ :‬ال تصح الصبلة للخلل الذم عنده‪ ،‬كىي‬
‫صحيحة؛ إذ لم يخرؽ اإلجماع (‪ )7‬كقيل‪ :‬كلهذا صح من المجتهد أف يجتهد على تلك الصفة ػ [أف‬
‫الماء طاىر‪ ،‬كأف اإلعتداؿ ال يجب] ػ كما صح للمجتهد أف يجتهد فيو صح للمقلد أف يقلد فيو‪( .‬شرح‬
‫فتح) (قرز) كقيل‪ :‬إف اإلماـ عليو السبلـ بنى ىذه المسألة على قوؿ من يقوؿ‪ :‬إف األمة إذا اختلفت في‬
‫(مسألة) على قولين لم يجز لمن بعدىم إحداث قوؿ ثالث مطلقا‪ ،‬سواء رفع القولين أـ ال؛ ألف‬
‫المسئلتين على سواء‪ ،‬فيكوف الخبلؼ فيهما كاحدا‪ ،‬كقد أشار إلى ىذا في مقدمة البياف‪ ،‬فعرفت من‬
‫ىذا ما بني عليو كبلمو في األزىار فبل كجو للتصويب في العبارة (شرح لقماف)‪ )7( .‬كالمختار ما في‬
‫األزىار؛ ألف الوضوء كالصبلة أحكاـ كما في (حاشية سحولي)‪.‬‬

‫(‪)44/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيصير) المقلد(‪( )7‬ملتزما) لمذىب إمامو (بالنية)(‪ )0‬كىي العزـ على العمل(‪ )3‬بقولو‪( :‬في األصح)‬
‫ألف في ذلك أقواال‪ .‬فمنهم من قاؿ‪ :‬إنما يصير مقلدا بالعمل(‪ ،)4‬كىو ظاىر قوؿ ابن الحاجب في‬
‫المنتهى‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كعلى ذىني أف قائبل(‪ )5‬يقوؿ‪ :‬يصير مقلدا بمجرد السؤاؿ(‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو المرء‪.‬‬
‫(‪ )0‬سواء قارنت قوال أك عمبل أـ لم تقارف‪( .‬قرز) (*) قاؿ اإلماـ شرؼ الدين عليو السبلـ‪ :‬العامي إما‬
‫ملتزـ‪ ،‬أك مقلد‪ ،‬أك مستفت؛ ألنو إف نول اإللتزاـ لقوؿ إماـ معين فهو الملتزـ‪ ،‬كإف لم ينو فإف عمل‬
‫بقوؿ إماـ فهو المقلد‪ ،‬كال يلزمو حكم الملتزـ‪ ،‬كإف سأؿ اإلماـ فقط كلما يعمل بقولو فهو المستفتي‪،‬‬
‫كلو أف يعمل بأم‪ :‬أقواؿ (المفتي)ف شاء‪ ،‬كالمستفتي أعم من المقلد كالملتزـ كما يفهم من التقسيم‬
‫المذكور‪ ،‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا التفسير للثبلثة ىو األصح‪( .‬تكميل) من (شرح أثمار) (‪.‬‬
‫(*) كمنهم من قاؿ بالنية إذا انضم إليها لفظ اإللتزاـ‪ ،‬كمنهم من قاؿ بالنية كالقوؿ كالعمل‪( .‬زنين (‪.‬‬
‫(*) قياسا على االستيطاف‪( .‬بستاف) كىل يصح تقليده مدة معلومة ? يؤخذ من قياسو على االستيطاف أنو‬
‫ال يصح‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬مستمرا‪ )*( .‬كحاصل ذلك أف غير المجتهد ال يخلو إما أف ينوم االلتزاـ أـ ال‪ ،‬أك يعتقد صحة‬
‫قولو أـ ال‪ ،‬إف نول االلتزاـ فهو الملتزـ‪ ،‬كأف عمل أك اعتقد فهو المقلد‪ ،‬كإال فهو المستفتي‪( .‬تكميل ػ‬
‫معنى) (قرز)‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬ملتزما‪ )*( .‬مع النية (من أصوؿ األحكاـ) قياسا على شراء األضحية‪ ،‬كبناء المسجد‪.‬‬
‫(‪ )5‬صاحب جمع الحوامع كىو السبكى‪.‬‬
‫(‪ )6‬المركم عن صاحب جمع الجوامع بمجرد اإلفتاء ال بمجرد السؤاؿ‪.‬‬

‫(‪)45/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كبعد االلتزاـ)(‪ )7‬لقوؿ إماـ معين في حكم كاحد‪ ،‬أك في أحكاـ‪ ،‬أك في جملة المذىب فإنو (يحرـ‬
‫االنتقاؿ)(‪ )0‬عن ذلك المذىب في عين ذلك الحكم‪ ،‬أك األحكاـ المعينة‪ .‬قاؿ ابن الحاجب‪:‬‬
‫باالتفاؽ(‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) إذا التزـ العامي مذىبا فبل يخلوا إما أف يكوف قد عرؼ شركط التقليد أـ ال؛ إف لم يكن قد‬
‫عرفها كاف تقليده كبل تقليد‪ ،‬كيكوف حكمو حكم من ال مذىب لو‪ ،‬ذكره في (الغيث) في باب ما يفسد‬
‫الصبلة‪.‬‬
‫(‪ )0‬كذلك ألف أقواؿ العلماء كالحج المتعارضة عند المجتهد‪ ،‬كبعده يصير كالمجتهد بعد ترجيح أم‪:‬‬
‫الحجج‪ ،‬فبل يجوز اإلنتقاؿ بعد االجتهاد ككذا اإللتزاـ (شرح فتح) (*) كال يصح؛ ألنو يؤدم إلى‬
‫التهور‪( .‬فصوؿ)‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬بعد العمل‪ .‬كإال فبل فخبلؼ ابن الحاجب ثابت‪.‬‬

‫(‪)46/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فأما في الصورة الثالثة كىي التقليد في جملة المذىب‪ ،‬كمن التزـ مذىب الشافعي مثبل؛ ىل لو أف يرجع‬
‫حنفيا? فيو خبلؼ(‪ ،)7‬كالصحيح التحريم (إال إلى ترجيح نفسو)(‪ )0‬أم‪ :‬بعد االلتزاـ يحرـ االنتقاؿ‬
‫عما التزمو إال إلى ترجيح نفسو (بعد استيفاء طرؽ الحكم)(‪ )3‬الذم ينظر فيو‪ ،‬كىي األدلة عليو(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬اإلماـ يحيى‪ ،‬كاإلماـ علي بن محمد‪ ،‬كالرازم‪ .‬كحجتو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬أىل بيتي‬
‫كسفينة نوح) الخبر؛ ألف اإلماـ علي بن محمد ما جوز التنقل بعد اإللتزاـ إال في مذاىب أىل البيت‬
‫عليهم السبلـ‪ ،‬كاستدؿ بالدليل المذكور‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك ترجيح من قلده‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كالطرؽ خمس‪ :‬الكتاب‪ ،‬كالسنة‪ ،‬كاإلجماع‪ ،‬كاالجتهاد‪ ،‬كالقياس‪ ،‬كاألحكاـ خمسة‪ :‬الوجوب‪،‬‬
‫كالندب‪ ،‬كالكراىة‪ ،‬كاإلباحة‪ ،‬كالحظر‪ ،‬كزاد اإلماـ يحيى بن حمزة الصحة‪ ،‬كالفساد‪ .‬كفي الفصوؿ‪ :‬أما‬
‫الصحة كالفساد فعقلياف‪ ،‬كالحكم بهما عقلي؛ ألف البناء على الصحة في العبادات إنما حيث يكوف‬
‫الفعل مسقطا للقضاء‪ ،‬كما يقوؿ بو الفقهاء‪ ،‬أك موافقة أمر الشارع كما يقوؿ بو المتكلموف‪ ،‬كال شك أف‬
‫العبادة إذا اشتملت(‪ )7‬على أركانها كشرائطها حكم العقل بصحتها بكل من التفسيرين‪ ،‬كسواء حكم‬
‫الشارع بها أـ ال (مختصر منتهى) (‪ )7‬كالصحة‪ :‬ىو ترتب اآلثار جميعا‪ .‬كىو أم‪ :‬البطبلف نقيضها‪،‬‬
‫كىو عدـ ترتب شيء من اآلثار‪ .‬كاألثر للشيء ما يطلب منو‪ ،‬كحل االنتفاع في المعامبلت‪ ،‬كىو في‬
‫العبادات موافقة األمر عند المتكلمين‪ ،‬كإف كجب القضاء‪ ،‬كالصبلة بظن الطهارة الظنية‪ ،‬ثم حصل العلم‬
‫في الوقت بعدمها‪ ،‬لحصوؿ االمتناع مع ظنها‪ ،‬كسقوط القضاء عند الفقهاء فبل يوصف الفعل بالصحة‬
‫إال إذا كاف مسقطا للقضاء‪ ،‬فالصبلة بظن الطهارة صحيحة على األكؿ ال الثاني‪( .‬غاية كشرحها) (*)‬
‫قيل‪ :‬بعد جمعو علوـ االجتهاد‪ .‬بحيث يغلب على ظنو أنو لم تبق أمارة على ذلك الحكم إال كقد اطلع‬
‫عليها على حكم اطبلع المجتهدين‪(.‬فائق)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىي ما أكصلت إلى العلم‪ .‬كاألمارات‪ :‬كىي ما أكصلت إلى الظن‪.‬‬

‫(‪)47/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كاألمارات‪ ،‬حتى ال يغيب شيء مما يحتج بو عليو‪ ،‬فمتى استوفاىا اجتهد فيها‪ ،‬كرجح ما رجح فإنو‬
‫حينئذ يجوز(‪ )7‬لو االنتقاؿ إلى ما يترجح عنده‪ ،‬كما يجوز(‪ )0‬للمجتهد ترؾ االجتهاد األكؿ لترجيح‬
‫خبلفو‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا كاضح‪ ،‬لكنو مبني على تجزؤ االجتهاد كذلك مختلف فيو‪ ،‬كقد أشرنا إلى ذلك‬
‫بقولنا‪( :‬فاالجتهاد(‪ )3‬يتبعض) بمعنى‪ :‬أنو يكوف اإلنساف مستكمبل آللة االجتهاد في مسألة دكف مسألة‪،‬‬
‫كفي فن(‪ )4‬دكف فن(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل يجب‪( .‬بياف)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬بل يجب‪( .‬أثمار)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬عبارة األثمار‪ :‬فاالجتهاد في بعض‪ .‬كىي أصوب مما تفهمو عبارة األزىار‪ )*( .‬نحو أف يعرؼ‬
‫إعراب لفظة بالعرب‪ ،‬كيعرؼ ما كجو إعرابها‪ ،‬فإنو يصير مجتهدا فيها‪ ،‬كيعرؼ كونو مرفوعا أك منصوبا أك‬
‫مجركرا‪.‬‬
‫(‪ )4‬يقاؿ‪ :‬االجتهاد في المسائل دكف الفنوف(‪ )7‬فتأمل‪ ،‬كالفنوف ال توصف باالجتهاد‪ ،‬قاؿ في شرح‬
‫مقدمة (البياف) قولو‪ :‬باالجتهاد ػ قد يكوف باألحكاـ‪ ،‬كيصح تجزم االجتهاد‪ ،‬كاعلم أف االجتهاد قد‬
‫يكوف في األحكاـ الشرعية كغيرىا من األحكاـ النحوية كالكبلمية‪ ،‬كذلك بأف يستخرج العالم حكما إما‬
‫من قاعدة قد ثبتت عنده باالستقراء أك التتبع‪ ،‬أك بالقياس على محل آخر لشبو بينهما كما يحكم بأف‬
‫الوجو من قولك‪ :‬زيد حسن الوجو بنصب الوجو ليس بتمييز؛ رجوعا إلى قاعدة كلية‪ ،‬كىي‪ :‬أ ف ال شيء‬
‫من التمييز يكوف معرفة‪ ،‬فاالجتهاد بهذا المعنى مما ال ريب في صحة تجزيو‪ ،‬فيجتهد في فن دكف فن‬
‫(بستاف) (‪ )7‬نحو أف يعرؼ إعراب لفظة بالعربية‪ ،‬كيعرؼ ما كجو إعرابها‪ ،‬فإنو يصير مجتهدا فيها‪،‬‬
‫كيعرؼ كونها منصوبة‪ ،‬أك مرفوعة‪ ،‬أك مجركرة‪.‬‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬بأف يعرؼ أدلة تلك المسألة دكف غيرىا‪ ،‬كأف يعرؼ ما يدؿ على أف الطبلؽ يتبع الطبلؽ أكال‬
‫يتبع من الكتاب كالسنة‪ ،‬كيعرؼ مواد ذلك من العربية‪ ،‬كأصوؿ الفقو‪ ،‬ككونو لم يجمع فيها بخبلؼ قولو‬
‫فإنو يكوف مجتهدا فيها فقط كال يفوتو المجتهد األكبر بشيء بل قد يطلع القاصر على ماال يطلع عليو‬
‫الكامل‪( .‬شرح فتح)‪.‬‬

‫(‪)48/7‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ ،‬كأنو ال مانع من ذلك (في األصح) من المذىبين؛ ألف منهم(‪ )7‬من منع من ذلك‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ال يكمل‬
‫العالم االجتهاد األصغر حتى يكمل االجتهاد األكبر(‪ ،)0‬كركم ذلك عن المنصور باهلل‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالصحيح عن المنصور باهلل كغيره(‪ )3‬ما اخترناه من جواز التبعيض‪.‬‬
‫ثم لما كاف ثم كجو آخر مجوز لبلنتقاؿ بعد االلتزاـ عطفنا بذكره علي المستثنى األكؿ فقلنا‪( :‬أك‬
‫النكشاؼ(‪ )4‬نقصاف) العالم األكؿ الذم قد عمل بقولو عن درجة االجتهاد‪ ،‬أك كماؿ العدالة‪ ،‬فإف‬
‫ذلك يجوز الخركج عن تقليده‪ ،‬بل يوجبو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬اإلماـ يحيى بن حمزة‪ ،‬كاإلماـ علي بن محمد‪ ،‬كالشيرازم‪[.‬كالرازم‪ .‬نخ] كابن الحاجب‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ‪ :‬ألف ذلك يؤدم أف يقاؿ‪ :‬نصف مجتهد‪ ،‬كربع مجتهد‪ ،‬كثلث مجتهد‪.‬‬
‫(‪ )3‬الغزالي‪ ،‬كالداعي‪.‬‬
‫(‪ )4‬األكلى أف يقاؿ‪ :‬لعركض نقصاف األكؿ؛ ألف من انكشف اختبللو ال يوصف باإلنتقاؿ عنو حقيقة؛ إذ‬
‫ال انتقاؿ إال عن ثابت‪ ،‬كلم يثبت (حثيث)‪ .‬فإف أراد اإلنتقاؿ في العمل فبل اعتراض‪ .‬إذ ليس المقلد‬
‫األكؿ مجتهدا‪ ،‬فهو في الحقيقة انتقاؿ عن العمل بقولو فقط ال عن تقليده؛ إذ التقليد غير صحيح‪.‬‬
‫(قرز)‬

‫(‪)49/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(فأما) االنتقاؿ عن مذىب المجتهد العدؿ (إلى) مذىب مجتهد (أعلم) من األكؿ (أك أفضل)(‪ )7‬منو‬
‫(ففيو تردد)(‪ )0‬يحتمل الجواز لزكاؿ العلة المقتضية تحريم االنتقاؿ إلى قوؿ مثلو‪ ،‬كىي عدـ الترجيح؛‬
‫ألنو قد حصل الترجيح باألعلمية كاألكرعية‪ ،‬كيحتمل أف ذلك ال يجوز(‪ )3‬مع كماؿ األكؿ‪ ،‬كما ال يجوز‬
‫للمجتهد العدكؿ إلى قوؿ من ىو أعلم منو إذا خالف اجتهاده‪ ،‬فلم تكن األعلمية مسوغة لبلنتقاؿ‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬إال أنو يمكن الفرؽ بأف يقاؿ‪ :‬إف المجتهد عنده أف قولو في ذلك الحكم أصح من‬
‫قوؿ األعلم فلم يجز لو العدكؿ‪ ،‬بخبلؼ المقلد(‪ )4‬لدكف األعلم فإنو ال يرل ترجيحا إال لؤلعلم فجاز‬
‫لو االنتقاؿ(‪ )5‬كاهلل أعلم‪.‬‬
‫(فإف فسق)(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬أكرع ألف األفضلية ال تعقل‪ )*( .‬في األثمار‪ :‬يجب‪ ،‬كلم يقل‪ :‬فيو تردد‪.‬‬
‫(‪ )0‬ككذا يجوز اإلنتقاؿ إلى مذىب أىل البيت عليو السبلـ عن مذىب غيرىم‪ ،‬كإف كاف الغير أعلم أك‬
‫أفضل (فتح) (قرز)‬
‫(‪ )3‬كىو األقرب‪ ،‬اللهم إال أف يكوف األعلم أك األفضل من أىل البيت‪ ،‬كاألكؿ من غيرىم فاألقرب أنو‬
‫يجوز؛ للنصوص الواردة في نجاة متبعهم‪.‬‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬الملتزـ‪.‬‬
‫(‪ )5‬فرجح اإلنتقاؿ لؤلعلمية كاألفضلية (شرح فتح)‪.‬‬
‫(‪ )6‬فإف انكشف أف العالم األكؿ فاسق من إبتداء اجتهاده‪ ،‬ككاف قولو مخالفا لما يقولو أىل زمانو ػ فإف‬
‫اجتهاده ال حكم لو‪ ،‬كجوده كعدمو فيجب عليو التدارؾ لما عمل فيو بقولو من القضاء كغيره (شرح‬
‫أثمار) كلعلو في المجمع عليو ال في المختلف فيو‪( .‬قرز)‬
‫(*) أك اختلت عدالتو‪( .‬قرز) كظاىر األزىار خبلفو‪ )*( .‬كظاىر كبلمو عليو السبلـ أف خبلفو قد‬
‫انقرض‪ ،‬كانعقد اإلجماع بمجرد فسقو‪ ،‬كقواه موالنا شرؼ الدين عليو السبلـ‪ ،‬كضعف كبلـ (النجرم)‬
‫فينظر في ذلك‪( .‬تلخيص)‪.‬‬

‫(‪)52/7‬‬

‫_____________________________‬
‫المجتهد (رفضو)( (‪)7‬من قلده‪ ،‬أم‪ :‬ترؾ تقليده كاتباعو (فيما تعقب الفسق)(‪ )0‬من اجتهاداتو كأقوالو؛‬
‫الختبلؿ أحد شرطي التقليد‪ ،‬كىي العدالة‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقلنا‪( :‬فقط) إشارة إلى أنو ال يرفض تقليده فيما سبق الفسق‪ ،‬إال أنو ال ينبغي(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كجوبا‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف تاب بعد فسقو كلم يعلم المقلد لو بالفسق إال بعد التوبة كجب عليو البقاء على التقليد لو‪،‬‬
‫ككذا لو علم بقسقو كرفضو كلم ينتقل إلى مذىب غيره حتى تاب فإنو ال حكم للرفض حتى يلتزـ‬
‫(نجرم) كعن (الشامي)‪ :‬أنو يحير (‪ )7‬في المسئلتين جميعا‪ .‬ك(قرز)‪ .‬كعن اإلماـ عليو السبلـ أف‬
‫خبلفو ينقرض بفسقو‪ ،‬كينعقد اإلجماع على خبلؼ قولو؛ حيث لم يكن لو موافق (تلخيص معنى) (قرز)‬
‫(‪ )7‬كلعل ذلك إذا كاف لو موافق من العلماء كإال فقد صار إجماعيا‪( .‬يحيى حميد)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬ال يجوز‪ )*( .‬لئبل يتوىم أنو اتبعو بعد الفسق‪( .‬فايق)‪ .‬فعلى ىذا لو دفع الوىم أنو أخذ بقولو‬
‫قبل الفسق فبل حرج عليو (شامي)‪.‬‬

‫(*) ىذه اللفظة إذا دخلت على اإلثبات احتملت الوجوب كالندب‪ ،‬كالمتيقن االستحباب حتى يدؿ‬
‫على ذلك دليل‪ ،‬كإف دخلت على النفي أفادت الكراىة كالحظر‪ .‬كالمتيقن الكراىة حتى يدؿ‪.‬‬

‫(‪)57/7‬‬

‫_____________________________‬

‫لو اإلعتزاء إليو بعد فسقو‪ ،‬بل إلى موافقيو من العلماء فيما قد قلده فيو‪ ،‬فإف كاف الحكم الذم قلده فيو‬
‫قبل فسقو مخالفا لما يقولو مجتهدكا زمانو جميعا كجب على مقلده(‪ )7‬أف ينتقل بعد فسقو(‪ )0‬إلى قوؿ‬
‫الجماعة؛ ألف خبلؼ ىذا المجتهد قد ارتفع بفسقو‪ ،‬فصار الحكم إجماعيا (كإف رجع)(‪ )3‬ذلك‬
‫المجتهد عن اجتهاده األكؿ في مسألة إلى خبلفو (فبل حكم لو) أم‪ :‬لرجوعو إذا رجع (فيما قد‬
‫نفذ)(‪ )4‬أم‪ :‬فيما قد فعلو ىو‪ ،‬أك المقلد لو؛ إذ قد نفذ (كال ثمرة لو)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ككذا ىو في نقسو‪ .‬إذا كاف فاسق جارحة ال فاسق تأكيل فيعمل باجتهاد نقسو‪( .‬تي) كظاىر األزىار‬
‫خبلفو في قولو‪ :‬لغير المجتهد ال لو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬مطلقا فيما تعقب القسق كفيما مضى إلى قوؿ من خالفو (شرح يحيى حميد لفظا) كظاىر األزىار‬
‫خبلفو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬فإف رجع عن اجتهاده كجب عليو إيذاف مقلده (كافل) فإف كاف ال يمكنو استدراؾ ما أفتى بو فبل‬
‫شيء عليو‪ ،‬كفي العكس يجب‪ ،‬كلو ببذؿ ماؿ كتعب‪(.‬بياف)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالمراد بالنفوذ الوقوع‪ ،‬كفي الحج الوقوؼ‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالصبلة‪ ،‬كالزكاة‪ ،‬كنحوىما الحج‪ )*( .‬يقاؿ‪ :‬ال فائدة لقولو‪ :‬كال ثمرة لو‪ .‬مع قولو‪ :‬فيما قد نفذ‬
‫(شرح فتح معنى) (قرز)‬
‫يقاؿ‪ :‬فائدة ذكر الثمرة ليقابل قولو‪ :‬كلو ثمرة مستدامة‪ ،‬كمثلو عن (المفتي)‪ .‬كيظهر في (مسألة) الطبلؽ‬
‫السنى‪( .‬شامي) فيحقق‪.‬‬

‫(*) الثمرة المستدامة كالوطء كنحوه‪( .‬زىرة) كسيأتي في قولو‪ :‬فخبلؼ‪.‬‬

‫(‪)50/7‬‬

‫_____________________________‬

‫مستدامة (كالحج) فإنو حكم ال ثمرة لو مستدامة‪ ،‬أم‪ :‬ال يتكرر فإذا رجع عن اجتهاد فيو قد أداه بو‬
‫ىو أك من قلده لم تلزـ إعادتو بعد الرجوع(‪ ،)7‬كال تكرار فيو كالصبلة فيعمل في المستقبل بالثاني(‪.)0‬‬
‫(كأما ما لم يفعلو) من األحكاـ التي قد اجتهد فيها حتى رجع عن ذلك االجتهاد (ككقتو) أم‪ :‬كقت‬
‫الحكم الذم رجع عن اجتهاده فيو (باؽ) نحو أف يرل أف مسافة القصر ثبلث بعد أف كانت عنده بريدا‪،‬‬
‫كلما يصل كالوقت باؽ‪ ،‬أكقد (فعل( ذلك الحكم(‪ )3‬الذم قد رجع عن اجتهاده فيو‪ ،‬نحو أف يتوضأ‬
‫من غير ترتيب(‪ )4‬ثم يرل كجوب الترتيب (كلما يفعل المقصود بو)(‪ )5‬أم‪ :‬بالوضوء (فبالثاني)(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مثالو‪ :‬لو قلد أبا حنيفة في أف الوطء بعد الوقوؼ كقبل رمي جمرة العقية بحصاة ليس يفسد الحج‪،‬‬
‫ثم أنو حج ككطئ قبل رمي جمرة العقية بحصاة‪ ،‬ثم تغير اجتهاده إلى أف الوطء قبل الرمي مقسد للحج ػ‬
‫فإنو ال يجب على المقلد إعادة الحج‪ ،‬بل قد صح‪(.‬تلخيص) (قرز)‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬ال يجب إعادة ما قد صلى‪( .‬كواكب)‪ .‬ككذا الزكاة بعد إخراجها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬جميعو‪ .‬كأما حاؿ الفعل كفي حاؿ الصبلة كنحوىا فلعلو يعمل بالثاني‪( .‬من (حاشية الدكارم)‪.‬‬
‫(‪ )4‬أك من غير استنشاؽ‪.‬‬
‫(‪ )5‬كىو التسليم على اليسار‪( .‬قرز) (*) المراد بالمقصود الدخوؿ في الصبلة بتكبيرة اإلحراـ‪.‬‬
‫(‪ )6‬فإف كانت قطعية كجب التبلفي كلو ببذؿ ماؿ كثير‪ ،‬ما لم يخش ضررا من ذلك‪ ،‬أك فوت أىم من‬
‫الواجبات‪ ،‬كعلى ذلك يحمل إنفاؽ محمد بن الحسن الشيباني لعشرة آالؼ تبلفيا لفتول‪( .‬بستاف)‪.‬‬

‫(*) كيجب على المجتهد إعبلـ من قلده ليعمل بالثاني‪ ،‬كلو ببعث رسوؿ‪ ،‬أك بذؿ ماؿ‪ ،‬إذا حصل على‬
‫قولو اآلخر دليل قاطع يبطل األكؿ كجب استدراكو‪ ،‬فلو كاف قد حكم بو لزـ نقض حكمو‪ ،‬كإف لم‬
‫يحصل عليو دليل قاطع يبطل األكؿ‪ ،‬بل ترجح لو دليل القوؿ االخيز‪ ،‬فقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كأبو طالب‪،‬‬
‫كالشيخ أحمد الرصاص‪ :‬ال يلزمو إعبلـ من أفتاه بالقوؿ األكؿ‪ .‬ك(قرز)‪ .‬كقاؿ الشيخ حسن‪ ،‬كالغزالي‪،‬‬
‫يلزمو إعبلمو (بياف بلفظو)‪.‬‬
‫(*) ككذلك من تغير اجتهاده كىو في حاؿ الفعل لذلك فإنو يعمل في المستقبل بالثاني‪ ،‬كفي الماضي‬
‫باألكؿ‪ ،‬نحو أف يتغير اجتهاده كىو في حاؿ الصبلة إلى كجوب قراءة أك اعتداؿ أك نحو ذلك ػ فإنو‬
‫يعمل فيما بقي منها باالجتهاد الثاني كنحو ذلك (يحيى حميد) (قرز) ‪ ،‬كىو الذم بنى عليو اإلماـ عليو‬
‫السبلـ في األزىار في قولو في باب القضاء‪ :‬كتقضي كما فات الخ‪ .‬كأما لو كاف يرم عدـ كجوب‬
‫االعتداؿ‪ ،‬كصلى ركعة مثبل ببل اعتداؿ‪ ،‬ثم رجع إلى أف يوجبو فإنو يبني على الركعة األكلي‪ ،‬كيعتدؿ‬
‫بالركعات اآلخرات؛ أل ف كل ركعة مقصودة‪( .‬قرز) كلعل الفرؽ أنما لم يمكن فعلو إال بالخركج من‬
‫الصبلة فإنو يخرج منها كلو بعد التسليم على اليمين‪ ،‬كما كاف يمكن فيها كهذه الصورة ففي األكؿ‬
‫باألكؿ‪ ،‬كفي الثاني بالثاني‪ .‬يقاؿ‪ :‬ىذا حيث بقي من الصبلة ما يمكن فعل ما أدل إليو اجتهاده فيو‪،‬‬
‫فإف لم يبق ذلك فلعلو يقاؿ‪ :‬يأتي بركعة إذا اجتهد في التشهد األخير مثبل‪ ،‬فيقاس على من ترؾ القراءة‪،‬‬
‫أك الجهر‪ ،‬أك اإلسرار‪ ،‬كىذا نظر من شيخنا حاؿ الدرس‪ .‬كىذا في غير االعتداؿ‪ ،‬فأما فيو فغير‬
‫صحيح؛ إذ لم يوجبوا عليو اإلتياف بركعة فيما يأتي؛ إال أف تكوف القراءة غير متعينة‪ ،‬كأما االعتداؿ فهو‬
‫متعين في كل ركعة بعينها فتأمل (شامي)‪.‬‬

‫(‪)53/7‬‬

‫_____________________________‬

‫أم‪ :‬فيعمل باالجتهاد الثاني في الصورتين جميعا‪ ،‬فيصلي تماما‪ ،‬كيعيد الوضوء‪.‬‬
‫(فأما ما لم يفعلو) من األحكاـ التي قد كجبت‪ ،‬كرجع عن اجتهاده األكؿ فيو (كعليو قضاؤه) نحو أف‬
‫يترؾ صبلة في سفره حتى خرج كقتها‪ ،‬ككاف يرل أنو سفر يوجب القصر‪ ،‬ثم رجع إلى أنو ال يوجبو‪،‬‬
‫كأراد القضاء (أك) رجع عن االجتهاد في حكم قد (فعلو كلو ثمرة مستدامة كالطبلؽ)(‪ ،)7‬كذلك نحو‬
‫أف يطلق امرأتو ثبلثا من دكف تخلل رجعة(‪ ،)0‬كىو يرل أف الطبلؽ ال يتبع الطبلؽ(‪ )3‬فراجعها(‪ ،)4‬ثم‬
‫رأل أف الطبلؽ يتبع الطبلؽ (فخبلؼ) بين العلماء في الصورتين‪ ،‬فمنهم من قاؿ‪ :‬إف االجتهاد(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬كمسألة الطبلؽ المذكور؛ إذ الثمرة ىي النكاح‪ ،‬كىي استمرار الحل‪ ،‬كلحوؽ النسب‪ ،‬كنحو‬
‫ذلك‪ )*( .‬عبارة (البياف)‪ :‬كالنكاح؛ ألف ثمرتو الوطء‪ ،‬كثبوت الفراش‪.‬‬
‫(‪ )0‬كأما لو تغير اجتهاده قبل المراجعة فإنو يعمل باالجتهاد الثاني خبلؼ (مرغم) كما تقدـ في قولو‪:‬‬
‫فأما ما لم يفعلو فالمراجعة ىي الحكم المفعوؿ‪ ،‬كثمرتو مستدامة‪ ،‬كىي تكرار الطبلؽ (شامي)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك تزكج بدكف كلي عمبل بقوؿ أبي حنيفة‪ ،‬أك بدكف شهود عمبل بقوؿ مالك‪ ،‬أك بدكف عشرة عمبل‬
‫بقوؿ الشافعي‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كابن شبرمو‪ ،‬أك بشهود فسقو عمبل بقوؿ أبي حنيفة‪ ،‬كأحمد بن عيسى إذا لم‬
‫يوجد في البلد عدكؿ‪ .‬يعني‪ :‬فهو على ىذا الخبلؼ‪ ،‬كالمذىب أف االجتهاد األكؿ بمنزلة الحكم‪.‬‬
‫(سيدنا حسن رحمو اهلل) (قرز)‬
‫(‪ )4‬الفرؽ‪( .‬قرز) كلفظ (البياف) في باب الفضاء‪ ،‬في قولو‪( :‬مسألة) من فاتنو صبلة كلو اجتهاد‪ .‬إلى أف‬
‫قاؿ‪ :‬كالتطليقات الثبلث بلفظ‪ ،‬كلم يراجع إذا تغير مذىبو فيها (بياف بلفظو) (قرز) (*) أك لم يراجع‪.‬‬
‫(صعيترم) (قرز)‬
‫(‪ )5‬كىذا الخبلؼ حيث يحصل التغير قبل العمل كبعد خركج كقتو‪ ،‬كقضاء الصبلة‪ ،‬كفيما كقت لو‬
‫معين كإخراج الزكاة‪ ،‬كالفطرة(‪ )7‬كالكفارة(‪ )0‬كالنذر (‪ )3‬إذا تغير مذىبو في كقت اإلخراج عما كاف‬
‫عليو كقت الوجوب(‪ )4‬ككذا حيث يحصل التغير بعد العمل كبقي لو ثمرة‪ ،‬كالنكاح بغير كلي‪ ،‬أك بغير‬
‫شهود‪ ،‬أك شهود فسقو‪ ،‬أك بعقد موقوؼ ػ ثم يتغير مذىبو عن ذلك‪ ،‬ككطبلؽ البدعة إذا تغير مذىبو فيو‪،‬‬
‫كالطليقات الثبلث بلفظ كاحد أك بألفاظ كلم يراجع بينها إذا تغير مذىبو فيها‪ ،‬كشراء أـ الولد كالمدبرة‬
‫إذا تغير مذىبو عنو‪ ،‬على قولنا‪ :‬إنو قاسد (بياف (بلفظو) من باب القضاء) ال باطل كما يقولو الهادم‬
‫عليو السبلـ؛ ألف دليلها قطعي‪ ،‬كال تأثير للخبلؼ فيها‪ .‬كالمذىب في أـ الولد كالمدبر أنو باطل فيهما‪.‬‬
‫(قرز) (‪ )7‬في نصابها (‪ )0‬ىل يجزئ بصرفو في كاحد أـ ال (‪ )3‬ىل ينفق من الثلث أـ من رأس الماؿ‬
‫(‪ )4‬أما بعد الصرؼ فبل إشكاؿ [كلعلو اتفاؽ؛ ألف الفراغ مما ال كقت لو كخركج كقت المؤقت] كأما‬
‫قبل إخراج الزكاة كنحوىا ففي شرح الفتح كغيره يعمل بالثاني كفاقا‪ ،‬كىو مقتضى قولهم‪ :‬إنو ال يكوف‬
‫االجتهاد األكؿ بمنزلة الحكم إال حيث قد تبعو عمل أك في حكم العمل‪.‬‬

‫(‪)54/7‬‬

‫_____________________________‬

‫األكؿ ليس بمنزلة الحكم فينقضو االجتهاد الثاني‪ ،‬فيقضي تماما‪ ،‬كيحرـ نكاح المثلثة‪ ،‬كىذا أحد قولي‬
‫المؤيد باهلل‪ ،‬كقوؿ الحقيني‪ ،‬كالمهدل‪ ،‬كذكره المنصور باهلل في المهذب‪.‬‬
‫القوؿ الثاني‪ :‬أنو بمنزلة الحكم(‪ )7‬فبل يعمل بالثاني‪ ،‬فيقضي قصرا‪ ،‬كال يحرـ نكاح المثلثة(‪ ،)0‬كىذا‬
‫أحد قولي المؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كىو قوؿ أبي طالب‪ ،‬كمحمد بن الحسن‪ ،‬كاختاره ابن‬
‫الحاجب(‪ .)3‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو القوم عندنا(‪.)4‬‬
‫فصل‬
‫(كيقبل) من أراد التقليد(‪( )5‬الركاية عن) المجتهد(‪( )6‬الميت كالغائب)(‪ )7‬فيعمل بقولو إف شاء(‪،)8‬‬
‫كإنما تقبل الركاية (إف كملت شركط صحتها) كىي ثبلثة‪ :‬عدالة الراكم(‪ ،)9‬كضبطو لما ركل؛ بمعنى أنو‬
‫ال يخل بالمعنى بزيادة أك نقصاف‪ ،‬كإف اختلف اللفظ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إذا تبعو عمل‪ ،‬أك في حكم العمل كىو حركج الوقت‪ .‬بل ال فرؽ‪ ،‬كلفظ (البياف) في باب قضاء‬
‫الصبلة‪( :‬مسألة) من فاتتو صبلة كلو اجتهاد‪( .‬بلفظو)‪.‬‬
‫(‪ )0‬ما لم تخرج من العدة (فتح)رـ اتفاقا‪( .‬دكارم) كتحل بعقد جديد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬الذم اختاره ابن الحاجب العمل بالثاني؛ ألف األكؿ ليس بمنزلة الحكم‪ ،)*( .‬قاؿ أبو مضر‪ :‬كىو‬
‫األصح على مذىب المؤيد باهلل (حميد)‪.‬‬
‫(‪ )4‬للظهور من الصحابة كالتابعين فإنهم كانوا يرجعوف من اجتهاد إلى آخر كلم يؤثر عنهم أنهم بعد‬
‫رجوعهم ينقضوا ما قد أبرموا باالجتهاد األكؿ‪ ،‬كرجوع علي عليو السبلـ عن بيع أمهات األكالد‪ ،‬كعمر‬
‫عن دية األصابع (شرح األثمار معنى)‪.‬‬
‫(‪ )5‬أك اإللتزاـ (قرز)‬
‫(‪ )6‬كنحوه المخرج كالقايس (قرز)‬
‫(‪ )7‬كلو عن المجلس‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬قبل اإللتزاـ كقبل تضيق الحادثة كاالكجب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )9‬كعدالة الشاىد‪( .‬قرز) كال يقبل خبر مسلم مجهوؿ العدالة (بحر) (قرز)‬

‫(‪)55/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الثالث‪ :‬أف يكوف بالغا(‪ )7‬عاقبل(‪ )0‬فأما لو سمع عنو في صغره(‪ ،)3‬كنقل ذلك بعد تكليفو(‪ )4‬قبلت‬
‫ركايتو في األصح(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأف ال يكوف لو مصلحة فيما ركاه‪ ،‬كأف يكوف ما ركاه غير مخالف للداللة السمعية كالقطعية‪ ،‬فإف‬
‫خالف تؤكؿ إف أمكن‪ ،‬كإال اطرح‪.‬‬
‫(‪ )0‬يقاؿ‪ :‬الثالث أال يكوف معارضا لشيء من األدلة السمعية كالعقلية‪ ،‬كأما البلوغ كنحوه فقد دخل في‬
‫حد العدؿ (كابل) لكن يمكن أنما أني بو ليرتب عليو (مسألة) الصغير‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك كفره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كركاية الحسنين‪ ،‬كابن عباس عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬ككالشهادة‪ )*( .‬أك إسبلمو‪.‬‬
‫(‪ )5‬خبلؼ المؤيد باهلل‪ ،‬كأحمد‪ ،‬كإسحاؽ‪( .‬معيار) (ذكره في البحر) في كتاب الشهادات‪.‬‬
‫(‪)56/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) المقلد (ال يلزمو بعد كجود النص الصريح‪ ،‬كالعموـ الشامل(‪ ))7‬من لفظ المجتهد في حكم من‬
‫األحكاـ (طلب) النص (الناسخ)(‪ )0‬للنص الصريح (ك) ال طلب (المخصص)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬نحو أف يجد إلمامو قوال بتحريم كل مسكر لم يلزمو البحث ما لم يظن كجوده كجب البحث‪ ،‬ىل‬
‫العموـ مخصص بتحليل المثلث كنحو ذلك‪ ،‬كمنو أف يجد إلمامو نصا على تحريم نكاح المتعة فإنو‬
‫يعمل بتحريمو‪ ،‬كلو جوز أف لو قوال آخر بتجويزىا ػ لم يلزمو البحث ما لم يغلب في الظن رجوعو عن‬
‫ذلك القوؿ (زنين ) (قرز) (*) العموـ ال يكوف إال شامبل‪ .‬مثاؿ العموـ الشامل أف يجد لو عموـ أف كل‬
‫مسكر حراـ‪ ،‬فإنو يجب العمل بمقتضى ذلك العموـ من تحريم كل مسكر‪ ،‬كإف جوز أف لو قوال‬
‫مخصصا لذلك العموـ‪ ،‬كقوؿ أبي حنيفة بتحليل المثلث لم يلزمو البحث عن ذلك التخصيص‪( .‬زنين‬
‫كيحيى حميد)‪.‬‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬الرجوع عن القوؿ األكؿ؛ ألف النسخ إنما يكوف في كتاب اهلل كسنة رسولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪ )*( .‬كحقيقة النسخ‪ :‬إزالة حكم شرعي بطريق شرعي‪.‬‬
‫(‪ )3‬نحو أف يقوؿ‪ :‬ال يصح بيع الغائب ػ فبل يلزمو أف يبحث ىل لهذا ناسخ‪ ،‬نحو أف يقوؿ‪ :‬يصح بيع‬
‫الغائب‪ ،‬كنحو أف يقوؿ‪ :‬كل ما خرج من السبيلين نقض الوضوء ػ فبل يلزمو أف يبحث ىل لو مخصص‪،‬‬
‫نحو أف يقوؿ‪ :‬النادر ال ينقض (فايق)‪.‬‬

‫(*) كتخصيص السنة بالسنة ما ركم عنو أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم نهى عن الصبلة في الثبلثة‬
‫األكقات‪ ،‬فتناكؿ الفريضة كالنافلة‪ ،‬كالمؤداة‪ ،‬كالفائتة‪ ،‬كما ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (من ناـ‬
‫عن صبلتو أك سها عنها فوقتها حين يذكرىا) فخصص لصبلة الفريضة في ىذه الثبلثة األكقات (فائق)‬
‫كتخصيص الكتاب بالكتاب قولو تعالى‪{ :‬خالق كل شي} باآليات التي اقتضت إضافة أفعالهم إليهم‪،‬‬
‫نحو قولو‪{:‬يفعلوف} ك{يكسبوف}‪ .‬كاهلل أعلم‪.‬‬

‫(‪)57/7‬‬

‫_____________________________‬

‫لذلك العموـ (من) سائر (نصوصو) كلو جوزىما(‪ )7‬حاصلين في النصوص الصادرة عنو‪ ،‬بل متى ركل لو‬
‫العارؼ بمذىب ذلك العالم قوال في تلك الحادثة لم يلزـ المقلد أف يسأؿ ذلك الراكم ىل لهذا القوؿ‬
‫ناسخ? أك لهذا العموـ مخصص من نصوصو? (كإف لزـ المجتهد)(‪ )0‬إذا كجد إطبلقا‪ ،‬أك عموما من‬
‫كتاب اهلل تعالى‪ ،‬أك سنة نبيو صلى اهلل عليو كالو كسلم‪ ،‬أك إجماع األمة(‪ )3‬ػ كجوب البحث(‪ )4‬عن‬
‫النسخ كالتخصيص؛ إذ ال يقطع بمقتضاىما حتى يرتفع ذلك التجويز؛ بأف يبحث اآليات كاألخبار حتى‬
‫يغلب في ظنو فقد الناسخ كالمخصص(‪ )5‬فيحكم (كيعمل) المقلد (بآخر القولين)(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ما لم يظن‪( .‬راكع) كزنين)‬
‫(‪ )0‬كإنما فرؽ بينهما ألف كقوعو من المجتهد قليل نادر فكاف طلبا لما األصل عدمو‪ ،‬بخبلؼ األدلة‬
‫فإف كجود ذلك كثير فيها؛ كألف العادة قاضية بإنو ال يصدر منو اجتهاد إال بعد استيفاء طرقو‪ ،‬فكاف فقد‬
‫الناسخ كالمخصص لذلك كالرجوع عن االجتهاد قليل نادر (تلخيص يحيى حميد)‪.‬‬
‫(‪ )3‬لعلو حيث يخصص بو؛ إذ اإلجماع ال ينسخ كال ينسخ بو‪ ،‬كال يخصص في نفسو‪( .‬لمع ككافل)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كجوب البحث في بلده‪ ،‬كقيل‪[:‬قوم] في مضاف كجوده‪( .‬بستاف) كالمقرر في بلده كميلها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كإذا تعارضت األمارات على المجتهد فقيل يتوقف‪ ،‬كقيل(‪ :)7‬يخير بين مقتضييهما‪ ،‬كقيل(‪:)0‬‬
‫يرجع إلى قوؿ غيره‪ ،‬كقيل‪ :‬يرجع [قول] إلى حكم العقل (كافل معنى)‪ )7( .‬أبو علي الجبائي‪ ،‬كأبو‬
‫القاسم البلخي (شرح كافل)‪ )0( .‬أبو طالب‪ ،‬كأكثر الفقهاء‪ ،‬كرجحو اإلماـ المهدم عليو السبلـ (شرح‬
‫كافل)‪.‬‬
‫(‪ )6‬فإف قلت‪ :‬إف قولكم‪ :‬كيعمل بآخر القولين ينقضو ما فعلو أىل المذىب من أنهم يرجحوف في بعض‬
‫المسائل قوؿ المنتخب على قوؿ األحكاـ‪ ،‬كاألحكاـ متأخر قلت‪ :‬إنما يرجح المحصلوف ذلك لقوة‬
‫دليلو‪ ،‬كىم مجتهدكف كلو في بعض المسائل‪ ،‬كلموافقتو أيضا أصوؿ المذىب الذم بناه عليو‪ ،‬فيكوف‬
‫قوال لهم‪ ،‬كأما المقلد للهادم عليو السبلـ غير المجتهد ففي إفتائو بالقوؿ األكؿ لترجحو عند (المفتي)‬
‫بو نظر‪ ،‬بل الواجب أف يفتيو بالقوؿ الثاني على القاعدة المذكورة ػ كاهلل أعلم (شرح ابن لقماف)‪ )*( .‬أك‬
‫األقواؿ‪( .‬قرز)‬

‫(‪)58/7‬‬

‫_____________________________‬

‫المتصادمين في حكم كاحد‪ ،‬المستويين(‪ )7‬في النقل عن المجتهد؛ ألف الظاىر أف اآلخر(‪ )0‬رجوع عن‬
‫األكؿ (كأقول االحتمالين)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في الضبط كالعدالة‪.‬‬
‫(‪ )0‬نحو أف يقوؿ‪ :‬ال يصح البيع الموقوؼ‪ ،‬ثم ينص على صحتو فيعمل بالصحة؛ ألنو آخر القولين‬
‫(فايق)‪.‬‬
‫(‪ )3‬نحو أف يصدر عنو كبلـ ظاىره يحتمل معنيين كلم بعلم ما أراد بكبلمو فإنو يعمل باألقول منهما‪،‬‬
‫كىو األظهر؛ ألنو الذم يغلب على الظن أف المجتهد قصده دكف اآلخر‪ ،‬مثاؿ ذلك‪ :‬إذا قاؿ المجتهد‪:‬‬
‫تعتد البالغة عن الطبلؽ بثبلثة أقراء فإنو يحتمل أنو أراد األظهار‪ ،‬كيحتمل أنو أراد الحيض؛ ألف اللفظ‬
‫يحتملها فيحمل على األقول منهما كىو الحيض‪ .‬فأما لو صرح باالحتمالين فإف بين األرجح عنده‬
‫فالواجب العمل بو‪ ،‬كإف لم يبين فلعلو يكوف كالقولين المتعارضين فيأتي فيو الخبلؼ فيهما ػ كاهلل أعلم‬
‫(شرح ابن لقماف)‪.‬‬
‫(*) مثل ما ركم عن الهادم عليو السبلـ أنو قاؿ‪ :‬أكره الصبلة في جلد الخز‪ .‬فإف لفظ الكراىة يحتمل‬
‫الحظر كالتنزيو(‪ ،)7‬كأما مثاؿ الشرح فليس باحتمالين؛ ألنهما ليسا بشيء كاحد؛ كإنما ىو بأقول‬
‫المفهومين فيكوف قسما ثالثا (شرح ابن لقماف)‪ )7(.‬فيحمل على أظهرىما‪ ،‬كأظهرىما الحظر‪.‬‬

‫(*) قيل‪ :‬ىذا إذا جهل التاريخ‪ ،‬فإف علم عمل باآلخر مطلقا‪ ،‬كقد دخل في قولو‪ :‬بآخر القولين‪ ،‬كظاىر‬
‫األزىار أنو يعمل باألقول من االحتمالين من غير فرؽ بين جهل التاريخ كعدمو‪ ،‬كمثلو في (البياف)‪.‬‬

‫(‪)59/7‬‬

‫_____________________________‬

‫يعمل بو‪ ،‬كما يعمل بآخر القولين‪ ،‬كذلك نحو أف يصدر منو كبلماف يؤخذ من مفهوـ أحدىما حكم‪،‬‬
‫كمن مفهوـ اآلخر نقيض ذلك الحكم‪ ،‬فإف الواجب اعتماد أقول المفهومين‪ ،‬نحو أف يكوف أحدىما‬
‫مفهوـ الصفة(‪ ،)7‬كاآلخر مفهوـ الشرط‪ ،‬فمفهوـ الشرط أقول‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مثالو أف يقوؿ المجتهد‪ :‬ال يصح نكاح الحربية‪ .‬فمفهوـ الصفة أنو يصح نكاح الكتابية‪ .‬كمفهوـ‬
‫الشرط نحو أف يقوؿ المجتهد‪ :‬يصح النكاح إف كانت مسلمة‪ ،‬فمفهوـ الشرط يفيد أنو ال يصح نكاح‬
‫الكافرة كلو كتابية‪ .‬إمبلء‪.‬‬

‫(‪)62/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(فإف التبس) اآلخر من القولين‪ ،‬كاألقول(‪ )7‬من االحتمالين‪ ،‬بأف يكونا صفتين(‪ )0‬معا‪ ،‬أك شرطين معا‪،‬‬
‫أعني االحتمالين (فالمختار)(‪ )3‬من أقواؿ العلماء (رفضهما))(‪ )4‬أم‪ :‬رفض القولين كاالحتمالين(‪)5‬‬
‫كيصير المجتهد بمنزلة من لم يصدر عنو في ذلك قوؿ أصبل‪ ،‬فيلزـ ترؾ تقليده في ذلك الحكم‬
‫(كالرجوع) في حكم تلك الحادثة التي تعارض فيها قواله أك احتمااله (إلى غيره)(‪ )6‬من العلماء (كما‬
‫لو لم يجد) المقلد (لو) أم‪ :‬إلمامو الذم قد التزـ مذىبو جملة (نصا‪ ،‬كال احتماال ظاىرا)(‪ )7‬في بعض‬
‫الحوادث‪ ،‬فإف فرضو حينئذ الرجوع إلى غيره(‪ )8‬اتفاقا‪ ،‬فكذلك إذا تعارض قواله في حكم كاحد‬
‫فإنهما يبطبلف كما تقدـ‪.‬‬
‫كقاؿ أبو على‪ ،‬كأبو ىاشم‪ ،‬كقاضي القضاة‪ :‬بل يخير بين مقتضيبهما(‪.)9‬‬
‫فصل‬
‫(كال يقبل) المقلد(‪( )72‬تخريجا)(‪)77‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو‪ :‬كاستول‪.‬‬
‫(‪ )0‬مثاؿ الصفتين أف يقوؿ‪ :‬تجوز الزكاة في فقير مؤمن‪ ،‬كيقوؿ‪ :‬تجوز الزكاة في فقير ليس بكافر‪،‬‬
‫فمفهوـ األكؿ عدـ جوازىا في الفاسق‪ ،‬كمفهوـ اآلخر أنو يجوزىا فيو‪ ،‬كمثاؿ الشرطين‪ :‬أف يقوؿ‪ :‬تجوز‬
‫الزكاة في فقير إف كاف مؤمنا‪ ،‬كيقوؿ‪ :‬تجوز الزكاة في فقير إف لم يكن كافرا (فائق)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىو قوؿ أبي طالب كغيره من العلماء (كرقات)‪.‬‬
‫(‪ )4‬حيث لم يمكن الجمع بينهما بتأكيل كال تخصيص كال نسخ (بياف)‪.‬‬
‫(‪ )5‬ألنو ال يأمن أف يعمل بالقوؿ المرجوع عنو‪( .‬بياف)‪ .‬كألنو ال يأمن أف يعمل باالحتماؿ القاسد (كابل)‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )6‬كمن ىاىنا يؤخذ جواز تقليد إمامين (غيث) (*) فإف لم يوجد رجع إلى العقبلء‪.‬‬
‫(‪ )7‬إنما قاؿ‪ :‬ظاىرا؛ ليخرج مفهوـ اللقب‪ .‬كىو ال يعمل بو إالفي المختصرات (غيث)‪.‬‬
‫(‪ )8‬يؤخذ من ىذا كجوب التقليد على غير المجتهد‪.‬‬
‫(‪ )9‬أم‪ :‬مدلوليهما‪.‬‬
‫(‪ )72‬صوابو‪ :‬اآلخذ‪.‬‬
‫(‪ ، )77‬قاؿ الفقيو يوسف في تعليقو على البحر‪ :‬كألفاظ التخريج ستة تخريجا‪ ،‬كعلى قياس‪ ،‬كعلى‬
‫أصل‪ ،‬كعلى مقتضي‪ ،‬كعلى موجب‪ ،‬كعلى ما دؿ (تلخيص)‪.‬‬

‫(*) مثل قوؿ القاسم عليو السبلـ في الوضوء‪ :‬إف الدكدة كالحصاة إذا خرجت نقضت الوضوء؛ ألنها ال‬
‫تخرج إال ببلة‪ ،‬كأخذ من المفهوـ أنها إذا خرجت من غير بلة لم تنقض‪.‬‬

‫(‪)67/7‬‬

‫_____________________________‬
‫لحكم خرجو مقلد من مفهوـ كبلـ مجتهد (إال من) مجتهد(‪ )7‬أك مقلد (عارؼ(‪ )0‬داللة الخطاب)‬
‫المذكورة في أصوؿ الفقو‪ ،‬كقد حصرىا في الجوىرة(‪ )3‬في عشرة أقساـ‪ ،‬بعضها ساقط‪ ،‬كبعضها مأخوذ‬
‫بو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قلت‪ :‬الكبلـ في المقلد‪.‬‬
‫(‪ )0‬كأراد عليو السبلـ بداللة الخطاب ىنا مفهوـ المخالفة(‪ )7‬بأقسامو‪ ،‬كىو قسم من داللة الخطاب‬
‫(بكرم) كمفهوـ المخالفة كداللة قولو تعالى‪{ :‬ثم أتموا الصياـ إلى الليل} على انتفاء الصياـ في الليل‪،‬‬
‫كمعنى المخالفة أف المنطوؽ أثبت الصياـ‪ ،‬كالمفهوـ نفاه‪ ،‬كىذا مفهوـ المخالفة ىو الذم أراده عليو‬
‫السبلـ في األزىار ( شرح حميد بلفظو)‪ )7( .‬كىو أف ال يكوف المسكوت عنو مخالفا للمنطوؽ بو في‬
‫الحكم (كافل)‪.‬‬
‫(*) كدالالت الخطاب ست‪ :‬داللة تصريح‪ ،‬كداللة إشارة‪ ،‬كداللة اقتضاء‪ ،‬كداللة فحول‪ ،‬كداللة تنبيو‪،‬‬
‫كداللة خطاب‪ ،‬كخص ىذه األخيرة بهذا االسم اصطبلحا‪ ،‬كإف كاف الكل داللة خطاب (بكرم) مثاؿ‬
‫داللة التصريح قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬فيما سقت السماء العشر) كمثاؿ داللة اإلشارة قولو‬
‫تعالى‪{ :‬كحملو كفصالو ثبلثوف شهرا} مع قولو تعالى‪{ :‬كفصالو في عامين} فهو داؿ باإلشارة على أف‬
‫أقل الحمل ستة أشهر‪ ،‬كمثاؿ داللة االقتضاء قولو تعالى‪{ :‬كاسأؿ القربة} فإنو محموؿ على سؤاؿ‬
‫أىلها‪ ،‬كإال لم يصح عقبل‪ ،‬كمثاؿ تنبيو النص نحو أف يقوؿ لمن جامع أىلو صائما فسألو عن حكم‬
‫ذلك‪ ،‬فقاؿ‪( :‬عليك الكفارة) ففي ذلك تنبيو على أف العلة في كجوبها الجماع في الصياـ (كابل معنى)‬
‫كمثاؿ داللة الفحول قولو تعالى‪{ :‬كال تقل لهما أؼ} داؿ على تحريم الضرب كنحوه من أنواع األذل‪،‬‬
‫كإنما لم يشر إليو مع كونو قياسا جليا‪ )7( .‬كىي ما يتوقف عليو صدؽ الكبلـ أك صحتو العقلية أك‬
‫الشرعية (تلخيص) (*) عائدا إلى المقلد‪.‬‬
‫(‪ )3‬للرصاص‪.‬‬

‫(‪)60/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ ،:‬كالتحقيق أنها تنحصر في سبعة(‪ :)7‬ػ‬


‫مفهوـ اللقب‪ )0(:‬مثل زيد في الدار‪ ،‬فمفهومو أف عمرا(‪ )3‬ليس فيها‪ ،‬كىذا ال يأخذ بو أحد من حذاؽ‬
‫العلماء(‪.)4‬‬
‫كمفهوـ الصفة‪ )5(:‬نحو في سائمة الغنم زكاة‪ .‬فمفهومو أنو ال زكاة في المعلوفة‪ ،‬فأخذ بو كثير من‬
‫العلماء‪ ،‬كنفاه كثير(‪.)6‬‬
‫كمفهوـ الشرط‪ )7(:‬كقولو تعالى‪ { :‬كإف كن أكالت حمل فأنفقوا عليهن} فمفهومو أف غير ذكات‬
‫الحمل(‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الثامن‪ :‬الصفة المشبهة‪ ،‬نحو أكرـ زيدا الطويل‪ .‬التاسع‪ :‬الوصف الذم يطرك كيزكؿ‪ ،‬نحو أكرـ‬
‫داخل الدار‪ .‬العاشر‪ :‬الوصف المتدارؾ‪ ،‬نحو‪ :‬أكرـ داخل المسجد البس البياض (كافل) كإنما استغنى‬
‫عن ىذه الثبلثة لدخولها في مفهوـ الصفة‪ .‬الرابع‪ :‬الوصف الذم يرد (بياف) المجمل‪ ،‬كما لو قاؿ‪ :‬خذ‬
‫من أموالهم صدقة‪ ،‬ثم نبو بقولو‪ :‬الغنم السائمة‪( .‬ذكره في التلخيص)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىو نفي الحكم عما لم يتناكلو اإلسم‪( .‬شرح كافل)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كمثل‪ :‬في الغنم زكاة‪ ،‬فيفهم منو أف غير الغنم ال زكاة فيها‪( .‬شرح كافل)‪.‬‬
‫(*) ىذا إذا لم يقصد المصنف األخذ بو‪ ،‬فإف قصد جاز ذلك في المختصرات‪ ،‬كما يأتي في قولو‪:‬‬
‫كعلى الرجل الممنى‪ .‬كنحو ذلك‪.‬‬
‫يقاؿ‪ :‬ىذا مفهوـ صفة ال مفهوـ لقب فينظر ? يقاؿ‪ :‬أما مفهوـ الرجل فمفهوـ لقب؛ إذ مفهوـ ال المرأة‪.‬‬
‫(*) حيث كاف بينهما مبلبسة أم‪ :‬مصاحبة‪.‬‬
‫(‪ )4‬كأخذ بو أبو بكر الدقاؽ‪ ،‬كبعض الحنابلة‪ ،‬كنفاه الجمهور (تكميل)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كحقيقتو تعليق الحكم على حصوؿ صفة من صفات االسم‪ ،‬نحو‪ :‬في سائمة الغنم كنحوه‪ ،‬فللغنم‬
‫صفتاف السوـ كالعلف‪ ،‬كقد علق الوجوب بالسوـ (شرح ابن لقماف)‪ .‬كنفاه القاضي عبد الجبار‪،‬‬
‫كالبصرم‪( .‬عقد)‪.‬‬
‫(‪ )6‬أبو حنيفة كأصحابو‪ ،‬كالمعتزلة (حميد)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كىو تعليق الحكم على الشيء بكلمة إف أك غيرىا من أدكات الشرط اللغية (شرح كافل)‪.‬‬
‫(‪ )8‬كإنما أخذت نفقتهن من اآلية األخرل كىي قولو تعالى‪{ :‬كللمطلقات متاع بالمعركؼ}‪( .‬بحر‬
‫ككشلي)‬
‫(*) كلعل الدليل عند أىل المذىب غير ىذا‪ ،‬إما من السنة أك من غيرىا (مفتي) قاؿ الهادم عليو‬
‫السبلـ‪ :‬كجوابها للحامل إنما ىو ألجل العمدة فقط‪ ،‬فيجب لغيرىا‪ ،‬كإنما خصها بالذكر لئبل يتوىم‬
‫سقوطها بالطوؿ (شرح ) كمثلها في الكشاؼ حيث قاؿ‪ :‬فإف قلت‪ :‬فإذا كانت كل مطلقة يجب لها‬
‫النفقة عندكم فما فائدة الشرط في قولو تعالى‪{ :‬فإف كن أكالت حمل فإنفقوا عليهن} ? قلت‪ :‬فائدتو أف‬
‫مدة الحمل ربما طالت فظن ظاف أف النفقة تسقط إذا مضي مقدار عدة الحامل فنفي ذلك الوىم‬
‫(كشاؼ)‪.‬‬

‫(‪)63/7‬‬

‫_____________________________‬
‫بخبلفهن في ذلك‪ ،‬كاآلخذ بهذا المفهوـ من العلماء أكثر من اآلخذ بالصفة‪.‬‬
‫كمفهوـ الغاية‪ )7(:‬كقولو تعالى‪{ :‬حتى يطهرف}(‪ )0‬كىو أقول‪.‬‬
‫كمفهوـ العدد‪ )3(:‬كقولو تعالى‪ {:‬ثمانين جلدة} فمفهومو تحريم ما زاد على الثمانين(‪ ،)4‬كزاد في‬
‫الجوىرة االستثناء‪ ،‬نحو‪ :‬أكرـ القوـ إال زيدا(‪ )5‬فذكر زيد يدؿ على أف من عداه بخبلفو‪ ،‬كجعلو ابن‬
‫الحاجب منطوقا ال مفهوما(‪.)6‬‬
‫كزاد في الجوىرة‪ :‬إنما (‪ )7‬نحو { إنما الصدقات للفقراء} اآلية‪ ،‬فإنو يدؿ على أف من عدا الثمانية ال‬
‫نصيب لو في الصدقات‪ ،‬كمنهم(‪ )8‬من جعل ذلك من قبيل المنطوؽ(‪ )9‬ال المفهوـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو استمرار الحكم إلى كقت معلوـ (شرح كافل)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىو أقول من مفهوـ الشرط‪ ،‬كمفهوـ العدد أقول من مفهوـ الغاية‪ ،‬كمفهوـ الحصر أقول من‬
‫مفهوـ العدد‪ ،‬كمفهوـ االستثناء أقول من مفهوـ الحصر‪ ،‬قاؿ سيدنا رحمو اهلل‪ :‬كاآلخر أقول مما قبلو‬
‫(مر غم) (*) كقولو تعالى‪{ :‬حتى تنكح زكجا غيره}‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىو تعليق الحكم بعدد معين (شرح كافل)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ليس تحريم ما زاد ىو المفهوـ‪ ،‬كإنما المفهوـ أف الزائد على الثمانين غير كاجب‪ ،‬كأما تحريم‬
‫الزائد فبدليل آخر‪ ،‬كىو أف األصل تحريم إيبلـ الحيواف كإضراره عقبل (عضد) (*) أك نقص‪.‬‬
‫(‪ ، )5‬قاؿ البكرم كابن (بهراف)‪ :‬المراد حيث لم يذكر المستثنى منو‪ ،‬نحو ما جاءنا إال زيد‪ ،‬ال إذا ذكر‬
‫فهو منطوؽ فهذا كجو التشكيل‪.‬‬
‫(‪ )6‬كلعل كجهو أف المستثنى منو عنده يدؿ على الجميع‪ ،‬ككوف االستثناء مسبوؽ بتقدير اإلخراج ال‬
‫ينافي ذلك ػ كاهلل أعلم ػ فقد دؿ عليو اللفظ في محل النطق (محيرسي)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كىذا إنما ىو مفهوـ الحصر كالقصر‪.‬‬
‫(‪ )8‬الغزالي‪ .‬كالباقبلني‪.‬‬
‫(‪ )9‬ألف النطق بالنفي داخل في ضمن إنما ‪ ،‬فكأنو نطق بو حيث نطق لوضعها لذلك المعنى (محيرسي)‬
‫(*) كاحتاره في شرح ابن لقماف‪.‬‬

‫(‪)64/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كالمنطوؽ‪ :‬ىو ما دؿ عليو اللفظ(‪ )7‬في محل النطق‪.‬‬


‫كالمفهوـ‪ :‬ىو ما دؿ عليو اللفظ في غير محل النطق(‪ )0‬ذكرىما ابن الحاجب‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىما كاضحاف‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مثاؿ المنطوؽ قولو تعالى‪{ :‬كمنهم من إف تأمنو بقنطار يؤده إليك} فعلم أنما دكف القنطار يؤده‬
‫إليك (كرقات) كالمفهوـ نحو قولو تعالى‪{ :‬كال تقل لهما أؼ} كنحوه من أنواع األذل داللة من باب‬
‫المفهوـ؛ ألنو دؿ عليو اللفظ في غير محل النطق‪ .‬فعلم من حاؿ التأ فيف كىو محل النطق حاؿ‬
‫الضرب‪ ،‬كىو غير محل النطق (ركاه في التلخيص عن ابن الحاجب)‪ .‬أقوؿ‪ :‬في تمثيلهم المنطوؽ بهذه‬
‫اآلية نظر؛ ألف القنطار محل النطق‪ ،‬كالدكف غير محل النطق‪ ،‬كىذه حقيقة المفهوـ (من خط القاضي‬
‫محمد الشوكاني) نعم‪ :‬قد جعلو ابن الحاجب من قبيل المفهوـ (ركم ذلك عنو في التلخيص)‬
‫(*) صوابو ما دؿ عليو اللفظ من جهة النطق؛ إذ محل النطق ىو الفم‪ ،‬كليس المراد ذلك‪.‬‬
‫(*) أم‪ :‬كونو حكما من أحكامو‪ ،‬كحاال من أحوالو‪ ،‬سواء ذكر ذلك الحكم كنطق بو أكال‪ ،‬كالمفهوـ‬
‫بخبلفو‪ ،‬كىو ما دؿ عليو ال في محل النطق بأف يكوف حكما لغير المذكور‪ ،‬كحاال من أحوالو (تلخيص‬
‫يحيى حميد ككافل)‪.‬‬
‫(‪ )0‬بأف يكوف حكما لغير المذكور‪ ،‬كعدـ كجوب الزكاة في المعلوفة‪ ،‬المفهوـ من قولو‪( :‬في سائمة‬
‫الغنم زكاة) (فايق)‪.‬‬

‫(‪)65/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ‪ :‬كالصحيح عندنا أف أدلة الخطاب كلها مأخوذ بها إال مفهوـ اللقب‪ ،‬فبل يجوز األخذ بو(‪ ،)7‬كقد‬
‫أشرنا إلى ذلك بقولنا‪( :‬كالساقط منها) كىو مفهوـ اللقب (كالمأخوذ بو)(‪ )0‬كىو ما عداه (كال) يقبل‬
‫المقلد من مقلد (قياسا(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إال في المختصرات ألنو مقصود‪.‬‬
‫(‪ )0‬كلؤلخذ بهذه المفاىيم(‪ )7‬شركط‪ ،‬منها‪ :‬أف ال يظهر كوف المسكوت عنو أكلى بالحكم أك مساك‪،‬‬
‫كأف ال يكوف خارجا مخرج الغالب(‪ )0‬كال جوابا لسؤاؿ سائل‪ ،‬كال تقدير جهالة‪ ،‬كنحو ذلك (منهاج)‪.‬‬
‫كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬أيما امرأة أنكحت نفسها بغير إذف كليها فنكاحها باطل) كال يفهم‬
‫منو أنها إذا أنكحت نفسها بإذنو كاف صحيحا‪ .‬كجواب السؤاؿ نحو قولو لمن سألو‪ :‬ىل في سائمة‬
‫الغنم زكاة ? قاؿ‪(:‬نعم) (تلخيص معنى)‪ .‬فبل يؤخذ منو أف المعلوفة ال زكاة فيها؛ ألف الواصف إنما أتى‬
‫بو لمطابقة السؤاؿ فقط ال للتقييد‪(.‬شرح كافل)‪ )7( .‬المراد األخذ بمفهوـ المخالفة كما تقدـ أنو الذم‬
‫أراده فجاز كىو الذم اعتمده ابن لقماف في الكافل‪ ،‬ألف كوف المسكوت عنو أكلى أك مساك [نحو {إف‬
‫يكم منكم عشركف صابركف}] كىو مفهوـ الموافقة فتأمل‪ ،‬نحو‪{:‬كال تقل لهما أؼ}‪ )0( .‬فإف كاف‬
‫كذلك لم يؤخذ بو كقولو تعالى‪{:‬كربائبكم البلتي في حجوركم} فلم يرد بذلك التقييد‪ ،‬كأف الربائب إذا‬
‫لم يكن في الجحور كن حبلال لئلجماع على تحريمهن مطلقا إال أف الغالب كوف الربائب في الحجور‪،‬‬
‫كمن شأنهن ذلك‪ ،‬فقيد بو لذلك؛ ال ألف االئي في الحجور بخبلفو‪( .‬شرح كافل)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كمن شركط القياس أف ال يصادـ نصا‪ ،‬كأف يعلل لزكـ العتق في الكفارة تغليظا على القاتل عقوبة لو‪،‬‬
‫فيقوؿ القايس‪ :‬فيكفر الملك الذم يسهل عليو العتق بالصوـ تغليظا عليو؛ لمحالفة ىذه العلة الكتاب‬
‫كالسنة كاإلجماع (كرقات) (*) كحقيقة القياس‪ :‬حمل الشيء على الشيء لضرب من الشبو‪ .‬كالقياس في‬
‫اللغة‪ :‬التقدير كالمساكاة‪ ،‬كفي االصطبلح‪ :‬حمل معلوـ على معلوـ بإجراء حكمو عليو بجامع (شرح‬
‫كرقات مقدمة األزىار )‪.‬‬

‫(‪)66/7‬‬

‫_____________________________‬

‫لمسألة) من مسائل إمامو(‪( )7‬على) مسألة (أخرل) من مسائلو‪ ،‬فتجعل المسألة المقيسة من مذىبو‬
‫قياسا على نظيرىا (إال من) مجتهد‪ ،‬أك مقلد (عارؼ)(‪ ()0‬بكيفية رد الفرع) المقيس (إلى‬
‫األصل))(‪ ()3‬المقيس عليو؛ لئبل يسلك قياسا فاسدا‪ ،‬كإنما يعرؼ ىذه الكيفية من كاف عارفا بشركط‬
‫األصل كالفرع‪.‬‬
‫كأما شركط األصل فهي خمسة األكؿ أف يكوف حكمو موجودا فيو غير منسوخ)(‪.()4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬يريد أف يجعلها من مسائل إمامو‪.‬‬
‫(‪ )0‬عائد إلى المقلد‪.‬‬
‫(‪ )3‬لعل معرفة كيفية رد الفرع إلى األصل متوقفة على معرفة خبلفهم في حقيقة األصل‪ ،‬ىل ىو محل‬
‫الحكم المشبو بو الذم يثبت فيو الحكم كما ىو رأم‪ :‬األكثر ? أك أنو دليل الحكم على رأم‪:‬‬
‫المتكلمين‪ ،‬أك أنو نفس الحكم ? فإذا قلنا‪:‬إف النبيذ مسكر قياسا على الخمر بدليل قولو‪( :‬حرمت‬
‫الخمر) فعلى القوؿ األكؿ األصل الخمر؛ ألنو المشبو بو‪ ،‬كعلى القوؿ الثاني األصل قولو‪( :‬حرمت‬
‫الخمر) ألنو دليلو‪ ،‬كعلى الثالث الحزمة؛ ألنها حكمو‪ ،‬فعلى ىذا أنك إذا سئلت كيف رد الفرع إلى‬
‫األصل على القوؿ األكؿ ? قلت‪ :‬محل الحكم المشبو بو‪ ،‬كإذا سئلت كيف رد الفرع إلى األصل على‬
‫القوؿ الثاني ? قلت لو‪ :‬حكمو‪ .‬كإذا سئلت عن القوؿ الثالث لم يقل أحد‪ :‬إنو دليلو؛ ألف دليلو القياس‪،‬‬
‫كالصحيح أف األصل كالفرع ىما المحبلف‪ ،‬كىو االصطبلح المتعارؼ بين الفقهاء (تلخيص معنى) كىذا‬
‫نظر من العبلمة الحسن بن أحمد بن أبي الرجاؿ‪.‬‬
‫(*) نعم فبل بد أف يعرؼ األصل‪ ،‬كالفرع‪ ،‬كالعلة‪ ،‬كالحكم‪ ،‬نحو قياس األرز على البر في تحريم الربا‪،‬‬
‫فاألصل البر‪ ،‬كالفرع األرز‪ ،‬كالعلة الكيل كالوزف كاالتفاؽ في الجنس‪ ،‬كالحكم تحريم بيعو متفاضبل؛‬
‫لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال تبيعوا البر بالبر إال مثبل بمثل يدا بيد)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كاف يقوؿ‪ :‬يقاس المسح على العمامة على الخف‪ ،‬فإف المسح على الخف منسوخ‪ .‬كمثل قولو‬
‫تعالى‪{ :‬كعلى الذين يطيقوف فدية طعاـ مساكين} نسخت بقولو تعالى‪{ :‬فليصمو}‪.‬‬

‫(‪)67/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الثاني‪ :‬أف يكوف شرعيا‪ ،‬كعلتو شرعية)(‪ .()7‬أم‪ :‬الدليل على كونها علة شرعيا)(‪ ،()0‬ال أصل ثبوتها‪،‬‬
‫فقد يكوف عقليا ضركريا كالطعم)(‪ ()3‬في تحريم بيع البر بالبر متفاضبل‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أف ال يكوف ذلك األصل معدكال بو عن سنن)(‪ ()4‬القياس‪ ،‬بأف يكوف حكمو مقصورا عليو‪ ،‬إما‬
‫للنص بذلك‪ ،‬كقوؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو ألبي بردة)(‪ ()5‬في تضحيتو بالجذع من المعز‪:‬‬
‫(تجزيك كال تجزم أحدا بعدؾ))(‪ ()6‬كنحو ذلك(‪ ،()7‬كإما ألنو ال نظير لذلك األصل‪ ،‬كالدية على‬
‫العاقلة(‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كتحريم دخوؿ الحائض المسجد لمقاربتها للقذر فيقاس عليها النفساء‪ ،‬كالدليل عليها شرعي كإف‬
‫كانت عقلية‪ ،‬كما دؿ عليو {فهل أنتم منتهوف} {كال تقربوا الصبلة كأنتم سكارل} دؿ على أف تحريم‬
‫الخمر لئلسكار‪( .‬كرقات)‪ .‬فقولو‪ :‬شرعيا ال عقليا‪ ،‬كالعين المغصوبة إذا أتلفها آخر‪ ،‬فبل يقاؿ‪ :‬ىو‬
‫غصب آخر‪ ،‬بل ىو غصب كاحد‪.‬‬
‫(‪ )0‬كقياس النبيذ على الخمر لعلة اإلسكار فيكوف محرما‪ .‬كقياس التيمم على الوضوء‪ ،‬فإف علتو‬
‫شرعية‪.‬‬
‫(‪ )3‬عند الشافعي‪.‬‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬طريقة (بكرم)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كزيد بن حارثة‪ ،‬كعقبة (تلخيص بن حجر) بفتح الباء ركاه المنصور باهلل القاسم بن محمد‪ ،‬كاسمو‬
‫مالك بن دينار‪ ،‬كفي بعض الحواشي عبد اهلل بن دينار‪.‬‬
‫(‪ )6‬ظاىره مستمرا‪ ،‬كقيل‪ :‬في ذلك العيد فقط‪.‬‬
‫(‪ )7‬كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪{ :‬من شهد لو خزيمة فهو حسبو} فنص على شهادة خزيمة بن‬
‫ثابت‪ ،‬ككاف يسمى ذك الشهادتين‪.‬‬
‫(‪ )8‬فإنو خالف القياس من حيث قولو تعالى‪{ :‬كال تزر كازرة كزر أخرل} كعقل معناه من حيث كانوا‬
‫متناصرين‪ ،‬فكانوا كالشيء الواحد (تلخيص)‪.‬‬
‫(*) فبل يقاس عليها غيرىا‪ ،‬نحو أف يذيح إنساف على آخر دابة‪ ،‬كقاؿ‪ :‬على عاقلتي قياسا على الدية‬
‫فبل يصح‪.‬‬

‫(‪)68/7‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ ،‬ككالقسامة )(‪ ،()7‬كلبن المصراة)(‪ ،()0‬كالشفعة)(‪ ()3‬أك ألف حكمو ال يعلل كأعداد الركعات)(‪()4‬‬
‫في الفركض‪ ،‬كصفة المناسك في الحج)(‪ ،()5‬كتفصيل زكاة المواشي)(‪.()6‬‬
‫الرابع‪ :‬أف ال يكوف ذلك األصل مقيسا(‪ )7‬أيضا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىي أف يحلف المدعى عليهم‪ ،‬كيدفعوف الدية إليو فإنو خالف القياس من حيث أف األصل أنو‬
‫ليس على المدعى عليو إال اليمين فقط‪ ،‬كعقل معناه من حيث ال يحسن إىدار الدماء‪ ،‬كالتسهيل فيها‬
‫فيسترسل الناس في ذلك (تلخيص)‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم قضى في المصرا ة بأف ترد كيرد معها صاع من تمر عوضا‬
‫عن اللبن‪ ،‬فخالف القياس من حيث أف اللبن من المثليات‪ ،‬كالمثلي مضموف بمثلو‪ ،‬كعقل معناه من‬
‫حيث أنو ال يتميز‪ ،‬كقيل‪ :‬كجو كوف لبن المصراة مخالفا للقياس من حيث أنو قد تلف جزء من المبيع‬
‫كىو اللبن‪ ،‬كإذا تلف جزء منو امتنع الرد؛ ال لكونو رد صاع من تمر‪ ،‬كىو ظاىر األزىار (تلخيص‬
‫معنى)‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإنها خالفت القياس من حيث نقل الملك من دكف مراضاه‪ ،‬كعقل معناه من حيث اإلضرار‬
‫بالشريك (تلخيص)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كذلك نحو أف ينذر بصبلتين من الشركؽ إلى الغركب‪ ،‬فبالنظر إلى أف صبلة النهار رباعية ال يصح‬
‫أف يقيس عليها نذره‪ ،‬بأف يوجب على نفسو رباعية بجامع الوجوب‪ ،‬بل يلزمو أف يصلي الصبلتين ركعتين‬
‫ركعتين‪ ،‬ال أربعا أربعا كنحو ذلك‪.‬‬
‫(‪ )5‬كذلك لما ينظر إلى شرعية الطواؼ‪ ،‬أك السعي بالبيت كالرمل كونو طاعة فيقيس عليها ما شابهو من‬
‫الطاعات‪ ،‬كزيارة الرحم كنحوه بأف يطوؼ كيسعي بالمشي إليو؛ ألف ذلك طاعة كنحو ذلك‪.‬‬
‫(‪ )6‬فبل يصح أف يقاؿ‪ :‬في أربعين من الضباء مملوكة أك من الدجاج كاحدة ػ قياسا على الغنم‪.‬‬
‫(*) ىل يقيس الخيل بذلك أـ ال ?‪.‬‬
‫(‪ )7‬نحو أف يقوؿ‪ :‬يحرـ بيع األرز باالرز متفاضبل قياسا على الذرة‪ ،‬فيقاؿ فلم قلت‪ :‬يحرـ ذلك في‬
‫الذرة ? فيقوؿ‪ :‬قياسا على البر فإنو يمكن قياسو على البر إبتداء فبل حاجة إلى قياسو علي الذرة (فايق)‪.‬‬

‫(‪)69/7‬‬
‫_____________________________‬

‫الخامس‪ :‬أف ال يكوف الداؿ على علة)(‪ ()7‬حكم األصل متناكال بنفسو(‪ )0‬لعلة حكم)(‪ ()3‬الفرع‪.‬‬
‫كىذه الشركط ال يحتاج إليها جميعا إال المجتهد‪ ،‬فأما المقلد القائس لمسألة على مسألة من نصوص‬
‫المجتهد فإنما يحتاج معرفة بعضها‪ ،‬كىي الثبلثة المتأخرة‪.‬‬
‫كأما شركط الفرع فهي ثبلثة ػ األكؿ‪ :‬أف تكوف علة أصلو عامة)(‪ ()4‬ألكصافو؛ ألنو قد يعلل بأكصاؼ ال‬
‫يسلم لو الخصم)(‪ ()5‬كجودىا‪ ،‬أك بعضها)(‪ ()6‬في الفرع‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىذا يصح أف يكوف من شركط الفرع‪ ،‬كما ىو كذلك في (المعيار)‪ )*( .‬صوابو على حكم‪.‬‬
‫(‪ )0‬مثالو) أف يقوؿ‪ :‬النباش يقطع ألنو سارؽ كالسارؽ من الحرز فإنو يقطع ألنو سارؽ (تلخيص) كنحو‬
‫أف يقوؿ‪ :‬المزر حراـ قياسا على الخمر‪ .‬فيقاؿ‪ :‬كلم الخمر حراـ ? فيقوؿ‪ :‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬كل مسكر حراـ)‪ .‬فيقاؿ‪ :‬ىذا متناكؿ المزر فبل حاجة إلى قياسو على الخمر‪( .‬فائق)‪.‬‬
‫(‪ )3‬صوابو حكم الفرع‪.‬‬
‫(‪ )4‬مثاؿ) العلة العامة لجميع أكصاؼ الفرع الكيل في الربويات‪ ،‬فيقاس النورة عليها بحصوؿ العلة‬
‫كىي الكيل‪ ،‬بخبلؼ ما لو جعلنا العلة الطعمية فإنها ال تعم النورة‪ ،‬فبل يقاس‪(.‬ذكر معنى ذلك أبو‬
‫الحسين)‪( .‬بكرم)‪.‬‬
‫(‪ )5‬نحو أف يقوؿ‪ :‬يحرـ النبيذ لكونو مسكرا مائعا مشتدا يقذؼ بالزبد‪ ،‬فيحرـ كالخمر‪ ،‬فبل يصح‬
‫قياس القريط علي الخمر بهذه العلة لتخلف كونو مائعا مشتدا يقذؼ بالزبد‪ ،‬كلذلك كاف الجامع بينو‬
‫كبين الخمر ىو اإلسكار الثابت (كرقات)‪.‬‬
‫(‪ )6‬كذلك نحو أف يقوؿ‪ :‬بحرـ بيع الذرة بعجين الذرة أك خبزىا متفاضبل قياسا على بيع البر بجامع‬
‫االتفاؽ في الجنس كالتقدير‪ ،‬فيقوؿ الخصم‪ :‬إف الفرع لم يوجد فيو إال بعض األكصاؼ‪ ،‬كىو االتفاؽ‬
‫في الجنس‪ ،‬كلم يوجد االتفاؽ في التقدير فكاف فاسدا‪ .‬كنحو أف نقوؿ‪ :‬ال يباع التفاح بالتفاح متفاضبل‬
‫قياسا على البر بالبر‪ ،‬فعلة األصل ىنا اتفاؽ الجنس كالتقدير‪ ،‬كلم يحصل في الفرع إال اتفاؽ الجنس‬
‫فقط‪ ،‬فلم يصح القياس (فايق)‪.‬‬

‫(‪)72/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الثاني‪ :‬أف يقتضي القياس إثبات)(‪ ()7‬مثل حكم األصل في الفرع‪ ،‬ال خبلفو‪ ،‬فإف ذلك قياس‬
‫فاسد)(‪.()0‬‬
‫الثالث‪ :‬أف ال يخالف الفرع األصل في التغليظ كالتخفيف(‪ ،)3‬نحو أف يقوؿ في التيمم‪ :‬طهارة فيسن‬
‫فيها التثليث كالوضوء‪ .‬فيقوؿ الخصم‪ :‬إف الوضوء مبني على التغليظ‪ ،‬كالمسح على التخفيف‪ ،‬فكيف‬
‫جمعت بينهما? فكاف فاسدا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬القياس الطردم‪ ،‬أما قياس العكس فهو يقتضي إثبات خبلؼ حكم األصل في الفرع‬
‫(تلخيص)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كقوؿ بعضهم في اثبات ركوع زائد في صبلة الكسوؼ‪ :‬صبلة شرع فيها الجماعة فشرع فيها ركوع‬
‫زائد كالجمعة‪ ،‬زيد فيها الخطبة فقاسها على الجمعة‪ ،‬فالزيادتين مختلفتين ففي الجمعة الخطبة‪ ،‬كفي‬
‫الكسوؼ ركوع فيفسد القياس (غيث) كألف الزيادة في الجمعة ذكر‪ ،‬كفي الكسوؼ فعل (فايق)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالرخصة كالعزيمة‪( .‬شرح لقماف)‪.‬‬

‫(‪)77/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كىذه الثبلثة من شركط الفرع كافية للمقلد القائس‪ ،‬كال يلزمو معرفة شركط الحكم)(‪ )7‬المذكورة في‬
‫علم األصوؿ‪ ،‬فبل يقبل المقلد القياس من مقلد إال من عارؼ بكيفية رد الفرع إلى األصل (ك) عارؼ‬
‫(طرؽ)(‪ ()0‬العلة) كىي التي يعلم بها كوف العلة في ذلك الحكم علة‪ ،‬كالذم يحتاج إليو منها ثبلث(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كشركط الحكم التي يثبت بالقياس الشرعي كونو شرعيا(‪ )7‬كوجوب‪ ،‬أك تحريم‪ ،‬أك ندب‪ ،‬أك‬
‫كراىة‪ ،‬ال يمكن أف يهتدم العقل إليها إال بداللة الشرع ال عقليا‪ ،‬أم‪ :‬ال يكوف الحكم الثابت بالقياس‬
‫الشرعي عقليا‪ ،‬نحو أف يقاؿ في نقل العين المغصوبة‪ :‬استيبلء حرمو الشرع فيجب كونو ظلما‪،‬‬
‫كالغاصب األكؿ‪ ،‬فهذا ال يصح؛ ألف الظلم إنما يثبت حيث ثبت كجهو‪ ،‬كىو كونو ضررا عاريا عن‬
‫جلب نفع كدفع ضرر كاستحقاؽ‪ ،‬كال لغويا أم‪ :‬ال يكوف ذلك الحكم لغويا‪ ،‬نحو أف يقوؿ في اللياط‪:‬‬
‫كطء يجب فيو الحد فيسمى فاعلو زانيا‪ ،‬كوطئ المرأة‪ ،‬فهذا القياس ال يصح؛ ألف إجراء األسماء‬
‫مجرل بعضها يثبت بوضع أىل اللغة ال بقياس شرعي (معيار) ككذا لو قاؿ في النبيذ‪ :‬شراب مسكر‬
‫فيوجب الحد‪ ،‬كما يسمى خمرا‪ ،‬أك كما يوجب اإلسكار‪ .‬فإنو يبطل؛ إذ ذلك إنما يثبت بوضع اللغة‬
‫(معيار كشرحو)‪ )7(.‬أم‪ :‬ثابت بدليل شرعي (شرح غاية)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كحقيقة العلة‪ :‬ما يناط بو الحكم تحقيقا أك تقديرا‪.‬‬
‫(‪ )3‬كإال فهي ست (نجرم) كقيل‪ :‬سبع‪ .‬كقيل‪ :‬ثماف‪ .‬كقيل‪ :‬تسع‪ .‬كقيل‪ :‬عشر‪( .‬تلخيص)‪.‬‬
‫(*) كالرابعة‪ ،‬كالخامسة‪ ،‬كالسادسة من طرؽ العلة اإلجماع‪ ،‬كحجة اإلجماع‪ ،‬كالمشبو باإلجماع األـ‪،‬‬
‫فإنها العلة في تقدـ األخوة ألب كأـ على تقدـ األخوة ألب في الميراث‪ ،‬كحجة اإلجماع‪ ،‬كتكفير‬
‫المجبرة؛ ألف اعتقادىم أف اهلل يجبر بفعل القبيح‪ ،‬كالمشبو كقياس األرز على البر في تحريم التفاضل‪.‬‬
‫(معيار اإلماـ المهدم)‪.‬‬

‫(‪)70/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فقط‪ ،‬كىي النص)(‪ ،()7‬نحو أف يقوؿ العالم‪ :‬تجب النية في الوضوء ألنو عبادة‪ ،‬فيعلم أف العلة‬
‫العبادة‪ ،‬كأف مذىبو في كل عبادة كجوب النية‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬تنبيو النص‪ ،‬كلو صور كثيرة‪ ،‬منها‪ :‬نحو أف يقوؿ لمن جامع أىلو صائما فسألو عن حكم ذلك‬
‫فقاؿ‪ :‬عليك الكفارة‪ .‬ففي ذلك تنبيو على أف العلة في كجوبها(‪ )0‬الجماع في الصياـ كنحو ذلك)(‪()3‬‬
‫مما ال يعزب عن كثير من الناس في محاكرات الخطاب‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬المناسبة‪ ،‬كىي ما يقضي العقل بأف الحكم صدر عنها)(‪ ()4‬نحو أف يقوؿ‪ :‬ما أسكر فهو حراـ)‬
‫(‪ ()5‬فإنو يفهم من ىذا أف العلة السكر‪ ،‬كإف كاف التحريم يؤخذ من العموـ‪.‬‬
‫(ك) ال بد مع معرفة طرقها من معرفة (كيفية العمل عند تعارضها)(‪ )6‬ألف المجتهد قد يعلل بعلة فربما‬
‫جاء في بعض نصوصو ما يعارض تلك العلة فبل يصح القياس إال بعد الترجيح)(‪ ()7‬إف أمكن‪ ،‬كإال‬
‫فكالقولين)(‪.()8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالنص ما أني فيو بأحد حركؼ التعليل‪ ،‬نحو ألنو‪ ،‬أك ألجل‪ ،‬أك بأنو‪ ،‬أك فإنو‪ ،‬أك نحو ذلك‪.‬‬
‫(‪ )0‬على القوؿ بوجوبها‪ .‬كالمختار أنها ندب (قرز)‬
‫(‪ )3‬نحو أف يقوؿ لمن لبس المخيط محرما فسألو عن حكم ذلك‪ ،‬فقاؿ‪ :‬عليك الفدية‪ ،‬ففي ذلك تنبيو‬
‫على أف العلة في كجوبها لبس المخيط في اإلحراـ (فايق)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كمن ذلك أنو كجد النص في قتل الستة في الحل كالحرـ؛ ألنها مجبولة على الضر‪ ،‬فإذا كجدنا‬
‫ىذه العلة في غيرىا أجزنا قتلها قياسا عليها (معيار)‪.‬‬
‫(‪ )5‬صوابو الخمر حراـ؛ ألنو يوىم حل ما ال يسكر كالقطرة‪ ،‬كليس كذلك‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كال تعارض في قطعيين‪ ،‬كفي في قطعي كظني (معيار)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كذلك كما إذا قاؿ العالم‪ :‬يحرـ التفاضل في البر لكونو مكيبل‪ .‬كقاؿ في جواب إف البر مطعوـ‬
‫فيقوؿ‪ :‬يحرـ فيو التفاضل‪ .‬فيفهم من ىذه أف العلة في تحريم التفاضل الكيل كالطعم‪ ،‬فبل يصح من‬
‫المقلد القياس إال إذا عرؼ كيفية العمل عند التعارض؛ ليعرؼ أم‪ :‬العلتين يعلل بها‪ ،‬كىو يعرؼ بمعرفة‬
‫كجوه الترجيح (تعليق على المقدمة)‪.‬‬
‫(‪ )8‬يطرحا‪.‬‬
‫(‪)73/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإلى اعتماد الترجيح أشرنا بقولنا‪( :‬ككجوه ترجيحها))(‪ ()7‬أم‪ :‬ال بد من معرفتها؛‬
‫ألنو قد يحتاجها‪ ،‬كأكثر ما يحتاج إليو منها ما يرجح صحة)(‪ ()0‬طريقها‪ ،‬نحو أف تكوف إحدل‬
‫المتعارضتين نص عليها المجتهد نصا صريحا)(‪ ،()3‬كاألخرل نبو عليها فقط‪ ،‬كقل ما يحتاج إلى غير‬
‫ذلك من كجوه الترجيح المذكورة‪.‬‬
‫فإف قلت‪ :‬إف ظاىر قولك‪" :‬كطرؽ العلة‪ ،‬ككجوه ترجيحها" يقتضي أنو يلزمو معرفة جميعها مع أنو ال‬
‫يلزمو إال بعضها ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ذلك الظاىر ال يخل‪ ،‬من حيث أف المراد الذم يحتاج إليو في‬
‫ذلك االستنباط ؛ ألنو يفهم الغرض من السياؽ(‪.)4‬‬
‫ثم بينا ما ال يلزـ المقلد القائس على أصل من نصوص المجتهد معرفتو من لوازـ العلة بقولنا‪( :‬ال‬
‫خواصها)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو بوجوه ترجيحها‪ .‬قيل‪ :‬مائة كجو‪ ،‬كقيل‪ :‬ثماف مائة‪ ،‬كقيل‪ :‬تسعمائة‪ .‬لعلو يعني‪ :‬كجوه‬
‫الترجيح‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬قوة طريقها‪.‬‬
‫(‪ )3‬نحو قولو‪ :‬يحرـ الكلب لكونو ذا ناب‪ ،‬مع قولو‪ :‬الضبع نافع مستطاب‪ .‬فنص على العلة في‬
‫األكؿ‪ ،‬كنبو عليها في الثاني‪ ،‬فترجح العلة األكلى؛ لكونها منصوصا عليها على األخرل؛ لكونها منبها‬
‫عليها (كزقات) (*) يقاؿ‪ :‬كافر ال يستغفر لو؛ ألنو من أىل النار‪ ،‬كيقوؿ في موضع آخر‪ :‬كافر ال‬
‫يستغفر لو‪ ،‬ثم يقاس الفاسق على الكافر بتحريم االستغفار؛ ألنو من أىل النار‪ .‬فيقوؿ الخصم‪ :‬ليس‬
‫العلة في الكافر كونو من أىل النار‪ ،‬بل ألجل الكفر‪ ،‬كلم يحصل في الفاسق‪ .‬فنقوؿ‪ :‬علتك تنبيو النص‪،‬‬
‫كعلتنا بالنص (مضواحي) كالنص أقول‪.‬‬
‫(‪ )4‬ألف كبلمنا في سياؽ المقلد القايس‪ ،‬فكاف ذلك قرينة لتخصيص العموـ‪( .‬بكرم)‬
‫(‪ )5‬كالفرؽ بين خواص العلة كشركطها أف الشرط معتبر في تأثيرىا في حكمها‪ ،‬بخبلؼ الخاصة فليس‬
‫معتبرة فيو‪ ،‬كإنما ىي أمر يخصها بنفسها‪ .‬فاعرؼ الفرؽ‪.‬‬

‫(*) كإنما لم يلزـ المخرج معرفة ىذه‪ ،‬أم‪ :‬خواصها كشركطها؛ ألف المجتهد لم ينص عليها إال كقد‬
‫عرؼ صحتها‪ ،‬فيستغنى المقلد بنظر إمامو لذلك (غيث)‪.‬‬

‫(‪)74/7‬‬
‫_____________________________‬

‫كىي أنها تصح أف تكوف إثباتا(‪ )7‬اتفاقا‪ ،‬كنفيا(‪ )0‬في األصح‪ ،‬كأنها قد تكوف خلقا في محل الحكم‪،‬‬
‫كالطعم في البر‪ ،‬كأنها قد تكوف مركبة‪ ،‬نحو قتل عمد عدكاف‪ .‬فهذه الثبلثة علة في كجوب القصاص‪،‬‬
‫كأنو قد يكوف للحكم الواحد عليهم السبلـ كثيرة في األصح‪ ،‬نحو القتل‪ ،‬كالزنى‪ ،‬كالردة إذا اجتمعت‬
‫من كاحد محصن فإنو يقتل(‪ ،)3‬كالقتل حكم كاحد اقتضتو ىذه العلل الثبلث‪ ،‬كأنو قد يأتي عن علة‬
‫كاحدة حكماف‪ ،‬كالزنى فإنو علة في الجلد‪ ،‬كفي القتل مع اإلحصاف‪.‬‬
‫(ك) ال يجب أيضا معرفة (شركطها)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬نحو‪ :‬زنى فيجلد‪ ،‬كسرؽ فيقطع‪.‬‬
‫(‪ )0‬نحو قولو‪ :‬لم يصل فوجب قتلو‪ .‬لم يمتثل فوجبت عقوبتو‪ .‬فهو علة نفيية في حكم ثبوتي‪ ،‬كقد‬
‫يكوناف نفيين معا‪.‬‬
‫(*) العلة مثبتة‪ ،‬كالحكم كذلك‪ :‬صح تصرفو لكماؿ عقلو‪ .‬منفيين جميعا العلة كالحكم‪:‬لم يصح تصرفو‬
‫لعدـ تكليفو‪ .‬العلة ثبوتية كالحكم نفي‪ :‬لم يصح التولي عليو لكماؿ عقلو‪( .‬تلخيص)‪.‬‬
‫(*) لم يعقل فلم يصح بيعو‪.‬‬
‫(‪ )3‬يقاؿ‪ :‬من يقتلو اإلماـ أك كلي الدـ ينظر قيل يقتلو اإلماـ؛ بناء على أف القصاص حد‪ ،‬كأمر الحدكد‬
‫إليو‪ ،‬كقيل‪ :‬يقدـ القصاص ألنو حق آلدمي‪ ،‬كظاىر الكتاب حيث قاؿ‪ :‬كالقتل حكم كاحد اقتضتو ىذه‬
‫العلل الثبلث أنو يقتل لمجموع تلك‪ ،‬فبل بد على ىذا من حضرة اإلماـ ككلي الدـ جميعا‪ ،‬حيث كاف ثم‬
‫إماـ‪ ،‬كإال جاز لولي الدـ قتلو للقصاص‪( .‬قرز) كلعلو ػ كاهلل أعلم ػ حيث اجتمعت ىذه العلل في حالة‬
‫كاحدة‪ ،‬أما لو ترتبت فلعلو يقدـ القتل للسبب األكؿ منهما‪( .‬قرز) حيث كاف قصاصا؛ ليوافق ما سيأتي‬
‫في الجنايات كالحدكد أنو يقدـ حق اآلدمي‪ ،‬كإف تأخر سببو‪( .‬سماع سيدنا عبد اهلل المجاىد رحمو اهلل)‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )4‬مثاؿ الشرط أف يقوؿ المجتهد‪ :‬يحرـ الخمر ألنو مسكر فبل يلزمو أف يعرؼ ىل علة التحريم‬
‫شرعية أك عقلية‪.‬‬

‫(*) ذكر صاحب الجوىرة أنها عشرة (بكرم)‪.‬‬

‫(‪)75/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كىي أف يكوف الدليل على كونها علة شرعيا(‪ ،)7‬كأف تكوف موثرة(‪ )0‬في اقتضاء الحكم‪ ،‬بمعنى‪ :‬أف‬
‫تكوف مشتملة على حكمة شرعية(‪ )3‬مقصودة للشارع)(‪ ()4‬من شرع الحكم‪ ،‬مقتضية للشبو)(‪ ()5‬إلى‬
‫غير ذلك من الشركط‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ال لغويا‪ ،‬نحو أف يعلل تحريم الخمر لكونو يسمى خمرا‪ ،‬فهذا ال يصح (شرح كافل)‬
‫(*) من الكتاب‪ ،‬أك السنة‪ ،‬أك اإلجماع‪ ،‬أك القياس‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬يحصل الظن أنها علة الحكم‪ ،‬كتعليل كجوب النية في الوضوء بأنو عبادة فيفتقر إلى النية‪ ،‬كال‬
‫يعلل بأنو طهارة فبل يفتقر‪ ،‬كغسل الثوب‪.‬‬
‫(‪ )3‬كمثاؿ ذلك كلو‪ :‬العلة في قصر الصبلة في السفر‪ ،‬كدليلها شرعى‪ ،‬كىو تنبيو النص في قولو تعالى‪:‬‬
‫{فإذا ضربتم في األرض فليس عليكم جناح أف تقصركا من الصبلة}كىي أيضا مؤثرة في اقتضاء الحكم؛‬
‫لكونها مشتملة على حكمة شرعية‪ ،‬كىي مشقة السفر كنحوه (فايق)‪.‬‬
‫(‪ )4‬نحو أف يقوؿ المجتهد‪ :‬حرمت الخمر‪ ،‬فنظرنا إلى مثلو من المائعات فوجدناه حبلال‪ ،‬كنظرنا‬
‫الحلويات فوجدناىا حبلال‪ ،‬فما كجدنا في علة التحريم إال السكر‪ ،‬كىي علة شرعية تشتمل على حكمة‬
‫شرعية كىي حفظ العقل‪ ،‬مقصودة للشارع‪ ،‬كىي أيضا مقتضية للشبو إلى غيره‪ ،‬مثل النبيذ فإنو يحرـ؛‬
‫ألنو يسكر‪.‬‬
‫(‪ )5‬أم‪ :‬مناسبة للحالة التي المكلف عليها‪ ،‬مثل قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال يقضي القاضي كىو‬
‫غضباف) ففي منع القضاء حاؿ الغضب مناسبة لشرع الحكم‪ ،‬كىو خوؼ الخطأ‪ .‬قلت‪ :‬ككتعليل لزكـ‬
‫الزكاة لمواساة الفقراء؛ ألف الحكمة سد خلتهم‪ ،‬كإغناءىم عن أذية الناس بالسؤاؿ‪ ،‬كقد نبو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو في الفطرة‪ ،‬كىو قولو‪( :‬أغنوىم في ذ لك اليوـ) (كرقات)‪.‬‬
‫(*) نحو أف يقوؿ‪ :‬كل قتل عمد عدكاف أجب القصاص‪ ،‬فإف ىذه العلة مخصصة لتحريم قتل األصل‬
‫بالفرع‪ ،‬كالحر بالعبد‪ ،‬كالمسلم بالكافر‪ ،‬كنحو قولو في الربويات كفي أحدىما أك ال تقدير لهما‪ :‬جاز‬
‫التفاضل فقط‪ ،‬مخصص منو قولو‪ :‬إال الموزكف بالنقد فكبلىما‪.‬‬

‫(‪)76/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كال يلزـ المقلد معرفة )كوف إمامو) الذم استخرج على أصلو ذلك الحكم من تلك العلة (ممن يرل‬
‫تخصيصها)(‪ ،()7‬أك يمنعو) فبل يلزـ المقلد المستنبط لذلك الحكم معرفة أم الوجهين من إمامو‪.‬‬
‫فإف قلت‪ :‬كما معنى تخصيصها? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬معناه أنو يصح ثبوتها في بعض الفركع‪ ،‬كال يثبت‬
‫الحكم الذم اقتضتو في غيره‪.‬‬
‫(كفى جواز تقليد)(‪ ()0‬إمامين)(‪ ()3‬فيصير) المقلد لهما (حيث يختلفاف) في حكم من األحكاـ‬
‫(مخيرا بين قوليهما)(‪ ()4‬فقط) ال غيرىما لو كاف لو قوؿ ثالث)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أما أنو ال يلزـ معرفة مذىب إمامو في كجوب تخصيصها فبلف تعليلو بها على اإلطبلؽ يقتضي أنها‬
‫غير مخصصة‪ ،‬فيعمل بهذا الظاىر إلى أف يوجد لو نص أنها مخصصة في بعض الفركع‪ ،‬فإنو يعمل‬
‫بذلك في ذلك الفرع (فايق)‪.‬‬
‫(*) مثاؿ تخصيص العلة قوؿ أصحابنا في بيع الموزكف بالنقد متفاضبل‪ :‬أف قد كجدنا ما يوجب تحريم‬
‫النسأ‪ ،‬كىو اتفاؽ التقدير‪ ،‬كمن تخصيص العلة القطع لنصاب السرقة‪ ،‬كال يجوز ذلك في سرؽ الصبي‪،‬‬
‫كمن ذلك القتل عمدا عدكانا يوجب القصاص‪ ،‬فبل يجب ذلك في قتل األب ابنو‪ ،‬كيعمل بالعموـ كىو‬
‫أنو من قتل عمدا عدكانا قتل مطلقا(‪ )7‬سواء كاف صبيا أـ ال‪ ،‬فبل يلزـ ذلك المقلد البحث‪ )7( .‬فرعا‬
‫أك أصبل‪ ،‬كفي القطع أنو يقطع مطلقا في السرقة‪.‬‬
‫(‪ )0‬صوابو التزاـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك أكثر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬حيث لم يخرؽ اإلجماع‪.‬‬
‫(‪ )5‬نحو أف يقلد مالك في االعتداؿ أنو يكوف أقرب إلى الجلوس‪ ،‬كيقلد الهادم أنو شرط في الصبلة‪،‬‬
‫فإنو ال يعمل بقوؿ أبي حنيفة إنو يكوف مثل حد السيف؛ ألنو قوؿ ثالث‪.‬‬

‫(*) (قاؿ السائل) ما يقاؿ في رجل مقلد ألىل البيت عليهم السبلـ جملة ? فقد نصوا على أنو يصير‬
‫مقلدا لهم حيث يتفقوف ? مخيرا بين أقوالهم فقط حيث يختلفوف ? فهل إذا عمل بقوؿ أحدىم في‬
‫(مسألة) من المختلف فيو فيلزمو العمل بو كاالستمرار عليو ? لقولهم في اإللتزاـ كبعد اإللتزاـ‪ :‬يحرـ‬
‫اإلنتقاؿ‪ ،‬أـ التخيير باؽ(‪ ? )7‬كإذا قرأ الفاتحة في اآلخرتين ثم بدا لو التسبيح‪ ،‬ثم بدا لو الفاتحة ىل‬
‫يجوز ذلك ? قلت‪ :‬الظاىر من كبلمهم أف التخيير باؽ؛ ألنو كاجب مخير‪ ،‬كما قالوا في خصاؿ‬
‫الكفارات الثبلث‪ ،‬ما إذا كفر مرة بالعتق‪ ،‬ثم أراد مرة أخرل التكفير باإلطعاـ فبل مانع؛ إذ ىذا شأف‬
‫الواجب المخير ثم في ىذه المسألة بخصوصها‪ ،‬لم يخرج عن تقليده اإلمامين فيها؛ إذ المؤيد باهلل‬
‫يقوؿ بجواز التسبيح‪ ،‬كالهادم عليو السبلـ يقوؿ بجواز القراءة‪ ،‬كإنما خبلفهم في األفضل فقط‪ ،‬ثم إنو‬
‫لم يخرج من السفينة المنجية‪ ،‬ثم إف ىذا ليس من تتبع المرخصات الممنوع منها‪ ،‬ثم إف الصحيح أف‬
‫من قد صار أىبل للنظر كالترجيح كإف لم يكن مجتهدا لو أف يعمل بما ترجح لو من الدليل‪ ،‬كما اختاره‬
‫جماعة ػ كاهلل أعلم ػ‪ )7( .‬ثبوت التخيير قبل كقوع االلتزاـ‪ ،‬كبوقوعو ينعدـ فيحرـ اإلنتقاؿ‪ ،‬كىو مدلوؿ‬
‫قولو‪ :‬كبعد اإللتزاـ يحرـ اإلنتقاؿ‪.‬‬
‫(‪)77/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( في تلك الحادثة (خبلؼ))(‪ ()7‬فمن قاؿ‪ :‬إنو يجوز التزاـ مذىب أىل البيت عليهم السبلـ جملة‬
‫دكف الفقهاء‪ ،‬فيكوف مقلدا لكل كاحد من أىل البيت حيث يتفقوف‪ ،‬مخيرا بين أقوالهم فقط حيث‬
‫يختلفوف‪ ،‬فإنو يقوؿ بجواز ذلك في غيرىم أيضا؛ إذ ال فرؽ‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كأظن من أىل ىذا القوؿ حي كالدنا)(‪ ()0‬اإلماـ المهدم لدين اهلل‪.‬‬
‫كقد ذكر في تعليق اإلفادة أف من التزـ مذىب أىل البيت جملة لم يكن لو أف يعمل بقوؿ من يخالف‬
‫مذىبهم‪ ،‬كذلك يقتضي ما قلنا )(‪ ،()3‬كمن أكجب)(‪ ()4‬التزاـ مذىب إماـ كاحد معين فبل كبلـ أنو‬
‫يمنع من ذلك‪ ،‬فأما من لم يوجب االلتزاـ فلم أقف في ذلك لهم على نص‪ ،‬كأصولهم تحتمل‬
‫األمرين(‪)5‬‬
‫(كبتماـ ىذه الجملة تمت المقدمة))(‪()6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬المختار جواز التزاـ (‪ )7‬مذىب إمامين فصاعدا (حاشية سحولي) ما لم يؤد إلى اتباع الرخص‪.‬‬
‫(قرز) كقد ركل في شرح (الغاية) اإلجماع على التحريم في تتبع الرخص‪ ،‬كركم أف بعض العلماء يفسق‬
‫من عمل بذلك‪ )7( .‬على ما تقدـ في الفصل األكؿ في قولو‪ :‬كال يجمع مستفت‪ .‬الخ‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىو خاؿ اإلماـ المهدم عليو السبلـ‪( .‬شرح فتح)‪.‬‬
‫(‪ )3‬مع اإللتزاـ‪ )*( .‬كزعم المجوزكف أف المقلد لهما حيث يختلفاف يصير مخيرا بين قوليهما فقط‪،‬‬
‫كليس لو أف يأخذ بقوؿ غيرىما‪ .‬كاألكلى عندم أف ذلك ال يصح؛ ألف في تصحيحو [أم‪ :‬التعليل]‬
‫إبطالو؛ ألنو لو جاز تقليد إمامين جاز ثبلثة كأربعة ال إلى غاية‪ ،‬فيصير تقليدا لعلماء األمة‪ ،‬كفي ىذا‬
‫أبطاؿ التقليد (زنين) ‪،‬‬
‫(‪ )4‬الشيخ أحمد الرصاص‪ ،‬كالشيخ حسن الرصاص‪ ،‬كالمنصور باهلل‪.‬‬
‫(‪ )5‬صحح موالنا جواز ذلك (قرز)‬
‫(‪ )6‬أم‪ :‬التي ال يسع المقلد جهلها‪ ،‬كاصطبلح المصنفين عند تماـ مقصد كالشركع في مقصد آخر‬
‫اإلتياف بنحو ىذه العبارة؛ ليكوف إيذانا بالفراغ من األكؿ‪ ،‬كالشركع في الثاني (شرح مضواحي بلفظو)‪.‬‬

‫(‪)78/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كتاب الطهارة(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬اكتفاء في الطهارة بذكر الواحد مع كثرة الطهارات؛ ألف األصل في المصدر أف ال يثني كال يجمع؛‬
‫لكونو اسم جنس‪ ،‬فيشمل القليل كالكثير (حاشية سحولي)‪.‬‬
‫(*) حقيقة الطهارة‪ :‬صفة حكمية توجب لموصوفها صحة الصبلة بو‪ ،‬أكفيو‪ ،‬أك لو‪ ،‬أم‪ :‬ألجلو‪ .‬فاألكلياف‬
‫الطهارة عن النجس‪ ،‬كاآلخر الطهارة عن الحدث‪ ،‬المراد بالضمير في بو‪ ،‬كفيو‪ ،‬كلو‪ ،‬راجع إلى‬
‫موصوفها؛ باعتبار كونو ثوبا أك بدنا‪ ،‬أك مكانا‪ ،‬أك غير ذلك (شرح فتح)‪.‬‬
‫(*) (فائدة) في اإلبتداء بكتاب الطهارة‪ ،‬كذلك أف علماء الفركع انفقوا على تقديم الصبلة؛ لكونها أعم‬
‫التكاليف الفرعية كأىمها‪ ،‬كسيأتي أدلة ذلك‪ ،‬ثم أنو ال خبلؼ بينهم في تقدـ الطهارة عليها؛ ألنها شرط‬
‫فيها‪ ،‬كشرط الشيء يتقدمو‪ ،‬ثم إف الطهارة تشمل على مطهر‪ ،‬كتطهير‪ ،‬كمتطهر منو‪ ،‬كقد اختلف‬
‫اصطبلحهم في أيها يقدـ‪ ،‬فبعضهم استحسن تقدـ المطهر‪ ،‬فقدـ باب الوضوء‪ ،‬كبعضهم قدـ المتطهر‬
‫منو‪ ،‬كىي األشياء النجسة‪ ،‬كما في البحر‪ ،‬كاألزىار‪ ،‬ك(األثمار) كغيرىا؛ ألف الطهارة ال تكوف إال عن‬
‫حدث أك نجس‪ ،‬فحسن تقدـ النجاسة على غيرىا لترتبها عليها (شرح األثمار) )‪.‬‬
‫(*) اعلم أف جميع المطهرات خمسة عشر‪ :‬ثبلث مطهرات البدف‪ ،‬كىي الماء كالتراب كالحجارة‬
‫لبلستجمار‪ ،‬كأربع ذات السين‪ ،‬كىي اإلسبلـ‪ ،‬كاالستيبلء‪ ،‬كالمسح‪ ،‬كاالستحالة‪ .‬كثبلث ترجع إلى البئر‬
‫كىي‪ :‬النزح‪ ،‬كالنضوب‪ ،‬كالمكاثرة‪ ،‬ىذه عشر‪ ،‬كخمس متفرقة كىي‪ :‬الجفاؼ‪ ،‬كالريق‪ ،‬كالجمع [إذا‬
‫صار كثيرا كزاؿ التغير على المذىب (قرز) ] كالحريق‪ ،‬كالتفريق [في القيء على المذىب] كقد جمعها‬
‫بعضهم في بيتين فقاؿ‪:‬‬
‫ماء كترب كإسبلـ (‪ )7‬حجارتهم * **مسح كنزح جفاؼ بعده الريق‬
‫ثم النضوب مع استيبلء استحالتهم *** كذا مكاثرة جمع كتفريق‬
‫(ىداية) كقد زيد على ذلك بيت كىو‪:‬‬
‫كزيد دبغ كحت بعد تذكية *** نبيذ خمر فهذا الحصر تحقيق‬
‫(‪ )7‬يستقيم في الكافر المرتد ال األصلي فقد ترطب بالوالدة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)79/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ىي في اللغة النظافة)(‪ ()7‬كالبعد(‪ )0‬عن النجاسات؛ بدليل قولو تعالى‪{ :‬كال تقربوىن حتى يطهرف}‬
‫أم‪ :‬ينظفن(‪ )3‬من األذل(‪.))4‬‬
‫كلها في االصطبلح)(‪ ()5‬حدكد كثيرة‪ ،‬أجودىا قوؿ الفقيو محمد بن يحيى حنش‪ :‬استعماؿ‬
‫المطهرين)(‪ ،()6‬أك أحدىما‪ ،‬أك ما في حكمهما(‪ ()7‬على الصفة المشركعة)(‪.()8‬‬
‫كالدليل على كجوبها قولو تعالى‪{ :‬كثيابك فطهر} قاؿ في الكشاؼ‪ :‬أمر بطهارة ثيابو)(‪ ()9‬من‬
‫النجاسة‪ ،‬كىو في الصبلة كاجب)(‪ ،()72‬كمستحب)(‪ ()77‬في غيرىا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬عن الزىومات كالدسومات‪( .‬نجرم)‪.‬‬
‫(‪ )0‬يحتمل البعد كاإلزالة‪.‬‬
‫(‪ )3‬من باب ظرؼ‪( .‬مختار)‪.‬‬
‫(‪ )4‬حكما ال شرعا‪.‬‬
‫(‪ )5‬أم‪ :‬اصطبلح الفقهاء‪.‬‬
‫(‪ )6‬األكلى في حدىا أف يقاؿ‪ :‬صفة حكمية‪ ،‬توجب لموصوفها صحة الصبلة فيو‪ ،‬أك بو‪ ،‬أك ألجلو‪،‬‬
‫على بعض الوجوه‪.‬‬
‫كفي حد النجاسة‪ :‬صفة حكمية‪ ،‬توجب لموصوفها منع الصبلة كنحوىا‪ ،‬فيو‪ ،‬أك بو‪ ،‬أك ألجلو؛ ال لحق‬
‫الغير كنحوه‪ ،‬مبلبسة على بعض الوجوه (حاشية سحولي لفظا) (*) يخرج من ىذا ما ليس باستعماؿ‬
‫كالنضوب كنحوه‪.‬‬
‫(*) ككبلـ الفقيو محمد بن يحيى حنش فيو بعض إجماؿ؛ ألف الطهارة ليست استعماؿ المطهرين‪ ،‬كإنما‬
‫ىو حكم يحصل من استعماؿ ما ذكر‪.‬‬
‫(*) حيث كاف بعضو سليما كبعضو جريحا‪.‬‬
‫(‪ )7‬أربعة عشر‪ ،‬بعضها على المذىب‪ ،‬كبعضها على غيره‪ )*( .‬كىو اإلستيبلء على دار الحرب حيث‬
‫استولوا على ديارىم فإف ذبائحهم تطهر‪ .‬حيث كقعت منهم التذكية المعتبرة من فرم األكداج‪( .‬حاشية‬
‫سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )8‬كىي‪ :‬النية‪ ،‬كالتسمية‪ ،‬كالترتيب‪ ،‬كالعصر في الثوب‪ ،‬كالدلك في غيره‪.‬‬
‫(*) ليخرج الخلب فإنو استعماؿ للماء كالتراب ال على الصفة المشركعة‪.‬‬
‫(‪ )9‬يخرج الجلد‪.‬‬
‫(‪ )72‬كالغسلة األكلى‪.‬‬
‫(‪ )77‬كالثانية‪ ،‬كالثالثة‪ ،‬ما لم يخش تعدم الرطوبة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)82/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كمن السنة‪ :‬ما ركم أنو صلى اهلل عليو كآلو مر بعمار بن ياسر كىو يغسل ثوبو من النخامة‪ ،‬فقاؿ‪( :‬ما‬
‫نخامتك كدمع عينيك)(‪ ()7‬إال بمنزلة الماء الذم في ركوتك‪ ،‬إنما تغسل ثوبك من البوؿ‪ ،‬كالغائط‪،‬‬
‫كالقيء‪ ،‬كالدـ‪ ،‬كالمني)(‪.()0‬‬
‫باب النجاسات)(‪()3‬‬
‫النجاسة‪ :‬قاؿ في شرح اإلبانة‪ :‬ىي عين)(‪ ()4‬يمنع كجودىا صحة الصبلة‪.‬‬
‫كقاؿ غيره‪ )5(:‬ىي عين مخصوصة‪ .‬ليخرج الثوب)(‪ ()6‬المغصوب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في (الزىور)‪ :‬دموع‪ )*( .‬في الطهارة ال في التطهير‪.‬‬
‫(‪ )0‬خصها بالذكر؛ ألنها من ذات اإلنساف‪ ،‬كإال فهي عشرة كما تأتي؛ لكن كردت القصة في فضبلت‬
‫البدف‪.‬‬
‫(‪ )3‬األصل في النجاسات الكتاب كالسنة كاإلجماع ػ أما الكتاب‪ :‬فقولو تعالى {كالرجز فاىجر } كأما‬
‫السنة‪ :‬فما ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (أنو التمس من عبد اهلل بن مسعود حجارا لبلستنجاء‬
‫فأتاه بحجر كركثو‪ ،‬فألقى الركثة كفاؿ‪ :‬ىي رجس ) (مرغم)‬
‫(*) قاؿ في (الزىور)‪ :‬ىي عبارة عن عين مخصوصة يمنع كجودىا في ثوب المصلي‪ ،‬أك مقامو‪ ،‬أك بدنو‬
‫من صحة الصبلة على بعض الوجوه‪ .‬كقلنا‪ :‬على بعض الوجوه احتراز ممن لم يجد إال ثوبا متنجسا (‪)7‬‬
‫كمن سلس البوؿ‪ ،‬كالمستحاضة كنحوىا(‪( )0‬صعيترم) (قرز) (‪ )7‬كىو يخشى من تركو ضررا‪)0( .‬‬
‫المحبوس على النجاسة‪.‬‬
‫(*) كلما كانت الطهارة ال تكوف إال من حدث أك نجس حسن تقديم معرفة النجاسة على الطهارة‪ ،‬فإذا‬
‫علمت النجاسة نظرت بماذا يكوف طهورىا‪ ،‬فهذا عذر موالنا عليو السبلـ في تقديم النجاسة على‬
‫الطهارة‪( .‬نجرم)‪.‬‬
‫(‪ )4‬مجاز‪ .‬صوابو‪ :‬حكم يخرج الحدث‪.‬‬
‫(‪ )5‬لعلو الفقيو حسن‪.‬‬
‫(‪ )6‬قلت‪ :‬كلعل ذلك ال يحتاج إليو؛ ألف منع الصبلة في المغصوب ليس ألجل عين فيو‪ ،‬بل ألجل‬
‫المعنى الحاصل بالغصبية (شرح فتح)‪.‬‬

‫(‪)87/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقد عيناىا بقولنا‪( :‬ىي عشر))(‪ ()7‬األكؿ‪( :‬ما خرج(‪ )0‬من سبيلي(‪ )3‬ذم‬
‫دـ))(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يؤخذ من مفهوـ العدد أف ماء المكوة كالجرح الطرم طاىراف‪ ،‬كىو الذم اختاره في البحر (شرح‬
‫فتح) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كلو دما‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلو بوؿ صبي لم يطعم غير لبن أمو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كمن ذلك المضغعة‪ ،‬كالعلقة بعد انفصالهما‪( .‬قرز)‬
‫(*) ألكلى أف يقاؿ‪ :‬من نحو سبيلي؛ ليدخل الثقب الذم تحت السرة [كلو من القفا] كأما من السرة‬
‫فحكمو حكم القئ‪( .‬فتح) (قرز)‬
‫(*) (مسألة) كبلل (‪ )7‬فرج المرأة طاىر إذا كانت قد استنجت من البوؿ‪ ،‬كلم يبيض لونو [ال فرؽ] كال‬
‫أنتن [ال فرؽ] ذكره اإلماـ يحيى (بياف) (‪ )0‬في أصح الوجهين‪ ،‬كالعرؽ‪ ،‬كالزبد‪ ،‬كالريق‪ .‬كقيل‪ :‬بل‬
‫نجس؛ لخركجو من محل الحدث‪ ،‬فأشبو البوؿ‪ .‬قلت‪ :‬إذا كاف خارجا من الجوؼ‪ ،‬كإال فطاىر‪ ،‬كاختاره‬
‫المؤلف‪( .‬قرز)‬
‫(*) إال الدكدة كنحوىا (‪ )7‬فتطهر بالجفاؼ‪ ،‬كإال الحصاة فتطهر بالغسل‪ ،‬كأما الحب الخارج منو‪،‬‬
‫فقيل‪ :‬كالزبل‪ .‬كقيل‪ :‬متنجس‪ .‬كقيل‪ :‬إذا كاف ينبت فمتنجس يطهر بالغسل‪ ،‬كإال فنجس (فتح) ك(قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬المولود (قرز)‬
‫(*) إال االنبياء لما ركم أف أـ أيمن شربت بولو صلى اهلل عليو كآلو فلم ينكر عليها‪ ،‬كقاؿ‪( :‬إذا ال يلج‬
‫بطنك النار) (بستاف)‪ .‬كفائدتو لو حلف بطبلؽ أك نحوه‪ .‬قاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬كخصائص الرسوؿ صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم خمس‪ :‬األكلى طهارة منيو‪ ،‬لقوؿ عائشة‪(:‬كنت أفركو من ثوب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم ىو يصلي) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فلو كاف نجسا لكاف مفسدا للصبلة‪ ،‬الثانية‪ :‬طهارة بولو لما‬
‫ركم أف أـ أيمن شربت بولو فلم ينكر عليها‪ ،‬كقاؿ لها‪( :‬ال يلج بطنك النار) الثالثة‪ :‬أف رجيعو كاف ال‬
‫يرل على كجو األرض‪ ،‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فلو رؤم فاألقرب الحكم بطهارتو كالبوؿ‪ .‬الرابعة‪ :‬طهارة دمو؛‬
‫لما ركم أف أبا ظبية [على كزف عنبة] حجم لو ثم شرب دمو فلم ينكره‪ ،‬كقاؿ‪(:‬إذا لم ينجع بطنك )‬
‫الخامسة‪ :‬مصلو كقيحو فإنهما طاىراف ال ستحالتهما من الدـ (بستاف بلفظو)‪.‬‬
‫(*) سائل خلقي ال اكتسابي كالحلم‪( .‬قرز)‬

‫(‪)80/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( يحترز مما خرج من سبيلي ما ال دـ لو كالضفدع فإنو طاىر عند أبي طالب )(‪ ،()7‬كخالفو المؤيد‬
‫باهلل‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كأظن خبلفهما يرجع إلى كونو ذا دـ أـ ال(‪ ،)0‬كلما كاف في ذكات الدـ ما يحكم‬
‫بطهارة الخارج من سبيليو أخرجناه بقولنا‪( :‬ال يؤكل) ألف ما يؤكل فزبلو)(‪ ()3‬طاىر‪ ،‬سواء كاف ذا دـ أـ‬
‫ال‪ .‬كعند المؤيد باهلل‪ ،‬كأبي العباس أف ذرؽ الدجاج كالبط)(‪ ()4‬نجس‪.‬‬
‫كلما كاف في المأكوؿ ما يحكم بنجاسة زبلو)(‪ ()5‬في حاؿ‪ ،‬كىو الجبلؿ احترز منو عليو السبلـ بقولو‪:‬‬
‫(أك جبلؿ) كإنما يحكم بنجاسة زبلو)(‪( ()6‬قبل االستحالة) فأما بعد االستحالة التامة‪ ،‬كىي تغير الريح‪،‬‬
‫كاللوف‪ ،‬كالطعم إلى غير ما كانت عليو فإنو يحكم بطهارتو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كجو قوؿ أبي طالب‪ :‬أنو ال دـ لو سائل‪ ،‬كأف موتو في الماء ال ينجسو‪ .‬ككجو قوؿ المؤيد باهلل‪ :‬أنو‬
‫غير مأكوؿ اللحم؛ ألنو من السمومات (تعليق)‪ )*( .‬كلو دما‪.‬‬
‫(‪ )0‬كقيل‪ :‬بل الخبلؼ مطلقا‪.‬‬
‫(‪ )3‬إال الدـ فلو حكمو‪( .‬قرز) (*) كمنيو طاىر‪ )*( .‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال بأس ببوؿ البقر‬
‫كالغنم كاإلبل) (بحر) كقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ما أكل لحمو فبل بأس ببولو)‪ )*( .‬كلقولو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪( :‬كل حيواف يجتر فلحمو حبلؿ‪ ،‬كلعابو حبلؿ‪ ،‬كسوره حبلؿ‪ ،‬كبولو حبلؿ) كمفهومو أف‬
‫الذم ال يجتر يكوف لحمو كبولو نجسا‪ ،‬كأما لعابو فلدليل يخصو‪ ،‬كلئلجماع على نجاسة الغائط‪ ،‬كما‬
‫عداه مقيس عليو (ضياء ذكم األبصار)‪.‬‬
‫(‪ )4‬الذرؽ من الطير الذم يخرج بولو كزبلو من موضع كاحد‪ )*( .‬نوع من الطير‪ ،‬أم‪ :‬طير الماء‪،‬‬
‫مأكوؿ ال ريش لو‪.‬‬
‫(‪ )5‬ككذا بولو كمنيو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كبولو أيضا‪( ( .‬بحر) ك(غيث)‪ .‬ككذا لبنو إذا تغير‪( .‬قرز) كلفظ (حاشية سحولي)‪( :‬كلبن الجبللة إذا‬
‫تغير بالحل كالخارج من سبيلها) (قرز) (*) كيجوز اختبار النجاسة بالذكؽ كالطعم مع عدـ الظن‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫ال يجوز‪ .‬مع تيقن النجاسة (شرح فتح معنى) (قرز)‬

‫(‪)83/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف األبواؿ‪ ،‬كاألزباؿ كلها نجسة‪ ،‬إال أف أبا حنيفة حكم بطهارة‬
‫البعرتين)(‪ ()7‬عند الحلب‪ ،‬كذرؽ الطيور)(‪ ()0‬كافة‪ ،‬كالشافعي استثنى مني اآلدمي)(‪.()3‬‬
‫قاؿ في المهذب‪ :‬كفى مني سائر الحيوانات ثبلثة أكجو ػ األكؿ‪ :‬طاىر إال من الكلب‪ ،‬كالخنزير كالثاني‪:‬‬
‫نجس‪ .‬كالثالث‪ :‬االعتبار باللحم إف أكل فطاىر‪ ،‬كإال فنجس‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كظاىر إطبلؽ الشافعي أف المني طاىر‪ ،‬سواء خرج كىو مستنج أـ ال‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو حسن‪ :‬خبلفو)(‪ ()4‬إذا كاف رأس الذكر مغسوال‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إال بوؿ الصبي الذكر الذم ال يأكل الطعاـ فإنو يطهر بالنضح‪(( .‬شفاء معنى)‪ )*( .‬كإذا كقع زبل‬
‫طير كالتبس ىل زبل مأكوؿ أك غيره ? فلعلو يجب غسلو (‪ )7‬ألف األصل في الحيوانات الحظر‪ ،‬كينظر‬
‫لو كقع عظم في ماء طاىر ما حكم الماء ىل طاىر أـ متنجس? قاؿ القاضي حسن‪ :‬الحد في الذم‬
‫حفظتو أف الماء ال ينجس‪ ،‬كمثلو ركاه (السيد إبراىيم حطبو) عن المتوكل على اهلل‪ ،‬كيؤيده قولو في‬
‫األزىار في الطبلؽ‪ :‬كمهما لم يغلب كقوع الشرط لم يقع المشركط (قرز) (‪ )7‬المقرر خبلفو‪ ،‬كما يأتي‬
‫في األطعمة كاألشربة كبلـ المتوكل على اهلل فابحثو‪.‬‬
‫(*) من الغنم فقط‪ ،‬كقدرىا من سائر الحيوانات المأكوالت‪.‬‬
‫(‪ ، )0‬قاؿ في المقنع‪ :‬كرجيع الطير طاىر‪ ،‬ما يؤكل كما ال يؤكل‪( .‬شرح فتح) من األطمعة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كحجتو {كلقد كرمنا بني آدـ} فلو كانوا مخلوقين من النجاسة لم يكن ىناؾ كرامة‪ .‬قلنا‪ :‬التكرمة‬
‫تسوية الخلقة‪ ،‬ككماؿ العقل‪ ،‬كتمكينو المنافع كلها (فتح)‪ .‬كإال لزـ أف يكوف من جملة الكرامات أف ال‬
‫يجرم في مجرل الحيض‪ ،‬كال يخرج من مخرج البوؿ‪.‬‬
‫(*) لنا ما ركاه في البخارم أنو صلى اهلل عليو كآلو كاف يغسل المني‪ ،‬ثم يخرج للصبلة في ذلك الثوب‪،‬‬
‫كأنا أنظر إلى أثر الغسل فيو (من تصنيف السيد محمد بن إبراىيم الوزير في الحديث) (*) الرجل‪ ،‬كلو‬
‫في المرأة قوالف‪ ،‬كأما المذم كالودم فيوافق‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىو المعتمد عندىم‪.‬‬

‫(‪)84/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثاني (المسكر)(‪ ()7‬من عنب كاف أك غيره فإنو نجس (كإف طبخ) خبلؼ أبي حنيفة فيما دكف‬
‫المسكر مما ذىب ثلثاه)(‪ ()0‬بالطبخ من عصير العنب)(‪ ()3‬قبل أف يصير خمرا)(‪ ()4‬كمن سائر‬
‫األمزار)(‪ ()5‬كنقيع الزبيب)(‪ ()6‬كالرطب بعد طبخو أدنى طبخ فإنو جعلو حبلال طاىرا(‪.()7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالسكر مخامرة العقل كتشويشو‪ ،‬مع حصوؿ طرب كسلو مخصوصين (شرح فتح) كأف لم يذىب‬
‫إال بعض علوـ العقل‪ ،‬أك بعض المستعملين لو دكف بعض‪ ،‬فإنو ال يخرج بذلك عن كونو مسكرا (شرح‬
‫فتح) (قرز) (*) كلو كاحدا من الناس‪ ،‬كلو النادر منهم‪ ،‬كلو كاحدا من األلف‪ .‬لقولو تعالى في المسكر‬
‫{رجس فاجتنبوه} كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬كل مسكر حراـ‪ ،‬ككل مسكر خمر) كركل األمير‬
‫الحسين عليو السبلـ إجماع قدماء آؿ محمد صلى اهلل عليو كآلو كسلم على الحكم بنجاسة كل‬
‫مسكر‪.‬‬
‫(*) (مسألة ) كما تغير من العنب في أصولو حتى اختمر لم يجز أكلو‪ ،‬قاؿ الفقيو علي‪ :‬كال ينجس ما‬
‫جاكره من العنب‪ .‬قيل‪ :‬كمن غيره أيضا ألجل الضركرة (‪ )7‬كقاؿ عطية‪ :‬بل ينجس الثياب (بياف ) (‪)7‬‬
‫بل كلو في السعة (حاشية سحولي) (قرز) مهما بقي متصبل‪ ،‬كقيل‪ :‬ال فرؽ (قرز)‬
‫(‪ )0‬كحجتو أف الطبخ قد غيره عن صفة الخمر المجمع عليها‪ ،‬كاألصل في األشربة الحل إال ما قاـ‬
‫عليو (برىاف) بالتحريم (بستاف بلفظو) من األشربة)‪ )*( .‬كيبل ال كزنا (نجرم)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالرطب‪ )*( .‬فائدة‪ :‬كالنبيذ ما عصر من يابس الشجرتين كغيرىما‪ ،‬كالخمر‪ :‬ما عصر من أخضر‬
‫الشجرتين‪ ،‬كالمزر ما كاف من سائر الحبوب‪ .‬كالمزر‪ :‬بكسر الميم‪ ،‬كجمعها أمزار (نهاية)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ثم اختمرا‪.‬‬
‫(‪ )5‬من غير طبخ (بياف ك(بحر) من باب األشربة)‪.‬‬
‫(‪ ، )6‬قاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬كيجوز شرب النقيع إلى ثبلثة أياـ‪ ،‬كيكره بعدىا‪ ،‬كيحرـ لسبع‪( .‬ركاه في‬
‫البحر) ‪ .‬إذا ظن احتماره (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬لم يقصد اللهو أك الطرب عنده‪( .‬كشاؼ)‬

‫(‪)85/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كإنما ينجس من المسكر ما أسكر ألجل معالجة)(‪ ()7‬ال بأصل الخلقة‪ ،‬كقد أشار إلى ذلك عليو‬
‫السبلـ بقولو‪( :‬إال الحشيشة(‪ ،)0‬كالبنج)(‪ ()3‬كنحوىما) كالجوزة)(‪ ()4‬كالقريط‪.‬‬
‫كقاؿ بعض اإلمامية‪ ،‬كالحسن‪ ،‬كربيعة‪ :‬الخمر طاىر‪ ،‬كالمحرـ شربها)(‪.()5‬‬
‫(ك) الثالث (الكلب))(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬تغير؛ ليدخل العنب المسكر‪ ،‬كلو بالنقل (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كذلك لما ركم عن أنس بن مالك عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪( :‬إياؾ كالحشيش‬
‫فإنو خمرة األعاجم‪ ،‬تسلب الحياء من العين‪ ،‬كاإليماف من القلب عند النزاع‪ .‬إياؾ كالشجرة الغبيراء‬
‫النابتة في أرض العجم‪ ،‬الخضراء في الكف‪ ،‬الحمراء في العين‪ ،‬الصفراء في الجسد‪ ،‬التاركة للرجل‬
‫يأكل في المعائين كما يأكل الثور العلف‪ ،‬فإنها تدني األصل‪ ،‬كتقل العمل‪ ،‬كال حياء آلكلها‪ ،‬ملعوف‬
‫آكلها) سئل العبلمة عبد القادر بن أحمد عن ىذا الحديث ? فقاؿ‪ :‬كذب على رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪ ،‬ال أصل لو في كتب أىل المذىب كال غيرىم‪ ،‬كلم يكوف ظهورىا إال بعد موت النبي‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم بقركف‪ .‬قلت‪ :‬ال مانع من صحتو‪ ،‬كيكوف من اإلخبار بالغيب‪( .‬كاتبو‪ .‬فينظر‬
‫في كبلـ السيد عبد القادر)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أما البنج فليس بمسكر‪ ،‬كإنما ىو مخذؿ‪ ،‬كأحكامو جميعا تخالف السكر‪.‬‬
‫(‪ )4‬كاختار اإلماـ شرؼ الدين عليو السبلـ في جوزة الطيب أنها طاىرة؛ ألنها ليست مسكرة‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫ككذلك تدخل في األطياب‪ ،‬كالمعاجين‪ ،‬كاألدكية‪ ،‬كيستعمل ذلك كثير من أىل الفضل كالعلم‪ ،‬فهي‬
‫كالزعفراف كنحوه مما يضر كثيره‪ ،‬فيحرـ الكثير منو إلضراره‪ ،‬ال لكونو مسكرا‪ ،‬ككذلك الكبلـ في‬
‫القريط‪ ،‬كىو األفيوف (شرح األثمار) )‪ )*( .‬كال يجوز جعلها في الطبائخ (قرز)‬
‫(‪ )5‬ككالنقيع‪ .‬قلنا‪ :‬قاؿ تعالى {رجس فاجتنبوه} كألمره بإراقتو‪ ،‬كمايع محرـ كالبوؿ (بحر)‪.‬‬
‫(‪ ، )6‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كيدخل كلب الماء‪ ،‬كخنزير الماء‪( .‬كواكب)‪ .‬كقاؿ في (الغيث)‪ :‬ىما‬
‫طاىراف‪ ،‬كاألكؿ أرجح‪.‬‬

‫(*) كالدليل على نجاستو ما ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو أنو قاؿ‪( :‬إذا كلغ الكلب في اإلناء فاغلسوه)‬
‫فدؿ على نجاستو (شرح نكت)‪.‬‬

‫(‪)86/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( فإنو نجس جميعو‪.‬‬


‫كقاؿ اإلماـ الناصر‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬إف شعره طاىر‪.‬‬
‫كعن مالك‪ :‬جميعو طاىر)(‪.()7‬‬
‫(ك) الرابع (الخنزير))(‪ ()0‬فإنو نجس جميعو‪ ،‬كأحد ركايتي مالك أنو طاىر‪ ،‬كعن الناصر‪ ،‬كالصادؽ‪،‬‬
‫كالباقر أف شعره طاىر‪ ،‬كعن أبي حنيفة‪ :‬بل نجس‪ ،‬كيجوز استعمالو‪.‬‬
‫(ك) الخامس (الكافر))(‪ ()3‬فإنو نجس عند القاسم‪ ،‬كاإلماـ يحيى‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كمالك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كبلـ مالك في كلب الصيد كفيما عداه‪ ،‬لو قوالف‪ ،‬ذكره سيدنا (ديباج)‪ .‬ركم عن مالك أف جميع‬
‫الحيوانات طاىرة إال أربعة الفهد‪ ،‬كالنمر‪ ،‬كاألسد‪ ،‬كالدئب (بحر من باب األطعمة)‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬ىو من دكاب الشاـ‪ ،‬كقيل‪ :‬مثل كلد األتاف‪ ،‬كأصلو من غنم النصارل‪ ،‬فخسف‬
‫بو فصار اآلف ذا ناب يعقر‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬كىو حيواف معركؼ لو أربعة أنياب كيلد أجراء كما الكبلب‪،‬‬
‫كىو يأكل الخبائث‪ ،‬لو شعر يشبو الشوؾ (غريب)‪[ .‬يقاؿ‪ :‬المخسوؼ ال يعيش فوؽ ثبلثة أياـ‪ ،‬كما‬
‫ذلك معركؼ‪ ،‬فينظر في ذلك‪ ،‬يقاؿ‪ :‬خلق على مثالو]‪.‬‬
‫(‪ )3‬إال المنافقين فرطوبهم طاىرة؛ ال ختبلطهم بالمسلمين كقت النبي صلى اهلل عليو كآلو‪.‬‬
‫(*) قيل‪ :‬كيدخل في ذلك صبياف الكفار‪ ،‬حيث يحكم لهم بحكم آبائهم‪ ،‬ككفار التأكيل (بياف) (قرز)‬
‫كلو كثنيا‪.‬‬
‫(*) سواء كاف حربيا أك كتابيا أك كثنيا اى‬
‫(‪)87/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ المؤيد باهلل(‪ ،)7‬كزيد علي‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كاختاره األمير الحسين أنو طاىر)(‪.()0‬‬
‫(ك) السادس (بائن حي)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالمنصور باهلل‪( .‬بياف)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كحجة الهدكية قولو تعالى‪{ :‬إنما المشركوف نجس} كحجة المؤيد باهلل خبر كفد ثقيف كىو (أف‬
‫النبي صلى اهلل عليو كآلو أنزلهم في المسجد)(‪ )7‬كيركم (أنو توضأ من مزادة مشركة كطبخ في قدكرىم)‬
‫كقول ىذا األمير الحسين‪ ،‬كىو قوؿ المنصور باهلل‪ ،‬قاؿ في المهذب‪ :‬كيعلم من بحث اآلثار أف‬
‫المسلمين كانوا ال يتجنبوف سموف المشركين كألبانهم‪ ،‬كأما اآلية فواردة على طريق الذـ‪ ،‬كما يقاؿ‪ :‬فبلف‬
‫كلب‪ ،‬كقد ركم أف القصاع كانت تختلف إلى األسارل من بيوت أزكاج النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪،‬‬
‫كلم يرك أنها غسلت (زىور) مع أف االسير كقت النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم ال يكوف إال مشركا‪،‬‬
‫كسواء كاف الكافر عندىم حربيا أـ غيره‪ )7(.‬بل قاؿ الصحابة في كفد ثقيف‪ :‬قوـ أنجاس‪ ،‬فأقرىم‬
‫الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم على ذلك‪ ،‬كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم في آنيتهم‪( :‬اغسلوىا)‬
‫(ضياء ذكم األبصار)‪ )*( .‬كقيل خبلفهم في الكتابي‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلفظ (البياف)‪( :‬فرع) كما انفصل أكثره كبقي متصبل بجانب منو‪ ،‬أك بأكثره‪ ،‬أك زالت عنو الحياة‬
‫فهو طاىر حتى ينفصل على األصح‪ ،‬ذكره إبن الخليل‪ ،‬كالفقيو يوسف‪ ،‬كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬بل نجس‬
‫يجب إزالتو إذا أمكن بغير ضرر‪ ،‬ككذا ما يبس من ركؤس الجرب كالجرائح كبقي متصبل [المذىب‬
‫طاىر] كقاؿ المهدم‪ :‬ما انفصل مما قد زالت عنو الحياة فهو طاىر [المذىب نجس]‪( .‬بياف) قلت‪:‬‬
‫كيلزـ من ىذا طهارة اليد الشبلء‪.‬‬

‫(فرع) كمن ذلك العلقة كالمضغة بعد انفصالهما فإنهما نجساف‪ ،‬خبلؼ بعض أصحاب الشافعي‪،‬‬
‫كاإلماـ يحيى‪ ،‬كبيض ما ال يؤكل لحمو نجس باطنو كظاىره‪ ،‬قاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬فإذا غسل ظاىرىا طهر‪،‬‬
‫كال يحل أكلو‪ ،‬ألنها مضغة منو‪ ،‬فإف كانت المضغة كالعلقة مما يؤكل لحمو فطاىرتاف‪ ،‬ككذا األجنة قبل‬
‫أف ينفخ فيها الركح‪ ،‬كذا قاؿ شيخنا (المفتي) رحمو اهلل‪ ،‬كقد صرح بو في شرح اآليات في تفسير قولو‬
‫تعالى‪{ :‬حرمت عليكم الميتة} في سورة المائدة (بياف معنى مع زيادة)‪.‬‬

‫(‪)88/7‬‬

‫_____________________________‬
‫فإنو نجس)(‪ ()7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ما أبين من الحي فهو ميت) (ذم دـ)(‪ ()0‬ألنو إذا‬
‫كاف مما ال دـ لو فطاىر‪ ،‬كالجراد‪ ،‬كالدكد الصغار‪ ،‬كنحوىا)(‪ ،()3‬كال بد أف يكوف مما (حلتو‬
‫حياة))(‪ ()4‬ألف ما ال تحلو الحياة كالظلف‪ ،‬كالشعر‪ ،‬كالظفر)(‪ ،()5‬ال أصولها)(‪ ()6‬فطاىر‪ ،‬كمن ذلك‬
‫المشيمة(‪ ()7‬كىي األمهات التي تخرج مع الولد فإنها بائنة)(‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما نافجة المسك فطاىرة‪ ،‬كقيل‪ :‬نجس؛ ألنو بائن من حى (أثمار) كأما المسك فطاىر باإلجماع‬
‫(قرز) كىي جلدة تقطع مع المسك من غزالتو‪ ،‬كيعفى عن مجاكرتها للمسك‪ ،‬كمجاكرة العنب المتغير‪.‬‬
‫(*) حاؿ اإلبانة (*) إال ما أبين من المذكى فطاىر (بياف معنى من آخر باب الذبح) (قرز)‬
‫(‪ )0‬أصلي ال اكتسابي (قرز)‬
‫(‪ )3‬كالخنافس كالذباب‪.‬‬
‫(‪ )4‬ككذا الحشف كما ينفصل بالموسى عند الحبلقة (بياف) كاألصح أنهما طاىران(‪( )7‬قرز) ألف المراد‬
‫ما تحلو الحياة حاؿ اإلبانة كإال لزـ في القرف كالشعر كنحوىما حقق ذلك السيد محمد بن عز الدين‬
‫(المفتي) في شرحو على البحر‪ .‬يقاؿ‪ :‬القرف كنحوه جنس مخصوص (شامي) ألنو قد استحاؿ‪ ،‬كال‬
‫يسمى بائنا‪ .‬كقرره (الشامي) (قرز)‬
‫(‪ )5‬فطاىر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كقد ركم عن موالنا القاسم بن محمد في أصوؿ الشعر من اللحية كالرأس أف ذلك طاىر كركم عن‬
‫القاضي (سعيد الهبل) ك(الشامي) كظاىر األزىار خبلفة‪( .‬قرز) (*) فنجس‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬أما المشيمة فبل ينبغي جعلها بائن حي ألنها ليست جزءا من الحي‪ ،‬كإنما حكم بنجاستها قياسا‬
‫عليو (تكميل) المشيمة‪ /‬كعاء الولد في بطن أمو (ثمرات) ال شك أنها متصلة بسرة الجنين‪ ،‬لكن ما‬
‫الدليل على أف الحياة تحلها فينظر فيو‪ .‬في الظاىر أنها بائن من حي فيكوف نجسا ألنو تحلو الحياة‬
‫كأصوؿ الشعر‪ ،‬كما أستبهو‪( .‬قرز) (*) مما يؤكل لحمو كإال فقد فهم ذلك من قولو ما خرج من سبيلي‬
‫ذم دـ‪.‬‬
‫(‪ )8‬كيعفى عما تقشف من المريض بعد برئو كقواة ابن ركاع كيعفى عن القليل من ذلك الذم يشق‬
‫االحتراز منو كره المنصور باهلل كالمهدم‪ ،‬قاؿ أبو حنيفة كىو قدر حبة الذرة فما دكف‪ .‬كالمختار ال يعفى‬
‫إال ما يعفى في المغلظ (قرز)‪.‬‬

‫(‪)89/7‬‬

‫_____________________________‬
‫( من حي‪ ،‬ذكره في االنتصار‪.‬‬
‫قولو‪( :‬غالبا) احتراز من أمرين ػ أحدىما‪ :‬ما قطع من السمك)(‪ ()7‬فإنو طاىر‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ما انقطع من الصيد بضربة)(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو ما حل أكلو من حيواف البحر (قرز)‬
‫(‪ )0‬كفيما احترز منو أربعة أطراؼ األكؿ‪ :‬أف البائن كالمباف منو حبلؿ‪ ،‬كذلك حيث أباف منو شيئا كلحقو‬
‫موتو بمقدار التذكية‪ ،‬كذكاه‪ .‬الثاني‪ :‬أنهما نجساف‪ ،‬كذلك حيث أباف منو يدا أك رجبل كلم يلحق موتو‬
‫بمقدار التذكية‪ ،‬كلم يدكو‪ .‬الثالث‪ :‬أف يكوف المباف طاىرا‪ ،‬أك المباف منو نجسا‪ ،‬كذلك حيث أباف يدا‬
‫أك رجبل‪ ،‬كلحقو موتو بمقدار التذكية‪ ،‬كلم يذكو لفقد آلة أك عجز (‪ )7‬الرابع‪ :‬أف المباف منو حبلؿ‪،‬‬
‫كالبائن حراـ‪ ،‬ككذلك حيث أباف منو يدا أك رجبل كلم يلحق موتو بمقدار التذكية‪ ،‬كلحق كذكاه (سماع‬
‫سيدنا (سعيد الهبل) (‪ )7‬بل يحرـ‪ ،‬كىو ظاىر األزىار فيما يأتي في األيماف (قرز) (*) قاتلة (قرز) (*)‬
‫أك ضربتاف في محل كاحد‪ ،‬كقيل‪ :‬ال فرؽ إذا كانت األكلى قاتلة (سما(سماع سيدنا حسن) (ك (قرز)‬
‫(*) كفيما احترز منو في غالبا صور أربع ػ األكلى‪ :‬أف يكوف البائن كالمباف منو طاىراف‪ ،‬كذلك حيث أباف‬
‫منو شيئا بضربة قاتلة‪ ،‬كمات الصيد قبل إدراكو حيا‪ .‬الثانية‪ :‬أف يكونا نجسين‪ ،‬كذلك بأف يقد الصيد‬
‫نصفين‪ ،‬كأدركهما حيين‪ ،‬كلم يذكهما‪ )7( .‬الثالثة‪ :‬أف يكوف البائن طاىرا‪ ،‬كالمباف منو نجسا‪ ،‬كىو أف‬
‫يزيل منو يدا أك رجبل بضربة قاتلة (‪ )0‬أدرؾ األكثر منو حيا‪ ،‬كلم يذكو لفقد آلة‪ ،‬أك عجز عن اضجاعو‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أف يكوف البائن نجسا‪ ،‬كالمباف منو طاىرا‪ ،‬كىو أف يزيل منو عضوا بضربة غير قاتلة (‪ )3‬فإنو‬
‫بائن من حى‪ ،‬كأدرؾ الصيد حيا كذكاه‪ ،‬ىذا ىو الجارل على أصوؿ المذىب (سيدنا حسن) (‪ )7‬أما إذا‬
‫كاف المختار كبلـ (الشامي) أف ما كاف يقتل بالمباشرة ال يحتاج تذكية قالقياس أنهما طاىراف؛ لكن‬
‫ظاىر األزىار بقولو‪ :‬كيذكى ما أدرؾ حيا مطلقا (سيدنا حسن) (‪ )0‬المختار أنهما طاىراف‪ ،‬فيو نظر؛ ألنو‬
‫بائن من حي‪ ،‬كلم يذكو‪ ،‬كفقد اآللة ال يصيره طاىرا‪ .‬فيكوف البائن كالمباف منو نجسين؛ ألف الضربة‬
‫القاتلة لم تكن تذكية؛ إلدراكو حيا كاهلل أعلم (سيدنا حسن) (قرز) (‪ )3‬أما القاتلة فينظر فيو ىل يكوف‬
‫البائن بائنا من حى ? أك بائنا من مذكى ? القياس أنو بائن من حى نجس؛ ألف الضربة القاتلة انكشفت‬
‫أنها ليست ذكاتو؛ إلدراؾ المباف منو حيا‪ ،‬فذكاتو التذكية الحقيقة كاهلل أعلم (سيدنا حسن) (قرز)‬
‫(*) (فائدة) لو ضرب الصيد فقده نصفين‪ ،‬كأدركهما حيين فبل بد من ذكاتهما معا‪ ،‬كإال حل ما ذكاه‬
‫فقط‪ ،‬كحرـ اآلخر (‪ )7‬كإف أدرؾ أحدىما حيا كاآلخر ميتا حل الذم مات (‪ )0‬كيذكى الحي كلو بالطعن‬
‫إف لم يمكن في الرقبة‪ ،‬كإف لم يذكو حرـ‪ ،‬كمبني ىذا على ما يفهمو األزىار بقولو‪ :‬كيذكي ما أدرؾ حيا‪.‬‬
‫فمفهومو كلو كاف الصيد يموت بالمباشرة‪ ،‬كلو ما أدرؾ إال بعضو‪ .‬كلفظ (البياف) في باب الصيد‪( :‬فرع)‬
‫فلو أدركو كقد مات األكثر كبقي المياف حيا‪ ،‬فقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إنو يطعن المباف حتى يموت‬
‫كحل (انتهى (بلفظو) من خط سيدنا حسن) (قرز) (‪ )7‬ألف الضربة األكلى لم تكن ذكاتو مع إدراؾ‬
‫المباف منو حيا‪ ،‬فذكاتو ىي اآلخرة كاهلل أعلم (سيدنا حسن) (قرز) (‪ )0‬ال يستقيم؛ ألنو بائن من حى‪،‬‬
‫فيحرـ مع توجو تذكية اآلخر؛ ألنو إف ذكى اآلخر فالذكاة ىي اآلخرة‪ ،‬كاألكؿ بائن من حى‪ ،‬كإف لم يذؾ‬
‫اآلخر مع إدراكو حيا‪ ،‬فالضربة األكلى ليست بذكاة‪ ،‬فيحرماف معا كاهلل أعلم‪ ،‬كللناظر نظره‪ ،‬ككبلمهم في‬
‫باب الصيد مضطرب فليراجع (سيدنا حسن)‪.‬‬

‫(‪)92/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(‪ ،‬كلحقو موتو(‪ )7‬فإنو طاىر‪.‬‬


‫(ك) السابع (الميتة))(‪ ()0‬فإنها نجس لحمها‪ ،‬كعظمها)(‪ ،()3‬كعصبها‪ ،‬كجلدىا)(‪ ()4‬اتفاقا في‬
‫المشرؾ كغيره من الحيوانات‪ ،‬كأما المسلم فخرج أبو طالب‪ ،‬كأبو العباس للقاسم عليو السبلـ أنو‬
‫ينجس بالموت)(‪ ،()5‬كال يطهر بالغسل)(‪.()6‬‬
‫كقاؿ أبو يوسف‪ :‬ينجس بالموت‪ ،‬كيطهر بالغسل‪ ،‬فبل ينجس الماء بوقوعو فيو بعد غسلو‪.‬‬
‫كأبو طالب قاؿ‪ :‬بعد الغسل يطهر حكما ألجل الصبلة عليو‪.‬‬
‫كعن المنصور باهلل‪ :‬أنو ال ينجس بالموت‪ ،‬كىو أحد قولي الشافعي‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فورا‪.‬‬
‫(‪ )0‬إال ميتة األنبياء عليهم السبلـ فبل تنجس بالموت؛ نصا في نبينا صلى اهلل عليو كآلو‪ ،‬كبالنخريج في‬
‫غيره (كفاية)‪.‬‬
‫(*) كمن حلت لو الميتة عند الضركرة لم ينجس ما باشره منها عند الضركرة‪ ،‬مما اضطر إليو‪ ،‬خبلؼ أبي‬
‫مضر‪ ،‬كالفقيو حسن‪ ،‬فينجس (بياف) (قرز) لكن يقاؿ‪ :‬فما الفرؽ بينو كبين ما اختمر من العنب في‬
‫أصلو ? يقاؿ‪ :‬الضركرة في الميتة نادر‪ ،‬كالعنب مستمرة في األغلب‪.‬‬
‫(*) حقيقتها‪ :‬كل حيواف مات حتف أنفو‪ ،‬سواء كاف مما يذكي أـ ال‪ ،‬شرعت تذكيتو أـ ال (قرز)‬
‫(‪ )3‬على القوؿ بأف الحياة تحلو‪ ،‬كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كقوؿ للمؤيد باهلل‪ :‬ال حياة في العظم‪ ،‬كاألسناف‪،‬‬
‫كالعصب‪ .‬قاؿ قاضي القضاة‪ :‬كال في الدماغ‪ ،‬كعند الهدكية‪ :‬بل الحياة تحلها (قرز)‬
‫(‪ )4‬كاختلف علماؤنا في جلد الميتة ىل يطهر بالدباغ أـ ال ? فذىب األكثر إلى أنو ال يطهر‪ ،‬كذىب‬
‫الحسين بن علي‪ ،‬كزيد بن علي إلى أنو يطهر بالدباغ ((شفاء))‪.‬‬
‫(‪ )5‬كلو شهيدا (قرز)‬
‫(‪ )6‬كينجس بو ما القاه‪ ،‬كال يجب تجفيف جسد الميت لتكفينو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)97/7‬‬
‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلما كاف في الميتة ما ليس بنجس أخرجناه بقولنا‪( :‬إال السمك)(‪ ()7‬كما ال دـ‬
‫لو(‪ ))0‬فإنهما طاىراف (كما ال تحلو الحياة))(‪ ()3‬كالقرف‪ ،‬كالظلف‪ ،‬كالشعر(‪ ،)4‬كالظفر (من غير نجس‬
‫الذات) كىو الكلب‪ ،‬كالخنزير‪ ،‬كالكافر‪ ،‬فإنو من غير ىذه الثبلثة طاىر‪.‬‬
‫كقاؿ أبو العباس‪ ،‬كالمرتضى‪ :‬متى أنفصل الشعر كنحوه من غير المأكوؿ فهو نجس‪ ،‬سواء انفصل من‬
‫حي أـ من ميت‪ ،‬آدمي أك غيره‪ .‬كخطأىما)(‪ ()5‬أبو طالب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو طافيا حيث قاؿ في البياف‪( :‬فرع) فلو تفسخت ميتة السمك الطافي بين الماء حرـ شربو ال‬
‫التطهر بو‪ ،‬ككذا ما تغير بدكابو الصغار‪ ،‬كالقملة كنحوىا فيحرـ شربو‪ ،‬كيجوز التطهر بو كلو أتلفها‪ ،‬كذا‬
‫ذكره في الكشاؼ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬لحديث الذباب كالخنفساء‪.‬‬
‫(‪ )3‬ىذا استثناء منقطع؛ ألنو استثناه من الميتة‪ ،‬كليست من الميتة‪ .‬يقاؿ‪ :‬ىو عطف على المستثني ال‬
‫مستثنى حقيقة‪ ،‬فليس بمنقطع‪.‬‬
‫(‪ )4‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال بأس بشعر الميتة)‪.‬‬
‫(فرع) قاؿ القاضي زيد‪ ،‬كيجوز اإلنتفاع بشعر اآلدميين‪( .‬بياف) في غير البيع‪ .‬كقيل‪ :‬كلو بيعا (قرز) ما‬
‫لم يؤد إلى محظور كشعر األجنبية (قرز)‬
‫(‪ )5‬كجو التخطية أنهما خرجا على أصل الهادم عليو السبلـ فأخطآ‪ ،‬أك أنهما قصرا في البحث‪ .‬ال‬
‫كجو للتخطئة على القوؿ بتصويب المجتهدين‪.‬‬

‫(‪)90/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كىذه) التي تقدـ ذكرىا من النجاسات (مغلظة))(‪ ()7‬ال يعفى عن شيء منها إال ما يتعذر االحتراز منو‪،‬‬
‫كما تحملو الذباب في أرجلها‪ ،‬كلو كثيرا‪ ،‬ككذا ما تحملو الريح إف كاف قليبل‪ ،‬كإال فنجس‪ ،‬كقد قاؿ‬
‫الفقيو يوسف كذلك فيما تحملو الذباب‪.‬‬
‫كاختلف في تحديد القليل فقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬على كبلـ الهدكية(‪ )0‬دكف القطرة من المائع‪،‬‬
‫كمقدار الحبتين(‪ )3‬من خرك الفارة)(‪ ()4‬من الجامد‪.‬‬
‫كفي مجموع علي خليل‪ :‬إذا كاف يدرؾ باللمس)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ذكر في الذريعة البن أبي النجم أنو يعفى عن اليسير من البوؿ‪ ،‬كما يعفى عن اليسير من الدـ؛ ألف‬
‫الدـ نجس بالكتاب‪ ،‬كالبوؿ نجس بالسنة‪ ،‬كال شك أف تعذر االحتراز من البوؿ أعظم من تعذر االحتراز‬
‫من الدـ؛ ألف حصوؿ الدـ نادر‪ ،‬كحصوؿ البوؿ مبلزـ‪ ،‬فأقل أحوالو أف يكوف مثل الدـ‪ ،‬كركل ابن أبي‬
‫النجم المذكور ىذا القوؿ عن أبي مضر‪ ،‬كركاه عن القاضي يوسف‪ ،‬كإليو ذىبت الحنفية‪ ،‬كإليو أشار‬
‫الحقينى‪ ،‬قاؿ رحمو اهلل‪ :‬كال أرل ىذا القوؿ بعيدا عن الصواب‪ ،‬قاؿ‪ :‬كالمجمع عليو من البوؿ كالغائط‬
‫ما زاد على قدر الدرىم البغلى‪ ،‬كالمجمع عليو من الدـ ما زاد عليو‪ )*( .‬كالفرؽ بين المغلظة كالمخففة‪:‬‬
‫أف المغلظة لم تقدر بنصاب‪ ،‬بخبلؼ المخففة فقد قدرت بنصاب‪.‬‬
‫(‪ )0‬كاختاره المؤلف‪.‬‬
‫(‪ )3‬من الذرة‪( .‬بياف)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىذا على كبلـ المؤيد باهلل‪ ،‬أخذ المؤيد باهلل ىذا من (مسألة) الفارة إذا كقعت في سمن حية‪،‬‬
‫كأخرجت حية أنو يكوف طاىرا‪ ،‬كفي منفذىا مقدار الحبتين‪ ،‬كضعفو اإلماـ علي بن محمد من ثبلثة أكجو‬
‫أحدىا‪ :‬أنو قاس النجس على المتنجس‪ .‬الثاني‪ :‬أنهم قد نصوا أف ما ال يؤكل لحمو يطهر بالجفاؼ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أف المنفذ ليس فيو قدر حبتين‪.‬‬
‫(‪ )5‬أك بالريح‪( .‬قرز) (*) ليس المراد باللمس إذا لمسو كحده بيده‪ ،‬بل المراد أنو يحس عند طركه عليو‬
‫كإف لم يلمسو بيده‪.‬‬
‫(*) تحقيقا أك تقديرا‪( .‬قرز) (*) ال بالطرؼ‪ ،‬يعني‪ :‬فهو كثير‪.‬‬

‫(‪)93/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( ال بالطرؼ‪ ،‬ككذا في الزكائد‪ ،‬كاألمير الحسين‪.‬‬


‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كال فرؽ بين أف يستقبل الريح عمدا أكال‪ ،‬كالصائم إذا فتح فاه حتى‬
‫دخل الدخاف)(‪.()7‬‬
‫(ك) الثامن (قيء من المعدة))(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو الذباب‪.‬‬
‫(‪ )0‬إلى الفم دفعة كاحدة‪ ،‬كإلى الثوب دفعة كاحدة‪( .‬قرز)‪ )*( .‬كضابط ذلك‪ :‬أنما خرج من فوؽ‬
‫السرة فحكمو حكم القئ‪ ،‬كما خرج من تحتها فحكمو حكم ما خرج من السبيلين‪( .‬سماع) (*) ىذا‬
‫يعم جميع الحيوانات غير المأكولة‪ ،‬إال الكلب كالخنزير كالكافر‪ .‬عن المتوكل على اهلل (*) كيعرؼ كونو‬
‫من المعدة بأف يكوف بتقئ‪ .‬األزىار (قرز)‬
‫(*) (مسألة) كإذا طهر الفم بعد القيء عفي عما كراءه من الحلق‪ ،‬فبل ينجس الفم بخركج النجاسة من‬
‫بعد [ألف داخل الحلق ال يحكم بنجاستو‪ ،‬كلو قبل طهارة الفم (قرز) ] ككذا فيمن رعف ثم غسل أنفو‬
‫منها‪ ،‬ثم نزؿ المخاط من داخل أنفو فبل حكم لو‪ ،‬أم‪ :‬فبل يحكم عليو بالنجاسة‪(.‬بياف)‪.‬‬

‫(‪)94/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( بلغما كاف أك غيره‪ ،‬خبلؼ أبي حنيفة‪ ،‬كمحمد في البلغم)(‪ ،()7‬بخبلؼ ما كاف من اللهاة)(‪()0‬‬
‫كالرأس فإنو طاىر إجماعا‪ ()3()،‬ككذلك الماء الخارج من الفم حاؿ النوـ فإنو طاىر‪ ،‬كلو تغير إلى‬
‫الصفرة‪ ،‬ال إف تغير إلى الحمرة)(‪ ،()4‬أك خرج بتقيؤ(‪ )5‬فإنو يكوف نجسا‪ ،‬كإنما بنجس الخارج من‬
‫المعدة إف [كاف] (ملء الفم)(‪ ()6‬ال دكنو فإنو طاىر‪ ،‬كلو دما(‪ ()7‬عند الهدكية‪ ،‬كالملء أف يغلبو‬
‫فيخرج(‪ ،)8‬كال يكفي كونو ملء الفم حتى يمؤله (دفعة)(‪ )9‬ال دفعات)(‪ ()72‬فطاىر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو صقيل ال تعلق بو النجاسة‪ ،‬كعندنا أنو يتلوف بلوف النجاسة‪( .‬فتح)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىي اللحم المتصل اللساف‪( .‬سماع جربي) كلفظ حاشية‪ :‬كىي جوانب الفم‪ ،‬كقيل‪ :‬اللحمة‬
‫المشرفة على الحلق‪.‬‬
‫(‪ )3‬بل فيو خبلؼ‪ ،‬كقيل‪ :‬إنو يصعد من المعدة إلى الرأس‪.‬‬
‫(‪ )4‬فلو حكم الدـ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬فلو حكم القئ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬ككل حيواف بفمو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬إال أف يكوف مشركبا فنجس (‪ )7‬مهما بقي على صفتو‪ ،‬فإف خرج ال على صفتو‪ ،‬فحكمو حكم‬
‫القئ ذكره اإلماـ عز الدين‪)7( .‬يعني‪ :‬في حكم التنجس‪ ،‬ال في النقض فحكمو حكم القئ‪( .‬إمبلء‬
‫المتوكل على اهلل)‪( .‬قرز) (*) ألنو في حكم القئ حيث خرج بتقيئ‪ ،‬كإف خرج من اللها‪ ،‬أك من الفم‬
‫فحكمو حكم الدـ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬أك يدخل‪.‬‬
‫(‪ )9‬فإف خرج دفعات‪ ،‬في كل دفعة دكف ملء الفم فطاىر‪ ،‬كإف اجتمع (قرز) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬دسعة تمؤل الفم)‪.‬‬
‫(‪ )72‬كلو اجتمع‪ .‬فإف قلت‪ :‬ما الفرؽ بين الدـ كالقئ ػ أنو إذا اجتمع من القئ دكف ملء الفم إلى مثلو‬
‫حتى صار مؤل كخرج دفعة فهو طاىر‪ ،‬بخبلؼ الدـ إذا اجتمع دكف قطرة دكف قطرة حتى صار قطرة‬
‫فنجس ? الفرؽ بينهما أف شرط التنجس في الدـ قد كجد‪ ،‬كىو السفح بخبلؼ القئ فإف شرطو أف يمؤل‬
‫الفم دفعة‪ ،‬كلم يقع فافهم‪( .‬عامر)‪ .‬كقيل‪ :‬الفرؽ أف الدـ عاد إلى أصلو كىو التنجيس بخبلؼ القيء‬
‫فأصلو طاىر‪( .‬قرز)‪.‬‬

‫(‪)95/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) التاسع (لبن غير المأكوؿ))(‪ ()7‬فإنو نجس في غير(‪ )0‬رأم الحقيني(‪( )3‬إال من مسلمة‬
‫حية))(‪ ()4‬فإنو طاىر ألجل الحرج)(‪ ،()5‬كىو إجماع‪ ،‬فأما الميتة فنجس؛ إذ ال ضركرة حينئذ‪ ،‬كلبن‬
‫الذكر)(‪ ()6‬من بنى آدـ مثلو(‪ ،)7‬ككذا لبن ميتة المأكوؿ ينجس بالمجاكرة‪ ،‬ذكره المؤيد باهلل‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬طاىر؛ ألف بينو كبين الميتة بلة)(‪ ()8‬ال تحلها الحياة‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كالخبلؼ في لبن الكافرة مبني على الخبلؼ في رطوبتها‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو حسن‪ )9(:‬بل المؤيد باهلل يقوؿ‪ :‬إنو نجس)(‪.()72‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو من فضلة الطعاـ كالبوؿ كلو قطرة‪ ،‬كال ينقض الوضوء‪( .‬قرز) كنسبو في البحر إلى األكثر‪.‬‬
‫(‪ )0‬قياسا على العرؽ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫(‪ )4‬كلو صغيرة فإنو طاىر كاإلفطار في السفر كالقصر‪ ،‬فهما ترخيص للمشقة في األصل‪ ،‬فرخص كلو‬
‫لم تحصل مشقة‪.‬‬
‫(*) ألنو من فضلة السمن كاللعاب‪.‬‬
‫(‪ )5‬بل ألجل اإلجماع؛ لتدخل الصغيرة كمن ال كلد لها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كالخناثي تغليبا لجنبة الحظر‪( .‬قرز) (*) كىل ينقض الوضوء ? يأتي فيو الخبلؼ‪ .‬المختار ال‬
‫ينقض؛ إذ النقض ليس بفرع التنجس‪( .‬مفتي) ك(الشامي) (قرز)‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬مثل لبن غير المأكوؿ‪.‬‬
‫(‪ )8‬البلة‪ :‬ماء صاؼ يمنع اتصاؿ اللبن بالبشرة‪ )*( .‬كالبلة كالبلغم ثخينة كليست ببشرة‪ ،‬كىي مجاكر‬
‫أكؿ‪ ،‬كاللبن مجاكر ثاف‪ ،‬كمذىبهم أف المجاكر الثاني طاىر‪ ،‬قاؿ أبو طالب‪ :‬إف صح ما قالوه حكمنا‬
‫بطهارتو‪ ،‬كأخذ أبو طالب من ىهنا أف المجاكر الثاني طاىر‪( .‬صعيترم)‪.‬‬
‫(‪ )9‬كالفقيو محمد بن يحيى‪ .‬كالفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪.‬‬
‫(‪ )72‬ألنو يقيس على ما خرج من السبيلين‪.‬‬

‫(‪)96/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) العاشر (الدـ))(‪ ()7‬فإنو نجس‪ ،‬خبلفا للحسن بن صالح‪ ،‬فيما عدا دـ الحيض)(‪( ()0‬كأخواه)(‪)3‬‬
‫المصل)(‪ ،()4‬كالقيح)(‪ ،()5‬خبلؼ الشافعي في المصل‪.‬‬
‫كفي مجموع علي خليل‪ :‬أف نجاسة القيح مجمع عليها)(‪()6‬؛ ألنو دـ متغير فلو حكمو‪ ،‬كىو النجاسة‬
‫(إال من السمك(‪ ()7‬كالبق) كىو كبار البعوض)(‪ ()8‬فإنو من ىذين طاىر‪ ،‬كلو كثر عند أبي طالب‪،‬‬
‫كأبي العباس‪ ،‬خبلؼ المؤيد باهلل‪ ،‬كالناصر في السافح)(‪.()9‬‬
‫(كالبرغوث))(‪)72‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬نجس لآلية‪ ،‬كلخبر عمار‪ )*( .‬كأما دـ الحلم كالوزغ‪ ،‬فقاؿ في البحر‪ :‬إنو نجس؛ ألنو دـ سافح‪،‬‬
‫ذكره أبو طالب‪ ،‬كأصحاب أبي حنيفة لخبر عمار‪ ،‬كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬إنو طاىر؛ ألنو ليس بدـ خالص‬
‫أصلي (صعيترم) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كالنفاس‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينظر لو اجتمع دكف المعفو من الدـ إلى قدره من المعفو من المصل‪ ،‬كإلى قدره من القيح‪ ،‬أك‬
‫اللبن ىل يبقى حكمو حكم المعفو? أك يصير كما لو اجتمع دكف القطرة من الدـ إلى مثلو فبل يعفى‬
‫المختار أف الدـ كأخواه كالجنس ينجس المجمتع من اثنين منهما إذا بلغ قطرة‪ ،‬ال إذا اجتمع دكف‬
‫القطرة من اللبن‪ ،‬كدكف القطرة من أحدىما فظاىره أنهما جنساف (قرز) فطاىر (قرز)‬
‫(‪ )4‬كىو ما تقدمو دـ أك قيح‪.‬‬
‫(‪ )5‬الصديد‪.‬‬
‫(‪ )6‬بل فيو خبلؼ الناصر‪ ،‬كالشافعي‪( .‬ديباج) كالحسن بن صالح‪ ،‬كأبو مضر‪.‬‬
‫(‪ )7‬كلو ابتلعو من نجس الذات‪( .‬عامر)‪ .‬ما لم يخرج على صفتو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬كىو النامس‪.‬‬
‫(‪ )9‬ما زاد على القطرة‪.‬‬
‫(‪ )72‬كىو القمل‪ ،‬ككذا القمل مثلو‪ ،‬ذكره في تعليق الشرفي‪( .‬نجرم) (قرز) (*) البرغوث‪ :‬بضم‬
‫الموحدة‪( .‬قاموس)‪.‬‬

‫(*) من قوؿ اإلماـ عليو السبلـ‪ :‬كالبرغوث‪ .‬قاؿ المحشي‪ :‬كالوجو في طهارة البق كالبرغوث كنحوىا أف‬
‫دمهما اكتسابي ال خلقي‪ ،‬فكل حيواف دمو اكتسابي فهو طاىر‪ ،‬كاالكتسابي ما لم تزؿ الحياة بإزالتو‪،‬‬
‫كالخلقي عكسو‪( .‬قرز) كقواه (الشامي)‪.‬‬

‫(‪)97/7‬‬

‫_____________________________‬
‫( كالبق عند أبي طالب‪ ،‬كأبي العباس‪ .‬كأما الكتاف)(‪()7‬فقاؿ اإلماـ يحيى بن حمزة‪ ،‬كالفقيو يحيى‬
‫البحيبح‪ :‬إنها كالبق‪ ،‬قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إال أف يتعذر االحتراز عنها فطاىر عند الجميع‪.‬‬
‫(كما صلب)(‪ ()0‬على الجرح(‪ ))3‬من الدماء(‪ )4‬فإنو طاىر‪ ،‬كعلل المؤيد باهلل طهارتو بأنو‬
‫استحالة)(‪ ()5‬ال جمود‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬كيعرؼ الجامد)(‪ ()6‬بأف يوضع في ماء حار(‪ ()7‬فبل ينماع‪ ،‬بل يتفتت‪ ،‬فإف‬
‫انماع)(‪ ()8‬فهو نجس‪.‬‬
‫(كما بقى في العركؽ بعد الذبح))(‪)9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬على كزف رماف‪( .‬قاموس)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كلو من نجس الذات بأف يجعل منو جبيره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬ال غيره‪.‬‬
‫(‪ )4‬ال غيرىا‪.‬‬
‫(‪ )5‬عن كونو دما إلى كونو جلدا‪( .‬ىامش ىداية) فيخرج ما صلب على جلد نجس الذات‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬صوابو المستحيل‪.‬‬
‫(‪ )7‬لم يذكر في (الزىور) (حار)‪ ،‬قاؿ شرح البحر‪ :‬ألف الدـ إذا ضربو البرد جمد فبل يحصل إال‬
‫بالحار‪ )*( .‬كفائدة االختبار أنو لو كاف معو ماء قليل كفي بدنو نجاسة‪ ،‬كأراد التوضئ فإنو ينظر فإف‬
‫تفتت توضأ بالماء‪ ،‬كإف انماع غسل بو النجاسة؛ ألنو يجب تقديم غسل النجاسة على على الوضوء‬
‫(إمبلء بن لقماف)‪ )*( .‬ال فرؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬ال فرؽ كإف انماع فهو طاىر‪( .‬سماع) كال ينقض الوضوء؛ إذ ليس بخارج من جراحة كال معدة‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )9‬معفو عنو للحرج‪ ،‬كلم يرد عن السلف غسلو‪.‬‬
‫(*) ينظر في دـ القلب فإنو ليس من العركؽ‪ ،‬فيكوف الدـ الباقي فيو نجس (‪ )7‬كقيل طاىر‪( .‬سماع‬
‫سحولي)‪ ،‬ك(الهبل)‪ ،‬ك(عامر) كفي ركاية (التهامي عن (الدكارم)‪ .‬كىو ظاىر الحديث كىو قولو صلى‬
‫اهلل عليو كآلو‪( :‬إذا انهرت الدـ كفريت األكداج فكل) (‪ )7‬ألنو ليس من العركؽ‪ ،‬بل يبقى لسوء صنعة‬
‫الجازر‪.‬‬
‫(*) أم‪ :‬عركؽ الجسد‪ ،‬كعركؽ المذبح بعد انقطاع الدـ‪( .‬زنين) كقيل‪ :‬إنو طاىر كإف لم ينقطع‪( .‬قرز)‪.‬‬

‫(*) كأما لحم المذبح‪ ،‬فقاؿ المنصور باهلل‪ :‬يطهر بالمسح بالشفرة‪ ،‬كقاؿ السيد علي بن سليماف الرسي‪:‬‬
‫بل يغسل‪ ،‬كقاؿ الفقيهاف يحيى بن حسن البحيبح‪ ،‬كمحمد بن سليماف‪ :‬ال يحتاج غسبل كال مسحا‪.‬‬
‫(بياف)‪.‬‬
‫(‪)98/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( فإنو طاىر أيضا‪ ،‬كإف كثر‪ ،‬يعفى عنو في األكل كالثياب‪ ،‬كخرج علي خليل للمؤيد باهلل أنو نجس‪،‬‬
‫كعن أبي يوسف الحنفي أنو يعفى عنو في األكل دكف الثياب‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كيعفي عن الدـ الذم يبقي في المنحر)؛(‪ ()7‬ألنو لم يرك أف أحدا أكجب غسلو‬
‫(كىذه) األنواع التي ىي القيء‪ ،‬كاللبن‪ ،‬كالدـ‪ ،‬كمالو حكمو (مخففة)(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬المذىب كجوب غسلو (قرز) (*) مراده فيما بقي متصبل باللحم بعد النحر‪ ،‬ال الخارج عن النحر‬
‫فنجس كفاقا‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‪.‬‬
‫(‪ )0‬من غير الميتة في الكل (بياف) (قرز)‪.‬‬
‫(*) (مسألة) ذكر المنصور باهلل‪ ،‬كالقاضي زيد‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح‪ :‬أف القليل من الدـ كالقئ الذم‬
‫انفصل من كثير طاىر‪ ،‬فيؤخذ من ىذا أف المخفف من النجاسة يعفى فيو عما دكف المحكوـ بنجاستو‬
‫عند الخركج من البدف‪ ،‬فيعفى عما دكف القطرة من الدـ‪ ،‬كلو انفصل من قطرة أك أكثر خارجة من‬
‫البدف‪ ،‬ككذا يعفى عن دكف مل ء الفم من القئ كلو انفصل من ملء الفم الخارج من المعدة دفعة‬
‫كاحدة‪ ،‬كيتفرع من ذلك أنو لو تنجس إناء من قطرة دـ‪ ،‬أك مل ء الفم من القئ‪ ،‬ثم انفصل عنو حكم‬
‫بتنجيسو‪ ،‬كال يحكم بتنجيس ما راطبو لعدـ نصاب النجاسة‪ ،‬ككذا لو غرز إبرة في أحدىما ثم أزيلت‬
‫كمسحت فإنو يحكم بأنها متنجسة‪ ،‬كال يحكم بتنجيس ما راطبها‪( .‬مقصد حسن بلفظو) (قرز) (*)‬
‫كعند المؤيد باهلل نجس معفو عنو‪ ،‬كعند الهادم‪ ،‬كالقاسم‪ ،‬كأبي حنيفة‪ :‬طاىر‪ ،‬كفائدة الخبلؼ لو‬
‫التبس ىل قليل أك سافح? فالمذىب الطهارة كالقلة‪ ،‬كعلى الثاني نجس‪( .‬بياف)‬
‫(*) (مسألة) قاؿ اإلماـ يحيى بن حمزة‪ :‬كيعفى عما تعلق بالثياب كاألبداف من تراب الجدراف (‪)7‬‬
‫المتنجسة الجافة ما لم يقع فيو تفريط كرثاثة‪ ،‬ككذا فيما يتعلق باألقداـ كالنعاؿ من تراب الشوارع‬
‫المتنجسة إذا كاف جافا‪ ،‬إذ يشق االحتراز من ذلك كلو‪( .‬بياف)‬

‫لفظ البحر‪( :‬مسألة) كعفي من المغلظة عما يعلق من طين متنجس قدر ال يسترث [يستقذره‪ .‬نخ]‬
‫المتلطخ بو‪ ،‬كعن عبار السرقين‪ ،‬قيل‪ :‬بالقاؼ‪ ،‬كقيل‪ :‬بالجيم‪[ .‬كىو الركث] (‪ )7‬الجدار‪ :‬الحائط‪،‬‬
‫كالجمع‪ :‬جدر‪ ،‬مثل كتاب ككتب‪ ،‬كالجدر لغة في الجدار‪ ،‬كجمعو‪ :‬جدراف‪ ،‬كفي الحديث (اسق أرضك‬
‫حتى يبلغ الماء الجدر)‪( .‬مصباح)‪.‬‬

‫(‪)99/7‬‬
‫_____________________________‬

‫( أم‪ :‬يعفى عنو في القيء عما دكف ملء الفم‪ ،‬كفى اللبن)(‪ ()7‬كالدـ عما دكف القطرة‪ ،‬كلو انفصل من‬
‫دـ كثير)(‪ ()0‬ذكره المنصور باهلل‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح‪.‬‬
‫كذكر السيد يحيى بن الحسين‪ ،‬كركاه عن المهدم أحمد بن الحسين (‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ ، )7‬قاؿ في تعليق (الصعيترم)‪ :‬كلم يجعل اللبن مغلظا كإف كاف من فضلة الطعاـ؛ ألف أصلو دـ‪ ،‬فلو‬
‫قلنا‪ :‬إنو مغلظ كاف حكم الفرع أغلظ من األصل‪( .‬شرح مرغم)‪.‬‬
‫(‪ )0‬ككذلك القئ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬فلو غرز إبرة بين دـ كثير ثم نزعها كبقي فيها دكف قطرة فهي متنجسة حتى تغسل؛ ألننا قد حكمنا‬
‫بنجاستها (سماع) كال ينجس ما ضعت فيو من ماء أك غيره‪( .‬شامي)‪.‬‬

‫(*) (مسألة) إذ كقع دكف قطرة دـ في موضع من البدف أك الثوب‪ ،‬كمثلها في موضع آخر‪ ،‬كمثلها كذلك‬
‫في موضع آخر من أيهما بحث لو اجتمع كاف كثيرا فهو معفو عنو [أم‪ :‬طاىر (قرز)] إال أف يقع ذلك‬
‫البدف أك الثوب في ماء قليل فإنو ينجس لمصيره كالمتصل‪ .‬ذكره في حواشي اإلفادة (بياف) كىذا بناء‬
‫على أف القليل نجس معفو عنو‪ ،‬كأما على القوؿ بأنو طاىر فبل يستقيم؛ ألف الطاىر ال يصير نجسا‬
‫بمبلقاة طاىر مثلو‪ ،‬كلو اجتمع نصف قطرة من دـ‪ ،‬نصف قطرة من لبن آدمي ذكر‪ ،‬ككقع في شيء‬
‫كاحد فإنو نجس على قوؿ المؤيد باهلل (من جواب اإلماـ القاسم بن محمد ) كفي بعض الحواشي‪:‬‬
‫المختار أف الدـ‪ ،‬كالمصل‪ ،‬كالقيح‪ ،‬كالصديد كالجنس ينجس المجتمع من اثنين منهن إذا بلغ قطرة ال‬
‫من اللبن ككاحد منهن فطاىر (قرز) ككذلك إذا كقع دـ قليل (‪ )7‬في موضع‪ ،‬ثم جف‪ ،‬ثم كقع عليو دـ‬
‫قليل‪ ،‬ثم كذلك فإنو ينجس (بياف) (قرز) ما لم يبلغ الجفاؼ حدا االستحالة (قرز)‪ )7( .‬كبلغ المحل‬
‫الذم كقع فيو األكؿ‪ ،‬ال لو يبس كحاؿ بين الثاني كبين المحل فإف المحل ال ينجس ػ كذا ػ (قرز) كلكن‬
‫ال تصح الصبلة في ثوب أك بدف فيو ذلك القدر إذا لم يزؿ أك يقص‪( .‬قرز)‪.‬‬

‫(‪)722/7‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ :‬أنو إذا انفصل من الكثير فنجس (إال من نجس الذات))(‪ ()7‬كىو الكلب‪ ،‬كالخنزير‪ ،‬كالكافر‬
‫(كسبيلي)(‪ ()0‬ما ال يؤكل) فإنو من ىذين مغلظ‪ ،‬حكمو ما تقدـ‪ ،‬كقد قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إنما‬
‫ينجس الخارج من سبيلي ما ال يؤكل لنجاسة المخرج فيلزـ أف لو أستنجت المرأة ثم خرج دكف قطرة‬
‫دـ من فرجها أف يكوف طاىرا‪ ،‬كقد رجع القائل بذلك إلى أنو نجس‪ ،‬كإف استنجت المرأة‪ ،‬كإليو أشار‬
‫في مجموع علي خليل؛ ألف الخارج يختلف حكمو بالمحل‪.‬‬
‫(كفي ماء المكوة‪ ،‬كالجرح الطرم)(‪ )3‬خبلؼ) فقاؿ الشافعي‪ ،‬كاألستاذ‪ ،‬كذكره الحقيني على مذىب‬
‫المؤيد باهلل‪ ،‬كاختاره في االنتصار‪ :‬إنو طاىر)(‪.()4‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬ككذا لو تغير إلى صفرة ال حمرة)(‪ ()5‬فإنو طاىر‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬إذا لم ينتن؛ إذ لو أنتن لكاف نجسا‪ ،‬كال ينقض الوضوء‪ ،‬كأشار في‬
‫الشرح إلى أنو طاىر كإف أنتن‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كأبو إسحق‪ ،‬كعلي خليل‪ :‬إف ماء المكوة‪ ،‬كالجرح الطرم كنحوىما(‪ )6‬نجس‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالميتة‪ ،‬كالجبللة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فلو افتضت المرأة أك جرحت ? فقيل‪ :‬ما يمكن تطهيره حكمو حكم سائر الجسد‪ ،‬كما ال يمكن‬
‫تطهيره فحكمو حكم الخارج من السبيلين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كحذؼ المؤلف ماء المكوة كالجرح الطرم؛ ألف المختار طهارتهما‪ ،‬كما أفاده مفهوـ العدد‪( .‬شرح‬
‫فتح) (*) ككذا الوارمة كالحارصة‪ ،‬كالحرؽ‪( .‬زىور) (قرز) (*) كحقيقة الطرل‪ :‬ما ال يتقدمو نجاسة‪ ،‬أك‬
‫تقدمت ثم غسلت كلم يمض عليو يوـ أك ليلة‪( .‬قرز) ككاف من ظاىر البشرة‪ ،‬ال من أعماؽ البدف‪.‬‬
‫كظاىر األزىار ال فرؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬إذ ليس خارجا من فرج كال معدة‪( .‬بياف)‪ .‬كقياسا على العرؽ‪.‬‬
‫(‪ )5‬فنجس‪( .‬قرز) كينقض الوضوء (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬الحرؽ‪ ،‬كالوارمة‪ ،‬كغيرىما‪.‬‬

‫(‪)727/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كما كره أكلو كره بولو كاألرنب))(‪ ()7‬كمثلها الضب(‪ ،)0‬كالقنفذ(‪.)3‬‬


‫[المتنجس]‬
‫فصل‬
‫(كالمتنجس))(‪ ()4‬كىو الذم عينو طاىرة فطرأ عليها نجاسة فهو (إما متعذر الغسل) كالمائعات من‬
‫سليط‪ ،‬كماء)(‪ ،()5‬كسمن كنحوىا)(‪( ()6‬فرجس)(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كراىة تنزيو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كالضب‪ :‬ىو الركؿ‪ ،‬كمن خصائضها أف لو ذكرين في أصل‪ ،‬كاألنثى أنثيين في موضع كاحد‪ ،‬كأنو‬
‫يعيش سبعمائة سنة‪ ،‬كال يشرب الماء‪ ،‬بل يكتفي بالنسيم‪ ،‬كيبوؿ في أربعين يوما قطرة‪ ،‬كال يسقط لو‬
‫سن‪( .‬موشح)‪.‬‬
‫(‪ )3‬القنفذ‪ :‬حيواف لو شوؾ في جلده غزير [كىو الذم يسمى في ببلد صعدة العنازة]‪ )*( .‬كالوبر‪.‬‬
‫(‪ )4‬فائدة)‪ ،‬قاؿ في كفاية الحنفية‪ :‬إف المتنجس الذم لو أصل في التطهير كالماء كالتراب يقاؿ فيو‪:‬‬
‫نجس بكسر الجيم‪ ،‬كما ليس لو أصل في التطهير كالثوب كالسمن يقاؿ فيو بفتحها‪ ،‬قاؿ‪ :‬كىذه قاعدة‬
‫للفقهاء‪( .‬شرح فتح)‪.‬‬
‫(‪ )5‬يقاؿ‪ :‬ىو يمكن تطهيره بأف يجعل في كثير‪.‬‬
‫(‪ )6‬كلو لحما طبخ بنجس‪ )*( .‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا كقعت الفارة في السمن فإف كاف‬
‫جامدا فألقوىا كما حولها‪ ،‬كإف كاف مائعا فبل تقربوه) أخرجو أبو داكد‪ .‬كعن سمرة أف رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم سئل عن فارة كقعت في سمن ? فقاؿ‪( :‬ألقوىا كما حولها ككلوا سمنكم) أخرجو‬
‫البخارم‪.‬‬
‫(‪ )7‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬فعلى ىذا ال يجوز مباشرة النجاسة الرطبة باليد كال بالرجل‪ ،‬كالمسير عليها إال‬
‫عند العذر‪ ،‬كال يشترط في العذر خشية التلف‪ ،‬كال الضرر إذا دعت الحاجة إلى ذلك‪ ،‬كأف يخشي تلف‬
‫الراحلة من الظمأ‪ ،‬كما أنو يجوز لو مباشرة النجاسة بيده عند االستنجاء للعذر‪ ،‬كلم يجب عليو استعماؿ‬
‫خرقة أك نحوىا على يده‪( .‬حاشية تذكرة) (قرز)‪.‬‬

‫كفي (البرىاف)‪ :‬يجوز مباشرة السرجين [كىو الركث] لتطيين الجدراف‪.‬‬

‫(‪)720/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( حكمو حكم نجس العين)(‪ ()7‬في تحريم االنتفاع بو كبيعو‪ ،‬كما سيأتي في باب األطعمة‪ ،‬لكن‬
‫يراؽ)(‪.()0‬‬
‫كعن المنصور باهلل‪ ،‬كأبي مضر‪ :‬أف غسلو ممكن بأف يترؾ في إناء‪ ،‬كيضرب بالماء)(‪ ،()3‬ثم يسكن‪،‬‬
‫كيثقب أسفلو حتى يخرج الماء‪ ،‬أك أعبله ليخرج السمن‪ ،‬ثم كذلك ثانية‪ ،‬كثالثة‪ ،‬فيطهر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فحكمها حكم منجسها في التغليظ كالتخفيف‪( .‬ذكره اإلماـ في الزنين) ك(الفقيو يوسف)‪( .‬شرح‬
‫فتح)‪ .‬إال في ثبلثة مواضع فليس حكمو حكم نجس العين ػ األكؿ‪ :‬أنو ال يجب استعماؿ الحاد المعتاد‬
‫فيما ينجس بو‪ ،‬بخبلؼ نجس العين‪ .‬الثاني‪ :‬اآلنية إذا تنجست فإنو يتحرل بخبلؼ نجس العين‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬لو سقيت بو أرض رخوة طهرت بالجفاؼ [صوابو بالنضوب] بخبلؼ نجس العين فبل يطهر إال‬
‫إف سيح عليها ماء طاىر [أك متنجس]‪ .‬كسيأتي في أثناء الكتاب‪ .‬الرابع‪ :‬اجتماع المياه القليلة‬
‫المتنجسة فإنو ليس حكمو حكم العين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬ندبا‪ ،‬كقيل كجوبا‪( .‬قرز)‪ .‬مع التغرير كالتلبيس (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬إذا كاف مما يعلو على الماء كالسمن‪ ،‬كالسليط‪ )*( .‬بالماء الحار‪ ،‬ال الماء البارد فإنو يجمد‬
‫السمن‪( .‬صعيترم)‪ .‬كال بد أف يكوف الماء الذم يصب عليو أكثر منو‪ ،‬كىذا فيما يعلو على الماء‬
‫كالسمن كالسليط‪ ،‬كأما مثل الماء كالخل فبل يمكن انفصالو‪.‬‬

‫(‪)723/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كإما ممكنو) أم‪ :‬ممكن الغسل من غير مشقة‪ ،‬كالثياب كنحوىا (فتطهير) نجاستو )الخفية))(‪ ()7‬كىي‬
‫التي ال يرل لها عين)(‪ ()0‬بالغسل (بالماء) ال بغيره‪ ،‬كإف عمل عملو كالخل‪ ،‬كماء الورد‪ ،‬خبلؼ أبي‬
‫حنيفة‪.‬‬
‫كال بد من غسلو (ثبلثا))(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) قاؿ المنصور باهلل‪ :‬إذا غسل بعض العضو المتنجس فتغير الماء لم يمنع من غسل باقي‬
‫العضو بذلك الماء [كالماء باؽ لم ينفصل‪( .‬قرز)]؛ إذ لو منع لم تستقر طهارة أصبل‪ ،‬قاؿ أيضا‪ :‬كمن‬
‫غسل المحل المتنجس بيديو طهرت يداه بطهارة المحل‪( .‬بياف) المراد باطنهما‪ ،‬كأما ظاىرىما فبل‪ ،‬إال‬
‫إذا كاف الماء جاريا كلم ينقطع‪ ،‬أك اليد منغمسة في الماء فقط‪ ،‬كإال لم يطهر إال الباطن كذا (قرز) (من‬
‫(ىامش البياف)‪.‬‬
‫(‪ )0‬صوابو أثر‪( .‬شرح فتح)‪ .‬لتعم العين‪ ،‬كالريح‪ ،‬كالطعم‪( .‬قرز)‬
‫(‪ ، )3‬قاؿ في )(شرح األثمار)(‪ :‬ما أنتضح من األكلى كالثانية غسل ثبلثا‪ ،‬ال في الثالثة فطاىر‪ ،‬كال فرؽ‬
‫بين أكؿ الغسبلت كآخرىا‪ .‬كفي (بياف معوضو)‪ :‬ما انتضح من أكؿ األكلى غسل ثبلثا‪ ،‬كإف كاف من‬
‫آخرىا غسل مرتين كإف كاف من أكؿ الغسلة الثانية غسل مرتين‪ ،‬كإف كاف من آخرىا غسل مرة‪ ،‬كإف كاف‬
‫من أكؿ الغسلة الثالثة غسل مرة‪ ،‬ال إف كاف من آخرىا فطاىر‪.‬‬

‫(*) كذىب المنصور باهلل‪ ،‬كالشافعي إلى أف الطهارة تحصل بغسلة كاحدة؛ ألف النبي صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم إنما أمر بالغسل مرة كاحدة‪ ،‬كما في حديثي أسماء كخولو في دـ الحيض كسيأتياف كنحوىما‪ ،‬إذ‬
‫لم يفد في أنها تعدد‪ ،‬كلحديث بن عمر (كانت الصبلة خمسين‪ ،‬كغسل الجنابة كالبوؿ تسع مرات‪،‬‬
‫فلم يزؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم يسأؿ حتى جعلت الصبلة خمسا‪ ،‬كالغسل من الجنابة مرة) ركاه أبو‬
‫داكد كلم يضعفو‪ ،‬فكاف عنده صالحا لبلحتجاج‪( .‬شرح أثمار)‪.‬‬

‫(‪)724/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( عند المؤيد باهلل‪ ،‬كأبي العباس (‪ ،)7‬يتخللها العصر)(‪ ()0‬في الثياب‪ ،‬كالدلك)(‪ ()3‬في غيرىا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لخبر االستيقاظ‪.‬‬
‫(‪ ، )0‬قاؿ في الزنين‪ :‬أك ما يجرل مجرل العصر‪ ،‬كالوىز في الثياب على الصلب‪ ،‬كنحو ذلك‪( .‬قرز)‬
‫كىذا في النجاسة اليابسة‪ ،‬كأما الرطبة فإنها تطهر [قول] بالصب انفاقا‪ ،‬ذكره (القاضي شرؼ الدين)‪.‬‬
‫(صعيترم)‪ .‬كالثبلث كردت على خبلؼ القياس؛ إذ ال تطهر بالمحل‪ ،‬قاؿ المؤيد باهلل في الزيادات؛ ألف‬
‫كل غسلة بنجس مما بقي من ماء الغسلة األكلى‪ ،‬لكن قصر الشرع على الثبلث للضركرة‪( .‬غيث) (*)‬
‫ككيفية العصر أف يبل الثوب كنحوه حتى يدخل الماء جميع أجزائو‪ ،‬ثم يعصر حتى يزكؿ منو أكثر شربو‬
‫على كجو لو أف بو درنا أك نيبل لخرج مع الماء منو شيء يتميز للناظر من غير كلفة‪( .‬شرح بحر) (قرز)‬
‫(*) كأما العصرة الثالثة ما داـ في المحل لم يطهر المحل حتى ييبس‪ ،‬أك يعصر منو الماء‪( .‬تعليق الفقيو‬
‫حسن)‪ .‬كفي (السلوؾ) ما لفظو‪ :‬كالعصر ال يجب في الغسلة الثالثة‪ ،‬كىو ظاىر قوؿ العلماء‪ ،‬خبلؼ‬
‫بعض أصحاب الشافعي‪ ،‬كبعضهم‪ ،‬قاؿ يجب‪ ،‬قلت‪ :‬كيأتي كبلمو في الدلك؛ إذ ال فرؽ‪ .‬كمقتضى‬
‫قولهم‪ :‬يتخللها العصر مثبل عن األكثر؛ إذ التخلل إنما يكوف بين شيئين‪ ،‬كال شيء بعد الثالثة‪ ،‬كقد‬
‫حكى بعض العلماء المعاصرين أف الثوب مثبل قبل العصر في الثالثة طاىر؛ ألنهم قد حكموا بطهارة‬
‫النازؿ من العصرة الثالثة‪ ،‬كال تصح الصبلة إال بعد عصره‪ ،‬فلو جفف قبل العصر لم تصح الصبلة فيو‪،‬‬
‫إال بغمسو بين الماء كعصره‪ .‬قلت‪ :‬كىذا غريب؛ ألنو مهما حكم بطهارة الثوب صحت الصبلة فيو‪،‬‬
‫حيث ال مانع غير الطهارة‪( .‬ىامش تكميل) (*) كلو داخل الماء‪( .‬دكارم) (قرز) كيجب في الثالثة‪،‬‬
‫كىو ظاىر (البياف)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬أك المصاكة في الفم كال يحتاج إلى الدلك‪ ،‬ككذا الكوز كنحوه الذم ال يمكن دلك باطنو‪ ،‬فيكفي‬
‫فيو المصاكة للضركرة‪( .‬شرح فتح) كيكوف ثبلثا‪( .‬قرز)‬

‫(‪)725/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كعند أبي طالب ػ قاؿ في شرح اإلبانة‪ ،‬كمعو الناصر‪ ،‬كزيد بن علي‪ :‬أف االعتبار بغلبة الظن(‪ ،)7‬كلم‬
‫يحده بحد‪ ،‬فلو غسل اثنتين(‪ )0‬فظن الطهارة كفتاه عند أبي طالب‪ ،‬ال عند المؤيد باهلل‪ ،‬بخبلؼ ما لو‬
‫ظن النجاسة‪ ،‬أك لم يحصل لو ظن الطهارة كجبت الثالثة‪ ،‬كلو غسل الثالثة كظن أف النجاسة باقية كجبت‬
‫الرابعة عند أبي طالب‪ .‬كعند المؤيد باهلل‪ ،‬كأبي العباس‪ :‬أنو ال حكم للظن)(‪ ()3‬بعد الثالثة‪ .‬فأما لو ظن‬
‫الطهارة‪ ،‬أك لم يحصل لو ظن بأم األمرين لم تجب الرابعة اتفاقا بينهم)(‪.()4‬‬
‫)كلو) كاف المتنجس )صقيبل) كالعين‪ ()5()،‬كالسيف‪ ،‬كالمرآة فبل بد من غسلو بالماء ثبلثا عند المؤيد‬
‫باهلل‪ .‬كعند الحنفية أنو يطهر بالمسح بخشن)(‪ ()6‬طاىر إف لم يبق للنجاسة عين‪ ،‬كمسحها رطبة‪،‬‬
‫كقيل‪ :‬جافة(‪ ،)7‬كتابعهم أبو طالب)(‪ ()8‬في ذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يقاؿ‪ :‬إف كبلـ السيدين ىنا مناقض لما سيأتي لهما‪ ،‬أك متعاكس من حيث أف أبا طالب اعتبر‬
‫الظن ىنا‪ ،‬كالعلم ىناؾ؛ ألنو يقاؿ‪ :‬إنو ىنا تيقن الفعل‪ ،‬كإنما االختبلؼ في القدر المزيل‪ ،‬كما يأتي في‬
‫نفس حصوؿ الفعل‪ ،‬كإف كاف في (الغيث) قد استشكل ذلك‪ ،‬بل ربما جعلو قادحا على أبي طالب‬
‫(شرح فتح) كما حققو في (الوابل)‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك كاحدة‪ .‬ذكره الفقيو يوسف‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلو ظن النجاسة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬بل ال بد من الظن عند أبي طالب‪.‬‬
‫(‪ )5‬الجارحة‪( .‬قرز)‪ .‬أك عين الذىب كنحوه‪ .‬كىو محتمل‪( .‬كواكب معنى)‪ ،‬قاؿ في (الرياض)‪ :‬كال‬
‫يجب غسل الجارحة‪.‬‬
‫(‪ )6‬كالمراد بالخشن ما يقبل النجاسة‪ ،‬فبل يمسح الصقيل بصقيل‪ ،‬كيتفقوف في نجاسة الممسوح بو مع‬
‫الرطوبة‪.‬‬
‫(‪ )7‬قوم على أصلهم‪.‬‬
‫(‪ )8‬كالمنصور باهلل‪.‬‬

‫(‪)726/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفي متابعتو إياىم في ذلك نظر؛)(‪ ()7‬ألف كبلمهم مبني على أف الحت مطهر‪،‬‬
‫كأنو يعفى عن قدر الدرىم)(‪ ،()0‬كأبو طالب يخالفهم في ىذين األصلين‪.‬‬
‫)ك) تطهر النجاسة )المرئية))(‪ ()3‬بالماء أيضا (حتى تزكؿ) عينها (كاثنتين) من الغسبلت (بعدىا)(‪)4‬‬
‫أم‪ :‬بعد زكاؿ العين (أك بعد استعماؿ الحاد المعتاد))(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ال نظر؛ ألنو تابعهم لقياـ االدلة ال لموافقتهم في أصولهم‪ .‬كىو أنو قد كرد في الحديث ما معناه أف‬
‫األشياء الصقيلة تطهر بالمسح‪( .‬صعيترم)‪.‬‬
‫(‪ ، )0‬قاؿ أبو مضر‪ :‬كالدرىم البغلى ىو مثل ظفر اإلبهاـ‪ ،‬كقاؿ الفقيو محمد بن يحيى‪ :‬إنو الذم يكوف‬
‫في يد البغل كنحوه‪ ،‬كمثلو ذكر الفقيو عبد اهلل بن زيد‪ ،‬كيعتبر بقدره في المساحة من المايع‪ ،‬كمن‬
‫الجامد بالوزف‪( .‬بياف)*) البغلى من النجاسة‪( .‬بياف)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كصوابو المدركة؛ ليعم الريح كالطعم‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ذكره أبو العباس‪،‬كقاؿ‪ :‬إنها تجب الزيادة بعد زكاؿ العين‪.‬‬
‫(‪ )5‬المراد بالمعتاد ما يعتاد في الناحية‪ ،‬كىي الميل فبل يجب على أىل البادية إال استعماؿ الطين‬
‫(نجرم) ك(قرز)‪ .‬كقيل‪ :‬المراد بالمعتاد في زكاؿ تلك النجاسة مما يزيلها‪ ،‬كيطلب في الميل‪ ،‬فإف لم‬
‫يجد صلى عاريا(‪ )7‬كما يأتي في (البياف في باب القضاء)‪ )7( .‬حيث لم يجد غيره طاىرا‪ ،‬كال خشي‬
‫ضررا‪ ،‬كإال صلى بو‪ ،‬كعليو األزىار في قولو‪" :‬فإف خشي ضررا‪ ،‬أك تعذر االحتراز" الخ (قرز)‪)*( .‬‬
‫قلت‪ :‬كلعل المراد بالمعتاد ما زالت بو النجاسة مع كجوده في الناحية‪ ،‬فإف كجد الصابوف مثبل فيالبادية‬
‫كجب استعاملو‪ ،‬كإف كانوا يعتادكف الطين‪.‬‬

‫(*) إال أف يغلب على ظنو أف الحاد ال يزيلها فإنو حينئذ ال يتعبد باستعمالو؛ ألنتفاء التأثير المعلوـ من‬
‫طريق العادة‪ ،‬كىو مفهوـ قولو في (التذكرة) في باب القضاء‪ ،‬حيث قالوا‪ :‬الستحكاـ النجاسة‪( .‬شرح‬
‫محيرسي)‪ .‬كظاىر األزىار خبلفو‪ ،‬كلفظ (البياف في آخر باب القضاء للصبلة)‪ :‬كأما مع تمكنو فإذا‬
‫استعمل الحاد من بعد كزاؿ األثر كجب القضاء‪ ،‬كإف لم يزؿ ػ فإف كاف بقاؤه لصبلبتو من أصلو ػ فبل‬
‫قضاء عليو‪ ،‬ذكره المؤيد باهلل‪( .‬بياف)‪.‬‬
‫(*) كالمعتاد‪ :‬الصابوف‪ ،‬كاألشناف‪ ،‬كاألذخر‪ ،‬كالسدر‪ ،‬كغير ذلك‪( .‬بستاف)‪.‬‬
‫(*) كيجب ثبلثا‪( .‬صعيترم) كعن (تي ) مرة‪( .‬قرز)‪.‬‬

‫(‪)727/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( إذا لم تزؿ العين بالماء‪ ،‬كبقي لها أثر فإنو يجب إببلء العذر بالحواد المعتادة‪ ،‬كالزرنيخ‪ ،‬كالصابوف‪،‬‬
‫كنحوىما)(‪ ،()7‬ال القوالع الخواص)(‪ ،()0‬كال استصحابها في السفر)(‪ ،()3‬كال استعمالها إذا بقى من‬
‫العين قدر ما يعفى عنو كدكف القطرة من الدـ‪ ،‬كلو بقيت من كثير‪.‬‬
‫كعند الناصر‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬أنو ال يجب استعماؿ الحواد رأسا)(‪.()4‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن يحيى‪ :‬كمن أكجب استعمالها لم يوجبو)(‪ ()5‬إال في آثار النجس كالدـ‪ ،‬ال لو‬
‫تنجس الثوب بدىن متنجس كبقى لو أثر‪ ،‬فبل يجب استعماؿ الحاد لو اتفاقا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يتجدد عليو الوجوب بعد أف فعل المعتاد كلو غسل بالطين كىو من أىل البوادم ثم كجد‬
‫الصابوف فبل يجب عليو إعادة الغسل ألنو قد سقط استعمالو باستعماؿ األكؿ كاستحسنو شيخنا‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫كإذا لم يجد حادا فبل حكم للغسل كيصلي عاريا‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (*) كالريق‪ ،‬كالتراب‪ ،‬كالنورة‪.‬‬
‫(‪ )0‬القوالع الخواص مثل الكافور‪ ،‬يرد الشيء إلى أصلو‪ ،‬كىو ال يوجد إال مع الملوؾ كاألغنياء‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال في الحضر‪( .‬قرز)‪ .‬قيل‪ :‬إجماعا‪( .‬بستاف)‪.‬‬
‫(‪ )4‬لخبر أسماء بنت عميس حين سألت النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم في غسل المرأة في الحيض‬
‫الذم يكوف في الثوب‪ ،‬فقاؿ لها‪( :‬حتيو‪ ،‬ثم اقرصيو‪ ،‬ثم أغسليو‪ ،‬ثم ال يضرؾ أثره) كالحت‪ :‬الفرؾ‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬ىذا الحديث مخصص بقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم في المني‪( :‬أمطو باذخره)‪ .‬كالفرص‪ :‬قطعة‬
‫صوؼ يدلك بها الشيء‪ ،‬ثم أمرىا ثالثا بالغسل بالماء‪ ،‬كىو ثبلث دفعات؛ ألف المعنى حتبو‪ ،‬ثم‬
‫أفرصيو‪ ،‬ثم اغسليو‪.‬‬
‫(‪ )5‬كىذا مشكل على أصل الهدكية؛ إذ حكم المتنجس حكم ما تنجس بو في التغليظ كالتخفيف‪ ،‬كإف‬
‫كاف قد رجح ىذا في البحر‪ ،‬فيقاؿ‪ :‬غالبا‪( .‬ذريعة)‬

‫(‪)728/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم ذكرنا كيفية تطهير ما يمكن تطهيره مع حرج كمشقة بقولنا‪( :‬كأما شاقو))(‪ ()7‬أم‪:‬‬
‫شاؽ الغسل‪ ،‬كىو أنواع (فالبهائم كنحوىا))(‪ ()0‬من الطيور كغيرىا)(‪( ()3‬كاألطفاؿ))(‪ ()4‬من اآلدميين‬
‫الذين لم يبلغوا التحرز من القذرات إذا باشرتها نجاسة)(‪ ()5‬فإنها تطهر (بالجفاؼ))(‪ ()6‬سواء كانت‬
‫النجاسة مغلظة أـ مخففة‪ ،‬من دـ أك غيره‪ ،‬كما في المولودات (ما لم تبق عين)(‪ ()7‬فإنها ال تعفى ما‬
‫دامت مرئية‪ ،‬كلو يبست (كاألفواه))(‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما الكتب كالمصاحف فإنها تطهر بالجفاؼ‪ .‬كإف كانت في الحقيقة داخلة في المتعذر‪ ،‬ذكره‬
‫المنصور باهلل القاسم بن محمد عليو السبلـ‪ .‬كقيل‪ :‬إنها من المتعذر‪ .‬اىػ كلكن لو االنتفاع بها كالثوب‬
‫المتنجس‪ ،‬فبل تصح صبلة الحامل المصحف المتنجس‪( .‬قرز) كإذا باشر المصحف المتنجس مترطب‬
‫ثوب أك غيره كجب غسل ما ترطب بو‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬سميت بهائم الستبهامها في الكبلـ‪ ،‬يقاؿ‪ :‬استبهم الشيء إذا استغلق‪ ،‬كقاؿ األزىرل‪ :‬البهيمة في‬
‫اللغة‪ :‬المبهمة عن العقل‪( .‬مستعذب)‬
‫(‪ )3‬كالحرشات كالسباع غير نجس الذات‪.‬‬
‫(‪ )4‬المسلمين‪ )*( .‬كحكم المجنوف األصلي كالطارئ حكم الطفل في طهارتو بالجفاؼ‪ ،‬كذكر‬
‫المجنوف الطارل كاألصلي في (شرح الفتح) (*) كحد الطفولة إلى التمييز‪( .‬نجرم)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كلو من غيرىم‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬كركل إمامنا عن جده المهدم عليو السبلـ أف ثياب االطفاؿ حكمها حكهم‪ ،‬كأمرني بوضعو في‬
‫شرحو‪ .‬كالمختار أنها ليست كذلك‪ ،‬كالفرؽ بينهما أف غسل الصبي الضرر عليو في ذلك‪ ،‬بخبلؼ ثيابو‬
‫فالمشقة علينا‪( .‬تهامي) كىبل) (*) كلو بحت‪ ،‬أك تجفيف‪ ،‬كيكوف ىذا خاصا‪(.‬نجرم) (قرز)‬
‫(‪ )7‬أك ريح‪ ،‬أك لوف‪ ،‬أك طعم‪( .‬بستاف) فإف بقت فبل بد من زكالها بالماء‪ ،‬أك بالحت‪ ،‬كىو خاص في‬
‫ىذا ا (حاشية سحولي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )8‬مسألة) كإذا طهر الفم بعد القئ عفي عما كراءه من الحلق‪ ،‬فبل ينجس الفم بخركج النخامة من‬
‫بعد‪ ،‬ككذا فيمن رعف ثم غسل أنفو‪ ،‬ثم تزؿ منو المخاط من داخل أنفو فبل حكم لو‪( .‬بياف لفظا)‬
‫(قرز)‪ .‬ألف داخل الحلق ال يحكم بنجاستو‪ ،‬كلو قبل طهارة الفم (قرز)‪.‬‬
‫(*) ال بالماء فبل بد من ثبلث (قرز)‪ )*( .‬كلو من مكلف (قرز)‬

‫(‪)729/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( من الهرة(‪ )7‬كغيرىا(‪ )0‬فإنها تطهر عندنا (بالريق ليلة)(‪ )3‬ذكره المؤيد باهلل‪.‬‬
‫كقاؿ أبو مضر‪ ،‬كعلي خليل‪ :‬كيوـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أما لو شربت الهرة ماء لم يطهر فمها إال بالريق؛ ألنها ال تناكؿ الماء إال بطرؼ لسانها‪ ،‬بخبلؼ‬
‫غيرىا فالماء مطهر في حقو‪ ،‬ك(قرز) أنو ال يكفي جرل الماء في الهرة كغيرىا‪ ،‬بل ال بد من الريق‪ ،‬أك‬
‫الدلك مع الماء ثبلثا (قرز)‪.‬‬
‫(*) كاألصل فيو أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أصغى لهرة إناء‪ ،‬ثم شربت منو ثم توضأ‪ ،‬ثم قاؿ‪:‬‬
‫(إنها من الطوافين عليكم كالطوافات) فعند المؤيد باهلل أنو نص في فم الهرة كغيرىا‪ ،‬كعند أبي طالب‬
‫أنو نص في الهرة‪ ،‬فقيس عليو سائر األفواه‪( .‬كواكب معنى) (قرز)‬
‫(‪ )0‬من غير نجس الذات‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )3‬كيجوز ابتبلع الريق الذم طهر عنده المحل‪ ،‬كلعلو ال يفطر إذا كاف صائما‪ ،‬كقيل‪ :‬يكوف طاىرا غير‬
‫مطهر‪[ .‬يعني‪ :‬أنو لو تركو في جانب فيو ثم تنجس فوه مرة أخرل لم يطهره بإجراء ىذا الريق (قرز)‪.‬‬
‫(*) (يقاؿ‪ ):‬إذا خرج من الفم ما ينقض الوضوء‪ ،‬كطهر بالريق‪ ،‬فبل بد من تقديم غسلو على الوضوء‬
‫على قوؿ أبي طالب‪ ،‬أك ال يحتاج إلى غسل ? كىل يكتفي بالظن في طهارتو أك ال ? قاؿ عليو السبلـ‪:‬‬
‫األقرب أنو ال يحتاج إلى غسل أصبل‪ ،‬قاؿ‪ :‬كاألقرب أنو يكفي الظن في طهارتو بالريق‪( .‬قرز) كيكفي‬
‫مرة كاحدة‪( .‬قرز) (*) أك يوـ‪ ،‬ذكره المؤيد باهلل‪( .‬بياف) (قرز)‬

‫(‪)772/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كال تأثير للمدة في التحقيق‪ ،‬كإنما ىي طريق إلى حصوؿ الريق؛ فلو علم جريو‬
‫في الفم(‪ )7‬في كقت يسير كفى؛ لكنو ال يحصل(‪ )0‬ظن مقارب للعلم في دكف الليلة‪ ،‬كال حاجة إلى‬
‫أكثر؛ إذ من البعيد أف يمضى عليها ليلة ال تبل فمها من الريق ببلؿ(‪.)3‬‬
‫(كاألجواؼ) مما يؤكل لحمو إذا خالطتها نجاسة كالجبلالت(‪ )4‬طهرت (باالستحالة)(‪ )5‬التامة‪ ،‬كىي‬
‫تغير اللوف كالريح كالطعم إلى غير ما كانت عليو (كاآلبار)(‪ )6‬إذا كقعت فيها نجاسة طهرت‬
‫(بالنضوب)(‪ )7‬حتى لم يبق للنجاسة جرـ(‪ )8‬كال عين‪ ،‬فإذا نضبت كذلك طهرت حكما‪ ،‬على ظاىر‬
‫كبلـ اللمع‪ ،‬كذكره الفقيهاف محمد بن سليماف‪ ،‬كيحيى بن حسن البحيبح‪ ،‬فيتيمم من ترابها(‪،)9‬‬
‫كيصلي عليها(‪.)72‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مرة كاحدة (قرز) كقيل‪ :‬ثبلثا‪.‬‬
‫(‪ )0‬يقاؿ‪ :‬إف الظن إنما يعتبر في كيفية التطهير ال في نفس المطهر فبل بد من العلم (تي)‪ .‬كفي‬
‫التكميل‪ :‬كاكتفي بالظن لتعذر العلم (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال يكفي الببلؿ‪ ،‬بل ال بد من ابتبلعو‪ ،‬كقد شكل على ىذه اللفظة‪ .‬الظاىر أف ابتبلع الريق أك‬
‫إلقائو غير شرط في طهارة الفم‪ ،‬بل يكفي حصوؿ الريق‪ ،‬كيكوف طاىرا غير مطهر‪( .‬مفتي) (*) بكسر‬
‫الباء‪( .‬مفتي)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ىنا لطهارتها في نفسها‪ ،‬كفيما تقدـ للخارج منها‪.‬‬
‫(‪ )5‬كتعرؼ بغالب الظن‪ .‬ر ل (قرز)‬
‫(‪ )6‬سواء كانت رخوة أك صلبة على ظاىر الكتاب‪( .‬قرز) لكن ال يطهر الطين إال بالجفاؼ‪ ،‬كال يشترط‬
‫الجفاؼ بطهارة ما يلفي من الماء بعد النضوب‪ ،‬كىكذا سائر المناىل‪ ،‬ككذلك الغدراف إذا تنجس ماؤىا‬
‫ثم نضب أك نزح فالمختار أف طهارتها حكمي‪ ،‬فبل يشترط الجفاؼ‪ )*( .‬ضركرة(‪ )7‬ال قياسا‪ ،‬ككذا‬
‫البرؾ كالحفر‪( .‬بياف) (قرز) (‪ )7‬المراد بالضركرة الحكم‪.‬‬
‫(‪ )7‬للواقع كالنابع‪ ،‬كإال فبل بد من الجفاؼ‪.‬‬
‫(‪ )8‬الجرـ كالعظم‪ ،‬كالعين كالدـ‪ ،‬الجرـ كالعين بمعنى كاحد‪.‬‬
‫(‪ )9‬بعد الجفاؼ (قرز)‬
‫(‪ )72‬بعد النضوب‪( .‬قرز)‬

‫(‪)777/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الفقيو محمد بن يحيى‪ :‬إنما طهرت قياسا(‪ )7‬فبل يصح التيمم من ترابها‪ ،‬كال الصبلة عليو؛ ألنو‬
‫مجاكر ثاف(‪ ،)0‬كعليو دؿ كبلـ علي خليل؛ ألنو جعل التراب مجاكرا ثانيا‪.‬‬
‫(ك) تطهر اآلبار(‪ )3‬أيضا (بنزح)(‪ )4‬الماء (الكثير) كسيأتي الخبلؼ في حده في باب المياه(‪( )5‬حتى‬
‫يزكؿ تغيره(‪ )6‬إف كاف) التغير حاصبل فيو (كإال) يكن التغير حاصبل فيو (فطاىر(‪ ()7‬كما ىو حكم الماء‬
‫الكثير إذا لم يتغير بالنجاسة؛ إذ ال فرؽ بين أف يكوف في البئر أك غيرىا (في األصح) من مذىبنا‪ ،‬كىو‬
‫قوؿ الهادم‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬إنو ينجس جميعو إذا كاف النجس مائعا(‪ ،)8‬أك جامدا يتفسخ‪ ،‬أك يرسب‬
‫لثقلو(‪ )9‬كاآلدمي‪ ،‬كإف لم يكن النجس كذلك نزح بقدره‪ ،‬فللفأرة(‪ )72‬كالعصفور كما لم يبلغ حد‬
‫الحمامة عشركف ثبلثوف دلوا‪ .‬كللحمامة(‪ )77‬كنحوىا‪ ،‬كما لم يبلغ حد الجدم(‪ )70‬أربعوف خمسوف‬
‫ستوف دلوا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬على المجاكرين‪[ .‬فالماء مجاكر أكؿ‪ ،‬كالتراب مجاكر ثاف نجس عند لقائو‪ ،‬كالماء النابع مجاكر‬
‫ثالث‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالماء مجاكر أكؿ‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬ماؤىا‪.‬‬
‫(‪ )4‬ال فائدة لذكر النزح على قوؿ الهدكية‪ ،‬كالمعتبر زكاؿ التغير‪ ،‬سواء حصل بنزح أـ ال‪ ،‬كإنما يشترط‬
‫النزح على قوؿ الحنفية فقط كما ذلك ظاىر‪ ،‬كقد حذفو في األثمار؛ كألف حكم اآلبار حكم ما سيأتي‬
‫إف شاء اهلل تعالى في باب المياه‪.‬‬
‫(‪ )5‬في شرح قولو‪" :‬ىو ما ظن استعمالها" الخ‬
‫(‪ )6‬الباقي كثير(‪( .)7‬قرز) كعن (حثيث) كلو قليبل كىو ظاىر األزىار‪ )7( .‬أك ملتبس [بعد النزح كقد‬
‫كاف كثيرا] كإال نزح إلى القرار‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬إال المجاكرين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬كيتفقوف في األنهار كالبرؾ الوسيعة‪ ،‬كإنما الخبلؼ في البئر كنحوىا مما ضاؽ‪.‬‬
‫(‪ )9‬أك لضيقها‪( .‬بياف)‪.‬‬
‫(‪ )72‬كالثنتين‪ ،‬ال الثبلث فكالدجاجة (كواكب)‪.‬‬
‫(‪ )77‬كالثنتين‪.‬‬
‫(‪ )70‬كإذا بلغ حد الجدم فنجس عندىم‪( .‬زىور)‪.‬‬

‫(‪)770/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬على قدر صغر النجاسة ككبرىا‪ ،‬كذكره أبو جعفر بحرؼ التخيير‪ .‬قاؿ‬
‫أبو جعفر‪ :‬الدلو عشرة أرطاؿ(‪.)7‬‬
‫كقاؿ بعض المتأخرين(‪ :)0‬كل بئر بدلوىا(‪ ،)3‬كىذا النزح أنما يكوف بعد إخراج(‪ )4‬النجاسة‪.‬‬
‫(كالقليل) من الماء في البئر إذا كقعت فيو النجاسة نزح (إلى القرار)(‪ )5‬من البئر بالدالء‪ .‬قاؿ أبو‬
‫مضر‪ :‬ثم بالقصاع(‪ )6‬حتى يبلغ القرار‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالرطل اثنا عشر أكقية‪ ،‬كاألكقية عشر قفاؿ‪ ،‬كالقفلة اثنتاف كأربعوف شعيرة من المتوسط‪( .‬صعيترم)‬
‫كىذا ىو الرطل العراقي‪.‬‬
‫(‪ )0‬الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألف ذلك عندىم إنما تعبد بالمتوسط في الدالء‪( .‬كواكب)‪.‬‬
‫(‪ )4‬التذىيب على أصل الحنفية (سماع شيخ)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كيعفى عما بقي من الماء فبل يجب التجفيف بخرقة كنحوىا‪( .‬صعيترم) كقيل يجب كىو المختار‪.‬‬
‫(قرز) كيؤيده قولو‪" :‬كاآلبار بالنضوب"‪.‬‬
‫(‪ )6‬حيث احتيج إليها‪ ،‬ثم ينشف بخرقة‪ ،‬كقيل‪ :‬ال يجب التنشيف لما بقي‪( .‬صعيترم)‪.‬‬

‫(‪)773/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬تكفى الدالء من أعلى البئر‪ ،‬كيعفى عن الباقي(‪ ،)7‬فإف كاف قد تغير كجب تكرار‬
‫النزح بالدالء‪ ،‬ثم بالقصاع حتى يزكؿ التغير (كالملتبس)(‪ )0‬من ماء البئر أقليل ىو أـ كثير إذا كقعت‬
‫فيو النجاسة نزح (إليو)(‪ )3‬أم‪ :‬إلى القرار كما في القليل (أك إلى أف يغلب(‪ )4‬الماء النازح)(‪)5‬‬
‫كالمراد بالغلبة أف يكوف ىناؾ عين نابعة‪ ،‬فبل بد من بلوغ القرار أك الغلبة (مع زكاؿ التغير فيهما)(‪)6‬‬
‫أم‪ :‬في القليل كالملتبس (فتطهر الجوانب الداخلة)(‪ )7‬من البئر بعد النزح المذكور (كما صاؾ الماء)‬
‫(‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فبل ينجس ما ينبع‪.‬‬
‫(‪ )0‬أصلي ال طارئ فيرجع إلى أصلو كىو الكثرة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬مع زكاؿ التغير فيها‪ ،‬فلو نزح إليو كبقي ريح أك طعم أك لوف لم يكف كونو إلى القرار إال مع‬
‫زكاؿ التغير المذكور (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬أك تعلم كثرتو‪( .‬قرز) (*) إال لضعف آلة أك عجز النازح‪( .‬قرز) (*) كالمراد بالغلبة أف ال يستوعب‪.‬‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬الشخص‪ .‬ألف الحبشي لما كقع في زمزـ كمات فيها أمر ابن عباس كابن الزبير بنزحها حتى‬
‫رؤيت عين تنبع من قبل الحجر األسود‪ ،‬فقاال‪ :‬حسبكم‪( .‬زىور) ك(غيث)‪.‬‬
‫(‪ )6‬حيث كاف ثم عين نابع‪ ،‬كإال فبل بد من القرار‪ )*( .‬فإف لم يزؿ التغير في الماء اآلخر فكما تقدـ‪،‬‬
‫حيث قاؿ‪" :‬كبنزح الكثير حتى يزكؿ تغيره" (سيدنا حسن) (*) ينظر في تثنية الضمير ألف القليل ينجس‬
‫كلو لم يتغير‪ .‬يقاؿ‪ :‬تثنية الضمير يمكن توجيهها العتبار النابع بعد نزح القليل إلى القرار‪ ،‬فبل اعتراض‬
‫حينئذ‪( .‬سبلمي) ك(حثيث)‪.‬‬
‫(‪ )7‬التي إذا غسلها كقع في البئر فتطهر تلك الجوانب طهارة ضركرية‪ ،‬كإف لم يصلها الماء النابع‪.‬‬
‫(تعليق (تذكرة) (قرز) (*) ألجل الحرج‪.‬‬
‫(‪ )8‬النابع‪ ،‬ال إذا لم ينبع فبل بد من غسلها‪ )*( .‬قاؿ في شرح ابن (بهراف) ما لفظو‪ :‬قاؿ في (الغيث)‪:‬‬
‫التحقيق أف جوانب البئر التي ال يمكن غسلها تطهر بالنزح مطلقا [صادفها نابع أـ ال ] كأما الرشاء‬
‫كالدالء فإف صادمت ماء نابعا طاىرا طهرت‪ ،‬كإال كجب غسلها‪.‬‬

‫(‪)774/7‬‬

‫_____________________________‬

‫من األرشية(‪ ،)7‬ككذا الدالء‪ ،‬فأما رأس البئر فيجب غسلو‪ ،‬ككذلك النازح إذا أصابو شيء من ذلك‪.‬‬
‫(كاألرض الرخوة(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كتكفي مرة كاحدة‪ ،‬فيطهر بوقوعو في الماء الطاىر بقوة‪( .‬بياف) ك(كواكب) ك(غيث) ك(قرز) كما‬
‫لم ينلو منها كقد نالو المتنجس كجب غسلو ثبلثا مع الدلك‪( .‬نجرم) (قرز)‬
‫(‪ )0‬حقيقة الرخوة‪ :‬ىي ما ينضب عليها الماء بسرعة كالصلبة بخبلفها‪ .‬كقيل ماال يمكن غسلها‪)*( .‬‬
‫ككذا كل ما ينفصل منو شيء بغسلو من األرض أك الجدراف فحكمو حكم األرض الرخوة يطهر‬
‫بالنضوب‪،‬ككل ما ال ينفصل منو شيء فكاألرض الصلبة يطهر بالدلك‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(*) كمسألة البئر مخرجة من ما لو صب على أرض صلبة متنجسة كحولها أرض رخوة فشربت الماء‬
‫طهرت‪ ،‬قيل‪ :‬كفي ىذا التخريج نظر؛ ألف المقيس عليها أكؿ ما كصلها نجس‪ ،‬ثم تبعو الطاىر على كجو‬
‫التدريج‪( .‬شرح فتح)‪.‬‬

‫(‪)775/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كالبئر) أم‪ :‬تطهر بالجفاؼ(‪ )7‬إف زالت بو عين النجاسة‪ ،‬ككاف الذم باشرىا متنجسا‪ ،‬ال لو باشرتها‬
‫عين النجاسة‪ ،‬كالبوؿ فيها كال ماء فيها فإنها تنجس حتى يسيح عليها ماء طاىر(‪ )0‬فيدخل تحت ذلك‬
‫أحكاـ منها‪ :‬أنو لو صب ماء على أرض صلبة(‪ )3‬متنجسة كحولها أرض رخوة فشربت الماء طهرت‪.‬‬
‫قاؿ أبو مضر‪ :‬بالنضوب طهرت حكما‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬إذا سقيت األرض بماء نجس(‪ .)4‬فقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ ،‬كمعوضة‪ :‬تطهر بالجفاؼ(‪.)5‬‬
‫كقاؿ في الشرح‪ :‬إنما تطهر بالغسل(‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو بالنضوب‪( .‬قرز) ال التيمم منها فبل بد من الجفاؼ‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف قيل) كم حد الماء الذم يصب على النجاسة فيطهر بالجفاؼ قلنا ظاىر كبلـ موالنا عليو‬
‫السبلـ إذا كاف الماء أكثر من النجس الواقع كفي ذلك‪( .‬نجرم) (قرز) (*) لخبر األعرابي (‪ )7‬أنو لما‬
‫باؿ في المسجد انتهره القوـ‪ ،‬فقاؿ صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال تقطعوا درة أخيكم‪ ،‬إنما يكفيكم أف تصبوا‬
‫عليو ذنوبا من ماء فإذا ىو قد طهر) فلما رأل االعرابي لين كبلـ النبي صلى اهلل عليو كآلو‪ ،‬قاؿ‪ :‬اللهم‬
‫أدخلني الجنة كمحمدا‪ ،‬كال تدخل معنا أحدا‪ ،‬فقاؿ النبي صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬لقد تحجرت شيأ كاسعا)‬
‫كالذنوب أربعة أرطاؿ‪ ،‬كأكثر ما يكوف البوؿ رطلين‪ ،‬كمنو أخذكا أف الوارد على النجس ال بد أف يكوف‬
‫مثلو فصاعدا‪( .‬صعيترم)‪ .‬كقيل‪ :‬مثليو فصاعدا‪ )7( .‬كاسمو ذك الخويصرة‪ ،‬ذكره الحافظ أبو موسى‬
‫االصبهاني‪ )*( .‬كلو مرة كاحدة (ذكره في تعليق الفقيو علي)‪(.‬قرز) دليلو تطهير الفم يجرم الريق‪،‬‬
‫كذلك ىنا‪( .‬قرز) (*) كال بد أف يكوف الماء المساح أكثر عند أبي طالب‪ ،‬كمثليو عند أبي العباس‪)*( .‬‬
‫أك متنجس كنضب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬بضم الصاد‪ ،‬كسكوف البلـ‪( .‬قاموس)‪.‬‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬متنجس‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬أم‪ :‬بالنضوب على المختار‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬حيث كانت عين النجاسة باقية‪( .‬قرز)‬
‫(‪)776/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كمنها‪ :‬أف تراب السطح إذا كاف عليو نجاسة(‪ )7‬فوقع عليو ماء طاىر(‪ )0‬طهر كاألرض الرخوة‪ .‬فأما‬
‫حكم القاطر فقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ )3(:‬إف النجاسة إذا لم تكن متخللة لجميعو فالقاطر طاىر‪ ،‬كإف‬
‫كانت متخللة لجميعو‪ ،‬فأكؿ قطرة(‪ )4‬نجس‪ ،‬كما بعدىا طاىر(‪.)5‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإنما قلنا‪ :‬كاألرض الرخوة؛ ألف الصلبة ال تطهر بالجفاؼ‪ ،‬بل إذا باشرت نجسا أك‬
‫متنجسا فبل بد من سيح الماء عليها(‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬خفية‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك متنجس‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كالصحيح في مسألة القاطر أنو نجس جميعو في المسئلتين (‪ )7‬حتى ينضب الماء من السطح‪،‬‬
‫فمتى نضب كألقي ماء آخر فالقاطر جميعو طاىر (‪ )0‬ال الصبلة على السطح فبل بد من الجفاؼ(‪.)7‬‬
‫(مجاىد) أم‪ :‬النضوب‪( .‬قرز) في المسألة األكلى قرر كبلـ الفقيو يحيى البحيبح‪ ،‬كفي اآلخر قرر كبلـ‬
‫المجاىد‪ )7( .‬يعني‪ :‬حيث تخللت النجاسة كحيث لم تخلل‪ )0( .‬بل الصحيح في مسألة القاطر إف لم‬
‫يكن للنجاسة جرـ كال عين على السطح فإف القاطر جميعو طاىر؛ ألف أكؿ شيء منو ينضبو تراب‬
‫السطح فيظهر‪ ،‬كأما ما القاه من األخشاب كاألحجار فبل بد من غسلو‪( .‬عامر) (قرز) [كقرر السيد‬
‫مهدم الكبسي أنها تطهر للضركرة كجوانب البئر الداخلة]‪ )3( .‬كالذم تقرر في القاطر أنو طاىر‬
‫مطلقا‪ ،‬أكؿ قطرة كما بعدىا‪ ،‬سواء تخللت النجاسة جميع السطح أـ ال‪ ،‬ككجو الطهارة أنو ال يقطر‬
‫القاطر من أكؿ كقوعو‪ ،‬كإنما يقطر بعد أف ينزؿ الماء قليبل قليبل‪ ،‬فيكوف قد نضب قبل أكؿ قطرة‪ ،‬ركاه‬
‫إمامنا المتوكل على اهلل (‪ )0‬كقيل‪ :‬ىذا حيث لم تكن عين النجاسة باقية على السطح‪ ،‬فإف بقيت‬
‫فالقاطر كلو نجس حتى تزكؿ‪( .‬بياف) (قرز)‪ )3( .‬إال أف يكوف جاريا حاؿ القاطر فبل يجب الغسل‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )4‬صوابو‪ :‬مطرة‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬إذ التراب مجاكر أكؿ كالقطرة األكلى مجاكر ثاني ىذا اعتبار بالمجاكرات كىذا فيو نظر (زىور)‪.‬‬
‫(‪ )6‬مع الدلك ثبلثا‪( .‬حفيظ) (قرز)‬

‫(‪)777/7‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬كال يحتاج إلى الدلك‪ ،‬بل مركر الماء كاؼ‪.‬‬
‫كقاؿ بعضهم‪ )7(:‬ال بد من الدلك(‪.)0‬‬
‫[طهارة النجس]‬
‫فصل (كيطهر النجس) كالخمر (كالمتنجس بو) كجرة الخمر‪ ،‬كالمغرفة(‪ )3‬الثابتة فيها حاؿ االستحالة‬
‫فإنهما يطهراف (باالستحالة)(‪ )4‬التامة كما تقدـ (إلى ما يحكم بطهارتو(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ابن جعفر‪.‬‬
‫(‪ )0‬مع إساحة الماء ثبلثا عند من اعتبره‪ ،‬أك إزالة الصفحة العليا‪( .‬بياف معنى) (قرز) (*) أك قوة جرم‬
‫الماء‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك غيرىما من خاتم أك درىم أك نحو ذلك‪( .‬فتح) (قرز)‬
‫(‪ ، )4‬قاؿ السيد أحمد (الشامي)‪ :‬كمن ذلك الصابوف إذا جعل من ميتة إذ ىو استحالة‪( .‬قرز) كلو من‬
‫ميتة كافر أك نحوىا (قرز)‪.‬‬
‫(*) كحقيقة االستحالة‪ :‬صيركرة الشيء إلى غير حالتو األكلى‪ ،‬بحيث ال يرجع إلى عادتو األكلى حيث‬
‫أريد ذلك‪.‬‬
‫(‪ )5‬مسألة) إذا طبخ اللحم بماء متنجس ? فقيل‪ :‬يطهر بالغسل مع العصر‪ ،‬كقيل‪ :‬بأف يطبخ بماء‬
‫طاىر‪( .‬بهراف)‪.‬‬

‫(مسألة) قاؿ اإلماـ المهدم أحمد بن يحيى عليو السبلـ‪ :‬إذا تنجس الرىي أك العجين (‪ )7‬كأنضجتو‬
‫النار‪ ،‬فإف العيش يطهر باالستحالة‪ ،‬قاؿ‪ :‬ألنو ال يعود إلى حالتو األكلى‪ .‬كجد بخط الفقيو محمد بن‬
‫حسن صاحب السفينة ما ىذا لفظو‪ :‬قاؿ ركل لي الفقيو محمد بن منصور أنو قوؿ بعض العلماء‪)7( .‬‬
‫كالذم يفهم (‪ )0‬من األزىار أنو ال يطهر؛ ألف قولو‪" :‬كيطهر النجس كالمتنجس بو ال بغيره" كفي مسألة‬
‫الرىي كغيره ينجس بغيره‪ .‬من خط سيدنا حسن‪ .‬كقرر سيدنا (سعيد الهبل) أنو ال يطهر (قرز)‪ )0( .‬ىذا‬
‫ال يفهم من األزىار؛ ألف الضمير في قولو‪" :‬كالمتنجس بو" يعود إلى النجس‪ ،‬فإذا قيل‪ :‬مفهومو ال‬
‫بغيره‪ .‬قيل‪ :‬كيف يتصر أف يتنجس النجس بغير النجس‪ ،‬كقولو‪ :‬الرىى تنجس بغيره ذلك نفس المسألة‬
‫كعينها‪ ،‬كىو ال يصح أف يفرؽ بنفس السؤاؿ‪ ،‬كال شك أف النجاسة غيره‪ ،‬يعلم ذلك عقبل‪ ،‬ككل عاقل‬
‫غير محتاج إلى ذلك الجواب ال ستغنائو عند تعلم العقل الضركرم‪ ،‬أف كل متنجس من آجر أك مدر‪ ،‬أك‬
‫عجين‪ ،‬أك نحوذلك متنجس بغيره‪ ،‬كإنما السؤاؿ ىل الرىى كالعجين إذا أنضجتهما النار يكوف ذلك‬
‫استحالة في حقهما كاآلجر كالمدر أـ ال ? الصحيح أنو استحالة‪ ،‬ىذا ما ظهر (سيدنا عبد اهلل دالمة)‪.‬‬
‫(*) غالبا يحترز من أف يستحيل إلى ما ال يحكم بطهارتو كمني الكلب فصار جركا‪ ،‬كالدـ قيحا‪ ،‬كنحو‬
‫ذلك‪ ،‬ككمنى الكافر صار كلدا‪.‬‬
‫(‪)778/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كالخمر) استحاؿ (خبل) كالخمر يحكم بطهارتو إف صار خبل من دكف معالجة(‪ )7‬فطهرت الخمر‬
‫باالستحالة(‪ ،)0‬كالجرة‪ ،‬كالمغرفة للضركرة‪ ،‬ذكره أبو مضر‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬ككاف القياس أف يكوف أعلى الجرة نجسا ؛ ألف الخمر ينفح فيرتفع‪ ،‬ثم ينقص‬
‫بعد ذلك‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬بل البخار أحاؿ أجزاء الخمر(‪ )3‬التي في أعلى الدف‪ ،‬فيطهر اإلناء حينئذ‬
‫باالستحالة(‪ )4‬أيضا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما بعبلج فبل؛ لما ركم أنو أنى أبو طلحة يسأؿ النبي صلى اهلل عليو كآلو عن أيتاـ كرثوا خمرا‪،‬‬
‫فقاؿ‪ :‬أأجعلها خبل? فقاؿ‪ ( :‬ال) فلو كاف التخليل لها يطهرىا ألمره صلى اهلل عليو كآلو بذلك خاصة مع‬
‫كونو أليتاـ‪(.‬بستاف)‪.‬‬
‫(*) قاؿ الشيخ لطف اهلل‪ :‬الظاىر أف ىذا خاص في الخمر؛ إذ لو عولجت البيضة حتى صارت حيوانا‬
‫طهرت قطعا‪( .‬قرز) (*) كرؤيتو ليس كعبلجو‪( .‬قرز) (*) إذ العبلج كإخراج الصيد من الحرـ‪( .‬بحر)‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف كقع فيها قطرة بوؿ ثم استحالت خبل لم يطهر عند الفقيو محمد بن سليماف‪ ،‬كقاؿ أبو جعفر‬
‫تطهر‪( .‬غاية)‪.‬‬
‫(*) (فرع) فلوقع في الخمر قطرة من بوؿ أك نحوه‪ ،‬ثم استحاؿ الخمر خبل‪ ،‬فقاؿ أبو جعفر‪ :‬يطهر‪،‬‬
‫كقاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬ال يطهر‪( .‬بياف) (قرز) ألف البوؿ ال يستحيل‪ .‬ككذا العسل المتنجس إذا‬
‫أكلو النحل ثم استحاؿ كخرج عسبل من بطنها فقد طهر‪( .‬قرز) كلعل الكبلـ في الرىي كالعجين مثلو‪،‬‬
‫كإال نظر في الفرؽ فإنو يلزـ إذا عجن ببوؿ إذا عللنا باالستحالة‪( .‬من خط سيدنا حسن)‪.‬‬
‫(*) أك غيرىا من خاتم‪ ،‬أك درىم‪ ،‬أك نحو ذلك‪.‬‬
‫(‪ )3‬كبلـ الفقيو يحيى البحيبح استدراؾ على أبي مضر‪ ،‬ال على اإلماـ؛ ألف الفقيو يحيى البحيبح أقدـ‬
‫من المهدم عليو السبلـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬بل ألجل الضركرة(‪[ )7‬كحديث البئر] كلهذا لم يرك أف أحدا ثقب أسفل الجرة‪ ،‬خبلؼ ما ذكره‬
‫اإلماـ أحمد بن سليماف‪(.‬شرح بحر)‪ )7( .‬ألنا لو حكمنا بنجاسة الجرة كالمغرفة أدل إلى أف يحكم‬
‫بنجاسة الخل ال تصالو بهما (متوكل)‪.‬‬

‫(‪)779/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(نعم) يطهر باالستحالة الدـ(‪ )7‬يصير لبنا‪ ،‬كالبيضة المذرة حيوانا)(‪ ()0‬ككذا ما ينبت على‬
‫العذرة)(‪ ،()3‬كىذه مجمع عليها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) كمن قبيل ما يظهر االستحالة ما أنضجتو النار من األكاني المخلوط في ترابها من األزباؿ‬
‫كالرطوبات النجسة‪ ،‬ككذا الحديدة لو تنجست ثم أحميت بالنار‪ ،‬ذكره أبو مضر‪ ،‬قاؿ الفقيو حسن‪:‬‬
‫(‪ )7‬ككذا التنور؛ ألنها ال تصلح للخبز حتى ينضج ما يلي النار‪ ،‬فيستحيل ما فيو من النجس كيحرؽ‪،‬‬
‫كمثلو ذكر السيد يحيى بن الحسين‪ ،‬قاؿ‪ :‬كيحتمل أف يغسل‪[.‬تظهر بالغسل بالحمو (قرز)‪ )7( .‬كإف‬
‫سقيت بماء نجس فؤلصحاب الشافعي كجهاف‪ :‬يطهر بالغسل‪ ،‬أك بأف يسقى بماء طاىر‪ ،‬ككذا الوجهاف‬
‫لهم فيما ينجس من اللحم حاؿ غليانو فإنو يطهر بالغسل [مع العصر أك ما يقوـ مقامو] أك بأف يغلي‬
‫بماء طاىر‪( .‬أنهار)‬
‫(‪ )0‬كاللبن في الضرع‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ من دكف عبلج‪ .‬بل كلو بعبلج‪([ .‬قرز)] (*) كالمراد بالبيضة غير‬
‫المأكوؿ‪ ،‬كأما بيضة المأكوؿ فهي طاىرة كلو أنتنت‪ .‬كقيل‪ :‬سواء كاف مما يؤكل أـ ال‪( .‬قرز) [ألنها قد‬
‫صارت دما] (*) ألنها ال تصير حيوانا حتى تصير دما‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالركثة كالميتة] أم‪ :‬منها‪ ،‬أك فيها‪ ،‬كيغسل ظاىره (‪ )7‬ألجل اتصالو بالنجاسة‪ ،‬كأما ىو في نفسو‬
‫فطاىر‪ ،‬كلو نبت من النجاسة‪ ،‬ككذا الدكد التي تتولد من النجاسة فهي طاىرة بعد جفافها‪ )7( .‬كىو‬
‫يدؿ على أف الشجر ال يطهر بالجفاؼ‪.‬‬
‫(*) (مسألة) كما نبت على النجاسة أك منها فهو طاىر إال ظاىره فيغسل لمجاكرة(‪ )7‬النجاسة(‪.)0‬‬
‫(بياف لفظا) (قرز) (‪ )7‬إذا كاف ثم نجاسة رطبة‪( .‬قرز) (‪ )0‬قاؿ الحقيني‪ :‬كما تعلق بصوؼ الغنم من‬
‫الجرب فهو طاىر؛ ألنو قد استحاؿ‪( .‬بياف)‪( .‬بلفظو)‪ .‬لعلو حيث كاف دما أك ما في حكمو‪ ،‬ال إذا كاف‬
‫جلدا فهو بائن من حي‪( .‬شامي) (قرز)‬

‫(‪)702/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقريب منها)(‪ ()7‬الخمر صارت خبل بنفسها‪ ،‬كأما العذرة‪ ،‬كالركث‪ ،‬كالميتة كنحوىا‬
‫إذا صارت رمادا‪ ،‬أك ملحا‪ ،‬أك ترابا ػ فالمذىب أف ذلك استحالة توجب الطهارة‪.‬‬
‫قاؿ في شرح اإلبانة‪ :‬كىكذا قوؿ الناصر‪ ،‬كزيد بن علي‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأبي حنيفة‪ ،‬كمحمد‪.‬‬
‫كقاؿ مالك‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كأبو يوسف‪ :‬ال توجب الطهارة)(‪ ،()0‬كركاه أبو مضر عن المؤيد باهلل‪،‬‬
‫كألصحاب الشافعي كجهاف في دخاف النجاسة)(‪.()3‬‬
‫(كالمياه القليلة)(‪()4‬المتنجسة) تطهر بأحد أمور ثبلثة)(‪ ()5‬األكؿ‪( :‬باجتماعها حتى كثرت)(‪ ()6‬كزاؿ‬
‫تغيرىا إف كاف) قد تغيرت‪ ،‬كإال فمجرد الكثرة كاؼ‪ ،‬ذكر ذلك المنصور باهلل‪ ،‬كالشافعية‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإنما قاؿ‪" :‬كقريب منها" إشارة إلى خبلؼ اإلماـ أحمد بن سليماف‪ ،‬كالوافي‪ ،‬فإنو يقوؿ‪ :‬إذا‬
‫تخللت بعد أف كانت خمرا لم تحل‪ .‬قاؿ‪ :‬كالحيلة في عدـ خمريتو أف يجعل فيو ملحا‪ ،‬أك خردال‪ ،‬أك‬
‫خبل عاميا‪ ،‬فيمتنع خمريتها‪( .‬بياف)‪.‬‬
‫(‪ )0‬جعلوا ذلك تغيرا ال استحالة‪.‬‬
‫(‪ )3‬المختار الطهارة على أصلهم‪ ،‬ككذا على أصلنا (قرز) كقيل‪ :‬األصح عندىم النجاسة‪ ،‬فيلزـ على‬
‫ىذا في كثير الفسا أف ينجس ثيابو كال قائل يقوؿ بو‪ )*( .‬المختار الطهارة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كالمختار في ىذه المسائل من قولو‪" :‬كالمياه القليلة" إلى قولو‪" :‬كبجريها حاؿ المجاكرة" أف‬
‫المعتبر ىو ما لم يظن استعماؿ النجاسة باستعمالو فظاىر‪ ،‬كما ظنو فنجس‪ ،‬من غير تفصيل [‪( .‬مفتي)‬
‫] أما مسألة االجتماع فالمذىب ما في األزىار‪ ،‬كأما مسألة المكاثرة فنعم (من إمبلء سيدنا حسن رحمو‬
‫اهلل) (قرز)‬
‫(*) ال المستعملة لو اجتمعت‪( .‬بياف) (قرز) ألف المستعمل قليلو ككثيره على سواء (قرز) (*) كلو‬
‫اجتمعت‪.‬‬
‫(‪ )5‬صوابو‪ :‬أمرين‪ ،‬كقد (ذكره في البحر) كأما الثالث فهو طاىر؛ ألف الجرم يمنع اختبلط النجاسة‪ .‬إذ‬
‫لم نحكم حينئذ بنجاستو‪ ،‬كسياؽ الكبلـ فيما قد كقعت فيو النجاسة فتأمل‪.‬‬
‫(‪ )6‬بحيث ال يظن استعماؿ النجاسة باستعمالو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)707/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا إنما يستقيم على قوؿ من حد الكثرة بالقلتين)(‪ ،)7‬كىم المنصور باهلل‪،‬‬
‫كالشافعية‪ ،‬فبنوا على أصلهم‪ ،‬كأما من حد الكثرة بأنو الذم يغلب في الظن أف النجاسة ال تستعمل‬
‫باستعمالو‪ ،‬فإف كثرتها حينئذ ال تصيرىا طاىرة؛ ألف الظن باستعماؿ النجاسة باستعمالها)(‪ ()0‬باؽ‪ ،‬كإف‬
‫اجتمعت‪ ،‬كلهذا قاؿ أبو طالب‪ :‬إنها ال تطهر)(‪ .()3‬قاؿ‪ :‬ألف من البعيد أف ينضم نجس)(‪ ()4‬إلى‬
‫نجس فيعود طاىرا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا)‪ .‬قلنا‪ :‬ال يأتي ىذا على أصل‬
‫المنصور باهلل‪ ،‬كالشافعية؛ ألنو قد حمل الخبث قبل أف يصير قلتين ىجريتين فبل يلزمهم ذلك‪( .‬شامي)‪.‬‬
‫(‪ )0‬يقاؿ‪ :‬عليهم فرض المسألة ىنا أف المياه قد بلغت حد الكثرة‪ ،‬كىو أف ال يظن استعماؿ النجاسة‬
‫باستعمالها‪ ،‬كما دؿ عليو كبلـ المختصر‪ ،‬كما ذكرتو متجو لكنو غير الفرض؛ إذ ما ذكرتو حد القليل‪،‬‬
‫كالفرض ىنا حصوؿ الكثرة فليحقق‪ ،‬فاألكلى تبقية كبلـ األزىار كتقريره للمذىب‪.‬‬
‫(‪ ، )3‬كقاؿ (الدكارم)‪ :‬ما ذكره أبو طالب ضعيف؛ ألنا ال نقوؿ‪ :‬إف النجس يطهر النجس‪ ،‬بل نقوؿ‪:‬‬
‫النجاسة الواردة تنجس الماء بشرط القلة‪ ،‬فإذا اجتمعا زالت الشرطية فيزكؿ الحكم‪ ،‬كالصحيح ما ذكره‬
‫المنصور باهلل‪ ،‬كصاحب الزكايد‪ ،‬كالشافعي‪ :‬من أنو طاىر مهما بلغ حد الكثير (تكميل)‪.‬‬
‫(‪ )4‬صوابو‪ :‬مننجس‪.‬‬

‫(‪)700/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ثم ذكر عليو السبلـ) األمر الثاني مما تطهر بو المياه القليلة المتنجسة في قولو‪( :‬قيل‪()7():‬‬
‫كبالمكاثرة)(‪ ()0‬كىي كركد أربعة أضعافها))(‪ ()3‬أم‪ :‬كركد أربعة أضعاؼ المياه المتنجسة )عليها) كقد‬
‫صورىا علي خليل في األرطاؿ كاآلنية )(‪.)4‬‬
‫أما األرطاؿ فقاؿ‪ :‬لو كقعت قطرة بوؿ)(‪ ()5‬في رطل ماء صار بوركد رطلين عليو مجاكرا ثانيا‪ ،‬كبوركد‬
‫ستة)(‪ ()6‬على الثبلثة مجاكرا ثالثا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬علي خليل‪.‬‬
‫(‪ )0‬الضعف ىنا المثبلف‪ ،‬كإف كاف عند الهادم عليو السبلـ المثل‪ ،‬في غير ىذا الموضع‪ ،‬كإنما اعتبر‬
‫المضاعفة لحديث األعرابي؛ ألف الذنوب أربعة أرطاؿ‪ ،‬كأكثر ما يكوف البوؿ رطلين‪( .‬صعيترم)‬
‫ك(أصوؿ األحكاـ)‪.‬‬
‫(‪ )3‬سؤاؿ) كىو أف يقاؿ‪ :‬ذلك تحقيق أـ تمثيل لآلبار? قاؿ اإلماـ يحيى في االنتصار‪ :‬ىذا تمثيل‬
‫كليس بتحقيق؛ ألف الثمانية األرطاؿ نجسة لقلتها‪ ،‬كالفقيو حسن يركم ىذا عن الشيخ عطية‪ ،‬كلكن‬
‫كبلـ علي خليل يدؿ على خبلؼ ىذا؛ ألنو قد أشار إلى أنو ال فرؽ بين البئر كاألكاني‪ ،‬كأيضا فإف كاف‬
‫الماء قليبل لم يفترؽ محلو‪ ،‬كإف كاف كثيرا فهو طاىر‪ ،‬كالفقيو يحيى بن حسن قاؿ‪ :‬مختلف المحل؛ ألف‬
‫اآلبار ال يمكن غسلها‪ ،‬كاألكاني يمكن غسلها‪ ،‬فذكر األكاني تمثيل لآلبار‪( .‬زىور)‪.‬‬
‫(‪ )4‬أما مسألة اآلنية فهي تقليل نجاسة كليست من باب المكاثرة‪.‬‬
‫(‪ )5‬أك أقل‪ ،‬كإنما ىو مجرد مثاؿ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كىل يشترط كقوع الثمانية األرطاؿ ىذه أف تكوف رطلين على رطل‪ ،‬ثم ستة على الثبلثة? قيل‪ :‬ال‬
‫يشترط ذلك [على أصلهم] بل كلو دفعة كاحدة‪ ،‬كىو المختار في الكتاب‪( .‬زىور)‪ .‬كقيل‪ :‬ال بد [‬
‫قوم ] من ذلك‪ ،‬كقواه الفقيو يحيى البحيبح‪ ،‬كىو أقرب إلى ما في األزىار‪.‬‬
‫(‪)703/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما اآلنية فقاؿ‪ :‬إذا كقعت قطرة)(‪ ()7‬من البوؿ في إناء فيو ماء فهذا مجاكر أكؿ نجس باالتفاؽ‪ ،‬فإف‬
‫كقعت قطرة من ىذا إلى إناء آخر فهو مجاكر ثاف طاىر عند أبي طالب‪ ،‬كالغسالة الثانية‪ ()0()،‬كنجس‬
‫على قوؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كأبي العباس؛ ألنهما يقوالف بنجاسة الثانية‪.‬‬
‫فإف كقعت منو قطرة إلى ثالث‪ ،‬فهو مجاكر ثالث طاىر)(‪ ()3‬باالتفاؽ على زعمو)(‪.()4‬‬
‫كاختلفوا أيضا ىل ال بد من اعتبار الضعفين)(‪ ()5‬أك المعتبر الكثرة‪ ،‬فالظاىر من كبلـ أبي طالب أف‬
‫الكثرة تكفي‪ ،‬كعند أبي العباس ال بد من اعتبار المضاعفة)(‪ ()6‬فيكوف مثليو(‪.()7‬‬
‫(نعم) كإذا طهرت المياه القليلة المتنجسة بوركد أربعة أضعافها عليها طهرت)(‪ ()8‬بوركدىا على أربعة‬
‫أضعافها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك أقل‪.‬‬
‫(‪ )0‬مع غلبة الظن‪.‬‬
‫(‪ )3‬غير مطهر‪.‬‬
‫(‪ )4‬زعمو بفتح الزال ككسرىا كضمها كالفتح أفصح ذكره في (شرح النوابغ)‪ )*( .‬كالزعم‪ :‬ادعاء العلم‬
‫بغير دليل‪ ،‬ذكره في الكشاؼ‪ )*( .‬يعني‪ :‬علي خليل‪.‬‬
‫(‪ )5‬في األرطاؿ ال في اآلنية؛ ألنو تقليل‪.‬‬
‫(‪ )6‬قوم على أصلهم ]‪.‬‬
‫(‪ )7‬لفظ (الكواكب)‪ :‬أنو يعتبر المضاعفة فيكوف الثاني ضعفي األكؿ‪ ،‬كيكوف الثالث ضعفي األكؿ‬
‫كالثاني‪.‬‬
‫(*) لحديث األعرابي‪ ،‬كالمورد على بولو ذنوب من ماء‪ ،‬كالذنوب أربعة ارطاؿ‪ ،‬كأكثر ما يكوف البوؿ‬
‫رطلين‪( .‬زىور)‪ ،‬كالمورد على بوؿ األعرابي مثبله فقط‪ ،‬كأطلقوا ىنا بأنو يورد عليو أربعة أضعافو‪ ،‬فلعل‬
‫االكتفاء بإيراد مثلي بوؿ األعرابي ىو أف التراب يقوـ مقاـ المجاكر الثالث‪ ،‬كما صرحوا بأف التراب‬
‫مجاكر في األرض الرخوة‪ ،‬ككذلك في البئر قياسا على األرض‪.‬‬
‫(‪ )8‬ىذا في األرطاؿ ال في االنية ألنها تقليل‪.‬‬

‫(‪)704/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كقد أشار عليو السبلـ إلى ذلك بقولو‪( :‬أك كركدىا) أم‪ :‬أك كركد المياه القليلة المتنجسة (عليها) أم‪:‬‬
‫على أربعة أضعافها من الطاىر (فيصير) الماء المتنجس حينئذ في الصورتين معا)(‪( ()7‬مجاكرا ثالثا)‬
‫كإنما يصير بذلك ثالثا (إف زاؿ التغير))(‪ ()0‬إذا كاف قد تغير بالنجاسة (كإال) يزكؿ التغير بوركد المثلثين‬
‫(فأكؿ))(‪ ()3‬أم‪ :‬فحكمو حكم المجاكر األكؿ ينجس)(‪ ()4‬بو ما القاه‪ ،‬كيصير بوركد مثليو عليو‬
‫مجاكرا ثانيا إف زاؿ بو التغير ‪ -‬كىذا أحد احتمالين)(‪ ()5‬لعلي خليل في الماء القليل الذم ترد عليو‬
‫نجاسة تغيره‪ ،‬أعني‪ :‬أنو مجاكر أكؿ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في األرطاؿ كاآلنية‪.‬‬
‫(‪ )0‬بالثاني أيضا (‪ )7‬كإف لم يزؿ التغير بالثاني فأكؿ‪ ،‬كإف زاؿ بالثالث‪( .‬تذكرة) (‪ )7‬كلفظ حاشية‪:‬‬
‫المعموؿ عليو أنما زاؿ بو التغير مجاكر ثاف‪ .‬ليوافق ما يأتي في الشرح‪.‬‬
‫(‪ )3‬المعموؿ عليو أف ما زاؿ بو التغير مجاكر أكؿ‪.‬‬
‫(‪ )4‬بفتح الياء‪ ،‬كسكوف النوف‪ ،‬كفتح الجيم‪ ،‬كىذا أفصح ذكره في (شرح البحر)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كىذا موافق لؤلزىار‪ ،‬كىو قوم على أصلو‪.‬‬

‫(‪)705/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كاالحتماؿ الثاني‪ :‬أف المتغير حكمو حكم عين النجاسة‪ ،‬فما زاؿ بو تغيره فهو مجاكر أكؿ)(‪ ،()7‬كىذه‬
‫مسألة المكاثرة خرجها أبو مضر)(‪ ،()0‬كعلي خليل ألبي طالب‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأبي العباس قاؿ عليو‬
‫السبلـ‪ :‬كفيها ضعف)(‪ ،()3‬كفي تخريجها أيضا نظر)(‪ ،()4‬كقد قاؿ الفقيو محمد بن يحيى‪ :‬مهما بقي‬
‫الماء قليبل فهو غير معموؿ بها‪.‬‬
‫(ثم ذكر عليو السبلـ) األمر الثالث مما تطهر بو)(‪ ()5‬المياه في قولو‪( :‬كبجريها)(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فعلى االحتماؿ الثاني يحتاج إلى رطلين غسلة أكلى‪ ،‬ثم ستة ثانية‪ ،‬ثم ثمانية عشر غسلة ثالثة‪،‬‬
‫فيكوف الجميع سبعة كعشرين‪ ،‬كعلى قوؿ أبي طالب يحتاج إلى رطل كربع غسلة أكلى‪ ،‬ثم رطلين‬
‫كنصف غسلة ثانية‪ ،‬فيكوف الجميع خمسة أرطاؿ إال ربعا‪ ،‬كعلى االحتماؿ األكؿ كما ذكر [في‬
‫الكتاب]‪( .‬لمعة)‪.‬‬
‫(‪ )0‬من اعتبار الغسبلت كالمجاكرات‪ ،‬كىو خبلؼ الظاىر من المذىب‪( .‬سماع)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كجو الضعف (‪ )7‬في مسألة الغساالت تقليل النجاسة‪ ،‬كليس ىنا كذلك‪ ،‬ككجو النظر أف مسألة‬
‫الغساالت كاردة على خبلؼ القياس‪ ،‬فبل يقاس عليو‪ ،‬ألف القياس أف ال يطهر المحل‪ ،‬كما ذكره المؤيد‬
‫باهلل في الزيادات؛ ألف كل غسلة تنجس بما بقي من الغسلة األكلى‪ ،‬لكن قصر الشرع على الثبلث‬
‫للضركرة‪( .‬زىور)‪ )7( .‬كىو أف نصوص األئمة تقضي بخبلؼ ذلك‪ ،‬كىو أف الماء القليل ينجس بمبلقاة‬
‫النجس من غير تفصيل‪.‬‬
‫(‪ )4‬ألنها معارضة بالقليل‪ ،‬من حيث أنو يلزـ طهارة تسع قطر حيث المتنجس قطرة‪ .‬أك معترضة من‬
‫حيث أنهم أقاسوا ما ال تقليل فيو على ما فيو تقليل‪ ،‬كاختلفوا فقيل‪ :‬إف ىذا تمثيل لآلبار كالبرؾ الضيقة‬
‫للحرج‪ ،‬كقيل‪ :‬ظاىر إطبلقهم أنو على سبيل التحقيق‪( .‬صعيترم)‪.‬‬
‫(‪ )5‬أم‪ :‬مما ال ينجس بو المياه‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كحد الجرم ما يسحب التبنة ى (قرز) ككزف التبنة قيراط (‪ )7‬كقيل‪ :‬ما ال يقطعو الثور شربا‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )7‬القيراط أربع شعاير‪.‬‬
‫(*) فعلى ىذا يطهر ما انتضح حاؿ االستنجاء حاؿ جريو‪( .‬قرز)‬
‫(*) (مسألة) قاؿ المنصور باهلل‪ :‬كلو صب أحد كوزا على أيد متنجسة‪ ،‬بعضها فوؽ بعض لم تتنجس‬
‫ألنو جار‪ ،‬قاؿ‪ :‬كلو أستوكا جماعة لبلستنجاء على ماء جار (‪ )7‬يسيل جاز مهما لم يتغير الماء‪( .‬غيث)‬
‫[(بلفظو)] (قرز) كمثل ىذا من يستنجى كالماء الذم يستنجى بو يجرل على ثوبو فبل ينجس الثوب‬
‫التصاؿ الجرل‪ .‬ككذا يأتي مثلو في الميزاب‪(.‬نجرم) (قرز) (‪ )7‬حتى يستقر فمتى استقر ينجس‪.‬‬
‫(مفتي) ك(قرز) أنو طاىر بعد االستقرار مطلقا كلو قليبل‪ ،‬ما لم يظهر عليو أحد األكصاؼ‪( .‬سماع) (*)‬
‫كلو مضي عليها ما لم يتغير‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪ .‬كلو اسقر‪ .‬ك(قرز)‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬كيكوف طاىرا حاؿ‬
‫االستقرار كإال فائدة لقولنا‪ :‬إنو يحكم بطهارتو حاؿ الجزم؛ ألف كل ما باشره حاؿ الجرل فهو يستقر‬
‫بعد ذلك‪ ،‬كفي (البياف) عكس ذلك‪.‬‬

‫(‪)706/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( حاؿ المجاكرة) أم‪ :‬يحكم بطهارة الماء الجارم)(‪ ()7‬الذم كقعت فيو النجاسة حاؿ جريو‪ ،‬كإف قل‬
‫الجرياف؛ ألف الجرم يلحقو بالكثير‪ ،‬فبل ينجسو إال ما غير بعض أكصافو‪ ،‬ذكره المنصور باهلل‪.‬‬
‫(كفي الراكد الفائض))(‪ ()0‬كىو نحو غدير في شط نهر‪ ،‬فيو ماء قليل‪ ،‬كىو يفيض‪ ،‬فوقعت فيو‬
‫نجاسة)(‪ ()3‬لم تغيره ففيو (كجهاف))(‪ ()4‬أحدىما‪ :‬أنو نجس لقلتو كعدـ جريو‪.‬‬
‫كالثاني‪ :‬أنو طاىر)(‪ ()5‬إال المجاركين؛ ألف الفيض كالجرم‪ ()6()،‬كىذاف الوجهاف لعلي خليل‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬كالصحيح أنو نجس؛ ألف النجاسة باقية‪ ،‬دليلو لو كاف لها لوف‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو محمد بن يحيى‪ :‬إف كقعت فيو حاؿ الفيض فطاىر‪ ،‬كإف كقعت قبلو ثم فاض فنجس(‪.()7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو دخل من فم الميتة كخرج من دبرىا فإنو طاىر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬عبارة األثمار" كفي را كد الفايض [كجهاف]‪( .‬قرز) كفي (الهداية) "راكد أسفلو فائض أعبله كلم‬
‫يتغير كجهاف‪.‬‬
‫(‪ )3‬كرفعت عنو‪( .‬بياف)‪ .‬كفي حاشية "ككذا لو بقيت فطاىر على المختار"‪( .‬قرز) إال المجاكرين خبلؼ‬
‫ما في (البستاف)‪.‬‬
‫(*) مايعة أك جامدة‪.‬‬
‫(‪ )4‬كمحل الوجهين الراكد منو ال في الفايض فإنو طاىر؛ ألنو جار‪( .‬نجرم) (قرز)‬
‫(‪ )5‬كمتى انفصل المجاكراف كجرل فطاىر‪( .‬شكائدم) (قرز)‬
‫(‪ )6‬األكلى ألف االتصاؿ بالجارم كالجرم‪.‬‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬الراكد ال الفايض كإف كقعت فيو قبل الفيض؛ ألنو جار ما لم يتغير بالنجاسة‪( .‬عن سيدنا‬
‫حسن رحمو اهلل) (قرز) كمثل معناه في (المقصد الحسن)‪ )*( .‬أم‪ :‬الراكد ال الفائض كإف كقعت قبل‬
‫الفيض؛ ألف الجرياف يمنع‪( .‬قرز)‬

‫(‪)707/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(باب المياه)(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) قاؿ في اإلفادة‪ :‬من كاف مذىبو نجاسة الماء القليل فإنو يلزمو اجتنابو بعينو‪ ،‬ال اجتناب من‬
‫استعملو (‪ )7‬ممن يرل طهارتو‪ ،‬ككذا فيمن استعملو كىو يرل طهارتو ثم تغير اجتهاده إلى أنو نجس فبل‬
‫إعادة عليو لوضوءه بو إدا كاف قد صلى‪ ،‬كقبل الصبلة يعيد الوضوء‪ ،‬كال يلزمو غسل بدنو كال ثيابو‪.‬‬
‫(بياف بلفظو)‪ .‬سيأتي في الجماعة ما يخالف ىذا في قولو‪" :‬كال يستعمل ما استعمل" فينظر‪( .‬مرغم)‬
‫كذكر في البحر أنو يلزمو غسل ثيابو كبدنو للمستقبل‪ .‬كقرره (مفتي)‪ )7( .‬فبل تجتنب رطوبتو على أثره‪،‬‬
‫كالصبلة في مصبله‪( .‬برىاف) (قرز)‬
‫(*) كالمياه سبعة(‪ )7‬ثبلثة من السماء كىي المطر‪ ،‬كالبرد‪ ،‬كالثلج‪ ،‬كثبلثة من األرض كىي األنهار‪،‬‬
‫كاآلبار‪ ،‬كالبحار‪ ،‬ككاحد من بين أنامل النبي صلى اهلل عليو كآلو‪ ،‬كالذين توضؤا من بين أناملو ألف‬
‫كأربعمائة رجل‪( .‬ركاء في األمالى)‪[ .‬قاؿ أكثر العلماء‪ :‬أنو كاف يخرج من نفس أصابعو‪ ،‬قاؿ المرادم‪:‬‬
‫كىو أبلغ من نبع الماء من الحجر لموسى عليو السبلـ؛ ألف الحجارة يعهد أف ينفجر منها الماء بنفسو‪،‬‬
‫فصار يفور من بين أصابعو المن نفسها‪ ،‬ككبلىما معجزةظاىرة‪(.‬شرح ابن حجر العسقبلني على‬
‫البخارم) ]‪ )7( .‬كقد نظمها بعضهم فقاؿ‪:‬‬
‫ماء السماء كثلج ثم آبار*** كالبحر مع برد أيضا كأنهار‬
‫كخارج من بناف الطهر سيدنا*** محمد صادؽ في القوؿ مختار‬
‫(*) كيسمى نقاخا (‪ )7‬بالخاء المعجمة‪ .‬قاموس [كالقراح] كمطلق كصافي كنظيف كخالص كالنقاخ بضم‬
‫النوف كىو العذب الخالص‪ )7( .‬كعليو قوؿ الشاعر‪:‬‬
‫كإف شيءت حرمت النساء سواكم*** كإف شيءت لم أطعم نقاخا كال بردا‬
‫كالنقاخ‪ :‬الماء العذب البارد‪ .‬كالبرد‪ :‬البارد‪ ،‬كالنوـ‪.‬‬

‫(*) كلفظ الترجماف‪ :‬كمن أسماء الماء أيضا النقاخ بالخاء المعجمة‪ ،‬كىو الماء البارد كالعذب؛ألف ينقخ‬
‫الفؤاد أم‪ :‬يبرده‪ ،‬كفي الحديث أنو شرب من بئر ركمة‪ ،‬كقاؿ‪(:‬ىذا النقاخ) أم‪ :‬العذب‪ ،‬كيسمى أيضا‬
‫الفرات؛ ألف يفرت العطش أم‪ :‬يكسره بعذكبتو‪ ،‬كيسمى الزالؿ‪،‬كعكسو المكج كاألجاج‪ ،‬كالزعاؽ‪:‬‬
‫الشديد الملوحة‪.‬‬
‫(*) كحقيقة الماء‪ :‬النازؿ من السماء‪ ،‬كالنابع من األرض‪ ،‬الباقي على أصل الخلقة‪ ،‬الذم لم يشبو‬
‫شائب‪ ،‬كال القاه مبلؽ‪ ،‬الطاىر في نفسو المطهر لغيره‪( .‬كابل) ك(بحر)‪.‬‬

‫(‪)708/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الدليل عليو قولو تعالى‪{ :‬كينزؿ عليكم من السماء ماء ليطهركم بو} كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم في‬
‫البحر‪( :‬ىو الطهور ماؤه كالحل ميتتو))(‪()7‬‬
‫فصل (إنما ينجس)(‪ ()0‬منها) أم‪ :‬من المياه أربعة أنواع األكؿ‪( :‬مجاكرا)(‪ ()3‬النجاسة))(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬غير الطافي‪.‬‬
‫(‪ )0‬بفتح الجيم أين ما كقع‪( .‬قاموس) مثل علم؛ ألف ماضيو نجس‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىذا إذا كانت جامدة‪ ،‬أك ذات لوف‪ ،‬كإف كانت مائعة كال لوف فيها فبل قوؿ بالمجاكرة‪( .‬ديباج)‬
‫(قرز)‬
‫(*) إال مجاكر المائع فنجس‪ ،‬حيث ال لوف للنجاسة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كال يقاؿ‪ :‬لم اختار موالنا عليو السبلـ للمذىب كبلـ السادة‪ ،‬كعدؿ عن نص الهادم‪ ،‬كالقاسم‪،،‬‬
‫كالناصر‪ ،‬كمن تابعهم؛ ألنهم ال يقولوف بالمجاكرة? قلنا‪ :‬لما علم أنو القوم على األصوؿ اختاره للهادم‬
‫عليو السبلـ‪ ،‬كإال لزـ أف يعترض على السادة أف يخرجوا للهادم عليو السبلـ خبلؼ ما نص عليو في‬
‫ىذه كفي نظائرىا؛ ألف التخريج من قوؿ العالم كالقوؿ الثاني لو‪ ،‬كقد ذكر ذلك الفقيو علي جوابا‬
‫للقاضي زيد على الفقيو يحيى البحيبح لما اعترض على القاضي زيد‪ ،‬حيث خرج مع كجود النص في‬
‫مسألة إرضاع الزكجة لولدىا باألجرة‪(.‬نجرم)‬

‫(*) (مسألة) إذا كقعت النجاسة(‪ )7‬في الماء الكثير أك الجارم فانتضح منو بوقوعها إلى ثوب إنساف‪.‬‬
‫فقاؿ المؤيد باهلل‪ )0( :‬يكوف المنتضح نجسا‪ .‬كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالحقيني‪ :‬بل طاىر‪ .‬فإف كقع الماء‬
‫على النجاسة فانتضح فهو نجس‪ ،‬كإف كقعت النجاسة في ماء قليل فانتضح ?‪ .‬فقاؿ الفقيو حسن‪،‬‬
‫كالفقيو يوسف‪ :‬إنو نجس(‪ )4‬كفاقا على مذىبنا‪ ،‬كقاؿ الفقيو علي‪ :‬إنو فيو خبلؼ (‪ )3‬المنصور باهلل‪،‬‬
‫كما في الكثير‪ ،‬كقد ذكر مثلو في (الزىور)‪( .‬بياف)‪ )4( .‬قلت‪ :‬ألنو ال يكوف إال من الماء الواقع عليها‪.‬‬
‫(شرح أثمار) (‪( )3‬المذىب أنو نجس في جميع األطراؼ (قرز) (من (ىامش البياف)‪ )0(.‬كجو قوؿ‬
‫المؤيد باهلل يكوف من المجاكر األكؿ كالثاني‪( .‬بهراف)‪ .‬ككجو قوؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالحقينى أنو يحتمل‬
‫كونو من المجاكر الثالث فيكوف طاىرا‪ ،‬ما لم يتلوف بلوف النجاسة‪ )7( .‬ىذا إذا كاف الواقع في الماء‬
‫عين النجاسة‪ ،‬أك متنجس جميعو‪ ،‬فإف كاف بعضو متنجسا‪ ،‬كبعضو طاىرا‪ ،‬فإف كقع المتنجس على الماء‬
‫كاف حكمو حكم ما القاه‪ ،‬كأف كقع الطاىر كاف ما ينفصل من الماء طاىرا‪ ،‬فإف التبس فاألصل‬
‫الطهارة‪(.‬من (ىامش البياف) (قرز)‪.‬‬
‫(*) حجة المؤيد باهلل‪ ،‬كأبي العباس في نجاسة المجاكر قولو صلى اهلل كآلو كسلم‪( :‬إذا استيقظ أحدكم‬
‫من منامو فبل يغمس يده في اإلناء حتى يغسلها ثبلثا) فلوال أف المجاكر الثاني ينجس‪ ،‬كإال فبل فائدة في‬
‫الغسلة الثالثة‪ ،‬فصار ماء األكلى نجسا لمجاكرتو عين النجاسة‪ ،‬كماء الثانية نجسا لمجاكرتو األكلى‪ ،‬كماء‬
‫الثالثة طاىر ببل خبلؼ للحديث‪ ،‬فإنو قصره على الثبلث‪ ،‬فثبت بذلك نجاسة األكلى كالثانية ال الثالثة‪،‬‬
‫كحجة أبي طالب‪ :‬أف السبب في التنجيس للماء أنما ىو عين النجاسة‪ ،‬كالمتصل بو ليس إال المجاكر‬
‫األكؿ فإنو مبلصق بها‪ ،‬كليس لها قوة إال عليو‪ ،‬بخبلؼ المجاكر الثاني فإنو غير مبلصق‪ ،‬كلهذا قضينا‬
‫بنجاسة األكؿ دكف غيره‪( .‬بستاف)‪.‬‬
‫(*) حكى عليو السبلـ في (البحر) عن الهادم‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأبي العباس‪ :‬أف النجاسة في الماء‬
‫تنجس مجاكريها ال الثالث‪ ،‬كالغسبلت‪ .‬كعن الهادم‪ ،‬كالقاسم‪ ،‬كالناصر عليو السبلـ‪ ،‬كأبي يوسف‪،‬‬
‫كأحد قولي الشافعي‪ :‬ما غيرتو فقط؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬الماء ال ينجسو إال ما غير ريحو أك‬
‫طعمو أك لونو) قاؿ‪ :‬كىو قوم‪ ،‬كالغسبلت لم تتصل بكثير فافترقا‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‪.‬‬

‫(‪)709/7‬‬

‫_____________________________‬
‫( كالمجاكراف ىما األكؿ‪ ،‬كىو الذم يتصل بالنجاسة‪ .‬كالثانى‪ :‬كىو الذم يتصل بو؛ أعني باألكؿ‪ ،‬أما‬
‫نجاسة األكؿ فمتفق)(‪ ()7‬عليها)(‪ ،()0‬كأما الثاني ففيو الخبلؼ المتقدـ)(‪.()3‬‬
‫كاختلف في تحديد المجاكر األكؿ‪ ،‬فقيل‪ :‬جوىر)(‪.()4‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا ضعيف عندم؛ ألف الجوىر ال يدرؾ‪ ،‬فيلزـ طهارة ما يلصق بالنجاسة؛ ألنو إذا‬
‫فصل عنها بقي منو جوىر‪ ،‬كإف لم ندركو‪ ،‬كالظاىر اإلجماع على خبلؼ ذلك‪ .‬كقيل‪ :‬قدر جسم‪ ،‬كىو‬
‫ثمانية جواىر مما يدرؾ)(‪ .()5‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا أيضا إحالة على مجهوؿ)(‪ ،()6‬قاؿ‪ :‬كالصحيح‬
‫ما أشار إليو في اللمع من أف كبل موكوؿ إلى ظنو‪ ،‬فما غلب على الظن أنو المتصل بالنجاسة فهو‬
‫المجاكر األكؿ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬عند من اعتبر المجاكرين‪( .‬شرح بهراف)‪.‬‬
‫(‪ )0‬بين السادة‪ ،‬كفيو خبلؼ مالك‪ ،‬فإنو ال يقوؿ بالمجاكرة‪.‬‬
‫(‪ )3‬في مسألة المكاثرة (‪ )7‬كالخبلؼ بين المؤيد باهلل‪ ،‬كأبي طالب‪ )7(.‬بل في الغسبلت‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىو ثمن الجسم‪.‬‬
‫(‪ )5‬لتخرج المبلئكة كالجن [إال األنبياء فهم يدركوف]‪.‬‬
‫(‪ )6‬لعلو أراد بالجهالة أف ذلك يختلف باختبلؼ المدركين‪ ،‬في حدة النظر كضعفو‪.‬‬

‫(‪)732/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ثم بين عليو السبلـ النوع الثاني بقولو‪( :‬كما غيرتو))(‪ ()7‬النجاسة‪ ،‬بأف أزالت)(‪ ()0‬أحد أكصافو كما‬
‫سيأتي فإف ىذين النوعين من المياه ينجساف (مطلقا))(‪ ()3‬سواء كاف الماء قليبل أـ كثيرا)(‪.()4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ككاف األحسن أف يقاؿ‪ :‬كما غيرتو تحقيقا أك تقديرا؛ ليدخل في التقدير الماء الكثير الذم خلط فيو‬
‫مثلو من البوؿ الذم ال رائحة لو‪ ،‬كنحو ذلك فإنو يحكم بنجاستو كإف لم يتغير بذلك أحد أكصافو؛ ألنو‬
‫في حكم المتغير رجوعا إلى التقدير عند تعذر التحقيق؛ إذ لو فرضنا رائحة للبوؿ تغير بو‪( .‬بهراف) (قرز)‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬ظهرت عليو بأحد أكصافها؛ ألف الماء صفة كاحدة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلقائل أف يقوؿ‪ :‬المجاكر ال يكوف إال في الكثير‪ ،‬فكاف األكلى أف يقوؿ‪ :‬مطلقا عائد إلى النوع‬
‫األكؿ فقط‪( .‬حثيث)‬
‫(‪ )4‬حتى تصلح في الكثير فقط‪ ،‬كمثلو في (البياف) (قرز) كقيل‪ :‬كلو صلح‪(.‬نجرم)‪ .‬بحرا أـ غديرا‪.‬‬

‫(‪)737/7‬‬
‫_____________________________‬

‫ثم ذكر عليو السبلـ النوع الثالث بقولو‪( :‬أك كقعت فيو) النجاسة في حاؿ كونو (قليبل))(‪ ()7‬فإنو‬
‫ينجس بوقوعها في جملتو‪ ،‬كلو لم يباشر كل أجزائو‪ ()0(،‬سواء تغير بها)(‪ ()3‬أك لم يتغير)(‪.()4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬راكدا‪( .‬فتح) (قرز)‬
‫(‪ )0‬ىذا حكاه عليو السبلـ في البحر عن الناصر‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأبي طالب‪ ،‬كالفريقين‪ ،‬كأحمد‪،‬‬
‫كإسحاؽ كغيرىم‪ .‬قالوا‪ :‬لخبرم (الولوغ) ك(االستيقاظ) ك(ال يبولن أحدكم في الماء الدائم) الخبر‪( .‬من‬
‫ضياء ذكم األبصار)‪.‬‬
‫(‪ ، )3‬كقاؿ القاسم‪ ،‬كاإلماـ يحيى‪ ،‬كابن عباس‪ ،‬كأبو ىريرة‪ ،‬كحذيفة‪ ،‬كعثماف‪ ،‬كسعيد بن المسيب‪،‬‬
‫كعكرمة‪ ،‬كابن أبي ليلى‪ ،‬كاألكزاعي‪ ،‬كالنخعي‪ ،‬كجابر بن زيد‪ :‬إنو ال ينجس الماء إال ما غير لونو‪ ،‬أك‬
‫طعمو‪ ،‬أك ريحو‪،‬سواء كاف قليبل أك كثيرا‪ .‬كاختار ىذا األمير الحسين‪ ،‬كالسيد يحيى بن الحسين‪ ،‬كاإلماـ‬
‫المهدم علي بن محمد‪ ،‬كالسيد الهادم بن يحيى‪ ،‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬خلق الماء طهورا‬
‫ال ينجسو إال ما غير لونو أك طعمو أك ريحو)‪.‬‬
‫(‪ )4‬خبلؼ ما ركم عن اثني عشر من أىل البيت عليو السبلـ‪ ،‬كخمسة عشر من المذاكرين‪ ،‬كجماعة‬
‫من الصحابة كالتابعين‪ ،‬كىو ظاىر الحديث الصحيح‪( .‬نجرم)‪ .‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬خلق‬
‫الماء طهورا ال ينجسو إال ما غير لونو أك ريحو أك طعمو)‪( .‬شرح فتح)‬

‫(‪)730/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الماء القليل (ىو ما ظن) المستعمل للماء (استعمالها))(‪ ()7‬أم‪ :‬استعماؿ النجاسة الواقعة فيو‬
‫(باستعمالو) أم‪ :‬باستعماؿ الماء‪ ،‬كىذا الحد ذكره األخواف‪ ،‬كاعترضو موالنا عليو السبلـ باعتراضين‪،‬‬
‫ذكرىما في الغيث)(‪ .()0‬ثم قاؿ‪ :‬فاألكلى أف يزاد في الحد)(‪ ()3‬فيقاؿ‪ :‬ىو ما ظن استعمالها‬
‫باستعمالو تحقيقا)(‪ ()4‬أك تقديرا)(‪ ()5‬ألجل قلتو)(‪.()6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك المجاكر‪.‬‬
‫(‪ )0‬األكؿ أنو قد يكوف قليبل‪ ،‬كال يظن استعمالها باستعمالو‪ ،‬نحو أف يكوف في نهر ممتد غير جار فتقع‬
‫النجاسة في طرفو‪ ،‬كيتوضأ في الطرؼ الثاني‪ ،‬فإنو يغلب في الظن أف النجاسة ال تستعمل باستعمالو كىو‬
‫قليل‪ ،‬فيخرج من الحد ما ىو منو‪ ،‬كىو ينقض طرد الحد‪ ،‬كالثاني‪ :‬أنو يلزـ دخوؿ الكثير في حد القليل‬
‫من حيث أنو لو كقعت نجاسة في جانب من الكثير‪ ،‬كاستعمل من الماء موضع النجاسة‪ ،‬فإنو يغلب في‬
‫الظن أف النجاسة مستعملة باستعمالو‪ ،‬مع كونو كثيرا فيدخل في المحدكد ما ليس منو‪ ،‬كىذا ينقض‬
‫عكس الحد‪(.‬غيث)‪.‬‬
‫(*)(مسألة) كإذا تغير الماء الكثير بنجاسة‪ ،‬ثم زاؿ تغيرىا‪ ،‬فإف كاف بوقوع طاىر عليو‪ ،‬أك زكاؿ بعض‬
‫منو‪ ،‬كالباقي كثير (قرز) فإنو يطهر‪ ،‬كإف كانت بوقوع التراب عليو فقوالف للشافعي [أحدىما أنو ساتر‬
‫فبل يطهر‪ ،‬الثاني‪ :‬مزيل] فإف كاف لبقاء الشمس عليو [كالريح‪( .‬قرز)] حتى زاؿ األثر طهر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كاختار اإلماـ شرؼ الدين تبقية الحد على ظاىره‪ ،‬كال يضر خركج النهر كالتلم الطويل عن حد‬
‫القليل؛ ألنو إذا استعمل التلم من طرفو اآلخر لم يغلب في ظنو استعماؿ النجاسة التي في الطرؼ اآلخر‬
‫فبل حرج‪( .‬شرح األثمار) (قرز) فيكوف حكمو حكم الكثير‪ ،‬كقد قيل‪ :‬إنما أراد اإلماـ عليو السبلـ‬
‫اعتراض حد الكثير بأنو ال يتطهر منو‪ ،‬قاؿ المؤلف‪ :‬كالظاىر من كبلمو خبلؼ ىذا التأكيل‪.‬‬
‫(‪ )4‬مجتمعا‪.‬‬
‫(‪ )5‬التلم الطويل‪.‬‬
‫(‪ )6‬لتخرج البئر‪.‬‬

‫(‪)733/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كأطلق القاضي زيد في الشرح‪ :‬أف حد القليل ما يغلب في الظن أف تستوعبو القوافل الكبار شربا‬
‫كطهورا)(‪ ()7‬كعكس ذلك كثير)(‪ ()0‬كحكاه في شرح اإلبانة عن الهادم‪ ،‬كقدرت القوافل)(‪ ()3‬بقافلة‬
‫بدر)(‪ ()4‬كىم ثبلث مائة كبضع عشرة كفرساف‪ ،‬كسبعوف)(‪ ()5‬راحلة)(‪.()6‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كفيو غاية اللبس؛ ألنا ال ندرم كم يغترفوف؛ كىل يكوف شربهم قبل االغتراؼ أك‬
‫بعده‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف الكثير قلتاف من قبلؿ(‪ ()7‬ىجر‪ ،‬القلتاف خمسمائة رطل‬
‫بالعراقي‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاغترافا‪.‬‬
‫(‪ )0‬كاالبار النابعة‪ ،‬كاألنهار الجارية‪ ،‬كالبرؾ الواسعة‪([ .‬برىاف)]‬
‫(‪ )3‬المقدر علي بن الحسين‪.‬‬
‫(‪ )4‬الكبرل‪ )*( .‬قاؿ في (المقاليد)‪ :‬كبدر اسم لماء في موضع بين مكة كالمدينة‪ ،‬ككاف لرجل يسمى‬
‫بدرا‪ ،‬فسمي بو‪ ،‬ككاف أىل بدر ثبلث مائة كثبلثة عشر رجبل‪ ،‬فيهم من المهاجرين ثبلثة كثمانوف رجبل‪،‬‬
‫كمن األكس أحد كستوف رجبل‪ ،‬كمن الخزرج مائة كسبعوف‪ ،‬ككاف الكفار تسعمائة كخمسين رجبل‪ ،‬كحضر‬
‫مع المؤمنين من مؤمني الجن‪ ،‬كحضر إبليس بنفسو‪ ،‬كالشياطين‪ ،‬ككفار الجن مع الكفار‪( .‬ترجماف)‬
‫(‪ )5‬البضع ػ [بكسر الباء من الثبلثة إلى العشرة‪ ،‬كبالفتح الجزء من الشيء‪ ،‬كبالضم لفرج المرأة] ػ من‬
‫الثبلث إلى التسع‪ ،‬كإف أضيف إلى العشرة فهو من الثبلثة عشر إلى التسعة عشر‪ ،‬كإف قاؿ‪ :‬بضع‬
‫كعشركف فهو من ثبلثة إلى تسعة كعشرين‪ )*( .‬كفي (الغيث) كستوف‪.‬‬
‫(‪ )6‬من اإلبل‪.‬‬
‫(‪ )7‬قرية قريبة من المدينة‪( .‬قاموس) [كانت تعمل فيها القبلؿ‪ ،‬كليست ىجر البحرين‪ ،‬كقيل‪ :‬قرية من‬
‫ببلد اليمن‪( .‬شرح القاضي زيد)]‪.‬‬

‫(‪)734/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الغزالي‪ :‬أك ذراع كربع طوال‪ ،‬كمثلو عرضا‪ ،‬كمثلو عمقا بالذراع الهاشمي)(‪.()7‬‬
‫كقالت الحنفية‪ :‬ما إذا تحرؾ جانبو لم يتحرؾ اآلخر‪ .‬قاؿ بعضهم‪ :‬باليدين‪ ،‬كبعضهم باالغتساؿ‪ ،‬كىو‬
‫الصحيح)(‪.()0‬‬
‫كفي مجمع البحرين‪ ()3():‬كيقدر بعشرة أذرع طوال‪ ،‬كمثلها عرضا كعمقا‪ ،‬بما ال ينحسر)(‪ ()4‬بالغرؼ‪.‬‬
‫قاؿ القاضي زيد‪ :‬ككبلـ الحنفية يقرب من قولنا)(‪ .()5‬كعن األمير علي بن الحسين لمذىب )الهادم‬
‫عليو السبلـ)‪ :‬أف حده ستة أذرع عرضا‪ ،‬كمثلها طوال‪ ،‬كمثلها عمقا‪.‬‬
‫تنبيو)(‪()6‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬ظاىر إطبلقهم(‪ ()7‬أنو يعمل في الكثرة كالقلة)(‪ ()8‬بالظن‪ ،‬سواء كافق الماء‬
‫قبل كقوع النجاسة فيو أـ بعد‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كالقياس أنو بعد كقوع النجاسة فيو ال يعمل إال بالعلم عند أبي طالب‪ ،‬كالظن المقارب لو عند‬
‫المؤيد باهلل؛ ألنو بعد كقوع النجاسة فيو انتقاؿ)(‪ ()9‬ال تبقية على األصل‪ ،‬كاإلنتقاؿ في باب الطهارة‬
‫إنما يعمل فيو بما ذكرنا كما سيأتي‪ ،‬فأما قبل كقوعها فإنو تبقية على األصل ال انتقاؿ‪ .‬كمثل ما ذكره‬
‫)عليو السبلـ) ذكره الفقيو علي‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الذراع ينقسم إلى قائم كىو أربعة كعشركف أصبعا‪ ،‬كل أصبع ست شعيرات مصفوفات بطوف بعضها‬
‫إلى بعض‪ ،‬الشعيرة ست شعرات من شعر البرذكف‪ .‬كىاشمي‪ :‬كىو اثناف كثبلثوف أصبعا‪ ،‬كىو ذراع‬
‫الحديد المستعمل في صنعاء اليمن كنواحيها‪ ،‬كأصلي كىو ست كثبلثوف أصبعا‪ .‬من (شرح القاضي‬
‫شمس الدين أحمد بن محمد الخالدم)‪.‬‬
‫(‪ )0‬على أصلهم‪.‬‬
‫(‪ )3‬للحنفية‪.‬‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬تنكشف األرض‪ .‬قيل‪ :‬باليدين‪ ،‬كقيل‪ :‬باإلناء‪.‬‬
‫(‪ )5‬على كبلـ القاضي زيد‪ ،‬كعلى تحديده‪.‬‬
‫(‪ )6‬حقيقة التنبيو لغة‪ :‬اإليقاظ‪ ،‬يقاؿ‪ :‬نبهتو تببيها‪ ،‬أم‪ :‬أيقظتو إيقاظا‪ .‬كاصطبلحا‪ :‬عنواف البحث اآلتى‪،‬‬
‫بحيث يعلم من السابق إجماال‪ ،‬كمن اآلخر تفصيبل‪( .‬شرح قواعد)‪.‬‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬أىل المذىب‪.‬‬
‫(‪ )8‬بكسر القاؼ‪(.‬قاموس)‬
‫(‪ )9‬يقاؿ‪ :‬إنما يكوف انتقاال حيث قد حكمنا بنجاستو‪ ،‬كىنا ال حكم فبل انتقاؿ‪( .‬مفتي)‪.‬‬

‫(‪)735/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قولو‪( :‬أك التبس))(‪ ()7‬يعني‪ :‬التبس ىل تستعمل النجاسة باستعمالو أـ ال‪ ،‬فإف ىذا الحق بما ال تلتبس‬
‫قلتو؛ ألف األصل القلة)(‪ ،()0‬كإذا التبس حاؿ الشيء رجع إلى أصلو‪.‬‬
‫ثم ذكر عليو السبلـ النوع الرابع من المياه المتنجسة حيث قاؿ‪( :‬أك متغيرا بطاىر)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىذا فيما كاف أصلو القلة ثم زيد عليو‪ ،‬كالتبس حالة بالكثرة‪ ،‬فاألصل القلة كالنجاسة‪ ،‬كإف كاف‬
‫الماء كثيرا ثم نقض منو فصار ملتبسا حالو‪ ،‬ثم كقعت فيو نجاسة فاألصل الكثرة كالطهارة‪( .‬بياف) (قرز)‬
‫(*) أصلي ال طارئ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬ما لم يعلم أصلو الكثرة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كأما المستعمل إذا كقعت فيو نجاسة فهل يكوف مثل ما تغير بطاىر أك يفرؽ بينهما ? الجواب‪ :‬أنو‬
‫مثل ما تغير بطاىر في أنو ال يتطهر بو؛ ألنو طاىر غير مطهر فأشبو المائعات‪( .‬من خط علي بن زيد)‬
‫كلفظ حاشية‪" :‬كيلحق بهذا نوع خامس‪ ،‬كىو المستعمل إذا كقعت فيو نجاسة فإنو نجس كإف كثر‪.‬‬
‫(ضياء ذكم األبصار) (*) غير مطهر‪( .‬قرز) كال بأصلو‪ ،‬كال مقره‪ ،‬كال ممره‪( .‬قرز) ألنو قاؿ في‬
‫(البحر)‪ :‬كال يضر تغيره بمطهر‪.‬‬

‫(*) ممازج(‪ )7‬االختبلط ال مجاكر (مفتي) (قرز) (‪ )7‬مائع‪ ،‬أك جامد يتفتت‪ ،‬كإال فهو المجاكر‪( .‬قرز)‬

‫(‪)736/7‬‬

‫_____________________________‬
‫( يعني‪ :‬أك كقعت فيو النجاسة في حاؿ كونو متغيرا بطاىر‪ ،‬كالمسك‪ ،‬كالكافور‪ ،‬كنحوىما)(‪ ()7‬فإنها‬
‫تنجسو (كإف كثر))(‪ ()0‬يعني‪ :‬الماء المتغير بالطاىر‪ ،‬فإنو كإف كثر حاؿ كقوع النجاسة فيو فإنو ينجس‪،‬‬
‫كال تنفع الكثرة حينئذ (حتى يصلح))(‪()3‬يعني‪ :‬يزكؿ تغيره‪ ،‬فمتى صلح طهر (كما عدا ىذه) األنواع‬
‫األربعة (فطاىر))(‪ ()4‬ال ينجس سواىا من المياه‪.‬‬
‫[شركط الماء الماء الرافع للحدث]‬
‫فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬النيل‪ ،‬كالصابوف‪ ،‬كالعود‪ ،‬كالعنبر‪ ،‬كالزعفراف‪ ،‬كماء الورد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬صوابو‪" :‬إف كثر" بحذؼ الواك‪[ .‬ىي كاك الحاؿ] [كلو جاريا‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )3‬راجع إلى النوعين [كىو "ما غيرتو مطلقا"‪ ،‬كقولو‪" :‬أك متغيرا بطاىر"‪(.‬قرز) ] كلذا عطف الثاني‬
‫بحرؼ التخبير‪ ،‬فمتى صلح الماء بأف زاؿ التغير الذم ىو السبب زاؿ المسبب الذم ىو الحكم عليو‬
‫في النجاسة‪ ،‬ىكذا ذكر ىذا اإلطبلؽ إمامنا عليو السبلـ في شرحو‪ ،‬كقد ذكره الفقيو حسين (الذكيد)‬
‫في شرحو على األزىار‪ ،‬كىو الذم حفظتو على المشايخ‪ ،‬كىو المفهوـ من إطبلقو في البحر عن العترة‪.‬‬
‫(شرح فتح)‬
‫(*) كلو بمعالجة‪ ،‬ما لم يكن ساترا كالمسك‪ ،‬كالتراب‪( .‬بياف) (قرز)‬
‫(‪ )4‬إشارة إلى خبلؼ أبي العباس في ماء الغسلة األكلى فيما ىو مستعمل لواجب كالوضوء‪ ،‬كغسل‬
‫الجنابة‪ ،‬فإنو يقوؿ بنجاستها كإف لم يكن في المغسوؿ نجاسة‪( .‬غيث)‪ )*( .‬كإنما خص أبو العباس‬
‫الغسلة األكلى؛ ألنو أزيل بها مانع من الصبلة‪ ،‬فأشبو غسل النجس‪ ،‬كإنما يقوؿ بنجاسة مائها بعد‬
‫اإلنفصاؿ ال قبلو‪.‬‬

‫(‪)737/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كإنما يرفع الحدث))(‪ ()7‬كالحيض‪ ،‬كالجنابة‪ ()0()،‬كالحدث المانع من الصبلة من المياه (مباح))(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كنحوه كغسل الميت‪ ،‬أك يثمر قربة كغسل عيد كجمعة‪( .‬فتح) (قرز) كقبل الطعاـ كبعده‪(.‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كالنفاس‪.‬‬
‫(‪ )3‬فائدة) كحكم النوبة (‪ )7‬إذا تقدـ اآلخر على األكؿ بغير رضائو حكم الغاصب كال يرفع حدثا‪ .‬عن‬
‫القاضي أحمد بن يحيى حابس‪ ،‬كقيل‪ :‬بل يرفع؛ ألف الماء ال يملك إال بالنقل كاإلحراز‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬ىو‬
‫غاصب للموضع؛ ألنو مستعمل للماء غير الموضع‪ )7(.‬كأما حكم النوبة في الحماـ فقرر سيدنا علي‬
‫بن أحمد رحمو اهلل أف حكم المتقدـ بغير رضاء ذم النوبة حكم الغاصب‪( .‬قرز) فإف قيل‪ :‬ما الفرؽ بين‬
‫النوبة في الحماـ‪ ،‬كالنوبة في المشترؾ? كجو الفرؽ‪ :‬أف النوبة في الحماـ قد ملك بالنقل كاإلحراز‪ ،‬كأما‬
‫في المشترؾ فبل يملك فافترقا‪(.‬قرز)‬
‫(*) (فائدة) في (شرح ابن (بهراف على األثمار) في التطهر بماء زمزـ‪ :‬حكى في البحر عن العترة‪ ،‬كأكثر‬
‫الفقهاء أنو ال يكره التطهر بو؛ الستعماؿ السلف إياه من غير نكير‪ ،‬كعن أحمد بن يحيى يكره؛ لقوؿ‬
‫العباس‪ :‬ال أحلو لمغتسل‪ ،‬كىو للشارب حبلؿ‪ .‬قلنا‪ :‬لعلو مع قلة الماء ككثرة الشارب منو‪.‬‬

‫(*) فإف توضأ في موضع مملوؾ بغير رضاء مالكو‪ ،‬أك في منهل مسيل للشراب‪ ،‬فقاؿ في الشرح‪،‬‬
‫كالفقيو محمد بن سليماف‪ :‬يجزئ مع اإلثم ػ [فعلى ىذا يجوز لو التيمم‪( .‬قرز) ] ػ ألنو عصى بغير ما بو‬
‫أطاع‪ ،‬كقاؿ الفقيو محمد بن يحيى‪ ،‬كالفقيو يحيى بن حسن‪ :‬ال يجزئ‪( .‬بياف) فإف أخذه من المنهل‬
‫كتوضأ خارجو جاز بو إجماعا‪ ،‬كإف كاف آثما بالدخوؿ باألخذ؛ ألنو كضع للشرب ال للوضوء‪ ،‬ذكره‬
‫اإلماـ المهدم أحمد بن يحيى عليو السبلـ‪ )*( .‬إذ ىو عبادة فتبطلو المعصية؛ ألف الطاعة استعمالو‬
‫كىو نفس المعصية‪ ،‬كال يلزـ أف يكوف كالوقوؼ بعرفة‪ ،‬كال يلزـ أف يكوف كالوقوؼ على المغصوب؛ ألف‬
‫ذلك آلة‪( .‬بحر) (*) كيجزم بماء الغير حيث جرت بو العادة‪ ،‬نحو ما ينزع من البئر إلى مقره أك ممره‪،‬‬
‫ما لم تعرؼ كراىة مالكو‪ ،‬أك كونو صغيرا أك نحوه‪( .‬قرز) يقاؿ‪ :‬يجرل على الصغير كنحوه كما يجرل‬
‫لو‪( .‬شامي) (قرز)‬

‫(‪)738/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( يحترز من المغصوب)(‪ ()7‬فإنو ال يرفع الحدث‪ ،‬خبلفا للفقهاء)(‪ ،()0‬كالمعتزلة‪ ،‬كإنما يصير مغصوبا‬
‫بعد أف ملك‪ ،‬كسيأتي بياف ما يملك بو الماء (طاىر) ال متنجس فإنو ال يرفع الحدث‪ ،‬كال بد مع كونو‬
‫مباحا طاىرا من أف يكوف مما (لم يشبو) أم‪ :‬لم يختلط بو (مستعمل)(‪ ()3‬لقربة)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كبلـ (البياف)‪( :‬مسألة) كيجوز الوضوء بماء اآلبار كالمناىل كاألراضي المملوكة بغير إذف أىلها إذا‬
‫أخذ الماء إلى خارج (‪ )7‬على األصح خبلؼ الوافي(‪ )0‬كأحد قولي المؤيد باهلل (‪ )3‬فإف توضأ في‬
‫موضع مملوؾ بغير رضاء مالكو‪ ،‬أك في منهل مسبل للشرب فقط‪،‬فقاؿ القاضي زيد‪ ،‬كالفقيو محمد بن‬
‫سليماف‪ :‬إنو يجزئو مع اإلثم؛ ألنو عصى بغير ما بو أطاع‪ ،‬كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ ،‬كالفقيو محمد بن‬
‫يحي‪ :‬ال يجزيو‪ ،‬كإف توضأ من إناء فضة (‪ )4‬أك مغصوب أجزأ عند أبي طالب خبلؼ المؤيد باهلل‪.‬‬
‫(بياف) (‪ )7‬لكن يأثم الداخل إال بإذف مالكو‪ ،‬أك ما في حكم االذف من جرم عرؼ أك ظن رضاء‪.‬‬
‫(شرح أزىار من الشركة بلفظو) (قرز) (‪ )0‬كذلك ألف أصل الماء باؽ على اإلباحة ما لم يكن منقوال‬
‫محرزا في اآلنية كنحوىا بدليل قولو ‪(:‬الناس شركاء في ثبلث الماء‪ ،‬كالنار‪ ،‬كالكبلء) كىذا قوؿ الهدكية‪،‬‬
‫كأخير قولي المؤيد باهلل‪( .‬بستاف)‪ )3( .‬ألنو ملك ال يستثنى منو شرب كال طهور‪ )4( .‬كلو داخل اإلناء‬
‫خبلؼ ما في (البستاف)‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ال يجزيو‪.‬‬
‫(‪ )0‬الثبلثة دكف ابن حنبل‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالمستعمل‪ :‬ىو ما الصق البشرة‪ ،‬كانفصل عنها‪ ،‬كرفع حكما‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كالمستعمل‪ :‬ما ينفصل بعد مبلصقة البشرة‪ ،‬كأما قبل مبلصقة البشرة فبل يسمى مستعمبل‪ ،‬ككذا‬
‫قبل انفصالو‪ ،‬كفي (الغيث)‪ :‬ال عبرة باالتصاؿ كاالنفصاؿ؛ ألنو لو أحدث كعلى كجهو أك لحيتو ماء‬
‫فأجراه على كجهو ألجل الحدث لم يكفو؛ ألنو مستعمل كإف لم ينفصل‪( .‬شرح فتح) كالجسم كالعضو‬
‫الواحد في الغسل؛ ألنو صلى اهلل عليو كآلو حين رأل لمعة من جسده بعد اغتسالو أخذ الماء من شعره‪،‬‬
‫ثم ذلك بو تلك اللمعة‪ )*( .‬كما توضأ بو الصبي ال يكوف مستعمبل‪( .‬قرز) كىي ما افتقرت إلى النية‪.‬‬
‫(صعيترم)‪.‬‬

‫(‪)739/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( كىو الذم توضأ بو متوضئ لفرض)(‪ ()7‬أك نفل ال للتبرد)(‪.()0‬‬


‫كاختلف في الماء الذم طهر عنده المحل ػ فقاؿ اإلماـ يحي‪ ،‬كعلي خليل‪ ،‬كأكثر أصحاب الشافعي‪:‬‬
‫إنو مستعمل‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو قوم للمذىب‪ ،‬كالوجو اآلخر ألصحاب الشافعي أنو ليس بمستعمل‪.‬‬
‫قاؿ أبو طالب‪ :‬كحكم المستعمل أنو طاىر غير مطهر)(‪.)3‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل أخيرا‪ :‬إنو طاىر مطهر)(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الغسلة األكلى في الوضوء كالجنابة‪ )*( .‬كالنفل كالثانية كالثالثة‪.‬‬
‫(‪ )0‬فرع) كما غسل بو الثوب أك البدف الطاىراف للنظافة فغير مستعمل‪ ،‬كإف تغير الماء كاف كالذم تغير‬
‫بطاىر على ما يأتي‪( .‬بياف) (*) كلو رفع الدرف‪( .‬قرز) (*) ما لم يتغير‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كإنما كاف غير مطهر ألنو زاؿ عنو اسم الماء‪ ،‬كلقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال يتوضأ الرجل بفضل‬
‫كضوء المرأة‪ ،‬كال المرأة بفضل كضوء الرجل) كأراد ما يتساقط دكف ما فضل في اإلناء لحصوؿ اإلجماع‬
‫على جواز الوضوء بو‪( .‬زىور لفظا))‬
‫(*) (فرع) كمن كجد ماء ال يكفيو‪ ،‬كمعو دكنو مستعمل إذا خلط بو كفاه‪ ،‬فاألقرب كجوب الخلط‪( .‬بياف‬
‫بلفظو)‪ .‬قلت‪ :‬أك أكثر‪ ،‬كيضع منو دكف القراح‪ ،‬ألنو يعتبر في نفسو على أصح احتمالين‪ ،‬في‬
‫(الكواكب)‪ :‬كالمختار أنو يبطل حكم األكؿ(‪ )7‬بوركده قليبل قليبل كما مر لصاحب الكتاب في باب‬
‫المياه‪ )7( .‬كاألكؿ في ىذا ىو المستعمل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كىو مذىب زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالسيد أبو عبد اهلل الداعي‪ ،‬كالمنصور باهلل في أحد قوليو ذكره‬
‫في (الشفاء)‪ ،‬كىو اختيار إمامي زماننا المنصور باهلل القاسم بن محمد عليو السبلـ‪ ،‬ككلده اإلماـ المؤيد‬
‫باهلل‪ .‬كحكم المستعمل طاىر؛ ألنو لم تبلقو نجاسة‪ ،‬كغير مطهر ألف الصحابة كانوا ال يلتمسوف فضبلت‬
‫كضوءىم لشدة الحاجة إليها‪ ،‬كقاؿ مئتا عالم‪ ،‬منهم أربعة عشر من الصحابة‪ ،‬كأربعة عشر من أىل‬
‫البيت‪ :‬إنو طاىر مطهر‪( .‬من حواشى (الهداية) ‪،‬‬

‫(‪)742/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬إنو كالمغصوب يزيل النجس‪ ،‬كال يرفع حكم الحدث‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم إنا بينا أف المستعمل إذا اختلط بغيره لم يضر‪ ،‬مهما كاف دكنو ال (مثلو)(‪ ()7‬أم‪:‬‬
‫مثل ما لم يستعمل فصاعدا)(‪ )0‬فإنو يصير بذلك الحقا بالمستعمل في أنو طاىر غير مطهر‪ ،‬كىو الذم‬
‫صحح للمذىب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيشترط العلم في كونو مثلو أك أكثر‪ ،‬ذكره في (شرح األثمار) كقيل‪ :‬بل يكفي الظن لتعذر العلم‪.‬‬
‫(*) كيبل ال كزنا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كأما لو شاب القراح ماء كرد أك كرـ فإف غيره فطاىر‪ ،‬كإف لم يغيره فلعلو يعتبر أف يكوف مثل القراح‬
‫فيمنع التطهير‪ ،‬كإف كاف دكنو فبل‪ ،‬كىذا ىو المختار‪ ،‬كىو الذم في (البحر)‪ .‬كفي (شرح الفتح)‪ :‬إذا‬
‫قدر أنو لو كاف لو رائحة لغير منع التطهر بو‪ ،‬كقيل‪ :‬يقدر لو كاف لو رائحة كنحوىا ىل تغير منع‪ ،‬أك ال‬
‫فبل‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (*) كحد الزيادة ما يمكن استعمالها في حكم شرعي‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫(قرز)‬

‫(‪)747/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كعن األمير علي بن الحسين أنو إذا كاف مثلو فهو مطهر‪ ،‬كىذا الخبلؼ راجع إلى ترجيج جنبة‬
‫الحظر)(‪ )7‬أك اإلباحة (فإف التبس)(‪ )0‬األغلب) من المستعمل كغيره)(‪ )3‬إذا اختلطا (غلب األصل)‬
‫كىو الذم طرأ عليو غيره‪ ،‬فإف كاف المستعمل الطارئ كالتبس أم األغلب الطارئ أك المطركء عليو‬
‫غلب المطركء عليو؛ ألف األصل فيو التطهير)(‪.)4‬‬
‫كإف كاف الطارئ غير المستعمل فالعكس‪ .‬فإف أكردا معا‪ ،‬أك التبس الطارئ جاء الخبلؼ)(‪ )5‬في ترجيح‬
‫جنبة الحظر أك اإلباحة‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كالصحيح ترجيح الحظر‪ .‬كقد بيناه بقولنا‪( :‬ثم الحظر))(‪ )6‬يغلب على اإلباحةا)‬
‫حيث تعذر ترجيح األصل بما تقدـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيبطل حكم األقل على األصح‪( .‬بياف) (قرز)‬
‫(‪ )0‬فلو اختلط(‪)0‬بمطلق (‪ )7‬فالحكم لؤلغلب‪ ،‬كيبطل حكم األقل‪ ،‬كعلى ىذا جرل اإلجماع الفعلى‬
‫في برؾ البوادم كنحوىا فإنو يكثر فيها االستعماؿ حتى يغلب في الظن بل يقطع بأف المستعمل(‪)0‬‬
‫أكثر مما ال يستعمل‪( .‬سماع شامي )‪[ .‬قلنا‪ :‬بل يبطل حكم األقل‪ ،‬كاألقل في ىذا ىو المستعمل‪.‬‬
‫(قرز) ]‪ )7( .‬فلو كاف األقل غير مستعمل ثم لحقو مستعمل حتى صار ىو الغالب صار مستعمبل كلو‪.‬‬
‫(كواكب) ك(بياف) إذ قد صدؽ عليو قولو‪ :‬أنو قد شابو من المستعمل مثلو فصاعدا‪(.‬حاشية سحولي)‬
‫كقرره (المفتي)‪[ .‬المختار أف يبطل حكم األقل‪( .‬قرز) ] (‪ )0‬يقاؿ‪ :‬ماء مطلق‪ ،‬أم‪ :‬غير مضاؼ نحو‬
‫ماء الكرـ‪ ،‬كنبيذ التمر كاللبن‪( .‬شرح الهداية)‪ )*( .‬أك علم ثم التبس‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬القراح‪.‬‬
‫(‪ )4‬بل ألجل العادة فإنو يصب القليل على الكثير‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )5‬في أصوؿ الفقو‪.‬‬
‫(‪ )6‬كاعلم أنو ال يغلب حظر في جميع األحكاـ مع كجود أصل‪( .‬دكارم)‪( )*( .‬كفي ضوء النهار)‬
‫ك(شرح محيرسي) األكلى اإلباحة‪.‬‬
‫(‪ )7‬فيما ال تبيحو الضركرة (‪ )7‬في األصل‪[.‬في األكل‪ .‬نخ ] (‪ )7‬كما يأتي في قولو‪" :‬إال أف تزيد آنية‬
‫الطاىر"‪.‬‬

‫(‪)740/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ثم ذكر عليو السبلـ الثالث)(‪ )7‬من شركط الماء الذم يرفع الحدث بقولو‪) :‬كال غير بعض أكصافو)‬
‫أم‪ :‬أكصاؼ الماء التي ىي الريح‪ ،‬كالطعم‪ ،‬كاللوف)(‪( )0‬ممازج))(‪ )3‬ألجزاء الماء‪ ،‬كىو المتصل بو من‬
‫غير خلل بينهما)(‪ )4‬ال مجاكر‪ ،‬كىو المتصل بو مع خلل‪ ،‬ذكر ىذا التفسير اإلماـ يحي‪ ،‬فعلى ىذا ال‬
‫يصح التطهر بماء الورد)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو‪ :‬الرابع‪ ،‬كما في البحر فتأمل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬تحقيقا أك تقديرا‪ ،‬كماء الورد الذم ذىبت ريحة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬الممازج يكوف باللوف كالطعم‪ ،‬كالمجاكر ال يكوف إال بالريح فقط‪ ،‬كقيل‪ :‬الفرؽ على كبلـ الفقيو‬
‫يوسف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬الخلل‪ :‬الفرجة بين الشيئين]‪.‬‬
‫(‪ )5‬فأما لو جعل ماء الورد على أعضاء الوضوء ثم توضأ أجزأه الوضوء (‪ )7‬إذ ال يمازج الماء إال بعد‬
‫اإلجزاء‪( .‬حثيث) (قرز) (‪ )7‬حيث لم يتغير بو الماء‪( .‬قرز)‬
‫(*) كفي (البياف) قبيل (كيسن في الوضوء ) ما لفظو "كيجب إزالة ما يتغير بو الماء من الخضاب كنحوه‬
‫عند غسل العضو‪( .‬بلفظو)‪ .‬ال عند المسح إذ ال دلك‪ ،‬فانتفت العلة كىي تغير الماء‪ ،‬بخبلؼ‬
‫المغسوؿ فهو يتغير بالدلك‪( .‬قرز)‬

‫(*) يعني‪ :‬ما اختلط بو‪ ،‬إذا تغير بو الماء‪( .‬قرز)‬

‫(‪)743/7‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ ،‬كأما ماء الكرـ‪ ،‬كسائر أعواد الشجر)(‪ )7‬فبلحق بماء الورد)(‪ )0‬عند أكثر األئمة كالفقهاء‪ ،‬حكاه في‬
‫االنتصار‪ ،‬كأجازه المنصور باهلل)(‪.)3‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كقواه األمير الحسين‪.‬‬
‫كقد قاؿ الفقيو يحيى البحيبح في كيفية التفرقة بين الممازج كالمجاكر‪ :‬بأف يحمل في إناء من ىذا‬
‫المتغير إلى بعد)(‪ )4‬فإف كجد الريح في الذم حمل باقيا فهو الممازج‪ ،‬كإال فهو المجاكر‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يوسف‪ :‬إذا كاف الذم تغير بو الريح)(‪ )5‬مائعا أك جامدا يتفتت فهو الممازج‪ ،‬كالمجاكر‬
‫بخبلفو)(‪ ،)6‬أشار إلى ىذا في التحرير)(‪ ،)7‬كفى الشرح‪ ،‬كفي اللمع‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كمثلو ما قطر من سقف الحماـ‪ ،‬كأعواد الشجر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬قاؿ في التقرير‪ :‬ككذا إذا تغير الماء بأنواع الطيب فهو بالمجاكرة فقط‪ ،‬كىكذا لو سخن الماء في‬
‫جرة الخمر بعد غسلها [كبعد الحاد المعتاد‪( .‬قرز) ] أك في جرة الخل بعد جفافها‪ ،‬أك في إناء ماء‬
‫كرد‪ ،‬أك في إناء عجين كقد أثر العجين فيو فتغير ريح الماء بذلك‪ ،‬فهو بالمجاكرة‪ .‬كيعفى عن‬
‫اليسير(‪ )7‬من التغير الذم ال يمكن صوف الماء منو‪ ،‬كقطرة ماء كرد في جرة‪( .‬غيث) (قرز) مع عدـ‬
‫التغير‪( .‬مجاىد) (قرز) (‪ )7‬ظاىر األزىار أف الممازج ال يعفى عنو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬ألنو ال فرؽ بين أف يكوف من شجر أك حجر]‪.‬‬
‫(‪ )4‬إذا كاف في الريح‪.‬‬
‫(‪ )5‬كأما الدخاف فهو مجاكر ال ممازج‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كلفظ البحر‪" :‬فإف غيره كلم يمازجو كالدىن المطيب‪ ،‬كالعود‪ ،‬كالكافور‪ ،‬كإناء تسخينو فطهور عند‬
‫أبي حنيفة‪ ،‬كقوؿ للشافعي؛ لعدـ الممازج‪( .‬لفظا) (*) كدخاف النجاسة‪ )*( .‬مثل عود األراؾ‪ ،‬كالعود‪،‬‬
‫كالمصطكى‪( .‬قرز) [فإنو يكوف مجاكرا‪( .‬قرز) ]‪.‬‬
‫(‪ )7‬ألبي طالب‪.‬‬

‫(‪)744/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كلما كاف الماء قد يتغير بممازج كال يخرج عن كونو طهورا استثناه عليو السبلـ بقولو‪( :‬إال مطهر))(‪)7‬‬
‫كىو نحو التراب)(‪ ،)0‬كماء البحر‪ ،‬كالثلج)(‪.)3‬‬
‫كذلك ملح البحر)(‪ )4‬ذكره المنصور باهلل‪ ،‬كأبو مضر‪ ،‬كأصحاب الشافعي؛ ألف أصلو الماء‪ ،‬فإذا تغير‬
‫بو الماء لم يخرجو عن كونو مطهرا (أك سمك))(‪ )5‬فإنو إذا تغير الماء بميتة السمك)(‪ )6‬لم يخرج عن‬
‫كونو طهورا)(‪.)7‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ ،‬كقد خرج أبو مضر)(‪ )8‬أنو ينجس الماء إذا كاف للسمك دـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬غير الريق في (‪)7‬موضعو‪ ،‬فكاف ينبغي أف يقاؿ‪ :‬غالبا‪( .‬قرز) (‪ )7‬في غير موضعو‪ .‬نخ‪.‬‬
‫(‪ )0‬منبت‪[ .‬غير السبخ]‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالبرد‪ ،‬كالطل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬المقرر في ملح البحر (‪ )7‬أنو يمنع من التطهر بو‪ .‬مجاىد (قرز) كإال لزـ التطهر بماء الورد؛ ألف‬
‫أصلو الماء‪( .‬حاشية سحولي) (‪ )7‬كالبر أيضا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬في (شرح البحر)‪ :‬جميع ما حل من حيوانات البحر‪ )*( .‬كلو في غير موضعو‪(.‬نجرم)‪ ،‬كلو كاف ذا‬
‫دـ ألنو لطهارة دمو أشبو الذم ال دـ لو‪( .‬صعيترم) (قرز)‬
‫(‪ )6‬فرع) فلو تفسخت أجزاء السمك الطافي في الماء حرـ شربو ال التطهر بو‪ ،‬ككذا ما يشرب بدكابو‬
‫الصغار كالقملة كنحوىا فبل يحل شربو معها‪ ،‬كيجوز التطهر بو‪ ،‬كلو أتلفها ذكره في الكشاؼ‪( .‬بياف)‪.‬‬
‫كيجوز تسخين الماء كلو أتلفها‪ .‬كفي البحر‪ :‬يجوز التطهر بو كشربو‪.‬‬
‫(‪ )7‬كأما الجراد إذا تغير بو الماء فإنو برم فيخرج عن كونو طهورا‪ ،‬إال أف يتعذر االحتراز منو فبل يخرج‬
‫عن كونو طهورا‪ .‬كظاىر األزىار كلو تعذر االحتراز منو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬من مسألة الضفدع‪ .‬كىي تخريج ضعيف؛ ألف ىذا يحل أكلو بخبلؼ الضفدع‪ )*( .‬للمؤيد باهلل‪.‬‬

‫(‪)745/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(أك متوالد فيو))(‪ )7‬أم‪ :‬في الماء‪ ،‬فإف ما كاف متوالدا في الماء إذا مات فيو)(‪)0‬كغيره لم يضر ذلك‬
‫التغير)(‪ ،)3‬كال يكفي كونو متوالدا في الماء‪ ،‬بل ال بد من كونو أيضا مما (ال دـ لو))(‪ )4‬فأما إذا كاف‬
‫ذا دـ سائل)(‪ )5‬تنجس الماء بموتو فيو‪.‬‬
‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كابن أبي الفوارس‪ :‬ما ال يعيش إال في الماء لم ينجس بموتو فيو‪ ،‬كلو كاف ذا‬
‫دـ‪.‬‬
‫(أك أصلو))(‪ )6‬يعني‪ :‬أف الماء إذا تغير بأصلو‪ ،‬كىو منبعو‪ ،‬نحو أف يكوف نابعا من معدف ملح أك غيره‪،‬‬
‫فيتغير بمجاكرتو بعض أكصافو فإف ىذا التغير ال يضر لتعذر االحتراز‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كحاصل المسألة في المتولد‪ :‬ال يخلو إما أف يكوف ذا دـ أـ ال‪ ،‬مما يؤكل لحمو أـ ال‪ ،‬إف كاف مما‬
‫يؤكل فالماء طاىر بممازجتو‪ ،‬سواء كاف حيا أـ ميتا‪ ،‬ذا دـ أـ ال‪ ،‬كإف كاف مما ال يؤكل لحمو كال دـ لو‬
‫فكذلك(‪ )7‬كإف كاف ذا دـ كتغير بموتو فإنو يخرج الماء عن كونو طاىرا مطهرا فيصيره متنجسا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬طاىر‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك مات في غير ما توالد فيو فإنو طاىر‪ .‬كظاىر الشرح في موضعو فقط‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال يحل شربو لما فيو من أجزاء ميتة السمك‪ .‬ألنو قد صار مستخبثا‪( .‬بستاف) (قرز)‬
‫(*) من غير فرؽ بين المأكوؿ كغيره‪( .‬زىور) (قرز)‬
‫(‪ )4‬إذا كاف ال يؤكل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬ظاىره كلو مأكوال‪ ،‬كىو مركم عن (الزىور) كىذا بناء على أف السمك نوع خاص‪ ،‬كقيل‪ :‬ما لم‬
‫يكن مأكوال‪( .‬تكميل)‪.‬‬
‫(‪ )6‬كال ينجس‪ ،‬كلو كقعت عليو نجاسة حاؿ التغير‪( .‬قرز)‬

‫(‪)746/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كمثل ذلك قولنا‪( :‬أك مقره أك ممره))(‪ )7‬فالمقر‪ :‬نحو أف ينتهي إلى حفير فيتغير‬
‫بمجاكرة ذلك الحفير‪ ،‬أك بأصوؿ شجر نابت فيو‪.‬‬
‫كالممر ىو مجراه فإذا تغير الماء بمجاكرتها‪ ،‬أك بما ىو ثابت فيها لم يخرجو عن كونو طهورا‪ ،‬فأما لو‬
‫قدرنا أنو في أصل شجرة فسقط من أكراقها)(‪ )0‬ما تغير بو الماء فالذم صحح للمذىب أنو يمنع من‬
‫التطهر بو)(‪.)3‬‬
‫كقاؿ علي خليل‪ :‬كركم عن القاسم)(‪ )4‬أنو يجوز التطهر بو‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو األرجح عندم؛ ألف تعذر االحتراز عنو في رأس الشجرة ال ينقص عن‬
‫تعذره في أصلها‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫__________‬
‫(‪ ، )7‬كقاؿ المؤلف‪ :‬ككذا البرؾ التي تغير بطوؿ المكث مع االستعماؿ بحيث أف المكث كحده لم‬
‫يكن لو تأثير‪ ،‬ككذا االستعماؿ كحده‪ ،‬كإنما المؤثر مجموعهما قيحكم بطهارتها‪ ،‬كذلك مشاىد في كثير‬
‫من البوادم فافهم ىذه النكتة‪( .‬كابل معنى) فأما لو كاف لمجرد االستعماؿ فقط فإنو يكوف طاىرا غير‬
‫مطهر‪( .‬قرز) كإذا تغير الماء بالمكث فقط لم يخرج عن كونو مطهرا‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) كيشهد لو‬
‫ما أخرجو من حديث ابن الزبير أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم غسل كجهو يوـ أحد بماء آجن‪ .‬أم‪:‬‬
‫متغير‪( .‬ضوء النهار) (*) كمثلو تغير ماء الظرؼ الجديد بما كضع فيو من دىن أك قرض‪[ .‬ىبل] كلعل‬
‫تغير ماء البرؾ بالدىن أك النوره عقيب العمارة كذلك‪ .‬كفي (حاشية المحيرسي)‪ :‬كأما ما يستغنى عنو‬
‫الماء‪ ،‬كيمكن االحتراز منو كدىن القضاض كنحوه فلو حكم سائر المغيرات‪( .‬محيرسي) كأما لو تغير‬
‫بالرائحة فقط لم يمنع التطهر بو كإناء فيو أثر عجين‪( .‬بياف معنى) (قرز) (*) كلو أمكن تحويل المجرل‪،‬‬
‫أك المقر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬أك حملو السيل أك الريح على الخبلؼ‪ ،‬ال لو كانت متدلية فركعها فبل يضر ذلك اتفاقا‪( .‬قرز) (*)‬
‫أك ثمارىا‪.‬‬
‫(‪ )3‬مع الممازجة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كقواه (الشامي)‪ ،‬كتي‪ ،‬كالمتوكل على اهلل‪ ،‬كالسحولي‪.‬‬

‫(‪)747/7‬‬

‫_____________________________‬

‫إذا أخذ الطحلب)(‪ )7‬من موضع فألقي في ماء آخر فتغير‪ ،‬فقاؿ علي خليل‪ :‬إنو يجوز)(‪ )0‬التطهر‬
‫بو)(‪ )3‬ألف ما عفي عنو لتعذر االحتراز عفي عنو كإف لم يتعذر‪.‬‬
‫كقاؿ في الزكائد‪ ،‬كاالنتصار‪ :‬إنو ال يعفى عنو‪.‬‬
‫كالطحلب‪ :‬شجر ينبت في الماء‪ ،‬كقاؿ الفقيو يوسف‪ :‬ىي الخضرة التي تعلق بالجدار‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلما فرغنا من بياف ما يرفع الحدث ذكرنا ما يرفع النجس في قولنا‪( :‬كيرفع‬
‫النجس))(‪ )4‬أم‪ :‬كيرتفع النجس بالماء الجامع لتلك القيود (كلو مغصوبا))(‪ )5‬فإنو يرفع النجس كإف‬
‫لم يرفع الحدث‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الطحلب بضم الطاء‪ :‬ىو الخضرة التي تعلق الماء‪ ،‬ال ما قيل أنو نبت يعلق الماء لو كرؽ صغار(‪)7‬‬
‫قذلك يقاؿ لو‪ :‬عرمض كما ىو في بيت أمرئ القيس(‪ )0‬ذكر ىذه اللفظة في الديواف كالصحاح كالضيا‬
‫بتقديم الحاء على البلـ‪ ،‬قاؿ في الضيا بضم الطاء كالبلـ كبضم كفتح‪( .‬بستاف)‪ )7( .‬كىو الطحلب في‬
‫العرؼ‪ )0( .‬كما يأتي أكؿ التيمم كىو قولو‪:‬‬
‫تيممت العين التي جنب طارح ***يفيء عليها الطل عرمضها طامي]‬
‫(*) أك المتوالد فيو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬قاؿ في تعليق المذاكرة‪ :‬ال يجوز التيمم منو بعد يبسو‪ .‬ذكره القاضي زيد ]‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىو ظاىر األزىار في قولو‪" :‬أك متوالد فيو"‪.‬‬
‫(‪ )4‬صوابو يزيل؛ ألف الرفع للحكم‪ ،‬كاإلزالة للنجس‪ )*( .‬الفرؽ بين النجس كالحدث ػ أف الحدث‬
‫عبادة فبل يرفعو إال مباح‪ ،‬كيحتاج إلى نية‪ .‬كالنجس ديانو محضة‪ ،‬فيصح بالمغصوب‪ ،‬كال يحتاج إلى‬
‫نية‪ ،‬فالفرؽ بينهما من كجوه‪ ،‬األكؿ‪ :‬أف العبادة كالمعصية ال يجتمعاف‪ .‬الثاني‪ :‬أف الديانة ال تحتاج إلى‬
‫نية‪ ،‬الثالث‪ :‬أف الديانة تصح من الصبي كنحوه‪ ،‬الرابع‪ :‬أف الديانة تصح االستنابة فيها بخبلؼ العبادة‬
‫(‪ )5‬كىو إجماع]كيوجب الضماف كاإلثم‪( .‬قرز)‬

‫(‪)748/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كاألصل في ماء)(‪ )7‬التبس مغيره الطهارة))(‪ )0‬يعني‪ :‬إذا كجد ماء متغير‪ ،‬كلم يعلم بماذا تغير أبنجس‪،‬‬
‫أـ بطاىر‪ ،‬أـ بمكث ػ فإنو يحكم باألصل‪ ،‬كأصل الماء الطهارة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ما تكتب متصلة إذا كانت نفيا‪ ،‬كمنفصلة إذا كانت اسما كما ىنا‪ ،‬كذا عن (شامي) كالفلكي عن‬
‫كالده‪[ .‬ىذه الحاشية على اعتبار أف اللفظ في األزىار (كاألصل في ما التبس) كلكن الصحيح أف لفظ‬
‫المتن (في ماء) فبل حاجة لهذه الحاشية‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالتطهير‪ .‬تمت(تذكرة) (قرز) ] حق العبارة أف يقاؿ‪ :‬فيما لم يعلم مغيره‪( .‬ضوء النهار)‪.‬‬
‫(*)ال إذا التبس ىل ماء أك غيره فبل يجوز التطهر بو كىو مفهوـ األزىار (قرز)‬
‫(*) كلو علم كقوع النجاسة فيها ما لم يظن تغيره ألجلها كال أحفظ فيو خبلفا‪.‬‬
‫(*) كىل يجب على من اشترل ثوبا أف يسأؿ بائعو عن طهارتو أك ال? قاؿ ابن العباس في كفايتو‪ :‬يجب‬
‫(ىذا على ذىني من الكفاية) ثم طلبتو فلم أظفر بموضعو منها‪ ،‬قلت‪ :‬كالقياس يقتضي أنو ال يجب ألف‬
‫األصل الطهارة فيستصحب الحاؿ‪ ،‬يعضد ذلك ما كرل أف عمر بن الخطاب مر ىو كآخر معو على ماء‬
‫قليل فسأؿ الراعى عن الماء أطاىر ىو أـ ال? فزجر عمر الراعي عن الكبلـ‪ ،‬كتوضأ استصحابا للحكم‪.‬‬
‫(غيث)‪[ )*(.‬استصحابا للحاؿ‪ .‬نخ]‪.‬‬

‫(‪)749/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيترؾ) من المياه (ماء إلتبس بغصب أك متنجس))(‪ )7‬مثالو‪ :‬أف يكوف معو آنية فيها ماء‪ ،‬فبعضها‬
‫طاىر‪ ،‬كبعضها متنجس أك مغصوب‪ ،‬فالتبس أيها الطاىر‪ ،‬أك المباح فإنها تترؾ جميعا‪ ،‬كيعدؿ إلى‬
‫التيمم)(‪ ،)0‬أما حيث التبس المباح بالمغصوب)(‪ )3‬فالترؾ كاجب كإف كثرت آنية المباح)(‪.()4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يقاؿ‪ :‬إف الماء مثلي فهبل كاف لو أخذ حصتو ? إذ من حكم المثلى إذا التبس بعضو ببعض قسم‬
‫كقسمتو إفراز?‪ .‬يقاؿ‪ :‬إنما يقسم بعد الخلط كىذا ال خلط‪ .‬كقيل الحيلة في جواز التوضئ بو أف يخلط‬
‫الماء الحبلؿ كالغصب‪ ،‬ثم يقسمو على قدر الحبلؿ كالغصب؛ ألف الماء مثلي في األصح‪ ،‬كما سيأتي‪،‬‬
‫ككاف شريكا‪ ،‬كللشريك أخذ نصيبو في غيبة شريكو فيما قسمتو إفراز‪ ،‬كللمالك كذلك‪( .‬حثيث)‬
‫كالمختار الصحة مع اإلثم‪( .‬قرز) كال يصح قسمتو‪ ،‬كلو كانت إفرازا؛ ألف القسمة ال تكوف إال بعد‬
‫الخلط‪ ،‬كىنا كل كاحد متميز‪ .‬كفي (الغيث)‪ :‬ألنو ال يلزـ الغير اجتهاده‪ .‬كقيل‪ :‬ألنو اجتمع كاجب‬
‫كمحظور‪ .‬كإذا خلطو أثم‪( .‬شامي)‪.‬‬
‫(‪ )0‬بعد إراقتها ندبا [في المتنجس]‪..‬‬
‫(‪ )3‬أك نحوه كالوديعة‪( .‬قرز) (*) كيشترط كثرة اآلنية‪ ،‬فإف استويا لم يتحر؛ ألنو إذا كثر الطاىر كاف‬
‫حكمو أغلب‪ ،‬بخبلؼ مسألة الثياب فيتحرل مع االستواء؛ إذ ال تحريم في لبس المتنجس بخبلؼ‬
‫استعماؿ المتنجس‪( .‬شرح فتح) (قرز)‬
‫(*) كالفرؽ بين النجس كالمتنجس من كجوه ثبلثة‪ ،‬األكؿ‪ :‬أنو ال يشترط في البئر المتنجسة إسالة ماء‬
‫طاىر‪ ،‬بل يكفي النضوب بخبلؼ النجس‪ .‬الثاني‪ :‬أنو يشترط في المستعمل أف يكوف لو أصل في‬
‫التطهير‪ .‬الثالث‪ :‬أنو ال يجب استعاؿ الحاد المعتاد في المتنجس‪ ،‬بخبلؼ النجس‪.‬‬
‫(‪ )4‬كال يقبل العدؿ كما يأتي في اإلبراء في قولو‪" :‬كيعمل بخبر العدؿ في إبراء الغائب ال أخذه"‪( .‬قرز)‬
‫كعن السبلمي‪ :‬يقبل إذا أفاد الظن‪.‬‬

‫(‪)752/7‬‬
‫_____________________________‬

‫كأما حيث التبس المتنجس بالطاىر فإنما يترؾ حيث تستوم آنية الطاىر كالمتنجس‪ ،‬أك تكوف أنية‬
‫المتنجس أكثر‪ ،‬فأما إذا زادت آنية الطاىر)(‪ ()7‬فإنو يتحرل حينئذ)(‪ ،()0‬كإلى ىذا أشار عليو السبلـ‬
‫بقولو‪( :‬إال أف تزيد آنية الطاىر فيتحرل))(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف ظن بعد الوضوء قبل الصبلة أف الذم توضأ بو ىو النجس‪ ،‬ففيو كجوه‪( ،‬في البحر)‪ :‬يعيد‪ ،‬كلو‬
‫أدل إلى االستغراؽ‪.‬‬
‫(*) (مسألة) فلو كاف المتحركف في الملتبس جماعة‪ ،‬فتوضأ كل كاحد منهم بما ظن طهارتو حتى‬
‫استغرقوا اآلنية صحت صبلتهم فرادل‪ ،‬كأما جماعة‪ ،‬فقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬اليؤـ أحدىم بالثاني‪،‬‬
‫كىو قوؿ أبي حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كقاؿ اإلماـ يحي‪ :‬بل يجوز؛ ألف اإلماـ حاكم‪( .‬بياف بلفظو)‪.‬‬
‫(‪ )0‬لظهور غلبة جانب اإلباحة‪.‬‬
‫(‪ )3‬مسألة) إذا التبس على الرجل مالو بماؿ غيره ىل يجوز لو التحرم فيو كيعمل بالظن ? قاؿ الفقيو‬
‫محمد سليماف‪ :‬يجوز؛ ألف العلة غير معلومة‪ ،‬فبل يقاس على المسائل المتقدمة لما شرط فيو العلم‪،‬‬
‫كقاؿ في الزكائد‪ ،‬كالسيد يحيى بن الحسين‪ :‬ال يجوز (‪ )7‬في غير األكل كالشرب‪( .‬قرز) كال تصح‬
‫القسمة ىنا؛ ألنو اجتمع كاجب كمحظور‪( .‬قرز) (‪ )7‬لئبل يلزـ الغير اجتهاده‪.‬‬
‫(*) (مسألة) من احتاج إلى الماء للشرب [كلو لغير ضركرة‪( .‬قرز) ] كالتبس بالنجس أك بالمغصوب‬
‫[يعني‪ :‬كلو استوت اآلنية ىنا ألف المحضور مما تبيحو الضركرة في حاؿ] فإنو يتحرل فيو؛ ألف الضركرة‬
‫تبيح ذلك‪ ،‬كما جاز عند الضركرة جاز التحرم فيو [كلو لم يكن مضطرا إلى شربو‪( .‬قرز) ] ككذا إذا‬
‫التيس المذكى بالميتة‪( .‬قرز)‬
‫(*) كال يلزمو التأخير‪ ،‬كيصلي أكؿ الوقت‪( .‬بياف)‪ .‬كقيل‪ :‬يلزمو التأخير‪ ،‬كما يأتي في قولو‪" :‬فإف ضاقت‬
‫تحرل"‪.‬‬
‫(*) (فإف قلت) كيف أجازكا التحرم في اآلنية‪ ،‬كمنعوه في رضيعة بأجنبيات‪ ،‬فما الفرؽ? قيل‪ :‬اإلجماع‬
‫على أنو ال يجوز فيها التحرم‪ ،‬يعني‪ :‬في الرضيعة‪ ،‬كفي كركد ىذا اإلجماع نظر‪ ،‬فقد حكى عن الناصر‪،‬‬
‫كالقاضي زيد‪ ،‬كالغزالي‪ :‬جواز التحرم‪ ،‬فاألكلى أف يقاؿ‪ :‬إف الشريعة قضت بوجوب االحتياط في الفركج‬
‫ما لم تقض في غيرىا‪ ،‬سيما في الطهارات‪ ،‬فإف الشريعة فيها سمحة‪( .‬سماع)‬
‫(*) كالفرؽ بين اإلنائين كالثبلثة‪ :‬أف في اإلنائين يغلب جانب الحظر‪ ،‬كفي الثبلثة يغلب اإلباحة‪ .‬فإف‬
‫قيل‪:‬لم ال يجوز التحرم كما في الجهتين‪ ،‬كالثوبين‪ ،‬كالمسلوختين إذا كانت إحداىما ميتة‪ ،‬كاألخرم‬
‫مذكاة مع االلتباس? فالجواب‪ :‬أنو قد جاز أكل الميتة في حاؿ ألجل الضركرة‪ ،‬كالصبلة إلى غير القبلة‬
‫في حاؿ الضركرة أيضا‪ ،‬ككذا الثوب المتنجس جازت الصبلة فيو في حاؿ الضركرة‪ ،‬كلم يجز التوضئ‬
‫بالتنجس في حاؿ من األحواؿ‪( .‬زىره)‪.‬‬
‫(*) كإذا تحرل كظن الطهارة ثم توضأ بو كصلى‪ ،‬ثم تغير اجتهاده إلى أف الطاىر غير ما توضأ بو ففيو‬
‫كجهاف أحدىما‪ :‬أنو يتوضأ بالثاني‪ .‬كالثاني‪ :‬أنو ال يتوضأ بو بل يتيمم‪ .‬كىل يعيد الصبلة األكلى بهذا‬
‫التيمم ? كجهاف‪ ،‬رجح اإلماـ يحيى أنو ال يعيد‪ ،‬كال يغسل ثيابو‪ ،‬كقيل‪ :‬بل يغسل ثيابو للمستقبلة‪( .‬قرز)‬
‫حيث قد استعملها جميعا‪.‬‬

‫(‪)757/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(‪.‬‬
‫كأعلم أنو ال يصح التحرم حيث يجب إال بشركط أربعة‪ ،‬كىي‪ :‬أف تكوف آنية الطاىر أكثر‪ ،‬كأف ال يجد‬
‫ماء محكوما بطهارتو)(‪.()7‬‬
‫كخرج علي خليل للمؤيد باهلل )(‪ ()0‬أنو يجوز التحرم كإف كجد الطاىر‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أف يحصل لو ظن الطهارة في أحدىا)(‪ ()3‬أك النجاسة‪.‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬أف يكوف الملتبس لو أصل في التطهير)(‪ ()4‬النجس عين)(‪ ()5‬ذكره أصحاب الشافعي‪،‬‬
‫كاختاره في االنتصار‬
‫كقاؿ القاضي زيد‪ :‬بل يجوز التحرم‪ ،‬كإف كاف المتلبس عين النجاسة‪ ،‬ككذا في شرح اإلبانة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في الميل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬خرجو من مسألة المؤذف أنو يجوز تقليده كإف تمكن من اليقين‪[ .‬يقاؿ‪ :‬مسألة األذاف كارد على‬
‫خبلؼ القياس‪ ،‬كللحرج لتكرره في اليوـ خمس مرات‪ ،‬كال كذلك مسألة اآلنية فإنها في غاية الندرة‪.‬‬
‫(غاية)]‪.‬‬
‫(‪ )3‬يقاؿ‪ :‬ىو نفس التحرم فبل كجو لجعلو شرطا?‪ .‬قلت‪ :‬التحرم النظر في األمارات فبل كجو‬
‫لبلعتراض‪( .‬مفتي) (*) فإف اىراقت اآلنية قبل التحرم إال كاحدا منها فهل يتحرل أـ ال? فيو كجهاف‬
‫ألصحاب الشافعي‪ :‬يحتمل أف حكم التحرم باؽ فيتحرل‪ ،‬كيحتمل أنو قد يطل فيتيمم‪.‬‬
‫(‪ )4‬كأف ال يخشى فوت الصبلة [لو تحرل]قبل خركج الوقت ذكره في (الغيث) في كتاب الصبلة‪.‬‬
‫[فيعدؿ إلى التيمم]‪ )*( .‬كالمتنجس‪.‬‬
‫(‪ )5‬كال في حكمو كالورد كنحوه‪ ،‬ىذا حيث على بدنو نجاسة‪ .‬يعني‪ :‬كإال(‪ )7‬فبل يشترط [أم‪:‬‬
‫الغلبة]‪( .‬قرز) (‪)7‬كلفظ (البياف) (مسألة) فإف التبس الماء بماء الورد أك بالمستعمل فاألقرب أنو يتحرل‬
‫لئلستنجاء(‪[ )0‬مع غلبة المطهر‪( .‬قرز) ] ال للوضوء بل يتوضأ بكل ماء كحده إال أف يتضيق عليو كقت‬
‫الصبلة تحرل‪( .‬بلفظو) ػ‪ .‬كإف لم يحصل لو ظن تركو كعدؿ إلى التيمم‪( .‬قرز) [(‪)0‬كذلك ألنو لو‬
‫استنجى بها الكل لجوزنا أف يستنجي أكال بغير الماء‪ ،‬كذلك ال يجوز‪( .‬بستاف)‪ .‬كظاىره أنو ال يشترط‬
‫غلبة المطهر‪ ،‬كالذم حققو في (الغيث) أنو إف كاف في البدف نجاسة اعتبرت كإال فبل‪( .‬بلفظو)]‪.‬‬

‫(‪)750/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم إنا ذكرنا حكم من خالف ظنو الحقيقة قاصدا موافقة المشركع‪ ،‬أك مخالفتو بقولنا‪:‬‬
‫(كيعتبر المخالف) ظنو للحقيقة حيث توضأ بمتنجس ظنو طاىرا‪ ،‬أك غصبا ظنو حبلال فإنو يعتبر‬
‫(االنتهاء)(‪ ()7‬أم‪ :‬ما انتهت إليو الحاؿ في االنكشاؼ‪ ،‬فإف انكشف متنجسا أك غصبا ما ظنو طاىرا‬
‫أك حبلال أعاد في الوقت)(‪ ،()0‬كال خبلؼ في ذلك في المتنجس‪ ،‬فأما في الغصب)(‪ ()3‬فإف المؤيد‬
‫باهلل اعتبر فيو اإلبتداء‪ ،‬أعني‪ :‬أنو إف أقدـ معتقدا)(‪ ()4‬أنو حبلؿ فقد أجزأ)(‪ ()5‬كإف كاف غصبا‪ ،‬كإف‬
‫اعتقد أنو غصب لم يجزه‪ ،‬كإف انكشف حبلال؛ ألنو أقدـ عاصيا‪ ،‬كاختار اإلماـ يحيى كبلـ الحقيني في‬
‫اعتبار اإلنتهاء‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كىو الذم يأتي على أصل أبي العباس في مسألة القبلة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كخبلؼ المؤيد باهلل في ىذه المسألة قوم؛ ألنو إذا أقدـ معتقدا للتحريم كاف‬
‫عاصيا بنفس ما ىو بو مطيع فتفسد الطاعة‪ ،‬كإلى ضعف قوؿ الحقينى أشرنا بقولنا)(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألف التعويل في األمور على الحقائق كال تأثير لبلعتقادات في قلب الحقائق‪( .‬بياف)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كبعده حيث نجاستو مجمع عليها‪( .‬زنين) بخبلؼ الغصب فإنو يعيد في الوقت ال بعده ألف فيو‬
‫الخبلؼ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬أك المتنجس‪( .‬شرح (فتح)‬
‫(‪ )4‬كتجب اإلعادة حيث استمر االلتباس على القولين معا‪(.‬معيار)‬
‫(‪ )5‬كيلزمو القيمة]‪.‬‬
‫(‪ )6‬كالوجو أنو أطاع باإلستعماؿ في أعضائو‪ ،‬كعصى بنفس االعتقاد‪ ،‬فقد أطاع بغير ما بو عصى‪.‬‬

‫(*) قاؿ المؤلف أيده اهلل تعالى‪ :‬قوؿ الحقيني قوم في العمد كالخطأ‪ ،‬كذلك ألف قولو‪ :‬الطاعة مع‬
‫العمد ىي نفس المعصية غير كاضح‪ ،‬فإف التوضي ليس بنفس اإلقداـ على القبيح‪ ،‬بل ىي أكواف الطاعة‬
‫في نفس األمر‪ ،‬كالقبيح إنما ىو فعل قلبي‪ ،‬كالعزـ على الفعل ىذا مع اعتقاده أنو معصية‪ ،‬فهو كمن‬
‫جامع ركجتو ظانا أنها غير زكجتو‪ ،‬فإف نفس الفعل غير معصية‪ ،‬كإنما ىو اعتقاد‪ ،‬فبل يجرم عليو حد‬
‫الزنا بخبلؼ الصبلة في الدار المغصوبة‪ ،‬فنفس األكواف عين معصيتو؛ ألف األكواف نفس االستعماؿ‬
‫لملك الغير‪ ،‬قاؿ أيده اهلل‪ :‬فتأمل‪( .‬كابل)‪.‬‬

‫(‪)753/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( (قيل‪ :‬كلو عامدا))(‪ ()7‬أم‪ :‬كلو تعمد مخالفة المشركع‪ ،‬كانكشف موافقا لو‪ ،‬كمن توضأ بماء ظنو‬
‫غصبا فانكشف حبلال‪ ،‬أك ظنو متنجسا فانكشف طاىرا فإنو يعمل باإلنتهاء عند الحقينى)(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كذلك ألف جهل الحسن ال يصيره قبيحا‪ ،‬كجهل القبيح ال يصيره حسنا‪( .‬سماع )‬
‫(*) ىذا في الصحة ال في الثم فيأثم اتفاقا‪( .‬بياف) (قرز)‬
‫(‪ )0‬اسمو يحيى بن الحسين‪ ،‬كلقبو الهادم‪ ،‬كيقاؿ‪ :‬إنو كاف معو من العلم ما يكفي سبعة أئمة‪،‬‬
‫كالحقيني الصغير ابن أخيو كاسمو أحمد بن جعفر‪ ،‬كيقاؿ‪ :‬إنو كاف معو من العلم ما يكفي اثنى عشر‬
‫إماما‪( .‬ىامش ىداية) كمشهده في كبلر من ببلد الديلم‪.‬‬

‫[قلت‪ :‬الهادم الحقيني عليو السبلـ ىو الهادم بن المهدم أبي الحسن [كأبو الحسن ىذا ىو الحقيني‬
‫الكبير‪ ،‬الذم أخذ عنو القاضي يوسف بن الحسن رحمو اهلل صاحب المؤيد باهلل عليو السبلـ‪ ،‬كىو‬
‫المدفوف بلنجا في قرية مشهد المؤيد باهلل قدس اهلل ركحو ]علي بن جعفر بن الحسن بن عبد اهلل بن‬
‫علي بن الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن أحمد الحقيني [كىو منسوب إلى‬
‫حقينة قرية في ببلد العرب بقرب المدينة‪ ،‬ككاف أحمد ىذا من تلك القرية ككاف قد خرج من حقينو إلى‬
‫آمل‪ ،‬فمات فيها كدفن في الموضع الذم تقدر بعده دفن الناصر للحق عليو السبلـ كىو أحمد[ بن‬
‫علي بن الحسين (األصغر) بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السبلـ‪.‬كأمو‬
‫من كلد عقيل‪ .‬ككاف جامعا للعلوـ‪ ،‬أجمع العلماء في زمانو أف سبع علمو آلة اإلمامة‪ ،‬فترشح لئلمامة في‬
‫ببلد اإلستندارية من أرض الديلم‪ ،‬فأقبل العلماء إلى بيعتو لتكامل خصاؿ اإلمامة فيو‪ .‬كلم يزؿ عليو‬
‫السبلـ ساعيا في إقامة قناة الدين‪ ،‬جاىدا في قطع ضرر المعتدين‪ ،‬حتى كاف في يوـ من األياـ ببلد‬
‫كجو من بلد األستندارية‪ ،‬فوثب عليو بغتة (حشيشي) من المبلحدة الباطنية أرسلوه من ناحية آلموت‪،‬‬
‫كىي القلعة التي ينسب الحشاشوف الباطنية إليها‪ ،‬فاستشهد رضواف اهلل عليو يوـ اإلثنين في شهر رجب‬
‫من شهور سنة تسعين كأربعمائة‪ ،‬ثم نقل إلى كبلر‪ ،‬كدفن في قرية ىشكير [أك ىسكين‪ ،‬أك ىسكير] في‬
‫باب دار البقعة المدرسة المشهورة بالقاضي يوسف بن الحسن الكبلرم (محقق)‪.‬‬

‫(‪)754/7‬‬
‫_____________________________‬

‫(‪.‬‬

‫[ارتفاع الطهارة كالنجاسة]‬


‫فصل‬
‫(كإنما يرتفع)(‪ ()7‬يقين الطهارة)(‪ ()0‬كالنجاسة بيقين)(‪ ()3‬أك خبر عدؿ))(‪ ()4‬يعني‪ :‬متى علمنا طهارة‬
‫شيء من ماء أك غيره علما يقينا لم ننتقل عن ىذا اليقين بما يطرأ من الظنوف الصادرة عن األمارة ما لم‬
‫يحصل علم يقين بنجاستو‪ ،‬أك خبر عدؿ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬شرعا ال ضركريا‪ .‬ما لم يتقدمها نجاسة فبل بد من العلم الضركرم؛ ألنو انتقاؿ من النجاسة إلى‬
‫الطهارة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬مسألة) إذا تنجس جانب من الثوب كالتبس‪ ،‬جاز التحرم فيو‪ ،‬فيغسل منو ما ظن النجاسة فيو على‬
‫أحد قولي أصحاب الشافعي‪ ،‬خبلؼ أحد قولي الشافعي‪ ،‬كاإلماـ يحيى‪( .‬بياف لفظا) ككجهو‪ :‬أنو قد‬
‫تيقن نجاستو‪ ،‬فبل بد أف يتيقن طهارتو بغسل جميعو‪.‬‬
‫(*) ألف ترؾ اليقين إلى الظن ال يجوز‪ ،‬كخرج علي خليل للمؤيد باهلل الجواز من تجويزه لتقليد المؤذف‬
‫في الصحو‪ ،‬ككذا مخرج جواز التحرم كإف أمكن المعاينة للقبلة‪ ،‬كتخريجو فيو نظر؛ ألف مسألة المؤذف‬
‫على خبلؼ القياس‪[.‬كلقوة خبر الثقة‪( .‬زىور)]‪.‬‬
‫(‪ )3‬بيقين ضركرم‪ ،‬أك خبر عدؿ شرعي ]‪.‬‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬في العبادات كالديانات بشركط‪ :‬أف يكوف المخبر عدال‪ ،‬كأف يكوف عن معاينة‪ ،‬أك عن ثقة‬
‫آخر‪ )*( .‬بشرط أف يبين سبب النجاسة‪ ،‬أك يكوف موافقا في المذىب‪ ،‬كأف ال يكوف لو غرض(‪ )7‬فيما‬
‫أخبر بو‪( .‬غاية معنى) (قرز) كقيل كلو كاف لو غرض‪( .‬قرر ) (سماع )‪ )7( .‬ال يحتاج إلى ىذا القيد بعد‬
‫قولنا‪ :‬عدؿ‪( .‬قرز)‬
‫(*) (فائدة) قاؿ في (اللمع)‪ :‬كمن مس ثوبا رطبا فيو نجاسة لم يعلم موضعها‪ ،‬أك يده رطبة كالثوب يابس‬
‫لم يضر‪.‬‬
‫(*) (فرع) فإذا أخبر عدؿ عن طهارة شيء‪ ،‬كآخر عن نجاستو‪ ،‬عمل بخبر النجاسة؛ إذ ىو ناقل‪ ،‬إال أف‬
‫يضيف ذك الطهارة إلى تطهير لم يعلم تقدمو على النجاسة فإنو يحكم بالطهارة مطلقا‪( .‬معيار نجرم‬
‫بلفظو) (قرز)‬
‫(*) سواء كاف ذكرا أـ أنثى‪ ،‬حرا أـ عبدا‪( .‬بياف) (قرز)‬

‫(‪)755/7‬‬
‫_____________________________‬

‫مثالو‪ :‬أف يأخذ اإلنساف ماء نابعا من األرض‪ ،‬أك نازال من السماء فيضعو في إناء كيغفل عنو)(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كحد الغفلة في الشتاء سبعة أياـ‪ ،‬كفي الصيف ثبلثة أياـ‪( .‬فائدة) كجد بخط اإلماـ القاسم بن‬
‫محمد عليو السبلـ "اعلم أف من كجد الماء ناقصا عن ملء اإلناء بعد أف كاف كامبل‪ ،‬كقد غفل عنو‬
‫كعنده كبلب ال غير‪ ،‬ككجدىا تتلمق‪ ،‬كجوانب اإلناء مرشوشة فإنو يجب عليو تركو‪ ،‬كالعدكؿ إلى التيمم‪،‬‬
‫ال ألجل أنو حصل لو ظن بنجاسة مقارب‪ ،‬كما عزم إلى المؤيد باهلل‪ ،‬بل أنو يحصل بذلك العلم الذم‬
‫ينسخ بو حكم األصل الذم ىو الطهارة (‪ )7‬ألف نقصاف اإلناء‪ ،‬كترشرش جوانبو‪ ،‬كتلمق الكبلب‪ ،‬كعدـ‬
‫من يجوز أنو الذم نقصو غيرىا دليل موصل إلى العلم بنجاستو‪ ،‬كالعلم دليل على اهلل تعالى؛ ألنو أثر‪،‬‬
‫كاألثر دليل على المؤثر‪ ،‬كلو كاف كما يزعموف أنو ظن مقارب للعلم لكانت معرفة اهلل كذلك كليس بعلم‪،‬‬
‫كذلك ظاىر البطبلف‪ ،‬من حيث أنو حجة لضركرة األثر أف كل عاقل يعلم ضركرة أف األثر يدؿ على أف‬
‫لو مؤثرا(‪ )0‬فإف أثر األقداـ تدؿ على سير اإلنساف‪ ،‬كأثر األخفاؼ تدؿ على سير اإلبل‪ .‬احتجاج‬
‫القاسم على أف األثر يدؿ على أف لو مؤثرا مسلم‪ ،‬كنحن نقوؿ بموجبو‪ ،‬فالعالم دليل يحصل بو العلم‬
‫بوجود المؤثر‪ ،‬كإنما أفاد العلم للقطع بالتأثير من جهة فاعلو‪ ،‬كانتفاء احتماؿ المشاركة‪ ،‬كنقصاف الماء‬
‫أثر‪ ،‬كنحن نسلم لزكـ كجود مؤثر لو‪ ،‬كال نسلم القطع بحصولو من جهة الكبلب الحتماؿ مؤثر غيرىا‪،‬‬
‫كلم نحكم بفقداف من يجوز منو التأثير كما في الشرح‪ ،‬إذ لو حكمنا بالفقداف التزمنا ما ذكره القاسم‬
‫عليو السبلـ‪ ،‬كقولو في أثناء كبلمو‪ :‬كعدـ من يجوز أنو الذم نقصو غيرىا لم يكن في كبلـ أىل‬
‫المذىب ما يدؿ عليو‪ ،‬كما ذلك ظاىر‪ .‬كقولو في الشرح‪ :‬كعنده كبلب ال غير ال يدؿ على نفي ما يرد‬
‫عليو من غيرىا بعد غيبتو فتأمل‪ .‬كيلزـ القاسم من ذلك أف يقوؿ بجواز الشهادة على من كجد عنده‬
‫قتيل‪ ،‬كبيده سكين ملطخة بالدـ؛ إذ ىي كهذه‪ .‬عن خط القاضي العبلمة محمد بن علي الشوكاني‪)7( .‬‬
‫ألف العلم علماف ضركرم كاستداللي‪ ،‬كىذا من االستداللي‪)0( .‬يقاؿ‪ :‬قد يجوز أنو من فعل الجن أك‬
‫الزلزلة‪ ،‬فبل يكوف كاإلستدالؿ بالعالم على اهلل سبحانو‪.‬‬

‫(‪)756/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( كعنده كبلب ال غير‪ ،‬ثم يأتي كقد نقص‪ ،‬كترششت جوانب اإلناء‪ ،‬كالكبلب تلمق‪ ،‬فيظن أنها كلغت‬
‫فيو في غفلتو فإنو ال يعمل بظنو؛ ألنو من طهارة الماء على يقين فبل ينتقل عنو إال بيقين‪ .‬ككذا في‬
‫العكس لو تيقن أف ثوبا أصابتو نجاسة‪ ،‬فيظن لما يرل فيو من أمارات الغسل أنو قد طهر لم يعمل‬
‫بذلك)(‪ ()7‬كىذا مذىب أبي طالب‪ ،‬كتخريجو ليحيي عليو السبلـ )(‪.()0‬‬
‫فأما خبر العدؿ فإنو يعمل بو في الطهارة كغيرىا‪ ،‬كإف لم يفد إال الظن‪.‬‬
‫كقاؿ في الشرح‪ :‬يعمل بخبر الثقة)(‪ ()3‬كلو لم يفد ظنا‪ .‬فإف عارضو خبر ثقة آخر رجع إلى‬
‫األصل)(‪ ()4‬من طهارة أك نجاسة)(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة)‪ ،‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إف أضعف الرجاؿ كالنساء طهارة ال يجب اجتناب طعامو كشرابو(‪ )7‬كما‬
‫لم يجب اجتنابو في األكل كالشرب لم يجب غسلو للصبلة ببل خبلؼ‪ .‬قلنا‪ :‬لكن التقزز في اجتناب‬
‫ماكاف كذلك مستحب عند الصادؽ خبلؼ اإلماـ يحي‪( .‬بياف بلفظو)‪ )7( .‬ككذا لو غمس الصغير يده‬
‫في الماء لم يجب اجتنابو‪( .‬بستاف)‪.‬‬
‫(‪ )0‬مسألة) من لمس امرأتو لمسا فاحشا فانتشر قضيبو لم يتوضأ إال إف تيقن خركج منى‪ ،‬قاؿ‪ :‬كخركجو‬
‫من الشباب مقارب للعلم فبل يعمل بو‪( .‬غيث) كىذا فيو نظر من كجهين أحدىما‪ :‬أف العلم غير مسلم؛‬
‫ألنو قاؿ‪ :‬كمعلوـ أف الشباب الخ‪ .‬الثاني‪ :‬أف الهادم ذكر إشارة إلى أنو يخالف الشافعي في لمس‬
‫المرأة‪ ،‬كيقوؿ‪ :‬إنو ال ينتقض‪(.‬زىور)‬
‫(‪ )3‬بكسر التاء‪( .‬قاموس)‬
‫(‪ )4‬ما لم يظن الكذب‪ )*( .‬لعلو حيث اضافا إلى كقت كاحد(‪ )7‬فأما لو اطلقا أك أرخا بوقتين فإنو‬
‫يحكم بالناقلة؛ ألنها كالخارجة (‪( )0‬بياف ك(صعيترم)‪ ،‬ك(بستاف معنى) (قرز) (‪ )7‬كذلك نحو أف يقوؿ‬
‫أحدىما‪ :‬إف الكلب كلغ في ىذا اإلناء كقت الظهر يوـ كذا‪ ،‬كقاؿ اآلخر‪ :‬إف ذلك الكلب في ذلك‬
‫اليوـ في بلد كذا‪ ،‬فقد تعارضا كال ترجيح ألحدىما فوجب الحكم بتناقضهما‪( .‬بستاف)‪ )0( .‬كىو يشبو‬
‫الجرح مع التعديل‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )5‬من طهارة في الماء‪ ،‬أك نجاسة في الثوب‪.‬‬

‫(‪)757/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(المؤيد)(‪ )7‬باهلل (أك ظن مقارب) للعلم)(‪ ()0‬يعني‪ :‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬يصح اإلنتقاؿ عن اليقين في‬
‫الطهارة كالنجاسة باليقين‪ ،‬أك الظن المقارب لو‪ ،‬فيحكم بنجاسة الماء المقدـ ذكره‪ ،‬كىذا مذىبو‪،‬‬
‫كتخريجو ليحيي )(‪()3‬عليو السبلـ‪.‬‬
‫(قيل‪ :‬كاألحكاـ))(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاسمو أحمد بن الحسين بن ىركف بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي ين‬
‫أبي طالب صلوات اهلل عليهم‪( .‬ىداية)‬
‫(‪ )0‬كحقيقتو‪ :‬ىو الذم يصدر عن أمارة ظاىرة‪ .‬كسمي مقاربا لقربو من العلم بحيث لم يبق بينو كبين‬
‫العلم كاسطة‪( .‬كابل) ك(شرح فتح)‬
‫(‪ )3‬خرجو ليحي عليو السبلـ من قولو في (األحكاـ)‪":‬من كجد في ثوبو منيا كلم يذكر جنابة لزمو‬
‫الغسل‪ ،‬كإعادة ما قد صلى إف بقي كقتو" ىذا إطبلؽ يحيى عليو السبلـ‪ .‬كزاد المذاكركف‪ :‬أف يكوف‬
‫بموضع يمكن أنو منو‪ ،‬كلم يلمسو غيره‪ ،‬كال ناـ أحد بجنبو‪ ،‬كبدنو صحيح ال يجوز خركجو لغير شهوة‪،‬‬
‫كال اغتسل آلخر نومة نامها غسبل كاجبا‪ ،‬إذ يجوز أنو منو‪ ،‬فاعتبر عليو السبلـ بالظن‪ ،‬فخرج المؤيد‬
‫باهلل من ىذا أنو يقوؿ بالظن المقارب‪ ،‬كىو قوم‪ ،‬كلذلك ذكره عليو السبلـ‪( .‬كابل)‬
‫(‪ )4‬كالمراد باألحكاـ ىاىنا المسائل كإف كاف في األغلب أنما يراد بها األحكاـ الخمسة‪( .‬شرح‬
‫األثمار)(*) ىذا القوؿ البي مضر‪ ،‬كلعل موالنا عليو السبلـ يضعف كبلمو؛ ألنو قسم الظن إلى ظنوف‪،‬‬
‫ككونو جعل ما استول طرفا التجويز فيو ظنا كىو شك‪.‬‬
‫(*) كاعلم أف قولو في (األزىار)(‪" )7‬قيل‪ :‬كاألحكاـ" أكؿ القيبلت المقوية في األزىار [للفقيو يحيى بن‬
‫حسن البحيبح ](‪ )0‬كالعدلتين كالقهقرل‪ .‬كقيل‪ :‬كلو عقدىا‪ ،‬كقيل التخريجات(‪( .)3‬شرح فتح)‪)3( .‬‬
‫[في النكاح‪ .‬قيل‪ :‬كالنكاح فيها موقوؼ]‪ .‬الخ‬
‫(‪ )7‬كقد جمعها السيد العبلمة عبد اهلل بن علي الوزير‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬
‫قوم القيل ما يأتي فخذه*** بسبك سبكو سبك اللجين‬
‫بتخريجاتهم ككذا ضركب*** كقيل القهقرل أك عدلتين‬
‫كقيل اإلنتها قوؿ قوم ***على ما اختير للهادم األمين‬

‫فخذىا خمسة نصوا عليها*** بقوؿ بين من غير مين‬


‫(‪ )0‬كالمختار ثبلث قيبلت‪ ،‬قيل‪ :‬كلو عامدا‪ .‬كقيل‪ :‬أكثر القدرين‪ .‬كقيل‪ :‬ال تسقط ما أسقطت‪.‬‬
‫(*) كاألحكاـ الشرعية ىي الوجوب‪ ،‬كالحظر‪ ،‬كالندب‪ ،‬كالكراىة‪ ،‬كاإلباحة‪ ،‬كالصحة‪ ،‬كالفساد‪)*( .‬‬
‫كاألصل في ىذه القاعدة [البن أبي الفوارس] أف ما كاف الوصوؿ فيو إلى العلم ممكنا كجب تحصيل‬
‫العلم بو‪ ،‬ككلما كاف ال سبيل إلى العلم بو فإف الظن كاؼ فيو‪(.‬زنين)‬

‫(‪)758/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( الشرعية بالنظر إلى العمل فيها بالعلم أك الظن (ضركب) أربعة‪.‬‬


‫كبالنظر إلى االستصحاب ضرباف ػ فاألكؿ من األربعة‪( :‬ضرب ال يعمل فيو إال بالعلم))(‪ ()7‬كذلك أنواع‬
‫ستة‪ :‬ػ‬
‫األكؿ‪ :‬الشهادة فإنو ال يجوز للشاىد أف يشهد إال عن علم كيقين)(‪ ()0‬إال في سبعة أشياء)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬حقيقة العلم‪ :‬ىو االعتقاد الذم يكوف معتقده أك ما يجرم مجرل معتقده على ما يتناكلو مع سكوف‬
‫النفس إليو‪.‬‬
‫(‪ )0‬لقولو تعالى‪{ :‬إال من شهد بالحق كىم يعلموف} كقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬على مثلها فاشهد كإال‬
‫فدع) كأشار إلى الشمس‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )3‬كقد جمعت السبعة التي يشهد عليها بالظن في قوؿ الشاعر‪:‬‬
‫شهادة ظنك في سبعة *** فخذ حصر ذلك باالختصار‬
‫بتعديل شخص كافبلسو *** كقيمة مستهلك كاليسار‬
‫كأرش الجنايات تتبعها *** الشهادة بالملك كاالشتهار‬
‫كقاؿ اآلخر ػ كىو القاضي محمد مشحم‪:‬‬
‫كإليك سبعا قد أبيح لشاىد*** فيها بحاصل ظنو أف يكتفي‬

‫تعديل إفبلس يسار شهرة*** أرش ثبوت يد كقيمة متلف‬

‫(‪)759/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( فتجوز الشهادة فيها بالظن‪ ،‬كىي التعديل)(‪ ،()7‬كاإلفبلس‪ ،‬كاليسار‪ ،‬كاالشتهار)(‪ ،()0‬كقيم‬
‫المتلفات‪ ،‬كأركش الجنايات)(‪ ()3‬كالشهادة على الملك باليد)(‪.()4‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬النكاح فإنو ال يجوز إال بمن يعلم)(‪ ()5‬أنها ال تحرـ عليو‪ .‬ذكره األمير علي بن الحسين‬
‫في اللمع)(‪ ،()6‬كاعترض)(‪ ()7‬بأنو يؤدم إلى تحريم نساء مدينة دخلها من ال يخبر أىلها‪ ،‬كأراد‬
‫النكاح منها؛ ألنو ال يأمن في كل كاحدة منهن أف تكوف رضعت ىي أك أمها من أمو أك غير ذلك‪ ،‬كال‬
‫شك في الجواز‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بخبلؼ الجرح فبل بد من العلم‪( .‬قرز) كالفرؽ بين الجرح كالتعديل أف التعديل نفي أمور األصل‬
‫عدمها‪ ،‬كالجرح إثبات أمور األصل عدمها‪ ،‬فلذلك اشترط العلم كاليقين‪.‬‬
‫(‪ )0‬مسائل االشتهار خمس متفق عليها‪ ،‬كىي الموت‪ ،‬كالنكاح‪ ،‬كعدد الورثة [ال بد فيها من العلم‬
‫عندنا‪( .‬قرز) ] كالنسب‪ ،‬كالشهادة على القاضي‪ ،‬كلو لم يشاىد اإلماـ حين كاله جاز أف يشهد‬
‫باالشتهار باإلجماع‪ ،‬كثنتاف مختلف فيهما [يكفي فيها الظن عندنا‪( .‬قرز) ] كىي الوالء‪ ،‬كالوقف‪.‬‬
‫(‪ )3‬في البهائم‪ ،‬أك فيما لم يرد فيو أرش مقدر‪ ،‬كتحريق الثوب كنحوه‪ .‬ككذا في كوف الجنابة باضعة أك‬
‫متبلحمة فيكفي فيها الظن‪ ،‬كىو مترتب على معرفة األرش المقدر‪( .‬شامي) (قرز) (*) فيما لم يرد فيو‬
‫أرش مقدر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ما لم يغلب في الظن كونو للغير‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬صوابو‪ :‬بمن ال يعلم كال يظن أنها تحرـ عليو‪( .‬ذكيد) (قرز) (*) مستقيم في المنحصرات‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬ذكره األمير علي بن الحسين بن يحيى بن يحيى في (اللمع) ألبي مضر‪ )*( .‬كذلك لقولو ‪(:‬دع ما‬
‫يريبك إلى ما ال يريبك) كىو األقرب عندم‪ ،‬كاألصح على قوؿ الهادم‪( .‬زنين)‪ .‬قاؿ في النهاية‪" :‬ىو‬
‫بضم الياء كفتحها‪ ،‬أم‪ :‬دع ما فيو شك إلى ما الشك فيو"‪ .‬ندبا فقط كال يجب التقزز في ىذه‪.‬‬
‫(‪ )7‬الفقيو يوسف‪.‬‬

‫(‪)762/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا اعتراض لم يصدر عن فطانة)(‪ ()7‬ألف ىذه الصورة ال تنقض ذلك‬
‫الكبلـ‪ ،‬فإنو يعلم علما يقينا استدالليا)(‪ ()0‬شرعيا أنها ال تحرـ عليو كاحدة من نساء تلك المدينة مهما‬
‫لم تحصل أمارة على تحريمها‪ ،‬كتجويزه لمصادفة محرمة)(‪ ()3‬ال يدفع ىذا العلم إذ لو انكشفت محرما‬
‫لم يبطل ذلك العلم‪ ،‬فهو يعلم من جهة الشرع كالعقل)(‪ ()4‬أيضا علما يقينا أنها لم تكن من قبل‬
‫االنكشاؼ محرمة النكاح فأين يجد لبلعتراض مدخبل)(‪? ()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬عن نظر كتأمل‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألنو مهما لم تلتبس بمحصورات‪ ،‬كال غلب على ظنك تحريمها‪ ،‬فقد حصل العلم اليقين الشرعي‬
‫أنها غير محرمة عندؾ‪ ،‬فبل كجو لئلعتراض‪(.‬نجرم معنى) (قرز) كأما إذا التبست المحرمة بمحصورات‬
‫فبل بد من العلم اليقين إذا أراد أف يتزكج إحداىن‪( .‬نجرم معنى)‬
‫(‪ )3‬بالتشديد أكلى لتدخل أخت الزكجة‪ ،‬كغير ذلك‪.‬‬
‫(‪ )4‬ال مساع للعقل ىنا؛ ألنو تكليف ما ال يطاؽ‪ ،‬كال يخاطب بما ال يعلم‪[ )*( .‬المراد داللة العقل؛‬
‫ألنو ال يكلف ما ال يطاؽ‪ ،‬فبل اعتراض‪( .‬شامي)]‪.‬‬
‫(‪ )5‬االعتراض جيد‪ ،‬كقوؿ اإلماـ‪" :‬إنها ال تحرـ عليو كاحدة" غير مقيد؛ ألف ذلك بالنظر إلى كاحدة‬
‫مبهمة‪ ،‬كأما محرمة مخصوصة فالتجويز حاصل‪.‬‬

‫(‪)767/7‬‬

‫_____________________________‬
‫النوع الثالث‪ :‬العدة حيث التبس نوعها‪ .‬مثالو‪ :‬أف يطلق إحدل امرأتيو بائنا بعد الدخوؿ بهما)(‪،()7‬‬
‫كيموت قبل)(‪ ()0‬التعيين)(‪ ()3‬فإنو يجب على كل كاحدة منهما أف تعتد أربعة أشهر كعشرا)(‪ ()4‬معها‬
‫ثبلث)(‪ ()5‬حيض‪.‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬مسألتاف ذكرتا للمؤيد باهلل ػ األكلى‪ :‬من التبس عليو ثوب متنجس من عشرة طاىرة‪ ،‬قاؿ‬
‫الفقيو حسن‪ :‬قاؿ [المؤيد باهلل]‪ :‬فإنو يصلي الصبلة)(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك بأحدىما‪ ،‬أك التبست المدخولة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬مع أنها معينة‪ ،‬أك على قوؿ المؤيد باهلل‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬التعيين على قوؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كأما على قوؿ‬
‫الهدكية فالتعيين ال يصح مع اللبس‪ ،‬كىنا ال لبس‪ ،‬كإنما منع من التعيين الموت‪ )*( .‬صوابو‪ :‬قبل أف‬
‫تعلم‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬من يوـ الموت‪.‬‬
‫(‪ )4‬كلفظ (البياف)‪ :‬فبل يجوز لو التحرم فيهن‪ ،‬كإف مات فليس لهن التحرم [كالعمل بالظن] في‬
‫العدة‪ ،‬بل يلزـ كل كاحدة عدة طبلؽ‪ ،‬كعدة كفاة‪( .‬بلفظو)‬
‫(‪ )5‬من يوـ الطبلؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬قيل‪ :‬إف الركاية عن المؤيد باهلل شاذة‪ ،‬فليس المؤيد باهلل يجهل ىذا‪ .‬كقيل‪ :‬المراد تسعة نجسة‪،‬‬
‫ككاحد طاىر‪( .‬حاشية على (التذكرة) [كبهذه العبارة يستقيم المثاؿ]‪.‬‬

‫(*) (سؤاؿ) ما يكوف الحكم فيما يقع في المساجد كطرفاتها‪ ،‬كالسفن كنحوىا من اإلخبلؿ بالطهارة من‬
‫األطفاؿ‪ ،‬كمن يلحق بهم التمييز من العواـ الصرؼ‪ ،‬كحصوؿ يقين الطهارة المعتبرة فيما سلم [علم‪.‬نخ]‬
‫كشوىد في كثير من األمصار كالجهات‪ ،‬ىل يجوز الحكم في مثل ىذا من العفو المرخص فيو ألجل‬
‫الحرج؛ ألف مثل ىذا مما يشق التحرز عنو لتجدده كتكرره‪ ،‬ككذا ما يلصق باألقداـ من عرؽ‬
‫[طرؼ‪.‬نخ] النعاؿ المتنجسة ىل يدخل في المعفو عنو لما ذكر ? كلجرم العادة باعتباره في الغالب من‬
‫أحواؿ الناس ? الظاىر كاهلل أعلم‪ :‬أف تصرفات الشرع‪ ،‬كعدـ تحرج النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫كمن معو من الصحابة‪ ،‬كمن بعدىم من التابعين كتابعيهم في مثل ذلك قاض بالمسامحة‪ ،‬كأف مثل ذلك‬
‫معفو عنو‪( .‬قرز) كأما عند من يقوؿ‪ :‬إف األرض يطهر بعضها ببعض‪ ،‬كالمأخوذ من قولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪( )7( :‬ىذا يدلك) فاألمر عنده ظاىر‪ ،‬كأما العرؼ في النعاؿ المتنجسة فالعبرة بظن البلبس‪،‬‬
‫فإف علم أف قد انفصل إلى رجلو من عين النجاسة [المغلظة] ما ال يتسامح بمثلو عمل بظنو‪ ،‬كغسلها‪،‬‬
‫كإال فبل‪ ،‬كأما من المخففة فما قيد بو الشارع كالسفح من الدـ في القدر‪ ،‬كقدر بالقطرة‪ ،‬ككذا ما يجرم‬
‫مجراه‪ ،‬ككذا من المغلظة لقلتو‪ ،‬كأما الدليل فظاىر أنو ال يعفى عن شيء منو‪ ،‬كال يخص في المخصص‬
‫كاهلل أعلم‪( .‬مؤيدم) (‪ )7‬كىو ما أخرجو مالك‪ ،‬كأبو داكد‪ ،‬كالترمذم من ركاية أـ سلمة قالت لها امرأة‪:‬‬
‫إني أطيل ذيلي‪ ،‬كأمشي في المكاف القذر? قالت‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬يطهره ما بعده )‬
‫كألبي داكد في ركاية أخرل عن امرأة من بني عبد األشهل قالت قلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل إف لنا طريقا إلى‬
‫المسجد منتنو فكيف نفعل إذا مطرنا? قالت‪ ،‬فقاؿ‪( :‬أليس بعدىا طريق ىي أطيب منها) أك قاؿ‪:‬‬
‫(أطهر) ? قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قاؿ‪( :‬فهذه بهذه)‪( .‬شرح بحر البن حابس)‬

‫(‪)760/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( في كل كاحد من العشرة؛ ليعلم أنو قد أداىا في طاىر‪ .‬كفيها سهو)(‪ ()7‬فإنو يحصل العلم بثوبين‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ ()0():‬كىذا إذا لم يخش فوت الوقت)(‪ ()3‬االضطرارم‪ ،‬فإف خشي‬
‫تحرل)(‪ ()4‬كلو في ثوبين)(‪.()5‬‬
‫قاؿ‪ :‬كمهما كاف الوقت موسعا‪ ،‬كخشي فوت كقت االختيار‪ ،‬أك كقت التكسب ػ اعتبر غلبة الطاىر‪،‬‬
‫كمسألة اآلنية‪ ،‬كإال لم يجز التحرم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬من الناسخ‪ ،‬كقيل‪ :‬من الراكم ] قاؿ المنصور باهلل القاسم بن محمد عليو السبلـ‪ :‬ليس فيها سهو‪،‬‬
‫كإنما مراده أنها فاتتو صبلة من الخمس كالتبست عليو‪ ،‬كأراد أف يصلي في ىذه الثياب العشرة فإنو‬
‫يصلي عشر مرات‪ ،‬في كل ثوب صبلة ليخرج بيقين(‪ )7‬فبل إشكاؿ في العبارة على أصل المؤيد باهلل‪.‬‬
‫كال يقاؿ‪ :‬إنو يصلي الخمس في ثوبين مرتين؛ لجواز أف يصلي خمس صلوات في ثوب متنجس كذلك‬
‫ال يجوز مع كجود الثوب الطاىر كىو محرـ‪ ،‬كىذا بخبلؼ ما لو صلى في العشرة فإنو ال تحصل إال‬
‫صبلة كاحدة في متنجس كذلك جائز للضركرة كىو تحصيل العلم ببراءة الذمة من الفايت‪[ .‬قاؿ‬
‫القاسم‪ :‬رأيت المؤيد باهلل في المناـ فسألتو عن ىذه‪ ،‬فأجاب بأنها في الصبلة الفائتة‪( .‬مفتي) ][(‪)7‬‬
‫قلت‪ :‬كأيضا كيحصل اليقين بستة فتأمل]‪.‬‬
‫(‪ )0‬على أصل المؤيد باهلل‪.‬‬
‫(‪ )3‬في جواز التحرم لخشية فوت الوقت نظر على مذىب المؤيد باهلل فإنو يؤثر الطهارة على الوقت‬
‫فكاف يلزـ في جميع الثياب حتى يتيقن أنو قد أتى بالصبلة في ثوب طاىر‪( .‬صعيترم)‪ .‬لعلو يقاؿ‪ :‬ىذا‬
‫ىو يمكن تقدير اإلتياف بالصبلة صحيحة حيث تحرل خبلؼ ما سيأتي(‪ )7‬فإنها عنده غير صحيحة‬
‫لعدـ الطهارة‪ )7(.‬في التيمم في التنبيو بل في قولو‪(:‬إف جوز إدراكو)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كعليو األزىار في قولو‪" :‬فإف ضاقت تحرل"‪.‬‬
‫(‪ )5‬أحدىما متنجس‪ .‬كال يقاؿ‪ :‬إف الصبلة بالمتنجس محظورة؛ ألنها إنما تكوف محظورة إذا تعمد‬
‫ذلك لغير سبب‪ ،‬كاهلل أعلم ذكر معنى ذلك في (شرح األثمار)‪.‬‬
‫(‪)763/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الفقيو حسن‪ :‬ال فرؽ في جواز التحرم في الثياب بين االختيارم كاالضطرارم)(‪.()7‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو قوم عندم‪ ،‬كإال لزـ مثلو)(‪ ()0‬في آخر الوقت أيضا‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬من التبست عليو فائتة فأكجب عليو قضاء خمس صلوات)(‪ ()3‬ليعلم يقينا أنو قد أتى بها‪ ،‬كىذا‬
‫بناء منو على أف النية المشركطة ال تصح)(‪ ،()4‬كالهدكية تخالف في ذلك‪.‬‬
‫النوع الخامس‪ :‬اإلنتقاؿ عن األصل في الطهارة كالنجاسة عند أبي طالب كتخريجو‪ ،‬كقد تقدـ‬
‫الكبلـ)(‪ ()5‬في ذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قوم على أصلو‪ ،‬يعني‪ :‬المؤيد باهلل‪ ،‬كال فرؽ بين أف يزيد الطاىر أـ ال‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬مثل كبلـ الفقيو يحيى البحيبح المتقدـ قريبا‪ ،‬يعني‪:‬أنو يعتبر الغلبة‪ )*( .‬سيأتي أنو ال يجب‬
‫التحرم إال إذا ضاقت كىو قولو‪" :‬فإف ضاقت تحرل"‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كالمختار أنو يصلي ثنائية‪ ،‬كثبلثية‪ ،‬كرباعية‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬اعلم أف الهدكية يصححوف النية (‪ )7‬المشركطة‪ ،‬كمثالها‪ :‬أف ينوم الظهر إف كاف‪ ،‬كيصححوف‬
‫المجملة‪ ،‬كمثالها أف يقوؿ‪ :‬أصلي أربع ركعات عما علي‪ ،‬كقد فاتت أم‪ :‬الرباعيات‪ ،‬كقاؿ الفقيو يحيى‬
‫البحيبح‪ :‬للمؤيد باهلل قوالف في النية المشركطة ىذا أحدىما‪ ،‬كىو الصحيح‪ .‬يعني‪ :‬فبل يصح عنده‬
‫المشركطة‪ )7( .‬ىذه النية ليست مشركطة‪ ،‬بل مجملة فيحقق‪.‬‬
‫(*) يعني‪ :‬المجملة كأما المشركطة فتصح كفاقا‪.‬‬
‫(*) يعني‪ :‬المشركطة المصاحب لها إجماؿ‪ ،‬فهي متضمنة للشرط‪ ،‬كمجملة فبل تصح من حيث‬
‫اإلجماؿ كما حققو اإلماـ عليو السبلـ فيما سيأتي‪.‬‬
‫(‪ )5‬ىذا عند الفقيو حسن من ىذا الضرب الذم ال يعمل فيو إال بالعلم‪ .‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كفي جعل‬
‫الفقيو حسن لهن في ىذا االعتبار نظر؛ ألنو يعمل فيو بخبر الثقة‪ ،‬كىذا ال يفيد العلم بل يفيد الظن‬
‫فقط‪( .‬كواكب)‪.‬‬
‫(*) في قولو‪" :‬كإنما يرتفع يقين الطهارة"‪.‬‬

‫(‪)764/7‬‬

‫_____________________________‬

‫النوع السادس‪ :‬بيع الجنس بجنسو مكيلين)(‪ ()7‬أك موزكنين)(‪ ()0‬فإنو ال يجوز إال مع علم‬
‫التساكم)(‪.()3‬‬
‫(ك) الثاني‪( :‬ضرب) يعمل فيو (بو) أم‪ :‬بالعلم (أك) الظن (المقارب لو) أم‪ :‬للعلم‪ ،‬كىذا الضرب ىو‬
‫انتقاؿ الشيء عن حكم أصلو‪ ،‬تحليبل)(‪ ()4‬كتحريما)(‪ ()5‬في الطهارات‪ ،‬كفي الصوـ فطرا)(‪()6‬‬
‫كإمساكا)(‪ ()7‬كغير ذلك)(‪ ،()8‬كىذا إنما ىو على مذىب المؤيد باهلل كتخريجو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك يؤكالف إلى الكيل كالوزف كالرطب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬على قوؿ الفقيهين علي‪ ،‬كيحي بن حسن‪ ،‬كدخبل فيو جزافا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬لعظم خطر الربا‪.‬‬
‫(‪ )4‬كطهارة الثوب عند المؤيد باهلل‪.‬‬
‫(*) كالتحليل في الطهارة حيث رأل العبلمة فيو بأنو قد غسلو فهذا تحليبل‪ ،‬كتحريما كنجاسة الماء‬
‫الذم كلغ فيو الكبلب‪ ،‬حيث ظن أف قد كلغ‪ ،‬ىذا انتقاؿ تحريما‪ ،‬كفي الصوـ فطرا ػ لو ظن سقوط‬
‫قرص الشمس فأفطر‪ ،‬كيجب التحرم في اإلمساؾ لو ظن طلوع الفجر‪ ،‬كىذا على مذىب المؤيد باهلل‪.‬‬
‫كالمختار بأف في الطهارة كالنجاسة ال بد من اليقين‪ ،‬أك خبر العدؿ كما تقدـ‪ ،‬كفي الصوـ ال بد من‬
‫التحرم في الغركب‪ ،‬كندب في الفجر كما يأتي كقرر في مواضعو‪.‬‬
‫(‪ )5‬كنحاسة الماء عند المؤيد باهلل‪.‬‬
‫(‪ )6‬ىل تناكؿ شيأ من المفطرات أـ ال‪.‬‬
‫(‪ )7‬في الصحو‪ ،‬كأما الغيم فبل بد من العلم‪ )*( .‬يعني‪ :‬في دخوؿ األكقات كحركجها‪.‬‬
‫(‪ )8‬يعني‪ :‬قضاء الدين(‪ )7‬كزكاؿ الملك‪ ،‬كعقوبة المتهم بالمعصية‪ ،‬كقدر الفائت من الصبلة‪ ،‬كاإلياس‬
‫عن معرفة مالك اللقطة كالمظلمة‪ ،‬ذكر ذلك بعض المتأخرين‪( .‬شرح ذكيذ) يعني‪ :‬عند المؤيد باهلل‪ ،‬كأما‬
‫عند الهدكية فبل بد من العلم في غير اللقطة‪ ،‬كالمظلمة‪ ،‬كقدر الفائت من الصبلة‪( .‬قرز) (‪)7‬يعني‪ :‬أنو‬
‫قد قضاه فبل بد من العلم كأما في دين لو عند الغير فإذا غلب على ظنو أنو قد استوفي لم يجز لو‬
‫المطالبة‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(*) كتزكيج امرأة المفقود بعد مضى عمره الطبيعي‪( .‬زنين ) ككذا في حبس المتهم‪.‬‬

‫(‪)765/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كمنو‪ :‬العمل بالشهادة‪ ،‬فإف الحاكم يحكم كلو لم يحصل لو علم بصدؽ الشاىد العدؿ‪ ،‬لكنو يحصل‬
‫بالشهادة الظن المقارب‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كفي عدنا العمل بالشهادة مما ال بد فيو من العلم‪ ،‬أك الظن المقارب لو‬
‫تسامح)‪ ()7(،‬فإنو يعمل الحاكم بشهادة العدلين‪ ،‬سواء حصل لو ظن مقارب أك غالب‪ ،‬أك ال‬
‫أيهما)(‪ ،()0‬لكن بنينا على األغلب)(‪ ()3‬من حصوؿ الظن المقارب مع كماؿ الشهادة‪ ،‬فأما لو حصل‬
‫لو ظن بكذب العدؿ(‪ )4‬نظر ػ فإف كاف مقاربا للعلم لم يجز لو الحكم بشهادتو‪ ،‬كإف كاف غالبا حكم‬
‫بو)(‪ ()5‬عند المؤيد باهلل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإال فهو يجب عليو الحكم‪ ،‬كلو لم يحصل للحاكم ظن بصدقهما‪ ،‬قيل‪ :‬كلو حصل لو ظن‬
‫بكذبهما إال أف يكوف ظنا مقاربا للعلم لم يحكم‪ ،‬كاعتبار المقارب للعلم عند المؤيد باهلل‪ ،‬كأما عند‬
‫الهدكية فإف حصل ظن غالب بكذبهما لم يحكم‪ ،‬كما يقولوف‪ :‬إنو يجوز العمل بخبر العدؿ في ىذا‬
‫التوكيل كنحوه ما لم يظن كذبو‪ ،‬كيحتمل أنهم ال يمنعوف حكم الحاكم إال أف يعلم الكذب؛ ألنهم ال‬
‫ينتقلوف في األصل في الطهارة إال بعلم (ذكره في التبصرة)‪.‬‬
‫(‪ )0‬ما لم يظن الكذب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬سيأتي في الشهادات في كبلـ الفتح كشرحو‪ :‬أنو بعد التعديل للشهود يحكم‪ ،‬ما لم يعلم كذبهم‪،‬‬
‫أك جرحهم‪( .‬ىامش بياف) (قرز) بل المقرر إذا ظن الكذب لم تصح‪ ،‬كإال صح‪ .‬قاؿ الفقيو علي‪ :‬كلم‬
‫يقلو المؤيد باهلل‪ ،‬كالمختار عند الجميع أنو يحكم ما لم يظن الكذب‪ .‬المراد الظن الغالب عند الهدكية‪.‬‬
‫(*) كلعل الوجو أف الشرع كرد بالحكم بالشاىدين العدلين‪ ،‬من غير ظن الحاكم بهما‪ ،‬ما لم يظن‬
‫الكذب‪( .‬صعيترم) بل يحكم بشهادة العدلين مع حصوؿ التعديل‪ ،‬كإف ظن الكذب‪ ،‬مالم يعلم‬
‫الكذب‪( .‬أثمار)‪.‬‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬من ظاىره العدالة‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالمختار أنو يحكم ما لم يظن الكذب‪( .‬شامي) (قرز)‬

‫(‪)766/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثالث‪( :‬ضرب) يعمل فيو (بأيهما) أم‪ :‬بالعلم‪ ،‬أك الظن المقارب لو (أك) الظن (الغالب))(‪()7‬‬
‫كمثلو أبو مضر بالظن الحاصل عن خبر الثقة)(‪.()0‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كالصحيح ما قالو القاضي زيد‪ :‬من أنو قد يحصل بو المقارب‪ ،‬كلعل أبا مضر بنى على‬
‫األغلب‪.‬‬
‫كىذا الضرب أنواع ػ األكؿ‪ :‬اإلنتقاؿ في العبادات عن األصل تحليبل كتحريما‪ ،‬كعدد الركعات)(‪،()3‬‬
‫كفي الصبلة)(‪ ،()4‬كفي الصوـ‪ ،‬كفي الحج)(‪ ()5‬كنحوىا)(‪.()6‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬اإلنتقاؿ إلى التحريم في الطهارة استحبابا ال كجوبا‪،‬كنجاسة الثوب كالماء‪ ()7()،‬حيث‬
‫يجد أصلح منهما عنده‪ ،‬كإال لزمو استعمالهما‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما عند الهدكية فما كجب العمل فيو بأحد الظنين كجب بالثاني‪ ،‬كال فرؽ بينهما في العمل‪ ،‬بل‬
‫في المزية فقط في القلب‪ ،‬كالفرؽ ظاىر‪ )*( .‬كالغالب ما رجح أحد طرفيو على اآلخر‪ ،‬كالمقارب ما كثر‬
‫فيو المرجحات كضعف اآلخر‪.‬‬
‫(‪ )0‬الواحد‪ ،‬كالمقارب‪ :‬الحاصل عن خبر العدلين‪.‬‬
‫(‪ )3‬في حق المبتلى‪ ،‬أك ركن مطلقا‪ ،‬أك بعد الفراغ‪ ،‬فيعمل بو المبتلى كغيره‪ ،‬حيث يحصل ظن‬
‫بالنقصاف‪( .‬قرز) (*) بعد الفراغ‪.‬‬
‫(‪ )4‬في دخوؿ كقتها في الغيم عندنا‪ ،‬في الصلوات كالصوـ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كعدد الطواؼ كالسعى‪ ،‬كعدد حصى رمي الجمرات‪ ،‬كفي كقت الوقوؼ‪ ،‬يعني‪ :‬ىذا يوـ عرفة كنحو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫(‪ )6‬إذا التبس ىل تجب عليو الزكاة أـ ال (‪ )7‬كفي المسافة ىل توجب القصر أـ ال‪( .‬قرز)[(‪ )7‬يعني‪:‬‬
‫فيما يخرج دفعات ىل يجمع في الحوؿ نصاب أـ ال‪)*( .‬كأبعاض الوضوء المختلف فيها‪.‬‬
‫(‪ )7‬ليس األلف كالبلـ للعهد‪ ،‬كإنما قصده ماء كثوب (‪ )7‬غير ما تقدـ (‪( .)0‬مفتي) يعني‪ :‬أنو يريد ما‬
‫تقدـ يعمل بالظن المقارب كىنا في الظن الغالب‪ )7( .‬المراد أنو ظن نجاسة ماء كثوب (‪ )0‬ينظر فإف‬
‫المقارب كالغالب سواء على المقرر‪.‬‬

‫(‪)767/7‬‬

‫_____________________________‬

‫النوع الثالث‪ :‬اإلنتقاؿ عن األصل)(‪ ()7‬في الطبلؽ)(‪ ،()0‬كالعتاؽ)(‪،()3‬كالوقف)(‪ ،()4‬ككوف الزكجة‬


‫محرما كنحو ذلك)(‪.()5‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬كل حكم ليس عليو داللة قاطعة كالقبلة‪ ()6()،‬كنحو كوف القصاب كافرا‪ ،‬أك مسلما)(‪.()7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬اإلنتقاؿ عن األصل شرطا ككقوعا في الطبلؽ كالفسخ‪.‬‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬إذا ظن كقوعو‪ ،‬كىذا ذكره الفقيهاف يحيى بن حسن البحيبح‪ ،‬كالفقيو حسن‪ ،‬كقاؿ أبو مضر‪:‬‬
‫إنو يعمل فيها بالمقارب‪ ،‬كىو بناء على أصلو المتقدـ‪ ،‬كىو الفرؽ بين المقارب كالغالب‪( .‬كواكب‬
‫بلفظو)‪.‬‬
‫(‪ )3‬لكن ينظر في الفرؽ على كبلـ أبي طالب في الطهارة كغيرىا‪ .‬قيل‪ :‬كلعل الفرؽ أف الطهارة كثير ما‬
‫يعرض فيها من الوسوسة فبل يعمل فيها بالظن؛ ألف فيها حرجا كمشقة‪ ،‬خبلؼ المعامبلت كنحوىا‬
‫فالشك قليل ما يعرض فيها فيعمل فيها بالظن‪ )*( .‬يعني‪ :‬حصوؿ شرط الطبلؽ كالعتاؽ كالوقف‪.‬‬
‫(تذكرة) أك كقوعو من غير شرط‪( .‬كواكب) ك(تذكرة) أيضا) كلفظ حاشية‪ :‬شرطا ككقوعا‪( .‬قرز) (*)‬
‫كالكتابة كالتدبير‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كفي كوف امرأتو رضيعة لو‪( .‬قرز) (بياف)‪.‬‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬ما في أيد الظلمة حبلؿ أك حراـ‪ .‬كحصوؿ شرط النذر كالهبة فيكفي فيهما الظن‪.‬‬
‫(‪ )6‬في غير المعاين كمن في حكمو‪( .‬قرز) (*) يعني‪ :‬جهتها‪ ،‬كأما ىي فهي معلومة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬كافرا في دار اإلسبلـ أك مسلما] في دار الكفر‪ .‬ىذا ىو الصحيح‪ ،‬كقاؿ الفقيو محمد سليماف‪ :‬ال‬
‫يعمل بظنو إف ظن أف الذابح مسلم كىو في دار الحرب؛ ألنو انتقاؿ إلى التحليل‪( .‬رياض) (*) فإف‬
‫التبس رجع إلى الدار‪( .‬قرز)‬

‫(‪)768/7‬‬

‫_____________________________‬

‫النوع الخامس‪ :‬أخبار اآلحاد الواردة)(‪ ()7‬عن الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬فمتى غلب)(‪ ()0‬في‬
‫الظن صحتها بتكامل شركط الركاية كجب العمل بها)(‪.()3‬‬
‫(ك) الرابع (ضرب) يعمل فيو (بأيها) يعني‪ :‬بأم األنواع الثبلثة التي ىي العلم‪ ،‬أك الظن المقارب لو‪ ،‬أك‬
‫الغالب (أك) الظن (المطلق) إف لم يحصل لو أم الثبلثة المتقدمة‪.‬‬
‫قاؿ أبو مضر‪ :‬كالمطلق ما استول طرفا التجويز فيو)(‪.()4‬‬
‫كاعترض بأف ما استول طرفاه أنما ىو شك‪ ،‬كليس بظن‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو اعتراض جيد؛ ألف الظن ىو تغليب أحد المجوزين ظاىرم التجويز‪()5()،‬‬
‫كال تغليب مع استواء الطرفين‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفي إدخاؿ خبر اآلحاد في ىذا الموضع غاية اللبس؛ ألف خبر العدؿ يجب قبولو كلو لم يفد‬
‫الظن‪ ،‬ما لم يظن الكذب‪( .‬مفتي) (قرز) ىذا على أصل المؤيد باهلل؛ ألنو يعتبر الظن فينظر‪ )*( .‬في‬
‫غير المسائل القطعية في الفركع‪ )*( .‬أك المجتهد‪( .‬بياف) ال فرؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كطهارة سراكيل المجوسي (‪ )7‬كنجاستو فإف طرفي تجويزىما متساكياف‪ ،‬ككخبر غير الثقة فإنو‬
‫يستوم طرفا تصديقو كتكذيبو‪( .‬غيث) (‪ )7‬إذا كانت غسيلة أك جديدة‪ .‬المعترض الفقيو حسن كاإلماـ‬
‫يحيى‪( .‬صعيترم)‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬على المجتهد في الظنيات ال القطعية‪( .‬قرز) (*) في غير المسائل القطعية في الفركع‪.‬‬
‫(‪ )4‬ليخرج غير الظاىر كىو التبخيت(‪ )7‬نحو أف تعتقد أف جبريل في السماء السابعة‪ ،‬فهذه أمارة غير‬
‫ظاىرة؛ ألنو تبخيت‪ .‬كيحترز أيضا من التقليد فإنو تجويز خفي‪ ،‬كتجويز ظاىر‪ ،‬كالتجويز الظاىر‪ :‬اعتقاد‬
‫متابعتو‪ ،‬كالخفي‪ :‬ىي كونو ال يأمن من خطأ‪( .‬غياصة) (‪ )7‬كحقيقة التبخيت‪ :‬ىو اعتقاد الشيء خبطا‬
‫كجزافا؛ ال ألمر عرض‪( .‬صحاح)‬
‫(‪ )5‬كىو الشك‪.‬‬

‫(‪)769/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ أبو مضر‪ :‬كيعمل بالمطلق)(‪ ()7‬في العبادات كالمعامبلت‪ ،‬كانقضاء حيض المرأة‪()0()،‬‬
‫كطهرىا‪ ()3()،‬كعدتها‪ ()4()،‬ككخبر المنادم)(‪ ()5‬بأنو ككيل ببيع ما في يده فقط‪ ،‬ككخبر قادمة من‬
‫غيبة أف زكجها طلقها)(‪ ()6‬كمضت عدتها‪ ،‬كإنما يقبل قوؿ ىؤالء بشرطين ػ أحدىما‪ :‬أف ال يكوف ثم‬
‫خصم منازع)(‪ .()7‬الثاني‪ :‬أف ال يغلب في الظن كذبهم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ليحل كطؤىا‪.‬‬
‫(‪ )0‬ليحرـ كطؤىا‪.‬‬
‫(‪ )3‬ليحل النكاح‪.‬‬
‫(‪ )4‬غير العدؿ‪ ،‬كأما العدؿ فمن الطرؼ األكؿ‪ ،‬يعني‪ :‬الغالب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬ال فرؽ؛ ألف اليد لها على نفسها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬أك مات أك فسخها فيقبل قولها‪ ،‬ال أنها فسختو فبل يقبل قولها‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) (*) فإف‬
‫لم تخبر بانقضاء عدتها لم يقبل فولها في الطبلؽ‪.‬‬
‫(*) (مسألة) قاؿ أبو طالب‪ :‬لو أف طفبل جاء بهدية إلى إنساف‪ ،‬كذكر أف أباه أرسلو بها جاز أف يعمل‬
‫بقولو‪ ،‬كذكرت الحنفية أف الجارية إذا أخبرت أف سيدىا أىداىا جاز أف يعمل بقولها‪ ،‬كحل كطؤىا‪.‬‬
‫(قرز) ما لم يظن كذبها‪( .‬قرز) بعد اإلستبراء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬كلو من طريق الحسبة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)772/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كمن ىذا النوع العمل بخبر من أخبر)(‪ ()7‬شخصا من شخص أنو ككلو ببيع مالو‪ ()0()،‬أك نكاح‬
‫قريبتو)(‪ ()3‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب في ىذه الصورة)(‪ ()4‬أنو يعتبر حصوؿ الظن)(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬حيث قاؿ لغيره‪ :‬فبلف أمرؾ ببيع عبده‪ ،‬أك تشترم لو‪ ،‬أك تزكج لو فيجوز للوكيل ما لم يناكر‬
‫الموكل‪.‬‬
‫(‪ ) 0‬الذم ليس في يده‪ )*( .‬لعلو يريد أف مجرد لفظ البيع يجوز بالخبر ال التسليم‪( .‬رياض) كقيل‪:‬‬
‫يجوز البيع كالتسليم ما لم يناكر المالك‪ .‬لجرل عادة المسلمين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬ككذا لو قاؿ‪ :‬أمرني أف أزكجها‪ ،‬فإنو يقبل‪ ،‬ككذا في (البياف) ما لفظو‪( :‬مسألة) كمن ادعى أنو ككيل‬
‫لغيره بالتزكيج جاز العمل بقولو‪ ،‬ما لم يظن كذبو(‪ )7‬فإف تشاجركا بعد ذلك فالظاىر عدـ الوكالة‪ ،‬كأف‬
‫العقد موقوؼ على اإلجازة‪ ،‬كمن فسخو صح فسخو ما لم يثبت بالوكالة‪( .‬باللفظ من آخر مسألة في‬
‫النكاح) (‪ )7‬بل يعتبر حصوؿ الظن [مع عدـ العدالة] بصدؽ قولو‪( .‬غيث) من الضركب‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬في صورة البيع كالتزكيج‪( .‬قرز) (*) كأما الصورة المتقدمة فيكفي الشك؛ لجرل عادة‬
‫المسلمين بذلك‪( .‬صعيترم) (قرز) (*) ىكذا في (الغيث)‪ .‬كفي (السلوؾ) بلفظ الجمع‪.‬‬
‫(‪ )5‬ىذا يستقيم مع عدـ العدالة‪( .‬قرز) إذ لو كاف عدال فهو معموؿ بو كلو لم يحصل ظن‪( .‬قرز)‬
‫(*) كحقيقتو‪ :‬ىو تغليب أحد المجوزين‪ .‬كحقيقة الوىم‪ :‬المرجوح (‪ )7‬من أمرين خاطرين في الباؿ‪.‬‬
‫كالشك‪ :‬ىو خطور أمرين بالباؿ ال مزية ألحدىما على اآلخر‪( .‬زىور) معنى) (‪ )7‬فيكوف الراجح ظنا‪،‬‬
‫كالمرجوح كىما‪.‬‬

‫(‪)777/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) أما اللذاف بالنظر إلى االستصحاب فاألكؿ (ضرب يستصحب)(‪ ()7‬فيو الحاؿ) كىو العمل‬
‫بالعلم)(‪ ()0‬كلو زاؿ سببو‪ ،‬نحو أف تعلم طهارة ثوب أك غيره‪ ،‬أك تعلم دارا لزيد‪ ،‬أك أف زيدا أقرض‬
‫عمرا‪ ()3()،‬ثم غبت زمانا فلك أف تعمل بالطهارة‪ ،‬كتشهد بالملك‪ ،‬كالقرض ما لم يغلب في الظن)(‪()4‬‬
‫انتقاؿ الملك‪ ،‬كالقضاء)(‪.()5‬‬
‫(ك) الثاني‪( :‬ضرب) من األحكاـ (عكسو) أم‪ :‬عكس الضرب الذم يستصحب فيو الحاؿ‪ ،‬فبل يعمل‬
‫بالعلم الذم زاؿ سببو)(‪.()6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كحقيقة االستصحاب دكاـ التمسك بأمر عقلي أك شرعي حتى يحصل ما يغيره‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫(‪ )0‬كىي المشاىدة فإذا غاب فالعلم باؽ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كجميع األمبلؾ كالحقوؽ كنحو ذلك‪ .‬كمهر الزكجة كالزكجية‪.‬‬
‫(‪ )4‬قاؿ السحولى في حاشيتو‪ :‬قاؿ (الصعيترم)‪ :‬ال ينتقل عن الملك كالقرض إال بالعلم عند الهدكية‪،‬‬
‫أك الظن المقارب لو عند المؤيد باهلل‪ ،‬كىو األقرب‪ .‬ككبلـ الشرح‪ :‬ػ أنو ينتقل عن ذلك بالظن ػ ىو حفظ‬
‫الوالد كتقريره‪ ،‬كلعل الفرؽ بين ىذا كبين ما سيأتي في قولو‪ :‬كفي الملك التصرؼ [كالنسبة كعدـ‬
‫المنازع] ما لم يغلب في الظن كونو للغير ػ أف ىناؾ يشهد بالظاىر‪ ،‬كىنا قد تيقن األصل‪( .‬حاشية‬
‫سحولي)‪ )*( .‬كالمختار الذم في البياف‪ ،‬في المسألة الثانية عشرة من أكؿ كتاب الشهادات ما‬
‫لفظو‪":‬كيجوز لهم الشهادة بذلك ما لم يظنوا أنو قد خرج من ملكو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كأما في الطهارة فبل بد من العلم كما تقدـ‪ ،‬أك الظن المقارب لو عند المؤيد باهلل‪ ،‬كأما في الملك‬
‫فلعلو كفاؽ‪( .‬قرز)‬
‫(*) فإف شهد أثم كال ضماف؛ ألف األصل البقاء‪( .‬معيار) (قرز)‬
‫(‪ )6‬بالرؤية كالسماع‪.‬‬

‫(‪)770/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كلهذا الضرب مسائل مخصوصة محصورة)(‪ ()7‬منها‪ :‬االعتقاد‪ ،‬كاألخبار اللذاف زاؿ سببهما فيما يتغير‬
‫حالو في العادة‪ ،‬مثل أف تعلم زيدا في الدار حيا صحيحا‪ ،‬ثم غبت عنو)(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بأدلة شرعية فبل يقاس عليها‪ )*( .‬كىي محصورة في ثبلثة مواضع‪ ،‬األكؿ‪ :‬قولو‪ :‬منها االعتقاد‬
‫كاإلخبار‪ .‬الثاني‪ :‬بيع الجنس بجنسو مكيلين‪ .‬كالثالث‪ :‬التباس المحرـ بنسوة‪ .‬الخ‪.‬‬
‫(‪ )0‬ككذا لو اطلعت على معصية من شخص‪ ،‬ثم غبت عنو زمانا فليس لك أف تعتقده باقيا عليها مصرا‪،‬‬
‫كإف عاملتو معاملة الفاسق‪ .‬ىذا حيث لم يظهر صبلحو‪ ،‬فإف ظهر صبلحو كجبت مواالتو‪ ،‬كلم يجز أف‬
‫تعاملو معاملة الفاسق‪ .‬عن سيدنا حسن (قرز)‬
‫(*) قاؿ في (تكملة األحكاـ) ما لفظو‪( :‬تنبيو) في حاصل ما يذكركنو في مثاؿ ىذا الكبلـ‪ :‬أف المكلفين‬
‫على ثبلثة أضرب‪ .‬ضرب يقطع بعصمتهم فيجب القطع بإيمانهم‪ ،‬كتلزـ مواالتهم‪ ،‬كتحرـ معاداتهم‪،‬‬
‫كضرب ظاىرىم الصبلح فتجب مواالتهم‪ ،‬كتحرـ المعاداة لهم‪ ،‬كمن ذلك تعظيمو كاحتراـ عرضو‪،‬‬
‫كالدعاء غير مشركط في الظاىر‪ ،‬كيكوف مقيدا‪ ،‬قاؿ عبد اهلل بن اإلماـ‪ :‬كيجوز إظهاره إال أف يوىم‬
‫المعاداة‪ .،‬كضرب‪ :‬ظاىره ارتكاب الكبيرة بالمشاىدة‪ ،‬فتجب معاداتو‪ ،‬ككذا الدعاء عليو بالقطع‪ ،‬في‬
‫كقتو‪ ،‬فإف غاب فسيأتي‪ ،‬كضرب لم يعلم منو أحد األمرين‪ ،‬كمن ال يعلم حالو في دار اإلسبلـ على‬
‫رأم‪ ،‬كمن غاب بعد ارتكاب كبيرة قد شوىدت الحتماؿ التوبة‪ ،‬فكمن ظاىره الصبلح‪ ،‬الحتماؿ اإلقداـ‬
‫على كبيرة‪ ،‬فبل يقطع بإيمانو‪ ،‬كال يجوز فسقو‪ ،‬بل تجرم عليو بحسب الظاىر‪ ،‬فمن ظاىره الصبلح‬
‫استصحب‪ ،‬كمن ظاىره خبلفو عومل بالظاىر على ما يقتضيو‪( .‬بلفظو) من (شرح المفتي من المواالة‬
‫كالمعاداة)‪.‬‬

‫(‪)773/7‬‬
‫_____________________________‬

‫( فليس لك أف تعتقده في الدار حيا صحيحا)(‪ ،()7‬كال تخبر بو على القطع لجواز تغيرىا)(‪ ()0‬فأما ما‬
‫جرت بو عادة المسلمين من اإلخبار بأف فبلنا في خير كنحوه فإنو مشركط من جهة المعنى‪ ،‬كإف لم‬
‫ينطق بو‪ ،‬كقد يحترز بعض الفضبلء)(‪ ()3‬فيقوؿ‪ :‬عهدم بو في خير)(‪.()4‬‬
‫كمنها‪ :‬بيع الجنس بجنسو مكيلين أك موزكنين‪ ،‬فإنك ال تستصحب العمل بالعلم بالتساكم‪ ،‬بل لو‬
‫اشتريت مكيبل أك موزكنا فكلتو أك كزنتو‪ ،‬ثم أردت أف تبيعو بجنسو بعد تخلل كقت)(‪ ()5‬أك حاؿ‪ ،‬يجوز‬
‫فيو النقصاف)(‪ ()6‬أك الزيادة)(‪ ()7‬كجب عليك إعادة كيلو أك كزنو‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬التباس المحرـ بنسوة منحصرات)(‪ ()8‬فبل تحل لو كاحدة منهن)(‪.()9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لعدـ الضركرة في ذلك‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬يجب عليك ترؾ الخبر على القطع بما علمتو أكال‪ ،‬ال أنو يجوز الخبر بما جوزتو أخيرا‪.‬‬
‫(‪ )3‬ىو الكينعي رحمو اهلل‪ )*( .‬كالمختار أنو يجوز أف يخبر بو على القطع على الحالة التي فارقو عليها؛‬
‫ألف السائل إنما سألو عن حالو التي فارقو عليها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ال يحتاج إلى ذلك؛ ألنو أنما سألو عن الحالة التي فارقو فيها‪ )*( .‬حيث أمن على نفسو من الرياء‪.‬‬
‫(‪ )5‬ال فرؽ سواء تخلل كقت أـ ال‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كسقوط الدينار كنحوه‪ )*( .‬ككذا لو سرقو سارؽ ثم رده عليو‪.‬‬
‫(‪ )7‬كالبلل‪.‬‬
‫(‪ )8‬معينات (‪ )7‬يعني‪ :‬يعرفهن بأسمائهن‪( .‬رياض)‪ .‬بأف يقاؿ‪ :‬فبلنة فبلنة‪)7( .‬الفرؽ‪.‬‬
‫(‪ )9‬حتى يعلم أنها غير المحرـ‪ ،‬كال يكفي الظن‪( .‬بياف معنى)‪( .‬قرز)‬

‫(‪)774/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كالقاضي زيد‪ ،‬كالغزالي‪ :‬إنو يتحرل‪ .‬كمثل ىذا لو طلق إحدل نسائو بائنا‪ ()7()،‬ثم‬
‫التبست عليو فإنهن يحرمن جميعا‪ ،‬كفيهن الخبلؼ األكؿ‪ ،‬كال يقاس على ىذه المسائل)(‪ ()0‬غيرىا‪ ،‬إال‬
‫أف توافقها بعلة معلومة)(‪ ()3‬ال مظنونة)(‪.()4‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬بل يصح القياس عليها‪ ،‬كإف كانت العلة مظنونة؛ ألف القياس ظني‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كفيو نظر)(‪( ()5‬كستأتى في مواضعها إف شاء اهلل تعالى)‪.‬‬
‫[مندكبات قضاء الحاجة]‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك رجعيا كقد انقضت عدتها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬الثبلث المتأخرة‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬المعلومة‪ ،‬مثل أف يعتق إحدل إمائو‪ ،‬ثم تلتبس المعتقة بغيرىا فإنو يحرـ عليو كطؤىن‪ ،‬قياسا على‬
‫تطليق كاحدة من نسائو؛ إذ العلة في تحريم الوطئ باقية [كىو اللبس]‪( .‬تعليق الفقيو حسن)‪ .‬ككمن‬
‫قاؿ‪ :‬إف اهلل ثالث ثبلثة فإنو يكفر‪ ،‬فيقاس عليو من قاؿ‪ :‬ىو ثاني اثنين‪ ،‬أك رابع أربعة‪ ،‬كمثل قياس العبد‬
‫على األمة في الحد‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬كالعلة المظنونة) مثل قولو صلى اهلل عليو كسلم‪( :‬بيعوا البر بالبر) ألنهم اختلفوا في العلة‪( .‬تعليق)‬
‫أما القياس في الربويات فهو جائز كما يأتي؛ ألف العلة ػ كإف كانت مظنونة ػ فيها‪ ،‬كلهذا اختلف العلماء‬
‫في علة تحريم ذلك‪ ،‬فالقياس جائز؛ ألنها لم تخالف القياس‪ ،‬كلم يمنع من القياس بعلة مظنونة إال فيما‬
‫جاء على خبلؼ القياس‪ ،‬كاألمثلة المتقدمة في األخبار كاالعتقادات كالشرعيات‪( .‬تعليق ناجي)‪)*( .‬‬
‫كمثالها‪ :‬لو غصبت شاة‪ ،‬كأدخلت محبل‪ ،‬فيصح شراء لحم الشياه منو‪ ،‬كال يصح اعتقاد تحريمو قياسا‬
‫على ماقيل في األخبار كاإلعتقاد‪.‬‬
‫(‪ )5‬لعلو يعني‪ :‬إطبلؽ القوؿ بأف القياس ظني؛ إذ ىو تقسيم إلى طنى كقطعي‪ ،‬كما ىو المختار في‬
‫األصوؿ‪( .‬ىامش تكميل)‪.‬‬

‫(‪)775/7‬‬

‫_____________________________‬

‫باب(‪)7‬يذكر فيو عليو السبلـ ما يندب لقاضي الحاجة‪ ،‬كيكره)(‪ ،()0‬كيجوز‪.‬‬


‫كقد بينو عليو السبلـ في قولو‪( :‬ندب)(‪ ()3‬لقاضي الحاجة) أمور تسعة)(‪.()4‬‬
‫كالمندكب‪ :‬ىو ما عرؼ فاعلو حسنو‪ ،‬كأف لو في فعلو ثوابا‪ ،‬كليس عليو في تركو عقاب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قضاء الحاجة‪ :‬كناية ىنا‪ ،‬كىي عبارة مأخوذة من قولو ‪(:‬إذا قعد أحدكم لحاجتو) كعبارة الفقهاء‬
‫باب االستطابة؛ أخذا من قولو (فاستطب بها) يعني‪ :‬األحجار‪ ،‬كعند المحدثين‪ :‬التخلي؛ أخذا لها من‬
‫الخبلء‪( .‬تكميل)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيجزئ‪ ،‬كيجب‪ ،‬كيحرـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كقدـ المندكبات؛ ألنها أكثر‪ ،‬كليرتب غيرىا عليها(‪( .)7‬شرح (فتح) (‪ )7‬من الحمد‪ ،‬كاالستجمار‬
‫كما بعده‪.‬‬
‫(*) (كاألصل في ىذا الباب) من الكتاب قولو تعاؿ‪{ :‬إف اهلل يحب التوابين كيحب المتطهرين} كمن‬
‫السنة قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬يا أىل قباء إف اهلل قد أثنى عليكم فماذا تصنعوف? فقالوا يا‬
‫رسوؿ اهلل نغتسل من الجنابة‪ ،‬كنتوضأ من الحدث‪ ،‬كنتبع نالحجارة الماء قاؿ ذلكموه فعليكموه)‪.‬‬
‫(شفاء)‪.‬‬
‫(*) كحقيقة المكركه‪ :‬ما لتركو مدخل في استحقاؽ المدح كالثواب‪ ،‬كليس لفعلو مدخل في استحقاؽ‬
‫الذـ كالعقاب‪.‬‬
‫كحقيقة المباح‪ :‬ىو ما عرؼ فاعلو حسنو‪ ،‬كأف ليس لفعلو كال تركو مدخل في استحقاؽ مدح كال ثواب‬
‫كال عقاب‪.‬‬
‫كحقيقة الواجب‪ :‬ىو ما لبلخبلؿ بو مدخل في استحقاؽ الذـ كالعقاب‪.‬‬
‫كحقيقة القبيح‪ :‬ىو ما لئلقداـ عليو مدخل في استحقاؽ الذـ على بعض الوجوه‪( .‬غياصة)‪ .‬قولو‪" :‬على‬
‫بعض الوجوه" احتراز من الواجب المخير‪ ،‬نحو الكفارات الثبلث‪ ،‬فإف المكفر يستحق الذـ على بعض‬
‫الوجوه‪ ،‬كىو أف يخل بها جميعا‪.‬‬
‫(‪ )4‬بل إحدل عشر‪.‬‬

‫(‪)776/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كتلك األمور أكلها‪( :‬التوارم))(‪ ()7‬كىو احتجاب شخصو)(‪ ()0‬بالكلية عن أعين الناس‪ ،‬إما بهبوط‬
‫مكاف مطمئن‪ ،‬أك دخوؿ غار‪ ،‬أك جنب صخرة أك نحوىا)(‪.()3‬‬
‫(ك) ثانيها‪( :‬البعد عن الناس))(‪ ()4‬فهو مندكب (مطلقا) أم‪ :‬في الصحارل كالعمراف‪ ()5()،‬حتى ال‬
‫يسمع)(‪ ()6‬لو أحد صوت مخرج‪ ()7()،‬كال يجد لو ريحا‪.‬‬
‫(ك) ثالثها‪ :‬البعد (عن المسجد) كاختلف في تقديره‪ ،‬فالمذىب أف يترؾ لو كفناء الدار)(‪.()8‬‬
‫كعن أصحاب الشافعي‪ :‬أربعوف ذراعا‪.‬‬
‫كاختلف في علة ذلك‪ ،‬فقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬للحرمة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو الصحيح عندنا‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬خشية تنجيس المسجد‪ .‬فعلى ىذا لو حفر حفيرا‪ ،‬أك انخفض زالت‬
‫الكراىة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬حيث يمكن‪ )*( .‬فإف لم يجد ما يواريو من الناس‪ ،‬نحو أف يكوف في قاع مستو‪ ،‬فيبعد حتى ال‬
‫تميز أفعالو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كما يخرج منو [من الصوت] (*) أما ستر العورة فواجب‪(.‬نجرم) (قرز)‬
‫(‪ )3‬أك شجرة‪.‬‬
‫(‪ )4‬كحده ميل؛ ألف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم كاف يخرج إلى العمر‪ ،‬كىو مقدر بذلك‪ .‬العمر‬
‫بفتح العين‪ ،‬كسكوف الميم‪ :‬بئر قديم حفرىا بنو ىاشم‪( .‬نهاية)(*) يعني‪ :‬من فطن ذلك‪.‬‬
‫(‪ )5‬بضم العين كسكوف الميم‪.‬‬
‫(‪ )6‬ألف إسماعو محظور‪.‬‬
‫(‪ )7‬إال البوؿ فبل يضر‪ ،‬بل ال فرؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬الصحيح مثل قدر أطوؿ جدار‪ ،‬فإف لم يكن لو جدار فأطوؿ جدار في تلك الناحية من المساجد‪،‬‬
‫كقيل بأكسط جدار‪.‬‬
‫(*) كأما البوؿ في إناء في المسجد فيحرـ‪( .‬ركضة) ك(شرح األثمار) ككذا االستجمار لغير المضطر‪.‬‬
‫(شرح أثمار) ك(المفتي)‪( .‬قرز) ككذا تعمد الفساء فيو‪ ،‬حيث يكوف فيو أذية(‪ )7‬على من فيو كإال كره‬
‫فقط‪ ،‬حيث كاف كحده‪ ،‬ذكر معناه (المفتي) رحمو اهلل‪ .‬كفي (البياف) (مسألة) كال يجوز الحدث فيو‪.‬‬
‫(لفظا) من بوؿ أك غائط أك فساء‪( .‬قرز) (‪)7‬كقيل‪ :‬يحرـ مطلقا‪( .‬قرز)‬

‫(‪)777/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كإنما يكوف ذلك في المباح‪ ،‬كلهذا قاؿ عليو السبلـ‪( :‬إال في الملك))(‪ ()7‬أم‪ :‬إال أف يقضى حاجتو‬
‫في ملكو )كالمتخذ لذلك))(‪ ()0‬كلو كاف قريبا من المسجد فإف ذلك جائز‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا االستثناء عائد إلى المسجد فقط‪ ،‬كىو ظاىر كبلـ األصحاب‪ .‬قاؿ‪ :‬كقد جرت‬
‫عادة المسلمين في المتخذ لذلك أنهم ال يتجنبونو‪ ،‬كإف أدرؾ الصوت كالريح فيحتمل أنو يتناكلو‬
‫االستثناء‪ .‬كفيو نظر) (‪.()3‬‬
‫(ك) رابعها )التعوذ))(‪ ()4‬حين دخوؿ الخبلء‪ ،‬كىو‪ :‬أعوذ باهلل من الخبث)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مالم يكن عن قسمة‪( .‬قرز) (‪ )7‬ما لم يخش تنجيسو بالمباشرة‪ ،‬أك كاف عن قسمة كخشي ضرر‬
‫الغير (‪ )7‬كلو بالسراية‪ ،‬فإف لم يخش لم يمنع‪ ،‬كعلى المتولي األصبلح‪ ،‬كقيل‪ :‬كلو خشي التنجيس‪.‬‬
‫(قرز) أك قصد االستخفاؼ فبل يجوز مطلقا‪( .‬قرز)(‪ )7‬إذا كاف المختار قوؿ اإلماـ عز الدين‪ :‬إف الضرر‬
‫المعتبر بين المتقاسمين فقط فبل يستقيم؛ ألنو قد خرج بالوقف‪( .‬سيدنا حسن) (قرز) (*) أك ملك غيره‬
‫بإذنو‪( .‬رياض) (قرز)‬
‫(‪ )0‬حيث كاف نفعو أكثر من ضره على المسجد كأىلو‪( .‬بياف) (قرز)‬
‫(‪ )3‬كجو النظر أف إسماع الغير(‪ )7‬يجوز‪ ،‬كالمذىب خبلفو لجرم عادة المسلمين بذلك‪)7( .‬مع عدـ‬
‫القصد‪( .‬قرز)‬
‫(*) االستثناء في قولو‪" :‬إال في الملك" عائد إلى القرب من المسجد‪ ،‬كإلى القرب من الناس‪ ،‬كال كجو‬
‫للتنظير؛ إذ في اإلجماع على اتخاذ الحشوش في البيوت كغيرىا ما يقتضي ذلك ببل إشكاؿ‪ ،‬يعني‪:‬‬
‫فتزكؿ الكراىة ما لم يقصد اإلسماع فيحرـ‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )4‬لفعلو صلى اهلل عليو كآلو‪.‬‬
‫(‪ )5‬بضم الباء‪ ،‬جمع خبيث‪ ،‬كسكونها الشر (ذكره في غريب الحديث)‪( .‬ديباج)‬
‫كلفظ حاشية‪ :‬بضم الباء ذكور الشياطين‪ ،‬كىو جمع خبيث‪ ،‬الخبائث جمع آنائهم‪( .‬لمعة)‬

‫(‪)778/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( كالخبائث‪ ،‬أك بسم اهلل)(‪ ،()7‬اللهم إنى أعوذ بك)(‪()0‬من الرجس)(‪ ()3‬النجس)(‪()4‬‬
‫الخبيث)(‪()5‬المخبث)(‪ ()6‬الشيطاف)(‪ ()7‬الرجيم)(‪ ،()8‬كىو يكوف قبل االشتغاؿ بقضاء‬
‫الحاجة)(‪.()9‬‬
‫قاؿ اإلماـ محمد بن المطهر‪ :‬كمن جملة االشتغاؿ التعرم‪ ،‬فيتعوذ قبلو)(‪.()72‬‬
‫كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬ليس من االشتغاؿ فيتعوذ كلو بعده‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا ضعيف عندم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقولو ‪(:‬ستر ما بين أعين الجن كعورات بني آدـ إذا دخل أحدكم الخبلء أف يقوؿ‪ :‬بسم اهلل)‬
‫أخرجو الترمذم‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )0‬فإف قيل‪ :‬لم ال يذكر النبي صلى اهلل عليو كآلو مع ذكر اهلل في إبتداء قضاء الحاجة‪ ،‬كاألكل‪،‬‬
‫كالجماع‪ ،‬كقد قاؿ اهلل تعالى {كرفعنا لك ذكرؾ} أم‪ :‬ال أذكر إال كأنت معي ? قاؿ المؤلف أيده اهلل‪:‬‬
‫ىذه الثبلثة المواضع نعم من اهلل تعالى علينا‪ ،‬ليس للنبي صلى اهلل عليو كآلو مشاركة فيها‪ ،‬بخبلؼ‬
‫غيرىا مما شرع‪ ،‬فالنبي صلى اهلل عليو كسلم لو نعمة علينا؛ لعنايتو بذلك؛ ألف اهلل سبحانو كتعالى من‬
‫بها علينا على يده‪( .‬كابل)‬
‫(*) (فائدة) قيل‪ :‬إنما قدـ البسملة في ىذا الموضع على التعوذ‪ ،‬كقدـ التعوذ عليها عند قصد التبلكة؛‬
‫ألف البسملة من القرآف المتلو المأمور باالستعاذة عند قصد تبلكتو؛ لقولو تعالى‪{ :‬فإذا قرأت القرآف‬
‫فاستعذ باهلل من الشيطاف الرجيم} بخبلؼ غير التبلكة‪( .‬بهراف)‪.‬‬
‫(‪ )3‬الشيطاف‪.‬‬
‫(‪ )4‬النجس ىهنا بكسر النوف كسكوف الجيم على جهة االتباع للرجس‪ ،‬كإال فهو بفتح النوف كالجيم في‬
‫غير ىذا الموضع‪ ،‬كىو القذر‪ ،‬كقذر الشيطاف كسوستو‪ )*( .‬لبلتباع‪.‬‬
‫(‪ )5‬في نفسو‪.‬‬
‫(‪ )6‬لغيره‪.‬‬
‫(‪ )7‬الشاط عن الحق‪.‬‬
‫(‪ )8‬المرجوـ بالشهب‪.‬‬
‫(‪ )9‬قاؿ أبو طالب‪ :‬حاؿ اإلىواء‪ ،‬كقبل كشف العورة‪ .‬كقيل‪ :‬قبل الحدث‪ .‬كقيل‪ :‬قبل دخوؿ الخبلء؛‬
‫تنزيها لذكر اهلل في الخبلء ك(قرز)‬
‫(‪ )72‬إال أف ينسي فيتعوذ سرا ك(قرز)‬

‫(‪)779/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) خامسها‪( :‬تنحية)(‪ ()7‬ما فيو ذكر اهلل تعالى) من خاتم)(‪ ()0‬أك غيره‪ ،‬إال أف يخشى ضياعو)(‪.()3‬‬
‫كعن المنصور باهلل‪ :‬ال يكره بقاؤه‪.‬‬
‫)ك) سادسها‪) :‬تقديم) الرجل (اليسرل دخوال))(‪ ()4‬ألنو موضع خسيس‪ ،‬فيشرؼ اليمنى عن تقديم‬
‫استعمالها فيو‪.‬‬
‫(ك) سابعها‪( :‬اعتمادىا) في الجلوس؛ ألنو أيسر لخركج ما يخرج؛)(‪ ()5‬ألف الجانب األيسر مجتمع‬
‫الطعاـ إليو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ككذا عند االستنجاء‪ ،‬ذكره القاسم عليو السبلـ‪( .‬بياف) (قرز) (*) فإف غفل عما فيو ذكر اهلل تعالى‬
‫حتى اشتغل بقضاء الحاجة غيبو بباطن كفو‪ ،‬أك جعلو في فيو‪ ،‬أك في عمامتو ك(قرز) (*) صواب العبارة‪:‬‬
‫كتنحية كل ذم حرمة‪ ،‬كعبارة (األثمار) ليشمل القرآف‪ ،‬كاسم اهلل‪ ،‬كاسم كل نبي كملك‪ ،‬حيث كن‬
‫مقصودات‪ .‬كقيل‪ :‬كلو مستهلكا؛ لحديث أنس (كاف رسوؿ اهلل عليو كآلو كسلم إذا دخل الخبلء كضع‬
‫خاتمو‪ ،‬كدخل الخبلء) ألنو كاف فيو "محمد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو" أخرجو الترمذم‪ ،‬كابن حباف‬
‫[ابن ماجو‪ .‬نخ] (ضوء نهار)‪.‬‬
‫(‪ )0‬مقصودا‪ ،‬ال إذا كاف الرجل اسمو مكتوبا فيو‪ ،‬كاسمو عبد اهلل‪ ،‬أك نحو ذلك‪ ،‬ما لم تكن الكتابة‬
‫مقلوبة كالطابع فبل يضر‪ ،‬كظاىر األزىار خبلفو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬فإف خشي فعلو في باطن كفو ندبا‪ ،‬كيقبض عليو؛ ألف النبي صلى اهلل عليو كآلو كاف يقبض عليو‪.‬‬
‫(*) إطبلؽ أىل المذىب الكراىة إال أف يخشي الضياع‪ ،‬فعلى ىذا المنصور يكتفي بتجويز الضياع‪.‬‬
‫كىم يقولوف‪ :‬ال بد من ظنو فعلى ىذا يكره‪ ،‬ما لم يكن عادتو الضياع‪( .‬رياض) (*) أك نسيانو أك يتعذر‬
‫إخراجو‪.‬‬
‫(‪ )4‬أك ما يقوـ مقامها‪( .‬حماطي) مثل األعرج الذم قطعت رجلو‪ ،‬فالعصي تقوـ مقامها‪ )*( .‬إذا كاف‬
‫في الحشوش‪ ،‬كإف كاف الخبلء فآخر خطوة‪( .‬سماع)‬
‫(‪ )5‬كالعكس عند االستنجاء‪.‬‬

‫(‪)782/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ثامنها‪( :‬تقديم) اليمنى خركجا؛)(‪ ()7‬ألنو خركج من أخس إلى أشرؼ‪ ،‬كعكس ذلك في دخوؿ‬
‫المسجد كخركجو‪.‬‬
‫(ك) تاسعها‪ :‬االستتار أم‪ :‬يستر عورتو (حتى يهول))(‪ ()0‬للجلوس‪ ،‬فيرفع ثوبو قليبل قليبل حتى ينحط‪،‬‬
‫ككذا عند القياـ يرسلو قليبل قليبل حتى يستوم‪ ،‬كذلك مندكب عند المؤيد باهلل (مطلقا) سواء قضى‬
‫حاجتو في البيوت أـ في الصحارم‪ ،‬إال أف يخشى التنجس)(‪.()3‬‬
‫كقاؿ أبو طالب‪ :‬إنما يندب في الخبلء ال في العمراف)(‪.()4‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كذلك ضعيف‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬كمن المندكب أف ال يكشف رأسو)(‪ ()5‬حاؿ قضاء الحاجة‪ ،‬كأف يكوف‬
‫قد أعد األحجار)(‪()6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالمواضع الشريفة الدخوؿ باليمنى‪ ،‬كالخركج باليسرل‪ ،‬ككذا المستحب تقديم اليمنى عند‬
‫االنتعاؿ‪ ،‬فعلى ىذا المستحب عند الخركج من المسجد تقديم اليسرل‪ ،‬كال ينتعل بل يضعها على ظاىر‬
‫النعل حتى يخرج اليمنى‪ ،‬كيبتدئ االنتعاؿ بها‪ ،‬كقد ركم في التنعيل ما ذكر عن النبي صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪( .‬صعيترم)‪( .‬قرز) (*) كىكذا في المواضع الدنية‪ ،‬كبيوت الفسقة‪ ،‬كفي المواضع الشريفة‬
‫كبيوت المؤمنين يقدمها دخوال‪ ،‬كيؤخرىا خركجا‪ ،‬كفي البيوت تقديم اليمنى دخوال كخركجا‪ ،‬طلبا‬
‫للتيامن‪ ،‬كيقدمها في اللباس‪ ،‬كيؤخرىا في الحل‪( .‬كواكب)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬بالفتح كالضم‪ ،‬كبالفتح نفسو‪ ،‬كبالضم مقعده‪.‬‬
‫(‪ )3‬فيجب‪( .‬قرز) (*) كتكره الزيادة على ما يحتاج إليو في كشف العورة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ألف البيوت ساترة عنده‪.‬‬
‫(‪ )5‬مخالفة للنصارل كالمجوس (*) كىو العاشر‪.‬‬
‫(‪ )6‬الحادم عشر‪ )*( .‬كيندب االنتعاؿ حالو‪ ،‬كالتنحنح‪ ،‬كستر رأسو ككتفيو؛ ألف ىذه الحالة مما تكثر‬
‫فيها الشياطين‪ ،‬كتبعد فيها الحفظة‪( .‬شرح فتح)‪ )*( .‬كأف يتفحج‪( .‬بياف) قاؿ في الضياء‪ :‬التفحج‬
‫بالحاء المهملة‪ ،‬كالجيم‪ :‬مباعدة الرجلين‪ ،‬كالتفجج بجيمين مثلو‪ ،‬لكنو أبلغ‪( .‬زىور)‬
‫(‪)787/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) أما ما يكره فقد أكضحو عليو السبلـ بقولو‪ :‬كيندب لو)(‪( ()7‬اتقاء) أمور)(‪ ()0‬كىي أربعة عشر‬
‫أكلها‪( :‬المبلعن) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬اتقوا المبلعن) كىي مضار المسلمين‪ ،‬كسميت‬
‫مبلعن ألنو يلعن)(‪ ()3‬من جعل فيها أذية‪ ،‬كىي ست‪ :‬الطرقات السابلة‪ ()4()،‬كالمقابر‪ ،‬فإنو يكره‬
‫عليها)(‪ ()5‬ال بينها‪ ،‬ما لم تكن مزكرة)(‪ ،()6‬كعن بعض األئمة المتأخرين)(‪ :()7‬أنها تستوم مقابر‬
‫المسلمين كالمجرمين )(‪.()8‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كلعلو يريد ما عدا الحربيين)(‪ ()9‬فإنو ال حرمة لقبورىم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإنما سمي األكؿ مندكبا مع أف تركها مكركه؛ ألف تركها ترؾ محض في األغلب بخبلؼ األخير‪،‬‬
‫فإنها أفعاؿ عدؿ إليها‪ ،‬فحسن ذلك‪( .‬شرح أثمار) (بلفظو)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيكره البوؿ في موضع طهوره (‪ )7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ليس منا من باؿ في مطهره)‪.‬‬
‫(بياف)‪ .‬كلقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال يبوؿ أحدكم في مستحمو ثم يتوضأ فيو)‪( .‬بستاف) [فإف عامة‬
‫الوسواس منو]‪ .‬المستحم‪ :‬موضع االستحماـ كىو االغتساؿ [مأخوذ من الحوـ كىو الماء الحار] (‪)7‬‬
‫قاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬ىذا إذا كاف ال منفذ لو‪( .‬غيث)‪ .‬قلت‪ :‬ظاىر الخبر اإلطبلؽ‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬أسباب اللعن من الجهاؿ كالعواـ‪ ،‬ال اللعن فبل يجوز (شرح أثمار)‪ .‬ك(قرز) (*) ألنو سبب‬
‫نفسو للعن‪ ،‬كإف لم يكن يستحقو‪.‬‬
‫(‪ )4‬العامر)ة‪ ،‬ال الدامرة فبل كراىة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬بل يحرـ (‪ )7‬كما يأتي في كتاب الجنائز عند من منع الصبلة على القبور‪ ،‬كما يأتي‪( .‬قرز) (‪)7‬‬
‫للخبر‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬يؤذم الميت ما يؤذم الحي)‪ )*( .‬حظر ك(قرز)(*) ال بينها‬
‫فتنزيو ك(قرز)‬
‫(‪ )6‬فكراىة تنزيو‪ .‬كقيل‪ :‬حظر‪.‬‬
‫(‪ )7‬محمد بن المطهر‪ ،‬كالهادم بن يحيى‪.‬‬
‫(‪ )8‬كالمؤذين‪.‬‬
‫(‪ )9‬ككذا المرتدين‪ ،‬كمن أبيح دمو‪ .‬ك(قرز)‬

‫(‪)780/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كشطوط األنهار)(‪ ()7‬كىي جوانبها)(‪ ،()0‬فأما فيها فيكره)(‪ ()3‬أيضا قصدىا لقضاء الحاجة‪ ،‬فأما لو‬
‫عرض كىو فيها فبل كراىة حينئذ‪ ،‬إال أف يكوف مستعمبل قليبل)(‪ ()4‬فيحرـ‪ ،‬كالجرم كالكثرة‪ .‬كأفنية‬
‫الديار)(‪ .()5‬كمجالس الناس‪.‬‬
‫السادس‪ :‬مساقط الثمار‪ ،‬حيث الشجر مثمرة‪ ()6()،‬أك تأتي ثمرتها كاألذل باؽ‪ ،‬كإال فبل كراىة إال أف‬
‫يكوف مستظبل‪ ،‬كجميع ىذه إف علم قاضي الحاجة فيها حصوؿ المضرة)(‪ ()7‬لغيره‪ ،‬أك ظنها كاف‬
‫آثما)(‪ ،()8‬كإال ففاعبل لمكركه)(‪ ،()9‬كقد جمعها بعضهم)(‪ ()72‬في بيت من الشعر كىو قولو‪:‬‬
‫مبلعنها نهر كسبل كمسجد)(‪ * * * ()77‬كمسقط أثمار كقبر)(‪ ()70‬كمجلس)(‪()73‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالمناىل‪.‬‬
‫(‪ )0‬كقيل في ضبط ما يكره قضاء الحاجة فيو من المياه‪ :‬كيحرـ في الماء حيث قصد االستخفاؼ بو‪،‬‬
‫أك كاف مسببل‪ ،‬أك مكانو‪ ،‬أك ىو ملك الغير‪ ،‬أك مكانو كلم يرض المالك‪ ،‬أك كاف ينجسو كىو مستعمل‪،‬‬
‫كفيما عدا ذلك إف كاف ال ينجسو فمكركه [غالبا احتراز مما لو كاف في السفينة فبل كراىة‪( .‬شرح‬
‫بهراف)‪ .‬كإف كاف ينجسو كىو ال يستعمل فاحتماالف أحدىما‪ :‬ال يجوز ألف ذلك اتبلؼ ماؿ لغير حاجة‪،‬‬
‫الثاني‪ :‬يجوز ألف ذلك يتسامح بو عند الضركرة يجوز‪( .‬شرح بهراف) ك(بياف) كاألرجح الكراىة ك(قرز)‬
‫(‪ )3‬تنزيو (قرز) حيث ال ينجسو‪ )*( .‬أك كاف مستعمبل‪.‬‬
‫(‪ )4‬ال فرؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كلو دار نفسو (قرز) كىو كأعلى جدار فيها‪.‬‬
‫(‪ )6‬كلو ىي لو‪ .‬ك(قرز) (*) كقيل‪ :‬ال يكره حيث ىي لو‪ .‬ك(قرز) األكؿ‪.‬‬
‫(‪ )7‬ىي األذية مع التجويز‪.‬‬
‫(‪ )8‬مع القصد‪ ،‬ال مع الضركرة فيجوز في الكل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )9‬في غير القبر ك(قرز)‪ .‬فيحرـ‪ ،‬كالمسجد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )72‬ىو اإلماـ عليو السبلـ‪.‬‬
‫(‪ )77‬حظر‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )70‬حظر‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )73‬السبل تنزيو‪ ،‬ككذلك مساقط األثمار تنزيو‪ .‬كالمجلس تنزيو‪ .‬كعند الضركرة يجوز الكل‪(.‬قرز) (*)‬
‫كدخل أفنية الديار في المجلس‪ ،‬كأفنية المسجد في المسجد‪.‬‬

‫(‪)783/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) ثانيها‪( :‬الجحر))(‪ ()7‬إذا كاف من مخاريق الحشرات)(‪ ()0‬ألنو يؤذيها‪ ،‬كال يأمن أف يخرج ما‬
‫يؤذيو‪ .‬كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬إنو من مساكن الجن‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىكذا ذكره في (الشفاء) كاالنتصار؛ لنهيو صلى اهلل عليو كآلو‪ ،‬كقيل‪ :‬ألنها من مساكن الجن‪،‬‬
‫كيركل أف سعد بن عبادة خرج إلى الشاـ فسمع أىلو ىاتفا في داره يقوؿ‪:‬‬
‫قتلنا سيد الخررج *** سعد بن عباده *** رميناه بسهمين *** فلم نخط فؤاده‬
‫ففزع أىلو كتعرفوا خبره‪ ،‬ككاف في تلك الليلة قد مات‪ ،‬كقيل‪ :‬جلس يبوؿ في جحر فاستلقى ميتا‪.‬‬
‫(درر) (قاؿ حساف بن ثابت) شعرا‪:‬‬
‫يقولوف سعد شقت الجن بطنو * **أال ربما حققت أمرؾ بالعذر‬
‫كما ذنب سعد أنو باؿ قائما *** كلكن سعدا لم يبايع أبا بكر‬
‫الف سلمت عن فتنة الماؿ أنفس *** لما صبرت عن فتنة النهي كاألمر‬
‫فياعجبا للجن تقتل مسلما *** على غير ذنب ثم ترثيو بالشعر‬
‫كال يصح ما ينسب إلى أبي بكر في شأنو؛ ألف ىبلكو كاف لسنتين كأشهر مضت من خبلفة عمر‪ ،‬في بئر‬
‫بحوراف من أرض الشاـ‪( .‬شرح بهراف) (*) قاؿ في (شرح البحر)‪ :‬الجحر ػ بجيم مكسورة بعدىا حاء‬
‫مهملة مفتوحة ػ‪ :‬جمع جحر‪ ،‬بضم الجيم كسكوف الحاء (*) لحديث أف النبي صلى اهلل عليو كآلو (نهي‬
‫أف يباؿ في الجحر) ركاه أحمد‪ ،‬كأبو داكد‪ ،‬كغيرىما‪( .‬شرح بهراف)‬
‫(‪ )0‬كفي الصحاح‪ :‬الحرشات‪ ،‬كالحشرات كاحدتها حرشة كحشرة بالتحريك‪ .‬كقاؿ قتادة‪ :‬الحشرات‬
‫أفصح؛ ألف العرب ال تجمع بين الحاء كالراء في لفظ كاحد يتوالى‪ .‬ينظر فيو فإنو كاحد سواء قدمت‬
‫الراء أـ أخرت‪ ،‬فاألكلى أف يعلل بالسماع‪.‬‬

‫(‪)784/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ثالثها (الصلب))(‪ ()7‬من األرض فيندب تجنبو إلى مكاف دىس)(‪ ()0‬مخافة أف ينتضح منو شيء‪،‬‬
‫فإف أعوز عمد إلى حجر أملس كسلو عليو‪.‬‬
‫(ك) رابعها (التهوية بو))(‪ ()3‬أم‪ :‬بالبوؿ‪ ،‬كىي الطموح بو‪ ،‬يندب اتقاؤىا‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬ألف للهول سكانا)(‪.()4‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىو ضعيف‪ ،‬فإنو ال بد من التهوية بو أك بالغائط في أكثر الحشوش)(‪ ،()5‬كإنما ذاؾ‬
‫مخافة أف ترده الريح عليو‪ ،‬فإف لم يكن فؤلنو عبث كتلعاب من صفات الحمقاء)(‪.()6‬‬
‫(نعم) قد يكوف الطموح بو أكلى‪ ،‬كذلك حيث يكوف المكاف اللين على بعد من موضع الغائط‪ ،‬فإذا‬
‫طمح إلى اللين أمن من االنتضاح)(‪ ()7‬في ابتداء خركج البوؿ‪ ،‬كإف لم يطمح لم يأمنو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بضم الصاد‪ ،‬كسكوف البلـ‪.‬‬
‫(‪ )0‬بالشين كالسين‪ ،‬كفتح الهاء كسكونها‪ ،‬ذكره في (الصحاح)‪ )*( .‬كفي (تعليق اللمع)‪ :‬أف ىذه‬
‫اللفظة تركل يشين معجمة‪ ،‬كسين مهملة‪ ،‬كبكسر الهاء كسكونها‪ ،‬ذكره (حي عبد اهلل بن حسن‬
‫الدكارم)‪.‬‬
‫(‪ )3‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو (إذا باؿ أحدكم فبل يطمح ببولو)‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬مبلئكة كجن‪.‬‬
‫(‪ )5‬لقائل أف يقوؿ‪ :‬الحشوش كنحوىا تجنبها الجن؛ لكونها موضوعة لذلك‪ ،‬فيستقيم كبلـ الفقيو علي‪،‬‬
‫كيمكن بأف يقاؿ‪ :‬الحشوش أخص؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬إنها محتضر الجن)‪( .‬شرح مرغم)‬
‫يعني‪ :‬محتضرة‪ ،‬تحضرىا الشياطين‪ ،‬كقد يقاؿ‪ :‬إف من كقف في الحشوش فقد أسقط حقو‪( .‬من خط‬
‫الحسين بن القاسم عليو السبلـ)‬
‫(‪ )6‬كفي (القاموس) بضم الحاء كالميم‪.‬‬
‫(‪ )7‬أما إذا لم يأمن فواجب‪( .‬قرز)‬

‫(‪)785/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) خامسها أف يبوؿ (قائما))(‪()7‬فيكره إال من علة)(‪.()0‬‬


‫كفي الكافي‪ :‬أك عجلة)(‪ .()3‬ككذا عن القاسم‪ ،‬كالناصر‪.‬‬
‫(ك) سادسها (الكبلـ))(‪ ()4‬حاؿ قضاء الحاجة؛ ألف في الحديث (إف اهلل سبحانو يمقت)(‪ ()5‬على‬
‫ذلك) كمعنى المقت من اهلل إعبلـ عباده أف الفعل قبيح من فاعلو يستحق عليو الذـ كالعقاب‪ ،‬ىذا في‬
‫األصل‪ ،‬كاإلجماع على أف الكبلـ غير محرـ في ىذه الحاؿ أكجب صرؼ اللفظ عن أصل معناه‪ ،‬فعبر‬
‫ىنا بالمقت عن ترؾ األحسن استعارة؛ ألف فاعل)(‪ ()6‬القبيح تارؾ لؤلحسن‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألف الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو نهي أف يبوؿ الرجل قائما‪( .‬شمس شريعة)‬
‫(‪ )0‬لما ركم أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو باؿ قائما من دمل أصابو في مأبضو‪ ،‬كمثلو عن علي عليو‬
‫السبلـ‪ ،‬كعمر‪ ،‬كذلك منهم ألجل الضركرة‪ ،‬كقيل‪ :‬إنو ينفع من كجع المثانة‪ )7( .‬كالمأبض بفتح الميم‪،‬‬
‫كبهمزة ساكنة‪ ،‬ككسر الباء معجمة‪ ،‬كبضاد معجمة‪ :‬باطن الركبة من كل شيء‪( .‬لمعة) (*) أك خوؼ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك متأذ بعلة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كأما قراءة القرآف فقيل‪ :‬محظورة‪ .‬كقيل‪ :‬كسائر الكبلـ بالصواب (قرز) (*) لما ركم أف رجبل مر‬
‫برسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم كىو يبوؿ فسلم الرجل فلم يرد عليو حتى ثم‪ ،‬كفي حديث حتى‬
‫توضأ ثم رد السبلـ عليو‪ ،‬قاؿ‪( :‬إني كرىت أف أذكر اهلل تعالى إال على طهارة)‪( .‬بستاف) (*) إال الضركرة‬
‫تدعو إلى التكلم‪ ،‬أك لخشية سقوط ساقط عليو‪ ،‬أك فوات غرض مهم‪ ،‬أك نحو ذلك من إنكار منكر‪ ،‬أك‬
‫أمر بمعركؼ ك(قرز)(*) فإف عطس حمد اهلل تعالى بقلبو‪ ،‬ككذا حالة الجماع‪( .‬ركضة نواكم) (قرز) كعن‬
‫أبي سعيد رضي اهلل عنو قاؿ سمعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو يقوؿ‪( :‬ال يخرج الرجبلف يضرباف‬
‫الغائط‪ ،‬كاشفين عن عورتهما يتحدثاف‪ ،‬فإف اهلل يمقت على ذلك) أخرجو أبو داكد‪ .‬يضرباف‪ :‬أم‪:‬‬
‫يقصداف الخبلء‪ .‬كمعنى يمقت‪ :‬يبعض‪.‬‬
‫(‪ )5‬كبضم القاؼ‪.‬‬
‫(‪ )6‬األكلى أف فاعل المكركه تارؾ لؤلحسن‪( .‬قرز)‬

‫(‪)786/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) سابعها (نظر الفرج )(‪ ()7‬كاألذل))(‪ ()0‬قيل‪ :‬ألنو يورث الوسواس)(‪ ()3‬كالغثياف‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفي ذلك نظر‪ .‬قاؿ‪ :‬كاألكلى أف يقاؿ في نظر الفرج لغير عذر‪ :‬إنو يقسي‬
‫القلب‪ ،‬كيجلب الغفلة‪ ،‬كقد كرد في بعض اآلثار‪.‬‬
‫(ك) ثامنها اتقاء (بصقو))(‪ ()4‬يعني‪ :‬بصق األذل؛ لتأديتو إلى الغثياف كالوسواس‪ ،‬كالتشبو بالحمقاء‪.‬‬
‫(ك) تاسعها (األكل‪ ،‬كالشرب))(‪ ()5‬ألنها حالة تستخبثها النفس‪ ،‬كاألكل كالشرب حالة التذاذ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ال لعذر كالنظر إلى الفرج ليتحقق من المخرج من أثر البوؿ فبل يكره‪ ،‬ككذا في األذل كأف يكوف‬
‫بو علة في البطن‪ ،‬فأراد معرفة الخارج ليصفو للطبيب‪ ،‬كنحو ذلك فبل يكره‪( .‬نمازم) (قرز)‬
‫(*) ثبلث مقسيات القلب‪ ،‬األكل على الشبع‪ ،‬كالذنب على الذنب‪ ،‬كنظر الفرج كاألذل‪ )*( .‬منو أك‬
‫من غيره (‪ )7‬ك(قرز)(‪)7‬فهم من قولو‪" :‬كاألذل"‪.‬‬
‫(‪ )0‬كمسو بيمينو لغير عذر‪ .‬ينظر في ذلك فإف مسو لغير عذر محرـ‪ ،‬ال مكركه فتأمل‪ .‬يقاؿ‪ :‬لعل مراده‬
‫الفرج فبل اعتراض‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىو الجنوف‪ .‬يقاؿ‪ :‬رجل مأسوس‪ ،‬أم‪ :‬مجنوف‪ .‬كيقاؿ‪ :‬ساس الحب‪ ،‬أم‪ :‬اختل‪ )*( .‬كقيل‪ :‬ألف‬
‫النظر إليو يضعف النظر‪ ،‬كما أف الرائحة الخبيثة تضعف القوة‪(.‬بستاف)‬
‫(‪ )4‬مفهومو ال بصق غيره‪ ،‬لكن يقاؿ‪ :‬قد دخل في قولو عليو السبلـ‪" :‬إف كل فعل ليس مما يحتاج إليو‬
‫عند قضاء الحاجة فإنو مكركه" فعلى ىذا يكره بصق غيره‪ ،‬كال يؤخذ بالمفهوـ ىنا [كىو الذم قرر] (*)‬
‫ندب لقاضي الحاجة البصق في ثيابو؛ ألجل إذا أحس برطوبة لم يقطع أنها من البوؿ‪ ،‬ذكره الفقيو‬
‫يوسف (قرز) (*) بالريق‪( .‬قرز) ككذا المخاط‪( .‬إرشاد)‬
‫(‪ )5‬كالسواؾ‪( .‬قرز)‬

‫(‪)787/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬عندم أف كل فعل)(‪ ()7‬حاؿ قضاء الحاجو ليس مما يحتاج إليو فيها فإنو مكركه؛‬
‫ألف الحفظة)(‪ ()0‬في تلك الحاؿ صارفوف أبصارىم)(‪ ،()3‬فمهما صدر فعل ليس من توابع قضاء‬
‫الحاجة آذف بالفراغ‪ ،‬فتلتفت الحفظة فيؤذيهم برؤية عورتو)(‪.()4‬‬
‫(ك) عاشرىا االنتفاع باليمين)(‪ ()5‬في شيء من منافع قضاء الحاجة‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬حتى تناكؿ األحجار؛ ألنو انتفاع‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك قوؿ‪.‬‬
‫(‪ )0‬كقدرىم مائة كسبعوف‪( .‬كشاؼ) كقيل‪ :‬ثبلث مائة كستوف‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )3‬يؤخذ من ىذا أنهم مكلفوف‪.‬‬
‫(‪ )4‬أما قولو‪" :‬أذف بالفراغ" فبل معنى لو؛ لقولو تعالى‪{ :‬يعلموف ما تفعلوف} كفيو نظر؛ ألنهم ال يعلموف‬
‫إال كما نعلم بالحواس‪( .‬شامي) (*) يؤخذ من ىذا أف التعرم في الخلوة مكركه (قرز)‬
‫(‪ )5‬أك شماؿ فيها اسم اهلل تعالى (ىداية)‬
‫(*) كمس الفرج بها ألجل النهي‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬إذا باؿ أحدكم فبل يمس ذكره‬
‫بيده اليمنى)‪( .‬بستاف) (‪ )7‬إال لعذر فبل كراىة كما سيأتي في التعرم‪ ،‬كقد قاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬يجوز‬
‫إمساؾ الذكر باليمين خشية التلوث بالنجاسة‪ ،‬حيث لم يكن قرب جدار‪ ،‬كال أمكنو كضع حجر بين‬
‫رجليو كنحو ذلك‪( .‬بحر) (‪ )7‬أخرج البخارم‪ ،‬كمسلم‪ ،‬كالنسائي‪ ،‬كأبو داكد نحوه‪( .‬بهراف) قاؿ في‬
‫حياة الحيواف‪ ،:‬قاؿ أصحاب التجارب‪ ،‬كمما يورث الغم المشي بين األغناـ‪ ،‬كالتعمم جالسا‪ ،‬كلبس‬
‫السراكيل قائما‪ ،‬كقضم اللحية باألسناف‪ ،‬كالقعود على أسكفة الباب‪ ،‬كاألكل بالشماؿ‪ ،‬كمسح الوجو‬
‫باألذياؿ‪ ،‬كالمشي على قشور البيض‪ ،‬كاالستنجاء باليمين‪ ،‬كالضحك في المقابر‪.‬‬

‫(‪)788/7‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالصحيح ما ذكره بعضهم)(‪ .()7‬أنو ال كراىة في تناكؿ األحجار بها؛ ألنو ال‬
‫يخشى تنجيسها)(‪.()0‬‬
‫(ك) الحادم عشر‪( :‬اسقباؿ القبلتين))(‪ ()3‬كىما الكعبة‪ ،‬كبيت المقدس)(‪ .()4‬أما الكعبة‪ :‬فالمذىب‬
‫أنو مكركه‪ ،‬كال فرؽ بين الصحارل كالعمراف‪.‬‬
‫كقاؿ أبو طالب‪ ،‬كالمنتخب‪ :‬إنو محرـ فيهما‪ ،‬كىو قوؿ الناصر‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬إنو محرـ في الفضاء دكف العمراف‪.‬‬
‫كأما بيت المقدس‪ :‬ففيو قوالف األكؿ ذكره في االنتصار‪ :‬أف حكمو حكم الكعبة على الظاىر من مذىب‬
‫أئمة العترة‪ ،‬كقد صرح بو المنصور باهلل‪ .‬قاؿ اإلماـ يحي‪ :‬كىو الذم نختاره‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الفقيو علي‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )0‬ليس ألجل التنجس‪ ،‬بل ألجل الخبر كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو (‪(:)7‬يميني ألكلي‪ ،‬كشربي‪،‬‬
‫كطيي‪ ،‬كشمالي لما عدا ذلك)‪ .‬كفي الحديث (يميني لما شرؼ‪ ،‬كشمالي لما خبث)‪ )7( .‬أحرج أبو‬
‫داكد عن عائشة (كانت يد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو اليمنى لطهوره كطعامو‪ ،‬ككانت يده اليسرل‬
‫لخبلئو كما كاف من أذل)‪( .‬شرح بهراف) بل ألنو ال خسة فيها‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالعبرة بكل بدنو كقيل بالفرجين ك(قرز)(*)‪ ،‬قاؿ الشظبي‪ :‬كينظر ىل يكوف حاؿ خركج الخارج أك‬
‫مطلقا? المختار مطلقا كما ذكره في حالة االستنجاء كالوطء‪ .‬ك(قرز)(*) ككجو الكراىة قولو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو (إذا ذىب أحدكم إلى الغائط فبل يستقبل القبلة كال يستدبرىا ببوؿ كال غائط) (ذكره في‬
‫الخبلصة) (*) ككذا حاؿ االستنجاء كالجماع‪( .‬بياف)‪( .‬قرز) كالعبرة بكل بدنو‪ ،‬كقيل‪ :‬بالفرجين‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىو في ناحية المغرب من شماؿ المستقبل من أىل اليمن‪ ،‬ذكره اإلماـ عز الدين قلت‪ :‬كىو‬
‫الصحيح‪ ،‬كقد زرتها‪ ،‬كال عبرة بما ذكره الذمارم في حاشيتو‪( .‬عبد الواسع) (*) ألنها أحد القبلتين‪،‬‬
‫كنسخ كجوبها ال يبطل حرمتها‪ ،‬كما أف نسخ التوراة ال يبطل حرمتها‪ ،‬دليلو ما كاف من تعظيم النبي صلى‬
‫اهلل عليو كآلو لها‪ ،‬كقيامو لها حين أتي بها‪ ،‬كىي على الكرسي إليو‪( .‬تعليق) ك(غيث)‪.‬‬

‫(‪)789/7‬‬

‫_____________________________‬

‫القوؿ الثاني‪ :‬ذكره في شرح اإلبانة‪ :‬أنو غير منهي عنو‪ ،‬كمثلو في الشامل)(‪ ،()7‬كبياف العمرانى)(‪()0‬‬
‫من أصحاب الشافعي‪.‬‬
‫(ك) الثاني عشر استقباؿ (القمرين))(‪ ()3‬ذكره الناصر عليو السبلـ‪.‬‬
‫قاؿ المنصور باهلل‪:‬ككذا النيرات)(‪[ ()4‬قول] كالقمراف ىما‪ :‬الشمس كالقمر‪.‬‬
‫قاؿ في التقرير‪ :‬كال أعرؼ كجو الكراىة)(‪ ()5‬في استقباؿ ما عدا الكعبة‪.‬‬
‫(ك) الثالث عشر‪( :‬استدبارىما) يعني‪ :‬القبلتين‪ ،‬كالقمرين‪.‬‬
‫قاؿ المنصور باهلل‪ :‬كاالستقباؿ أشد)(‪.()6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬البن الصباغ‪.‬‬
‫(‪ )0‬اسمو يحيى بن أبي الخير كفبره في ذم السفاؿ من مخاليف اليمن االسفل (*) بكسر العين‬
‫كسكوف الميم‪.‬‬
‫(‪ )3‬المراد جرمهما‪ .‬قاؿ في (البحر)‪ :‬كجو كراىة استقباؿ القمرين كالنيرات لشرفها بالقسم بها فأشبو‬
‫الكعبة‪ ،‬األكثر ال؛ إذ القسم ال يكفي‪ ،‬ثم قد قاؿ صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬شرقوا أك غربوا) قلت‪ :‬كىو‬
‫القوم‪( .‬قاؿ) اإلماـ المهدم عليو السبلـ‪ :‬ما لم يكن ثمة حائل فيما عدا القبلتين‪( .‬بياف) (*) إذ‬
‫استقباؿ القمرين يورث البرص (*) إال لعذر في الكل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ككذا اآليات الباىرة‪ ،‬كالبرؽ كالصواعق كنحوىا‪( .‬برىاف) كالمختار خبلفة‪( .‬سماع عبد القادر) (*)‬
‫كىي الزىرة‪ ،‬كالمشترم‪ ،‬كالمريخ‪ ،‬كزحل‪ ،‬كعطارد‪ ،‬كالشعرل‪ .‬قيل‪ :‬كالسماؾ‪.‬‬
‫(‪ )5‬بل كجهها ما ركاه في كتاب المناىي لمحمد بن منصور المرادم مرفوعا (نهى أف يبوؿ الرجل كفرجو‬
‫باد إلى الشمس‪ ،‬كنهي أف يبوؿ الرجل كفرجو باد إلى القمر ) كمثلو ذكره السيد إبراىيم بن محمد‬
‫الوزير‪ .‬قاؿ ابن (بهراف)‪ :‬كقد نص المحققوف أف ىذا الحديث مختلق باطل‪ ،‬كلهذا لم يذكرىما المؤلف‪.‬‬
‫(‪ )6‬يعني‪ :‬بالبوؿ كاالستدبار بالغائط‪ ،‬فإف اجتمعا فاالستقباؿ أشد‪( .‬قرز)‬

‫(‪)792/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الرابع عشر (إطالة القعود))(‪ ()7‬لما ركم عن لقماف عليو السبلـ أنو يورث البيسار)(‪ ،()0‬قاؿ‪ :‬فإف‬
‫احتجت إلى ذلك فقم ىوينا‪ ،‬كاقعد ىوينا)(‪.()3‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ىذا معنى الركاية ال لفظها)(‪.()4‬‬
‫(ك) أما ما (يجوز) فيجوز لو قضاء الحاجة (في خراب)(‪ ()5‬ال مالك لو) ألنو صار للمصالح (أك‬
‫عرؼ))(‪ ()6‬مالكو (ك) عرؼ (رضاه) أك ظن‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬بل يقوـ مبادرا مواليا‪ ،‬فقد ركم أف فيو (شفاء) من تسع كتسعين داء أدناىا الجذاـ كالبرص‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىو كرـ في المقعدة ينفجر منو الدـ‪ ،‬كىو ثبلثة أنواع‪ :‬ثالية لشبهها بالثآليل المعركؼ‪ ،‬الثاني‪:‬‬
‫عنبية الستدارتها كمبلستها‪ ،‬كانتفاخها‪ ،‬كخضرة أطرافها كالعنبة‪ ،‬الثالثة‪ :‬توتية‪ ،‬لحمرتها كرخاكتها‪،‬‬
‫كتبريزىا كالتوتة‪ ،‬كاألكؿ من السوداء‪ ،‬كالثاني من الدـ‪ ،‬كالثالث منهما‪ ،‬كقد يكوف عن بلغم إذا انتفخت‪،‬‬
‫كذلك نادر‪( .‬من تذكرة الشيخ داكد األنطاكي)‪ .‬نعوذ باهلل من ذلك‪ ،‬كىو ما يسمى اآلف بالبواسير‪ ،‬أك‬
‫الباسور‪ ،‬أك الناسور‪.‬‬
‫(‪ )3‬في موضع يتعدل إلى موضع آخر‪.‬‬
‫(‪ )4‬كلفظها) أف طوؿ الجلوس على الحاجة تبخع منو الكبد‪ ،‬كيورث البيسار كيصعد الحرارة إلى‬
‫الرأس(‪ )7‬فاقعد ىوينا‪ ،‬كقم ىوينا‪ ،‬كىذا الخطاب إلى مواله؛ ألف لقماف كاف عبدا‪ .‬من بعض الركايات‪.‬‬
‫قولو‪" :‬يبخع منو الكبد" يعني‪ :‬يهلكها‪ ،‬يقاؿ‪ :‬بخع نفسو أم‪ :‬أىلكها‪ ،‬كقيل‪ :‬قتلها‪ ،‬قاؿ تعالى‪{:‬لعلك‬
‫باخع نفسك} أم‪ :‬قاتلها كمهلكها‪( .‬شفاء) (‪)7‬كقيل‪ :‬إنو يورث كجع الكبد‪ ،‬كاسترخاء‬
‫المقعدة‪(.‬نجرم)‬
‫(‪ )5‬ال عامرة فبل بد من أذف المتولي؛ ألنو قد ينتفع بو لغير تلك المصلحة‪( .‬سماع المتوكل على اهلل)‬
‫(*) كال مستحق لو كال يعتبر أذف أىل الواليات‪( .‬قرز) كأرض ال مالك لها‪.‬‬
‫(‪ )6‬كال يشترط أف يكوف في المستعمل مصلحة؛ ألف ىذا يشبو المنازؿ التي في الطرؽ‪ ،‬كقضاء الحاجة‬
‫من جملة المصالح (قرز)‬
‫(*) كمن تغوط في ملك غيره فعليو حملو‪ ،‬أك أجرة بقائو إف كاف لمثلو أجرة‪( .‬صعيترم) (قرز)‬

‫(‪)797/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيعمل في المجهوؿ) ىل لو مالك أك ال‪ ،‬أك ىل يرضى مالكو أكال (بالعرؼ))(‪ ()7‬في خرابات تلك‬
‫الناحية‪ .‬قيل‪ :‬كال يجرم العرؼ على يتيم)(‪ ()0‬كمسجد‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كفيو نظر إف جرل العرؼ)(‪ ()3‬بالتسامح‪.‬‬
‫(ك) ندب (بعده الحمد))(‪ ()4‬كىو أف يقوؿ‪ :‬الحمد هلل الذم أماط عني األذل)(‪ ()5‬الحمد هلل الذم‬
‫عافاني في جسدم‪ ،‬أك نحوا من ذلك)(‪.()6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬المراد بعرؼ المميزين العدكؿ ك(قرز)(*) فإف التبس العرؼ حرـ ك(قرز)‬
‫(‪ )0‬كمجنوف (ضابطو) كل ما كاف المرجوع فيو إلى الرضاء فبل يجرم على صغير‪ ،‬كال مسجد‪ ،‬ككل ما‬
‫كاف طريقو التسامح‪ ،‬كىو ما استول فيو الفعل كالترؾ جاز في حق الصغير كالمسجد كنحوىما‪ .‬كلفظ‬
‫حاشية‪ :‬كالفرؽ بين جرم العرؼ‪ ،‬كالتسامح‪ :‬أف التسامح ما استول فيو الفعل كالترؾ‪ ،‬فيجرم على‬
‫اليتيم كالمسجد‪ ،‬كالعرؼ مستنده الرضاء كىو صحيح‪( .‬سماع) كعن (الشامي) يجرم عليهم كما يجرم‬
‫لهم‪ .‬ك(قرز)(*) صوابو‪ :‬صغير ك(قرز)كلو لم يكن يتيما‪.‬‬
‫(‪ )3‬كما قالوا في استعماؿ الصغير في المعتاد‪ ،‬فاالستعماؿ في ملكو أكلى‪( .‬شرح بحر) (قرز)‬
‫(‪ )4‬كإنما أخر اإلماـ عليو السبلـ االستجمار بعد الحمد في اللفظ كالحمد ال يكوف إال بعد االستجمار‬
‫ألجل ما بعده من األحكاـ فأخره حتى يعطف عليو ما بعده‪( .‬إمبلء ك(نجرم)‪ .‬كالواك ال تقتضي الترتيب‬
‫ىنا‪.‬‬
‫(‪ )5‬يحسن أف يقوؿ‪ :‬أقدرني على إماطة األذل‪ ،‬ذكره اإلماـ شرؼ الدين عليو السبلـ‪.‬‬
‫(‪ )6‬كإف شاء قاؿ‪ :‬الحمد هلل الذم أفنى في لذتو‪ .‬أك‪ :‬أبقي في نفعو‪ ،‬كأذىب عني أذاه‪( .‬رياض)‬

‫(‪)790/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كاالستجمار))(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاالستجمار يكوف ثبلث مرات بثبلثة أحجار (‪ )7‬أك حجر فيها ثبلثة أركاف؛ ألنو قائم مقاـ‬
‫الغسبلت‪ ،‬كإف لم يزؿ بثبلث كجبت الزيادة‪ ،‬حتى تزكؿ‪ ،‬كاثنتين بعدىا‪ ،‬كقاؿ أبو طالب‪ ،‬كالقاضي زيد‪:‬‬
‫مرة كاحدة‪ ،‬كلفظ (البياف)‪( :‬مسألة) فلو زالت بدكف الثبلث أجزأ‪ ،‬خبلؼ أبي العباس‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫(بياف) (‪ )7‬حجرتين للصفحتين‪ ،‬كحجر للمسربة‪( .‬شرح (ىداية) (*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬إذا‬
‫ذىب أحدكم إلى الغائط فليستنج بثبلثة أحجار)‪ )*( .‬كحقيقة االستجمار‪ ،‬قاؿ الفقيو حسن النحوم‪:‬‬
‫ىو مسح الفرجين باألحجار‪ .‬كاشتق لو ىذا االسم من الجمار‪ ،‬كىي الحجار الصغار؛ ألنها تسمى‬
‫جمارا‪ ،‬كسميت الجمرات الثبلث جمرات باسم ما يرمي بو‪( .‬صعيترم) كندب في االستجمار إيتار‪،‬‬
‫كىو أف يعمد إلى ثبلثة أحجار للخبر عن عائشة قالت‪ ،‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪(:‬إذا ذىب أحدكم إلى الغائط‬
‫فليستطب بثبلثة أحجار فإنها تجزم عنو)‪( .‬شرح فتح)‬
‫قاؿ في (االنتصار)‪ :‬في كيفية االستجمار كجهاف األكؿ‪ :‬يمر الحجر على صفحتو اليمنى‪ ،‬كالثانية على‬
‫اليسرل‪ ،‬كالثالثة على المسربة‪ ،‬الوجو الثاني‪ :‬كىو األكلى أف يمر األكلى من مقدـ صفحتو اليسرل إلى‬
‫مؤخرىا‪ ،‬ثم يدير من مؤخر صفحتو اليمنى إلى مقدمها‪ ،‬كالثاني‪ :‬عكس ىذا‪ ،‬يمر من مقدـ اليسرل‪،‬‬
‫كيدير من مؤخر اليمنى إلى مقدمها‪ ،‬كالثالث‪ :‬يمره على جميعها مع المسربة‪ ،‬كىذاف في مهذب‬
‫الشافعي‪ ،‬قاؿ‪ :‬كىذا ىو الصحيح‪( .‬زىور) كقد ذكر اإلماـ يحيى كيفية استجمار المرأة‪ :‬أنها تمسح بقية‬
‫البوؿ‪ ،‬لكنو إف كانت بكرا اقتصرت عليو إف لم ينزؿ إلى موضع البكارة‪ ،‬أك ينزؿ كخشيت جراحو‬
‫كانفتاحو بتكرير األحجار‪ ،‬كإذا كانت ثيبا تعدت في المسح إلى أسفل‪ ،‬كىو موضع البكارة مدخل‬
‫الذكر‪ ،‬كمخرج الحيض كالولد‪ ،‬ألنو يخرج إليو البوؿ‪ ،،‬إال أف يقاؿ‪ :‬إنو لم ينزؿ‪ ،‬ككذا الخنثى يمسح ما‬
‫خرج منو من فرجو أك فرجين‪.‬‬
‫(*) (مسألة) إذا عدـ قاضي الحاجة ما يستجمر بو فما األكلى لو‪ ،‬ىل يتقي بيده على ثوبو لئبل ينجس?‬
‫أك يترؾ ثوبو ينجس? قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬األكلى أف يتقي بيده؛ ألف المشقة أخف كأقرب‪ ،‬كقيل‪ :‬األكلى‬
‫لو أف يتقي بالثوب كيغسلو‪ ،‬كىو الظاىر‪(.‬نجرم)‪ .‬فلو لم يتمكن من غسلو كجب عليو االستجمار‬
‫ببعضو ثم يقطعو إذا أراد الصبلة‪ ،‬كلم يجحف بو القطع‪ ،‬كحد االجحاؼ في الثوب الطاىر أف يبقى في‬
‫الثوب ما ال يستر عورتو‪ ،‬أك يدفع الضرر عنو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)793/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( عطف على الحمد‪ ،‬أم‪ :‬كيندب بعده االستجمار أيضا (كيلزـ المتيمم إف لم يستنج)(‪ )()7‬ألنو مطهر‬
‫بشرط فقد الماء‪ ،‬ككذا يلزـ من لم يؤد الصبلة إذا خشي تعدم الرطوبة عن موضعها إلى غيره في جسمو‬
‫(كيجزئو))(‪ ()0‬أم‪ :‬يجزئ من أراد االستجمار لوجوبو أك لندبو (جماد) ال حيواف)(‪( ()3‬جامد) ال مايع‬
‫غير الماء‪ .‬كقاؿ اإلماـ يحيى‪:‬يجزئ بالخل (طاىر))(‪ ()4‬ال نجس كالركث‪ ،‬كال متنجس‪ .‬كعن القاسم‪:‬‬
‫أنو يجزئ بكراىة)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كقد يلزـ من معو ماء قليل ال يكفي النجس كإف لم يتيمم إذا استعملو في أعضاء الوضوء‪( .‬قرز)‬
‫(*) كيلزـ تجديد االستجمار كل ما أحس تعدم الرطوبة‪ ،‬ال التيمم فيكفيو مرة كاحدة‪ ،‬كال يلزـ تجديد‬
‫االستجمار مع كل تيمم‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) (*) يقاؿ‪ :‬لو ترؾ االستجمار حتى جف أثر البوؿ‬
‫كأراد التيمم ىل يلزمو االستجمار‪ ،‬كإف لم يكن للنجاسة أثر ? الجواب في ذلك‪ :‬أف يقاؿ‪ :‬إف كاف‬
‫المقصود في ذلك تقليل النجاسة لم يجب؛ ألنو ال يحصل ذلك بعد الجفاؼ‪ ،‬سيما في البوؿ كإف كاف‬
‫تعبدا (‪ )7‬لم يبعد أف يجب‪( .‬غيث) (‪ )7‬فلو ترؾ االستجمار لم يصح التيمم‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬يقاؿ‪ :‬إذا كاف تعبدا لزـ النية كال قائل بو (‪ )7‬كال ينقض بالحدث إذا كاف ريحا‪ )*( .‬كيجب تقديمو‬
‫[أم‪ :‬االستجمار‪( .‬قرز) على الوضوء كالتيمم‪(.‬تذكرة لفظا)) (قرز) (*) كتحوه كىو من يصلي على‬
‫الحالة كمن ال يلزمو غسل الفرجين‪( .‬قرز) (‪ )7‬المراد باإلجزاء من عهدة األمر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كلو لم تحلو في حاؿ الحياة قبل انقطاعو‪ ،‬كفي (حاشية سحولي) يجوز‪ ،‬كيجزئ االستجمار بقرف‬
‫أك ظلف إذا أنقى بخبلؼ العظم‪( .‬لفظا) (قرز) كأما الشعر كنحوه بعد انفصالو فيجزئ‪ .‬من غير اآلدمي‪.‬‬
‫(قرز) ألف اهلل شرفو‪.‬‬
‫(‪ )4‬موضع االستعماؿ فقط كلو كاف الباقي متنجسا (قرز)‬
‫(‪ )5‬بخبلفو في المتنجس‪،‬ال في النجس (ذكره في الفتح) كفي غير متيم‪ ،‬كاختاره اإلماـ شرؼ الدين‬
‫عليو السبلـ‪ .‬كفي (الكواكب) خبلفو في الكل (*)‪ ،‬قاؿ المنصور باهلل‪ :‬إذا خشي تعدم الرطوبة جاز‬
‫بالنجس‪ ،‬كاختاره اإلماـ المهدم في (الغيث) حيث قاؿ‪ :‬كىو قوم عندم‪.‬‬

‫(‪)794/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( (منق) كالحجر‪ ،‬كالمدر‪ ،‬كالعود الخشنات‪ ،‬ال غير منق كالسيف‪ ،‬كالمرآة الصقيلين كنحوىما)(‪()7‬‬
‫(ال حرمة لو) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىو درج أبلغها ما كتب فيو)(‪ ()0‬القرآف‪ ،‬أك شيء من علوـ الهداية‪،‬‬
‫ثم طعاـ اآلدميين‪ ،‬ثم طعاـ الجن كالفحم)(‪ ()3‬كالعظم كنحوىما)(‪ ،()4‬ثم طعاـ البهائم كالقصب‪،‬‬
‫كالقضب)(‪ ()5‬كنحوىما‪ ،‬فأضداد ىذه الخمسة القيود ال تجزئ المستجمر‪ ،‬ككما ال تجزئ ال تجوز‪،‬‬
‫كقد دخل بقولنا‪( :‬كيحرـ ضدىا) أم‪ :‬ضد تلك القيود الخمسة‪.‬‬
‫(غالبا) احتراز مما ال ينقى فإنو إذا لم يبدد النجاسة باستعمالو فإنو يجوز كال يجزئ‪.‬‬
‫(مباح) احتراز من المغصوب (ال يضر) احترازا مما يضر كالزجاج كالحجر الحاد كنحوىما)(‪( ()6‬كال‬
‫يعد استعمالو سرفا))(‪ ()7‬احترازا من المسك‪ ،‬كالذىب)(‪ ،()8‬كالفضة‪ ،‬كالحرير‪ ،‬كما غلى من القطن‬
‫فإف االستجمار بهذه يعد سرفا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الخلب‪ ،‬ككرؽ الشجر‪ ،‬كالبيضة‪.‬‬
‫(‪ )0‬مع بقاء الكتابة‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ؛ ألف الحرمة باقية‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬لما ركل عبد اهلل بن مسعود قاؿ‪( :‬قدـ كفد من الجن على محمد صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا محمد انو أمتك أف ال يستجمركا بعظم‪ ،‬أك ركث؛ ألف اهلل تعالى جعل لنا رزقا فيها)‪( .‬بياف)‪.‬‬
‫[أك حممة أك لحم] لنهي النبي عن ذلك‪ .‬الفحم‪ :‬ىو الذم يبقى فيو شيء من الحطب‪ ،‬كالحمم‪ :‬ػ بضم‬
‫الحاء كفتح الميم األكلى ػ السود الخالص‪( .‬شرح أصوؿ (الدكارم)‬
‫(‪ )4‬الركث كرجيع البهائم المأكولة‪( .‬بياف)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كيحرـ البوؿ على القصب كنحوه‪ ،‬إال أف إجماع السلف كالخلف بخبلفو‪ .‬كقيل‪ :‬يحرـ مع القصد‪،‬‬
‫أم‪ :‬قصد االستخفاؼ‪ .‬كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬ككما يحرـ االستجمار بمالو حرمة يحرـ البوؿ كالتغوط‬
‫عليو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬الحجر الحار‪.‬‬
‫(‪ )7‬عادة‪(.‬نجرم) (قرز) كقيل‪ :‬بالنظر إلى المستعمل‪.‬‬
‫(‪ )8‬أما الذىب كالفضة فليس من السرؼ لبقاء العين‪ ،‬كإمكاف الغسل لهما‪ ،‬فالمنع إنما ىو لبلستعماؿ‪،‬‬
‫كذا عن (المفتي)‪ .‬قلت‪ :‬كىو قوم [جيد‪.‬نخ]‪[ .‬كاتبو]‬
‫(‪)795/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيجزئ ضدىا))(‪ ()7‬يعني‪ :‬ضد المباح كىو المغصوب)(‪ ،()0‬كضد ما ال يضر كىو ما يضر‪ ،‬كضد ما‬
‫ال يعد استعمالو سرفا‪ ،‬كىو ما يعد سرفا‪ ،‬فإف ىذه يجزئ االستجمار بها‪ ،‬كال يجوز‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فعلى ىذا لو استنجي بماء مغصوب كىو يريد التيمم لصبلة أجزأه عن االستجمار ك(قرز)(*) ىذا‬
‫ما ذكره أىل المذىب‪ ،‬كلموالنا عليو السبلـ فيو سؤاؿ‪ ،‬كىو أف يقاؿ‪ :‬ما الفرؽ بين القيود األخيرة كالتي‬
‫قبلها ? فقلتم‪ :‬يجزم مع عدـ الجواز‪ ،‬كفي التي قبلها ال يجزئ كال يجوز ? فإف كاف المقصود تقليل‬
‫النجاسة فهو يحصل بالجميع‪ ،‬كإف قلتم‪ :‬عبادة‪ ،‬كلكونو تعبدا شرعيا لزـ أف ال يجزم بالمغصوب‬
‫كنحوه‪ ،‬فبل تجدكف إلى الفرؽ سبيبل ? ىذا معنى ما ذكره ال لفظو ػ كأجاب اإلماـ عز الدين‪ :‬بأف مالو‬
‫حرمة النهي راجع إلى عينو‪ ،‬كالمغصوب النهي فيو راجع إلى أمر آخر‪ ،‬كىو كونو للغير فافهم‪( .‬قلت)‪:‬‬
‫فيلزـ في الذىب كالفضة‪ ،‬فإف النهي راجع إلى عينها‪( .‬مفتي) (*) كفيو نظر؛ ألف الطاعة كالمعصية ال‬
‫يجتمعاف؛ ألنو عصى بما بو أطاع فتفسد الطاعة‪( .‬ذكر معناه في (الغيث)‪.‬‬
‫(*) قيل‪ :‬طاىرة‪ ،‬كلو متيمما‪ ،‬كقيل‪ :‬أما في حق المتيمم (قوم) فبل يجزم‪ .‬قاؿ في (المعيار)‪ :‬كفيو‬
‫شائبة عبادة‪ ،‬كلكن الشائبة ضعيفة فبل تمنع منها المعصية‪ ،‬فلذا أجزأ في المغصوب (*) (فائدة) ال‬
‫يجوز االستجمار في جدار البيت إال لضركرة‪ .‬حيث خشي تنجس ثيابو‪ ،‬أك بدنو‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىو يقاؿ‪ :‬لم ال يجزئ المغصوب كالذم لو حرمة إف قلنا‪ :‬إنو عبادة? أك يجزئ بما لو حرمة إف‬
‫قلنا‪ ::‬إنو ديانة? كفرؽ بأف المغصوب أخف حكما؛ لجواز استعمالو بإذف مالكو‪ ،‬أك ظن رضاه‪ ،‬بخبلؼ‬
‫مالو حرمة‪.‬‬

‫(‪)796/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(باب الوضوء))(‪()7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يقاؿ‪ :‬الوضوء كالوضوء‪ ،‬مثل الطهور كالطهور بفتح الطاء‪ :‬الماء‪ ،‬كبالضم‪ :‬المصدر‪( .‬تفسير‬
‫الديبع)‪ .‬قاؿ في اإلنتصار‪ :‬كىو بالهمز‪ ،‬كالمختار ما قالو األخفش‪ :‬إنو بالضم المصدر‪ ،‬كبالفتح الماء‪،‬‬
‫كقيل‪ :‬ىما لغتاف للماء كالمصدر‪ ،‬كىو مشتق من الوضاءة كىو الحسن‪ ،‬يقاؿ‪ :‬فبلف كضيء الوجو أم‪:‬‬
‫حسنو‪( .‬زىور)‪.‬‬
‫(*) اعلم أف للوضوء أطراؼ ستة أعضاء‪ ،‬كفركض‪ ،‬كشركط‪ ،‬كسنن‪ ،‬كأحكاـ موجبات‪ ،‬فاألعضاء‪ :‬ىي‬
‫المذكورة في اآلية‪ ،‬كالفركض‪ :‬ىي غسل األعضاء‪ ،‬كالشركط تأتي‪ ،‬ككذلك السنن‪ ،‬كالموجبات‪ :‬نواقض‬
‫الوضوء‪ ،‬كاألحكاـ‪ :‬مسائل الشك كالمعذكرين‪ ،‬كإجزاء الوضوء عن أحداث كثيرة‪( .‬صعيترم)‬
‫كيدؿ عليو قولو تعالى‪{:‬يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصبلة} قاؿ في الكشاؼ‪" :‬ىذه اآلية مشتملة‬
‫على ستة فصوؿ‪ ،‬على طهارتين الوضوء كالغسل‪ ،‬كمطهرين‪ :‬الماء كالتراب‪ .‬كحكمين‪ :‬الحدث كالجنابة‪،‬‬
‫كمبيحين‪ :‬المرض كالسفر‪ ،‬ككنايتين‪ :‬الغائط كالمبلمسة‪ ،‬ككرامتين‪ :‬التطهير من الذنوب‪ ،‬كتماـ النعمة "‪.‬‬
‫حقيقة الوضوء‪ :‬ىو استعماؿ الماء غسبل كمسحا في أعضاء مخصوصة مع النية كالتسمية كالترتيب‪.‬‬
‫(شرح فتح)‪ .‬كفي الشرع‪ :‬عبارة عن غسل‪ ،‬كمسح بالماء ألعضاء مخصوصة‪ ،‬على الصفة المشركعة‪،‬‬
‫كدليلو قولو تعالى‪{ :‬إذا قمتم إلى الصبلة} كمن السنة قولو ‪(:‬الوضوء شطر اإليماف) كفعلو أنو توضأ مرة‪،‬‬
‫كقاؿ‪( :‬ىذا كضوء ال يقبل اهلل الصبلة إال بو) ػ (كابل) ػ (ثم توضأ ثانيا‪ ،‬كقاؿ‪( :‬من توضأ مرتين أعطي‬
‫من األجر مرتين) ثم توضأ ثبلثا‪ ،‬كقاؿ‪( :‬ىذا كضوئي ككضوء األنبياء من قبلي)‪( .‬زىور)‪.‬‬
‫كالدليل عليو أيضا ما ركم عنو أنو أتاه أعرابي فسألو عن صفة الوضوء‪ ،‬فقاؿ‪(:‬اغسل كجهك كيديك‪،‬‬
‫كامسح رأسك كاغسل رجليك)‪.‬‬

‫(‪)797/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬اعلم أنو يعلم ضركرة من دين الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو فبل حاجة إلى‬
‫االستدالؿ)(‪ ()7‬على جملتو بأدلة تفصيلية‪ ،‬كما في كثير من التعاليق في أبواب عدة‪ ،،‬كقدمنا (شركطو)‬
‫التي يقف كجوبو كصحة أركانو)(‪ ()0‬عليها‬
‫فشركط كجوبو (التكليف))(‪ ()3‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كالتكليف أينما كرد في كتابنا ىذا)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألف اآلثار كاألخبار الصريحة ظاىرة‪ ،‬قاؿ تعالى‪{:‬يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصبلة }‪ ،‬كقاؿ‬
‫‪(:‬الوضوء شطر اإليماف) ألف اإليماف يطهر الباطن‪ ،‬كالوضوء يطهر الظاىر‪ ،‬فهو نصف بهذا االعتبار‪.‬‬
‫كقولو ‪(:‬أال أخبركم بما يمحق اهلل عز كجل بو الخطايا كيرفع الدرجات إسباغ الوضوء على المكاره‪،‬‬
‫ككثرة الخطى إلى المساجد‪ ،‬كانتظار الصبلة بعد الصبلة)‪( .‬أصوؿ األحكاـ)‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬فركضو‪( )*( .‬كالفرؽ) بين شرط الوجوب كالصحة أف شرط الوجوب ال يجب تحصيلو؛ ألنو ال‬
‫يمكن كالتكليف كالعقل‪ ،‬كشرط الصحة يجب تحصيلو كاإلسبلـ كالطهارة‪[ .‬كأنو إذا اختل شرط من‬
‫شركط الصحة لم يسقط الوجوب بخبلؼ ما إذا اختل شرط الوجوب‪ ،‬كأنو يعاقب على االخبلؿ بشرط‬
‫الصحة بخبلؼ شرط الوجوب]‪.‬‬
‫(‪ )3‬لصحتو كلوجوبو‪[ .‬كإذا توضأ الصبي ثم بلغ بالسنين أك باإلنبات أعاد الوضوء كصبلة كقتو‪ ،‬خبلؼ‬
‫أبي حنيفة‪ ،‬كالشافعي في الوضوء فقط‪ ،‬قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ككذا الكافر إذا أسلم فهو على‬
‫الخبلؼ‪( .‬بياف)‪ ،‬المذىب يعيد لصبلة كقتو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كفي كتب أصوؿ الفقو للمهدم‪ :‬فالمراد بو اإلعبلـ بوجوب بعض األفعاؿ كقبح بعضها لمن كمل‬
‫عقلو ]‪.‬‬

‫(*) ال في أصوؿ الدين فالمراد من كملت لو علوـ العقل‪.‬‬

‫(‪)798/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( فالمراد بو البلوغ‪ ،‬كالعقل‪ ،‬فبل يجب على الصغير(‪ ()7‬كالمجنوف؛ إذ ال تكليف عليهما‪ ،‬كإذا لم‬
‫يجب)(‪ ()0‬لم يصح)(‪.()3‬‬
‫(ك) شركط صحتو ثبلثة األكؿ‪( :‬اإلسبلـ) فبل يصح من الكافر ألنو قربة‪ ،‬كال تصح القربة من كافر‪.‬‬
‫(ك) الثاني‪( :‬طهارة البدف عن موجب الغسل) كىو الحيض‪ ،‬كالنفاس‪ ،‬كالجنابة فبل يجزم الوضوء إال‬
‫بعد ارتفاعها)(‪.()4‬‬
‫كقاؿ في االنتصار‪ :‬الذم نختاره أف الجنابة)(‪ ()5‬غير منافية‪ ،‬فيخير بين الوضوء قبلو أك بعده‪.‬‬
‫ككذا ذكر أبو مضر للقاسم‪ ،‬كالهادم)(‪ ،()6‬كالمؤيد باهلل‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ يحي‪ :‬فإذا توضأ قبلو فبل كجو الستحبابو بعده؛ ألف الوضوء على الوضوء ال يستحب من غير‬
‫فاصل)(‪.()7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬رفع القلم عن ثبلثة‪ ،‬الصبي حتى يبلغ‪ ،‬كالنائم حتى يستيقظ كالمجنوف‬
‫حتى يفيق)‪(.‬بستاف)‬
‫(‪ )0‬ليس على اإلطبلؽ فالمراد الصحة الحقيقية التي يحصل بها الثواب؛ إذ ال يستحق الثواب إال‬
‫المكلف‪ ،‬فأما الصبي كنحوه فيصح منو مجازا‪ ،‬كالمراد بالمجاز ىنا ما ال يستحق الثواب مع كونو‬
‫صحيحا من جهة المجاز‪ ،‬كلذا أنو يؤمر بو الصبي‪ ،‬كىذا تنبيو حسن مبلئم‪( .‬كابل)‬
‫(‪ )3‬باإلجماع‪ .‬بل قد يصح كإف لم يجب‪ ،‬كما لو توضأ قبل دخوؿ الوقت‪ ،‬كلعل كجو كبلـ الشرح‬
‫حيث لم يجب من األصل‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )4‬لقوؿ علي عليو السبلـ‪(:‬إذا اغتسل أحدكم من جنابة فليتوضأ)‪( .‬من ضياء ذكم األبصار)‪ .‬قلت‪:‬‬
‫يحتمل قولو‪" :‬إذا اغتسل" إذا أراد اإلغتساؿ‪ ،‬كعامة أحاديث الغسل فيها الوضوء قبل الغسل‪ ،‬كليس‬
‫فيها الوضوء بعده‪[ .‬ىاشمي]‬
‫(‪ )5‬كسائر األحداث‪ .‬ظاىر كبلـ (الكواكب) ك(الزىور) أف كبلـ اإلماـ يحيى عاـ للجنابة‪ ،‬كسائر‬
‫الحدث األكبر‪.‬‬
‫(‪ )6‬تخريجا‪.‬‬
‫(‪ )7‬مباح]‪ )*( .‬بل يستحب أخذا باإلجماع (كواكب) ىذا مستقيم في ىذه المسألة فقط‪ ،‬ال في غيرىا‬
‫فبل يستحب من غير فاصل‪( .‬شامي)‪.‬‬

‫(‪)799/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثالث‪ :‬طهارة البدف عن (نجاسة توجبو))(‪ ()7‬أم‪ :‬توجب الوضوء)(‪ ،()0‬فلو تمضمض كاستنشق‪،‬‬
‫ثم استكمل الوضوء‪ ،‬ثم استنجى لم يصح كضوؤه)(‪ ،()3‬كعلى ىذا لو خرجت منو قطرة دـ‪ ،‬أك ملء‬
‫فيو قيأ)(‪ ()4‬لم يصح كضوءه حتى تزكؿ النجاسة من المحل الذم خرجت منو‪ ،‬ال ما ساؿ منو إلى سائر‬
‫البدف؛ ألنها نجاسة)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قياسا على الجنب إذ ال فرؽ بين الحدثين‪(.‬غيث) (*) (ىذا) مطلق مقيد بما سيأتي في قولو‪:‬‬
‫(ككذا لو لم يكف النجس) ك(قرز) (*) قاؿ في (الزىور) كإذا توضأ كعورتو مكشوفة كره لو أف يتم‬
‫كضوءه من دكف استتار ذكره المنصور باهلل‪( .‬صعيترم)‪( .‬قرز) (*) ككذا المتيمم طهارة البدف شرط فيو‪.‬‬
‫(بياف معنى) (قرز)‬
‫(*) [كالفرؽ بين طهارة الوضوء كالتيمم من كجوه ستة ‪ ،‬األكؿ‪ :‬أف طهارة الوضوء نظافة حقيقية بخبلؼ‬
‫التيمم فهي مجازية‪ .‬الثاني‪ :‬أف طهارة الوضوء ترفع الحدث كالتيمم ال يرفع‪ .‬الثالث‪ :‬أف طهارة الوضوء‬
‫عمت األعضاء‪ ،‬كالتيمم خص بعضها‪ .‬الرابع‪ :‬أف الوضوء عم األكقات‪ ،‬كالتيمم خص بوقت االضطرار‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أف الوضوء عم الفرائض‪ ،‬كالتيمم خص باإلنفراد‪ .‬السادس‪ :‬أف نواقض التيمم زائدة على‬
‫نواقض الوضوء‪( .‬بياف)‪ .‬فبل بد لكل صبلة من تيمم‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيصح تقدـ الوضوء على رفع النجاسة غير الناقضة إجماعا‪ ،‬كأما الناقضة فبل يصح الوضوء إال بعد‬
‫إزالتها‪.‬‬
‫(‪ )3‬قلت)‪ :‬بناء على أنهما ليسا من أعضاء الوضوء (‪( .)7‬مفتي) كإال فالترتيب كاجب‪ .‬ك(قرز)(‪)7‬‬
‫يعني‪ :‬الفرجين‪.‬‬
‫(‪ )4‬حيث لم يجر الريق كإال فهو مطهر في موضعو‪( .‬قرز) (*) بناء على أف ما يخرج من المعدة إلى‬
‫الفم نجاستو أصلية‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالفرؽ بين األصلية كالطارئة أف الطارئة ال تتعدل محلها‪ ،‬كاألصلية تتعدل محلها إلى غسل أعصاء‬
‫الوضوء‪ ،‬فبل يصح كضوؤه إال بعد غسلها على قوؿ أبي طالب‪( .‬زىور لفظا) [(‪)7‬قلت‪ :‬ىذا فرؽ بأصل‬
‫المسألة ]‪( .‬كاتبو)‪ )*( .‬إال أف يفرؽ النية‪ ،‬أك تكوف في أكؿ االعضاء‪( .‬غيث) (قرز) (*)ألف النية حاؿ‬
‫إزالة النجاسة‪ ،‬كمن شركطها أف تتأخر عن إزالة النجاسة‪.‬‬

‫(‪)022/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( طارئة‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬يصح الوضوء قبل غسل نجاسة توجبو‪ .‬كىو قوؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كخرجو أبو‬
‫مضر )(‪()7‬للهادم عليو السبلـ‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ .‬قاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ ،‬كىو قوم‪.‬‬
‫[فركض الوضوء]‬
‫(فصل)‬
‫(كفركضو)(‪ )0‬عشرة األكؿ‪( :‬غسل الفرجين)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬من أف يحيى عليو السبلـ جعل الوضوء قبل الغسل في الجنابة سنة‪ ،‬كضعف الكني ذلك‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫ألنو لغير الصبلة‪ ،‬كما في غسل الحائض لئلحراـ‪( .‬تعليق الفقيو حسن )‬
‫(‪ )0‬كالفرؽ بين الشركط كالفركض من كجوه ثبلثة‪ .‬منها‪ :‬أف الفركض توصف بأنها من أبعاض الوضوء‬
‫بخبلؼ الشركط‪ ،.‬كأنو إذا اختل شرط بطل الفرض من أصلو‪ ،‬بخبلؼ بعض الفركض‪ ،‬كأف الشرط ال‬
‫يوصف بالوجوب‪ ،‬بخبلؼ الفركض فإنها توصف بالوجوب‪ .‬الرابع‪ :‬أنها متقدمة في الوجود‪ .‬كأيضا فإف‬
‫الشرط مستمر بخبلؼ الفرض‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالدليل على أف الفرجين من أعضاء الوضوء حديث جبريل عليو السبلـ‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو‪(:‬إف أخي جبريل أخذ كفا من الماء فنضح بو فرجي)‪( .‬صعيترم)‪[ )*( .‬كأيضا دليل غسل الفرجين‬
‫ما ركاه في األسانيد اليحيوية‪ ،‬عن الهادم إلى الحق يحيى بن الحسين عليو السبلـ‪ ،‬بإسناده إلى علي‬
‫عليو السبلـ (أنو كاف إذا كضع طهوره قاؿ‪( :‬بسم اهلل‪ ،‬كباهلل‪ ،‬كعلى سنة رسوؿ اهلل) ثم يغسل فرجيو‬
‫كيقوؿ‪( :‬اللهم حصن فرجي عن معاصيك)‪ .‬الخ الدعاء‪( .‬بلفظو)‪ .‬كدليل آخر كذلك لما ركم أنو ػ اإلماـ‬
‫الهادم ػ سئل ىل االستنجاء فريضة من فرائض الطهور? قاؿ‪ :‬نعم‪ ،‬أكبر فرائض الطهور‪ .‬كقاؿ أبضا‪:‬‬
‫كإف انتقض الوضوء بالقيء كالرعاؼ فإنو يبتدمء الوضوء من االستنجاء‪( .‬حدائق ياسمين)‬

‫(*) (مسألة) عن الهادم كأكالده‪ :‬كالفرجاف من أعضاء الوضوء؛ لحديث قباء‪( .‬بحر)‪ .‬كنقل عن حاشية‬
‫البحر للسيد محمد بن عز الدين (المفتي) ما لفظو‪ :‬ليس في حديث قباء حجة‪ ،‬كما أشار إليو في‬
‫الكتاب‪ ،‬كاألكلى أف يحتج على كجوبهما بما ركاه في (جامع األصوؿ) حيث قاؿ ما لفظو‪ :‬كأخرج‬
‫البستي عن الحاكم بن سفياف (أف النبي كاف إذا توضأ أخذ حفنة من ماء كنضح فرجو) كفي ركاية‬
‫(كرضخ فرجو) كفي ركاية (فرضخ فرجو) كركل الترمذم عن أبي ىريرة أف النبي قاؿ‪( :‬جاءني جبريل‪،‬‬
‫فقاؿ‪ :‬يامحمد إذا توضأت فانتضح) كركل في (الموطأ) عن عبد الرحمن بن عبد اهلل أنو سمع عمر بن‬
‫الخطاب يتوضأ‪ ،‬فأخذ الماء ككضأ ما تحت إزاره‪ ،‬أخرجو في الموطأ‪ ،‬كبعض ىذه األدلة كاؼ في‬
‫االحتجاج‪ ،‬كالمسألة ظنية‪ ،‬احتج أصحابنا في كثير من المسائل بدكف ىذا‪.‬‬
‫(*) (فائدة) ىل يطهر الفرج األعلى بالغسل كإف كاف البوؿ لم يجف أـ ال ? ظاىر كبلـ الهادم عليو‬
‫السبلـ في (المنتخب) يطهر بذلك‪ ،‬كأف الماء يقطع البوؿ‪ ،‬كعن بعضهم‪ :‬أنو ال يطهر إال أف يغسل بعد‬
‫الجفاؼ‪ ،‬كإليو أشار المؤيد باهلل في الزيادات‪( .‬من كتاب غرائب المسائل)‬
‫(*) (تنبيو) ظاىر المذىب كجوب غسل الفرجين في كل أمر يوجب الوضوء‪ ،‬من ريح‪ ،‬كقيء‪ ،‬كدـ‪،‬‬
‫كغيرىا؛ لكونها عندىم من أعضاء الوضوء‪ ،‬كأما ما يركل عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪:‬‬
‫(ليس منا من استنجي من الريح) فقد ضعفو المحققوف من العلماء‪ ،‬كعده ابن الجوزم من الموضوعات‪،‬‬
‫كعلى تقدير ثبوتو فقد تؤكؿ بأف المعنى ليس من أىل شريعتنا من فعلو معتقدا لوجوبو لغير الصبلة‪.‬‬
‫(شرح بهراف بلفظو) (*) كأما موضع الجماع من المرأة فبل يجب [غسلو]‪( .‬صعيترم) (قرز)‬

‫(‪)027/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( بعد إزالة النجاسة))(‪ ()7‬فيبدأ من أراد الصبلة)(‪ ()0‬بإزالة النجاسة من فرجيو باألحجار أكال‪ ،‬ثم‬
‫بالماء‪ ،‬كتقديم األحجار مع كجود الماء ندب‪ ،‬ثم بعد األحجار يغسل فرجو األعلى)(‪()3‬بيده‬
‫اليسرل)(‪ ()4‬ثبلثا‪ ،‬على قوؿ أىل الثبلث)(‪ ()5‬كحتى يظن الطهارة عند من قاؿ بذلك)(‪ ،()6‬ثم فرجو‬
‫األسفل حتى يظن ظنا مقاربا للعلم)(‪ ()7‬أف النجاسة قد زالت‪ ()8()،‬ذكره أبو مضر‪ .‬كعن أبي عبد اهلل‬
‫الداعي‪:‬حتى يصير خشنا بعد أف كاف سلسا)(‪.()9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يفهم من ىذا أف غسل النجس كالحدث ال يتداخبلف‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )0‬صوابو‪ :‬الوضوء‪.‬‬
‫(‪ )3‬كفي تقديم األعلى على األسفل نص عليو في (الجامعين)؛ ألنو إذا بدأ باألسفل ككرد الماء على‬
‫اإلعلى ينجس بما عليو‪ ،‬كيصل إلى األسفل كىو نجس كال يطهر إال بأف يكثر المنصور باهلل الماء‬
‫كيسرؼ‪ ،‬كإف صب لو على كجو يصل إلى األسفل من غير أف يصير إلى األعلى فذلك يحتاج إلى‬
‫تكلف كمشقة شديدة‪ ،‬ذكر ذلك في مسألة النجاسة‪ ،‬فيحمل ما قواه في (األثمار) عليو‪ ،‬كعلى أف ىذا‬
‫سبب ندبو‪ ،‬ثم استمر الندب‪ ،‬كإف لم يوجد كما يسن غسل الجمعة إلزالة الركائح الكريهة‪( .‬شرح ابن‬
‫راكع على األثمار)‬
‫(‪ )4‬ندبا] [كيعصره كيدلكو عرضا‪( .‬بياف)]‬
‫(‪ )5‬كىم المؤيد باهلل‪ ،‬كأبو العباس‪.‬‬
‫(‪ )6‬أبو طالب‪ ،‬كزيد بن علي‪.‬‬
‫(‪ )7‬عند المؤيد باهلل‪ ،‬أك ظن غالب عند أبي طالب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬كيطهر باطن الكف مع طهارة الفرج‪ ،‬كظاىرىا يجرم الماء‪ ،‬كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ ،‬كالسيد‬
‫يحيى بن الحسين‪ :‬يجب غسل ظاىر الكف‪ .‬يقاؿ‪ :‬ىذا قوم حيث انقطع الجرم من اليد قبل الطهارة‪،‬‬
‫كاألكؿ قوم حيث لم ينقطع‪( .‬قرز) (*) أك كانت اليد منغمسة بين الماء‪( .‬قرز) (*) كاثنتاف بعدىا‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )9‬كىو قريب من قولنا‪ .‬ذكره المهدم عليو السبلـ‪.‬‬

‫(‪)020/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الشافعي‪ :‬إنو إف ظهر الغائط إلى ظاىر اإللية)(‪ ()7‬كجب الماء‪ ،‬كإف لم يجاكز الموضع‬
‫المعتاد)(‪ ()0‬كفت األحجار)(‪ ،()3‬كإف كاف بينهما)(‪ ()4‬فقوالف األكؿ‪ :‬يجزئ باألحجار كالثاني‪ :‬ال بد‬
‫من الماء‪.‬‬
‫كفي الذكر إف جاكز مخرجو ? فقيل‪ :‬ال بد من الماء‪ ،‬كقيل‪ :‬قوالف ما لم يجاكز الحشفة‪ ،‬فإف جاكزىا فبل‬
‫بد من الماء‪ ،‬كإف لم يجاكز مخرجو كفت األحجار‪.‬‬
‫كأما كيفية غسل الفرجين بعد إزالة النجاسة فقاؿ محمد بن المحسن من أكالد الهادم‪ :‬ال يجب أف‬
‫يتعدل بالغسل ثقب الذكر‪ ،‬كحلقة الدبر‪ .‬كقاؿ ابن معرؼ‪ :‬يجب غلسلهما جميعا)(‪.()5‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا عندنا ىو األقيس)(‪ ()6‬على أصل يحيى عليو السبلـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بفتح الهمزة‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىو حلقة الدبر‪.‬‬
‫(‪ ، )3‬كقاؿ مالك‪ :‬ال يجب االستنجاء‪ ،‬بل يخير بينو كبين االستجمار‪ .‬كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال يجب‬
‫االستنجاء إال إذا تعدت النجاسة حلقة الدبر كثقب الذكر بأكثر من الدرىم البغلي‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )4‬كىو ما لم ينضم حاؿ القياـ‪.‬‬
‫(‪ )5‬الذكر جميعو‪ ،‬كالدبر ما انضم بالقياـ كانفتح بالقعود‪ ،‬ككذا المرأة‪ .‬ك(قرز) كال يجب غسل‬
‫البيضتين عندنا‪ ،‬كقيل‪ :‬اتفاقا‪ .‬بل يندب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬قاؿ في (شرح الفتح)‪ :‬قد أطلق كثير من المؤلفين في الفركع للهادم عليو السبلـ أنو يوجب غسل‬
‫الفرجين‪ ،‬كما في (التقرير) كقد ركاه في (حواشي اإلفادة) (‪ )7‬عن (األحكاـ) كلم أجده فيو‪ ،‬كال في‬
‫(التجريد( ك(شرحو) بل في (األحكاـ ) أنو يغسل اليدين كالفرجين‪ ،‬فإذا أنقاىما كأنقي يده تمضمض‪،‬‬
‫كلعلو حيث كاف ثم نجاسة‪ ،‬كما أفهمتو عبارتو (‪ )7‬الذم في (حواشي اإلفادة) عن الهادم ك(األحكاـ)‬
‫كقوؿ المؤيد باهلل‪ :‬أنهما ليسا من أعضاء الوضوء‪ ،‬كالركاية التي عن الهادم عليو السبلـ أنهما من‬
‫أعضاء الوضوء‪ ،‬ذكرىا في (المنتخب) حكاه في (شرح البحر) كغيرى‪ .‬كذكر في (حواشي اإلفادة)‪ :‬أف‬
‫غسل الفرجين كاجب عند الهادم‪ ،‬كالقاسم‪ ،‬كزيد بن علي‪.‬‬

‫(‪)023/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ أكثر األمة‪ :‬إنو ال يجب غسلهما بعد إزالة النجاسة‪ ،‬كإنهما ليسا من أعضاء الوضوء)(‪.()7‬‬
‫كاختلف ىؤالء فقاؿ الناصر‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأبو طالب‪ ()0():‬يستحب من الريح)(‪.()3‬‬
‫كقاؿ اإلماـ يحي‪ :‬يكره)(‪.()4‬‬
‫(ك) الفرض الثاني‪( :‬التسمية))(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في االنتصار) كال أعرؼ أجدا غير الهادم عليو السبلـ قاؿ بأف الفرجين من أعضاء الوضوء‪،‬‬
‫كالعجب ممن أكجبو كاستحبو‪ ،‬مع قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ليس منا من استنجى من الريح) كأقل‬
‫أحوالو أف يفيد الكراىة‪ ،‬إذا لم يفد الحظر‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬كاألحكاـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كفائدة الخبلؼ تظهر في خمس مسائل‪ .‬األكلى‪ :‬في محل النية‪ ،‬كغسلهما حيث نجاسة‪ ،‬كنقص‬
‫الوضوء بتركهما حيث ترؾ للعذر ثم زاؿ‪ ،‬كإيثارىما إف قل الماء‪ ،‬كصحة الوضوء قبل غسلهما‪( .‬شرح‬
‫الهداية)‬
‫(‪ )4‬قاؿ في (البحر)‪ :‬قلنا‪ :‬حدث أكجب غسل غير محلو‪ ،‬فمحلو بالغسل أكلى كأحق‪ .‬األكلى أف يقاؿ‪:‬‬
‫حدث في موضع القذر أكجب الوضوء‪ .‬ليخرج الحديث في غير موضع القذر‪( .‬من فوائد موالنا اإلماـ‬
‫المتوكل على اهلل عادت بركاتو)‬
‫(‪ )5‬بإجماع العترة‪ .‬ذكره الفقيو يوسف‪ .‬قيل‪ :‬كتكوف البسملة متقدمة على النية بعد إزالة النجاسة‪.‬‬
‫(تكميل) كيعفى خلو التسمية عن النية‪( .‬بحر) ك(حاشية سحولي)‪( .‬قرز)‬
‫(*) (فائدة) قاؿ في (الشفاء) ‪ ،‬في باب الوضوء ما لفظو "خبر عن ابن مسعود‪ ،‬قاؿ‪ :‬سمعت رسوؿ اهلل‬
‫‪( :‬إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم اهلل عليو‪ ،‬فإنو يطهر جسده كلو‪ ،‬كإف لم يذكر اسم اهلل عليو لم يطهر‬
‫من جسده إال ما مر عليو الماء) ككجو داللة الخبر أف المتوضئ قد أخذ عليو أف يطهر جسده كلو‪ ،‬فإذا‬
‫قاؿ النبي ‪ :‬ال يطهر بدنو كلو بالوضوء إال مع التسمية فثبت كجوبها‪ ،‬كصح ما ذكرناه‪( .‬شفاء) (بلفظو)‪.‬‬
‫قولو‪(:‬فإنو يطهر جسده كلو) الحديث‪ .‬الظاىر أف المراد بالطهارة ىنا في الجسد كلو أمر معنوم‪ ،‬كىو‬
‫الطهارة من اآلثاـ‪ ،‬فظهر ما قيل في قولو تعالى‪{ :‬كيطهركم تطهيرا} ال طهارة في جسد المتوضئ‪،‬‬
‫فالحديث دليل على عدـ كجوب التسمية عند تحقيق النظر‪ ،‬بل على أنها فضيلة‪ ،‬كقد حملها صاحب‬
‫(أصوؿ األحكاـ) على الناسي‪ ،‬ككذلك اإلماـ المهدم في (البحر)‪ .‬كاألمير الحسين؛ بناء على الحقيقة‬
‫في الطهارة الشرعية‪ ،‬كىو خبلؼ الظاىر‪ ،‬كاهلل أعلم‪( .‬من خط سيدم إسحاؽ بن يوسف بن أمير‬
‫المؤمنين رحمو اهلل)‪ .‬كالتسمية ليست من أعماؿ الوضوء في التحقيق‪ ،‬كإنما ىي متبرؾ بها على أعمالو‪،‬‬
‫كما أف التسمية متبرؾ بها على األكل كنحوه‪ ،‬كليست من أعماؿ األكل‪ ،‬كإنما ىي متبرؾ بها على‬
‫أعمالو‪( .‬غيث بلفظو)‪ .‬كدليل كجوبها الخبر كىو قولو ‪(:‬ال صبلة لمن ال كضوء لو‪ ،‬كال كضوء لمن لم‬
‫يذكر اسم اهلل) خبر ثاف ركاه أبو ىريرة‪ ،‬قاؿ‪ :‬سمعت رسوؿ اهلل يقوؿ‪(:‬من ذكر اهلل أكؿ كضوئو طهر‬
‫جسده كلو‪ ،‬كإذا لم يذكر اهلل لم يطهر منو إال موضع الوضوء) ذكره ابن الزبير فحمل األكؿ على‬
‫الذاكر‪ ،‬كالثاني على الناسي جمعا بين الخبرين‪.‬‬

‫(‪)024/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( كقاؿ الفريقاف‪ :‬إنها مستحبة‪.‬‬


‫قولو (حيث ذكرت))(‪ ()7‬أم‪ :‬إنما تجب على المتوضئ حيث ذكرىا‪ ،‬ال إف نسيها)(‪ ()0‬حتى فرغ من‬
‫كضوئو‪ ،‬فإف ذكرىا فيو سمى حيث ذكر‪ ،‬فإف تركها عمدا أعاد)(‪ ()3‬من حيث ذكر‪ ،‬فإف نسيها حتى‬
‫فرغ فقاؿ الناصر‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬إنو يجب أف يعود إلى حيث ذكر‪.‬‬
‫كقاؿ النجراني‪ :‬إنو يعود إلى آخر عضو‪ ،‬كىي الرجل اليسرل‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إف ذكرىا ثم غسل شيأ)(‪ ()4‬مع ذكره تاركا لها عاد إليو‪ ،‬كإف ذكرىا ثم‬
‫نسيها قبل أف يغسل شيئا)(‪ ()5‬حاؿ ذكره فبل إعادة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف قيل‪ :‬إف من أصلكم أف مسألة الخبلؼ إذا ذكرىا كفي الوقت بقية كجبت اإلعادة؛ فهبل‬
‫كجبت ىاىنا؛ ألف الوقت باؽ? كالجواب أف الناسي ىنا مخصوص باإلجماع‪( .‬زىرة) بل يقاؿ‪ :‬ىي فرض‬
‫على الذاكر(‪ )7‬ك(قرز) (‪)7‬العالم‪( .‬شامي)‪ .‬ال لو جهل معنى الوجوب‪( .‬بياف)‪ .‬لقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪( :‬رفع عن أمتي الخطأ كالنسياف) (بستاف)‬
‫(‪ )0‬أك جهل كجوبها‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )3‬في الوقت كبعده‪.‬‬
‫(‪ )4‬بقي النظر لو التبس عليو األمرنن ػ ىل غسل مع ذكره لها شيئا كاجبا فيعتد‪ ،‬أك ذكرىا كنسي قبل‬
‫أف يغسل شيئا كاجبا فبل يعتد ػ ما حكمو عند ىؤالء ? يحتمل أف يقاؿ‪ :‬األصل براءة الذمة‪ ،‬كيحتمل أف‬
‫يقاؿ‪ :‬األصل عدـ النسياف فيعيد‪( .‬غيث) (قرز)‬
‫(*) كاجبا‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) (*) (فرع) فلو التبس عليو العضو الذم ذكرىا عنده فاألقرب أنو‬
‫يعيد الوضوء من أكلو‪( .‬بياف) (قرز) كفي (الغيث) [قوم] يعود إلى آخر عضو‪ ،‬كىي الرجل اليسرل‪ .‬إذ‬
‫األصل براءة الذمة‪.‬‬
‫(‪ )5‬كاجبا‪.‬‬

‫(‪)025/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كإف قلت) التسمية فهي كافية‪ ،‬إذا كاف ذلك القليل(‪ ()7‬معتادا‪ ،‬فإف لم يكن معتادا لم يجز إال بنيتها‪،‬‬
‫ككذا لو قصد بالمعتاد معنى)(‪ ()0‬آخر لم يجز(‪ ،)3‬كقد ذكر في الكفاية أنو يجزئ منها بسم‬
‫اهلل)(‪ ،()4‬أك الحمد هلل)(‪ ،()5‬أك سبحاف اهلل)(‪.()6‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬فأما لو قاؿ‪" :‬اهلل" فقط فلم أقف فيو على نص‪ .‬قاؿ‪ :‬كعندم أنو يجزئ)(‪.()7‬‬
‫(أك تقدمت بيسير))(‪ ()8‬فإنها تجزئو‪ ،‬كتقدير اليسير مقدار تقريب اإلناء)(‪ ()9‬أك نحوه‪.‬‬
‫(ك) الفرض الثالث‪( :‬مقارنة أكلو))(‪)72‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في عرؼ المتوضئ‪ ،‬كقيل‪ :‬في عرؼ الشرع‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىل يجزم التشريك في التسمية سؤاؿ‪.‬في بعض الحواشي يجزم‪ .‬كقرره (الشامي) ك(التهامي)‬
‫(‪ )3‬اإلماـ يحي‪ :‬ال يجزم بالدعاء‪ ،‬نحو‪ :‬اللهم اغفر لي ( شرح (ذكيد)‪ .‬كفي (الصعيترم)‪ :‬يجزئ‬
‫بالدعاء نحو‪ :‬اللهم اغفر لي‪ ،‬مع القصد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ال االستغفار فبل يجزئ إال مع القصد‪( .‬بياف) ك(قرز)(*) معتادا‪.‬‬
‫(‪ )5‬مع القصد‪ .‬ك(قرز) (*) غير معتاد‪.‬‬
‫(‪ )6‬مع القصد‪ .‬ك(قرز) (*) غير معتاد‪.‬‬
‫(‪ )7‬مع القصد‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )8‬لكن يرد على ىذه المسألة سؤاؿ‪ ،‬كىو أف يقاؿ‪ :‬التسمية فرض‪ ،‬فهل ينوم عندىا فقد أجزتم‬
‫تقديمها? أك ال ينوم فقد خرج بعض فركض الوضوء عن النية? أك يقاؿ‪ :‬ال تقديم للنية ألنها مقارنة‬
‫للتسمية يحقق ذلك ?‪ .‬كيف كقد قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬محل التسمية قبل النية‪ ،‬كقد قاؿ في‬
‫الياقوتة‪ :‬تجب مقارنة التسمية‪ ،‬لكن يجوز قبل دخوؿ الماء الفم للعذر‪ ،‬ككذا في مجموع علي خليل‪،‬‬
‫قاؿ‪ :‬تجب مقارنة التسمية كالنية‪( .‬زىور معنى)‬
‫(‪ )9‬كقيل‪ :‬حده مقدار التوجهين ك(قرز) (*) [كقولو‪" :‬أك نحوه" مثل تحشير األكماـ‪ ،‬كنزكؿ الدرج‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬غسل السواؾ‪.‬‬
‫(‪ )72‬كغسل اليدين بعد إزالة النجاسة من الفرجين؛ ألف الفركض مترتبة على الشرط‪.‬‬

‫(*) كلو مسنونا(‪ )7‬ك(قرز) [(‪)7‬كغسل اليدين بعد إزالة التجاسة مع الفرجين؛ ألف الفركض مترتبة على‬
‫الشركط‪.‬‬

‫(‪)026/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( أم‪ :‬أكؿ الوضوء)(‪( ()7‬بنيتو))(‪ ()0‬أم‪ :‬بنية الوضوء (للصبلة))(‪ ()3‬فبل يكفي نية رفع الحدث‪ ،‬بل‬
‫ال بد لمن أراد الصبلة أف ينوم كضوئو للصبلة (إما عموما) نحو أف يقوؿ‪ :‬لكل صبلة‪ ،‬أك للصبلة‪ ،‬أك‬
‫لما شئت من الصبلة)(‪ ،()4‬أك نحو ذلك)(‪( ()5‬فيصلي ما شاء))(‪ ()6‬من فرض أك نفل (أك‬
‫خصوصا))(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬النية إرادة مؤثرة في الفعل مقارنة ألكلو‪ ،‬أك لجزء منو‪ ،‬أك متقدمة‪ ،‬فاعلها كفاعل المراد كاحد‪ ،‬قولو‪:‬‬
‫مقارنة ألكلو‪ .‬نحو نية الوضوء‪ ،‬كالتيمم‪ ،‬كالغسل ف كالحج‪ .‬كقولنا‪ :‬لجزء منو‪ .‬لتدخل فيو نية صوـ‬
‫رمضاف كنحوىا‪ ،‬كقولنا‪ :‬أك متقدمة‪ .‬لتدخل نية الصبلة قبل التكبيرة كنحوىا‪ ،‬كقولنا‪ :‬فاعلها كفاعل‬
‫المراد كاحد‪ .‬ليخرج إرادة البارم‪ ،‬كإرادة فعل الغير‪ ،‬فإنها ال تسمى نية‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )0‬النية)‪ :‬ىي القصد كاإلرادة الموجوداف في قلب المكلف‪ ،‬ال مجرد اللفظ كال مجرد االعتقاد‬
‫كالعلم‪( .‬بياف) (قرز) (*) خبلؼ أبي حنيفة‪ ،‬كزفر‪ ،‬كاألكزاعي‪( .‬بياف)‪ .‬فبل تجب النية في الوضوء قياسا‬
‫على غسل النجاسة‪ .‬كستر العورة ألنو أصل تستباح بو الصبلة فلم تفتقر إلى النية‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )3‬لقولو تعالى‪{ :‬كما أمركا إال ليعبدكا اهلل مخلصين لو الدين} كالوضوء عبادة؛ لقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪( :‬الوضوء شطر اإليماف) كاإليماف الصبلة لقولو تعالى‪( :‬كما كاف اهلل ليضيع إيمانكم) أراد‬
‫الصبلة إلى بيت المقدس‪ ،‬فكأنو قاؿ‪ :‬الوضوء شطر الصبلة‪ ،‬كىي تفتقر إلى النية‪ ،‬فكاف مثلها؛ ألنو‬
‫عبادة‪ ،‬كالعبادة من حقها القربة‪ ،‬كالقربة ال تكوف قربة إال بالنية‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )4‬قاؿ السيد الهادم‪ :‬إف ىذه ال تصح؛ ألنو لم يشأ شيأ‪ ،‬فإف كاف قد شاء فذلك نية‪( .‬رياض) كقيل‪:‬‬
‫بل تصح لصحة التعبير بالماضي عن المستقبل‪( .‬أنهار) كقولو تعالى‪{ :‬كبرزكا هلل جميعا}‪.‬‬
‫(‪ )5‬الستباحة الصبلة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كال يدخل الطواؼ‪( .‬قرز) [إال أف يذكر‪ ،‬كما دؿ عليو كبلـ (الغيث)‪( .‬قرز) [إال ركعتاه‪( .‬قرز)‬
‫فيدخبلف ]‬
‫(‪ )7‬اعلم أنو ال خبلؼ بين الهادم‪ ،‬كالمؤيد باهلل في كجوب تعليق نية التيمم بما فعل لو من صبلة‬
‫كغيرىا‪ ،‬كال خبلؼ بينهما في أنو ال يجب في الغسل نية ما يترتب عليو من صبلة كغيرىا‪ ،‬بل يكفي نية‬
‫رفع الحدث‪ ،‬كاختلفا في نية الوضوء فالهادم يقوؿ‪ :‬ال بد من النية لما فعل لو‪ ،‬كإال لم تصح‪ ،‬كعند‬
‫المؤيد باهلل بل يكفي نية رفع الحدث‪( .‬غيث)‬

‫(‪)027/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( نحو أف يقوؿ‪ :‬لصبلة الظهر)(‪ ()7‬أك نحو ذلك (فبل يتعداه))(‪ ()0‬أم‪ :‬ال يتعدل ما خص‪ ،‬فيصلي‬
‫الظهر فقط‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬تنبية) فلو قاؿ‪ :‬نويت لصبلة ركعتين ال سول‪ ،‬لم يضر ذلك كأجزأه (ذكره في (الغيث) ككذا‬
‫لركعتين من الظهر أنو يجزم‪( .‬حاشية سحولي)‪ .‬كقيل‪ :‬ال تصح؛ ألف تعليق النية في بعض الصبلة كبل‬
‫تعليق‪( .‬مفتي) (قرز)‬
‫(*) ككذا لو نول لصبلة ركعة نفبل لم يجز على الصحيح‪.‬‬
‫(*) كلو نواه فرضا منكرا‪ ،‬ففي (الجوىرة) عن الحقيني أنو يصلي ما شاء‪ ،‬قيل‪ :‬كالصحيح أنو ال يجزم‬
‫إال لفرض كاحد يختاره‪ .‬كاألكلى أف ىذه كالتخيير‪ ،‬كالتخيير يبطل‪ .‬ك(قرز)‬
‫(*) (مسألة ) من توضأ للعصر قبل أف يصلي الظهر فاألقرب صحتو‪ ،‬لكنو ال يصليو حتى يصلي الظهر‬
‫بوضوء لو ( ‪ )7‬أك بعد دخوؿ كقت العصر على قوؿ من يسقط الترتيب [أك بعد التمحض للعصر‪.‬‬
‫(قرز) ] كال يقاؿ‪ :‬إف صحة العصر تترتب على صحة الظهر‪ ،‬فكذا كضوءه؛ ألف ذلك ينتقض بالوضوء‬
‫لهما معا‪( .‬بياف) (‪ )7‬فلو عدـ الماء تيمم للظهر كقت التيمم المعتاد‪ ،‬كتورد في المسائل المعاياة‪ :‬أين‬
‫متيمم كىو متوضئ?‪.‬‬
‫(‪ )0‬كلو توضأ للجمعة ثم اختلت صح أف يصلي بو الظهر‪ .‬ككذا العكس ألف الفرض كاحد‪( .‬معيار)‬
‫(قرز)‬

‫(‪)028/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كعند المؤيد باهلل يصلي بو ما شاء)(‪( ()7‬كلو رفع الحدث))(‪ ()0‬يعني‪ :‬إذا جعل كضوءه لرفع الحدث‬
‫لم يتعده‪ ،‬فبل يصل شيئا‪ ،‬بل يجوز لو مس المصحف)(‪ )3‬عند من منعو من المحدث(‪.)4‬‬
‫(إال النفل) من الصلوات (فيتبع الفرض)(‪ )5‬نحو أف ينوم الوضوء لصبلة الظهر‪ ،‬فيصلي الظهر‪ ،‬كما‬
‫شاء من النوافل(‪ )6‬تدخل تبعا‪ .‬قاؿ في الشرح‪ :‬باإلجماع(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو ال يشترط تعليق نية الوضوء للصبلة‪ .‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬ال صبلة إال بوضوء)‬
‫فإذا حصل الوضوء صحت الصبلة]‪.‬‬
‫(‪ )0‬ينظر لو قاؿ‪ :‬كل صبلة فهل يصح ذلك? أجاب (المفتي)‪ :‬أنو يتعين البطبلف آلخر صبلة‪ .‬كقيل‪ :‬ال‬
‫يصح ىذا االستثناء؛ إذ كل صبلة يصح فيها ذلك االستثناء‪ ،‬فهي مجهولة‪ ،‬فبل يصح الوضوء لعدـ‬
‫المخصص‪ ،‬كما لو قاؿ لنسائو‪ :‬إحداكن طالق‪( .‬شامي) (قرز)‬
‫(‪ )3‬قاؿ الفقيو محمد بن يحيى حنش‪ :‬كفي ىذا نظر‪ ،‬بل ال يجوز لو مس المصحف‪ ،‬إذ لو جاز مس‬
‫المصحف لجازت الصبلة‪ ،‬إذ المانع الحدث‪ ،‬كإذا أجازكه لمجرد ىذه النية‪ ،‬فلم يفعل بنية لمسو‪،‬‬
‫كلمسو ال يجوز إال بنية‪ ،‬كلم يجعل‪ ،‬كقد ضعف ذلك المهدم أحمد بن يحي‪ ،‬كقاؿ ما حكاه في‬
‫األزىار اقتفاء لػ (التذكرة)‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )4‬كىو قوؿ الفقيو حسن‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )5‬كلو جنازة‪ ،‬أك عيدين‪ ،‬أك منذكرة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كالفرؽ) بين الوضوء كالغسل ما ذكره في الشرح‪ :‬كىو أف الغسل مشركع على الطاىر كغيره‪،‬‬
‫كالوضوء لم يشرع إال على المحدث‪ ،‬كلهذا دخل نفل الصبلة تحت فرضها‪ ،‬كلم يدخل نفل الغسل‬
‫تحت فرضو‪.‬‬
‫(‪ )7‬بل فيو خبلؼ الفقيهين محمد بن سليماف‪ ،‬كيحي بن حسن البحيبح‪.‬‬

‫(‪)029/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كالنفل)(‪)7‬يتبع النفل‪ ،‬أم‪ :‬إذا نول كضوءه لصبلة ركعتين(‪ )0‬نافلة صلى الركعتين كما شاء من النوافل؛‬
‫ألنو يدخل تبعا‪ ،‬ذكر ذلك القاضي زيد في باب التيمم(‪ )3‬أعني‪ :‬أنو لو نول تيممو لنافلة معينة صح‪،‬‬
‫كصلى بو ما شاء من النوافل(‪.)4‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كإذا جاز في التيمم ففي الوضوء أكلى(‪.)5‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ال يجوز إال المعينة على أصل الهدكية في باب الوضوء(‪.)6‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو األقيس على كبلمهم(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يقاؿ ما الفرؽ بين الفرض كالنفل إف النفل يتبع الفرض? قلت‪ :‬الفرؽ أف الفركض محصورة‪ ،‬كلها‬
‫قوة بخبلؼ النفل فإنو مخفف فيو‪( .‬حثيث)‬
‫(‪ )0‬ظاىره ال سجود التبلكة‪ ،‬كفيو نظر‪ ،‬كفي حاشية‪ :‬ما يقاؿ فيمن توضأ لسجود التبلكة أك نحوه ػ ىل‬
‫يتنفل ? قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ذلك يحتمل‪ .‬أك نول لسجدتي السهو أك سجدة منذكرة ىل يتنفل‬
‫كيطوؼ ? ينظر‪ .‬لفظ (البياف)‪ :‬كإف نول للطواؼ أك لمس المصحف‪ ،‬أك لسجود التبلكة كنحوه لم يصل‬
‫بو شيأ‪ ،‬كأجزأه لذلك‪( .‬بلفظو)‬
‫(‪ )3‬في (الغيث) في شرح قولو‪" :‬كلعادـ الماء في الميل"‪.‬‬
‫(‪ )4‬ألنها مبنية على التخفيف‪ ،‬ككذا في الزكائد عن الهادم‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إذا نول نافلة أك صبلة جنازة‪.‬‬
‫كعن القاضي زيد‪ ،‬كأشار إليو في الزيادات‪ :‬ال تجوز إال المعينة‪( .‬صعيترم كبير) من باب التيمم‪.‬‬
‫(*) قاؿ في (البياف)‪( :‬مسألة) كال يجب أف ينوم أف كضوءه فرض‪ ،‬خبلؼ أبي العباس‪ ،‬حيث توضأ بعد‬
‫دخوؿ كقت الصبلة‪ ،‬فأما قبل دخولو فهو نفل‪ ،‬كيجزئ الصبلة الوضوء [أم‪ :‬الوضوء قبل دخوؿ‬
‫الوقت]؛ ألنو قد منع كجوب الوضوء لها (بلفظو)‪ .‬كتورد ىذه في مسائل المعاياة فيقاؿ‪ :‬أين رجل عمر‬
‫زمانا طويبل‪ ،‬كلم يجب عليو الوضوء‪ ،‬كىو متمكن من الماء‪ ،‬كلم يخش ضررا‪ ،‬كصبلتو صحيحة‪ ،‬كلم‬
‫يجب عليو التأخير فيجاب‪ :‬بأنو الذم يتوضأ قبل دخوؿ الوقت‪.‬‬
‫(‪ )5‬المختار يصح ىنا‪ ،‬ال في التيمم‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )6‬صوابو‪ :‬في باب التيمم‪.‬‬
‫(‪ )7‬لوال اإلجماع‪.‬‬

‫(‪)072/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيدخلها) يعني‪ :‬النية أحكاـ أربعة منها‪( :‬الشرط)(‪ )7‬عند الهدكية(‪ ،)0‬كصورتو‪ :‬أف يشك المتوضئ‬
‫في كضوئو األكؿ فيعيد الثاني بنية مشركطة بفساد األكؿ‪ ،‬فيجزئو ىذا لو كاف األكؿ فاسدا‪.‬‬
‫(ك) منها‪( :‬التفريق)(‪ )3‬كىو أف ينوم عند كل عضو غسلو للصبلة(‪ )4‬فإف ىذا يصح‪.‬‬
‫كعن بعض أصحاب الشافعي‪ :‬ال يصح‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬تنبيو) لو شك في كضوء نواه لصبلة الظهر فقط‪ ،‬كأعاد بنية مشركطة‪ ،‬كقاؿ في الشرط‪ :‬لصبلة‬
‫الظهر إف لم تصح األكلى كإال فلصبلة العصر فبل كبلـ أنو يجزئو للظهر كىل يجزئو للعصر أـ ال ?‬
‫التحقيق أنو ال يجزئو‪( .‬غيث لفظا) كسيأتي نظيره في الزكاة فلو انكشف صحة األكلى أجزأه للعصر‪.‬‬
‫(تكميل) (قرز) (*) الحالي كالماضي‪ ،‬ال المستقبل‪( .‬قرز) (*) نحو إف جاء زيد؛ إذ يلزـ عدـ كجودىا‬
‫في الحاؿ‪( .‬معيار)‬
‫(‪ )0‬كعند المؤيد باهلل‪ .‬ألف القطع في موضع الشك ال يجوز‪.‬‬
‫(‪ )3‬مسألة) كيستحب تكرير النية عند كل عضو من الوضوء‪ ،‬كعند كل ركن من الصبلة ليكثر ثوابو‪.‬‬
‫(بياف) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬نية المؤمن خير من عملو) لما يحصل بها من مضاعفة الثواب‬
‫[شرح] (*) ألنو كالعبادة المختلفة‪ ،‬بخبلؼ الصبلة كالصياـ كالحج‪ ،‬كلو أف يعم بعد أف فرؽ‪ ،‬فيقوؿ‪:‬‬
‫نويت غسل باقي األعضاء للصبلة‪.‬‬
‫(‪ )4‬ككذا عند الغسل للجنابة‪( .‬بياف من الغسل)‬

‫(‪)077/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) منها‪( :‬تشريك(‪ )7‬النجس)(‪ )0‬في نية الوضوء‪ ،‬كالمراد أف التشريك ال تفسد بو نية الوضوء‪ ،‬ال أف‬
‫نية تشريك النجس كاجبة؛ ألف نية إزالة النجاسة ال تجب‪ ،‬كلكن إنما يكوف ذلك في الغسلة الثالثة؛ ألف‬
‫النجاسة ال يحكم بطهارتها إال في الثالثة)(‪.()3‬‬
‫قولو‪( :‬أك غيره) كذلك كالتبرد‪ ،‬كإزالة الدرف الطاىر‪ ،‬كتعليم الغير)(‪ ،()4‬كنحو أف يقوؿ‪ :‬لصبلة الظهر‬
‫كمعو العصر)(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالمذىب خبلفو‪( .‬قرز) ] [صوابو‪ :‬ال تشريك النجس‪ ،‬كلو قاؿ‪ :‬تشريك غير النجس لكاف أكلى]‪.‬‬
‫(‪ )0‬ىذا ذكره األستاذ‪ ،‬كالقاضي يوسف‪ ،‬كالصحيح خبلفو [إال قولو‪" :‬أكغيره" فهو للمذىب‪( .‬قرز)‬
‫ذكره المنصور باهلل‪ ،‬كالفقيو علي‪ ،‬كأشار إليو في الشرح‪ ،‬فبل يجزم حتى تزكؿ النجاسة‪( .‬شرح (تذكرة)‬
‫ك(قرز)‬
‫(‪ )3‬ىذه المسألة مبنية على أف النجاسة في أكؿ أعضاء الوضوء كالفم‪ ،‬إذ لو كانت في اليد أك غيرىا‬
‫كفت النية األكلى‪ ،‬كمبنية أيضا أنما طهر بو المتنجس من الماء ال يكوف مستعمبل‪ ،‬خبلؼ كبلـ علي‬
‫خليل‪ ،‬كأف المستعمل مطهر‪ ،‬كمبنية على أنو استصحب النية في الغسلة الثالثة؛ لئبل يكوف قد قدمها‪.‬‬
‫فإف قيل إف ىذا يخالف ما تقدـ أنو ينوم بعد إزالة النجاسة من الفرجين ? قلنا‪ :‬إما أنها خبلفية‪ ،‬أك ىذه‬
‫نجاسة طارئة‪ ،‬كتلك في نجاسة ناقضة‪( .‬زىور) (بلفظو)ا)‪ .‬قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬الصحيح‬
‫أف الطهارة كالنجاسة ال يتداخبلف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ككذا ال يفسد األذاف بتشريك التعليم‪ ،‬كال الحج باالبتغاء من فضل اهلل‪ ،‬كال الصوـ بصوف الجسم‬
‫من فضبلت الغذاء‪ ،‬كال الزكاة بكوف الفقير صديقا أك محسنا‪ ،‬فإف شرؾ امرأ آخر من قربة كاف أفضل‬
‫كأف يشرؾ في الزكاة صلة الرحم‪ ،‬أك حق الجوار‪( .‬معيار) ك(قرز)‬
‫(*) بخبلؼ القراءة في الصبلة فتفسد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬ككاف التشريك في أكؿ األعضاء‪( .‬قرز)‬

‫(‪)070/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) منها‪( :‬الصرؼ))(‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) قاؿ (الدكارم)‪ :‬لو صرؼ من عموـ إلى خصوص‪ ،‬أك من خصوص إلى عموـ‪ ،‬فإف كاف‬
‫العموـ المنوم أكال صح الجميع (‪ )7‬ثم إف كاف العموـ المنوم آخرا صح الخصوص(‪ )0‬فرضا كاف أك‬
‫نفبل‪ ،‬فيستأنف ما كاف فرضا من العموـ بكل حاؿ‪ ،‬كإف كاف نفبل فبل يستأنف لو الوضوء إذا كاف‬
‫الخاص فرضا‪ ،‬كإف كاف نفبل فعلى الخبلؼ [المختار عدـ االستئناؼ] (‪ )7‬ينظر عن سماع سيدنا عبد‬
‫القادر في النفل ال في الفرض ىكذا في بعض الحواشي‪ )0( .‬حيث كاف الخصوص كالعموـ نفبل‪ ،‬فإف‬
‫كاف فرضا صح الخصوص ال العموـ‪( .‬سيدنا حسن)‬
‫(*) كالصرؼ ال معنى لدخولو في نية الوضوء إال حيث في الجملة فرض مصركؼ إليو‪ ،‬أك مصركؼ عنو‪،‬‬
‫كلعلو يأتي ذلك في نفل الغسل كفرضو فقط‪ ،‬أك في نفليو‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫(*) كالفرؽ بين الصرؼ كالرفض أف الصرؼ متعلق بغيره‪ ،‬بخبلؼ الرفض فلم يتعلق بغيره‪( .‬زىور)‪)*( .‬‬
‫صوابو‪ :‬كيبطلها الصرؼ؛ ألنو ال مناسبة لعطفو على ما قبلو‪ .‬ك(قرز)‬

‫[(مسألة) كإذا صرفها من عبادة إلى مباح أعاد من حيث غير مع النية لما كاف نواه‪ ،‬كإف صرفها بالعكس‬
‫أعاد من أكلو‪ ،‬كإذا صرفها من فرض إلى فرض أعاد لؤلكؿ من حيث غير مع النية‪ ،‬كللثاني من أكلو‪ ،‬كإف‬
‫صرفها من نفل إلى فرض أعاد للفرض من أكؿ‪ ،‬كأما النفل‪ ،‬فقاؿ الفقيو حسن‪ :‬يجزئو [لدخولو تحتو‬
‫(قرز) ] كقاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬بل يعيد من حيث غير؛ [ألف الفرض لم يصح‪ ،‬فلم يتبعو النفل]‬
‫كإف صرفها من فرض إلى نفل أجزأه للنفل‪ ،‬كأعاد للفرض من حيث غير مع النية‪ ،‬كإف صرفها من نفل‬
‫إلى نفل معينين(‪)7‬فقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ ،‬كالفقيو محمد بن سليماف‪ :‬كما في الفرضين‪ .‬كعلى قوؿ‬
‫القاضي زيد يصلي ما شاء من النفل‪ ،‬كعلى قوؿ اإلماـ زيد بن علي‪ ،‬كالمؤيد باهلل يصلي ما شاء في ذلك‬
‫كلو إال حيث نول المباح‪( .‬بياف بلفظو) (‪ )7‬نحو أف يصرؼ من صبلة الكسوؼ إلى االستسقاء‪.‬‬

‫(‪)073/7‬‬

‫_____________________________‬
‫( كىو أف ينوم قبل فراغ الوضوء كبعد شركعو فيو غير ما نواه لو أكال‪ ،‬فيبطل من حيث صرؼ‪ ،‬فبل‬
‫يصح فعل ما كاف نواه لو أكال‪ ،‬كال ثانيا‪ ()7()،‬إال أف يكوف ما نواه لو أكال أك ثانيا(‪ )0‬مما يدخل تبعا‬
‫فإنو يصح‪ ،‬نحو أف يصرؼ من فرض إلى نفل)(‪ ()3‬فبل يصح الفرض بو‪ ،‬كيصح النفل؛ ألنو يدخل تبعا‪،‬‬
‫فإف عاد من حيث صرؼ أجزأ لما نواه أكال)(‪ ،()4‬كلما يدخل تبعا‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ككاف القياس أف ال يجزئ النفل حيث ال يجزئ ما ىو تبع لو على أصل الهدكية؛ ألنو‬
‫لم ينوه في أكؿ الوضوء‪ ،‬كإنما دخل تبعا للفرض‪ ،‬كالنية المتوسطة ال تجزئ‪ ،‬كالذم كاف بدخل النفل‬
‫تبعا لو)(‪ ()5‬قد بطل بالصرؼ‪.‬‬
‫ك (ال) يصح دخوؿ أمرين في النية أحدىما‪( :‬الرفض))(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أما األكؿ فلعدـ النية‪ ،‬كأما الثاني فلعدـ الترتيب (*) إال في الظهر كالجمعة؛ ألنهما كالشيء‬
‫الواحد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬جعلو في (الفتح) تفسيرا للصرؼ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كإف صرؼ من مباح إلى عبادة فيعيد من أكلو‪( .‬ىاجرم)‬
‫(‪ )4‬مع تجديد النية لبطبلنها بالصرؼ بخبلؼ التفريق‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬قلنا‪ :‬الفرض نفل كزيادة‪ ،‬فإذا صرؼ فقد بطلت الزيادة دكف النفل؛ ألنو في حكم المنوم من أكؿ‬
‫الوضوء فبل يبطل‪( .‬بحر) ك(بستاف)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬ألف الرفض إرادة متعلقة بالماضي‪ ،‬كاإلرادة المتعلقة بالماضي ال يصح حصولها‪( .‬شرح راكع)‬

‫لقولو تعالى‪{ :‬كال تبطلوا أعمالكم } كاألكلى في االحتجاج أف يقاؿ‪ :‬رفض ما قد فعل مستحيل فبل‬
‫يصح‪ ،‬فكيف تكوف مؤثره كالتأثير فرع الثبوت‪( .‬غيث) (*) (فرع) فأما الصبلة كالصوـ كالحج إذا نول‬
‫رفضها أك إبطالها فبل تفسد بمجرد النية خبلؼ أبي حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬قلنا‪ :‬إال أف يعلق النية في الصبلة‬
‫بفعل‪ ،‬نحو أف ينوم عند ركن منها أنو من غيرىا‪ ،‬أك عند ركن فرض أنو نفل‪ ،‬أك عند الركوع األكؿ أنو‬
‫الثاني أك الثالث‪ ،‬ككذلك في السجود فإنها تفسد‪ ،‬ذكره في الشرح‪ ،‬خبلؼ المنصور باهلل‪ ،‬كمثل ذلك‬
‫في الحج ال تفسده(‪ )7‬النية‪( .‬بياف لفظا) [(‪)7‬أم‪ :‬الحج‪ ،‬ال الركن فيعيده‪( .‬مفتي)‪ .‬أم‪ :‬إذا فعل شيئا‬
‫من أركانو بنية الفعل فإنو ال يفسده‪ ،‬لكن لعلة ال يجزيو ذلك الركن الذم فعلو‪ ،‬بل يعيده‪( .‬برىاف) (قرز)‬

‫(‪)074/7‬‬

‫_____________________________‬
‫( بمعنى‪ :‬أنو ال يبطل بو الوضوء‪ ،‬كذلك نحو أف يدخل في الوضوء حتى يتوسط‪ ،‬ثم يرفض ما قد فعل‪.‬‬
‫كذكر علي خليل‪ ،‬كأبو مضر‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬أنو يبطل‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬إذا نول إبطاؿ الوضوء قبل كمالو أك بعده فؤلصحاب الشافعي كجهاف المشهور منهما‬
‫أنو ال يبطل)(‪ .()7‬قاؿ‪ :‬كىذا ىو المختار على رأم أئمة العترة في الصورتين‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا القوؿ قوم عندم‪.‬‬
‫(ك) الثاني (التخيير))(‪ ()0‬ال يدخل النية أيضا‪ ،‬فإذا قلت‪ :‬لصبلة الظهر أك العصر لم يتعين ألحدىما‪،‬‬
‫فبل يصح أم الفرضين)(‪ ،()3‬ككذا لو خير بين فرض كنفل‪ ،‬كإف كاف بعض المتأخرين ذكر أنو يحتمل‬
‫صحة النفل على جهة التبعية‪ ،‬يعني‪ :‬للفرض‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو ضعيف جدا‪ .‬لكن ىل يرتفع الحدث مع التخيير?‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬المشهور عنهم البطبلف‪.‬‬
‫(‪ )0‬غالبا) احتراز من التخيير (‪ )7‬بين الظهر كالجمعة فإنو ال يضر عندالمؤيد باهلل ك(قرز)بل ال يصح‬
‫ألف النية شرعت للتمييز كال تمييز ىنا كللجزـ كال جزـ مع التخيير‪( .‬كواكب) (‪ )7‬ككذلك الحيض‬
‫كالجنابة ك(قرز)(*) أم‪ :‬ال يصح معو النية ألف النية من شرطها الجزـ‪( .‬شرح أثمار)‬
‫(‪ )3‬كبلـ بعض المتأخرين ققوم كىو الفقيو يوسف إذا كاف البلـ محذكفا كىو قولو في الشرح فبل‬
‫يصح أم‪ :‬الفرضين فيصح النفل كأما على ما ذكره في بعض النسخ لم يصح الم الفرضين فيضعف‬
‫لعود نفي الصحة إلى الوضوء‪.‬‬

‫(‪)075/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬الجواب أنو يرتفع عند المؤيد باهلل)(‪ ()7‬حيث التخيير بين عبادتين‪ ،‬ال بين‬
‫عبادة كمباح)(‪.()0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألف نية رفع الحدث تكفي عندالمؤيد باهلل فيصلي ما شاء‪( .‬سماع) كالقياس أنو ال يرتفع بو الحدث‬
‫إذ ال نية مع التخيير عند المؤيد باهلل‬
‫(‪ )0‬ألنو لو قاؿ‪ :‬نويت الوضوء صح عند المؤيد باهلل‪ ،‬فحيث خير بين عبادتين لم يدخل التخيير في نية‬
‫الوضوء‪ ،‬كإنما دخل فيما فعل لو‪ ،‬كحيث خير بين عبادة كمباح فالتخيير في النية فلم يصح ذكره في‬
‫بعض (حواشي الزىور) (فائدة) إذا أراد اإلنساف الوضوء في أكؿ الوقت ككاف في فيو حرارة [كلم يمكنو‬
‫تسخين الماء‪(.‬قرز) ] أك في رأسو تحت عمامتو يخشى من كصوؿ الماء فيو الضرر فإنو يجوز لو ترؾ‬
‫ذلك كال يجب عليو التأخير حتى يزكؿ عذره (‪)7([ )7‬ألنو لم يعدؿ إلى بدؿ‪ ،‬ككل من لم يعدؿ إلى‬
‫بدؿ لم يجب عليو التأخير]كمن كجد من الماء ما يكفي أعضاء التيمم فقط فإنو ال يجب عليو التأخير‬
‫لكن إذا زاؿ عذره في كقت الصبلة‪ ..‬فقاؿ الحقيني ال يجب عليو اإلعادة (‪ ،)7‬كقاؿ األمير الحسين‬
‫تجب‪ .‬كقواه الفقيو علي‪( .‬حاشية على الزىور) (‪ )7‬إال المستقبلة إال أف يزكؿ عذره قبل الخركج من‬
‫الصبلة أعاد‪ .‬ك(قرز)‪[ .‬فإف خشي خركج الوقت القياس عدـ الخركج]‪.‬‬

‫(‪)076/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الفرض الرابع‪( :‬المضمضة))(‪ ()7‬كىي جعل الماء في الفم (كاالستنشاؽ))(‪ ()0‬كىو استصعاد‬
‫الماء في المنخرين‪ ،‬فإنهما من تماـ غسل الوجو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كإذا خشي المضرة تركهما كصلى أكؿ الوقت(‪( .)7‬زىور) كال يؤـ من ىو أكمل‬
‫منو [(‪)7‬حيث لم يتمكن من تسخين الماء كما يأتي في التيمم‪ ،‬إال أف يزكؿ عذره قبل الخركج من‬
‫الصبلة أعاد كمن كجد من الماء ماء يكفيو ألعضاء التيمم فقط فإنو ال يجب عليو التأخير‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬قلت‪ :‬كىما من الوجو فبل كجو لجعلهما فرضا مستقبل‪( .‬مفتي) يقاؿ‪ :‬إنما أفردىما ألجل الخبلؼ‪.‬‬
‫[ركل أبو أمامة الباىلي عن النبي أنو قاؿ‪(:‬المضمضة كاالستنشاؽ من الوضوء ال يقبل اهلل الوضوء من‬
‫دكنهما) كفي ركاية (إال بهما) [المنخرين‪ :‬بفتح الخاء ككسرىا‪( .‬نظاـ غريب)‬

‫(‪)077/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الناصر)(‪ ،()7‬كمالك‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إنهما سنة‪ ،‬كإذا ثبت كجوبهما فالواجب أف يكوف‬
‫(بالدلك))(‪ ()0‬للفم إف أمكن‪ ،‬كلؤلنف إما بضم المنخرين من خارج كعركهما‪ ،‬أك إدخاؿ األصابع‬
‫كعركهما بها‪ ،‬كما في الفم (أك المج))(‪ ()3‬كىو أف يزاحم الماء في جوانب الفم‪ ،‬فتقوـ شدة المصاكة‬
‫مقاـ الدلك (مع إزالة الخبللة))(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو تمضمض كاستنشق ككاف عنده سنة ثم تغير اجتهاده أنهما كاجباف فقد أجزأه الوضوء ذكره‬
‫اإلماـ المهدم عليو السبلـ‪( .‬ديباج معنى) (*) كالصادؽ‪ ،‬كالباقر‪ ،‬كزيد بن علي‪.‬‬
‫(‪ )0‬كلم يذكر عليو السبلـ كجوب الدلك في سائر األعضاء‪ ،‬كلعلو اكتفى بالدلك في المضمضة‬
‫كاالستنشاؽ‪ ،‬بل يقاؿ‪ :‬اكتفى فيها بذكر الغسل؛ إذ ىو إجراء الماء مع الدلك‪ ،‬كما يأتي‪( .‬إمبلء شامي)‬
‫كمعناه في (شرح بن بهراف)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬يقاؿ‪ :‬من أصل الهدكية أف قوة جرم الماء ال يغني عن الدلك فإف كاف ىذا مجمعا (‪ )7‬عليو كاف‬
‫خصوصا كإال طلب الفرؽ‪( .‬رياض) كقيل‪ :‬إف ذلك لحديث علي عليو السبلـ في كضوءه‪( .‬بحر)‬
‫[كعثماف في صفة كضوء النبي (ذكره في البحر) [(‪)7‬يقاؿ‪ :‬قد أخذ من قولهم‪" :‬كما صاؾ الماء من‬
‫األرشية" (*) يقاؿ‪ :‬المجمجة؛ ألف المج ىو اإللقاء‪( .‬ىداية) [ألف عبارة (الهداية)‪ :‬المجمجمة‪،‬‬
‫كمجمجة الشيء‪ :‬تخليطو عند تزاحم الماء في جوانب الفم‪ .‬كمج الماء من فمو إذا صبو‪ .‬كذا ذكره أىل‬
‫اللغة‪ ،‬كفي الحديث (أرأيت لو كاف في فمك ماء فمججتو) كفي (النهاية)‪ :‬ال يكوف مجا حتى يباعد بو‪.‬‬
‫(‪ )4‬كيجب طلب ما يزيل ذلك في الميل‪( .‬قرز) ] كيستحب أف يكوف عود الخبلؿ مما يكوف منها‬
‫السواؾ‪ .‬كالخبلؿ مندكب لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬تخللوا على أثر الطعاـ فإنو يصح اللثة كالنواجذ‪،‬‬
‫كيجلب الرزؽ‪ ،‬كليس أشد على ملكي المؤمن أف يريا في فمو شيأ من الطعاـ كىو يصلي)‪( .‬بستاف) (*)‬
‫فإف تعذر خركجها فبل تأخير [كال يؤـ إال بمثلو‪( .‬قرز) ] فإف زالت بعد الوضوء قبل الصبلة أعاد‬
‫الوضوء كمن تغير اجتهاده‪( .‬صعيترم) (‪ )7‬فإف خرجت حاؿ الصبلة لم تجب عليو اإلعادة‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫تجب عليو اإلعادة ألف الدخوؿ فيها ليس كفعلها (‪ )7‬فإف خرجت بعد الصبلة [كلها ال بعضها] فبل‬
‫إعادة‪ ،‬كلو كاف الوقت باقيا‪ .‬فإف قلت‪ :‬إف من أصولهم أف مسائل الخبلؼ إذا خرجت كفي الوقت بقية‬
‫كجبت اإلعادة ? فالجواب أف الحجة اإلجماع أف ال إعادة‪ ،‬كلو الوقت باقيا‪( .‬زىور) (*) كالخبللة‬
‫بالضم‪ :‬ما يقع من التخلل‪(.‬إمبلء)‬
‫[ركم عن النبي أنو قاؿ‪( :‬من تخلل بالرماف لم تنزؿ عليو الرحمة سبعين يوما‪ ،‬كمن تخلل بالتين لم‬
‫يستجب دعاؤه سبعين يوما‪ ،‬كمن تخلل باآلس ظهر عليو ثبلث خصاؿ‪ :‬سوء الخلق‪ ،‬كسوء الظن‪ ،‬ككجع‬
‫الضرس‪ .‬كمن تخلل بالطرفاء ػ كىو األثل ػ نقص عقلو‪ ،،‬كأرث النسياف‪ ،‬كمن تخلل بالقصب فكأنما قتل‬
‫نفسو‪ ،‬بيده‪ ،‬كمن تخلل بالريحاف كتب عليو ألف خصلة‪ ،‬كمن تخلل تخشب العفص كقعت األكلة في‬
‫أسنانو‪ ،‬كمن تخلل بأخشاب المكنسة أكرثو القولنج‪ ،‬كمن تخلل بالقناء أكرثو الحكة في جسده‪ ،‬كمن‬
‫تخلل بالورد أكرثو البرص كالجذاـ‪ .‬يا عائشة كمن لم يجتنب ىذه الخصاؿ التي ذكرتها فبل يلومن إال‬
‫نفسو) كقد نظمت في ذلك قوال يسهل للحفظ‪ ،‬كىو شعرم‪:‬‬
‫إف شئت تسلم من ببليا جمة ***فاحذر تخلل بالذم الناظم كتب‬
‫آس كرماف كتين بعدىا ***الطرؼ كالريحاف عفص كالقصب‬
‫أك عود مكنسة كعود من قنػ*** اة الورد يا ذا العقل ىذا يجتنب‬
‫إسناد ذاؾ إلى النبي محمد*** فاحذر تقوؿ لعل كاتبها كذب‬

‫(‪)078/7‬‬

‫_____________________________‬
‫( كىو ما يتحيز)(‪ ()7‬بين األسناف من أثر اللحم أك غيره؛ ألف بقاءه يمنع كصوؿ الماء فبل يحصل‬
‫االستكماؿ‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬ال يجب؛ ألف ذلك لم يرك عن أحد من العلماء‪ ،‬كاختاره اإلماـ يحي)(‪.()0‬‬
‫(كاالستنثار) كىو إزالة ما يمنع كصوؿ الماء في األنف‪ ،‬مما يتقشف فيها‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كال أحفظ في اعتباره خبلفا)(‪ ()3‬عند من أكجب االستنشاؽ‪.‬‬
‫(ك) الفرض الخامس (غسل الوجو))(‪ ()4‬كىو ما بين األذنين كمقاص الشعر إلى منتهي الذقن مقببل‪،‬‬
‫كيدخل في ذلك البياض بين األذف كاللحية)(‪ ،()5‬كلو بعد نباتها‪.‬‬
‫كعن مالك‪ :‬أنو ليس من الوجو بعد نباتها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بالزام أم‪ :‬يبقى [كالراء]‪[ .‬كيكره مضغها‪ ،‬كيندب بذلها لقولو ‪(:‬من أكل البغغة‪ ،‬كقذؼ الوغغة‪،‬‬
‫كاعتمد الخشبين أمن من الشوص‪ ،‬كاللوص كالعوص) البغغة‪ :‬ىي ما يتساقط من الطعاـ‪ ،‬كالوغغة‪ :‬ىي‬
‫ما تحير بين األسناف‪ ،‬كالخشبتاف‪ :‬ىما السواؾ كالملخاخ‪ .‬الشوص كجع الرأس‪ ،‬كاللوص‪ :‬كجع‬
‫األسناف‪ ،‬كالعوص‪ :‬كجع البطن ]‬
‫(‪ )0‬كاألمير الحسين‪ .‬كفي (الثمرات)‪ :‬كقول ىذا القوؿ ألنو لم يعرؼ من الصحابة إزالة ما يمنع من‬
‫التمر أك اللحم‪ .‬قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬ككذا يأتي الخبلؼ فيما تحت االظفار‪( .‬بياف)‬
‫[المذىب الوجوب في الكل‪ ،‬إذا زادت على رؤكس األنامل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬بل فيو خبلؼ اإلماـ يحيى‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬أنو ال يجب‪ ،‬بل يستحب‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )4‬فلو خلق اهلل لو كجهين كجب عسلهما جميعا لعدـ المخصص‪( .‬تكميل) ككذا في المسح‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )5‬بكسر البلـ‪( .‬قاموس)‬

‫(‪)079/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإنما قلنا‪( :‬مستكمبل))(‪ ()7‬إشارة إلى خبلفات كقعت فيو)(‪ ،()0‬منها‪ :‬قوؿ‬
‫اإلمامية‪ :‬إنو ال يجب تعدم ما جمعتو الوسطى كاإلبهاـ؛ ألف الوجو عندىم(‪ ()3‬ىو ذلك‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬قوؿ الشافعي‪ ،‬كأبي طالب )(‪ ()4‬كمالك‪ :‬الصدغاف من الرأس‪ ،‬كىما موضع الحذفة)(‪ ()5‬كىما‬
‫عندنا من الوجو‪.‬‬
‫قاؿ في المجموع‪ :‬ككذا الخبلؼ في النزعتين)(‪.()6‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬المراد إذا كانت صغيرة‪ ،‬فأما الصاعدة إلى حد الدماغ فمن الرأس)(‪.()7‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا قوم‪.‬‬
‫كفي االنتصار‪ :‬كالنزعتاف‪ ،‬كالصدغاف من الرأس)(‪ ()8‬عند أئمة العترة‪ ،‬كأحد قولي الشافعي‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يقاؿ‪ :‬ىو مستكمل عند المخالف‪ ،‬فبل يكوف في عبارة (األزىار) إشارة إلى الخبلؼ‪ ،‬كما ذكره‬
‫اإلماـ عليو السبلـ‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬في حد الوجو‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككذا عن المهدم أحمد بن الحسين عليو السبلـ‪ ،‬كقد خالف [صوابو‪ :‬انفرد] أىل البيت في أربع‬
‫مسائل منها‪ :‬أف الوجو ما كاجو‪ .‬كمنها‪ :‬أنو ال يصح الوضوء في الوقت المكركه‪ .‬كمنها‪ :‬في الغسل أف‬
‫النوـ يقوـ مقاـ البوؿ‪ .‬كمنها‪ :‬في صبلة العيد‪ :‬أنها تصح للمنفرد من بعد الفجر‪.‬‬
‫(‪ )4‬كفي (الشرح) عند أبي طالب الصدغاف من الوجو‪ .‬كقيل‪ :‬أحد قوليو‪ ،‬كىما من األذف إلى العين‪.‬‬
‫(شرح خمسمائة)‪ .‬كفي (الشفاء) إلى أسفل األذنين[كالصدغاف‪ :‬بالصاد مضمومة غير معجمة‪ ،‬كبالداؿ‬
‫غير معجمة‪ ،‬كالعين المعجمة‪ :‬ما بين العين إلى أسفل األذف]‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالتحذيف ليس بسنة‪ ،‬كإنما ىو اعتاده الناس‪(.‬نجرم)‬
‫(‪ )6‬بفتح الزام‪.‬‬
‫(‪ )7‬فيغسل المعتادة‪ ،‬كالباقي يمسح مع الرأس‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )8‬أم‪ :‬الزائد على المعتاد] [فيغسل المعتاد‪ ،‬كالباقي يمسح مع الرأس‪( .‬قرز) ]‬

‫(‪)002/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كمنها‪ :‬في العين قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬يجب إدخاؿ الماء باطنها)(‪.()7‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو ضعيف عندنا)(‪.()0‬‬
‫كإنما يجزئ غسل الوجو (مع تخليل أصوؿ الشعر) في اللحية)(‪ ،)3‬كالعنفقة‪ ،‬كالشارب‪ ،‬كنحوىما(‪()4‬‬
‫فإف ذلك كاجب من كماؿ الغسل‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال يجب تخليل اللحية‪ .‬كركاه في شرح اإلبانة عن زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬يجب إف كانت خفيفة)(‪ ()5‬ال كثة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬تخريجا‪ ،‬ال مذىبا لو‪( .‬بياف)‪ ..‬خرجو للهادم من قولو‪":‬يجب غسل الوجو ظاىره كخافيو" كىو‬
‫ضعيف‪ .‬أراد الهادم باطن الوجو المضمضة‪[ .‬كفي (البحر)‪ :‬بل مذىب للمؤيد باهلل]‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألنو لم ينقل عن الرسوؿ ال قوال كال فعبل] كعبارة (األزىار) تحتملو ذكره (النجرم) كفي (الهداية)‪:‬‬
‫إنو يجب غسل الوجو ال باطن العين‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم توضأ كأخذ كفا من ماء كأدخلو تحت حنكو فخلل بو لحيتو‪ ،‬كقاؿ‪:‬‬
‫(ىكذا أمرني ربي)‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )4‬العذارين‪ ،‬كالحاجبين‪ ،‬كأىداب العينين‪ .‬كالعذاراف‪ :‬ىما مما يلي الصدغين من أسفل‪ ،‬كالعارضاف‬
‫مما يلي العذارين‪ ،‬كالحنكاف‪ :‬كىما مما يلي العنفقة‪( .‬زىور) (قرز)‬
‫(‪ )5‬التي ال تستر‪ ،‬كالكثة التي تستر البشرة‪.‬‬

‫(‪)007/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كإنما قلنا‪ :‬أصوؿ الشعر؛ ألنو ال يجب غسل ما استرسل(‪ ()7‬من اللحية في‬
‫الصحيح من المذىب‪ ،‬كأكجبو أبو العباس)(‪ ،()0‬كالشافعي‪.‬‬
‫(ثم) ذكر عليو السبلـ الفرض السادس كىو‪( :‬غسل اليدين)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفيما زاد من األظفار عن حد اليدين كجهاف‪ .‬ال يجب كالمسترسل من اللحية‪ .‬كيجب ألنو من‬
‫اليد‪( .‬بحر) (*) قاؿ في (الزكايد) كأما الخنثى كالمرأة إذا نبتت لهما لحية كجب غسلها إجماعا‪.‬‬
‫(زىور) (*) إال أف ال يتمكن من التخليل إال بو‪( .‬صعيترم)‬
‫(‪ )0‬كإجماع أنو يجب غسل الشعر الذم لم يسترسل‪ ،‬كشعر العنفقة‪ ،‬كالشارب‪ ،‬كالذراع‪ .‬كإجماع أنو‬
‫يجب غسل المسترسل في الجنابة؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪(:‬بلوا الشعر) كإجماع أنو ال يجب مسح‬
‫المسترسل من شعر الرأس‪( .‬زىور) (قرز) [كلعل الفرؽ أف شعر العنفقة كالشارب ال يسترسل إال قليبل ػ‬
‫أم‪ :‬نادرا ػ‪ .‬فيجب غسل المسترسل كلو طاؿ]‪.‬‬
‫(‪ )3‬مسألة) كإذا انخلع شيء من جلد الذراع حتى بلغ العضد كتدلى لم يجب غسلو(‪ )7‬كإف انخلع‬
‫شيء من جلد العضد حتى بلغ الذراع أك تدلى منو كجب غسلو‪ .‬ذكره أصحاب الشافعي‪( .‬بياف لفظا)‬
‫[(‪)7‬ألنو صار في غير محل الفرض‪ ،‬كفي العكس صار في محلو‪( .‬بستاف)]‬

‫[كيستأجر أقطع اليدين من يوضئو إف كجد‪ ،‬كإال صلى على الحالة‪ ،‬كلو كجد متبرعا ػ [لحصوؿ المنة] ػ‬
‫(بحر)‪( .‬قرز) فإف كجد أجرة في الوقت أعاد عند المؤيد باهلل‪ ،‬كاإلماـ يحي‪ ،‬كالشافعي كالمتيمم‪ ،‬ال‬
‫عند الهادم لقولو ‪(:‬ال ظهراف في يوـ) قلت‪ :‬كفيو نظر‪( .‬بحر)‪ .‬كجو النظر‪ :‬أف صبلتو أكال بغير طهور‪،‬‬
‫فإذا أعاد لم يجمع بين ظهرين‪ ،‬كألف القياس على المتيمم قوم‪( .‬ىامش بحر]‪.‬‬

‫(‪)000/7‬‬

‫_____________________________‬
‫( مع المرفقين كما حاذاىما) أم‪ :‬حاذل المرفقين)(‪( ()7‬من يد زائدة))(‪ ()0‬فإنو يجب غسلها‪ ،‬فأما لو‬
‫لم يتعد العضد لم يجب‪ ،‬كقاؿ اإلماـ يحي‪ :‬ال يجب غسل الزائد مهما لم يكن منبتو في محل الفرض‪.‬‬
‫(ك) يجب غسل (ما بقي من المقطوع إلى العضد) فمتى انتهى إلى العضد)(‪ ()3‬غسل منو ما كاف يغسلو‬
‫كاليد باقية؛ ألنو كاجب قبل القطع فبل يسقطو القطع‪ ،‬كىذا مذىبنا‪ ،‬كأبي حنيفة‪.‬‬
‫كقاؿ مالك‪ ،‬كالشافعي‪ :‬ال يجب متى انتهى إلى العضد؛ ألنو أنما كجب قبل القطع؛ ألنو ال يتمكن من‬
‫غسل المرفق إال بو‪ ،‬كبعد القطع زاؿ الموجب لغسلو‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو قوم)(‪.()4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (الشرح)‪ :‬المرفقاف اسم لطرفي العظمين الذين أحدىما عظم الذراع‪ ،‬كاآلخر عظم العضد‪،‬‬
‫كال يختص االسم بأحدىما دكف اآلخر‪ ،‬كال يوجب زكاؿ أحدىما سقوط اآلخر‪( .‬حاشية على الزىور)‬
‫(‪ )0‬أك سائر األعضاء‪ ،‬أك لحم‪ ،‬أك اصبع زائدة‪( .‬ديباج) ك(صعيترم) ]‬
‫(مسألة) كيغسل ما نبت في محل الفرض اتفاقا‪ ،‬أك حاذاه في األصح‪( .‬بحر) [إذا كاف المحاذم يدا‪.‬‬
‫(قرز) (*) كلو لحمة‪ ،‬أك اصبعا‪( .‬صعيترم) كظاىر األزىار خبلفو؛ إذ اللحمة كالشعر ال يطلق عليهما‬
‫اسم اليد إال أف يكوف في موضع الفرض‪ .‬ك(قرز)(*) قاؿ في (االنتصار)‪ :‬ما كاف أصلو في محل الفرض‬
‫من أصبع‪ ،‬أك كف كجب غسلو لدخولو في قولو تعالى‪{ :‬كأيديكم} كما كاف أصلو فوؽ محل الفرض‪،‬‬
‫فإف قصر كلم يحاذم لم يجب غسلو‪ ،‬كفيما حاذاىا كجهاف المذىب الوجوب‪( .‬زىور) (قرز) [إذا كاف‬
‫يدا‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )3‬الطارم ال األصلي فبل يجب‪( .‬تهامي) كقيل‪ :‬كلو قبل التكليف‪ .‬ك(قرز)كىو ظاىر (األزىار)‪ .‬قاؿ‬
‫موالنا المتوكل على اهلل إسماعيل‪ :‬ألف أصل الشريعة تثبت الحكم‪ ،‬كلو زاؿ السبب‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )4‬كقواه اإلماـ شرؼ الدين‪ ،‬ك(الشامي)‪.‬‬

‫(‪)003/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ثم) ذكر عليو السبلـ الفرض السابع كىو‪( :‬مسح)(‪ ()7‬كل الرأس))(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬سؤاؿ‪ :‬كيف أكجبتم مسح كل الرأس‪ ،‬كأنتم ال تخلوف في ذلك إما أف تريدكا أصوؿ الشعر‪ ،‬فإف‬
‫اإلحاطة متعذرة على ذكم الشعور المطولة‪ ،‬ألنو ال يمكن تخليل موضع كل شعرة‪ ،‬فبعضو متركؾ قطعا‪.‬‬
‫فكيف أكجبتم مسح الكل مع التعذر‪ .‬كإف أردتم إمرار اليد على ظاىر الشعر مقدما كمؤخرا‪ ،‬ففيو نظر‬
‫من كجهين‪ ،‬أحدىما‪ :‬أنو يوىم أف مسح المسترسل يجزم كحده‪ ،‬كمذىبكم خبلفو‪ .‬الثاني‪ :‬أف مع ذلك‬
‫ال يستوعب الشعر ألنها متضاعفة‪ ،‬كإنما يستوعب ما يباشره كفاه منها‪ ،‬كالمعلوـ أنو لم يباشر كل شعرة‪،‬‬
‫فكيفما تحولتم كاف قولكم‪ :‬مسح كل الرأس فيو إيهاـ خطأ فبل بد من رفع اإليهاـ بأف يقاؿ‪ :‬المراد‬
‫بكلية الرأس إمرار الكف على ظاىر جميع جوانبو مقدما كمؤخرا‪ ،‬كيمينا كشماال‪ ،‬كعلوا‪ ،‬ال استيعاب‬
‫موضع كل شعرة‪( .‬غيث بلفظو)‬
‫(‪ )0‬قاؿ في (البياف)‪ :‬كيكفي ظاىر الشعر‪ .‬كمثلو في (الغيث) (‪ )7‬كفي (شرح الفتح) يجب مسح‬
‫باطن الشعر كظاىره (‪ )7‬كلفظ (الغيث)‪ :‬المراد مسح كل الرأس إنما ىو بالكف على ظاىر جميع‬
‫جوانبو مقدما‪ ،‬كمؤخرا‪ ،‬كعلوا‪ ،‬كيمينا‪ ،‬كيسارا‪ ،‬ال استيعاب كل شعرة؛ ألف االحاطة بجميع ذلك متعذرة‬
‫على ذم الشعر المطولة ك(قرز)(*) (يجب أف يمسح) مرتين ليعم بذلك باطن الشعر كظاىرىا‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )7‬قاؿ اإلماـ المهدم أحمد بن الحسين‪ :‬يجب المسح على جميع الرأس يصيب ما أصاب‪ ،‬كيخطئ‬
‫ما أخطأ‪ .‬قيل‪ :‬كىو المذىب؛ ألنا لو لم نقل بو لزـ أف يغسل‪ ،‬كىو ال يجزئ‪ ،‬أك يمسح كل شعرة كىو‬
‫ال يمكن‪ .‬كبو قاؿ الفقيو حسن‪ .‬ككذا قاؿ في (األثمار) إف أعاد لها لباطن الشعر فهو ندب (‪ )7‬كلفظ‬
‫البحر (مسألة) ككيفية المسح (‪ )0‬أف يأخذ الماء بكفيو‪ ،‬ثم يرسلو‪ ،‬ثم يلصق أحد المسبحتين باألخرل‪،‬‬
‫ثم يضعهما على مقدـ رأسو كابهاميو على صدغيو‪ ،‬ثم يذىب بهما إلى قفاه‪ ،‬ثم يردىما إلى موضع‬
‫اإلبتداء؛ لخبر عبد اهلل بن زيد؛ كليعم باطن الشعر كظاىره‪ ،‬فإف كاف عليو شعر فمسح الشعر أجزأه‪،‬‬
‫كإال فعلى البشرة؛ إذ الجميع يسمى رأسا‪ ،‬فإف كضع كفيو ببل مسح لم يجزه‪( .‬بحر بلفظو) (قرز) (‪)0‬‬
‫ىذه الهيئة ندبا‪ ،‬كما أفهمتو عبارة (الغيث)‪ .‬من (ىامش البحر) ك(قرز)(*) كلو بآلة‪ .‬ك(قرز) [كال يجزئ‬
‫المسح على الدىن الجامد؛ ألنو يمنع من كصوؿ الماء‪.‬‬
‫[مسألة] من تنجس أطراؼ شعره فلم يتمكن من غسلو لم يلزمو قطعو للصبلة(‪ .)7‬ألف لو حرمة؛‬
‫بخبلؼ ما لو كانت النجاسة في ثوبو قطعو؛ ألنو يجوز إتبلؼ الماؿ لصيانة العبادة‪( .‬بياف) [(‪)7‬مطلقا ػ‬
‫سواء كاف مما يعتاد حلقو‪ ،‬كشعر الرأس كالعانة‪ ،‬أـ ال كاللحية‪ ،‬كالحاجب‪ ،‬كالعذارين‪ ،‬كنحوىا‪( .‬قرز)‬

‫(‪)004/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( مقبلو كمدبره‪.‬‬
‫كعن زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ :‬إذا مسح مقدـ الرأس أجزأه‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬يكفي ربعو‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬يكفي ثبلث شعرات‪ .‬كعن الغزالي‪ :‬شعرة)(‪.()7‬‬
‫كال يجب مسح الذكائب)(‪ .()0‬قاؿ أبو جعفر‪ :‬إجماعا‪ .‬قاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬كإذا مسحت‬
‫المرأة على خضابها)(‪ ()3‬أجزأىا‪ .‬كقاؿ الفقيو علي‪ :‬ال يجزئ‪.‬‬
‫(ك) يجب مسح كل (األذنين) ظاىرىما كباطنهما؛ ألنهما من الرأس‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإنما أفردناىما ألجل الخبلؼ‪ ،‬كىو إطبلقات ثبلثة‪ ،‬كتفصيل‪ .‬اإلطبلؽ األكؿ‬
‫للزىرم‪ :‬أنهما من الوجو فيغسبلف معو‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬للمذىب ػ أنهما من الرأس)(‪ ()4‬فيمسحاف معو‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬للشافعي أنهما عضواف مستقبلف‪ ،‬فيؤخذ لهما ماء جديد يمسحاف بو)(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيجيز أبو ثور‪ ،‬كمالك‪ ،‬كقوؿ للشافعي بعض شعرة من الرأس‪ .‬كعن داكد كغيره‪ :‬يجزئ المسح‬
‫على العمامة‪( .‬أنوار مضيئة) [ينظر في نقل صاحب (األنوار) فاإلماـ مالك يشترط عنده مسح كل‬
‫الرأس‪ ،‬كعند بعض أصحابو الثلث‪ ،‬كعند بعضهم الثلثين‪ ،‬ككتبهم صريحة بهذا‪ .‬كأصل االختبلؼ في‬
‫ىذا في معنى الباء ىل للتبعيض‪ ،‬أك زائده‪ .‬كلحديث مسلم (أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم توضأ‬
‫فمسح بناصيتو‪ ،‬كعلى العمامة)‪( .‬مصحح)‬
‫(‪ )0‬كىو المسترسل من شعر الرأس‪( .‬شرح األثمار) (قرز) [فإف لفها على رأسو كمسح من فوقها لم‬
‫يجزه‪( .‬بياف) (قرز) ألنو كالمسح على العمامة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلو تغير الماء بالطيب ] كال يجب قلع النقش الذم في كجو المرأة لجرم عادة المسلمين بذلك‪،‬‬
‫كإطباقهم من غير إنكار‪ ،‬فجرل ذلك مجرل اإلجماع على جوازه‪ ،‬كالعفو على ما تحتو‪ ،‬خبلؼ الفقيو‬
‫علي‪ .‬من (شرح ابن راكع) كأفتي بذلك الفقيو حسن‪ ،‬حيث لم يخش ضررا بقلعو‪ )*( .‬مذىب حيث‬
‫كاف معتادا‪ ،‬كىو الذم ال يغمر الشعر‪ .‬ك(قرز)(*) المراد بالخضاب الطيب‪.‬‬
‫(‪ )4‬فإف غسلهما مع الوجو‪ ،‬كمسحهما مع الرأس كاف مبتدعا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬بعد الرأس‪.‬‬

‫(‪)005/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما التفصيل فهو للشعبي‪ ،‬كإسحق)(‪ ،()7‬كىو أنو يغسل المقبل مع الوجو‪ ،‬كيمسح المدبر مع الرأس‪.‬‬
‫لنا‪ :‬أنو صلى اهلل عليو كآلو توضأ فمسح أذنيو مع رأسو‪ ،‬كقاؿ‪( :‬األذناف من الرأس))(‪ ()0‬كإذا كجب‬
‫المسح (فبل يجزل الغسل))(‪ ()3‬ألف الذم أمرنا بو المسح‪ ،‬كالغسل ليس مسحا‪ ،‬فلو صار مغسوال‬
‫بالثالثة لم يضر؛ ألف المسح قد حصل)(‪ ()4‬باألكلى‪.‬‬
‫كقاؿ علي خليل‪ :‬لو غسلو بنية المسح أجزأ‪ ،‬كإف لم ينو فاحتماالف‪.‬‬
‫كعن الناصر‪ :‬يجزئ)(‪ .()5‬كاختاره اإلماـ يحي‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫لو توضأ بعد غسل الجنابة)(‪ ()6‬ىل يجب تجفيف الرأس من ماء الغسل لئبل يمسح بو كىو‬
‫مستعمل)(‪ ()7‬أك ال يجب? أكجبو بعض المذاكرين)(‪ ()8‬المتأخرين‪ ،‬كأشار إليو في الزيادات‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ابن راىويو‪ )*( .‬كالزىرم‪ )*( .‬كالتفصيل الثاني البن سريج‪ :‬أنهما يغسبلف مع الوجو‪ ،‬كيمسحاف مع‬
‫الرأس‪ ،‬كقد انقرض خبلفو‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬في كجوب المسح؛ ألنو قد علما أنهما من الرأس‪ ،‬كقد ثبت اإلجماع أنو يجب على المرأة‬
‫المحرمة أف تسترىما مع الرأس‪ ،‬فلو كانا من الوجو لوجب عليها كشفهما معو‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )3‬كالفرؽ بين الغسل كالمسح‪ :‬أف الغسل ىو إمساس العضو الماء حتى يسيل عنو مع الدلك‪)7( .‬‬
‫كالمسح ىو دكف ذلك‪ ،‬كىو إمساس العضو الماء بحيث ال يسيل عنو‪( .‬لمع) ك(بحر) ك(قرز) (‪ )7‬قاؿ‬
‫عليو السبلـ‪ :‬كال يعتبر في السيبلف أف يقطر‪ ،‬فأما سيبلنو عن محلو فبل بد منو‪( .‬بستاف) (قرز)‬
‫(‪ )4‬كال يصير متسننا‪ .‬كقيل‪ :‬إنو يصير متسننا‪ ،‬كىو قوم‪.‬‬
‫(‪ )5‬ألنو مسح كزيادة‪ .‬قلت‪ :‬خبلؼ المشركع‪.‬‬
‫(‪ )6‬كنحوىا إذا كاف لقربة‪ ،‬ال للتبرد‪.‬‬
‫(‪ )7‬ينظر ألف المستعمل ما الصق البشرة‪ ،‬كانفصل عنها‪ ،‬كرفع حكما‪ .‬كىنا لم ينفصل‪( .‬مفتي) (قرز)‬
‫(‪ )8‬قاؿ اإلماـ يحي‪ :‬من أكجب التجفيف فقد عدؿ عن التخفيف‪[ .‬المراد ببعض المذاكرين ىو الفقيو‬
‫علي]‪.‬‬

‫(‪)006/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬إال أف عادة المسلمين بخبلفو)(‪ ،()7‬قاؿ‪ :‬كاألقرب عندم أنو ال يجب؛ ألف‬
‫الرأس إف كاف مشعرا فالشعر صقيل ال يستقر في ظاىر أصولو من الماء إال يسيرا)(‪ ،()0‬دكف ما يحملو‬
‫الكف للمسح فيكوف أغلب‪ ،‬كإف كاف أصلع فكذلك‪.‬‬
‫(ثم) ذكر عليو السبلـ الفرض الثامن‪ :‬كىو (غسل القدمين))(‪ )3‬فإنو كاجب عندنا‪ ،‬كىو قوؿ أبي‬
‫حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫كقالت اإلمامية‪ :‬إف الواجب المسح‪.‬‬
‫كقاؿ الناصر‪ :‬إنو يجب الجمع بينهما)(‪ .)4‬قاؿ‪ :‬المسح بالكتاب‪ ،‬كالغسل بالسنة‪.‬‬
‫كقاؿ الحسن‪ ،‬كأبو علي الجبائي‪ :‬إنو مخير)(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األكلى في النعليل المأثور من فعل النبي صلى اهلل عليو كالو كسلم ‪ :‬أنو كاف يغتسل ليبل كنهارا‪ ،‬كلم‬
‫ينقل أنو كاف يؤخر مسح رأسو إلى أف يجف‪ .‬كيقرب أنو إجماع‪( .‬ح) كال يقاؿ‪ :‬إنو يبقى في الرأس أقل‬
‫مما يحملو الكف؛ ألنو ال طريق إلى ذلك‪( .‬تكميل)‬
‫(‪ )0‬بل لئلجماع‪.‬‬
‫(‪ )3‬كما حاذاىما من قدـ زائدة؛ قياسا على اليدين‪.‬‬
‫(‪ )4‬قاؿ الفقيو حسن‪ :‬مراد الناصر عليو السبلـ حيث قدـ المسح‪ ،‬أك غمس رجلو‪ ،‬كأما لو دلكهما‬
‫كفى الغسل عن المسح‪[ .‬كيقدـ المسح كجوبا على الغسل؛ ألف الغسل مسح كزيادة]‪.‬‬
‫(‪ )5‬لتعارض القرائتين‪ ،‬كجهل السابق منهما [كليس الخبلؼ إذا دلكهما بالماء‪ ،‬كإنما الخبلؼ إذا‬
‫خضخضهما بالماء‪( .‬ذمارم)]‬

‫(‪)007/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كيجب غسلهما (مع الكعبين) )(‪ )7‬كالكعب عندنا ىو‪ :‬العظم الناشز)(‪ )0‬عند ملتقى الساؽ كالقدـ‪.‬‬
‫كىو قوؿ عامة الفقهاء‪.‬‬
‫كقاؿ مالك‪ ،‬كمحمد‪ ،‬كاإلمامية‪ :‬ىو العظم الناشز على ظهر القدـ‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫المجمع عليو)(‪ ()3‬من األعضاء ما حوتو الوسطى كاإلبهاـ من الوجو‪ ،‬كإلى حذاء المرفقين من‬
‫اليدين)(‪ ،()4‬كإلى كعب الشراؾ من الرجلين)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيجب أف يغسل من الساؽ ما ال يتم غسلهما إال بو كاليدين‪( .‬مفتي) ككذا سائر األعضاء‬
‫ك(قرز)(*) فإف لم يكن لرجليو كعب‪ ،‬كال ليديو مرافق اعتبر قدرىما من غيره‪ .‬ك(قرز)‪ .‬كإف تشققت‬
‫رجلو فجعل فيها شمعا‪ ،‬أك شحما‪ ،‬أك حناء كجب عليو إزالة عينو ما لم يخش الضرر‪( .‬قرز) فإف بقي‬
‫لوف الحناء لم يضر(‪( .)7‬ركضة نوكم) (قرز) [(‪ )7‬أك أم أثر‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬كجو ىذا القوؿ أنو قاؿ تعالى‪{:‬إلى الكعبين} كلم يقل‪ :‬إلى الكعاب‪ ،‬كأجيب بأف المراد كعبا كل‬
‫رجل‪.‬‬
‫(‪ )3‬كفائدة ىذا التنبيو أنو إذا نسي لمعة من ىذه األعضاء زايدا على الدرىم البغلي [كالصحيح‪ ،‬كلو‬
‫يسيرا‪( .‬قرز) ] كجب قضاء الصبلة‪( .‬بياف) معناه في الوقت كبعده‪ ،‬بخبلؼ المختلف فيو ففي الوقت‬
‫ال بعده‪ ،‬إال مع العلم بذلك‪( .‬قرز) كما سيأتي إنشاء اهلل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كالخبلؼ في ذلك لزفر‪ .‬فقاؿ‪ :‬ال يجب غسل المرفقين‪.‬‬
‫(يعني) أف المجمع عليو من أعضاء الوضوء مقدـ الرجلين إلى حذاء كعب الشراؾ‪ ،‬ظاىرىا كباطنها‪ ،‬كال‬
‫يدخل في اإلجماع مؤخر الرجلين من حذاء ما يحاذم الكعب من ظاىر العرقوب كباطنو‪ .‬مثل ذلك لنا‬
‫سيدنا فخر الدين عبد اهلل بن قاسم العلوم‪ ،‬قبض بيده على كعب الشراؾ‪ ،‬كما حذاه من باطن القدـ‪،‬‬
‫كقاؿ‪ :‬ىذا ىو المجمع عليو‪ ،‬ىكذا مثلو لو شيخو البارع الناظرم‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ىذا مثلو لو شيخو الفقيو عبد‬
‫اهلل بن مفتاح مؤلف ىذا الكتاب‪.‬‬
‫(‪ )5‬لخبلؼ اإلمامية‪ ،‬كمالك‪( .‬بياف)‬
‫(*) بعد قوؿ أبي حنيفة‪ :‬إنو يعفى قدر الدرىم البغلي في كل عضو‪ .‬يقاؿ‪ :‬ذلك كاجب‪ ،‬لكن معفو عنو؛‬
‫ألف قد أجمع على الوجوب‪ ،‬كإف اختلف في قدر ما يعفى‪ ،‬فالخبلؼ أنما ىو في قفا المسألة‪ ،‬كما‬
‫ذكره(‪ )7‬الفقيو حسن‪( .‬قرز) (‪ )7‬في (البياف) في أكؿ باب الغسل‪ ،‬في مسألة (من غلب على ظنو أنو‬
‫اجتنب)‪.‬‬

‫(‪)008/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كشعرة من الرأس‪ ،‬كالباقي مختلف فيو‪.‬‬


‫(ك) الفرض التاسع‪( :‬الترتيب))(‪ ()7‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىو تقديم األكؿ فاألكؿ)(‪ ()0‬من األعضاء على‬
‫حسب ما رتبناه في العبارة‪ ،‬إال انا لم نذكره بين اليدين كالرجلين‪ ،‬كىو كاجب فيهما‪ ،‬فتقدـ اليمنى‬
‫منهما على اليسرل‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ()3():‬ال يجب الترتيب مطلقا‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬ال يجب بين اليمنى كاليسرم‪ ،‬كإنما ىو مستحب‪.‬‬
‫(ك) الفرض العاشر‪( :‬تخليل األصابع)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إجماع أىل البيت‪( .‬قرز) ] (مسألة) من عكس الوضوء‪ ،‬فعن أبي العباس يكوف متوضئا بست‬
‫مرات‪ ،‬كإنما يصح ذلك إذا نول الوضوء عند غسل الوجو في الوضوء األكؿ؛ ألف النية المتقدمة ال‬
‫تصح‪ ،‬ىذا إذا لم تقل الفرجين من أعضاء الوضوء‪ ،‬كإال لم يصح إال لسبع (‪ )7‬مرات‪ .‬كقاؿ الشافعي‪:‬‬
‫بأربع مرات (‪ )7‬إذا نول في أكؿ أعضاء الوضوء‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )0‬قاؿ في (شرح النكت) ما معناه‪ :‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬ىذا كضوء ال يقبل اهلل الصبلة‬
‫إال بو) فلو صح الوضوء غير المرتب لزـ أال يصح الوضوء المرتب‪( .‬كواكب معنى)‬
‫(‪ )3‬كمالك‪.‬‬
‫(‪ )4‬لقولو لعلي عليو السبلـ‪(:‬خلل أصابعك قبل أف تخلل بالنار)‪( .‬أثمار)‪ .‬كلقولو ‪(:‬ال يقبل اهلل صبلة‬
‫أمرء) الخبر‪( .‬بحر) تمامو [(حتى يضع الوضوء مواضعو‪ ،‬يغسل كجهو كيديو‪ ،‬كيمسح رأسو كيغسل‬
‫رجليو)‪( .‬بحر)‪ .‬كقولو ‪(:‬كيل لؤلعقاب من النار)‪( .‬بحر)‪ .‬كعنو (أنو رأل قوما تلوح أعقابهم‪ ،‬فقاؿ‪( :‬كيل‬
‫للعراقيب من النار)]‬

‫[كليس ىذا فرضا مستقبل‪ ،‬بل من تكملة غسل اليدين كالرجلين‪ ،‬كلذا حذفو في األثمار] [كالبراجم‪:‬‬
‫العقد الكبار التي في أصوؿ األصابع‪ .‬كالركاجب ػ بالجيم كالباء ػ‪ :‬التي تليها‪ .‬كالزكاجم‪ :‬ما بينها كبين‬
‫األنامل‪ .‬كاألنامل‪ :‬رؤكس األصابع‪.‬‬

‫(‪)009/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( كاألظفار))(‪ ()7‬إذا كانت قد تطولت)(‪ ()0‬خبلؼ اإلماـ يحيى في األظفار‪.‬‬


‫)كالشجج))(‪ ()3‬التي في الرأس كالوجو‪ ،‬أك أم أعضاء الوضوء يجب تخليلها‪ ،‬ذكره األمير الحسين في‬
‫شجج الرأس)(‪ ()4‬التي انحسر)(‪ ()5‬الشعر عنها‪ ،‬كركاه في الياقوتة عن المؤيد باهلل‪ ،‬قاؿ‪ :‬كاألكلى أنو‬
‫ال يجب‪.‬‬
‫فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬خبلؼ الشافعي‪( .‬بياف)]‪ .‬قاؿ اإلماـ يحي‪ :‬كالمستحب في تخليل األصابع في الرجلين أف يبدأ‬
‫بخنصر اليمني‪ ،‬كيختم بإبهامها‪ ،‬كالعكس في اليسرل‪( .‬نجرم) [ىذا في الرجلين‪ ،‬كأما في اليدين فبل‬
‫يستحب‪ ،‬كفي الشرح‪ :‬في الرجلين‪ ،‬كمثلو في اليدين] (*) (كالخبلؼ) في إزالة ماتحت األظفار‬
‫كالخبلؼ في إزالة ما بين األسناف‪ .‬ذكر ذلك [الفقيو علي‪ .‬المذىب الوجوب في الكل‪( .‬قرز)] (بياف)‬
‫(*) خبلؼ الناصر‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )0‬زادت على لحمة األنامل‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )3‬الظاىرة‪ ،‬ال األنقاع كنحوىا فبل يجب‪ ،‬كقيل‪ :‬يجب تخليل األنقاع [إال مع خشية الضرر فبل يجب‪.‬‬
‫(قرز) ] كىو ظاىر األزىار‪.‬‬
‫(‪ )4‬كقيس عليها غيرىا‪[ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )5‬فإف كاف الشعر ال ينحسر فالمسح يكفي‪.‬‬

‫(‪)032/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(كسننو) خمسة)(‪ ()7‬األكؿ‪( :‬غسل اليدين أكال))(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو خمس ػ األكلى‪[ )*( ]:‬كالسادس‪ :‬السواؾ‪( .‬قرز) ] (*) عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كالو‬
‫كسلم‪( :‬من ضيع سنتي حرمت عليو شفاعتي) كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من أحيا سنتي فقد‬
‫أحياني‪ ،‬كمن أحياني فقد أحبني‪ ،‬كمن أحبني كاف معي يوـ القيامة)‪( .‬عقود منضومو)‬
‫(‪ )0‬بعد إزالة النجاسة (‪ )7‬من الفرجين‪( .‬نجرم) ألف كاجب الوضوء كمندكبو [أم‪ :‬مسنونو]ال يصح‬
‫إال بعد إزالة النجاسة كما تقدـ‪( .‬من ضوء النهار) (‪ )7‬كقاؿ شيخنا‪ :‬قبل إزالة النجاسة؛ ألنو الظاىر من‬
‫السنة‪( .‬مفتي) (*) قبل إدخالها اإلناء‪ .‬ككجهو خبر ركم عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو أنو قاؿ‪(:‬إذا‬
‫استيقظ أحدكم من نومو فبل يغمس يده في اإلناء حتى يغسلها ثبلثا فإنو ال يدرم أين باتت يده) فهذا‬
‫يقتضي استحباب غسل يده ثبلثا قبل أف يغمسها‪ ،‬كأما الوجوب فبل يقتضيو لقولو‪( :‬فإنو ال يدرم أبن‬
‫باتت يده) فأفاد الشك ال غير‪ ،‬كلم يرد التعبد الواجب بالشك‪ ،‬كإيجاب ما ليس بواجب قبيح‪ ،‬كلظاىر‬
‫قوؿ اهلل تعالى‪{ :‬إذا قمتم إلى الصبلة فاغسلوا كجوىكم} اآلية‪ ،‬كلم يذكر غسل اليدين في أكلو‪( .‬شفاء‬
‫لفظا) [قاؿ الشافعي‪ :‬سبب ىذا الحديث أف أىل الحجاز كانوا يقتصركف على الحجارة‪ ،‬كببلدىم حارة‪،‬‬
‫فإذا ناـ أحدىم عرؽ‪ ،‬فبل يأمن النائم أف تطرؽ يده على المحل المتنجس فينجس‪ .‬حكاه في (القمر‬
‫المنير البن المبل) كلقبو‪ :‬سراج الدين ابن عمر بن علي األنصارم النحوم‪ ،‬من مشائخ ابن حجر‪( .‬من‬
‫خط السيد عبد اهلل بن اإلماـ شرؼ الدين عليو السبلـ)] (*) عبارة األثمار غسل الكفين (*) ثبلثا‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(*) في (الشفاء) عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬إذا غسل المتوضئ كفيو كفر اهلل عنو ما عملت يداه‪،‬‬
‫فإذا تمضمض كفر اهلل عنو ما نطق بو لسانو‪ ،‬فإذا غسل كجهو كفر اهلل عنو ما نظرت عيناه‪ ،‬فإذا ىو‬
‫غسل ذراعيو كفر اهلل عنو ما بطشت يداه‪ ،‬فإذا ىو مسح رأسو كأذنيو كفر اهلل عنو ما سمعت أذناه‪ ،‬فإذا‬
‫غسل رجليو كفر اهلل عنو ما مشت بو رجبله)‬

‫(‪)037/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( كإف)(‪ ()7‬لم يعلم فيهما نجاسة‪ ،‬كأكجبو أحمد بن يحيى)(‪.()0‬‬


‫(ك) الثاني‪( :‬الجمع بين المضمضة)(‪ ()3‬كاالستنشاؽ بغرفة) فإنو مسنوف عند يحيى عليو السبلـ‬
‫كالغرفة)(‪ ()4‬بفتح الغين المرة الواحدة من االغتراؼ‪ ،‬ذكره في الصحاح كالضياء‪ ،‬كاختلف في تفسيره‪،‬‬
‫فقاؿ الفقيو علي‪ :‬المراد الجمع من غرفة كاحدة)(‪ ،()5‬كيكرر ذلك في ثبلث غرفات(‪ ،()6‬كىذا ىو‬
‫الظاىر‪ ،‬كقيل‪ ()7(:‬المراد غرفة لهما يأخذ منها ثبلث مرات‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو ضعيف جدا؛ ألف الكف ال يتسع لذلك‪ ،‬كال تأتي الثالثة إال كقد ذىب ما‬
‫فيو إال قليبل‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إف الجمع غير مسنوف(‪ ،)8‬كإنو يؤخذ لؤلنف ماء جديد‪ ،‬كالترتيب مستحب(‪ ،)9‬كىو‬
‫قوؿ أبي حنيفة كأصحابو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الواك كاك الحاؿ فبل كجو للتشكيل‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )0‬كالقاسم‪ ،‬كالمرتضى‪ ،‬كاختاره اإلماـ شرؼ الدين لخبر االستيقاظ‪ .‬كالمرتضى المذكور ىو الناصر‬
‫بن الهادم عليو السبلـ (*) عقيب نوـ الليل فقط‪ .‬قلت‪ :‬كلعلو أخذه من قولو‪( :‬أين باتت) ألف المبيت‬
‫أنما يكوف عقيب نوـ الليل‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )3‬كيستحب المبالغة لغير الصائم‪( .‬ىداية)‬
‫(‪ )4‬كبالضم اسم لما يغترؼ بو‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )5‬بكف كاحد‪ ،‬كإال لم يكن متسننا‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )6‬عند الهادم عليو السبلـ‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )7‬لػ (الدكارم)‬
‫(‪ )8‬بل قاؿ‪ :‬المسنوف التفريق‪ .‬ذكره في (الكواكب) كمعو أبو حنيفة‪ ،‬كالناصر‪ .‬كقاؿ المنصور باهلل‪:‬‬
‫مكركه‪.‬‬
‫(‪ )9‬يعني‪ :‬تقدـ المضمضة على االستنشاؽ‪.‬‬

‫(‪)030/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثالث (تقديمهما) أم‪ :‬المضمضة كاالستنشاؽ (على الوجو) ألنو أقرب(‪ )7‬إلى دلك األنف في‬
‫حاؿ جرم الماء فيها؛ إذ لو أخذ ما يكفيو للوجو كلهمالم يخل إما أف يدلك األنف أكال أك الوجو‪،‬‬
‫كأيهما فعل لم يدلك الثاني في حاؿ جرم الماء عليو(‪ )0‬إال القليل‪ ،‬فالترتيب أقرب إلى حسن‬
‫االستعماؿ‪.‬‬
‫فإف قلت‪ :‬إف ذلك يحصل مع تقديم الوجو عليهما‪ ،‬فلم جعلت المسنوف تأخره? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ألنو‬
‫لو قدمو لم يأمن خركج دـ من الفم أك األنف؛ ألف ذلك كثيرا ما يعرض لرقة ما فيهما من اللحم(‪)3‬‬
‫فيحتاج إلى إعادة غسل الوجو على خبلؼ في ذلك(‪ )4‬فتقديمهما أكلى‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاألكلى في التعليل؛ لما ركم في صفة كضوئو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ .‬ذكر معناه في (شرح‬
‫األثمار) كإال لزـ أف يقدمهما على الفرجين عند من قاؿ‪ :‬إنهما من أعضاء الوضوء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كالمراد بالجرم ىنا‪ ،‬كفي الغسل مزاكلة الماء من موضع إلى موضع؛ ال أنو يشترط أف يدلك حاؿ‬
‫جرم الماء‪ ،‬بل يكفي ما داـ الجسم رطبا‪ .‬ك(قرز) [كإف لم يكن الماء جاريا‪ .‬كقيل‪ :‬السنة حاؿ‬
‫الجرم]‪.‬‬
‫(‪ )3‬يلزـ من ىذا تقديمهما على الفرجين‪.‬‬
‫(‪ )4‬من أحدث أثناء الوضوء قبل كمالو انتقض كضوءه على ظاىر كبلـ الشرح؛ ألنو قاؿ فيو‪ :‬ما نافي‬
‫كل الوضوء نافي بعضو‪ .‬كذكر في(تذكرة) أبي طالب‪ ،‬ك(اإلفادة) كاإلماـ علي بن محمد كاإلماـ يحي‪،‬‬
‫كالفقيو يحيى البحيبح‪ ،‬كأبو مضر‪ ،‬كالفقيو علي‪ :‬أنو ال ينقض؛ ألف النقض حكم للوضوء كال يثبت لو‬
‫حكم حتى يثبت‪( .‬أـ) من خط (مرغم) ك(كواكب)‪ .‬كىذا معنى كبلـ (الزىور) كالزموا مثل ىذا في‬
‫الغسل لو اجتنب قبل كماؿ الغسل لم يجب عليو إال غسل الباقي‪ ،‬كال قائل بو‪[ .‬قلنا‪ :‬الغسل موجب‪،‬‬
‫كىذا ناقض]‪.‬‬

‫(‪)033/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الرابع (التثليث)(‪ )7‬كىو غسل أعضاء الوضوء ثبلثا ثبلثا‪ ،‬ذكره القاسم(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬اإلماـ يحيى [قوم]‪ :‬كيثلث الرأس بماء كاحد‪( .‬بحر) الهادم‪ :‬كتثلث أمواىو‪( .‬تذكرة) ك(بحر) (*)‬
‫قاؿ الفقيو حسن‪ :‬اختلف المذاكركف‪ ،‬فقاؿ بعضهم‪ :‬ال تصح الثانية حتى يستكمل العضو في الغسلة‬
‫األكلى‪ .‬كقاؿ بعضهم‪ :‬يصح أف تكرر في لمعة‪ ،‬ثم تكرر في لمعة أخرل فيصير متسنتا‪( .‬سلوؾ) كىو‬
‫ظاىر (األزىار) (قرز) (*) كتكره الزيادة على الثبلث الغسبلت؛ ألنو بدعة‪ ،‬كينكر على من اعتادىا‪،‬‬
‫كيكره االئتماـ بو‪ ،‬كيجب عليو نفي الوسواس بالرجوع إلى األدلة الشرعية (‪ )7‬كالمراد إذا زاد على‬
‫الثبلث معتقدا أنو سنة؛ ال إف زاد لنظافة‪ ،‬كلم يجعلو عادة فبل حرج (*) فقط‪( .‬ىداية)كفي الحديث‬
‫(من زاد أك نقص فقد أساء كتعدل كظلم) [أم‪ :‬تعدل حد السنة] (‪ ،)7‬كقاؿ أحمد األزرقي‪ :‬ال يكوف‬
‫مسيئا إال أف يعتقد الرابعة فرضا‪ ،‬أك سنة‪ .‬قاؿ في (البياف)‪ :‬أساء بترؾ السنة‪ ،‬كظلم نفسو بما نقصها من‬
‫الثواب (‪ )7‬ىذه ركاية أبي داكد‪ )*( .‬كىو بالخيار إف شاء فعل لكل عضو ثبلث مرات‪ ،‬كإف شاء تم‬
‫األكلى إلى آخر األعضاء‪ ،‬ثم عاد ثانيا‪ ،‬كثالثا‪ .‬ذكر معناه في (الزىور)‪[.‬كقاؿ الفقيو يوسف‪ :‬الصحيح‬
‫ىو األكؿ ]‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيجب ترؾ التثليث لضيق الوقت عن إدراؾ الصبلة كلها فيو‪ ،‬كلقلة الماء‪ ،‬فإذا كجد ماء ال يكفيو‬
‫حرـ استعمالو في شيء من السنن‪ ،‬كيسن ترؾ التثليث إلدراؾ الجماعة مالم ترج جماعة أخرل(‪.)7‬‬
‫(نور أبصار) (‪ )7‬مع بقاء النصف األكؿ من كقت االختيار‪.‬‬

‫(*)[(مسألة) كيكره ػ كراىة تنزيو‪( .‬قرز) ػ التبذير في الوضوء‪ ،‬كنفض اليدين(‪ )7‬حالو كبعده‪ ،‬كلطم الوجو‬
‫بالماء عند غسلو][(‪)7‬لقولو ‪(:‬إذا توضأتم فبل تنفضوا أيديكم) كفي ركاية (فبل تنفضوىا فإنها مراكح‬
‫الشيطاف) كإنما شبهها بالمراكح؛ ألنها ال تزاؿ تضطرب لجذب الهواء‪ ،‬فلهذا شبهها بها‪( .‬بستاف)]‬
‫[(مسألة) كال بأس بتنشيف األعضاء بعده بخرقة (‪ )0‬كيستحب الوضوء للنوـ‪ ،‬كلقراءة القرآف‪( .‬بياف‬
‫بلفظو) ][(‪)0‬كعن عمر‪ ،‬كابن أبي ليلى‪ :‬يكره التنشيف؛ ألف ميمونة ناكلتو المنديل ينشف بو‪ ،‬فلم‬
‫يأخذه‪ ،‬كأعرض عنو‪ .‬كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم كقد سئل‪ :‬ىل يمسح المتطهر الماء عن كجهو ?‬
‫فقاؿ‪( :‬أيمسح عن كجهو الخير‪ ،‬إف لو بكل قطرة إثبات حسنة ككفارة سيئة‪ ،‬كرفع درجة)‪( .‬بستاف) ]‬

‫(‪)034/7‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ ،‬كالهادم)(‪.)7‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬ال يسن التثليث في الرأس)(‪.)0‬‬
‫كركاه أبو جعفر عن المؤيد باهلل‪.‬‬
‫(ك) الخامس (مسح الرقبة) قاؿ في االنتصار‪ :‬السالفتاف كالقفا‪ ،‬دكف مقدـ العنق؛ ألف في الحديث (من‬
‫مسح سالفتيو كقفاه أمن من الغل))(‪ ()3‬قاؿ أبو طالب‪ :‬كالمسنوف مرة كاحدة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كلهذا أخرناه عن التثليث؛ لئبل يتناكلو‪.‬‬
‫كالمسنوف أف يمسح الرقبة ببقية ماء الرأس)(‪.()4‬‬
‫كعن المؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل بماء جديد؛ فرقا بين الفرض كالنفل)(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كزيد بن علي‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ في (الغيث)‪ :‬كاألحاديث موافقة لذلك‪.‬‬
‫(‪ )3‬بضم الغين في ىذا المحل [اسم لما يعذب بو اإلنساف‪( .‬بحر)‪ ].‬كغل بالكسر الحقد [كبالجر‬
‫أيضا‪ :‬العطش‪( .‬تبصرة)] كبالفتح‪ :‬لمنع الزكاة‪.‬‬
‫(‪ )4‬فإف لم يبق لم يسن لو أخذ ماء جديد‪ ،‬بل المسح من غير ماء‪ .‬ك(قرز) كقيل‪ :‬بل يأخذ ماء جديدا‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬يسقط المسح‪.‬‬
‫(‪ )5‬فلو جمع بين القولين كاف مبتدعا‪ ،‬كلم يكن متسننا‪ .‬ذكره في (التقربر)‪.‬‬

‫(‪)035/7‬‬
‫_____________________________‬

‫(كندب))(‪ ()7‬سبعة أمور األكؿ‪( :‬السواؾ))(‪)0‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬عبارة (األثمار)‪ :‬كيسن السواؾ‪ ،‬كندبت آدابو‪ .‬كمعناه في (حاشية سحولي)‪[ .‬كاعلم أنو قاؿ‪:‬‬
‫"ندب السواؾ"‪ .‬إشارة إلى أنو مندكب للصبلة كغيرىا‪ ،‬كلو قاؿ‪ :‬كالسواؾ‪ .‬ألكىم أنو معطوؼ على‬
‫المسنونات الخاصة بالصبلة فافهم]‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيستحب للرجاؿ كالنساء كالصبياف‪ ،‬أم‪ :‬يستحب أف يؤمر بو الصبياف تعويدا كتمرينا‪( .‬قرز) ]‬
‫(فائدة) في إمساؾ السواؾ‪ :‬يجعل الخنصر كاإلبهاـ من أسفل‪ ،‬كالبنصر كالوسطى كالمسبحة من فوقو‪.‬‬
‫ىذا ىو السنة‪ ،‬كيبتلع ريقو أكؿ ما يستاؾ‪ ،‬فإنو ينفع من الجذاـ كالبرص‪ ،‬ككل داء سول الموت‪ ،‬كال‬
‫يبتلع بعده شيئا [فإنو يورث الباسور‪ ،‬كال يمص السواؾ مصا] فإنو يورث العمى‪ ،‬كال يضع السواؾ عرضا‬
‫الخ‪ ،‬بل انصبو نصبا‪ ،،‬فمن كضعو فأصابو داء فبل يلومن إال نفسو‪ ،‬كأما طوؿ السواؾ فبل يزيد على‬
‫شبر‪ ،‬فما زاد فهو محل للشيطاف‪( .‬من خط مرغم) (*) كيكره إكثاره ألنو يذىب بهاء الوجو‪ )*( .‬قاؿ‬
‫في (إرشاد العنسي)‪ :‬كركم عن النبي صلى اهلل عليو كآلو أنو قاؿ‪(:‬صبلة بسواؾ خير من أربعين صبلة‬
‫ببل سواؾ) ككاف صلى اهلل عليو كآلو يستاؾ بالرطب كاليابس أكؿ النهار كآخره [في رمضاف كغيره‪ ،‬كقبل‬
‫الزكاؿ كبعده في رمضاف‪ .‬كقاؿ الناصر‪ ،‬كزيد‪ :‬ال يستاؾ الصائم بالرطب؛ ألف لو طعما يوجد في الحلق‪.‬‬
‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كالشافعي‪ :‬يكره باليابس بعد الزكاؿ في رمضاف‪ ،‬مع بقاء األسناف كفقدىا‪( .‬حاشية‬
‫ىداية)‪ ،‬كفي (الهداية)‪ :‬ال يكره السواؾ في رمضاف‪ ،‬كلو بعد الزكاؿ‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬يكره؛ ألنو يذىب‬
‫الخلوؼ‪ .‬قاؿ اإلماـ يحيى عليو السبلـ‪ :‬كالسواؾ ال يبطل الخلوؼ الذم قاؿ فيو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم ‪(:‬لخلوؼ فم الصائم أطيب عند اهلل من رائحة المسك)] (*) كيستحب للمرأة كالرجل‪ ،‬كىو من‬
‫العشر التي من سنن المرسلين‪ .‬كقد يقاؿ‪ :‬إنها التي قاؿ تعالى‪{:‬كإذا ابتلى إبراىيم ربو بكلمات} كىي‬
‫خمس في الرأس‪ ،‬كخمس في البدف‪ .‬فالتي في الرأس‪ :‬السواؾ‪ ،‬كالمضمضة‪ ،‬كاالستنشاؽ‪ ،‬كقص‬
‫الشارب‪ ،‬كفرؽ الشعر‪ .‬كالتي في البدف‪ :‬الختاف‪ ،‬كحلق العانة‪ ،‬كنتف اإلبط‪ ،‬كتقليم األظفار‪،‬‬
‫كاالستنجاء‪ .‬كفي الحديث (استاكوا عرضا‪ ،‬كادىنوا (‪ )7‬غبا‪ ،‬كاكتحلوا كترا ) كيجزئ السواؾ بالخرقة‬
‫الخشنة‪ ،‬كال يجزئ باالصبع؛ ألنو ال يطلق عليها اسم السواؾ‪ .‬كقيل‪ :‬يجزئ؛ لقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو‪(:‬يجزم الرجل أف يستاؾ باصبعو)‪( .‬نجرم)‪ .‬كفي السنن الكبرل خمسة أحاديث في إجزائها‪.‬‬
‫[(شرح الهداية)](‪ )7‬كالغب‪ :‬يوما فيوـ‪ .‬كالكحل في كل عين ثبلثة أطراؼ‪( .‬شرح بحر) (*) كيكره‬
‫بالخشن الذم يغير اللثة‪ ،‬كبالعيداف المشمومة‪ ،‬كالحناء‪ ،‬كالرماف‪ ،‬كالريحاف‪ ،‬كالقصب الفارسي‪ ،‬كقصب‬
‫الزرع كلو‪ ،‬ككذا التخلل بذلك‪( .‬بياف) كيغسل السواؾ قبل أف يستاؾ بو‪ .‬ذكر ذلك في (الشرح) كأف‬
‫يكوف من األراؾ‪ ،‬كيجوز بسواؾ الغير إذا رضي‪(.‬تكميل)‬
‫حصر السواؾ شعرا للنمازم رحمو اهلل ‪ ،‬كقد ذكر ىذه الخصاؿ في التكملة مركية عن علي عليو السبلـ‬
‫عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫إف السواؾ عظيم الفضل فاعن بو*** كال تدعو على حل كال سفر‬
‫كمن فوائده عشر كتتبعها ***داؿ كبعضهم قد زادىا كدرل‬
‫يرضي اإللو كيصفي الخلق ملتزما ***بحدة الذىن بل يجلو لك البصرا‬
‫كيطهر الفم كاألسناف يصقلها ***كيقطع البلغم المذموـ حيث جرل‬
‫كلثو المرء عند الضعف يمسكها ***كيحفظ الظهر أف يعوج إف كبرا‬
‫كيسهل النزع عند الموت منو ***كفي تطييبو نكهة األسناف قد أثرا‬
‫كينسي الشيب عن إتيانو كبو ***يضاعف األجر ما أبهى الذم ذكرا‬
‫كعند موت الفتى كالنزع يلهمو ***توحيده يالها من نعمة سترل‬
‫[خبر عن علي عليو السبلـ عن النبي أنو ذكر في السواؾ اثني عشر خصلة‪( :‬أنو سنة‪ ،‬كأنو مطهرة للفم‪،‬‬
‫كمرضاة للرب‪ ،‬كمغضبة للشيطاف‪ ،‬كيبيض األسناف‪ ،‬كيزيل عنها الحفر ػ كىو كجع أصولها‪ ،‬كيذىب‬
‫البيسار ػ البلغم ػ كيزيد في الحفظ‪ ،‬كيشد اللثة‪ ،‬كيشهي الطعاـ‪ ،‬كيضاعف الحسنات‪ ،‬كتفرح بو‬
‫المبلئكة) كفي بعض الكتب‪ :‬استاكوا بو‪ ،‬كال يستك بو من بو سعاؿ‪ ،‬أك لقوة‪ ،‬كال من بو عطش‪ ،‬أك‬
‫خفقاف‪( .‬منقولة) كقد ذكر معناه في (الشفاء)‪ .‬كالحفر‪ :‬بالحاء غير معجمة مفتوحة‪ ،‬كالمراد تآكل‬
‫األسناف]‪.‬‬

‫(‪)036/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( كأكجبو داكد)(‪ ،()7‬كإنما يندب للصبلة (قبلو))(‪ ()0‬أم‪ :‬قبل الوضوء‪ ،‬كىذا أحد قولي الشافعي‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كىو الظاىر من مذىب العترة‪.‬‬
‫كفي أحد قولي الشافعي‪ :‬أنو ال يختص الوضوء‪ ،‬بل يستاؾ للصبلة من أرادىا كإف لم يتوضأ‪.‬‬
‫كمن آداب السواؾ أف يستاؾ (عرضا)(‪ ()3‬أم‪ :‬عرض األسناف؛ ألف االستياؾ طوال ربما حسر‬
‫اللثة)(‪ ،()4‬كألف الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو لما أخبر أف اليهود يستاكوف طوال أمر بالعرض‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كللسواؾ آداب نخشى التطويل ببسطها‪ ،‬لكنا نذكر جملة مختصرة‪ ،‬كىو أنو‬
‫يكره للجنب من جماع)(‪ ،()5‬كالقائم)(‪ ،()6‬كفي المسجد)(‪ ()7‬كعند قضاء الحاجة)(‪()8‬‬
‫كشابعا)(‪ ،()9‬كمتجمعا منقبضا)(‪ ()72‬في مجلسو)(‪.()77‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كحجة داكد) قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬استاكوا ) كاألمر للوجوب‪ .‬قلنا‪ :‬خبرنا قرينة‪ ،‬كاألمر‬
‫للندب‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬لوال أف أشق على أمتي ألكجبت عليهم السواؾ)‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )0‬كقبل التيمم ] كحد القبلية أف ال يتخلل إعراض بأف يكوف في حكم المفعوؿ ألجلو‪.‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ في (البياف)‪ :‬كالعرض من جانب الفم إلى الجانب اآلخر‪ .‬كالطوؿ إلى جهة األنف كالذقن‪.‬‬
‫(بستاف) (*) أك عرضا‪ ،‬كطوال‪( .‬بياف) (قرز) [كأما اللساف فطوال‪( .‬كواكب) ك(صعيترم) ك(شرح‬
‫أثمار)]‬
‫(‪ )4‬بكسر البلـ‪( .‬نهاية) [حسر اللثة‪ :‬جرحها ]‬
‫(‪ )5‬ألنو يورث بخر الفم‪[ .‬ال فرؽ]‬
‫(‪ )6‬ألنو يدؽ الساؽ‪ ،‬سيما بعد الصياح‪.‬‬
‫(‪ )7‬المقت من اهلل‪.‬‬
‫(‪ )8‬ألنو يورث الغثياف‪.‬‬
‫(‪ )9‬يورث كجع الظهر‪.‬‬
‫(‪ )72‬يورث كجع المفاصل‪[ .‬ككذا الطحاؿ]‪.‬‬
‫(‪ )77‬جلستو‪ .‬نخ ] [كمضطجعا؛ ألنو يورث كجع البطن]‪.‬‬

‫(‪)037/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كندب بعد النوـ)(‪ ،()7‬كمع الجوع)(‪ ،()0‬كللمتوضئ)(‪ ،()3‬كمن أراد ذكر اهلل‪ ،‬أك تبلكة القرآف‪ ،‬كبعد‬
‫أكل ذكات الركائح الكريهة)(‪ ()4‬كعند اصفرار األسناف‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كيندب كإف زالت األسناف؛ لبقاء العلة التي ندب ألجلها‪ ،‬كىي تطبيب موضع الذكر‪.‬‬
‫(ك) الثاني (الترتيب بين الفرجين))(‪ ()5‬يعني‪ :‬أنو يندب تقديم غسل الفرج األعلى)(‪ ()6‬على األسفل‪.‬‬
‫(ك) الثالث‪( :‬الوالء))(‪ ()7‬كىو أف يوالي بين غسل أعضاء الوضوء‪ ،‬كال يشتغل خبللو بشيء غيره‪ ،‬إال‬
‫ألمر يقتضيو)(‪ ،()8‬فإف فعل لم يبطل كضوؤه عندنا)(‪ ()9‬كقد قدرت المواالة بأف ال يجف العضو‬
‫األكؿ)(‪ ()72‬إال كقد أخذ في الثاني‪ ،‬فعلى ىذا يكره أيضا على أصل يحيى عليو السبلـ أف يستاؾ بعد‬
‫االستنجاء‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كلهذا قلنا‪" :‬قبلو" أم‪ :‬قبل الوضوء‪.‬‬
‫كيكره أيضا حاؿ إزالة النجاسة؛ لتشبهو بقضاء الحاجة فيقدـ عليهما)(‪.()77‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬سيما الصباح (*) كلو تتابعا‪( .‬أثمار)‬
‫(‪ )0‬غير المفرط‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬حيث أراد أف يتوضأ كضوءا ثانيا‪( .‬قرز) كىو التجديد‪ .‬كإال فقد تقدـ بقولو‪" :‬قبلو"‪.‬‬
‫(‪ )4‬كلو شابعا‪( .‬أثمار)‬
‫(‪ )5‬كلو بين الماء‪ ،‬قياسا على المضمضة كاالستنشاؽ في تقديمهما على الوجو‪ )*( .‬حاؿ إزالة النجاسة‬
‫كبعدىا‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )6‬ألنو مخرج النسل الصالح‪ .‬كقيل‪ :‬ألف الخارج من األسفل أقذر من الخارج من األعلى‪.‬‬
‫(‪ )7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو (أجمعوا كضوءكم جمع اهلل شملكم)‪.‬‬
‫(‪ )8‬أم‪ :‬يقتضي الوضوء من حر الماء أك برده‪.‬‬
‫(‪ )9‬خبلؼ أحد قولي الشافعي‪ ،‬كأحمد بن حنبل‪ ،‬كاألكزاعي‪ ،‬فقالوا‪ :‬يبطلو الكثير كاألذاف‪ .‬قلنا‪ :‬ال‬
‫نسلم أنو كما في األذاف‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )72‬في كقت معتدؿ‪[ .‬أم‪ :‬اعتداؿ المناخ كالهواء ]‪.‬‬
‫(‪ )77‬على الوضوء‪ ،‬أك إزالة النجاسة‪ .‬خبلؼ أحد قوؿ الشافعي‪.‬‬

‫(‪)038/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الرابع‪( :‬الدعاء))(‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (الشفاء) كمنها‪ :‬أنو يستحب أف ينضح غابتيو ثبلثا بعد فراغو من كضوءه‪ .‬كالغابة بالغين‬
‫المعجمة كالباء أيضا معجمة بواحدة من أسفل‪ :‬باطن اللحية‪ .‬ذكره الصادؽ جعفر بن محمد الباقر‪،‬‬
‫كذلك لما ركم‪( .‬لفظا) (*) كيستحب تطويل الغرة‪ ،‬كالتحجيل‪ ،‬كاالستناف بعد غسل الوجو‪ .‬كقيل‪ :‬بعد‬
‫الفراغ من الوضوء‪( .‬بياف) كالتحجيل‪ :‬ما كاف في اليد كالرجل أخذا من تحجيل الفرس‪ .‬كىذا فيما زاد‬
‫على الوضوء من ىذه األعضاء‪ .‬كقولو‪" :‬كاالستناف" ىو مركم بالشين المعجمة‪ ،‬كالسين المهملة‪.‬‬
‫كيقاؿ‪ :‬شنن الماء على كجهو أم‪ :‬ارسلو إرساال من غير تفريق‪ .‬كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو كاف‬
‫يفعلو‪( .‬بستاف) (*) كالحديث في الدعاء المعركؼ في الوضوء يعلم أف لو أصبل في السنة‪ ،‬ال كما زعم‬
‫النوكم أنو ال أصل لو‪ .‬من خط (مفتي) (*) كعن علي عليو السبلـ قاؿ قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫كآلو‪( :‬ما من مسلم يتوضأ كيقوؿ بعد كضوئو‪ :‬سبحانك اللهم كبحمدؾ‪ ،‬أشهد أف ال إلو إال أنت‪،‬‬
‫استغفرؾ كأتوب إليك‪ ،‬اللهم اجعلني من التوابين‪ ،‬كاجعلني من المتطهرين‪ ،‬كاغفر لي إنك على كل شيء‬
‫قدير‪ .‬إال كتب في رؽ‪ ،‬ثم ختم عليها‪ ،‬ثم كضعت تحت العرش حتى تدفع إليو بخاتمها يوـ القيامة)‪.‬‬
‫(غيث) ككذلك يستحب لئلنساف أف يقرأ {إنا أنزلناه في ليلة القدر} فقد ركم عن علي عليو السبلـ عن‬
‫النبي صلى اهلل عليو كآلو أنو قاؿ‪( :‬إذا فرغت من الوضوء فاقرأ {إنا أنزلناه في ليلة القدر} فمن قرأىا‬
‫عند فراغو من الوضوء كتب اهلل لو عبادة خمسين ألف سنة‪ ،‬قياـ ليلها كصياـ نهارىا)‪( .‬سلوؾ) فإذا أراد‬
‫دخوؿ باب المسجد قاؿ‪ :‬اللهم افتح لي أبواب رحمتك‪ ،‬كغلق عني أبواب سخطك‪ ،‬فإذا تقدـ إلى‬
‫مصبله قاؿ‪ :‬اللهم اجعلني من أكجو من توجو إليك‪ ،‬كمن أقرب من تقرب إليك‪ ،‬كأنجح من طلبك)‪.‬‬
‫(إرشاد) (*) (خبر) كعن عمر رضي اهلل عنو أف النبي صلى اهلل عليو كآلو قاؿ‪( :‬من توضأ فأحسن‬
‫الوضوء‪ ،‬ثم قاؿ‪ :‬أشهد أف ال إلو إال اهلل كحده ال شريك لو‪ ،‬كأف محمدا عبده كرسولو صادقا من قلبو‬
‫فتح اهلل لو ثمانية أبواب الجنة‪ ،‬يدخل من أيها شاء)‪( .‬شفاء) [ككذا التيمم‪( .‬قرز) ] [أك يقوؿ‪:‬‬
‫سبحانك اللهم كبحمدؾ‪ ،‬أشهد أف ال إلو إال أنت‪ ،‬أستغفرؾ كأتوب إليك‪(.‬نجرم)]‬

‫(‪)039/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( في أثنائو كبعده‪ ،‬قد ركم عن علي عليو السبلـ أنو كاف يقوؿ عند القعود)(‪ ()7‬لبلستنجاء‪( :‬اللهم أنى‬
‫أسألك اليمن)(‪ ()0‬كالبركة‪ ،‬كأعوذ بك من السوء كالهلكة)‪.‬‬
‫كعند)(‪()3‬ستر العورة (اللهم حصن)(‪ ()4‬فرجي‪ ،‬كاستر عورتى‪ ،‬كال تشمت بى األعداء))(‪.()5‬‬
‫كعند المضمضة كاالستنشاؽ‪( :‬اللهم لقني)(‪ ()6‬حجتي‪ ،‬كأذقني عفوؾ‪ ،‬كال تحرمنى رائحة الجنة)‪.‬‬
‫كعند غسل الوجو‪( :‬اللهم بيض كجهي يوـ تسود الوجوه)(‪ ،()7‬كال تسود كجهي يوـ تبيض الوجوه)‪.‬‬
‫كعند غسل اليد اليمنى‪( :‬اللهم اعطني كتابي بيمنى كالخلد)(‪ ()8‬بشمالي)‪.‬‬
‫كعند الشماؿ‪( :‬اللهم ال تؤتني كتابي بشمالي‪ ،‬كال تجعلها مغلولة إلى عنقي)‪.‬‬
‫كعند التغشي‪( :‬اللهم غشنى برحمتك فإنى أخشى عذابك)‪.‬‬
‫كعند مسح األذنين‪( :‬اللهم ال تقرف ناصيتي إلى قدمي‪ ،‬كاجعلني من الذين يستمعوف القوؿ فيتبعوف‬
‫أحسنو)(‪.()9‬‬
‫كعند غسل القدمين‪( :‬اللهم ثبت قدمي)(‪ ()72‬على صراطك المستقيم)‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قبل كشف العورة‪ .‬ك(قرز)كقيل‪ :‬بعد إزالة النجاسة‪.‬‬
‫(‪ )0‬السعادة‪ .‬كقيل‪ :‬طريقا إلى الجنة‪ .‬كقيل‪ :‬إنو طلب الرزؽ‪ .‬كقيل‪ :‬التسهيل عند الموت‪.‬‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬بعد‪.‬‬
‫(‪ )4‬من النار‪ .‬كقيل‪ :‬من الزنى‪.‬‬
‫(‪ )5‬في الدنيا كاآلخرة‪.‬‬
‫(‪ )6‬كفي (ىامش الوابل) في (مجمع الزكايد) عن أبي ىريرة عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال‬
‫يقولن أحدكم‪ :‬اللهم لقني حجتي‪ ،‬فإف الكافر يلقن حجتو‪ ،‬كلكن يقوؿ‪ :‬اللهم لقني حجة اإليماف عند‬
‫الموت‪ ،‬كىي الشهادتاف عند الموت)‪( .‬بستاف) ركاه الطبراني في األكسط‪ ،‬لكن يقاؿ‪ :‬ىذا مركم عن‬
‫علي عليو السبلـ كىو توقيف‪ ،‬كركاية علي عليو السبلـ بالمراحل عن أبي ىريرة‪.‬‬
‫(‪ )7‬كفي (األثمار) كجوه‪ .‬قيل‪ :‬جاءت بو السنة كإف خالف القرآف‪.‬‬
‫(‪ )8‬المعضد‪ :‬الذم يجعل في العضد من حلي‪.‬‬
‫(‪ )9‬كعند مسح الرقبة‪ :‬اللهم أعتق رقبتي من النار‪ ،‬كقني األغبلؿ يوـ الحساب‪( .‬نسخة)‬
‫(‪ )72‬ككالدم‪ .‬إذا كانا صالحين]‪[ .‬كيستحب عقيب الوضوء ركعتاف‪ ،‬مجتهدا في تفريغ قلبو]‪.‬‬

‫(‪)042/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الخامس‪( :‬توليو بنفسو))(‪ ()7‬فلو تواله غيره أجزأه)(‪ ()0‬ككره إال لعذر‪.‬‬
‫(ك) السادس‪( :‬تجديده بعد كل مباح))(‪ ()3‬مستحب إجماعا‪ ،‬فإف كاف مندكبا فهو إما صبلة)(‪ ()4‬فبل‬
‫يستحب إجماعا‪ ،‬كإما غيرىا فقاؿ أبو طالب‪ :‬يستحب‪ .‬كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ال يستحب)(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقولو ‪(:‬إني ال أستعين على كضوئي بأحد) (بحر) كركم في (البستاف) (أما أنا فبل أستعين) الخ‪.‬‬
‫(‪ )0‬في غير العورة إال لعذر‪ .‬ك(قرز)(*) أما تقريب اإلناء‪ ،‬كصبو على يده‪ ،‬كنحو ذلك من دكف مباشرة‬
‫فبل كراىة‪ ،‬كال منافاة لما ذكره‪( .‬شرح األثمار) ك(قرز)‬
‫(‪ )3‬األكلى أف يقاؿ‪ :‬كيسن لكل فريضة‪ ،‬كندب لكل مباح‪ ،‬فإذا نول الظهر كالعصر مثبل فإنو يسن لو‬
‫إعادتو للعصر‪ ،‬كإف كاف داخبل في نية األكلى‪ ،‬كذلك لقولو تعالى‪{ :‬إذا قمتم إلى الصبلة} فظاىره لكل‬
‫فريضة‪ ،‬كلذا أكجبو قوـ‪ ،‬منهم الناصر أبو الفتح الديلمي‪ ،‬كاإلماـ القاسم‪ ،‬كداكد‪ ،‬كلقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو‪(:‬الوضوء على الوضوء نور على نور) كفي ركاية البخارم كالترمذم (كاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫كآلو يتوضأ لكل فريضة)‪( .‬شرح فتح) (*) فإف نول بالوضوء تجديده بعد كل مباح‪ ،‬ثم بعد كمالو ذكر‬
‫أنو قد أحدث كجب عليو إعادة الوضوء‪ .‬بل ال يجب إعادتو؛ ألنو قد نول للصبلة‪ ،‬فكفت ىذه النية‪.‬‬
‫(حاشية سحولي) فإف لم ينوه للصبلة‪ ،‬بل نول التجديد فقط لم يكف‪ .‬ك(قرز)(*) مما يعد إعراضا عن‬
‫الصبلة‪ .‬ال على كجو االنتظار لها‪ .‬ذكره في (الشرح) عن الهادم عليو السبلـ‪( .‬كواكب لفظا)‬
‫(‪ )4‬فرضا‪ ،‬أك نفبل‪ ،‬أك قراءة‪ .‬كقيل‪ :‬المراد نافلة‪ ،‬ال فريضة فيستحب؛ ألف القاسم أكجبو لكل صبلة‪.‬‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬للصبلة التي توضأ لها‪ ،‬فأما الصبلة األخرل فمستحب‪ ،‬كلو بعد الصبلة‪( .‬تقرير)‬

‫(‪)047/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) السابع‪( :‬إمرار الماء على ما حلق)(‪ ()7‬من شعره (أك قشر) من بشره أك ظفره (من أعضائو))(‪()0‬‬
‫أم‪ :‬من أعضاء الوضوء‪ .‬كقاؿ أبو طالب‪ :‬إنو يجب مسحو)(‪.()3‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كأبوحنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كمالك‪ :‬إنو ال معنى لو)(‪.()4‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا عندم قوم‪ ،‬لكن جرينا في المختصر على اختيار األصحاب‬
‫فصل (كنواقضو) سبعة)(‪ ()5‬أمور‪ ،‬كاألصل في ىذا الفصل قولو تعالى‪{ :‬أك جاء أحد منكم من‬
‫الغائط})(‪ ()6‬اآلية‪ .‬كعن علي عليو السبلـ قاؿ‪(:‬قلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل الوضوء كتبو اهلل علينا من الحدث‬
‫فقط) ? قاؿ‪( :‬ال بل من سبع‪ ،‬من حدث‪،()7()،‬كتقطار بوؿ‪ ،‬كدـ سائل‪ ،‬كقيء ذارع‪ ،‬كدسعة)(‪()8‬‬
‫تمؤل الفم‪ ،‬كنوـ مضطجع‪ ،‬كقهقهة في الصبلة)‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسح ما يمسح‪ ،‬كغسل ما يغسل‪ .‬ك(قرز)‪ .‬كال يجب الترتيب (‪)7‬ألنو قد حصل أكال‪ ،‬كال نية أيضا‬
‫[(‪ )7‬كال يندب‪( .‬قرز) ](*) بالضم؛ ليعمم فعلو كفعل غيره‪.‬‬
‫(‪ )0‬كال يندب ما بعده تخفيفا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ ، )3‬كقاؿ (ابن جرير)‪ :‬يجب غسلو كما بعده‪( .‬شرح حفيظ)‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬لندبو‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالثامن انقطاع الدـ في حق المستحاضة قدرا يمكنها الوضوء كالصبلة [كىو ناقض عدمي]‬
‫[حقيقة النقض‪ :‬ىو أمر منع كجوده استمرار الطهارة ]‬
‫(‪ )6‬الغائط‪ :‬أصلو المكاف المطمئن‪ ،‬فكني بو عما يخرج من بطوف بني آدـ لما كاف يوضع فيو‪ ،‬كلفظ‬
‫الخارج يشتمل على المعتاد كغيره‪( .‬بياف بلفظو)‬
‫(‪ )7‬أراد بالحدث ما فوؽ التقطار‪ .‬كقيل‪ :‬المراد بو الغائط‪( .‬غاية)‬
‫(‪ )8‬الدسعة الواحدة من القيء ملء الفم فقط‪ ،‬كالقيء الذارع أكثر من ملء الفم‪ ،‬كبهذا لم يدخل فيو‬
‫[يقاؿ‪ :‬ذرعو القيء‪ .‬أم‪ :‬سبقو كغلبو‪ .‬كدسعة تمؤل الفم‪ .‬قاؿ في النهاية‪ :‬كالدسعة ػ الدفعة الواحدة من‬
‫القيء إذا نزعها من كرشو‪ ،‬كألقاىا إلى فيو‪( .‬ترجماف)‬

‫(‪)040/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فاألكؿ من السبعة (ما خرج من السبيلين))(‪ ()7‬كىما القبل‪ ،‬كالدبر من ريح‪ ،‬كبوؿ‪ ،‬كغائط‪ ،‬كمني‬
‫كنحوىا)(‪( ()0‬كإف قل))(‪ ()3‬الخارج (أك ندر))(‪ ()4‬كالحصاة‪ ،‬كالدكدة)(‪()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األكلى أف يقاؿ‪ :‬من نحو السبيلين؛ ليدخل الثقب الذم تحت السرة (‪ )7‬كما ذكره في عبارة‬
‫(البحر) كلو من القفا‪( .‬حاشية سحولي) ك(قرز) [إذا كاف نافذا إلى تحت السرة‪( .‬قرز) ] (‪ )7‬كأما ما‬
‫خرج من السرة‪ ،‬أك فوقها فحكمو حكم القيء‪ .‬ك(قرز)(*) (فرع) خركج المقعدة ينقضو‪ ،‬ككذا ما خرج‬
‫من أحد سبيلي الخنثى‪ ،‬كمما انفتح من المعدة‪ ،‬فإف كاف في أسفلها فهو رجيع (‪ )7‬كإف كاف في أعبلىا‬
‫فهو قيء‪ ،‬كال ينقضو ما دخل الفرج من غير خركج شيء (بياف) [(‪ )7‬كذلك ألف حكمو حكم الفرج‪،‬‬
‫فكأنهما مخرجاف‪ ،‬كما كاف فوؽ المعدة فليس بغائط؛ ألف الغائط ما أحالتو المعدة‪ ،‬كنزؿ عنها‪( .‬بستاف‬
‫بلفظو)] (*) ككذا لو أدخل شيا في فرجو كأخرجو فإنو ناقض عندنا‪ ،‬ال عند القاسم‪ ،‬فأما لو لم يخرجو‬
‫لم ينقض الوضوء‪ ،‬كال تصح صبلتو إال في آخر الوقت حيث يمكنو إخراجو‪ ،‬فإف كاف ال يمكنو إخراجو‬
‫صحت الصبلة‪ ،‬كلو في أكؿ الوقت‪ ،‬كال يؤـ أكمل منو‪(.‬تذكرة)‪( .‬قرز) [(فرع) كإذا غيب القطنة في‬
‫ثقب ذكره لتمنع خركج الرطوبة لم يضره [أم‪ :‬لم ينقض] إال أف ينجس داخلها‪ ،‬كطرفها خارج لم تصح‬
‫صبلتو ألنو حامل نجاسة‪( .‬بياف) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كالمقعدة‪ ،‬كالولد‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )3‬كحده‪ :‬ما يدرؾ بالطرؼ ال باللمس‪ .‬ك(قرز) كلو دما‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬كاف نادرا كلو جافة‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )5‬أما لو خرجت الدكدة من الجرح لم تنقض‪ .‬ذكره في (الحفيظ) كىو ظاىر األزىار [قاؿ الفقيو‬
‫يوسف‪ :‬ككذا العرؽ المدلى‪ ،‬أعني‪ :‬أنو ال ينقض إف لم يكن لو دـ سائل‪ ،‬فإف كاف لو دـ سائل‪ ،‬فإف‬
‫خرج حمل فإف لم ينقطع فطاىر‪ ،‬كال ينقض‪ ،‬كإف انقطع ػ فإف خرج دـ أك نحوه ػ نقض‪ ،‬كإال فبل‪ .‬كإف‬
‫خرج ميتا نقض؛ ألنو نجس‪( .‬من جواباتو) كظاىر ما في (البياف) أنو ال ينقض‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪.‬‬
‫(شرح فتح)‬

‫(‪)043/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كالريح من القبل‪ ()7()،‬كالودم‪ ،‬كالمذم‪.‬‬


‫كقاؿ مالك‪ :‬إف النادر ال ينقض‪ .‬كقاؿ أكثر اإلمامية‪ :‬ال ينقض الودم كالمذم‪ ،‬كىما طاىراف‪.‬‬
‫كقاؿ القاسم عليو السبلـ‪ :‬إذا خرجت الحصاة أك الدكدة انتقض الوضوء؛ ألنها ال تخرج إال ببلة‪ ،‬فأخذ‬
‫من مفهوـ كبلمو أنها إذا خرجت من غير بلة لم تنقض‪.‬‬
‫(أك رجع))(‪ ()0‬نحو أف تخرج الدكدة رأسها)(‪ ()3‬ثم ترجع‪ ،‬فإف الظاىر من إطبلقات أصحابنا أنو‬
‫ينقض؛ ألنو خارج من السبيلين‪ ،‬كلو رجع‪ ،‬كإطبلقاتهم أف ما خرج من السبيلين نقض‪ ،‬كىو أحد قولي‬
‫الشافعي‪.‬‬
‫كقاؿ في االنتصار‪ :‬ال ينقض على رأل أئمة العترة‪ ،‬كأحد قولي الشافعي‪.‬‬
‫(ك) الثاني‪( :‬زكاؿ العقل)(‪ ()4‬بأل كجو) من نوـ‪)5()،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في حق الرجل‪ ،‬ككذا المرأة‪( .‬انتصار) كقيل‪ :‬نادر في حق الرجل‪ ،‬ال المرأة فليس بنادر‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫نادر فيهما‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬أك بقي على حالو‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )3‬فلو توضأ كرأسها باد صح كضوئو‪ ،‬ال الصبلة؛ لكونو حامبل لنجس‪ ،‬فإف رجعت لم تنقض كضوئو؛‬
‫ألنها لم تخرج بعد الوضوء‪ .‬كقيل‪ :‬إنها إذا رجعت انتقض الوضوء‪( .‬مفتي) كقواه (الشامي) ك‬
‫(السبلمي)‬
‫(‪ )4‬كيعرؼ زكالو بأف ال يعرؼ ما يتكلم عنده‬
‫(‪ )5‬كحقيقة النوـ) ىو استرخاء البدف‪ ،‬كزكاؿ االستشعار‪ ،‬كخفاء كبلـ الناس‪ ،‬كليس في معناه النعاس‪،‬‬
‫كحديث النفس فإنهما ال ينقضاف بحاؿ‪ .‬قاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬النوـ أمر ضركرم من جهة اهلل تعالى يلفيو‬
‫في الدماغ‪ ،‬ثم يحصل في العينين‪ ،‬ثم ينزؿ في األعضاء فتسترخي‪ ،‬فلهذا يسقط إف كاف فائما‪ ،‬أكقاعدا‪.‬‬
‫(نجرم) ك(شرح بحر) (*) كقاؿ أبو موسى‪ :‬ال ينقض النوـ مطلقا‪( .‬شرح آيات)‪.‬‬

‫لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬الوضوء على كل نائم إال من خفق خفقة أك خفقتين)‪.‬‬

‫(‪)044/7‬‬

‫_____________________________‬

‫( أك إغماء‪ ()7()،‬أك جنوف)(‪.()0‬‬


‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬إف النوـ في حاؿ الصبلة ال ينقض‪ ،‬سواء كاف قائما)(‪ ()3‬أـ راكعا‪ ،‬أـ‬
‫ساجدا‪ ،‬أـ قاعدا)(‪.()4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (االنتصار) اإلغماء زكاؿ العقل لشدة األلم‪ ،‬كالمرض‪ .‬كالجنوف‪ :‬زكاؿ العقل من غير‬
‫مرض‪ .‬كيطلق على فساد العقل على جهة الدكاـ في األغلب‪ .‬كالصرع‪ :‬فساد (‪ )7‬العقل في حاؿ دكف‬
‫حاؿ‪ )7( .‬صوابو‪ :‬زكاؿ‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك سكر بغير معصية‪.‬‬
‫(‪ )3‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا ناـ العبد في سجوده باىى اهلل بو مبلئكتو‪ ،‬يقوؿ‪ :‬عبدم ركحو‬
‫عندم‪ ،‬كجسده ساجد بين يدم)(‪ )7‬كالمذىب أنو ينقض للحديث الذم قدمنا‪ ،‬كىذا إنما يدؿ على‬
‫فضل العبادة‪ ،‬ال على أف النوـ ال ينقض (‪ )7‬فدؿ على أف كضوء غير منتقض‪ ،‬ثم أقاسوا على السجود‬
‫غيره من أحواؿ الصبلة‪ .‬قلنا‪ :‬يحمل على أف المراد بو ما لم يزؿ عقلو‪ ،‬أك أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫أراد المدح بذلك على مجاىدة النفس في مكابدة العبادة؛ ألف النائم حقيقة ال يمدح على شيء من‬
‫أفعالو كال يذـ‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )4‬كقاؿ الشافعي‪ :‬إذا كاف ممكنا لمقعدتو على األرض لم ينقض‪( .‬بياف) ألف النوـ مظنة الحدث‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬بل ىو حدث في نفسو‪ ،‬كال ظن ىنا‪ .‬قاؿ‪ :‬قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من ناـ قاعدا فبل‬
‫كضوء عليو) قلنا‪ :‬إنما لم ينقض نوـ القاعد؛ ألنو في غالب أحوالو ال يكوف إال قليبل‪ ،‬ال يزكؿ معو‬
‫العقل‪ ،‬ال لكونو في حاؿ القعود‪( .‬بستاف بلفظو)‬

‫(‪)045/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلما كاف في النوـ ما يعفى عنو أخرجناه بقولنا‪( :‬إال خفقتي نوـ))(‪ ()7‬كالخفقة ىي‪:‬‬
‫ميبلف الرأس من شدة النعاس‪ ،‬فيعفى عن خفقتين (كلو توالتا))(‪ ()0‬كصورة التوالي أف يميل رأسو ثم‬
‫ينتبو انتباىا غير كامل بحيث ال يستكمل رفع رأسو عن ذلك الميل حتى يستقل)(‪ ()3‬إال كيعود في‬
‫النعاس‪.‬‬
‫(أك خفقات)(‪ ()4‬متفرقات) كصورتها‪ :‬أف يميل النعاس)(‪ ()5‬برأسو ثم ينتبو انتباىا كامبل‪ ،‬ثم يعود في‬
‫نعاسو ثم كذلك‪.‬‬
‫كحد الخفقة أف ال يستقر رأسو)(‪ ()6‬من الميل حتى يستيقظ‪ ،‬كمن لم يمل رأسو عفي لو عن قدر‬
‫خفقة)(‪ ()7‬كىي ميل الرأس فقط حتى يصل ذقنو صدره‪ ،‬قياسا على نوـ الخفقة)(‪.()8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (الركضة)‪ :‬كالنوـ ينقض مطلقا؛ ألف الخفقتين ليسا بنوـ حقيقة‪ .‬قاؿ في الشرح‪ :‬ألف العقل‬
‫ال يزكؿ بالخفقتين‪ ،‬فاالستثناء منقطع‪( .‬رياض)‪ .‬كالصحيح عندنا أنو يزكؿ؛ ألف ميبلف الرأس ال يصدر‬
‫مع كماؿ العقل‪ ،‬كألنو قد يميل بو على كجو يستشنع‪ ،‬كذلك ال يكوف مع تماـ العقل‪ ،‬كإنما عفي عن‬
‫الخفقتين لما ركم عن ابن عباس رضي اهلل عنهما‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬كجب الوضوء‬
‫على كل نائم إال من خفق خفقة أك خفقتين)‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )0‬صوابو‪ :‬إف توالتا‪ .‬كقيل‪ :‬ال اعتراض؛ ألف لو شرطية بمعنى إف‪.‬‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬يستيقظ‪ .‬كقيل‪ :‬يستقيم‪ .‬كقيل‪ :‬يستوم‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالخفقات المتفرقات‪ :‬أف يفصل بين الثنتين كالثالثة انتباىا كامبل‪ ،‬فإف ذلك ال يضر‪(.‬نجرم)‬
‫ك(قرز)؛ ال بين كل خفقتين فبل يعتبر‪ ،‬كما أكىمتو عبارة األزىار‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬بتشديد النوف كالعين‪ .‬من (شرح المفتي)‪.‬‬
‫(‪ )6‬قدر تسبيحة‪ ،‬فإف استقر قدر تسبيحة نقض‪( .‬مفتي) (قرز)‬
‫(‪ )7‬غير مفسدة‪(.‬قرز)‬
‫(‪ )8‬قيل‪ :‬الصواب على نوـ (‪ )7‬الخفقتين‪ ،‬كإال لزـ أف يكوف قاس الشيء على نفسو‪ ،‬ككونو قاس‬
‫األغلظ على األخف (‪ )7‬لعلو أراد في القدر‪ ،‬ال في الحكم‪.‬‬

‫(‪)046/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثالث‪( :‬قيء نجس))(‪ ()7‬كىو الجامع للقيود المقدمة في باب النجاسات‪ ،‬فإنو ناقض متى جمعها‬
‫عندنا‪ ،‬كقاؿ مالك‪ ،‬كالشافعي)(‪ :()0‬إنو ال ينقض كلو كثر‪.‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كزفر‪ :‬إنو ينقض كإف قل‪.‬‬
‫(ك) الرابع‪( :‬دـ أك نحوه))(‪ ()3‬كالمصل‪ ،‬كالقيح (ساؿ))(‪ ()4‬قاؿ الفقيو حسن‪ ،‬كالفقيو علي‪ ،‬كالفقيو‬
‫يوسف‪ :‬الهادم‪ ،‬كالمؤيد باهلل يتفقاف في أنو ال ينقض إال السايل‪ ،‬لكن اختلف في حده‪ ،‬ففي الشرح‬
‫عن المؤيد باهلل‪ ،‬كأبي العباس‪ :‬أف حده أف يتعدل من موضعو إلى الموضع الصحيح‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو دما‪ ،‬فبل بد من مؤل الفم‪(.‬تذكرة معنى) حيث ىو من المعدة‪ .‬ك(قرز)[كيعرؼ كونو من المعدة‬
‫أف يخرج بتقيوء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كالناصر‪ ،‬كالصادؽ‪ ،‬كالباقر‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )3‬كلبن الذكر‪ ،‬كالخنثي ينجس‪ ،‬كال ينقض الوضوء؛ إذ النقض ليس فرع التنجيس‪ .‬كقيل‪ :‬إف لبن‬
‫الذكر كالخنثي ينقضاف الوضوء كالدـ‪ ،‬يعتبر فيو القطرة‪ ،‬فكذا حكمهما‪( .‬سماع) يعني‪ :‬تعتبر القطرة‬
‫فيهما‪ ،‬كما تعتبر في النجاسة؛ إذ النقض فرع التنجيس‪.‬‬
‫(‪ )4‬كلفظ (الكواكب)‪ :‬كالسايل ىو ما ساؿ إلى الموضع الصحيح‪ .‬ذكره المؤيد باهلل‪ .‬كقيل‪ :‬ما ساؿ‬
‫قدر الشعيرة‪ .‬كقيل‪ :‬ىو ما كاف قدر القطرة‪( .‬كواكب لفظا) كفي (شرح األثمار) (مسألة) كإنما ينقض‬
‫من ذلك على المذىب ما جمع القيود‪ ،‬كىو ما قطر‪ ،‬أك ساؿ قدر شعيرة‪ ..‬إلى أف قاؿ‪ :‬لظاىر قولو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬كدـ سائل) كعند المؤيد باهلل أف السائل ىو ما جاكز المحل عند خركجو كإف قل‪،‬‬
‫فإف منع السفح بقطنة نقض عنده إذا جاكز المحل ػ يعني‪ :‬إلى القطنة ػ كظاىر المذىب أف ذلك ال‬
‫ينقض إال إذا كاف بحيث لو لم يمنع لساؿ قدر شعيرة‪ ،‬أك قطرة‪ ،‬كىو المراد بقولو‪ :‬أك تقديرا‪( .‬شرح‬
‫األثمار بلفظو) كلفظ (البحر) (مسألة) الهادم‪ :‬كالناقض ما قطر‪ ،‬أك ساؿ شعيرة الخ (*) بنفسو‪ ،‬ال‬
‫لرطوبة المحل‪ ،‬على كجو لواله لم يسل‪ .‬ذكره اإلماـ يحيى عليو السبلـ‪( .‬قرز)‬

‫(‪)047/7‬‬
‫_____________________________‬

‫قاؿ أبو مضر‪ :‬فلو غرز باإلبرة فخرج الدـ عن موضعها فهو سايل‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو علي‪ ،‬ك الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬يقدر بالشعيرة)(‪ ()7‬على قوؿ الهادم‪ ،‬أك القطرة)(‪.()0‬‬
‫كقاؿ الباقر‪ ،‬كالصادؽ‪ ،‬كمالك‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف الدـ ال ينقض)(‪ ()3‬الوضوء إذا خرج من غير السبيلين‪.‬‬
‫كسواء كاف سيبلنو (تحقيقا أك تقديرا))(‪ ()4‬فالتحقيق ظاىر‪ ،‬كالتقدير نحو أف ينشف بقطنة على كجو‬
‫لواله لساؿ‪.‬‬
‫كقاؿ أبو مضر‪ ،‬كأبو يوسف‪ ،‬كأحد قولي المؤيد باهلل‪ :‬ال ينقض؛ إذ المعتبر السيبلف الحقيقي‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إذا ساؿ‪ .‬ك(قرز)(*) طوال‪ ،‬كعرضا‪ ،‬كعمقا‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )0‬إذا لم يسل‪ .‬ك(قرز) [حيث قطر]‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألف النبي صلى اهلل عليو كآلو احتجم كلم يتوضأ [قلت‪ :‬فضبلتو طاىرة فبل حجة]‪.‬‬
‫(‪ )4‬كمن التقدير جموده على كجو لواله لساؿ‪ .‬ك(قرز) كلو من األنف‪ .‬ك(قرز)(*) كالعلق إذا مص‬
‫نقض؛ ألنو يسيل بعده‪ ،‬ال البق‪ ،‬ما لم يسل بعد سقوطو‪(.‬تذكرة) [قيل‪ :‬كالبق إذا مص قدر القطرة‪ ،‬أك‬
‫أكثر فبل ينقض خبلؼ أبي عبد اهلل الداعي] كقاؿ في (الكافي)‪ :‬إنما مصو العلق ينقض‪ ،‬كإف لم يسل‪.‬‬
‫(بياف) كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬التحقيق أنو ال فرؽ بين البق‪ ،‬كالبرغوث كنحوه في أنو ال ينقض إال‬
‫ما ساؿ بعد سقوطهما‪ ،‬كال عبرة بما يأخذانو في بطونهما كإف كثر؛ ألنو يصير إليهما قبل أف يجاكز‬
‫المحل‪ .‬ذكره المنصور باهلل‪ ،‬كاإلماـ يحيى عليو السبلـ‪( .‬بحر) (قرز) [ال ما أخرجو الحجاـ فإنو ناقض؛‬
‫ألف العلقة تغرز إبرة رأسها إلى تحت البشرة‪ ،‬بخبلفو فإنو خارج من خارج الجلد‪( .‬مفتي) (قرز)‬

‫(‪)048/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كال يكفي كونو ساببل‪ ،‬بل ال بد أف يسيل ىذا القدر (من موضع كاحد))(‪()7‬فلو خرج من مواضع‬
‫دكف قطرة دكف قطرة‪ ،‬بحيث لو اجتمع كاف أكثر من قطرة لم ينقض)(‪ ،()0‬قاؿ الفقيو علي‪ :‬كالجرح‬
‫الطويل)(‪ ()3‬موضع كاحد‪ ،‬مالم يتخلل موضع صحيح)(‪ .()4‬كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إنو بمنزلة‬
‫مواضع(‪ .)5‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو قوم عندم)(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬إذا ساؿ في موضع التطهير قطرة‪( .)7( .‬بحر معنى) كقاؿ (المفتي)‪ :‬ظاىر األزىار كلو دكف‬
‫قطرة (‪ )7‬كتكوف أصلية‪ .‬ك(قرز)(*) كإذا التبس ىل خرج من موضع كاحد‪ ،‬أك مواضع فبل ينقض؛ ألف‬
‫األصل الطهارة‪( .‬غيث معنى) (*) كيكفي الظن في كونو من موضع كاحد؛ ألف خركجو من موضع كاحد‬
‫شرط‪ ،‬كالدـ نفسو سبب‪ ،‬ككلما كاف شرطا كفى فيو الظن‪ ،‬فبل يقاؿ‪ :‬إف ىذا يناقض ما تقدـ في األزىار‬
‫إذ السبب ىناؾ متيقن‪ .‬كفي (شرح الفتح) ال ينقض ما خرج مع الريق؛ إذ ال يعلم ىل خرج من موضع‬
‫كاحد أـ ال‪ ،‬كقواه اإلماـ عليو السبلـ في (البحر)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىو نجس لكماؿ نصابو‪ ،‬بخبلؼ القئ لنقصاف شرطو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬في الجنايات‪ ،‬ال في الوضوء؛ ألف األصل براءة الذمة‪.‬‬
‫(‪ )4‬اعلم) أف مسألة الجرح الطويل على ثبلثة أضرب موضع اتفاؽ‪ ،‬كىو ضرب الشوؾ‪ ،‬كالشريم‪.‬‬
‫كالثاني‪ :‬موضع اتفاؽ كىو شطب السكين التي اتصل خركج الدـ منها‪ .‬كمسألة الخبلؼ‪ :‬الجرح الطويل‬
‫الذم فيو مواضع خرج منها الدـ‪ ،‬كبعض لم يخرج‪ ،‬كالمقرر أنو بمنزلة موضع كاحد‪ .‬بل المقرر أنو‬
‫بمنزلة مواضع في الكل؛ ألنو لم يخرج نصاب النقض من موضع كاحد (‪ )7‬كمثل معناه في (حاشية‬
‫سحولي) كمسألة رابعة‪ :‬أف يتصل الجرح فيو‪ ،‬كلم يتصل خركج الدـ ػ فعندنا مواضع‪( .‬شامي) ك(قرز)(*)‬
‫كالمراد بالموضع الصحيح الذم لم يخرج منو الدـ‪ ،‬كلو اجترح‪( .‬عامر) (قرز)‬
‫(‪ )5‬في النقض‪[ .‬ال في الجنايات‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )6‬كىذا حيث خرج منو الدـ من مواضع متفرقة من كل موضع دكف قطرة‪( .‬كواكب) كأما إذا خرج‬
‫الدـ متصبل فبل خبلؼ بين الفقيهين أنو موضع كاحد‪ .‬ك(قرز)‬

‫(‪)049/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(‪.‬‬
‫كال يكفي كونو من موضع كاحد‪ ،‬بل ال بد أف يكوف سيبلنو من ذلك الموضع (في كقت كاحد( كقدره‬
‫بعض المتأخرين)(‪ ()7‬بما إذا نشف لم ينقطع‪.‬‬
‫كال بد مع ىذه القيود أف يكوف سيبلنو )إلى ما يمكن تطهيره) من الجسد‪ ،‬يحترز من أف يسيل من‬
‫الرأس دـ إلى موضع في األنف ال يبلغو التطهير فإنو ال ينقض)(‪ ()0‬كلو جمع القيود‪ ،‬أما إذا بلغ موضع‬
‫التطهير نقض)(‪( ()3‬كلو) خرج (مع الريق كقدر))(‪ ()4‬الذم مع الريق (بقطرة))(‪ ()5‬ال دكنها فإنو ال‬
‫ينقض‪.‬‬
‫كقاؿ أبو طالب‪ :‬ينقض ما خرج مع الريق إف كاف غالبا‪ ،‬ال مغلوبا)(‪.()6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الفقيو يحيى البحيبح‪.‬‬
‫(‪ )0‬مسألة) من رعف‪ ،‬ثم توضأ‪ ،‬ثم خرج من داخل أنفو باقي الدـ جامدا لم ينقض‪ .‬ذكره المنصور‬
‫باهلل‪( .‬بياف لفظا) (‪ )7‬ك(قرز) أنو ينقض‪ ،‬ما لم يكن قد استحاؿ‪ .‬إذا كاف جموده استحالة‪ ،‬كإال نقض‬
‫حيث بلغ النصاب‪( .‬مفتي) كقيل‪ :‬إنو كالطارئ ال ينقض مطلقا‪ ،‬كلعل ىذا أكلي‪ ،‬إال أف يغلب في الظن‬
‫أنو خرج من نفس الجرح كاف ناقضا‪ .‬كلقائل أف يقوؿ‪ :‬ىو خارج من جراحة‪ ،‬كلو تأخر نزكلو ما لم يكن‬
‫قد استحاؿ‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬األكلى أنو ينقض؛ ألف السيبلف الحقيقي غير معتبر‪( .‬عامر) ك(ىبل)‬
‫(‪ )3‬ككاف قطرة‪( .‬شرح فتح)‪ .‬كقيل‪ :‬كلو دكف قطرة‪.‬‬
‫(‪ )4‬أك المخاط] كلو في غالب الظن‪.‬‬
‫(‪ )5‬سؤاؿ) كيف ارتفع يقين الطهارة بالظن‪ ،‬كال يرفعو إال اليقين ? الجواب‪ :‬أف القطرة سبب للنقض‪،‬‬
‫ككونها من موضع كاحد شرط‪ ،‬كالشركط يكفي الظن في حصولها‪ ،‬كدخوؿ كقت الصبلة في الغيم‪ .‬من‬
‫خط (راكع)‪ .‬كتحقيقو أنهم خففوا في الشركط‪ ،‬كشددكا في األسباب‪ ،‬كمن ىذا القبيل اشتراطهم تيقن‬
‫المني‪ ،‬كظن الشهوة‪ .‬ذكره ابن (راكع)‪ .‬كفي (شرح الفتح)‪ :‬ال ينقض ما خرج مع الريق؛ إذ ال يعلم ىل‬
‫خرج من موضع كاحد أـ ال‪ ،‬كقواه اإلماـ في (البحر)‪.‬‬
‫(‪ )6‬كالغلبة في اللوف‪ ،‬ذكره الفقيو علي في (الزىور)‪.‬‬

‫(‪)052/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬ككذا ال ينقض عنده المساكم‪ ()7()،‬كال الملتبس‪.‬‬
‫كقاؿ القاضي زيد‪ :‬بل ينقض المساكم)(‪ .()0‬كقول موالنا عليو السبلـ كبلـ الفقيو علي‪.‬‬
‫(ك) الخامس من النواقض‪( :‬إلتقاء الختانين)(‪ ()3‬فإنو ناقض‪ ،‬خبلفا لبعض األنصار)(‪.()4‬‬
‫(ك) السادس‪( :‬دخوؿ الوقت في حق المستحاضة))(‪ ()5‬كسيأتي تفسيرىا)(‪( ()6‬كنحوىا) كىو سلس‬
‫البوؿ‪ ،‬كمن بو جراحة يستمر إطراؤىا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخذه من مفهوـ قولو‪" :‬غالبا"‪.‬‬
‫(‪ )0‬أخذه من قولو‪ ":‬ال مغلوبا"‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلو بينهما حائل] مع توارم الحشفة؛ ألنو يوجب الغسل‪ ،‬كالحدث األصغر يدخل تحتو‪ .‬ك(قرز)‬
‫أما لوجوب الغسل فبل بد من توارم الحشفة‪ ،‬كأما لنقض الوضوء فينقض كإف لم يحصل توار‪ )*( .‬مع‬
‫توارم الحشفة‪( .‬قرز) (*) فختاف الرجل ىو الجلد الذم يبقى بعد الختاف‪ ،‬كيجبر على الذكر‪ .‬كختاف‬
‫المرأة جلدة كعرؼ الديك فوؽ مسلك الذكر‪ ،‬فيقطع منها في الختاف شيء‪( .‬شرح الهداية) (*)‬
‫(سؤاؿ) يقاؿ‪ :‬إذا كاف ال ينقض الوضوء إال مع التقاء الختانين فلم ال ينقض باإلدخاؿ اليسير على‬
‫قولكم‪" :‬ينقض لكل خارج" ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ال يسمي خارجا إال ما حاذل الختانين‪ ،‬كما ال يبلغ‬
‫ذلك لم يكن خارجا‪( .‬نجرم) ككذا لو أكلج في دبر كنحوه فإنو إذا توارت الحشفة نقض‪ .‬كيقاس الدبر‬
‫على القبل‪( .‬نجرم) ككذا لو أكلج عودا‪ ،‬فبل بد من دخولو قدر الحشفة‪( .‬نجرم معنى) كالقياس أنو‬
‫ينتقض على المولج فيو‪ ،‬كإف كاف دكف ذلك؛ إذ ىو خارج من السبيلين كلو أدخل عودا‪ .‬كقد يقاؿ‪:‬‬
‫السبيبلف ما داخل الختاف‪( .‬عامر)‬
‫(‪ )4‬زيد بن ثابت‪ ،‬كأبي بن كعب [كأبو سعيد الخدرم‪ ،‬كخبلس بن عمرك‪ .‬كمن الفقهاء‪ :‬داكد‪ ،‬كأفتى بو‬
‫علي عليو السبلـ‪ .‬كخبلس بخاء معجمة مكسورة‪ ،‬كالـ مخففة كسين مهملة ]‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالدـ سائل‪ ،‬أك قد ساؿ (‪ )7‬بعد الوضوء(‪ )0‬كىذا شرط مجمع عليو‪( .‬ىامش ىداية) [(‪ )7‬أك في‬
‫أثنائو‪( .‬قرز) ] [(‪ )0‬قبل دخوؿ الوقت]‬
‫(‪ )6‬بأنها من لم يتم لها طهر صحيح‪.‬‬

‫(‪)057/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إنو ينتقض كضوء المستحاضة بمجرد الخركج‪.‬‬


‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬إنو ينتقض بمجموعهما)(‪.()7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬على سبيل البدؿ‪ .‬أم‪ :‬بأحدىما ] كفائدة الخبلؼ حيث توضأت بعد طلوع الفجر‪ ،‬أك بعد طلوع‬
‫الشمس فعلى قولنا ينتقض بدخوؿ كقت الظهر في الصورتين‪ ،‬كعلى قوؿ أبي حنيفة بطلوع الشمس في‬
‫األكلى‪ ،‬كبدخوؿ كقت العصر في الثانية‪ .‬كعلى قوؿ المنصور باهلل بطلوع الشمس في األكلى‪ ،‬كبدخوؿ‬
‫كقت الظهر في الثانية‪( .‬بستاف)‬

‫(‪)050/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) السابع من النواقض‪( :‬كل معصية كبيرة))(‪ ()7‬فإنها ناقضة للوضوء عند القاسم‪ ،‬كالهادم‪،‬‬
‫كالخبلؼ في ذلك مع الفقهاء)(‪ ،()0‬كزيد بن علي‪ ،‬كالمؤيد باهلل في أحد قوليو فإنهم قالوا‪ :‬ال ينقضو‬
‫شيء من المعاصي إال ما كاف ناقضا بنفسو كالزنى)(‪ ،()3‬كسواء كانت المعصية كفرا أـ فسقا‪ ،‬فإف‬
‫الخبلؼ فيها على سواء‪.‬‬
‫كاختلف علماء الكبلـ فيما تعرؼ بو الكبيرة‪ ،‬فالمحكي عن أىل البيت عليو السبلـ أف الكبيرة ما كرد‬
‫الوعيد عليها)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كحقيقة الكبيرة‪ :‬ما زاد عقاب صاحبها على ثوابو كقت الفعل‪ .‬كحقيقة الصغيرة‪ :‬ما زاد ثواب‬
‫صاحبها على عقابو كقت الفعل‪(.‬شرح مقدمة) (*) قاؿ في (التقرير) [قوم]‪ :‬كيجوز التقليد في كوف‬
‫المعصية الكبيرة تنقض‪ ،‬ال في كونها كبيرة (*) ذكر موالنا العبلمة جماؿ الدين علي بن محمد بن أبي‬
‫القاسم في التفسير أنو قاؿ‪ :‬الكبائر سبعة عشرة كبيرة‪ ،‬أربع منها في القلب‪ ،‬كىي القنوط من رحمة اهلل‪،‬‬
‫كاإلصرار على معصية اهلل‪ ،‬كالشرؾ باهلل‪ ،‬كاألياس من رحمة اهلل [كاألمن من مكر اهلل‪ .‬نخ] كأربع في‬
‫اللساف‪ :‬السحر‪ ،‬كقذؼ المحصنات‪ ،‬كاليمين الغموس‪ ،‬كشهادة الزكر‪ .‬كثبلث في البطن‪ :‬أكل الربا‪،‬‬
‫كماؿ اليتيم‪ ،‬كشرب الخمر‪ .‬كاثنتاف في اليد‪ :‬القتل‪ ،‬كالسرقة‪ .‬كاثنتاف في الفرج‪ :‬الزنى‪ ،‬كاللواط‪.‬‬
‫ككاحدة في الرجلين‪ :‬الفرار من الزحف‪ .‬ككاحدة في جميع البدف‪ :‬كىي عقوؽ الوالدين‪( .‬غيث) (*)‬
‫كعند المهدم أحمد بن الحسين أنها ناقضة مطلقا‪ .‬ككذا عن المنصور باهلل [فعلى ىذا صغائر الفساؽ‬
‫ناقضة‪ .‬ذكره الفقيو يوسف‪ .‬كقاؿ المهدم‪ :‬ال نقض‪ ،‬كإنما ىي كبيرة‪ ،‬يعني‪ :‬أنو عظيم عقابها‪ ،‬ال في‬
‫النقض]‪.‬‬
‫(‪ )0‬األربعة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كشرب الخمر مع زكاؿ العقل‪.‬‬
‫(‪ )4‬كقولو تعالى‪{ :‬كمن يكتمها فإنو آثم قلبو}‪ )*( .‬بعينها‪ ،‬ال لفظ عموـ‪ ،‬كقولو تعالى‪{ :‬كمن يعص‬
‫اهلل}‪.‬‬

‫(*)[(فرع) كالكبيرة‪ :‬ىي ما كرد النص المعلوـ عليها بالعذاب (‪ )7‬كالذم قد عرؼ منها ىو الردة‪،‬‬
‫كالقتل العمد العدكاف‪ ،‬كالزنى كلو في غير فرج‪ .‬ذكره المؤيد باهلل‪ ،‬كالربى المجمع عليو‪ ،‬كبيع درىم‬
‫بدرىمين‪ ،،‬كشرب الخمر المجمع عليها (‪)0‬كأكل الميتة‪ ،‬كالرياء‪ ،‬كعقوؽ الوالدين‪ ،‬كقذؼ من ظاىره‬
‫العفة(‪ )3‬كالكذب على اهلل أك على رسولو‪ ،‬كالفرار من الزحف‪ ،‬كاليمين الغموس‪ ،‬كشهادة الزكر‪ ،‬كنكث‬
‫بيعة اإلماـ‪ ،‬ككتم الشهادة لغير عذر‪ ،‬ذكره أحمد بن يحيى قاؿ‪ :‬كأذية المسلم المؤمن‪ ،‬كأكل ماؿ اليتيم‬
‫بغير حق‪ ،‬كأخذ ماؿ الغير إذا كاف قدر نصاب السرقة(‪ )4‬كقاؿ الهادم‪ ،‬كالناصر‪ :‬مطلقا‪ .‬كقبوؿ الرشوة‬
‫(‪)5‬على كاجب أك محضور‪ ،‬كاستعماؿ الظلم‪ ،‬كغل الزكاة‪ ،‬كتكفير المؤمن (‪ )6‬أك تفسيقو‪ ،‬ذكره المؤيد‬
‫باهلل‪ ،‬كقتل المحرـ للصيد عمدا ذكره اإلماـ يحي‪ ،‬كترؾ الصبلة لغير عذر‪ ،‬كاإلفطار في رمضاف لغير‬
‫عذر‪ ،‬كالفساد في األرض‪ ،‬كالبغي على اإلماـ‪ ،‬أك على مسلم بغير حق‪ ،‬كنقض الذمة ػ في الصلح ػ‬
‫كالرفاقة(‪ ،)7‬كسب األئمة أك العلماء‪ ،‬كاالستخفاؼ بهم‪ ،‬كمن أمر غيره بالكفر‪ ،‬أك رضي بو كفر(‪،)8‬‬
‫كمن أمر غيره بما يوجب الفسق أك رضي بو فسق‪( .‬بياف لفظا) (‪[)7‬بعينها‪( .‬ىداية)‪ ،‬ال لفظ العموـ‬
‫كقولو تعالى‪{:‬كمن يعص اهلل كرسولو}]‪[)0(.‬غير المثلث المسكر‪ .‬من الشجرتين] (‪ [ )3‬فيو الكبر‪ ،‬ال‬
‫النقض] (‪[)4‬عند المفسق بالقياس مع تكامل شركطو](‪[)5‬إذا كاف قدر خمسة دراىم‪ ،.‬كقيل‪ :‬كلو‬
‫قلت‪ .‬ذكره األستاذ](‪[)6‬اتخاذه عادة ذكره اإلماـ المهدم عليو السبلـ](‪[)7‬نحو أف يقوؿ‪ :‬أنت‬
‫رفيقي‪ ،‬ثم يتركو في الطريق‪ ،‬أك يترؾ السير معو حيث يخشى عليو](‪[ )8‬كذلك ألف العزـ شارؾ‬
‫المعزكـ]‪.‬‬

‫(‪)053/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(‪ ،‬كىو قوؿ بعض البغدادية من المعتزلة‪.‬‬


‫كقاؿ بعض البغدادية‪ :‬كل عمد كبيرة‪ ،‬كما عداه فملتبس‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا ظاىر السقوط؛ ألنو ال عقاب على ما ليس عمدا‪.‬‬
‫كقالت عامة المعتزلة‪ :‬ما كرد عليو الوعيد مع الحد)(‪ ()7‬أك لفظ يفيد الكبر كالعظيم)(‪ ()0‬كنحوه‪.‬‬
‫كلما كاف في الكبائر ما ال ينقض الوضوء كىو كبيرة كاحدة‪ ،‬كىي اإلصرار على الكبيرة أخرجو عليو‬
‫السبلـ بقولو‪( :‬غير اإلصرار))(‪ ()3‬أم‪ :‬على الكبيرة فإنو ال ينقض)(‪ ()4‬كاإلصرار‪ :‬ىو االمتناع من‬
‫التوبة فقط‪ ،‬كإف لم يعزـ على العود‪ ،‬كاالستمرار على المعاصي‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب أنو قوؿ الجمهور؛ ألنو ال كاسطة بين التائب كالمصر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬حدت بأنها كفر‪ ،‬أك فسق‪.‬‬
‫(‪ )0‬كقولو تعالى‪{ :‬إنو كاف فاحشة} كالعظيم‪ :‬قذؼ المحصنات {كتحسبونو ىينا كىو عند اهلل عظيم}‬
‫كالكبير كقولو تعالى في قتل األكالد‪{ :‬إف قتلهم كاف خطأ كبيرا} كقولو‪{ :‬لئن أشركت ليحبطن عملك}‬
‫كىكذا األمر عليها على جهة اإلىانة كقولو تعالى‪{ :‬فاقطعوا أيديهما} كقولو تعالى‪{ :‬قاتلوا التي تبغي}‬
‫فأباح دمو ألجل المعصية‪ ،‬كما أجمعت األمة على أنو فسق كاالستخفاؼ باإلماـ‪ ،‬كعقوؽ الوالدين‪،‬‬
‫كالزنى‪ ،‬كنحوه‪( .‬شرح أثمار)‬
‫(‪ )3‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬ال صغيرة مع اإلصرار‪ ،‬كال كبيرة مع االستغفار)]‪ .‬كأما العزـ على‬
‫فعل الكبيرة فإف كاف مما يوجب الكفر كفر بو‪ ،‬كإف كاف مما يوجب الفسق كاالستخفاؼ بالرسل فحيث‬
‫شارؾ العزـ المعزكـ يكوف فسقا‪ ،‬كذلك كالعزـ على االستحقاؼ باإلماـ‪ ،‬أك عالم فيفسق بو‪ ،‬كحيث ال‬
‫يشارؾ العزـ المعزكـ كالزنى كنحوه‪ ،‬يفسق أيضا عند الهادم‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كأبي علي‪ ،‬كأبي القاسم‪ .‬خبلؼ‬
‫المؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كأبي ىاشم‪ ،‬كأبي عبد اهلل البصرم‪( .‬بياف لفظا) (قرز)‬
‫(‪ )4‬كإال أدل إلى بطبلف صبلة الفاسق‪ ،‬كىي صحيحة باإلجماع‪( .‬بحر)‬

‫(‪)054/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كقيل‪ ()7():‬بل اإلصرار ىو العزـ على معاكدة المعاصي)(‪.()0‬‬
‫كلما كاف في المعاصي ما ال يعلم كونو كبيرا‪ ،‬كقد كرد األثر أنو ناقض للوضوء أدخلو عليو السبلـ في‬
‫النواقض بقولو‪( :‬أك كرد األثر بنقضها(‪ )3‬كتعمد)(‪ )4‬أحد خمسة أشياء منها‪ :‬تعمد (الكذب)(‪)5‬‬
‫كاختلف في ماىية الكذب‪ ،‬فالمذىب أنو ما خالف مقتضاه في الوقوع‪ ،‬نحو أف تقوؿ‪ :‬زيد في الدار‬
‫كىو في المسجد‪ ،‬كسواء كنت معتقدا أنو في الدار أـ ال‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أبو ىاشم‪ ،‬كأبو علي‪.‬‬
‫(‪ )0‬فأثبت الواسطة‪ ،‬كىو عدـ العزـ على معاكدة المعاصي‪.‬‬
‫(فائدة) لو عرض منكر يمكن إزالتو باألمر صح كضوءه كإف لم يأمر؛ ألنو عاص بترؾ األمر‪ ،‬ال بحركات‬
‫الوضوء‪ ،‬بخبلؼ الصبلة فإنها ال تصح؛ إذ ال يمكنو األمر حاؿ الصبلة إال بفسادىا‪ ،‬فمنعت الواجب‬
‫من كجوبو‪( .‬تكميل) (قرز)‬
‫(‪ )3‬كىو ما يركل عن النبي عليو كآلو الصبلة كالسبلـ أنو قاؿ‪( :‬الغيبة‪ ،‬كالكذب ينقضاف الوضوء)‪.‬‬
‫(شفاء) ككاف يأمر بالوضوء من الحدث‪ ،‬كمن أذل المسلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬خرج الغلط كالسهو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬ال باإلشارة من الصحيح فبل ينقض‪ .‬كالمختار أنو ينقض‪ .‬كأما من ال يمكنو النطق فينقض اتفاقا‪.‬‬
‫(بحر) ك(قرز)‪ )*( .‬قاؿ في (الغايات)‪ :‬كإذا جاز الكذب لم ينقض‪ ،‬ككذب الزكج على الزكجة‪ ،‬كاإلماـ‬
‫العادؿ لمصلحة‪ ،‬ككذا ما كاف فيو صبلح للدين بالصلح بين الناس‪( .‬شرح ذكيد على األزىار) كظاىر‬
‫(األزىار) ينقض‪ ،‬كمثلو عن (الشامي) كقاؿ‪ :‬إنو ال جائز في الكذب‪ ،‬كالذم كرد محموؿ على التعريض‬
‫ك(قرز) (فرع) كإذا اعتقد المتوضئ على غيره فعل كبيرة نقض كضوءه ذكره في (الكافي)‪( .‬بياف)‬
‫كالمذىب أنو ال ينقض‪ .‬ك(قرز) (*) قاؿ المنصور باهلل‪ :‬كلو مزاحا‪(.‬تذكرة)‪ )*( .‬كينتقض الوضوء في‬
‫الكتابة بالكذب؛ ألف الكتابة قائمة مقاـ النطق‪( .‬رياض) لقولو تعالى‪{ :‬كال تخطو بيمينك}‪.‬‬

‫(‪)055/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ قوـ‪ )7(:‬ىو ما خالف االعتقاد‪ .‬فلو قلت‪ :‬زيد في الدار معتقدا أنو فيها كليس فيها كاف صدقا‬
‫عندىم‪ ،‬كلو قلت‪ :‬زيد في الدار معتقدا أنو ليس فيها كىو فيها كاف كذبا عندىم‪.‬‬
‫(ك) منها تعمد (النميمة) (‪ )0‬كالنميمة في الظاىر‪ :‬أف تسمع من شخص كبلما يكرىو الغير فترفعو إلى‬
‫ذلك الغير إلدخاؿ الشحناء بينهما(‪.)3‬‬
‫كذكر صاحب اإلرشاد(‪ )4‬أنها إنما تكوف نميمة إذا كانت من مؤمن إلى مؤمن(‪ )5‬كإال لم تكن نميمة‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو محمد بن يحيى حنش‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح في تحقيقها ما معناه‪ :‬إنها اظهار كبلـ أمرؾ‬
‫من أكدعكو بكتمو(‪ ،)6‬كسواء كاف في الغير أـ ال‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا فيو مناسبة للمعنى اللغوم‪ ،‬إال أنو إف كاف إظهاره كاجبا بحسب الحاؿ لم‬
‫يكن نميمة شرعية‪ ،‬لوركد الذـ للنماـ فبل ينقض حينئذ‪ ،‬كإف كانت نميمة لغوية‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬النظاـ‪ ،‬كأصحابو‪.‬‬
‫(‪ )0‬فائدة‪ :‬قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من مشى بالنميمة بين الناس سلط اهلل عليو حبة في قبره‬
‫إلى يوـ القيامة‪ ،‬فإذا بعث من قبره لم تزؿ تنهش من لحمو بأنيابها حتى يدخل جهنم ] [كحدىا‪ :‬أف‬
‫يكشف ما يكره كشفو‪ ،‬سواء كاف بالقوؿ‪ ،‬أك بالرمز‪ ،‬أك باإليماء‪( .‬قرز) ]‬
‫(*) كالنميمة‪ ،‬كالغيبة تنقضاف‪ ،‬كلو بكتابة أك نحوىا‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز) (*) مما يدؿ على أف‬
‫الغيبة كالنميمة ال ينقضاف قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬أفطر الحاجم كالمحجوـ لو) ألنهما كانا‬
‫يغتاباف الناس‪ ،‬كالمعنى‪ :‬ذىب أجرىما‪ ،‬كالصياـ صحيح‪ ،‬كذلك الوضوء صحيح‪ ،‬كذىب أجر المتوضئ‪.‬‬
‫(إمبلء القاضي العبلمة شمس الدين أحمد بن ناصر بن محمد بن عبد الحق) (*) ألنها مشتقة من نم‬
‫إذا ظهر كارتفع‪ ،‬كمنو سمي الزجاج نماما لما كاف يظهر للناظر ما في بطنو‪( .‬بهراف)‬
‫(‪ )3‬إف عرؼ أنها تحصل‪ ،‬كلو لم يقصد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬لعلو إرشاد أبي طالب‪ ،‬كقيل‪ :‬إرشاد الشافعي‬
‫(‪ )5‬بل ال فرؽ‪ ،‬كلو فاسقين أك مؤمنين‪.‬‬
‫(‪ )6‬لفظا‪ ،‬أك قرينة‪.‬‬

‫(‪)056/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) منها‪ :‬تعمد (غيبة(‪ )7‬المسلم)(‪ )0‬فإنها ناقضو‪ ،‬كسيأتي الكبلـ في تحقيق ماىيتها في آخر‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الغيبة على ثبلثة أكجو في كتاب اهلل تعالى‪ ،‬كاإلفك‪ ،‬كالبهتاف‪ ،‬أما الغيبة بأف تقوؿ في أخيك ما فيو‪.‬‬
‫كاإلفك‪ :‬أف تقوؿ فيو ما بلغك‪ .‬كأما البهتاف‪ :‬بأف تقوؿ فيو ما ليس فيو‪ .‬من (تفسير البرىاف) ألبي الفتح‬
‫الديلمي في تفسير الحجرات‪.‬‬
‫(‪ )0‬المعين‪ ،‬كسواء كاف ػ المميز ػ صغيرا(‪ )7‬أك كبيرا‪ ،‬حيا‪ ،‬أك ميتا‪ .‬ك(قرز)‪)7([ .‬أك مجنونا‪ ،‬قيل‪ :‬إذا‬
‫كانا مميزين][أك جماعة معينين‪ ،‬فأما إذا أبهمو فلم يعينو‪ ،‬كلو أراد بو معينا بقلبو فهل يجوز ? قيل‪ :‬ال‬
‫يجوز‪( .‬قرز) ] (*) المؤمن‪ ،‬ال الفاسق؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪(:‬اذكركا الفاسق بما فيو كيما يحذره‬
‫الناس) [كسيأتي في السير قولو عليو السبلـ‪ :‬كتنكر غيبة من ظاىره الستر‪ ،‬فأما المتهتك في العصياف‬
‫فبل غيبة لو‪ ،‬كذكر في (الكشاؼ) في تفسير قولو تعالى في سورة العنكبوت‪{ :‬كتأتوف في ناديكم‬
‫المنكر} حيث قاؿ‪ :‬كقيل‪ :‬المجاىرة في ناديهم بذلك العمل الذم ىو الخذؼ بالحصى‪ ،‬كالرمي‬
‫بالبنادؽ‪ ،‬كفرقعة األصابع‪ ،‬كمضغ العلك‪ ،‬كحل األزرار‪ ،‬كالسباب‪ ،‬كالفحش في المزاح‪ .‬إلى أف قاؿ‪:‬‬
‫ككل معصية فإظهارىا أقبح من سترىا‪ ،‬كلذلك جاء (من خرؽ جلباب الحياء فبل غيبة لو) كفي تفسير‬
‫قولو تعالى‪{:‬كال يغتب بعضكم بعضا} قاؿ في (الكشاؼ)‪ :‬كقد ركم (من ألقى جلباب الحياء فبل غيبة‬
‫لو)‪( .‬بلفظو)] (*) كينتقض الوضوء حاؿ النطق في الغيبة‪ ،‬كلو كاف المغتاب غائبا‪ ،‬كالعبرة بحاؿ النطق‬
‫في األذل‪ .‬كقيل بحاؿ األذل مطلقا‪ ،‬كلو تقدـ السبب‪( .‬شامي)‪[ .‬ككذا الذمي إذا كاف ال يستحقو‪.‬‬
‫(مفتي)‪ ،‬كسيأتي في آخر الكتاب]‪.‬‬

‫(‪)057/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) منها‪ :‬تعمد (أذاه) (‪ )7‬أم‪ :‬أذل المسلم فإنو ناقض‪ ،‬كاختلف في تحقيق األذل‪ ،‬فقيل‪ :‬ىو القذؼ‬
‫فقط‪ ،‬كإف كاف حقا‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالظاىر من كبلـ أىل المذىب أف المراد كلما يتأذل بو‪ ،‬من قوؿ‪ ،‬أك فعل‪.‬‬
‫قاؿ في التقرير‪ :‬فلو قاؿ‪ :‬يا كلب‪ ،‬أك يا ابن الكلب انتقض كضوءه‪ ،‬كال عبرة بصبلح األب كفساده‪،‬‬
‫فأما أذل الفاسق بما يستحقو من اآلحاد(‪ )0‬فبل كبلـ)(‪ )3‬كأما بما ال يستحقو من اآلحاد فناقض إف‬
‫كاف كبيرا(‪ ،)4‬كإف لم يعلم كونو كبيرا(‪ )5‬فعلى الخبلؼ(‪ )6‬في سائر المعاصي‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإذا بنينا على الظاىر لزـ فيمن أكل من الخضركات ما يتأذل برائحتو(‪ ،)7‬كصلى مع‬
‫جماعة يتأذكف بذلك أف ينتقض كضوءه(‪ ،)8‬كنظائر ذلك كثيرة‪ ،‬لكنها تستبعد)(‪ ()9‬للعادة بين‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما ضرب البهائم الذم ال يجوز فإنو ال يكوف ناقضا‪ ،‬ككذا أذية الكافر بما ال يجوز على ظاىر‬
‫مفهوـ الصفة‪ ،‬فإنو ال ينقض‪ .‬كقيل‪ :‬ينقض في الكافر ك(قرز) [إذا كاف داخبل في الذـ‪( .‬قرز) ](*) كال‬
‫يذـ رحمو الفاسق كلو ذميا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فهو يستحق الذـ‪ ،‬كاالستخفاؼ بو لفسقو‪ ،‬ال إذا كاف على كجو التشفي بو ألجل غرض فبل يجوز‪.‬‬
‫من باب حد القذؼ (*) كىي اإلىانة‪ ،‬كاالستخفاؼ‪ ،‬كاألمر‪ ،‬كالنهي (*) ممن ال كالية لو‪( .‬غيث‬
‫معنى)‪.‬‬
‫(‪ )3‬في جواز ذلك‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالقذؼ‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )5‬أك علم كونو صغيرا مع القصد لذلك‪( .‬شكايدم)‬
‫(‪ )6‬ينقض؛ ألنو أذل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬أك ابطو أك فمو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬مع القصد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )9‬االستبعاد مع قصد األذية‪( .‬شكايدم) (قرز) كقد ذكره (النجرم) في باب الجماعة‪.‬‬

‫(‪)058/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) منها‪ :‬تعمد (القهقهة في الصبلة) (‪ )7‬فإنها ناقضة‪.‬‬


‫قاؿ السيد يحيى بن الحسين [قول]‪ :‬ىذا إذا قهقو في فريضة ال نافلة فبل ينتقض كضوءه(‪ )0‬ألف لو‬
‫أف يتكلم فيها‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إف القهقهة تنقض عمدا كانت أـ سهوا‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬إنها ال تنقض‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ال في سجود تبلكة أك نحوه؛ إذ ليس بصبلة‪ ،‬كفي صبلة الجنازة ينقض‪ ،‬كفي سجود السهو ال‬
‫ينقض [قوم] إذ ليس بصبلة‪( .‬شامي) بل ينقض؛ إذ ىو كالجزء منها‪ ،‬كألنو جزء لها فيكوف لو حكمها‪.‬‬
‫(قرز) (*) ألجل الخبر كىو ما ركم (أف ابن أـ مكتوـ كقع في بئر‪ ،‬فلما رآه أىل الصف األكؿ ضحكوا‬
‫لوقعتو‪ ،‬كضحك لضحكهم أىل الصف الثاني‪ ،‬فأمر النبي صلى اهلل عليو كآلو أىل الصف األكؿ بإعادة‬
‫الصبلة‪ ،‬كأىل الثاني بإعادة الوضوء) (*) كتعمدىا؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬من ضحك في صبلتو‬
‫قرقرة فعليو الوضوء) كالقرقرة تقتضي التعمد؛ ألنها تكرير الضحك‪ .‬كعند المؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‬
‫أنها تنقض كإف لم يتعمد؛ لما ركم أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أمر من قهقة في الصبلة بإعادة الوضوء‬
‫كالصبلة‪ .‬قلنا محموؿ على أنو تعمدىا‪ ،‬بدليل قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬الضاحك في صبلتو‬
‫كالملتفت سواء) كمعلوـ أف االلتفات فيها ال يوجب الوضوء‪ .‬كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (المقهقو‬
‫يعيد الصبلة‪ ،‬كال يعيد الوضوء)‪ .‬أنهار (*) أك تعمد سببها‪( .‬بياف) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كفيو نظر لعموـ الخبر‪( .‬بحر) (*) قلت‪ :‬كظاىر األزىار يقتضيو؛ ألف الكبلـ في العاصي‪( .‬مفتي)‬
‫(*) بل ال فرؽ‪ .‬ك(قرز)‬

‫(‪)059/7‬‬
‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفي المعاصي ما جعلوه ناقضا للوضوء لزعمهم أنو كبير‪ ،‬كىو ضعيف فأشرنا‬
‫إليو بقولنا (قيل‪ )7(:‬ك) منها (لبس الذكر الحرير((‪.)0‬‬
‫كفي الشرح عن المؤيد باهلل في أحد قوليو‪ :‬إف الكبائر تنقض‪ ،‬كإف لبس الحرير كبيرة‪.‬‬
‫كإنما يكوف كبيرا حيث يلبسو لغير عذر‪ ،‬عالما بتحريمو(‪.)3‬‬
‫(ال لو توضأ البسا لو) فإنو ال ينقض الوضوء باستمراره‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ ،‬كالفقيو علي‪ :‬ألف ذلك إصرار(‪ ،)4‬كاإلصرار ال ينقض الوضوء‪.‬‬
‫(ك) منها (مطل الغنى(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬القاضي زيد‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالمذىب أنو ال ينقض الوضوء‪ ،‬لكن ال تصح الصبلة فيو سول لبسو قبل الوضوء أـ بعده‪( .‬قرز)‬
‫ألنو ليس بكبيرة‪( .‬بياف) (*) كالخنثى‪ )*( .‬كالذىب‪ ،‬كالفضة‪ ،‬ال المشبع صفرة كحمرة فبل ينقض كفاقا‪.‬‬
‫[ككذا ال ينقض الوضوء من لمس الفرجين بباطن الكف ببل حائل(‪ )7‬كال امرأة غير محرـ (‪ )0‬كال أكل‬
‫ما مستو النار (‪ )3‬كال لحوـ األبل‪( .‬ىداية)‪[ )7( .‬كلم ير علي عليو السبلـ بذلك بأسا‪ ،‬ككرىو الحسن‬
‫بن يحي‪( .‬حاشية ىداية)] (‪[ )0‬خبلؼ الباقر‪ ،‬كالنخعي‪( .‬جامع األصوؿ)] (‪[)3‬خبلؼ ابن عمر‪،‬‬
‫كعائشة‪ ،‬كأبي ىريرة‪( .‬ىداية)]‬
‫(‪ )3‬معتمدا‪.‬‬
‫(‪ )4‬كذىب عليو في (بياف ابن مظفر)‪.‬‬
‫(*) ىذا التعليل فيو ضعف؛ ألف اإلصرار ىو االمتناع من التوبة‪ ،‬ال إحداث معصية‪ .‬قلت‪ :‬ال كجو‬
‫لبلعتراض؛ إذ استمرار اللبس ال يتضمن أكثر من اإلصرار‪ ،‬سيما حيث الملبوس ال يفتقر إلى تجديد‬
‫أكواف لبس كالقميص‪( .‬مفتي) (*) صوابو‪ :‬لمعاكدتو‪ ،‬كليس بإصرار‪.‬‬
‫(‪ )5‬المراد بالغني الذم يتمكن من قضاء الدين زائدا على ما استثني للمفلس‪( .‬قرز) كالمختار ال ينقض‬
‫إال أف يحصل أذية‪( .‬شامي)‪(.‬قرز) مع القصد‪( .‬قرز) ]‬

‫(*) عطف قولو‪" :‬كمطل الغني كالوديع" على قولو‪" :‬كلبس الذكر الحرير" يوىم أنو ليس بكبيرة‪ ،‬كأنو ال‬
‫ينقض الوضوء على المذىب‪ ،‬كلبس الذكر الحرير‪ ،‬كليس كذلك‪ ،‬بل ىو كبيرة على المذىب‪ ،‬ناقض‬
‫للوضوء‪ ،‬كلو لم يذكره؛ لدخولو في الكبيرة‪( .‬تذكرة)‬

‫(‪)062/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كالوديع) إذا كاف عليو دين أك معو كديعة قدر نصاب فطولب فامتنع من القضاء كالرد‪ ،‬كالوقت متسع أك‬
‫مضيق‪ ،‬كخشي فوت المالك(‪ ،)7‬كىو متمكن من التخلص فإنو ناقض للوضوء(‪ )0‬لكونو كبيرا‪ ،‬قياسا‬
‫على سرقتو‪ ،‬الشتراكهما في الغصب‪ ،‬فأما دكنو فبل ينقض(‪.)3‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإلى ذلك أشرنا بقولنا‪( :‬فيما يفسق(‪ )4‬غاصبو)(‪ )5‬ال دكنو‪ ،‬كاختلفوا في تحديده‬
‫فعندنا عشرة دراىم‪ .‬قاؿ في التقرير‪ :‬كقيل‪ :‬خمسة دراىم(‪.)6‬‬
‫كفي كبلـ الهادم عليو السبلـ كأحمد بن يحيى‪ ،‬كالناصر ما يدؿ على أنو يفسق بدكف ذلك(‪.)7‬‬
‫فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك تضرره‪.‬‬
‫(‪ )0‬كأما الصبلة فتبطل بالقليل؛ ألنو عاص بالمضي فيها‪ ،‬كمأمور بالخركج منها لغيرىا‪ ،‬فيأتي على ىذا‬
‫أف ىؤالء الظلمة ال صبلة لهم إال آخر الوقت؛ ألف اهلل مطالب لهم في كل كقت من األكقات بردىم‬
‫المظالم إلى مستحقها‪( .‬تعليق لمعة)‬
‫(‪ )3‬ما لم يتأذ بذلك‪ .‬مع القصد‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالظاىر عدـ الفسق؛ لعدـ الدليل القاطع‪ ،‬كال يقاس على نصاب السرقة الحتماؿ أف يكوف ىتك‬
‫الحرز جزء من العلة‪( .‬بهراف)‪ .‬ىذا يخالف الصبلة‪ ،‬فإنو لو طولب باليسير لم تصح صبلتو إال في آخر‬
‫الوقت؛ ألف أكوانو معصية‪ .‬بل من حيث أنو مأخوذ بالخركج‪ ،‬فبل يصح إال في آخر الوقت إال أف يمنع‬
‫منو إجماع‪ .‬كنجيب‪ :‬أف الصبلة مقصودة في نفسها‪ ،‬بخبلؼ الوضوء‪ ،‬فالمقصود بو غيره‪( .‬زىور معنى)‬
‫(‪ )5‬كىذا ليس بصحيح على المذىب؛ ألنو ال يفسق بالقياس‪ ،‬فبل ينقض الوضوء ما لم يتأذ بذلك‬
‫(قرز) مع القصد‪( .‬قرز) (*) ككذلك من معو كتب موقوفة يمنعها ال تجزيو صبلتو إال في آخر الوقت؛‬
‫ألنو في حكم المطالب من جهة اهلل تعالى‪( .‬من نسخة الفقيو يوسف) كالمقرر أنو إذا حصلت أذية‬
‫انتقض [كلو درىما] كإال فبل‪( .‬قرز) مع التعمد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬قياسا على غل الزكاة [في أف أقل ما يجب منها خمسة دراىم ][صاحب القيل‪ :‬أبو علي ]‪.‬‬
‫(‪ )7‬بناء على أف كل غصب كبيرة‪.‬‬

‫(‪)067/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال يرتفع يقين الطهارة كالحدث إال بيقين)(‪ )7‬كقد تضمن ىذا طرفين‪ ،‬أحدىما‪ :‬أف من تيقن الطهارة‬
‫لم ينتقل عن ىذا اليقين بما يعرض لو من شك(‪ )0‬أك ظن فيعمل بالطهارة حتى يتيقن ارتفاعها‪ .‬كقاؿ‬
‫مالك‪ :‬إف الشك بعد الوضوء يوجب إعادتو‪.‬‬
‫كأما الطرؼ الثاني‪ :‬كىو في حكم يقين الحدث إذا تعقبو شك أك ظن في كقوع الطهارة‪.‬‬
‫أما إذا تعقبو شك فإنو ال يكفي‪ ،‬بل يجب الوضوء(‪ .)3‬قاؿ في الزكائد‪ :‬إجماعا(‪.)4‬‬
‫كأما إذا تعقبو ظن الطهارة فعندنا أنو كالشك(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك خبر عدؿ؛ إذ ال فرؽ بينو كبين ما تقدـ [ىذا في جملة الوضوء‪ ،‬كأما في أبعاضو فعلى التفصيل‬
‫المذكور في الكتاب]‪.‬‬
‫(‪ )0‬مسألة) كيجب رفع الشك في اهلل (‪ )7‬بأدلتو‪ ،‬كندب آمنت باهلل كبرسولو للخبر‪ ،‬كالرجوع إلى قوؿ‬
‫علي عليو السبلـ‪( :‬كلما حكاه الفهم‪ ،‬أك تصوره الوىم فاهلل بخبلفو) كقولو عليو السبلـ‪( :‬التوحيد إال‬
‫تتوىمو‪ ،‬كالعدؿ أف ال تتهمو)‪( .‬بحر) (‪ )7‬عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (إف الشيطاف يأتي أحدكم‬
‫فيقوؿ‪ :‬اهلل خلقك فمن خلق اهلل‪ ،‬فإذا أحس بذلك من نفسو فليقل‪ :‬آمنت باهلل كبرسولو) قاؿ اإلماـ‬
‫يحي‪ :‬كإنما نبو بذلك؛ ألف في ىذا اإلقرار سبلمة عن خطر الكلمة‪ ،‬كتسليما ألمر اهلل تعالى لما ىو‬
‫عليو‪( .‬شرح بحر لفظا) (*) خبلؼ المؤيد باهلل في الظن المقارب‪.‬‬
‫(‪ )3‬كمن تيقن الطهارة كالحدث كشك في السابق توضأ (‪ )7‬رجوعا إلى األصل ػ كىو أنو كلد محدثا ػ‪.‬‬
‫(بياف) ك(بحر)‪ .‬قاؿ في (المعيار) ك(شرح أثمار)‪ :‬ال إذا تيقن موجب الغسل كرافعو فبل؛ ألف األصل‬
‫الطهارة (‪ )7‬يقاؿ‪ :‬ىبل حكم بتأخر الطهارة ألنها كالنافلة ? لعل الوجو كوف الصبلة ال تودل إال بطهارة‬
‫متيقنة‪ ،‬كال يقين في ىذه الحالة‪( .‬شامي)‬
‫(‪ )4‬بل فيو خبلؼ مالك‪( .‬جامع)‬
‫(‪ )5‬إشارة إلى خبلؼ المؤيد باهلل في الظن المقارب‪.‬‬

‫(‪)060/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(فمن لم يتيقن غسل) عضو(‪ )7‬من أعضاء الوضوء(‪( )0‬قطعي)(‪ )3‬أم‪ :‬الدليل على كجوب غسلو‬
‫قطعي(‪ )4‬يفيد العلم ال الظن (أعاد) غسل ذلك العضو كما بعده؛ ألجل الترتيب(‪ ،)5‬كلو حصل لو ظن‬
‫بأنو قد غسلو لم يكتف بذلك الظن بل يعيد (في الوقت) المضركب للصبلة التي ذلك الوضوء ألجلها‪،‬‬
‫سواء كاف قد صلى أك لم يصل‪ ،‬فإنو يعيده كالصبلة‪ ،‬مهما بقي الوقت (مطلقا) (‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك بعضو] أك تيممو‪ ،‬أك مسحو‪( .‬قرز) أك االنغماس‪( .‬قرز) (*) ككذا الحكم لو ترؾ لمعة منو لكن‬
‫في غسل ما بعدىا كجهاف‪ :‬يجب الترتيب‪ ،‬كال؛ إذ ال دليل في دكف العضو‪ .‬قلت‪ :‬كالقطعي ما فوؽ‬
‫الدرىم البغلي في الوضوء‪ ،‬كما فوؽ ربع العضو في التيمم‪( .‬بحر)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كضابطو) إف علم المتركؾ أك ظنو كجب إعادة غسل المتركؾ كما بعده ألجل الترتيب‪ ،‬كصبلة يومو‬
‫كليلتو كاألياـ الماضية‪ .‬كإف ظن الفعل أك شك أعاده(‪ )7‬لصبلة يومو كليلتو فقط‪ ،‬ال األياـ الماضية‪ ،‬كإف‬
‫كاف المتركؾ ظنيا‪ ،‬فإف ظن فعلو كفاه؛ عمبل بقوؿ اإلماـ‪" :‬كيكفي الظن في أداء الظني" كإف ظن تركو‬
‫أعاد في الوقت ال بعده؛ ألف كل مسألة خبلفية خرج كقتها فبل قضاء‪ .‬كإف شك ىل فعل أـ ال أعاد‬
‫للمستقبلة دكف ما قد صلى‪ ،‬أك ما ىو فيو (‪ )0‬فبل إعادة‪( .‬سماع سيدنا عبد اهلل بن أحمد المجاىد)‬
‫(قرز) (‪ )0‬ألف الدخوؿ فيو بمنزلة الحكم بصحتو‪ )7(.‬كما بعده في صورة الشك‪ ،‬ال في الظن؛ ألف‬
‫الترتيب ظني فبل يعيد ما بعد المتركؾ مع ظن الفعل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬أك في مذىبو عالما بوجوبو فيعيد في الوقت مطلقا‪ ،‬كبعده إف ظن تركو‪ ،‬ككذا إف ظن فعلو أك شك‪.‬‬
‫(‪ )4‬كل األعضاء قطعية‪ ،‬إال المضمضمة كاالستنشاؽ‪ ،‬كما تحت جلدة األغلف ظنية‪.‬‬
‫(‪ )5‬يقاؿ‪ :‬إف حصل لو ظن الفعل إعاده فقط‪ ،‬ال ما بعده؛ ألف الترتيب ظني‪ ،‬كإف لم يحصل لو ظن‬
‫بفعلو فبل إشكاؿ في إعادة ما بعده على قواعدىم‪( .‬محيرسي) (قرز)‬
‫(‪ )6‬ال فائدة لقولو‪" :‬مطلقا" إذ سيأتي في قولو‪" :‬إف ظن فعلو" [كلفظ حاشية‪ :‬قولو‪" :‬مطلقا" يعني‪:‬‬
‫سواء علم الترؾ‪ ،‬أك ظن الفعل كالترؾ‪ ،‬أك شك‪( .‬نجرم بلفظو)]‪.‬‬

‫(‪)063/7‬‬

‫_____________________________‬

‫أم‪ :‬سواء حصل لو ظن بفعلو أك لم يحصل (كبعده) أم‪ :‬كبعد الوقت أيضا يعيد غسلو كالصبلة قضاء‬
‫(إف ظن تركو) فيعيد صلوة يومو‪ ،‬كاألياـ الماضية أيضا (ككذا) يعيد غسلو بعد الوقت‪ ،‬كالصبلة قضاء‬
‫(إف ظن فعلو)(‪ )7‬أم‪ :‬فعل الغسل لذلك العضو (أك شك)(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬سيأتي في سجود السهو تفصيل في العلمي‪ .‬قيل‪ :‬ىذا على قوؿ المؤيد باهلل‪ .‬كقيل‪ :‬يحمل على‬
‫األياـ الحاضرة‪ ،‬كما يأتي على األياـ الماضية‪ ،‬كالظاىر أف ىذا مطلق مقيد بما سيأتي(‪ )7‬فيحمل(‪)0‬‬
‫عليو (*) كفاقا [(‪)7‬كىو قولو‪" :‬كمن العلمي في أبعاض ال يؤمن عود الشك فيها"][(‪)0‬كقيل‪ :‬الذم‬
‫يأتي يؤمن عود الشك فيو‪( .‬محيرسي)‪ .‬يقاؿ‪ :‬كبماذا ىو مقيد فيما يأتي؛ إذ ال قيد فيما يأتي؛ ألف ىنا‬
‫صرح أنو تجب عليو اإلعادة كإف ظن الفعل‪ ،‬سواء خرج الوقت أـ ال‪ ،‬إال لؤلياـ الماضية حيث لم يذكر‬
‫إال بعد خركج الوقت مع ظن الفعل‪ ،‬أك شك‪ ،‬كظاىره من غير فرؽ بين المبتلى كالبتدم‪ ،‬خرج الوقت أـ‬
‫ال‪ ،‬كقد سول بين الموضعين في المبتلى بالشك في الوضوء كالصبلة ال في المبتدم فيكفي في أبعاض‬
‫الصبلة‪ ،‬ال في أبعاض الوضوء‪ .‬فإف قيل‪ :‬ما الفرؽ بين أركاف الوضوء كأركاف الصبلة أف أركاف الصبلة‬
‫يكفي فيها الظن مطلقا‪ ،‬كأركاف الوضوء ال يكفي فيها إال في حق المبتلى ? يقاؿ‪ :‬الركن في الوضوء‬
‫لجملة الصبلة كما صرح بو في األزىار؛ ألف الصبلة مبنية عليو؛ لكونها ال تصح إال بعد فعلو‪ ،‬بخبلؼ‬
‫ركن الصبلة فافترقا‪( .‬سيدنا عبد اهلل دالمة) رحمو اهلل‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬كإنما ذكر الشك كلم يكتف بقولو‪":‬إف ظن فعلو" ألنو إذا كجب مع الظن فأكلى مع الشك‪ .‬كجو‬
‫ذكره للعطف كىو قولو‪" :‬إال لؤلياـ الماضية" ألنو لو سكت من الشك كلم يذكره أكىم أنو يعطف إلى‬
‫الظن‪ ،‬كأما الشك فبل يعطف على المفهوـ فلما ذكره رجع إلى الظن كالشك‪( .‬تكميل) كال يقاؿ‪ :‬إنو‬
‫يكتفي أف يقوؿ‪ ،‬أك شك؛ ألنو يوىم أنو إذا ظن أنها ال تلزمو اإلعادة ليومو‪ ،‬ىكذا ذكره (المجاىد)‬
‫(قرز) (*) كإنما فرقوا بين أبعاض الوضوء كأبعاض الصبلة لكثرة الوسواس في الصبلة‪ ،‬كقد أشار عليو‬
‫السبلـ إلى ىذا القوؿ إذا شك أحدكم في صبلتو فلم يدر ما صلى ثبلثا أـ أربعا فلينظر أحرل ذلك إلى‬
‫الصواب‪ .‬كقاؿ صلى اهلل عليو كآلو في الوضوء (إف الشيطاف ليأتي أحدكم فينفخ بين إليتيو‪ ،‬فبل ينتقل‬
‫حتى يسمع لو صوتا‪ ،‬أك يجد لو ريحا) كأشار إلى أنو ال يعمل إال باليقين‪( .‬زىور)‬

‫(‪)064/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ىل كاف غسلو أـ لم يغسلو (إال لؤلياـ الماضية) (‪ )7‬فإنو ال يقضى صبلتها إذا غلب في ظنو أنو كاف قد‬
‫غسل ذلك العضو أك شك‪ ،‬كإنما يعيد صلوة يومو أداء كقضاء(‪ .)0‬قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬كصبلة‬
‫ليلتو(‪)3‬؛ ألف الليلة تتبع اليوـ كالعكس للعرؼ(‪.)4‬‬
‫كقاؿ الفقيو حسن عن الفقيو محمد بن يحيى حنش‪ :‬ال تتبع‪ ،‬فبل يقضي من صبلة ذلك اليوـ إال الفجر‬
‫فقط‪.‬‬
‫كقاؿ القاضي زيد‪ :‬ال حكم للشك بعد انقضاء الوقت‪ ،‬فبل يعيد من الصبلة إال ما بقي كقتو‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إذا فرغ من صبلتو فبل حكم لشكو في الوضوء‪ ،‬كما ال حكم لشكو في‬
‫الصبلة‪ ،‬كبعد فراغو منها(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف قلت‪ :‬ىبل أكجبتم إعادة الصبلة الماضية كصبلة اليوـ‪ ،‬أك أسقطتم القضاء مطلقا كما قاؿ‬
‫القاضي زيد ? كإال فما الفرؽ ? قلت‪ :‬الفرؽ كاضح؛ ألنا لو أكجبنا عليو ذلك لؤلياـ الماضية أدل إلى‬
‫حرج شديد‪ ،‬كىو أف اإلنساف ال يزاؿ مستحضرا للعلم بتفاصيل كل كضوء قد مضى كقتو‪ ،‬كىذا متعذر‬
‫قطعا‪ ،‬فبل يزاؿ يعيد‪ ،‬بخبلؼ اليوـ الحاضر كالليلة‪ ،‬فالحرج في اإلعادة فيو خفيفة فجاز التعبد بو‪.‬‬
‫(غيث) قلت‪ :‬الحرج ال يسقط بو الواجب‪( .‬عن اإلماـ عز الدين عليو السبلـ) كإنما ذلك بدليل خاص‬
‫عنو عليو السبلـ كسيأتي ما يؤيد ىذا في شرح قولو‪" :‬كإال أعاد من لم يلحق بأىلو" [كيحمل ىذا على‬
‫أنو صلى ىذه المدة بوضوء كاحد‪ ،‬أك كقع معو في كل كضوء‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )0‬كلم يفد الخبلؼ ىنا في خركج الوقت؛ ألف المسألة إذا أجمع على كجوبها‪ ،‬كاختلف في أصل‬
‫أدائو لم يكن للخبلؼ فائدة‪ ،‬كقد ذكر معناه في (البياف)‪.‬‬
‫(‪ )3‬ىذا القوؿ حكاه ألىل المذىب‪ ،‬كالقوؿ الثاني مذىبو [بأنو عرض لو في نهاره في كضوء ليلتو‬
‫المتقدمة‪ ،‬كإف عرض لو بالليل في كضوء يومو قضى صبلة نهاره‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )4‬تخريجا للهادم من االعتكاؼ‪.‬‬
‫(‪ )5‬قاؿ‪ :‬كلم يقل ال حكم لشكو في الوضوء بعد فراغو منو‪ ،‬بل من الصبلة؛ ألف الوضوء مقصود لها‪.‬‬
‫(صعيترم)‬

‫(‪)065/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا ليس بصحيح؛ ألف الشاؾ في عضو كالشاؾ في جملة الصبلة‪ ،‬كالشاؾ‬
‫في جملتها يعيد مطلقا(‪.)7‬‬
‫(فأما) من شك(‪ )0‬في العضو (الظني) كىو الذم دليل كجوب غسلو ظني‪ ،‬أم‪ :‬يفيد الظن ال العلم فبل‬
‫يعيد غسلو إال في كقت الصبلة التي غسلو ألجلها‪ ،‬ال بعد خركجو‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإلى ذلك أشرنا بقولنا‪( :‬ففي الوقت) أم‪ :‬فيعيده في الوقت (إف ظن) المتوضي‬
‫(تركو)(‪ )3‬فإف كاف قد فعل الصبلة أعادىا أيضا إف كاف كقتها باقيا‪.‬‬
‫ىذا حكم من عرض لو بعد الطهارة ظن بأنو ترؾ عضوا ظنيا‪.‬‬
‫فأما من عرض لو شك ال سول فقد ذكر عليو السبلـ حكمو بقولو‪( :‬ك) من شك في غسل عضو ظني‬
‫أعاد غسلو كما بعده (لمستقبلة)(‪ )4‬أم‪ :‬يعيده لصبلة مستقبلة (ليس) ذلك المتوضئ داخبل (فيها) فأما‬
‫المستقبلة التي قد دخل فيها فبل يعيده لها(‪( )5‬إف شك)(‪ )6‬في غسل ذلك العضو الظني‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل ألف الصبلة مقصودة في نفسها‪ ،‬كالوضوء المقصود بو غيره‪ .‬كىو ال يكتفى أف يأتي بالمقطوع‬
‫بما ىو مشكوؾ‪.‬‬
‫(‪ )0‬عبارة (ابن بهراف)‪ :‬فأما من لم يتيقن غسل عضو ظني ألنو يترتب عليو التفصيل‪ )*( .‬أك ظن‪.‬‬
‫[كيمكن توجيو عبارتو بأف يقاؿ‪ :‬مراده إف شك فتحرل‪ ،‬كلم يثمر إال الشك]‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإف قلت‪ :‬إذا غلب في ظنو الترؾ أعاد‪ ،‬كقد أدل الصبلة بالظن‪ ،‬كىذا ظن‪ ،‬كالظن ال ينقض الظن‬
‫? الجواب‪ :‬أف الظن األكؿ عاـ‪ ،‬كىذا خاص‪ ،‬كالخاص أكلى من العاـ‪ ،‬كإف شئت قلت‪ :‬األكؿ جملي‪،‬‬
‫كىذا تفصيلي‪ ،‬كالتفصيلي أكلى من الجملي‪( .‬تعليق لمعة) (*) ىذا في الناسي كالجاىل‪ ،‬ال العامد فيعيد‬
‫مطلقا‪( .‬بياف) (قرز) في الوقت كبعده؛ ألنو في حقو كالقطعي‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كمن المستقبل سجود السهو‪ .‬كقيل‪ :‬ليس بمستقبل‪ ،‬كما أنو ال يعيد التيمم لها‪.‬‬
‫(‪ )5‬ألف الدخوؿ فيها كالحكم بصحتها‪.‬‬
‫(‪ )6‬ىذا ذكره أبو مضر‪.‬‬

‫(‪)066/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ أبو جعفر(‪ :)7‬يعيد للمستقبلة‪ ،‬كالتي ىو فيها‪ ،‬ال للماضية‪.‬‬


‫كقاؿ أبو الفضل الناصر‪ )0(:‬كللماضية(‪ )3‬أيضا إف بقي كقتها(‪.)4‬‬
‫باب الغسل(‪)5‬‬
‫كجوبو معلوـ من دين النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم ضركرة فبل حاجة إلى االستدالؿ على جملتو‬
‫فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو قوؿ الهادم في األحكاـ‪( .‬رياض) كقواه في (البحر)‬
‫(‪ )0‬مصنف (المدخل) على مذىب الهادم عليو السبلـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كاعلم أنو قد حصل في ىذه الثبلثة األقواؿ‪ :‬أف االجتهاد يبطل بالشك للمستقبل‪ ،‬كىذا موافق لما‬
‫ذكره أبو العباس أنو إذا تحرل للصبلة‪ ،‬كأراد الصبلة الثانية كىو غير شاؾ جاز ذلك‪ ،‬كمخالف لما ذكره‬
‫أبو مضر أف التحرم األكؿ ال يبطل إال بالظن بخبلفو‪ ،‬فكاف يلزـ على قوؿ أبي مضر أنو ال يعيد‬
‫للمستقبل‪ ،‬كالوضوء كالمستقبل مقصوداف لغيرىما‪( .‬رياض)‪.‬‬
‫(‪ )4‬مسألة) قاؿ اإلماـ يحي‪ :‬كيستحب التوقي عن كسواس الطهارة المخرجة عن الحد الشرعي‪،‬‬
‫كليمتثل ما أمر بو الرسوؿ في قولو‪(:‬إف للوضوء شيطانا يقاؿ لو‪ :‬الولهاف فاتقوا كسواس الماء) صدؽ‬
‫اإلماـ نفع اهلل بو‪ .‬كذكر في موضع سؤآالف‪ .‬األكؿ قاؿ‪ :‬فإف قيل‪ :‬ما تقولوف في حاؿ من تعلق بو‬
‫الوسواس في كضوءه حتى زاد على الثبلث‪ ،‬كخرج بذلك كقت االختيار ? فالجواب‪ :‬أنو يقطع بخطائو‪،‬‬
‫كيقطع أنو بدعة لمخالفتو األدلة‪ ،‬كمن عادة الشرع‪ ،‬كلوركد التحريز عن الزيادة‪ ،‬كفي الحديث (إنو‬
‫سيكوف في ىذه األمة قوـ يعتدكف في الطهارة كالدعاء) قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬اإلعتداء في الدعاء الجهر‬
‫بو‪ ،‬قاؿ اإلماـ يحي‪ :‬فأما تكفيره كتفسيقو فمعاذ اهلل‪( .‬شرح جماؿ الدين علي بن محمد بن قاسم على‬
‫األزىار)‬
‫(‪ )5‬حقيقتو‪ :‬إفاضة الماء من قمة الرأس إلى قرار القدـ مقركنا بالدلك مع النية في أكلو‪( .‬أثمار) (*)‬
‫بالضم للفعل‪ ،‬كبالفتح للمصدر‪ ،‬كبالكسر لما يغسل بو من سدر كصابوف كنحوه‪.‬‬

‫(‪)067/7‬‬
‫_____________________________‬

‫(يوجبو) أم‪ :‬يوجب الغسل أمور أربعة منها (الحيض)(‪( )7‬ك) منها (النفاس) كسيأتي الكبلـ فيهما‪،‬‬
‫كالثالث (اإلمناء(‪ ))0‬كىو انزاؿ المني (لشهوة) سواء كاف من رجل(‪ )3‬أك امرأة‪ ،‬في يقظة(‪ )4‬أك‬
‫احتبلـ‪.‬‬
‫كالمني‪ :‬بفتح الميم‪ ،‬ككسر النوف‪ ،‬كتشديد الياء‪ .‬كأما المذم(‪)5‬كالودم فمخففاف‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إال من الخنثى؛ ألف الحيض كالمني ال يستدؿ بها في الخنثى‪ ،‬ذكره أبو طالب‪ .‬كقاؿ أبو جعفر‬
‫يستدؿ بهما‪( .‬بستاف) (*) الصواب‪ :‬الطهر من الحيض‪( .‬ضوء النهار)‬
‫(‪ )0‬فائدة) ىل يعتبر خركج المني إلى خارج اإلحليل‪ ،‬أك يكفي نزكلو إلى القضيب ? فحكى (القاضي‬
‫عبد اهلل الدكارم) أف العبرة نزكلو إلى القضيب‪ .‬كظاىر كبلـ المذاكرين أف العبرة بظهوره إلى موضع‬
‫التطهير‪( .‬قرز) (*) كال يشترط اقتراف خركج المني الشهوة عندنا‪ ،‬ذكره في (الشرح)‪( .‬زىور) كفي‬
‫(النجرم) ما لفظو‪( :‬مسألة) فأما لو خرج المني بعد البوؿ كقد كاف تحقق الشهوة قبل أف يبوؿ ? قاؿ‬
‫عليو السبلـ‪ :‬فاألقرب أنو ال يجب الغسل‪ .‬ذكر ذلك حين سألتو‪( .‬بلفظو)‪ .‬قد انقطع بالبوؿ‪( .‬سماع‬
‫فلكي)‬
‫(‪ )3‬ككذا الخنثى إذا خرج من قبليو (‪ )7‬فإف خرج من أحدىما فوجهاف للشافعية‪ ،‬رجح اإلماـ يحيى‬
‫الوجوب‪ ،‬كقاؿ اإلماـ عز الدين‪ :‬األرجح عدـ الوجوب الحتماؿ كونو عضوا زئدا (‪ )7‬مع حصوؿ‬
‫الشهوة في كل كاحد منهما‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )4‬قاؿ في (القاموس)‪ :‬اليقظة بالتحريك نقيض النوـ‪ )*( .‬كخركجو من الدبر ال يوجب؛ إذ ال شهوة‪.‬‬
‫(بحر) فإف حصلت الشهوة كجب‪ .‬كعن سيدنا (عامر)‪ :‬المختار عدـ الوجوب‪ .‬كاختاره اإلماـ عز‬
‫الدين‪ ،‬كمثلو عن (المفتي) إذ األحكاـ الواردة في المني ليست إال كاردة في خركجو من اإلحليل الذم‬
‫ىو طريقو‪ ،‬كال يعلم أف لو طريقا سواه‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬المذم ىو ما يخرج من الرطوبة عند التفكر كاللمس‪ .‬كالودم‪ :‬أبيض غليظ يخرج عقيب البوؿ‪.‬‬
‫(نجرم)‬

‫(‪)068/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كعن األموم(‪ )7‬تشديد الودم‪ .‬كىكذا في الصحاح‪.‬‬


‫كالمني‪ )0(:‬أبيض غليظ لو ريح الطلع(‪ )3‬رطبا‪ ،‬كريح العجين يابسا‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ىكذا ذكر بعضهم‪ ،‬كفيو نوع إبهاـ؛ ألنو لم يبين أعجين حنطة(‪ )4‬أـ غيره‪ ،‬كقد يصفر‬
‫للمرض‪ ،‬كيحمر إذا أجهد نفسو في الجماع‪ ،‬كمني المرأة أصفر(‪)5‬رقيق‪ ،‬كقد يخرج‪ ،‬كاألغلب‬
‫استتاره(‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬من علماء اللغة‪ .‬كقيل‪ :‬عمر بن عبد العزيز‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ في (االنتصار)‪ :‬كيسمي المني منيا؛ ألنو يراؽ‪ ،‬كمنو سميت منى؛ لما يراؽ فيها من الدماء‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىو أكؿ ما يظهر من ثمر النخلة‪ ،‬كقبل أف ينفتح فهو نضيد في أكمامو‪.‬‬
‫(‪ )4‬قاؿ في الزيادات‪ :‬عجين حنطة‪.‬‬
‫(‪ )5‬فمني المرأة كرائحة مني الرجل‪ ،‬كتلتذ بخركجو‪ ،‬كتقترف شهوتها بعده‪ ،‬ىذا من خواصو‪ .‬كمني الرجل‬
‫أبيض غليظ‪ ،‬يخلق منو عظم الولد كعصبو‪ ،‬كماء المرأة كما ذكركا يخلق منو الدـ كاللحم‪ ،‬فإذا التقي‬
‫الماآف فإف غلب ماء الرجل ماء المرأة كاف ذكرا بإذف اهلل تعالى‪ ،‬كإف غلب ماء المرأة ماء الرجل كاف‬
‫أنثى بإذف اهلل تعالي‪ .‬كقيل‪ :‬إف الولد يكوف أشبو بمن غلب ماؤه (*) قيل‪ :‬أف اإلنساف خلق من أربعة‬
‫عشر شيأ أربع من األب‪ ،‬كأربع من األـ‪ ،‬كست من خزائن اهلل تعالى‪ .‬فالتي من األب الجلد‪ ،‬كالعظم‪،‬‬
‫كالعركؽ‪ ،‬كالعصب‪ .‬كمن األـ اللحم‪ ،‬كالشحم‪ ،‬كالدـ‪ ،‬كالشعر‪ .‬كأما التي من خزائن اهلل فهي‪ :‬السمع‪،‬‬
‫كالبصر‪ ،‬كالشم‪ ،‬كالذكؽ‪ ،‬كاللمس‪ ،‬كالركح‪( .‬غشم)‬
‫(‪ )6‬كال يجب عليها الغسل إال إذا بلغ موضع التطهير‪( .‬شفاء)‬

‫(‪)069/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كإنما يوجب المني مع الشهوة الغسل (إف تيقنهما) الشخص الصادراف عنو (أك) تيقن خركج (المني) منو‬
‫(كظن) كقوع (الشهوة)(‪ )7‬كىي اضطراب البدف لسبب اإلنزاؿ‪ .‬أما لو تيقن المني‪ ،‬كشك في الشهوة‬
‫لم يجب الغسل‪ .‬كقاؿ أبو العباس‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إنو يجب كإف تيقن عدمها‪.‬‬
‫قولو‪( :‬ال العكس)(‪ )0‬يعني‪ :‬فإنو ال يوجب الغسل‪ ،‬كىو أف يتيقن الشهوة كيظن المني‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يقاؿ‪ :‬ما الفرؽ بين المني كالشهوة ػ أف المني يشترط فيو التيقن‪ ،‬كالشهوة كفي بها الظن ? قلنا‪:‬‬
‫المني سبب‪ ،‬كالشهوة شرط‪ ،‬كىو يكفي في الشركط‪( .‬غيث) أقوؿ‪ :‬ىذا الفرؽ ليس بشيء‪ ،‬كبرىاف‬
‫ذلك أف دخوؿ الوقت سبب‪ ،‬كما (قرز) كىو يكتفى بالظن‪ ،‬كالوصف شرط فيو‪ ،‬كىو ال يكتفي فيو‬
‫بالظن‪ ،‬كأنظار ذلك كثير فتأمل‪( .‬من خط القاضي العبلمة محمد بن علي الشوكاني) (*) كفي ذلك تسع‬
‫صور‪ :‬تيقن المني‪ ،‬كتيقن الشهوة كجب الغسل‪ .‬تيقن المني‪ ،‬كظن الشهوة كجب الغسل‪ .‬تيقن المني‪،‬‬
‫كشك الشهوة لم يجب‪ .‬ظن المني‪ ،‬كتيقن الشهوة لم يجب‪ .‬ظن المني‪ ،‬كظن الشهوة لم يجب‪ .‬ظن‬
‫المني‪ ،‬كشك الشهوة لم يجب‪ .‬شك المني‪ ،‬كتيقن الشهوة لم يجب‪ .‬شك المني‪ ،‬كظن الشهوة لم‬
‫يجب‪ .‬شك المني‪ ،‬كشك الشهوة لم يجب‪.‬‬
‫(‪ )0‬صوابو‪ :‬ال غير ذلك‬

‫(‪)072/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الرابع‪ :‬من أسباب الغسل (توارم الحشفة)(‪ )7‬كىو ما فوؽ الختاف من الذكر(‪( )0‬في أم‬
‫فرج)(‪ )3‬قبل أك دبر‪ ،‬آدمي(‪ )4‬أك بهيمة‪ ،‬حي أـ ميت‪ ،‬فإف ذلك يوجب الغسل على الفاعل كالمفعوؿ‬
‫بو‪ ،‬كإف لم يقع إنزاؿ‪ ،‬ىذا ىو الذم صحح للمذىب‪ ،‬كىو قوؿ أبي العباس‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأبي حنيفة‪،‬‬
‫كالشافعي‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فرع) كفي اإليبلج مع الحائل كجوه ثبلثة‪ :‬موجب لعموـ الخبر‪ ،‬كال كاللمس‪ ،‬كموجب إف رؽ‬
‫الحائل إذ ىو كالعدـ‪( .‬بحر بلفظو) (*) قاؿ في (الغيث) يمكن التقاء الختانين من دكف توارم الحشفة‬
‫في صورة نادرة كىي أف يعطف الرجل ذكره حيث ال يكوف منتشرا ثم يدخلو في فرج المرأة من معطفو‬
‫فإف في ذلك يلتقي الختاناف كلم تلج الحشفة‪ ،‬فأفادنا تقييده بتوارم الحشفة؛ ألف ىذه الصورة ال‬
‫توجب الغسل‪( .‬غيث) (قرز) (*) كاعلم أف الحشفة من الرجل ىي عبارة عما تحت الكمرة كفوؽ‬
‫ختانو‪ ،‬كالحشفة متقدمة على قطع الختاف‪ ،‬كالكمرة ىي طرؼ الذكر‪ ،‬كفيها ثقب البوؿ‪ .‬كأما المرأة ففي‬
‫فرجها ثقباف‪ ،‬فاألكؿ في أعلى فرجها كىو مخرج البوؿ‪ ،‬كفوقها جلدة تشبو عرؼ الديك مغطية لمخرج‬
‫البوؿ‪ ،‬تقطع عند ختانها‪ ،‬كالثقبة الثانية في أسفل فرجها كىي مدخل الذكر‪ ،‬كمخرج الولد كالحيض‪.‬‬
‫(شرح فتح) (*) أك قدرىا‪( .‬أثمار) ك(بياف) (قرز)‬
‫(‪ )0‬مما يلي البطن‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬قاؿ) في (ركضة النوكم)‪ :‬كيجب على المرأة الغسل بأم‪ :‬ذكر دخل فرجها‪ ،‬حتى ذكر البهيمة‪،‬‬
‫كالميت‪ ،‬كالصبي‪( )*( .‬مسألة) فإف أكلج خنثى في خنثى ففي قبلو ال غسل على أيهما‪ ،‬كيجب الوضوء‬
‫على المولج فيو باإلخراج‪ ،‬كفي دبره يلزمو الوضوء دكف المولج‪ ،‬إال على القوؿ بأف المعاصي تنقض‪.‬‬
‫(بياف) (قرز)‬
‫(‪ )4‬يصلح للجماع‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا التقى الختاناف فقد كجب‬
‫الغسل) كلم يفصل بين كبير كصغير‪( .‬ح) (*)‬

‫(‪)077/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كقاؿ مالك‪ :‬إف مجرد التقاء الختانين يوجب الغسل(‪ .)7‬كىو ظاىر كبلـ يحيى عليو السبلـ‪ .‬كقاؿ‬
‫داكد‪ ،‬كبعض األنصار‪ :‬إف االيبلج ال يوجب بمجرده الغسل مهما لم يقع إمناء‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إف اإليبلج في فرج البهيمة ال يوجب الغسل‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إف اإليبلج في فرج الميت ال يوجب الغسل‪.‬‬
‫فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬ال خبلؼ في الحقيقة أنو ال يلتقي الختاناف إال كقد توارت‬
‫الحشفة‪ .‬ألف ختاف الرجل في كسط فرجو‪ ،‬كختاف المرأة في باطن فرجها‪ ،‬فيكوف موضع منو محاذيا‬
‫لموضع القطع منها‪ ،‬فبل يقع التقاء إال بااليبلج‪( .‬إيضاح)‬

‫(‪)070/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيحرـ بذلك) أم‪ :‬بالحدث األكبر‪ ،‬كىو الحاصل عن أم ىذه األربعة‪ ،‬كالذم يحرـ ثبلثة أشياء‬
‫األكؿ‪( :‬القراءة) (‪ )7‬للقرآف (باللساف) (‪ )0‬كالكتابة(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) كتحرـ الصبلة أيضا على الجنب كإف كاف ال يقرأ فيها‪ ،‬كاألخرس غير األصلي‪ ،‬كمن ال‬
‫يحسن شيأ من القرآف؛ لظاىر قولو تعالى‪{ :‬ال تقربوا الصبلة}(‪ )7‬اآلية‪ .‬قاؿ في البحر‪ :‬إجماعا‪( .‬شرح‬
‫بهراف)‪ ،‬كلو من أخرس‪ .‬ينظر في األخرس‪ ،‬كظاىر األزىار خبلفو ك(قرز) (*) فإف قرأ الجنب كنحوه‬
‫بالفارسية‪ ،‬أك العجمية‪ ،‬أك قرأ ملحونا جاز ذلك‪ .‬ذكره في (التجريد) في تفسير قولو تعالى‪{:‬قرآنا عربيا}‬
‫(*) قاؿ في (الزنين) كأماالتسمية على الطعاـ كنحوه‪ ،‬كالذكر الذم يعرض فيو ألفاظ القرآف‪ ،‬كال يقصد‬
‫التبلكة فاألصح للمذىب جوازه‪ .‬كلفظ (البياف) كقراءة شيء من القرآف إال ما يعتاد في كبلـ الناس من‬
‫البسملة(‪ )0‬كالحمدلة‪ ،‬كالعوذة‪ ،‬كالتسبيح‪ ،‬كالتهليل‪ ،‬كالتكبير‪ ،‬إذا لم يقصد بو التبلكة‪( .‬قرز) [ككذا‬
‫اإلسترجاع عند المصيبة‪( .‬بياف) (قرز)] [(‪)7‬أم‪ :‬ال تقوموا إليها كأنتم سكارل من نحو نوـ‪ ،‬أك خمر‬
‫حتى تنتهوا‪ ،‬كتعلموا ما تقولوف في صبلتكم‪ .‬ركم أنها نزلت حين كانت الخمر مباحة {كال جنبا} عطف‬
‫على قولو‪{:‬كأنتم سكارل} كالجنب الذم أصابتو جنابة من ذكر أك أنثى {إال عابرم سبيل} متعلق بقولو‪:‬‬
‫{كال جنبا} استثناء من أعم األحواؿ‪ ،‬أم‪ :‬كال تقربوا الصبلة جنبا في عامة األحواؿ إال في السفر في‬
‫ذلك إذا لم يجد الماء كتيمم‪ ،‬كيشهد لو تعقيبو بذكر التيمم‪ ،‬أم‪ :‬جنبا غير عابرم سبيل‪ .‬كفيو دليل‬
‫على أف التيمم ال يرفع الحدث‪( .‬بيضاكم)] [(‪)0‬ألنها بعض آية من النمل]‬
‫(‪ )0‬العربي‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال يجوز الكتابة على ظهر الجنب كنحوه‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) (*) (فائدة) قيل‪ :‬كيحرـ كتابة‬
‫القرآف بشيء نجس‪ ،‬أك متنجس‪ ،‬أك كضعو عليها‪ ،‬كمسو بعضو متنجس كلو جافا‪( .‬بهراف بلفظو)‬
‫خبلؼ أبي مضر‪( .‬بياف) (قرز) في لمسو بالجفاؼ‪( .‬قرز) (*) خرقا (‪ )7‬ال توليدا فيجوز‪ ،‬كيحرـ لمسو‪،‬‬
‫كقراءتو‪ .‬كقيل‪ :‬يجوز لمسو‪ ،‬ككتب شيء منو‪( .‬قرز) (*) المرتسمة‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز)‬
‫[(‪)7‬كالخرؽ‪ :‬ماكاف موضع الحركؼ‪ .‬كالتوليد‪ :‬حرؼ خارج الحركؼ]‪.‬‬

‫(‪)073/7‬‬

‫_____________________________‬

‫يحترز من إمراره على القلب فإنو يجوز‪ ،‬خبلفا لما في الزكائد (كلو بعض آية) (‪ )7‬فإنو ال يجوز‪.‬‬
‫(اعلم) أنو إذا قصد الجنب التبلكة فإنو ال يجوز لو قراءة شيء من القرآف عند أكثر العلماء‪،‬‬
‫كأجاز داكد للجنب قراءة القرآف‪.‬‬
‫كعن ابن عباس أنو كاف يقرأ كرده من القرآف(‪ )0‬كىو جنب‪.‬‬
‫كأما إذا لم يقصدىا فظاىر قوؿ الهادم عليو السبلـ‪ ،‬كىو قوؿ الشافعي‪ :‬أنو ال يجوز‪ ،‬ال آية‪ ،‬كال‬
‫دكنها(‪ ،)3‬كخرج(‪ )4‬للهادم أنو يجوز دكف آية(‪ ، )5‬كىو قوؿ زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالحنفية‪.‬‬
‫كعن مالك جواز دكف الثبلث اآليات‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إنو يجوز ما جرت بو العادة في األدعية(‪ )6‬كال يجوز ما عدا ذلك‪ ،‬فخرج لو علي‬
‫خليل جواز تبلكة آية الكرسي في االستحفاظ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما قراءة القرآف متهجيا بالحركؼ مقطعة‪ ،‬ككذا كتابتها مقطعة ?‪ ..‬بياض في (حاشية سحولي) كفي‬
‫بعض الحواشي ما لفظو‪ :‬لو قاؿ المعلم الحنب للصبي‪ :‬الحمد ألف ؿ ح ـ د لم يأثم‪ ،‬كإف قصد تعليم‬
‫الحمد‪ .‬كظاىر األزىار خبلفو؛ ألنو يصدؽ عليو أنو بعض آية‪ .‬ك(قرز)‬
‫(*) (فائدة)‪ :‬لو تنجس فم غير الجنب كنحوه حرـ عليو قراءة القرآف على األصح‪ .‬كقيل‪ :‬يكره فقط‪.‬‬
‫(بهراف)‬
‫(‪ )0‬حزب‪ .‬كقيل‪ :‬سبع القرآف‪.‬‬
‫(‪ )3‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪(:‬ال تقرأ الحائض كالجنب شيأ من القرآف)‪( .‬أنهار) [مستقيم مع القصد‬
‫للتبلكة‪(.‬قرز) ]‬
‫(‪ )4‬التخريج من تجويز ذبيحة الجنب‪ .‬كال بد من التسمية‪ ،‬كىي آية‪ .‬كمن قولو‪" :‬إف الحائض تذكر‬
‫اهلل‪ ،‬كتهلل‪ ،‬كتكبر"‪( .‬زىور) (قرز) كىو تخريج قوم كما ترل‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )5‬إذا لم يقصد التبلكة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬قوم‪ .‬إذا كانت األدعية أكثر من القرآف‪( .‬قرز)‬

‫(‪)074/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو تخريج ضعيف إف لم تكن متخللة للدعاء؛ ألف المؤيد باهلل أنما يجيز مهما‬
‫لم يقصد التبلكة‪ ،‬كال يجوز مع قصد التبلكة‪ ،‬كمن البعيد أف يقرأ آية الكرسي كحدىا متبركا بها ال يقصد‬
‫التبلكة‪ ،‬كلو جاز ذلك جاز تبلكة يس‪ ،‬كالثبلثين اآلية(‪ )7‬كالمؤيد باهلل ال يقوؿ بذلك أصبل؛ الشتراط‬
‫عدـ نية التبلكة؛ ألنو انما جوز مع تخلل األدعية‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقوؿ(‪ )0‬المؤيد باهلل [قول]على الوجو الذم لخصناه(‪ )3‬ىو القول عندم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىي الفاتحة‪ ،‬كأكؿ سورة البقرة إلى {مفلحوف} كآية الكرسي إلى {خالدكف} كفي األعراؼ {إف‬
‫ربكم اهلل إلى قريب من المحسنين} كفي سبحاف {قل ادعوا اهلل} إلى آخر السورة‪ ،‬كأكؿ الصافات إلى‬
‫{طين الزب} كفي الرحمن {يا معشر الجن كاإلنس} إلى قولو‪{ :‬فبل تنتصراف} ك {لو أنزلنا ىذا القرآف‬
‫على جبل} إلى آخرىا‪ .‬كمن أكؿ سورة الجن إلى قولو تعالى‪{:‬شططا}[كقيل‪{ :‬قل ىو اهلل أحد}‪.‬‬
‫(‪ )0‬قوم‪[ .‬معنى "لخصناه" أم‪ :‬بيناه ]‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬إف لم تكن متخللة للدعاء‪.‬‬

‫(‪)075/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثاني‪( :‬لمس ما فيو ذلك) (‪)7‬أم‪ :‬ما فيو آية أك بعضها(‪ )0‬من كرؽ أك درىم(‪ )3‬أك نحوىما‪ ،‬فإف‬
‫ذلك يحرـ على ذم الحدث األكبر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما تقليب أكراؽ المصحف بالعود كنحوه ? فقيل‪ :‬جائز‪ .‬كىو ظاىر (األزىار)‪( .‬قرز) (*) كأما‬
‫الحركز ? فقاؿ المنصور باهلل‪ :‬يجوز حملها في الساعد بسير‪ ،‬أك طوؽ أيضا‪ .‬كقيل‪ :‬ال يجوز‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫يجوز بسير فقط‪ .‬يعني‪ :‬تعليقا بغير اتصاؿ‪( .‬شرح فتح معنى) كالمقرر‪ :‬بالسير كغيره‪ .‬ك(قرز)‪[ .‬إذا كاف‬
‫متصبل فيستقيم]‪ )*( .‬إال أف يخشي ضياعو‪ ،‬أك غرفة‪ ،‬أك أخذ كافر لو‪ .‬كقد كاف نسخة (غالبا) في‬
‫(األثمار)‪ .‬كإف لم يتمكن حاؿ االغتساؿ من إيداعو مع مسلم ثقة فإنو يجوز حملو للضركرة‪ ،‬بل يجب‪.‬‬
‫كإذا تمكن من التيمم كجب على األصح‪ .‬ك(قرز) (*) كحواشيو‪ ،‬كبين صدكره إذا كاف مما ينقل‪ ،‬كفي‬
‫غير المنقوؿ يحرـ لمس الكتابة‪( .‬شكايدم) ك(راكع) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كىل يجوز في المنسوخ أف يلمسو المحدث‪ ،‬أك يتلوه الجنب ? فيو تردد‪ .‬قاؿ بعض المحققين‪:‬‬
‫إنو ال يجوز فيما نسخ حكمو‪ ،‬كأقرت تبلكتو؛ ألنو قرآف إجماعا‪ ،‬كيجوز فيما نسخت تبلكتو كبقي‬
‫حكمو؛ ألنو ليس بقرآف إجماعا‪( .‬قسطاس) (‪ )7‬مثل قولو تعالى‪( :‬الشيخ كالشيخة إذا زنيا فارجموىما‬
‫البتة)‪ )7([ .‬كلفظ حاشية‪ :‬كأما منسوخ التبلكة كآية الرجم‪ ،‬كالتوراة‪ ،‬كاإلنجيل‪ ،‬فبل يحرـ حملو‪ ،‬كال‬
‫لمسو‪ ،‬كإف كانت حرمتو باقية‪( .‬بهراف) ]‬
‫(‪ )3‬مكتوبة‪ ،‬ال مطبوعة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)076/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قولو‪( :‬غير مستهلك)(‪ )7‬أم‪ :‬إنما يحرـ لمسو(‪ )0‬إذا كاف غير مستهلك(‪ ،)3‬كاستهبلكو أف يتخلل‬
‫كبلما غيره فيلحق بو حكمو‪.‬‬
‫لنا كجهاف(‪ )4‬أحدىما‪ :‬أنو صار بذلك كالمستهلك‪ ،‬بمعنى‪ :‬أنو لما دخل في سياؽ غيره أشبو‬
‫المفردات التي تجرم في كبلـ الناس‪ ،‬كإف كانت موجودة في القرآف‪ ،‬نحو قولنا‪ :‬الرجاؿ‪ ،‬كزيد‪،‬‬
‫كمحمد‪ ،‬كنظائر ذلك كثيرة فإنها في القرآف‪ ،‬كجاز للجنب التكلم بها‪ ،‬كلمس ما ىي فيو إجماعا(‪.)5‬‬
‫الثاني‪ :‬أنو قد كرد عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو كتب(‪ )6‬إلى ملك الركـ(‪{ )7‬يا أىل‬
‫الكتاب} اآلية مع كونهم ال يطهركف من الجنابة(‪ ،)8‬كإف اغتسلوا‪.‬‬
‫(إال) أنو يجوز للجنب‪ ،‬كنحوه لمس المصحف (بغير متصل بو)(‪)9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بشرط أف يكوف أقل(‪ )7‬كقيل‪ :‬ال فرؽ ػ قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كيشترط أف يكوف لو بغيره تعلق‪ ،‬نحو‬
‫أف يأتي بو على كجو الحجة‪ ،‬كنحو تفسير (الكشاؼ) أيضا‪ ،‬كأما ما كاف كتهذيب الحاكم فبل يجوز‪ .‬بل‬
‫يجوز‪( .‬قرز) (*) كىو ما سلب عنو اسم القرآف‪( .‬مفتي) (*) يعود إلى الكل‪( .‬قرز) [(‪)7‬كأما إذا كاف‬
‫أكثر‪ ،‬أك مساكيا‪ ،‬أك التبس الحاؿ حرـ تغليبا لجانب الحضر‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬كقراءتو‪ ،‬كحملو‪ ،‬ككتابتو‪ .‬ذكره عليو السبلـ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كأما المحو الذم يفعل للمرضى كنحوىم حاؿ كونهم جنبا‪ ،‬فإنو ال يجوز لمسو إال أف يمحى بالماء‬
‫كيشرب؛ ألنو قد صار مستهلكا‪ ،‬كإال إذا كاف بغير متصل‪( .‬مفتي)]‬
‫(‪ )4‬أشار إلى خبلؼ القاضي زيد‪ ،‬كالحنفية‪.‬‬
‫(‪ )5‬ما لم يقصد التبلكة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬أم‪ :‬أمر‪.‬‬
‫(‪ )7‬كاسم ملكهم ىرقل‪.‬‬
‫(‪ )8‬قيل‪ :‬ىذا مع كونهم مخاطبين بالشرعيات‪ .‬ذكره السيد صبلح بن أحمد األخفش رحمو اهلل تعالى‪.‬‬
‫(‪ )9‬عبارة (الفتح)‪ :‬إال بمنفصل عن المس كملموس‪.‬‬

‫(*) كقد يحتج على جواز لمس الجنب للقرآف بكتاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو إلى ىرقل ملك‬
‫الركـ فإنو ذكر بعد البسملة {يا أىل الكتاب تعالوا} اآلية‪ ،‬كيمكن أف يقاؿ‪ :‬ال داللة في ذلك؛ ألنو‬
‫أرسل بالكتاب مع دحية ػ [بكسر الداؿ‪( .‬قاموس) ] ػ الكلبي سنة ست من الهجرة‪ ،‬كاآلية نزلت سنة‬
‫سبع‪ ،‬كأنو حاؿ الكتاب لم يكن قرآنا‪ ،‬كال مانع من ذلك‪ ،‬كأنو قد جرل على لسانو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم شيأ من ذلك ثم نزلت اآلية من بعد ذلك‪ ،‬ككذلك غيره‪ ،‬فبل حجة في كتابة صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪ .‬تقل ذلك عن سيدنا (عبد الرحمن الحيمي) (*) كيحرـ استعماؿ المصحف بوضع شيء عليو من‬
‫غير جنسو أك نحوه (‪)7‬ككتابة القرآف بنجس (‪ )0‬ككذا أسماء اهلل تعالى‪ ،‬كيكره محو ذلك كلو بالريق‪،‬‬
‫ككتابتو بالجدرات كاألبواب‪ .‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬ككذا يكره استعماؿ كتب الهداية ػ [تنزيو] ػ بالوضع‬
‫عليها من غير جنسها‪ ،‬أك نحوه‪( .‬رياض) ك(بياف)‪ )7( .‬نحو أف يوضع عليو شيء على جهة االستعماؿ‪،‬‬
‫أك افتراشو‪ ،‬أك توسده (‪ )0‬قلت‪ :‬فيلزـ منعو في البياض الفرنجي ? يقاؿ‪ :‬جاز ذلك للخبر كىو قولو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو‪(:‬كل جديد طاىر) (*) من دكف اعتماد على جلده ككرقو‪( .‬أنهار) كقيل‪ :‬ال فرؽ‪.‬‬
‫(قرز) (*) صوابو‪ :‬بهما‪( .‬قرز)‬

‫(‪)077/7‬‬

‫_____________________________‬

‫أم‪ :‬بآلة غير متصلة بالجنب‪ ،‬نحو عبلقة المصحف‪ ،‬كغشاكتو المنفصلة عن تجليده‪ ،‬ال دفتيو(‪)7‬‬
‫التصالها بالمصحف(‪ ،)0‬كال بطرؼ ثوب ىو البس لو(‪ ،)3‬كفي تعليل الشرح ما يدؿ على أنو يجوز‬
‫لمسو بالثوب الذم ىو البس لو‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬ال يجوز أف يحملو إال بين متاع‪.‬‬
‫(ك) الثالث‪( :‬دخوؿ المسجد)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بفتح الداؿ‪( .‬ضياء)‬
‫(‪ )0‬ألنهما من جملتو كما تقدـ‪ ،‬لما اتصل بو‪ ،‬فلو قد انفصبل بزكاؿ الكعب ػ أم‪ :‬الحباكة ػ كانا‬
‫كالعبلؽ‪( .‬صعيترم لفظا) (قرز)‬
‫(‪ )3‬ىذا ىو المذىب؛ ألف لو حملو بما ال يتصل بالمصحف‪ ،‬كال بالحامل اتصاؿ استعماؿ لملبوسو‪.‬‬
‫ذكره في الزكائد‪( .‬صعيترم)‬
‫(‪ )4‬كأجازه أحمد‪ ،‬كإسحاؽ‪.‬‬

‫(*) فإف كاف الماء في المسجد كىو جنب‪ ،‬كلم يتمكن من إخراج الماء تيمم لدخوؿ المسجد إلخراج‬
‫الماء إذا لم يجد من يخرجو كلو بأجرة بما لم يجحف‪ .‬حيث عدـ الماء في الميل‪( .‬مفتي) (قرز) (*)‬
‫بكلية البدف‪ ،‬ال لو بقي جزء منو فبل يحرـ‪ .‬كقيل‪ :‬بأكثر بدنو (*) ذكر الفقيو يوسف‪ :‬أف من رأل ذميا‬
‫في مسجد فإنو ينهى عن ذلك(‪ )7‬كال يقاؿ‪ :‬إنو قد كافق قوؿ قائل في طهارتهم‪ .‬بل يمنع؛ ألف نهينا لو‬
‫نهى عن تمكنهم‪ ،‬كأمر لهم بمنعهم‪( .‬ثمرات) إال أف يدخل إلى الحاكم للمحاكمة جاز‪( .‬شرح فتح)‬
‫(*) لغير عذر‪( .‬قرز) (*) كيجوز أف يدخل الحائض كالجنب يده إلى المسجد ليتناكؿ شيأ‪ ،‬أك يناكلو؛ إذ‬
‫ناكلتو صلى اهلل عليو كآلو عائشة الخمرة لما قاؿ لها (‪( :)7‬إف حيضتك ليست في يدؾ)‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )7‬الخمرة‪ :‬سجادة صغيرة منسوجة من سعف‪ ،‬كىي بالخاء مضمومة معجمة بواحدة من أعلى‪،‬‬
‫كبالراء‪( .‬شفاء لفظا) [(‪)7‬كسيأتي ما يؤيد ىذا على شرح قولو‪" :‬كال يجوز في المساجد إال الطاعات"‪.‬‬
‫فابحث‬

‫(‪)078/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فإنو يحرـ‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬إنو يجوز للعابر دكف غيره(‪.)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬كاحتج الشافعي‪ :‬بقولو تعالى‪{ :‬كال تقربوا الصبلة} اآلية‪ .‬كأراد موضع الصبلة‪ .‬كأىل المذىب‬
‫قالوا‪ :‬أراد الصبلة‪ .‬كقولو‪{ :‬إال عابرم سبيل} (‪ )7‬يعني‪ :‬إذا كاف مسافرا كعدـ الماء جاز التيمم‪،‬‬
‫كيصلي‪ ،‬مع أف التيمم ال يرفع الجنابة‪ ،‬كإف حملناىا على موضع الصبلة فالمراد بو إذا اجتنب في‬
‫المسجد‪( .‬زىور لفظا) كنحن نحتج بقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬إني ال أحل المسجد لجنب كال‬
‫لحائض إال لمحمد كآلو) علي‪ ،‬كفاطمة‪ ،‬كالحسن‪ ،‬كالحسين عليهم السبلـ‪ ،‬كقد كانت أبواب الصحابة‬
‫على ذلك مفتوحة قبل ذلك إلى المسجد‪ ،‬فلما قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم ىذا القوؿ سدكا أبوابهم‪،‬‬
‫إال من استثناىم صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كالخبر مسموع من غير الشرح‪( .‬صعيترم)‪ .‬قاؿ في (شرح‬
‫اإلبانة)‪ :‬كأكالدىم‪ ،‬كظاىر كبلـ أصحابنا المنع من ذلك‪( .‬ديباج) (قرز) (‪ )7‬كلفظ حاشية "قلنا‪ :‬المراد‬
‫بالعبور طلب الماء إذا كاف الماء في المسجد"‪( .‬شرح خمسمائة) (*) كقوؿ الشافعي‪ :‬إنما ىو في‬
‫مسجد لو باباف‪ ،‬ال فما لو باب كاحد‪ .‬كيحرـ دخولو عندنا‪ ،‬كلو تسلقا إلى سطحو‪ ،‬أك دخوؿ غار تحتو‪،‬‬
‫كأما القياـ على بابو [أك جداره ] أك عتبتو إف تحقق أف الجدار منو حرـ‪ ،‬كإال فبل‪( .‬حاشية سحولي‬
‫لفظا) (قرز)‬
‫(‪)079/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقد بينا حكم من اجتنب في المسجد(‪ )7‬بقولنا‪( :‬فإف كاف) الجنب (فيو)(‪ )0‬أم‪:‬‬
‫في المسجد (فعل) الجنب (األقل(‪ )3‬من) أمرين أحدىما‪( :‬الخركج) من المسجد فورا (أك التيمم)(‪)4‬‬
‫فإف كانت مدة التيمم أكثر من مدة قطع مسافة المسجد كاف الواجب ىو الخركج‪ ،‬كإف كانت مدة‬
‫التيمم أقل كاف الواجب ىو التيمم(‪( )5‬ثم يخرج) كىذا ىو الذم صحح للمذىب‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ يحي‪ :‬بل يلزمو الخركج على كل حاؿ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك زاؿ عذره‪.‬‬
‫(‪ )0‬كأما المرأة إذا حدث لها الحيض أك النفاس في المسجد فالواجب الخركج فورا؛ إذ ال تيمم‪ ،‬كيعفى‬
‫لها مدة التحرز عن تنجيس المسجد‪( .‬حاشية سحولي) (غيث) كلعل الوجو‪ :‬أنو ال فائدة لتيممها؛ إذ لم‬
‫يشرع في حاؿ قبل أف تطهر‪( .‬شامي) ك(غشم)‬
‫(‪ )3‬كيجوز لو التيمم حتى يتثبت خشية التنجس إف كجد ترابا‪ ،‬كإال جاز ػ أم‪ :‬على الحالة ػ أيضا حتى‬
‫يتثبت‪ ،‬كيخرج‪( .‬نجرم) (قرز) (*) فإف خشي ضررا على نفسو أك مالو الذم يتضرر بو(‪ )7‬تيمم ككقف‪،‬‬
‫كإف لم يجد ترايا كقف على الحالة‪ ،‬ككذا حيث تعذر عليو الخركج‪( .‬بياف)‪ ،‬كلفظ حاشية‪ :‬فإف خشي‬
‫التلف أك الضرر من الخركج كجب عليو التيمم‪ ،‬كجاز النوـ‪ ،‬كيجب عليو إعادة التيمم بعد النوـ‪ .‬ذكره‬
‫المذاكركف‪( .‬نجرم) كذكر اإلماـ المهدم علي بن محمد أنو ال يجب إعادة التيمم‪ ،‬كىو المختار؛ ألف‬
‫النوـ حدث مع الحدث األكؿ‪ ،‬كالتيمم الستباحة المحظور‪ ،‬ال لرفع الحدث‪( .‬لمعة) [(‪)7‬بل كإف قل‪،‬‬
‫إف كاف اآلخذ لو آدميا؛ ألف أخذه منكر]‪.‬‬
‫(‪ )4‬قاؿ الفقيو علي‪ :‬كلو من تراب المسجد المنبت‪( .‬قرز) كينوم تيممو للخركج‪ .‬كقيل‪ :‬ينوم استباحة‬
‫قدر مدة خركجو‪.‬‬
‫(‪ )5‬فإف استويا‪ ،‬أك التبس خير‪ .‬كقيل‪ :‬الخركج‪( .‬قرز)‬

‫(‪)082/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬ثم بينا حكم الصغير من ذكر أك أنثى إذا اجتنب بأف يأتي أك يؤتي بقولنا‪:‬‬
‫(كيمنع الصغيراف)(‪ )7‬اللذاف اجتنبا‪ ،‬كإنما قلنا‪" :‬الصغيراف" ككاف يكفي أف نقوؿ‪" :‬الصغير" رفعا‬
‫الحتماؿ كوف الصغير ال يجتنب إال بمجامعة الكبير‪ ،‬فقلنا‪" :‬الصغيراف إذا تجامعا"؛ ليدخل الصغير مع‬
‫الكبير باألكلوية‪ ،‬بخبلؼ العكس(‪ )0‬فيمنع الصغيراف إذا اجتنبا (من ذلك) أم‪ :‬من القراءة‪ ،‬كالكتابة‪،‬‬
‫كمس المصحف‪ ،‬كدخوؿ المسجد‪ ،‬كالتكليف في ىذا المنع على غير الصغيرين من المكلفين(‪ )3‬فأما‬
‫ىما فبل تكليف عليهما(‪.)4‬‬
‫فإف قلت‪ :‬فهل يلزـ المكلفين المنع من ذلك(‪ )5‬أك يندب? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬بل يجب(‪)6‬؛ ألف ىذه‬
‫محظورة‪ ،‬أعني‪ :‬قراءة القرآف من الجنب‪ ،‬كنحو ذلك‪ ،‬كالمكلف يلزمو منع غير المكلف من فعل‬
‫المحظور من باب النهي عن المنكر(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كحكم زائل العقل حكم الصبي في ذلك‪ .‬كفي (البياف) ما لفظو‪ :‬كالمجنوف إذا اجتنب اغتسل متى‬
‫أفاؽ‪( .‬قرز) (*) الصالحاف‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كليس بعكس‪[ .‬كفي بعض الحواشي " سمي عكسا تجوزا]‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىم األكلياء‪( .‬مفتي) كقيل‪ :‬ال فرؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬الظاىر أنو يدفعو غير الولي ببل إضرار‪ ،‬كإف كانت العبارة موىمة‪( .‬كبسي)‬
‫(‪ )5‬بمنكر حقيقة‪.‬‬
‫(‪ )6‬كأما لو لم يرد القراءة كنحوىا فيندب‪( .‬بياف معنى)‬
‫(‪ )7‬يقاؿ‪ :‬فعل غير المكلف ليس بمنكر محظور‪ ،‬كلعلو يقاؿ‪ :‬صفتو صفة المحظور‪ ،‬كلعموـ قولو صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا التقا الختاناف كتوارت الحشفة كجب الماء) قلت‪ :‬كإذ حكم الحبابة ينبت‬
‫على غير المكلف كالنائم‪( .‬بحر) (*) بل من باب التعويد كالتمرين‪.‬‬

‫(‪)087/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قولو‪( :‬حتى يغتسبل)(‪ )7‬أم‪ :‬يمنعاف حتى يغتسبل‪ ،‬فمتى اغتسبل جازت قراءة القرآف كنحوىا (كمتى بلغا‬
‫أعادا)(‪ )0‬الغسل‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ىذا ذكره بعض متأخرل أصحابنا(‪ ،)3‬كفيو سؤاؿ كىو أف يقاؿ‪:‬‬
‫إنما تلزـ اإلعادة إذا كاف األكؿ غير صحيح‪ ،‬كقد حكمتم بصحتو حيث أجزتم لهما القراءة كنحوىا?‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفائدة غسلهما قبل البلوغ ليوافقا قوؿ قائل في صحة نيتهما‪( .‬نجرم) (*) أك تيمما للعذر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬قاؿ في (شرح الفتح) كىذه المسألة مبنية على أصوؿ أربعة‪ :‬أف الجنابة صحيحة‪ .‬خبلؼ القاضي‬
‫يوسف‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ .‬كأنها تفتقر إلى نية‪ .‬خبلؼ أبي حنيفة‪ .‬كأف نيتهما غير صحيحة خبلؼ‬
‫الشافعي‪ .‬كأنهما بلغا كالتزما مذىب من ال يصحح نية الصغير‪ .‬كالخامس‪ :‬أف ال يكوف قد فعل بعد‬
‫بلوغو فعبل (‪ )7‬كقيل‪ :‬ال فرؽ كما نقدـ‪( .‬قرز) (‪ )7‬أم‪ :‬صبلة‪ ،‬أك نحوىا كالقراءة‪ ،‬أك دخوؿ‬
‫المسجد‪ ،‬أك خركج كقت الصبلة‪ )*( .‬كال يقاؿ‪ :‬إف مذىب الصغير مذىب كليو؛ ألنا نقوؿ‪ :‬إنما يكوف‬
‫مذىبو مذىب كليو فيما يتعلق بالتصرفات‪ ،‬كالمعامبلت‪ ،‬ال في العبادات‪ ،‬كما ليس لئلماـ أف يلزـ فيها‪.‬‬
‫(شامي)‬
‫(‪ )3‬القاضي جعفر‪ ،‬كأبو مضر‪ ،‬كالقاضي زيد‪.‬‬

‫(‪)080/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كالجواب أنهما عند البلوغ(‪)7‬ال يخلو إما أف يلتزما(‪ )0‬قوؿ من يصحح نية الصغير(‪ )3‬أك قوؿ من ال‬
‫يصححها‪ ،‬إف التزما األكؿ فبل إعادة عليهما‪ .‬كإف التزما الثاني كاف حكمهما حكم المجتهد إذا رجع عن‬
‫االجتهاد األكؿ في حكم كلما يفعل المقصود بو‪ ،‬كقد قدمنا أنو يعمل فيو باالجتهاد اآلخر‪ ،‬كالغسل إنما‬
‫يجب للصلوة فالغسل األكؿ صحيح فيصح كل ما يترتب عليو‪ ،‬ثم لما التزما قوؿ من ال يصحح نية‬
‫الصغير صارا كما لو رجع المجتهد عن صحة الوضوء قبل الصبلة بو فإنو يلزمو اعادتو‪ .‬كإنما قلنا ذلك‬
‫ألف صبلتهما في صغرىما كبل صبلة عند من ال يصحح نيتهما(‪.)4‬‬
‫كإف لم يلتزما(‪ )5‬فالظاىر صحة الغسل بناء على أف حكمهما حكم من ال مذىب لو‪.‬‬
‫قاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالقاضي يوسف(‪ :)6‬ال يجب على الصغيرين(‪ )7‬إعادة الغسل بعد البلوغ من جنابة‬
‫أصابتهما قبلو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألف أىل أصوؿ الفقو يقولوف‪ :‬ما فعلو معتقدا لجوازه فقد أجزأه‪( .‬شامي)‬
‫(‪ )0‬أك يقلدا‪.‬‬
‫(‪ )3‬القاضي يوسف‪ ،‬كالمنصور باهلل‪.‬‬
‫(‪ )4‬أىل المذىب‪.‬‬
‫(‪ )5‬فإف نسي الجنابة حتى خرج الوقت‪ ،‬كقد صلى بالوضوء صبلة كجب عليو إعادة الغسل كالصبلة‬
‫قضاء‪ ،‬ما لم يكن فرضو التيمم فقد أجزأه في حاؿ كونو متيمما‪( .‬بياف) ك(رياض) ك(بحر) (قرز)‬
‫(‪ )6‬الخطيب من أصحاب الهادم عليو السبلـ‪[ ،‬كاإلماـ المهدم أحمد بن الحسين ]‪.‬‬
‫(‪ )7‬قاؿ (المفتي)‪ :‬ىذا رأيو‪ ،‬كال دليل على ما ذكره أىل المذىب‪ )*( .‬ألف الجنابة غير صحيحة‪.‬‬

‫(‪)083/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقولو‪( :‬ككافر(‪ )7‬أسلم)(‪ )0‬يعني‪ :‬فإنو إذا اجتنب حاؿ كفره ثم اغتسل‪ ،‬فإنو يعيد الغسل(‪ )3‬إذا‬
‫أسلم‪ .‬كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال تجب عليو اإلعادة‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬ال يلزـ الغسل بعد اإلسبلـ عن جنابة أصابتو قبل اإلسبلـ‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) أكثر العترة‪ ،‬كالفريقاف‪ :‬من أسلم كال جنابة عليو فبل غسل عليو (‪ )7‬قاؿ أحمد بن حنبل‪:‬‬
‫أمر قيسا‪ ،‬كثمامة‪ ،‬كلنجاستو‪ .‬قلنا‪ :‬ندب‪ ،‬كإال لنقل في كل من أسلم‪ ،‬كالنجاسة طهرىا اإلسبلـ‪ ،‬فإف‬
‫كاف اجتنب كلم يغتسل لزمو عند العترة‪ ،‬كالشافعي؛ لقولو تعالى‪{:‬كال جنبا} أحد قولي الشافعي‪:‬‬
‫اإلسبلـ يجب ما قبلو‪ .‬قلنا‪ :‬خصص باآلية‪( .‬بحر) ][(‪ )7‬حيث لم يترطب‪ ،‬كإال كجب]‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ سيدنا في ىذا القياس نظر؛ ألنو من أىل التكليف‪ ،‬بخبلؼ الصبي‪( .‬زىور) فإف قيل‪ :‬كيف‬
‫قلتم‪ :‬إف الكافر إذا أسلم فعليو الغسل للجنابة التي أصابتو في حاؿ الكفر‪ ،‬كقد أسلم‪ ،‬كاإلسبلـ يجب‬
‫ما قبلو ? كالجواب‪ :‬أنا نقوؿ إف الغسل لم يكن كاجبا من قبل عليو؛ ألنو للصبلة‪ ،‬كىو ال صبلة عليو‬
‫في حاؿ الكفر‪ ،‬فإذا أسلم تعينت عليو‪ ،‬كىو جنب فيجب عليو الغسل ألجلها؛ ألف اإلسبلـ ال يرفع‬
‫الجنابة‪ .‬كالثاني‪ :‬أنا نقوؿ‪ :‬إف اإلسبلـ ال يجب إال ما كاف كاجبا عينا‪ ،‬كالغسل ليس ىو إال معنى كذلك‬
‫المعنى باؽ كقتو‪ )*( .‬صوابو‪ :‬كمجنوف طارئ أفاؽ؛ الشتراكهما في الحكم‪ ،‬كقد يقاؿ‪ :‬الجامع عدـ‬
‫صحة النية فبل كجو للتصويب‪.‬‬
‫(‪ )3‬كتورد في مسائل المعاياه‪ :‬أين رجل كجب عليو الغسل ألجل غسلو ? فيجاب بالكافر (‪ )7‬إذا‬
‫أسلم‪( .‬زىور) [(‪)7‬يستقيم في المرتد‪ ،‬ال الكافر األصلي‪ ،‬فقد ترطب بالوالدة‪( .‬قرز) (*) كيغتسل أربع‬
‫مرات إف كاف مجتنبا‪ ،‬كإال فثبلث مرات إف كانت نجاسة خفية‪ .‬ك(قرز) [ألف الحدث‪ ،‬كالنجس ال‬
‫يتداخبلف‪( .‬قرز) ]‬

‫(‪)084/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كأبو ىاشم‪ ،‬كأبو علي‪ ،‬كقاضي القضاة‪ ،‬كركاه في شرح اإلبانة عن الناصر‪ ،‬كزيد بن‬
‫علي‪ :‬إنو يجوز للمحدث مس المصحف(‪.)7‬‬
‫كىو قوؿ المنصور باهلل‪ ،‬كصحح للمذىب‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كقد دخل ضمنا‪:‬ألنا قلنا‪ :‬كيحرـ بذلك‪ .‬أم بالحدث األكبر ال بغيره‪.‬‬
‫كعن القاسم(‪ ،)0‬كأكثر الفقهاء‪:‬أنو ال يجوز‪.‬‬

‫__________‬
‫(‪ )7‬حجتنا‪ :‬جواز التبلكة‪ ،‬فكذا اللمس‪ .‬كحجتهم‪{ :‬ال يمسو} اآلية‪ .‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬المراد اللوح‬
‫المحفوظ‪ ،‬ال يمسو إال المبلئكة‪ ،‬فلو كاف القرآف لقاؿ‪( :‬إال المتطهركف)‪( .‬زىور) (*) حدث أصغر‪،‬‬
‫ككتابتو‪( .‬بياف) (*) كيتفقوف على جواز القراءة‪ ،‬كلعل الكتابة كاللمس‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )0‬كالهادم‪ ،‬كأبو طالب‪ ،‬كأبو العباس‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪( .‬بياف)‬

‫(‪)085/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فصل(ك) يجب (على الرجل)(‪ )7‬دكف المرأة؛ ألف مجرل منيها غير مجرل بولها (الممني) ال‬
‫المولج(‪ )0‬من دكف إمناء (أف يبوؿ)(‪ )3‬قبل الغسل)(‪ )4‬ال قبل التيمم؛ ألف التيمم ال يرفع الحدث‪،‬‬
‫كألف دليل الوجوب كرد في الغسل دكف التيمم‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬إذاجامع الرجل(‪)5‬فبل‬
‫يغتسل حتى يبوؿ‪ ،‬كإال تردد بقية المني فيكوف منو داء ال دكاء لو)(‪ )6‬كالنهي يدؿ على فساد المنهي‬
‫عنو(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ككذا الخنثى إذا خرج من قبليو معا‪( .‬بياف) [مع حصوؿ الشهوة في كل كاحد منهما‪( .‬قرز) ]‬
‫قلت‪ :‬كفيو نظر؛ ألف األصل براءة الذمة؛ ألنو يجوز أف خركج المني من آلة التساء‪ ،‬كالخنثى امرأة فبل‬
‫يجب‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )0‬ككذا الصبي‪.‬‬
‫(‪ )3‬كعند اإلماـ أحمد بن الحسين عليو السبلـ أف النوـ يقوـ مقاـ البوؿ؛ ألف أعضاءه ترخى فينحل ما‬
‫بقي‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )4‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كيعتبر بولو إف تدفق‪( .‬بياف)‪( .‬قرز) (*) كال يكفي أف يبوؿ دما كنحوه‪ ،‬كقيل‪:‬‬
‫يكفي [كحده‪ :‬ثماف قطر‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )5‬قاؿ الضمدم في (تخريج الشفاء)‪" :‬إنو لم يجده في كتب الحديث بعد مزيد البحث"‪ .‬كقاؿ‬
‫المقبلي في (المنار)‪" :‬ليس عليو طبلكة الكبلـ النبوم‪ ،‬كليس لو شاىد في السنة‪ ،‬كال في طرك سمعو"‪.‬‬
‫كقاؿ الجبلؿ في (ضوء النهار)‪" :‬إف عنواف الوضع ظاىر عليو"‪ .‬فينظر في مسند ىذا التكليف العجيب‪.‬‬
‫(سماعا) كمثلو في (حاشية الشوكاني على الشفاء)‪ )*( .‬إف قلت‪ :‬ذلك في المجامع لظاىر الدليل‪ ،‬ال‬
‫الممني من دكف جماع ? قلت‪ :‬عرفنا العلة‪ ،‬كىو قولو اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬كإال تردد بقية المني) الخ‬
‫(‪ )6‬قاؿ ابن زكرياء‪ :‬الداء الذم ال دكاء لو ىو أف ينبت في المثانة كاإلحليل قركح تمنع خركج البوؿ‬
‫كالمني‪.‬‬
‫(‪ )7‬كيبين أيضا أنو إذا لم يبل بقي من موجب الغسل ما يخرج بالبوؿ‪ ،‬فإذا كاف كذلك فالغسل كأنو لم‬
‫يغتسل‪ ،‬فإف قيل‪ :‬إنو عليو السبلـ قد بين الغرض المنهي عنو بقولو‪(:‬كإال تردد بقية المني فيكوف منو داء‬
‫ال دكاء لو) ال للتحريم‪ .‬قيل لو‪ :‬ظاىر النهي التحريم‪ ،‬كتنبيو على أف فيو ضررا ال يسقط حكمو؛ ألنو ال‬
‫يمتنع أف يحرـ عليو السبلـ ذلك‪ ،‬ثم بين أف فيو كجها من المضار‪ ،‬كقولو تعالى {إنما الخمر كالميسر}‬
‫اآلية‪ ،‬ثم قاؿ‪{ :‬إنما يريد الشيطاف } اآلية‪( .‬شرح القاضي زيد) (*) في العبادات‪ ،‬ال في المعامبلت‪.‬‬
‫(أثمار) مثل قولو تعالى‪{ :‬كذركا البيع } ذكره الشيخ أبو الحسين البصرم‪ ،‬كاختاره القاضي شمس‬
‫الدين‪ ،‬كىو المذىب‪( .‬زىور) (قرز) (*) كىو الغسل‪.‬‬

‫(‪)086/7‬‬

‫_____________________________‬

‫‪.‬‬
‫كعن ابن أصفهاف‪ :‬أنو يجب قبل التيمم‪ .‬كربما قواه بعض المتأخرين)(‪.)7‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كركاه في شرح اإلبانة عن زيد بن علي‪ )0():‬إنو ال يجب تقديم البوؿ‬
‫مطلقا(‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الفقيو يوسف‪ ،‬قياسا على الوضوء‪.‬‬
‫(‪ )0‬كاختاره المؤلف كالنجاسة الباطنة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كاختاره اإلماـ شرؼ الدين‪ .‬قاؿ في (الغيث) ك(الزىور)‪ :‬دليل أىل المذىب في ىذه المسألة ال‬
‫يخلو من نظر؛ ألف قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (فيكوف منو داء ال دكاء لو) من باب الطب‪،‬‬
‫كالصحيح عدـ كجوب البوؿ كالتعرض‪ ،‬كأما كونو مندكبا فإجماع‪( .‬غيث) (*) قاؿ في االنتصار‪ :‬إذا‬
‫اغتسل الجنب كنسي غسل رجليو‪ ،‬ثم توضأ بعد ذلك كغسلهما للوضوء أجزأه ذلك للجنابة‪ ،‬كيعيد‬
‫الوضوء‪ .‬قاؿ فيو أيضا‪ :‬كإذا توضأ الجنب كىو ناس للجنابة كاف ذلك مجزيا عن الجنابة في تلك‬
‫األعضاء‪ ،‬كلعل ىذا يستقيم إذا نول كضوءه للصبلة‪ ،‬ال إذا نول بو رفع الحدث‪ .‬ك(قرز) (*) لعلو يريد‬
‫قبل الغسل‪ ،‬كقبل التيمم‪.‬‬

‫(‪)087/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(فإف تعذر) خركج البوؿ (اغتسل) الجنب (آخر الوقت)(‪ )7‬فلو اغتسل أكلو لم يجزه(‪ .)0‬كقاؿ أبو‬
‫العباس‪ ،‬كأبو طالب‪ ،‬كابنا الهادم(‪ )3‬إف كاف قد تعرض‪ ،‬كاستقصى في استنزاؿ بقية المني فلم يخرج‬
‫شيء أجزأه الغسل في أكؿ الوقت‪ ،‬كال يجب عليو بعد البوؿ إعادة الغسل‪ ،‬كال الصبلة ما لم يخرج‬
‫شيء من المني(‪)4‬بعد االغتساؿ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كقاؿ اإلماـ القاسم بن محمد‪ :‬ال يغتسل‪ ،‬لبقاء النهي‪ ،‬كيصلي بالتيمم (‪ )7‬ركاه عنو ابنو محمد‬
‫المؤيد باهلل عليو السبلـ‪ .‬ىذا حيث تعذر عليو البوؿ فيجب عليو الترؾ؛ ألف حفظ البدف كاجب‪ .‬ينظر‬
‫(‪ )7‬بل يجب عليو الترؾ على ما اختاره عليو السبلـ‪ )*( .‬كينوم استباحة الصبلة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فلو أمكنو البوؿ كخشي فوت الوقت ? فالجواب‪ :‬أنو يقدـ البوؿ‪ ،‬ثم يغتسل‪ ،‬كيقضي‪.‬‬
‫(‪ )3‬اإلماـ الناصر أحمد‪ ،‬كاإلماـ المرتضى محمد‪.‬‬
‫(‪ )4‬قبل البوؿ‪ ،‬أك حالو] قيل‪ :‬إنما أمر اإلنساف باالغتساؿ من النطفة‪ ،‬كلم يؤمر من البوؿ كالغائط؛ ألف‬
‫آدـ عليو السبلـ حين أكل الشجرة فدخل ذلك في جميع عركقو كشعره‪ ،‬فإذا خرجت النطفة خرجت‬
‫من جميع العركؽ كالبشر كالشعر‪ ،‬بخبلؼ البوؿ كالغائط فمن فضبلت الطعاـ كالشراب‪ )*( .‬في أكؿ‬
‫البوؿ‪( .‬شرح األثمار) ال في آخره؛ ألنو كدم‪( .‬كواكب لفظا)‬
‫(*) [كىل يجب عليو االغتساؿ لكل صبلة‪ ،‬فيعيد االغتساؿ لصبلة أخرل كالعصر مثبل ? قاؿ الفقيو‬
‫علي‪ :‬لكل صبلة كالتيمم‪ .‬المختار ما ذكره الفقيو يوسف في (الزىور) أنو ال يجب إال ألكؿ صبلة فقط‪،‬‬
‫كال يجب لما بعده حتى يبوؿ]‪.‬‬

‫(‪)088/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كىذا الخبلؼ راجع إلى قاعدة‪ ،‬كىي بقاء المني في اإلحليل فعند الهادم‪ ،‬كالمؤيد باهلل أنو مقطوع‬
‫ببقائو(‪ )7‬فيجب االنتظار إلى آخر الوقت عند الهادم‪ ،‬كيستحب عند المؤيد باهلل‪ ،‬ذكره أبو مضر‪.‬‬
‫كأما أبو العباس‪ ،‬كموافقوه فبل يقطعوف ببقائو‪ ،‬بل يجوزكف بقاء بقية كعدـ ذلك‪ ،‬فيوجبوف إببلء العذر‬
‫بالتعرض للبوؿ‪ ،‬كاالستقصاء في استنزاؿ ذلك المجوز بالجذب ألجل الخبر‪ ،‬فمهما لم يخرج شيء‬
‫فالظاىر عدمو‪ ،‬فيعملوف على ىذا الظاىر حتى ينكشف خبلفو بأف يخرج المني‪ ،‬فيوجبوف إعادة‬
‫الغسل(‪.)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالدليل على ىذا ما ركم أف رجبل قاؿ لعلي عليو السبلـ‪ :‬إني كنت أعتزؿ جاريتي‪ ،‬كقد أتت بولد‬
‫? فقاؿ عليو السبلـ‪( :‬ىل كنت تعاكدىا قبل البوؿ) ? قاؿ‪ :‬نعم‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪( :‬الولد كلدؾ)‪.‬‬
‫(زىور)‬
‫(‪ )0‬كالصبلة‪ ،‬عند أحمد بن الهادم‪ ،‬كاإلماـ يحيى فقط‪.‬‬

‫(‪)089/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(نعم) كاختلف الهادم‪ ،‬كالمؤيد باهلل في حكم الغسل مع القطع على بقاء المني‪ ،‬فعند الهادم عليو‬
‫السبلـ أف بقية المني تمنع من صحة الغسل(‪ )7‬فإذا أزؼ آخر الوقت كلم يحصل بوؿ اغتسل‬
‫(كصلى)(‪ )0‬بذلك الغسل تلك الصبلة(‪ )3‬التي خشى فوتها (فقط) كال يفعل شيئا(‪ )4‬مما يترتب‬
‫جوازه(‪ )5‬على الغسل من قراءة‪ ،‬كدخوؿ مسجد بعد الصبلة(‪ )6‬فأما قبلها فيجوز‪ ،‬كما لو تيمم للصلوة‬
‫فلو أف يدخل المسجد للصبلة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفيو النظر الذم سيأتي(‪.)7‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬بقية المني ال تمنع من صحة الغسل‪ ،‬فإذا اغتسل صح لو فعل كل ما يترب جوازه‬
‫على الغسل حتى يبوؿ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كبقية الحيض‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيجب عليو االنتظار في كل صبلة يصليها قبل البوؿ؛ ألنو يجب عليو التلوـ‪ )*( .‬يعني‪ :‬صبلة‬
‫كقتو‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )3‬كغيرىا حتى يبوؿ‪ ،‬أك يحدث‪ ،‬كىو مفهوـ قولو‪" :‬كمتى باؿ أعاده "‪.‬‬
‫(‪ )4‬فإف أمكنو البوؿ كىو في الصبلة كخاؼ خركج الوقت ? مفهوـ كبلـ األزىار فيما تقدـ يقدـ البوؿ؛‬
‫ألنو قاؿ‪ :‬فإف تعذر كلم يتعذر فقيل‪ :‬أما إذا كاف في الصبلة فإنو يقدـ الصبلة؛ ألف الخركج منها‬
‫محظور‪ .‬كقيل‪ :‬يخرج كيبوؿ‪( .‬جربي) (قرز) ثم يغتسل (جربي) كىذا قياس ما يأتي في التيمم [حيث‬
‫قاؿ‪ :‬ككجود الماء قبل كماؿ الصبلة] (*) كىل يجوز لو أف يغتسل للقراءة‪ ،‬كلدخوؿ المسجد على قوؿ‬
‫الهادم عليو السبلـ أـ ال ? الجواب‪ :‬أنو ال يجوز ألنو جعل بقية المني مانعا من صحة الغسل‪ ،‬كإنما‬
‫كجب عليو االغتساؿ آخر الوقت لئبل تفوت الصبلة فقط‪ ،‬كأما الغسل فهو غير صحيح؛ لوجود المني‬
‫في اإلحليل‪.‬‬
‫(‪ )5‬كذلك ألف البوؿ شرط في صحة الغسل‪ ،‬كما من كقت إال كىو متوقع لحصوؿ البوؿ‪ ،‬فلهذا كجب‬
‫التأخير كالمتيمم‪.‬‬
‫(‪ )6‬كصبلة‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )7‬في قولو‪":‬قيل‪ :‬كيقرأ بينهما" [كالنظر في القراءة قبل الصبلة‪ ،‬فأما دخوؿ المسجد للصبلة التي‬
‫اغتسل لها‪ ،‬أك تيمم لها فبل نظر‪ ،‬فيجوز‪( .‬قرز) ]‬

‫(‪)092/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(كمتى باؿ أعاده) (‪ )7‬أم‪ :‬أعاد الغسل عند الهادم‪ ،‬كالمؤيد باهلل جميعا‪ .‬أما على أصل الهادم فؤلف‬
‫الغسل األكؿ غير صحيح(‪ .)0‬كأما على أصل المؤيد باهلل فؤلنو خرج المني مع البوؿ قطعا‪ ،‬كخركجو‬
‫يوجب الغسل فيعيده(‪( )3‬ال الصبلة)(‪ )4‬التي قد صبلىا بذلك الغسل فبل يجب اعادتها عندىما‪.‬‬
‫كقاؿ صاحب الوافي‪ ،‬كعلي خليل‪ :‬يعيد الغسل كالصبلة على أصل الهادم عليو السبلـ‪.‬‬
‫ثم ذكر عليو السبلـ الفركض التي تختص بالغسل بقولو‪( :‬كفركضو) أربعة‪ .‬ثبلثة تعم الذكر كاألنثى‪،‬‬
‫كالرابع يختص بالذكر‪ ،‬كبعض أحواؿ األنثى‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (التجريد)‪ :‬كيقاس على ذلك المرأة التي تغتسل من الحيض‪ ،‬ثم يخرج منها شيء من دـ‬
‫الحيض أنو يلزمها إعادة الغسل‪ ،‬كال تعتد بالغسل األكؿ‪ ،‬ككذا الرجل إذا اغتسل كلم يبل؛ لبقاء موجب‬
‫الغسل في الفرج‪.‬‬
‫(‪ )0‬يقاؿ‪ :‬فما كجو كجوب ما ال يصح? قلنا‪ :‬تعبدا‪ .‬يقاؿ‪ :‬دعول كونو تعبدا ببل دليل تحكم‪ ،‬فيحقق‪.‬‬
‫(حاشية محيرسي)‬
‫(‪ )3‬كال يقاؿ‪ :‬إنو خرج بغير شهوة‪ .‬األكلى كافية عنده‪ )*( .‬كأدلة أىل المذىب ال تخلو من تنظير‪.‬‬
‫(زىور)‬
‫(‪ )4‬إال في الوقت إذا أدرؾ ركعة‪( .‬بياف)‪ ،‬كقاؿ اإلماـ شرؼ الدين‪ :‬ال إعادة عليو في الوقت؛ ألف‬
‫صبلتو أصلية‪ )*( .‬كال يجب عليو إعادة الوضوء‪ ،‬إال أف يحدث‪( .‬شامي) كإنما يعود عليو حكم الجنابة‬
‫بالنظر إلى دخوؿ المسجد‪ ،‬كالقراءة‪ .‬كقيل‪ :‬ال يجزئو الوضوء إال لصبلة كقتو‪ ،‬فبل يصلي بو غيرىا [كلو‬
‫عرض لو عيد‪ ،‬أك جنازة‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز) ]‬
‫(*) [قاؿ صاحب (الشفاء)‪ :‬كليس خركجو بعد ذلك بالبوؿ يقضي بوجوب إعادة الغسل؛ ألنو قد خرج‬
‫من مستقره على كجو الدفق كالشهوة‪ ،‬كقد اغتسل لخركجو‪ ،‬كبقيتو في اإلحليل ال يوجب خركجها غسبل‬
‫آخر؛ ألنها لم تخرج على كجو الدفق كالشهوة‪ ،‬فبل داللة حينئذ على كجوب االغتساؿ ثانيا‪ ،‬كاهلل‬
‫الهادم‪ .‬قاؿ اإلماـ زيد بن علي‪ :‬أحب للجنب أف يبوؿ قبل االغتساؿ‪ ،‬كإف لم يفعل أجزأه الغسل‪.‬‬
‫(شفاء) من (حاشية الهداية)‬

‫(‪)097/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فاألكؿ‪( :‬مقارنة أكلو) أم‪ :‬أكؿ الغسل‪ ،‬كأكلو ما ابتدئ بغسلو من أم بدنو)(‪.)7‬‬
‫قاؿ بعض المتأخرين‪ )0(:‬بعد غسل مخرج المني‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا االعتبار صحيح إف قلنا‪ :‬إنو ال يقع إال على طاىر البدف من موجب‬
‫الغسل‪ ،‬كما أف الوضوء ال يقع إال على طاىر البدف(‪ )3‬من موجب الوضوء(‪.)4‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬الجسم كالعضو الواحد(‪ )5‬فإف نسي النية(‪ )6‬في أكلو ثم نول كقد بقي من الجسم‬
‫بقية أجزأه‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو قوم عندم(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو ابتدأ بموضع النجاسة‪.‬‬
‫(‪ )0‬كبنى عليو في (األثمار) ك(شرحو) ألنو أصل الجنابة‪ ،‬فبل يزكؿ عن غيره حتى يزكؿ عنو‪( .‬كواكب)‬
‫(*) الفقيو يوسف‪ ،‬كعبد اهلل بن زيد العنسي‪.‬‬
‫(‪ )3‬كيمكن أف ال يقاس؛ ألف موجب الوضوء مجرد خركج نجاسة‪ ،‬كموجب الغسل أمر معنول‪ ،‬كىو‬
‫الجنابة‪ ،‬ال تضمخ الفرجين فغير موجب؛ كألف البوؿ كالغائط أقذر كأنتن‪( .‬حاشية تذكرة) [كظاىر‬
‫(األزىار) أنو ال يشترط‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)]‬
‫(‪ )4‬كما سبق في قولو‪":‬كنجاسة توجبو"‪.‬‬
‫(‪ )5‬في الغسل‪ ،‬فبل يكوف ما بعده مستعمبل للعضو اآلخر‪ ،‬كأما النية فكما في الكتاب‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )6‬فإف نسي النية حتى خرج الوقت فقد صح غسلو للصبلة الماضية‪ ،‬كيغتسل (‪ )7‬للمستقبلة‪ ،‬كعلى‬
‫قوؿ المؤيد باهلل يعيد الصبلة بناء على أف الناسي كالعامد‪( .‬مفتي) فإف ذكر النية كالوقت باؽ‪ ،‬ككاف ال‬
‫يمكنو إعادة الصبلة كالغسل‪ ،‬أك كاف يمكنو إعادة الغسل دكف الصبلة فاألكلى أف تجزئو الصبلة‪)0( ،‬‬
‫فإف كاف يمكنو الغسل كركعة من الصبلة لزـ االغتساؿ‪ .‬من (جوىرة آؿ محمد عليهم السبلـ للسيد‬
‫يحيى بن الحسين) (‪ )7‬ألف الناسي كالعامد (‪ )0‬كقيل‪ :‬القياس أف ال يجزئو فيغتسل‪ ،‬كيتوضأ‪ ،‬كيصلي‬
‫[قضاء]‪( .‬قرز) (*) أك تركها عمدا‪.‬‬
‫(‪ )7‬كقد رجع في (البحر)‪.‬‬

‫(‪)090/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(بنيتو)(‪ )7‬أم‪ :‬بنية الغسل(‪( )0‬لرفع الحدث األكبر) الموجب لو من جنابة أك حيض‪ ،‬فأما لو نول رفع‬
‫الحدث األصغر لم يجزه‪ ،‬ذكره في الشرح‪ ،‬كاالنتصار‪.‬‬
‫فلو نول رفع الحدث كأطلق ? فقاؿ الفقيو علي‪ :‬إنو ال يجزئ(‪)3‬؛ ألنو متردد بين الحدثين‪.‬‬
‫كقاؿ في شرح اإلبانة‪ :‬إنو يجزئ(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كنية رفع نصف الحدث ال تبطل فيرتفع جميعو؛ إذ ال يتبعض ارتفاعو حيث غسل جميع الجسد‪.‬‬
‫(حاشية سحولي لفظا) (قرز) (*) كإنما صح الغسل بنية رفع الحدث األكبر‪ ،‬بخبلؼ الوضوء؛ ألف‬
‫الوضوء المراد بو تأدية الصبلة‪ ،‬بخبلؼ الغسل‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )0‬خبلؼ األكزاعي‪ ،‬كأبي حنيفة‪ ،‬فقاال‪ :‬ال تجب‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )3‬يقاؿ‪ :‬فعلى ىذا يلزـ فيمن عليو ظهراف أداء كقضاء‪ ،‬فنول كضوءه للظهر فقط كلم يعين لم يجزه‪.‬‬
‫(مفتي) (قرز) ? يقاؿ‪ :‬الحدثاف جنساف‪ ،‬خبلؼ الظهرين فهما جنس كاحد‪ ،‬كإف اختلفت الصفة‪.‬‬
‫(شامي) كىل يصليهما كبلىما ? يصليهما بهذا الوضوء مع إطبلؽ النية‪ ،‬كما لو أطلق نية الوضوء في‬
‫سائر الفركض فإنو يصلي ما شاء‪.‬‬
‫(*) (تنبيو) أما التسمية فقد عدىا بعضهم من فركض الغسل‪ ،‬قياسا على الوضوء‪ ،‬كعند األكثر أنها‬
‫ليست بواجبة كأنما ىي مستحبة؛ ألف دليل التسمية أنما كرد في الوضوء لتكميل طهارة الجسد‪ ،‬كىو ما‬
‫تقدـ من قوؿ النبي صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬من ذكر اسم اهلل في أكؿ كضوءه طهر جسده كلو‪ ،‬كإذا لم‬
‫يذكر لم يطهر منو إال موضع الوضوء) كالغسل عم التطهير جميع جسده‪ ،‬فلم يحتج إلى تكميل‬
‫بالتسمية‪( .‬شرح بهراف)‬
‫(‪ )4‬كقواه (الشامي) كىو الذم يوافق القواعد؛ ألنها لقظو مشتركة يصح إطبلقو على كبل معنييها‪.‬‬

‫(‪)093/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(أك فعل ما يترتب) جواز فعلو(‪( )7‬عليو) أم‪ :‬على رفع الحدث‪ ،‬كذلك كالصبلة(‪ ،)0‬كالقراءة‪ ،‬كدخوؿ‬
‫المسجد‪ ،‬كالوطء في حق الحائض‪ ،‬فإذا نول ذك الحدث األكبر فعل الغسل الستباحة ما ال يجوز لو‬
‫فعلو إالبعد الغسل صحت نيتو‪.‬‬
‫(فإف تعدد موجبو) أم‪ :‬موجب الغسل‪ ،‬نحو أف يجتمع حيض كجنابة (كفت نية كاحدة)(‪ )3‬إما رفع‬
‫الحيض‪ ،‬أك رفع الجنابة‪ ،‬فإف نواىما فأحسن(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬جوازا كصحة كالصبلة‪ .‬ال جوازا كال صحة كدخوؿ للسوؽ‪ .‬جوازا من غير صحة‪ ،‬كدخوؿ‬
‫المسجد‪ .‬صحة من غير جواز كالوضوء‪( .‬بحر) ك(نكت) ككذا األذاف‪ ،‬إال أف يريد الصحة التي يجوز لو‬
‫اإلعتداد بها‪ ،‬فلعل ىذا يكوف من نية فعل ما يترتب عليو‪ ،‬فترتفع الجنابة بنية ذلك‪( .‬حاشية سحولي‬
‫لفظا)‬
‫(‪ )0‬جوازا كصحة‪ .‬كالقراءة‪ :‬جوازا‪ .‬كدخوؿ المسجد‪ :‬جوازا‪ .‬كالوطء‪ :‬جوازا‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالوجو‪ :‬أنو كالحدث الواحد فبل يرفع بعضو دكف بعض؛ ألف حكمهما كاحد‪ ،‬فبل يرتفع أحدىما‬
‫دكف الثاني‪( .‬بياف) (*) كسواء قيد بالنية‪ ،‬نحو لهذا دكف ىذا‪ ،‬أك أطلق‪ ،‬كىكذا إذا قاؿ‪ :‬لرفع الجنابة‪،‬‬
‫أك نصفها‪ ،‬أك نحو ذلك‪( .‬كواكب) [ألف حكم الجنابة ال يتبعض‪ ،‬حيث غسل جميع الجسد‪.‬‬
‫(سحولي) (قرز) (*) كإنما صحت النية‪ ،‬كارتفع الجميع بنية أحدىما‪ ،‬بخبلؼ من أراد غسل الجمعة‪،‬‬
‫كالعيد‪ ،‬كنحوىما فبل يكفيو نية أحدىما لتماثل الموجبين في كوف كل منهما حدثا موجبا للغسل‪ ،‬فصار‬
‫كل منهما سببا مستقبل مع االنفراد‪ ،‬كمع اإلجماع يكوف السبب كاحدا ال بعينو‪ ،‬فتكفي نيتو‪ ،‬بخبلؼ ما‬
‫إذا اختلف ماىية األسباب كالغسل للجنابة في يوـ عيد‪ ،‬فبل بد من نيتهما معا‪ ،‬كإال أجزأه للجنابة فقط‬
‫إف نواه لها؛ الختبلؼ السبب‪ ،‬كنحو ذلك‪ .‬ذكر ذلك المؤلف‪( .‬كابل) (*) فإف نوت المعتدة بغسلها‬
‫انقضاء العدة (‪ )7‬ارتفع الحيض‪( .‬شرح فتح من العدة) [(‪)7‬ألنو يترتب جوازا كصحة]‪.‬‬
‫(‪ )4‬لموافقتو اإلجماع‪.‬‬

‫(‪)094/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فأما لو نوت الحائض بغسلها رفع الجنابة‪ ،‬كال جنابة عليها‪ ،‬فذكر األمير الحسين أف ىذه النية تصح‪،‬‬
‫كيرتفع الحيض‪ .‬ككذا قاؿ‪ :‬لو نوت الجنب بغسلها رفع الحيض كليست حائضا ارتفعت الجنابة(‪.)7‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا عندنا ضعيف(‪ ،)0‬فلو نوت الجنب الحائض بغسلها استباحة الوطء فإف‬
‫حكم الجنابة يبقى عند الشيخ عطية؛ ألف ذلك يختص الحيض‪ ،‬كإلى خبلفو أشار عليو السبلـ بقولو‪:‬‬
‫(مطلقا) أم‪ :‬سواء اتفق جنسهما كجنابتين(‪ )3‬أـ اختلف كجنابة كحيض‪ ،‬أك نول ما يترتب عليهما(‪)4‬‬
‫أك على أحدىما(‪ )5‬فقط (عكس النفلين)(‪ )6‬من الغسل (كالفرض كالنفل) منو أيضا‪ ،‬يعني‪ :‬فإنها‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬المذىب‪ :‬عدـ الصحة في الصورتين جميعا‪ .‬من (خط سيدم الحسين بن القاسم) كقواه المتوكل‬
‫على اهلل‪.‬‬
‫(‪ )0‬كبلـ موالنا أحق بالتضعيف‪( .‬حثيث) كذلك ألنها إذا نوت الحيض كليست حائضا فنيتها قد‬
‫تضمنت رفع الحدث األكبر ال محالة‪ ،‬فأجزأ للجنابة؛ ألنهما يسمياف حدثا أكبر‪( .‬تعليق الفقيو حسن)‬
‫(*) إذ يلزـ من ذلك أف يسمى الحائض جنبا‪ ،‬كالعكس‪ ،‬فإذا طاقها متى اجتنبت فحاضت لزـ أف تطلق‪،‬‬
‫كال قائل بو‪( .‬بحر) ك(ذكيد)‬
‫(‪ )3‬كطء‪ ،‬كاحتبلـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬دخوؿ المسجد‪ ،‬كالقراءة‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالوطء‪.‬‬
‫(‪ )6‬فإف قيل‪ :‬ما الفرؽ بين ىذا كبين الوضوء‪ ،‬حيث قلتم‪ :‬النفل يتبع الفرض في الوضوء‪ ،‬بخبلؼ‬
‫الغسل ? فالجواب‪ :‬أف المضاد للصبلة فرضها كنفلها كاحد كىو الحدث‪ ،‬فلذلك دخل نفل الصبلة‬
‫تحت مفركضها‪ ،‬بخبلؼ الغسل فأسبابو التي ىي الفرض كالنفل مختلف‪ .‬ذكر معناه في (الصعيترم)‬
‫كأيضا السبب في الفرض كالنفل كاحد‪ ،‬كالغسل السبب مختلف‪( .‬كواكب) كالفرؽ بين الواجبات‪،‬‬
‫كالمسنونات‪ ،‬كالمندكبات‪ :‬أف المقصود في كل كاحد من الواجبات رفع الحدث‪ ،‬كىو ال يتبعض‬
‫فلذلك ارتفعت نية أحدىما‪ ،‬كما في األحداث الموجبة للوضوء‪ ،‬بخبلؼ المسنونات كالمندكبات فكل‬
‫كاحدة مقصودة بنفسها لم يقصد بها غيرىا‪ ،‬فبل تتم القربة في أيها إال بنية‪( .‬تكميل)‬

‫(‪)095/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ال تكفي نية أحدىما‪ ،‬بل ال بد من نية كل كاحد من السبيين‪.‬‬


‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬إنو يدخل النفل تحت نية الفرض ال غير‪.‬‬
‫(ك) من أحكاـ النية أنها (تصح مشركطة) كذلك نحو أف يشك في جنابة عليو يوـ الجمعة فينوم غسلو‬
‫للجنابة إف كانت‪ ،‬كللجمعة(‪ )7‬فإذا انكشف لو تحقيق الجنابة فقد أجزأه بذلك الغسل بتلك النية‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو حسن‪ ،‬كالفقيو علي‪ :‬فلو قطع بالنبية حاؿ الغسل أثم كأجزأ‪ )0(،‬فأما لو اغتسل للسنة‬
‫فانكشف أنو جنابة لم يجزه للجنابة‪ ،‬كىل قد صار متسننا? فيو كجهاف ألصحاب الشافعي‪ .‬كقاؿ في‬
‫الياقوتة‪ :‬ال يجزئ للسنة‪ .‬كقاؿ الفقيو حسن‪ :‬يجزئ(‪.)3‬‬
‫(ك) الفرض الثاني‪( :‬المضمضة(‪ )4‬كاإلستنشاؽ) كما مر في الوضوء‪ ،‬خبلؼ الشافعي‪ ،‬كمالك في‬
‫كجوبهما‪ ،‬كيقوالف بندبهما‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو قاؿ‪ :‬للجنابة إف كانت‪ ،‬أك للجمعة لم يجزه؛ ألنو تخيير‪ ،‬كالتخيير مبطل‪( .‬إمبلء) كيحتمل أف‬
‫ال يكوف ذلك من التخيير؛ ألنو إذا كاف الواقع عليو حصوؿ الحدث األكبر فالنية لو‪ ،‬كال يصير متسننا‪،‬‬
‫كإف لم يكن فالنية للجمعة فقط‪ ،‬فالنية معينة في نفس األمر ال مخيرة‪ ،‬ىذا ىو األرجح‪ .‬عن اإلماـ‬
‫المتوكل على اهلل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬قياسا على يوـ الشك‪.‬‬
‫(‪ )3‬ىذا في غير العيدين‪ ،‬كأما إذا نول لسنة العيد فبل يكوف متسننا؛ ألف من شرطو أف يصلي بالوضوء‪،‬‬
‫كصحة الوضوء مترتبة على رفع الجنابة‪ ،‬فيكوف المقرر كبلـ (الياقوتة) في ىذه الصورة‪ ،‬كالمقرر كلو في‬
‫العيد‪( .‬قرز) (*) كما أف الحائض تغتسل لئلحراـ‪ ،‬كتصير متسننة؛ ألمر النبي صلى اهلل عليو كآلو لها‬
‫بذلك‪ ،‬كألنو لو كاف يترتب للزـ أف ال يجزئ للسنة إذا نواىا مع الفرض‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )4‬كيكفي المجمجة‪( .‬قرز)‪.‬‬

‫(‪)096/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) الثالث (عم البدف بإجراء الماء كالدلك)(‪ )7‬كىل يجب استعماؿ غير اليد لدلك ما ال تبلغو اليد ?‬
‫عن األمير شمس الدين‪ )0(:‬أنو يجب‪ .‬كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬ال يجب‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو القول عندم(‪.)3‬‬
‫فأما لو قطعت يده أك شلت‪ .‬فقاؿ المنصور باهلل‪ :‬يجب استعماؿ غير اليد(‪ )4‬إلى حيث كانت تبلغ‬
‫اليد(‪ .)5‬كقاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬ال يجب‪.‬‬
‫كقاؿ(‪ )6‬الناصر‪ ،‬كمحمد بن الحسن‪ ،‬كركاه في الزكائد عن زيد بن علي‪ :‬إنو ال يجب جرم الماء(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إال داخل العين فبل يجب‪( .‬قرز) ] قيل‪ :‬إال ما دخل تحت جلدة األغلف فبل يجب‪( .‬بياف) فلو‬
‫انحسرت بعد الغسل أك بعد الوضوء كجب إعادة الوضوء للصبلة المستقبلة‪ ،‬كأما الغسل فبل يجب‬
‫إعادتو إال على القوؿ بوجوب تقديم غسل مخرج المني‪ ،‬كما ذكره الفقيو يوسف‪ ،‬كعبد اهلل بن زيد‪)*( .‬‬
‫فلو بقي عضو أك شعره‪ ،‬ثم قطع عنو فقد أجزأه الغسل‪( .‬بياف) قلت‪ :‬كفيو نظر‪( .‬بحر) كجو النظر أف‬
‫مقطع الشعر داخل في عموـ قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬بلوا الشعر‪ ،‬كأنقوا البشر)‪( .‬شرح بحر) (*)‬
‫حاؿ جرم الماء‪ ،‬كعندنا أف الغسل إمساس العضو الماء حتى يسيل مع الدلك‪ ،‬كالمسح ال يسيل‪.‬‬
‫كسواء قارف الدلك جرم الماء أك بأخر ماداـ الجسم رطبا‪( .‬تعليق القاضي عبد اهلل الدكارم) (*) كقد‬
‫أشار القاسم عليو السبلـ أنو إذا انغمس الجنب في الماء كأنقى ما يجب انقاؤه من القبل كالدبر فقد‬
‫طهر‪( .‬غيث) (*) كال يكفي المسح إال عند الناصر‪.‬‬
‫(‪ )0‬يحيى بن أحمد‪ ،‬عم األمير الحسين‪.‬‬
‫(‪ )3‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم لعمر‪( :‬أدلك من بدنك ما بلغتو يداؾ)‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )4‬حيث القطع بعد التكليف‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬فإف لم يمكن بآلة كجب إستئجار من يصب الماء عليو‪ ،‬كيدلك بدنو؛ ليتوصل في طهارة الصبلة‪،‬‬
‫كلو كثرت األجرة بما ال يجحف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬لقولو تعالى‪{ :‬ما جعل عليكم في الدين من حرج}‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )7‬كال الدلك‪ ،‬بل المسح كاؼ‪.‬‬

‫(‪)097/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كيفارؽ الغسل المسح عندىم بأف الغسل استيعاب البدف‪ ،‬كالمسح(‪ )7‬يصيب ما أصاب‪ ،‬كيخطئ ما‬
‫أخطأ‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬ال يجب الدلك‪ .‬كقاؿ المؤيد باهلل(‪ :)0‬إف قوة جرل الماء تقوـ مقاـ‬
‫الدلك‪ .‬قاؿ الفقيو علي‪ :‬كحد القوة أف لو كاف ثم نجاسة رطبة(‪ )3‬لزالت‪.‬‬
‫(فإف تعذر)(‪ )4‬الدلك (فالصب)(‪ )5‬للماء يقوـ مقامو‪ ،‬كىو أكلى من االنغماس إذا أمكن (ثم) إف تعذر‬
‫الصب كجب (المسح)(‪ )6‬أك االنغماس(‪ ،)7‬كإلى ىذا أشار القاضي زيد‪ ،‬أعني‪ :‬كوف المسح مهما‬
‫أمكن أكلى(‪ )8‬من التيمم‪ ،‬كىو مذىب المنصور باهلل‪ ،‬كالمهدل أحمد بن الحسين‪ ،‬كاإلماـ يحي‪،‬‬
‫كاختاره الفقيو يحيى البحيبح‪.‬‬
‫فإف تعذر المسح فالتيمم‪ .‬كقاؿ الفقيو حسن‪ :‬بل التيمم عند تعذر الغسل أكلى من المسح في رأم أىل‬
‫المذىب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬أف المسح عندىم الذم ىو غسل األبداف يعم البدف‪ ،‬كالمسح الذم ىو غير الغسل ال‬
‫يجب أف يعم‪ ،‬بل يصيب ما أصاب‪ ،‬كيخطئ ما أخطأ‪( .‬كواكب) مثل مسح الراس في الوضوء‪.‬‬
‫(‪ )0‬خرجو للهادم عليو السبلـ‪ ،‬كالقاسم من قولو‪" :‬لو انغمس الجنب في الماء بعد إزالة النجاسة من‬
‫الفرجين فقد طهر " (*) قوم‪ .‬كعليو عامة المشايخ‪.‬‬
‫(‪ )3‬مرئية‪.‬‬
‫(‪ )4‬لجراحة‪ ،‬أك نحوىا‪.‬‬
‫(‪ )5‬كفي الوضوء على ىذا الترتيب‪ .‬ك(قرز) [لتحصل القوة التي تقوـ مقاـ الدلك‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )6‬قيل‪ :‬حتى يتمكن من الصب‪ .‬كأم لمعة صحت من بدنو عاد عليها حكم الجنابة فيغسلها‪،‬‬
‫كينتقض كضوءه للمستقبلة‪ ،‬أك زاؿ عذره في الذم ىو فيها‪( .‬لمعة) (قرز) كظاىر (الشرح) ىنا‪،‬‬
‫ك(األزىار) في التيمم في قولو‪" :‬حتى يزكؿ عذره" خبلؼ ىذا؛ ألف صحة اللمعة ليس بصحة الجميع‪،‬‬
‫فبل يطلق عليو زكاؿ العذر‪ .‬عن (سيدنا حسن)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كىو أكلى من المسح‪[ .‬بل يخير بين المسح‪ ،‬كاإلنغماس‪( .‬قرز)] [إال أف يكوف اإلنغماس بقوة‬
‫فهو في حكم الصب‪ ،‬فيقدـ على المسح‪(.‬نجرم) (قرز)]‬
‫(‪ )8‬األكلوية للوجوب‪( .‬قرز)‬

‫(‪)098/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كحكم المجتزم بالصب أك االنغماس أك المسح حكم المغتسل(‪ )7‬ال حكم المتيمم حتى يزكؿ‬
‫عذره فيجب إعادة الغسل مستوفيا ألركانو(‪.)0‬‬
‫كقاؿ في مهذب المنصور باهلل‪ :‬إنو يعود عليو حكم الجنابة متى فرغ من الصبلة‪.‬‬
‫ثم ذكر عليو السبلـ الفرض الرابع بقولو‪( :‬كعلى الرجل)(‪ )3‬إذا اغتسل من جنابة (نقض الشعر)(‪)4‬‬
‫المتعقد ليتخللو الماء‪ ،‬كيستوعب كل شعرة لقولو صلى اهلل عليو كآلو (بلوا الشعر كأنقوا البشر)‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالفرؽ بينو كبين الغسل عند تعذر البوؿ أف ىنا ترؾ ركنا من الغسل‪ ،‬كىو الدلك‪ ،‬كقد حصل‬
‫الغسل الكامل‪ ،‬ال ىناؾ فإنو أبيح لو الصبلة فقط؛ ألف خركج المني موجب للغسل‪ ،‬فكاف أغلظ‪ .‬بل‬
‫الفارؽ كبلـ الشرح فيما تقدـ‪ ،‬كىو خركج المني‪( .‬سيدنا حسن)‬
‫(‪ )0‬بنية مستأنفة‪ .‬النية األكلى كافية حيث قارنت غسل بعض البدف الصحيح‪ ،‬كإف قل‪ ،‬كلو طالت‬
‫المدة‪( .‬قرز) إذا كاف بدنو غير صحيح جميعو‪ ،‬كلم يغسل شيئا منو فيجب إعادة النية‪( .‬قرز)]‬
‫(*) كأركاف الغسل ثبلثة‪ :‬إجراء الماء‪ ،‬كالدلك‪ ،‬كإمساس البشرة الماء‪( .‬زىور) [كالنية‪ :‬إذا كاف بدنو غير‬
‫صحيح‪ ،‬فإف كاف بعضو صحيحا‪ ،‬كنول عند غسلو فبل إعادة‪( .‬قرز)](*) كال يجب عليو إعادة الصبلة‬
‫كلو الوقت باؽ‪( .‬سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )3‬كالخنثى‪ .‬كقيل‪ :‬كالمرأة؛ ألف األصل براءة الذمة‪.‬‬
‫(‪ )4‬فلو لم يمكن نقض الشعر كأف يكوف معتقدا (‪ )7‬لم يجب قطعو‪( .‬شرح فتح)‪ .‬إذا عقده بغير‬
‫اختياره‪ ،‬أك تلبد فشق نقضو‪ .‬كيكوف ناقص طهارة‪ ،‬فبل يؤـ إال بمثلو‪ ،‬كىكذا المرأة حيث يجب عليها‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (البرىاف)‪ :‬كذلك في شعر لحيتو‪ ،‬أك جبهتو‪( .‬بستاف)‪ .‬كقيل‪ :‬مطلقا‪( .‬قرز) (‪ )7‬ألف لو‬
‫حرمة‪ ،‬بخبلؼ الثوب إذا تنجس بعضو فيقطع‪( .‬حاشية سحولي) كلفظها‪ :‬كال يلزـ قطع الشعر‬
‫المتنجس‪.‬‬

‫(‪)099/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كإنما خصصنا الرجل بذلك دكف المرأة الجنب لحديث أـ سلمة(‪ )7‬قالت‪ :‬يا‬
‫رسوؿ اهلل إني امرأة شديدة عقص(‪ )0‬الرأس أفأحلو إذا اغتسلت? قاؿ‪ ( :‬ال‪ ،‬كلكن صبي(‪ )3‬عليو‬
‫ثبلث صبات) فظاىر الحديث أف ذلك يكفي كإف لم يصل البشرة(‪.)4‬‬
‫قاؿ الفقيو علي‪ :‬كمن المذاكرين من قاؿ‪ :‬ال بد أف يصل غير متغير‪.‬‬
‫(ك) نقض الشعر يجب (على المرأة في) الغسل عن (الدمين)(‪ )5‬دـ الحيض‪ ،‬كدـ النفاس‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كالقاسم‪ :‬ال يجب في الدمين أيضا؛ لظاىر عموـ الخبر(‪ )6‬لغسبلت المرأة‪ ،‬قاال‪:‬‬
‫كإنما يستحب في الدمين‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ ) 7‬كاسمها ىند بنت أبي أمية قرشية من بني مخزكـ‪ ،‬ككانت قبلو عند أبي سلمة ‪ ،‬كتوفت سنة اثنين‬
‫كستين‪ ،‬كدفنت بالبقيع كىي آخر زكجاتو صلى اهلل عليو كآلو كفاتا‪ .‬كقيل‪ :‬ميمونة‬
‫(‪ )0‬بفتح العين‪ ،‬كسكوف القاؼ‪( .‬زىور) كضبطو في (الوابل) بضم العين‪ ،‬كفتح القاؼ‪ .‬جمع عقصو‪.‬‬
‫مثل غرؼ جمع غرفة‪ )*( .‬قاؿ في (شمس العلوـ) العقصة‪ :‬العقدة‪ .‬كفي (النهاية)‪ :‬كأصل العقص اللي‬
‫كإدخاؿ أطراؼ الشعر في أصولو‪.‬‬
‫(‪ )3‬مع الدلك عند الهادم عليو السبلـ‪( .‬زىور) كقيل‪ :‬ال فرؽ‪ .‬كلظاىر الخبر (قرز) (*) للندب‪ ،‬فلو‬
‫فعلت كاحدة أجزأ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كلو فوؽ الطيب المعتاد‪ ،‬كىو الذم ال يعم الشعر‪.‬‬
‫(‪ )5‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو لعائشة‪( :‬انقضى شعرؾ كاغتسلي)‪( .‬بحر) (مسألة) كعليها ػ[قبل الغسل]‬
‫ػ إنقاء دـ الحيض ػ[كالنفاس‪( .‬قرز) ] ػ من فرجها؛ ألف بقاءه يمنع صحة الغسل‪ ،‬كبقاء المني (‪ )7‬في‬
‫اإلحليل‪ .‬قيل‪ :‬كحد ذلك في الفرج قدر أنملة‪ .‬كقيل‪ :‬ما ينفتج بالقعود‪( .‬بياف) قبل (فصل‬
‫كللمستحاضة) الخ (*) كالموت‪ ،‬ككذا عند اإلسبلـ [(‪ )7‬أراد بو التمثيل‪ ،‬ال القياس‪ ،‬إذ لو أراد القياس‬
‫لكاف غير مستقيم؛ ألنهم قد أقاسوا بقاء المني في اإلحليل على بقاء الدـ في فرج المرأة‪ ،‬فكيف يكوف‬
‫مقيسا عليو‪( .‬ىامش برىاف)‬
‫(‪ )6‬كىو حديث أـ سلمة رضي اهلل عنها‪.‬‬

‫(‪)322/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كندبت ىيآتو)(‪ )7‬أم‪ :‬ىيآت الغسل‪ ،‬فإذا أراد الجنب(‪ )0‬االغتساؿ بدأ بغسل يده اليمنى‪ ،‬يفرغ‬
‫عليها الماء باإلناء إفراغا حتى ينقيها‪ ،‬ثم يغسل يده اليسرل يفرغ عليها بيده اليمنى‪ ،‬ثم يغسل فرجو(‪)3‬‬
‫حتى ينقيو‪ ،‬ثم يضرب بيده(‪ )4‬على األرض حتى تحمل التراب‪ ،‬ثم يغسل فرجو‪ ،‬ثم يضرب األرض بها‬
‫ضربة أخرل فيغسلها بما تحمل من التراب‪ ،‬كىذا مبنى على أف ثم لزكجة(‪ )5‬في النجاسة‪ ،‬أك بقي‬
‫ريح‪)6(،‬ثم يتوضأ كضوء الصبلة‪ )7(،‬ثم يغرؼ على رأسو‪ ،‬كيدلكو حتى يصل الماء إلى بشرتو‪ ،‬ثم‬
‫يفيض الماء على جوانبو يمينا كشماال‪ ،‬كيدلك بدنو كلو حتى ينقيو(‪)8‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالتحقيق أف المستحب من ذلك إنما ىو تقديم غسل أعضاء الوضوء مرتبا‬
‫على ذلك الترتيب قبل إفاضة الماء على الجسد‪ ،‬فأما نفس غسلها فهو كاجب‪ ،‬كإذا كاف كذلك فبل نية‬
‫لو غير نية غسل الجنابة(‪.)9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كندبت التسمية [ككذا الوالء‪ ،‬كالترتيب‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬أك غيره ممن يجب عليو الغسل‪ ،‬أك يندب‪[ ،‬أك يسن‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )3‬مرتين بالتراب‪.‬‬
‫(‪ )4‬اليسرل‪.‬‬
‫(‪ )5‬ندبا‪( .‬صعيترم) كقبل‪ :‬بل يجب حيث بقي أثر النجاسة‪( .‬سماع سيدنا عبد القادر) (*) بل حيث‬
‫ال لزكجو‪.‬‬
‫(‪ )6‬ىذا مبني على أنو ال يجب الحواد‪ ،‬كأما على القوؿ بوجوب استعماؿ الحواد فيكوف استعماؿ‬
‫التراب كنحوه كجوبا إذا بقي ريح‪ .‬كقد ذكر معناه (الصعيترم) كأما مع اللزكجة فندبا (قرز) (*) كجوبا‪.‬‬
‫(صعيترم) (قرز) [مرة كاحدة‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )7‬لكنو مخير إف شاء أتمو إلى آخره‪ ،‬كإف شاء ترؾ الرجلين‪( .‬كواكب) ظاىر الكتاب كامبل [إال‬
‫الرأس فيغسلو‪( .‬قرز) ] كفي ركاية (األحكاـ) (لم يترؾ إال الرجلين) كفي ركاية الشرح (الوجو كاليدين)‬
‫كلم يذكر التغشي‪ ،‬كالرجلين‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )8‬بحيث لو كانت ثم نجاسة رطبة لزالت‪.‬‬
‫(‪ )9‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كيحتمل أف ينوم كضوءه ىذا لسنة الغسل‪ ،‬كال يجزئ عن الواجب‪( .‬زىور)‬

‫(‪)327/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كىل يستحب التثليث? فيو نظر(‪ .)7‬إف قلنا‪ :‬يستحب؛ فظاىر دليل االستحباب أنما ىو في كضوء‬
‫الصبلة‪ ،‬كال دليل على استحباب التثليث في غسل الجنابة‪ ،‬فلينظر في ذلك(‪.)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ اإلماـ زيد بن علي‪ :‬كيندب تثليثو كالوضوء؛ إذ الكل طهارة‪ .‬قاؿ في (مجموع اإلماـ زيد) قاؿ‬
‫أبو خالد‪ :‬سألت زيدا عن الغسل من الجنابة ? فقاؿ‪( :‬تغسل يديك ثبلثا‪ ،‬ثم تستنجي‪ ،‬كتتوضأ كضوءؾ‬
‫للصبلة‪ ،‬ثم تغسل رأسك ثبلثا‪ ،‬ثم تفيض الماء على سائر جسدؾ ثبلثا‪ ،‬ثم تغسل قدميك) حدثني بهذا‬
‫أبي عن أبيو عن جده علي بن أبي طالب‪ ،‬عن النبي‪( .‬شرح فتح) كمثلو في (الشفاء) ك(ركضة النوكم)‬
‫(‪ )0‬قاؿ في (شرح الفتح)‪ :‬حفظت عن بعض شيوخي أف تردد اإلماـ في الغسل المشركع قبلو‪ ،‬ال فيو‪.‬‬

‫(‪)320/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ثم ذكرنا المسنونات(‪ )7‬من الغسل عاطفين على قولنا‪" :‬كندبت ىيآتو" بقولنا‪( :‬ك) ندب (فعلو) في‬
‫ثبلثة عشر حاال ػ األكؿ‪( :‬للجمعة)(‪ )0‬كفيو خبلؼ في كقتو كحكمو‪ ،‬أما كقتو فالمذىب أنو (بين فجرىا‬
‫كعصرىا)(‪ )3‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ككاف القياس جوازه إلى الغركب؛ ألنو لليوـ عندنا‪ ،‬لكن ذكر في زكائد‬
‫اإلبانة أنو ال يجوز بعد خركج كقت الجمعة(‪ )4‬باإلجماع(‪.)5‬‬
‫كقاؿ في مهذب الشافعي‪ :‬كقتو من الفجر إلى الدخوؿ في الصبلة؛ إذ لم يشرع عنده إال لها(‪.)6‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كقياس قولنا أنو لو اغتسل بعد الصبلة صار متسننا(‪ )7‬إال أف يمنع إجماع(‪.)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ سيدنا عماد الدين‪ :‬كاألقرب في كل غسل مسنوف ال يتعلق بصبلة أف ال يعتبر فيو الوضوء‪ ،‬بل‬
‫مجرد الغسل كاؼ‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )0‬لفظ (الفتح) ك(شرحو)‪ :‬كيسن لجمعة (‪ )7‬كعيد‪ ،‬كبعد غسبلت الميت‪ ،‬كما سواه مندكب‪ .‬كفي‬
‫(الشفاء) ما لفظو‪( :‬خبر) كعن علي عليو السبلـ قاؿ‪( :‬أمرنا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو بغسل يوـ‬
‫الجمعة‪ ،‬كيوـ العيد)‪ .‬من باب صبلة العيد (‪ )7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬غسل يوـ الجمعة‬
‫يسل الخطايا من أصوؿ الشعر سبل)‪( .‬فائق) (*) لكل مكلف‪ ،‬كلو حائضا‪ ،‬أك نفساء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬ككل ما قرب إلى الزكاؿ ىو فضل‪( .‬ىامش ىداية)‬
‫(‪ )4‬حيث اعتقد أنو مشركع (قرز) [ معنى "ال يجوز" ىنا‪ ،‬أم‪ :‬لم يشرع ]‪.‬‬
‫(‪ )5‬بل فيو خبلؼ اإلماـ يحيى‪ ،‬كالحسن البصرم‪ ،‬كمالك‪.‬‬
‫(‪ )6‬إذا كاف للصبلة لزـ أف يجزئ لها‪ ،‬كلو قبل الفجر‪.‬‬
‫(‪ )7‬مع بقاء الوقت‪.‬‬
‫(‪ )8‬كال إجماع؛ إذ مالك يقوؿ‪ :‬إلى الغركب‪.‬‬

‫(‪)323/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما حكمو‪ :‬فمذىبنا‪ ،‬كىو قوؿ الفريقين أنو مسنوف(‪.)7‬‬


‫كعن بعض أىل الحديث‪ ،‬كداكد أنو كاجب‪.‬‬
‫كاختلف األكلوف فالمذىب أنو مسنوف مطلقا‪ .‬كمن ثم قلنا‪( :‬كإف لم تقم) أم‪ :‬صبلة الجمعة‪.‬‬
‫كقاؿ في مهذب الشافعي‪ :‬إنما يسن لمن أراد الصبلة فقط‪ .‬كالمذىب أنو لليوـ‪ ،‬فبل يعاد لئلحداث(‪)0‬‬
‫قبل الصبلة‪.‬‬
‫كقاؿ مالك‪ ،‬كأبو جعفر لمذىب الناصر‪ :‬إف الغسل للركاح(‪ ،)3‬فبل يتوسط الحدث بينو كبين الصبلة‪.‬‬
‫(ك) الثاني (للعيدين)(‪ )4‬كىما عيد اإلفطار‪ ،‬كعيد األضحى‪ ،‬فإف الغسل مسنوف فيهما‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( )7( :‬من توضأ يوـ الجمعة فيها كنعمت‪ ،‬كمن اغتسل فالغسل‬
‫أفضل) كقولو‪( :‬فبها) أم‪ :‬بالفريضة أخذ‪ ،‬كنعمت الخصلة الفريضة‪ .‬قاؿ (األصمعي)‪ :‬كنعمت الفضيلة‪.‬‬
‫قاؿ بعض األدباء‪ :‬فبالرخصة أخذ‪ ،‬كنعمت الرخصة‪ ،‬لما فيها من التخفيف‪( .‬بستاف) (‪ )7‬ىذا الحديث‬
‫دليل لمن ال يوجب الغسل في يوـ الجمعة‪ .‬ركاه أبو داكد‪ ،‬كالنسائي‪ ،‬كالترمذم‪ ،‬كابن ماجة‪ ،‬كأحمد من‬
‫حديث سمرة‪ .‬كحسنة الترمذم أيضا‪ ،‬كاستدؿ من قاؿ بالوجوب بحديث أبي سعيد الخدرم رضي اهلل‬
‫عنو (غسل الجمعة كاجب على كل محتلم)[مسلم نخ] أخرجو البخارم‪ ،‬كمسلم‪ ،‬كالترمذم‪ ،‬كأبو داكد‪،‬‬
‫كالنسائي‪ ،‬كابن ماجة‪ ،‬كأحمد‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ في (البياف)‪ :‬بل يستحب‪.‬‬
‫(‪ )3‬الركاخ‪ :‬اسم لما بعد الزكاؿ إلى الليل‪.‬‬
‫(‪ )4‬كأياـ التشريق‪ ،‬كالليلة المباركة‪( .‬ىداية) كىي ليلة النصف من شعباف‪ .‬ركاه عن علي عليو السبلـ‬
‫في (جامع األصوؿ)‪( .‬شرح الهداية)‪( .‬قرز) كيكوف ندبا‪( .‬قرز) (*) كال يشترط تقديم غسل النجاسة‬
‫األصلية‪ ،‬كما ال يجب غسل مخرج المني في الجنابة‪( .‬حثيث) (*) كلو قضاء‪( .‬تهامي) كمثلو عن‬
‫(السحولي) [كقيل‪ :‬ال تؤخر األياـ إال في الحج‪( .‬قرز) كيكوف ندبا]‪.‬‬

‫(‪)324/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كاختلف فيو فالمذىب أنو للركاح(‪ ،)7‬كليس لليوـ‪ ،‬كمن ثم قاؿ عليو السبلـ‪( :‬كلو) اغتسل لهما (قبل‬
‫الفجر)(‪ )0‬فإنو متسنن‪.‬‬
‫كحكى في الزكائد عن الهادم‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ :‬أنو ال يجزئ قبل الفجر‪.‬‬
‫(كيصلي بو) أم‪ :‬يحضر الصبلة مغتسبل لم يحدث قبلها (كإال أعاده قبلها) أم‪ :‬كإف لم يحضر بو بل‬
‫أحدث بين الغسل كالصبلة أعاد الغسل ليحضر مغتسبل‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ال يضر الحدث بينو كبين الصبلة؛ لجواز تأخير الوضوء على الغسل(‪،)3‬‬
‫كىل يسن للمنفرد أك لمن حضر الجماعة فقط? الظاىر أنو مسنوف لهما‪.‬‬
‫(نعم) كظاىر كبلـ القاسم يقتضي أنو أنما يسن لمن أراد الصبلة(‪ )4‬فقط‪.‬‬
‫(ك) الثالث‪( :‬يوـ عرفة) فإنو يسن فيها(‪ )5‬الغسل‪ .‬كاختلف في كقتو‪ ،‬فقاؿ الفقيو علي بن يحيى‬
‫الوشلي‪ :‬من الفجر إلى الغركب‪ .‬كفي الزكائد من بعد الزكاؿ‪.‬‬
‫(ك) الرابع‪( :‬ليالي القدر) فإنو يسن الغسل(‪ )6‬لها بين العشائين(‪ )7‬كسيأتى ذكرىا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬للصبلة‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ الفقيو حسن‪ :‬من المغرب‪ .‬كقاؿ (المفتي)‪ :‬كلو بأياـ‪ .‬كقيل‪ :‬حد القبلية ما لم يحدث‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫أف يكوف كالمفعوؿ ألجلو‪.‬‬
‫(‪ )3‬كأجيب بأف الحدث الطارئ يفارؽ األصلي كحدث المتيمم‪( .‬زىور) األكلى أف يقاؿ‪ :‬كحدث من ال‬
‫يجد ماء‪ ،‬كال ترابا‪ ،‬فإنو إذا أحدث في الصبلة بطلت ذكر معناه (ابن راكع) (قرز) (*) ألنو يفرغ من‬
‫الغسل محدثا [فلو أحدث بعد الغسل قبل الوضوء ىل يصير متسننا ? قاؿ في (التقرير) ك(المذاكرة)‪:‬‬
‫ال يصير متسننا‪ .‬كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬بل يصير متسننا‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬الجماعة‪ .‬كقيل‪ :‬كلو فرادل‪.‬‬
‫(‪ )5‬أم‪ :‬يندب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬أم‪ :‬يندب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬ككذا بعدىما إلى الفجر‪( .‬قرز)‬

‫(‪)325/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الخامس‪( :‬لدخوؿ الحرـ)(‪ )7‬كأحد قولي الناصر‪ :‬أنو كاجب‪.‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬فلو أخر اإلحراـ حتى دخل الحرـ‪ ،‬ثم اغتسل كنواه لئلحراـ‪ ،‬كلدخوؿ الحرـ‪،‬‬
‫كلدخوؿ مكة كالكعبة ػ أجزأ لها الكل‪ .‬ككذا في دخوؿ المدينة‪ ،‬كزيارة قبر النبي صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( .‬رياض) (قرز) (*) كيشترط أف ال يتقدمو حدث‪( .‬تهامي) كقد ذكر معناه في (حاشية سحولي)‬
‫كقاؿ (المفتي)‪ :‬فيو نظر؛ ألف الحدث ال ينافيو‪ ،‬كال يراد بو الصبلة‪ )*( .‬كلمزدلفة تشريفا كالحرـ‪ ،‬كأياـ‬
‫التشريق تشريفا كالجمعة‪ ،‬كلطواؼ الوداع‪ ،‬كلمجنوف أفاؽ؛ إذ ال يأمن من التنجس كاإلمناء‪( .‬بحر) (*)‬
‫كاإلحراـ‪ ،‬كالغدير [يوـ ثمانية عشر من شهر ذم الحجة‪( .‬شرح الهداية)] كالمباىلة‪ ،‬كىو اليوـ الرابع‬
‫من شواؿ‪( .‬شرح الهداية) كمولد النبي صلى اهلل عليو كسلم [يوـ األثنين] ثاني عشر شهر ربيع عاـ‬
‫الفيل‪ ،‬كالمبعث‪ ،‬قاؿ أىل التواريخ‪ :‬جاءه جبريل يوـ السبت‪ ،‬ثم ليلة األحد‪ ،‬كخاطبو يوـ االثنين لثماف‪،‬‬
‫أك لعشر خلوف من شهر ربيع األكؿ‪ ،‬بعد بناء قريش الكعبة بخمسين سنة‪ .‬كقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬كلدت في يوـ اإلثنين‪ ،‬كبعثت في يوـ اإلثنين‪( .‬ىداية) كلميبلده خمدت نار فارس‪ ،‬ككاف‬
‫كقودىا مستمرا من عهد عيسي عليو السبلـ‪ ،‬كاضطرب إيواف كسرل‪ ،‬كسقطت منو أربع عشر شرفة‬
‫بعدد من ملك منهم بعد ذلك‪ ،‬كغاصت بحيرة ساكه (‪ )7‬كتنكست األصناـ في آفاؽ األرض‪ ،‬كسقط‬
‫عرش إبليس‪ ،‬كرمي الشياطين بالشهب‪ ،‬كركم عنهم عن كهنتهم أنواع العجائب‪( .‬شرح الهداية) (‪)7‬‬
‫بحيرة ساكة ال يزاؿ محلها إلى اآلف معركفا بالقرب من مدينة قم في الطريق إلى العاصمة طهراف‪،‬‬
‫كمحلها سبح صحراء قليلة الزراعة‪ ،‬كىي معركفة ىناؾ (ىاشمي)‬
‫(*) يعني‪ :‬يندب لئلحراـ‪ .‬ينظر‪ )*( .‬يعني‪ :‬حرـ مكة فقط‪ ،‬كال يسقط بالدخوؿ‪ ،‬كيسقط بالخركج‪.‬‬

‫(‪)326/7‬‬
‫_____________________________‬

‫(ك) السادس‪ ،‬كالسابع‪ ،‬كالثامن‪ ،‬كالتاسع دخوؿ (مكة(‪ )7‬كالكعبة(‪ )0‬كالمدينة(‪ )3‬كقبر النبي(‪ )4‬صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪.‬‬
‫(ك) العاشر‪ ،‬كالحادم عشر (بعد الحجامة ك(‪ ))5‬بعد (الحماـ) (‪ )6‬قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إنما‬
‫يسن في الحماـ إذا كاف للعرؽ كال ماء فيو‪ ،‬كقاؿ الفقيو حسن‪ :‬ال فرؽ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬ميلها‪.‬‬
‫(‪ )0‬جوفها‪.‬‬
‫(‪ )3‬حائطها‪.‬‬
‫(‪ )4‬قاؿ الناصر‪ ،‬كاإلماـ يحي‪ :‬كلدعاء االستفتاح (‪ )7‬كلزيارة قبور األئمة كالصالحين‪( .‬ىداية)(*) قبتو‪.‬‬
‫(بياف) (‪[)7‬دعاء مأثور في شهر رجب يوـ رابع عشر]‪.‬‬
‫(‪ )5‬كحد البعدية في الجمع أف يكوف في حكم المفعوؿ ألجلو‪( .‬قرز) (*) ما لم يصل صبلة من‬
‫الخمس‪( .‬تهامي) [كأما الفصد ? ظاىر (األزىار)‪ :‬ال يسن‪ ،‬كال يندب]‪.‬‬
‫(‪ )6‬مسألة) كتجوز القراءة في الحماـ ببل كراىة‪( .‬شرح األثمار) إذ ليس كالحشوش؛ لقولو صلى اهلل‬
‫عليو كسلم‪( :‬نعم البيت) الخبر (‪ )7‬كيكره الجهر لؤلذية‪ ،‬كيكره أف تدخلو المرأة إال لحيض أك نفاس؛‬
‫لقولو ‪( :‬من أطاع امرأتو) الخبر‪( .‬بحر بلفظو) (‪ )7‬تمامو (ينفي الدرف‪ ،‬كيذكر باآلخرة) (*) قاؿ في‬
‫(التمهيد)‪ :‬إذا لم يغتسل في الحماـ‪ .‬كقاؿ في (شرح اإلبانة)‪ :‬كلو اغتسل‪ .‬كىذا مع عدـ النية‪ ،‬فلو‬
‫نول الغسل للسنة صار متسننا (قرز) [أم‪ :‬فاعبل للمندكب‪( .‬قرز)]‬
‫(*) (فائدة) دخوؿ الحماـ لئلغتساؿ فيو مباح‪ ،‬إال للنساء فيكره ببل عذر؛ لخبر (ما من امرأة تخلع‬
‫ثيابها في غير بيتها إال ىتكت ما بينها كبين اهلل) ركاه الترمذم‪ .‬كركل أبو داكد كغيره أف النبي قاؿ‪:‬‬
‫(ستفتح عليكم أرض العجم‪ ،‬كستجدكف فيها بيوتا يقاؿ لها‪ :‬الحمامات‪ ،‬فبل يدخلها الرجاؿ إال باألزر‪،‬‬
‫كال النساء إال مريضة‪ ،‬أك نفساء)‪( .‬شرح أثمار للنمازم) (*) إذ ىو محل الشياطين‪( .‬بحر لفظا)‬

‫(‪)327/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثاني عشر‪ :‬بعد (غسل الميت)(‪ )7‬كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ليس بمستحب‪ ،‬كأحد قولي الناصر‪ :‬أنو‬
‫كاجب‪.‬‬
‫(ك) الثالث عشر بعد (اإلسبلـ)(‪ )0‬يعني‪ :‬لمن كاف كافرا ثم أسلم‪ ،‬كىذا إذا لم يكن قد ترطب في حاؿ‬
‫كفره بعرؽ أك غيره‪ ،‬فإف كاف قد ترطب كجب غسل المترطب(‪ ،)3‬كاستحب غسل الباقي(‪.)4‬‬
‫(باب التيمم)(‪)5‬‬
‫التيمم في اللغة القصد‪ .‬قاؿ تعالى‪{ :‬كال تيمموا الخبيث}كىو في الشرع‪ :‬عبارة عن مسح الوجو(‪)6‬‬
‫كاليدين بالتراب‪ ،‬على الصفة المشركعة(‪.)7‬‬
‫كاألصل فيو الكتاب‪ ،‬كالسنة‪ ،‬كاإلجماع‪.‬‬
‫أما الكتاب‪ :‬فقولو تعالى‪{ :‬كإف كنتم مرضى أك على سفر} اآلية‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسنوف‪ ،‬ما لم يصبو شيء‪ ،‬فإف أصابو شيء كجب غسل ما تنجس‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬المرتد‪ ،‬كأما األصلي فقد ترطب بالوالدة‪ .‬كال يقاؿ‪ :‬يطهر بالجفاؼ؛ ألنو نجس [الذات]‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )3‬ثبلثا إف كانت النجاسة خفية‪ ،‬أك حتى تزكؿ‪ ،‬كاثنتين بعدىا إف كانت مرئية‪.‬‬
‫(*) كيرد ىذا في مسائل المعاياة‪ :‬أين رجل يجب عليو الغسل إذا اغتسل‪ ،‬ال إذا لم يغتسل‪.‬‬
‫(‪ )4‬في كبلـ أبي طالب ما يدؿ على أنو يطهر باإلسبلـ‪ ،‬كإف كاف قد ترطب في حاؿ الكفر‪ ،‬كىو‬
‫مذىب المنصور باهلل؛ ألف الرسوؿ صلى اهلل عليو كالو كسلم لما دخل المدينة حكم بطهارة نواضحهم‬
‫(‪ )7‬لكونو لم يأمرىم بإزالتها‪( .‬زىور) (‪ )7‬النواضح اإلبل التي يسني عليها (*) بل غسل الكل على‬
‫قولنا‪ :‬إف تشريك النجس ال يصح‪.‬‬
‫(‪ )5‬كعليو قوؿ الشاعر‪ ،‬كىو أمرؤ القيس‪:‬‬
‫تيممت العين التي جنب طارح*** يفيء عليها الظل عرمضها طامي‬
‫فاعل تيممت‪ :‬ىي الناقة‪ .‬كطارح‪ :‬اسم لموضع‪ .‬ثم بين أف ىذه العين مملؤة بالطحلب‪ ،‬كىو معنى‬
‫عرمضها أم‪ :‬طحلبها طامي‪ ،‬أم‪ :‬مآلف عاـ‪ ،‬غامر لها‪.‬‬
‫(‪ )6‬في (حاشية السحولي)‪ :‬ىو عبارة عن ضرب التراب باليدين‪ ،‬كعم مسح الوجو كالذراعين بباطن‬
‫الكفين‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫(‪ )7‬النية‪ ،‬كالتسمية‪ ،‬كالترتيب‪.‬‬

‫(‪)328/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما السنة‪ :‬فقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬التراب كافيك(‪ )7‬كلو إلى عشر حجج)‪.‬‬
‫كاإلجماع ظاىر(‪ )0‬على الجملة‪.‬‬
‫(فصل)‬
‫(سببو) الذم يجزئ(‪ )3‬عنده التيمم أحد أمور ثمانية األكؿ‪( :‬تعذر استعماؿ الماء)(‪ )4‬نحو أف يكوف‬
‫في بئر كال يمكن نزكلها‪ ،‬كال استطبلعو منها؛ لفقد آلة(‪ )5‬أك نحو ذلك(‪ ،)6‬كيخشى فوات الوقت‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قالو ألبي ذر‪ .‬كقيل‪ :‬لعلي عليو السبلـ‪ .‬كقيل‪ :‬لعمار بن ياسر‪.‬‬
‫(‪ )0‬في المرض كالسفر‪ ،‬ال في الحضر ففيو خبلؼ لزفر‪ ،‬كأبي حنيفة‪ ،‬فيقوالف‪ :‬إذا عدـ الماء في‬
‫الحضر ترؾ الصبلة حتى يجد الماء كيقضي‪ ،‬كمالك يقوؿ‪ :‬أدنى عذر يبيح التيمم‪( .‬تعليق زيادات)‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬يجب‪ ،‬لكنو تارة مضيقا‪( .‬ح) كذلك عند عدـ الماء‪ ،‬أك خشية التلف عند استعمالو‪ ،‬كتارة‬
‫مخيرا‪ ،‬كذلك عند خشية الضرر من الماء على ظاىر المذىب‪( .‬تبصرة)‬
‫(‪ )4‬غسبل‪ ،‬كصبا‪ ،‬كمسحا‪ ،‬كانغماسا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كيجب عليهم شراؤىا‪ ،‬أك طلبها‪ ،‬أك استئجارىا بما ال يجحف‪( .‬قرز) ككذا استئجار من يصب‬
‫عليو‪( .‬ىاجرم) (قرز)‬
‫(‪ )6‬يد شبلء‪ ،‬أك مكتوفة‪ ،‬أك زنده‪ ،‬أك عضده أقطع‪( .‬قرز) أك يكوف الماء في حق الغير‪ ،‬كىو ال يرضى‬
‫بالدخوؿ‪ ،‬أك بأف يكوف في مسجد كىو جنب كيخشى التنجيس‪ ،‬بأف يكوف سلسا أك نحوه‪( .‬قرز)‬

‫(‪)329/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(الثاني)‪ :‬قولو (أك خوؼ سبيلو) بأف يخشى فيو عدكا‪ ،‬أك سبعا‪ ،‬أك لصا‪ ،‬كأزفة الوقت‪ ،‬ككذا لو خاؼ‬
‫من استعمالو فوت القافلة‪ ،‬كيخشى في الوحدة التلف أك الضرر أك إضبلؿ السبيل(‪ )7‬فإنو يجرم‬
‫مجرل خوؼ سبيلو‪ ،‬كسواء خاؼ على نفسو أـ مالو(‪ ،)0‬قاؿ الفقيو علي‪ :‬إذا كاف مجحفا بو ذكره في‬
‫اللمع‪ ،‬كالصحيح ما أشار إليو في الشرح‪ ،‬من أنو ال فرؽ بين المجحف كغيره؛ ألنو كإف لم يجحف‬
‫فأخذه منكر يجب التوقي عنو(‪.)3‬‬
‫الثالث‪ :‬قولو (أك) خوؼ (تنجيسو) باستعمالو‪ ،‬بأف تكوف اليد متنجسة‪ ،‬كال يتمكن من أخذه إال بأف‬
‫يغرؼ بها أك نحو ذلك(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مع خشية الضرر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬أك ماؿ غيره‪ ،‬حيث يجب عليو حفظو‪)7( .‬كال يعتبر االجحاؼ في حق الغير‪( .‬قرز) (*) أك فرجو‪.‬‬
‫(قرز) أك فرج غيره‪ ،‬كسواء كاف ذكرا أك أنثى‪( .‬قرز) [(‪)7‬بأف يكوف في يده أمانة‪ ،‬أك ضمانة]‪.‬‬
‫(‪ )3‬قوم‪ .‬حيث كاف اآلخذ مكلفا؛ إذ لو كاف صبيا أك مجنونا لم يكن أخذه منكرا؛ ألنهم عللوا‬
‫بالمنكر ال باالجحاؼ‪( .‬كواكب) [أك ما صورتو صورة المحظور كالرباح‪ ،‬كالذياب؛ ألف تعذيب الغنم‬
‫محظور‪ ،‬كأما الرباح فبل يستقيم إال حيث يكوف أجيرا‪ .‬كقيل‪ :‬يعتبر االجحاؼ‪ ،‬كال فرؽ بين أف يكوف‬
‫أجيرا أك غيره‪( .‬قرز) [ينظر في األجير]‪.‬‬
‫(‪ )4‬بأف تكوف اآللة متنجسة‪ ،‬كال يمكن الغرؼ إال بها‪( .‬قرز)‬

‫(‪)372/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الرابع‪ :‬قولو (أك) خوؼ (ضرره) (‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬فرع) كمن جملة العذر خشية الشين الكبير‪ ،‬كتسويد الوجو أك بعضو‪ ،‬أك أكثر البدف‪ ،‬ال القليل منو‪،‬‬
‫كتسويد آثار الجرب كنحوه‪ .‬ذكر ذلك اإلماـ يحيى‪( .‬بياف)‪( .‬قرز) قاؿ في (الغيث)‪ :‬ألف الغم أكثر من‬
‫زيادة العلة (*) كيعتمد المريض على ظنو في حصوؿ الضرر‪ ،‬أكعلى قوؿ طبيب عارؼ عدؿ‪ .‬لفظ‬
‫(التذكرة)‪ :‬كيفطر إف ظن أف جرحو ال ينجبر إف صاـ‪ .‬من (باب صبلة العليل) (*) قاؿ في (البستاف)‪:‬‬
‫كمما يجوز العدكؿ إلى التيمم إذا كاف جنابة‪ ،‬ككاف اغتسالو يدخل عليو تهمة بفعل محظور‪ ،‬كلم يمكنو‬
‫اخفاؤه فإنو يتوضأ للجنابة‪ ،‬ثم للصبلة‪ ،‬كيغسل من بدنو ما ال يتهم بغسلو‪( .‬برىاف) كىذا مبني على‬
‫القواعد؛ ألف الوقوؼ في مواقف التهم محظور‪ ،‬كالغسل كاجب‪ ،‬كترؾ الواجب أىوف من فعل المحظور‪.‬‬
‫كاختار موالنا المتوكل على اهلل أنو يغتسل‪ ،‬كلو أتهم؛ ألف الواجب على المتهم أف يحسن الظن [فاإلثم‬
‫على المتهم] (*) (مسألة) قاؿ اإلماـ المهدم‪ :‬إذا خشى المحرـ فوت الوقوؼ بعرفة إف توضأ‪ ،‬كإف‬
‫تيمم أدرؾ فإنو يتيمم؛ ألف في فوت الوقوؼ عليو ضرر‪ ،‬ككذا إف كاف يخشى فوت الوقوؼ إف اشتغل‬
‫بالصبلة‪ ،‬فإنو يسير إليو كيصلي في سيره [قوم] بحسب اإلمكاف‪ ،‬كلو لم يستقبل القبلة‪( .‬بياف لفظا)‬
‫كمثلو ذكر (النوكم) في كتاب مناسك الحج‪ .‬كقاؿ‪ :‬إنو يلزـ المحرـ تأخير العشاء [قوم] عن كقتها‪،‬‬
‫كيحصل الوقوؼ؛ ألف قضاء الحج صعب‪ ،‬بخبلؼ الصبلة؛ ألنو عهد جواز تأخيرىا‪ .‬من (تحفة ابن‬
‫حجر) كفي (بهجة المحافل) خبلؼ ىذا؛ ألف الصبلة مضيقة‪ ،‬كالحج موسع بالعمر (*) كفي بعض‬
‫الحواشي على (الصعيترم) إف صبلة المسايف مختصة بالخوؼ‪ .‬ك(قرز) فيؤثر الوقوؼ على الصبلة‪.‬‬
‫(سماع سيدم حسين بن القاسم عليو السبلـ) (مسألة) إذا خشي الجنب من استعماؿ الماء شدة البرد‪،‬‬
‫بحيث يرتعش جسمو بعد الغسل كاف عذرا في التيمم إذا كاف كثيرا‪ ،‬ال يسيرا (قرز) [كحيث يلحقو‬
‫الضرر‪( .‬قرز) ] إذا تعذر عليو تسخين الماء‪ .‬ذكره الفقيو حسن [بما ال يجحف‪ ،‬كال يضره‪ ،‬كال ينقص‬
‫من زاده إف كاف مسافرا‪( .‬قرز)] كإف أمكنو غسل بعض أعضائو من غير ضرر غسلو‪ ،‬كترؾ ما يخشي‬
‫الضرر من غسلو حتى يزكؿ عذره‪( .‬بياف)‬
‫(مسألة) األكثر‪ :‬يجب التيمم‪ ،‬كيحرـ الوضوء فبل يجزئ لخشية التلف؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬قتلوه قتلهم اهلل)‪( .‬بحر لفظا) كأصل الخبر (ما ركم أف رجبل كاف في بعض الغزكات‪ ،‬ككاف في‬
‫رأسو شجة فاجتنب‪ ،‬فسأؿ فقاؿ‪ :‬أتجدكف لي رخصة عن الغسل ? فقالوا‪ :‬ما كجدنا لك رخصة عن‬
‫الغسل‪ .‬فاغتسل فمات‪ ،‬فبلغ ذلك النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم فقاؿ‪( :‬قتلوه قتلهم اهلل‪ ،‬ىبل سألوا‬
‫إذا لم يعلموا‪ .‬إنما شفاء العي السؤاؿ‪ ،‬إنما كاف يكفيو أف يتيمم‪ ،‬كيعصب على رأسو خرقة‪ ،‬كيمسح‬
‫عليها‪ ،‬كيغسل سائر بدنو))‪( .‬شرح بحر) قاؿ في (شرح التجريد) ما لفظو‪ :‬فجمع عليو األمرين جميعا‪،‬‬
‫فدؿ على إجتماع الماء‪ ،‬كبدلو‪ .‬قاؿ‪ :‬كىو ضرب من المغالطة‪ .‬قاؿ في الزكائد‪ :‬إنو قاؿ‪( :‬إنما كاف‬
‫يكفيو أف يتيمم‪ ،‬أك يعصب على رأسو خرقة‪ ،‬ثم يمسح عليو‪ ،‬كيغسل سائر الجسد)‪.‬‬

‫(‪)377/7‬‬

‫_____________________________‬

‫من حدكث علة‪ ،‬أك زيادة فيها؛ لحر في الماء أك برد‪ ،‬فإنو يتمم إذا لم يقدر على تسخين الماء)(‪.)7‬‬
‫قاؿ أصحاب الشافعي‪ :‬أك بطؤ برئها‪ ،‬ككذا في جامع األمهات(‪ )0‬على مذىب مالك‪.‬‬
‫كعن المنصور باهلل‪ :‬جواز التيمم إذا خشى التألم(‪.)3‬‬
‫الخامس‪ :‬قولو (أك) خوؼ (ضرر المتوضي من العطش)(‪ )4‬إف استعمل الماء‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كالظاىر أف الضرر ىنا ىو ما تقدـ‪ ،‬كمفهوـ كبلـ أبي العباس‪ ،‬كعلي خليل أف مجرد‬
‫التألم بالعطش يجيز التيمم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بما ال يجحف‪(.‬قرز)‬
‫(‪ )0‬البن الحاجب على مذىب الشافعي‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالفرؽ بين التألم كالضرر‪ :‬أف التألم يزكؿ بزكاؿ سببو‪ ،‬كالضرر ما يبقى‪ ،‬أك يحدث بعد الفراغ من‬
‫سببو‪( .‬صعيترم) (قرز) (*) كقواه في (البحر) كأفتي بو الفقيو حسن؛ لظاىر اآلية‪ .‬كقواه (القاضي‬
‫عامر)‪.‬‬
‫(‪ )4‬فإف توضأ مع خشية التلف من الماء فالعبرة بما انتهى إليو الحاؿ‪ ،‬فإف انتهى إلى السبلمة صح‪،‬‬
‫كإال فعلى قوؿ أىل اإلنتهاء(‪ )7‬كأما مع خشية الضرر فيندب‪ ،‬بخبلؼ الصوـ‪ ،‬كالفارؽ أف قد كرد‬
‫الترغيب فيمن توضأ مع شدة البرد‪ ،‬ككرد ما يقتضي الكراىة في الصوـ‪ ،‬حيث قاؿ صلى اهلل عليو كآلو‪:‬‬
‫(ليس من البر الصياـ في السفر) (*) كيستحب مع خشية الضرر‪ ،‬كيحرـ مع خشية التلف‪( .‬قرز) (*)‬
‫حاال‪ ،‬أك مآال‪( .‬قرز) [(‪)7‬كفي شرح القاضي زيد [قوم]‪ :‬ال يجزئ على القولين‪ ،‬ألنو عاص بنفس ما‬
‫ىو بو مطيع ]‪.‬‬

‫(‪)370/7‬‬

‫_____________________________‬
‫السادس‪ :‬قولو (أك) خوؼ ضرر (غيره)(‪ )7‬أم‪ :‬غير المتوضئ (محترما)(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في الميل‪ ،‬كسائر الواجبات‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬أقرب ما يحد بو المحترـ أف يقاؿ‪ :‬ىو المسلم‪ ،‬كالذمي‪ ،‬ككل مملوؾ من الحيواف الذم ال يؤكل‬
‫لحمو‪ ،‬كما يجب حفظو كالمجحف‪ ،‬كما في يده كديعة أك نحوىا مما يجب حفظو من ماؿ غيره‪( .‬إمبلء‬
‫سعيد الهبل) (قرز) كقرره (الشامي) [ككذا إذا تمرد صاحبو من تأثيره‪ ،‬كسد رمقو كجب تأثيره‪( .‬غشم)‬
‫[كلفظ حاشية‪ :‬كضابط ما يجب إنقاذه‪ :‬كل حيواف ال يمكنو التخلص‪ ،‬كال أمكن مالكو إنقاذه‪ ،‬كال كاف‬
‫مما يهدر للمنقذ‪ ،‬كال نص فيو إجماع للفعل(‪ )7‬كأما إذا كاف يمكنو التخلص‪ ،‬أك كاف مالكو حاضرا‬
‫يمكنو انقاذه‪ ،‬أك كاف حفظو مما يهدر شرعا‪ ،‬كالحية كنحوىا‪ ،‬أك ما كقع بو التسامح في العادة‬
‫كالحيوانات الصغار التي لم نؤمر بحفظها لم يجب انقاذه ألجل اإلجماع‪ ،‬القبلو فبل يجوز‪( .‬قرز)](‪)7‬‬
‫يعني‪ :‬بعدـ حفظو كالديداف‪ .‬الخ‪.‬‬
‫(*) فإف لم يؤثر المحترـ (‪ )7‬أثم‪ ،‬كأجزأ‪( .‬مفتي) (قرز) ألنو مطيع بنفس الوضوء‪ ،‬كإف عصى بترؾ‬
‫التأثير‪ .‬كقيل‪ :‬ال يصح كضوءه‪ )7( .‬كينظر ما الفرؽ بين ىذا‪ ،‬كبين ما سيأتي في الصياـ مع خشية‬
‫الضرر ? [ضرر الغير‪ .‬نخ] يقاؿ‪ :‬ىناؾ عصت بما بو أطاعت ال ىنا فتأمل‪.‬‬

‫(‪)373/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كالمسلم كالذمي‪ ،‬كما ال يؤكل لحمو من البهائم (أك) غير محترـ (مجحفا بو)(‪ )7‬نحو أف يكوف بعيرا‬
‫يخشى عليو التلف من العطش‪ ،‬كإذا تلف أجحف بحاؿ صاحبو تلفو(‪ ،)0‬فأما لو خشي عليو ضررا‬
‫فقط فإف حكمو حكم التلف؛ ألنو كإف لم يؤد إلى تلفو فهو يؤدم إلى إيبلـ الحيواف الذم لم يبحو‬
‫الشرع‪ ،‬فيلحق بالمحترـ‪ ،‬فيجب إيثاره بالماء‪ ،‬كالعدكؿ إلى التيمم‪ ،‬فأما إذا لم يكن تلفو مجحفا بو‬
‫فالواجب عليو ذبحو‪ ،‬ذكره بعض المتأخرين(‪ ،)3‬كضعفو الفقيو يحيى البحيبح‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ال فرؽ بين‬
‫المحترـ كغيره في أنو يؤثر‪ ،‬سواء كاف مجحفا أك ال‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كعندم أف األكلى التفصيل‪ ،‬كىو أنو إذا كاف في ذبحو ينتفع بو ىو أك غيره(‪)4‬‬
‫من المستحقين(‪ )5‬كجب ذلك‪ ،‬كإف كاف ال ينتفع بو أحد رأسا لم يجز؛ ألف الشرع لم يبح ذبحها لغير‬
‫االنتفاع بها(‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كحد االجحاؼ‪ :‬أف ال يجد عوضو مع الحاجة‪(.‬نجرم) (قرز)‬
‫(‪ )0‬حاال أك مآال‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬صاحب (الحفيظ على األكوع) [ينظر لو لم يجد آلة يذبحو بها ػ تركو‪ ،‬كال يؤثره‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )4‬كلو طيرا‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫(‪ )5‬المسلمين‪.‬‬
‫(‪ )6‬بل إذا جاز ذبحو للمباح كىو األكل فباألكلى للواجب‪ ،‬كالنهي الوارد في ذبح الحيواف لغير أكلو‬
‫محمولو على ذبحو عبثا‪ ،‬أك على طريق المفاخرة كالجاىلية‪( .‬صعيترم) من كتاب الغصب‪ .‬كاألكلى بقاء‬
‫كبلمهم على ظاىره‪( .‬قرز) [المختار‪ :‬أنو يذبح‪ ،‬كسواء كجد من ينتفع بو أـ ال؛ ألنو يجب إتبلؼ الماؿ‬
‫لصيانة العبادة‪( .‬قرز) ]‬

‫(‪)374/7‬‬

‫_____________________________‬

‫السابع‪ :‬قولو (أك) خوؼ (فوت صبلة ال تقضى)(‪ )7‬إذا استعمل الماء‪ ،‬مثالو‪ :‬أف تحضر صلوة الجنازة‪،‬‬
‫كىو إف استعمل الماء فاتتو؛ بأف تدفن قبل فراغو من الوضوء فإنو يجزئو التيمم(‪ )0‬عند من منع من‬
‫الصبلة على القبر‪ ،‬ككذا يجزئو التيمم إذا خاؼ فوت الجماعة(‪ )3‬في الجنازة إف استعمل الماء(‪،)4‬‬
‫كمثلو صبلة العيدين(‪ )5‬إذا خشي أنو إذا استعمل الماء خرج كقتهما‪ ،‬كىو الزكاؿ‪ ،‬فأما على رأم‬
‫المنصور باهلل فبل؛ ألنو يجعل كقتهما ثبلثة أياـ‪.‬‬
‫(ك) ال بد مع كونها ال تقضى أف تكوف مما (ال بدؿ لها) يحترز من صلوة ال تقضى كلها بدؿ فإنو ال‬
‫يتيمم لها إف خشي فوتها باستعماؿ الماء؛ ألف لها بدال‪ ،‬كذلك نحو صلوة الجمعة(‪ )6‬فإف من حضرىا‪،‬‬
‫كخشي من استعماؿ الماء(‪ )7‬فواتها لم يجزه التيمم بل يتوضأ‪ ،‬كيأتي ببدلها‪ ،‬كىو الظهر‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬بل يتيمم‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك نحوىا‪ ،‬كالوقوؼ بعرفة‪.‬‬
‫(‪ )0‬كال بد أف يكوف التيمم للجنازة بعد غسلها‪ ،‬أك بعد تيممها إف عدـ الماء‪ ،‬ال قبل ذلك فبل يصح؛‬
‫ألنو قبل كقت الصبلة‪ )*( .‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬كببل تيمم إذا خشي دفنها قبل الصبلة‪(.‬نجرم) ألنها عبادة‬
‫[ألنها دعاء‪ .‬نخ] (*) كيصلي من ال يعتد بصبلتو‪ ،‬كال يمكن إعادتها‪.‬‬
‫(‪ )3‬جماعة الجنازة‪( .‬قرز) أك فرادل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬أك التيمم‪ ،‬صلى على الحالة‪.‬‬
‫(‪ )5‬فلو ترؾ صبلة العيد إلى آخر كقتها حتى لم يبق من الوقت إال ما يسعها بالتيمم ال بالوضوء‪ ،‬فإف‬
‫تركها للبس صبلىا اليوـ الثاني بالوضوء‪ ،‬فإف كاف ناسيا أك متمردا فالقياس أف يأثم العامد‪ ،‬كال يشرع‬
‫قضاؤىا‪ .‬القياس أف يصليها بالتيمم‪ ،‬أك على الحالة‪ ،‬كيأثم بالتمرد‪( .‬حاشية سحولي) (*) ككذا‬
‫الكسوفين إذا خشي فوتهما باإلنجبلء‪( .‬بياف) أك االستسقاء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬صوابو‪ :‬كصبلة الجمعة‪.‬‬
‫(‪ )7‬الحاضر‪ .‬كقيل‪ :‬الواجب الوضوء حيث الماء في الميل‪ ،‬كيأتي ببدلها‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬

‫(‪)375/7‬‬

‫_____________________________‬

‫اختلف السادة(‪ )7‬في من خشي فوت الوقت باستعماؿ الماء(‪ )0‬فالذم عليو المؤيد باهلل‪ ،‬كأبو طالب‪،‬‬
‫كحكاه أبو مضر عن يحيى عليو السبلـ أنو يتوضأ‪ ،‬كلو خرج الوقت(‪ )3‬كال يتيمم‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا ىو الذم صحح للمذىب‪ ،‬كقد أشرنا إليو بقولنا‪" :‬أك فوت صبلة ال‬
‫تقضى" فمفهومو أنو إذا خشي فوت ما يقضى توضأ‪ ،‬كلم يتيمم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الهاركنيوف‪ :‬المؤيد باهلل‪ ،‬كأبو العباس‪ ،‬كأبو طالب‪.‬‬
‫(‪ )0‬ال باستعماؿ التراب فيصلي على حالتو؛ ألنو بخركج الوقت ينتقض (‪ )7‬تيممو‪ .‬المذىب‪ :‬أنو يتيمم‬
‫كلو خرج الوقت‪ ،‬قياسا على الوضوء (‪ )7‬كال تبطل الصبلة بخركج الوقت كىو فيها‪ .‬كقيل‪ :‬تبطل؛ ألنو‬
‫عدؿ إلى بدؿ البدؿ‪ )*( .‬فإف قيل‪ :‬ما الفرؽ بين الفوات باستعماؿ الماء‪ ،‬كخشية المسير إليو ? كيمكن‬
‫الجواب بأف آية الوضوء‪ ،‬كىي قولو تعالى‪{ :‬إذا قمتم إلى الصبلة فاغسلوا كجوىكم} تقتضي جواز‬
‫استعماؿ الماء حيث أمكن عقيبو القياـ للصبلة من غير شرط‪ ،‬فإف لم يمكن عقيبو فبل دليل على‬
‫كجوب استعمالو إال مع إدراؾ الصبلة في الوقت‪( .‬غيث) (*) ال بقطع المسافة كإف قلت‪( .‬قرز)‬
‫كالموجود في الحاؿ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كقيل‪ :‬يجب التوضي فورا مع أنو لو توضأ فهو قضاء‪ .‬قاؿ (المفتي)‪ :‬المراد أنو ال يتيمم‪ ،‬ال أنو‬
‫يجب الوضوء (‪ )7‬فورا‪ .‬كقيل‪ :‬يجب؛ ألف الواجبات على الفور‪)7([.‬ألف فور القضاء أف يصلي مع كل‬
‫فرض فرضا‪( .‬قرز)]‬

‫(‪)376/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ أحمد بن يحيى‪ :‬بل يتيمم‪ ،‬كيصلي(‪ )7‬ثم يتوضأ‪ ،‬كيؤديها بالوضوء(‪ ،)0‬كمثلو ركم عن أبي‬
‫العباس‪ ،‬كمحمد بن يحيى‪ ،‬لكنهما لم يذكرا إعادة الصبلة(‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لحرمة الوقت‪( .‬تذكرة)‬
‫(‪ )0‬كقد أكرد على أحمد بن يحيى سؤاؿ‪ :‬أنو ال يجب عليو صبلتاف؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(ال ظهراف في يوـ) كأجيب بأف الواجب الصبلة بالوضوء‪ ،‬كلكن يصلي بالتيمم لحرمة الوقت؛ كلئبل يعد‬
‫من الغافلين‪( .‬زىور) [قلت‪ :‬كمقتضى ىذا الجواب أف الصبلة بالتيمم أنما ىي مندكبة‪ ،‬كلعل ذلك‬
‫مرادىما]‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال الوضوء‪( .‬بياف)‬

‫(‪)377/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(الثامن‪ ):‬قولو (أك عدمو)(‪ )7‬أم‪ :‬عدـ الماء (مع الطلب)(‪ )0‬كللطلب شركط األكؿ‪ :‬أف يكوف (إلى‬
‫آخر الوقت)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو في الحضر‪ .‬فإف خبلؼ أبي حنيفة قاؿ‪ :‬إنو يترؾ حتى يجد الماء‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيكفي طلب كاحد من أىل القافلة بإذنهم‪ ،‬كال يجزئ من لم يأذف‪( .‬شرح بهراف) كمثلو عن‬
‫(الشامي) [كيجب طلب التراب‪ ،‬كالتستر كالماء‪( .‬قرز) ] (*) كىل يسقط بمعتاد الرصد ? ال يسقط‪،‬‬
‫كما في الحج‪( .‬سحولي) (قرز) [شركط الطلب‪ :‬التلفت‪ ،‬كالمضي‪ ،‬كالسؤاؿ‪ .‬ككذا طلب التراب‪،‬‬
‫كالستر بثوب كالماء‪ ،‬سواء سواء‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )3‬أما لو غلب على ظنو‪ ،‬أك علم بعدـ الماء في الوقت‪ ،‬ككاف كاجدا للماء قبلو لم يجب عليو التوضؤ‬
‫بو‪ ،‬كال الطلب قبل دخوؿ الوقت‪ ،‬كلو علم تعذره بعد دخوؿ الوقت‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬ككذا ال‬
‫يجب عليو في أكؿ الوقت إذا علم أنو يتعذر آخر الوقت (‪ )7‬أك الصبلة على مذىبنا فافهم‪( .‬نجرم)‬
‫فمن كجد من الماء ما يكفيو ألعضاء التيمم ىل يجب عليو الطلب كما في العادـ للماء بالكلية ? أك ال‬
‫يجب ألنو ال يييمم شيئا من أعضائو ? الجواب‪ :‬أنو يجب عليو الطلب ػ [إذا كاف معلوما‪ ،‬ال مظنونا‪.‬‬
‫(قرز) ] ػ ليستكمل الطهارة الكاملة في أكؿ الوقت‪ ،‬كال يجب عليو التأخير؛ ألنو لم يعدؿ إلى بدؿ‪.‬‬
‫(تهامي) (‪ ،)7‬كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬يجب عليو إذا علم أك ظن فقده بعد دخوؿ الوقت؛ ألف ماال‬
‫يتم الواجب إال بو يكوف كاجبا كوجوبو (*) كال يجب الوضوء قبل الوقت‪ .‬قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪:‬‬
‫كيجب بعده إذا علم أك ظن فقده إلى آخر الوقت‪( .‬لمعة) (*) كاعلم أف ىنا قد اعتبر ما يريده الهادم‬
‫عليو السبلـ من اعتبار ظرؼ الزماف‪ ،‬كما يريده المنصور باهلل من اعتبار ظرؼ المكاف‪ ،‬كال يتوىم متوىم‬
‫أف الهادم يقوؿ‪ :‬إف الطلب من أكؿ الوقت؛ إذ صدر عبارتو في (األحكاـ) تأبي ذلك‪( .‬شرح فتح)‬
‫كعبارتو قاؿ الهادم عليو السبلـ‪ :‬من أصابتو جنابة في ليلو أك نهاره‪ ،‬كالماء عنو على مسافة يعلم أنو‬
‫يلحقو أك يبلغو قبل طلوع الشمس‪ ،‬كقبل طلوع الفجر‪ ،‬أك آخر النهار قبل مغيب الشمس ػ كجب عليو‬
‫طلبو‪ ،‬كالمسير إليو‪ ،‬إال أف يمنع منو مانع‪ ،‬أك قطع منو قاطع‪.‬‬

‫(‪)378/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ىذا عند يحيى عليو السبلـ‪ ،‬كلم يعين كقت االبتداء‪ ،‬فقاؿ الفقيو حسن‪ :‬إنو من أكؿ كقت االختيار‪،‬‬
‫كقيل‪ )7(:‬من آخر كقت االضطرار بقدر ميل‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إف كاف متيقنا للماء فمن أكؿ كقت االختيار‪ ،‬كإف كاف متوىما لو فمن آخره‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كال فرؽ بين الحاضر‪ ،‬كالمسافر في كجوب الطلب إال أف المسافر يطلبو في‬
‫طريقو‪ ،‬كميلها من الجهات األربع‪ ،‬كالحاضر في ميل بلده كذلك(‪.)0‬‬
‫قاؿ‪ :‬كالتحقيق عندنا(‪ )3‬أف كجوب الطلب فرع على تضيق كجوب الوضوء‪ ،‬فبل يجب الطلب إال عند‬
‫تضيق كجوب الوضوء‪ ،‬فمتى تضيق كجب الطلب‪ ،‬ال قبل التضيق؛ ألنو مهما لم يتضيق الوضوء فبل‬
‫معنى إليجاب الطلب‪ ،‬فإذا ثبت ذلك كاف كجوب الطلب من بقية في كقت االختيار(‪ )4‬للحاضر الذم‬
‫ليس بمعذكر بوقت يتسع قطع المسافة إلى الماء المعلوـ أك المظنوف(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬اإلماـ يحي‪ ،‬كالمنصور باهلل‪[ .‬كالميل من الجهات األربع]‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬يغلب في ظنو‪ ،‬في أم الجهات األربع‪ ،‬فإف لم يحصل لو ظن كجب الطلب في جميعها‪.‬‬
‫(دكارم) كقرره (المفتي) (قرز) مع تجويز كجوده في جميعها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كبلـ اإلماـ تفريع على كبلـ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪.‬‬
‫(‪ )4‬بناء على كجوب التوقيت‪( .‬مفتي) (قرز)‬
‫(‪ )5‬كالوضوء‪ ،‬كالصبلة‪( .‬قرز) [المراد إمكانو كلو بالنظر‪ .‬ليخرج ما لو شك أك ظن عدـ إمكانو مع‬
‫علمو بوجوده‪( .‬سماع سيدنا حسن) (قرز)]‬
‫(*) [(مسألة) من عدـ الماء كالتراب صلى على حالتو‪ ،‬كعليو التحفظ حاؿ الصبلة من الحدث(‪.)7‬‬
‫(بياف)‪ .‬قاؿ في (الزىور)‪ :‬كيعيد الصبلة إف كجدىما في الوقت‪ ،‬ال بعده‪( .‬قرز) [(‪ )7‬فإف أحدث‬
‫بطلت‪( .‬قرز)]‬

‫(*)[(مسألة) من نسي الجنابة حتى صلى صلوات عدة‪ ،‬بعضها بالوضوء كبعضها بالتيمم‪ ،‬ثم ذكرىا‬
‫قضى ما صلى بالوضوء‪ ،‬إذا كانت الجنابة مجمعا عليها‪ ،‬ال ما صلى بالتيمم؛ ألنو كاف فرضو لو ذكر]‪.‬‬

‫(‪)379/7‬‬
‫_____________________________‬

‫في الميل‪ ،‬كمن بقية في كقت االضطرار(‪ )7‬للمسافر كالمعذكر كذلك‪.‬‬


‫كقاؿ المنصور باهلل‪ )0(:‬ال يجب الطلب إال في الميل‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬كىو المختار‪ .‬قاؿ كقوؿ الهادم عليو السبلـ غريب‪ ،‬كال أعرؼ أحدا قاؿ بو‬
‫قبلو(‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في غير الفجر‪ ،‬كأما فيو فيجب من بقية في كقت االختيار مطلقا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬قوؿ المنصور باهلل مثل قوؿ التحقيق لئلماـ عليو السبلـ‪ ،‬كقد ذكره في (شرح الفتح) (*) يقاؿ‪ :‬لو‬
‫طلب الماء حتى بلغ رأس الميل‪ ،‬ثم جوز كجوده خارج الميل بالقرب منو فهل يجب الخركج أـ ال ?‬
‫الجواب‪ :‬أنو ال يجب إال إذا تيقن الماء؛ لئبل يؤدم إلى التسلسل‪ .‬كعن (عامر) ال يصلي في بقعة يجوز‬
‫إدراؾ الماء فيها‪ ،‬كلو أدل إلى التسلسل‪.‬‬
‫(‪ )3‬كأجيب على ذلك بأجوبة غير مرضية‪ .‬كالجواب المحقق‪ :‬حمل كبلمو على ظاىره‪ ،‬كعدـ كجدانهم‬
‫لقوؿ مخالف ال يدؿ على عدـ الوجود‪ .‬كما قيل‪:‬‬
‫فقل لمن يدعي في العلم فلسفة ***حفظت شيأ كغابت عنك أشياء‬
‫كقد قاؿ بمثل قوؿ الهادم عليو السبلـ إماـ األئمة المعصوـ علي عليو السبلـ‪ ،‬كإماـ سادات الرس‬
‫القاسم بن إبراىيم‪ ،‬كسيد سادات أىل الكوفة الذم كاف عامة الزيدية بها على مذىبو‪ ،‬الحسين بن‬
‫يحيى‪ .‬كعبلمة شيعة أىل البيت بالعراؽ محمد بن منصور بن يزيد المرادم المقرم‪ .‬أما قوؿ علي عليو‬
‫السبلـ بذلك فركاه في (الجامع الكافي) المعركؼ بجامع آؿ محمد صلى اهلل عليو كالو كسلم بعد‬
‫الكبلـ المعركؼ عن علي عليو السبلـ أنو قاؿ‪ :‬العادـ يتيمم آخر الوقت‪( .‬بلفظو) كركاه عنو حافظ‬
‫المحدثين أحمد بن الحسين البيهقي في كتابة المسمى بػ(السنن الكبرل) قاؿ بعد حذؼ سند ذكره‪:‬‬
‫حدثنا شريك‪ ،‬كإبراىيم بن عمر‪ ،‬عن أبي إسحق‪ ،‬عن الحرث‪ ،‬عن علي عليو السبلـ قاؿ‪( :‬اطلب الماء‬
‫حتى يكوف آخر الوقت‪ ،‬فإف لم تجد ماء فتيمم ثم صل)‪( .‬بلفظو) كركاه قاصي قضاة الشافعية الريمي‬
‫في كتابو المسمى بػ(المعاني البديعة) فهذه ثبلثة طرؽ عن علي عليو السبلـ‪ .‬كالرابعة في (شرح‬
‫التجريد)‪ .‬كأما قوؿ القسم‪ ،‬كالحسن‪ ،‬كمحمد فركاه عنهم في (الجامع) قاؿ‪ :‬القاسم‪ ،‬كالحسن‪،‬‬
‫كمحمد‪ :‬يتيمم المتيمم آخر الوقت عند األياس من كجود الماء‪ .‬قاؿ الحسن‪ ،‬كمحمد‪ :‬إذا لم يجد‬
‫المسافر الماء فليؤخر الصبلة إلى آخر الوقت قدر ما يصلي في كقتو‪ ،‬فإف لم يجد تيمم‪ .‬فإف لم يجد‬
‫في أكؿ الوقت كصلى‪ ،‬ثم كجد الماء قبل خركج الوقت توضأ‪ ،‬كأعاد تلك الصبلة‪ .‬قاؿ محمد‪ :‬كقد‬
‫رخص قوـ في أنو يجتزئ بصبلتو األكلى‪ ،‬كلكن المعركؼ عن علي عليو السبلـ أنو قاؿ‪( :‬يتيمم في آخر‬
‫الوقت)‪( .‬بلفظو) كبذلك تبين كجو ما اختاره الهادم عليو السبلـ كهلل الحمد‪ .‬كبو قاؿ الناصر‪،‬‬
‫كالمنصور باهلل‪ .‬ذكره في (الشفاء)‪( .‬شرح الهداية)(*) قيل‪ :‬كضعف كبلـ الهادم عليو السبلـ يظهر من‬
‫كجوه ثبلثة ػ األكؿ‪ :‬أف الوضوء فرض الواجد للماء‪ ،‬كمن يسير للماء ىذه المسافة التي ذكرىا ليس‬
‫بواجد‪ ،‬ال لغة‪ ،‬كال شرعا‪ ،‬كال عرفا‪ ،‬ألف الواجد في اللغة‪ :‬من ىو بين يديو‪ .‬كفي العرؼ‪ :‬من معو الماء‬
‫في الموارد المعتادة‪ .‬كفي الشرع‪ :‬من يجده في الناحية‪ ،‬كىي الميل‪ ،‬أك البريد‪ .‬كمن أتلف شيئا من‬
‫ذكات األمثاؿ لم يجب عليو ضماف مثلو‪ ،‬إال أف يجده في الناحية‪ .‬الثاني‪ :‬يقاؿ ػ ما حكمو على قوؿ‬
‫الهادم عليو السبلـ حين يصل الماء على ىذه المسافة‪ ،‬إف قلتم‪ :‬يقف عنده‪ ،‬فقد أكجبتم عليو خركجو‬
‫من بيتو‪ ،‬كلم يقرف اهلل تعالى بالقتل إال الخركج من الديار? كإف قلتم‪ :‬يختلف فيو‪ ،‬فهذا فيو غاية الحرج‬
‫كالمشقة‪ ،‬كقد قاؿ تعالى‪{:‬ما جعل عليكم في الدين من حرج}? الثالث‪ :‬أف يقاؿ‪ :‬إنو ال يتضيق عليو‬
‫الطلب إال متى تضيق عليو الوضوء‪ ،‬كال يتضيق الوضوء إال متى تضيقت الصبلة‪ ،‬كالصبلة ال تضيق إال‬
‫في آخر كقت االختيار على المختار‪ ،‬كفي آخر كقت االضطرار على المضطر‪ ،‬فإذا لم تضيق الصبلة لم‬
‫يتضيق الوضوء‪ ،‬كإذا لم يتضيق الوضوء لم يتضيق الطلب‪ ،‬فثبت بذلك أنو ال يجب الطلب من أكؿ‬
‫الوقت‪ ،‬ىذا ما ذكره المذاكركف من النظر‪ .‬كيمكن الجواب علي كبلـ الهادم عليو السبلـ‪ :‬بأف مراده‬
‫أنو ما يجزئ التيمم عنده إال في آخر الوقت‪ ،‬فكل كقت يريد اإلنساف الوضوء فيو مع سعة الوقت ال‬
‫يجزئو التيمم إال بعد طلب الماء إلى حين يتضيق عليو أداء الصبلة بالتيمم‪ ،‬فكل كقت يريد الوضوء فيو‬
‫ال يجزئو التيمم إذا لم يجد الماء إال بعد طلب الماء إلى كقت جواز التيمم عنده‪ )*( .‬أم‪ :‬ظن‪( .‬فتح)‬
‫(قرز)‬

‫(‪)302/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الشرط الثاني‪ :‬قولو (إف جوز)(‪ )7‬الطالب (إدراكو) أم‪ :‬ادراؾ الماء(‪( )0‬كالصبلة)(‪ )3‬بعد الوضوء‬
‫(قبل خركجو) أم‪ :‬خركج آخر الوقت‪ ،‬فأما لو لم يجوز ذلك‪ ،‬كغلب في ظنو(‪ )4‬أنو ال يدرؾ ذلك لم‬
‫يجب الطلب‪.‬‬
‫فأما لو غلب في ظنو إدراؾ الوضوء فقط‪ ،‬فقاؿ أبو طالب‪ :‬يتيمم(‪.)5‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو الذم أشرنا إليو بقولنا‪" :‬كالصبلة"‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬يطلب‪ ،‬كيتوضأ كلو فات الوقت‪.‬‬
‫قاؿ بعض المذاكرين‪ )6(:‬كإدراؾ بعض الوضوء عند المؤيد باهلل كإدراؾ كلو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاعلم) أنو قد حصل في ىذه المسألة‪ ،‬كىي قولو‪" :‬إف جوز إدراكو كالصبلة" الخ‪ .‬أنو يجوز‬
‫للمعذكر كعادـ الماء صبلة الجمعة بالتيمم حيث خشي فوات كقتها بطلب الماء‪ ،‬كانتظار زكاؿ العذر‪،‬‬
‫كال يقاؿ‪ :‬إنو قد تقدـ في المسألة األكلى أنو ال يتيمم لصبلة الجمعة؛ ألف لها بدال؛ ألف تلك أنما ىي‬
‫حيث خشي فوت الجمعة باستعماؿ الماء‪ ،‬فهو ىناؾ كاجد للماء بخبلؼ ىذه فهو عادـ‪ ،‬أك معذكر فبل‬
‫مناقضة‪ .‬فعرفت أف الجمعة مثل سائر الصلوات الخمس؛ إذ ىي كذلك‪ ،‬كقد ذكر معنى ذلك في‬
‫(النجرم) عن اإلماـ المهدم عليو السبلـ‪ ،‬كمثلو في بعض شركح األزىار‪ ،‬ك(التذكرة)‪( .‬كابل)‬
‫(‪ )0‬كإف لم يكف جميع األعضاء؛ إذ قد أزاؿ حكما‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬أك ركعة منها‪ ،‬حيث ىي صبلة كاحدة‪ ،‬كإف كانت صبلتين فبل بد أف يجوز إدراكهما‪ ،‬أك األكلى‪،‬‬
‫كركعة من الثانية‪( .‬قرز) كمثل معناه في (المقصد الحسن)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ال يجب إال إذا ظن كجود الماء‪ ،‬فإذا انتفى الظن بالوجود لم يجب ظن العدـ‪ )*( .‬أك بقي‬
‫مترددا‪(.‬قرز)‬
‫(‪ )5‬ألنو عادـ‪ ،‬كالذم تقدـ في التنبيو الماء حاضر‪.‬‬
‫(‪ )6‬الفقيو علي‪.‬‬

‫(‪)307/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الشرط الثالث قولو‪( :‬كأمن على نفسو كمالو)(‪ )7‬فلو خاؼ مع الطلب على نفسو ضررا أك تلفا‪ ،‬أك على‬
‫مالو لم يجب الطلب(‪.)0‬‬
‫كاختلف في اعتبار االجحاؼ في الماؿ الذم يخاؼ عليو‪ ،‬ففي اللمع أنو يعتبر‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كلهذا قلنا‪" :‬كمالو (المجحف)(‪ )3‬بو أخذه‪ ،‬لكنو في اللمع أطلقو(‪ ،)4‬فقاؿ‬
‫الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬ىو للمذاكرين‪ ،‬كركاه أبو مضر عن المؤيد باهلل قياسا على الشراء‪ ،‬كقد‬
‫ضعفو بعض المذاكرين(‪ ،)5‬كقاؿ‪ :‬ال يعتبر االجحاؼ؛ ألنو كإف لم يجحف فأخذه منكر‪ ،‬فيجب توقي‬
‫ىذا المنكر المخوؼ بترؾ الطلب(‪ ،)6‬كيعدؿ إلى التيمم‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كيؤيد(‪ )7‬ىذا التضعيف أنو قاؿ في الشرح‪ :‬إذا خاؼ من الطلب‪ ،‬أم مخافة‬
‫كانت جاز تركو‪ ،‬كأدعى في ذلك اإلجماع‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفرجو‪ ،‬كفرج غيره‪( .‬قرز) ] كال يقاؿ‪ :‬ىذا تكرار؛ ألف ما تقدـ في الماء المعلوـ‪ ،‬كىنا في‬
‫المظنوف‪(.‬قرز)‬
‫(‪ )0‬بل يجب الترؾ مع خشية التلف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬قوم حيث كاف اآلخذ غير مكلف‪( .‬قرز) [المختار إف كاف اآلخذ لو آدميا فبل فرؽ بين الحيوانات‬
‫كالجمادات‪ ،‬ألف أخذه منكر‪ ،‬كإف كاف سيبل‪ ،‬أك نارا‪ ،‬أك المأخوذ حيوانا فكذلك كإف قل؛ ألنو يشبو‬
‫المنكر‪ ،‬كإف كاف غير ذلك اعتبر االجحاؼ‪ .‬بل المختار أنو يعتبر االجحاؼ من غير فرؽ بين اآلدمي‬
‫كغيره‪ ،،‬قليبل كاف أك كثيرا إذا كاف مجحفا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬لم ينسبو إلى أحد‪.‬‬
‫(‪ )5‬الفقيهاف علي‪ ،‬كيحي بن أحمد‪ ،‬كاإلماـ يحيى‪ ،‬كاألمير الحسين‪[ .‬األمير المؤيد‪ .‬نخ]‬
‫(‪ )6‬من ىنا أخذ أف ترؾ الواجب أىوف من فعل المحظور‪.‬‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬يقول‪.‬‬

‫(‪)300/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الشرط الرابع قولو‪( :‬مع السؤاؿ)(‪ )7‬أم‪ :‬ال بد من الطلب(‪ ،)0‬كىو المشي في طلبو‪ ،‬مع السؤاؿ إذا‬
‫كجد من ىو أخبر منو بتلك الجهة (كإال أعاد)(‪ )3‬أم‪ :‬كإف طلب كلم يسأؿ أعاد الصبلة بالوضوء (إف‬
‫انكشف) للطالب (كجوده)(‪ )4‬أم‪ :‬كجود الماء بعد الوقت ذكره في الوافي على رأل من اعتبر‬
‫الحقيقة(‪ ،)5‬كبنى على أنو ترؾ السؤاؿ عارفا لوجوبو‪)6(،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف لم يجد من يسأؿ‪ ،‬كال ثم أمارة من خضرة أك نحوىا لم يلزمو الطلب بالتبخت؛ ألف الطلب‬
‫عبث‪( .‬زىور) ك(زنين) (قرز) (*) في جعل السؤاؿ شرطا في الطلب نظر؛ إذ الظاىر أنو كاجب مستقل‬
‫بنفسو‪ ،‬أك يكوف أحد ركني الطلب‪ ،‬كما ىو ظاىر (الزىور) حيث قاؿ‪ :‬كالطلب ينطوم على السعي‬
‫كالسؤاؿ‪ ،‬كيجوز أف يستنيب لذلك؛ لفعل علي عليو السبلـ (*) فإف سأؿ فأخبر بعدمو ثم كجد ػ جاء‬
‫على قوؿ اإلبتداء كاإلنتهاء‪ )7( .‬ينظر‪ .‬فالقياس عدـ كجوب اإلعادة كالناسي‪ )7( .‬فيعيد في الوقت‪ ،‬ال‬
‫بعده؛ ألجل الخبلؼ في الطرفين (*) كيعمل بخبر المسئوؿ‪ ،‬كإف لم يكن عدال‪.‬‬
‫(‪ )0‬ىذا مذىبنا أنو ال بد من السعي كالطلب‪ ،‬كالسؤاؿ إما بنفسو‪ ،‬أك يأمر غيره بذلك‪( .‬كواكب لفظا)‪.‬‬
‫(قرز) كلو بأجرة‪ ،‬بما ال يجحف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬أعاد) مجازا‪ .‬أم‪ :‬قضاء (قرز)‬
‫(‪ )4‬على كجو ال يمنع من استعمالو لو مانع‪ ،‬من قطع مسافة أك غيرىا إليو‪ [.‬سماعا]كمثلو عن (القاضي‬
‫عامر) (قرز) (*) ظاىر (األزىار) كىو ظاىر (التذكرة) أنو إذا بقي اللبس‪ ،‬كلم يعلم ىل ثم ماء موجود أـ‬
‫ال أنو ال إعادة عليو‪ ،‬كسيأتي في مسألة القبلة أف من ترؾ التحرم أعاد‪ ،‬ما لم يتيقن اإلصابة‪ .‬فينظر ما‬
‫الفرؽ‪ .‬كقد قيل في الفرؽ‪ :‬إف األصل عدـ الماء‪ ،‬بخبلؼ التحرم فالجهة موجودة‪.‬‬
‫(‪ )5‬أم‪ :‬اإلنتهاء‪.‬‬
‫(‪ )6‬عامدا‪ ،‬عالما بوجوبو علي مذىبو‪( .‬كواكب) أك نسيانا‪( .‬قرز) (*) يؤخذ من ىذا أنو لو ترؾ الطلب‬
‫حتى تضيق الوقت بحيث لم يبق ما يتسع لقطع المسافة كالصبلة أنو يلزمو استعماؿ الماء أداء كقضاء‪.‬‬
‫(ىبل) ك(حثيث) كعن (القاضي عامر)‪ :‬أنو يجزئو التيمم‪( .‬قرز) كيأثم‪ ،‬كىو ظاىر قوؿ أبي طالب فيما‬
‫مر‪.‬‬

‫(‪)303/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فأما لو تركو جهبل(‪ )7‬فإنو ال يعيد إف انكشف الوجود إال في الوقت‪ ،‬كمن اعتبر اإلبتداء ألزـ العالم‬
‫بوجوب السؤاؿ اإلعادة‪)0(،‬كإف لم ينكشف الوجود‪.‬‬
‫تنبيو(‪)3‬‬
‫لو كاف الماء موجودا لكن يخاؼ بالمساكمة في شراءه فوات الوقت ? فقاؿ القاضي زيد‪ :‬ىو كالواجد‬
‫فيجب شراؤه‪ ،‬كال يتيمم‪.‬‬
‫كقاؿ بعض المتأخرين(‪ :)4‬األكلى أف يكوف كالعادـ‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالتحقيق عندم أف البائع(‪ )5‬إذا كاف حاضرا كجب على الطالب ترؾ‬
‫المماكسة إذا خشى فوات الوقت بها‪ ،‬كيعطى البائع سومتو‪ ،‬ما لم يجحف بحالو‪ ،‬فإف خشى فوت‬
‫الوقت بمجرد المبلفظة كالكيل فهو كالواجد(‪ )6‬فبل يتيمم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو قد كافق قوؿ من ال يوجب الطلب كىم الحنفية‪( .‬بياف) [أك ناسيا‪( .‬كشلي) (قرز) ألنو مخل‬
‫بشرط من شركط التيمم‪( .‬كواكب)]‬
‫(‪ )0‬ألنو عنده عاص بترؾ السؤاؿ‪.‬‬
‫(‪ )3‬تنبيو) لو كانت نوبتو من البئر ال تأتي إال بعد الوقت فؤلصحاب الشافعي كجهاف‪ ،‬قاؿ بعض‬
‫المتأخرين‪ :‬ىو كالعادـ‪ .‬كىو الصحيح‪ .‬كفي (االنتصار) كالعادـ عند أبي طالب‪ ،‬ككالواجد عند المؤيد‬
‫باهلل‪ ،‬ذكره في (الغيث)‪ ،‬كقد جعل في (البحر) نوبة الثوب كنوبة البئر‪ .‬كعند أبي طالب‪ :‬يصلي عاريا‬
‫آخر الوقت‪ ،‬كال ينتظر‪ ،‬كعند المؤيد باهلل‪ :‬ينتظر‪ ،‬كلو فات الوقت‪( .‬شرح فتح)]‬
‫(‪ )4‬الفقيو يحيى بن أحمد‪.‬‬
‫(‪ )5‬أك ككيلو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬بل كالعادـ (ذكره في البحر) كاختاره إمامنا‪( .‬شرح فتح) ك(قرز) كمن خشي باستطبلع الماء من‬
‫البئر فوات الوقت فيتيمم‪( .‬كابل معنى) (قرز)‬

‫(‪)304/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(كيجب) على من عدمو في ملكو‪ ،‬كىو يجده بالثمن (شراؤه(‪ )7‬بما ال يجحف((‪.)0‬‬
‫كحد االجحاؼ‪ :‬أنو إف كاف مسافرا أف ينقص من زاده الذم يبلغو‪ ،‬كلو كاف غنيا في بلده‪.‬‬
‫كإف كاف حاضرا‪ ،‬فقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬أف يتضرر(‪.)3‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬أف ال يبقى لو ما يبقى للمفلس(‪.)4‬‬
‫كعن أبي حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬ال يجب شراؤه إال بثمنو‪ ،‬أك بزيادة يتغابن الناس بمثلها في مثلو‪ ،‬ككذا عن‬
‫المنصور باهلل‪.‬‬
‫(ك) يجب (قبوؿ ىبتو)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كتسخينو‪( .‬ىداية)] [كلو زاد على قدر حاجتو؛ ألف الزائد من الماء يبقى لو‪ ،‬بخبلؼ ما سيأتي إف‬
‫شاء اهلل تعالى في الحج أف المتمتع إذا لم يجد من يشاركو في الهدم عدؿ إلى الصوـ‪ ،‬كلو كجد‬
‫البقرة‪ ،‬أك البدنة‪ ،‬ألف الزائد على الواجب يصير للفقراء‪( .‬تصفية المفتي رحمو اهلل) كفي (ىامش البياف)‬
‫فإف كاف ال يجد من يبتع منو إال قربة كىو يكفيو دكنو ? فيأتي القوؿ في الحج‪ ،‬فبل يجب عليو الشراء‪.‬‬
‫(قرز) بل يعدؿ على التيمم]‪.‬‬
‫[كأما لو كجد من ينظره بثمنو إلى كقت يساره ? قاؿ الفقيو عماد الدين‪ :‬األقرب أنو يجب عليو؛ حيث‬
‫ال منة‪( .‬يواقيت) كقيل‪ :‬ال يجب [حيث حصلت منة] ألنو ال يوصف بالوجود‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ في (الحفيظ)‪ :‬كيقدـ شراء الثوب على الماء؛ ألف للماء بدال‪ ،‬بخبلؼ الثوب‪( .‬قرز) (*) إذا‬
‫لم يتضيق عليو دين‪ ،‬كإال كجب تقديم حق اآلمي‪( .‬معيار)‬
‫(‪ )3‬قوم (شامي) ك(تهامي) كاختاره في (شرح الفتح) كقد ذكره في (الشرح) ك(التقرير) كلعلو أكلى ألف‬
‫مدار أكثر أسباب التيمم مبني على الضرر‪ )*( .‬لكثرة الثمن‪ ،‬ال ألجل البخل‪.‬‬
‫(‪ )4‬كصاحب الدخل إلى الدخل‪ ،‬كغيره كفاية يومو‪ ،‬كما يأتي‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كنحوه‪ :‬النذر‪ ،‬كالصدقة‪ ،‬كالوصية‪( .‬قرز) فيجب عليو عدـ الرد‪( .‬قرز) ال القرض فبل يجب عليو‬
‫القبوؿ‪( .‬قرز) أما الصدقة فبل بد من القبوؿ أك القبض‪( .‬قرز) كفي الهبة يتعين القبوؿ‪(.‬قرز)‬

‫(*) قيل‪ :‬كعارية الثوب كهبة الماء‪ .‬ككذا إذا كجد من ينسيو بثمنو‪ ،‬أما إذا كجد من ينسيو بثمن الماء‬
‫فالفقيو حسن يذكر احتمالين‪ ،‬كيصحح الوجوب‪ ،‬كقد صرح بو في (التذكرة)‪( .‬زىور) يقاؿ‪ :‬حيث ال‬
‫منة‪( .‬قرز) (*) فلو لم يقبل الهبة لم يجزه التيمم حيث ال منة؛ ألنو بمنزلة الواجد‪ ،‬فيجب عليو القبوؿ‬
‫[فبل تصح صبلتو] كقيل‪ :‬تصح‪ ،‬كيأثم‪( .‬مفتي) (قرز) كفات الماء قبل التيمم؛ ألف مع بقائو يتجدد عليو‬
‫الطلب‪ ،‬فيناقض ما يأتي في قولو‪" :‬ككجود الماء"‪( .‬سيدنا حسن) (قرز) (*) كنحوىا‪.‬‬

‫(‪)305/7‬‬
‫_____________________________‬

‫أم‪ :‬ىبة الماء(‪( )7‬ك) حيث يجب قبوؿ الهبة يجب (طلبو((‪ )0‬كإنما يجب القبوؿ كالطلب (حيث ال‬
‫منة)(‪ )3‬فيو‪ ،‬فلو كانت المنة تلحقو لم يجب عليو ذلك‪ ،‬كذلك حيث يكوف عزيزا قليبل يباع‬
‫كيشترل(‪ )4‬ك (ال) يجب قبوؿ (ثمنو)(‪ )5‬إذ األغلب حصوؿ المنة فيو‪ ،‬إال من الولد(‪ .)6‬قاؿ الفقيو‬
‫يوسف‪ :‬كاإلماـ من بيت الماؿ(‪.)7‬‬
‫فإف قلت‪ :‬فما كجو الفرؽ بين الماء كثمنو مع استوائهما في أف كل كاحد منهما يجب قبولو حيث ال منة‬
‫?‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬بنينا على األغلب(‪ ،)8‬فإف األغلب كثرة الماء حتى ال يمن أحد بهبتو‪ ،‬بخبلؼ‬
‫الثمن فإنو من كل أحد ممنوف إال من الولد‪ ،‬كاإلماـ من بيت الماؿ‪ ،‬فأطلقنا القوؿ‪ :‬إنو يجب قبوؿ‬
‫ىبتو؛ بناء على األغلب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ككذا التراب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬بدليل أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم سأؿ ابن مسعود (ىل في مزادتو شيء من الماء) ?‪.‬‬
‫(زىور) (*) كالطلب في الميل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬في الحاؿ‪ ،‬أك في المآؿ‪( .‬قرز) [عائد إلى القبوؿ‪ ،‬كالطلب‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )4‬لقلتو‪ ،‬ال لعذكبتو‪.‬‬
‫(‪ )5‬ككذا ىبة ثوب يصلي فيو‪ ،‬ككذا قبوؿ ما يقضي بو دينو [يعني‪ :‬فبل يجب القبوؿ؛ ألنو كالثمن]‪ .‬قاؿ‬
‫الفقيو حسن‪ :‬فأما قبوؿ عارية ثوب يصلي فيو فيجب‪ ،‬إذ ال منة فيو‪( .‬بياف)‪ .‬فإف حصلت منة لم يجب‪.‬‬
‫(‪ )6‬كإف سفل‪ .‬كقيل‪ :‬أكؿ درجة فقط‪( .‬كابل) (قرز) (*) لؤلب فقط‪ ،‬ال لؤلـ‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬ال من ماؿ نفسو فبل يجب القبوؿ إف حصلت منة‪ ،‬كإال كجب ] كالمختار أنو ال يجب من بيت‬
‫الماؿ من اإلماـ؛ ألف المنة حاصلة بالوالية كالتخصيص‪[ .‬كقيل‪ :‬ال منة؛ ألف اإلماـ كالوديع للفقراء‪ ،‬كال‬
‫منة في إعطاء الوديع كديعتو‪( .‬غيث)‪( .‬قرز) بخبلؼ الزكاة من المالك فإف المنة حاصلة منو؛ ألنها قبل‬
‫الصرؼ ملك لو‪ ،‬بخبلؼ اإلماـ فافترقا‪( .‬قرز) كألنو لو كجب القبوؿ للزـ سؤالها‪ ،‬كقد نص على‬
‫تحريمو‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )8‬كإال فالكل سواء‪( .‬قرز)‬

‫(‪)306/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال يجب قبوؿ ىبة الماء‪ ،‬كال ثمنو‪ .‬كقاؿ الناصر‪ ،‬كمالك‪ :‬إنو يجب قبولهما‪.‬‬
‫(كالناسي للماء)(‪ )7‬في أم موضع ىو‪ ،‬كلو بين متاعو (كالعادـ((‪ )0‬لو‪ ،‬فيعيد إف كجده في الوقت‬
‫فقط‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬كذكره القاضي زيد للمؤيد باهلل‪ :‬إنو كالواجد‪ ،‬فيعيد في الوقت كبعده‪ .‬كقاؿ أبو حنيفة‪:‬‬
‫ال يعيد(‪ )3‬في الوقت‪ ،‬كال بعده‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالتحقيق عندنا أف الناسي لو حالتاف ػ أحدىما‪ :‬أف ينسى كجود الماء في‬
‫ناحيتو(‪ ،)4‬كال يذكر أنو قد كاف كجده فيها قبل النسياف‪ ،‬ففرضو في ىذه الحالة فرض العادـ إف جوز‬
‫الوجود كجب الطلب بتلك الشركط‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك التبست راحلتو براحلة غيره‪ ،‬كتعذرت المقاسمة‪ ،‬كخشي فوت الوقت‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬يقاؿ‪ :‬ما الفرؽ بين التيمم كالكفارة في الظهار أنو إذا نسي أجزأه التيمم ? كقد قالوا في كفارة‬
‫الظهار‪ :‬إذا نسي الرقبة حتى صاـ لم يجزه ? قلنا‪ :‬الجواب في ذلك أف التكفير بالصوـ مشركط بعدـ‬
‫الوجود‪ ،‬كىو في الكفارة كاحد للرقبة‪ ،‬بخبلؼ التيمم فهو مشركط بعدـ التمكن‪ ،‬كىو لم يتمكن مع‬
‫النسياف‪( .‬بستاف) كفرؽ ثاف‪ :‬أف الصبلة لها كقت‪ ،‬بخبلؼ الكفارة فبل كقت لها‪( .‬سماع) (*)‬
‫الشتراكهما في التعذر (*) المؤيد باهلل‪ :‬كالعامد‪.‬‬
‫(*)[قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬العادـ الناسي ثابت عند يحيى عليو السبلـ كالجاىل فيعيد في الوقت فقط‪ .‬كعند‬
‫المؤيد باهلل في أحد قوليو أنو كالعامد فيعيد في الوقت كبعده‪ .‬قالو القاضي (عبد اهلل الدكارم) في (شرح‬
‫الزيادات)‪( .‬حاشية ىداية)‬
‫(‪ )3‬لقولو‪( :‬ال ظهراف في يوـ) قلنا‪ :‬ىو كاحد لفساد األكؿ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬في الميل‪( .‬قرز)‬

‫(‪)307/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أف يعلم أنو موجود في ىذه الناحية‪ ،‬كنسي موضعو منها‪ ،‬فهو في ىذه الحالة يتحتم عليو‬
‫الطلب(‪ )7‬إال لخوؼ‪ ،‬فإذا كجد الماء بعد أف طلب فلم يجده ػ فإف كاف في الوقت ػ أعاد كما سيأتي‪،‬‬
‫كإف كاف بعد الوقت لم يجب في الصورتين معا(‪.)0‬‬

‫__________‬
‫(‪ )7‬كفي الفرؽ بين الحالتين خفاء‪ ،‬فإنو ال يتحتم عليو الطلب إال مع التجويز‪( .‬لطف اهلل بن الغياث)‬
‫(‪ )0‬أما األكلى فؤلنو كالعادـ‪ ،‬كأما األخرل فؤلنو بمثابة من تعذر عليو كصوؿ الماء لفقد آلة‪( .‬غيث)‬

‫(‪)308/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فصل(كإنما يتيمم بتراب)(‪ ،)7‬كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كمالك(‪ ،)0‬كمحمد‪ :‬يجوز بما كاف من األرض‬
‫كالحجر‪ ،‬كالكحل(‪( )3‬مباح) احترازا من المغصوب(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيصلي عادمهما على حالتو ف كيعيد في الوقت إف كجد أيهما‪ ،‬كال قضاء عليو‪ .‬قاؿ القاسم عليو‬
‫السبلـ‪ :‬ألف عادمهما قد سقط عنو فرض الطهارة الذم أمره اهلل بو‪ ،‬كعليو أف يصلي‪ ،‬كإف كاف غير‬
‫طاىر‪ ،‬كال يتيمم من غير الصعيد؛ ألف اهلل تعالى لم يذكر غير الماء‪ ،‬كالصعيد الطيب‪ ،‬كقد علم إمكاف‬
‫غيرىما من جميع األشياء‪ ،‬فلم يأمر بو‪ .‬كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كمحمد‪ :‬تسقط عنو الصبلة‪( .‬جامع) ك(ىداية)‬
‫(*) كسيأتي مثل ىذا حاشية على قولو في الصبلة‪" :‬ممكني اإلزالة" الخ (*) كال يجوز التيمم [كال‬
‫يجزئ‪( .‬قرز)]بالتراب المبلوؿ عند العترة‪ ،‬كالشافعي؛ إذ ليس بتراب‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )0‬كزيد بن علي‪ )*( .‬يجوز عند أبي حنيفة‪ ،‬كزيد بن علي مطلقا‪ ،‬كلو حجرا صلبا‪ ،‬كعند محمد‪،‬‬
‫كمالك بعد الدؽ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالفضة‪ ،‬كالذىب‪[ .‬كيملك التراب باإلحراز‪ ،‬كالماء‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )4‬كيجوز التيمم من تراب القبر‪ .‬ذكره في (اإلنتصار) ككذا من تراب المسجد‪ ،‬كلعل المراد بتراب‬
‫القبر ػ التراب الذم قبل الدفن للميت‪ ،‬كأما تراب قبر الميت الذم فوؽ القبر بعد دفن الميت فقد صار‬
‫في حكم المغصوب فبل (‪ )7‬يجزئو مطلقا‪ .‬كقيل‪ :‬مبني على القوؿ بجواز كطئو‪ )7( .‬فلو صار الميت‬
‫ترابا ىل يجزئ التيمم بو أـ ال ? قيل‪ :‬ال يجزئ لحرمتو‪( .‬شامي)‪ .‬إال أف يكوف حربيا‪ ،‬بدليل قولهم‪:‬‬
‫يجوز الدفن‪ ،‬ال الزرع‪ ،‬كنحوه‪( .‬حاشية سحولي) كقاؿ (القاضي عامر)‪ :‬يجزئ؛ ألنو قد صار مستحيبل‪.‬‬
‫ك(األزىار) يحتملو‪)*( .‬كىو الذم أحرز في الجوالق كنحوىا‪( .‬بياف)‪[ .‬كيجوز التيمم من تراب‬
‫المسجد‪ ،‬ال من أرضو‪ ،‬كالفرؽ أف أرض المسجد موضوعة لمصالح المسجد‪ ،‬كالمسجد موضوع‬
‫لمصالح المسلمين‪ ،‬فيجوز التيمم منو‪( .‬شرح)‪ .‬كقيل‪ :‬يجوز التيمم من أرض المسجد‪ ،‬كالصغير مالم‬
‫يضر‪( .‬غيث) كأما الصبلة في األرض الموقوفة فبل تجوز إذا كره الموقوؼ عليو [يعني‪:‬مالك المنافع إذا‬
‫كاف معينا‪( .‬قرز)]؛ ألف منافعها لو‪.‬‬

‫(‪)309/7‬‬

‫_____________________________‬
‫فإنو ال يجزئ‪ ،‬كعلى قوؿ الفقهاء‪ :‬يجزئ كالماء المغصوب‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬ك اإلماـ يحي‪ :‬يجزئ بالمغصوب ما لم يضر‪ ،‬كذلك بأف يكوف لو قيمة كالتراب‬
‫الخراساني(‪ ،)7‬كأما من األرض المغصوبة فجائز(‪.)0‬‬
‫(طاىر) احتراز من المتنجس فإنو ال يجزئ‪.‬‬
‫قاؿ المنصور باهلل‪ ،‬ك اإلماـ يحي‪ :‬إذا خالطت النجاسة التراب فلم تظهر عليو بأحد األكصاؼ الثبلثة‬
‫أجزأ‪.‬‬
‫(منبت)(‪ )3‬احترازا من األرض السبخة(‪ ،)4‬كتراب البرذعة(‪ ،)5‬كنحوىما(‪ )6‬مما ال ينبت فإنو ال‬
‫يجزئ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو يزرع الزعفراف‪ ،‬كتأكلو النساء‪ ،‬كيتخذ منو الصين‪.‬‬
‫(‪ )0‬ما لم تظهر كراىة مالكها‪( .‬بياف) (قرز) [أك يضر باألرض‪( .‬قرز) ] (*) لغير الغاصب‪( .‬كواكب)‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )3‬ما ينفع بو(‪( .)7‬كشاؼ) من الزرع؛ ألف األرض السبخة تنبت الشجر‪ ،‬كال تنبت الزرع‪)7( .‬‬
‫كظاىر األزىار ال فرؽ‪( .‬قرز) [كيكفي الظن في اإلنبات]‪.‬‬
‫(‪ )4‬بفتح السين‪ ،‬كسكوف الباء] التي ال تنبت ما ينتفع بو‪.‬‬
‫(‪ )5‬إذا دقت بنفسها‪ ،‬فبل يجزئ التيمم بها‪ ،‬ال ما اجتمع تحتها من التراب أجزأ التيمم إف كاف منبتا‬
‫يعلق [تراب البرذعة‪ :‬ما ينتفض من البسط كنحوىا؛ لتجويز اجتماعها من العفونات‪ ،‬إال أف يكوف ترابا‬
‫أجزأ‪( .‬بياف معنى)‪ .‬كالبرذعة‪ :‬ىي البسط التي تجعل على ظهور الدكاب تقي الراكب]‪.‬‬
‫(‪ )6‬كاآلجر‪ ،‬كالثياب الحلقة‪ ،‬كاألىداـ(‪ )7‬إذ ليس بطيب؛ لتجويز اجتماعو من العفونات‪ .‬قلت‪ :‬كال‬
‫ينبت‪( .‬بحر لفظا)[(‪)7‬كىي أخبلؽ الصوؼ‪ .‬ككذا ما دؽ من الحجر‪ ،‬كالمدر‪ ،‬كالجص‪ ،‬كالزرنيخ‪،‬‬
‫كالنورة‪ ،‬فبل يجزئ بو التيمم‪( .‬بياف) (قرز)]‬

‫(‪)332/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬يجزئ قياسا على عذب الماء كمالحو‪ ،‬كألف أرض المدينة سبخة‪ ،‬كقد تيمم منها‬
‫الرسوؿ(‪ )7‬صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪.‬‬
‫كاختلف المذاكركف ىل من شرطو أف يسنبل(‪ ? )0‬فمنهم من اشترط ذلك‪ ،‬كمنهم من لم يشترطو (‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قلنا‪ :‬البقاع تختلف]‪ .‬كقد يقاؿ في الجواب‪ :‬إف ىذه حكاية فعل‪ ،‬كالفعل ال يعارض القوؿ‪ ،‬كقد‬
‫قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم في حديث أسلع‪( :‬تيمم صعيدا طيبا)‪ .‬كلفظ الحديث قاؿ‪( :‬كنت مع‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل كالو كسلم في سفر فقاؿ‪( :‬يا أسلع قم فارحل بنا) فقلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل أصابتني‬
‫جنابة بعدؾ‪ .‬فسكت حتى أتاه جبريل عليو السبلـ كتبل عليو آية التيمم‪ .‬فقاؿ لي‪( :‬يا أسلع قم فتيمم‬
‫صعيدا (‪ )7‬طيبا‪ ،‬ضربة لوجهك‪ ،‬كضربة لذراعيك‪ ،‬ظاىرىما كباطنهما) فلما انتهينا إلى الماء فقاؿ لي‪:‬‬
‫(يا أسلع قم فاغتسل)‪( .‬زىور) (‪ )7‬قولو‪ :‬الصعيد‪ .‬يخرج ما عدا التراب؛ ألف الصعيد التراب إجماعا‪،‬‬
‫كما عداه مختلف فيو‪ .‬كقولو‪( :‬طيبا) يخرج المتنجس‪ ،‬كالمغصوب‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬فهم من ىذا أف ينبت الزرع فقط‪[ .‬قوم‪ .‬كاختاره في (البحر)]‪.‬‬
‫(‪ )3‬قوم‪ .‬كاختاره اإلماـ يحيى عليو السبلـ‪.‬‬

‫(‪)337/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(يعلق باليد) احترازا من الرمل الكثكث(‪ )7‬الذم ال يعلق (لم يشبو(‪ )0‬مستعمل) كىو ما يتساقط بعد‬
‫مبلصقة البشرة التي استعمل لها(‪( )3‬أك نحوه) أم‪ :‬نحو المستعمل مما ال يطهر كالدقيق(‪( )4‬كما‬
‫مر)(‪ )5‬نظيره في الماء من أف المعتبر حيث يشبو من المستعمل مثلو فصاعدا ال دكف ذلك‪ ،‬فإف التبس‬
‫األغلب غلب األصل ثم الحظر‪ ،‬كمن غير المستعمل ما يغير بعض أكصافو إف كاف طاىرا‪ ،‬أك إف كاف‬
‫نجسا‪ ،‬فإف تغير بو بعض أكصاؼ التراب فواضح‪ ،‬كإف لم يتغير اعتبر كثرتو(‪ )6‬كقلتو كالماء‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يقاؿ‪ :‬ىو غير منبت‪ ،‬فلو قاؿ‪" :‬احتراز من الطين القاسي" لكاف أكلى‪( .‬مفتي) كالتراب القاسي ال‬
‫يجزئ‪ ،‬لكن يدؽ حتى يعلق باليد‪( .‬قرز) (*) الذم ال غبار فيو‪( .‬بهراف)‬
‫(‪ )0‬عبارة (الفتح)‪ :‬خالص عن شائب مما يختلط بو‪ ،‬مما ال يجزئ بو التيمم كالمستعمل‪ ،‬كال فرؽ‬
‫[قوم] بين أف يكوف غالبا أـ مغلوبا‪ ،‬متغيرا أـ غير متغير على ما ركاه اإلماـ يحيى عن العترة‪ ،‬كاستقواه‬
‫إمامنا؛ لظاىر الفرؽ بين الماء كالتراب (‪ )7‬كإف كاف اإلماـ في (البحر) قد شكك ىذه الركاية عنهم‪،‬‬
‫ككأنو يقوؿ‪ :‬المشهور عنهم أف التراب كالماء سواء‪ ،‬كما مر‪ ،‬ككل على أصلو‪ ،‬كىو ظاىر (األزىار)‬
‫ك(التذكرة)‪( .‬شرح فتح) (‪ )7‬كىو أف الماء يستوعب النجاسة‪ ،‬بخبلؼ التراب‪.‬‬
‫(‪ )3‬كرفع حكما‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬فإف خالط التراب ماء كرد أك نحوه‪ ،‬أك خل‪ ،‬أك غيره من الطاىر غير المطهر‪ ،‬فهل يجزئ التيمم‬
‫بو ? أشار في (شرح األثمار) أنو يجزئ إذا لم يبق عليو شيء من أكصاؼ المخالطة‪ )*( .‬كالرماد‪.‬‬
‫(‪ )5‬صوابو‪[ :‬قوم] كإف قل‪.‬‬
‫(‪ )6‬كلفظ حاشية‪ :‬كالنجاسة إذا خالطت أجزاء التراب منعت التيمم‪ ،‬غيرتو أـ ال‪ ،‬قليبل أـ كثيرا‪ ،‬كىو‬
‫يظهر من (األزىار) بقولو‪" :‬طاىر" كىو صريح (البياف)‪( .‬قرز)]‬

‫(‪)330/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كفركضو) أم‪ :‬فركض التيمم ستة(‪ )7‬األكؿ‪( :‬التسمية)(‪ )0‬كمحلها‪ ،‬كقدرىا في التيمم (كالوضوء)(‪)3‬‬
‫كأحد احتمالي أبي طالب أنها ال تجب في التيمم(‪.)4‬‬
‫(ك) الثاني (مقارنة أكلو)(‪ )5‬أم‪ :‬أكؿ فركض(‪ )6‬التيمم (بنية معينة)(‪ )7‬لكن اختلفوا في محلها‪ ،‬فقاؿ‬
‫األمير الحسين لمذىب الهادم عليو السبلـ‪ :‬إف محلها عند الضرب‪ ،‬ككذا ذكر القاضي جعفر‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬عند مسح(‪ )8‬الوجو إلى نهاية الفراغ منو‪ ،‬كاختاره اإلماـ يحيى‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل سبعة‪ ،‬كالسابع الترتيب‪( .‬بياف)‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )0‬كلو جنبا‪( .‬قرز) [كإف قلت‪ ،‬أك تقدمت بيسير‪( .‬قرز)‪ ،‬كاليسير مقدار التوجهين‪( .‬مرغم)‬
‫ك(شكايدم) ك(مجاىد) (قرز)]‬
‫(‪ )3‬كحكم الرفض‪ ،‬كالتفريق‪ ،‬كالصرؼ كالوضوء‪( .‬بحر) (قرز)‬
‫(‪ )4‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال كضوء لمن لم يذكر اسم اهلل على كضوءه) فلو قاؿ‪ :‬ال طهور‬
‫لكاف أعم‪( .‬زىور)‪ .‬حجتنا‪ :‬أنها طهارة يستباح بها الصبلة فتجب كالوضوء‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )5‬كىل يستحب الدعاء في التيمم كالوضوء ? قيل‪ :‬يندب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬الصواب‪ :‬أعضاء التيمم‪.‬‬
‫(‪ )7‬صوابو‪ :‬مفردة في الفرائض‪ .‬كفي النوافل كنحوىا‪ :‬لشيء مقدر‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز) لما‬
‫ركل ابن عباس أنو قاؿ‪( :‬من السنة(‪ )7‬أف ال يصلي الرجل بالتيمم إال صبلة كاحدة‪ ،‬ثم يتيمم للصبلة‬
‫األخرل)‪( .‬ضياء ذكم األبصار) (*) فلو نول الفرضين كالظهر كالعصر ىل يجزئ لؤلكلى ? أك ال يجزئ‬
‫أليهما ? قاؿ في (الوافي)‪ :‬تلغو نيتو‪ .‬كقاؿ أبو طالب‪ ،‬كأبو العباس‪ ،‬كعلي خليل‪ :‬إنو يصلي بو‪ .‬كاألكؿ‬
‫أقول‪(.‬نجرم) [(‪ )7‬كالسنة إذا أطلقت في كبلـ الصحابي أفادت سنة النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪.‬‬
‫(زىور)‬
‫(‪ )8‬في ابتدائو‪ ،‬ال انتهائو‪ .‬كفي (الصعيترم)‪ :‬عند إبتداء مسح الوجو‪ ،‬كىو القوم‪( .‬قرز)‬

‫(‪)333/7‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ‪ :‬كىو الذم يأتي على رأل الهادم‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كالناصر؛ ألنو أكؿ االعضاء‪ ،‬كعلى كبلـ أبي‬
‫العباس‪ ،‬كأحمد بن يحيى عند الضرب؛ ألنهما يوجباف غسل اليدين‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كفي كبلـ اإلماـ يحيى نظر‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كال كجو للتنظير‪ .‬قاؿ‪ :‬كعندم أف نظر اإلماـ يحيى في ىذه المسألة دقيق‬
‫جيد‪.‬‬
‫ثم ذكر عليو السبلـ في الغيث(‪ )7‬كجو كبلـ اإلماـ يحيى قولو‪" :‬بنية معينة"(‪ )0‬يعني‪ :‬أنو يجب تعليق‬
‫نية التيمم بما فعل لو على كجو التعين‪ ،‬فلو نول تيممو للصلوة لم يكف‪ ،‬كعندالمؤيد باهلل يكفي(‪.)3‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إف تعليق نية التيممم بما فعل لو ال تجب‪ ،‬ال جملة كال تفصيبل‪ ،‬بل لو نول مجرد‬
‫التيمم أجزأ(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألف المنصوص ليحيي عليو السبلـ في نية الوضوء أف من حقها أف تصادؼ [تقارف‪ .‬نخ] غسل‬
‫عضو من أعضائو‪ ،‬كنية التيمم ال تفارؽ نية الوضوء‪ ،‬فالمسح في التيمم نظير الغسل في الوضوء‪،‬‬
‫كضرب التراب نظير أخذ الماء بالكف‪ ،‬فكما ال تجزئ النية عنده‪ ،‬فكذا عند الضرب‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )0‬بكسر الياء‪(.‬نجرم)‬
‫(‪ )3‬كيصلي فرضا كاحدا‪.‬‬
‫(‪ )4‬يقاؿ‪ :‬كل كاحد منهم خالف أصلو‪ ،‬فالهادم عليو السبلـ اشترط التعليق مع التعيين‪ ،‬كفي الوضوء‬
‫لم يشترطو‪ .‬كالمؤيد باهلل اشترط التعليق ىنا‪ ،‬كلم يشترطو في الوضوء‪ .‬كأبو حنيفة أكجب النية ىنا‪ ،‬كلم‬
‫يوجبها في الوضوء‪.‬‬

‫(‪)334/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(فبل يتبع الفرض)(‪ )7‬الذم يؤدم بالتيمم (إال نفلو)(‪ )0‬كسنة الظهر‪ ،‬كالمغرب‪ ،‬كالفجر فإنها تدخل‬
‫تبعا في تيمم ما ىو تبع لو‪ ،‬ال فرض آخر (أك ما يترتب على أدائو) أم‪ :‬أداء الفرض (كالوتر) فإنو ليس‬
‫بنافلة للعشاء‪ ،‬لكنو يترتب على أدائها(‪ )3‬فجرل مجرل النافلة لها (أك شرطو(‪ )4‬كالخطبة) أم‪ :‬خطبة‬
‫الجمعة فإنها شرط لصبلة الجمعة‪ ،‬فيجزئ لهما تيمم كاحد(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) [أبو حنيفة‪ ،‬كأصحابو‪ .‬كذا في (البحر)] الجاحظ‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كبعض أصحاب الشافعي‪:‬‬
‫كيتيمم لصبلة نسيها من خمس تيمما كاحدا‪ ،‬إذ الفائت كاحد‪( .‬بحر) (قرز) فلو كاف الفائت صبلتين‬
‫من يوـ كاحد ? فقاؿ المنصور باهلل‪ :‬يتيمم مرتين‪ ،‬مرة لركعتين كأربع‪ ،‬كمرة لثبلث كأربع عند الهدكية‪.‬‬
‫(قرز)]‬
‫(‪ )0‬قاؿ (المفتي)‪ :‬كسجود تبلكة‪ ،‬كأخذه من قولهم‪" :‬كىو بصفة المصلي" كقيل‪ :‬ال‪( .‬قرز) (*)‬
‫ككذلك سجود السهو يدخل ذكره في (الزيادات) (قرز) فلو صادؼ فراغو منها خركج الوقت استأنف‬
‫لسجود السهو تيمما‪ ،‬كقضاه على الخبلؼ في كقت المقضية بالتيمم‪ .‬كىو يقاؿ‪ :‬إف سجود السهو ال‬
‫يقضى إال إف ترؾ عمدا‪ ،‬فما كجو قضائو ىنا‪( .‬حاشية سحولي) يقاؿ‪ :‬قد كجب مع كجود السبب‪ ،‬كإف‬
‫منع منو غيره‪ ،‬كىو خركج الوقت‪( .‬مفتي) (قرز) (*) على القوؿ بأنو يجزئ التيمم في أكؿ الوقت‪ ،‬كإال‬
‫فهي تترؾ لمصادفتها الوقت المكركه‪ .‬أك لعلو في القضاء على القوؿ بأف الكراىة للحظر‪.‬‬
‫(‪ )3‬فعبل‪ ،‬ككقتا‪( .‬شرح بحر)‬
‫(‪ )4‬فأما لو تيمم للخطبة فقط فاألقرب أنو ال يجزم إال للخطبة‪ ،‬كيتيمم بعدىا للصبلة؛ ألف الخطبة‬
‫إنما دخلت تبعا للصبلة؛ إذ ىي شرط فيها‪ ،‬بخبلؼ العكس(‪( .)7‬بهراف) (قرز) [(‪)7‬يعني‪ :‬إذا نول‬
‫لصبلة الجمعة فقط‪ ،‬فإف الخطبة تتبع؛ ألنها شرط في صبلة الجمعة]‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالطواؼ‪ ،‬كركعتاه شيآف فيتيمم لكل كاحد‪( .‬بحر معنى) كفي بعض الحواشي‪ :‬يكفي تيمم كاحد‬
‫اعتمادا على قولو‪" :‬أك ما يترتب على أدائو" يعني‪ :‬أف ركعتي الطواؼ تترتباف على أدانو‪ ،‬ال العكس‪.‬‬
‫(قرز)‬

‫(‪)335/7‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ ،‬سواء نواىا مع الصبلة أـ لم ينوىا‪.‬‬


‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬إنو يصح أف يصلي بالتيمم ما شاء حتى يحدث أك يجد الماء‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬يصح أف يصلي مع الفرض ما شاء من النوافل فقط‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو حسن‪ :‬كصلوة الجنازة‪.‬‬
‫(ك) الثالث (ضرب التراب)(‪ )7‬فإنو فرض عندنا‪ .‬كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬الضرب فرض يأثم بتركو‪ ،‬كال‬
‫يفسد التيمم‪ .‬كقواه الفقيو يحيى البحيبح‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬فلو كاف على اليدين حاؿ الضرب خرقة لم يفسد التيمم‪ ،‬ككاف صحيحا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬حتى يسمع أذنيو‪ .‬كقيل‪ :‬ما يسمي ضربا‪ .‬كال يضر ضرب جماعة في بقعة كاحدة‪( .‬قرز) (*)‬
‫(مسألة) كيجب ضرب التراب كال‪ ،‬يجزئ الوضع؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو لعمار‪ :‬أف تفعل كذا‪،‬‬
‫كضرب بيديو التراب‪( .‬بحر) (*) فبل يكفي ذره‪ ،‬كال التمريغ‪.‬‬

‫(‪)336/7‬‬
‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كعلى مقتضى ذلك لو أخذ آلة كالراحة(‪ ،)7‬كضرب بها التراب‪ ،‬كمسح بها‬
‫جميع كجهو أجزأ‪ ،‬قاؿ‪ :‬إال أف ظاىر إطبلقات أصحابنا في كتبهم خبلؼ ذلك؛ ألنهم في تعديد فركض‬
‫التيمم يذكركف كجوب ضرب التراب (باليدين)(‪ )0‬كظاىر ذلك يقتضي أمرين أحدىما‪ :‬أنو ال يجزئ‬
‫المسح بغيرىما‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما بيد الغير فيجوز‪ ،‬كلو لغير عذر مع الكراىة‪ .‬ككالوضوء‪ ،‬كتزكؿ الكراىة بالعذر‪( .‬حاشية‬
‫سحولي) ينظر‪[ .‬كيجزئ بفعل الغير‪ ،‬كالوضوء إذا ضرب ذلك الغير بيدم المتيمم‪ ،‬أك يبدم الغير للعذر‬
‫فقط‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬إال لعذر‪( .‬قرز) ] فلو كاف لو يد ثالثة ىل ال بد من ضربة باليد أـ ال ? الجواب‪ :‬أنو ال يجب لها‬
‫ضربة‪ ،‬بل يمسحها جميعا‪ ،‬كال يصير التراب مستعمبل ألنهما عضو كاحد‪( .‬تهامي) كىل يصح الضرب‬
‫باليد الثالثة ? قيل‪ :‬ال يكفي‪( .‬تهامي) كعن (الشامي)‪ :‬ال تبعد الصحة؛ إذ قد جعلوا لها حكم اليد‬
‫األصلية في اعتبار تطهيرىا بالماء كالتراب‪( .‬قرز) (*) كلعلو يجب نزع الخاتم عند التيمم في مسح‬
‫الوجو كاليدين؛ لئبل تصير كاآللة‪( .‬شرح فتح) ك(حاشية سحولي) (*) كيستأجر أقطع اليدين بما ال‬
‫يجحف‪ ،‬كسواء قطعت قبل التكليف أـ بعده‪( .‬قرز) (*) فبل يجزئ بأحدىما‪ ،‬أك بآلة‪ ،‬أك خرقة على‬
‫اليدين‪[ )*( .‬قاؿ علي خليل‪ :‬كالسنة أف يضرب باليدين في حالة كاحدة‪ ،‬كإف ضرب كاحدة بعد أخرل‬
‫صح‪ ،‬ككاف مخالفا للسنة ]‪.‬‬

‫(‪)337/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الثاني‪ :‬أف يدا كاحدة ال تكفي(‪ )7‬ىذا الذم يقضى بو الظاىر‪ ،‬كقد حذكنا حذكىم في إطبلؽ ذلك‪،‬‬
‫كإف كاف التحقيق أف اليد الواحدة إذا عمت الوجو مسحا كفت (‪ ،)0‬ككذا لو ضرب مرارا بيد كاحدة‬
‫حتى استكمل الوجو(‪.)3‬‬
‫(ثم) بين عليو السبلـ الفرض الرابع كىو (مسح الوجو) بعد الضرب األكؿ بما حملت يداه من‬
‫التراب(‪( )4‬مستكمبل كالوضوء)(‪ )5‬يعني‪ :‬يستكملو بالتراب‪ ،‬كما يستكملو بالماء‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقد دخل في ذلك كجوب تخليل اللحية‪ ،‬كالعنفقة‪ ،‬كالشارب(‪ ،)6‬كجميع ما ذكرناه‬
‫في الوضوء(‪.)7‬‬
‫كقاؿ في الكافي‪ :‬ال خبلؼ أف تخليل اللحية بالتراب غير كاجب‪ ،‬كإنما أراد الهادم عليو السبلـ‬
‫المبالغة ال الوجوب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مع اإلمكاف‪( .‬قرز) ] فلو لم يكن لو إال يد كاحدة (‪ )7‬كفى الضرب(‪ )7‬بها‪( .‬قرز) [كيمم‬
‫الصحيحة بساعده المقطوع‪( .‬قرز) ] ككاف القياس أف يستأجر من ييممو بما ال يجحف حيث قطعت‬
‫بعد التكليف‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪ ،‬بل يكفي للعذر من غير فرؽ‪( .‬قرز) (‪ )7‬يستقيم الضرب بها للوجو‪،‬‬
‫كلساعد األخرل إف كاف‪ ،‬كأما لساعدىا ىي ككفها فينظر ىل يكفي الضرب بظاىر الساعد كباطنو‪،‬‬
‫فظاىر الحاشية أنو يكفي‪( .‬سيدنا حسن) [األكلى أنو ال يكفي‪ ،‬بل يستأجر من ييممها‪ ،‬كقرره (سيدنا‬
‫عبد القادر)]‪.‬‬
‫(‪ )0‬مع العذر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬كفى ذلك‪.‬‬
‫(‪ )4‬صوابو‪ :‬من أثر التراب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬في التحديد‪ ،‬كالتخليل‪ ،‬كمسح المحاذم‪ ،‬كما بقي من المقطوع إلى العضد‪.‬‬
‫(‪ )6‬المراد‪ :‬تقدير لو كاف التراب مائعا لوصل إلى البشرة‪ ،‬ال أنو يصلها؛ ألنو قد ذىب بأكؿ مبلقاة‪.‬‬
‫(‪ )7‬إال المضمضة‪ ،‬كاالستنشاؽ‪ ،‬كإدخاؿ التراب في العينين فبل يجب لئلجماع‪ .‬قلت‪ :‬فيقاؿ "غالبا"‪.‬‬
‫(مفتي) (قرز) ليس على كبلـ (األزىار) اعتراض؛ ألنو لم يذكر في الوضوء المضمضة كاالستنشاؽ مع‬
‫الوجو؛ ألنهما فرض مستقل‪ .‬عن (السيد صبلح األخفش)‬

‫(‪)338/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬الظاىر من كبلـ الهادم عليو السبلـ الوجوب‪ ،‬كال نسلم ثبوت اإلجماع‪ ،‬كعن‬
‫الشافعي‪ :‬ال يجب المسح قلو أفرغ(‪ )7‬على كجهو ترابا أجزأه عنده‪ ،‬كعن الفقيو يحيى بن أحمد حنش‬
‫أف تمريغ(‪ )0‬الوجو بالتراب كاؼ‪.‬‬
‫(ثم) بين عليو السبلـ الفرض الخامس‪ ،‬كىو ضربة (أخرل لليدين)(‪ )3‬كعن الصادؽ‪ :‬أنو يكفي ضربة‬
‫كاحدة للوجو كاليدين‪.‬‬
‫(ثم) بين عليو السبلـ الفرض السادس‪ :‬كىو (مسحهما) أم‪ :‬مسح اليدين (مرتبا) أم‪ :‬مقدما لليمنى‬
‫(كالوضوء) في الترتيب‪ ،‬كاالستكماؿ‪ ،‬إال أنو يسقط ترتيب راحة اليد اليسرم على اليد اليمني ألف‬
‫تيممها يحصل بعد الوجو(‪.)4‬‬
‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كاإلمامية‪ :‬إف الواجب المسح إلى الرسغين(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬ذر‪( .‬صعيترم)‬
‫(‪ )0‬كىو يقوؿ بوجوب المسح‪ ،‬لكن التمريغ عنده مسح [كالتمريغ‪ :‬ىو تقليب الوجو في التراب‪.‬‬
‫(قاموس) ]‬
‫(‪ )3‬مع المرفقين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬فإف قيل‪ :‬لم يجزئ تيمم راحة اليسرل قبل اليمني ? فالجواب‪ :‬أنها حالة ضركرية‪ ،‬كألنو كرد األثر‬
‫بذلك‪ ،‬كألنها طهارة مجازية‪ ،‬كلذلك كاف في بعض األعضاء دكف بعض‪ .‬قاؿ (النجراني)‪ :‬خالفت الزيدية‬
‫أصولها بترؾ الترتيب في ىذا لموضع‪ .‬فإف قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬إذا كاف الضرب ييمم‬
‫الراحتين فلم يجوز مسح الذراعين بهما كقد صار مستعمبل ? فالجواب‪ :‬أف المستعمل تراب دقيق‪ ،‬كىو‬
‫يبلصق الراحتين‪ ،‬كالفاضل يكوف للذراعين‪ ،‬كنظر عليو السبلـ كبلـ الفقيو علي‪ ،‬كقاؿ‪ :‬األكلى في‬
‫الجواب ػ أف ذلك مخصوص بالدليل؛ إذ قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬كضربو لذراعيك) فدؿ على‬
‫إجزاء التراب المستعمل‪ ،‬كعدـ كجوب الترتيب‪( .‬زىرة) ك(صعيترم)‬
‫(‪ )5‬بالسين المهملة‪ ،‬كالغين المعجمة‪ ،‬كجمعو أرساغ‪ ،‬كأرسغ] كىما‪ :‬مفصل الكف من اليدين‪.‬‬

‫(‪)339/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬القياس أف الخبلؼ في كيفية مسح الوجو يعود ىنا؛ ألنو باب كاحد‪ ،‬كإف لم‬
‫يذكر إال ثمة(‪ ،)7‬فمن قاؿ‪ :‬يجزئ حثو التراب على الوجو قاؿ بو ىنا‪ ،‬ككذلك التمريغ‪.‬‬
‫(كيكفي) في مسح (الراحة) كىي باطن الكفين (الضرب(‪ )0‬كندب ثبلثا)(‪ )3‬كاختلف في كجو الندب‪،‬‬
‫فقاؿ في الشرح‪ :‬تشبيها لو بالوضوء؛ ألنو يؤخذ فيو لكل عضو ماء جديد‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا ضعيف؛ ألنو يحصل بالثنتين‪ ،‬األكلى للوجو‪ ،‬كالثانية كل كف لليد‬
‫األخرل‪ ،‬ككل كاحد منهما(‪ )4‬جديد كالماء سواء سواء‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كجو ندبو أف يحصل الترتيب(‪ )5‬في راحة اليسرل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كثمة للمكاف خاصة‪ ،‬تلحقها الهاء للفرؽ بينها كبين ثم العاطفة‪ ،‬كما حققو علماء العربية‪.‬‬
‫(‪ )0‬حيث ضرب اثنتين فقط‪( .‬شامي)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬عبارة (األثمار)‪ :‬كندب تثليث الضرب؛ إذ الضربتين كاجبتين ال بوصفاف بالندبية‪ ،‬كإنما الندب صفة‬
‫للضرب‪ )*( .‬فيجعل ضربة باليدين للوجو‪ ،‬ثم أخرل باليسرل لليمنى‪ ،‬ثم العكس‪ ،‬كعدؿ عن قولو في‬
‫(األزىار)‪" :‬كندب ثبلثا كىيآتو" إلى قولو‪" :‬كندب ىيآتو كتثليث الضرب" مع أف عبارة (األزىار) أخصر؛‬
‫دفعا لما عسى أف يتوىم أف التثليث للتيمم‪ ،‬ال للضرب‪ ،‬فأراد التصريح بأنو للضرب ال للتيمم؛ ألف‬
‫المشركع فيو مرة‪ ،‬بخبلؼ الوضوء‪ ،‬فبل يصح القياس عليو؛ ألنو ال يقاس األخف على األغلظ‪( .‬كابل)‬
‫(*) لكل عضو ضربة‪( .‬شرح الهداية) (قرز) (*) أم‪ :‬الضرب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬يقاؿ‪ :‬بل مستعمل‪ .‬كقد صرح بو اإلماـ حيث قاؿ‪" :‬أك فرارا"‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كقد يحصل الترتيب بالضربتين‪ ،‬كذلك حيث لم ينو التيمم لراحة اليسرل عند الضرب مع تفريق‬
‫النية‪ .‬بأف يقصد عدـ تيممو لراحة اليسرل عند الضرب‪ ،‬بل نول لليمنى فقط‪( .‬كابل)]‬

‫(‪)342/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا أقرب‪ ،‬أك فرارا(‪ )7‬من استعماؿ تراب الراحة اليسرل(‪ )0‬لليمنى‪.‬‬
‫فإف قلت‪ :‬أمن حق الثبلث أف تكوف كل كاحدة باليدين معا? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ال يجب(‪ )3‬ذلك‪ ،‬بل‬
‫يكفي أف تكوف الثانية باليد اليسرل‪ ،‬ثم يمسح بها اليمنى الراحة كغيرىا‪ ،‬كالثالثة باليد اليمنى ثم يمسح‬
‫بها اليسرم الراحة كغيرىا‪.‬‬
‫قاؿ‪:‬كلو قيل ال معنى لكوف الثانية كالثالثة باليدين معا لم يبعد؛ ألنو ال فائدة تحتو(‪ .)4‬كاهلل أعلم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (شرح الفتح)‪ :‬بحذؼ حرؼ التخيير‪ ،‬كىو أكلى؛ ألنو يحصل بالتثليث األمراف معا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كأما اليمنى فبل بد من استعماؿ ترابها على كل حاؿ]‪.‬‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬ال يندب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬بل لو فائدة‪ ،‬كىو أنو إذا ضرب باليدين حصل تيمم راحة اليمنى عند الضربة األكلى لهما‪ ،‬كراحة‬
‫اليسرل عند الضربة األخرل لهما‪( .‬مفتي) يحقق ىذا‪ ،‬فإنو ال يكفي الراحة الضرب إال في االثنتين‪ ،‬ال‬
‫في الثبلث‪ ،‬فبل يبعد كجوب إزالة ما تحمل اليد؛ لئبل يمنع راحة اليسرل‪( .‬سماع شامي) (*) إذ ال‬
‫يحصل بو زائد على ما يحصل بالواحدة‪.‬‬

‫(‪)347/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ندبت أيضا (ىيآتو) كىي أف يضرب بيديو مصفوفتين‪ ،‬مفرجا بين أصابعو(‪)7‬؛ ألجل تخليل‬
‫اللحية(‪ )0‬كاألصابع(‪ ،)3‬كقيل‪ :‬التفريج كاجب‪ )4(،‬خصوصا في الثانية ألجل التخليل‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىو قياس المذىب‪ ،‬قاؿ‪ :‬كالتحقيق عندم أنو ال يخلو إما أف يضرب اثنتين أك ثبلثا‪.‬‬
‫إف ضرب اثنتين فقط لزـ التفريج(‪ )5‬ألجل التخليل في الثانية(‪ )6‬فقط‪ .‬كإف ضرب ثبلثا لم يجب‪ ،‬ثم‬
‫إذا رفع يديو بعد الضرب نفضهما(‪ )7‬ليزكؿ ما ال يحتاج إليو من التراب‪ ،‬كمسح بهما كجهو‪ ،‬كيدخل‬
‫إبهامية تحت غابتيو(‪ )8‬تخليبل للحيتو إف كانت(‪.)9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ندبا [ىكذا في (الغيث) كاألكلى أنو أنما يجب التفريج في اليمنى فقط؛ ألنو عليو السبلـ ذكر في‬
‫تعليل كجوب التفريج في الضربتين أنو إذا خلل اليمنى فبل بد من مبالغة التراب بين األصابع‪ ،‬كال يتأتى‬
‫ذلك إال بمناثرة جزء من راحة اليمنى فينجت التراب المحفوظ فيها لليسرل‪ ،‬كغير خاؼ عليك أنو إذا‬
‫خلل اليسرل بما بين أصابعو الذم فرجها عند الضرب لم يؤد إلى حت التراب المحفوظ لليمنى إذ قد‬
‫زاؿ حين يمم اليمنى فافهم‪ ،‬كلعل الخلط في نسخ (الغيث) من الناسخ‪ ،‬جعل مكاف اليسرل اليمنى‪،‬‬
‫كالعكس‪( .‬تكميل)]‬
‫(‪ )0‬في األكلى‪.‬‬
‫(‪ )3‬في الثانية‪.‬‬
‫(‪ )4‬يقاؿ‪ :‬التفريج كاجب مخير إف فرج فبل يجب التخليل‪ ،‬كإف لم يفرج كجب التخليل‪( .‬قرز) كمعناه‬
‫في (البياف)‪.‬‬
‫(‪ )5‬أك التخليل بالمسح‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )6‬في اليمني فقط‪( .‬تكميل) (قرز)‬
‫(‪ )7‬أك نفخهما‪ ،‬بخبلؼ الوضوء فيكره؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا توضأتم فبل تنفضوا‬
‫أيديكم فإنها مراكح الشيطاف) كقاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إف لك بكل قطرة إثبات حسنة‪ ،‬ككفارة‬
‫سيئة‪ ،‬كرفع درجة)‪ .‬من (الوابل)‬
‫(‪ )8‬باطن الذقن‪( .‬تكميل) كقيل‪ :‬إنهما عارضا اللحية‪ .‬كقواه الشارح‪.‬‬
‫(‪ )9‬لعل الندب في تخليل اللحية أنما ىو كونو باإلبهاـ‪ ،‬كإال فهو كاجب كما تقدـ‪ )*( .‬كإال‬
‫فلبلستكماؿ‪.‬‬

‫(‪)340/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الشافعي‪ :‬النفض ليس بسنة‪ .‬كركاه في االنتصار عن الناصر‪.‬‬


‫ثم يضرب بهما ضربة أخرل فيمسح يمينو من ظاىرىا من عند األظفار(‪ )7‬بباطن أصابع يده اليسرل‬
‫مصفوفة‪ ،‬فيمرىا على ظاىر اليمنى إلى المرفق‪ ،‬كراحة اليسرل محفوظة(‪ )0‬لم يمسح بها‪ ،‬ثم يقلبها‬
‫على باطن اليمنى من حذاء المرفق فيمرىا على إبهامو‪ ،‬ثم يمسح بيده اليمنى يده اليسرل كذلك‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذه الهيئة إنما ىي في الضربتين‪ ،‬فأما الثبلث فصورتها ما قدمنا(‪.)3‬‬
‫تنبيو‬
‫قاؿ أبو العباس‪ :‬لو ترؾ لمعة(‪ )4‬من أعضاء التيمم لم يجز‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إنو يعفى في التيمم قدر ربع العضو‪ ،‬كفي الوضوء قدر الدرىم البغلي‪ ،‬ككافقو اإلماـ‬
‫يحيى في التيمم‪ ،‬كالمذىب أنو ال يعفى عن شيء فيهما‪.‬‬
‫فصل‬
‫(كإنما يتيمم للخمس((‪ )5‬الصلوات (آخر كقتها) كىو آخر كقت االضطرار‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو‪ :‬من األظفار‪.‬‬
‫(‪ )0‬لعل ىذا ندب‪ ،‬فلو مسح بها لم يضر‪.‬‬
‫(‪ )3‬أما الهيئات فلم يتقدـ لها ذكر‪( .‬مفتي) (*) في قولو‪" :‬ال يجب‪ ،‬بل يكفي أف تكوف الثانية" الخ‪.‬‬
‫(‪ )4‬لكنو إف ترؾ لمعة في التيمم ? فإف كاف عامدا أعاد في الوقت كبعده‪ ،‬كإف كاف ناسيا‪ ،‬أك جاىبل‬
‫أعاد في الوقت ال بعده‪ )*()7( .‬قاؿ القاضي عبد اهلل الدكرام‪:‬حيث لم يجر عليها يده‪ ،‬كأما لو جرت‬
‫عليها يده فتيممو صحيح‪ ،‬كإف لم يصب تلك اللمعة شيء من التراب‪( .‬ديباج) كقاؿ (المفتي)‪ :‬بل ال‬
‫يكفيو فيضرب ضربة أخرل [(‪)7‬كلو قيل‪ :‬اليفيد الخبلؼ؛ ألف الخبلؼ في قفا المسألة كما تقدـ في‬
‫الوضوء أنو ال يفيد خبلؼ أبي حنيفة‪ .‬ىذا ما ظهر‪( .‬سيدنا حسن) (قرز)]‬
‫(‪ )5‬كنحوىا كالجمعة‪ ،‬كالعيدين (‪ )7‬كالمنذكرة المؤقتة‪ ،‬كطواؼ الزيارة‪ )7( .‬سيأتي على قولو‪" :‬كلذم‬
‫السبب عند كجوده" أنو ال فرؽ بين المطلقة كالمؤقتة‪ ،‬في أنو يتيمم عند حصوؿ السبب؛ ألف الواجبات‬
‫على الفور‪( .‬سماع سيدنا حسن) (قرز)‬

‫(‪)343/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذه العبارة فيها تسامح؛ ألنها توىم أنو يتيمم آخر كقت االضطرار‪ ،‬كليس كذلك‬
‫فرفعنا ىذا اإليهاـ بقولنا‪( :‬فيتحرل) المتيمم (للظهر بقية) من النهار (تسع العصر كتيممها((‪ )7‬كيتمم‬
‫للظهر قبل ىذه البقية بوقت يسع التيمم كالظهر(‪( )0‬ككذلك سائرىا) أم‪ :‬سائر الصلوات الخمس‪ ،‬إذا‬
‫أراد التيمم للمغرب تحرل لها بقية من الليل تسع العشاء كتيممها‪ ،‬فيتيمم قبل تلك البقية بوقت يتسع‬
‫للمغرب كتيممها‪ ،‬كيتحرل للعصر(‪)3‬كقتا يصادؼ فراغو من الصبلة بعد التيمم غركب الشمس‪،‬‬
‫كللعشاء كقتا يصادؼ فراغو طلوع الفجر‪ ،‬كللفجر كقتا يصادؼ فراغو طلوع الشمس‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إنو يجوز التيمم في أكؿ الوقت‪ .‬قاؿ أبو حنيفة‪ :‬كقبل الوقت‪ .‬كمنعو‬
‫الشافعي‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كسننها‪ ،‬كمندكباتها‪( .‬قرز) كالقدر المجزئ من القراءة (‪ )7‬إذ الكثرة تؤدم إلى بطبلف تحرم آخر‬
‫الوقت (‪ )7‬كقيل‪ :‬معتادة يعني‪ :‬من القراءة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كالقدر المجزئ من القراءة‪ ،‬كالمسنوف‪ ،‬كغيره‪.‬‬
‫(‪ )3‬ىكذا عبارة (اللمع) كمفهوـ ىذه العبارة أنو يجدد لها تحريا ثانيا‪ .‬كقيل‪ :‬بل األكؿ كاؼ‪ ،‬فيحمل‬
‫ىذا على تغير تحريو األكؿ‪ ،‬أك حيث تيمم للعصر كحده كقد صلى الظهر بالوضوء‪.‬‬

‫(‪)344/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كحكى في التقرير(‪ )7‬عن الناصر‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كالمتوكل أحمد بن سليماف‪ ،‬كاألمير بدر الدين(‪،)0‬‬
‫كركاه عن شيخو القاضي شمس الدين‪ )3(:‬أنو يجوز في أكؿ الوقت بشرط أف ال يرجو زكاؿ علتو(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قوم] كقواه اإلماـ المهدم‪ ،‬كاإلماـ شرؼ الدين‪ ،‬ك(المفتي) ك(إبراىيم حثيث) (‪ )7‬كقرره‬
‫(الشامي) ك(السحولي) ك(العنسي) في (إرشاده) قاؿ اإلماـ المهدم‪ :‬ككبلـ علي عليو السبلـ يشهد‬
‫بصحة ىذا القوؿ‪ .‬ذكره في (الغيث) كلفظو‪ :‬حجة القوؿ األكؿ قوؿ علي عليو السبلـ‪( :‬يتلوـ الجنب‬
‫إلى آخر الوقت إف كجد الماء اغتسل كصلى‪ ،‬كإال تيمم كصلى) كحجة القوؿ الثاني‪ :‬عموـ األدلة‪،‬‬
‫كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬التراب كافيك كلو إلى عشر حجج) كنحوه‪.‬ككجو التفصيل‪ :‬أنو ال‬
‫كجو للتأخير إال رجاء تأدية الصبلة بالوضوء‪ ،‬كإذا كاف ذلك مأيوسا فبل كجو لوجوبو‪ ،‬كال يكوف خارقا‬
‫لئلجماع ألخذه من كل قوؿ بطرؼ‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬ككبلـ علي عليو السبلـ يشهد بصحة ىذا‬
‫القوؿ؛ ألنو عليهم السبلـ كجوب التلوـ برجاء كجود الماء‪ ،‬فإذا زالت العلة كىي رجاء كجود الماء زاؿ‬
‫حكمها كىو كجوب التلوـ‪ ،‬كىذا بناء على كجود العكس في العلة‪( .‬غيث لفظا) (‪ )7‬كىو الموافق لما‬
‫يأتي في الحج في قولو‪" :‬كلمن خشي تعذرىا كالهدم تقديمها"‪.‬‬
‫(‪ )0‬كتسمى السلسلة الذىبية‪ )*( .‬محمد بن أحمد بن يحيى‪.‬‬
‫(‪ )3‬القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السبلـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬كنقل من خط اإلماـ محمد بن الهادم بن إبراىيم بن تاج الدين أنو يركم عنو أف مذىب الهادم أنو‬
‫يجوز للمريض أف يتيمم في أكؿ الوقت إذا لم يكن يرجو زكاؿ علتو‪ )*( .‬قيل‪ :‬خبلفهم راجع إلى األلم‪،‬‬
‫ال إلى العدـ‪ .‬كقاؿ (القاضي عبد اهلل الدكارم)‪ :‬بل راجع إلى األلم كالعدـ‪ .‬كيأتي على كبلمهم إذا غلب‬
‫على ظنو أنو ال يجد الماء إال بعد خركج الوقت أجزأه التقديم‪( .‬ديباج) (*) قاؿ المنصور باهلل‪ :‬كإذا زاؿ‬
‫عذره كفي الوقت بقية لم تلزمو اإلعادة‪( .‬بياف)‬

‫(‪)345/7‬‬

‫_____________________________‬
‫فإف قلت‪ :‬قد بينت كقت الخمس إذا فعلت بالتيمم‪ ،‬كلم تذكر حكم ركاتبها ?‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬أما سنة الظهر فتترؾ لمصادفتها الوقت المكركه(‪ ،)7‬كأما سنة المغرب كالوتر(‪)0‬‬
‫فقيل‪ :‬ال بد من كقت يتسع لهما‪ ،‬كلم يذكرا)(‪ )3‬ألنهما يدخبلف تبعا‪ .‬كقيل‪ :‬بل يتركاف‪.‬‬
‫ثم بينا كقت المقضية التي يتيمم لها بقولنا‪( :‬ك) يتحرل (للمقضية) من الصلوات الخمس (بقية((‪ )4‬من‬
‫نهاره أك ليلو (تسع المؤداة(‪ )5‬كتيممها) فيتيمم للمقضية قبل ىذه البقية بما يسعها كتيممها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كجوبا‪ ،‬كقيل‪ :‬ندبا؛ ألف الكراىة للتنزيو‪( .‬قرز) ] قيل‪ :‬كال يقضي؛ ألف الساقط من أصلو يقضى‪.‬‬
‫كقواه (الشامي) كقيل‪ :‬يقضي ندبا‪ ،‬كما ىو ظاىر‪ ،‬كما سيأتي‪.‬‬
‫(‪ )0‬كسنة الفجر‪( .‬غيث) كال فرؽ بين أف تصلى قبلو أك بعده‪.‬‬
‫(‪ )3‬في المتن‪.‬‬
‫(‪ )4‬قاؿ السيد عبد اهلل المؤيدم‪ :‬فإذا كجد الماء كفي الوقت بقية لم يعد المقضية التي قد قضاىا؛‬
‫ألف لها كقتا‪ ،‬كىو الذم قبل المؤداة‪ ،‬كقد خرج‪ .‬ىذا يستقيم إذا بقي من الوقت ما يسع المؤداة فقط؛‬
‫إذ لو بقي أكثر من ذلك كجب إعادة المقضية‪( .‬مفتي) (قرز)‬
‫(‪ )5‬فإف كاف قد صلى المؤداة فإنو يتحرل للمقضية كقتا يصادؼ فراغو منها خركج الوقت‪ .‬قلت أك‬
‫كثرت‪( .‬حاشية سحولي) (*) كلو جمعة‪ ،‬أك عيدا (قرز) [فلو قدـ المؤداة على المقضية لم يصح أيهما؛‬
‫ألنو صلى كل كاحدة في غير كقتها‪( .‬سماع سحولي) ]‬

‫(‪)346/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ أبو مضر‪ ،‬كعلي خليل‪ ،‬كالوافي‪ )7(:‬إف كقت المقضية كقت الذكر(‪ ،)0‬كقواه كثير من المذاكرين‬
‫(كال يضر المتحرم)(‪ )3‬إذا انكشف لو خبلؼ متحراه بأف يفرغ كفي الوقت بقية فإنو ال يضره (بقاء‬
‫الوقت)(‪ )4‬فبل يلزمو اإلعادة؛ ألنا لو أكجبنا عليو اإلعادة لم يأمن أف يفرغ أيضا قبل الوقت فيعيده مرة‬
‫أخرل‪ ،‬ثم كذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاختاره في (البياف)‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألف التأخير ال يخلو إما أف يكوف للوقت‪ ،‬أك للتجويز ػ إف كاف للوقت فقد خرج كقتها‪ ،‬كال كقت‬
‫أكلى من كقت‪ ،‬كإف كاف للتجويز فهو حاصل كلو بعد الوقت‪( .‬زىرة) يقاؿ‪ :‬يلزـ على اعتبارىم تحرل‬
‫آخر الوقت أف ال يصح فعلها إال في آخر كقتها‪ ،‬ككقتها العمر فيلزـ تحرل آخر عمره على تعليلهم‬
‫كاعتبارىم‪ ،‬كأنها ال تصح بالتيمم قبل ذلك قط‪ ،‬فقد أدل حينئذ تصحيح التغليل الذم ذكركه إلى‬
‫الخركج عن مقالة كل أحد‪ ،‬كما أدل إلى ذلك فهو غير معموؿ بو‪( .‬محيرسي)‬
‫(‪ )3‬حقيقة التحرم‪ :‬ىو بذؿ المجهود في نيل المقصود [لكن إف تركو عمدا عالما بمذىبو لزمتو‬
‫اإلعادة في الوقت كبعده‪ ،‬كإف لم يكن كذلك أعاد في الوقت ال بعده ألجل الخبلؼ‪ ،‬كىذا حيث‬
‫انكشف الخطأ‪ ،‬كأما حيث ترؾ التحرم فوافق الصواب فيأتي على قوؿ اإلبتداء كاإلنتهاء‪ .‬كمعناه في‬
‫(البياف)‪.‬‬
‫(‪ )4‬مع بقاء العذر‪ ،‬كما يأتي في قولو‪" :‬كزكاؿ العذر"‪.‬‬

‫(‪)347/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو علي‪ :‬ىذا إذا عرؼ بقاء الوقت بعد الفراغ(‪ )7‬من الصبلة‪ ،‬فأما لو عرفو قبل الفراغ لزمو‬
‫الخركج(‪ ،)0‬كاإلعادة‪ ،‬كلو أدل إلى إعادة‪ ،‬كإعادة اإلعادة؛ ألنو بمنزلة تغير االجتهاد قبل العمل بو‪،‬‬
‫ككما أنو يرفضو كيعمل بالثاني كذلك ىنا‪.‬‬
‫فإف قلت‪ :‬قد ذكرت حكم المتحرم إذا أخطأ كأغفلت حكم من تيمم كصلى بغير تحر ?‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬لم نغفلو‪ ،‬بل قد بينا حكمو بمفهوـ الصفة؛ ألف قولنا‪" :‬كال يضر المتحرم" يفيد‬
‫بمفهوـ الصفة أف غير المتحرم يضره بقاء الوقت‪ ،‬فتلزمو اإلعادة بالتحرم إذا كاف مذىبو كجوبو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك ظن‪( .‬كواكب) كفي (البياف)‪ :‬ال لو ظن؛ ألف الظن(‪ )7‬ال ينقض الظن‪ .‬كرجح في (البحر)‬
‫اإلعادة؛ إذ تأخر المقصود كتأخره‪( .‬بحر) فيكوف مثل كبلـ (الكواكب)‪ .‬ككبلـ (البياف) حيث قد دخل‬
‫في الصبلة‪ .‬فليتأمل‪ ،‬ككبلـ (البحر) حيث لم يكن قد صلى‪ )*( .‬بخبلؼ ما إذا فرغ‪ ،‬ثم كجد الماء‬
‫فإنو كرجوع المجتهد إلى النظر‪ ،‬كىو ال يلزـ منو التسلسل لئلعادة‪)7([ .‬كلفظ (البياف) (مسألة) كإذا‬
‫فرغ من تيمم األداء‪ ،‬ثم علم سعة الوقت ػ قبل يصلي‪( .‬قرز) ػ بطل تيممو‪ ،‬كإف ظن ذلك فوجهاف‪،‬‬
‫األرجح ال يبطل؛ ألف الظن ال ينقض الظن‪ ،‬كاألقرب كجوب اإلعادة؛ إذ تأخر المقصود كتأخره‪.‬‬
‫(كواكب) ك(بحر)]‬
‫(‪ )0‬ينظر ىل يشترط أف يبقى من الوقت ما يسع الصبلة كاملة أـ ال ? ظاىر العبارة اإلطبلؽ‪ ،‬كاألكلى‬
‫االشتراط؛ ألف خبلفة يؤدم إلى ترؾ الصبلة؛ ألف خركج الوقت أحد نواقضو‪( .‬شامي) (قرز) (*) مع‬
‫العلم؛ ألف الدخوؿ فيها بمنزلة الحكم‪ ،‬كالحكم ال ينقض إال بدليل قطعي‪ ،‬ال مع الظن‪( .‬قرز)‬

‫(‪)348/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(كتبطل ما خرج كقتها(‪ )7‬قبل فراغها)(‪ )0‬ألنو إذا خرج الوقت قبل فراغها انتقض تيممو؛ ألف خركج‬
‫الوقت أحد نواقضو‪ ،‬فإذا انتقض بطلت (فتقضى)(‪ )3‬ذكره ابن ببلؿ كىو المذىب‪.‬‬
‫كقاؿ علي خليل‪ :‬ال تبطل‪ .‬كعن المنصور باهلل‪ :‬تبطل إف لم يؤد ركعة من الصبلة‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫قاؿ أبو العباس‪ :‬ككقت الجمعة(‪ )4‬بالتيمم لئلماـ كالمؤتمين آخر الوقت الذم ىو للظهر في غير‬
‫الجمعة(‪ )5‬فإف كاف اإلماـ متوضئا‪ ،‬كالمؤتموف عادمين للماء تيمموا للجمعة مع اإلماـ‪ ،‬كلم يؤخركىا‬
‫لئبل يفوت فرضها عليهم(‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ككذا األكلى؛ ألنو صبلىا في غير كقتها‪ ،‬كلعلو مع العلم بتضيق الوقت‪ ،‬كإال لم تبطل؛ ألف فيو‬
‫خبلؼ من ال يوجب الترتيب بعد دخوؿ كقت الثانية‪ .‬ينظر في ىذا التعليل؛ ألف الترتيب حاصل‪ ،‬بل‬
‫ألف فيها خبلؼ ابن الخليل‪ ،‬كالمنصور باهلل؛ ألف األخرل تقيد عندىم‪( .‬سحولي)‬
‫(‪ )0‬كلو لم يبق إال التسليم على اليسار‪(.‬قرز)‬
‫(‪ )3‬غالبا) احترازا من العيدين‪ ،‬كصبلة الجمعة إذا خرج كقتها قبل الفراغ فتبطل [فبل قضاء‪ ،‬كيصلي‬
‫ظهرا‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )4‬قاؿ في (شرح األثمار)‪ :‬إنو قد دخل في عموـ ىذه المسألة ىنا‪ ،‬كفي (األزىار) أنو يجوز للمعذكر‬
‫كعادـ الماء صبلة الجمعة بالتيمم حيث خشي فوات كقتها بطلب الماء‪ ،‬أك انتظار زكاؿ العذر‪ ،‬كال‬
‫يقاؿ‪ :‬قد تقدـ في المسألة األكلى في قولو‪ " :‬أك فوت صبلة ال تقضى كال بدؿ لها" أنو ال يتيمم لصبلة‬
‫الجمعة؛ ألف لها بدال؛ ألف ذلك أنما ىو حيث خشي فوت الجمعة باستعماؿ الماء‪ ،‬فهو ىناؾ كاجد‬
‫للماء‪ ،‬بخبلؼ ىذه فهو عادـ أك معذكر فبل مناقضة‪ ،‬فعرفت أف الجمعة كسائر الصلوات الخمس‪ ،‬كقد‬
‫ذكر ذلك في (النجرم) عن اإلماـ المهدم عليو السبلـ‪( .‬شرح أثمار)‬
‫(‪ )5‬عند مصير ظل الشيء مثلو‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )6‬بناء على أصلو أنها األصل‪.‬‬

‫(‪)349/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو يوسف‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح‪ :‬مراده لم يتركوىا(‪.)7‬‬


‫كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬على ظاىره‪ ،‬فيصلونها أكؿ الوقت لئبل تفوتهم‪ ،‬كىذا محموؿ(‪)0‬‬
‫على أف معو ثبلثة متوضئين‪ ،‬كإال لم يجز أكؿ الوقت؛ ألنهم ال يخشوف فوتها لعدـ الجماعة مع اإلماـ‪،‬‬
‫فإف كاف العكس فإف كاف مأذكنا باالستخبلؼ(‪ ،)3‬كفيهم من يصلح استخلف‪ ،‬كإال صلوا الظهر(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل يؤخركنها إلى آخر كقتها‪ ،‬كيؤخر معهم‪( .‬بياف) ينظر في ىذه الحاشية‪ ،‬ففي (الزىور) ما يفيد أف‬
‫المراد الترؾ الحقيقي‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالمقرر) أنو إف صبلىا اإلماـ كالثبلثة أكؿ الوقت أخر الباقوف كصلوىا ظهرا‪ ،‬كإف أخر معهم‬
‫صلوىا جمعة جميعا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬المختار‪ :‬أف تضيق الحادثة كاؼ في عدـ اعتبار أخذ الوالية‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬قاؿ في (الزىور)‪ :‬كىل يجب على المتوضئين إبطاؿ الوضوء بالحدث ليصلي بهم اإلماـ المتيمم‬
‫الجمعة ? ككاف مبيضا للجواب‪ .‬كألحق في نسخة (الزىور) مكاف البياض‪ :‬األظهر الوجوب‪ .‬كقيل‪ :‬ال‬
‫يجب عليهم ذلك؛ ألنو انتقاؿ من أعلى إلى أدنى؛ كألف تحصيل شرط الواجب ليجب ال يجب‪ ،‬كيكوف‬
‫ىذا عذرا لهم في ترؾ الجمعة‪( .‬مفتي) (قرز)‬

‫(‪)352/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فصل(كمن كجد ماء ال يكفيو((‪ )7‬للطهارة الكاملة من النجاسة‪ ،‬كمن الحدثين األكبر كاألصغر فمن‬
‫كجده (قدـ) غسل (متنجس بدنو)(‪ )0‬كالفرجين(‪ )3‬بعد الحدث إف كاف ثم نجس(‪ )4‬على استعمالو‬
‫للوضوء‪ ،‬كلرفع الجنابة (ثم) أنو يقدـ غسل متنجس (ثوبو((‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) من كاف ثوبو طاىرا‪ ،‬كبدنو متنجسا‪ ،‬كالماء ال يكفي لغسلو‪ ،‬بل للوضوء أك بعضو ػ فإف كاف‬
‫الوقت متسعا توضأ عريانا‪ ،‬كتجفف‪ ،‬كصلى في ثوبو‪ ،‬كإف ضاؽ الوقت تيمم‪ ،‬كصلى في الثوب؛ لئبل‬
‫ينجسو‪ .‬ذكره (‪ )7‬المنصور باهلل‪ .‬كمن كاف ثوبو متنجسا‪ ،‬كالماء ال يكفيو فإنو يتوضأ عريانا؛ لئبل يتنجس‬
‫بالثوب‪( .‬برىاف) (‪ )7‬كيأتي للمذىب أنو يتيمم مطلقا‪ ،‬سواء كاف الوقت متسعا‪ ،‬أك مضيقا؛ ألف كجود‬
‫الماء الذم ال يمكنو استعمالو إال بتنجسو كعدمو‪ ،‬كما تقدـ في أسباب التيمم‪ ،‬في قولو‪" :‬أك تنجيسو"‪.‬‬
‫(سيدنا حسن) (قرز) [بناء على أف النجاسة في أعضاء الوضوء‪ ،‬كإال توضأ كصلى كىو كالمتوضئ‪.‬‬
‫(سيدنا عبد القادر الشويطر) كىو يفهم من كبلـ (البياف) في التيمم‪ ،‬بل كىو صريح في قولو‪" :‬لو لم‬
‫يكف النجس"‪( .‬سيدنا عبد اهلل دالمة رحمو اهلل)] (*) في الميل‪( .‬قرز) [قاؿ في (البياف)‪ :‬كإف كاف‬
‫على بدنو نجاسات كالماء ال يكفي إال ألحدىا فغسل ثوبو أكلى‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬كإف كانت النجاسة في موضعين في ثوبو‪ ،‬أك بدنو‪ ،‬كالماء ال يكفي إال أحدىما فقط‪ ،‬أك للوضوء أك‬
‫بعضو ػ قدـ الوضوء أينما بلغ‪( .‬بياف) كىو ظاىر (األزىار) فيما يأتي في قولو‪" :‬ككذا لو لم يكف‬
‫النجس" [ككذا المحرـ إذا نضح بطيب قدـ غسلو على الحدثين‪( .‬كابل) كعلى نجاسة البدف‪ ،‬كما يأتي‬
‫في الحج‪ ،‬في قولو‪" :‬كالتماس الطيب" ألف بقاءه محظور‪ ،‬كالصبلة تصح مع النجاسة‪.‬‬
‫(‪ )3‬بناء على األغلب أف نجاسة الفرجين ال تكوف إال من حدث [يحترز من الحدث بالريح]‪.‬‬
‫(‪ )4‬لو قاؿ الشارح‪ :‬إف كاف ثمة نجس كالفرجين لكاف أكضح‪( .‬لطف اهلل الغياث)‬
‫(‪ )5‬الذم يستر عورتو‪ ،‬كيقطع الباقي ما لم يجحف‪( .‬قرز) كمثلو في (البياف) ينظر كم حد االجحاؼ‬
‫في الثوب ? الظاىر‪ :‬أف يبقى من الثوب ما ال يستر عورتو‪ ،‬أك يدفع الضرر عنو‪( .‬قرز) (*) كإنما كجب‬
‫تقديم غسل الثوب أيضا على الحدثين؛ ألف طهارتو شرط في صحة الصبلة‪ ،‬كال بدؿ للغسل فيو‪،‬‬
‫بخبلؼ طهارة الحدثين فإف للغسل فيها بدال‪ ،‬كىو التيمم‪( .‬غيث) (*) ثم مكانو‪( .‬قرز) [أم‪ :‬موضع‬
‫صبلتو‪( .‬ديباج) كقيل‪ :‬قبل ثوبو]‪.‬‬

‫(‪)357/7‬‬

‫_____________________________‬

‫على الوضوء‪ ،‬كعلى رفع الجنابة‪.‬‬


‫كقاؿ الفقيو يوسف‪ :‬إف كاف في المؤل خير بين غسل نجاسة بدنو أك ثوبو‪ ،‬كإف كاف في الخبلء فكذا عند‬
‫المؤيد باهلل‪.‬‬
‫كأما عند أبي طالب فذكر الفقيو محمد بن يحيى حنش‪ ،‬كالسيد يحيى بن الحسين‪ :‬أنو يغسل نجاسة‬
‫بدنو‪ ،‬كيصلي عريانا ألنو يجيز(‪ )7‬ذلك‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب عندم أنو يؤثر نجاسة بدنو ألنو أخص‪ ،‬كلقولو تعالى‪{ :‬كالرجز‬
‫فاىجر} فإنو في أحد تفسيريو يقتضي إماطة النجاسات عنو(‪ ،)0‬كإذا اقتضى ذلك قدـ األخص‬
‫فاألخص‪ ،‬كبدنو أخص من ثوبو‪ .‬قاؿ‪ :‬كلهذا أطلقنا القوؿ في متن المختصر بتقديم بدنو‪.‬‬
‫(ثم) يقدـ الغسل لرفع (الحدث األكبر)(‪ )3‬كىو الحيض كالجنابة‪ ،‬على رفع الحدث األصغر كىو‬
‫الوضوء‪ ،‬كالواجب عليو إذا كاف عليو حدث أكبر أف يغسل بو من بدنو (أينما بلغ)(‪ )4‬منو‪ ،‬كإف لم‬
‫يكف جميع بدنو‪.‬‬
‫كعن زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالحنفية‪ )5(:‬أنو إذا لم يكف الماء جميع بدنو لم يستعملو‪ ،‬كيتيمم؛ ألف‬
‫عدـ بعض المبدؿ يبيح(‪)6‬اإلنتقاؿ إلى بدلو كالكفارة(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل يوجبو‪.‬‬
‫(‪ )0‬عنو‪ .‬أم‪ :‬عن البدف] كالتفسير الثاني‪ :‬إماطة الذنوب‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )3‬ألف رفع الحدث األكبر شرط في رفع األصغر‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )4‬مرة كاحدة‪ ،‬من دكف تبذير‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كأحد قولي الشافعي‪.‬‬
‫(‪ )6‬أم‪ :‬يوجبو‪.‬‬
‫(‪ )7‬قلنا‪ :‬فرؽ (‪ )7‬بينهما فأنما غسلو فقد ارتفع حدثو‪ ،‬كأيضا قد اتفق أصل كبدؿ عندنا كعندكم في‬
‫شاىد أصل كرعيين‪ ،‬كىكذا اتفق بيننا كبينكم فيمن صلى عاريا إذا كجد بعض ما يستر عورتو فعل‬
‫ممكنو‪ ،‬كصلى قاعدا‪ .‬فقد اتفق أصل كبدؿ (‪ .)7‬كلفظ حاشية "قلنا‪ :‬فرؽ بين ىذه المسألة كبين سائر‬
‫األبداؿ‪ ،‬كذلك ألف الطهارة تتبعض‪ ،‬أال ترل أف من غسل البدف أك بعضو‪ ،‬أك أعضاء الوضوء أك بعضها‬
‫ارتفع حدثو‪ ،‬بخبلؼ من أعتق نصف عبده في الظهار‪ ،‬كمن أىدل نصف شاة فإنو كنحوه ال يتبعض‪.‬‬
‫ذكره في بعض (تعاليق التذكرة)‬

‫(‪)350/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) فإذا كاف الماء ال يكفي جميع بدنو استعملو (في غير أعضاء التيمم)(‪ )7‬قاؿ علي خليل‪ :‬كجوبا؛‬
‫لئبل يجمع(‪ )0‬بين البدؿ كالمبدؿ منو‪.‬‬
‫كقاؿ الكني‪ :‬إف ذلك ال يجب‪ ،‬كإنما ىو مندكب(‪.)3‬‬
‫كفي الكافي عن المرتضى أنو يغسل بو أينما شاء‪ ،‬كىو ظاىر قوؿ المؤيد باهلل في التجريد(‪.)4‬‬
‫(ك) إذ استعملو في غير أعضاء التيمم‪ ،‬أك كفى جميع جسمو (تيمم للصبلة) آخر الوقت كما مر(‪ )5‬إال‬
‫عند من يقوؿ‪ :‬إف الطهارة الصغرل(‪ )6‬تدخل تحت الكبرل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف استعملو فيها أثم [مع العلم ] كارتفعت الجنابة‪( .‬حاشية سحولي لفظا) [كيتيمم للصبلة‪( .‬قرز)‬
‫] كعن (الشامي) القياس عدـ اإلجزاء؛ ألنو كالمنهي عنو‪ ،‬كقد صار الماء مستحقا لغيرىا ?‬
‫(‪ )0‬قلنا‪ :‬ال جمع؛ إذ غسلها لرفع الجنابة‪ ،‬كتيممها للصبلة فاختل الحكماف‪( .‬مفتي) يقاؿ‪ :‬الغسل‬
‫كالتيمم أنما يجباف للصبلة‪ ،‬فهو جامع بين بدؿ كمبدؿ بالنظر إلى أنهما لها‪( .‬شامي) كمثلو عن (راكع)‬
‫(*) ألف لها بدال‪ ،‬كىو التيمم‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )3‬ككذا في (التذكرة)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كقواه في (التحرير)‪.‬‬
‫(‪ )5‬في قولو‪" :‬كإنما يتيمم"‪.‬‬
‫(‪ )6‬اإلماـ زيد‪ ،‬كالحنفية كأبو عبد اهلل الداعي‪ ،‬كالليث‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كالقاسم‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كأحد قولي‬
‫مالك‪ ،‬كاختاره اإلماـ عز الدين‪( .‬رياض) كأبو حنيفة‪ ،‬كالمنتخب حيث استكمل جميع بدنو‪( .‬زىور)‬
‫كحجتهم قولو تعالى‪{ :‬كإف كنتم جنبا فاطهركا} لنا قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من اغتسل من‬
‫جنابة فبل يصل حتى يتوضأ) (بحر)‬

‫(‪)353/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ثم) إذا كفاه لجميع جسمو‪ ،‬كبقي بقية‪ ،‬أك لم يكن عليو حدث أكبر‪ ،‬كبقي بقية بعد إزالة النجاسة‬
‫استعملها لرفع (الحدث األصغر((‪ )7‬ثم ينظر في الماء (فإف كفى المضمضة) كاالستنشاؽ (كأعضاء‬
‫التيمم)(‪ )0‬كىي الوجو كاليداف‪ ،‬كذلك بعد غسل الفرجين(‪ )3‬إف كاف ىدكيا (فمتوضئ) أم‪ :‬فذلك‬
‫المستعمل للماء متوصئ(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالريح‪.‬‬
‫(‪ )0‬كال يجب عليو الطلب [مع الظن‪ ،‬كالتجويز‪( .‬قرز) ] (‪ )7‬لباقي األعضاء‪ .‬ذكره في بعض‬
‫الحواشي‪ ،‬كلو كاف الماء قريبا‪ .‬كقاؿ (التهامي)‪ :‬يجب مع الظن‪ ،‬ال مع التبخيت‪ .‬كقواه (المفتي) (‪)7‬‬
‫كاختار (‪( )0‬حثيث) كجوب الطلب‪ ،‬حيث كاف الماء معلوما‪( .‬قرز) (‪ )0‬لكن يقاؿ‪ :‬كيف أكجبتم عليو‬
‫الطلب لباقي األعضاء كقد جوزتم لو الصبلة في أكؿ الوقت ? كالطلب أنما ىو في آخر الوقت‬
‫االختيارم للحاضر‪ ،‬كاالضطرارم للمسافر ? كلعلو يقاؿ‪ :‬إف الشرع أكجب تعميم ىذه األعضاء فوجب‬
‫الطلب‪ ،‬كالواجبات يجب الخركج لها في الميل‪ ،‬كال ينافي جواز التقديم للصبلة‪ ،‬كإال لزـ أف تصح‬
‫صبلة من لم يكن بينو كبين الماء إال عشرة أذرع أك نحوىا‪ ،‬كال يجب عليو تماـ كضوءه‪ ،‬كالظاىر أنو ال‬
‫قائل بذلك‪ ،‬كليس المشبو كالمشبو بو من كل كجو؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا أمرتم بأمر‬
‫فأتوا منو ما استطعتم)‪( .‬سماع شامي) (*) يعني‪ :‬كل عضو مرة مرة‪ ،‬من غير تثليث‪( .‬بحر) (قرز)‬
‫(‪ )3‬لوجوب الترتيب‪.‬‬
‫(‪ )4‬لكماؿ ما أجمع عليو‪( .‬بحر) [كأما الرأس فهو ممسوح‪ ،‬كالرجبلف فيهما الخبلؼ] (*) قاؿ‬
‫(الدكارم)‪ :‬ككاف ينبغي أف المتوضئ على ىذه الصفة يؤخر إلى آخر الوقت؛ ألف في طهارتو نقصاف‪،‬‬
‫لكن يقاؿ‪ :‬ال يؤخر؛ ألف طهارتو بالماء‪ ،‬كالطهارة بالماء أصلية‪ ،‬كلم ينظركا إلى نقصاف طهارة األعضاء‪.‬‬
‫(شرح أثمار) (*) كمثل ىذا من على بدنو نجاسة فإنو ال يلزمو التأخير ‪ ،‬كلفظ (البياف) في باب التيمم‪:‬‬
‫بخبلؼ من كاف على بدنو نجس (‪ )7‬كلم يجد ما يغسلو‪ ،‬أك تعذر عليو غسل رجليو‪ ،‬أك مسح رأسو فإنو‬
‫ال يلزمو التأخير؛ إذ ال بدؿ في ذلك‪ .‬ذكره في الشرح (بلفظو) (‪ )7‬أما متنجس ثوبو فيلزمو التأخير‪.‬‬
‫كقد ذكره في (شرح األزىار) في قولو‪" :‬صحت بالنجس" كالوجو‪ :‬أنو يلزمو طلب الثوب الطاىر إلى‬
‫آخر الوقت‪.‬‬
‫(‪)354/7‬‬

‫_____________________________‬

‫أم‪ :‬حكمو حكمو‪ ،‬فيصلي ما شاء‪ ،‬كفي أم كقت شاء حتى يجد الماء(‪ ،)7‬كيبني على كضوءه(‪.)0‬‬
‫كىل يعيد ما قد صلى إذا كاف في الوقت بقية? فعن الحقينى‪ ،‬كالمذاكرين‪ :‬ال تجب اإلعادة(‪ )3‬قياسا‬
‫على المستحاضة(‪.)4‬‬
‫كعن األمير الحسين يجب‪ ،‬كفرؽ بينو كبين المستحاضة بأنها قد عمت(‪.)5‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو قوم من جهة القياس(‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيمسح رأسو‪ ،‬كيغسل رجليو‪ .‬ذكره في (الحفيظ) ك(التذكرة) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كال يؤـ إال بمثلو‪ ،‬كما يأتي في الجماعة في ناقص الطهارة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ما لم يجد الماء كىو في الصبلة فإنو يخرج‪ .‬كمثل معناه في (الغيث)‪.‬‬
‫(‪ )4‬حيث انقطع دمها بعد الفراغ؛ إذ كل منهما لم يعدؿ إلى بدؿ‪.‬‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬أعضاء الوضوء للطهارة‪ ،‬ال ىنا‪.‬‬
‫(‪ )6‬كجو القياس‪ :‬أف طهارتو ناقصة ال ىي‪( .‬امبلء)‬

‫(‪)355/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كإال) يكفي كل أعضاء التيمم بل بقي منها بقية (آثرىا)(‪ )7‬أم‪ :‬أثر المضمضة على الوجو كاليدين؛‬
‫ألف لغسلهما بدال كىو التيمم‪ ،‬بخبلؼ المضمضة (كيمم الباقي)(‪ ،)0‬كىو الوجو أك بعضو‪ ،‬كاليداف‪،‬‬
‫كىذا إذا تغير ماء المضمضة بالريق(‪ )3‬فأما إذا لم يتغير غسل بو الوجو(‪ )4‬أيضا‪.‬‬
‫كقاؿ علي خليل‪ :‬يؤثر الوجو؛ ألنو مجمع عليو‪ ،‬كالمضمضة مختلف فيها(‪.)5‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالصحيح األكؿ‪ ،‬كخبلؼ زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالحنفية يأتي ىنا كما مر‪،‬‬
‫أعني‪ :‬أنهم يقولوف‪ :‬إذا لم يكف أعضاء الوضوء كلها عدؿ إلى التيمم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف لم يؤثرىا‪ ،‬بل استعمل الماء في أعضاء التيمم ككفاىا لم يصح غسل اليدين؛ لعدـ الترتيب‬
‫بينهما كبين المضمضة‪ ،‬كإذا اختل غسل اليدين كجب أف ييممها‪ ،‬كىو متيمم‪ .‬من خط (ابن حابس)‬
‫(قرز) (*) بعد غسل الفرجين‪( .‬قرز) [إف كاف ىادكيا‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬قاؿ في (شرح األثمار)‪ :‬كاألقرب أنو ينوم الوضوء عند ما يغسلو‪ ،‬كالتيمم عند ما ييممو‪ ،‬كقد ذكر‬
‫معناه في (الغيث) قاؿ‪ :‬كيجب أف يخص ما يصلي بو في نية العضو الميمم فقط‪( .‬تكميل) (قرز)‬
‫(‪ )3‬قاؿ (المفتي) رحمو اهلل تعالى‪ :‬قلت‪ :‬الريق عند أىل المذىب من المطهرات‪ ،‬ككاف القياس ال يضر‬
‫التغير بو‪ .‬فإف قيل‪ :‬ليس من المطهرات‪ .‬قلنا‪ :‬ككذا التراب‪ ،‬كىم قد جعلوا تغير الماء بو ال يضر‪ .‬كمثل‬
‫كبلـ (المفتي) عن خط (إبراىيم حثيث) ك(التذكرة)‪ ،‬ك(البياف)‪[.‬يقاؿ‪ :‬طهارة الريق نادرة‪ ،‬كىو مطهر‬
‫في موضعو فقط‪( .‬شامي) (قرز)]‬
‫(‪ )4‬ألف الفم كالوجو عضو كاحد فبل يصير ماء أحدىما مستعمبل في حق اآلخر‪( .‬غيث) (قرز) [حيث‬
‫لم يتغير بالريق‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )5‬قلنا في حق من مذىبو الوجوب‪ :‬كالمجمع عليو‪ ،‬ذكره في (الزىرة) ك(الغيث)‬

‫(‪)356/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كىو) إذا بقي عليو شيء من أعضاء التيمم (متيمم) فبل يصلي إال في آخر الوقت‪ ،‬كال يصلي ما شاء‪،‬‬
‫بل حسب ما تقدـ في المتيمم‪ ،‬كظاىر كبلـ أىل المذىب أف حكمو حكم المتيمم‪ ،‬كلو لم يبق من‬
‫أعضاء التيمم إال لمعة صغيرة(‪.)7‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إذا كاف الباقي عضو أك أكثره كجب التأخير‪ ،‬كإال فبل‪.‬‬
‫(ككذا لو) كجد ماء كعلى بدنو نجاسة(‪ ،)0‬كلكن إذا استعملو (لم يكف) إلزالة(‪( )3‬النجس كال غسل‬
‫عليو)(‪ )4‬بأف ال يكوف جنبا كال حائضا‪ ،‬كال نفساء فإنو حينئذ يستعملو للصبلة فإف كفى المضمضة‬
‫كأعضاء التيمم فحكمو حكم المتوضئ كما تقدـ‪ ،‬كإف لم يكفها فحكمو ما تقدـ من أنو يؤثر‬
‫المضمضة(‪ )5‬إلى آخره‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإنما قلنا‪" :‬كال غسل عليو" ألنو لو كاف عليو غسل استعملو لو أينما بلغ‪ ،‬كتيمم‬
‫للصبلة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كحد اللمعة‪ :‬ما يدرؾ بالطرؼ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬أك ثوبو‪ ،‬أك مصبله‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬المراد بإزالة النجس‪ :‬الذم يقدمو على رفع الحدث من بدف أك ثوب‪ ،‬أك مكاف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ظاىره كلو كانت النجاسة أصلية‪( .‬بحر)‪ .‬كلو في الفرجين؛ ألنو غير مخاطب بها في تلك الحاؿ‪.‬‬
‫(لمعة) (قرز)] لكن لو كجد الماء في الوقت غسل النجاسة كصلي‪ ،‬كلعلو باتفاؽ بين القولين أعني قوؿ‬
‫الحقيني‪ ،‬كاألمير الحسين‪(.‬نجرم) كعن (القاضي سعيد) ال تجب عليو اإلعادة‪ ،‬كىو ظاىر (األزىار)‬
‫في قولو‪ :‬كىو كالمتوضئ (*) حذؼ المسألة في (الفتح) كالصحيح أنو بالنظر (‪ )7‬إلى الوقت‬
‫كالمتيمم‪ ،‬كبالنظر إلى أنو يصلي الصبلتين كيفعل ما شاء كالمتوضئ‪( .‬شرح فتح) (‪ )7‬يريد أنو ال فائدة‬
‫لعطف قولو‪" :‬ككذا" على قولو‪" :‬كىو متيمم"‪ )*( .‬جميعو‪ ،‬كلو في موضعين يكفي أحدىما فقط‪ .‬ذكر‬
‫معناه في (األثمار)‬
‫(‪ )5‬كاالستنشاؽ‪.‬‬

‫(‪)357/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كمن يضر الماء(‪ )7‬جميع بدنو تيمم) كينوم تيممو (للصبلة) ال لرفع الجنابة مثبل إف كانت‪ ،‬كيكفي‬
‫تيمو (مرة) كاحدة (كلو) كاف (جنبا)(‪ )0‬فإنو ال يلزمو التيمم للجنابة مرة‪ ،‬ثم للصبلة مرة(‪ ،)3‬بل يكفي‬
‫تيمم كاحد(‪.)4‬‬
‫(فإف سلمت كل أعضاء التيمم)(‪ )5‬من العلة التي يخشى معها الضرر من استعماؿ الماء (كضأىا)(‪)6‬‬
‫ىذا المعذكر (مرتين بنيتهما((‪ )7‬أم‪ :‬كضأ األعضاء مرتين بعد غسل ما أمكنو من جسده إف بقى فيو‬
‫سليم ينوم باألكلى رفع الجنابة(‪ )8‬كباألخرل الصبلة‪ ،‬ذكر ذلك أبو مضر‪ ،‬كعلي خليل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬غسبل‪ ،‬كصبا‪ ،‬كمسحا‪ ،‬كانغماسا‪( .‬بحر) ك(ىداية) (قرز) (*) كسواء كاف الضرر يرجع إلى الماء‬
‫كالبرد‪ )7( .‬أك إلى التيمم‪ ،‬كالمحترؽ‪( .‬شرح مرغم) [(‪)7‬حيث تعذر عليو تسخين الماء بما ال‬
‫يجحف‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬إشارة إلى خبلؼ الشافعي؛ ألنو يقوؿ‪ :‬يتيمم مرتين‪ .‬ككذا عن أبي طالب‪( .‬حاشية السيد داكد على‬
‫األزىار)‪ .‬ككجهو‪ :‬أنو يرفع الحدث عنده حكما‪ ،‬فيدخل المسجد كنحو ذلك‪.‬‬
‫(‪ )3‬كذلك ألف التيمم ال تأثير لو في رفع الجنابة‪ ،‬كإنما يستباح بو الصبلة‪ ،‬فلهذا ناب مناب الغسل‬
‫كالوضوء جميعا‪ ،‬بخبلؼ الطهارة المؤثرة في رفع الحدث فوجب تكرار استعمالو بنيتهما‪ ،‬أم‪ :‬الجنابة‬
‫كالوضوء‪ ،‬كما في الكفارة‪( .‬شرح بحر)‬
‫(‪ )4‬ألنو ال يرفع الحدث‪.‬‬
‫(‪ )5‬ككذا أعضاء الوضوء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬صواب العبارة‪ :‬غسل الجنابة‪ ،‬كالثانية للصبلة‪.‬‬
‫(‪ )7‬ككأف الفرجين كالمعدكمين مع حصوؿ العذر في غسلهما‪ ،‬بخبلؼ ما لو كاف العذر من قبل الماء‬
‫فبل بد من الترتيب (شرح فتح) (*) ككذا إذا كاف يخشي على نفسو من الغسل أف يلحقو تهمة توضأ‬
‫مرتين بنيتهما‪( .‬بستاف) (قرز)‬
‫(‪ )8‬كيجب تقديم البوؿ على ىذا الغسل‪( .‬حاشية سحولي)‬

‫(‪)358/7‬‬
‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالظاىر أنو يستكمل الوضوء للجنابة‪ ،‬ثم يبتدئ الوضوء للصبلة(‪.)7‬‬
‫فأما لو غسل كل عضو مرتين بالنيتين‪ ،‬فيحتمل الصحة؛ لصحة تفريق النية في أعضاء الوضوء‪ ،‬كيحتمل‬
‫خبلؼ ذلك(‪.)0‬‬
‫كقاؿ الكني‪ :‬يكفي غسل كاحد‪ ،‬ينوم بو األصغر كاألكبر‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألكؿ ىو الصحيح من المذىب‪.‬‬
‫(كىو كالمتوضئ)(‪ )3‬يعني‪ :‬حيث كانت أعضاء التيمم سليمة‪ ،‬ككضأىا مرتين فإنو كالمتوضئ في جميع‬
‫األحكاـ‪ ،‬من أنو يصلي ما شاء‪ ،‬كمتى شاء من الوقت المضركب‪ ،‬كيمس المصحف‪ ،‬كيدخل‬
‫المسجد(‪( )4‬حتى يزكؿ عذره)(‪ )5‬فيعود عليو حكم الجنابة بالنظر إلى ما لم يغسلو(‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بعد غسل مخرج المني إف أمكن‪( .‬قرز) كإال فبل تأخير عليو‪ ،‬كالنجاسة األصلية‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألنو يرفع الجنابة منها أكال‪ ،‬كألنو يشترط طهارة البدف عن موجب الغسل‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫(‪ )3‬كإف زاؿ عذره كفي الوقت بقية ?‪ .‬قاؿ الفقيو علي‪ :‬يلزمو اإلعادة‪ .‬كعندنا ال يلزمو‪( .‬تعليق تذكرة)‬
‫[كال يؤـ إال بمن ىو مثلو‪( .‬قرز) كال ينتقض إال بنواقض الوضوء‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )4‬كالوجو " أنما غسلو فقد ارتفعت عنو الجنابة‪ ،‬كلم يعدؿ إلى بدؿ‪ ،‬بخبلؼ ما تقدـ فيمن تعذر عليو‬
‫البوؿ فالغسل غير صحيح؛ ألف الجنابة باقية‪ ،‬فلم يصح الغسل فوجب عليو التأخير؛ ألف غسلو بدؿ‬
‫عن الغسل الصحيح‪ ،‬فوجب عليو التأخير‪ ،‬كما تقدـ من أف الغسل ال يقع إال على طاىر البدف مع عدـ‬
‫العذر‪ ،‬كأما مع العذر فيصح‪ ،‬كلهذا ارتفع عنو الحدث فيما غسلو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كلو في الصبلة فيخرج منها‪( .‬عامر) ك(حثيث) ك(المفتي)] كيغسل الباقي‪ ،‬كالنية األكلى كافية‪ ،‬كلو‬
‫طالت المدة إذا كاف قد نول الغسل جملة‪( .‬كشلي) كإف لم ينو إال غسل السليم استأنف النية‪ ،‬كما‬
‫ذكره الفقيو علي‪( .‬قرز) (*) أك بعضو‪ ،‬كينتقض كضوءه كلو بلمعة منو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬بناء على أنو قد غسل مخرج المني‪( .‬نجرم)‬

‫(‪)359/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ في مهذب المنصور باهلل‪ :‬إنو يعود عليو حكم الجنابة(‪ )7‬متى فرغ من الصبلة‪ .‬كعنو‪ :‬متى‬
‫أحدث‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬كىذا الخبلؼ إنما ىو حيث يكوف الجريح النصف فما دكف‪ ،‬فلو كاف األكثر‬
‫عاد عليو حكم الجنابة متى فرغ من الصبلة عند الجميع(‪.)0‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب أنو ال يجتزئ بغسل أعضاء التيمم إال بعد التلوـ(‪ )3‬كالمتيمم؛ ألنو‬
‫في حكم ناقص الطهارة‪ ،‬كإنما يصير كالمتوضئ بأف يغسلها بعد التلوـ(‪ )4‬ال قبلو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬المذىب خبلفو‪ ،‬كإنما يعود بالنظر إلى ما لم يغسلو‪.‬‬
‫(‪ )0‬المذىب ال فرؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬االنتظار إلى آخر الوقت [يعني‪ :‬للصبلة‪ ،‬ثم يكوف لما أراد من الصلوات بعد األكلى كالمتوضئ‪،‬‬
‫قاؿ في بعض الحواشي‪ :‬كىذا ىو الذم يطابق ما سيأتي في فصل ناقص الطهارة‪ ،‬ككبلمو مشكل؛ ألف‬
‫التلوـ لؤلكلى اليصير ما بعدىا غير ناقص طهارة حتى يكوف كالمتوضي‪ ،‬كالوجو الظاىر أف يقاؿ‪ :‬إف‬
‫ناقص الطهارة أنما يجب عليو التأخير إذا عدؿ إلى بدؿ‪ ،‬فبل فرؽ فيما بين األكلى كما بعدىا‪ .‬كظاىر‬
‫كبلـ اإلماـ يقتضي خبلؼ ما في فصل ناقص الطهارة‪ ،‬إذ لو كاف كذلك لوجب التأخير فيما بعد الصبلة‬
‫األكلى التي يلزـ لها‪( .‬ناظرم)]‬
‫(‪ )4‬كالمذىب أنو ال يجب التلوـ؛ ألنو لم يعدؿ إلى بدؿ‪ .‬كمثلو عن اإلماـ شرؼ الدين‪.‬‬

‫(‪)362/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كإال) تسلم كل أعضاء التيمم بل بعضها (غسل ما أمكن((‪ )7‬غسلو (منها) أم‪ :‬من أعضاء التيمم‪،‬‬
‫كيكوف غسلو (بنية الجنابة ككضأه) أم‪ :‬ككضأ ذلك الذم أمكن غسلو بعد غسلو للجنابة‪ ،‬كينوم كضوءه‬
‫(للصبلة كيمم الباقي) من أعضاء التيمم‪ ،‬كىو الذم ليس بصحيح بنيتو للصبلة (كىو) حيث يغسل‬
‫بعض أعضاء التيمم‪ ،‬كييمم بعضها (متيمم) ال متوضئ‪ ،‬فبل يصلي ما شاء‪ ،‬كال متى شاء‪ ،‬كتختل طهارتو‬
‫بالفراغ مما تطهر لو حتى يتيمم ما لم يغسلو‪ ،‬كبانتقاض تيمم المتيمم يبطل الترتيب في الوضوء األكؿ‬
‫(فيعيد غسل ما بعد الميمم معو((‪ )0‬أم‪ :‬يعيد غسل ما بعد العضو الميمم مع إعادة تيممو كلما تكرر‬
‫ليحصل الترتيب(‪ )3‬كىذا قوؿ النجراني‪.‬‬
‫كقاؿ في شمس الشريعة‪ :‬إنو ال يجب غسل ما بعد الميمم‪ .‬كمثلو عن المهدم أحمد بن الحسين‪.‬‬
‫كقاؿ في التقرير‪ ،‬كالياقوتة‪ :‬إف كاف الميمم عضوا كامبل كجب‪ ،‬كإال لم يجب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىذه العبارة أسد من األكلى [كقوتها‪ :‬أنو لم يسم غسل الجنابة كضوءا‪ ،‬بل قاؿ‪" :‬غسل ما أمكن"‪.‬‬
‫(سماع)]‬
‫(‪ )0‬كالشماؿ المغسولة مع اليمنى أك بعضها‪ ،‬فأما إذا كاف الجرح في بعض العضو فلعل الترتيب فيو‬
‫كاجب‪( .‬رياض) (*) بالنية األكلى [كلو طالت المدة] (‪ )7‬كقيل (‪ )0‬ال بد من إعادة النية (‪ )7‬مع‬
‫التعميم‪( .‬مفتي) (قرز) (‪ )0‬كالمراد نية التيمم‪ ،‬كأما نية الوضوء فهي كافية حيث نول في أكلو (*) ال ما‬
‫معو كال ما قبلو فبل يجب؛ ألنو ال يتبعض العضو الواحد‪ ،‬كلو كاف الميمم لمعة كاحدة أعاد ما بعدىا في‬
‫العضو اآلخر‪( .‬قرز) (*) يقاؿ‪ :‬فأما ما بعد المتركؾ ألجل الجبيرة حيث قد صار عادال إلى بدؿ البدؿ ?‬
‫ظاىر (األزىار) في قولو‪" :‬فيعيد غسل ما بعد الميمم معو" يفهم أنو ال يعيد ىنا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬بين اليمنى كاليسرل‪ ،‬فأما العضو الواحد فبل يعيد غسل ما بعد الميمم منو؛ ألنو ال ترتيب في‬
‫العضو الواحد‪.‬‬

‫(‪)367/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إف كاف عضوا أك أكثره كجب‪ ،‬كإال فبل‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالصحيح ىو القوؿ األكؿ‪.‬‬
‫(كال يمسح(‪ )7‬كال يحل جبيرة((‪ )0‬أم‪ :‬ال يجب على المتوضئ أك المتيمم المسح على الجبيرة‪ ،‬كال‬
‫حلها أيضا إف (خشي من حلها ضررا((‪ )3‬كىو حدكث علة أك زيادتها‪ ،‬نص على ذلك يحيى عليو‬
‫السبلـ في األحكاـ(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ال بالماء‪ ،‬كال بالتراب‪(.‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فائدة)‪ :‬الجبيرة عبارة عما يوضع على الجرح من الخرؽ‪ ،‬كاألخشاب‪ ،‬كالخيوط المشدكدة على‬
‫العضو‪( .‬بحر) (*) كال يجب عليو التأخير‪ ،‬كال يؤـ إال بمثلو إذا كانت في أعضاء الوضوء‪ ،‬كإف كانت‬
‫في أعضاء التيمم كجب عليو التأخير‪ ،‬كالمذىب ال فرؽ‪ ،‬كال يجب عليو اإلعادة مطلقا؛ ألنو لم يعدؿ‬
‫إلى بدؿ‪ ،‬كمعناه عن (المفتي) (قرز) (*) كال عصابة‪( .‬مقصد) (قرز)‬
‫(‪ )3‬فأما لو لم يخش من حلها صررا أك سيبلف دـ كجب خلها كغسلها إف أمكن‪ ،‬كإال مسح‪(.‬نجرم)‬
‫(قرز) (مسألة) من (الجواىر)‪ :‬من أصابو الجدرم فجف كجب قطعة‪ ،‬كال يجزئ الوضوء؛ ألنو حائل عن‬
‫الصحيح إال أف يخشى مضرة جاز تركو‪( .‬كواكب) (قرز)‬
‫(‪ )4‬كجو ىذا القوؿ قولو تعالى‪{ :‬فاغسلوا كجوىكم} اآلية‪ ،‬كقولو تعالى‪{ :‬كإف كنتم جنبا فاطهركا}‬
‫فأمر بغسل ىذه األعضاء دكف المسح على الجباير‪( .‬زىرة)‬

‫(‪)360/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬يجب المسح على الجبائر إف خشى من حلها ضررا‪ ،‬كىو‬
‫ظاىر قوؿ يحيى بن الحسين في المنتخب(‪( )7‬أك) لم يخش ضررا لكن إذا حل الجبيرة حصل (سيبلف‬
‫دـ)(‪ )0‬فإنو ال يلزمو حلها‪ ،‬كال المسح عليها‪ ،‬ذكره الحقينى‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل ىو بالخيار(‪ )3‬إف شاء ترؾ الحل‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ ،:‬كقياس أصلو أف يمسح عليها‪ ،‬كإف شاء حلها‪ ،‬كال يبالي بخركج الدـ(‪.)4‬‬
‫قاؿ األمير الحسين‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ىذا إذا كاف ال يتغير بالدـ(‪ .)5‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪.‬‬
‫فصل (ك) يجوز(‪( )6‬لعادـ الماء)(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كجو ىذا القوؿ ما ركم عن علي عليو السبلـ أنو قاؿ‪( :‬أصيبت إحدل زندم مع رسوؿ اهلل صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم فقلت لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو‪ :‬كيف أصنع بالوضوء ? فقاؿ‪ :‬امسح على‬
‫الجباير‪ .‬قاؿ فقلت‪ :‬فالجنابة ? قاؿ‪ :‬كذلك فافعل)‪( .‬زىور) ك(شفاء) ك(غيث)‬
‫(‪ )0‬أك نحوه‪( .‬أثمار) أك حصوؿ ناقض [ ليكوف أعم ]‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬حجة المؤيد باهلل‪ :‬أف العضو قطعي‪ ،‬كنقض الدـ ظني‪ .‬كحجة الحقيني‪ :‬أف خلل البعض أخف من‬
‫الكل‪( .‬بياف) (*) بناء منو على أنها في أكؿ عضو‪ ،‬كإف لم ترؾ؛ محافظة على الطهارة‪.‬‬
‫(‪ )4‬كينزؿ منزلة المستحاضة‪.‬‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬من العضو المغسوؿ‪.‬‬
‫(‪ )6‬كيجب‪ ،‬كيندب‪.‬‬
‫(‪ )7‬ال كجو لتخصيص العادـ من بين سائر من يجوز لو التيمم؛ ألف سبب الجواز غير منحصر في عدـ‬
‫الماء كما عرفت‪( .‬ضوء نهار)] [كنحوه‪ :‬كمن تعذر عليو استعماؿ الماء‪( .‬قرز) ]‬
‫كأما لو لم يجد الجنب مثبل ماء كال ترابا حيث قد أبيح لو التيمم ػ جاز لو القراءة على حالتو‪ ،‬كقد فعلو‬
‫(إبراىيم حثيث)‪( .‬حاشية سحولي)‪ .‬كقد أشار إلى مثلو في شرح قولو في الحيض‪" :‬أك يتيمم للعذر"‬
‫يحقق القياس‪ ،‬فالفارؽ أف ىذا كاجب مضيق‪ ،‬بخبلؼ النفل كالقرآف فبل ضركرة فيهما‪( .‬شامي) (قرز)‬
‫(*) أك أحد األسباب الثمانية المتقدمة‪.‬‬

‫(‪)363/7‬‬

‫_____________________________‬

‫إذا لم يجده (في الميل أف يتيمم)(‪ )7‬ألمور منها‪( :‬لقراءة(‪ )0‬أك لبث في المسجد((‪ )3‬كىذا حيث‬
‫يكوف جنبا أك حائضا(‪ ،)4‬كال بد في القراءة كاللبث من أف يكونا (مقدرين((‪ )5‬بالنية‪ ،‬محصورين‪ ،‬نحو‬
‫أف يقوؿ‪ :‬تيممي لقراءة سورة كذا‪ ،‬أك ىذا الجزء‪ ،‬أك نحو ذلك‪ ،‬كيصح تقدير القراءة بالوقت أيضا‪،‬‬
‫نحو أف يقوؿ‪ :‬لقراءة من حين كذا إلى حين كذا‪ ،‬كتقدير اللبث أف يقوؿ‪ :‬من ساعة كذا إلى ساعة‬
‫الظهيرة(‪ )6‬مثبل‪ ،‬أك إلى الفجر أك نحو ذلك‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح‪ :‬يجوز التيمم للقراءة‪ ،‬كاللبث‪ ،‬كإف لم يحصرا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بعد الطلب‪.‬‬
‫(‪ )0‬فلو تيمم لقراءة سورة‪ ،‬أك جزء (‪ )7‬أك مسجد غير معين لم يصح‪ ،‬كمع التعيين يصح‪ ،‬كال يقرأ‪ ،‬كال‬
‫يدخل غير ما عين‪ ،‬كلو عامر المسجدين كاحدا‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‪( .‬قرز) [(‪)7‬كالقياس في تيممو‬
‫لجزء غير معين أف يصح؛ ألنهم قالوا‪ :‬يصح أف يقدر القراءة بالوقت‪ ،‬كالجزء أضبط للتقدير من الوقت‬
‫بخبلؼ سورة غير معينة‪( .‬حاشية سحولي لفظا) [كحمل المصحف جميعو حتى يقرأ ذلك الجزء‪ ،‬كإف‬
‫تيمم للجزء الفبلني من أجزاء منفصلة لم يجز لو أف يمس غيره‪ ،‬كال قراءتو‪(.‬نجرم) ] [فإف قاؿ‪ :‬لجزء ػ‬
‫كأطلق ػ خير‪ .‬بخبلؼ سورة ػ فبل يخير‪( .‬شكايدم) (قرز)]‬
‫(‪ )3‬لطاعة‪ ،‬أك لضركرة‪( .‬قرز)] كيصح أف ينوم التيمم لدخوؿ المسجد كالخركج منو‪ ،‬فإف نوم‬
‫للدخوؿ فقط انتقض بفعلو فيتيمم تيمما آخر للخركج‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كقد طهرت‪( .‬ىداية)‬
‫(‪ )5‬فائدة) من تيمم لصبلة ركعتين جاز لو أف يقرأ القرآف جميعا‪( .‬حماطي)‪ .‬كعن سيدنا (عامر) ال يقرأ‬
‫إال المعتاد‪( .‬قرز) (*) بالوقت‪ ،‬أك العدد‪ ،‬ال بالساعة لعدـ ضبطها‪ ،‬كال يأمن الزيادة‪( .‬غيث) كقاؿ علي‬
‫بن زيد‪ :‬كلو ساعة‪ .‬ذكره في خيار الشرط‪ .‬كإذا لم يعرؼ رجع إلى من يعرؼ‪( .‬قرز) [كيصح أف يقوؿ‪:‬‬
‫لجزء‪ ،‬ال لسورة؛ لعدـ االستواء‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )6‬اسم للوقت‪ ،‬كالظهر اسم للصبلة‪( .‬صعيترم)‬

‫(‪)364/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) لو أيضا أف يتيمم لتأدية صلوة (نفل كذلك)(‪ )7‬أم‪ :‬مقدر (كإف كثر((‪ )0‬فيجوز أف يؤدم النوافل‬
‫الكثيرة بالتيمم الواحد(‪ )3‬إذا حصرت بالنية‪ ،‬ذكره أبو مضر‪.‬‬
‫(قيل‪ )4(:‬كيقرأ) المتيمم (بينهما) أم‪ :‬بين التيمم كالصبلة(‪ )5‬ال بعدىا‪ ،‬كذلك مأخوذ من كبلـ‬
‫للقاسم(‪ ،)6‬كمثلو ذكر صاحب الوافي‪ ،‬كعن أبي جعفر‪ :‬أف ذلك ال يجوز إال عند من أجاز أف يؤدم‬
‫بتيمم كاحد(‪ )7‬ما شاء‪ ،‬ال عند من ال يجيز لو ذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإذا تيمم للنفل كأراد أف يصلي الكسوفين أك االستسقاء فبل بد أف يذكرىما بعينها‪ ،‬كيكفي لهما‬
‫تيمم كاحد (‪ )7‬كىذا إذا لم ينو صبلة ركعتين‪ ،‬أك أربع ألم نفل عرض‪ ،‬كإال جاز بو صبلة الكسوؼ‬
‫كاالستسقاء‪ )7( .‬كفي (حاشية سحولي) ما لفظو‪ :‬كإذا نول تيممو لعشرين ركعة نافلة فعرض لو صبلة‬
‫كسوؼ أك استسقاء فلعلو يجوز أف يجعلها من جملة ما تيمم لو‪ ،‬كيحتمل أف يقاؿ‪ :‬إف ذكات األسباب‬
‫تشبو الفرائض‪ ،‬فبل بد أف ينويها بالتيمم‪.‬‬
‫(‪ )0‬عائد إلى الثبلثة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬إال إذا أكجبت بالنذر فلكل صبلة تيمم‪ ،‬ركعتين‪ ،‬أك ثبلث‪ ،‬أك أربع‪ ،‬فكل ما سلم منو كجب تيمم‬
‫آخر‪( .‬حثيث) (قرز)‬
‫(‪ )4‬ىذا ذكره أبو مضر للقاسم‪[ .‬قلنا‪ :‬قد اشتغل بغيره كتراخى ]‪.‬‬
‫(‪ )5‬إذا كاف نافلة عنده‪.‬‬
‫(‪ )6‬كذلك مبني على أصلين نأف الصبلة نافلة (‪ )7‬كأف االشتغاؿ بغيره ال ينقض إذا كاف فربة‪( .‬تبصرة)‬
‫(‪ )7‬ألف التيمم للفريضة ال يكوف إال في آخر الوقت‪ )*( .‬كىو قولو‪" :‬ال بأس للجنب أف يأخذ‬
‫المصحف كيقرأ فيو جزأ من القرآف" قاؿ في (اللمع) حاكيا عن أبي مضر‪ :‬معنى كبلـ القاسم عليو‬
‫السبلـ إذا تيمم لذلك‪ ،‬أك للصبلة كلم يكن قد صلي‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )7‬الناصر‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كأبو حنيفة‪.‬‬

‫(‪)365/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو علي‪ :‬كىذا بخبلؼ ما إذا تيمم للقراءة لم يدخل المسجد كالعكس(‪ ،)7‬كلو تيمم لقراءة‬
‫القرآف جاز لو حمل المصحف ال العكس‪ ،‬كلو عين التيمم لجزء(‪ )0‬لم يقرأ غيره(‪ )3‬كلمسجد(‪ )4‬لم‬
‫يدخل غيره(‪ ،)5‬كلو عين المصحف جاز أف يحمل غيره‪ ،‬ككذا الزاكية(‪ )6‬في المسجد يجوز أف يقف‬
‫في غيرىا(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ال إذا تيمم للصبلة فيدخل المسجد؛ ألف ذلك من توابعها‪ ،‬كبعد الفراغ يفعل األقل من الخركج أك‬
‫التيمم‪ ،‬كما تقدـ‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬كالدار المستأجرة يكوف تفريغها مدة األجارة‪.‬‬
‫(‪ )0‬معين‪( .‬كابل)‬
‫(‪ )3‬كال يمسو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬معين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬فإف كاف غير معين‪ ،‬بل مطلقا لم يجز‪ .‬قيل‪ :‬كالفرؽ بين المسجد كالجزء أف األجزاء منحصرة‪،‬‬
‫بخبلؼ المساجد‪ ،‬كألف حرمة األجزاء كاحدة‪ ،‬بخبلؼ المساجد فهي تختلف‪( .‬شكايدم) (قرز)‬
‫(‪ )6‬حيث كاف (‪ )7‬الواقف كاحدا‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪ .‬ذكركا في الوقف أف حكم اللحيق حكم األصل‪،‬‬
‫كمثلو عن (السحولي) للخبر‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو كسلم‪( :‬مسجدم مسجدم كإف مد إلى صنعاء)‪.‬‬
‫(قرز) (‪ )7‬في كقت كاحد‪ ،‬كاختبلؼ الوقت كاختبلؼ الشخص‪.‬‬
‫(‪ )7‬ألف الواقف في بعض المسجد يسمي كاقفا في المسجد؛ كألف المسجد الواحد ال يتبعض‬
‫كالمصحف‪ ،‬كال يلزـ فيمن تيمم لمس جزء معين من القرآف أف يجوز لو (مسألة) غيره من األجزاء فإف‬
‫ذلك غير الزـ؛ ألف انفصاؿ كل جزء من اإلجزاء صيرىما بمنزلة األشياء المتباينة المتعددة فأشبو‬
‫المساجد‪ ،‬ال زكايا المسجد الواحد‪ ،‬فأما لو نول جزأ من جملة مصحف كامل فإنو يجوز لو مس‬
‫المصحف لعدـ انفصاؿ ذلك الجزء فهو ىنا كزاكية المسجد‪ ،‬كلو نول قراءة جزء مخصوص من‬
‫مصحف جاز لو حمل المصحف حتى يكمل قراءة ذلك الجزء‪ ،‬كحرـ عليو مسو عند فراغو‪ ،‬كال يجوز‬
‫لو قراءة غير ذلك الجزء منو؛ ألف مضموف كل جزء غير مضموف اآلخر‪( .‬شرح أثمار)‬

‫(‪)366/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يجوز لعادـ الماء في الميل أف يتيمم (لذم السبب) كحضور الجنازة فهو سبب الصبلة‪ ،‬ككذا‬
‫الكسوؼ‪ ،‬كاالجتماع لبلستسقاء‪ ،‬كحصوؿ شرط المنذكرة(‪ )7‬فيتيمم (عند كجوده((‪ )0‬أم‪ :‬كجود‬
‫السبب‪ ،‬فإف كاف يجده في الميل لم يجزه التيمم مهما لم يخش فوت الجنازة‪ ،‬كتجلي الكسوؼ‬
‫كنحوىما‪ ،‬فإنو إذا خشي جاز لو التيمم‪ ،‬كلو كاف الماء حاضرا كما تقدـ(‪.)3‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلهذا(‪ )4‬ال يعترض إطبلقنا ىذا االشتراط‪ ،‬أعني عدـ الماء في الميلل بأف يقاؿ‪ :‬إنو‬
‫إذا خشى الفوات لم يعتبر العدـ؛ ألنا نقوؿ‪ :‬إف الكبلـ ىنا مبني على أنو ال يخشى الفوت بالطلب فلم‬
‫نحتج إلى االحتراز؛ ألنا قد قدمنا(‪ )5‬أف خشية الفوت عذر في ترؾ الماء الحاضر فضبل عما ىو في‬
‫الميل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬المطلقة‪ ،‬كأما المنذكرة‪ ،‬كالمؤقتة فيتيمم لها للعذر كنحوه‪ )7( ،‬كيتحرل آخر الوقت كسائر‬
‫الصلوات [في أنو يتيمم لها عند حصوؿ السبب‪( .‬سيدنا حسن بن أحمد)‪( .‬قرز) ] كقيل‪ :‬ال فرؽ بين‬
‫المطلقة كالمؤقتة؛ ألف الواجبات على الفور‪( .‬ىبل) (قرز) (‪ )7‬كىذا حيث فاؿ‪ :‬هلل علي أف أصلي يوـ‬
‫الجمعة إف قدـ غائبي‪ .‬فلو قاؿ‪ :‬حاؿ يقدـ‪ .‬أك عند يقدـ‪ .‬أك متى يقدـ‪ .‬ككذا يوـ ػ ففورا‪( .‬سماع‬
‫سحولي) [بل ال فرؽ على المختار‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬إذا كجد الماء لم يعد على ظاىر الكتاب‪( .‬نجرم) إال أف يكوف في حاؿ الصبلة خرج منها‪ ،‬ما لم‬
‫يخش فوتو باستعماؿ الماء فبل يخرج‪( .‬عامر) (قرز)‬
‫(‪ )3‬من قولو‪":‬أك فوت صبلة ال تقضى"‪.‬‬
‫(‪ )4‬في بعض نسخ (الغيث) "كبهذا" بالباء الموحدة‪.‬‬
‫(‪ )5‬في شرح قولو‪":‬عند كجوده" قولو‪":‬مهما لم يخش فوت الجنازة"‪.‬‬

‫(‪)367/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كالحائض)(‪ )7‬إذا طهرت‪ ،‬كاحتاج زكجها(‪ )0‬إلى كطئها‪ ،‬كعدمت الماء(‪ )3‬في الميل جاز لها أيضا أف‬
‫تيمم (للوطئ)(‪ )4‬كال تراع آخر كقت الصبلة‪ ،‬كقاؿ أبو جعفر‪ :‬يجب أف تنتظر (‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالنفساء‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫(‪ )0‬المراد طلبها الوطء‪ ،‬سواء احتاج أـ ال‪( .‬قرز) (*) أك سيدىا‪( .‬قرز) [صوابو‪ :‬أراد]‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك يكوف لها عذر من الماء‪( .‬بحر)‪( .‬قرز) [قولو‪" :‬جاز لها أف تيمم" بل يجب]‪.‬‬
‫(‪ )4‬يقاؿ‪ :‬الوطء من المباحات‪ ،‬فلم كجب التيمم ألجلو‪ ،‬دكف سائرالمباحات ? قلنا‪ :‬ألنو مما يحرـ‬
‫على الحائض فبل يحلو إال ما يحل الصبلة‪( .‬تعليق) (قرز) (*) ال لسائر المباحات‪ .‬ينظر ما أراد ػ إف‬
‫أراد بالمباحات النفل‪ ،‬كالقراءة‪ ،‬كاللبث في المسجد ػ فغير مسلم‪ ،‬كما صرح بو في أكؿ الفصل‬
‫كشرحو‪ ،‬فبل يمنع أف يتيمم لها؛ إذ التيمم أحد الطهارتين‪ ،‬كإنما يمتنع منها فعل ىذه األمور مع عدـ‬
‫الماء كالتراب‪ .‬قالوا‪ :‬إذ ال ملجئ لها كما يأتي على قولو‪" :‬أك تيمم للعذر"‪( .‬سيدنا حسن) (قرز) (*) ال‬
‫لسائر المباحات‪ )*( .‬كإذا انتظرت كقتا تعتد بو‪ ،‬أك اشتغلت بغيره انتقض تيممها‪ .‬قاؿ في (الغيث)‪:‬‬
‫ككذا الزكج إذا اشتغل فإنو كاشتغالها‪ .‬يقاؿ‪ :‬ىذا في غير المؤقت‪ .‬بل ال فرؽ بين المؤقت كغيره‪ ،‬كما‬
‫في (الغيث)‪( .‬قرز) فأما إذا اشتغلت حيث نوت إلى كقت معلوـ‪ ،‬أك مرار معلومة فقد انتقض تيممها‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(*)[(مسألة) كتوطأ الحائض إف عدمتهما أك نحوه‪ ،‬كالصبلة‪ .‬كقيل‪ :‬ال؛ لقولو تعالى‪{:‬حتى يطهرف}‬
‫اآلية‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )5‬قلنا‪ :‬ال كقت لو مخصوص‪.‬‬

‫(‪)368/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كتكرره) أم‪ :‬التيمم (للتكرار) كىذا حيث تنويو الستباحة الوطء(‪ )7‬من دكف تقدير بوقت‪ ،‬فإف قدرت‬
‫بوقت جاز الوطء كالتكرار إلى انقضاء ذلك الوقت‪.‬‬
‫فإف قلت‪ :‬فلو قدرتو لمرار كثيرة‪ ،‬نحو أف تقوؿ‪ :‬نويت تيممي ىذا الستباحة الوطء مرتين‪ ،‬أك ثبلثا‪ ،‬أك‬
‫نحو ذلك?‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬القياس يقتضي أف مثل ىذا التقدير ال يصح لما فيو من الجهالة؛ ألف العرؼ قاض بأف‬
‫المرة اسم للوطء‪ ،‬حتى ينزؿ الرجل‪ ،‬حتى إنو لو كطئ ساعة ثم تنحى‪ ،‬كلم ينزؿ‪ ،‬ثم عاد بعد مرة فأنزؿ‬
‫لم يسم في العرؼ إال مرة كاحدة‪ ،‬إلى آخر ما ذكره عليو السبلـ ثم قاؿ‪ :‬إال أف في كبلـ األئمة عليهم‬
‫السبلـ ما يدؿ على أف ىذه الجهالة مغتفرة‪ ،‬كأف التوقيت بذلك يصح‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لعل ىذا حيث قدرت لمرة مثبل‪ ،‬ال مع اإلطبلؽ فبل يصح على ما أطلقو في أكؿ الفصل‪( .‬شامي)‬
‫كمثلو في (حاشية سحولي) كالذم في (الغيث) ما لفظو‪ :‬فإف نوتو للوطء كأطلقت فمحتمل‪ ،‬الظاىر من‬
‫كبلمهم أف لفظ الوطء إذا أطلق تناكؿ المرة الواحدة‪.‬‬

‫(‪)369/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬ال يصح أف يفعل األشياء المتباينة بتيمم كاحد كاللبث في المسجد(‪)7‬‬
‫كالقراءة‪ ،‬كالصبلة‪ ،‬كالوطء؛ ألف ذلك يكوف كتأدية الصلوات الخمس بتيمم كاحد(‪.)0‬‬
‫فصل (كينتقض) التيمم للحدثين بأحد ستة أمور(‪ )3‬األكؿ‪ :‬قولو (بالفراغ(‪ )4‬مما فعل) التيمم (لو) من‬
‫صبلة‪ ،‬أك قراءة‪ ،‬أك لبث في المسجد‪ )5(،‬أك كطء‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ ) 7‬كلو تيمم لدخوؿ مسجدين معينين فلعلو يجوز كسورتين [معينتين‪( .‬قرز) ] أك جزئين‪( .‬حاشية‬
‫سحولي) كفي (شرح بهراف)‪ :‬ال يجوز التيمم لدخوؿ مسجدين؛ ألنها بقاع مختلفة متمايزة‪( .‬بلفظو) (*)‬
‫يقاؿ‪ :‬لو تيمم مرتين لدخوؿ المسجد مثبل‪ ،‬ثم القراءة عقيب التيمم األكؿ ىل يصح التيمم على التيمم‬
‫األكؿ ? األقرب أنو يصح في نفسو‪ ،‬كال ينتقض التيمم األكؿ بالثاني (‪ )7‬كأما القراءة‪ ،‬كالصبلة فبل‬
‫تصح األكلى‪ ،‬كتصح الثانية‪ .‬كقيل‪ :‬بل يصح ما قد تقدـ فعلو‪ ،‬كيبطل الثاني باالشتغاؿ (‪ )7‬ألنو يسير؛‬
‫ال يعد اشتغاال بغير ما تيمم لو‪ ،‬فإف كثر انتقض منها ما كاف يعد كثيرا يعتد بو‪ ،‬فظهر أف التيمم صحيح‪،‬‬
‫كأنما يبطلو ما يبطل التيمم‪( .‬ىامش ىداية) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كالنفل جنس كاحد‪.‬‬
‫(‪ )3‬بل ثمانية‪.‬‬
‫(‪ )4‬إذ شرعيتو الستباحة الصبلة‪ ،‬كال يرفع الحدث؛ إذ لو كاف رافعا للحدث لم يجب عليو أف يغتسل‬
‫بعد التيمم عند كجود الماء‪ ،‬كلم يقل بذلك أحد ػ فثبت أنو مبيح ال رافع [ال بتجلي الكسوؼ قبل تماـ‬
‫الصبلة بالتيمم‪ ،‬فبل ينتقض فيتم الصبلة‪( .‬حاشية سحولي)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كيجدد التيمم‪ ،‬كيحمل ذلك على أنو نسي حتى خرج الوقت كإال فالواجب عليو أف يخرج قبل‬
‫فراغ المدة بما يسع الخركج‪( .‬تكميل) كقيل‪ :‬يفعل األقل‪ ،‬كما تقدـ‪( .‬قرز)‬

‫(‪)372/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كالثانى قولو‪( :‬كباالشتغاؿ بغيره((‪ )7‬أم‪ :‬بغير ما تيمم لو‪ .‬ذكره أبو مضر‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل االشتغاؿ بغيره ال ينقضو بحاؿ‪.‬‬
‫(قوؿ موالنا عليو السبلـ)‪ :‬كقد استشكل المتأخركف(‪ )0‬قوؿ أبي مضر‪ ،‬كربما قالوا‪ :‬إنو غير‬
‫صحيح(‪.)3‬‬
‫قاؿ‪ :‬كاألقرب عندم أف كبلمو صحيح قيم‪ ،‬ال عوج لو في ىذه المسألة على أصل من أكجب التأخير‬
‫على المتيمم‪ ،‬كمراده االشتغاؿ بغير ما تيمم لو مما ال تعلق لو بو‪ ،‬كىو مانع من فعلو‪ ،‬أك فعل ما يتعلق‬
‫بو‪ ،‬كيستغرؽ كقتا ظاىرا يعتد بو‪.‬‬
‫قلنا‪" :‬مما ال تعلق لو بو" احترازا مما لو تعلق بو؛ ألنو لو تيمم ثم سار إلى المسجد(‪ )4‬فقد اشتغل بغير‬
‫الصبلة‪ ،‬كىذا ليس بناقض لتعلقو بالصبلة‪ ،‬ككذلك مسألة القراءة(‪ )5‬قبل الصبلة على ما تقدـ(‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (البحر)‪ :‬على كجو ينكشف بو بطبلف التحرم‪ ،‬مثل الصبلة آخر الوقت‪ ،‬كغيره مقيس‬
‫عليو‪( .‬كابل)[الحاصل‪ :‬أف العلة في كوف االشتغاؿ ناقضا ليس مجرد االشتغاؿ‪ ،‬كإنما ذلك أمر يرجع‬
‫إلى الوقت‪ ،‬كىو أف ال يتراخى عقيب التيمم من كقت ما يفعل لو تراخيا ظاىرا‪ ،‬فعلى ىذا لو لم يشتغل‬
‫بشيء‪ ،‬كقطع كقتا ممتدا بطل تيممو‪( .‬بحر معنى)‪( .‬قرز) ] (*) كلو قاؿ بالتراخي لكاف أعم كأحق‪،‬‬
‫كأكضح عن إبهامو اختصاص النقض باالشتغاؿ‪( .‬محيرسي) (قرز) (*) [كال يبطلو دىن أعضائو بعد‬
‫التيمم‪( .‬بياف)]‬
‫(‪ )0‬الفقيو يحيى البحيبح‪ ،‬كالفقيو حسن‪ ،‬كالفقيو يوسف‪ ،‬كالفقيو محمد بن يحي‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألنو ال كجو يقتضي كوف ذلك ناقضا‪ ،‬كألنو قد ذكر أف من تيمم جاز لو أف يقرأ قبل الصبلة‪ ،‬كذلك‬
‫اشتغاؿ بغير الصبلة‪ ،‬كلهذا حمل بعضهم كبلمو أف مراده االشتغاؿ بمباح غير ما تيمم لو ينقض‪ ،‬ال غير‬
‫مباح؛ لئبل يتدافع الكبلـ‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )4‬المعتاد لصبلتو‪ ،‬كلو بعد‪ .‬كعن (الشامي) ال يتعين عليو المسجد الذم يعتاد‪ .‬كقيل‪ :‬قدر ركعتين‪.‬‬
‫(رياض) ك(شكايدم)‬
‫(‪ )5‬على كبلـ القيل‪.‬‬
‫(‪ )6‬ألنها تدخل تبعا‪.‬‬

‫(‪)377/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقلنا‪" :‬كىو مانع من فعل ما تيمم لو" احترازا مما ال يمنع‪ ،‬نحو أف يتيمم لقراءه أك لبث في المسجد‬
‫فيقرأ أك يلبث‪ ،‬كىو يخيط ثوبا أك غير ذلك مما ال يمنع كجود القراءة‪ ،‬فإف ذلك ال ينقض‪.‬‬
‫كقلنا‪" :‬أك فعل ما يتعلق بو" احترازا من نحو أف يتيمم لصلوة‪ ،‬ثم يسير إلى المسجد‪ ،‬كىو في خبلؿ‬
‫المسير يحدث غيره‪ ،‬أك يقود فرسو‪ ،‬أك نحو ذلك مما ال يمنع من المسير‪ ،‬فإف ىذا الشغل ال ينقض‪.‬‬
‫كقلنا‪" :‬كيستغرؽ كقتا ظاىرا" احترازا من الفعل(‪ )7‬اليسير‪ ،‬كذلك نحو أف يتيمم لقراءة فيأخذ فيها‪ ،‬ثم‬
‫يتكلم خبللها بكلمتين(‪ )0‬أك ثبلث أك أكثر‪ ،‬مما ال يظهر لو تأثير في الوقت فإف ذلك ال ينقض؛ ألف‬
‫كقتو ال يعتد بو‪ ،‬كنحو أف يتيمم لدخوؿ المسجد فيزيل صخرة من على الطريق‪ ،‬أك بهيمة من زرع‬
‫بالقرب منو أك نحو ذلك(‪ )3‬مما ال يعتد بوقتو‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كالوجو في اعتبار ىذه القيود إجماع المسلمين على أف نحو ىذه األشياء التي احترزنا‬
‫منها غير ناقض؛ ألنو لم يسمع عن أحد من السلف(‪ )4‬كالخلف أنو أعاد تيممو لكلمة تكلمها قبل فعل‬
‫ما تيمم لو‪ ،‬كنحو ذلك‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذه المسألة مبنية على كبلـ من أكجب التأخير(‪ )5‬مع العذر المأيوس‪.‬‬
‫كقوؿ المنصور باهلل‪ :‬إنو ال ينقض باالشتغاؿ بغيره مبني على قولو بجواز التيمم في أكؿ الوقت إذا كاف‬
‫العذر مأيوسا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كقد قدر بركعتين‪( .‬حثيث) (قرز) [كما زاد مبطل‪( .‬قرز) ]‪.‬‬
‫(‪ )0‬نحو أف يسأؿ أين ذىب فبلف ? فيقوؿ‪ :‬في طلب ضالتو‪ ،‬ثم يعود في قراءتو فإف ذلك ال ينقض؛‬
‫ألف كقتو ال يعتد بو‪( .‬غيث) (قرز)‬
‫(‪ )3‬أمر بمعركؼ‪.‬‬
‫(‪ )4‬قيل‪ :‬المراد بالسلف الصحابة‪ ،‬كالخلف من تابعهم‪ .‬كقيل‪ :‬السلف من تقدمك من آبائك كقرابتك‪.‬‬
‫كالخلف‪ :‬القرف بعد القرف‪( .‬قاموس) كفي بعض الحواشي‪ :‬السلف ػ إلى ثبلث مائة في الهجرة‪ ،‬كالخلف‬
‫من بعدىم‪.‬‬
‫(‪ )5‬كىو المذىب‪( .‬قرز)‬

‫(‪)370/7‬‬
‫_____________________________‬

‫ثم ذكر عليو السبلـ الثالث بقولو‪( :‬كبزكاؿ العذر)(‪ )7‬الذم يجوز معو العدكؿ إلى التيمم‪ ،‬نحو أف تزكؿ‬
‫علة يخشى معها من استعماؿ الماء أك نحو ذلك‪ ،‬فإنو حينئذ ينتقض تيممو‪.‬‬
‫كىل يعيد ما قد صلى بو ? حكمو حكم كاجد الماء‪ ،‬كسيأتي بيانو‪.‬‬
‫(ك) الرابع (كجود الماء(‪ )0‬قبل كماؿ الصبلة((‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يقاؿ‪ :‬لو زاؿ عذره‪ ،‬ثم حدث عذر آخر حاؿ زكاؿ األكؿ فإف تحقق بيهما فاصل فبل إشكاؿ في‬
‫انتقاض التيمم‪ ،‬كإف لم يتحقق لم ينتقض؛ ألف العذر كالمتصل؛ إذ المراد الجنسية في العذر‪ .‬كرجح‬
‫(المفتي) النقض؛ ألنو قد زاؿ العذر‪ ،‬سواء اتصل أـ ال؛ ألف الموجب األكؿ غير الموجب اآلخر‪ ،‬كىو‬
‫ظاىر (األزىار) (*) مع كجود الماء‪ ،‬كأمكن استعمالو‪ .‬كظاىر (األزىار) خبلفو‪( .‬قرز) (*) يقاؿ‪ :‬كمن‬
‫العذر تجلى الكسوؼ قبل الفراغ‪( .‬صعيترم) كقيل‪ :‬يتم كلو حصل التجلى‪( .‬حاشية سحولي معنى)‬
‫(قرز) (*) أك بعضو‪.‬‬
‫(‪ )0‬بشرط أف يرفع حكما‪( .‬قرز) ] [ككذا التراب عند من صلى على الحالة]‪.‬‬
‫(‪ )3‬يقاؿ‪ :‬كلو كاف في ملك الغير‪ ،‬كما ىو ظاىر اإلطبلؽ‪ .‬لفظ (الغيث)‪( :‬تنبيو) إذا رأل مع رجل ماء‪،‬‬
‫ك لم يدر ىل يعطيو أـ ال ? فقاؿ في (الزكائد)‪ :‬إنو ال يجب الخركج‪ ،‬بل يمضي في صبلتو‪ ،‬فإذا فرغ‬
‫كفي الوقت بقية طلبو (‪ )7‬فإف حصل أعاد في الوقت فقط‪ .‬كقاؿ في (االنتصار)‪ :‬يبطل تيممو [حيث‬
‫جوز حصولو‪( .‬قرز) ] كمثلو عن أصحاب الشافعي لتجدد كجوب الطلب‪( .‬بلفظو) (قرز) ىذا مع‬
‫الشك‪ ،‬كأما مع الظن ? فقاؿ في (شرح اإلبانة)‪ :‬األقرب إف غلب بظنو أنو يعطيو إياه بطل تيممو‪،‬‬
‫ككجب عليو الخركج‪ ،‬كإف غلب بظنو أنو ال يعطيو إياه كلو بثمن إف كجده بشركطو لم يجب عليو‬
‫الخركج‪( .‬شرح بهراف) (قرز) (‪ )7‬حيث جوز حصولو‪.‬‬

‫(*) فإف كجد متيمموف ماء مباحا بكفي أحدىم كلو للمضمضة بطل تيممهم جميعا؛ لتجويز كل كاحد‬
‫منهم أف يسبق إليو فإف سبق إليو أحدىم فهو أكلى بو كيتيمم الباقوف‪( .‬نجرم) كإف سبقوا إليو معا‬
‫اقتسموه‪ )7( .‬كإف أبيح ألحدىم غير معين فاألقرب أف اإلباحة تبطل‪( .‬بياف) [كإذا لم تصح اإلباحة لم‬
‫يبطل تيممهم‪( .‬قرز) ][(‪)7‬يقاؿ‪ :‬فما الفائدة في قسمتو كىو ال يكفي إال ألحدىم ? قيل‪ :‬يفعل كل‬
‫كاحد ما يمكنو‪ ،‬كلو لمعة كاحدة في كجهو‪( .‬ىامش بياف) (قرز)]‬
‫(*) يقاؿ‪ :‬لو تيمم المتيمم كصلى جماعة بمتيممين‪ ،‬ثم كجد الماء اإلماـ بعد الصبلة دكف المتيممين‬
‫فلم يجدكه ىل تصح صبلتهم أـ ال ? عن سيدنا عيسى دعفاف‪ :‬ال تجب عليهم اإلعادة؛ ألنهم بمنزلة‬
‫من عزؿ صبلتو عن إمامو عند فساد صبلة إمامو‪( .‬حثيث) (قرز) (‪ )7‬كإذا كجد ما يكفيو كأعاد الوضوء‬
‫كالصبلة كاف لو أجراف‪ ،‬كلهم أجر كاحد‪ ،‬كال إعادة عليهم‪ .‬ككجو ذلك‪ :‬أف رجلين عدما الماء للصبلة‬
‫فتبمما كصليا‪ ،‬ثم كجدا الماء فتوضأ أحدىما كأعاد الصبلة‪ ،‬كلم يتوضأ اآلخر‪ ،‬كال أعاد الصبلة‪ ،‬ثم‬
‫سأال رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو فأعلمهما أف الصبلة األكلى قد أجزتهما‪ ،‬كللذم أعاد الوضوء‬
‫كالصبلة أجراف‪ ،‬كللذم لم يعد أجر كاحد‪( .‬ىامش لمع) (‪ )7‬ينظر لو ارتد ىل يجب على من صلى‬
‫خلفو اإلعادة أـ ال ? قيل‪ :‬القياس اإلعادة‪ .‬كقيل‪ :‬القياس عدـ اإلعادة‪( .‬قرز) كمثل ىذا لو أـ قاعد‬
‫بقاعد ثم أمكنو القياـ في الوقت دكنو فلعلو يأتي على التفصيل‪( .‬قرز) [المختار الصحة في حق‬
‫المؤتم] (*) فإف نجس بعد كجوده‪ ،‬أك اىراؽ‪ ،‬كلو قبل التمكن فقد بطل تيممو‪ ،‬فإف تنجس قبل‬
‫كجوده‪ ،‬أك رأل سرابا فظنو ماء فخرج فبل تبطل‪ ،‬بل يصلي بالتيمم األكؿ ذكره عليو السبلـ‪ ،‬كيبطل‬
‫تيممو لوجود الماء كإف انكشف تعذره لحائل أك نحوه‪ ،‬ما لم يعلم التعذر حاؿ الرؤية فبل يبطل‪( .‬بحر‬
‫معنى) (*) أك تجويزه حيث انكشف الوجود‪ ،‬ال إذا لم ينكشف لم يبطل خشية التجويز ذكره في‬
‫(الكافي)‪( .‬بياف) [فيعود إلى الصبلة بتيمم األكلى‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬قد اشتغل بغيره‪( .‬مفتي)‪ .‬كلعلو يقاؿ‪ :‬ألف‬
‫لو تعلق‪ ،‬كلو استغرؽ كقتا ظاىرا يعتد بو‪( .‬قرز) ] (*) ال بعد كمالها فبل بد أف يكفي المضمضة كأعضاء‬
‫التيمم بعد غسل القرجين إف كاف ىدكيا‪( .‬قرز) (*) األكلى أف يقاؿ‪ :‬قبل كماؿ ما فعل لو ليكوف أعم‪.‬‬
‫(قرز)‬

‫(‪)373/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فإنو ينتقض التيمم بشرط أف ال يحتاجو لنفسو أك لبهائمو(‪ ،)7‬كال يخشى من استعمالو ضررا‪ ،‬كسواء‬
‫كجده قبل الدخوؿ في الصبلة أك بعده(‪ ،)0‬كسواء خشي فوت الصبلة باستعمالو(‪ )3‬أـ ال‪ ،‬كسواء كاف‬
‫يكفيو لكماؿ الوضوء أـ ال يكفيو عندنا(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك غيره] المحترمة‪ ،‬أك المجحفة‪( .‬عامر) (قرز)‬
‫(‪ )0‬خبلؼ مالك‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫(‪ )3‬إال صبلة العيدين كالجنازة‪ ،‬كما تقدـ فإنو يتمها‪( .‬حاشية سحولي) كاليقاؿ‪ :‬للطارم حكم الطركء‪.‬‬
‫ينظر (*) لكن لعلو يشترط بقاء الوقت حيث كاف ال يكفي أعضاء التيمم؛ إذ ىو متيمم‪( .‬شكايدم)‬
‫كمثلو لئلماـ عز الدين‪ ،‬كظاىر الكتاب اإلطبلؽ‪ ،‬كىو صريح (شرح األزىار) (*) خبلؼ علي خليل بعد‬
‫الدخوؿ في الصبلة‪.‬‬
‫(‪ )4‬خبلؼ أبي مضر‪ ،‬كابني الهادم‪.‬‬

‫(‪)374/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) إف كجد الماء (بعده) أم‪ :‬بعد كماؿ الصبلة فإنو (يعيد الصبلتين) بالوضوء (إف أدرؾ) الصبلة‬
‫(األكلى كركعة) من الثانية قبل خركج الوقت (بعد الوضوء) (كإال) يبقى من الوقت ما يسع ذلك‬
‫(فاألخرل((‪ )7‬من الصبلتين يعيدىا بالوضوء (إف أدرؾ ركعة((‪ )0‬كاملة منها‪ ،‬أم‪ :‬إف غلب في ظنو أنو‬
‫يدرؾ ذلك لزمتو اإلعادة‪ ،‬كإال لم تلزـ‪ .‬ىذا مذىب الهدكية‪ ،‬فعلى ىذا يعتبر في المقيم أف يبقى لو من‬
‫النهار ما يتسع لخمس ركعات فيعيد الظهر كالعصر‪ ،‬كفي المسافر ما يتسع لثبلث ركعات‪ ،‬كفي المغرب‬
‫كالعشاء ما يتسع ألربع مقيما كاف أك مسافرا‪ ،‬كإف لم يبق إال ما يتسع لثبلث فقط‪ ،‬فإف كاف مقيما صلى‬
‫العشاء فقط (‪.)3‬‬
‫كإف كاف مسافرا ػ فقاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬يصلي العشاء أكال ركعتين؛ ألنو يأتي بها تامة‪ ،‬كيدرؾ‬
‫بعدىا ركعة من المغرب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فأما لو غلب على ظنو أنو لم يبق إال ما يتسع األخرل‪ ،‬فلما فرغ بقي مقدار ركعة أك أكثر ? فقاؿ‬
‫السيد يحيى بن الحسين‪ :‬يصلي األكلى أداء‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬فيو نظر‪ .‬بل يعيد األخرل؛ ألنو‬
‫صبلىا في غير كقتو‪ .‬فأما لو غلب على ظنو أف الوقت يتسع للصبلتين فلما صلى األكلى انكشف‬
‫خركج الوقت بعد فراغها‪ ،‬ىل يجزئو؛ إذ قد عمل بتحرية‪ ،‬أك على القوؿ باإلبتداء فقط ? قاؿ عليو‬
‫السبلـ‪ :‬األقرب أنو يجزئو قوال كاحدا‪ .‬يعني‪ :‬على قولنا‪ :‬إنو ال يجب نية القضاء إال للبس‪ ،‬كما سيأتي‪.‬‬
‫(نجرم بلفظو) األكلى أف يعيد الصبلتين معا؛ ألنو صلى األكلى في كقت يتمحض لؤلخرل‪ ،‬كىذا على‬
‫أصل الهدكية‪ ،‬لكن يقاؿ‪ :‬الوقت المتمحض لؤلخرل مختلف فيو‪ ،‬كإذا خرج الوقت سقط القضاء‪.‬‬
‫(مرغم)‬
‫(‪ )0‬بقراءتها الواجبة كإف لم يقرأ‪ ،‬كما يأتي في باب األكقات على قولو‪" :‬كللفجر إدراؾ ركعة" (قرز)‬
‫(‪ )3‬اتفاقا‪.‬‬

‫(‪)375/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ )7(:‬بل يصلي المغرب‪ :‬ألف الترتيب كاجب عند الهدكية‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا ىو الصحيح مع كجوب الترتيب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كقد يرد على كبلـ السيد يحيى بن الحسين سؤاؿ‪ ،‬كىو أف يقاؿ‪ :‬إف ىذا الوقت قد صار للعشاء‬
‫فصبلة المغرب فعلها فيو محظور ال تصح ? فالجواب‪ :‬أنو لم يتمحض ىذا الوقت جميعو للعشاء؛ ألنو‬
‫يتسع لثبلث‪ ،‬كالعشاء إنما ىو ركعتاف فدخولو في صبلة المغرب جائز؛ ألنو كقت لها‪ ،‬فإذا بقي ركعة‬
‫صار موضعها متمحض للعشاء؛ إال أف ذلك المصلي صار بين ترؾ كاجب كىو صبلة العشاء‪ ،‬كفعل‬
‫محظور كىو الخركج من المغرب فاالستمرار على فعل المغرب أكلى؛ ألف الخركج منو محظور‪ ،‬كترؾ‬
‫الواجب أىوف من فعل المحظور‪ .‬ينظر في قولو‪" :‬محظور" لعل كجو النظر أنو سيأتي على قولو في‬
‫اإلكراه‪" :‬كباالضرار ترؾ الواجب" أنو يجوز الترؾ كلو بعد دخولو في الصبلة‪ ،‬فلو كاف محظورا ما جاز‬
‫الخركج‪( .‬إمبلء سيدنا حسن) (*) كتكوف قضاء‪ .‬ذكره في (البياف) ك(الزىور) قاؿ في (البستاف)‪ :‬ألف‬
‫الوقت ليس بوقت لو‪ ،‬أعنى المغرب؛ إذ قد تحض للعشاء‪ .‬كفي (الغيث)‪ :‬إف المغرب إذا قد تقيد‬
‫بركعة‪ ،‬يعني‪ :‬فكأنو لم يبق للعشاء منو شيء؛ إذ قد فعل كأخذ لو من المغرب‪ ،‬أم‪ :‬من بقية تسع ركعة‬
‫فكاف كالمعاكضة‪( .‬شرح فتح) يعني‪ :‬فيؤخذ للمغرب من كقت العشاء مثلما أخذ للعشاء من كقتو‪)*( .‬‬
‫ىذا بالنظر إلى من لم يصل ال بتيمم كال بغيره‪ ،‬كأما من قد صلي بتيمم كمسألة الكتاب فيصلي العشاء‪،‬‬
‫كال قضاء للمغرب‪ ،‬كيصلي العشاء‪ .‬كىو ظاىر (المختصر) ألنو يجب إعادة الثانية‪( .‬حثيث) كقيل‪ :‬ال‬
‫فرؽ‪( .‬قرز) (*) كيقضي العشاء‪( .‬بياف) (قرز)‬

‫(‪)376/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إنو ال يلزـ إعادة(‪ )7‬ما ال يدرؾ إال بعضو‪ ،‬فعلى أصلو لو كاف يدرؾ إحدل الصبلتين‬
‫كالوضوء‪ ،‬فقاؿ علي خليل‪ :‬يلزمو إعادة العصر‪ .‬قاؿ الفقيو علي‪ :‬كركل عنو السيد يحيى بن الحسين أنو‬
‫يوجب اإلعادة إال إذا أدرؾ الصبلتين معا‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألكؿ أصح‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إنو ال يلزمو اإلعادة رأسا(‪ )0‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا مبنى على أف التيمم‬
‫في أكؿ الوقت جائز‪.‬‬
‫كعن المؤيد باهلل‪ ،‬كالشافعي‪ :‬أف المتيمم في الحضر إذا كجد الماء بعد الوقت أعاد؛ ألنو من األعذار‬
‫النادرة‪.‬‬
‫ثم ذكر عليو السبلـ الخامس بقولو‪( :‬كبخركج الوقت((‪ )3‬يعني‪ :‬كقت الصبلة التي تيمم لها‪ ،‬كقد تقدـ‬
‫الخبلؼ في ذلك(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كجو قوؿ المؤيد باهلل أنو ال ينتقل من ناقض إلى ناقض‪ .‬ككجو قوؿ الهدكية أنو انكشف أف تيممو‬
‫لم يكن في آخر الوقت‪ ،‬كال يلزـ إذا لم يجد الماء؛ ألنو ال يعيد إال باجتهاد‪ ،‬كاالجتهاد ال ينقض‬
‫باالجتهاد‪ ،‬كلعل ما دكف الركعة خرج باإلجماع‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬ىذا في السفر‪ ،‬ال في الحضر؛ ألف أبا حنيفة يقوؿ بترؾ الصبلة في الحضر حتى يجد الماء‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالفرؽ بين ىذا كبين المستحاضة أف كضوء المستحاضة للوقت‪ ،‬كتيمم المتيمم للصبلة‪( .‬كابل)‬
‫كقيل‪ :‬الفرؽ بينهما أف طهارة المتيمم أقول؛ ألف التيمم بدؿ كامل‪( .‬شرح األثمار) (*) فيما لو أصل‬
‫(‪ )7‬في التوقيت‪ ،‬كأما لو تيمم لقراءة‪ ،‬أك نفل‪ ،‬أك لبث‪ ،‬أك كطء لم ينتقض تيممو إال بخركج ما قدره‪.‬‬
‫(معيار) (‪ )7‬كىو يفهم من (شرح األزىار) كقرره (حثيث) ك(القاضي عامر) كركاه سيدم حسين بن‬
‫القاسم عن مشايخو‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪ ،‬كىو ظاىر الكتاب‪( .‬حاشية سحولي معنى) (*) كلو صلى على‬
‫الحالة التي ىو عليها لعدـ الماء كالتراب بطلت صبلتو بخركج الوقت‪( .‬شامي) (قرز)‬
‫(‪ )4‬في قولو‪" :‬كيبطل ما خرج‪ :‬الخ‪.‬‬

‫(‪)377/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ثم ذكر عليو السبلـ السادس بقولو‪( :‬كنواقض الوضوء((‪ )7‬كقد تقدمت‪ ،‬كال كبلـ أنو ينتقض بها التيمم‬
‫للحدث األصغر‪.‬‬
‫فأما الحدث األكبر فاختلفوا فيو ػ فقاؿ المنصور باهلل‪ :‬ينتقض أيضا بها‪.‬‬
‫كقاؿ النوكم في األذكار‪ :‬ال ينتقض(‪ )0‬ألنو قائم مقاـ الغسل‪ ،‬كالحدث األصغر ال يبطل الغسل(‪.)3‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬إذا تيمم من الحدث األكبر بطل بمثلو‪ ،‬كأما بالحدث األصغر‪ ،‬فقاؿ المنصور باهلل‪:‬‬
‫يبطل‪.‬كقاؿ الشافعي‪ :‬ال يبطل‪ .‬قاؿ‪ :‬كىو الذم يظهر على رأم أئمة العترة‪ ،‬كىو المختار بدليل أف‬
‫الحائض إذا تيممت لعدـ الماء جاز جماعها‪ ،‬مع أف المذم ال يخلو(‪ )4‬في الغالب‪ ،‬ككذا االيبلج في‬
‫اإلبتداء‪.‬‬
‫)قاؿ موالنا عليو السبلـ)‪ :‬كاألقرب عندم أف كبلـ األئمة يقضي بمثل كبلـ المنصور باهلل‪ ،‬أعني‪ :‬أف‬
‫التيمم للحدث األكبر ينتقض بالحدث األصغر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يقاؿ‪( :‬غالبا) احتراز من المرأة إذا تيممت للوطء فإنو ال ينتقض تيممها‪( .‬شرح أثمار)‬
‫(‪ )0‬إذا كاف تيممو لغير الصبلة‪.‬‬
‫(‪ )3‬بل قد يبطل‪ ،‬كما في غسل اليدين حيث قاؿ‪" :‬كإال أعادة قبلها"‪.‬‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬منها‪.‬‬

‫(‪)378/7‬‬

‫_____________________________‬
‫ثم ذكر عليو السبلـ كجو ذلك(‪ .)7‬ثم قاؿ‪ :‬كأما ما ذكره اإلماـ يحيى في الحائض فليس بطريق إلى ما‬
‫ذكر؛ ألف حكم الحائض في ذلك مخالف للقياس؛ ألنهم لو جركا على القياس في ذلك أدل إلى تحريم‬
‫ما قد أباحو الشرع من تحريم كطء من طهرت من الحيض كلم تجد ماء فتيممت للوطء؛ ألنو لو انتقض‬
‫بما ينقض الوضوء أدل إلى أنو ال يجوز لو االيبلج رأسا‪ ،‬ألنو حين يلتقي الختاناف ينتقض تيممها فبل‬
‫يجوز لو اإلتماـ‪ ،‬ثم كذلك إذا أعادت التيمم فبل يصح منو الوطء الكامل رأسا‪ ،‬كقد كرد الشرع‬
‫بجوازه)(‪ )0‬فدؿ على أف ىذا النوع من النواقض ال ينقض ىذا النوع من التيمم)(‪ )3‬ألجل الضركرة فبل‬
‫يقاس عليو ما ال ضركرة فيو‪.‬‬
‫كفائدة الخبلؼ تظهر في الجنب إذا تيمم للبث في المسجد كأحدث‪ ،‬أك ناـ ىل ينتقض تيممو فيلزمو‬
‫الخركج)(‪ ()4‬أك ال ? على الخبلؼ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قلت‪ :‬طهارة نائبة عن الغسل كالوضوء فينقضها ناقض أيهما التحادىما‪ ،‬كإذ يفعل ىو الستباحة ما‬
‫يحرـ بالحدث األصغر فيجدد لتجدد التحريم‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )0‬مع أنو حدث أكبر‪ ،‬كال يبطل بو التيمم‪ ،‬كقد قاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬إنو ينتفض التيمم للحدث األكبر‬
‫بمثلو‪ ،‬فهذا حجة عليو أف الحائض تخالف غيرىا للضركرة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىو تيمم الحائض للوطء‪ )*( .‬فعلى ىذا يقاؿ‪( :‬غالبا) لتخرج ىذه الصورة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كيفعل األقل‪( .‬قرز)‬

‫(‪)379/7‬‬

‫_____________________________‬

‫باب الحيض)(‪()7‬‬
‫الحيض لو ثبلثة معاف في أصل اللغة‪ ،‬كعرؼ اللغة‪ ،‬كعرؼ الشرع‪.‬‬
‫أما أصل اللغة‪ :‬فالحيض ىو الفيض‪ ،‬يقاؿ‪ :‬حاض الوادم إذا فاض‪.‬‬
‫كأما في عرؼ اللغة‪ :‬فهو الدـ الخارج من رحم المرأة)(‪ .()0‬قاؿ بعض الناقلين‪ )3():‬أم دـ كاف)(‪.()4‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفيو نظر)(‪ ()5‬فإف العرب ال يسموف الدـ الخارج بافتضاض البكر حيضا‪ ،‬فإف‬
‫كجد على ذلك شاىد)(‪ ()6‬استقاـ كبلمو‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كاألقرب عندم أنو في عرؼ اللغة عبارة عن الدـ الخارج من الرحم في كقت مخصوص؛ لعلمنا‬
‫أيضا أنهم ال يسموف الدـ الخارج من رحم الطفلة عن جراحة أك غيرىا حيضا‪ .‬كاهلل أعلم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو تسعة أسماء‪ :‬حيض‪ ،‬كضحك‪ ،‬كطمث‪ ،‬كإعصار‪ ،‬كإكبار (‪ )7‬كإعراؾ‪ ،‬كفراؾ‪ ،‬كطمس‪،‬‬
‫كنفاس‪[ ،‬كدراس] قيل‪ :‬إف حواء لما كسرت شجرة الحنطة فأدمتها قاؿ اهلل عز كجل‪ :‬كعزتي كجبللي‬
‫ألدمينك كما أدميت ىذه الشجرة‪ ،‬فابتبلىا بالحيض‪ .‬ذكره (النمازم في شرحو على األثمار) (‪ )7‬قاؿ‬
‫تعالى‪{ :‬فلما رأيتو أكبرنو} أم‪ :‬حضن كما في بعض التفاسير (*) األصل فيو قولو تعالى‪{ :‬قل ىو أذل‬
‫فاعتزلوا النساء في المحيض} اآلية‪ ،‬كقاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم لفاطمة بنت أبي حبيش‪( :‬دعى‬
‫الصبلة أياـ أقرائك ثم اغتسلي كصلي)‪( .‬صعيترم) [كفي بعض الحواشي أسماء بنت جحش ]‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىو منبت الولد‪.‬‬
‫(‪ )3‬الفقيو يوسف‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )4‬كجو كبلـ الفقيو يوسف أنو يدخل دـ االستحاضة كدـ النفاس‪ ،‬كضعف كبلمو اإلماـ بافتضاض‬
‫البكر‪ ،‬كالفقيو يوسف يقوؿ‪ :‬الخارج باالفتضاض ليس ىو [خارج‪ .‬نخ] من الرحم كإنما ىو من جراحة‪.‬‬
‫(‪ )5‬ال كجو للتنظير؛ ألنو ليس بخارج من الرحم‪ ،‬كقد رجع اإلماـ إليو‪.‬‬
‫(‪ )6‬من كبلـ العرب‪ ،‬أك علم اللغة‪.‬‬

‫(‪)382/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما في الشرع‪ :‬فحده قولنا‪( :‬ىو األذل))(‪ ،)7‬كلم نقل‪ :‬الدـ؛ لتدخل الصفرة‪ ،‬كالكدرة)(‪ )0‬الحادثتاف‬
‫كقت الحيض )(‪()3‬الخارج من الرحم))(‪ )4‬يحترز من األذل الخارج من غير رحم فليس من الحيض‬
‫(في كقت مخصوص)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأقلو قطرة‪( .‬قرز) [ذكره في تنبيو الشافعية] كقيل‪ :‬ما يدرؾ بالطرؼ [(قرز) كاألكؿ بالنظر إلى‬
‫الحيض‪ ،‬كالثاني بالنظر إلى التنجيس‪( .‬قرز) ] (*) ليخرج الدـ الحادث كقت األمتناع فليس بأذل‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )0‬دـ أغبر [كالتراب] [لقولو تعالى‪{:‬قل ىو أذل} كلم يفصل بين أذل كأذل‪( .‬بستاف) ] [كقاؿ‬
‫الناصر‪ :‬الصفرة‪ ،‬كالكدرة اليكوناف حيضا إذا تقدمهما الدـ‪ .‬كعلى أحد قولي القاسم أنهما كالنقاء فبل‬
‫يكوناف حيضا إال أف يتقدمهما الدـ‪ ،‬كيتأخر بعدىما‪(.‬بياف)]‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬إمكانو‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالرحم‪ :‬ىو موضع الجماع مما يلي الدبر‪ ،‬فلو خرج من موضع البوؿ كاف كغيره من الدماء‪ ،‬كإف‬
‫كاف يعد خارجا من السبيلين‪( .‬تكميل) (قرز) [كإف كاف مغلظا ألنو من السبيلين‪(.‬نجرم)‪( .‬قرز) ] (*)‬
‫فإف كاف في فرجها جراحة كالتبس عليها ىل الدـ منها أك حيض فإنها ترجع إلى التمييز (‪( )7‬قرز) فإف‬
‫لم يتميز لها فبل غسل عليها‪ .‬ذكره في (االنتصار) (قرز) [(‪)7‬ألف دـ الحيض أسود منتن (‪ )7‬كدـ‬
‫الجراحة رقيق صاؼ‪ ،‬فإف التبس عليها فبل حيض‪( .‬قرز) (‪ )7‬يحتدـ‪ ،‬بحراني‪ .‬قولو " يحتدـ" أم‪ :‬يلذع‬
‫البشرة بحدتو كشدة حرارتو‪ .‬من (ىامش البحر)‪ .‬قولو "يحتدـ " بالحاء المهملة ثم تاء فوقانية‪ ،‬ثم داؿ‬
‫مهملة من قولهم‪ :‬احتدمت النار إذا التهبت‪ .‬تخريج‪ .‬قولو‪ :‬بحراني‪ .‬أم‪ :‬كاسع كثير لما كاف من قعر‬
‫الرحم ناسب ذلك]‪.‬‬
‫(‪ )5‬احتراز من حاؿ الصغر‪ ،‬كمن حاؿ الحمل‪ ،‬كحاؿ األياس‪( .‬شامي) [في كقت مقدر أكثره كأقلو‪.‬‬
‫(بياف) فقولنا‪" :‬في كقت مخصوص"‪ .‬احترازا من حاؿ الصغر‪ ،‬كمن حاؿ الحمل كمن حاؿ األياس‪،‬‬
‫كقولنا‪" :‬مقدر أكثره كأقلو" لنحو دـ االستحاضة كدـ العلة‪ .‬كدـ النفاس يخرج من قولو‪" :‬كأقلو" كىو‬
‫أكلى؛ ألف النفاس لو كقت مخصوص ]‪.‬‬

‫(‪)387/7‬‬

‫_____________________________‬

‫يحترز من دـ النفاس(‪ )7‬فإنو ال كقت لو مخصوص‪ ،‬كإنما يعتبر بالولد كما سيأتي‪ ،‬كيحترز من دـ‬
‫االستحاضة(‪ )0‬أيضا‪.‬‬
‫(كالنقاء)(‪ )3‬من الدـ (المتوسط بينو) أم‪ :‬بين خركج الدـ‪ ،‬نحو أف تدمى يوما‪ ،‬كتنقى يوما بعده‪ ،‬كتدمي‬
‫في الثالث‪ ،‬فإف النقاء المتوسط حيض شرعي‪ ،‬ككذا لو دمت يوما‪ ،‬كنقت ثمانيا‪ ،‬كدمت العاشر فإف‬
‫الثماني حيض(‪.)4‬‬
‫قاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬ال يكوف النقاء حيضا إال إذا توسط بين دمي حيض(‪.)5‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ال فرؽ‪ ،‬كىو ظاىر كبلـ الشرح‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في (الصعيترم) ك(الزىور) إنما يحترز من النفاس لو زيد في القيد تقدير "أقلو كأكثره" خرج النفاس‬
‫إذ ال تقدير ألقلو‪.‬‬
‫(‪ )0‬كإف كاف خارجا من قولو‪" :‬ىو األذل" ألنو ليس بأذم في التحقيق‪.‬‬
‫(‪ )3‬حيث ثبت لها عادة‪( .‬قرز) ] كإنما جعل النقاء حيضا؛ ألنو قد حصل اإلجماع أنو لو استمسك في‬
‫رحمها ساعة كنحوىا أنو ال يكوف طهرا‪ ،‬فحددنا بالعشر ألنها أقل الطهر‪( .‬زىور) كمعناه في (الغيث)‪.‬‬
‫(‪ )4‬اتفاقا‪.‬‬
‫(‪ )5‬كجو قوؿ السيد يحيى بن الحسين أف اليوـ األكؿ لم يبلغ أقل الحيض‪ ،‬كاليوـ اآلخر رأتو بعد‬
‫العشر فيكوف اليوماف األكؿ كاآلخر استحاضة (‪ )7‬ككجو كبلـ الفقيو يحيى البحيبح ما ذكركا من أنهم‬
‫قد نصوا أف النقاء إذا كاف بين الدمين‪ ،‬كلم يقع طهر صحيح ػ فهو في حكم الدـ المتصل‪( .‬زىرة) (‪)7‬‬
‫حيث انقطع الدـ بعد الحادم عشر‪ ،‬كإال ينقطع بل استمر ثبلثا فصاعدا كاف الحادم عشر كما بعده‬
‫حيضا‪( .‬سيدنا عبد اهلل دالمة) (*) كيتفق السيد يحيى بن الحسين‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح أنها إذا رأت‬
‫يومين دما كتسعا نقاء أف ال حيض؛ ألف الفقيو يحيى البحيبح يعتبر أف يجمع النقاء كالدـ األكؿ العشر‪،‬‬
‫كظاىر قوؿ الفقيو يوسف عن الفقيو يحيى البحيبح أنو ال فرؽ‪ ،‬كأف الدـ األكؿ يتمم عشرا من النقاء‪.‬‬

‫(‪)380/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ثمرة الخبلؼ تظهر حيث ترل يوما دما‪ ،‬كتسعا نقاء‪ ،‬كيوما دما‪ ،‬فعلى قوؿ السيد يحيى بن الحسين ال‬
‫حيض(‪ ،)7‬كعلى قوؿ الفقيو يحيى البحيبح يكوف اليوـ األكؿ حيضا‪ ،‬ككذلك التسع(‪)0‬؛ ألف النقاء لم‬
‫يتم طهرا صحيحا‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألكؿ ىو األظهر عندم‪.‬‬
‫(جعل داللة على أحكاـ)(‪ )3‬كىي البلوغ‪ ،‬كخلو الرحم من الولد‪ ،‬كعلى انقضاء العدة(‪()4‬كعلة في)‬
‫أحكاـ (أخر)(‪ )5‬كىي تحريم الوطء‪ ،‬كالصبلة‪ ،‬كمس المصحف‪ ،‬كالقراءة‪ ،‬كدخوؿ المسجد‪ ،‬كاالعتداد‬
‫باألشهر(‪.)6‬‬
‫فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيكوف إبتداء حيض إف تم حيضا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كالدـ الذم يكوف في الحادم عشر استحاضة‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )3‬كالفرؽ بين العلة كالداللة من كجوه ثبلثة‪ :‬أف العلة مقارنة‪ ،‬يعني‪ :‬مقارنة الدـ‪ .‬فمتى رأت الدـ‬
‫حرمت القرآة كنحوىا‪ .‬كمناسبة‪ ،‬يعني‪ :‬ناسب العقل الشرع في أنها أنما حرمت القراءة ألجل الدـ‪.‬‬
‫كمنتفية متى انتفى الدـ انتفى التحريم‪ .‬كالداللة ال مقارنة‪ ،‬كال مناسبة‪،‬كال منتفية‪ ،‬بل قد تبلغ بغير‬
‫الحيص‪ .‬كال مناسبة‪ .‬يعني‪ :‬لم يناسب العقل الشرع بأف الدـ بلوغ‪ ،‬بل لم يعرؼ كونو بلوغا إال من جهة‬
‫الشرع‪ .‬كال منتفية‪ ،‬يعني‪ :‬إذا انتفي الحيض لم ينتف البلوغ‪ )*( .‬يعني‪ :‬على مسائل‪.‬‬
‫(‪ )4‬كجواز الوطء في األمة المستبرأة‪.‬‬
‫(‪ )5‬كلفظ (الهداية)‪ :‬كىو سبب أحكاـ شرعية‪ ،‬حيث ال يناسبها كبلوغ‪ ،‬كنحوه‪ .‬كعلة في أخر حيث‬
‫يناسبها‪ ،‬كتحريم الوطء كنحوه]‪.‬‬
‫(‪ )6‬كتحرـ الطبلؽ‪ ،‬كالصوـ‪.‬‬

‫(‪)383/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(كأقلو ثبلث) (‪ )7‬يعني‪ :‬أف مدة الحيض ثبلثة أياـ كوامل بلياليها (‪ )0‬ىذا مذىبنا‪ ،‬كىو قوؿ زيد‪ ،‬كأبي‬
‫حنيفة‪ .‬كقاؿ أبو يوسف‪ ،‬كمحمد‪ :‬يوماف‪ ،‬كأكثر الثالث‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬يوـ كليلة‪.‬‬
‫(كأكثره عشر) ىذا مذىبنا‪ ،‬كىو قوؿ زيد‪ ،‬كأبي حنيفة‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬خمسة عشر يوما (‪.)3‬‬
‫كقاؿ الناصر‪ :‬ال حد ألكثره(‪ ،)4‬لكن يرجع إلى التمييز (‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬من الوقت إلى الوقت‪( .‬حاشية سحولي) (فائدة) التي تحيض من الحيوانات أربعة‪ :‬المرأة‪ ،‬كالضبع‪،‬‬
‫(‪ )7‬كالخفاش‪ ،‬كاألرنب‪( .‬تحفة) كزاد بعضهم الناقة‪ ،‬كالكلبة‪ ،‬كالوز‪( .‬نمازم) كقيل‪ :‬كل أنثى تحمل‬
‫كتلد فإنها تحيض؛ ألنها تنفس‪(.‬سماع فلكي) (‪ )7‬كمن عجيب أمر الضبع أنها تكوف سنة ذكرا‪ ،‬كسنة‬
‫أنثى‪( .‬دميرم) [فتنكح حاؿ الذكورة‪ ،‬كتلد في حاؿ األنوثة‪ ،‬نقلو الجاحظ‪ ،‬كالزمخشرم في (ربيع‬
‫األبرار) كالقزكيني في (عجائب المخلوقات)‪ .‬من (حياة الحيواف للدميرم)](*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬أقل الحيض للجارية البكر كالثيب ثبلثة أياـ‪ ،‬كأكثره عشر) كعنو‪( :‬أقل الحيض ثبلث‪ ،‬كأكثره‬
‫عشر) ركاه في (الشفاء) عن أبي إمامة‪ .‬تمامو (فإذا زاد الحيض على عشرة أياـ فهي مستحاضة) كركل‬
‫كاثلة بن األسقع عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم مثلو‪ ،‬كمعاذ بن جبل‪( .‬شفاء)]‪.‬‬
‫(‪ )0‬فلو رأت الدـ كقت الظهر من اليوـ األكؿ‪ ،‬كامتد ذلك إلى كقت الطهر من اليوـ الرابع فهو ثبلثة‬
‫أياـ بلياليها‪.‬‬
‫(‪ )3‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو في النساء‪( :‬إنهن ناقصات عقل كدين) قيل‪ :‬كما نقصاف دينهن ? قاؿ‪:‬‬
‫(تمكث إحداىن في قعر بيتها شطر دىرىا ال تصوـ كال تصلي) فهذا حصل منو إشارة إلى أكثر‬
‫الحيض‪ ،‬كلم يقصد إلى تقدير الحيض‪ .‬كحجتو في أف أقل الطهر خمسة عشر يوما ىذا الحديث‪ .‬ذكره‬
‫في (الثمرات) [األثمار‪ .‬نخ]‪.‬‬
‫(‪ )4‬في أحد قوليو‪ ،‬كفي أحد قوليو‪ :‬سبعة عشر يوما‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )5‬فدـ الحيض أسود غليظ منتن‪ ،‬كدـ االستحاضة أصفر رقيق أحمر مشرؽ‪( .‬صعيترم)‬

‫(‪)384/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) العشر (ىي أقل الطهر) بإجماع أئمة العترة‪.‬‬


‫كقاؿ أبو حنيفة كأصحابو‪ ،‬كالشافعي‪:‬خمسة عشرة يوما‪.‬‬
‫(ك) الطهر (ال حد ألكثره (‪ )7‬ك) الحيض (يتعذر) مجيئة في أربع حاالت (‪ )0‬أحدىا‪( :‬قبل دخوؿ‬
‫المرأة في) السنة (التاسعة) من يوـ كالدتها‪ ،‬فأما بعد دخولها في التاسعة (‪ )3‬فبل يتعذر‪ ،‬ذكره المنصور‬
‫باهلل‪ ،‬كاألمير علي بن الحسين‪.‬‬
‫كقاؿ القاضي زيد‪ ،‬كعلي خليل‪ :‬بل يتعذر في التاسعة أيضا‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كالصحيح األكؿ‪.‬‬
‫(ك) الحالة الثانية ىي (قبل) مضي مدة (أقل(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إجماعا‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )0‬كالخامسة‪ :‬حالة النفاس‪ .‬يعني‪ :‬لو اتصل (‪ )7‬النفاس بالحيض كلو كاف بعد مضي أربعين يوما في‬
‫كقت مجئ الحيض‪( .‬قرز) [حيث لم يمض طهر صحيح](‪ )7‬كبعده قبل مضي طهر صحيح‪( .‬حاشية‬
‫سحولي لفظا)‪( .‬قرز) [قولو‪":‬مجيئو" يعني‪ :‬مجرد الحكم‪ .‬كقولو‪":‬في أربع حاالت" يعني‪ :‬بالحكم لو‬
‫بالحيض]‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككذا في الرضاع [قوم] فيكوف ىذا مقيدا‪ ،‬كالذم في الرضاع مطلقا‪ .‬كيقاؿ‪ :‬الفرؽ بين ىذا كبين‬
‫ما سيأتي أنو يصح علوقها في التاسعة‪ ،‬كال يكوف إال بعد إمكاف الحيض‪ ،‬بخبلؼ الرضاع فإف اللبن ال‬
‫يكوف إال بعد الوالدة‪ ،‬كال تكوف الوالدة إال في العاشرة في الغالب‪( .‬شامي)‬
‫(‪ )4‬كاألكلى أف يقاؿ‪ :‬بعد أكثر الحيض‪ ،‬أك بعد أقلو‪ ،‬أك العادة مالم يكن توسط نقاء‪( .‬قرز)]‬
‫(*)[قاؿ المتوكل على اهلل عليو السبلـ‪ :‬اعلم أف التصاكيب من المشائخ في ىذه المواضع ال معنى لها‪،‬‬
‫ك(األزىار) يحتمل ثماف مسائل‪ .‬األكلى‪ :‬حيث تحيض ثبلثا‪ ،‬كتطهر سبعا‪ ،‬فالسبع كقت إمكاف إلى‬
‫العشر‪ ،‬ثم تصير كقت امتناع ثبلثا تماـ السبع‪ .‬الثانية‪ :‬حيث تحيض أربعا صار الممكن بعدىا ستة أياـ‪،‬‬
‫كأربعة امتناع‪ .‬الثالثة‪ :‬حيث تحيض خمسا صار الممكن بعدىا خمسا‪ ،‬كخمس بعدىا امتناع‪ .‬الرابعة‪:‬‬
‫حيث تحيض ستا صار الممكن بعدىا أربعا‪ ،‬كست بعدىا امتناع‪ .‬الخامسة‪ :‬حيث تحيض سبعا صار‬
‫الممكن بعدىا ثبلثا‪ ،‬كسبع بعدىا امتناع‪ .‬السادسة‪ :‬حيث تحيض ثمانيا‪ ،‬كاف يوماف كقت إمكاف‪ ،‬كثماف‬
‫امتناع‪ .‬السابعة‪ :‬حيث تحيض تسعا كاف يوـ بعدىا ممكنا‪ ،‬كتسع بعدىا امتناع‪ .‬الثامنة‪ :‬حيث تحيض‬
‫عشرا كاف عشر بعدىا امتناعا‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ىذا ما يريده اإلماـ عليو السبلـ في (األزىار) بعد أف‬
‫عرفنا مقاصده‪ ،‬كتتبعنا موارده‪ ،‬ككنا قد خضنا فيما خاض فيو من قبلنا‪ ،‬كسمعنا عنو‪ ،‬كعاصرنا‪ ،‬كتنزيل‬
‫قوؿ العلماء المحبين [المحسنين‪ .‬نخ] رحمهم اهلل تعالى على قواعد ال يخرجها عن أسلوب يقوده‬
‫الواجب‪( .‬قرز)‬

‫(‪)385/7‬‬

‫_____________________________‬
‫الطهر بعد) مضي (‪( )7‬أكثر الحيض)(‪ )0‬فإف ما أتى من الدـ بعد مضي أكثر الحيض ال يسمى حيضا‬
‫حتى تمضى عشرة أياـ تكوف طهرا‪.‬‬
‫(ك) الحالة الثالثة (بعد) مضي (الستين) عاما من عمر المرأة‪ ،‬فإنو ال حيض بعدىا‪.‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي كمحمد‪ :‬مدة اليأس خمسوف سنة‪.‬‬
‫كعن المنصور باهلل‪ :‬ستوف للقرشية (‪ )3‬كخمسوف للعربية (‪ )4‬كأربعوف للعجمية (‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيتعذر قبل مضي العادة‪ ،‬كقدر عدد العادة‪ ،‬كبعد مضي عشرة أياـ من أكلها‪ )*( .‬قاؿ في‬
‫(الكواكب)‪ :‬بعد مضي عشرة أياـ من أكؿ الحيض‪ ،‬كقبل عشرة أياـ من أكؿ ما رأت الطهر‪ ،‬فما رأت‬
‫من الدـ فليس بحيض‪( .‬تعليق) (قرز)‬
‫(‪ )0‬ىذه عبارة كتب أىل المذىب‪ ،‬كيرد عليها‪ :‬أف لو رأت ثبلثا دما‪ ،‬كسبعا نقاء‪ ،‬ثم رأت الدـ أف‬
‫يكوف كقت إمكاف على قوؿ السيد يحيى بن الحسين‪ ،‬كالمعلوـ أنو كقت تعذر‪ .‬كلو قاؿ‪ :‬بعد أقل‬
‫الحيض قبل أقل الطهر لزـ أنها لو رأت ثبلثا دما‪ ،‬كثبلثا نقاء‪ ،‬ثم رأت الدـ أف يكوف كقت تعذر‪،‬‬
‫كالمعلوـ أنو حيض‪ .‬كالصواب أف يقاؿ‪ :‬قبل أقل الطهر بعد مضي حيض شرعي‪ ،‬ككذا بعد أقلو ما لم‬
‫يكن توسط نقاء‪ ،‬ىكذا كجد‪ ،‬كقد تؤكؿ كبلمهم بأف مرادىم بعد مضي قدر أكثر الحيض من يوـ رأت‬
‫الدـ‪( .‬غاية لفظا)‪( .‬قرز) (*) الصواب بعد مضي حيض شرعي‪.‬‬
‫(‪ )3‬لصبلبة جسمها كشدتو‪.‬‬
‫(‪ )4‬لتوسطها بين الصبلبة كالرطوبة‪.‬‬
‫(‪ )5‬لكظمهن الغيظ‪.‬‬

‫(‪)386/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الحالة الرابعة (حاؿ الحمل)(‪ )7‬فإف ما رأتو حالو ال يكوف حيضا‪.‬‬
‫كقاؿ مالك‪ :‬ليس بحالة تعذر‪ .‬كفي المهذب‪ :‬للشافعي قوالف‬
‫(كتثبت العادة (‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىذا مذىبنا‪ ،‬كالحنفية؛ لقولو تعالى‪{ :‬كأكالت األحماؿ أجلهن أف يضعن حملهن}‪( .‬صعيترم) فلو‬
‫كانت ذات حيض كانت عدتها بو‪ ،‬كقولو صلى اهلل عليو كآلو في سبايا أك طاس‪( :‬أال ال توطأ حامل‬
‫حتى تضع‪ ،‬كال حائل حتى تستبرأ بحيضة) فجعل الحيض عبلمة لبراءة الرحم من الحمل‪ .‬كلخبر علي‬
‫عليو السبلـ قاؿ‪( :‬إف اهلل تعالي يرفع الحيض عن الحبلى‪ ،‬كيجعل الدـ رزقا للولد) كعن عائشة (الحامل‬
‫ال تحيض)‪( .‬صعيترم) كقيل‪ :‬يكوف ثلث غذاء للولد‪ ،‬كثلث تنفس بو المرأة عند الوالدة‪ ،‬كثلث‬
‫يستحيل لبنا‪ )*( .‬من يوـ العلوؽ‪ .‬كقيل‪ :‬من يوـ تحرؾ الولد‪.‬‬
‫(‪ )0‬فرع) كالفائدة في ثبوت العادة كمعرفتها ىي حيث زاد الدـ على العشرة‪ ،‬فترجع إلى أقرب عادة لها‬
‫فتعمل بها‪ ،‬كتقضي صبلة الزائد عليها‪ ،‬فأما حيث لم يجاكز الدـ على العشرة فترجع إلى أقرب عادة لها‬
‫فتعمل بها‪ ،‬كتقضي صبلة الزائد عليها‪ ،‬فأما حيث لم يجاكز الدـ العشر فهو حيض كلو‪ ،‬كلو زاد على‬
‫العادة‪( .‬بياف لفظا)‬
‫(*) عبارة يحيى بن حميد في (الشموس كاألنوار المنتزع من الوابل المغزار على األزىار) كتثبت العادة‬
‫لمتغيرتها بقرأين‪ ،‬كيحكم باألقل‪ ،‬كيغيرىا كل كتر مخالف‪ ،‬كتثبت بالشفع‪ ،‬لكن يحكم باألقل‪.‬‬
‫(*) حيضا‪ ،‬كطهرا‪ ،‬ككقتا‪ ،‬كعددا‪ ،‬ىذا مذىبنا‪ .‬ك(قرز) (*) اشتقاؽ العادة من المعاكدة‪.‬‬

‫(‪)387/7‬‬

‫_____________________________‬

‫لمتغيرتها) أم‪ :‬لمتغيرة العادة (كالمبتدأة بقرأين) أم‪ :‬حيضتين (كإف اختلفا) بأف يكوف أحدىما أكثر من‬
‫اآلخر (فيحكم باألقل) (‪ )7‬من المدتين‪ ،‬يعني‪ :‬أنو العادة(‪.)0‬‬
‫قاؿ في الركضة‪ :‬كإنما تثبت العادة بقرأين بشرط أف ال يتصل ثانيهما باالستحاضة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا صحيح؛ ألنو إذا اتصل بها لم يعرؼ قدره‪.‬‬
‫كعن الشيخ أبي طالب (‪ )3‬أف المبتدأة تثبت عادتها بقرء كاحد(‪ ،)4‬كىكذا ذكر السيد يحيى بن‬
‫الحسين في الياقوتة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإنما ىذا حكم من جاكز دمها العشر‪ ،‬كأما من جاءىا في العشر فهو حيض مطلقا إف لم يجاكز‬
‫العشر‪ ،‬سواء كانت مبتدأة أك معتادة‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬تجعل قدر عادتها حيضا كالزائد استحاضة‪ .‬قاؿ الفقيو‬
‫علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كىي مغلطة‪( .‬نجرم معنى) (قرز) (*) ككذا لو كاف عادتها في الطهر عشر‪ ،‬ثم‬
‫طهرت خمسة عشر يوما‪ ،‬ثم ثبلثة عشر يوما كانت عادتها فيو ثبلثة عشر يوما‪ .‬ذكره في (الشرح)‬
‫كقيل‪ :‬إنما يحكم باألقل في الحيض‪ ،‬ال في الطهر فبل يعتبر األقل فيو؛ إذ اعتبار األقل في الحيض‬
‫ينافيو (*) سواء تقدـ أك تأخر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬لتكرره مرتين‪ ،‬كطهرين‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )3‬ابن أبي جعفر صاحب الكافي‪.‬‬
‫(‪ )4‬للضركرة‪.‬‬

‫(‪)388/7‬‬
‫_____________________________‬

‫(ك) العادة (يغيرىا) الحيض (الثالث المخالف) (‪ )7‬للعادة في المدة‪ ،‬نحو أف تحيض خمسا‪ ،‬ثم ستا‪،‬‬
‫فقد ثبتت بعد الست سبعا (‪ )0‬فقد تغيرت عادتها‪ ،‬فإف حاضت بعد السبع ستا ثبتت الست‪ ،‬كإف‬
‫حاضت سبعا ثبتت السبع (‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (الزنين)‪ :‬ىذا ثابت حيث غيرىا إلى نقصاف‪ ،‬فإف غيرىا إلى زيادة ففيو نظر؛ إذ قد تكرر‬
‫األقل مرتين متواليتين‪ ،‬نحو أف ترل ستا‪ ،‬ثم سبعا‪ ،‬ثم ثمانيا‪( .‬شرح الهداية) كظاىر األزىار خبلفو‪.‬‬
‫(قرز) (*) بزيادة أك نقصاف‪ ،‬كما جاكز العشر فليس بمغير‪ ،‬كال مثبت‪( .‬مرغم) (*) (مسألة)(كتغير العادة‬
‫قد يكوف في الوقت كالعدد معا‪ ،‬كقد يكوف في العدد دكف الوقت‪ ،‬كعكسو‪( .‬بياف) ك(تذكرة) (*) كل‬
‫امرأة تغير عادتها فالمغير يسمى ثالثا بالنظر إلى المرتين المتقدمتين مثبل‪ ،‬فافهم أف كل ثالث مغير‪ ،‬ككل‬
‫رابع مثبت‪ )*( .‬كىنا أربع مغالط ينبغي التنبيو عليها األكلى‪ :‬لو رأت الدـ خمسا‪ ،‬ثم ستا‪ ،‬فبل يقاؿ‪ :‬إنو‬
‫يحكم بالست‪ ،‬بل تنتظر الرابعة‪ .‬الثانية‪ :‬لو رأت الدـ أربعا‪ ،‬ثم أربعا‪ ،‬ثم أربعا‪ ،‬ثم خمسا‪ ،‬فبل يقاؿ‪:‬‬
‫يحكم بالرابع‪ ،‬بل تنتظر الخامس؛ ألف الرابع ىنا كالثالث‪ ،‬كالخامس كالرابع‪ .‬الثالثة‪ :‬لو رأت الدـ أربعا‪،‬‬
‫ثم خمسا‪ ،‬ثم خمسا‪ ،‬ثم ستا‪ ،‬فبل يقاؿ‪ :‬إنو يحكم بالست‪ ،‬بل بالخمس؛ ألنو األقل‪ .‬الرابعة‪ :‬لو رأت‬
‫الدـ خمسا‪ ،‬ثم ستا‪ ،‬ثم أربعا‪ ،‬فبل يقاؿ‪ :‬يحكم باألربع؛ ألنو مغير‪( .‬غشم) كمثلو في (التذكرة) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬ككذا لو جاءت ستا‪ ،‬فقد غيرت العادة الست األخرل‪(.‬تذكرة)‬
‫(‪ )3‬فائدة) لو أتاىا خمسا‪ ،‬كالثانية جاكز العشر‪ ،‬كالثالثة دكف العشر ىل تحتسب بالمرة األكلي‪ ،‬كتلغى‬
‫الوسطى؛ ألنها جاكزت العشرة‪ ،‬فبل تغير كال تثبت ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬األقرب ذلك‪ .‬كىل تكوف عشرة‬
‫منها حيضا ? فقيل‪ :‬األكلى أنو يكوف حيضا؛ ألنو كقت إمكاف‪ .‬وقد ذكر في بعض الحواشي أنها ترجع‬
‫إلى عادة نسائها‪ ،‬فإف عدمن أك كن مستحاضات فبأقل الطهر كأكثر الحيض‪( .‬قرز)‬

‫(‪)389/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كتثبت) العادة (بالرابع)(‪ )7‬كلو خالف الثالث؛ ألنو يحكم باألقل‪.‬‬


‫(ثم كذلك) (‪ )0‬أم‪ :‬إذا جاء بعد الرابع مخالف لو(‪ )3‬تغيرت العادة‪ ،‬كثبتت بالسادس‪ ،‬كلو خالف‬
‫الخامس‪ ،‬ثم كذلك‪.‬‬
‫فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كضابط ذلك أف كلما جاء بعد العادة مخالفا للعادة فإنو ال يلحق حكمو بالعادة‪ ،‬كال ىي تلحق بو‪،‬‬
‫كإنما يكوف ذلك بينو كبين ما بعده‪ ،‬األكثر منهما يكوف تابعا لؤلقل‪( .‬غيث لفظا)‬
‫(‪ )0‬الحاصل‪ :‬أف كل كتر (‪ )7‬مغير‪ ،‬ككل شفع مثبت‪ .‬ككل ما أتى مغيرا لعادة سمي كترا‪ ،‬كال حكم لما‬
‫جاء كقت تغيرىا‪ ،‬كلو حيضا كثيرا‪ ،‬كالذم بعد المغير شفعا‪( .‬تكميل) (‪ )7‬بالنظر إلى مرات األقول‪ ،‬ال‬
‫إلى عدد القرء‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‬
‫(‪ )3‬صوابو‪ :‬مخالف للعادة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)392/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال حكم لما جاء كقت تعذره) (‪ )7‬كىي الحاالت األربع التي تقدـ ذكرىا فكل دـ(‪ )0‬جاء فيها فإنو‬
‫ليس بحيض (فأما) ما جاء من الدـ (كقت إمكانو) كىو ما عدا الحاالت األربع (فتحيض) (‪ )3‬يعني‪:‬‬
‫تعمل بأحكاـ الحيض من ترؾ الصبلة كنحوىا‪ ،‬مهما بقى الدـ مستمرا (فإف انقطع لدكف ثبلث‬
‫صلت)(‪ )4‬كعملت بأحكاـ الطهر (فإف تم)(‪ )5‬ذلك االنقطاع (طهرا) بأف استمر عشرة أياـ كوامل(‪)6‬‬
‫(قضت‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬ككذا إذا حدث الدـ بجنابة كقعت على المرأة‪ ،‬أك أكلت شيأ غير فرجها فإنو ال‬
‫يكوف حيضا‪ ،‬كلو أتى في كقت عادتها‪( .‬قرز) [مستقيم مع عدـ التمييز‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬قيل‪ :‬إنما يخرج من عرؽ يقاؿ لو‪ :‬العاذؿ‪( .‬راكع) [كدـ الحيض من عرؽ يسمى الصافن‪ ،‬كمحلو‬
‫في القدـ مما يلي الجانب األيسر فوؽ الكعب]‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالعبرة باالنكشاؼ‪( .‬سماعا)‬
‫(‪ )4‬بالوضوء‪ ،‬ال بالغسل‪( .‬نجرم) (قرز) في المبتدأة مطلقا‪ ،‬كالمعتادة إف لم يكن عادتها توسط النقاء‪،‬‬
‫كإال فحكمو حكم الحيض‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )5‬تفسيره في الشرح حيث قاؿ‪" :‬فإف تم دلك االنقطاع طهرا" يقتضي بأنها لو رأت الدـ يوما‪ ،‬كتسعا‬
‫نقاء‪ ،‬ثم رأت الدـ ػ تحيضت في العشر إذا لم يتم االنقطاع عشرا‪ .‬كذلك بعينو كبلـ الفقيو يحيى‬
‫البحيبح‪ .‬كمختار اإلماـ فيما تقدـ خبلفو‪ ،‬كجرل على ذلك التفسير موالنا عليو السبلـ في (الغيث)‬
‫ككذا في (شرح األثمار) ك(شرح الفتح) ك(الهداية)‪ .‬كأما (النجرم) فإنو فسر (األزىار) بأف تماـ الطهر‬
‫عشرا من يوـ رأت الدـ؛ ألنو قاؿ‪" :‬كحيث لم يمكن الدـ في آخر العشر فقد تم طهرا" إال أف من‬
‫شرطو أف يكوف الدـ في طرفي الحيض‪ ،‬كما ىو مختار صاحب الكتاب‪( .‬تكميل)‬
‫(‪ )6‬كىذا إنما بأتي على قوؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إف النقاء حيض‪ ،‬كإف لم يكن بين دمي حيض‪ ،‬كإال‬
‫فبل كجو لقولو‪" :‬عشرة أياـ كوامل" بل يكفي كلو تسعا‪ ،‬أك ثمانيا‪( .‬مفتي) (*) باليومين الذم رأت الدـ‬
‫فيهن عند السيد يحيى بن الحسين‪.‬‬

‫(‪)397/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الفائت)(‪ )7‬من الصلوات التي تركتها حاؿ رؤية الدـ (كإال) يتم ذلك االنقطاع طهرا بل عاد الدـ(‪)0‬‬
‫قبل مضي عشرة أياـ (تحيضت) أم‪ :‬عملت بأحكاـ الحيض (ثم) تفعل (كذلك) حاؿ رؤية الدـ‪ ،‬كحاؿ‬
‫انقطاعو (‪.)3‬‬
‫(غالبا) احترازا ممن عادتها توسط النقاء فإنها تحيض (‪ )4‬فيو على حسب ما تعتاد(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لكن ال يتحم عليها القضاء إال بعد مجاكزة العشر؛ لجواز أف يعود عليها الدـ في اليوـ الثاني‪ ،‬أك‬
‫الثالث‪ ،‬إلى العاشر‪.‬‬
‫(‪ )0‬عند الفقيو يحيى البحيبح‪ .‬كالسيد يحيى بن الحسين بالدـ المتقدـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬فكلما جاءىا في العشر عاملت نفسها معاملة الحائض‪ ،‬ككلما انقطع في العشر صلت‪،‬‬
‫كصامت‪ ،‬ككطئت‪ ،‬لكن بالغسل بعد الثبلث‪ ،‬كبالوضوء فيها‪(.‬نجرم)(*) كىل يجوز كطؤىا حاؿ انقطاع‬
‫الدـ ? ظاىر إطبلقهم أنو يجوز مع الكراىة‪ ،.‬كقاؿ في (شرح البحر)‪ :‬ال يجوز تغليبا لجنبة الحظر‪.‬‬
‫(‪ )4‬كيعرؼ بمرتين‪( .‬قرز) كمن أتاىا أياـ االمتناع‪ ،‬ثم استمر في أياـ اإلمكاف تحيضت في أياـ اإلمكاف‬
‫إف ثم ثبلثة أياـ‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالعبرة باالنكشاؼ‪.‬‬

‫(‪)390/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(إلى العاشر‪ ،‬فإف) استمر كبقي يتردد (‪ )7‬حتى (جاكزىا)(‪ )0‬أم‪ :‬جاكز العشر (فا) لمرأة ال تخلو (إما)‬
‫أف تكوف (مبتدأة) أك معتادة (‪ )3‬إف كانت مبتدأة (عملت بعادة قرائبها (‪ )4‬من قبل أبيها)‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬فإف لم يوجدف فمن قبل أمها‪ ،‬كأخذه من كبلمهم في المهور(‪.)5‬‬
‫كىل يجب الترتيب فترجع إلى األقرب فاألقرب? قاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬ال ترتيب(‪.)6‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفيو نظر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كحد التردد أف ال يبلغ طهرا كامبل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كإف قلت المجاكزة‪ ،‬كلو لحظة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬أك متغيرة كما يأتي قريبا‪.‬‬
‫(‪ )4‬كال يجب عليها الطلب إال في الميل‪ .‬كقيل‪ :‬في البريد‪( .‬سحولي) كقيل‪ :‬مهما يعرفن‪ ،‬كلو فوؽ‬
‫البريد‪ ،‬كطلب العلم؛ ألنو يكفيها مرة كاحدة في كقتها‪( .‬قرز) (*) سواء كن حيات‪ ،‬أك ميتات‪ ،‬ماتين‬
‫قبلها أك بعدىا‪ ،‬كال حكم لتغير عادتهن بعد أف رجعت إليهن‪ ،‬كلعلهن يرجعن إليها (‪ )7‬كإف كن صغارا‬
‫عملت بعادتهن بعد بلوغهن‪ .‬ذكره (الحفيظ) (قرز) كتعمل قبل البلوغ بأقل الطهر كأكثر الحيض‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬ىذا مما يرجع األصل إلى الفرع‪( )*( .‬فائدة) إذا حكم للمبتدأة كالمتغيرة عادتها بعادة قرائبها من‬
‫نساء أبيها في أكؿ ما أتاىا‪ ،‬أك بأكثر الحيض‪ ،‬ىل ىي ذات عادة أـ ال ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬أما حيث‬
‫لها نساء فإنها تعمل بعادتهن كقتا كعددا‪ ،‬فتصير ذات عادة من أكؿ كىلة حيث جاكزت العشر‪ ،‬كأما‬
‫حيث ال نساء لها فاألقرب أف ما زاد على العشر ال يتغير‪ ،‬كال يثبت العادة بل تلغى‪( .‬تكميل) (*) كلو‬
‫مبتدأة‪ )*( .‬كاألخوات‪ ،‬كبنات األخوة‪ ،‬كالعمات‪ ،‬كبنات األعماـ‪( .‬بياف)[بعادة قرائبها طهرا‪ ،‬كحيضا‪،‬‬
‫ككقتا‪ ،‬كعددا]‪.‬‬
‫(‪ )5‬قلنا‪ :‬الحيض من صفات األبداف‪ ،‬كىي أشبو ببدف أبيها‪ ،‬بخبلؼ المهور فهي من صفات الوضاعة‬
‫كالرفاعة‪( .‬امبلء) يعني‪ :‬فبل ترجع إليهن‬
‫(‪ )6‬بل يجب‪ ،‬إال بين األخوات‪( .‬قرز) فاألخت ألبوين كاألخت ألب سواء‪( .‬قرز)‬

‫(‪)393/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(فإف اختلفن) فكانت عادة إحداىن أكثر من غيرىا‪ ،‬فاختلف المتأخركف في ذلك‪ ،‬فقاؿ ابن داعي‪:‬‬
‫(‪ )7‬ترجع إلى عادة أكثرىن شخوصا‪ ،‬فإذا كن أربعا مثبل‪ ،‬ككانت أحداىن تحيض عشرا (‪ ،)0‬كالثبلث‬
‫األخر يحضن ثبلثا ثبلثا(‪ )3‬عملت على الثبلث؛ ألنها عادة أكثرىن(‪ ،)4‬كفسر كبلـ األئمة بذلك‪.‬‬
‫كقاؿ المذاكركف‪ :‬بل الكثرة ترجع إلى األياـ‪ ،‬فتعمل بالعشر‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىو األظهر‪ ،‬كالذم قصدنا بقولنا (فبأكثرىن حيضا) (‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو السيد ظفر بن داعي بن مهدم العلوم األستراباذم‪ ،‬باأللف بعد الراء كالباء الموحدة ػ بلدة‬
‫مشهورة من ببلد العجم‪.‬‬
‫(‪ )0‬في الشهر مرة‪ ،‬كتطهر باقي الشهر‪.‬‬
‫(‪ )3‬في الشهر(‪ )7‬مرة‪( .‬قرز) [كيطهرف سبعا كعشرين] [(‪)7‬ليظهر الفرؽ بين ىذه الصورة كما بعدىا]‪.‬‬
‫(‪ )4‬شخوصا‪.‬‬
‫(‪ )5‬فبأكثرىن حيضا ك طهرا في ىذه الصورة‪( .‬قرز) حيث لم تجد أقل منها في الطهر‪( .‬قرز)]‬

‫(*) نحو أف يكوف فيهن من تحيض ثبلثا أكؿ الشهر‪ ،‬كتطهر اثني عشر في الشهر مرتين‪ ،‬كفيهن من‬
‫تحيض أكؿ الشهر خمسا‪ ،‬كتطهر عشرا فتجعل ىذه حيضها خمسا‪ ،‬كطهرىا عشرا‪ .‬كالوجو‪ :‬أف الحيض‬
‫متيقن بابتدائو ثبلثا‪ ،‬فبل تخرج منو إال بيقين‪ ،‬كال يقين إال إذا زاد على أكثرىن‪ ،‬كقد ذكر معناه في‬
‫(الزىور) قاؿ فيو‪ :‬كإنما أخذت باألكثر ىنا ال في المهر فبالوسط؛ ألف األصل ىنا في الدـ الحيض‪،‬‬
‫كىناؾ براءة الذمة‪( .‬زىور) (*) كقيل‪ :‬تعمل بأقل الطهر‪ )*( .‬كطهرىا؛ ألنو أقل الطهر فتأمل‪.‬‬

‫(‪)394/7‬‬

‫_____________________________‬

‫أم‪ :‬إذا اختلفن عملت بعادة أكثرىن حيضا‪ ،‬كأما إذا كاف بعض نسائها (‪ )7‬أكثر حيضا من غيرىا‪،‬‬
‫كغيرىا أقل طهرا‪ ،‬نحو أف يكوف حيض أحداىن ستا‪ ،‬يأتيها في الشهر مرة (‪ )0‬كحيض األخرل ثبلثا(‪)3‬‬
‫يأتيها في الشهر مرتين فذكر الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬أنها تأخذ بحيض أكثرىن حيضا(‪ )4‬كىي ذات‬
‫الست (ك) بطهر (أقلهن طهرا) كىي ذات الثبلث(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما إذا اتفق عددىن كاختلف الوقت ? (‪ )7‬فقاؿ في بعض (تعاليق اللمع)‪ :‬ينظر‪ .‬قاؿ‪ :‬ثم تجعلو‬
‫أم‪ :‬الوقت أكؿ ما يأتيها (‪ )7‬كاف كقتها من رؤية الدـ‪ ،‬كىذا ىو المعموؿ عليو؛ إذ ال تخصيص للعمل‬
‫بأحدالوقتين دكف اآلخر‪( .‬زىور) ك(تعليق لمع)‬
‫(‪ )0‬كتطهر أربعة كعشرين‪.‬‬
‫(‪ )3‬كتطهر اثني عشر‪.‬‬
‫(‪ ، )4‬كقاؿ في (التكميل)‪ :‬تفعل بأكثرىن حيضا‪ ،‬كبأقل الطهر الشرعي‪ ،‬كالذم اختاره اإلماـ في‬
‫(البحر) أنها من عملت بحيضها عملت (‪)7‬بطهرىا‪ ،‬كإال لزـ أف تخالفهن‪ ،‬فتجعل حيضها طهرا‪،‬‬
‫كطهرىا حيضا‪ ،‬كىو ممنوع (‪ )7‬في المسألة األكلى‪ ،‬كأما األخرل فبأكثرىن حيضا‪ ،‬كبالطهر الشرعي‪،‬‬
‫كالمختار بأقلهن طهرا‪ ،‬كما في (األزىار) (قرز) (*) كإف تداخلت األشهر‪.‬‬
‫(‪ )5‬فعلى ىذا أنها تجعل ستة أياـ حيضا‪ ،‬كاثني عشر طهرا‪ ،‬كإف تداخلت األشهر]‪.‬‬

‫(‪)395/7‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفي تمثيلو نظر؛ ألف الشهر ال يتسع لطهرين (‪ )7‬عشرا عشرا‪ ،‬كحيضتين ستا‬
‫ستا‪ ،‬فاألكلى أف يقاؿ‪ :‬إذا كاف حيض إحداىن ستا (‪ )0‬يأتيها في الشهر مرة‪ ،‬كاألخرل ثبلثا يأتيها في‬
‫الشهر مرتين فإنها تعمل بذلك (‪ ،)3‬كإف تغير الوقت في الشهر الثاني‪ ،‬كما بعده‪.‬‬
‫(فإف عدمن) أم‪ :‬نساؤىا (أك كن) موجودات كىن (مستحاضات) (‪ )4‬أك لم تعرؼ عادتهن(‪( )5‬فبأقل‬
‫الطهر كأكثر الحيض)(‪.)6‬‬
‫كفي شرح اإلبانة عن القاسمية‪ ،‬كالحنفية‪ ،‬كأحد قولي الناصر عند اللبس‪ :‬يكوف حيضها عشرا‪ ،‬كطهرىا‬
‫عشرين‪ ،‬كأحد قولي الناصر‪ :‬ترجع إلى التمييز (‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو‪ :‬اثني عشر اثني عشر‪.‬‬
‫(‪ )0‬كاف األكلى أف تجعل خمسا مكاف ستا‪ ،‬ىذا المثاؿ للفقيو يوسف‪ ،‬كلم يعتبر اإلماـ‪ ،‬كالفقيو يوسف‬
‫زايد الطهر في حق ذات الثبلث‪ ،‬كىو أربع‪ ،‬إذ طهرىا بعد كل حيضة اثنا عشر‪ .‬كلعل الجواب‪ :‬أف الدـ‬
‫لما اتصل كاستمر كاف القياس أف يكوف جميعو حيضا‪ ،‬لكن لما ألزمنا الشرع أف يتوسط أقل الطهر‬
‫اقتصرنا عليو‪ ،‬كتركنا ما زاد‪ ،‬كما أفهمتو عبارة (الغيث) كأما اليومين الحيض فلم يتركهما لذلك‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬بأكثرىن حيضا‪ ،‬كأقل الطهر الشرعي؛ ألنو إذا تغير الوقت بالعدد رجع إلى الطهر الشرعي‪،‬‬
‫كىو عشر‪ ،‬كما في (األزىار) ىو المختار‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬أك صغار‪.‬‬
‫(‪ )5‬لغيبة أك نحوىا‪( .‬دكارم)‬
‫(‪ )6‬ألنو عمل باألحوط‪ ،‬كال ترجيح لما سواه‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‪.‬‬
‫(‪ )7‬إف حصل‪ ،‬كإال فبأقل الطهر‪[ .‬كاختاره اإلماـ شرؼ الدين‪ ،‬كقواه في (البحر) كاإلماـ يحي‪ ،‬لما‬
‫ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪( :‬للحيض أمارات كعبلمات‪ ،‬فدـ الحيض محتدـ يلذع‬
‫البشرة بحراني) نسبة إلى البحر على غير قياس؛ لزيادة األلف كالنوف للمبالغة؛ ألنو لما كاف من قعر‬
‫الرحم ناسب ذلك فيو‪ .‬كعن عائشة نحوه قاؿ‪(:‬دـ الحيض أحمر بحراني‪ ،‬كدـ االستحاضة كغسالة‬
‫اللحم)‪( .‬شرح فتح)]‬

‫(‪)396/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كأما) إف كانت (معتادة) (‪ )7‬يعني‪ :‬قد ثبتت لها عادة كقتا كعددا‪ .‬فأما التي أتاىا مرة كاحدة مثبل‪ ،‬ثم‬
‫استحيضت في الثانية‪ ،‬أك تغيرت عادتها(‪ ،)0‬كاستحيضت(‪ )3‬حاؿ تغيرىا(‪ )4‬فحكمها حكم المبتدأة‬
‫(‪ ،)5‬كقد مر‪.‬‬
‫كأما التي قد ثبتت عادتها‪ ،‬ثم استحيضت قبل تغيرىا (فتجعل قدر عادتها حيضا) فيكوف حكمها حكم‬
‫الحائض في ذلك القدر (ك) تجعل (الزائد) على ذلك القدر (طهرا) فيكوف لها أحكاـ الطاىر فتقضي ما‬
‫تركت من الصبلة في األياـ الزائدة على العادة‪ ،‬كإنما تفعل كذلك في ثبلث صور ػ األكلى‪ :‬قولو‪( :‬إف‬
‫أتاىا) حيضها (لعادتها) نحو أف تكوف عادتها أكؿ الشهر مثبل فأتاىا أكلو ثم استمر(‪.)6‬‬
‫الصورة الثانية قولو‪( :‬أك) أتاىا (في غيرىا)(‪ )7‬أم‪ :‬غير عادتها نحو أف يأتيها في نصف الشهر كعادتها‬
‫أكلو (كقد مطلها فيو)(‪ )8‬أم‪ :‬لم يكن قد أتاىا في كقت عادتها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ثم استحيضت‪ ،‬فتحيض عند رؤية الدـ إلى تماـ العشر كبعد مجاكزة العشر تجعل قدر عادتها الخ‪.‬‬
‫(حاشية سحولي لفظا) كتقضي صبلة الزائد على العادة‪ ،‬قالو (الصعيترم) كمثلو في (البياف)‪.‬‬
‫(‪ )0‬في الثالث‪.‬‬
‫(‪ )3‬كصورتها‪ :‬أف تكوف عادتها أكؿ الشهر خمسا منو‪ ،‬ثم أتاىا في النصف الثاني قدر العادة‪ ،‬ثم أتاىا‬
‫في النصف الثالث‪ ،‬كاستحيضت حاؿ التغير‪.‬‬
‫(‪ )4‬في الرابع‪.‬‬
‫(‪ )5‬في الصورتين‪.‬‬
‫(‪ )6‬فتجعل قدر عادتها حيضا‪ ،‬كالزائد طهرا‪.‬‬
‫(‪ )222 )7‬بعد طهر صحيح‪.‬‬
‫(‪ )8‬أقل المطل يوـ‪ .‬كقيل‪ :‬كلو ساعة‪( .‬راكع) كفي حاشية "كحد المطل‪ :‬الذم يمكن ضبطو كلو قل"‪.‬‬
‫(قرز) (*) إذ المطل أمارة كوف اآلتي من بعد حيضا‪( .‬شرح الهداية)[قولو‪" :‬كقد مطلها فيو" أم‪ :‬في‬
‫عادتها‪ ،‬نحو أف تكوف عادتها أكؿ الشهر خمسا منو‪ ،‬فأتاىا نصف الشهر كلم يأتها أكلو‪ ،‬ىذه قد تغير‬
‫عليها كقتها‪ ،‬فترجع إلى كقت قرائبها إذا كن‪ ،‬في الوقت‪ ،‬ال في العدد‪ ،‬فهي عالمة بو‪ ،‬فإف عدمن فأقل‬
‫الطهر لها مع عددىا على جهة االستمرار‪( .‬راكع) (قرز)]‬

‫(‪)397/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الصورة الثالثة قولو‪( :‬أك) أتاىا فيغير عادتها (‪ )7‬ك (لم يمطل) مجيئو في كقت عادتها‪ ،‬بل كاف قد أتاىا‬
‫لعادتها (ك) لكن (عادتها تتنقل)(‪ )0‬فإنها في ىذه الصور الثبلث(‪ )3‬تجعل قدر عادتها حيضا‪ ،‬كالزائد‬
‫طهرا(‪( )4‬كإال) تثبت إحدل ىذه الصور‪ ،‬بل تأتيها في غير عادتها‪ ،‬كقد كاف جاءىا كقت عادتها‪،‬‬
‫كعادتها ال تنتقل كجاكز‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬عقيب طهر صحيح‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالتنقل بأف يأتيها مرتين في كسطو‪ ،‬كمرتين في أكلو‪ ،‬كمرتين في كسطو‪ ،‬كمرتين في أكلو‪ ،‬ىذه ثمانية‬
‫أشهر‪ ،‬ثم يأتيها في أكؿ التاسع كيستمر‪ .‬ىذه صورة التنقل‪ ،‬كإف لم يكن كذلك فهو من المطل؛ ألف‬
‫المراد إثبات عادة التنقل‪( .‬مفتي) ك(شرح فتح) (*) كالفرؽ بين العادة‪ ،‬كأياـ اإلمكاف‪ :‬أف في أياـ‬
‫العادة يكوف الدـ حيضا سواء اتصل باالستحاضة أك كانت االستحاضة قبلو‪ ،‬كفي أياـ اإلمكاف يكوف‬
‫حيضا بشرط أف ال يتصل باالستحاضة‪( .‬زىور) ك(زكائد) إف كاف قد جاءىا في كقت العادة‪ ،‬كإال فهي‬
‫صورة المطل‪.‬‬
‫(‪ )3‬أما في الصور األكلى فيستقيم في الوقت كالعدد‪ ،‬كأما في الصورتين اآلخرتين فالمراد في العدد‬
‫فقط‪ ،‬كأما في الوقت فترجع فيو إلى عادة (‪ )7‬نسائها (‪ )7‬فإف لم يكن لها نساء جعلت قدر عادتها في‬
‫العدد حيضا كالزائد طهرا إلى حد عشرة أياـ‪ ،‬ثم كذلك مهما بقي الدـ مستمرا ػ تجعل قدر العادة‬
‫حيضا‪ ،‬كعشرة أياـ طهرا‪( .‬قرز) (‪ )7‬قدر عادتهاحيضا كالزائد طهرا إلى كقت من عملت بعادتها من‬
‫نسائها‪( .‬حاشية سحولي) (‪ )7‬ىذا ال يستقيم إال في صورة المطل‪ ،‬كأما في صورة التنقل (‪ )0‬فتعمل‬
‫على حسب التنقل؛ ألف التنقل قد ثبت لها عادة‪( .‬قرز) (‪ )0‬كلفظ (البياف) كقد يغير كقتها فبل يثبت‬
‫لها كقت إال بقرء مع ىذا‪( .‬بلفظو) (قرز)‪ ،‬ككبلـ (البياف) يستقيم مع عدـ اإلطباؽ‪ ،‬فيثبت بقرء مع ىذا‪،‬‬
‫كمع اإلطباؽ ترجع إلى عادة نسائها (‪ )3‬كال تنافي‪( .‬سيدنا حسن)‪( .‬قرز) (‪[)3‬يعني‪ :‬في الوقت‪.‬‬
‫كمعناه في (البياف)]‬
‫(‪ )4‬إلى كقت عادتها في األشهر المستقبلة‪.‬‬

‫(‪)398/7‬‬

‫_____________________________‬

‫العشر (فاستحاضة كلو)(‪ )7‬أم‪ :‬من أكؿ العشر(‪ )0‬فيكوف حكمها حكم الطاىر في جميع العشر‪،‬‬
‫فتقضي ما تركت من الصلوات (‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالوجو في كونو استحاضة أنو في كقت إمكانو‪ ،‬كاتصلت بو قرينة االستحاضة ػ فأشبو األياـ الزائدة‬
‫على العادة إذا جاكز فيها العشر فإف الزائد جميعو استحاضة‪( .‬زىور)‪[.‬كمثلو في (الغيث)] (*) فإف‬
‫كانت عادتها خمسا في أكؿ الشهر كتطهر باقيو‪ ،‬ثم رأت الدـ في الخمس في أكلو‪ ،‬ثم جاءىا من يوـ‬
‫ثامن عشر في الشهر خمسا أيضا كأنقت‪ ،‬ثم جاءىا لعادتها ػ أعني في أكؿ الشهر الثاني ػ فإف الواجب‬
‫عليها أف تجعل يومين من الخمس الذم جاءىا من ثامن عشر غيرحيض؛ ليتم الطهر الذم بين الحيض‬
‫األكسط‪ ،‬كالثالث عشرة‪ ،‬فتقضى صبلة تلك اليومين التي كملت بهما‪ ،‬كصار الحيض األكسط ثبلثا‬
‫محافظة على الوقت المستمر فيما سبق‪ .‬فافهم‪( .‬غيث) ىذا إذا كانت عادتها تتنقل [ال فرؽ] فإف‬
‫كانت ال تتنقل كانت الخمس المتوسطة‪ ،‬كالثماف التي بعدىا طهرا‪ ،‬ألف الدـ كأنو متصل فيها‪ ،‬كعلى‬
‫قوؿ (التحرير) يكوف عشر منها حيضا‪ ،‬كثبلث منها كالخمس اآلخرة طهرا‪( .‬بياف) (*) لبعده عن أمارة‬
‫الحيض‪( .‬شرح الهداية)(*) إلى كقت عادتها‪ ،‬ثم تجعل قدرالعادة حيضا‪ ،‬كالزائد استحاضة‪( .‬كابل)‬
‫(‪ )0‬فإف صلت في مدة العشر كصامت فقد أجزأىا الصياـ كصحت صبلتها اعتبارا باإلنتهاء‪ ،‬كإف أثمت‬
‫باالقداـ‪( .‬سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )3‬قلنا‪ :‬المسألة بالنظر إلى الصبلة اجتهادية فبل قضاء؛ إال أف يقاؿ‪ :‬تركتها تظننا‪ ،‬كالمتظنن كالعالم‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬كجو الوجوب أف مسائل الحيض ال تأثير للخبلؼ فيها إذا كاف مذىبها أف العشر كلها‪ ،‬كما لو‬
‫بلغ الصغير كلم يصل حتى مضى عليو ثماني عشرة سنة فإنو يجب عليو قضاء ما فات‪ ،‬كال تأثير‬
‫للخبلؼ‪( .‬سحولي) ألنو كقع الخبلؼ بعد أف أجمع عليو أىل البيت‪.‬‬

‫(‪)399/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كعن الكني‪ :‬أف قدر عادتها منو حيض‪ ،‬كالزائد استحاضة‪ .‬كأشار في التحرير(‪ )7‬أف عشرا منها حيض‪،‬‬
‫كالزائد استحاضة‪ ،‬كىكذا في الكافي‪ ،‬كشرح اإلبانة عن أبي طالب‪.‬‬
‫فصل (كيحرـ(‪ )0‬بالحيض ما يحرـ بالجنابة) (‪ )3‬كقد تقدـ‪ ،‬كفى الكافي عن مالك كداكد‪ :‬أنو يجوز‬
‫لها القراءة(‪ ،)4‬كيختص الحيض بتحريم حكم زائد (ك) ىو (الوطء)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كمنها‪ :‬قوؿ عطية الذم سيأتي في الصور الثبلث‪ ،‬فهو قوؿ رابع‪.‬‬
‫(‪ )0‬كقد يكوف فيو ثبلثة عشر حكما‪ .‬تحريم الصبلة‪ ،‬كالصوـ‪ ،‬كالقراءة‪ ،‬كالطبلؽ‪ ،‬كمس المصحف‪،‬‬
‫كاللبث في المسجد‪ ،‬ككطؤىا في فرجها‪ ،‬كطبلؽ المدخولة‪ ،‬كتسقط الصبلة‪ ،‬كالمنع من صحة‬
‫االعتكاؼ‪ ،‬ككجوب الغسل‪ ،‬كالمنع من االعتداد باألشهر‪( .‬شرح بحر)‬
‫(‪ )3‬قاؿ في (الغيث)‪( :‬غالبا) يحترز من التيمم للبث‪ ،‬كمس الصحف؛ ألف حدثها باؽ بخبلؼ الجنب‬
‫فلم يبق عليو إال االغتساؿ‪( .‬قرز) (*) كالصوـ‪ ،‬كالطبلؽ‪ ،‬كاالعتداد باألشهر‪ ،‬كالتشبو بالصائم‪.‬‬
‫(‪ )4‬ككجهو‪ :‬أنو قد تقدـ جواز دكف الثبلث اآليات في الغسل‪.‬‬
‫(‪ )5‬قاؿ في (االنتصار)‪ :‬تحريمو معلوـ من ضركرة الدين فمن كطئها مستحبل كفر‪ ،‬كعليو يحمل قولو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من أتى امرأتو كىى حائض فقد كفر بما أنزؿ على محمد)‪( .‬زىور)‪ ،‬كإف‬
‫كاف غير مستحل لم يكفر‪ ،‬كلم يفسق‪ ،‬كال كفارة عليو‪ .‬ىذا مذىبنا‪ ،‬كمالك‪ ،‬كأبي حنيفة‪ ،‬كالمنصور‬
‫باهلل‪ ،‬كالشافعي في القديم‪.‬‬
‫(*) كال كفر‪ ،‬كال فسق إذا كطئ‪( .‬بحر) (قرز) لفظ (البحر) كيحرـ كطئها إجماعا لآلية‪ ،‬كال كفر‪ ،‬كال‬
‫فسق؛ إذ ال قطع بذلك‪( .‬شرح بحر)‪ .‬كقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬فقد كفر) آحادم‪ ،‬محموؿ على‬
‫المستحل‪.‬‬

‫(*) [(مسألة) كيعمل الزكج بقوؿ زكجتو ػ كلو غير عدلة‪( .‬قرز) ػ في دعواىا الحيض‪ .‬قاؿ اإلماـ يحيى‬
‫عليو السبلـ‪ :‬إال أف يظن كذبها‪( .‬بياف)]‬

‫(‪)422/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فإنو يحرـ على الزكج كطؤىا‪ ،‬كيحرـ عليها التمكين‪ ،‬كلها قتلو(‪ )7‬إف لم يندفع إال بالقتل‪ ،‬كإنما يحرـ‬
‫الوطء (في الفرج) (‪)0‬ال في غير الفرج من األفخاذ‪ ،‬كبين اإلليتين‪.‬‬
‫كاعلم أف االستمتاع في غير الفرج ضرباف أحدىما مجمع على جوازه‪ ،‬كاآلخر مختلف فيو‪ ،‬أما األكؿ‪:‬‬
‫فهو االستمتاع بما فوؽ السرة‪ ،‬كما تحت الركبة مما يلى الساؽ (‪.)3‬‬
‫كأما الثاني‪ :‬فهو االستمتاع فيها بين السرة كالركبة ما خبل الفرج‪ .‬فقاؿ الهادم عليو السبلـ‪ ،‬كمالك‪،‬‬
‫كمحمد‪ :‬إف ذلك جائز‪ ،‬كىو الذم في األزىار‪.‬‬
‫كقاؿ القاسم عليو السبلـ‪ :‬إف ذلك مكركه (‪.)4‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كأحد قولي الشافعي‪ :‬إف ذلك محظور (‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في المجمع عليو [قوم] ال المختلف فيو فترافعو‪ ،‬كالمجمع عليو من الثبلث إلى العشر‪،‬‬
‫كالمختلف فيو يوـ كليلة‪ ،‬كىو قوؿ الشافعي‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪ ،‬سواء كاف مجمعا عليو‪ ،‬أك مختلفا فيو‪،‬‬
‫كسيأتي الكبلـ في الطبلؽ في قولو‪" :‬كلتمتنع منو مع القطع"‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬قاؿ اإلماـ يحيى عليو السبلـ‪ :‬يجوز إرساؿ المني في معاطف سمنها‪ .‬كنظره اإلماـ المهدم عليو‬
‫السبلـ‪ .‬كقاؿ‪ :‬األكلى إف لم يكن ثمة عذر لم يكن لو االستمتاع في غير الفرج إال برضائها‪ ،‬إال أف يريد‬
‫التلذذ بمعاطفها من دكف إنزاؿ جاز‪ ،‬كإف كاف ثمة عذر كحيض جاز‪ ،‬كاألكلى أف يرسل المني في غير‬
‫جسدىا‪ ،،‬فإف أرسل جاز‪ ،‬كيدىا كسائر جسدىا في جواز إنزاؿ المني بها مع العذر‪ ،‬ال مع عدمو‪.‬‬
‫(تكميل) كمثل معناه في (الغيث) (*) في باطنو‪( .‬قرز) [كالعينين‪ ،‬كالفم‪ ،‬كاألذف‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )3‬ىذه زيادة مستغنى عنو‪ ،‬إذ قد علم من لفظ تحت‪ .‬من خط القاضي (محمد الشوكاني)‬
‫(‪ )4‬تنزيو‪.‬‬
‫(‪ )5‬لقولو تعالى‪{ :‬كاعتزلوا النساء في المحيض} كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪{ :‬من حاـ حوؿ‬
‫الحما يوشك أف يقع فيو}‬

‫(‪)427/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كالظاىر من مذىب العترة‪ ،‬كفقهاء األمة المنع من التلذذ بالفرج من دكف إيبلج(‪)7‬‬
‫ألجل األذل‪ ،‬كالمختار جوازه(‪ )0‬إذا غسلتو‪ ،‬أك كاف مقتصرا(‪.)3‬‬
‫قاؿ موالناعليو السبلـ‪ :‬يعني‪ :‬الدـ؛ ألف العلة في التحريم األذل‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫لو اختلف مذىبهما ػ فعندىا تحريم االستمتاع(‪ )4‬فيما دكف اإلزار(‪ ،)5‬كعنده جوازه‪ ،‬ىل لو أف يلزمها‬
‫اجتهاده ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬حكمو ىنا حكم ما لو اغتسلت بما ليس بمطهر عندىا(‪ )6‬كىو عنده‬
‫مطهر‪ .‬قاؿ‪ :‬كقد ذكر السيد يحيى بن الحسين في ذلك أف لو كطأىا‪ ،‬كعليها االمتناع‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفيو نظر‪ ،‬ككجهو أنو ال يلزمها اجتهاده إال بحكم(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ال بظاىره‪.‬‬
‫(‪ )0‬قلت‪ :‬كالحق أنو مكركه؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من حاـ حوؿ الحمى يوشك أف يقع‬
‫فيو)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬منقطعا‪.‬‬
‫(‪ )4‬ككذا إذا جاكز دمها العشر‪ ،‬كمذىبو أف الزائد استحاضة فيجوز الوطء‪ ،‬كمذىبها أف أكثره خمسة‬
‫عشر فبل يجوز‪ ،‬ككذا لوطهرت ألكثر الحيض كمذىبها كجوب الغسل‪ ،‬كمذىبو أنو ال يجب‪ ،‬ككذا في‬
‫الدـ إال في التاسعة‪ ،‬أك مع الحمل‪ ،‬ككذا في جوزاز التيمم للوطء مع سعة الوقت‪ ،‬خبلؼ (الكافي) كال‬
‫يقاؿ في ىذه‪ :‬إنو ال يلزـ في العبادات؛ ألف ىذا مشوب بحق آدمي‪ ،‬فيلزـ فيو الحكم‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )73 )5‬أم‪ :‬موضعو‪.‬‬
‫(‪ )6‬فإف اغتسلت بماء مطهر عندىا ال عنده لم يجز لو الوطء‪( .‬زىور) كفي (البياف) جواز الوطء (‪)7‬‬
‫كمثلو في (حاشية سحولي) كقيل‪ :‬إنو يعمل على المرافعة كالحكم‪ ،‬كما ذكره اإلماـ عليو السبلـ في‬
‫التنبيو (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كال يقاؿ‪ :‬ىذا من باب العبادات‪ ،‬كال مدخل لحكم الحاكم ? قلت‪ :‬ألف ذلك حق آلدمي‪( .‬قرز)‬
‫(*) يعني‪ :‬فما حكم بو الحاكم لزـ اآلخر ظاىرا كباطنا‪( .‬قرز)‬

‫(‪)420/7‬‬
‫_____________________________‬

‫(نعم) كيحرـ كطؤىا (حتى تطهر)(‪ )7‬إجماعا (ك) حتى (تغتسل)(‪ )0‬على خبلؼ فيو‪ ،‬فمذىبنا‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىى تطهر بأحد ثبلثة أشياء‪ :‬إما بانقطاع الدـ على مقدار العادة‪ ،‬أك برؤية النقاء كىو شيء يخرج‬
‫من فرجها كالقصة (‪ )7‬البيضاء‪ ،‬أك بكماؿ العشر كإف لم ينقطع الدـ‪( .‬غيث) (قرز) (مسألة) كإذا‬
‫انقطع لم يحل شيء من المحرمات قبل الغسل إال الصوـ إجماعا‪( .‬بحر) (قرز) [ككذا الصبلة] (‪)7‬‬
‫القصة بفتح القاؼ‪ ،‬كتشديد الصاد المهملة‪ ،‬كىي الجص شبهت الرطوبة النقية بالجص‪ ،‬كما في (شرح‬
‫مسلم منحة الغفار) من أكؿ باب الغسل‪ ،‬كفي حديث عائشة (ال تغتسلن من الحيض حتى ترين القصة‬
‫البيضاء) كىي أف تخرج القطنة‪ ،‬أك الخرقة التي تحتشي بها الحائض كأنها قصة بيضاء‪ ،‬ال يخالطها‬
‫صفرة‪ .‬كقيل‪ :‬القصة شيء كالخيط األبيض يخرج بعد انقطاع الدـ كلو‪( .‬نهاية (بلفظو)‬
‫(‪ )0‬فائدة) إذا امتنعت الزكجة من الغسل أكالتيمم عند انقطاع الدـ ? فقاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬ال‬
‫يجوز كطؤىا كإف طالت المدة‪ .‬ذكره في (الكافي) كىو ظاىر كبلـ الشرح‪ .‬كقاؿ في (زكائد اإلبانة)‪ :‬إذا‬
‫امتنعت من التيمم جاز لزكجها كطؤىا من غير تيمم‪ ،‬كإف امتنعت من الغسل مع القدرة علىالماء لم يجز‬
‫كطؤىا‪ ،‬ذكره أبو جعفر في الشرح‪ ،‬كىو الصحيح بناء على أصل أصحابنا‪ ،.‬كمثلو في (البياف)‪ .‬ىذا إذا‬
‫كانت مسلمة‪ ،‬كأما إذا كانت ذمية ففي (الكافي) قاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال تجبر؛ ألنها غير مخاطبة بأحكاـ‬
‫الشرع كىو المذىب‪ .‬كقاؿ مالك‪ ،‬كالشافعي‪ :‬تجبر على الغسل‪ )7( .‬كقاؿ السيد يحيى بن الحسين‬
‫في (الياقوتة)‪ :‬إذا امتنعت أجرل عليها الماء كجاز كطئها‪ ،‬كسقطت النية‪ ،‬كالكافرة‪ ،‬كالمجنونة‪( .‬زىور)‬
‫كفي (شرح األثمار) ما لفظو‪ :‬كاألقرب أنو ال يكفي إجراء الماء‪( .‬بهراف) (‪ )7‬كأما المجنونة‪ ،‬كالكتابية‬
‫فمستقيم بأف تغسل‪ ،‬كتسقط النية للضركرة‪ ،‬ال في الممتنعة فبل بد من الغسل مع نيتها‪( .‬قرز) (*) في‬
‫غير الصوـ‪( .‬شرح فتح) كأما ىو فيصح كإف لم تغتسل‪.‬‬

‫(‪)423/7‬‬

‫_____________________________‬

‫أنو ال يجوز حتى تطهر كتغتسل إف أمكن (أك تيمم للعذر) المبيح لترؾ الغسل من خشية ضرر الماءأك‬
‫عدمو‪ ،‬كقد مر تقدير ما تصير بو عادمة‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة(‪ :)7‬إف طهرت من العشر جاز كطؤىا (‪ )0‬كإف لم تغتسل‪ ،‬كإف كاف حيضها دكف العشر‬
‫لم يجز حتى تغتسل(‪.)3‬‬
‫قاؿ المؤيد باهلل في الزيادات‪ :‬فإف لم تجد (‪)4‬ماء كال ترابا جاز كطؤىا من دكف تيمم كال اغتساؿ‬
‫كالصبلة (‪( )5‬كندب أف تتعاىد نفسها بالتنظيف) كيدخل في ذلك مشط الشعر‪ ،‬كرحض الدـ(‪،)6‬‬
‫كالدرف‪ ،‬كالتزين‪.‬‬
‫قاؿ أبو العباس‪ :‬إنما يندب لذكات البعوؿ؛ ألف لهم مباشرتهن بخبلؼ األيامى (‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كصاحباه‪ ،‬كركاية عن زيد بن علي‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )0‬بعد غسل الفرج‪ .‬ال غير الوطء من قراءة‪ ،‬أك دخوؿ مسجد فبل بد من الغسل عنده‪( .‬زىور)‬
‫(*)[لقولو تعالى‪{:‬حتى يطهرف} ككالجنابة‪ .‬قلنا‪ :‬قاؿ اهلل تعالى‪{:‬فإذا تطهرف} كال قياس مع النص‪( .‬بحر‬
‫بلفظو)‪ .‬كاحتج بآخر اآلية على كجوب الغسل إذا طهرت لدكف عشر]‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك بمضي كقت صبلة اضطرارل‪ ،‬أك تيمم إذا كانت في السفر‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )4‬في الميل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬قاؿ (المفتي)‪ :‬يحقق القياس فإف بينهما فرقا؛ ألف كقت الصبلة مضيق‪ ،‬ككقت الوطء موسع‪( .‬قرز)‬
‫[يقاؿ‪ :‬الوطء كاجب مضيق بعد الطلب من الزكج بالنسبة إليها‪ ،‬فالقياس صحيح‪ ،‬كما جاز لها البدؿ‬
‫يجوز بدؿ المبدؿ فتذىيب كبلـ المؤيد باهلل أكلى‪( .‬من خط سيدنا العبلمة أحمد عطية)] (*) كلو نفبل‪.‬‬
‫(بياف) كفي (شرح ابن (بهراف) الفرض؛ إذ ال ضركرة في النفل‪( .‬قرز) كلو في أكؿ (‪ )7‬الوقت‪ ،‬خبلؼ‬
‫الكافي‪( .‬بياف) (‪ )7‬يعني‪ :‬الوطء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬أم‪ :‬إزالتو‪ ،‬كحد ذلك قدر أنملة‪ .‬كقيل‪ :‬ما ينفتح عند القعود‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )04 )7‬بل الفرؽ‪( .‬قرز)‬

‫(‪)424/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ندب لها أيضا (في أكقات الصبلة أف توضأ(‪ )7‬كتوجو) القبلة (كتذكر اهلل)(‪ )0‬سبحانو لوجهين‬
‫أحدىما‪ :‬أنو قد كرد األثر (‪ )3‬بذلك‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬التعود كمايؤمر الصبياف لئبل يستثقلن العبادة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف لم تجد ماء توجهت القبلة من غير تيمم (‪ )7‬مقدار كل ركعة عشر تسبيحات‪ .‬ذكرة أحمد بن‬
‫عيسي في (الجامع) (‪ )7‬ألنو غير مشركع‪ ،‬كألف المراد التنظيف‪.‬‬
‫(‪ )0‬بما أحبت‪ ،‬من تسبيح‪ ،‬كدعاء‪ ،‬كتكبير‪ ،‬كتهليل‪ ،‬كإف كانت من ألفاظ القرآف؛ ألف القراءة غير‬
‫مقصودة‪( .‬سماعا) كيؤخذ من ىذا للهدكية كقوؿ المؤيد باهلل‪ :‬أنو يجوز للجنب ما جرت بو العادة من‬
‫بسملة‪ ،‬كحمدلة‪ ،‬كتعوذ‪ ،‬ما لم يقصد بو القراءة‪( .‬نجرم)‬
‫(‪ )3‬عن زيد بن علي أنو قاؿ‪( :‬نساؤنا الحيض يتوضأف لكل صبلة‪ ،‬كيستقبلن القبلة‪ ،‬كيسبحن‪ ،‬كيكبرف)‬
‫كليكوف فرقا بين الكافرة كالمسلمة في أكقات العبادة‪ .‬كاألثر‪ :‬ما لم يسند إلى النبي صلى اهلل عليو‬
‫كآلو‪ .‬كالخبر‪ :‬ما أسند إليو [كسيأتي على قولو‪":‬كندب المأثور من ىيآت القياـ" أف الفرؽ بين األخبار‬
‫كاآلثار أف األخبار مرفوعة إلى الشارع‪ ،‬كاألثار مرفوعة إلى الصحابة ]‪.‬‬

‫(‪)425/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كعليها قضاء الصياـ) الذم تركتو حاؿ حيضها بعد طهرىا؛ألف الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم أمرىن‬
‫بقضائو(‪ )7‬دكف الصبلة للحرج(‪( )0‬ال) قضاء (الصبلة)(‪ )3‬فبل يجب خبلفا لبعض الخوارج(‪.)4‬‬
‫كمن جملة ما يجب عليها عند الطهر الغسل‪ ،‬كنقض الشعر‪ ،‬كقد تقدـ الكبلـ فيهما‪.‬‬

‫__________‬
‫(‪ )7‬كىوما أخرجو في (صحيح مسلم) كغيره عن معاذة قالت‪ :‬سألت عائشة فقلت‪ :‬ما باؿ الحائض‬
‫تقضي الصوـ كال تقضي الصبلة ? فقالت‪ :‬أحركرية أنت ? قلت‪ :‬لست بحركرية‪ ،‬كلكني أسأؿ‪ .‬فقالت‪:‬‬
‫(كاف يصيبنا ذلك فتؤمر بقضاء الصوـ‪ ،‬كال تؤمر بقضاء الصبلة)‪[ .‬الحركرية‪ :‬فرقة منسوبة إلى قرية‬
‫تسمى حركراء ينسب إليها الخوارج‪ .‬تريد أنت خارجة عن السنة كخركج أكلئك عن المسلمين‪ ،‬ككانوا‬
‫يوجبوف على الحائض قضاء الصبلة الفائتة في زمن الحيض‪ ،‬كىو خبلؼ اإلجماع‪( .‬ضمدم) ]‬
‫(‪ )0‬بل لعدـ التمكن؛ ألنها غير مخاطبة‪( .‬دياج)‬
‫(‪ )3‬كال يندب] ككذا المنذكرة المؤقتة ال يجب قضاؤىا‪ .‬كىل يلزمها كفارة ? ال يلزـ لفوات نذرىا‪ ،‬كفي‬
‫(حاشية سحولي) يلزـ كفارة لفوات نذرىا‪ .‬ينظر ما الفرؽ بين ىذه الصورة‪ ،‬كبين الصوـ المعين ? الفرؽ‪:‬‬
‫أف ال يؤدم أف يزيد الفرع على األصل‪( .‬مفتي)‪( .‬قرز) (*) (غالبا) احتراز من ركعتي الطواؼ فعليها‬
‫قضاؤىما‪( .‬ىداية) على قوؿ الفقيو حسن على ما يأتي بيانو‪ ،‬كأما على المذىب فبل كقت لهما‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬خبلس بن عمرك بفتح الخاء كتشديد البلـ كىو من التابعين ذكره في الديواف‬

‫(‪)426/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فصل(كالمستحاضة) (‪ )7‬المستمر دمها لها أحواؿ ػ الحالة األكلى‪ :‬تكوف فيها (كالحائض) فيما‬
‫يحرـ(‪ )0‬كيجب(‪ ،)3‬كيجوز(‪ ،)4‬كيندب(‪ ،)5‬كذلك (فيما علمتو حيضا) من ذلك الدـ المستمر‪،‬‬
‫كذلك حيث تكوف ذاكرة لوقتها(‪ )6‬فإنها متى حضر الوقت الذم تعتاد مجئ الحيض فيو قبل استمرار‬
‫الدـ تظن أف ىذا الدـ الذم يأتي فيو حيض حتى تنقضي أياـ عددىا إف علمتها(‪.)7‬‬
‫فإف قلت‪ :‬فكيف قلت‪" :‬فيما علمتو حيضا" كىبل قلت‪" :‬تعلم من قبيل العادة أك ظنتو" ? قاؿ عليو‬
‫السبلـ‪ :‬عبرنا بالعلم(‪ )8‬ألنها تعلم من جهة الشرع أف حكم ىذا الدـ حكم الحيض‪ ،‬كإف لم تعلم أنو‬
‫دـ حيض(‪ )9‬فلما كانت تعلم أف حكمو حكم الحيض حسن أف نقوؿ‪" :‬فيما علمتو حيضا"‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كحدىا‪ :‬التي ال يتم لها طهر صحيح‪( .‬قرز) بالنظر إلى الحيض‪( .‬قرز) [كبالنظر إلى الصبلة أف ال‬
‫ينقطع دمها كقتا يمكنها فيو أداء الوضوء الواجب‪ ،‬كالفريضة الواجبة‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬القراءة‪ ،‬كمس المصحف [كدخوؿ المسجد‪ ،‬كالوطء في الفرج]‪.‬‬
‫(‪ )3‬قضاء الصياـ‪[ ،‬كنقض الشعر]‪.‬‬
‫(‪ )4‬حمل المصحف بعبلقتو [كاالحتجاـ‪ ،‬كاالختضاب]‪.‬‬
‫(‪ )5‬أف تتعاىد نفسها بالتنظيف‪ ،‬كنحوه [كالمكركه‪ :‬كغسل الميت كنحوه]‪.‬‬
‫(‪ )6‬كعددىا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬فإف لم تعلم فسيأتي‪.‬‬
‫(‪ )8‬كقولو تعالى‪{ :‬فإف علمتموىن مؤمنات} أم‪ :‬ظننتموىن‪ ،‬فعبر بالعلم عن الظن‪.‬‬
‫(‪ )9‬إذ قد ينكشف استحاضة كلو‪ ،‬فكما مر في قولو‪":‬كإال فاستحاضة كلو"‪.‬‬

‫(‪)427/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الحالة الثانية تكوف فيها (كالطاىر)(‪ )7‬فيما يجب‪ ،‬كيجوز‪ ،‬كيحرـ(‪ ،)0‬كيندب‪ ،‬كذلك (فيما‬
‫علمتو) من أكقاتها (طهرا) أم‪ :‬علمت أنو ليس بوقت للحيض‪ ،‬كأنو كقت امتناع(‪ )3‬بأف يكوف قد مضى‬
‫عليها األياـ التي تعتادىا حيضا‪ ،‬فإف مابعدىا كقت امتناع‪ ،‬فيكوف حكمها حكم الطاىر فتوطأ(‪،)4‬‬
‫كتصلي‪ ،‬كتصوـ‪ ،‬كإف كاف الدـ جاريا‪ ،‬كال يجب عليها االغتساؿ(‪ )5‬كإنما يكوف ذلك في األشهر‬
‫المستقبلة ال في العشر األكلى لتجويزىا فيها تغير العادة‪ ،‬فلها حكم الحائض حتى تجاكز العشر‪ ،‬فتعلم‬
‫أف الزائد على العادة استحاضة (‪.)6‬‬
‫الحالة (الثالثة) يكوف لها فيها حكم بين الحكمين‪ ،‬فبل يتمحض لها حكم الطهر‪ ،‬كال حكم الحيض‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف قيل‪ :‬ما الفرؽ بين المبتدأة كالمستحاضة في أف المبتدأة ترجع إلى عادة قرائبها بخبلؼ‬
‫المستحاضة? الفرؽ‪ :‬أف المستحاضة قد ثبتت لها عادة‪ ،‬بخبلؼ المبتدأة‪.‬‬
‫(‪ )0‬فيما يجب‪ :‬الصبلة‪ ،‬كالصياـ‪ .‬كيجوز‪( :‬مسألة) المصحف] كيحرـ‪ :‬منع الزكج‪ ،‬كترؾ الصبلة‬
‫[كيندب‪ :‬كصبلة النفل]‪.‬‬
‫(‪ )3‬بالنظر إلى العادة‪ ،‬ال إلى تجويز تغيرىا فهو كقت إمكاف‪.‬‬
‫(‪ )4‬كإذا كاف دـ االستحاضة ال ينقطع لم يلزمها غسل فرجها لكل صبلة؛ ألنو ال يفيد‪ ،‬كال يلزمها أف‬
‫تستثفر‪ .‬ذكره القاسم‪ ،‬خبلؼ المنصور باهلل‪ ،‬كأصحاب الشافعي‪(.‬كواكب)‬
‫(‪ )5‬كعليها أف تحتشي (‪ )7‬لدفع الدـ‪ .‬كقاؿ الفقيو يوسف كالمذىب‪ :‬أنو ال يجب (‪( .)0‬بياف بلفظو)‬
‫قاؿ في (الكافي)‪ :‬يكوف ندبا‪( .‬قرز) (‪ )7‬أم‪ :‬تجعل قطنة أك نحوىا في فرجها‪ )0( .‬كىو ظاىر األزىار‬
‫بقولو‪":‬كعليهما التحفظ مما عدا المطبق"‪.‬‬
‫(‪ )6‬فتقضي ما تركت من الصبلة كالصوـ في الزائد على العدد المعتاد‪( .‬صعيترم) (قرز)‬

‫(‪)428/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقد أكضحناىا بذكر الحكم‪ ،‬كىو قولنا‪( :‬كال توطأ (‪ )7‬فيما جوزتو حيضا كطهرا)(‪)0‬‬
‫فاستول طرفا التجويز فيو بحيث ال أمارة ترجح إحدل الجانبين‪ ،‬كذلك في ثبلث صور (‪:)3‬‬
‫األكلى‪ :‬حيث تكوف ناسية لوقتها (‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال غيره من األحكاـ‪.‬‬
‫(‪ )0‬كال يجب عليها قضاء الصبلة كلو انقطع دمها‪ ،‬أك بلغت سن األياس؛ ألنها ساقطة عنها لعدـ‬
‫تضيق كجوب األداء‪( .‬قرز) كلو قيل‪ :‬يجب القضاء كالمسايف إف تعذر عليو اإليماء بالرأس‪،‬‬
‫كالمكتوؼ‪ ،‬كالممنوع بالتهديد لم يبعد‪ ،‬بل ىو الواجب‪ ،‬كألنها الزمة لها بيقين فبل تسقط عنها إال‬
‫بيقين‪( .‬شامي) كنظر ألف المانع في المسايف كنحوه من جهة آدمي‪ ،‬بخبلؼ الناسية لوقتها كعددىا‬
‫فالمانع من جهة اهلل تعالى‪ )*( .‬إلى األياس‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬الصورة الثانية ليست على المذىب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬اعلم أف الناسية لوقتها كعددىا‪ :‬يتم لها صياـ رمضاف في رمضاف‪ ،‬كشواؿ‪ ،‬كأربعة عشر من ذم‬
‫القعدة‪ ،‬ألنها تقطع بعشر من أكؿ رمضاف أنها حيض‪ ،‬كيوـ خلط‪ ،‬كتجوز تسعا طهرا‪ ،‬كعشرا حيضا‪،‬‬
‫كيوـ عيد اإلفطار خلطا‪ ،‬كتجوز تسعا طهرا من أكؿ شواؿ‪ ،‬كتقطع بعشر حيضا من كسط شواؿ‪ ،‬كيوـ‬
‫خلطا‪ ،‬كتجوز التسع الباقية من شواؿ طهرا‪ ،‬كتقطع بعشر حيضا من أكؿ ذم العقدة‪ ،‬كيوـ خلطا‪،‬‬
‫كتصوـ ثبلثا من ذم القعدة يتم لها صياـ رمضاف‪ ،‬في تسع من رمضاف كثماني عشر من شهر شواؿ‪،‬‬
‫كثبلث من ذم القعدة‪.‬‬
‫كأما الذاكرة للوقت الناسية للعدد‪ :‬فيتم لها صياـ رمضاف في شهر رمضاف‪ ،‬كاثنين كعشرين من شهر‬
‫شواؿ؛ ألنها تقطع بعشر في أكؿ رضماف أنها حيض‪ ،‬كيوـ خلط‪ ،‬فيصح لها تسعة عشر يوما من‬
‫رمضاف‪ ،‬كتقطع بعشر من أكؿ شواؿ حيضا‪ ،‬كيوـ خلطا‪ ،‬كتصوـ أحد عشر يوما في شهر شواؿ‪.‬‬

‫كأما الناسية للوقت الذاكرة للعدد‪ :‬فيتم لها صياـ رمضاف في شهر رمضاف‪ ،‬كاثني عشر في شواؿ؛ ألنها‬
‫تجوز أف عادتها خمس من أكؿ رمضاف‪ ،‬كيوما خلط‪ ،‬كتصوـ أربعة كعشرين يوما منو‪ ،‬كتجوز أف حيضها‬
‫خمس في أكؿ شواؿ‪ ،‬كيوما خلط‪ ،‬فتصوـ ستة أياـ من شواؿ‪ ،‬يتم صومها في شهر رمضاف‪ ،‬كاثني عشر‬
‫من شواؿ‪( .‬سماع) سيدنا العبلمة جماؿ الدين (على الشكايدم) رحمو اهلل‪( .‬قرز) ][معنى الخلط‪ :‬أنها‬
‫تجوز إبتداءه في كسط اليوـ من أكؿ الشهر فتوفي العشر من الحادم عشر‪ ،‬كىذا معنى الخلط]‪.‬‬

‫(‪)429/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كعددىا‪ )7(،‬فيأتيها الدـ كىي ال تدرم ىل ذلك كقت مجيئو أـ ال‪ ،‬فإنها بعد مجاكزتو العشر (‪ )0‬تجوز‬
‫في كل يوـ من كقت ابتداء الدـ (‪ )3‬أنو طهر‪ ،‬كأنو حيض (‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك الوقت فقط‪( .‬كواكب) ك(حاشية سحولي) ك(ىداية) (قرز)‬
‫(‪ )0‬أما العشر األكلى فتحيض ألنها كقت إمكاف‪ ،‬ال في الشهور المستقبلة فبل تحيض‪ ،‬بل تجوز‪.‬‬
‫(نجرم)(قرز)‬
‫(‪ )3‬ظاىره في ىذه الصورة كلو كاف لها قرائب‪ ،‬كلعل المراد أنها فرطت في نفسها‪ .‬قاؿ المؤلف‪:‬‬
‫كاألقرب أف المتحيرة كىي الملتبس عليو أمرىا كما تقدـ كالمبتدأة‪ ،‬كما مر مطابقة ألصوؿ الشريعة‬
‫السمحة أم‪ :‬السهلة التي أشار إليها صلى اهلل عليو كآلو بقولو‪( :‬بعثت بالحنيفية السمحة) كقاؿ تعالى‪:‬‬
‫{ملة أبيكم إبراىيم} في أحد التأكيبلت؛ ألف العمل بخبلؼ ذلك مشقة كحرج شديد‪ ،‬كمثلو ذكره‬
‫اإلماـ المهدم عليو السبلـ في (الوابل) (شرح فتح بلفظو) كقرره سيدنا حسن رحمو اهلل‪.‬‬
‫(‪ )4‬ثم كذلك إلى أف يفرج اهلل عنها‪ ،‬أك تموت‪ ،‬أك تيأس‪( .‬ىداية)(قرز)‬

‫(‪)472/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الصورة الثانية (‪ )7‬التي أتاىا في غير كقت عادتها (‪ )0‬عقيب طهر صحيح (‪ ،)3‬كزاد عددىا على ما‬
‫تعتاد‪ ،‬كاستمر‪ ،‬فلم تغير عادتها بو‪ ،‬فلزمها أف تجعل ما بعد العشر استحاضة إلى كقت عادتها‪ ،‬ثم‬
‫تجعل الزائد على العدد المعتاد في الشهور المستقبلة مما تجوز فيو أنو طهر أك حيض‪ )4(،‬فاستول في‬
‫الوطء‪ ،‬كالصبلة جانبا الحظر كاإلباحة إلى آخر اليوـ العاشر‪ ،‬فرجح جانب الحظر قاؿ عليو السبلـ‪:‬‬
‫فقلنا (كال تصلى)(‪ )5‬ككاف القياس أف ال تصوـ أيضا كالصبلة‪ ،‬إال أنو قد كرد أف صوـ يوـ الشك أكلى‬
‫من إفطاره فقلنا‪( :‬بل تصوـ)(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىذه ليست على المذىب؛ ألنو قاؿ‪ :‬تقطع بقدر العادة حيضا‪ ،‬كتجوز في الزائد عليها إلى تماـ‬
‫العشر أنو حيض كأنو طهر‪ ،‬فيثبت لها في الزائد على العادة حكم بين الحكمين‪ ،‬كالناسية لوقتها‬
‫كعددىا‪ ،‬كعندنا أنها تجعل قدر العادة حيضا‪ ،‬كالزائد طهرا‪ ،‬كىذه المسألة ىي ما تقدـ في قولو‪" :‬كإال‬
‫فاستحاضة كلو" كىذا قوؿ الشيخ عطية قوؿ رافع للثبلثة األقواؿ المتقدمة في قولو‪" :‬كإال فاستحاضة‬
‫كلو"‪( .‬سماع سحولي)‬
‫(‪ )0‬كلم يمطل‪ ،‬كعادتها ال تنتقل [ظاىر كبلـ أىل المذىب أف ىذه الصورة ليست داخلة‪ ،‬كقولو‪":‬كال‬
‫تصلي بل تصوـ" راجع إلى الناسية لوقتها كعددىا‪( .‬حاشية سحولي)‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )3‬ىذه مسألة الكتاب‪ ،‬حيث قاؿ‪" :‬كإال فاستحاضة كلو"‪.‬‬
‫(‪ )4‬ىذا عند الشيخ عطيو‪ ،‬كأما عندنا فبل يجوز‪ ،‬بل ما زاد على العادة استحاضة‪ ،‬ككذلك العشر‬
‫األكلى باالنكشاؼ تكوف استحاضة‪( .‬سحولي) (*) كالصحيح أنها تقطع بالطهر؛ ألنها ذاكرة لوقتها‬
‫كعددىا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬جواب اإلماـ عليو السبلـ عائد إلى الصورتين الجميع‪ ،‬كىو مستقيم في الصورة األكلى‪ ،‬كال تصلي‬
‫بل تصوـ‪ ،‬ال في الثانية‪ :‬فتصلي كتصوـ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬جوازا‪ ،‬ال كجوبا‪( .‬بياف) كعندنا‪ :‬ال جوازا‪ ،‬كال كجوبا‪ .‬وقيل‪ :‬كجوبا‪( .‬قرز) كتكوف بنية مشركطة‪.‬‬
‫(قرز) (*) لكن صوـ يوـ الشك أنما ىو ندب‪ ،‬كىذا على جهة الوجوب إال أف يقاؿ‪ :‬أراد الشك‬
‫الحاصل في آخر رمضاف استقاـ‪.‬‬

‫(‪)477/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ىكذا ذكر الشيخ عطية(‪.)7‬‬


‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كقد مر لناخبلفو (‪ )0‬حيث قلنا‪ :‬كإال فاستحاضة كلو (‪.)3‬‬
‫كأما الصورة الثالثة‪ :‬فقد أكضحها عليو السبلـ بقولو‪( :‬أك جوزتو انتهاء حيض كابتداء طهر) كذلك بأف‬
‫تكوف ذاكرة لوقتها ناسية لعددىا‪ ،‬فإنو إذا جاء كقت حيضهاالمعتاد فإنها تقطع في ثبلثة أياـ ابتداؤىا من‬
‫ذلك الوقت أنها حيض‪ ،‬ثم تجوز في كل يوـ(‪ )4‬مما زاد على الثبلث أنو حيض‪ ،‬كأنو طهر‪ ،‬كأنو انتهاء‬
‫حيضها كابتداء طهرىا؛ لجواز أف يكوف عددىا ثبلثا فقط‪ ،‬أك أربعا فقط‪ ،‬أك خمسا فقط‪ ،‬ثم كذلك‬
‫تجوز في سبعة أياـ بعد الثبلث‪ ،‬كبعد الثبلث كالسبع تعمل على أف ما بعدىا طهر(‪ ،)5‬كحكمها في‬
‫ىذه السبع من الشهور المستقبلة حكم الناسية لوقتها كعددىا‪ ،‬لها حكم(‪ )6‬بين الحكمين (لكن‬
‫تغتسل) في ىذه السبعة األياـ التي جوزتها انتهاء حيض كابتداء طهر بعد مضى الشهر األكؿ‪ ،‬ال في‬
‫السبع منو‪ ،‬إذ ىن كقت إمكاف (‪ )7‬قولو‪( :‬لكل صبلة إف صلت) (‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬النجراني‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬خبلؼ ىذه الصورة الثانية‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬من رؤية الدـ إلى كقت عادتها‪ ،‬فتصلي كتصوـ ما زاد على عادتها فقط‪.‬‬
‫(‪ )4‬بل في كل كقت [في غير الشهر األكؿ‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )5‬إلى كقت عادتها؛ ألنو قد مضى عليها أكثر الحيض‪ ،‬كىو الثبلث‪ ،‬كالسبع‪.‬‬
‫(‪ )6‬ال توطأ‪ ،‬كال تصلي‪ ،‬بل تصوـ‪.‬‬
‫(‪ )7‬ألف الظاىر أف ما رأتو فيها أنو حيض‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )8‬كقد أكرد على ىذا سؤاؿ‪ .‬كىو أف يقاؿ" إنكم إذا نظرتم إلى التجويز‪ ،‬فإنها تجوز أف يقع االنقطاع‬
‫بعد االغتساؿ‪ ،‬كقبل الصبلة‪ ،‬كحاؿ الصبلة ? فأجيب بأف ىذا أبلغ ما يمكن‪ ،‬كأكثر من ىذا تكليف ما‬
‫ال يطاؽ‪ )*( .‬كمدار المستحاضة على أربعة أقساـ ػ األكؿ‪ :‬أف تعلم أنو حيض‪ ،‬ففرضها ترؾ الصبلة‬
‫كالصوـ‪ .‬الثاني‪ :‬أف تعلم أنو استحاضة بيقين ففرضها الصبلة كالصوـ‪ .‬الثالث‪ :‬أف تجوز أنو أكؿ‬
‫الحيض‪ ،‬كآخر الطهر ففرضها الوضوء لكل صبلة‪ ،‬ماداـ التجويز‪ .‬الرابع‪ :‬أف تجوز أنو آخر الحيض‪،‬‬
‫كأكؿ الطهر ففرضها االغتساؿ لكل صبلة‪( .‬كشلي) [المختار خبلفو في الثالث‪ ،‬كالرابع‪( .‬قرز) ] (*)‬
‫كىذا إذا كقتت‪ ،‬فلو جمعت كفاىا غسل كاحد‪ ،‬فيكوف المراد لوقت كل صبلة‪ ،‬كىذا ىو المختار‪ ،‬كإال‬
‫لزـ أف توضأ لوقت كل صبلة كلو جمعت؛ إذ ال فائدة للغسل مع عدـ الوضوء‪( .‬غيث)‬

‫(‪)470/7‬‬

‫_____________________________‬

‫أم‪ :‬إف كاف مذىبها كجوب الصبلة (‪ )7‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإنما أكجبنا عليها االغتساؿ لكل صبلة؛ ألف‬
‫ما من صبلة تأتيها إال كىي تجوز أف كقتها ذلك آخر الحيض كأكؿ الطهر‪ ،‬فيجب الغسل كما في‬
‫الحائض‪ ،‬كإنما جعلنا حكمها حكم الصورة التي قبلها(‪ )0‬ألجل أنها في كل يوـ من السبع تجوز أنو‬
‫كسط حيض أيضا ال انتهاء حيض إلى السابع‪ ،‬أال ترل أنها تجوز أف عادتها خمس فيكوف الرابع كسطا‪،‬‬
‫ككذلك في الخامس إلى السابع‪ ،‬فكل يوـ من الست ال تقتصر التجويز فيو على أنو انتهاء حيض‪ ،‬بل‬
‫تجوز كونو كسطا‪ ،‬كتجوز كونو انتهاء‪ ،‬كإذا تردد بين ىذين األمرين فتجويز كونو كسطا يقتضي أف ال‬
‫تصلي كما في الصورة التي قبل ىذه(‪ ،)3‬فأما اليوـ العاشر فبل تجوزه كسط حيض بل انتهاء حيض‪ ،‬كال‬
‫يتهيأ ذلك فيو أيضا إال في آخر الصلوات(‪ )4‬فيتحتم عليها االغتساؿ كالصبلة‪ ،‬كقد دخل ذلك حيث‬
‫قلنا‪" :‬كالطاىر فيما علمتو طهرا"‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو مركم عن علي عليو السبلـ‪ ،‬كمثلو ذكر عن أبي العباس في (شرح القاضي زيد) كىو مركم‬
‫عن ابن عباس‪ ،‬كذكر معناه في (التبصرة) أيضا‪ ،‬كرجحو اإلماـ يحيى في الفريضة‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح‬
‫في النافلة؛ ألنهم قالوا‪ :‬قد لزمتها الصبلة بيقين‪ ،‬فبل تسقط إال بيقين‪ .‬كمذىبنا ال صبلة‪.‬‬
‫(‪ )0‬عندنا‪ ،‬كىي الصورة األكلى من الثبلث‪( .‬سماع سيدنا حسن)‬
‫(‪ )3‬كىي األكلى من الثبلث‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىي التي‪ .‬العشر عندىا من كقت إبتداء الدـ‪ .‬أم كقت كاف‪( .‬مفتي) (قرز) كقيل‪ :‬صبلة المغرب‪.‬‬
‫ىكذا في بعض نسخ (الغيث)‪.‬‬

‫(‪)473/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كحيث) المستحاضة (تصلي) (‪ )7‬كقد تقدـ بياف الحالة التي تصلي فيها فإنو يلزمها أف (توضأ لوقت‬
‫كل صبلة) إذا أتت بكل صبلة في كقتها؛ ألف كضوءىا ينتقض بدخوؿ كقت الثانية (كسلس البوؿ‬
‫كنحوه)(‪ )0‬كىو الذم بو جراحة استمر اطراؤىا‪ ،‬فإف كبل من ىؤالء يتوضأ لوقت كل صبلة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كذلك حيث تكوف ذا كرة لوقتها كعددىا‪ ،‬كالذاكرة لوقتها الناسية لعددىا في السبع الزائدة على‬
‫الثبلث على القوؿ‪ ،‬كفي العشرين الزائدة على المذىب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬الربح كالغائط‪( .‬قرز)‬

‫(‪)474/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلم نقصد قياسها عليو(‪ )7‬بل الجمع بينهما في الحكم‪ ،‬كأف ما يكوف حكمو حكمها‬
‫حيث يغلب على ظنو(‪ )0‬أنو ال يبقى لو من الوقت مقدار الصبلة كالوضوء(‪ ،)3‬كاالطراء منقطع‪ ،‬فمتى‬
‫ظن ذلك كاف حكمو حكم المستحاضة سواء سواء‪ ،‬كمن ثم جمعنا بينهما في قولنا‪( :‬ك) يجوز (لهما‬
‫جمع التقديم كالتأخير(‪ )4‬بوضوء كاحد‪ ،‬كالمشاركة)(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنها منصوص عليها‪.‬‬
‫(‪ )0‬قيل‪ :‬األكلى حيث ال يغلب على ظنو (‪ )7‬أنو يبقى من الوقت ما يتسع الوضوء كالصبلة‪ ،‬كاإلطراء‬
‫منقطع‪( .‬مفتي) كقيل‪ :‬كبلـ الشرح في أكؿ صبلة‪ ،‬فبل اعتراض على الشرح‪ ،‬ككبلـ (المفتي) حيث قد‬
‫ثبت كونو سلسا‪( .‬قرز) (‪ )7‬ليدخل حيث يستوم الحاؿ؛ ألف حكمو حكمها‪ ،‬كذا كجد عن (المفتي)‬
‫كىو الموافق لقولو‪" :‬إف ظنت انقطاعو"‪.‬‬
‫(‪ )3‬الواجب منهما‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالقضاء كالنفل‪( .‬ىداية)‬
‫(‪ 787 )5‬كقت المشاركة يكوف أكؿ العصر‪ ،‬كأكؿ العشاء ما يتسع الوضوء كأربع ركعات على الصحيح‬
‫من المذىب؛ لخبر جبريل عليو السبلـ‪ ،‬كليس بجمع حقيقة‪ ،‬كإنما ىو لهم على سبيل البدؿ فقط‪ ،‬إال‬
‫أف يكوف قاصرا‪( .‬نجرم)(*) المراد إذا توضأت بعد دخوؿ كقتو ال قبلو‪ ،‬فإذا قد خرج كقت المشاركة‬
‫فقد دخل الوقت المتمحض الختيار العصر‪ ،‬فهل ينتقض كضوءىا أـ ال ? ذكر المذاكركف أف كضوءىا‬
‫ينتقض بو‪ ،‬حكاه عنهم الفقيو محمد بن يحيى حنش‪ .‬كخرجوا من قولهم‪" :‬إف لها جمع المشاركة" أف‬
‫مقداره عشر ركعات؛ إذ لو كاف أقل من ذلك بطل كضوءىا‪ .‬كذكر بعضهم‪ :‬أف التخريج ىذا ضعيف؛‬
‫ألنها إذا توضأت بعد دخوؿ كقت المشاركة فقد توضأت بعد دخوؿ كقت العصر؛ ألف ذلك يؤدم إلى‬
‫أف ينتقض بخركج كقت الظهر؛ ألف كقت العصر قد دخل كالوضوء ال ينتقض عندنا بخركج الوقت‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬كقت المشاركة مقدار أربع ركعات‪ ،‬كفي كبلـ الشرح أشار إلى ىذا القوؿ‪( .‬رياض)‬

‫(‪)475/7‬‬

‫_____________________________‬

‫أما جمع التقديم كالتأخير فواضح‪ ،‬كأما جمع المشاركة فبل يستقيم إال على قوؿ من جعلو متسعا لعشر‬
‫ركعات؛ ليمكن أداء الوضوء كالصبلتين فيو‪.‬‬
‫(كينتقض) كضوءىم (بما عدا) الدـ(‪ )7‬كالبوؿ‪ ،‬كإطراء الجرح (المطبق)(‪ )0‬أم‪ :‬المستمر (من‬
‫النواقض) نحو أف يحدث‪ ،‬أك يخرج من سائرجسدىا دـ أك نحو ذلك فإنو ينتقض (ك) يختص كضوء‬
‫ىؤالء بأنو ينتقض (بدخوؿ كل كقت اختيار)(‪ )3‬ألم صبلة‪ ،‬ال كقت االضطرار‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىل تفسد صبلة من صلى بجنب ىؤالء كتحرؾ ثوبو بتحركو ? القياس اإلفساد‪ ،‬كشبو ذلك بمن‬
‫جبر سنو بنجس أنو لو دكف غيره‪( .‬سماعا)‬
‫(‪ )0‬إال ما زاد فينقض‪( .‬مفتي) ك(حثيث) كقواه المتوكل على اهلل‪ ،‬خبلؼ الفقيو يوسف؛ ألف ما يعفى‬
‫عنو لتعذر االحتراز عفي عنو كإف لم يتعذر‪ )*( .‬كمنو غير المعتاد فينجس‪ ،‬كينقض‪( .‬قرز) (*) الذم ال‬
‫يمكنها الوضوء كالصبلة كاإلطراء منقطع‪.‬‬
‫(‪ )3‬اعلم) أف المستحاضة إذا توضأت قبل دخوؿ الوقت‪ ،‬ثم جرل الدـ كىي في الصبلة أك قبلها بطل‬
‫كضوءىا ألجل الوقت‪ ،‬فإف جرل بعد فعل الصبلتين فبل شيء عليها‪ ،‬كإف جرل بعد فعل األكلى كىي‬
‫في الثانية أك قبلها ػ أعادت الوضوء للثانية ببل إشكاؿ‪ ،‬كأما األكلى فالمذىب أف قد صحت‪( .‬زىور)‬
‫(*) كالدـ سائل‪( .‬ىداية) أك ساؿ قبل الدخوؿ‪( .‬قرز) فإف لم يسل في حاؿ كضوءىا كال بعده حتى‬
‫حضرت الصبلة األخرل‪ ،‬فبل كضوء عليها‪ ،‬يعني‪ :‬لؤلخرل‪( .‬ىامش ىداية) (قرز) (*) بالنظر إلى‬
‫المؤقت‪ ،‬ال لو كاف كضوءىا للقضاء كنحوه فبل ينتقض بدخوؿ الوقت‪( .‬عامر) (قرز)‬

‫(‪)476/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإنما أتينا بكل ليدخل في ذلك كل كقت ضرب للصلوة اختيارا من الخمس كغيرىا‪،‬‬
‫كصبلة العيدين(‪ )7‬قاؿ‪ :‬كاألقرب أنو ال ينتقض بوقت ضرب لنافلة‪ ،‬كصلوة الكسوؼ؛ ألنو ليس بوقت‬
‫محدكد(‪( )0‬أك) كقت (مشاركة)(‪ )3‬فإف كضوءىم ينتقض بدخولو على ما صححو المذاكركف‪ ،‬كخالفهم‬
‫السيد يحيى بن الحسين‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ال ينتقض إال بالوقت المتمحض‪.‬‬
‫فصل‬
‫(كإذا انقطع) الدـ كالبوؿ كنحوىما فانقطاعو إف كاف (بعد الفراغ) من الصبلة (‪( )4‬لم تعد) ما قد‬
‫صلت‪ ،‬كلو كانت الوقت باقيا متسعا ‪،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في يومو‪ .‬كقيل‪ :‬كلو قضاء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬يقاؿ‪ :‬ىي مؤقتة باإلنجبلء‪.‬‬
‫(‪ )3‬كإذا توضأت فيو ثم دخل الوقت المتمحض لم ينتقض كضوءىا؛ إذ كقت المشاركة من االختيارم‪.‬‬
‫(غاية) (قرز) (*) كالفرؽ بين ىذه كبين األكلى‪ :‬أف في ىذه المسألة توضأ قبل دخوؿ الوقت فانتقض‬
‫بدخوؿ الوقت‪ ،‬بخبلؼ األكلى فتوضأ بعد دخوؿ كقت المشاركة‪ )*( .‬عند من جعلو من آخر كقت‬
‫األكلى‪ ،‬كأكؿ األخرل‪.‬‬
‫(‪ )55 )4‬ألف صبلتها أصلية‪ ،‬كالوجو‪ :‬أنو ال يلزمها تأخير؛ ألف طهارتها ليست بدلية‪( .‬كواكب)‬

‫(‪)477/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) أما لو انقطع (قبلو) أم‪ :‬قبل الفراغ(‪ )7‬من الصبلة كجب أف (تعيد)(‪ )0‬أم‪ :‬تستأنف الصبلة‬
‫بوضوء آخر‪ ،‬كتخرج مما قد دخلت فيها (إف ظنت) دكاـ (انقطاعو حتى توضأ كتصلي)(‪ )3‬فبل يسيل‬
‫خبلؿ ذلك‪ ،‬فمتى حصل لها ظن بذلك لزمها الخركج مما ىي فيو‪ ،‬كاالستئناؼ(‪ )4‬فإف لم تخرج‪،‬‬
‫كاستمر االنقطاع ذلك الوقت المقدر بطلت صبلتها فتستأنفها(‪ ،)5‬كلو عاد الدـ بعده(‪.)6‬‬
‫كإف رجع الدـ قبل الفراغ من الصبلة(‪ )7‬فذكر الفقيو يحيى بن أحمد حنش احتمالين‪ ،‬صحح ابنو شرؼ‬
‫الدين(‪ )8‬أف العبرة بالحقيقة(‪ )9‬فتصح صبلتها‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو قوم‪ .‬كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬يأتي احتماال أبي طالب فيمن‬
‫صلى كثم منكر يمكنو إزالتو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو قبل التسليم على اليسار‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كأما لو انقطع قبل الدخوؿ فبل يحتاج إلى إدراؾ ذلك‪ ،‬بل البعض‪ ،‬كما ىو مفهوـ (شرح األزىار)‪.‬‬
‫(‪ )3‬المراد القدر الواجب من الوضوء كالصبلة‪ )*( .‬كلو بعد الوقت‪ ،‬كمن خشي خركج الوقت‬
‫باستعماؿ الماء فإنها توضأ كلو فات الوقت‪ )*( .‬ما يقاؿ في المستحاضة إذا ظنت دكاـ انقطاعو حتى‬
‫توضأ كىي في الصبلة كبينها كبين الماء مسافة إذا سارت إليو خرج الوقت ? كىل تتيمم ? أك تصلي‬
‫بالوضوء األكؿ ? ينظر في ذلك‪ .‬الجواب‪ :‬أنها تخرج‪ ،‬كتصلي بالتيمم‪( .‬شامي) (قرز) كقيل‪ :‬ال شيء‬
‫عليها‪ ،‬بل تستمر في صبلتها؛ إذ ال فائدة في ذلك في حقها‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )4‬في ثوب طاىر‪ ،‬كمكاف طاىر مع اإلمكاف‪[ .‬فإف لم تجد صلت عارية قاعدة‪( .‬قرز) ]‪.‬‬
‫(‪ )5‬بوضوء آخر‪( .‬بياف من النواقض)‬
‫(‪ )6‬أم‪ :‬بعد الوقت المقدر‪.‬‬
‫(‪ )7‬صوابو‪ :‬قبل ذلك الوقت المقدر‪( .‬شرح األثمار) (قرز)‬
‫(‪ )8‬محمد بن يحيى‪( .‬شرح مرغم)‬
‫(‪ )9‬يعني‪ :‬باإلنتهاء‪ .‬كلفظ (البياف) كقيل‪ :‬يأتي على قوؿ اإلبتداء كاإلنتهاء‪( .‬قرز)‬

‫(‪)478/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ىذا حكمها إذا ظنت دكاـ انقطاعو‪ ،‬فأما لو ظنت خبلؼ ذلك(‪ )7‬لم يلزمها الخركج(‪ )0‬من الصبلة بل‬
‫تستمر‪ ،‬كىذا قد دخل في لفظ األزىار بمفهوـ الشرط‪ ،‬حيث قاؿ‪" :‬إف ظنت انقطاعو حتى توضأ‬
‫كتصلي" فإنو يفهم من ىذا أنها لو ظنت(‪ )3‬خبلؼ ذلك‪ ،‬أك لم يحصل لها ظن رأسا أنو ال يلزمها‬
‫اإلعادة‪ ،‬كأما إذا ظنت رجوعو من فوره(‪ )4‬كاستمرت في صبلتها(‪ )5‬فإف رجع فبل كبلـ في صحة‬
‫صبلتها‪ ،‬كإف استمر انقطاعو ػ فقاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬إنها تعيد؛ ألنو انكشف لها أف ظنها غير‬
‫صحيح‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو علي‪ :‬يأتي على قوؿ اإلبتداء‪ ،‬كاإلنتهاء(‪.)6‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو األقرب عندم‪.‬‬
‫فإف قلت‪ :‬فإذا حصل الظن بدكاـ انقطاعو‪ ،‬كىي تدرؾ الصبلة كاملة في كقتها? قاؿ عليو السبلـ‪:‬‬
‫يحتمل أف يلزمها الوضوء (‪ )7‬كما لو لم يكن معها عذر(‪.)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك التبس‪.‬‬
‫(‪ )0‬بل ال يجوز‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬أك شكت‪.‬‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬قبل أف يمضى عليها الوقت المقدر‪.‬‬
‫(‪ )5‬ىذا مبني على أنو حصل ىذا الظن بعد أف ظنت دكاـ انقطاعو‪ ،‬كإال كاف تكرارا ال فائدة تحتو‪.‬‬
‫(مفتي)‬
‫(‪ )6‬كللفقيو علي كبلـ آخر‪ :‬أف صبلتها تجزئها؛ ألنها فعلت ما أمرت بو‪ ،‬كىنا قد فعلت ما أمرت بو‪،‬‬
‫كىذا مفهوـ الكتاب‪( .‬نجرم) كقواه (عامر) ك(الشامي) كىذا مما خالفت فيو الهدكية أصولها باعتبار‬
‫اإلبتداء‪.‬‬
‫(‪ )7‬كتصلي قضاء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬لتستفيد الطهارة‪ ،‬كما في من خشي فوت الوقت باستعماؿ الماء‪.‬‬

‫(‪)479/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(فإف) ظنت دكاـ انقطاعو فخرجت الستئناؼ الوضوء فلما أخذت فيو (عاد) عليها الدـ‪ ،‬ككذب ظنها‬
‫(قبل الفراغ) من الوضوء المستأنف (كفى) الوضوء األكؿ(‪ )7‬ألنو انكشف أنو لم يزؿ العذر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كمتيمم رأل سرابا فظنو ماء فخرج من الصبلة فبل يعيد التيمم‪( .‬زىور) (قرز) (*) فلو توضأت قدرا‬
‫متسعا بحيث لو فعلت الواجب من الوضوء ألدركتو كالصبلة قبل عود الدـ‪ ،‬ىل يكفي الوضوء األكؿ‬
‫كما ىو مفهوـ األزىار ? أك تعيد ? قياس المذىب‪ :‬أنها تعيد؛ ألف العبرة بالوقت المقدر‪ ،‬كىو الوضوء‬
‫الواجب فقط‪( .‬قرز)‬

‫(‪)402/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) المستحاضة‪ ،‬كسلس البوؿ كنحوه يجب (عليهما التحفظ مما عدا) الدـ‪ ،‬كالبوؿ (المطبق)(‪ )7‬من‬
‫النجاسات‪ ،‬فتصلي في ثوب طاىر من سائر األحداث ما خبل المطبق (فبل يجب غسل األثواب (‪)0‬‬
‫منو لكل صبلة بل) يغسلها (حسب اإلمكاف(‪ )3‬كثبلثة أياـ)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فعلى ىذا ال يجب عليها االستثفار‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (*) كلو من جنسو‪ ،‬كمثلو غير المعتاد‬
‫فينجس‪ ،‬كينقض‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كأما األبداف فلكل كضوء‪( .‬نجرم) كفي (البياف) ك(الصعيترم) حكم البدف حكم الثوب‪( .‬قرز)‬
‫[كالمكاف كالثوب‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )3‬قاؿ اإلماـ الهادم عليو السبلـ‪ :‬من ابتلي بذلك فليغسل ثوبو مما أصابو منو‪ ،‬فإف كاف شيئا ال‬
‫ينقطع كقتا من األكقات‪ ،‬فبل ضير عليو في تركو‪ ،‬كال نحب لو أف يتركو في ثوبو أكثر من صبلة يوـ‬
‫كليلة‪ ،‬أك خمس صلوات إذا لم يكن غيره‪ ،‬فإف أمكنو ثوب غيره عزلو لصبلتو‪ ،‬ثم صلى في ذلك‬
‫الثوب‪ ،‬فإذا فرغ من صبلتو غسل ما ناؿ ثوبو من دـ جراحتو لكل صبلة‪ ،‬كإف لم يمكنو ذلك كشق‬
‫كعسر عليو لسبب من األسباب أجزأه غسلو في يوـ أك يومين‪ ،‬أك ثبلثة أياـ على قدر ما يمكنو‪ ،‬كال‬
‫يجوز لو التفريط في غسلو إال من عذر مانع قاطع؛ ألنو ليس لو أف يتركو يتراكم في ثوبو لما في ذلك‬
‫من فحاشة الرائحة كالقذر‪ .‬من (ضياء ذكم األبصار)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالمراد بعدـ اإلمكاف‪ :‬ىو أف يشق عليو المشقة الشديدة‪ .‬ذكره في (الزيادات)‪( )*( .‬اعلم) أف‬
‫الثبلث معفو عنها‪ ،‬كبعده إف تمكن من الغسل لم تجزه الصبلة كفاقا بين الهادم‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ .‬كإف لم‬
‫يتمكن من الغسل فعند أبي طالب يجب‪ ،‬كعند المؤيد باهلل ال يجب‪( .‬لمعة) (قرز) (*) ينظر لو تمكنت‬
‫المستحاضة من غسل األثواب بعد ثبلثة أياـ لو كجدت الماء‪ ،‬لكنها عدمت الماء ىل تصلى بالثياب‪،‬‬
‫كتكوف كما لو شق عليها‪ ،‬أك تصلي قاعدة عارية ? ينظر [القياس‪ :‬أف تصلي بالثياب؛ ألف تعذر الماء من‬
‫عدـ اإلمكاف‪( .‬سيدنا علي بن أحمد رحمو اهلل) (*) فلو جعل آلة يجمع فيها البوؿ لم تصح صبلتو ألنو‬
‫حامل نجس‪ ،‬كال يجب عليو الربط‪ ،‬كال الحشو في حق المرأة‪ .‬ذكره الفقيو يوسف‪( .‬قرز)‬

‫(‪)407/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ذكره يحيي عليو السبلـ قاؿ ما معناه‪ :‬يلزـ غسل األثواب من المطبق في كل ثبلثة أياـ‪.‬‬
‫قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬فإف عسر ذلك كانت الثبلث كاليومين‪ ،‬كاألربع كالثبلث في أنو يعذر إلى أف يتمكن‪.‬‬
‫قاؿ في اللمع‪ :‬فإف كجد من ابتلي بسلس البوؿ‪ ،‬أك سيبلف الجرح ثوبا طاىرا يعزلو لصبلتو عزلو (‪)7‬‬
‫فإذا صلى فيو غسل(‪ )0‬ما أصابو‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬منهم من قاؿ ىذا إذا أمكنو أف يأتي بركن من الصبلة قبل أف يتنجس‬
‫الثوب‪ ،‬كمنهم من لم يفرؽ(‪ )3‬كقواه الفقيو يحيى البحيبح‪.‬‬
‫فصل (كالنفاس) في اللغة‪ :‬عبارة عما تنفس بو المرأة من الدـ عقيب الوالدة‪.‬‬
‫كفي الشرع‪ :‬الدـ الخارج من قبل المرأة (‪ )4‬بعد الوالدة‪ ،‬كقبل أقل الطهر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كجوبا‪( .‬ىداية) (قرز)‬
‫(‪ )0‬ندبا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬ألف فيو تقليل النجاسة‪.‬‬
‫(‪ )4‬كإنما قلنا‪" :‬من قبل المرأة"‪ .‬كلم نقل‪ :‬من الرحم؛ ليدخل في ىذه مذىبنا كمذىب أبي حنيفة‪،،‬‬
‫كذلك ألنو ذكر في مجموع علي خليل أف عند أبي حنيفة ليس بخارج من الرحم كالحيض‪ ،‬بل من‬
‫موضع البوؿ‪ ،‬كىو قوؿ محمد‪ ،‬كزفر‪ .‬كعندنا أنو خارج من الرحم كالحيض‪( .‬زىور)‬

‫(‪)400/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فالنفاس (كالحيض في جميع ما مر)(‪ )7‬من األحكاـ الشرعية فيما يحرـ‪ ،‬كيجب‪ ،‬كيجوز(‪()0‬كإنما‬
‫يكوف) النفاس حاصبل (بوضع) المرأة (كل الحمل)(‪ )3‬ال بعضو‪ ،‬فإنها ال تصير بو نفساء‪ ،‬كلو خرج دـ‬
‫عندنا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كذلك إجماع‪ ،‬كألف دمو دـ الحيض اجتمع مدة الحمل‪ ،‬كخرج مع الولد‪ .‬من (ضياء ذكم‬
‫األبصار)] (*) قيل‪ :‬كيؤخذ من ىذا أف الطبلؽ فيو ليس بدعة‪ ،‬كىو يقاؿ‪ :‬ىذا مفهوـ‪ ،‬كسيأتي في‬
‫شركط السني ما يقضي أف الطبلؽ في النفاس بدعة ػ حيث قاؿ‪" :‬في طهر" كىو مفهوـ متأخر‪ ،‬فيكوف‬
‫بمثابة الناسخ فينظر‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز) (*) كيدخل في ذلك الصفرة‪ ،‬كالكدرة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كيندب‪ ،‬كيكره‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال بد أف يكوف الوضع من الفرج‪ ،‬كإال لم تكن نفساء‪ ،‬كلو خرج بجنابة‪ ،‬أك عبلج‪ ،‬فلو خرج‬
‫بجنابة من غير الفرج ىل يثبت لو شيء من األحكاـ من انقضاء العدة كنحوىا ? المختار‪ :‬ال تنقضي‬
‫العدة‪ .‬كعن سيدنا (حسن المغربي) تنقضي بو العدة فقط‪ ،‬فيصدؽ عليو كضع الحمل‪ ،‬ال نفاس‪( .‬قرز)‬
‫(*) كالمشيمة‪ .‬كقيل‪ :‬ال عبرة بخركج المشيمة‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪ ،‬كمثلو عن المتوكل على اهلل‪ ،‬خبلؼ‬
‫ما في (البحر) (*) (فائدة) إذا بقي الولد في الفرج أياما فالصبلة كاجبة عليها‪ ،‬ما لم ينحل جميع‬
‫الحمل‪( .‬برىاف)‪ .‬كتصلي بالوضوء [كإذا كانا تؤأمين فباآلخر إف خرج لدكف ستة أشهر‪( .‬ىامش بياف)‬
‫(قرز)] [قاؿ القتيبي‪ :‬الحمل بالفتح ػ حمل المرأة‪ ،‬كحمل كل أنثى‪ ،‬كالحمل بالكسر‪ :‬ما كاف على ظهر‬
‫اإلنساف‪( .‬برىاف)]‬

‫(‪)403/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إنها نفساء بخركج األكؿ(‪ )7‬كال يكفي عندنا في مصير المرأة نفساء كضع الحمل‪ ،‬بل‬
‫ال بد من كونو (متخلقا)(‪ )0‬أم‪ :‬قد ظهر فيو أثر الخلقة(‪ ،)3‬كإال لم تكن نفساء‪.‬‬
‫كقاؿ مالك‪ :‬إنها نفاس‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬يعرض على النساء العوارؼ فإف قلن‪ :‬ىو جنين فنفاس‪ ،‬كإال‬
‫فبل‪.‬‬
‫كعن األستاذ‪ :‬يوضع في ماء حار فإف ذاب فليس بولد‪ ،‬كإال فهو كلد‪ ،‬كمثلو في الكافي لمذىب الهادم‬
‫عليو السبلـ‪.‬‬
‫كفىشرح اإلبانة‪ :‬ال اعتبار بذلك؛ لجواز أف يكوف قطعة لحم‪ ،‬كإنما يراد ذلك لبياف الخلقة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال تنقضي العدة عنده إال باآلخر‪.‬‬
‫(‪ )0‬خلقة آدمي‪(.)7( .‬عقد) ك(كواكب) كالعبرة بالرأس ذكره في (العقد) [كقيل‪ :‬ال فرؽ‪( .‬قرز)] لكن‬
‫ينظر لو خرج حيوانا ما حكمو لو عاش ? كما يلزمو في الجناية عليو إف ثبت ىذا األصل ?‪( .‬من خط‬
‫المفتي) كركم عن المتوكل على اهلل‪ :‬حكمو حكم اآلدمي في جميع األحكاـ‪( .‬قرز) كفي كجوب‬
‫القصاص‪( .‬قرز) (‪ )7‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كىي المضغة‪( .‬قرز) ذكره في الشرح‪.‬‬

‫(‪)404/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كاليكفي كونو متخلقا أيضا‪ ،‬بل ال بد من أف يكوف (عقيبو دـ)(‪ )7‬كإال لم تكن نفساء فبل يجب‬
‫عليها غسل‪ ،‬بل تصلى عقيب الوالدة بالوضوء‪ ،‬ذكره في التقرير عن ابن أبي الفوارس‪ ،‬كالمنصور باهلل‪.‬‬
‫كقاؿ أصحاب الشافعي‪ ،‬كعلي خليل‪ :‬بل يجب عليها الغسل (‪.)0‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقولنا‪" :‬عقيبة دـ" ألف ما تراه قبل الوالدة كحالها(‪ )3‬ليس بنفاس‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬إنو نفاس(‪.)4‬‬
‫كفى مهذب الشافعي" أف ما حصل قبل الوالدة فليس بنفاس‪ ،‬كما حصل حالها فوجهاف(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالعقيب ما لم يتخلل طهر صحيح‪ ،‬فلو لم تر الدـ إال بعد خمس مثبل‪ ،‬ىل تنكشف أف األياـ‬
‫المتقدمة نفاس كإف لم تر الدـ ? أك ال يكوف نفاسا إال من كقت رؤيتو فقط ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬إف األياـ‬
‫المتقدمة تنكشف أنها نفاس (‪ )7‬كفي (الركضة) عن (الجوينى)‪ :‬أنو ال يكوف نفاسا‪ )*( .‬كعبارة‬
‫(األزىار) محتملة‪ ،‬كإال لزـ أف تكوف نفساء بمجرد خركج الدـ‪ ،‬كأف ال يكوف لو علقة بالوضع‪)7( .‬‬
‫لكونو مشركطا برؤية الدـ في العشر‪ ،‬كقد حصل‪ ،‬فيكوف نفاسا من يوـ الوضع‪ .‬ىذا ما ذكره عليو‬
‫السبلـ‪( .‬شرح مرغم) (قرز) (*) كلو قطرة‪( .‬دكارم) (قرز) كقيل‪ :‬كلو قل‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألف خركج الولد كخركج المني‪ ،‬كالمني يوجب الغسل‪( .‬بستاف معنى) كالشهوة قد حصلت حاؿ‬
‫الجماع‪ ،‬كيخرج لهم من ىذا أنهم ال يشترطوف في كجوب الغسل بخركج المني أف يقارف الشهوة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كذلك ألنو دـ انفصل قبل خركج الولد فبل يكوف نفاسا؛ ألف النفاس ما كاف بعد خركج الولد‪ ،‬كال‬
‫حيضا؛ ألف الحبلى ال تحيض‪ .‬كحجة اإلماـ يحي‪ :‬أنو دـ حاصل في زمن اإلمكاف فأشبو ما لو كاف‬
‫خارجا بعد الوالدة‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فما خرج بعد الوالدة حرمت بو العبادة‪ ،‬كال تنقضي بو العدة‪.‬‬
‫(بستاف)‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬حالها‪.‬‬
‫(‪ )5‬األرجح على أصلو أنو نفاس‪( .‬أنهار)‬

‫(‪)405/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) النفاس (ال حد ألقلو) (‪ .)7‬كقاؿ الثورم‪ :‬أقلو ثبلثة أياـ(‪( )0‬كأكثره أربعوف)(‪ )3‬يوما بلياليها‪ .‬كقاؿ‬
‫مالك‪ ،‬كالشافعي‪ :‬أكثره ستوف يوما‪.‬‬
‫(نعم) فكلما رأتو في األربعين فهو نفاس‪ ،‬ما لم يتخلل طهر صحيح‪ ،‬ىو عشرة أياـ(‪ ،)4‬فأما إذا‬
‫تخللت متوالية لم تر فيها دما فإف ما أتى بعدىا يكوف حيضا(‪.)5‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ما أتى في األربعين فهو نفاس‪ ،‬كلو عقيب طهر‪ .‬كىكذا عن زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪.‬‬
‫كىل يكره كطؤىا لو انقطع قبل كماؿ عشرة أياـ (‪ )6‬في االنقطاع ?‬
‫قاؿ اإلماـ يحي‪ :‬يكره (‪ )7‬كىو المركم عن علي عليو السبلـ‪ ،‬كابن عباس‪ ،‬كالهادم‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كأبي‬
‫حنيفة‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬ال يكره‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في األياـ‪ ،‬ال في الدـ‪( .‬قرز) ] فلو رأت الدـ لحظو أك ساعة‪ ،‬ثم رأت النقاء ػ اغتسلت‪ ،‬كحكمت‬
‫بالطهر‪( .‬زنين) كلعل ذلك حيث لم تكن عادتها توسط النقاء في العشر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ ، )0‬كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬أحد عشر يوما‪.‬‬
‫(‪ )3‬من رؤية الدـ‪ .‬وقيل‪ :‬من يوـ الوضع‪ .‬كقيل‪ :‬من الوقت إلى الوقت‪( .‬قرز) كفي (البياف)‪ :‬عند مالك‬
‫سبعوف‪ )*( .‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬تنتظر المرأة النفساء أربعين يوما) كفي ركاية (أربعين‬
‫ليلة)‪.‬‬
‫(‪ )4‬من الوقت إلى الوقت‪.‬‬
‫(‪ )5‬إذا بلغ ثبلثا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كىذا في المبتدأة الناسية [لوقتها كعددىا‪ ،‬أك الوقت فقط‪( .‬قرز) ] كأما المعتادة للنقاء‪ ،‬الذاكرة‬
‫لوقتها فيحرـ كطؤىا‪( .‬زىور)‪( .‬قرز) ينظر في الذاكرة لوقتها‪( .‬سماعا)‬
‫(‪ )7‬تنزيو‪( .‬قرز) لتجويزىا بقاء النفاس؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬المؤمنوف كقافوف عند‬
‫الشبهات)‪(.‬بستاف)‬

‫(‪)406/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(فإف جاكزىا) أم‪ :‬جاكز األربعين (فكالحيض) إذا (جاكز العشر)(‪ )7‬في أف المبتدأة ترجع إلى عادة‬
‫نسائها (‪ )0‬كالمعتادة ترجع إلى عادتها‪ ،‬فإف جاكز دمها األربعين(‪ )3‬ككاف ما بعد األربعين كقت حيضها‬
‫فهو استحاضة(‪ )4‬ذكره المؤيد باهلل؛ لئبل يؤدم إلى توالي الحيض كالنفاس من غير تخليل طهر‬
‫(كاليعتبر الدـ في انقضاء العدة بو)(‪ )5‬أم‪ :‬بالنفاس‪ ،‬كىذا الحكم مجمع عليو‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫قيل‪ :‬ذكر القاضي زيد أف الطبلؽ في حاؿ النفاس غير بدعة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو موافق ألصوؿ أىل المذىب(‪.)6‬‬
‫كقاؿ في االنتصار‪ :‬ىو حراـ (‪.)7‬‬
‫كتاب الصبلة ىي في اللغة‪ :‬الدعاء (‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في التفصيل‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف لم يكن‪ ،‬أكال عادة لهن‪ ،‬أك كن مثلها فاألربعوف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬ىذا محموؿ على من كاف عادتها أربعين‪ ،‬أك مبتدأة كعادة نسائها أربعوف‪ ،‬أك كاف ال تعرؼ عادة‬
‫نسائها‪ ،‬فأما إذا كاف عادتها كعادة نسائها ثبلثين‪ ،‬فإف العشر بعد الثبلثين طهر‪ ،‬كما بعد األربعين حيض‪.‬‬
‫(يواقيت) (قرز)‬
‫(‪ )4‬كقد تغيرت كقت عادتها؛ ألنو كالمطل‪ ،‬كىذه حالة خامسة‪ .‬ذكره (شيخنا) كقيل‪ :‬ال تغير عادتها‪،‬‬
‫بل تكوف استحاضة إلى كقت العادة‪( .‬تعليق) (قرز)‬
‫(‪ )5‬كلهذا يقاؿ‪ :‬امرأة كطئها زكجاف في ليلة كاحدة‪ ،‬كىي ىذه المرأة إذا كطئها زكجها األكؿ قبل‬
‫الوضع‪ ،‬ثم طلقها فوضعت‪ ،‬ثم تزكجت‪ ،‬ثم كطئها الزكج الثاني[فإنو يصح كطؤىا]‪( .‬شرح الهداية)(*)‬
‫الضمير في "بو" عائد إلى الوضع المذكور في أكؿ الفصل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كلعل اإلماـ عليو السبلـ لمح إلى قولهم في جميع ما مر‪ ،‬ال فيما سيأتي‪.‬‬
‫(‪ )7‬كفي (الشفاء) بدعة باإلجماع‪.‬‬
‫(‪ )8‬قاؿ تعالى‪{ :‬كصل عليهم} أم‪ :‬أدع لهم [قاؿ الشاعر‪:‬‬
‫تقوؿ بنتي كقد أزمعت مرتحبل ***يا رب جنب أبي األكصاب كالوجعا‬
‫عليك مثل الذم صليت فاغتمضي ***نوما فإف لجنب الحي مضطجعا‬

‫أم‪ :‬مثل الذم دعوت‪ .‬األكصاب‪ :‬جمع كصب أم‪ :‬األالـ‪ .‬قاؿ اهلل تعالى‪{:‬كلهم عذاب كاصب}‬
‫كقولو‪ :‬مضطجعا‪ .‬معناه‪ :‬أف لكل حي مصرعا محتوما‪ ،‬أم‪ :‬ال يصرفو عنو صارؼ دعاء أك غيره‪ .‬كقولو‬
‫تعالى‪{:‬كصل عليهم} أم‪ :‬ادع لهم‪ ،‬كربما جاءت بمعنى اإلحساف‪ ،‬كمنو‪ :‬اللهم صل على محمد كآلو‪،‬‬
‫أم‪ :‬أحسن إليهم‪ ،‬كارفع منازلهم‪ .‬كقوؿ األصحاب‪" :‬بمعنى الرحمة" فيو غفلة؛ ألف الرحمة تستلزـ الرقة‬
‫التي من طبع البشر‪ ،‬ألف كضعها في اللغة كذلك‪ ،‬فبل يصح إجراؤىا على اهلل تعالى إال مجازا‪ ،‬سماعا‪،‬‬
‫مقرا حيث كرد‪ ،‬كقد اعترضهم بما ذكرنا بعض المتكلمين‪ ،‬كلذلك موضع أليق بو‪( .‬غيث)‬
‫(*) خبر كمما ذكره في الصحاح عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪(:‬الصبلة مرضاة الرب‪،‬‬
‫كحب المبلئكة‪ ،‬كسنة األنبياء‪ ،‬كنور للمعرفة‪ ،‬كأصل اإليماف‪ ،‬كإجابة الدعاء‪ ،‬كقبوؿ األعماؿ‪ ،‬كبركة في‬
‫الرزؽ‪ ،‬كراحة في البدف‪ ،‬كسبلح على األعداء‪ ،‬ككراىية للشيطاف‪ ،‬كشفيع بين صاحبها كبين ملك‬
‫الموت‪ ،‬كسراج في قبره‪ ،‬كفراش تحت جنبو‪ ،‬كجواب منكر كنكير‪ ،‬كمؤنس كزائر معو إلى يوـ القيامة‪،‬‬
‫فإذا كانت القيامة كانت ظبل فوقو‪ ،‬كتاجا على رأسو‪ ،‬كلباسا على بدنو‪ ،‬كنورا يسعى بين يديو‪ ،‬كسترا بينو‬
‫كبين النار‪ ،‬كحجة للمؤمن بين يدم الرب‪ ،‬كثقبل في الميزاف‪ ،‬كجوازا على الصراط‪ ،‬كمفتاحا إلى الجنة‪،‬‬
‫ألف الصبلة تسبيح كتحميد كتهليل كتقديس كتعظيم كقراءة‪ ،‬كدعاء‪ ،‬كتمجيد؛ ألف أفضل األعماؿ كلها‬
‫الصبلة لوقتها)‪.‬‬

‫(‪)407/7‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ .‬كفي الشرع‪ :‬عبادة(‪ )7‬ذات أذكار(‪ )0‬كأركاف‪ ،‬تحريمها التكبير‪ ،‬كتحليلها التسليم(‪ ،)3‬ككجوبها على‬
‫االجماؿ معلوـ من الدين ضركرة‪ ،‬فاالستدالؿ عليو(‪ )4‬فيو نوع مناقضة إف قصد إثباتها بو‪.‬‬
‫فأما على كجو تبيين المستند في علم ذلك فبل بأس‪ ،‬كذلك نحو قولو تعالى‪{ :‬أقم الصبلة} {حافظوا‬
‫على الصلوات} كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬بني اإلسبلـ على خمسة (‪ )5‬أركاف) الخبر‪.‬‬
‫فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬دخلت كل عبادة‪.‬‬
‫(‪ )0‬تنتقض بصبلة العليل حيث تعذر منو القراءة‪ ،‬كسائر األذكار‪ ،‬أك األخرس [فاألكلى أف يحترز بقولو‪:‬‬
‫غالبا] (*) خرج الصوـ‪ ،‬كالزكاة‪.‬‬
‫(‪ )3‬خرج الحج‪.‬‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬على الوجوب‪.‬‬
‫(‪ )5‬كفي (الشفاء) عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم قاؿ للذم سألو عن عمل قليل يدخل الجنة‪ ،‬فقاؿ‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬صل خمسك‪ ،‬كصم شهرؾ‪ ،‬كحج بيتك‪ ،‬كأخرج زكاة مالك‪ ،‬طيبة بها نفسك‬
‫تدخل جنة ربك)‪ ،‬فقاؿ السائل‪ :‬كاهلل ما زدت حرفا‪ ،‬كال نقصت حرفا‪ .‬فقاؿ صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪(:‬أفلح كأبيو إف صدؽ)‪( .‬شفاء)‬

‫(‪)408/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(يعتبر (‪ )7‬في كجوبها) ثبلثة (‪ )0‬األكؿ‪ :‬قولو‪( :‬عقل)(‪ )3‬أم‪ :‬ال يصح من اهلل تعالى من جهة العدؿ‬
‫إيجاب الصبلة (‪ )4‬إال على من كملت لو علوـ العقل العشرة المذكورة(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬حقيقة الشرط في عرؼ المتكلمين‪ :‬ما لواله لما حصل المشركط‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالرابع‪ :‬طهارة من دـ الحيض كالنفاس‪( .‬شرح فتح) (قرز) فانقطاع الحيض كالنفاس شرط في‬
‫الوجوب‪ ،‬كبعد االنقطاع شرط في الصحة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كحقيقة العقل‪ :‬بنية في اإلنساف يتميز بها عن سائر الحيوانات‪ .‬كسمي العقل عقبل‪ ،‬ألنو يعقل‬
‫صاحبو عن الوقوع في المكاره‪( .‬مقاصد)‪ .‬فالواجبات الشرعية ال بد فيها من مجموع العقل‪ ،‬كالبلوغ‪.‬‬
‫كأما الواجبات العقلية فإنو يعتبر فيها كماؿ العقل فقط‪ ،‬كالعقل يكمل بمجموع العلوـ العشرة‪ ،‬كالشرع‬
‫بأحد األمور الخمسة في الرجل كالمرأة‪(.‬كواكب) ك(بياف معنى)‬
‫(‪ )4‬أك غيرىا من الواجبات الشرعية‪ ،‬بخبلؼ العقلية فهي تجب على كل من كمل عقلو‪ ،‬كلو لم يبلغ‪،‬‬
‫كذلك كالنظر في معرفة الصانع جل كعبل‪ ،‬كصفاتو‪ ،‬كعدلو‪ ،‬كحكمتو‪ ،‬كتصديق رسلو‪ ،‬فإف أخل بذلك‬
‫فكافر فيما بينو كبين اهلل‪ ،‬دكف ظاىر الحكم ألف أمارات البلوغ أنما نصبها اهلل عبلمة في حقنا‪ ،‬دكف‬
‫علمو) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كيؤيد ذلك أنك ترل بعض المراىقين أكيس في الدىاء كالتصرؼ من بعض‬
‫الشيوخ األجبلؼ‪ .‬بستاف)‬
‫(‪ )5‬ىذه علوـ العقل العشرة جمعها اإلماـ المهدم أحمد بن يحيى عليو السبلـ‪.‬‬
‫فعلم بحاؿ النفس (‪ )7‬ثم بديهة ***(‪ )0‬كذا خبرة (‪ )3‬ثم المشاىد (‪ )4‬رابع‬
‫كدائرة (‪ )5‬كالقصد (‪ )6‬بعد تواتر ***(‪ )7‬جلي أمور (‪ )8‬كالتعلق (‪ )9‬تاسع‬
‫كعاشرىا تمييز حسن (‪ )7‬كضده ***فتلك علوـ العقل مهما تراجع‬

‫(‪ )7‬شابع أك جائع‪ )0( .‬العشرة أكثر من الخمسة‪ )3( .‬الحجر يكسر الزجاج‪ )4( .‬ىذا زيد كىذا‬
‫عمرك‪ )5( .‬زيد في الدار أك في غيرىا‪ )6( .‬أم‪ :‬يعرؼ بقصد المخاطب‪ )7( .‬مكة في األرض‪)8( .‬‬
‫كىي األمور الجلية قريبة العهد‪ ،‬مثل ما لبس باألمس‪ ،‬كما أكل‪ ،‬كما حدث من األمور‪ )9( .‬يعرؼ أف‬
‫كل صناعة ال بد لها من صانع‪ )7( .‬ىذا حسن كىذا قبيح‪.‬‬
‫كلم يرتبها بحسب القوة كالضعف؛ ألف بعضها أقول من بعض‪ ،‬فأقواىا حصوؿ العلم بحاؿ النفس‪،‬‬
‫كثانيها في القوة كالجبلء العلم بالمشاىده‪ ،‬كقد رتبها العبلمة إبراىيم السحولي في ىذه األبيات‪ ،‬كىي‬
‫قولو‪:‬‬
‫إليك علوـ العقل منظومة على ***مراتبها فاتبع بها الرسم بالعلم‬
‫فعلم بحاؿ النفس ثم مشاىد ***بديهتها فالحصر في سائر القسم‬
‫تعلق فعل ثم قصد مخاطب ***جلي أمور فاستمع نظم من نظم‬
‫كثامنها علم اختيار كتاسع ***بو ميز اإلحساف من ظلم من ظلم‬
‫كآخرىا علم التواتر رتبة ***بها كمل المقصود من نظمها كتم‬

‫(‪)409/7‬‬

‫_____________________________‬

‫في علم الكبلـ‪ ،‬فبل تجب على مجنوف‪ ،‬أك ما في حكمو كالسكراف(‪ )7‬كالمغمى عليو(‪.)0‬‬
‫(ك) الثاني‪ :‬قولو (إسبلـ) فإنها ال تجب على كافر حتى يسلم‪ ،‬كىذا مبنى على أف الكفار غير‬
‫مخاطبين(‪ )3‬في حاؿ كفرىم باألحكاـ الشرعية‪ ،‬كىذه مسألة خبلؼ بين األصوليين (‪.)4‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كظاىر كبلـ أىل المذىب أنهم غير مخاطبين بها؛ ألنهم قسموا شرائط الزكوة كالحج‬
‫إلى شرط كجوب‪ ،‬كشرط أداء(‪ )5‬فجعلوا اإلسبلـ شرطا في الوجوب‪ ،‬كاألحكاـ الشرعية في ذلك على‬
‫سواء‪ ،‬كقد حكى بعض المذاكرين‪ )6(:‬أف المذىب خبلؼ ذلك‪ ،‬كأف اإلسبلـ شرط في الصحة‪ ،‬ال في‬
‫الوجوب(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬في كجوب التضيق‪ ،‬كإال فهي تجب عليو‪ ،‬كما سيأتي في القضاء [كتقضى]فإف جن في حاؿ‬
‫سكره سقطت‪ )7( .‬ككذا لو حاضت في حاؿ سكرىا‪( .‬قرز) [(‪)7‬من حاؿ الجنوف كالحيض‪ ،‬ال من‬
‫قبلو فتقضى‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬كال يقضي‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كإنما ترؾ خطابهم بأدائها استدراجا لهم عند اليأس من إسبلمهم‪ ،‬كما يعرض الطبيب عن كصف‬
‫العليل عند اليأس منو‪ ،‬كلظاىر السنة‪ ،‬كىو قولو صلىاهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ادعهم إلى شهادة أف ال إلو‬
‫إال اهلل‪ ،‬فإف ىم أجابوؾ فأعلمهم أف اهلل فرض عليهم خمس صلوات)‪( .‬لمع بلفظو) (*) المذىب أنهم‬
‫مخاطبوف بالشرائع‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬أصوؿ الفقو‪.‬‬
‫(‪ )5‬أم‪ :‬صحة‪.‬‬
‫(‪ )6‬الفقيو يوسف‪.‬‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (معيار النجرم)‪ :‬إف الكفار لما كانوا مخاطبين بالعقليات كانوا مخاطبين بالشرعيات‪ ،‬كإنما‬
‫لم تصح منهم العبادات إلخبللهم بشرطها كىو اإلسبلـ‪ ،‬كما ال تصح صبلة الجنب مع كونو مخاطبا بها‬
‫كبشرطها‪ ،‬كالمشهور عن الحنفية أنهم غير مخاطبين بها‪.‬‬
‫(فرع) كتظهر فائدة الخبلؼ في من صلى أكؿ الوقت ثم ارتد‪ ،‬ثم أسلم في الوقت‪ ،‬كفي من حج أك‬
‫عجل الزكاة ثم ارتد ثم أسلم‪ ،‬فعندىم انقطع الخطاب بردتو‪ ،‬ثم عاد بعد اإلسبلـ فصار كأنو مكلف‬
‫آخر الوقت فتجب عليو اإلعادة‪.‬‬

‫(فرع) كقد قاؿ بعض أصحابنا بوجوب اإلعادة‪ ،‬فيحمل أف يكوف بناء منهم على أنهم غير مخاطبين‪،‬‬
‫كما ىو قوؿ قدمائهم‪ ،‬كأف يكوف لو علة أخرل؛ إذ قد يكوف للحكم ىيئات [عليهم السبلـ‪ .‬نخ] كأما‬
‫تعليل بعضهم بانحباط األكلى فضعيف؛ إذ اليجب طلب النفع؛ كألنو يلزـ ذلك في سائر الواجبات التي‬
‫ال كقت لها كالزكاة كنحوىا‪ ،‬كيلزـ كجوب فعلها بعد الوقت فمراعاة بقاء الوقت يشعر بأف العلة ما‬
‫تقدـ‪( .‬معيار نجرم) (قرز)]‬

‫(‪)432/7‬‬

‫_____________________________‬

‫‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالظاىر خبلفو (‪.)7‬‬
‫(نعم) كالذم عليو أكثر الشافعية‪ ،‬كالحنفية(‪ )0‬أنهم مخاطبوف بها‪ ،‬كأنها كاجبة عليهم‪.‬‬
‫(ك) الثالث‪ :‬قولو (بلوغ) (‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألىل المذىب‪ ،‬ال في مذىبو فإنو شرط في الصحة‪ ،‬كما يأتي في الحج لئبل يتناقض قولو‪.‬‬
‫(‪ )0‬المشهور عن الحنفية أنهم غير مخاطبين بها‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال يقاؿ‪ :‬كاف يكفيو تكليف كإسبلـ ? ألف مراده تبيين ما يصير بو اإلنساف مكلفا‪( .‬بحر) [قيل‪:‬‬
‫لم جعلوا البلوغ شرطا مستقبل‪ ،‬كقد دخل تحت العقل‪ ،‬فإف علوـ العقل ال تكمل إال للبالغ ? كالجواب‪:‬‬
‫أف األمر كذلك‪ ،‬إال أنو إنما جعلو شرطا مستقبل ألجل التوصل إلى تبيين عبلمات البلوغ‪( .‬غيث)‬
‫بقي السؤاؿ‪ :‬لو كملت علوـ العقل لمن لم يحصل فيو أحد ىذه األمارات ىل يكلف بالصبلة كغيرىا ?‬
‫الجواب‪ :‬أف الناس في جواب ىذا السؤاؿ على ثبلث فرؽ‪ ،‬الفرقة األكلى أجابت عن ىذا التقدير‪،‬‬
‫كزعمت أف الشرع قد دؿ على أف من يحصل فيو أحد ىذه العبلمات‪ ،‬فإف علوـ العقل لم تكمل؛‬
‫إلخبار الشارع بأف القلم مرفوع عنو‪ ،‬فدؿ أف حكمو حكم المجنوف لعدـ كماؿ العقل‪.‬‬
‫الفرقة الثانية‪ :‬قوت حجة ىذ التقدير‪ ،‬كجعلتو مكلفا بالتكاليف العقلية دكف الشرعية‪ ،‬كىوالء ىم‬
‫المعتزلة‪.‬‬
‫الفرقة الثالثة‪ :‬جعلوه مكلفا بالعقليات‪ ،‬كالشرعيات‪ ،‬كىم أحمد بن حنبل‪ ،‬كمن تابعو‪( .‬غيث باختصار)‪.‬‬

‫كاختار ىذا القوؿ الثالث األخير السيد أحمد الشرفي‪ ،‬كركاه أنو مذىب اإلماـ المنصور باهلل القاسم بن‬
‫محمد عليو السبلـ‪ ،‬كلفظو في (ضياء ذكم األبصار) بعد ذكره لعبلمات البلوغ الشرعي‪ .‬قولو‪ :‬كاألقرب‬
‫عندم أنها أمارات لتماـ العقل كالقدرة على الشرعيات‪ ،‬فإف قدر عليو كلم تحصل أم‪ :‬ىذه العبلمات‬
‫صار مكلفا بما قدر عليو‪ ،‬يدؿ على ذلك ما ركاه في مجموع زيد بن علي عليو السبلـ عن علي عليو‬
‫السبلـ (إذا بلغ الغبلـ اثني عشر سنة جرل عليو كلو فيما بينو كبين اهلل تعالى‪ ،‬فإذا طلعت العانة كجبت‬
‫عليو الحدكد) كما ركاه الهادم عليو السبلـ في األحكاـ عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو‬
‫قاؿ‪(:‬إذا أطاؽ الغبلـ صياـ ثبلثة أياـ كجب عليو الصوـ) كما ركاه األسيوطي في الجامع الكبير عن ابن‬
‫عباس عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم قاؿ‪( :‬تجب الصبلة على الغبلـ إذا أطاؽ [عقل‪ .‬نخ]‬
‫كالحدكد كالشهادة إذا احتلم) كىذا ىو الذم ذىب إليو إماـ زماننا المنصور باهلل القاسم بن محمد عليو‬
‫السبلـ في االعتصاـ‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‪ ،‬كأىل المذىب لهم أدلة غير ىذه حسب ما ذكركىا]‪.‬‬

‫(‪)437/7‬‬

‫_____________________________‬
‫فبل يجب إال على بالغ‪ ،‬كالبلوغ يثبت بأحد أمور خمسة‪ ،‬ثبلثة تعم الذكر‪ ،‬كاألنثى‪ ،‬كاثناف يخصاف‬
‫األنثى‪.‬‬
‫فاألكؿ من الثبلثة قولو‪( :‬باحتبلـ)(‪ )7‬يقع معو إنزاؿ المني‪ ،‬كالعبرة بإنزاؿ المني(‪ )0‬عندنا‪ ،‬على أم‬
‫صفة كاف بجماع أك بغيره‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬إذا كاف بجماع لم يكن بلوغا (‪)3‬؛ ألنو مخرج‪ ،‬كليس بخارج(‪.)4‬‬
‫قاؿ‪ :‬فأما عن نظر أك تقبيل فبلوغ‪.‬‬
‫كقاؿ أيضا‪ :‬إف االحتبلـ ليس ببلوغ في حق األنثى‪.‬‬
‫فلو نزؿ المني بغير شهوة (‪ )5‬ىل يكوف بلوغا(‪ ? )6‬قاؿ أبو مضر‪ :‬فيو خبلؼ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إف قيل‪ :‬إف كبلـ اإلماـ عليو السبلـ ظاىره مثل كبلـ المنصور باهلل‪ ،‬حيث قاؿ‪ :‬باحتبلـ ? قلت‪:‬‬
‫أراد اإلماـ عليو السبلـ بقولو‪" :‬باحتبلـ" مطابقة اآلية‪ ،‬كىي قولو تعالى‪{ :‬كإذا بلغ األطفاؿ منكم‬
‫الحلم} كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال يتم بعد احتبلـ)‬
‫(‪ )0‬كاإلمناء من الخنثي بلوغ مطلقا من أم القبلين كاف ذلك‪ .‬كقيل‪ :‬ال بد من خركجو من قبليو‪( .‬بياف)‬
‫(قرز) من الغسل‪ .‬كقواه (سحولي) ك(الشامي)‬
‫(‪ )3‬قلنا‪ :‬العلة كماؿ انعقاده مع النزكؿ‪.‬‬
‫(‪ )4‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إذا كاف الزكج صغيرا كأتت زكجتو بولد لستة أشهر من يوـ العقد فإف كاف لو دكف‬
‫تسع سنين لم يلحق بو‪ ،‬كال خبلؼ بين العترة كالفقهاء كإف كاف لعشر لحق بو‪ .‬كإف كاف لتسع ففيو‬
‫تردد‪ ،‬المختار اللحوؽ [ال يلحق‪( .‬قرز) ]كما في حيض بنت التسع‪ .‬ذكره في (منتزع االنتصار)‬
‫(‪ )5‬بغير معالجة (قرز) كقيل‪ :‬كلو بعبلج‪.‬‬
‫(‪ )6‬عندنا بلوغ؛ لكماؿ انعقاده‪( .‬بياف) (قرز)‬

‫(‪)430/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الثاني‪ :‬قولو (أك إنبات) الشعر األسود (‪ )7‬المتجعد في العانة‪ ،‬الحاصل في بنت التسع(‪ )0‬فصاعدا‪،‬‬
‫كابن العشر فصاعدا‪ ،‬كأما الزغب(‪ )3‬فبل عبرة بو‪ ،‬ككذا ما حصل في دكف التسع كالعشر‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إف االنبات ليس ببلوغ‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬ىو بلوغ في المشركين (‪ ،)4‬كلو في المسلمين قوالف‪.‬‬
‫الثالث قولو‪( :‬أك مضي خمس عشرة سنة)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬اسم جنس‪ ،‬كلو شعرة كاحدة‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬ال بد من ثبلث [اإلنبات في الذكر كما حولو‪ ،‬ال ما‬
‫نبت على الخصيتين‪( .‬قرز) ] [المتجعد‪ :‬الخشن ]‪.‬‬
‫(‪ )0‬ينظر في الخنثى لو أنبت لتسع‪ ،‬ىل يعامل معاملة األنثى فيكوف بلوغا ? أك معاملة الذكر فبل يكوف‬
‫بلوغا ? أك يفرؽ بين المعامبلت كالعبادات ? في حاشية ما لفظو‪ :‬األصل عدـ البلوغ؛ ألنا نجوز كونو‬
‫ذكرا فبل بد من بلوغ العشر‪ ،‬كنجوز كونو أنثى فيكوف بلوغا‪ )*( .‬صوابو‪ :‬في التسع‪ ،‬حولي قبلها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬الصوؼ األصفر‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم [في بني قريظة]‪(:‬من أخضر مئزره فاقتلوه)‪( .‬بحر) كالعلة في‬
‫ىذا البلوغ‪.‬‬
‫(‪ )5‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬إذا بلغ المولود خمس عشرة سنة كتب مالو كماعليو)‪( .‬زنين)‬

‫كركل ابن عمر قاؿ‪ :‬عرضت على النبي صلى اهلل عليو كآلو كأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني في‬
‫المقاتلة‪ ،‬كعرضت عليو يوـ الخندؽ كأنا ابن خمس عشرة فأجازني في المقاتلة‪( .‬شرح بحر)[سنة قمرية‬
‫ثبلث مائة كأربعة كخمسين يوما‪ .‬كسيأتي في العتق على قولو "كأكثرىا السنة" خبلؼ ىذا‪ ،‬كلفظو‪ :‬قاؿ‬
‫ابن (راكع)‪ :‬أينما كردت السنة في خطابات الشرع فالمراد بها قمرية‪ ،‬كالمختار أنها ثبلثمائة كستوف‬
‫يوما]‪.‬‬

‫(‪)433/7‬‬

‫_____________________________‬

‫منذ كالدتو‪ ،‬كعند أبي حنيفة ثماني عشرة سنو للذكر‪ ،‬كسبع عشرة لؤلنثى(‪.)7‬‬
‫ثم ذكرعليو السبلـ اللذين يخصاف األنثى بقولو‪( :‬أك حبل)(‪ )0‬فإنو بلوغ في المرأة(‪.)3‬‬
‫الثاني مما يختص األنثى قولو‪( :‬أك حيض)(‪ )4‬فإنو بلوغ (ك) اختلف فيو‪ ،‬كفي الحبل متى يثبت حكم‬
‫البلوغ بهما? فالصحيح على أصل المذىب أف (الحكم ألكلهما) أم‪ :‬أنو الذم تثبت منو أحكاـ البلوغ‪،‬‬
‫فالحبل من العلوؽ‪ ،‬كالحيض من رؤية الدـ إذا انكشف أنو حيض‪.‬‬
‫كقاؿ أبو مضر في الحيض‪ :‬إنو ال يكوف بلوغا حتى يبلغ الثبلث‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو محتمل أف يريد أنو ال ينكشف كونو بلوغا إال بعد الثبلث‪ ،‬كذلك ال‬
‫يخالف ما ذكرنا‪ ،‬إف لم يقع منو تصريح أف أحكاـ البلوغ إنما تثبت بعد الثبلث‪.‬‬
‫كقاؿ أبو جعفر في الحبل‪ :‬إنو ال يكوف بلوغا إال بالنفاس(‪ ،)5‬كمجرد الحمل ليس ببلوغ‪ ،‬فهذه الخمسة‬
‫ىي عبلمات البلوغ عندنا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىل يفيدىم الخبلؼ في ترؾ الصبلة في السادسة عشر كالسابعة عشر ? أك يجب القضاء ? قاؿ‬
‫اإلماـ المتوكل على اهلل‪ :‬ال يفيدىم الخبلؼ؛ ألف المسألة قطعية‪ .‬كلفظ حاشية "ألنو كقع اإلجماع‪ ،‬ثم‬
‫كقع الخبلؼ بعده"‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬من الوطء المفضي إلى العلوؽ‪( .‬قرز) كفائدة ىذا االستدراؾ ػ لو نذرت عليو في أكؿ الوطء‪،‬‬
‫أك باعت‪ ،‬ثم بعد قليل أنزؿ صح النذر‪ .‬كلو قلنا‪ :‬من العلوؽ لم يصح‪ )*( .‬ألنو انكشف أنو عن إنزاؿ‪،‬‬
‫كإنزالها بلوغ‪ ،‬سواء كاف خارجا بنفسو‪ ،‬أك مستخرجا‪( .‬صعيترم) (*) أك حبل‪ .‬قاؿ في (المصباح)‪ :‬من‬
‫باب تعب‪ :‬إذا حملت بالولد فهي حبلى‪ )*( .‬قاؿ في (االنتصار)‪ :‬الوالدة كاشفة عن البلوغ؛ ألنها تدؿ‬
‫على انفصاؿ المني من المرأة‪ ،‬فيحكم ببلوغها من قبل الوالدة بأقل مدة الحمل‪( .‬زىور)‪( .‬قرز) كىو‬
‫يستقيم مع لبس الوطء المفضي إلى العلوؽ‪ ،‬كإال فمنو‪( .‬شامي) (قرز)‬
‫(‪ )3‬كالخنثى‪.‬‬
‫(‪ )4‬في غير الخنثي (قرز)‬
‫(‪ )5‬صوابو‪ :‬الوضع‪.‬‬

‫(‪)434/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كزاد القاسم عليو السبلـ اخضرار الشارب في حق الرجل (‪ )7‬كالمنصور باهلل‪ :‬تفلك الثديين في حق‬
‫الرجل(‪.)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كزاد بعضهم اإلبط في حق الرجل كالمرأة‪( .‬بياف) كزاد محمد بن أسعد المرادم نبات اللحية في‬
‫حق الرجل‪ ،‬كتفلك األرنبة‪ ،‬كىي طرؼ األنف‪ .‬كمنهم من زاد في حق المرأة الناىد‪ ،‬كىو ارتفاعو‪ .‬كلذا‬
‫قاؿ في (كفاية المتحفظ) في حق المرأة ما لفظو فإذا كعب ثديها أم‪ :‬في صدرىا فهي كاعب‪ ،‬فإذا‬
‫ارتفع فهي ناىد‪( .‬لفظا) (*) ما لم يؤد إلى إباؽ العبد؛ ألنو معصية‪ ،‬فحينئذ األمر بالمعركؼ يكوف سببا‬
‫لحصوؿ المنكر‪ ،‬ككذا النشوز من الزكجة كعقوؽ الوالدين‪( .‬قرز) كسمعت موالنا عليو السبلـ أفتى‬
‫بتطليق من لم تصل في آخر أيامو‪.‬‬
‫(‪ )0‬ال في المرأة‪ ،‬فإنها تتفلك قبل البلوغ‪.‬‬

‫(‪)435/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) يجب على السيد أف (يجبر الرؽ) كىو المملوؾ (‪)7‬ذكرا كاف أك أنثى (ك) يجب أيضا على كلى‬
‫الصغير(‪ )0‬أف يجبر من الصغار من قد صار (ابن العشر) السنين (عليها) أم‪ :‬على الصبلة(‪،)3‬‬
‫كاإلجبار بمعنى اإلكراه إف لم يفعل من دكنو فيأمره بها‪ ،‬كيشدد عليو في المحافظة عليها (كلو) لم يفعل‬
‫إال (بالضرب)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬المكلف‪ ،‬كابن العشر‪ ،‬أك بنت التسع‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فإف قصر الولي في تعليم الصغير انعزؿ‪ ،‬كانتقلت كاليتو إلى من بعده‪( .‬شامي) (قرز)‬
‫(‪ )3‬كعلى شركطها‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )4‬كليس القياس على التأديب؛ لثبوت الضرب على الصبلة‪ ،‬كإنما المراد ضرب كضرب التأديب‪،‬‬
‫كالمقيس ىو التأديب على ضرب الصبلة؛ ألنو كرد النص فيو‪( .‬شامي) (*) كرد األثر بأمر الصبياف‬
‫بالصبلة‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو‪(:‬مركىم لسبع‪ ،‬كاضربوىم لعشر‪ ،‬كفرقوا بينهم في المضاجع)‪.‬‬
‫(بياف) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كال يجب أمرىم بغيرىا من سائر العبادات على مقتضى القياس‪ ،‬بخبلؼ‬
‫الصبلة ألجل الدليل‪ ،‬كتكررىا في كل يوـ كليلة‪ ،‬كظاىر قوؿ أبي طالب يجب أمرىم بالصياـ [أيضا‪.‬‬
‫قاؿ (الدكارم)‪ :‬ألف أقل التكرار في الواجب في السنة مرة ] كىو أحد كجهي اإلماـ يحي‪ ،‬كأما الحج‬
‫فبل يؤمركف بو؛ إذ ال تمرين‪( .‬تكميل)‬

‫[كيكوف الضرب غير مبرح‪ ،‬كىو ما ال يجرح في غير الوجو‪( .‬بياف) (قرز) فبل يلطمو‪ .‬فبل يجوز كلو‬
‫اعتقد فيو صبلحا؛ فبل يجوز فعل المحظور لتحصيل المصالح‪( .‬شامي) (قرز)]‬

‫(‪)436/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ضربو لذلك‪ ،‬كجاز لو (كالتاديب)(‪ )7‬فإنو يضربو لو‪ ،‬كنعني بو تعليمو المصالح(‪ )0‬التي يعود نفعها عليو‬
‫من العمل(‪ ،)3‬كالمعاملة كلو مباحة؛ لوركد الشرع بجواز الضرب لذلك‪ ،‬كالعبد كالصغير في جواز‬
‫ضربو(‪ )4‬لها لسيده‪ ،‬كما يجوز لو ضربو لغيرىا‪ ،‬فأما الزكجة فبل يلزـ الزكج(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ أبو مضر)‪ :‬كمن ىذا أخذ أنو يجوز ثقب آذاف الصبياف لتعليق الخرص كنحوه‪( .‬من خط مرغم)‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )0‬التي تليق بو من تعليم القرآف كغيره‪ ،‬كتكوف األجرة من ماؿ الصبي إف كاف لو ماؿ‪ ،‬فإف لم يكن لو‬
‫ماؿ فمن ماؿ األب‪ ،‬كما في أجرة الخاتن‪( .‬قرز) كيستحق الولي الثواب باألمر‪ ،‬كالصبي العوض على‬
‫الفعل‪ ،‬ال الثواب فبل يستحقو‪ ،‬كال تكوف صبلتو نافلة‪ ،‬خبلؼ الفريقين‪ ،‬كأحد قولي المؤيد باهلل‪ ،‬كأحد‬
‫قولي أبي العباس‪ ،‬كالمعتزلة (*) كأما المحظورات فيجب على الولي كغيره نهيهم عنها جميعا‪ ،‬كإف كانت‬
‫غير محظورة في حقهم؛ ألف اجتناب المحظور لدفع مفسدة‪ ،‬كفعل الواجب لتحصيل مصلحة‪ ،‬كدفع‬
‫المفاسد أىم من تحصيل المصالح‪( .‬شرح األثمار) (قرز) [قلت‪ :‬كىذا بناء على أف الشرائع الظاىرة‬
‫في العقليات‪ ،‬كما ذىب إليو موالنا كغيره‪ ،‬كالمعتزلة‪ ،‬خبلؼ ما ذىب إليو جمهور أئمتنا‪ ،‬من أف‬
‫الطاعات شكر‪ ،‬كبنى عليو اإلماـ القاسم بن محمد]‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالقرآف؛ إذ ال يتمكن من معرفة العدؿ كالتوحيد‪ ،‬كالوعد كالوعيد إال يمعرفة جميعو‪( .‬تعليق) كفي‬
‫(شرح ابن (بهراف) ما لفظو "كيجوز للولي تعليم صبيو القرآف‪ ،‬كتأديبو لذلك؛ كال يجب إال القدر‬
‫الواجب‪ ،‬كىو الفاتحة‪ ،‬كثبلث آيات‪( .‬بهراف)‪ .‬كفي (حواشي اإلفادة) كالفقيو يحيى البحيبح‪ :‬العبرة بما‬
‫يغلب في الظن أف فيو صبلحا لليتيم‪ ،‬كلو خالف عادة أبيو‪( .‬من الوصايا باللفظ) (قرز) كلم يعتبر القدر‬
‫الواجب‪ ،‬كال غيره‪( .‬قرز) (*) قيل‪ :‬تعليمو ما يليق بو‪ ،‬العلم أىلو‪ ،‬كالحرث أىلو‪ ،‬كنحو ذلك كجوبا على‬
‫الولي‪.‬‬
‫(‪ )4‬ما لم يخش إباقو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كال يجوز للزكج ضرب زكجتو على الواجب إال في النشوز فلو ضربها‪ ،‬سواء كانت صغيرة أك كبيرة‪.‬‬
‫(شامي) كعليو قولو تعالى‪{ :‬فاىجركىن في المضاجع كاضربوىن} [ال يتصور نشوز في حق الصغيرة‪.‬‬
‫(قرز) ] (*) ما لم يخش النشوز‪( .‬قرز) (*) ككذا المحرـ في األخصية كالزكج‪ ،‬كيكوف الزكج في‬
‫األخصية بعد المحرـ‪.‬‬

‫(‪)437/7‬‬

‫_____________________________‬

‫إال كما يلزـ سائر المسلمين‪ ،‬لكن فيو نوع أخصية‪.‬‬


‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب عندم أف ىجرىا(‪ )7‬ال يجب عليو إف لم تفعل بدكنو(‪.)0‬‬
‫فصل (ك) يشترط (في كصحتها) (ستة) (‪ )3‬شركط األكؿ دخوؿ (الوقت) المضركب لها‪ ،‬كسيأتي‬
‫تفصيلو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كما ال يلزـ إسقاط دين من ال يفعل الواجب إال بإسقاطو‪ ،‬كذلك ىنا‪ ،‬ككذلك التعليم ال يتعين‬
‫عليهم مهما قاـ بو غيرىم [ككذا السيد ال يتعين عليو‪ ،‬مهما قاـ بو غيره‪ .‬نخ ] (*) فإف غلب على ظنو‬
‫أنو إذا ىجرىا صلت ىل يلزمو أـ ال ? [ال يلزـ ىجرىا‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬لكن قد ركل (النجرم) أف اإلماـ قد رجع عن ذلك كما يأتي]‪.‬‬
‫(‪ )3‬بل سبعة‪ .‬كالسابع‪ :‬اإلسبلـ؛ ألنو شرط في الصحة‪( .‬قرز) [كيجب على كل مكلف معرفتها‪ ،‬كإذا‬
‫صلى مع جهلو صحت صبلتو‪ ،‬كال يصح أف يأتم‪ .‬ذكره الفقيو علي‪ .‬كقاؿ الفقيو يوسف‪ :‬يصح أف يأتم‬
‫بو‪ ،‬ما لم يترؾ لفعلو جزاء‪( .‬مفتي)]‬

‫(‪)438/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىو في لساف األصوليين (‪ )7‬سبب‪ ،‬كليس بشرط‪ ،‬لكن حذكنا حذك األصحاب‪،‬‬
‫كلهذا لم نفرده بل أدخلناه ضميمة مع غيره‪ ،‬فقلنا‪ :‬الوقت (كطهارة البدف من حدث كنجس)(‪ )0‬كقد‬
‫تقدـ الكبلـ في تفاصيل الحدث كالنجس‪ ،‬ككيفية إزالتهما قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا ىو الشرط (‪)3‬في‬
‫التحقيق‪ ،‬كالوقت سبب‪ ،‬كإف كاف حكمو حكم الشرط‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬أصوؿ الفقو‪.‬‬
‫(‪ )0‬إجماعا في غير المعفو‪ ،‬كالمستحاضة كنحوىا‪( .‬بياف)]‬
‫(‪ )3‬كالفرؽ بين السبب كالشرط‪ :‬أف المشركط كىو الصبلة ال يوجد بوجود الشرط‪ ،‬كىو الوضوء‪،‬‬
‫كينتفي بانتفائو‪ .‬كالمسبب الذم ىو الصبلة يوجد بوجود السبب كىو الوقت‪ ،‬كال ينتفي بانتفائو‪،‬‬
‫كالسبب (‪ )7‬موجب‪ ،‬كالشرط غير موجب‪( .‬زنين) ك(رياض) ك(شرح األثمار) (‪ )7‬ألنو لو خرج الوقت‬
‫لوجب القضاء‪ ،‬كالسبب موجب للصبلة‪ ،‬كالشرط الذم ىو الوضوء غير موجب لها‪ .‬ىذا الفرؽ بين‬
‫الشرط كالسبب‪( .‬زنين) كالشرط داخل تحت المقدكر‪ ،‬بخبلؼ السبب فليس بداخل‪ ،‬كالشرط يعاقب‬
‫على تركو بخبلؼ السبب‪ ،‬إال في الجمعة فالوقت سبب‪ ،‬كشرط‪ ،‬فكونو شرطا ينتفي بانتفائو‪ ،‬ككونو سببا‬
‫ال يوجد إال بوجوده‪ ،‬ككذا العيدين‪.‬‬

‫(‪)439/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كالطهارة من الحدث النجس ال تكوف شرطا إال إذا كانا (ممكني (‪ )7‬اإلزالة من غير ضرر) فأما‬
‫إذا لم يمكن إزالتهما لعدـ الماء كنحوذلك(‪ )0‬أك تعذر االحتراز كالمستحاضة‪ ،‬أك كانت ممكنة لكن‬
‫يخشى من إزالتهما الضرر فليس بشرط الزـ‪ ،‬كيدخل في ذلك من جبر سنو بنجس(‪ )3‬كىو يتضرر‬
‫بقلعو(‪.)4‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬يقلع ما لم يخش التلف‪ .‬قاؿ‪ :‬فإف امتنع أجبره السلطاف‪ ،‬كلو جرل عليو اللحم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كقد دخل في ىذا من لم يجد ماء كال ترابا فإنو يصلي على الحالة التي ىو عليها؛ ألنو إذا لم يجد‬
‫ماء كال ما يقوـ مقامو من استباحة الصبلة بو‪ ،‬فلم يمكن إزالتو‪ ،‬فيصلي على حالتو‪ ،‬لكن لو طرأ عليو‬
‫حدث حاؿ الصبلة فالمذىب إعادتها كما مر؛ ألف للطارئ حكم الطركء‪ )*( .‬كإذا دخل تحت جلدتو‬
‫ما ال يعفى عنو كالتحم عليو لم يلزمو قلعو للحرج‪ ،‬ككاف كالنجاسة الباطنة‪ )*( .‬مثل ما لو حرمة‪ ،‬كشعر‬
‫اللحية‪ ،‬كالرأس‪ .‬كلفظ (حاشية سحولي)‪" :‬كال يلزـ قطع الشعر المتنجس لتعذر غسلو‪ ،‬كلو لم يضره‬
‫قطعو؛ ألف لو حرمة‪ ،‬سواء كاف من شعر اللحية أك من شعر الرأس‪ .‬ذكره الفقيو يوسف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬احتاجو لنفسو أك غيره محترما‪ .‬كلم يكن النجس‪( .‬قرز) كما تقدـ في التيمم‪.‬‬
‫(‪ )3‬كصبلتو أصلية‪ ،‬كيؤـ بمثلو‪ ،‬ال بمن ىو أكمل منو‪ )7( .‬كيكوف ريقو كالمستحاضة بالنظر إلى‬
‫موضعو‪ ،‬ال لو كقع في ثوبو‪ ،‬أك بدنو فنجس (‪ )0‬ما لم يتعذر االحتراز‪( .‬سماع عامر) كىل يفطر ? ال‬
‫يفطر إذا أبتلعو‪ .‬كقواه (التهامي) كفي (ركضة النوكم)‪ :‬يفطر‪ )*( .‬لكنو ال يجوز‪ ،‬كما سيأتي في اللباس‪.‬‬
‫(قرز) [كيصلي أكؿ الوقت‪( .‬قرز) ألنو لم يعدؿ إلى بدؿ‪( .‬غيث) (قرز) ] [(‪ )7‬كأما إذا غمره اللحم‬
‫صح أف يصلي بغيره؛ ألنها كالنجاسة الباطنة‪( .‬صعيترم)] [(‪)0‬كحده‪ :‬ما أدرؾ بالطرؼ‪ ،‬ال باللمس‪.‬‬
‫(قرز) ]‬
‫(‪ )4‬أك يغمره اللحم‪( .‬بياف)‪( .‬قرز) ][كإال لزـ قلعو‪( .‬بياف)‪( .‬قرز) ]‬

‫(‪)442/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الشرط (الثاني ستر جميع العورة)(‪ )7‬كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬يعفى عن قدر الدرىم من المغلظة(‪ ،)0‬كىي‬
‫القبل‪ ،‬كالدبر‪ ،‬كعن ما دكف الربع من المخففة‪ ،‬كىي ما عدا ذلك‪.‬‬
‫كالمذىب‪ :‬أف الواجب سترىا (في جميعها) أم‪ :‬في جميع الصبلة بحيث أنو لو انكشف منها شيء في‬
‫أم حاالت الصبلة بطلت(‪.)3‬‬
‫كقاؿ أبو العباس‪ :‬إذا انكشف بعد أف أدل الواجب من الركن‪ ،‬كسترىا قبل أف يأخذ في ركن آخر لم‬
‫تبطل‪ ،‬كىو قوؿ المنصور باهلل‪ ،‬كأبي حنيفة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كبجب عليو طلب الستر في محلو فقط‪ ،‬كقيل‪ :‬في الميل‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬في البريد‪ )*( .‬كسميت‬
‫العورة بهذا االسم لقبح ظهورىا‪ ،‬كغض األبصار عنها‪ ،‬مأخوذ من العور‪ .‬من (كتاب البرىاف في تفسير‬
‫القرآف لئلماـ أبي الفتح الديلمي) (*)‪ ،‬كقاؿ مالك‪ :‬ال يجب ستر العورة‪ ،‬بل يستحب‪( .‬صعيترم) قيل‪:‬‬
‫خبلفو في غير الصبلة‪ )*( .‬من الذكر كاألنثى ما بين السرة كالركبة‪[ .‬فإف كجد دكف ما يستر عورتو قدـ‬
‫الفرجين‪ ،‬كإف قدـ غيرىما أجزتو صبلتو‪ ،‬كإف ترؾ المستحب‪ ،‬فإف كاف ال يستر إال أحد الفرجين فقيل‪:‬‬
‫القبل أكلى‪ .‬كقيل‪ :‬الدبر ألنو أفحش‪ .‬كقاؿ اإلماـ يحي‪ :‬سواء‪ .‬فيخير‪( .‬بياف)]‬
‫(‪ )0‬كعن غيره من المعتزلة‪ :‬يجوز كشف الفخذ حاؿ الفعل من الفبلحين‪ ،‬كأىل االشغاؿ‪( .‬من تعليق‬
‫الزيادات) كىذا في حاؿ الفعل‪ ،‬ال في السعة‪ .‬كعن أبي داكد‪ :‬ال عورة إال القبل‪ ،‬كالدبر‪ .‬كالقبل نفس‬
‫العضو‪ ،‬ال ما حولو‪ ،‬كالدبر يقرب أنو ما بين األليتين‪ ،‬كالرجل كالمرأة في ذلك سواء‪ ،‬كال خبلؼ أف‬
‫الفرجين عورة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلو سترىا فورا‪( .‬قرز)‬

‫(‪)447/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬ككذا يقوؿ في النجاسة(‪.)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬الجافة(‪ )7‬كزالت عنو من غير فعلو‪ .‬كقيل‪ :‬بفعلو إذا افرد لها فعبل‪ ،‬كلم تتحرؾ بتحركو للصبلة كما‬
‫يأتي‪( .‬قرز) كلفظ (البياف) كىكذا الجافة إذا كقعت عليو‪ ،‬أك على لحافو ثم زالت بغير فعلو‪( .‬بياف)‬
‫تفسد مع التحرؾ بتحركو‪( .‬قرز) (*) دليلهم (أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم ألقيت عليو النجاسة‬
‫كىو راكع‪ ،‬ثم لم يرفع رأسو حتى أزيلت عنو‪ ،‬ثم تم صبلتو)‪( .‬كشلي) ألقاىا عليو أبو جهل لعنو اهلل‬
‫[(‪ )7‬يستقيم إذا كقعت في موضع صبلتو‪ ،‬كأزالها بفعل يسير‪ ،‬فإنها ال تفسد‪( .‬قرز)]‬

‫(‪)440/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم بينا كيفية سترىا بقولنا‪ :‬يسترىا (حتى ال ترل إال بتكلف)(‪ )7‬أم‪ :‬يلبس الثوب‬
‫لبسة يستر بها جميع عورتو‪ ،‬حتى لو أراد الرائي يراىا لم يرىا إال بتكلف منو‪ ،‬فعلى ىذا لو التحف ثوبا‪،‬‬
‫كصلى في مكاف مرتفع على صفة لو مر تحتو مار رأل عورتو من دكف تكلف لم تصح صبلتو‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬فأما إذا كانت ترل من فوؽ (‪ )0‬فإف صبلتو ال تصح (‪ )3‬سواء كانت الرؤية بتكلف‬
‫أـ بغيرتكلف‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬تحقيقا‪ ،‬أك تقديرا‪( .‬قرز) ] (تنبيو) أما لو كاف في ثوب المصلي خرؽ ينكشف منو بعض عورتو‬
‫فوضع يده عليو ال بفعل كثير أجزأه؛ إذ البدف يستر بعضو بعضا‪ .‬ذكره في (شرح اإلبانة) ك(شرح‬
‫القاضي زيد) كىو قوم‪ .‬كعند الشافعي‪ :‬ال يستر‪(.‬غيث) (*) (فرع) قاؿ الفقيو علي‪ :‬كيعفى عما يرل‬
‫من فخذ المصلي حاؿ التشهد‪ ،‬كحاؿ السجود‪ ،‬كمن بين رجليو؛ ألنو يشق التحرز؛ لقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو‪( :‬يا معشر النساء إذا سجد الرجاؿ فاخفضن أبصاركن؛ لئبل ترين عورات الرجاؿ من ضيق األزر)‪.‬‬
‫(بياف) [كىذا الحديث ىو الذم أخذ منو أف رؤية العورة مع التكلف معفو عنو] ظاىر (األزىار) يفسد‪.‬‬
‫(قرز) كليس في الحديث إال في حاؿ السجود‪( .‬بياف)‪ )*( .‬يحترز ممن يصلي قدامك كأنت تصلي‬
‫كترل عورتو حاؿ التهوم للسجود‪ ،‬كىو ساجد‪ ،‬أك نحو ذلك فإف ىذا ال يضر؛ ألنها لم تر إال بتكلف‪،‬‬
‫كأما لو كاف جنبك من يرل عورتك‪ ،‬أك من فوقك لكبر الفقرة‪ ،‬أك من تحتك‪ ،‬نحو من يصلي على سرير‬
‫أك نحوه بغير سراكيل‪ ،‬فإنها ال تجزئ‪( .‬نجرم) (قرز) (*) كلو نفسو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كلو كاف تقديرا‪ .‬كسواء كاف ىو الرائي‪ ،‬أك غيره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كالمختار‪ :‬تصح إذا كاف بتكلف‪ .‬كال فرؽ بين أف يرل من فوؽ‪ ،‬أك من تحت‪( .‬إمبلء شامي) (قرز)‬

‫(‪)443/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬كمن ىو على صورة المتكلف حكمو حكم المتكلف‪ ،‬فبل يضر لو بدت لو‪،‬‬
‫نحو أف يرفع رأسو لرؤية شيء غير عورة المصلي فيرل عورتو(‪ )7‬فإف ذلك ال يضر‪.‬‬
‫(ك) يجب ستر العورة من الثياب (بما ال يصف)(‪ )0‬لوف البشرة لرقة فيو(‪ )3‬فإف كاف يصف لم تجز‪.‬‬
‫كقاؿ األمير الحسين‪ :‬ذلك يختلف بالمكاف(‪ )4‬كالزماف(‪ )5‬كىو كقوؿ أبي العباس‪ :‬إف الظلمة‬
‫ساترة(‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ككذا المستلقي على قفاه حكمو حكم المتكلف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فرع) كالماء الكدر يستر للصبلة‪[ .‬كظاىر األزىار خبلفو] (‪ )7‬ال الظلمة‪ ،‬إال عند أبي العباس‪.‬‬
‫(بياف) لكن يقاؿ‪ :‬الماء الكدر تنفذه الشعرة بنفسها فينظر‪( .‬مفتي) [كظاىر المذىب أف الماء الكدر ال‬
‫يستر كالظلمة‪( .‬ىامش بياف)‪( .‬قرز) ] (‪ )7‬كيصلي قائما موميا‪ ،‬ثم قاعدا؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬ما استطعتم)‪( .‬بحر معنى) (*) من غير تكلف‪( .‬قرز) (*) فلو كاف يصف في كقت دكف كقت‪،‬‬
‫كفي مكاف دكف مكاف ? فقاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬ال يصح على المذىب‪ .‬كأما بدف دكف بدف‬
‫فكذلك ال يصح أيضا‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬كإف كاف رقيقا؛ لكنو ال يصف لما أشبو الجسد لم تصح الصبلة؛‬
‫ألنو يصف تقديرا‪ ،‬كىوالمعتبر‪ )*( .‬من حمرة‪ ،‬أك سواد‪ ،‬أك نحو ذلك‪ ،‬كأما الحجم فبل يضر‪( .‬لمعة)‬
‫ك(نجرم) كالمراد أف يعرؼ ما تحت الثوب من كونو أبيض أك أحمر‪ ،‬ال مجرد الحجم كالخياؿ فبل‬
‫حكم لو‪( .‬لمعة)‬
‫(‪ )3‬تحقيقا أك تقدير‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬المظلم تقديرا ال تحقيقا‪ ،‬فالمقصود إذا كاف يقدر بدكىا لخشونة الثوب كإف لم تبد‪ ،‬فأما إذا بدت‬
‫لم تصح الصبلة‪ ،‬كلو كاف الثوب غليظا‪( .‬زىور)‪ .‬ك(تعليق ابن مفتاح) (قرز)‬
‫(‪ )5‬الليل‪.‬‬
‫(‪ )6‬لمن ال يجد سترا‪ ،‬ال على اإلطبلؽ‪( .‬حاشية سحولي) [كيحققو قولو تعالى‪{:‬كجعلنا الليل لباسا}‪.‬‬

‫(‪)444/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) إنما تجزئ بثوب صفيق غيرخشن‪ ،‬كقد قدركا حدة الصفاقة أف (ال تنفذه) من جسد المصلي‬
‫(الشعرة بنفسها)(‪ )7‬فإف كانت تنفذ بنفسها ال بمعالجة لم تجز الصبلة بو كحده(‪.)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬تقديرا ال تحقيقا؛ ألنك تقدر أنها تخرج من غير مخرج‪ ،‬فإف ذلك ال يجزئ كإف لم تخرج؛‬
‫لحصوؿ ذلك التقدير؛ ألف ذلك يحصل بغالب الظن في نحو شيء من الثياب الهندية‪( .‬بحر لفظا)‬
‫(قرز) (*) غير شعر الرأس‪ ،‬كالعانة‪ ،‬كظاىر (األزىار) خبلفو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬ىذا إذا انفرد الرفيع أك الخشن‪ ،‬أما لو ضاعفو حتى ال يصف كال تنفذه الشعرة أجزأ‪( .‬حاشية‬
‫سحولي) (قرز)‬

‫(‪)445/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) العورة بالنظر إلى الصبلة دكف سائر األحواؿ(‪( )7‬ىي من الرجل كمن لم ينفذ عتقو)(‪ )0‬من‬
‫المماليك الذكور كاألناث‪ ،‬فيدخل في ذلك المدبر‪ ،‬كالمكاتب‪ ،‬كأـ الولد‪ ،‬فهي من الرجل‪ ،‬كمنهم‬
‫(الركبة إلى تحت السرة)(‪ )3‬بمقدار الشفة(‪ )4‬فإذا بدا شعرة من ىذا القدر فسدت الصبلة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما سائر األحواؿ فالرجل كلو عورة مع المرأة‪ ،‬كالمرأة كلها عورة مع الرجل‪( .‬قرز) [إال بين‬
‫الزكجين‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬كأما األمة التي عتق بعضها فحكمها في العورة حكم الحرة (‪ )7‬ذكر معناه في (األثمار) كفي‬
‫حاشية‪ :‬كلو عتق بعضها على الصحيح‪ )7( .‬كقيل‪ :‬حكم األمة؛ ألف الستر ال يتبعض‪ ،‬كىو ظاىر‬
‫(األزىار) قاؿ في (البحر)‪ :‬فلو لم تعلم العتق فصلت حاسرة‪ ،‬ثم علمت العتق أعادت في الوقت ال‬
‫بعده‪( .‬قرز) (*) كأما لو عتقت األمة كىي كاشفة رأسها‪ ،‬كىي في الصبلة ػ بطلت صبلتها على كبلـ‬
‫السيدين مطلقا‪ ،‬إال حيث ال يمكن سترىا لو خرجت‪ ،‬أك خشيت فوت الصبلة بخركج الوقت‪ ،‬ككذا في‬
‫أكلو مع األياس‪ ،‬ذكر ذلك الفقيو علي‪ .‬كمن انتقل حالو من األعلى إلى األدنى‪ ،‬كىذا على أصوؿ‬
‫السيدين (‪ )7‬فقط‪( .‬نجرم لفظا) كأما على أصل أبي العباس فتصح صبلتها إذا سترت رأسها فورا‪.‬‬
‫(بياف معنى) (*) صوابو عتقها‪)7([ .‬كىو ظاىر ما يأتي في قولو‪" :‬كال تفسد عليو بنحو إقعاد مأيوس"]‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالحجة قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬كل شيء أسفل من السرة إلىالركبة عورة) كركم عن أبي‬
‫ىريرة أنو قاؿ للحسن بن علي عليو السبلـ‪( :‬أرني الموضع الذم كاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم يقبلو منك‪ ،‬فكشف لو سرتو) دؿ على أف السرة غير عورة‪ )*( .‬يعني‪ :‬ىي بنفسها عورة‪ .‬كاختار‬
‫اإلماـ يحيى قوؿ الشافعي‪ :‬إف السرة كالركبة ليستا بعورة‪( .‬نجرم)‬
‫(‪ )4‬بمقدار الشفة السفلى] قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كالظاىر من إطبلؽ أىل المذىب أنما تحت السرة‬
‫عورة‪.‬‬

‫(‪)446/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) العورة (من الحرة)(‪ )7‬بالنظر إلى الصبلة جميع جسمها كشعرىا (إلى تحت الركبة)(‪ )0‬كزاد‬
‫القاسم(‪ )3‬القدمين(‪ ،)4‬ذكره أبو العباس(‪)5‬عنو‪ ،‬فيجب عليها ستر ما عدا ىذه‪ ،‬فلو ظهرت شعرة من‬
‫رأسها فسدت صبلتها‪ ،‬ككذلك سائر جسمها‪.‬‬
‫كعورة الخنثى المشكل كعورة المرأة(‪ )6‬ترجيحا لجنبة الحظر‪ ،‬كيجب على المصلي أف يستر من غير‬
‫العورة ما ال يتم ستر العورة إال بستره(‪ )7‬كبعض الساؽ ليكمل ستر الركبة‪.‬‬
‫(كندب) في الصبلة(‪)8‬الستر (للظهر)(‪ )9‬كللصدر أيضا‪ ،‬لكن األغلب(‪ )72‬في ما يستر الظهر أنو‬
‫يستر الصدر فاستغنى عليو السبلـ بذكر الظهر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الكاملة‪( .‬قرز) (فائدة)‪ :‬إذا لم تجد المرأة ما يستر رأسها أك نحوه فإنها تصلي قائمة؛ ألنو ال فائدة‬
‫لقعودىا‪.‬‬
‫(‪ )0‬كما بدا من ذكائب المرأة التي في الصدغين فبل يضر‪ ،‬كتصح الصبلة؛ ألنو من الوجو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ ، )3‬كالصادؽ‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كزيد بن علي‪.‬‬
‫(‪ )4‬إلى الكعبين‪.‬‬
‫(‪ )5‬كزاد أبو حنيفة الساقين‪.‬‬
‫(‪ )6‬فلو بدا من الخنثى ما لم يجب ستره من الرجل لم تفسد إال بماتفسد بو صبلة الرجل؛ ألف األصل‬
‫الصحة‪( .‬صعيترم) [ما لم يكن مملوكا]‬
‫(‪ )7‬فلو انكشف شيء مما ال يكمل ستر العورة إال بو لم تبطل؛ ألف األصل الصحة‪(.‬كابل)‬
‫(‪ )8‬كأما في غيرىا فبل يلزـ إال ستر العورة فقط‪ .‬قاؿ في (الجوىرة)‪ :‬كيلزمو الزيادة إذا كاف لو لم يفعل‬
‫أدل إلى سقوط جاىو كمركءتو‪( .‬صعيترم) كال تفسد الصبلة بتركة‪ ،‬كإف كاف آثما‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )9‬كلو بما دؽ‪ ،‬كرؽ‪( .‬كواكب) (قرز) قلت‪ :‬كال كجو لو‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )72‬كلو بحبل‪ ،‬فهو يصير بذلك فاعبل للمندكب؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬خمر إناؾ كلو‬
‫بعود) كىذا ىو األكلى‪ ،‬كاختاره المتوكل على اهلل عادت بركاتو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)447/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كالهبرية)(‪ )7‬يندب سترىا‪ ،‬كىي لحمة باطن الساؽ‪.‬‬


‫كقيل‪ :‬لحمة اللوح‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاألكؿ أصح‪.‬‬
‫(كالمنكب) أيضا يندب ستره‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كعبرنا بالمنكب(‪ )0‬عن المنكبين‪.‬‬
‫الشرط (الثالث طهارة كل محمولو)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الهبرية‪ :‬بفتح الهاء‪ ،‬كسكوف الباء بالتخفيف ] (فائدة) عن (البياف) ما لفظو‪ :‬كيستحب في العمامة‪،‬‬
‫كالقميص‪ ،‬كالرداء مع األزار كالسراكيل‪ ،‬كقد كرد في الحديث (إف الصبلة بهذه األربعة بمائة صبلة‪ ،‬كل‬
‫كاحد بخمس كعشرين صبلة) ركاه في (المنهاج) فإف اقتصرعلى كاحدة فالقميص أفضلها‪ ،‬ثم الرداء ثم‬
‫اإلزار‪ ،‬ثم السراكيل‪( .‬كابل) ك(بياف لفظا) (*) لفظ (األحكاـ) "كىبريتهما" باإلضافة‪( .‬لفظا)‬
‫(‪ )0‬كالهبرية عن الهبريتين‪.‬‬
‫(‪ )3‬خبلؼ العبادلة)(‪ )7‬عبد اهلل بن مسعود‪ ،‬كعبد اهلل بن العباس‪ ،‬كعبد اهلل بن الزبير‪ ،‬كعبد اهلل بن‬
‫عمرك بن العاص فقالوا‪ :‬ال يشترط الطهارة؛ لقولو تعالى‪{ :‬خذكا زينتكم عند كل مسجد} كلم يفصل بين‬
‫أف تكوف ثيابو طاىرة أك متنجسة‪ .‬إف قلت‪ :‬قاؿ تعالى‪{:‬كثيابك فطهر } كالمراد للصبلة؛ لئلجماع أنو ال‬
‫كجوب في غير الصبلة‪ .‬كخبر أبي ىريرة (بإعادة الصبلة) الخبر كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬اغسلو)‬
‫كنحوه‪ )7([ .‬قاؿ أبو مضر‪ :‬قد انقرض خبلفهم باإلجماع بعده]‪.‬‬

‫(*)[فإف حمل مسلما طاىر البدف صحت‪ ،‬كال عبرة بما في جوفو لحملو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫أمامة في الصبلة‪ ،‬فأما شاة مذبوحة فبل‪ ،‬كلو غسل المنحر؛ ألف في جوفها دماء‪ ،‬كليست حية‪ ،‬فأشبهت‬
‫النجاسة الظاىرة‪ ،‬ككذا قاركرة مسدكدة الرأس بالرصاص كنحوه في أصح الوجهين‪ ،‬فأما بشمع كطين‬
‫فقوؿ كاحد‪( .‬بحر بلفظو) (قرز)‪ ،‬كمثلو في (البياف) ػ كاهلل أعلم كأحكم‪.‬‬

‫(‪)448/7‬‬

‫_____________________________‬
‫أم‪ :‬محموؿ المصلي (ك) طهارة كل (ملبوسو) (‪ )7‬في حاؿ صبلتو‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإنما جئنا بكل‬
‫في قولنا‪" :‬كل محمولو كملبوسو" إشارة إلى خبلؼ األزرقي(‪ )0‬في من صلى في ثوب طويل طرفو‬
‫متنجس‪ ،‬كىو ال يتحرؾ بتحركو فإنو قاؿ‪ :‬تصح صبلتو‪ .‬كالمذىب أنها ال تصح(‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (منهاج ابن معرؼ) عن أصحاب الشافعي‪ ،‬كذكره في االنتصار‪ :‬إنو إذا صلى كتحت رجلو‬
‫مقود [أم‪ :‬حبل] كلب صحت صبلتو إال إذا كاف المقود في يده‪ ،‬أك مشدكدا إلى كسطو‪( .‬زىور) (*)‬
‫(مسألة) كتجوز الصبلة بالثياب التي تصبغ بالنيل‪ ،‬كتغمس في البوؿ إذا غسلت كأنقيت فلم يبق لها أثر‬
‫من البوؿ‪ ،‬ككذا إذا جعل في صبغها البوؿ‪ ،‬ثم غسلت جازت الصبلة بها‪ .‬نص عليو في (المنتخب)‬
‫كركاء عن جده القاسم عليو السبلـ‪ .‬كذكر أبو مضر أيضا‪ :‬أف الزعفراف إذا كضع في البوؿ‪ ،‬ثم باعو‬
‫صاحبو فصبغ بو فإنو إذا غسل جازت الصبلة فيو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كاإلماـ يحيى بن حمزة‪ ،‬كالحقيني‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككجهو أنو مصل في ثوب متنجس‪ .‬ذكره المنصور باهلل‪( .‬تعليق)‬

‫(‪)449/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يشترط أيضا (إباحة ملبوسو)(‪ )7‬أم‪ :‬ملبوس المصلي حاؿ صبلتو‪ ،‬كقد انطول ذلك على أف‬
‫الصبلة ال تصح فيما يحرـ لبسو بأم كجو حرـ‪ ،‬من غصب أك غيره‪ ،‬كالقميص في حق المحرـ‪ ،‬ككذا‬
‫المزعفر في حق المحرمة‪.‬‬
‫فلو لبس خاتما مغصوبا ? فقاؿ الفقيهاف يحيى بن أحمد‪ ،‬كمحمد بن يحيى‪ :‬ال تصح صبلتو؛ ألنو‬
‫البس‪.‬‬
‫كقاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬إذا صلى في خاتم مغصوب‪ ،‬أك سيف مغصوب‪ ،‬أك حامبل لمغصوب‬
‫صحت صبلتو‪ :‬ألنو غير البس‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ككبلـ السيد يحيى بن الحسين قوم إال في الخاتم فإنو يسمى ملبوسا(‪.)0‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إنها تصح في الملبوس الغصب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما من صلى بثوب مصبوغ بنيل مغصوب جازت الصبلة فيو ذكره أبو مضر‪ ،‬كالسيد يحيى بن‬
‫الحسين‪ .‬لكن تجب مراضاة المالك مع اإلمكاف‪ ،‬كإال لم تصح الصبلة فيو كال في غيره؛ ألنو كمن‬
‫صلى كىو مطالب بالدين‪( .‬غيث) (قرز) (*) كالفرؽ بين المحموؿ كالملبوس أف الملبوس شرط في‬
‫صحة الصبلة فإذا لبسو فقد عصى بنفس ما بو أطاع‪ ،‬بخبلؼ المحموؿ فليس شرطا في صحة الصبلة‪،‬‬
‫فيكوف عاصيا بغير ما بو أطاع فإف لبس مباحا‪ ،‬كفوقو معصوب ملبوس لم تصح الصبلة أيضا لحديث‬
‫ابن عمر‪ .‬ك(قرز) [كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬من معو تسعة دراىم حبلؿ)‪ .‬الخ)] (*) فإف‬
‫قلت‪ :‬ىبل اقتصرت على قولك‪ :‬كإباحة ملبوسة فإف ذلك عاـ كلم يحتج إلى قولك‪ :‬كخيطو‪ ،‬كثمنو‬
‫المعين‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ليس كلما أبيح لبسو تصح الصبلة فيو‪ ،‬فإف الشراء بنقد غصب يجوز لبسو‪،‬‬
‫كال تصح الصبلة فيو‪ ،‬فلم يدخل تحت قولنا‪ :‬ملبوسو‪ ،‬كأما الخيط فذكرناه لئبل يتوىم أنو من المحموؿ‪.‬‬

‫(‪ )0‬ككذا السوار‪( .‬قرز) ] كالعمامة‪ ،‬كالقلنسوة‪ ،‬كالنعل‪ ،‬كحلية المرأة‪ ،‬كأما كضع الثوب على المنكب‬
‫فيتبع فيو العرؼ‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كالجنبية‪ ،‬كالمحزمة محمولة‪( .‬نجرم) كالكاش محموؿ‪ ،‬كىو إناء‬
‫من جلد على صفة المسب‪ ،‬يجعل فيو النشاب التي يرمى بها بالقوس‪.‬‬

‫(‪)452/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كأكضحنا بمفهوـ الصفة أنو ال يشترط ىنا إباحة المحموؿ‪ ،‬كما تشترط طهارتو‪ ،‬بأف‬
‫قلنا‪ :‬كإباحة ملبوسو‪ .‬كلم نقل‪ :‬كمحمولو (‪ )7‬كما قلنا في الطهارة‪.‬‬
‫مثالو‪ :‬أف يكوف في كم المصلي أك عمامتو دراىم مغصوبة (‪ )0‬أك نحو من ذلك(‪ ،)3‬كفي ىذه المسألة‬
‫خبلؼ بين أىل المذىب‪ ،‬فحكى في الكافي ليحيى عليو السبلـ‪ ،‬كعلي خليل للمؤيد باهلل‪ :‬أف حكم‬
‫المحموؿ حكم الملبوس‪ ،‬فبل تصح صبلة الحامل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالفرؽ) بين من حمل نجسا كبين من حمل مغصوبا‪ :‬أف الشرع كرد بأنو ال صبلة لمن يتحرؾ‬
‫النجس يتحركو‪ ،‬أك يتصل بشيء من ملبوسو‪ ،‬بخبلؼ الغصب فلم يرد أثر يدؿ على فساد صبلة حاملو‪،‬‬
‫بل يفسد في بعض األحواؿ ألمر آخر‪ ،‬كىو أف يتضيق رد المغصوب‪ ،‬كالصبلة في أكؿ كقتها كاجب‬
‫موسع‪ ،‬فبل تصح صبلة الغاصب أكؿ الوقت‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )0‬ركم عن سيدنا (ابرىيم السحولى رحمو اهلل) أف الدراىم المضركبة طاىرة لوجوه ثبلثة ػ األكؿ‪:‬‬
‫طهارة أىل الكتاب‪ .‬الثاني‪ :‬أف كل جديد طاىر [كىو األكلى في التعليل]‪ .‬الثالث‪ :‬أنو لم يتيقن استقرار‬
‫الرطوبة على القوؿ بنجاستها‪ ،‬فيمكن أف ما ترطب بها في حاؿ الجرم‪.‬‬
‫(‪ )3‬دراىم ربى‪( .‬قرز) مع جهل الدافع‪( .‬قرز)‬

‫(‪)457/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬إف صبلتو تصح‪ ،‬إذا كاف من الدراىم لو غائبا ال حاضرا (‪ )7‬قاؿ الفقيو يحيى بن‬
‫أحمد‪ :‬كلعلو يعني‪ :‬إذا كاف عازما على الرد(‪ )0‬كإال لم تصح‪ ،‬كأشار في الشرح إلى الصحة(‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬العبرة في صحة الصبلة تعذر إمكاف الرد إلى مالكو في كقت الصبلة‪ ،‬سواء كاف حاضرا أك غائبا‪،‬‬
‫فإف أمكن لم تصح مطلقا إال حيث خشي فوت الصبلة‪ ،‬كىو ال يخشى فوت المالك فإنها تصح‬
‫صبلتو‪ ،‬كىذه قاعدة ألىل المذىب‪ .‬كقاؿ (ابن مظفر)‪ :‬كىو مراد المنصور باهلل‪ .‬لقولو‪" :‬غائبا ال‬
‫حاضرا"‪( .‬ىامش تكميل)‬
‫(‪ )0‬ال فرؽ‪.‬‬
‫(‪ )3‬حيث ال يمكن رده على مالكو في كقت الصبلة [كلو في أكؿ الوقت‪( .‬قرز) ]ذكره في الشرح‬
‫كالمنصور باهلل فأما مع التمكن من الرد فبل يجزئ إال عند تضيق الوقت مع عدـ خشية الفوت كما يأتي‪.‬‬
‫(نجرم) (قرز)‬

‫(‪)450/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم إنا بينا أف ما كاف بعضو حراما حكمو حكم ما ىو حراـ كلو بقولنا‪( :‬كخيطو)(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إذا كاف للتقوية أك للستر] ال الصبغ (‪ )7‬فتصح‪ ،‬كتكره‪ .‬ذكره أبو مضر؛ ألف للخياطة تأثيرا في‬
‫الستر‪ ،‬بخبلؼ الصبغ‪ .‬قلت‪ :‬فلو كاف ىذا الخيط في طرؼ ثوب طويل يمكن االستتار بالقدر الحبلؿ‬
‫منو ىل تصح الصبلة ? قلت‪ :‬يحتمل أف ال تصح‪ ،‬كما ال تصح في ثوب بعشرة دراىم منها درىم‬
‫مغصوب‪ ،‬كيحتمل أف تصح؛ ألنو حينئذ يجرم مجرل المحموؿ‪ ،‬كقد تقدـ أف مجرد حمل المغصوب‬
‫ال يفسد‪ ،‬كاالحتماؿ األكؿ أظهر؛ ألنو يسمى البسا للثوب‪ ،‬كإف كفاه بعضو‪( .‬غيث) [بل اإلحتماؿ‬
‫الثاني أظهر](‪ )7‬لكن تجب مراضاة المالك مع اإلمكاف بقيمة الصبغ‪ ،‬كإال لم تصح فيو‪ ،‬كال في غيره؛‬
‫ألنو كمن صلى كىو مخاطب بالدين‪( .‬غيث) [كفي حاشية‪:‬لم أجده في (الغيث)] يقاؿ‪ :‬قد صارت‬
‫قيمتو دينا‪ ،‬فيأتي فيو قوؿ المنصور باهلل‪ :‬إنها تصح صبلتو إذا كاف من لو الدراىم غائبا ال حاضرا‪.‬‬
‫(سيدنا حسن رحمو اهلل)‪( .‬قرز) (*) حيث لو تأثير في الستر‪ ،‬أك للتقوية‪( .‬برىاف) ال إذا غرز للحفظ؛ إذ‬
‫ىو محموؿ (قرز) كفي (شرح ابن (بهراف) كلو طرز بو الثوب تزيينا‪ ،‬أك عبثا؛ إذ ال يسمى البسا‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو العبلمة الحسين بن عبد اهلل الحسوسة شعرا‪:‬‬
‫إذا كاف نزع الخيط بمكن سالما*** كذك الحق موجود فذلك كاجب‬
‫كيحفظ حتى يأت إف كاف غائبا ***كإف كاف مأيوس الوصوؿ كذاىبا‬
‫ففي غاصب المغصوب ياصاح صرفو ***إذا كاف للخير العميم مصاحبا‬
‫كإف لم فبل كالحكم في ذاؾ باقيا*** كيلزمو نزع كإف يك كاىبا‬
‫كأما بإتبلؼ فإف كاف قيمة ***لذلك ما صحت بذاؾ الركاتب‬
‫إال أف يراضى إف يكن ذاؾ حاضرا ***لذم الغصب في المغصوب أضحى مطالبا‬
‫كإف يك مأيوسا فغير صحيحة ***إلى أف يكن بالقيمة المرء سالبا‬
‫مع اليسر ىذا ثم إف كاف تافها ***فعكس القيود السابقات الذكاىب‬
‫فبل النزع حتما كالصبلة صحيحة ***بغير مراضاة الفتى يا مخاطب‬

‫ىذا ما اختير على المذىب الشريف أعزه اهلل‪ ،‬فهو جار على السنن الشرعي‪ ،‬كالمنهج الجلي‪ .‬كاهلل‬
‫أعلم كأحكم‪.‬‬

‫(‪)453/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ف لو كاف في ملبوسو خيط حراـ لم تصح الصبلة فيو‪ ،‬سواء كاف منسوجا فيو أـ مخيطا بو‪ .‬قاؿ عليو‬
‫السبلـ‪ :‬كنحن نذكر تفصيبل في ذلك لم يتعرض لو األصحاب(‪ )7‬فنقوؿ‪ :‬ىذا الخيط المغصوب ال‬
‫يخلو إما أف يمكن نزعو بغير إتبلفو أك ال‪.‬‬
‫إف أمكن نزعو سالم الحاؿ ػ فإف كاف مالكو مرجو الوجود ػ كجب نزعو كحفظو حتى يظفر بمالكو أك‬
‫ييأس(‪ )0‬منو فيتصدؽ بو‪.‬‬
‫كإف كاف مأيوس الوجود ػ فإف لم يكن في الغاصب مصلحة عامة(‪ )3‬ػ لم تصح صبلتو فيو‪ ،‬كلزمو نزعو‪،‬‬
‫كالتصدؽ بو‪ .‬كإف كاف فيو مصلحة(‪ )4‬فعلى كبلـ علي خليل‪ ،‬كأبي مضر يجوز لو صرفو في نفسو(‪)5‬‬
‫فتصح(‪ )6‬صبلتو فيو‪ ،‬كعلى كبلـ القاضي جعفر‪ ،‬كأبي العباس ال يجوز‪ ،‬فبل تصح الصبلة فيو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في الصبلة‪ ،‬كإال فقد ذكركه في الغصب‪ ،‬لكنو يؤخذ من قواعدىم‪.‬‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬من معرفتو‪ ،‬كأما إذا أيس من حياتو سلمو لورثتو‪( .‬قرز) [كإف لم يكن لو قيمة؛ ألنو يجب رد‬
‫عين ما ال قيمة لو]‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك خاصة‪( .‬قرز) [كالفقر‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )4‬عامة‪ ،‬أك خاصة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬بعد التوبة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬يعني‪ :‬بعد الصرؼ [بالنية] فتفترؽ حالة الغصب كغيره‪( .‬قرز)‬
‫(‪)454/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما إذالم يمكن نزعو إال بإتبلفو(‪ )7‬فإف كاف لو قيمة(‪ )0‬لم تصح الصبلة فيو حتى يراضي المالك إف‬
‫كاف مرجوا(‪ )3‬كإف كاف مأيوسا لم تجزئو الصبلة حتى يتصدؽ بقيمتو إف كاف موسرا(‪ )4‬ألف القيمة‬
‫تخالف العين(‪ )5‬في ىذا الحكم كما سيأتي‪ ،‬كإف لم يكن لو قيمة (‪ )6‬صحت الصبلة فيو‪ ،‬كلم يجب‬
‫إزالتو‪ ،‬كالمراضاة المالك؛ ألف الغصب إذا لم تكن لو قيمة كتلف فبل عوض لو كما سيأتي‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك التبس الخيط بغيره‪.‬‬
‫(‪ )0‬قيل‪ :‬حاؿ الصبلة‪ .‬كقيل‪ :‬حاؿ األخذ‪ .‬يعني‪ :‬ال يتسامع بو حاؿ غصبو‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬من حاؿ‬
‫األخذ إلى حاؿ التلف‪ .‬كقيل‪ :‬يوـ الغصب‪ )7( .‬كقيل‪ :‬يوـ التلف‪ )*( .‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(لو أف لرجل تسعة دراىم حبلال فضم إليها درىما حراما‪ ،‬كاشترل بها ثوبا ػ لم يقبل اهلل فيو صبلتو) ركاه‬
‫ابن عمر عنو‪ ،‬قاؿ‪ :‬سمعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم يقولو ثبلث مرات‪ ،‬كإال صمت أذنام‪.‬‬
‫ككاف القياس الصحة عند الهدكية؛ إذ الدراىم ال تتعين‪ .‬كفائدتو عند المؤيد باهلل يملكو بالقبض‪ ،‬كإنما‬
‫امتنعت الصبلة ألجل الخبر‪ ،‬لكونو أدخل الحراـ في ثمنو‪( .‬كابل) (*) صوابو‪ :‬ال يتسامح بو ألنو مثلي‪،‬‬
‫كإنما يستقيم مع العدـ في الناحية‪( .‬قرز) [(‪)7‬بالنظر إلى الصبلة‪ ،‬ال بالنظر إلى الضماف فيضمن من‬
‫حاؿ الغصب إلى التلف‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )3‬قبل كماؿ الصبلة‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬حاؿ الصبلة‪( .‬قرز)] كالمراد بالموسر أف يمكنو قيمتو زائدة على ما يستثنى للمفلس‪ ،‬كإف كاف‬
‫معسرا بقي في ذمتو حتى يتيسر [كيصرفها متى أمكن‪( .‬قرز)] كتصح صبلتو فيو‪( .‬قرز) لكن تلزمو التوبة‬
‫كاالستحبلؿ لبلساءة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬فليس لو صرفها في نفسو‪ ،‬بخبلؼ العين‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )6‬صوابو‪ :‬ال يتسامح بو ألنو مثلي‪ .‬كإنما يستقيم مع العدـ في الناحية‪( .‬قرز)‬

‫(‪)455/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يشترط أيضا في ملبوسو إباحة (ثمنو المعين)(‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كإذا شراه بثمن مغصوب ثم خرج عن ملكو‪ ،‬كعاد إليو صحت‪.‬‬
‫(ىاجرم) كفي (الغيث)‪ :‬أنها ال تصح كإف خرج عن ملكو ثم عاد لظاىر الخبر‪( .‬شرح فتح) (*) فلو‬
‫كاف البائع عالما بغصب الثمن كاف على الخبلؼ في بطبلف اإلباحة ببطبلف ما قابلها‪ )7( .‬األصح أنها‬
‫تبطل‪ .‬كفي (الزكائد)‪ :‬أنها ال تبطل‪( .‬صعيترم) (‪ )7‬أما في النقد فظاىر كبلمهم أف الحكم كاحد مع‬
‫العلم كالجهل‪ ،‬إال في سقوط االثم عن الجاىل‪( .‬سماع سيدنا علي بن أحمد) (*) المدفوع‪( .‬صعيترم)‬
‫(*) (قاؿ في (الغيث)‪ :‬كال يشترط ما ذكره في (الزكائد) كىو أف ال يكوف البائع عالما بغصب الدراىم‪.‬‬
‫كال ما ذكره الفقيو علي كىو أف ال يكوف الثوب قد خرج عن ملكو؛ ألف ىذه الصورة مخصوصة بالخبر‪.‬‬
‫(‪ )7‬كإال فالبيع صحيح عند الهدكية؛ ألف النقد ال يتعين‪ ،‬ككذا عند المؤيد باهلل (‪( .)0‬فتح) خبلؼ‬
‫الناصر فيقوؿ‪ :‬البيع باطل‪ )7( .‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من معو تسعة دراىم حبلال كضم‬
‫إليها درىما حراما فاشترل بالعشرة ثوبا لم يقبل اهلل الصبلة فيو) قاؿ ابن عمر سمعتو عن رسوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم ثبلثا‪( .‬شفاء) (‪ )0‬يعني‪ :‬فاسد عنده‪ ،‬كيملك بالقبض‪.‬‬

‫(*)[كقد دخل في ضمن عبارة األزىار ثبلث مسائل‪ ،‬كذلك في قولو‪":‬كثمنو المعين" قاؿ المحشي‪:‬‬
‫المدفوع‪ .‬فنقوؿ‪ :‬المسألة األكلى‪ :‬حيث المدفوع عين الغصب أف يشترم ثوبا بهذه الدراىم المغصوبة‬
‫المعينة المدفوعة فبل تصح الصبلة في الثواب‪ ،‬كإذا باعو كربح فيو لم يطب ربحو‪ .‬المسألة الثانية‪ :‬أف‬
‫يكوف المغصوب [الغاصب‪ .‬نخ] معينا للثمن عند البيع‪ ،‬كيدفع المشترم غير ما عين‪ ،‬بل سلم الثمن‬
‫من ملكو صحت الصبلة في الثوب‪ ،‬كإذا باعو كربح فيو طاب ربحو‪ .‬المسألة الثالثة‪ :‬أف يكوف الثمن‬
‫غير معين‪ ،‬بل اشترل ذلك إلى الذمة‪ ،‬كيدفع الثمن من ذلك المغصوب عما في ذمتو‪ ،‬فالصبلة تصح‬
‫في ذلك الثوب‪ ،‬فإذا باعو كربح فيو طاب لو الربح‪ ،‬كقد نقلت في كتاب الغصب في قولو‪ :‬كيملك ما‬
‫شرل بها الخ‪( .‬سيدنا عبد اهلل بن محسن الحيمي)]‪.‬‬

‫(‪)456/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فلو كاف ثمنو المعين أك بعضو غصبا(‪ )7‬لم تصح الصبلة فيو(‪ ،)0‬فإف لم يكن معينا‪ ،‬بل اشتراه إلى‬
‫الذمة صحت الصبلة فيو‪ ،‬كلو كاف قضاه غصبا‪.‬‬
‫كىكذا أيضا يشترط إباحة ثمن الماء‪ ،‬كالدار المعين عند أبي طالب كالثوب المعين‪ ،‬خبلؼ(‪ )3‬المؤيد‬
‫باهلل‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلما كاف في اللباس ما اتفق أىل البيت كالمذىب على تحريم لبسو في غير الصبلة‪،‬‬
‫كاختلفوا في حاؿ الصبلة‪ ،‬ككاف ذلك مستغربا فأشرنا إليو بقولنا‪( :‬كفى الحرير الخبلؼ)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬لو أف لرجل تسعة دراىم الخبر)‪.‬‬
‫(‪ )0‬لو‪ ،‬ال لغيره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬ألنو ال يقيس على ما كرد على خبلؼ القياس‪ ،‬كأبو طالب يقيس على ما كرد كذلك‪.‬‬
‫(‪ )4‬ككذا الذىب كالفضة كاللؤلؤ كنحوه فهو كالحرير‪ .‬قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪[ :‬الفقيو علي‪ .‬نخ]‬
‫ككذا المصبوغ حمرة أك صفرة فهوكالحرير‪ .‬قيل‪ :‬كصبلة الرجل في خاتمي فضة أك ذىب كما في‬
‫الحرير‪( .‬بياف بلفظو) (قرز) [ال يصح‪( .‬قرز) ] (*) فأما حيث لم يوجد غيره في الميل‪ ،‬كخشي فوت‬
‫للصبلة صحت الصبلة فيو كفاقا‪( .‬بحر) (قرز) [كإذا كجد غيره بعد الصبلة فبل إعادة‪( .‬كواكب)‪.‬‬
‫(قرز) ] فإف لم يصل فيو لم تصح صبلتو‪( .‬بحر) (قرز) فإف كجد في حاؿ الصبلة خرج منها‪ ،‬فإف لم‬
‫يخرج بطلت‪( .‬شامي) (قرز) فإف خشي خركج الوقت إف خرج من الصبلة‪ ،‬كإف صلى أدرؾ ? قيل‪:‬‬
‫يخرج‪ ،‬كيصلي قضاء‪ )*( .‬إذ الصبلة موضع تذلل كخضوع‪ ،‬ال موضع خيبلء‪( .‬نجرم) كمن جعل العلة‬
‫الخيبلء صحح الصبلة فيو؛ ألف الصبلة تنافي الخبلء فبل يحرـ حالها‪ ،‬كاألكلوف ال يجعلوف العلة‬
‫الخيبلء‪ ،‬بل العلة في تركو كوف فيو مفسدة كال نعلمها‪ ،‬كذلك حاصل في حاؿ الصبلة‪( .‬غيث)‬
‫(*) فإف زاؿ الوجو المبيح للبسو كقد صلى فبل إعادة عليو كلو كاف الوقت باقيا‪.‬‬
‫(الحاصل) في ثوب المصلي أف نقوؿ‪ :‬ال يخلو إما أف يكوف طاىرا مباحا أك ال‪ .‬األكؿ صحيح على‬
‫األصل‪ .‬كالثانى‪ :‬ال يخلو إما أف يكوف حريرا‪ ،‬أك متنجسا‪ ،‬أك مغصوبا‪ ،‬إف كاف حريرا فيحرـ لبسو مطلقا‬
‫في الصبلة كغيرىا‪ ،‬إال إلرىاب‪ ،‬أك ضركرة فيصح مطلقا‪ ،‬فإف صلى عاريا مع كجود الثوب الحرير لم‬
‫تصح صبلتو‪ ،‬كيصلي بالثوب الحرير مع عدـ غيره في أكؿ الوقت‪ ،‬فإف كجد ثوبا غير الحرير في حاؿ‬
‫كجب عليو الخركج من الصبلة‪ ،‬فإف لم يخرج فسدت صبلتو‪ ،‬كإف كجد الثوب بعد الصبلة كقد صلى‬
‫بالحرير فبل يعيد الصبلة مطلقا في الوقت كبعده‪ .‬كإف كاف الثوب متنجسا فبل يخلو إما أف يتضرر‬
‫المصلي أك ال‪ ،‬إف لم يتضرر صلى عاريا قاعدا موميا أدناه‪ ،‬مطلقا في خبلء أك مؤل‪ ،‬كإف كاف يتضرر‬
‫فيصلي بو آخر الوقت مومئا‪ ،‬ألنو أقل استعماال‪ ،‬فإف صلى عاريا مع التضرر لم تصح صبلتو‪ ،‬كإف كاف‬
‫الثوب غصبا فبل يصلي بو إال بو مع خشية التلف‪ ،‬كعدـ تضرر مالكو‪ ،‬فإف تضرر مالكو صلى عاريا كإف‬
‫تلف‪( .‬عبد الواسع)‬

‫(‪)457/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كإف كاف قد دخل في قولنا‪ :‬كإباحة ملبوسو‪.‬‬


‫(نعم) اختلف أىل المذىب في صحة الصبلة بالقدر المحرـ منو في غير حاؿ الصبلة‪ ،‬ممن ال يجوز لو‬
‫لبسو في حاؿ إال لضركرة ملجئة إليو‪.‬‬
‫فقاؿ الهادم عليو السبلـ في المنتخب‪ ،‬كحصلو أبو طالب للمذىب‪ :‬إف الصبلة بو (‪ )7‬على ذلك‬
‫الوجو ال تصح(‪ )0‬كىو قوؿ المنصور باهلل‪.‬‬
‫كقاؿ أبو العباس(‪ )3‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كاألحكاـ‪ ،‬كالحقيني‪ :‬إنها تصح كتكره‪ ،‬فأما إذا كاف المصلي على‬
‫حاؿ يجوز لو لبسو نحو إرىاب‪ ،‬أك ضركرة(‪ )4‬صحت الصبلة فيو(‪)5‬كفاقا‪ ،‬كلو كجد غيره‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كتصح الصبلة عليو؛ إلباحة افتراشو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬صبلة الرجل كالخنثي‪ ،‬ال المرأة فتصح‪( .‬بياف معنى) (قرز) [ألف فيو مفسدة ال نعلمها]‪.‬‬
‫(*)[ينظر فقد تقدـ أنها ال تفسد صبلتو إال بما يفسد بو صبلة الرجل كالمرأة‪ ،‬فأما التحريم فبل إشكاؿ‪.‬‬
‫يقاؿ‪ :‬قد تقدـ‪" :‬كإباحة ملبوسو" فلينظر‪ .‬كلفظ (البياف)‪" :‬يحرـ على الذكر‪ ،‬كالملتبس‪ ،‬دكف األناث‬
‫لباس الحرير‪ .‬الخ (بياف) من اللباس]‪.‬‬
‫(‪ )3‬في أحد قوليو‪.‬‬
‫(‪ )4‬أك جهل التحريم‪( .‬قرز) أك عدـ غيره في الميل‪ ،‬كيصلي آخر الوقت‪( .‬قرز)]‬
‫(*) كحكم قميص المحرـ كالحرير إذا لم يجد في صحة صبلتو‪ ،‬كيلزمو الفدية‪ .‬كفي (البحر) قلت‪:‬‬
‫كالمخيط في حق المحرـ كالغصب‪ .‬كقيل‪ :‬كالثوب المتنجس‪ ،‬يجوز لخشية الضرر‪ )*( .‬كال يلبس منو‬
‫إال قدر الكفاية‪ ،‬فإف زاد فسدت صبلتو‪( .‬كابل)‪ ،‬كقيل‪ :‬إنو يجوز أف يستر جميع بدنو إذ قد أبيح لو‪.‬‬
‫(شامي) (قرز)‬
‫(‪ )5‬كلو في أكؿ الوقت‪( .‬قرز)‬

‫(‪)458/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(فإف تعذر)(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) من كاف الستر على مسافة منو‪ ،‬كالماء على مسافة‪ ،‬كىو ال يدرؾ في الوقت إال أحدىما‬
‫فاألقرب أف الستر أكلى [كاألكلوية للوجوب‪( .‬قرز) ] ألف الماء لو بدؿ‪ ،‬كىو التيمم‪ ،‬كالستر ال بدؿ لو‬
‫حيث تعذر بالكلية‪( .‬بياف بلفظو) [كأما الستر‪ ،‬كالقبلة ػ فيخير‪( .‬حاشية سحولي)‪( .‬قرز) ] فلو تعارض‬
‫طلب الماء كالقبلة أيهما يقدـ ? قيل‪ :‬يخير الستوائهما في البدلية؛ إذ ال ترجيح‪( .‬سماعا) كقيل‪ :‬يقدـ‬
‫طلب الكعبة؛ ألف للماء بدال كىو التيمم‪ ،‬كالقبلة ال بدؿ لها‪( .‬شامي) (قرز) (*) (فرع) كيجب على‬
‫العارم أف يطلب ما يستر عورتو أك بعضها إف تعذر سترىا‪ ،‬فيسترىا بما أمكن من شجر‪ ،‬أك طين‪ ،‬أك‬
‫تراب‪ ،‬أك ماء كدر [فإف لم يجد شيئا قط كضع يده اليسرل على أحد فرجيو كما مر‪ ،‬كىذا يدؿ على أف‬
‫الفعل الكثير إلصبلح الصبلة ال يفسدىا‪ ،‬كما زعم بعض أصحابنا؛ إذ ال فعل إال مجرد الوضع‪ ،‬كليس‬
‫بكثير‪ ،‬كال يؤخذ منو أف البدف يستر بعضو بعضا؛ ألنو لم يضع ىاىنا لتجزئو الصبلة‪ ،‬بل تنزيها‪( .‬غيث)‬
‫فلو لم يضع يده على عورتو أثم كأجزأتو‪ .‬ذكره موالنا عليو السبلـ‪( .‬نجرم) يقاؿ‪ :‬إف قلنا‪ :‬إف البدف‬
‫يستر بعضو بعضا فالقياس عدـ اإلجزاء‪ .‬كإف قلنا‪ :‬إنو ال يستر‪ ،‬كإنما ىو من قبيل التنزه‪ ،‬كما ذكره في‬
‫(الغيث) أجزت‪ ،‬كال كجو للتأثيم‪( .‬شامي)‪( .‬قرز)]‬

‫(‪ )7‬كيصلي قائما‪ ،‬كراكعا‪ ،‬كساجدا إذا أمكنو من غير انكشاؼ شيء من عورتو‪ ،‬كإف لم يمكن إال‬
‫بكشف شيء منها‪ ،‬أك لم يجد ذلك صلى جالسا موميا‪ ،‬كيجلس على ما يكوف أقرب إلى الستر‪ ،‬كينعزؿ‬
‫عن الناس إذا أمكنو‪( .‬بياف لفظا) ندبا‪ ،‬كإال فالواجب على الغير أف يغض بصره‪( .‬قرز) (‪ )7‬كالمذىب‬
‫خبلفو؛ ألف الشعرة تنفذه بنفسها‪( .‬قرز) (*) في الميل‪( .‬قرز)‬

‫(‪)459/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الثوب الطاىر جميعو‪ ،‬كالمباح كذلك‪ ،‬كخشي المصلي خركج كقت الصبلة (فعاريا)(‪ )7‬أم‪ :‬فعلى‬
‫المصلي أف يصلي عاريا (قاعدا) متربعا كما سيأتي (موميا) لركوعو كسجوده(‪ )0‬غير مستكمل للركوع‬
‫كالسجود‪ ،‬بل يكفي من اإليماء (أدناه) أم‪ :‬أقلو(‪ )3‬لكن يزيد في خفض السجود(‪ )4‬فإذا كاف الثوب‬
‫مغصوبا فإنو يصلي عاريا قاعدا كما تقدـ‪ ،‬سواء كاف في خبلء أك في مؤل‪.‬‬
‫كأما إذا كاف متنجسا ػ فإف كاف في خبلء فقاؿ أبو طالب‪ :‬يصلي عاريا(‪ )5‬قاعدا كما تقدـ‪ ،‬كىو قوؿ‬
‫القاسم‪ .‬كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إنو يصلي فيو(‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف كجد ما يستره حاؿ الصبلة أك بعدىا فكالمتيمم كجد الماء‪( .‬سبلمي)‬
‫(‪ )0‬كيكبر للنقل عقيب التشهد األكسط‪ ،‬كإال سجد للسهو‪.‬‬
‫(‪ )3‬كجوبا‪( .‬قرز) (*) لئبل تنكشف عورتو من خلفو‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )4‬كجوبا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬ليستفيد الطهارة‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )6‬ليستفيد القياـ‪ ،‬كستر العورة‪( .‬زىور)‬

‫(‪)462/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كإف كاف في مبلء ػ فقاؿ الفقيو يوسف‪ :‬اتفاقا(‪ )7‬بين السيدين أنو يصلي فيو (إف خشى) المصلي الذم‬
‫ال يجد إال المتنجس من صبلتو عاريا (ضررا)(‪ )0‬من برد أك غيره (أك) كاف على بدنو نجاسة من‬
‫جنس(‪ )3‬نجاسة الثوب (تعذر) عليو (االحتراز) من تلك النجاسة كالمستحاضة‪ ،‬كمنبو سلس البوؿ‪ ،‬أك‬
‫إطراء الجرح (صحت)(‪ )4‬صبلتو حينئذ (با) لثوب (النجس)(‪ )5‬لكنو يلزمو تأخير الصبلة إلى آخر‬
‫كقتها‪ ،‬حيث يصلي بو لخشية الضرر(‪ )6‬كال يلزمو حيث يصلي بو لتعذر االحتراز‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الظاىر الخبلؼ‪ .‬كال يصلي فيو كلو في المؤل عند أبي طالب‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف صلى عاريا مع خشيةالضرر (‪ )7‬لم تجزه؛ ألنو كمن صلى عاريا حيث يجب عليو الستر‪ ،‬فأشبو‬
‫من كجد ثوبا (‪ )0‬طاىرا فصلى عاريا‪( .‬غيث)‪ .‬بخبلؼ ما تقدـ في الوضوء؛ لقولو صلى اهلل عليو آلو‬
‫كسلم‪( :‬كإسباغ الوضوء في السبرات) (غيث معنى) (‪ )7‬إف تضرر‪ ،‬كإال جاء على قوؿ اإلبتداء‬
‫كاإلنتهاء‪ )0( .‬ألف الشرع قد أباح لو الصبلة فيو‪ )*( .‬في الحاؿ‪ ،‬أك في المآؿ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬صوابو‪ :‬من عين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ككجبت‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كيصلي آخر الوقت‪( .‬نجرم) قيل‪ :‬كال يصلي إال باإليماء؛ ألنو أقل استعماال‪( .‬غيث)‪ .‬كيصلي‬
‫قائما‪( .‬قرز) (*) كال يستعمل من النجس إال ما يستر عورتو‪( .‬كا بل) بل ما يأمن معو الضرر كلو كثر‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬يجوز لو أف يستر جميع بدنو؛ إذ قد أبيح لو [عبارة (الهداية)‪ :‬بمتنجس ال مغصوب]‪.‬‬
‫(‪ )6‬كالوجو في ذلك‪ :‬أنو يجب عليو الطلب إلى آخر الوقت للثوب الطاىر‪ ،‬فإذا صلى بالثوب النجس‬
‫فهو بدؿ عن الطاىر‪.‬‬

‫(‪)467/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كاعلم أف خشية الضرر(‪ )7‬ال تبيح الصبلة إال بالمتنجس (ال بالغصب)(‪ )0‬فبل تصح الصبلة بو (إال‬
‫لخشية تلف)(‪ )3‬من التعرم لبرد أك نحوه‪ ،‬كال بد مع ذلك من أف ال يخشى على مالكو التلف(‪ )4‬فإف‬
‫خشي لم تصح صبلتو‪ ،‬كلو خشي تلف نفسو؛ ألف ماؿ الغير ال يبيحو من الضركرات إال خشية التلف‬
‫للنفس أك لعضو(‪ )5‬مع أماف ذلك على مالكو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬تحصل من ىذا أف مع تعذر الثوب الطاىر كالمباح تكوف الثياب أربعة‪ ،‬فالمتنجس‪ ،‬كالغصب قد‬
‫بين عليو السبلـ حكمهما‪ .‬كالحرير كما في حكمو‪ ،‬كىو المشبع صفرة كحمرة على الصحيح‪ :‬يجوز‬
‫لبسو لعدـ المباح في الميل‪ ،‬من غير خشية ضرر كال تلف‪ ،‬كيلزمو التأخير؛ إال أف يلبسو إرىابا‪ ،‬أك‬
‫ضركرة فبل يلزمو التأخير‪ .‬كالرابع‪ :‬المخيط في حق المحرـ‪ ،‬كحكمو حكم المتنجس على المختار‪.‬‬
‫كالخامس‪ :‬المتنجس لتعذر االحتراز‪ ،‬كىو ثوب المستحاضة‪ ،‬كسلس البوؿ‪ ،‬كالجرح فيصلي بو مطلقا‪.‬‬
‫(إفادة سيدنا حسن بن أحمد الشبيبي رحمو اهلل]‬
‫(‪ )0‬ككذا بساط المسجد؛ ألنو كماؿ الغير‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬فيصج‪ ،‬كيجب [فلو صلى عاريا مع خشية التلف لم تصح إف تلف‪ ،‬كإال جاء على قوؿ اإلبتداء‬
‫كاإلنتهاء]‪.‬‬
‫(‪ )4‬كحيث يباح لو ذلك يدافع كلو بالقتل‪ ،‬كتلزمو األجرة إذا كاف لمثلو أجرة في تلك المدة‪ ،‬كإذا‬
‫خشي على مالكو الضرر ككاف بعضو يكفيو كالبعض اآلخر يكفي المالك جاز قطعو [مالم يجحف]‬
‫كيضمن األرش‪ ،‬لكن ىل يملكو بدفع القيمة بعد الخركج من الصبلة‪ ،‬أك يرده‪ ،‬كيسلم الكراء‪ ،‬أك األرش‬
‫? قيل‪ :‬ال يملكو‪ ،‬بل يرده‪ ،‬كيسلم األرش كالكراء‪( .‬شامي) (قرز) (*) أك الضرر‪( .‬شرح خمسمائة)‬
‫(‪ )5‬أك حاسة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)460/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كإذا التبس) الثوب الطاىر بغيره صبلىا(‪ )7‬ذلك الذم التبس عليو (فيهما) (‪ )0‬أم‪ :‬في كل كاحد من‬
‫الثوبين مرة‪ ،‬نحو أف يريد صبلة الظهر كمعو ثوباف أحدىما طاىر‪ ،‬كالتبس عليو أيهما ىو فإنو يصلي‬
‫الظهر في ىذا مرة (‪ )3‬كفي ىذا مرة ثانية‪ ،‬فإف كاف الثياب ثبلثة‪ ،‬كالمتنجس اثناف صبلىا ثبلث مرات‪،‬‬
‫ثم كذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما إذا التبس الثوب الحرير‪ ،‬ككذا المزعفر في حق المحرـ‪ ،‬كلو امرأة‪ ،‬كذلك نحو أف يكوف‬
‫أعمى‪ ،‬أك في ظلمو فإنو يتحرل‪ ،‬كلو مع اتساع الوقت‪ ،‬كال يصليها فيهما؛ ألنو يؤدم إلى ارتكاب‬
‫محظور‪ ،‬فإف لم يحصل لو ظن صلى في أيهما شاء‪ ،‬فيكوف كالعادـ‪ .‬ذكره موالنا عليو السبلـ‪( .‬تكميل)‬
‫(*) ككذا لو التبس جلد مذكاة كميتة صبلىا فيهما‪ ،‬بخبلؼ التباس الماء بالبوؿ [فبل يجوز التحرم‪.‬‬
‫(قرز) ] كما تقدـ‪( .‬حاشية سحولي) حيث لم يكن ثمة رطوبة‪ ،‬كإال كانت كمسألة اآلنية‪ )*( .‬كأما لو‬
‫التبس عليو الثوب الغصب بالمباح فبل يتحرل‪ ،‬بل يتركهما معا كالمائين‪( .‬غيث معنى) كلو صبلىا فيهما‬
‫أثم كأجزأ‪( .‬قرز) (*) فإف قيل‪ :‬إف الصبلة في الثوب المتنجس محظورة ? الجواب‪ :‬أنو أنما تكوف‬
‫محظورة حيث يعلم [تعمد‪ .‬نخ] ذلك بغير لبس‪( .‬برىاف) (*) ال يحد غيرىما في الميل‪( .‬ىداية)‪ .‬قاؿ‬
‫الفقيو يوسف‪ :‬كلو صلى فيهما مع كجود غيرىما أصح منهما جاء على قوؿ اإلبتداء كاإلنتهاء‪[ .‬فتجزئو‬
‫مع اإلثم‪( .‬قرز) ]ألف الصبلة في النجس محظورة‪ ،‬كبعد الصبلة فيهما يعرؼ أف أحدىما صحيحا‪ ،‬لكن‬
‫قد عصى بالدخوؿ‪ .‬كقيل‪ :‬ال تصح‪ ،‬كمن صلى كثمة منكر‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيجب عليو تجفيف بدنو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كأما صبلة الجمعة فبل يتصور فيها صبلتاف‪( .‬قرز) [فيتحرل‪ ،‬كإال صلى مع األكلين جمعة‪ ،‬كمع‬
‫اآلخرين ظهرا بنية مشركطة]‪.‬‬

‫(‪)463/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ككذا ماآف) في إنائين (مستعمل أك نحوه) (‪ )7‬أحدىما‪ ،‬فالمستعمل كاضح‪ ،‬كنحوه ماء الورد(‪ )0‬الذم‬
‫قد ذىب ريحو‪ ،‬فإذا التبس المطهر من ىذين المائين فالواجب استعماؿ(‪ )3‬كل كاحد منهما‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالمستعمل مثل القراح أكأكثر‪ ،‬كإال خلطو كما تقدـ‪ ،‬فإف ضاؽ الوقت كلم يحصل لو ظن كجب‬
‫استعمالها في غير موضع النجاسة‪( .‬بياف) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كنحوه كماء الكرـ‪ ،‬كىو طاىر غير مطهر‪ ،‬فإنو يتوضأ بهما‪ ،‬كيصلي صبلة كاحدة إف شاء‪ ،‬أك لكل‬
‫كاحدة صبلة‪ ،‬كال يخلطها فإف فعل اعتبر األغلب كما مر‪( .‬سماع شامي) (قرز)‬
‫(‪ )3‬كىذا حيث لم يكن في أعضاء الوضوء نجاسة‪ ،‬كإال فكما تقدـ في أنو يعتبر غلبة اآلنية فيتحرل‪،‬‬
‫كيستعملو في موضع النجاسة‪( .‬غيث معنى) ك(شرح بهراف) كال يلزمو التأخير كما تقدـ‪( .‬قرز)‬

‫(‪)464/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فإف كثرت اآلنية‪ ،‬كأحدىما مستعمل(‪ )7‬فكالثياب (فإف ضاقت) الصبلة بأف ال يبقى من كقتها ما يتسع‬
‫لفعلها مرتين في الثوبين أك أكثر حسب الحاؿ‪ ،‬ككذا في المائين إذا لم يبق ما يسعها‪ ،‬كالوضوء مرتين‬
‫أك أكثر حسب الحاؿ (تحرل)(‪)0‬المصلي‪ ،‬بأف يرجح بين األمارات التي يتعين بها الطاىر(‪)3‬‬
‫كالمطهر(‪ )4‬من غيره‪ ،‬كيعمل بما غلب في ظنو‪ ،‬فإف لم يحصل لو ظن في تحريو(‪ )5‬صلى عاريا في‬
‫الخبلء(‪ )6‬كما مر(‪ )7‬كترؾ المائين‪ ،‬كتيمم بعد إراقة الماء(‪.)8‬‬
‫تنبيو‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو‪ :‬غير مستعمل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬لكن يقاؿ‪ :‬لو توضأ لهما جميعا استفادة الطهارة كلو خرج الوقت كما مر في التيمم فينظر في‬
‫الفرؽ ? يقاؿ‪ :‬إنو ال يأمن أف يصادؼ الماء المستعمل أكال كلو تأثير في الوقت‪ ،‬فهو بمثابة من خشي‬
‫خركج الوقت بالمسير إلى الماء‪ .‬وقيل‪ :‬الفرؽ كاضح‪ ،‬كىو أنو ىناؾ متيقن لطهارة الماء‪ ،‬ال ىنا فاللبس‬
‫حاصل‪ )*( .‬ظاىره كلو كاف المطهر أقل أك أكثر‪ ،‬ككذا في الثياب‪ ،‬كىذا ىو الصحيح كما في األزىار‬
‫كإف كاف ظاىر كبلمهم اشتراط الغلبة في التحرم في المياه خاصة‪( .‬نجرم) كالفرؽ بين ىذا كبين المياه‬
‫أنو قد جاز استعماؿ الثوب المتنجس في حاؿ‪ ،‬كىو عند خشية الضرر‪ ،‬بل يجب‪ ،‬بخبلؼ الماء‬
‫المتنجس فبل يباح التطهر بو‪ ،‬فاشترط فيها زيادة عدد الطاىر‪ .‬ذكر معناه في (البياف)‬
‫(‪ )3‬في الثياب‪.‬‬
‫(‪ )4‬من المياه‪.‬‬
‫(‪ )5‬أك خشي فوت الوقت بنفس التحرم‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬على قوؿ المؤيد باهلل‪ )*( .‬كفي المؤل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬في قولو‪":‬فإف تعذر فعاريا"‪.‬‬
‫(‪ )8‬ألنو يسمى كاجدا‪ ،‬كظاىره الوجوب‪ ،‬كاألكلى‪ :‬أنو ندب‪ .‬كذا (قرز) ألنو ليس بواجب على الحقيقة؛‬
‫ألف الشرع منعو‪( .‬ىامش تكميل) (*) ندبا‪( .‬قرز)‬

‫(‪)465/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬اعلم أف األصحاب لم يذكركا حكم لبس المكاف الطاىر بالمتنجس‪ ،‬كالقياس يقضي‬
‫بأف حكمو حكم الثياب‪ ،‬فمن تيقن نجاسة في بعض بقاع المسجد‪ ،‬كالتبست لزمو أف يصليها مرتين في‬
‫بقعتين‪ ،‬كما ذكركا في الثوبين‪ ،‬كال يلزـ ذلك إال في المكاف المقتصر كالمسجد(‪ )7‬كالمنزؿ‪ ،‬دكف ما ال‬
‫ينحصر أك يشق حصره(‪ )0‬فبل يلزـ‪ ،‬كما ال يلزـ تحريم نساء غير منحصرات‪ ،‬أك يشق انحصارىن‪ .‬كاهلل‬
‫أعلم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قدر ما يسع اثنين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كىذا خاص في األرض؛ ألنها ال تخلو عن النجاسة‪ ،‬بخبلؼ البسط كالحصير‬
‫كنحوىا‪( .‬بياف) فهي كالثياب‪( .‬برىاف) [فيصلي مرتين‪( .‬قرز) ](*) ما يتسع لثبلثة أك أكثر من ذلك‪،‬‬
‫فبل يلزمو إال التحرم‪( .‬راكع) (*) كىذا حيث لم يجد مكانا محكوما بطهارتو في الميل‪ .‬فإف كجد‬
‫اجتنب ذلك الملتبس‪ ،‬ككذلك حكم الثياب‪( .‬بحر معنى) ككذا في الماء‪( .‬قرز)‬

‫(‪)466/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كتكره(‪ )7‬الصبلة (في) ثوب (كثير الدرف)(‪ )0‬كثوب العصار(‪ )3‬كالجزار‪ ،‬كما كثر فيو لبن المرأة (ك)‬
‫تكره أيضا في الثوب (المشبع) صبغا(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬تنزيو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كالوجو‪ :‬أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم رأل على رجل ثيابا كسحة‪ ،‬فقاؿ‪( :‬أما يجد ىذا ما‬
‫يغتسل بو ثوبو) كىذا على كجو اإلنكار كالكراىة‪ ،‬كما كره لبسو كره الصبلة فيو‪( .‬أنهار) (*) تنزيو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬إذا كاف فيو لزكجة‪ ،‬ال غبار‪ ،‬كثوب الفبلح‪ .‬كقاؿ (الدكارم)‪ :‬األكلى بقاؤه على ظاىره؛ إذ‬
‫المستحب للمصلي أف يكوف على أحسن حالة؛ لقولو تعالى‪{ :‬خذكا زينتكم عند كل مسجد} كقولو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬اهلل أحق أف يتزين لو)‪( .‬شرح الهدايةالبن حريوه) [ال ثوب الحراث‪،‬‬
‫كالمختار الكراىة‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )4‬حظر‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) (*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من ليس ثوب شهرة في الدنيا‬
‫ألبسو اهلل ثوب مذلة في اآلخرة) كفي حديث آخر (الشيطاف تحت الحمرة)‪ .‬لما ركم أف النبي عليو‬
‫كآلو الصبلة كالسبلـ رأل رجبل عليو ثوب مصبوغ‪ ،‬فقاؿ‪( :‬لو كضعت ىذا في تنور أىلك لكاف خيرا‬
‫لك) فلما سمع الرجل كبلمو كضعو في التنور‪ ،‬فقاؿ لو النبي صلى اهلل عليو كسلم‪( :‬ما صنعت بو) فقاؿ‬
‫الرجل‪ :‬الذم قلت يا رسوؿ اهلل‪ .‬فقاؿ لو‪( :‬لو أنفقتو على أىلك لكاف خيرا لك)‪.‬‬
‫[قلت‪ :‬الرجل ىو عقيل بن أبي طالب‪ ،‬كقد رأل النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم فوقو ثوبا معصفرا‪،‬‬
‫فقاؿ لو‪ :‬ألقو في تنور أىلك‪ .‬الخ ثم لما سألو عنو قاؿ لو‪( :‬إنك لعريض القفا‪ ،‬ىبل شققتو خمرا بين‬
‫الفواطم]‪( .‬ىاشمي)‬
‫(*)[كىذا في حق الرجل كالمرأة‪ .‬كقيل‪ :‬ىي في الرجل فقط‪ ،‬ككذا الخنثى كالمرأة في إحرامها‪( .‬قرز)]‬

‫(*) كإف قل‪ .‬ذكره في (الكواكب) (‪ )7‬ك(شرح األثمار) ك(شرح الفتح) كاألكلى أنو كالحرير سواء سواء‬
‫على التفصيل المتقدـ‪( .‬سماع سحولي) (قرز) (‪ )7‬إذا كاف فوؽ ثبلث أصابع فظاىره الزينة‪( .‬قرز) (*)‬
‫الصبغ ػ بكسر الصاد‪ :‬اسم لما يصبغ بو‪ .‬كبفتح الصاد‪ :‬اسم للفعل‪( .‬براىين)‬

‫(‪)467/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(صفرة كحمرة)(‪ )7‬ال خضرة‪ ،‬كزرقة(‪ )0‬كسوادا حالكا‪ ،‬كالمشبع ػ قيل‪ :‬ىو الذم ينفض(‪ )3‬كقيل‪:‬‬
‫ظاىر الزينة‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬النهي كرد في كل حمرة‪ ،‬فيدخل المفوه‪ ،‬كالمبقم مع المعصفر‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو القياس ألف الزينة حاصلة في المبقم كغيره‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬المفوه‪ ،‬كالمبقم(‪ )4‬مباح‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬كالخبلؼ في صحة الصبلة في المشبع صفرة أك حمرة كالخبلؼ‬
‫في الحرير‪ .‬كقاؿ أبو جعفر‪ ،‬كأبو مضر‪ :‬إف الصبلة تصح فيو باإلجماع‪.‬‬
‫(ك) تكره الصبلة (في السراكيل)(‪ )5‬كحده؛ ألف الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم نهى عن الصبلة في‬
‫السراكيل من غير رداء‪ ،‬كالوجو فيو أنو يرل منو حجم العورة(‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو خلقة‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬إذا كاف خلقة فاألقرب أنو يجوز‪.‬‬
‫(‪ )0‬كلو كاف فيهما زينة‪ ،‬خبلؼ اإلماـ يحي‪.‬‬
‫(‪ )3‬قيل‪ :‬مرادىم بالنفض أف يظهر لونو فيما قابلو‪ .‬كقيل‪ :‬ما ينفض إلى البدف منو شيء من الصباغ‪.‬‬
‫(‪ )4‬المبقم ػ مشدد القاؼ‪ :‬خشب شجره عظاـ‪ ،‬ككرقو كورؽ اللوز‪ ،‬كساقو أحمر يصبغ بطبيخو‪ ،‬كيلحم‬
‫الجراحات‪ ،‬كيقطع الدـ المنبعث من أم عضو كاف‪ ،‬كيجفف القركح‪ ،‬كأصلو سم ساعو‪( .‬قاموس) [قاؿ‬
‫(النجرم)‪ :‬سألت اإلماـ عن المبقم ? فقاؿ‪ :‬ىو الصولي]‪.‬‬
‫(‪ )5‬تنزيو‪ )*( .‬لما فيها من الشناعة‪ ،‬كسقوط المركة‪ )*( .‬قد ميز في الكتاب بين الكراىات‪ ،‬كبين على‬
‫أنها مختلفة بقولو‪" :‬كفي" كلهذا لم يفصل بين السراكيل كالفرك بفي ػ لما كانت الكراىة فيهما على سواء‬
‫فافهم ىذه النكتة اللطيفة‪( .‬نجرم بلفظو) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬قد أتبعنا الطارئ بالطارئ‪ ،‬كاألصلي‬
‫باألصلي‪ ،‬كفرقنا بين الكراىتين [الطارئ‪ :‬ىو ما حرـ‪ ،‬أك كره ال لذاتو‪ ،‬بل لصفة‪ ،‬ككثرة الدرف‪ ،‬أك‬
‫صفرة‪ ،‬أك حمرة‪ .‬كاألصلي‪ :‬ما كره‪ ،‬أك حرـ لذاتو‪ ،‬كالسراكيل‪ ،‬كجلد الخز]‪.‬‬
‫(‪ )6‬كقيل‪ :‬ألنو ينافي الخشوع‪ .‬كقيل‪ :‬ألنو تشبو بقوـ لوط‪.‬‬

‫(‪)468/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) تكره أيضا في (الفرك كحده)(‪ )7‬من دكف قميص أك إزار تحتو(‪ )0‬ألنو ال يأمن من انكشاؼ العورة‪.‬‬
‫(ك) تكره أيضا (‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬تنزيو‪ )*( .‬كإف جمع بين السراكيل كالفرك زالت الكراىة‪( .‬قرز) (*) يعود إليهما معا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬إال أف يشده بخيط‪( .‬قرز) زالت الكراىة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬حظر‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) (تنبيو) اعلم أف ما عدا ما قدمنا من الثياب فإف الصبلة فيو‬
‫صحيحة‪ ،‬لكننا نذكر فوائد ستا‪ .‬األكلى‪ :‬أنو ال بأس بالصبلة في الخف كالنعل‪ .‬قاؿ في (االنتصار)‪:‬‬
‫يستحب؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬صلوا في نعالكم‪ ،‬كخالفوا اليهود) كىذا إذا كاف دابغ جلدىا‬
‫مسلما ال كافرا‪ ،‬أم كافر كاف‪ ،‬إال أف يملك بالقهر طهرت باالستيبلء‪ .‬الثانية‪ :‬قاؿ القاسم عليو السبلـ‪:‬‬
‫"ال بأس بالسدؿ في الصبلة‪ .‬كىو أف يجعل ثوبو على رأسو‪ ،‬أك كتفو‪ ،‬ثم يرسل أطرافو من جوانبو‪ .‬كقاؿ‬
‫الشافعي‪ :‬ذلك مكركه‪ .‬قاؿ في المهذب‪ :‬ألف عليا عليو السبلـ رأل قوما يسدلوف في الصبلة‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬
‫(كأنهم اليهود خرجوا من فهورىم) قاؿ في (الصحاح)‪ :‬فهور اليهود مدارسهم‪ .‬قاؿ القاسم‪ :‬تجوز‬
‫الصبلة في الثوب الخاـ (‪ ،)7‬كإف احتيط بغسلو فحسن‪ .‬قيل‪ :‬كيؤخذ من ىذا أف التقزز في الطهارة‬
‫مستحب‪ .‬كذكر اإلماـ يحيى عليو السبلـ‪ :‬أنو ال أصل لو في الشريعة‪ .‬قلت‪ :‬كىو قوم‪ .‬كقد كرد عنو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬كل جديد طاىر) كظاىره أنو طاىر طهارة حكم‪ ،‬كإف باشرتو النجاسة في‬
‫شغلو‪ ،‬كما تشتغلو الكفار‪ ،‬كقد ذكر في (كتاب ذـ الوسواس) أنو أتى إلى عمر بثياب مصنوعة ففرقها‪،‬‬
‫فقاؿ لو بعض الحاضرين‪ :‬لو أمرت بغسلها يا أمير المؤمنين فإف صناعها يصبغونها ببوؿ العجائز‪)0( .‬‬
‫فقاؿ عمر رضي اهلل عنو‪ :‬أتينا بها على عهد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم فلم يأمر‬
‫بغسلها‪،‬فاقتضى ىذا أف كل جديد طاىر‪ ،‬كإف باشرتو النجاسة حاؿ (‪ )7‬صنعو‪ .‬كأظن أف المنصور باهلل‬
‫عليو السبلـ قاؿ بو‪( .‬غيث) (‪ )7‬كالمذىب خبلفو‪ )*( .‬قاؿ في (التذكرة في الطب) ما لفظو‪ :‬الخز‬
‫ليس ىو الحرير‪ ،‬كماذكره في (ما ال يسع الطبيب جهلو) بل ىو دابة بحرية‪ ،‬ذات قوائم أربع في ججم‬
‫السنانير‪ ،‬لونها إلى الخضرة‪ ،‬يعمل من جلدىا مبلبس نفيسة يتداكلها ملوؾ الصين‪ ،‬حارة يابسة‪ .‬من‬
‫(تذكرة الشيخ داكد) [كيسمى القندس‪ ،‬فبل تصح في جلد القندس‪ ،‬ال في قزه؛ ألف إضافة الجلد إلى‬
‫الوبر ال تصح‪( .‬مسألة) كتصح الصبلة في‪ ،‬كبر القندس كىو الخز‪ ،‬كالقندس ػ بالقاؼ مضمومة‪ ،‬كالنوف‬
‫ساكنة‪ ،‬كداؿ مهملة مضمومة‪ .‬ىكذا ركاه اإلماـ المهدم محمد بن المطهر عليو السبلـ‪ ،‬قاؿ‬
‫(السحولي)‪ :‬القندس ىو الحيواف حقيقة‪ ،‬كالخز ىو اسم لوبره حقيقة‪ .‬قاؿ‪ :‬كال يسمى القندس حقيقة‬
‫خزا‪ ،‬كإنما الخز حقيقة ىو اسم لوبره‪ .‬من (حدائق الياسمين)]‬
‫[(‪)7‬الثوب الخاـ‪ :‬الجديد‪ .‬الثوب الخاـ الذم لم يقصر]‪)0([ .‬ببوؿ العجائز‪ .‬أم‪ :‬اإلبل‪ ،‬كىذا على‬
‫القوؿ بنجاسة األزباؿ]‪.‬‬

‫(‪)469/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(في جلد الخز)(‪ )7‬قاؿ الهادم عليو السبلـ في األحكاـ‪ :‬كأكره الصبلة في جلد الخز؛ ألني ال أدرم‬
‫ما ىو(‪ )0‬كال ما ذكاة دكابو(‪ )3‬كال أمانة عمالو(‪ )4‬كأخاؼ أف يكوف يجمعوف فيو الميت‪ ،‬كالمتردم‪،‬‬
‫كالمذكى‪.‬‬
‫قاؿ محمد بن أسعد المرادم(‪ )5‬ػ داعي المنصور باهلل إلى الجيل كالديلم ػ‪ :‬إنو كجده مما ال يؤكل(‪.)6‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالصحيح عند أىل المذىب كغيرىم أف كبره(‪ )7‬طاىر؛ ألنو كاف صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم يعتم بعمامة سوداء من خز‪ ،‬ككاف يقاؿ لها‪ :‬السحاب(‪.)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإنما كره الصبلة مع ذكره للتجويزات‪ ،‬كلم يقل بتحريمها مع أنو يقوؿ‪ :‬األصل في الحيوانات‬
‫الحظر؛ حمبل للمسلمين على السبلمة لما كانت تجلب إلى أسواقهم‪ ،‬كيلبسونو‪( .‬صعيترم)‬
‫(‪ )0‬مأكوؿ‪ ،‬أـ غير مأكوؿ‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬إذا قدر أنو مأكوؿ‪ ،‬ىل ذكي أـ ال‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ىل كفار‪ ،‬أـ مسلموف‪.‬‬
‫(‪ )5‬كىو مصنف المهذب على مذىب المنصور باهلل‪.‬‬
‫(‪ )6‬فتكوف الكراىة للحضر بعد ىذه الركاية؛ ألنو يجب قبوؿ خبر الثقة في العبادات‪( .‬نجرم) (كاعلم)‬
‫أف المؤلف جعل الكراىة في ذلك كلو للتنزيو؛ ألف الركاية عن المرادل لم تصح؛ إذ لو صحت كانت‬
‫الكراىة للحظر؛ ألف ركاية العدؿ مقبولة‪( .‬كابل)‬
‫(‪ )7‬إشارة إلى خبلؼ أبي العباس‪ ،‬كالمرتضى؛ ألنهما قاال‪ :‬متى انفصل الشعر صار نجسا‪.‬‬
‫(‪ )8‬تم أعطاىا عليا عليو السبلـ‪ ،‬ككاف يتعمم بها‪ .‬كيقاؿ‪ :‬طلع علينا أمير المؤمنين كعليو السحاب‪.‬‬
‫كاستشهد الحسين عليو السبلـ كعلى رأسو جبة من خز‪ .‬كركم أف الحسن البصرم رأل علي بن‬
‫الحسين كعليو عمامة من خز رؤية متعجب من لباسو لها‪ ،‬فقاؿ‪ :‬مو يا أبا سعيد‪ ،‬قلب كقلب عيسى‪،‬‬
‫كلباس كلباس كسرل‪ ،‬ككاف يلبسها في الشتاء‪ ،‬كيبيعها في الصيف‪ ،‬كيتصدؽ بثمنها‪ ،‬كيقوؿ‪ :‬أكره أف‬
‫آكل ثمن ثوب قد عبدت اهلل فيو‪( .‬زىور) كقيل‪ :‬إنو كاف يبيع خلقها بخمسمائة درىم‪ ،‬كىي تسمي‬
‫السحاب‪ ،‬كىي ألين من الحرير‪.‬‬

‫(‪)472/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الشرط (الرابع‪ :‬إباحة)(‪ )7‬المكاف الذم يصلي فيو‪ ،‬كال يلزـ إباحة جميعو‪ ،‬بل تكفي إباحة (ما يقل‬
‫مساجده) أم‪ :‬يحملها (كيستعملو) المصلي حاؿ صبلتو (‪ )0‬قراره كىوائو‪ ،‬فبل يصح كوف ما بين جبهتو‬
‫كركبتيو غير مباح‪ ،‬إذا كاف من المكاف؛ ألنو يستعمل ىواءه‪ ،‬كيصح(‪ )3‬إذا لم يكن من المكاف‪ ،‬كثوب‬
‫مطوم‪ ،‬أك خشبة‪ ،‬أك نحو ذلك؛ ألنو ال يستعملو‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا قد تناكؿ االحتراز من كل مكاف ال يباح للمصلى حاؿ صبلتو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬عقد ما يصلي عليو)‪ :‬كل مكاف طاىر‪ ،‬مباح‪ ،‬مستقر‪ ،‬يسع المصلي‪ .‬فقلنا‪" :‬طاىر" خرج‬
‫المتنجس‪ .‬كقلنا‪" :‬مباح" خرج المغصوب‪ .‬كقلنا‪" :‬مستقر" خرجت األرجوحة المتعلقة في الهواء‪ .‬كقلنا‪:‬‬
‫"يسع المصلي" ليخرج ما ال يستكمل معو المصلي األركاف‪ .‬كأما السفينة‪ ،‬كالسرير فبل يضر؛ ألف‬
‫السفينة مستقرة على ظاىر الماء‪ ،‬كالسرير مستقر على كجو األرض‪ ،‬كأما الركشن‪ ،‬كالجناح‪ ،‬كالساباط‬
‫التي توضع فوؽ ىواء الطريق‪ ،‬فإف كاف متعديا في كضعها لم تصح الصبلة‪ ،‬كإال صحت‪( .‬راكع)‬
‫[كحقيقة الركشن‪ :‬ما خرج من البناء على ىواء الشارع‪ ،‬كىو صغير الحجم‪ .‬كالساباط‪ :‬السقف الذم‬
‫يكوف فوؽ ىواء الشارع‪ .‬كالجناح ىو الذم يمد على أكثر الشارع‪( .‬من الشركة)]‬
‫(‪ )0‬كلو بأكمامو‪.‬‬
‫(‪ )3‬كتكره [كراىة] تنزيو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)477/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ثم فصلنا ىذه الجملة بقولنا‪( :‬فبل يجزئ) المصلي أربعة أشياء األكؿ‪( :‬قبر) لمسلم(‪ )7‬أك‬
‫ذمي(‪)0‬كىذا ذكره في اللمع‪ .‬كفى البياف للمذىب‪ ،‬كىو قوؿ المنصور باهلل؛ ألجل النهي(‪ )3‬الوارد‪.‬‬
‫كقاؿ أبو العباس‪ ،‬كصححو أبو طالب‪ ،‬كىو قوؿ الشافعي‪ ،‬كاإلماـ يحيى بن حمزة‪ :‬إنها تجزئ عليو‬
‫كتكره(‪.)4‬‬
‫كأما قبر الحربي فقد ذكر المؤيد باهلل جواز ازدراعو‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬فيحتمل أف تكوف الصبلة‬
‫جائزة عليو‪ ،‬إال أف ظاىر الخبر عاـ (‪ )5‬لكل مقبرة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬المعتاد‪( .‬قرز) ككذا ىواؤه‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك حربي‪( .‬قرز) (*) قاؿ الهادم عليو السبلـ‪ :‬ال تجزئ الصبلة على القبور؛ لكرامة أىلها إف كانوا‬
‫مؤمنين‪ ،‬كلنجاستها إف كانوا كافرين‪ ،‬كلفسقهم إف كانوا فاسقين‪ ،‬كال الصبلة بينهما؛ ألجل الزكار‪( .‬تعليق‬
‫لمع) (*) فإف لم يجد إال القبر صحت صبلتو فوقو‪ ،‬كتكوف باإليماء كالغصب‪( .‬قرز) [من قعود على‬
‫قدميو‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )3‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬لعن اهلل اليهود اتخذكا قبور أنبيائهم مساجد)‪( .‬غيث) أم‪:‬‬
‫يصلوف عليها‪.‬‬
‫(‪ )4‬تنزيو [لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬أينما أدركتك الصبلة فصل)]‪.‬‬
‫(‪ )5‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال تصلوا على القبور)‪ )*( .‬فبل تصح على المختار‪( .‬قرز)‬

‫(‪)470/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) الثاني (سابلة)(‪ )7‬أم‪ :‬طريق(‪ )0‬كاختلف في السابلة من جهتين إحداىما في تفسيرىا‪ ،‬كالثانية في‬
‫حكم الصبلة عليها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كحكم ىوائها حكم قرارىا‪ ،‬إال أف بسقف لمصلحة عامة‪( .‬قرز)‪ ،‬كقاؿ اإلماـ عز الدين‪ :‬إف ذلك‬
‫مخصوص بالقرار فقط فما عدا القبر‪ .‬كقرره (المفتي) (*) صبلة الفرض‪ ،‬ال النفل فسيأتي في قولو‪:‬‬
‫"كيعفى لمتنفل راكب في غير المحمل" مع أنو في الطريق السابلة‪( .‬قرز) (*) كأما ىواؤىا‪ ،‬كما يوضع‬
‫عليها فكذلك‪ ،‬كأما الركشن فإف كاف فعلو ذك كالية عامة‪ ،‬بالشركط الثبلثة التي ستأتي خرج عن كونو‬
‫طريقا‪ ،‬كصحت فيو الصبلة‪ ،‬كإال فبل‪( .‬قرز) (*) كتجوز الصبلة على البالوعة إذا ردمت‪ ،‬كعلى سقف‬
‫المستراح‪ ،‬كلو قل الهواء‪( .‬بياف) ككذا سقف المطاىر‪ ،‬كالخانكات‪ ،‬كلو كانت على الطريق من باب‬
‫نقل المصالح‪[ .‬كقرار البرؾ‪ .‬ذكره (سيدم علي بن القاسم رحمو اهلل)‪( .‬قرز)] (*) قاؿ في بعض‬
‫الحواشي‪ :‬صوابو ػ مسبلة؛ ألف السابلة المارة‪ .‬قاؿ في (القاموس)‪ :‬السابلة‪ :‬الطريق‪ ،‬كالقوـ المختلفة‬
‫عليها‪ ،‬كأسبلت الطريق أم‪ :‬كثر سابلها‪ .‬فعلى ىذا ال كجو للتصويب‪( .‬قرز) (*) من صلى عند باب‬
‫المسجد بحيث يمنع المار ? فقاؿ في (الغيث)‪ :‬على أصل أبو طالب ػ إف كاف المصلي خارج المسجد‬
‫لم تصح صبلتو مطلقا‪ ،‬سواء كاف المسجد قد امتؤل أـ ال‪[ .‬كسواء كاف للمسجد باباف أـ ال‪( .‬قرز) ]‬
‫كأما إذا كاف المصلي من داخل باب المسجد‪ ،‬فإف كاف المسجد قد امتؤل صحت صبلتو؛ ألف ما خلف‬
‫الباب موضع للصبلة‪ ،‬كللدخوؿ إلى سائر المسجد‪ ،‬فإذا كاف ممتلئا فقد بطل الغرض اآلخر‪ ،‬كىو‬
‫الدخوؿ فتصح الصبلة‪ ،‬ال إذا لم يكن ممتلئا لم تصح الصبلة‪( .‬تكميل) (قرز) [كقيل‪ :‬ال إذا كاف‬
‫للمسجد باب آخر‪ ،‬فإف الدخوؿ غير ممتنع‪( .‬بياف)‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪ ،‬فبل تصح حيث لم يمتلئ‪ ،‬كإف‬
‫كاف لو أبواب‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬في غير المحمل للمتنفل]‪.‬‬

‫(‪)473/7‬‬

‫_____________________________‬

‫أما تفسيرىا‪ :‬فقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬المراد بالسابلة المسبلة(‪ )7‬أك ما في حكمها‪ ،‬كىي التي تكوف‬
‫بين ملكين(‪ )0‬كالتي فيها عمارة لتسهيل المركر‪ ،‬ال الطريق التي في القفار‪ ،‬كإف ابيضت بالمركر فإنو‬
‫يجوز إحياؤىا‪ ،‬كالصبلة فيها‪ .‬كىكذا حكى الفقيو محمد بن سليماف عن المؤيد باهلل‪.‬‬
‫كقاؿ أبو مضر‪ :‬ال يجوز؛ ألنو قد ثبت فيها حق بالتبييض‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كلعل صاحب ىذا القوؿ ال يفسر السابلة بالموقوفة‪ ،‬بل بما ظهر استطراقها‬
‫للناس(‪.)3‬‬
‫كأما حكم الصبلة فيها‪ :‬فمن صحح الصبلة في الدار المغصوبة(‪ )4‬صحح الصبلة فيها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬في األمبلؾ‪ ،‬أك في المباح بعد اإلحياء كما فعل أسعد الكامل في نقيل عجيب [في ببلد‬
‫حاشد مما يلي صعدة ػ كىو الذم يسمى اآلف نقيل الغولة ]‪( .‬صعيترم)‬
‫(‪ )0‬نافذة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كأما ما لم يظهر استطراقها للناس كبنيات الطريق‪ ،‬كىي المقارب التي ال يعرفها إال الخواص فتصح‬
‫الصبلة فيها‪ .‬كقيل‪ :‬ال تصح‪ .‬كىو المختار‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬لغير عذر‪ .‬كىم أبو داكد‪ ،‬كالشافعي ]‪.‬‬

‫(‪)474/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما المانعوف فاختلفوا على ثبلثة أقواؿ األكؿ‪ :‬ألبي طالب‪ :‬أنها ال تصح‪ ،‬كإف كانت كاسعة؛ ألنها‬
‫كضعت(‪ )7‬لغير الصبلة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬للمؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬أنها تصح في الواسعة دكف الضيقة‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬حكاه في الكافي عن القاسمية‪ ،‬كالناصر‪ :‬أف الصبلة ال تصح إف كانت الطريق مسلوكة حاؿ‬
‫الصبلة فيمنع المار‪ ،‬كإال صحت‪.‬‬
‫(نعم) فهذه األقواؿ في الطريق إذاكانت (عامرة) (‪ )0‬فقط‪.‬‬
‫قاؿ أبو مضر‪ :‬فإف كانت خرابا‪ ،‬كسقط عنها المركر فلم يكن للناس إليها حاجة فإنها تصح الصبلة ببل‬
‫خبلؼ‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كدعول اإلجماع ىنا فيو نظر(‪ )3‬ألف أبا طالب منع من صحة الصبلة في‬
‫الواسعة‪ ،‬كلو لم يحصل بذلك مضرة‪ ،‬فدؿ على أف العلة ليست المضرة عنده‪ ،،‬كإنما ىو كونها طريقا‪،‬‬
‫كىذا يقتضي تحريمها عنده في الخراب كالعامرة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل ألجل فساد المنهي عنو؛ لئبل يلزـ (‪ )7‬في كل ما كضع لغير الصبلة (‪ )7‬كىو ما أخرجو‬
‫الترمذم من ركاية ابن عمر (أف النبي صلى اهلل عليو كآلو نهى أف يصلى في سبعة مواطن‪ :‬المقبرة‪،‬‬
‫كالمجزرة‪ ،‬كالمزبلة‪ ،‬كقارعة الطريق‪ ،‬كمعاطن اإلبل‪ ،‬كفي الحماـ‪ ،‬كفوؽ ظهر بيت اهلل العتيق) كفيو داللة‬
‫أيضا على عدـ صحة الصبلة في الطريق مطلقا‪( .‬شرح بهراف) [ أعطاف اإلبل‪ :‬مباركها حوؿ الماء‬
‫تشرب علبل بعد نهل‪ ،‬ككجهو‪ :‬أف اإلبل تزدحم في المنهل ذكدا ذكدا حتى إذا ركيت رفعت رؤكسها‪ ،‬فبل‬
‫يؤمن تعديها كنفارىا في ذلك الموضع فتؤذم المصلي]‪( .‬شرح الهداية) [كسميت قارعة الطريق؛ ألنها‬
‫تقرع أم‪ :‬تصيبها األرجل كاألظبلؼ‪ ،‬كاألخفاؼ‪ ،‬كالحوافير‪ ،‬فاعلة بمعنى مفعولة‪( .‬مستعذب)] [كقد‬
‫جمعها من قاؿ شعرا‪ :‬كىو اإلماـ المهدم عليو السبلـ‪:‬‬
‫مناىيها المعاطن للمصلي ***كظهر الكعبة البيت العتيق‬
‫كمجزرة كحماـ كقبر ***كمزبلة كقارعة الطريق]‬
‫(‪ )0‬المراد لم يسقط عنها المركر‪ ،‬سواء كانت خرابا أـ ال‪( .‬قرز) (*) كالهواء كالقرار‪.‬‬
‫(‪ )3‬كبلـ أبي طالب في العامرة‪ ،‬كال كجو للتنظير‪.‬‬

‫(‪)475/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثالث (منزؿ غصب)(‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬تنبيو) اعلم أنو ال يجوز زيارة األبوين المحبوسين في الدار المغصوبة إال إليصاؿ ما يجب عليو من‬
‫انفاقهما‪ ،‬على ما يقضيو كبلـ األصحاب‪( .‬غيث)‬
‫(مسألة) كمن غصب مسجدا فجعلو بيتا صح أف يصلي فيو‪( .‬بحر) من الغصب؛ ألنو كضع لذلك‪[.‬كىو‬
‫قريب؛ ألنو عصى بغير ما بو أطاع‪( .‬إمبلء) لكنو ال تصح الصبلة فيو لكونو مطالبا بالرد‪ ،‬إال أف ال‬
‫يتمكن من الرد فيصح]‪ .‬كفي (الغيث)‪ :‬ال تصح صبلتو فيو‪ ،‬كلو كاف لو فيو حق فقد بطل؛ معارضة لو‬
‫بنقيض قصده‪ ،‬كالوارث‪ ،‬كالموصى لو إذا قتبل عمدا‪ ،‬ككذا لو لم يجعلو بيتا لم يصح‪ .‬كقيل‪ :‬يصح‪.‬‬
‫(فائدة) تجوز الصبلة في الحصوف‪ ،‬كالمساكن التي ال يعرؼ لها مالك معين‪ ،‬كفي األرض التي مصرفها‬
‫المصالح‪ ،‬كالفقراء‪ .‬من (شمس الشريعة)‪ .‬ككذا ما يقبضو اإلماـ من بيوت الظلمة كحصونهم‪( .‬لمعة) أما‬
‫الدار فينبغي أذف اإلماـ‪ ،‬حيث أمرىا إليو‪ ،‬أك من كجهها إليو؛ ألف حكمها أبلغ من حكم األرض‪ ،‬فعلى‬
‫ىذا لو تغلب الظلمة على دكر‪ ،‬كصوافي‪ ،‬كحصوف‪ ،‬أك قصور ػ لم تصح صبلتهم فيها‪ ،‬ال على أصل‬
‫الهادم‪ ،‬كال على أصل المؤيد باهلل‪( .‬غيث) (*) ككذا نحو المنزؿ‪ ،‬البستاف كنحوه‪( .‬قرز)‬
‫(*)[فإف صلى جاىبل للتحريم أعاد في الوقت‪ ،‬ال بعده‪( .‬حثيث)‪ .‬ألجل الخبلؼ‪( .‬قرز)]‬
‫(*)[كال تصح على عرش‪ ،‬أك فراش حمل في موضع مغصوب‪ ،‬أك عكس ذلك‪ ،‬كال تصح على سطح‬
‫جذكعو أك فراديجو مغصوبة‪ ،‬ككذا بعضها إذا صلى على محمولو ػ أم‪ :‬محموؿ ذلك البعض ػ قاؿ‬
‫المؤيد باهلل‪ :‬فإف كاف السطح على قواعد مغصوبة‪ ،‬كالقرار حبلؿ صحت الصبلة‪ .‬قاؿ في (التقرير)‬
‫ك(البياف)‪ :‬مراده إذا لم يحاذ القواعد‪ .‬كقاؿ‪ :‬األكلى عدـ صحتها؛ لكن يحمل قوؿ المؤيد اهلل على أف‬
‫األخشاب نافذة ػ إلى فوؽ الجدار ػ كالقواعد كضعت لبلحتياط‪ ،‬ال لحمل السطح‪( .‬بياف) ػ كإنما غرزت‬
‫للتقوية‪ ،‬كالتزيين‪ ،‬بحيث لو أزيلت لم ينهدـ السطح ػ فتكوف على ىذا التأكيل صحيحة‪( .‬قرز) ] [قاؿ‬
‫في (الكواكب)‪ :‬األخشاب‪ :‬الكبار‪ .‬كالفرادج‪ :‬الصغار بغير ياء‪ .‬كىو السرير ]‪.‬‬

‫(‪)476/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فبل تصح الصبلة في الدار المغصوبة (‪ )7‬للغاصب كغيره (إال لملجئ)(‪ )0‬كذلك الملجيء أمراف‬
‫أحدىما‪ :‬أف يكوف محبوسا فيها لو الصبلة آخر الوقت(‪ )3‬الثاني‪ :‬من يدخل إلنكار منكر(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالفرؽ بين األرض كالدار ػ بناء على األغلب‪ ،‬كىو عدـ الكراىة في األرض‪ ،‬بخبلؼ الدار‪ ،‬فإف‬
‫الغير ممنوع من دخوؿ دار غيره فافترقا‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )0‬اإلستثناء عائد إلى الثبلثة‪ ،‬كىي القبر السابلة‪ ،‬كالمنزؿ‪ ،‬كيصلي باإليماء إال في الطريق فيستوفي‬
‫األركاف فيها‪( .‬قرز)‬
‫(تنبيو) لو عرض فعل منكر في الدار‪ ،‬كأراد الغاصب إنكاره كىو فيها كأزؼ الوقت‪ ،‬ىل تجزيو الصبلة‬
‫في ىذه الحالة ? القياس أنو ينظر في حالو‪ ،‬فإف كاف قد عزـ على رد الدار‪ ،‬كالتخلص‪ ،‬كما أكقفو إال‬
‫المنكر ػ كاف حكمو حكم غيره في الجواز‪ .‬كإف كاف مصرا على الغصب فاألقرب أنها ال تصح‪ ،‬ألف‬
‫أكوانو فيها حينئذ معاص؛ لبقاء سبب الغصب‪ ،‬كلو عرض المنكر‪( .‬غيث بلفظو)‪ .‬كقيل‪ :‬تصح‪ ،‬سواء‬
‫كاف عازما على الرد أـ ال‪ ،‬كىو ظاىر (األزىار)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كتكوف الصبلة من قعود؛ ألنو أقل استعماال‪ ،‬كيكوف على قدميو‪( .‬قرز) ] كتلزـ األجرة‪ .‬كقيل‪ :‬ال‬
‫يلزـ ػ [حيث دخل للنهي عن المنكر‪ ،‬كإال فهي تلزمو على ما سيأتي في اإلجارة‪ ،‬في قولو‪":‬كتلزـ من‬
‫ربي في غصب أك حبس"‪ .‬الذم سيأتي حيث حبس بالتخويف‪ ،‬ال بالقيد فبل ضماف عليو‪ ،‬بل على‬
‫المكره ] ػ ألف المنافع أخف من األعياف‪( .‬بحر) (قرز) (*) فإف قيل‪ :‬لم ال تجوز الصبلة أكؿ الوقت‪،‬‬
‫كقد أجازكا لو الوقوؼ ? كالجواب‪ :‬أف للصبلة حرمة فبل تؤدل في الموضع النجس كالغصب إال في‬
‫آخر الوقت‪( .‬تعليق) بل ألف صبلتو ناقصة؛ ألنو باإليماء؛ ألنو أقل استعماال‪( .‬بحر) (قرز)‬
‫(‪ )4‬أك تقليلو‪( .‬قرز) (*) أك أمر بمعركؼ‪ .‬كظاىر األزىار فيما يأتي في السير‪ ،‬في قولو‪":‬كيدخل‬
‫الغصب لئلنكار" خبلفو‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬يبحث عمن دخل لؤلمر بالمعركؼ في الدار المغصوبة‪ ،‬ىل‬
‫تصح صبلتو فيها أـ ال ? قاؿ بعض المشايخ‪ :‬ال لؤلمر بالمعركؼ‪ ،‬إال ألىل الواليات؛ لما في الدخوؿ‬
‫من إتبلؼ المنافع‪( .‬محيرسي لفظا) (قرز)‬

‫(‪)477/7‬‬

‫_____________________________‬
‫كتضيق كقت الصبلة فإنو يجوز لو الصبلة فيها‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كعلي خليل‪ :‬إف صبلتو تصح‪ ،‬كلو كاف الوقت متسعا‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألكؿ ىو األقرب‪ ،‬كىذا إذا كاف يرجو زكاؿ المنكر(‪ )7‬فإف كاف ال يرجو زكالو‬
‫لم تصح صبلتو(‪ )0‬فيها‪ ،‬ال أكؿ الوقت كال آخره‪ ،‬فإف زاؿ المنكر(‪ )3‬كالوقت متسع لم تصح صبلتو‬
‫فيها‪ .‬كإف كاف الوقت قد ضاؽ فعن أبي مضر‪ ،‬كالقاضي جعفر لمذىب القاسم‪ ،‬كيحيى عليهما السبلـ‪:‬‬
‫أنو يصلي إذا خشى الفوات‪ ،‬كىو قوؿ المنصور باهلل‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ال تجوز لو الصبلة (‪.)4‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو القياس؛ ألف الشرع أنما أباح لو الوقوؼ ألجل المنكر‪ ،‬كبعد زكالو ال كجو‬
‫لئلباحة ما لم يغلب في ظنو رضاء المالك‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف الصبلة تصح في الدار المغصوبة للغاصب كغيره‪ ،‬كإف كاف آثما‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك تقليلو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كال يجوز لو الدخوؿ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬أك أيس من زكالو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كإف صلى مع عدـ ظن الرضاء‪ ،‬ثم أجاز المالك لم تصح الصبلة‪ ،‬كإف انكشف أنو كاف راضيا حاؿ‬
‫الصبلة فتصح على قوؿ اإلنتهاء‪( .‬قرز) (*) ألنو تعارض عليو كاجباف هلل كآلدمي‪ ،‬كحق اآلدمي مقدـ‪،‬‬
‫كىو الخركج من منزلة‪ )*( .‬فإف زاؿ حاؿ الصبلة خرج منها كلو فات الوقت‪ .‬كقاؿ (القاضي عبد اهلل‬
‫الدكارم)‪ :‬بل يصلي حاؿ الخركج كالمسايف‪ .‬كفيو نظر؛ ألف المسايف مخصوص باإلجماع؛ لقولو‬
‫تعالى‪{ :‬فإف خفتم فرجاال أك ركبانا}‪.‬‬

‫(‪)478/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كالرابع‪ :‬قولو (كال أرض) (‪)7‬مغصوبة‪ ،‬كالمصلي (ىو غاصبها) فإف صبلتو فيها ال تصح(‪.)0‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف الصبلة فيها تصح للغاصب كغيره‪.‬‬
‫كحكى في الزكائد عن القاسم‪ ،‬كالهادم‪ ،‬كالناصر‪ :‬أنها ال تصح للغاصب‪ ،‬ك[ال] غيره‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬إف كانت الصبلة تضر المالك (‪ )3‬ال تصح للغاصب كغيره‪ ،‬كإال صحت لهما(‪.)4‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالمذىب أنها ال تصح للغاصب مطلقا (‪ )5‬كتصح لغيره مالم بعلم أك يظن‬
‫كراىة المالك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف كانت األرض محيطا عليها‪ ،‬كالبساتين فهي كالدار‪ ،‬فبل يدخل إليها إال بإذف‪( .‬قرز) (*) ينظر ػ‬
‫لو بناىا الغاصب منزال‪ ،‬ىل يصح أف يصلي فيها الغير يقاؿ‪ :‬ليس لعرؽ ظالم حق (‪ )7‬فالعمارة كبل‬
‫[عمارة] [(‪)7‬بالنظر إلى قرار ما عمر‪ ،‬كأما سطح المنزؿ‪ ،‬كاآللة المملوكة للغاصب ػ فبل تصح الصبلة‬
‫على ذلك إال مع ظن رضاء الغاصب‪ ،‬كما لو كضع ثوبا أك بساطا في أرض الغير التي غصبها أك داره‪.‬‬
‫(سماع أـ) ]‬
‫(‪ )0‬أما إذا كانت األرض ليتيم‪ ،‬أكمسجد ? فقاؿ في (الغيث)‪ :‬قد ذكر ابن أبي العباس‪ ،‬كغيره جواز‬
‫الصبلة في أرض المسجد‪ ،‬كاليتيم‪ ،‬ما لم يؤد إلى ضرر‪ ،‬كذلك مبني على مذىب المنصور باهلل‪ .‬كأما‬
‫على قوؿ أبي طالب فلعلو يأتي على الكبلـ في العرؼ‪ ،‬ىل يجرم على اليتيم كالمسجد أـ ال‪( .‬شرح‬
‫األثمار) (*) ما لم يظن رضاء مالكها صحت الصبلة‪( .‬بحر معنى) (قرز) كىو ظاىر (األزىار) حيث‬
‫قاؿ‪ :‬كيجوز الخ‪.‬‬
‫(‪ )3‬زرع‪ ،‬أك غيره‪.‬‬
‫(‪ )4‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬ما ضررنا بأرضك يا يهودم) فعلل بالضركرة‪ ،‬دكف الكراىة‪ .‬قلنا‪:‬‬
‫معارض بقولو‪( :‬ال يحل ماؿ أمرء مسلم) الحديث‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )5‬سواء ظن أـ لم يظن‪ ،‬كسواء ضر أـ ال‪.‬‬

‫(‪)479/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(كتجوز) الصبلة (فيما ظن) المصلي (أذف مالكو)(‪ )7‬من ثوب‪ ،‬أك دار‪ ،‬أك أرض‪.‬‬
‫فإف قلت‪ :‬إف ىذا يقضي بأف الصبلة في األراضي ال تجوز إال إذا ظن أذف المالك‪ ،‬كالمفهوـ عن أىل‬
‫المذىب أنها تجوز‪ ،‬كلو لم يحصل لو ظن الرضاء‪ ،‬ما لم يغلب في ظنو الكراىة‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬قد رفعنا ىذا الوىم بقولنا آنفا‪" :‬كال أرض ىو غاصبها" فمفهومو جوازه الصبلة لغير‬
‫الغاصب‪ ،‬كإف لم يحصل لو ظن الرضاء مهما لم يظن الكراىة‪ ،‬كالمرجع بالرضاء المعتبر ىنا(‪ )0‬أنما ىو‬
‫عدـ الكراىة فقط‪ ،‬ال إرادة الصبلة من المصلي‪.‬‬
‫فإف قلت‪ :‬ىل يجوز التوضؤ بماء الغير إذا ظن أذنو قياسا على الثوب أـ ال ?‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إف حصل ظن الرضاء جاز في الكل من غير فصل‪ ،‬كإف عدـ ػ فإف حصل ظن الكراىة لم يجز في‬
‫الكل‪ ،‬كإف عدـ جاز في األرض لغير الغاصب‪ ،‬ال في غيرىا‪( .‬نجرم)(قرز) (مسألة) كيجوز للضيف‬
‫كنحوه أف يصلي في البيت الذم أذف لو بدخولو بغير إذنو‪ ،‬ما لم يظن الكراىة‪ ،‬أك المضرة‪ ،‬كلم يكن قد‬
‫فرغ مما دخل لو‪ .‬قيل‪ :‬كأف ال تزيد مضرة الصبلة على مضرة الوقوؼ‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) (*) أم‪:‬‬
‫رضاؤه‪( .‬شرح فتح) (*) كالعبرة بمالك المنافع‪ ،‬كالمستأجرة‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬في األراضي‪.‬‬

‫(‪)482/7‬‬

‫_____________________________‬

‫)قاؿ موالنا عليو السبلـ)‪ :‬ذلك استهبلؾ‪ ،‬كاستهبلؾ ماؿ الغير بغلبة الظن قد يجوز(‪ )7‬ذكره المؤيد‬
‫باهلل في الزيادات(‪.)0‬‬
‫(كتكره)(‪ )3‬الصبلة كلو كانت صحيحة (على) خمسة أشياء‪:‬ػ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قرضا‪ ،‬أك إباحة‪ .‬ىذا للمؤيد باهلل‪ ،‬كىو المقرر للمذىب‪( .‬حاشية سحولي لفظا) خبلؼ ما سيأتي‬
‫في قولو‪" :‬كال يصادؽ مدعي الوصاية كاالرساؿ للعين"‪ .‬يقاؿ‪ :‬ىناؾ حكم على الغير بالمصادقة‪ ،‬ال ىنا‬
‫فلم يكن ثمة حكم فافترقا‪( .‬قرز) (*) كقاؿ في (شرح الذكيد)‪ :‬ال يجوز؛ ألنو استهبلؾ كىو المذىب‪.‬‬
‫(غاية) (*) قوم في اإلقداـ‪ ،‬ال في الضماف فيعتبر اإلنتهاء‪( .‬قرز) (*) كلم يخالفو أحد‪ ،‬كيسمى إجماعا‬
‫سكوتيا‪ ،‬كيدؿ عليو قولو تعالى‪{ :‬أك صديقكم } ففيو دليل على جواز استهبلؾ ماؿ الغير‪ )*( .‬كخرج‬
‫للهدكية من الهدية جواز ذلك‪ ،‬كقد ذكرتو الهدكية في األمة المهداة‪ ،‬ككذا ما جاء بو الصبي‪.‬‬
‫(‪ )0‬في باب الصلح‪.‬‬
‫(‪ )3‬تنزيو‪( .‬قرز) [ككذا السجود يعني‪ :‬سجود السهو كنحوه‪( .‬بياف) (قرز)]‬

‫(‪)487/7‬‬

‫_____________________________‬

‫األكؿ‪( :‬على تمثاؿ)(‪)7‬احتراز من تمثاؿ الجماد فإنو ال بأس بو‪ ،‬كال كراىة (كامل) احترازا من الناقص‪،‬‬
‫كحد النقصاف أف يخرج عن ىيئة الحيوانية (‪ )0‬فيلحق بالجماد‪ ،‬كذلك بأف يكوف عديم الرأس‪ ،‬فأما لو‬
‫نقص إحدل العينين‪ ،‬أك األذنين‪ ،‬أك نحوىما مما قد يستقل الحيواف‪ ،‬كتستمر حياتو من دكنو فإف‬
‫نقصانو ال يكفي‪ ،‬فأما اليداف‪ ،‬كالرجبلف(‪ )3‬أك أحد القوائم (‪ )4‬ففيو تردد(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ما لم يكن خلق اهلل تعالى‪ ،‬كأف يكوف حجرا على صفة حيواف فبل كراىة‪( .‬عامر) كىو ظاىر‬
‫األزىار‪( .‬قرز) (*) كذلك ألف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم دخل الكعبة فوجد فيها حمامة مصورة‬
‫فكسرىا‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فإذا كاف ىذا في غير الصبلة كاف أدخل في الكراىة في الصبلة‪ ،‬إال أف‬
‫يغير بقطع رأسو؛ لقوؿ علي عليو السبلـ‪( :‬ما بقاء الجسد بعد ذىاب الرأس) كركم عنو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم أنو قاؿ‪( :‬أتاني جبريل فقاؿ‪ :‬يا محمد جئتك البارحة‪ ،‬فلم أستطع أف أدخل عليك البيت؛‬
‫ألنو كاف في البيت تمثاؿ رجل‪ ،‬فمر بالتمثاؿ يقطع رأسو حتى يكوف كهيئة الشجرة)‪( .‬بستاف) (*) ال لو‬
‫صلى فيو فبل كراىة‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬تكره‪ .)*( .‬رقما‪ ،‬أك نسجا‪ ،‬أك مموىا ػ [أم‪ :‬مطليا] ػ أك مطبوعا‪ ،‬أك‬
‫طرزا [أما المطبوع بصباغ كنحوه في ثياب أك غيره فبل يجب تغييره مطلقا‪ ،‬مستعمبل كاف أك غيره‪( .‬قرز)‬
‫](*) كىذا فيما لم تكن الصورة ذات جرـ‪ ،‬كالذم يتخذ من الصباغات‪ ،‬كأما التي لها جرـ مستقل فإف‬
‫تمكن المصلي من إزالتها في الميل لم تصح صبلتو حتى يزيلها‪( .‬قرز) كإف لم يتمكن كاف حكمها حكم‬
‫ماال جرـ لها‪.‬‬
‫(‪ )0‬الظاىرة ال الباطنة‪ ،‬كالمعاء‪ ،‬كالمنافذ فبل يضر تخلفها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬في اآلدميين‪.‬‬
‫(‪ )4‬في البهائم‪.‬‬
‫(‪ )5‬ال تردد؛ إذ ىو يعيش من دكنها (‪( .)7‬شكايدم) ك(قرز) قاؿ (السحولى)‪ :‬األرجح عدـ الكراىة‬
‫في الصبلة على التمثاؿ مع نقصاف اليدين أك الرجلين‪ ،‬أك أحدىما؛ إذ قد خرج من قولو‪":‬كامل "‬
‫كالمختار أف الكراىة باقية؛ ألف مراد (األزىار) بحيث ال يعيش الحيواف من دكنو (‪ )7‬ما لم يكن‬
‫مفخذال‪( .‬شامي) (قرز)‬

‫(‪)480/7‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ ،‬كىذا إذا لم تكن الصورة ذات جرـ كالذم يتخذ من الصباغات كنحوىا‪ ،‬فأما إذا كانت ذات جرـ‬
‫مستقلة (‪ )7‬فإف تمكن المصلي من إزالتها (‪ )0‬لم تصح صبلتو حتى يزيلها(‪ ،)3‬كاف لم يتمكن من‬
‫إزالتها كاف حكمها حكم ما ال جرـ لو (إال) أف يكوف التمثاؿ (تحت القدـ)(‪)4‬فإنو ال كراىة حينئذ (أك)‬
‫يكوف ذلك التمثاؿ من المصلي منتزحا (فوؽ القامة)(‪ )5‬لم تكره الصبلة‪ ،‬كقدرىا الفقيو يحيى البحيبح‬
‫من موضع قدـ المصلي(‪.)6‬‬
‫كقاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬من رأسو(‪)7‬كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ال تكره إال أف يسجد عليو بجبهتو‪.‬‬
‫(ك) الثاني مما تكره الصبلة فيو من األمكنة (بين المقابر)(‪.)8‬‬
‫(ك) الثالث مما يكره من األمكنة ما يكوف يحصل بالصبلة فيو (مزاحمة نجس) من جدار مطين‬
‫بنجس(‪ )9‬أك رجل لباسو متنجس‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬من شمع‪ ،‬أك فضة‪ ،‬أك نحوىما [قولو‪":‬الصباغات" ىذا مثاؿ غير ذات الجرـ‪ .‬كقولو‪":‬كنحوىا"‬
‫أم‪ :‬الطوابع‪ .‬كفي حاشية‪ :‬كالحوؾ ]‪.‬‬
‫(‪ )0‬في الميل‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬في البريد‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلو بغرامة‪ ،‬ما لم يكن مجحفا‪( .‬قرز) قاؿ اإلماـ المهدم‪ :‬كإذا لم يتمكن من إزالة المنكر إال‬
‫ببذؿ ماؿ لم يجب‪( .‬بياف بلفظو)‬
‫(‪ )4‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ككذا الركبتاف‪ .‬كقاؿ أبو طالب‪ :‬بل يكره‪( .‬بياف) (قرز)‬
‫(‪ )5‬كيعتبر كل بقامتو‪( .‬تكميل) (قرز)‬
‫(‪ )6‬من كعب الشراؾ‪ ،‬ال من األصابع‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬من موضع سجوده‪.‬‬
‫(‪ )8‬ال القبر الواحد فبل كراىة‪( .‬قرز) (*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال تصلوا بين المقابر فإف‬
‫تلك حسرة ال منتهى لها)‪( .‬ثمرات) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كتعتبر القامة بين القبرين‪( .‬قرز) (*) قاؿ في‬
‫(الذريعة)‪ :‬فإف كانت مزكرة فصلى بينها فكالطريق‪[ .‬ال تصح]‪ .‬كعبارة (الفتح)‪ :‬كال تصح الصبلة حيث‬
‫منعت الزكار كالطريق‪( .‬شرح فتح) كما في (الذريعة) أكلى‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )9‬أك متنجس‪ .‬كقيل‪ :‬ال بمتنجس فطهارتو بالنضوب كالجفاؼ‪( .‬قرز)‬

‫(‪)483/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كإنما تكره بشركط ثبلثة األكؿ‪ :‬أف تكوف المزاحمة على كجو ال يكوف المتنجس حامبل ألم أعضاء‬
‫المصلي‪ ،‬أك شيء من محمولو في صبلتو فإف ذلك يفسد‪ ،‬فبل يطلق عليو اسم الكراىة(‪ )7‬إليهاـ‬
‫صحتها‪ ،‬كإف كاف مكركىا كزيادة‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أف يمكن المصلي البعد عنو (‪.)0‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أف (ال يتحرؾ) ذلك المتنجس (بتحركو) أم‪ :‬بتحرؾ المصلي فإف ذلك يفسد(‪ )3‬أيضا‪.‬‬
‫كالرابع‪ :‬مما تكره الصبلة فيو (في الحمامات)(‪ )4‬نص على ذلك يحيى عليو السبلـ‪ ،‬كنص على أف‬
‫كراىة الصبلة في البيوت الداخلة لما يماط فيها من األذل دكف الخارجة‪.‬‬
‫قاؿ علي خليل‪ :‬فلو غسلت زالت الكراىة‪ .‬ككذا في شرح اإلبانة‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬إنها ال تزكؿ؛ ألف علة الكراىة كونها كضعت إلماطة النجاسة‪ ،‬كلو كانت‬
‫طاىرة‪ .‬كقد ذكر ىذا بعض أصحاب الشافعي‪.‬‬
‫كقاؿ بعضهم‪ :‬العلة كونها مواضع الشياطين‪ ،‬فتستوم الداخلة كالخارجة(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل اسم الفساد‪.‬‬
‫(‪ )0‬كإال فبل كراىة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلو بعد الخركج من الصبلة‪ .‬كقيل‪ ]:‬في حاؿ الصبلة‪( .‬قرز) [إذ ال يعطف الفساد]‪.‬‬
‫(‪ )4‬قرارىا‪ ،‬كىواؤىا‪ .‬كقيل‪ :‬أما ىواؤىا فبل كراىة‪( .‬قرز) (*) كتصح الصبلة في البيع‪ ،‬كالكنائس إذا‬
‫كانت طاىرة‪( .‬نجرم) [كتكره‪( .‬قرز) ] لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬كحيثما أدركتك الصبلة‬
‫فصل) كفي (حاشية الهداية)‪ :‬ال تصح‪ .‬كقواه موالنا عليو السبلـ‪ )*( .‬كقراءة القرآف‪ .‬كفي (شرح األثمار‬
‫للنمازم)‪ :‬ال تكره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬غير المخلع‪( .‬قرز) [فبل تكره اتفاقا‪ .‬ذكره اإلماـ يحيى بن حمزة‪( .‬بحر) قاؿ موالنا عليو السبلـ‪:‬‬
‫كىذا صحيح‪ ،‬مهما لم يدؿ دليل على أف الخارجة موضع الشياطين‪ ،‬كالظاىر ما كرد في (األزىار) في‬
‫الداخلة‪( .‬كواكب) ك(سلوؾ)‬

‫(‪)484/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الخامس مما تكره الصبلة عليو (على اللبود) (‪ )7‬كىي األصواؼ (كنحوىا) المسوح‪ ،‬كىي بسط‬
‫الشعر‪ ،‬ىذا عند الهادم عليو السبلـ؛ ألف فيو مخالفة للمندكب من السجود على األرض‪ ،‬أك على ما‬
‫أنبتت‪ .‬كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كعامة العلماء‪ :‬ال تكره‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالمشركع أف تكوف على أديم األرض‪ ،‬أك على ما ينبت فيها؛ إذ كاف صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫يصلي على الحمرة‪ ،‬كما ركاه أئمتنا‪ ،‬كشيعتهم‪ .‬قاؿ في (جامع األصوؿ)‪ :‬ىي السجادة‪ ،‬كىي مقدار ما‬
‫يضع عليها حر كجهو في سجوده من حصير‪ ،‬أك نسجو من خوص‪ ،‬كىي التي يسجد عليها الفضبلء‪،‬‬
‫كظاىر ذلك أف العبرة بالجبهة‪ ،‬كالذم ذكره (النجرم) أف ظاىر (األزىار) ك(التذكرة) كذكر اإلماـ‬
‫المهدم أف المعتبر جميع األعضاء‪( .‬قرز) (*) ال بها؛ ألنو كاف لو صلى اهلل عليو كآلو شملة خيبرية‬
‫يصلي بها‪( .‬تعليق الفقيو حسن) [كنعني باللبود‪ :‬ما يلبد من الصوؼ كنحوىا‪ .‬كأراد بنحوىا‪ :‬البسط‪،‬‬
‫كاألكسية]‪.‬‬

‫(‪)485/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الشرط الخامس من شركط صحة الصبلة‪( :‬طهارة ما يباشره)(‪ )7‬المصلي حاؿ صبلتو (أك) يباشر (شيأ‬
‫من محمولو) حاؿ صبلتو‪ ،‬كالمراد بالمباشرة أف يبلمسو أحدىما(‪ )0‬من دكف حائل‪ ،‬فأما ما كاف من‬
‫النجاسة في طرؼ ما يصلى عليو‪ ،‬كليس بمبلمس فإف ذلك ال يضر(‪.)3‬‬
‫كإنما يشترط ذلك في صحة الصبلة حيث يكوف المبلمس (حامبل)(‪ )4‬للمصلي‪ ،‬أك لبعض أعضائو‪ ،‬أك‬
‫ألطراؼ ثيابو‪ ،‬أك شيئا مما يحملو حاؿ صبلتو (ال مزاحما) لو حاؿ قيامو‪ ،‬كقعوده‪ ،‬كسجوده‪ ،‬فإف‬
‫مزاحمة النجس ال تفسد‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) من رأل في ثوبو نجاسة كلم يعلم أم كقت كقعت فيو فبل شيء عليو‪ )7( .‬كإف علم‬
‫كقوعها‪ ،‬أك ظن ػ على قوؿ المؤيد باهلل أعاد ما بقي كقتها من الصبلة مطلقا (‪ )0‬كقضى ما فات كقتو إف‬
‫كانت النجاسة (‪ )3‬مجمعا عليها‪( .‬بستاف) من القضاء‪ )7( .‬ألف األصل الطهارة‪ )0( .‬سواء كاف‬
‫مجمعا عليها‪ ،‬أـ مختلفا‪ )3( .‬كىل يلزمو إعبلـ المؤتمين ? ال يلزمو إعبلـ المؤتمين إذا تفرقوا مع‬
‫جهلهم؛ إذ ال تكليف حينئذ‪( .‬نجرم) أك لم يتفرقوا على القوؿ بعدـ كجوب إيقاظ النائم‪ ،‬كما ىو‬
‫المختار‪( .‬قرز) (*) قاؿ الشيخ لطف اهلل الغياث‪ :‬إف األكلى الرفع؛ ألنو معطوؼ على المستتر في‬
‫يباشره‪ .‬عبارة اإلماـ صحيحة ألف شيئا معطوؼ على الضمير المنصوب المتصل العائد إلى المصلي‪،‬‬
‫كضمير الفاعل المستتر في يباشر عائد إلى ما‪ ،‬كىي عبارة عن مكاف‪ ،‬كأنو قاؿ عليو السبلـ‪ :‬طهارة‬
‫مكاف يباشره المصلي‪ ،‬أك [يباشر] شيئا من محمولو‪ ،‬كال غبار على ذلك‪ ،‬كإنما نشأ اللبس من عبارة‬
‫الشارح‪ ،‬حيث جعل ضمير الفاعل للمصلي‪ .‬فتأمل‪ .‬أفاده القاضي العبلمة أحمد بن صالح بن أبي‬
‫الرجاؿ‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬المصلي‪ ،‬أك شيء من محمولو‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلو بين جبهتو كركبتيو؛ إذ ال مباشرة حينئذ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬أك محموال للمصلى‪ ،‬فلو كضع من في بدنو نجاسة رجلو على ملبوس المصلي فسدت صبلتو‪.‬‬
‫(قرز)‬

‫(‪)486/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كإف كانت النجاسة باطنة محاذية ألعضاء المصلي‪ ،‬أك محمولة متصلة بما يباشره فقاؿ الحقينى‪،‬‬
‫كالمنصور باهلل‪ ،‬كأبو مضر للمؤيد باهلل‪ ،‬كالشافعي‪ :‬ال تفسد بها صبلة المصلي؛ ألنها غير مباشرة‪.‬‬
‫كقالت الحنفية‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ :‬تفسد‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألكؿ ىو الذم صحح للمذىب‪ ،‬فعلى ىذا لو كاف ثوب غليظ(‪ )7‬في أحد‬
‫كجهيو نجاسة ليست نافذة صحت الصبلة على الوجو الثاني‪ ،‬ما لم تتحرؾ النجاسة بتحركو‪ ،‬كعلى كبلـ‬
‫المؤيد باهلل ال تصح‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاختلف في حد الغليظ الذم تصح الصبلة فوقو كم حده ? فقيل‪ :‬أف ينشق‪ .‬كقاؿ الفقيو يحيى بن‬
‫حسن البحيبح‪ :‬أف ال ينقل في العادة‪ ،‬كالصخرة كنحوىا إذا صلى عليها‪ ،‬ككاف في بطنها نجاسة‪.‬‬
‫(زىور) كالصحيح‪ :‬أف ال تنفذ إلى الجانب اآلخر‪ ،‬كما في شرح األزىار‪.‬‬

‫(‪)487/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) من شركط صحة صبلة المصلي طهارة (ما يتحرؾ بتحركو) (‪ )7‬حاؿ صبلتو(‪ )0‬سواء كاف مباشرا أـ‬
‫مباينا(‪ )3‬حامبل أـ مزاحما‪ ،‬بعيدا أـ قريبا‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلهذا قلنا‪( :‬مطلقا) أم‪ :‬في كل حاؿ‪ ،‬كفي ذلك خبلؼ بين أىل المذىب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك ينغمز‪( .‬قرز) ] (قاؿ في األثمار)‪( :‬غالبا) احتراز مما ال يمكن االحتراز [قوم] من حركتو‬
‫عادة‪ ،‬كسقف المنزؿ‪ ،‬كالغرفة‪ ،‬كالسفينة‪ ،‬كنحو ذلك‪ ،‬كمما لو كقع في موضع سجوده نجاسة جافة من‬
‫نحو ريح فرمي بها من دكف أف يحملها‪ ،‬كىذا القيد ذكره الفقيو محمد بن يحيى حنش‪ ،‬كبعض من‬
‫اشترط طهارة ما يتحرؾ بتحركو‪( .‬كابل) كفي (البياف) ال تصح‪ .‬كىو ظاىر األزىار‪( .‬قرز) كمن المعفو‬
‫االنغماز [قوم] اليسير في الفرش الطاىر على النجس‪ .‬يعني‪ :‬انغمز ذلك المتنجس‪ .‬ذكره (النجرم)‬
‫كمنهم من قاؿ‪ :‬تفسد الصبلة‪ ،‬كإف كاف فيو حرج‪ ،‬كىو ظاىر (األزىار) (قرز) (*) قاؿ أبو يوسف‪ :‬ككذا‬
‫لو تحرؾ طاىر بتحركو‪ ،‬ثم تحرؾ نجس‪ ،‬أك تولد ريح بحركة المصلي فحركت نجسا أك متنجسا فإنها‬
‫تفسد‪ .‬كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالحقينى‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إنها ال تفسد‪ .‬كىو القوؿ الذم اختاره موالنا عليو‬
‫السبلـ‪ ،‬كأشار إلى ضعف ركاية القاضي زيد للمذىب‪( .‬كابل) (*) فلو تحرؾ الساكن بتحركو كبالريح‬
‫أيضا فسدت الصبلة‪ ،‬فإف التبس ىل تحرؾ بتحركو‪ ،‬أك بهيوب الريح لم تفسد‪( .‬قرز) (*) كلو بعد‬
‫الخركج من الصبلة‪( .‬حاشية سحولي) كقيل‪ :‬ال لو تحرؾ بعد خركجو من الصبلة فبل تفسد‪( .‬عامر)‬
‫(قرز) (*) إال ما كاف لو اختيار بالتحرؾ فبل تفسد‪ ،‬كذلك كالكلب‪ ،‬كالخنزير‪ ،‬كالكافر فبل تفسد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬إف جعلناه قيدا لما يتحرؾ فبل ينعطف الفساد‪ ،‬كإف جعلناه قيدا لقولو‪" :‬بتحركو" انعطف الفساد‪.‬‬
‫(‪ )3‬كصورة المباين‪ :‬أف يتحرؾ بتحرؾ المصلي شيء طاىر‪ ،‬ثم يتحرؾ بتحرؾ ذلك شيء نجس فسدت‬
‫صبلتو‪( .‬برىاف)‬

‫(‪)488/7‬‬

‫_____________________________‬

‫فالذم صححو القاضي زيد‪ ،‬كأبو مضر‪ ،‬كحكي عن أبي طالب‪ :‬ىو ما ذكرنا من أف تحرؾ النجاسة‬
‫بتحرؾ المصلي يفسد الصبلة‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالحقيني (‪ ،)7‬كالشافعي‪ :‬إف ذلك ال يفسد (‪.)0‬‬
‫قاؿ األمير الحسين‪ :‬لم يصح لى على مذىب القاسم‪ ،‬كالهادم أف ذلك يفسد‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫أما لو كقعت على موضع سجوده نجاسة جافة فرمى بها من دكف أف يحملها‪ ،‬بل أزالها بإصبعو(‪ )3‬أك‬
‫نحو ذلك ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فاألقرب أف تحركها بذلك ال يضر‪ ،‬كالوجو أنها لم تحرؾ بالتحرؾ‬
‫للصبلة‪ ،‬فلم يكن كالمستعمل لها‪ ،‬بخبلؼ ما يتحرؾ بتحركو للصبلة فهو كالمستعمل(‪( )4‬كإال) يتمكن‬
‫المصلي من موضع طاىر(‪)5‬يصلي عليو‪ ،‬بل يكوف مستقبل على نجاسة(‪( )6‬أكمأ لسجوده) من‬
‫قعود(‪ )7‬كلم يباشر النجس(‪ )8‬بجبهتو‪ ،‬كأما الركوع فيستوفيو من قياـ‪ .‬كعن الشافعي‪ :‬يومئ للسجود‬
‫أيضا من قياـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كقواه اإلماـ شرؼ الدين ك(المفتي) ك(ابن راكع) ك(حثيث) ك(المتوكل) كضعف المؤلف ركاية‬
‫القاضي زيد للمذىب‪.‬‬
‫(‪ )0‬لنا‪ :‬التحرؾ كاالستعماؿ‪ )*( .‬كىذا الخبلؼ حيث لم تكن النجاسة تحت أعضاء المصلي‪ ،‬أك‬
‫ثياتو‪( .‬زىور) كظاىر (البياف) أنو ال فرؽ‪ ،‬كىو األصح‪ .‬أم‪ :‬أف الخبلؼ مطلقا‪( .‬قرز) كلفظ‬
‫(الكواكب)‪" :‬سواء كانت تحت الفراش الطاىر‪ ،‬أك في باطنو‪ ،‬أك في ظاىره في غير موضع المصلي"‪.‬‬
‫(لفظا)‬
‫(‪ )3‬بفعل يسير‪( .‬قرز) [قولو‪":‬أك نحو ذلك" مثل النفخ‪ .‬النفخ مفسد؛ إذ ىو حرفاف‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )4‬كإلى ىذا أشار عليو السبلـ بقولو‪" :‬بتحركو" كلم يقل‪ :‬بتحريكو‪.‬‬
‫(‪ )5‬في الميل‪.‬‬
‫(‪ )6‬أك مغصوب‪.‬‬
‫(‪ )7‬ما لم يخش أف يتحرؾ شيء من النجاسة بتحركو إف استكمل السجود فإنو يومئ من قياـ إف أمكن‪.‬‬
‫ذكره (الدكارم)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬ظاىر ىذه العبارة تفهم أنو يضع باقي أعضاء السجود على النجاسة‪ .‬ذكره في (الغيث) كاألكلى أف‬
‫يستقل على قدميو تقليبل للنجاسة‪( .‬قرز) (*) ما لم يكن في جبهتو كجب عليو أف يسجد عليها ما لم‬
‫ينجس المكاف‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬ال فرؽ‪.‬‬

‫(‪)489/7‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ )7( :‬إذا كاف العذر ألمر يرجع إلى األرض أك الفراش (‪ )0‬أكمأ أقل‬
‫اإليماء‪ ،‬كإف كاف ألمر يرجع إلى جهة المصلي فأخفضو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في نسخة‪[ .‬قاؿ الفقيو حسن]‪.‬‬
‫(‪ )0‬القياس في الفراش أف يومئ (‪ )7‬للسجود معو أخفض اإليماء؛ ألنو ال ىواء لو‪ ،‬سواء كاف متنجسا‪،‬‬
‫أك غصبا‪(.‬بياف) ككذا األرض المتنجسة يومئ أخفض اإليماء‪( .‬قرز) (‪ )7‬كأما إذا كاف في مكاف‬
‫مغصوب فالواجب أف يفعل ما كاف أقل استعماال لو‪ ،‬أك لهواه‪ ،‬فبل يقوـ بل يومئ لو من قعود؛ ألنو أقل‬
‫استعماال‪( .‬حاشية مر غم) (قرز)‬

‫(‪)492/7‬‬

‫_____________________________‬

‫الشرط (السادس‪ :‬تيقن) المصلي(‪( )7‬استقباؿ عين الكعبة(‪ )0‬أك جزء منها) أم جزء كاف(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يجب نية االستقباؿ‪ .‬خبلؼ أبي العباس‪ )*( .‬القادر‪ ،‬كلو طلب اليقين في الميل إلى آخر‬
‫الوقت‪ ،‬كيعمل غيره ػ أم‪ :‬غير القادر ػ بخبر عدؿ معاين للكعبة‪ ،‬أك المحراب‪( .‬كابل)‪ .‬كالعمل بخبر‬
‫المعاين أكلى من التحرم؛ إذ يستند إلى العلم‪( .‬شرح فتح)‪.‬‬
‫(‪ )0‬مسألة) كتصح الصبلة على الكعبة إذا تقدمو جزء منها عند سجوده‪ ،‬كلو قل‪ .‬كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال‬
‫يشترط ذلك‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬يشترط أف يتقدمو منها قدر ثلثي ذراع ارتفاعا‪ .‬كتصح الصبلة في جوفها‬
‫خبلؼ مالك في صبلة الفرض‪ ،‬ال النفل‪ ،‬كالوتر‪ ،‬كركعتي الفجر‪( .‬بياف) (*) كسميت الكعبة كعبة؛‬
‫لتربعها‪ ،‬ككذا كل مكاف متربع يسمي كعبة‪ .‬من (شمس العلوـ) (*) كاألصل في استقباؿ الكعبة الكتاب‪،‬‬
‫كالسنة‪ ،‬كاإلجماع‪ .‬أما الكتاب‪ :‬فقولو تعالى‪{ :‬فوؿ كجهك شطر المسجد الحراـ} كالشطر الجانب‪،‬‬
‫كمن السنة قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كفعلو‪ ،‬فقولو‪( :‬ما بين المشرؽ كالمغرب قبلة ألىل اليمن)‬
‫كفعلو ظاىر‪ ،‬كاإلجماع منعقد على أف الكعبة قبلة المسلمين‪ ،‬ككانت في صدر اإلسبلـ إلى بيت‬
‫المقدس‪ ،‬ثم نسخت في المدينة بعد ىجرتو صلى اهلل عليو كآلو كسلم بستة عشرة شهرا‪ .‬كقيل‪ :‬سبعة‬
‫عشر شهرا‪( .‬زىور) (*) قاؿ في (المقصد الحسن) ما لفظو‪ :‬قاؿ في (البحر)‪ :‬كل فعل ال يختلف كجهو‬
‫من العبادات فالنية فيو غير كاجبة‪ ،‬كمنو استقباؿ القبلة‪ ،‬كنظيره رد الوديعة‪ .‬كذكر في موضع آخر‪ :‬أف‬
‫عدـ احتياج االستقباؿ إلى النية على أنو شرط ال ركن‪ ،‬كظاىره أنو لو كاف ركنا الحتاج إلى النية؛ كألجل‬
‫ما ذكرناه كانت النية في الصبلة من الشركط‪ ،‬ال من الفركض؛ إذ لو كانت من الفركض الفتقرت إلى‬
‫النية‪ ،‬كفسدت الصبلة بمباشرة المصلي نجاسة حالها‪ ،‬كبعدىا قبل التكبيرة‪ ،‬أك فعل فعبل كثيرا في‬
‫الحالين‪ .‬كفي (األزىار) كغيره‪ :‬فرض‪ .‬كاألكؿ أصح‪( .‬بلفظو)‬
‫(‪ )3‬أشامي? أـ يماني] ? إذا تقدمو جزء منها عند سجوده‪.‬‬

‫(‪)497/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كعلى أم صفة كاف(‪.)7‬‬


‫كقاؿ الشافعي‪ :‬ال بد أف يكوف مستقببل لجزء منتصب‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬ثلثا ذراع‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬فإف توجو ببعض بدنو ففى صحة صبلتو تردد‪ ،‬المختار أنها ال تصح‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬العبرة بالوجو (‪.)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬منتصبا أـ ال‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك بعضو‪( .‬قرز) مع بعض البدف [ىذا أمر ضركرم يلزـ مع الوجو أك بعضو ذلك‪ ،‬إال حيث كاف‬
‫على جنبو األيمن‪ .‬على قوؿ المؤيد باهلل في صبلة العليل ] (*) كقد اعترض بأف المراد باآلية المواجهة‪،‬‬
‫ال العضو المخصوص‪ .‬قيل‪ :‬كال كجو للتنظير؛ ألف المواجهة متصرفة من الوجهة‪ ،‬كلكن المعترض لم‬
‫يغمس يده في علم العربية‪ ،‬كىذا القوؿ ىو الصحيح الذم يقتضيو النظر‪( .‬غيث)‬
‫(*)[أقوؿ‪ :‬األكلى ما قالو المعترض‪ ،‬كىو مقتضى كبلـ العربية‪ .‬قاؿ تعالى‪{ :‬فأينما تولوا فثم كجو اهلل}‬
‫المراد المواجهة‪ ،‬كإال لزـ التجسيم‪ ،‬كقولو تعالى‪{ :‬فوؿ كجهك شطر المسجد الحراـ} كلو أريد بو‬
‫الوجو لكاف من قابل بوجهو القبلة‪ ،‬كىو مستقبل إحدل الجهات األخرل كاف مصليا على كبلمو‪ ،‬كىو ال‬
‫يقوؿ بو أحد‪ ،‬فالمواجهة بجميع البدف‪ ،‬كالفهم لها‪ .‬عن (القاضي محمد بن علي الشوكاني)‬

‫(‪)490/7‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو الصحيح (إف) لم يتمكن من تيقن استقباؿ عينها إال بقطع مسافة بعيدة‪،‬‬
‫نحو أف يحتاج إلى صعود جبل عاؿ حتى يتمكن من اليقين (طلب) اليقين كال يجزئو التحرم (إلى) أف‬
‫يلزمو (آخر الوقت)(‪ )7‬فيجزئو التحرم حينئذ‪ ،‬فأما لو غلب في ظنو أنو ال يدرؾ اليقين إال بعد خركج‬
‫الوقت أجزأه التحرم(‪ )0‬في أكلو‪ ،‬ىذا معنى كبلـ أبي طالب‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىومبني على أصل يحيى عليو السبلـ في طلب الماء‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬ال تجب المقابلة للعين إال إذا كاف بينو كبينها ميل (‪ )3‬فما دكف‪ ،‬كال يجب أكثر‬
‫من ذلك‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كىو الذم صحح للمذىب‪ ،‬كىو أيضا مبني على طلب الماء؛ ألنهم ىنالك صححوا‬
‫كبلـ المنصور باهلل(‪.)4‬‬
‫تنبيو‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيكوف الطلب في آخر الوقت‪ ،‬كما في التيمم‪ ،‬سواء سواء‪ ،‬كما ذكره في (الغيث) كال يصح الفرؽ‬
‫بينهما‪ ،‬كما ذكره في (الوابل)‪( .‬شرح فتح بلفظو)‬
‫(‪ )0‬ىذا يشبو قوؿ من يقوؿ‪ :‬إنو يجزئو التيمم أكؿ الوقت مع العذر المأيوس‪ ،‬كفي حاشية‪ :‬ال يقاؿ‪:‬‬
‫ىذا يشبو قوؿ من قاؿ‪ :‬يتيمم في أكؿ الوقت؛ ألنو لم يعدؿ إلى بدؿ؛ ألنو قد تحرل‪ ،‬كىو فرضو‪.‬‬
‫يقاؿ‪ :‬التحرم بدؿ عن اليقين‪ ،‬كإنما خص تقديم الصبلة معو في أكؿ الوقت اإلجماع الفعلي‪.‬‬
‫(‪ )3‬صوابو‪ :‬بينو كبين الموضع الذم يعاين منو الكعبة‪ .‬كمثلو في (الوابل) (قرز)‬
‫(‪ )4‬قاؿ في (الغيث)‪ :‬ككبلـ الهادم عليو السبلـ‪ ،‬كالمنصور باهلل متفق‪ ،‬كمثل قوؿ المنصور باهلل ذكر‬
‫ابن الخليل في (مجموعو) فيجب ىذا أف يطلب المعاينة قبل تضيق الصبلة عليو بوقت يتسع للطلب‬
‫في الميل لمعاينة الكعبة‪ ،‬كيصلي قبل خركج االختيار في حق المقيم‪ ،‬كاالضطرار في حق المسافر‪ ،‬كما‬
‫في الماء‪ ،‬كىذا بنى عليو اإلماـ في (األثمار) كما صرح بو في (الغيث)‪( .‬ىامش كابل)‬

‫(‪)493/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ظاىر كبلـ أىل المذىب أف الحجر من البيت(‪ )7‬حيث أكجبوا الطواؼ من خارجو فيجزئ استقبالو‪.‬‬
‫كالفقيو نجم الدين يوسف بن أحمد بن عثماف يركم عن حي المحدث الفاضل أحمد بن سليماف‬
‫األكزرم(‪ )0‬رحمو اهلل تعالى أنو حكى عن بعض المحدثين من الشافعية أف استقبالو ال يجزئ؛ ألنو ترؾ‬
‫ما تصح الصبلة إليو قطعا‪ ،‬كعدؿ إلى ما يشك أك يظن‪ ،‬كألنو لم يعرؼ أف أحدا استقبلو في الصبلة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا االحتجاج ضعيف جدا ال يوافق (‪ )3‬قوانين العلماء في احتجاجها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو كاف عليو أساس إبراىيم عليو السبلـ؛ للحديث في ذلك‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫لعائشة‪( :‬لوال قومك حديثوا عهد باإلسبلـ ألسست البيت على قواعد إبراىيم)‪( .‬شرح خمسمائة)‬
‫(‪ )0‬من علماء صعدة‪ ،‬كقبره في حمراء علب‪ ،‬بالقرب من صنعاء من جهة اليمن على ميل من الباب‪،‬‬
‫كشيخو اإلماـ يحيى عليو السبلـ‪ ،‬كىو شيخ الفقيو يوسف‪.‬‬
‫(‪ )3‬كجو عدـ الموافقة‪ :‬أنو ال يستند إلى كتاب‪ ،‬كال سنة‪ ،‬كال قياس‪ ،‬كال إجماع‪( .‬غيث) بل استند إلى‬
‫إجماع فعلي‪ ،‬كىو الترؾ‪ ،‬كالعمل باألقول‪ ،‬كقد احتج بما احتج عليو في باب التيمم‪ ،‬في ضابط‬
‫االشتغاؿ بغيره‪ .‬كلقائل أف يقوؿ‪ :‬كبلـ اإلماـ قوم؛ ألنو حيث قد صار من البيت فبل ظن كالشك‪ .‬كأما‬
‫قولو‪ :‬اإلجماع الفعلي‪ .‬فاإلجماع ظني‪ ،‬كلم يسلم حصولو‪ ،‬فبل يحتج في منع ما كرد القرآف بصحتو‪،‬‬
‫كيمكن كوف الترؾ عدكال إلى األفضل‪ ،‬كما في العدكؿ إلى استقباؿ الحجر األسود‪ ،‬كال يدؿ على منع‬
‫استقباؿ ما عداه‪( .‬شامي)‬

‫(‪)494/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) اليقين الستقباؿ عينها إنما (ىو) فرض (علىالمعاين)(‪ )7‬لها‪ ،‬كىو الذم في القرب(‪ )0‬منها على‬
‫كجو ليس بينهما حائل (ك) ىو أيضا فرض على (من في حكمو) أم‪ :‬من في حكم المعاين‪ ،‬كىو الذم‬
‫يكوف في بعض بيوت مكة(‪ )3‬التي ال يشاىد منها الكعبة‪ ،‬أك يكوف بينو كبينها حائل(‪ )4‬يمنعو من‬
‫النظر إليها‪ ،‬فإف ىذا فرضو اليقين كالمعاين‪.‬‬
‫كقاؿ بعض العلماء‪ )5(:‬بل يجزئو التحرم(‪ )6‬كما يجزئ تقليد المؤذف مع التمكن من التحرم‪،‬‬
‫كحصوؿ اليقين‪ ،‬كضعف ذلك بأف مسألة المؤذف بخبلؼ القياس‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كأجود من ذلك أف األذاف خصو اإلجماع‪ ،‬كفى عدـ تقليده من الحرج ما ليس‬
‫في ىذا لتكرره‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يقبل خبر العدؿ ىنا‪( .‬حفيظ) ألنو ال يفيد إال الظن‪( .‬قرز) (*) اآلمن‪( .‬ىداية)‪ .‬كأما الخائف‬
‫فبل يجب عليو‪ ،‬سواء خاؼ على نفسو‪ ،‬أك مالو المجحف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كىو الميل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬الداخلة في ميل موضع المعاينة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬إال أف يعلم أنو لو زاؿ ذلك الحائل بينو كبين الكعبة لشاىدىا أك جزءا منها أجزتو صبلتو كإف لم‬
‫يشاىدىا ىنا‪( .‬مذاكرة) كمثلو في الصعيترم) (قرز)‬
‫(‪ )5‬علي خليل للمؤيد باهلل‪( .‬حفيظ)‬
‫(‪ )6‬المعاين‪ ،‬كمن في حكمو‪.‬‬

‫(‪)495/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) يجب (على غيره)(‪ )7‬أم‪ :‬على غير المعاين‪ ،‬كمن في حكمو‪ ،‬كىو الذم ال يتمكن من مشاىدة‬
‫الكعبة بأف يكوف أعمى (‪ )0‬أك بعيدا منها‪ ،‬بحيث ال يتمكن من معاينتها إال بعد خركج الوقت‪ ،‬كىو (في‬
‫غير محراب الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم الباقي)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو الذم خارج الميل‪.‬‬
‫(‪ )0‬حيث يكوف خارج الميل‪( .‬قرز) ] كقيل‪ :‬أما األعمى في مكة ففرضو الصمود إلى الكعبة ذكره في‬
‫(ركضة) الطالب [كىو القصد إليها‪ ،‬كىو لمس بعض أجزاء الكعبة‪( .‬قرز) ] ككذا في محراب مدينة‬
‫النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كال يجب استقباؿ عين محراب الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم إجماعا‪ ،‬كإنما ىوطريق إلى‬
‫مشاىدة الكعبة‪( .‬شرح األثمار) (قرز) (*) كالوجو فيو أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم بناه على‬
‫المعاينة للكعبة‪ ،‬كإف اختلف في صورة المعاينة فقيل‪ :‬رفعت لو الكعبة‪ .‬كقيل‪ :‬زكيت لو األرض‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫أمده اهلل تعالى بالنظر الحديد حتى رآىا؛ ألف تداخل األجساـ بعضها في بعض ال يصح‪( .‬لمعة)‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫إنما فعلو بوحى‪ )*( .‬قاؿ في (ركضة النواكم)‪ :‬كفي معنى المدينة سائر البقاع التي صلي فيها النبي صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم إذا ضبطت بالمحاريب‪ .‬كالمذىب خبلفو؛ ألنو يحتمل أنو صلى فيها باالجتهاد‪.‬‬
‫(عامر) (قرز) (*) كاستقباؿ الكعبة من محراب الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم قطعي‪ ،‬ثبت بالنص‬
‫كغيره من العمل باالجتهاد‪ .‬قاؿ في (تاريخ صنعاء)‪ :‬كقبلة مسجد صنعاء أثبت القبل بعد المسجد‬
‫الحراـ‪ ،‬كمسجد النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم؛ ألف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم قاؿ لمعاذ حين‬
‫أمره ببنائو‪( :‬كاجعل قبلتو جبل ظين) أك كما قاؿ‪( .‬شرح الهداية)[قاؿ في (شرح الفتح)‪ :‬ككذا جهة ما‬
‫كضعو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬أك صلى فيو‪ ،‬أك أمر بوضعو‪ ،‬كما ذكر ابن ىشاـ في (السيرة) من أنو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم أمر ببناء جامع صنعاء بين الحجر الململم‪ ،‬كبين غمداف‪ ،‬كىذه الحجر باقية‪،‬‬
‫كىي التي في الصرح الغربي‪ ،‬مغركزة في األرض كمقضض عليها‪ ،،‬كغمداف ىو الذم فيو الجراىد اآلف‪،‬‬
‫كقد ذكره علي بن سليماف الهيثمي الشافعي في كتاب (مجمع الزكائد كمنبع الفوائد) عن كبر بن عيسى‬
‫الخزاعي‪ ،‬قاؿ قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا بنيت مسجد صنعاء فاجعل قبلتو عن يمين جبل‬
‫ضين) كذكر (السحولي) أنو ذكره في (تاريخ صنعاء) كذكر فيها أف مؤخر الجامع ركضة من رياض الجنة‪.‬‬
‫(شرح فتح)] (*) كإنما قلنا‪" :‬الباقي" احتراز من أف يكوف قدـ أك أخر بعد الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم فحكمو حكم غيره من الحاريب‪( .‬نعم) كقداختلف في محراب الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫فقيل‪ :‬إنو لم يغير‪ ،‬بل كسع المسجد كالمحراب باؽ على حالو‪ .‬كقيل‪ :‬قد قدـ المحراب في مسجد‬
‫الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم إلى جهة الكعبة‪ ،‬كمحرابو صلى اهلل عليو كآلو كسلم كسط المسجد‬
‫مختوـ عليو‪ .‬قاؿ في (االنتصار)‪ :‬أما عمارة المسجد فهي من عمارة المستعصم آخر الدكلة الجائرة‪،‬‬
‫كليست من عمارتو األصلية‪( .‬غيث)‬
‫(‪)496/7‬‬

‫_____________________________‬

‫على ما كضعو الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم من دكف تقديم‪ ،‬أك تأخير‪ ،‬أك تمييل‪ .‬فإنو إذا كاف معاينا‬
‫لمحراب الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو‪ ،‬أك في حكم المعاين لو بأف يكوف في المدينة ػ فإف حكمو حكم‬
‫المعاين للكعبة في أنو ال يجزئو التحرم‪ ،‬بل يلزمو تيقن استقباؿ جهة ذلك المحراب‪.‬‬
‫(نعم) فمن كاف غير معاين للكعبة كال في حكمو‪ ،‬كال في مدينة الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو ففرضو‬
‫(التحرم لجهتها)(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كضابطو‪ :‬إف دخل في الصبلة بتحر أجزأه‪ ،‬مالم يتيقن الخطأ‪ ،‬كالوقت باؽ‪ ،‬كإف دخل غير متحر‬
‫أعاد ما لم يتيقن اإلصابة‪ .‬كسيأتي في الحج مثل ىذا‪ )*( .‬ألف من يمكنو االجتهاد ال يعمل بقوؿ غيره‬
‫كالمجتهد‪( )*( .‬نعم) فالعمل بخبر العدؿ أكلى من التحرم‪ ،‬إذا أسند إلى العلم‪( .‬شرح فتح)(*) قيل‪:‬‬
‫كمن خشي فوت الوقت بالتحرم عمل باجتهاد غيره‪ ،‬كمن عمل باجتهاد غيره‪ ،‬عالما بوجوب التحرم‬
‫عليو أعاد في الوقت كبعده‪ ،‬فأما الجاىل كالناسي فيعيداف في الوقت‪ ،‬ال بعده‪( .‬شرح أثمار) (قرز)‬
‫لقولو صلى اهلل عليو كالو كسلم‪( :‬ما بين المشرؽ كالمغرب قبلة ألىل المشرؽ) يعني‪ :‬من تشرؽ عليو‬
‫الشمس‪ ،‬كمعلوـ أف عرض الكعبة ال يحاذم ما بين المشرؽ كالمغرب‪ ،‬كذلك قرينة على أف المراد جهة‬
‫الكعبة‪ .‬قولو‪( :‬ألىل المشرؽ) زيادة مفسدة للمعنى؛ ألنو ال يستقيم أف يكوف ما بين المشرؽ كالمغرب‬
‫قبلة ألىل المشرؽ‪ ،‬كإنما يكوف ذلك ألىل الشاـ‪ ،‬كاليمن أما أىل المشرؽ كالمغرب فقبلتهم ما بين‬
‫الشاـ كاليمن‪ ،‬كما ال يخفى على أحد‪ ،‬كىذه الزيادة كما ىو في (الشفاء) كالذم في (الجامع) عن‬
‫أبىهريرة قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ما بين المشرؽ كالمغرب قبلة) أخرجو‬
‫الترمذم‪( .‬شرح بهراف) نقل من خط قاؿ فيو‪ :‬قاؿ اإلماـ شرؼ الدين عليو السبلـ قولو‪( :‬ما بين‬
‫المشرؽ كالمغرب قبلة ألىل المشرؽ) قيل‪ :‬إف ىذه الزيادة كىي قولو‪( :‬ألىل المشرؽ) سهو‪ ،‬مفسدة‬
‫للمعنى‪ .‬فنقوؿ الظاىر أف ذلك ليس بسهو‪ ،‬كال مفسد للمعنى‪ ،‬أما كونو ليس بسهو فؤلنو قد ركاه‬
‫صاحب (االنتصار) كصاحب (الشفاء) كغيرىما‪ ،‬كأما كونو ليس بمفسد للمعنى فنقوؿ‪ :‬بل مصحح لو؛‬
‫ألف لفظ المشرؽ‪ ،‬كالمغرب‪ ،‬كاليمن‪ ،‬كالشاـ معانيها نسبية‪ ،‬فصاحب أم جهة من الجهات يصح أف‬
‫يطلق عليو أنو من أىل المشرؽ بالنسبة إلى ما عن شمالو إلى جهة المغرب‪ ،‬كأنو من أىل المغرب‬
‫بالنسبة إلى ما عن يمينو من جهة المشرؽ حيث توجو إلى الشاـ مثبل‪ ،‬ككذلك سائر أىل الجهات األربع‬
‫فصح أف ما بين المشرؽ كالمغرب قبلة ألىل الجهات األربع‪ ،‬كإنما قاؿ‪( :‬ألىل المشرؽ) لدفع كىم‬
‫من يتوىم ما يوىم‪ ،‬ىذا كيدخل أىل المغرب مثبل بالقياس على أىل المشرؽ‪ ،‬كعلى أىل الشاـ كاليمن‬
‫بقياس األكلى؛ ألنو ال أكلى في الحقيقة في أم الجهات األربع‪ ،‬بل ىم سواء في ذلك‪ ،‬كىذا الذم‬
‫يستقيم عليو ثمرة قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬من غير زيادة عند من عقل كتتبع‪ .‬من (شرح ابن‬
‫قيس صاحب السودة)‬

‫(‪)497/7‬‬

‫_____________________________‬

‫ال لعينها‪ ،‬ذكره أبو العباس‪ ،‬كأبو طالب‪ ،‬كالكرخي‪ ،‬كىوأحد قولي أصحاب الشافعي‪.‬‬
‫كقاؿ في الكافي عن زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كركاية للحنفية‪ :‬إف المطلوب العين‪.‬‬
‫فقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ثمرة الخبلؼ في العبارة فقط‪.‬‬
‫كقاؿ الكني‪ :‬مبنى الخبلؼ أف من قاؿ‪ :‬المطلوب الجهة قاؿ‪ :‬كل مجتهد مصيب‪ .‬كمن قاؿ‪ :‬المطلوب‬
‫العين(‪ )7‬قاؿ‪ :‬الحق كاحد‪ .‬كضعف كبلمو بأف كثيرا ممن قاؿ‪ :‬الحق مع كاحد قاؿ‪ :‬المطلوب الجهة‪.‬‬
‫كممن قاؿ‪ :‬كل مجتهد مصيب قاؿ‪ :‬المطلوب العين‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب عندم أف ثمرة الخبلؼ تظهر في القدر الواجب من التحرم‪ ،‬فمن يقوؿ‪:‬‬
‫المطلوب العين يشدد فيو أبلغ ممن يقوؿ المطلوب الجهة ػ كاهلل أعلم‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كمعنى التشديد ىو أف ال يجتزئ من تحريو بتوجهو إلى ما بين المشرؽ كالمغرب (‪ )0‬بل ال يزاؿ‬
‫يقسم تلك الجهة(‪ )3‬حتى يغلب في ظنو أف ما توجو إليو أقرب الجهات إلى مسامتة الكعبة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو أحد قولي المؤيد باهلل‪.‬‬
‫(‪ )0‬يفهم من ىذا أف من يقوؿ بالتحرم لجهتها يكتفي من تحريو بالتوجو إلى ما بين المشرؽ كالمغرب‬
‫كفي قولو بعد‪" :‬نعم كالتحرم" الخ داللة إلى أنو ال يكتفي بذلك‪ ،‬كىو تفسير لقولو في الحمرة‪:‬‬
‫"التحرم لجهتها" كقد صرح بذلك في (شرح ابن بهراف)‬
‫(‪ )3‬قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كصورتو أف يطرح الطرفين‪ ،‬كيتحرل إلى كسط الوسط‪.‬‬

‫(‪)498/7‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كالتحرم يكوف بالنظر في األمارات (‪ )7‬المفيدة للظن بأنو قد صار مسامتا للقبلة‪ ،‬فمنها بالنظر‬
‫إلى جهاتنا‪ :‬سهيل؛ فإنو عند إنتهاء طلوعو(‪ )0‬يكوف في القفا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ (الدكارم)‪ :‬كمن األمارات المشرؽ كالمغرب‪ ،‬فإف ما بينهما قبلة إلى الشاـ‪ ،‬سيما لمن توسط‬
‫في األرض‪ ،‬ال شرقا كال غربا‪ ،‬كصعدة‪ ،‬كصنعاء‪ ،‬كذمار‪ .‬قلت‪ :‬كقد مر خبلفو فينظر‪( .‬غاية) (*) كىذه‬
‫األمارات عند من قاؿ‪ :‬المطلوب العين‪ .‬كأما من قاؿ‪ :‬المطلوب الجهة‪ ،‬كىو المذىب فإنو يتوجو ما بين‬
‫(‪ )7‬المشرؽ كالمغرب؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ما بين المشرؽ كالمغرب قبلة ألىل اليمن)‬
‫(‪ )7‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪( .‬قرز) ألنو يتوجو على المصلي أف يتحرل من الجهة األقرب إلى مواجهة المقصود‪.‬‬
‫(شامي) كقواه المتوكل على اهلل [فعلى ىذا الخبلؼ لفظي‪ ،‬كىو الذم ليس عليو خفاء‪( .‬سماع شيخ‬
‫إمبلء)‬
‫(‪ )0‬كيعرؼ إنتهاء طلوعو بتوسط الثريا فوؽ الرأس‪( .‬ىامش ىداية)(قرز)‬

‫(‪)499/7‬‬

‫_____________________________‬

‫كمنها‪ :‬بنات نعش(‪ )7‬فإنها تغرب على الحجر‪ ،‬كالقطب(‪ )0‬يياسر منو قليبل(‪.)3‬‬
‫كمنها‪ :‬الشمس فإنها في الشتاء تغرب في أذف المستقبل (‪ )4‬كفي الصيف في مؤخر عينو الشماؿ‪ ،‬كما‬
‫بينهما تدكر من العين إلى األذف‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الكبرل‪( .‬شرح األثمار) حاؿ تدليها إلى الغركب السادس منها‪( .‬كابل) كقيل‪ :‬الصغرل‪ .‬كقيل‪ :‬ال‬
‫فرؽ‪( .‬فائدة) كمن األمارات المجربة الثريا حين تكوف في جهة المشرؽ أف يجعلها في الصدغ األيمن‪،‬‬
‫فإذا جعلتها كذلك كنت قد ياسرت عن القطب القدر المعتبر بحيث يكوف الفرقداف عن يمينك بقدر‬
‫يسير‪ ،‬أخبرني بهذا بعض الثقات‪ ،‬كأراني عيانا في محاريب موضوعة على الصحة فوجدت ذلك صوابا‪.‬‬
‫(من خط سيدنا حسن)‬
‫(‪ )0‬كأجود من ذلك ما يركم عن السيد الهادم بن علي الديلمي أنو يستقبل القطب‪ ،‬يضع سبابة يده‬
‫اليمنى على أنفو‪ ،‬كيغمض عينو اليمنى‪ ،‬كينظر القطب بعينو الشماؿ‪ ،‬ثم ينتقل إلى جهة المغرب انفتاال‬
‫يسيرا‪ ،‬فإذا غاب عنو فلم ينظره فهو القدر الذم يياسر منو‪ ،‬ىكذا كجد‪ .‬كذكر السيد (الشامي) أنو‬
‫جرب ىذا في محاريب موضوعة على الصحة فوجده كما ذكر‪( .‬قرز) (*) ىذا لمن كاف في اليمن‪ ،‬كأما‬
‫من كاف في الشاـ فيجعلو كراءه‪ ،‬كمن كاف في العراؽ جعلو خلف كتفو األيمن‪ ،‬كمن كاف بمصر جعلو‬
‫خلف كتفو األيسر‪( .‬شرح األثمار)‬
‫(‪ )3‬قيل‪ :‬مقدار القدـ‪ .‬كقيل‪ :‬نصف قدـ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬من بعد دخوؿ كقت العصر إلى الغركب‪( .‬قرز)‬

‫(‪)522/7‬‬

‫_____________________________‬
‫(ثم) إف غيرالمعاين(‪ )7‬إذا لم يمكنو التحرم ففرضو (تقليد الحي)(‪ )0‬إذا كجده‪ ،‬ككاف ممن يمكنو‬
‫التحرم‪ ،‬كال يرجع إلى المحاريب المنصوبة ذكره أبو طالب‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬الرجوع إلى المحاريب أكلى؛ ألنها كضعت بآراء كاجتماع‪.‬‬
‫قاؿ في الزكائد‪ :‬عن بعض الناصرية خبلؼ السيدين إذا كاف المخبر كاحدا‪ ،‬أما لوكاف أكثر فإنو يرجع‬
‫إليهم كفاقا بينهما‪.‬‬
‫كقاؿ علي خليل [قوم]‪ :‬األكلى أف يرجع إلى األصوب عنده من قوؿ المخبر أك المحاريب‪ ،‬يعني‪ :‬أف‬
‫ذلك موضع اجتهاد‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاألعمى‪ ،‬كجاىل التحرم‪ ،‬أك في ظلمة‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألف تقليد الحي أكلى من الميت‪ )*( .‬العدؿ‪ ،‬العارؼ‪ ،‬سواء كاف ذكرا أك أنثى‪ ،‬حرا أـ عبدا‪( .‬قرز)‬
‫(*) (فرع) كحيث يرجع إلى األحياء لو سأؿ جماعة فاختلفوا ػ عمل بقوؿ من عرؼ أنو أرجح عنده‬
‫[بالكثرة‪ ،‬أك المعرفة لؤلمارات‪ ،‬كالحدة‪ ،‬كصفاء الذىن‪( .‬بياف)] فإف استوكا عنده عمل بأيهم شاء‪)7( .‬‬
‫كإف عمل بقوؿ أحدىم‪ ،‬ثم أخبر غيره أرجح منو في حاؿ الصبلة بحهة غيرىا انحرؼ إليها‪ ،‬كال يعيد‬
‫صبلتو ذكره في (االنتصار)‪( .‬بياف) (‪ )7‬كىذا على القوؿ بأنو مخير؛ ألنها مسألة خبلؼ بين األصولين‪،‬‬
‫كالمذىب أنها تطرح‪ ،‬كيصلي إلى حيث شاء آخر الوقت‪( .‬قرز) [حيث لم يكن ثم محراب كال قبر‬
‫يعرؼ موضع رأسو‪ ،‬كإال رجع إليو‪( .‬قرز)]‬

‫(‪)7/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا عندنا قوؿ حسن(‪)7‬؛ ألنو ربما يكوف المخبر في أعلى درجات المعرفة‪،‬‬
‫لما يجب من التحرم‪ ،‬كأعلى درجات الورع كالتقشف (‪ )0‬كال يؤمن أف ال يكوف حضر نصب المحراب‬
‫من ىو في درجة كمالو‪ ،‬كإف كانوا جماعة فإف الرجوع إلى ىذا حينئذ أرجح من المحراب‪ .‬قاؿ‪ :‬كال أظن‬
‫المؤيد باهلل كال غيره يخالف في مثل ىذه الصورة‪ ،‬كربما كانت معرفة الحي قاصرة ال تسكن النفس‬
‫إليها‪ ،‬نحو أف يكوف من آحاد العواـ الذين لهم بعض تمييز(‪ )3‬فإف الرجوع إلى محراب جامع‬
‫مأىوؿ(‪ )4‬في بعض األمصار أكلى من قوؿ ذلك الرجل حينئذ‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كال أظن أبا طالب يخالف في ذلك‪.‬‬
‫(ثم) إف لم يمكنو التحرم‪ ،‬كال كجد حيا(‪ )5‬يمكنو التحرم ليقلده ففرضو الرجوع إلى (المحراب)(‪.)6‬‬
‫كإنما يصح الرجوع إليو بشرطين أحدىما‪ :‬أف ال يجد حيا يقلده‪ .‬الثاني‪ :‬أف يعلم أك يظن أنو نصبو ذك‬
‫معرفة كدين(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو كراجح األدلة‪ ،‬كراجح األدلة يجب اتباعو‪.‬‬
‫(‪ )0‬ىو كرع الورع‪.‬‬
‫(‪ )3‬في األمارات‪.‬‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬مقصود‪.‬‬
‫(‪ )5‬في الميل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬ككاف العامر ػ أم‪ :‬الناصب‪( .‬قرز) ػ من أىل العدؿ كالتوحيد‪( .‬كابل)‪ .‬كإنما سمي المحراب محرابا‬
‫لمحاربتو الشياطين‪ )*( .‬قاؿ في (الغيث)‪ :‬نعم األرجح فيما عدا الجامع من المساجد القديمة في‬
‫صنعاء أنو ال يرجع إليها رأسا‪ ،‬بل يعدؿ إلى قوؿ من لو بعض تمييز في القبلة دكنها؛ ألنو قد ظهر الخطأ‬
‫فيها تشريقا كتغريبا‪( .‬بلفظو) كقاؿ سيدنا أحمد الجربي‪ :‬بل المقصود الجهة فيصلي إليها‪ .‬ككذا عن‬
‫(المفتي) (*) ككذا قبور المسلمين إذا عرؼ موضع الرأس‪ ،‬كعرؼ أنو من أىل العدؿ‪ .‬ذكره في (شرح‬
‫الحفيظ) ك(األثمار)‬
‫(‪ )7‬أك صلى فيو ىو كذلك‪( .‬قرز)‬

‫(‪)0/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ثم) إف لم يجد شيئا من ذلك‪ ،‬بل التبس عليو الحاؿ من كل كجو فإف فرضو أف يصلي إلى (حيث‬
‫يشاء) من الجهات (آخر الوقت)(‪ )7‬ألف صلوتو ناقصة(‪ ،)0‬كأصل الهدكية كجوب التأخير‪ .‬كعن‬
‫المؤيد باهلل‪ :‬يجوز التقديم أكؿ الوقت(‪.)3‬‬
‫كقاؿ مالك‪ :‬يصلي تلك الصبلة أربع مرات (‪)4‬إلى كل كاحدة من الجهات مرة‪.‬‬
‫(نعم) فإف كاف فرض التوجو ساقطا عنو‪ ،‬نحو أف يكوف مسايفا (‪ )5‬أك مربوطا ال يمكنو االنصراؼ إلى‬
‫الجهة‪ ،‬أك راكب سفينة(‪ )6‬أك غيرىا على كجو يتعذر عليو االستقباؿ‪ ،‬أك مريضا لم يجد(‪ )7‬من يوجهو‬
‫إليها فإف فرضو أف يصلي إلى حيث أمكنو آخر الوقت‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو حصل لو ظن بعد أف صلى كانكشف في الوقت بقية‪ ،‬ىل يعيد ? قيل‪ :‬ال يعيد‪ .‬كقيل‪ :‬يعيد‪.‬‬
‫كلعل كجو اإلعادة أف الظن فرض من كاف في جهتنا فتجب اإلعادة إذا حصل‪ ،‬كمن كجد الماء‪( .‬قرز)‬
‫(*) كأما مقلد الحي كالمحراب فيصلي أكؿ الوقت‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬القياس أنو ال يجوز لو إال في آخر‬
‫الوقت عند الهدكية‪ ،‬لكن يقاؿ‪ :‬لعل ىذا إجماع‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬ألنو عدؿ إلى بدؿ‪ ،‬كىو العمل على غير أمارة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألنو ال يوجب التأخير إال على المتيمم‪ ،‬كما يأتي في فصل ناقص الصبلة‪.‬‬
‫(‪ )4‬كعندنا ال يصح‪ ،‬كالفرؽ بين ىذا كبين الثياب أف في الثياب تيقن أنو قد أتى بالصبلة في ثوب‬
‫طاىر‪ ،‬بخبلؼ ىذا فإنو ال يتيقن استقباؿ القبلة بأربع صلوات‪( .‬زىور) (قرز)‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬مجاىدا‪.‬‬
‫(‪ )6‬كلم يمكنو الخركج‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬في الميل بما ال يجحف من األجرة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)3/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيعفى) استقباؿ القبلة (لمتنفل راكب(‪ )7‬في غير المحمل)(‪ )0‬كقد تضمن ىذا أنو ال يعفى مع‬
‫التمكن منو من دكف مضرة(‪ )3‬إال بشركط ثبلثة ػ األكؿ‪ :‬أف تكوف الصبلة نفبل(‪ )4‬ال فرضا‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أف يكوف المصلي راكبا ال ماشيا‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ىكذا ذكر األصحاب‪.‬‬
‫كىل من شرطو أف يكوف الركوب في حاؿ السفر? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬لم يصرح بذلك األصحاب إال‬
‫اإلماـ يحيى‪ ،‬فصرح باشتراط أف يكوف في السفر (‪.)5‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كفي الحاضر (‪ )6‬كجهاف ػ المختار أنو ال يجوز(‪)7‬إلى غير القبلة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو نافلة مؤكدة]‪ .‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪(:‬صل حيث توجو بك بعيرؾ‪ ،‬إال المكتوبة فالقرار‬
‫القرار) يعني‪ :‬مقصده فلو انحرؼ لم تصح‪ .‬ذكره أصحاب الشافعي‪ .‬قاؿ (ابن بهراف)‪ :‬كأىل المذىب‬
‫ال يخالفوف إال أف يكوف إلى القبلة‪ )*( .‬كىل يسجد أـ ال ? قاؿ في (البياف)‪ :‬يسجد‪ .‬كالمختار أنو ال‬
‫يسجد؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬كليكن إيماؤؾ لسجودؾ أخفض من ركوعك‪ ،‬إال المكتوبة)‪.‬‬
‫(كواكب) (*) كالماشي ميبل فصاعدا‪( .‬ذكره في البحر) ك(األثمار) [كظاىر األزىار خبلفو‪( .‬قرز) ] (*)‬
‫كالمحمل ػ على كزف مجلس ػ‪ :‬الهودج‪ .‬كيجوز محمل أيضا ػ كزف مقود ػ الجمع‪ :‬محامل‪( .‬مصباح) (*)‬
‫كىو الهودج الذم يحمل على بعيرين‪( .‬شامي)‬
‫(‪ )0‬كلفظ (البياف)‪ :‬كىذا كلو لمن ىو في طريق‪ ،‬كظاىره كلو مسبلة عامرة‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫(‪ )3‬ال فرؽ‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪( .‬ذكره في البحر)‬
‫(‪ )4‬كلو من ذكات الجماعة‪( .‬شرح األثمار) كالكسوؼ‪ ،‬كنحوىا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬قاؿ في (الوابل)‪ :‬بريدا فصاعدا‪ ،‬بعد الخركج من الميل‪ ،‬بل ال يشترط إال الخركج من [الميل‪ .‬نخ]‬
‫البلد‪( .‬شامي) (قرز)‬
‫(‪ )6‬كىو البلد‪ ،‬كميلها‪.‬‬
‫(‪ )7‬بل يجوز‪( .‬مفتي) كقرره (الشامي) بعد الخركج من البلد‪( .‬قرز)‬

‫(‪)4/0‬‬

‫_____________________________‬

‫الشرط الثالث‪ :‬أف يكوف ركوبو في غير المحمل؛ ألنو إذا كاف في المحمل أمكنو استقباؿ القبلة(‪ )7‬من‬
‫دكف انقطاع السير (كيكفي مقدـ التحرم)(‪ )0‬في طلب القبلة (على التكبيرة) التي لئلحراـ بالصبلة‬
‫(إف) ظن اإلصابة في تحريو في الصبلة بالتكبيرة ثم (شك بعدىا)(‪)3‬كقبل الفراغ من الصبلة (أف‬
‫يتحرل) تحريا ثانيا‪ ،‬بأف ينظر (أمامو) لطلب األمارة‪ ،‬كال يلتفت إال يسيرا(‪ )4‬ال يعد مفسدا(‪ )5‬إف يكن‬
‫قد غلب في ظنو(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يسجد على المحمل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬ككذا مقلد الحي‪ ،‬كالمحراب حيث ىو فرضو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬مسألة) من صلى في موضع بالتحرم‪ ،‬ثم صلى فيو ثانيا بعد مدة لم بعد التحرم إال أف يظن خبلؼ‬
‫تحريو األكؿ‪ .‬ذكره أبو مضر‪ .‬قاؿ أبو العباس‪ :‬أك شك‪( .‬بياف) (قرز) فقد أبطل أبو مضر الظن األكؿ‬
‫بالظن‪ ،‬كأبو العباس بالشك‪( .‬صعيترم) [يقاؿ‪ :‬ليس بإبطاؿ الظن بالظن‪ ،‬أك الشك‪ ،‬كإنما يكوف إبطاال‬
‫لو أك جبوا عليو إعادة األكلى]‪ )*(.‬فلو حصل لو شك فقط لم ينحرؼ‪ ،‬كإف التفت التفاتا كثيرا مع‬
‫الشك ثم انكشف اإلصابة في ذلك‪ ،‬ىل يأتي قوؿ اإلبتداء كاإلنتهاء ? ػ [ىذا المذىب بالنظر إلى‬
‫القاعدة‪ ،‬كإال فالمذىب آخر المسألة] ػ قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ال معنى لئلنتهاء‪ ،‬بل تفسد صبلتو إف فعل‬
‫فعبل كثيرا في حاؿ ليس لو فعلو‪( .‬غيث معنى)‬
‫(‪ )4‬فإف كاف ال يمكنو إال بفعل كثير مضى في صبلتو‪ ،‬كال شيء عليو‪( .‬يواقيت) كفي (شرح ابن‬
‫(بهراف)‪ :‬كمن لم يحصل لو ظن في جهة القبلة إال بتلفت كثير فاألقرب أنو يلزمو االستئاؼ‪ .‬كمثل معناه‬
‫في (الغيث)‪.‬‬
‫(‪ )5‬قدر التسليم‪( .‬قرز) (*) كالتفات التسليم قدرا كفعبل‪ ،‬فلو زاد فسدت‪ ،‬إال أف يتيقن اإلصابة‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )6‬تنبيو) قاؿ في (شرح األثمار)‪ :‬فإذا لم يحصل ظن باإلصابة رأسا كجب الخركج‪ ،‬كإعادة التحرم‪،‬‬
‫فإف حصل لو ظن عمل بو‪ ،‬كإال انتظر إلى آخر الوقت كصلى إلى أم الحهات شاء‪ ،‬ىذا حيث لم بيأس‬
‫من إمكاف التحرم‪ ،‬فإف أيس أتم صبلتو إلى حيث يشاء‪ ،‬كما يأتي [عند قولو]‪" :‬كالتفسد عليو بنحو‬
‫إقعاد مأيوس"‪.‬‬
‫(‪)5/0‬‬

‫_____________________________‬

‫الخطأ‪ ،‬فأما إذا تحرل بعد الشك فغلب في ظنو أف األكؿ خطأ كجب عليو أف يتم صبلتو‬
‫(كينحرؼ)(‪ )7‬إلى حيث اإلصابة‪ ،‬كلو كاف انحرافا كثيرا‪ ،‬نحو من قداـ إلى كراء (كيبني)(‪ )0‬على ما قد‬
‫فعلو من الصبلة‪ ،‬كيفعل كذلك كلما ظن خطأ التحرم األكؿ‪ ،‬كلو أدل إلى أنو يصلي الظهر كنحوه كل‬
‫ركعة إلى جهة‪ ،‬من يمين كشماؿ‪ ،‬كقداـ ككراء‪ ،‬كال يجوز لو الخركج من الصبلة كاالستئناؼ إال أف يعلم‬
‫علما يقينا(‪ )3‬خطأ األكؿ‪ ،‬فأما لو لم يكن قد تحرل قبل التكبيرة لزمو االستئناؼ للصبلة من أكلها‪ ،‬إال‬
‫أف يعلم االصابة على قوؿ من يعتبر الحقيقة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيبني على ما قد فعلو من صبلتو ثانيا فيبني‪ ،‬كال يخرج؛ إذ االجتهاد ال ينقض االجتهاد‪ ،‬بخبلؼ‬
‫العلم بتيقن الخطأ فيخرج كال يبني‪( .‬ىامش ىداية)(*) كفرؽ بين ىذا كبين ما تقدـ في قولو‪" :‬كلما يفعل‬
‫المقصود بو فبالثاني" بأف التحرم األكؿ ىنا يبطل بالثاني فيما استقبلو فقط‪ ،‬فتصح صبلتو‪( .‬صعيترم)‬
‫كذلك أف ىنا يمكنو العمل بالثاني مع البناء على األكؿ‪ ،‬خبلؼ ما تقدـ فإنو ال يمكنو العمل بالثاني إال‬
‫مع إبطاؿ األكؿ فافترقا‪ .‬كقيل‪ :‬يقاؿ‪ :‬إنو ىنا ال يأمن من التسلسل؛ لكثرة عركض الشك في مثل ىذا‪،‬‬
‫بخبلؼ تغير االجتهاد فهو قليل‪ .‬ذكره في (ىامش المصابيح) (*) لكن بفعل يسير‪( .‬قرز) (*) بالنظر‬
‫إلى الجهة‪ .‬كأما االنحراؼ فيسيرا ال يعد مفسدا‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪ ،‬كىو ظاىر الكتاب‪(.‬نجرم)‬
‫(‪ )0‬عبارة (األثمار) "فينحرؼ"؛ ألف عبارة اإلماـ توىم أف االنحراؼ يكوف في حاؿ تحريو قبل حصوؿ‬
‫الظن؛ إذ الواك ال تقتضي التعقيب‪.‬‬
‫(‪ )3‬بالنظر إلى الجهة‪ ،‬ال العين‪( .‬قرز) [قلت‪ :‬يقاؿ‪ :‬كيف العلم ? قلت‪ :‬المراد علم الجهة‪ ،‬ال العين‪.‬‬
‫ذكره الفقيو حسن ]‪.‬‬

‫(‪)6/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال يعيد المتحرم المخطئ(‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬ككذا مقلد الحي‪ ،‬كالمحراب‪( .‬قرز) ] كال يقاؿ‪ :‬إنو قد علم الخطأ في بعضها فتبطل صبلتو؛ ألنو‬
‫لم يحصل علم بالجهة فيعيد إليها‪ ،‬كلو قلنا‪ :‬يعيد إلى حيث حصل لو الظن اآلخر لم يأمن أف يحصل لو‬
‫ظن غيره فيعيد إليو‪ ،‬ثم كذلك‪ ،‬فلهذا قلنا‪ :‬تصح صبلتو‪ .‬ذكر ذلك في الشرح‪(.‬كواكب) (*) فإف خرج‬
‫الوقت كىو في الصبلة‪ ،‬كعلم الخطأ ػ فيحتمل أف ينحرؼ‪ ،‬كتصح صبلتو‪( .‬زىور)‪ .‬كاالحتماؿ الثاني‬
‫كجوب اإلعادة‪ ،‬كلعلو آنس بالقواعد‪ .‬كفي (األحكاـ) إشارة إلى مثل ىذا االحتماؿ األخير‪ )*( .‬لخبر‬
‫السرية‪ ،‬كىو ما ركاه جابر قاؿ‪( :‬بعث رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم سرية كنا فيها فأصابتنا ظلمة‪،‬‬
‫كلم نعرؼ القبلة‪ ،‬فقالت طائفة‪ :‬ىي ىاىنا‪ .‬أم‪ :‬قبل الشماؿ‪ ،‬كخطوا خطا‪ .‬كقالت أخرل‪ :‬ىي ىاىنا‪،‬‬
‫أم‪ :‬قبل الجنوب‪ ،‬كخطوا خطا‪ .‬فلما طلعت الشمس أضحت الخطوط إلى غير القبلة‪ ،‬فسألنا رسوؿ‬
‫اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم فنظر في األمر فنزؿ قولو تعالى‪{:‬فأينما تألوا فثم كجو اهلل}) ىكذا ركاه‬
‫أئمتنا عليهم السبلـ‪( .‬شرح فتح) [فلو ترؾ التحرم جاىبل لوجوبو‪ ،‬ثم انكشف الخطأ بعد الوقت فبل‬
‫إعادة عليو‪( .‬كابل)‪ .‬فإف قلت‪ :‬ىبل لزـ القضاء؛ ألف كجوب االستقباؿ قطعي ? قلت‪ :‬كاف القياس‬
‫ذلك‪ ،‬إال أف خبر السرية يدؿ على عدـ كجوب القضاء‪ ،‬كإذا جاء الخبر بطل القياس]‪.‬‬

‫كقد أخرج نحوه الترمذم عن عامر بن ربيعة عن أبيو‪ ،‬لكنو قاؿ‪( :‬كنا مع رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم في سفر في ليلة مظلمة)‪ .‬كاعلم أف ظاىره‪ ،‬كظاىر ما ركاه المنصور باهلل‪ ،‬كركاه اإلماـ المهدم في‬
‫(البحر) يقضى أف صبلة أكلئك كانت فرادل‪( .‬شرح فتح)‪ )*( .‬بعد الفراغ‪ ،‬ال فبلو فيعيد مطلقا‪ ،‬كواجد‬
‫الماء قبل الفراغ من الصبلة‪( .‬شامي)‬

‫(‪)7/0‬‬

‫_____________________________‬

‫إال في الوقت إف تيقن الخطأ) قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬فقولنا‪":‬المتحرم" احتراز ممن صلى بغير تحر‬
‫فإنو يعيد في الوقت كبعده (‪ )7‬إال أف يعلم اإلصابة‪ ،‬فإنها تجزئو عند من اعتبر اإلنتهاء‪ ،‬كىو أبو‬
‫العباس‪ ،‬ال عند من اعتبر اإلبتداء‪ ،‬كىو األظهر من قولي المؤيد باهلل‪.‬‬
‫كقولنا‪" :‬المخطئ" احتراز من المصيب فإنو ال يعيد‪ ،‬كلو صلى إلى غير متحراه (‪ )0‬إف تيقن اإلصابة‬
‫عند أبي العباس‪ ،‬ال عند المؤيد باهلل‪ .‬كقولنا‪" :‬إال في الوقت" احتراز من أف ينكشف لو الخطأ بعد‬
‫خركج الوقت فإنو ال يقضي‪ ،‬كلو تيقن الخطأ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إذا كاف عالما بوجوب التحرم‪( )*( .‬مسألة) كإذا صلى األعمى إلى جهة بقوؿ غيره‪ ،‬ثم رجع إليو‬
‫بصره في حاؿ الصبلة‪ ،‬فإف حصل لو العلم [أك الظن] بصحة قولو(‪ )7‬أتمها‪ ،‬كإف لم‪ ،‬كاحتاج إلى‬
‫التحرم أعادىا‪( .‬بياف) كالمذىب‪ :‬أنو يتحرل‪ ،‬كيبني‪.‬‬
‫(‪ )0‬غير مستخف‪ ،‬كال مستحل‪( .‬بياف) إذ لو كاف أيهما كفر‪( .‬زىور) [(‪)7‬بأف عرؼ المشرؽ‬
‫كالمغرب‪ .‬بخبلؼ العكس‪ ،‬كىو إذا طرأ عليو العمى بعد التحرم فإنو ال يعمل بقوؿ الغير‪ ،‬ذكره في‬
‫(الكواكب) ككذا معناه في (البستاف)‪( .‬قرز)]‬
‫(‪)8/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ثم لما كانت مخالفة جهة اإلماـ حكمها حكم المخالفة للقبلة في كجوب اإلعادة في الوقت ال بعده‬
‫عندنا‪ ،‬ذكرنا ذلك بقولنا‪( :‬كمخالفة(‪ )7‬جهة إمامو) كإنما يتصور ذلك في ظلمة أك ما في حكمها(‪،)0‬‬
‫كلهذا قلنا‪ :‬إذا كاف المخالف (جاىبل)(‪ )3‬فإنو يعيد في الوقت ال بعده إف تيقن الخطأ‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال يعيد في الوقت كال بعده‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬إنو يعيد في الوقت كبعده‪ ،‬كربما صححو بعض المذاكرين(‪ )4‬للمذىب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف كاف اإلماـ مخطئا فإنهم يعيدكف في الوقت‪( .‬قرز) (*) ظاىره كلو صلى إلى القبلة‪ ،‬دكف‬
‫اإلماـ؛ ألنو إذا كجب على اإلماـ اإلعادة فصبلة المؤتم متعلقة بو‪.‬‬
‫(‪ )0‬األعمى‪.‬‬
‫(‪ )3‬غالبا) احتراز من أف يخالف جهة إمامو بتحر‪ ،‬نحو أف يصلي جماعة إلى جهة‪ ،‬ثم تغير تحريهم‬
‫حاؿ الصبلة في الجهة فإنو يجب على كل كاحد منهم االنحراؼ إلى ما ترجح لو‪ ،‬فمن خالف اإلماـ في‬
‫ذلك عزؿ صبلتو‪ ،‬كأتم فرادل‪ ،‬كال تبطل بالمخالفة حينئذ عمدا‪( .‬أثمار) كمثلو في (البياف) في باب‬
‫كالجماعة‪.‬‬
‫(‪ )4‬الفقيو يحيى البحيبح‪.‬‬

‫(‪)9/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيكره(‪ )7‬استقباؿ نائم(‪ )0‬كمحدث) لنهيو صلى اهلل عليو كآلو عن الصبلة خلفهما(‪)3‬‬
‫(كمتحدث)(‪ )4‬لئبل يشغل قلب المصلي (كفاسق(‪ )5‬كسراج)(‪ )6‬قابس؛ لما في ذلك من التشبو بعبدة‬
‫النار (كنجس)(‪ )7‬كال يكره استقباؿ ىذه األشياء إال إذا كانت من المصلي (في) قدر (القامة) كالمراد‬
‫بالقامة ىنا مسافة‪ ،‬ال االرتفاع(‪ )8‬كال االنخفاض‪ ،‬فإذا كاف بعدىا من المصلي قدر مسافة القامة فما‬
‫دكف كرىت (كلو) كانت (منخفضة)(‪ )9‬أكثر من القامة عند السيدين‪.‬‬
‫كقاؿ أبو العباس‪ :‬إذا زاد انخفاضها على القامة لم تكره (‪ ،)72‬كأما لو ارتفعت فوؽ القامة فليس‬
‫بمستقبل لها‪ ،‬كلو قرب النشز التي ىي عليو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬تنزيو‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألنو كالميت ] كميت‪ ،‬كقبر‪ ،‬ككجو حيواف آدمى أك غيره‪( .‬بياف) (قرز) (*) كتزكؿ الكراىة بأف‬
‫يكوف بين المصلي‪ ،‬كبين أم ىذه األشياء حائل لو جرـ مستقل‪ ،‬ينفصل عنها‪( .‬بهراف) ػ يحترز من ثياب‬
‫النائم‪[ .‬كجو كراىة استقباؿ المحدث أنو كالنجس] [كيكره مبلزمة مكاف كاحد؛ لئبل تحقد على من‬
‫يجلس فيو‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )3‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال تصلوا خلف النائم‪ ،‬كالمحدث) أخرجو أبو داكد‪.‬‬
‫(صعيترم)‬
‫(‪ )4‬كلو بالقرآف‪( .‬قرز) [في غير الصبلة‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )5‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال تجعلوا الفاسق قبلة‪ ،‬كال سترة)‪ .‬كيكره أيضا جنب الفاسق‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كنار أيضا‪.‬‬
‫(‪ )7‬كمتنجس‪.‬‬
‫(‪ )8‬صوابو‪ :‬كاالرتفاع‪ ،‬ال االنخفاض‪ )*( .‬يعني‪ :‬إذا كانت القامة بعضها مسامتا للجدار فإنو يعتبر القامة‬
‫في الجدار‪ ،‬كال يحتسب بما بينو كبين الجدار إذا كانت دكف القامة‪( .‬حاشية (زىور)‬
‫(‪ )9‬في (الهداية) كلو منخفضات‪ ،‬كبنى عليو في (البياف)‪( .‬قرز) [عائد إلى الكل‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬إلى‬
‫النجس]‪.‬‬
‫(‪ )72‬كاستقربو (الشامي)؛ ألف النجاسة ليس لها ىواء‪ .‬كمثلو عن (المفتي)‪( .‬غاية)‬

‫(‪)72/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كندب لمن) أراد الصبلة (في الفضاء اتخاذ سترة)(‪ )7‬بين يديو من بناء أك غيره‪.‬‬
‫قاؿ في مهذب الشافعي‪ :‬كيكوف قدر مؤخرة الرحل(‪.)0‬‬
‫قاؿ عطاء‪ :‬كمؤخرة الرحل قدر ذراع‪.‬‬
‫قاؿ فيو‪ :‬كيستحب أف يكوف بينو كبينها قدر ثبلثة أذرع‪ .‬كقاؿ في االنتصار‪ :‬قدر ذراع‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كلعل مراد صاحب المهذب أف الثبلثة األذرع من قدمي المصلي(‪ )3‬كمراد‬
‫االنتصار من موضع سجوده ػ كاهلل أعلم‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كيجوز ىنا أف يجعل بعيره سترة(‪ )4‬ألنو كاف صلى اهلل عليو كآلو كسلم يصلي إلى‬
‫بعيره(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كسترة اإلماـ سترة لمن بعده‪ .‬إذ لم يأمر صلى اهلل عليو كآلو من صلى بعده باتخاذ سترة‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫كلو لم يكن لو سترة‪ )*( .‬كالسجادة تقوـ مقاـ الجميع‪( .‬قرز) (*) فإف لم يفعل شيأ من ذلك فبل كراىة‬
‫على المار بين يديو؛ ألنو سهل في نفسو [ما لم يعرؼ أنو مصل‪( .‬قرز) ] (‪ )7‬ذكره في (االنتصار) كقد‬
‫قاؿ صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬لئن يقف أحدكم مائة عاـ خير لو من أف يمر بين يدل أخيو كىو يصلي)‬
‫كالظاىر أف ذلك (‪ )0‬عاـ في المسجد كغيره‪ .‬كقيل‪ :‬إنما ىو لمن يصلي في غير المسجد‪( .‬بياف) (‪)7‬‬
‫بترؾ السترة‪ ،‬فبطل حقو كلعلو في الفضاء‪ ،‬كأما في العمراف فالظاىر الكراىة مطلقا‪( .‬نجرم)‪( .‬قرز)‬
‫كحد الكراىة على المار ما بين مسجده كقدميو‪( .‬نجرم)‪( .‬قرز) (‪ )0‬أم‪ :‬كراىة المركر‪ .‬كأما اتخاذ‬
‫سترة فيندب في الفضاء ال غيره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬بضم الميم‪ ،‬كسكوف الهمزة‪ ،‬ككسر الخاء لمعجمة‪ ،‬كفتح الراء‪( .‬بهراف) كىو ما يستند إليو‬
‫الراكب‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )3‬من كعب الشراؾ‪ ،‬ال من األصابع‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ال دابة‪ ،‬كامرأة؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال صبلة إلى امرأه)‪( .‬بحر بلفظو)‬
‫(‪ )5‬كال يستقبل كجهو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)77/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ثم) إذا لم يجد سترة كذلك ندب لو نصب (عود) يغرزه مكاف السترة‪ ،‬كيكوف ذلك العود مواجها‬
‫لحاجبو األيمن أك األيسر ال مقاببل(‪( )7‬ثم) إذا لم يتمكن من عود ندب لو اتخاذ (خط)(‪ )0‬يخطو في‬
‫موضع السترة‪ ،‬كيكوف إما عرضا‪ ،‬أك كالهبلؿ(‪ )3‬أك كالمحراب(‪ .)4‬كقاؿ أبو يوسف‪ :‬ال معنى‬
‫للخط(‪.)5‬‬
‫فصل (كأفضل أمكنتها المساجد)(‪ )6‬يعني‪ :‬أنها أفضل أمكنة الصلوات الخمس (‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لئبل يتشبو بعبدة األكثاف‪.‬‬
‫(‪ )0‬بفتح الخاء‪( .‬أثمار)‬
‫(‪ )3‬كيستقبل قفاه‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كيستقبل كجهو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬قلنا‪ :‬أمارة‪.‬‬
‫(‪ )6‬كاألصل في ذلك) ما ركم عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪( :‬ال صبلة لجار المسجد‬
‫إال في المسجد) كاختلف في معنى الحديث‪ ،‬ىل المراد ال فضيلة‪ ،‬أك ال جزاءىا ? فقاؿ أىل المذىب‪:‬‬
‫المراد نفي الفضيلة‪( .‬غيث) (قرز) (*) قاؿ في (البحر)‪ :‬كصبلة النساء في البيوت أفضل‪ ،‬كال يكره‬
‫الخركج لقاعدة‪ ،‬ال تشتهى‪( .‬قرز)‪ ،‬كقاؿ اإلماـ يحيى عليو السبلـ‪ :‬يجب منع النساء من المساجد‬
‫خشية الفتنة كالتهمة‪ .‬قاؿ في (الهداية)‪ :‬تمنع كقت دخوؿ الرجاؿ‪ ،‬إال في كقت الرسوؿ صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم كالصحابة لصبلح الناس يومئذ‪ ،‬كخبثهم اآلف‪( .‬غاية بلفظو) (*) قاؿ في (الهداية)‪ :‬سيما‬
‫البعيدة؛ لفضيلة كثرة الخطى‪ .‬قلت‪ :‬إال إذا تعطل الجار‪ ،‬فهي فيو أفضل‪ ،‬كالجار إلى قدر أربعين ذراعا‬
‫[بيتا‪ .‬نخ]‪ .‬كقيل‪ :‬ما يسمى جارا عرفا (قرز) (*) إال العيد(‪ )7‬في غير مكة فهي في الجبانة أفضل؛ إذ‬
‫قد ركم (إف المبلئكة لم يزالوا يصلوف العيد بمكة في المسجد الحراـ) ألنو أفضل البقاع‪( .‬شفاء) [إال‬
‫ركعتي الطواؼ فهي خلف المقاـ أفضل‪ ،‬فليس كل المسجد الحراـ فيها على السواء] [(‪)7‬سيأتي في‬
‫صبلة العيد أف المسجد أفضل‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )7‬كغيرىا من النوافل؛ إذ لم يفصل الدليل بين الفريضة كالنافلة‪( .‬بستاف) (قرز)‬

‫(‪)70/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ثم ذكر عليو السبلـ أفضل المساجد بقولو‪( :‬كأفضلها المسجد الحراـ)(‪)7‬‬
‫كاختلف في تعيينو على ثبلثة أقواؿ حكاىا في االنتصار‪.‬‬
‫األكؿ‪ :‬أنو الكعبة‪ ،‬كالحجر فقط؛ لقولو تعالى‪{ :‬جعل اهلل الكعبة البيت الحراـ} قاؿ‪ :‬كىذا ىو المختار‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أنو الكعبة‪ ،‬كسائر الحرـ المحرـ؛ لقولو تعالى‪{ :‬سبحاف الذم أسرل بعبده ليبل من المسجد‬
‫الحراـ }ككاف اإلسراء‪ ،‬كىو في بيت خديجة‪.‬‬
‫كفي الكشاؼ‪ ،‬كالحاكم قيل‪ :‬أسرم بو من المسجد‪ .‬كقيل‪ :‬من بيت أـ ىاني(‪ )0‬كىذاف القوالف‬
‫للفقهاء‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أنو الحرـ المحرـ كما حولو إلى المواقيت‪ .‬كىذا رأم أئمة العترة‪ ،‬ذكره في تأكيل قولو‬
‫تعالى‪{:‬ذلك لمن لم يكن أىلو حاضرل المسجد الحراـ} (‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو كجد جماعة في غير المسجد الحراـ‪ ،‬كلم يوجد في المسجد الحراـ‪ ،‬أيهما أفضل ? الجواب‪:‬‬
‫أنو يصلي في المسجد الحراـ؛ ألف الترغيب فيو كرد أكثر من الجماعة‪[ .‬قاؿ في (شرح الفتح)‪ :‬ألف‬
‫مسجد مكة بيت اهلل‪ ،‬كالقبلة‪ ،‬كمكاف النبوة‪ ،‬كمبتدؤىا‪ ،‬كألف مسجد المدينة مهبط الوحي‪ ،‬كمهاجر‬
‫الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كمحط الوحي‪ ،‬كموضع الجسد النبوم‪ ،‬كألف مسجد بيت المقدس‬
‫مسجد الخليل كموضع اإلسراء‪( .‬شرح فتح)]‬
‫(‪ )0‬ىي عمتو‪ ،‬كاسمها ىند بنت أبي طالب‪ .‬كقيل‪ :‬فاختو‪[ .‬كىي رضيعة النبي صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم ] (*) بالهمر منونا‪.‬‬
‫(‪ )3‬الرابع) أنو المسجد‪ ،‬كما زيد فيو‪ ،‬المحيط بالكعبة‪ ،‬المعمور‪ .‬ذكره الزمخشرم‪ ،‬كالحاكم‪ ،‬كأبو‬
‫علي‪ ،‬كقاضي القضاة‪( .‬كواكب) كىو قوؿ حسن‪ ،‬كىو الذم ينصرؼ إليو الذىن عند اإلطبلؽ‪ ،‬كاختاره‬
‫في (البحر)‪.‬‬

‫(‪)73/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كالدليل على أف المسجد الحراـ أفضل المساجد قولو صلى اهلل عليو كآلو في خبر أبي ذر(‪)7‬‬
‫حيث قاؿ‪( :‬يا أبا ذر صبلة في مسجدم ىذا تعدؿ ألف صبلة في غيره من المساجد إال المسجد‬
‫الحراـ‪ ،‬كصبلة في المسجد الحراـ تعدؿ مائة ألف صبلة (‪ )0‬في غيره من المساجد‪ ،‬كأفضل من ىذا‬
‫كلو صبلة يصليها الرجل في بيت مظلم (‪)3‬حيث ال يراه أحد إال اهلل عز كجل يطلب بها كجو اهلل)‪.‬‬
‫(ثم) إف أفضل المساجد بعد المسجد الحراـ (مسجد النبي (‪ )4‬صلى اهلل عليو كآلو كسلم) لما تقدـ‬
‫فيو من األثر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (مجمع الزاكيد)‪ :‬الراكم أبو الدرداء‪.‬‬
‫(‪ )0‬كقد حسب ذلك فبلغت صبلة كاحدة في المسجد الحراـ عمر خمس كخمسين سنة‪ ،‬كستة أشهر‪،‬‬
‫كعشرين ليلة‪ .‬كال يسقط ىذا التضعيف شيأ من الفوايت‪ ،‬كما يتوىمو بعض الجهاؿ‪ .‬ذكره النوكم‪)*( .‬‬
‫يحتمل في غير مسجد النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ .‬قلت‪ :‬قد أغنانا عن ىذين االحتمالين ما أخرجو‬
‫أحمد‪ ،‬كابن خزيمة‪ ،‬كابن حباف‪ ،‬عن ابن الزبير أنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(صبلة في مسجدم ىذا أفضل من ألف صبلة فيما سواه من المساجد إال المسجد الحراـ‪ ،‬فصبلة فيو‬
‫أفضل من مائة صبلة في ىذا) كزاد ابن حباف‪ :‬يعني‪ :‬في مسجد المدينة‪ ،‬كركاه البزار‪ .‬فهذا الحديث‬
‫مفسر للحديث الذم في الشرح قطعا‪ .‬كتأمل‪ .‬من خط القاضي (محمد الشوكاني)‬
‫(‪ )3‬كالمراد بالبيت المظلم الذم كرد في خبر فضل المسجد الحراـ‪ :‬الخالي عن الناس‪ ،‬كإف كاف في‬
‫نهار‪ ،‬أك سراج‪ ،‬ىذا الذم يحفظ عن الوالد أيده اهلل‪ ،‬ككثير من المشايخ يبقيو على ظاىره‪ :‬أف المراد‬
‫الظلمة‪( .‬حاشية سحولي لفظا) قيل‪ :‬إف الظلمة أقرب إلى سكوف الجوارح‪ ،‬كأقرب إلى حصوؿ‬
‫الخشوع‪ ،‬كفراغ القلب؛ ألنو لو أراد الخلوة لقاؿ‪ :‬في بيت خاؿ‪.‬‬
‫(‪ )4‬إال بين القبر كالمنبر فكالمسجد الحراـ‪( .‬صعيترم) (قرز)‬

‫(‪)74/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(ثم) إف أفضل المساجد بعد المسجد الحراـ‪ ،‬كمسجد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم (مسجد‬
‫بيت المقدس(‪ )7‬ألنو أحد القبلتين‪ ،‬كألف اهلل تعالى كصفو بالبركة‪ ،‬فقاؿ‪{ :‬الذم باركنا حولو}(‪.)0‬‬
‫(ثم) بعد ىذه الثبلثة مسجد (الكوفة) (‪ )3‬لما كرد في األثر من أنو صلى فيو سبعوف نبيا(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كألنو مسجد الخليل] كيسمي أقصى لبعده من مكة؛ إذ بينهما أربعوف يوما‪( .‬مقاليد معنى) (*)‬
‫كصبلة فيو تعدؿ خمسمائة صبلة‪ .‬ذكره الطبراني‪ ،‬كىو [شماؿ] غربي الكعبة‪( .‬تجريد) كىو علو؛ ألف‬
‫أسفلو مطاىير لمصلحة بذلك‪( .‬صعيترم) دؿ على صحة تسبيل العلو دكف السفل؛ ألنو تعالى سماه‬
‫مسجدا‪ ،‬كىو كذلك‪( .‬شرح محيرسي) تسمية بيت المقدس مسجدا ليس فيها دليل على تقرير الشارع‬
‫لو على تلك الصفة التي كاف عليها حاؿ التسمية؛ إذ قد سمى الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم كنائس‬
‫اليهود مساجد حيث قاؿ‪( :‬لعن اهلل اليهود اتخذكا قبور أنبيائهم مساجد) كال لزـ صحة الصبلة في‬
‫كنائس اليهود الموضوعة على القبور؛ إذ قد سميت مساجد‪ .‬ك(المحيرسي) ال يقوؿ بذلك‪ ،‬كال غيره من‬
‫أىل المذىب‪ .‬من خط القاضي (محمد الشوكاني)‬
‫(‪ )0‬أراد بالبركة الدين كالدنيا؛ ألنو متعبد األنبياء عليهم السبلـ‪ ،‬كمهبط الوحي‪ ،‬كمقر الصالحين؛ كألنو‬
‫محفوؼ باألنهار الجارية‪ ،‬كاألشجار المثمرة من (العهد األكيد تفسير القرآف المجيد)‬
‫(‪ )3‬ثم مسجد قباء؛ لقولو تعالى‪{ :‬أسس على التقول} كألنو من عمارة النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪،‬‬
‫كركم أف ركعتين فيو كعمرة‪.‬‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬في مكانو سبعوف نبيا؛ ألنها أنما عمرت في زماف عمر‪ .‬فتحت على يد سعد بن أبي كقاص‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يحتمل أف يكوف قد سكنت سالفا في زمن األنبياء السابقين‪( .‬مفتي) (*) كمن كجو أفصليتو‬
‫مبلزمة أمير المؤمنين كرـ اهلل كجهو للصبلة فيو أياـ كقوفو بالكوفة إلى أف استشهد فيو رضي اهلل عنو‪.‬‬
‫(شرح األثمار) [كقيل‪ :‬قبركا فيو ]‪.‬‬

‫(‪)75/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ثم) بعد ىذه األربعة في الفضل (الجوامع) كىي التي تكثر فيها الجماعات(‪.)7‬‬
‫(ثم) بعد ىذه المذكورة (ما شرؼ عامره) (‪ )0‬بأف يكوف ذا فضل مشهور(‪ )3‬في دين كعلم‪ ،‬ال شرؼ‬
‫الدنيا فبل عبرة بو‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كال خبلؼ في ىذا الترتيب إال بين األخيرين‪ ،‬فمنهم من قدـ (‪ )4‬ما شرؼ عامره‬
‫على الجوامع التي عامرىا ليس كذلك‪ ،‬كالصحيح ما رتبناه‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إما في الوقت‪ ،‬أك فيما مضى‪ .‬يعني‪ :‬صفوفا‪ ،‬ال جماعة بعد جماعة [كالمراد دفعة كاحدة‪( .‬حاشية‬
‫سحولي)‪( .‬قرز) كلفظ (حاشية سحولي) "المراد بالجوامع التي تكثر فيها الجماعة في صبلة كاحدة‪ ،‬ال‬
‫جماعة بعد جماعة‪(.‬حاشية سحولي لفظا)]‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬كاقفة‪ ،‬أك محددة‪( .‬صعيترم) (*) كمساجد الهادم عليو السبلـ في أرض اليمن جامع ثاه‪.‬‬
‫[في ببلد رداع] كجامع منكث [في ببلد يريم ] كمسجد سمح [في ببلد ضوراف] كمسجد بيت حاضر‬
‫[في ببلد سنحاف] كمسجد بيت بوس في ببلد صنعاء‪ .‬من (سيرتو عليو السبلـ) كقد نظمها سيدم‬
‫الوالد العبلمة سعيد بن حسن العنسي رحمو اهلل‪:‬‬
‫كمساجد الهادم إلى الحق خمسة*** مباركة مشهورة اليمن في اليمن‬
‫بثاه رداع ثم في سمح آنس ***كفي منكث أيضا لو جامع حسن‬
‫كفي بيت بوس ثم في بيت حضرىم*** فجوزم بأسنى المن من كافر المنن‬
‫(‪ )3‬قيل‪ :‬ثم ما شرؼ إمامو‪ ،‬ثم المجهوؿ‪.‬‬
‫(‪ )4‬الفقيو حسن في تذكرتو‪.‬‬

‫(‪)76/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال يجوز في المساجد)(‪ )7‬شيء من أفعاؿ الجوارح(‪( )0‬إال الطاعات)(‪ )3‬كأنواعها كثيرة كالذكر‬
‫(‪ ،)4‬كاألمر بالمعركؼ‪ ،‬كالنهي عن المنكر‪ ،‬كاالشتغاؿ بما يعود نفعو على المسلمين إذا لم يستلزـ فعل‬
‫ما ال يجوز فيها‪ ،‬من رىج في مباح‪ ،‬أك نحو من ذلك‪ ،‬فأما إذا كانت المنفعة خاصة‪ ،‬نحو أف يشتغل فيو‬
‫بخياطة أك نحوىا مما يعود نفعو عليو أك على عائلتو‪ ،‬كال أذية من صوت كنحوه(‪ ()5‬فقاؿ الفقيو علي‬
‫بن يحيى الوشلي‪ :‬إف ذلك يجوز؛ ألف فيو قربة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب عندم أنو إذا لم يكن تابعا لقربة متمحضة عما يعود نفعو على النفس‬
‫من عبادة أك غيرىا(‪ )6‬فإنو ال يجوز‪ ،‬كإف كاف قربة فليس موضوعا لكل قربة‪ ،‬بل لقربة مخصوصة(‪)7‬‬
‫من عبادة كنحوىا‪ ،‬إلى آخر ما ذكره عليو السبلـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (البحر)‪ :‬كمن سبق إلى بقعة فهو أحق بها حتى ينصرؼ‪ ،‬إال مع عزـ العود فورا‪ ،‬كمن خرج‬
‫لرعاؼ‪ ،‬أك تجديد كضوء؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا قاـ أحدكم من مجلسو فهو أحق بو إذا‬
‫عاد) فإف اعتاده لتدريس أك نحوه استمر حقو كالحرؼ في األسواؽ‪( .‬بحر بلفظو) من باب التحجر‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )0‬كمن ذلك المراجعة في المسجد على كجو يشغل المصلي؛ ألف حقو أقدـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬فرع) كإذا سبق إنساف إلى موضع فيو للذكر‪ ،‬ثم قامت صبلة جماعة لم يجب عليو التنحي كلو‬
‫خرـ الصف لسبق حقو‪ ،‬كإف كاف تاركا لؤلفضل‪ ،‬إال المحراب فليس لو شغلة عن إماـ الجماعة الكبرل؛‬
‫ألنو كضع لذلك‪ ،‬ككذا إذا اشتغل المسجد كلو يقوـ يذكركف اهلل فإنو ال يجب عليهم الخركج لمن يريد‬
‫الصبلة‪( .‬معيار)‬
‫(‪ )4‬إف لم يمنع األخص في المسجد‪ ،‬كىي الصبلة‪.‬‬
‫(‪ )5‬صوت آلة‪.‬‬
‫(‪ )6‬األمر بالمعركؼ‪.‬‬
‫(‪ )7‬كإال لزـ أف يركض الخيل التي للجهاد في السجود‪ ،‬كاالرتياض فيو باللعب بالصولجاف‪،‬‬
‫كالمصارعة؛ فإنها مع النية الصالحة قربة‪( .‬غيث)‬

‫(‪)77/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ثم قاؿ‪ :‬فثبت من ىذا أنو ال يجوز في المسجد إال ما كضع لو من الطاعات‪ ،‬كىو الذكر‪ ،‬كالصبلة‪ ،‬كقد‬
‫دخل في الذكر العلوـ الدينية (‪ )7‬كلها؛ ألنها تسمى ذكرا‪ ،‬كال يجوز ما عدا ذلك(‪ )0‬إال ما خصو دليل‬
‫شرعى‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كقد أشرنا إليو بقولنا (غالبا) يحترز من أمور ثبلثة ػ األكؿ‪ :‬مما يدخل تبعا للطاعة‪ ،‬نحو اجتماع‬
‫المسلمين للتراكد في مصلحة دينية (‪ )3‬نفعها عاـ أك خاص(‪ )4‬فإنو ربما صحب الكبلـ فيها كبلـ ال‬
‫يحتاج إليو في تلك الحادثة فإف ذلك معفو (‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لكن يشترط (‪)7‬في القرآف كغيره أف ال يشغل قلوب المصلين‪ ،‬كيشوش عليهم؛ ألف حقهم أقدـ‪،‬‬
‫فإف حصل لم يجز‪( .‬مشارؽ) [(‪ )7‬ىذا المذىب للقاضي عبد اهلل الحيمي ]‪.‬‬
‫(‪ )0‬مسألة) كيمنع منو الصبياف كالمجانين(‪ )7‬إذا خشي منهم تنجيسو‪ ،‬أك أذية من فيو‪ .‬قاؿ اإلماـ‬
‫يحي‪ :‬ككذا النساء خشية الفتنة‪ ،‬كالتهمة‪ ،‬فأما الكفار ? فقاؿ الهادم‪ ،‬كالناصر‪ :‬يمنعوف [إال لمصلحة‪.‬‬
‫(قرز) ] خبلؼ المؤيد باهلل‪ ،‬كأبي حنيفة‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬يمنعوف من المسجد الحراـ‪ ،‬دكف غيره‪ .‬كأما‬
‫المجذكموف كنحوىم [من بو برص] فاألقرب جواز منعهم منها؛ ألف دخولهم يؤذم غيرىم‪ ،‬كينفرىم‬
‫عنها‪( .‬بياف) [(‪)7‬لقولو ‪(:‬جنبوا مساجدكم صبيانكم‪ ،‬كمجانينكم‪ ،‬كبيعكم‪ ،‬كشراءكم‪ ،‬كخصوماتكم‪،‬‬
‫كإقامة حدكدكم‪ ،‬كسل سيوفكم‪ ،‬كجمركىا في الجمع‪ ،‬كأعدكا على أبوابها المطاىير) (بستاف)]‬
‫(‪ )3‬أك دنيوية‪ .‬ذكره الفقيو علي‪ .‬كضعف اإلماـ كبلـ الفقيو علي إذا لم يكن تابعا لقربة‪( .‬شامي)‪( .‬قرز)‬
‫(*) نحو أف تجرم عليهم نائبة فيجتمعوا لبلشتوار فيها فأشبو النوافل‪ .‬اف‬
‫(‪ )4‬سد خلة الفقير (*) قاؿ في (شرح الفتح)‪ :‬كلو كانت المصلحة خاصة‪ ،‬كاالستظبلؿ‪ ،‬كالتركح‪.‬‬
‫كالمذىب خبلفو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كالفرؽ بين ىذا كبين ما تقدـ في أكؿ الكبلـ في قولو‪" :‬إذا لم يستلزـ" الخ أنو ىناؾ مقطوع بفعل‬
‫ما ال يجوز مبلزمتو الطاعة‪ ،‬بخبلؼ ىذا فمجوز فقط‪( .‬لفظا)‬

‫(‪)78/0‬‬

‫_____________________________‬

‫الثاني‪ :‬مما ليس مقصودا دخوؿ المسجد من أجلو‪ ،‬كإنما دخل للطاعة‪ ،‬كعرض فعلو قبل فعلها‪ ،‬نحو ما‬
‫يقع من المنتظر للطاعة فيو من اضطجاع أك اشتغاؿ فيما يعود عليو نفعو‪ ،‬من مباح كخياطة كنحوىا‪ ،‬فإف‬
‫ذلك معفو أيضا‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬مما تدعو الضركرة (‪ )7‬إليو من اشتغاؿ بالمباحات(‪ )0‬نحو نزكؿ رجل من المسلمين(‪ )3‬فيو‬
‫ألنو ال يجد مكانا‪ ،‬كالقعود لحاجة(‪ )4‬خفيفة‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كالمضطر الذم يجوز لو النوـ (‪ )5‬في المسجد ىو من ال يجد كراء‪،‬‬
‫كالشراء‪ ،‬كال عارية ليس فيها منة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا عندنا ضعيف؛ ألنو إذا حاز الوقوؼ جاز النوـ‪ ،‬فالبلئق أف يقاؿ‪ :‬يجوز‬
‫لمن ال يجد غيره )(‪ ()6‬ملكا لو‪ ،‬أك مباحا)(‪ ()7‬ػ كاهلل أعلم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كمن جاز لو الوقوؼ في المسجد لضركرة‪ ،‬أك طاعة ػ جاز لو األكل فيو؛ ألف األكل على حسب‬
‫إباحة الوقوؼ فيو‪ ،‬فبل يجوز ألىل البلد أف يأكلوا مع ضيف المسجد‪ ،‬كإف جرت بو عادة‪ ،‬ما لم يقترف‬
‫بمصلحة دينية‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬الدينية‪.‬‬
‫(‪ )3‬فائدة) من كفد إلى ناحية كمعو بهيمة من أتاف أك غيرىا‪ ،‬كىو يخشى على نفسو أك مالو‪ ،‬كلم يجد‬
‫موضعا يقف فيو‪ ،‬كال بهيمتو‪ ،‬كال لهما جميعا ػ فلو أف يدخلها المسجد‪ ،‬كلو تنجس‪ ،‬كعلى المتولي‬
‫األصبلح‪ ،‬كعليو األجرة (‪( .)7‬سماع إماـ) (قرز) [(‪)7‬كأرش النقص إف حصل‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )4‬ىذه عبارة (اللمع) كىو يقاؿ‪ :‬إف كانت مما تعلق بو القربة جاز‪ ،‬كإال فبل‪( .‬كواكب) (قرز)‬
‫(‪ ) 5‬أما لو كاف النائم فيو يقوـ ألداء صبلة أك عبادة ال يتهيأ لو مثلو في غيره جاز‪ .‬كمثلو في (البياف)‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )6‬من قبل نزكلو‪ ،‬كال يجب عليو الشراء‪ ،‬كال الكراء مطلقا‪( .‬لمعة)‪ ،‬فإف حصل الملك‪ ،‬أك المباح بعد‬
‫الدخوؿ كجب عليو الخركج‪( .‬قرز) (*) ألف كفد ثقيف كانوا يقدركف على الكراء‪ ،‬ككذلك رسوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كلم ينقل أنو طلب لهم الكراء قبل إنزالهم في المسجد‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )7‬يليق بو‪( .‬قرز) ]‬

‫(‪)79/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيحرـ البصق))(‪ ()7‬كىو الرمي بالريق (فيها))(‪ ()0‬أم‪ :‬في المساجد‪ ،‬كاألصل فيو قولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪(:‬إف المسجد لينزكم (‪ )3‬من النخامة كما تنزكم الجلدة من النار) كعن القاسم‪ :‬يجوز إذا‬
‫كاف فيو رمل كيدفنها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ككذا يكره في الماء الصافي [كالبزؽ‪( .‬قرز) كلو إلى ثوبو ] [كيحرـ تعمد الفساء في المسجد‪،‬‬
‫ذكره في (البرىاف) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬يحرـ إذا حصل منو أذية ألىل الطاعات في المسجد‪ .‬كركل‬
‫السيد محمد بن عز الدين (المفتي) جواز التريح في المسجد؛ حيث ال يؤذم كالنائم ]‬
‫[(مسألة) كيكره فيها سل السيوؼ كنحوىا‪ ،‬كرفع األصوات بغير القراءة (‪ )7‬كالذكر‪ ،‬ككذا كتابة األشعار‬
‫في جدرىا‪ ،‬كتعليق الخيوط (‪ )7‬في جدرىا كأبوابها‪ ،‬كتعليق أكراؽ الحج(‪ )0‬كنحوىا فيها‪ ،‬كاستبلـ‬
‫أحجارىا‪ .‬ذكر ذلك كلو في (االنتصار)‪( .‬بياف بلفظو) [*ككذا بالقراءة إذا كاف يشغل المصلي؛ ألف حقو‬
‫أسبق ][(‪ )7‬إذا كاف على جهة اإلستعماؿ فيحرـ‪( .‬بستاف)‪( .‬قرز) ][(‪ )0‬أما ىذا فيحرـ ألنو استغبلؿ‪.‬‬
‫(قرز) كىي باقية على ملك مالكها‪( .‬قرز) ]‬
‫كيكره إنشاد الضالة لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬إذا رأيتم من يبتاع أك يشترم في المسجد فقولوا‪:‬‬
‫ال أربح اهلل تجارتك‪ ،‬كإذا رأيتم من ينشد ضالة فقولوا‪ :‬ال ردىا اهلل عليك) (بستاف بلفظو)‬
‫(‪ )0‬ككذا قطعو بالحصاة كنحوىا‪( .‬كواكب) (قرز)‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬ينقبض كيجتمع‪ .‬ذكره في (النهاية) ك(شمس العلوـ) كقيل‪ :‬المراد أىل المسجد‪ ،‬كىم‬
‫المبلئكة‪ .‬كفي حديث آخر (ليعلم الذم يتنخم في المسجد أنو يبعث يوـ القيامة كىي في كجهو)‪.‬‬
‫(بستاف) (*) كركم أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم حك نخامة في جدار المسجد بعرجوف من النخل‪،‬‬
‫كعصر العبير كلطخها بو‪ .‬كالعبير‪ :‬أخبلط من الطيب كالزعفراف‪( .‬شرح أثمار)‬

‫(‪)02/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يحرـ أيضا البصق(‪( )7‬في ىوائها)(‪ )0‬أم‪ :‬في ىواء المسجد‪ ،‬كلو لم يقع عليها بل نفذىا؛ ألف‬
‫حرمة المسجد(‪ )3‬من الثرل إلى الثريا‪ ،‬فما حرـ في قراره حرـ في ىوائو‪.‬‬
‫(ك) يحرـ أيضا (استعمالو)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) كتجوز التهوية في المسجد في ثبلثة مواضع‪ .‬األكؿ‪ :‬انتهاب النثار‪ .‬الثاني‪ :‬إذا احتاج‬
‫المسجد إلى تنظيفو بالنفض المعتاد‪ ،‬أك كنسو‪ ،‬أك تجصيصو‪ .‬الثالث‪ :‬إذا أراد المصلي أف يضع ثوبو‬
‫مسجدا‪ ،‬أك نحو ذلك [مستقيم في النثار‪ ،‬كإذا احتاج إلى النفض أك غيره إال في ثياب المصلي]‬
‫[ككجو التشكيل في الثياب ػ أنو ال يعفى مع التهوية‪ ،‬كأما من دكف تهوية فيجوز‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬غالبا) احتراز من النثار فإنو يجوز كلو حصلت التهوية بو‪ ،‬كىو بدليل خاص فيقر حيث كرد‪)*( .‬‬
‫قاؿ في (بعض شركح األزىار)‪ :‬فلو كاف فيو طاقة أك شباؾ لم يجز البصق فيو‪ ،‬كقد اعتاد كثير من الناس‬
‫في كثير من مساجد صنعاء‪ ،‬كىو فعل قبيح يجب النهي عنو؛ ألف جدار المسجد من جملتو‪ .‬قلت‪ :‬إف‬
‫كاف داخبل في المسجد حرـ‪ ،‬كإال فبل‪( .‬مفتي) إذ األصل عدـ التسبيل‪ ،‬كىذا إذا لم يحصل تهوية من‬
‫داخل المسجد‪ ،‬كإال حرـ‪( .‬قرز) [كقرر سيدنا زيد التحريم مطلقا؛ ألنها غير موضع لذلك ]‬
‫(‪ )3‬كالقبر الوقف‪ ،‬كالطريق‪[ .‬الثرل‪ :‬التراب الندم‪ ،‬كالمراد األرضوف السبع‪( .‬جبللين) أم‪ :‬ما تحت‬
‫السطح ػ كفي (االنتصار)‪ :‬الطبقة الترابية من األرض‪ ،‬كآخر طبقاتها ]‬
‫(‪ )4‬ظاىره كلو لمن قد جاز لو الوقوؼ ألم الثبلثة المذكورة في صورة (غالبا)]‪.‬‬
‫(*) فأما تعليق األثواب‪ ،‬كالمحبرة‪ ،‬ككضع النعل حيث ال يشغل المصلي لمن أبيح لو الوقوؼ‪ ،‬ككذا‬
‫كضع الجرة في طاقة المسجد‪ ،‬أك في جانب منو ال يشغل المصلي فجائز‪ .‬فأما تضحية الثياب على‬
‫سطحو فبل تجوز‪ ،‬كأما في جانبو على الجدار الخارج فبل بأس فيو؛ ألف جدار المسجد ليس منو‪( .‬زنين)‬
‫(قرز)‬
‫(*) كأما حكم جدار المسجد ػ فإف سبلت العرصة كعمر من داخلها ػ فهو من المسجد‪ ،‬كإف عمر من‬
‫خارج العرصة المسبلة فليس من المسجد‪ ،‬كإف عمر قبل التسبيل‪ ،‬أكالتبس فليس من المسجد‪( .‬قرز)‬
‫(*)[كال يجوز كضع أخشاب لو‪ ،‬كال حبو فيو‪ ،‬كيجب إخراج ذلك كإزالتو؛ ليكوف فارغا للصبلة‪ ،‬كالذكر‪.‬‬
‫(بستاف) (قرز)]‬

‫(‪)07/0‬‬

‫_____________________________‬

‫أم‪ :‬استعماؿ الهواء إما بمد عركش عليو‪.‬‬


‫قاؿ بعض المتأخرين‪ )7(:‬أك مد ثياب على سطحو(‪.)0‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىو قوم‪ ،‬فبل يجوز في ىوائو شيء من االستعماالت (‪()3‬ما عبل) أم‪ :‬ما ارتفع‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم لما كاف بعض الصبلة قد تكوف في غير المساجد أفضل‪ ،‬ككاف عموـ كبلمنا آنفا‬
‫ال يفيد ذلك أشرنا إليو بقولنا‪( :‬كندب) للمصلي نافلة (‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬السيد داكد بن حمدين‪ ،‬كقبره في ثبل‪.‬‬
‫(‪ )0‬كأما المشي على جدار المسجد فاألقرب أنو ال يحرـ؛ إذ المسجد إنما سبل للصبلة‪ ،‬كالجدار لم‬
‫يسبل لها بل لحجز الداخل إلى موضعها فبل يحرـ إال قراره كسطوحو‪ .‬كألنو مضاؼ إليو‪ ،‬كالمضاؼ غير‬
‫المضاؼ إليو‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )3‬إال أف يدخل االستعماؿ اليسير تبعا للصور المستثناة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ككذا سائر الطاعات‪ :‬الصدقة‪ ،‬كالقراءة كغيرىا كالصياـ‪( .‬قرز) (*) كأما الفريضة فالتظهر بها‬
‫أفضل؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال غمة في فرائض اهلل) لئبل يتهم‪ ،‬كدفع التهمة عن النفس‬
‫كاجب‪ ،‬كما كجدفي نفسو من الرياء فعليو مدافعة النفس لئلجماع؛ ألف إظهار الفرائض مشركع‪ )*( .‬غير‬
‫ذكات األسباب فإنو يندب فيو التجميع‪ ،‬كقد ذكره في (الغيث)‪.‬‬

‫(*) (اعلم أف أقساـ الرياء خمسة) األكؿ‪ :‬أف ال يفعل الطاعة إال أف يحضره أحد كإال ترؾ‪ .‬الثاني‪ :‬أف‬
‫يفعلها كاملة بين الناس ناقصة في الخبلء‪ .‬الثالث‪ :‬أف يفعلها كاملة فيهما‪ ،‬كيحدث بها الناس‪ .‬الرابع‪:‬‬
‫أف يفعلها كاملة‪ ،‬كال يحدث بها أحدا‪ ،‬لكن يريد أف يمدح عليها‪ .‬الخامسة‪ :‬أف ال يريد أف يمدح عليها‪،‬‬
‫لكن إذا مدح فرح‪ .‬من (بداية الهداية البن بهراف)‬

‫(‪)00/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(توقي مظاف الرياء)(‪ )7‬كىي حيث يجتمع الناس من المساجد كغيرىا؛ لما تقدـ من األثر في الصبلة‬
‫في البيت المظلم حيث ال يراه أحد إال‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ما زاد من الخشوع على ما في القلب فهو رياء) كعنو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪( :‬إذا كاف يوـ القيامة نادل مناد أين المرآكف ? أين المخلصوف ? قوموا ىاتوا‬
‫أعمالكم‪ ،‬كخذكا أجركم من سيدكم‪ ،‬ثم ال يصيب المرائي من عملو شيئا إال حسرة كندامة كشغبل) ثم‬
‫قاؿ‪( :‬يا ابن آدـ اإلخبلص األخبلص‪ ،‬فإف العبد ينجو يوـ القيامة باإلخبلص)‪( .‬شرح تكملة)‬
‫(*) قولو عليو السبلـ‪":‬كندب توقي مضاف الرياء" كهلل در الحسن كالحسين حيث يقوؿ‪ :‬كاهلل لقد أدركنا‬
‫أقواما ماكاف على كجو األرض من عمل يقدركف على أف يعملوه في السر فيكوف عبلنية أبدا) كقولو‬
‫تعالى‪{ :‬كال تجهر بصبلتك كال تخافت بها} يقتضي أف العدؿ في القراءة ىو المشركع في أحد‬
‫الوجهين‪ ،‬كأف رفع الصوت في حق من ال يخاؼ ذلك؛ ألف العمل فيو أكثر‪ ،‬كلتعدية فائدتو إلى غيره‪،‬‬
‫خصوصا حيث كاف قدكة‪ ،‬فيشملو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من سن سنة حسنة) كلما في ذلك‬
‫من جمع الهمة‪ ،‬كطرد النوـ‪ ،‬كفي الحديث‪( :‬خير الذكر الخفي؛ ألنو إذا خفي على الخلق كاف أعوف‬
‫على صفاء اإلخبلص‪ ،‬كأمن ضرر الناس حتى يحذر من اطبلع الخلق على طاعتو‪ ،‬كما يخاؼ أف يطلع‬
‫على معصيتو‪ ،‬إال من تحقق االخبلص لمواله‪ ،‬كتعهد لنفسو‪ ،‬كخالف عقلو ىواه‪ ،‬ليملك فيو قلبو نطر‬
‫المحق‪ ،‬فعند ذلك يظهر طاعتو ألجل االقتداء بو؛ كما قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم ألبي بكر‪( :‬ارفع‬
‫قليبل) كلعمر‪(:‬أخفض قليبل) كقد يخفيو عن أىلو؛ لئبل يطلع عليو سول المولى‪ ،‬كلذا قاؿ أبو‬
‫بكر‪":‬أتسمع ما أناجي " كقد قالت عائشة‪" :‬الذم ال يعلمو المبلئكة من الحفظة يفضل على غيره‬
‫بسبعين ضعفا) فالنيات مطيات األعماؿ‪ ،‬فحيث رفع صوتو كنحو ذلك لذلك القصد فطاعة مقبولة إف‬
‫شاء اهلل تعالى‪ ،‬كسيأتي‪( .‬شرح تكملة للمفتي رحمو اهلل)‬

‫(‪)03/0‬‬

‫_____________________________‬

‫اهلل عز كجل‪.‬‬
‫(اعلم) أنو ال يخلو إما أف يجد المتنفل مسجدا خاليا‪ ،‬أك مكانا فيو خاليا‪ ،‬أك ال يجد‪ ،‬إف كجد فهي في‬
‫المسجد الذم ىو كذلك أفضل‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كال أحفظ فيو خبلفا‪.‬‬
‫كإف لم يجد إال مسجدا مدخوال في حاؿ تنفلو فاختلف فيو على أقواؿ ػ األكؿ ألبي حنيفة‪ :‬أنها في‬
‫البيوت أفضل‪ .‬كظاىره كلو كاف ممن يأمن الرياء‪.‬‬
‫القوؿ الثاني للمنصور باهلل‪ :‬أف ركاتب الفرائض من النوافل في المساجد أفضل‪ ،‬كسائر النوافل في‬
‫البيوت أفضل‪.‬‬
‫القوؿ الثالث حكاه بعض معاصرينا(‪ )7‬للمذىب‪ :‬أنها في المساجد أفضل (‪ )0‬كظاىره اإلطبلؽ(‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الفقيو يوسف‪.‬‬
‫(‪ )0‬كقواه (المفتي) ك(الشامي) ك(عامر) كإال لزـ االقتصار على الواجب‪ ،‬كال قائل بو‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإف قلت‪ :‬فلو لم يأمن الرياء في الفركض أيضا‪ ،‬ككجد في نفسو الرياء‪ ،‬ىل تكوف في البيوت‬
‫أفضل أـ ال ? قلت‪ :‬األقرب أف ذلك ال يقتضي أف فعلها في البيوت أفضل‪ ،‬بل تصلى في المسجد‪،‬‬
‫كعليو مدافعة النفس؛ ألنا إذا جعلنا خوؼ الرياء عذرا في ترؾ األفضل لزـ من ذلك ترؾ كثير من‬
‫الطاعات لخشية الرياء‪ ،‬كقد كرد أف ترؾ الطاعات لخشية الرياء رياء‪ ،‬كلقد كقفت على كبلـ لبعض‬
‫العلماء‪ ،‬كذلك في بعض كتب الزىد على أف األكلى على من خشي على نفسو الرياء في فعل الطاعة أف‬
‫يفعلها‪ ،‬كيدفع نفسو‪ ،‬كالحجة على ذلك قوية؛ ألف ذلك لو كاف عذرا لتسلسل إلى ترؾ الفرض‪ ،‬كلوال‬
‫خشية اإلطالة ال ستوفيت االحتجاج‪( .‬غيث)‬

‫(‪)04/0‬‬

‫_____________________________‬

‫القوؿ الرابع ذكره بعض متأخرم المذاكرين(‪ )7‬كىو أف المتنفل إذا لم يأمن على نفسو الرياء فهي في‬
‫الخلوات أفضل‪ ،‬كإف أمن فهي في المساجد أفضل سيما إذا كاف يقتدل بو‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬إف لم يكن يقتدل بو فالخلوة أرجح؛ ألف النفس طموح‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كلهذا قلنا‪( :‬إال من أمنو) أم‪ :‬أمن الرياء (كبو يقتدل) فإف األرجح لو اإلظهار‪ ،‬كعلى ذلك يحمل‬
‫ما كرد في األثر من أف (صبلة الجهر(‪ )0‬تزيد على صبلة السر سبعين ضعفا) كذلك ألنو يثاب على‬
‫الصبلة‪ ،‬كعلى قصد الهداية لغيره‪ ،‬كتعريو عن محبطات العمل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الفقيو يحيى بن أحمد‪ .‬كالفقيو محمد بن يحي] كلعلو يفرؽ بين كبلـ الفقيو محمد بن يحى‪ ،‬ككالده‬
‫الفقيو يحيى بن أحمد‪ ،‬كبين كبلـ اإلماـ عليو السبلـ‪ :‬أف الفقهاء قالوا‪ :‬سيما إذا كاف يقتدل بو‪ .‬كاإلماـ‬
‫جعلو شرطا‪ )*( .‬إف أمن الرياء‪ ،‬كبو يقتدل‪( .‬فائدة) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬قد يحسن من العبد إظهار الطاعة‬
‫بوجو يقتضي الحسن‪ .‬منها‪ :‬أف يكوف ممن يقتدل بو‪ ،‬فيكوف ذلك من باب األمر بالمعركؼ‪ .‬كمنها‪ :‬أف‬
‫يكوف متهما‪ ،‬فيدفع عن نفسو التهمة بإظهار كثرة الطاعة؛ ليكوف في ذلك زكالها‪ ،‬أك تقليلها‪ ،‬كذلك‬
‫بمنزلة النهي عن المنكر‪ .‬كمنها‪ :‬أف يكوف في إظهاره تأكيدا لصحة توبتو عند من كاف اطلع منو على‬
‫معصية قبل التوبة‪ .‬كمنها‪ :‬أف يكوف ممن يدعو الناس إلى إقامة الحق‪ ،‬كبإظهار الطاعة الكثيرة يكوف‬
‫أقرب إلى إقامة الحق كإماتة الباطل فإنو يجرم مجرل األمر بالمعركؼ الخ ما ذكره عليو السبلـ من‬
‫معنى ذلك‪( .‬نجرم بلفظو)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬المظهرة‪.‬‬

‫(‪)05/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كحقيقة اإلخبلص(‪ )7‬ىو أف يفعل الطاعة‪ ،‬أك يترؾ المعصية للوجو المشركع(‪)0‬غير‬
‫مريد للثناء(‪ )3‬على ذلك‪ ،‬فهذا ىو المخلص‪ ،‬كإف لم يكره الثناء(‪.)4‬‬
‫كالرياء‪)5(:‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفي الحديث (لكل حق حقيقة‪ ،‬كما بلغ أحد حقيقة اإلخبلص حتى ال يحب أف يحمد على شيء‬
‫من عملو‪ ،‬فقد ركم عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪( :‬سألت ربي عن اإلخبلص ما ىو ?‬
‫فقاؿ‪ :‬سر من أسرارم‪ ،‬أستودعو قلب من أحببت من عبادم) (صعيترم)]‬
‫(‪ )0‬الواجب لوجوبو‪ ،‬كالمندكب لندبو‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال طلب منفعة دنيوية‪.‬‬
‫(‪ )4‬أك طلب منفعة دنيوية‪.‬‬
‫(‪ )5‬قاؿ بعض العارفين‪ :‬أما االلتفات إلى غير اهلل في أصل الداعي الباعث على العمل فبل رخصة فيو‪،‬‬
‫كأما حب الثناء على العمل المخلص هلل بعد أف عمل خالصا لوجهو الكريم فبل بأس‪ ،‬كفي حديث قيس‬
‫بن بشر الثعلبي عن أبي الحنظلة‪ ،‬كفيو قصة‪ ،‬كفيها‪ :‬أف رجبل من المسلمين طعن رجبل‪ ،‬فقاؿ‪ :‬خذىا‪،‬‬
‫كأنا الغبلـ الغفارم‪ .‬فقاؿ قائل‪ :‬قد أبطل أجره‪ .‬فسئل النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم ? فقاؿ‪( :‬سبحاف‬
‫اهلل‪ ،‬ال بأس أف يؤجر‪ ،‬كيحمد) فسر أبو الدرداء بذلك‪ ،‬كجعل يرفع رأسو كيقوؿ‪ :‬أنت سمعتو من رسوؿ‬
‫اهلل ‪ ،‬كيقوؿ‪ :‬نعم‪ .‬أخرجو أبو داكد‪.‬‬

‫كمنو‪ :‬الخيبلء عند لقاء العدك‪ ،‬كعند الصدقة‪ ،‬كقد رخص اهلل في ذلك حيث قاؿ‪{:‬كأخرل تحبونها }‬
‫كمن خط السيد محمد بن إبراىيم على حديث أبي ىريرة (أف رجبل قاؿ‪ :‬يارسوؿ اهلل إف رجبل يريد‬
‫الجهاد في سبيل اهلل‪ ،‬كىو يبتغي عرضا من عركض الدنيا ? فقاؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال‬
‫أجر لو) فأعظم ذلك الناس‪ ،‬فقالوا للرجل‪ :‬عده لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬فلعلك لم‬
‫تفهمو‪ ،‬فعاد‪ ،‬كذكر الحديث‪ .‬كركاه أبو داكد في مسندة أبي مكرز‪ .‬قاؿ الذىبي‪ :‬ال يعرؼ [أم‪:‬‬
‫مجهوؿ] كقد أجمع العلماء على جواز الجمع بين الحج كالتجارة‪ ،‬كالجمع بين إرادتيهما‪ ،‬كنزلت في‬
‫ذلك {ليس عليكم جناح أف تبتغوا فضبل من ربكم} كركاه البخارم‪ ،‬كأبو داكد من حديث ابن عباس‪،‬‬
‫كنحو ذلك‪ ،‬قولو‪{ :‬كأخرل تحبونها نصر من اهلل} اآلية‪ ،‬كأصرح من ذلك قولو تعالى‪{ :‬كمن الناس من‬
‫يقوؿ ربنا آتنا في الدنيا حسنة كفي اآلخرة حسنة} فبل حرج إذا أراد العبد من ربو خير الدارين‪ ،‬كإنما‬
‫القبيح إذا أراد غير اهلل‪ ،‬كالتفت إلى غير اهلل من حب الثناء‪ ،‬ككاف ذلك داعيا لو في أصل عملو‪ .‬من‬
‫(شرح تكملة األحكاـ من فصل الرياء)‬

‫(‪)06/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ىو أف يريد الثناء في فعل الطاعة‪ ،‬أك ترؾ معصية أك مكركه‪.‬‬


‫(باب األكقات)(‪)7‬‬
‫(إختيار الظهر) (‪ )0‬أم‪ :‬الوقت الذم ضرب لتأدية صبلة الظهر مقدر (من الزكاؿ) (‪ )3‬أم‪ :‬زكاؿ‬
‫الشمس‪ .‬كعبلمتو زيادة ظل كل منتصب في ناحية المشرؽ بعد تناىيو في النقصاف‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ىكذا جاء في كبلـ أىل المذىب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (الهداية)‪ :‬كىي حمسة‪ .‬قاؿ في (الجامع)‪ :‬أجمع علماء آؿ الرسوؿ صلوات اهلل عليهم‬
‫كسبلمو‪ ،‬كعلماء األمة على أف للصلوات الخمس حمسة مواقيت إال من علة أك عذر فثبلثة مواقيت‬
‫فقط‪ ،‬كما يقولو بعضهم‪( .‬شرح الهداية) (*) كالدليل عليو من الكتاب قولو تعالى‪{ :‬إف الصبلة كانت‬
‫على المؤمنين كتابا موقوتا} كمن السنة قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬أتاني جبريل عليو السبلـ عند‬
‫باب البيت مرتين‪ ،‬فصلى بى الظهر حين زالت الشمس‪ ،‬كصلي بي العصر حين صار ظل كل شيء مثلو‪،‬‬
‫كصلي بي المغرب حين يفطر الصايم‪ ،‬كصلي بي العشاء عند ذىاب الشفق األحمر‪ ،‬كصلى بى‬
‫الفجرحين حرـ الطعاـ كالشراب على الصائم‪ ،‬ثم عاد في الغد فصلى بى الظهر حين صار ظل كل شيء‬
‫مثلو‪ ،‬كصلى بي العصر حتى صار ظل كل شيء مثليو‪ ،‬كصلى بى المغرب كصبلتو باألمس‪ ،‬كصلى بي‬
‫العشاء حين ذىب ثلث الليل‪ ،‬كصلى بى الصبح حين كادت الشمس تطلع‪ ،‬ثم قاؿ‪ :‬يا محمد الوقت‬
‫فيما بين ىذين الوقتين لك كألمتك)‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )0‬لما كاف الظهر أكؿ صبلة ظهرت‪ ،‬كقد بدأ اهلل بها في قولو‪{:‬أقم الصبلة لدلوؾ الشمس } اآلية‬
‫ككانت أكؿ صبلة علمها جبريل النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم فحسن اإلبتداء بها‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالزكاؿ عبارة عن انحطاط الشيء من االرتفاع في الفلك‪ )*( .‬قاؿ الفقيو يوسف في عبلمتو‪ :‬ميل‬
‫ظل الشمس إلى الجانب األيمن ممن يستقبل القبلة‪( .‬ىداية)[ىذا في من كاف في الجنوبية من الكعبة]‪.‬‬

‫(‪)07/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كاختلف المتأخركف في تفسيره ػ فقيل‪ )7(:‬المراد زيادة الظل(‪ )0‬إلى ناحية المشرؽ بعد تناىيو في‬
‫النقصاف من جهة المغرب‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كفي ىذا ضعف؛ ألنو لو أريد ذلك كاف يكفيو أف يقوؿ‪ :‬زيادة ظل كل منتصب في‬
‫ناحية المشرؽ‪ ،‬كال يحتاج إلى قولو‪ :‬بعد تناىيو في النقصاف‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬المراد بعد تناىيو في النقصاف من ناحية الشاـ‪ ،‬كذلك في الشتاء فحسب(‪)3‬؛ ألف الشمس فيو‬
‫تكوف في جهة اليمن‪ ،‬كالظل إلى نحو الشاـ‪ ،‬فكيفما ارتفعت الشمس(‪ )4‬نقص الظل حتى تستوم‬
‫الشمس‪ ،‬كفي حاؿ نقصانو ينتقل الظل إلى المشرؽ‪ ،‬فعند ميل الشمس إلى المغرب يزيد الظل في‬
‫ناحية المشرؽ؛ ألنو قد انتقل إليها‪ .‬كنظر ذلك‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬من كجهين أحدىما‪ :‬أف المراد ذكر عبلمة الزكاؿ في كل كقت‪ ،‬كىذا الذم ذكر‬
‫يختص الشتاء‪ .‬كالوجو الثاني‪ :‬ذكره في الغيث)(‪.()5‬‬
‫كقيل‪ :‬المراد بعد تناىيو في النقصاف من ناحية المشرؽ أيضا‪ ،‬كأف جهة الزيادة كالنقصاف كاحدة‪ ،‬كذلك‬
‫ألنو ذكر)(‪ ()6‬أف الشمس عند زكالها يزيد الظل إلى ناحية المشرؽ‪ ،‬ثم يقهقر فينقص‪ ،‬ثم يزيد بعد‬
‫القهقرل‪ ،‬فالزيادة األكلى ال عبرة بها ألنها تنقص بعد‪ ،‬كإنما عبلمة الزكاؿ بعد ذلك النقصاف‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صاحب القيل المؤيد باهلل‪ .‬كقيل‪ :‬األمير الحسين‪ .‬كقيل‪:‬الفقيو حسن‪ .‬كقيل‪ :‬لمحمد بن الهادم بن‬
‫اإلماـ يحيى بن حمزة عليهم السبلـ]‪.‬‬
‫(‪ )0‬كلو بقدر الشراؾ‪ .‬كفي (زكائد اإلبانة)‪ :‬كلو بقدر مربض عنزة‪ .‬كقيل‪ :‬مقدار ذراع‪( .‬شرح الهداية)‬
‫(‪ )3‬ىذا ىو الظاىر من العبارة‪ ،‬كإف كاف يختص ذلك بالشتاء‪ .‬فتأمل‬
‫(‪ )4‬ألف السماء كالقبة‪ ،‬تطلع الشمس من أطرافها كل ما ارتفعت تناقص الظل‪ ،‬حتى إذا صارت في كبد‬
‫السماء تناىى تناقصو‪ ،‬فإذا أخذت في االنحطاط زاد الظل إلى المشرؽ‪ ،‬كذلك ىو الزكاؿ‪.‬‬
‫(‪ )5‬كىو أنو ال فرؽ بين ظل المغرب‪ ،‬كظل الشاـ في أنو أغنى عنو قولو‪" :‬زيادة ظل كل منتصب"‪.‬‬
‫(‪ )6‬أم‪ :‬صاحب ىذا القوؿ‪.‬‬

‫(‪)08/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقد حكى بعض معاصرينا )(‪ ()7‬عن بعض الثقات أنو رصد الشمس عند زكالها‬
‫فوجدىا كذلك‪ ،‬كىذا إف صح ىو المبلئم للكبلـ إال أف في ذلك إشكاال من كجوه ثبلثة ذكرىا عليو‬
‫السبلـ في الغيث )(‪ ()0‬ثم قاؿ في آخر كبلمو عليو السبلـ‪ :‬فاألكلى حمل الكبلـ على ما ذكره أىل‬
‫القوؿ األكؿ‪ ،‬كىو أف المراد بعد تناىيو في النقصاف من جهة المغرب؛ ألنو الظاىر)(‪.()3‬‬
‫قاؿ‪ :‬كأبلغ ما يكوف أف يتضمن تكرارا من جهة المعنى‪ ،‬فذلك كاقع في كثير من الكبلـ‪ ،‬إما لزيادة في‬
‫إيضاح‪ ،‬أك للتقرير في الذىن‪ ،‬أك غيرىما )(‪.()4‬‬
‫(نعم) فوقت اختيار الظهر ممتد من الزكاؿ (كآخره مصير ظل الشيء) المنتصب (مثلو) سول فيء‬
‫الزكاؿ )(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الفقيو يوسف ذكر أنو كجده في بعض كتب الحنفية‪ .‬كقيل‪ :‬عن السيد محمد بن الهادم بن اإلماـ‬
‫يحيى بن حمزة عليو السبلـ المقبورفي القبة المعركفة في ثبل كقيل إبراىيم بن علي العراكل‪( .‬زىور) كىو‬
‫مقبور بمسجد الشيخ بمحركس صنعاء‪ .‬كقيل‪ :‬إبراىيم الكينعي‪.‬‬
‫(‪ )0‬أحدىا‪ :‬أف ذلك من أعمدة الدين‪ ،‬كلم يذكره أىل األصوؿ‪ .‬الثاني‪ :‬أف أىل الفلك لم يذكركه مع‬
‫أنهم ذكركا ما ىو أغمض منو‪ .‬الثالث‪ :‬أنو قاؿ‪ :‬بعد تناىيو في النقصاف‪ ،‬كلم يحصل علم التناىي‪.‬‬
‫(غيث)‬
‫(‪ )3‬ال يبعد أف يقاؿ‪ :‬بعد تناىيو في النقصاف من ناحية المغرب؛ كذلك ألف معنى التناىي في النقصاف‪:‬‬
‫انعداـ الظل بالكلية‪ ،‬كتكوف فائدة ىذا القيداالحتراز عن الزيادة الحاصلة بعد الزيادة األكلى‪ ،‬أعنى‪ :‬التي‬
‫ليست عقيب االنعداـ‪ ،‬فإف تلك الزيادة ليست عبلمة للزكاؿ‪.‬‬
‫(‪ )4‬االحتياط لضعف التعويل على القرينة‪.‬‬
‫(‪ )5‬قاؿ في (الديباج) ما لفظو‪":‬كيسمى الظل الذم يطرد الشمس فيئا‪ ،‬كىو ما كاف من انتصاؼ النهار‬
‫إلى الغركب‪ ،‬كيسمى ما طردتو ظبل‪ ،‬كىو ماكاف منو إلى كقت الزكاؿ‪ ،‬كإف سمي أحدىما باسم اآلخر‬
‫كاف تسامحا‪.‬‬

‫(*) قاؿ في كتاب (الرسوخ في علم الناسخ كالمنسوخ) لعبد القاىر البغدادم في تفسير قولو تعالى‪:‬‬
‫{يسألونك عن األنفاؿ}‪ :‬كالضرب الثاني في معنى الفيء في اللغة الرجوع‪ ،‬كلذا قيل للظل بعد نصف‬
‫النهار‪ :‬فيئا؛ ألنو فاء‪ ،‬أم‪ :‬رجع من جانب إلى جانب‪ ،‬كلهذا قيل للماؿ الراجع من كافر إلى مسلم‪:‬‬
‫فيئا‪ .‬قاؿ ابن قيس‪ :‬يتوىم الناس أف الفيء كالظل بمعنى‪ ،‬كليس كذلك‪ ،‬بل الظل يكوف غدكة كعشية‪،‬‬
‫من أكؿ النهار إلى آخره‪ ،‬كأما الفيء فبل يكوف إال بعد الزكاؿ‪ ،‬كال يقاؿ لما قبل الزكاؿ‪ :‬فيئا‪ ،‬كإنما قيل‬
‫لما بعد الزكاؿ فيئا؛ ألنو ظل فاء من جانب إلى جانب‪ ،‬أم‪ :‬رجع‪.‬‬
‫(*) كىو الذم يكوف عند الزكاؿ‪( .‬بياف) كىو يبقى في ظل أكؿ النهار عند استواء الشمس في كبذ‬
‫السماء‪( .‬إيضاح) كأقلو اخضرار الجدار‪ ،‬كأكثره خمسة أقداـ كنصف‪( .‬كواكب) (*) اعلم أف ذلك‬
‫يحتاج إلى معرفة النجوـ التي بتعلق بها معرفة األكقات‪ ،‬كىي ثمانية كعشركف منزلة‪ ،‬فنجوـ الزيادة اآلف‬
‫من (الجبهة) كآخرىا (النعايم) إحدل عشرة منزلة‪ ،‬كنجوـ النقصاف إحدل عشرة منزلة من (البلدة) إلى‬
‫(الدبراف) كنجوـ االستواء ست منازؿ من (الدبراف) إلى (الجبهة) كالزيادة كالنقصاف في كل منزلة نصف‬
‫قدـ‪ ،‬كغايةالزيادة في الظل‪ ،‬كذلك في كقوؼ الشمس في (النعايم) خمسة أقداـ كنصف‪ ،‬ككاف في‬
‫النسخة الخط األصل كبلـ طويل في ذكر النجوـ‪ ،‬كىو مخالف لما ىو مشاىد اآلف من أف الوقوؼ في‬
‫(البلدة) كأكؿ نجوـ الزيادة (الزبرة) ككاف ىذا مستقيما في الزماف القديم‪ ،‬كاآلف الوقوؼ في الشتاء في‬
‫(النعايم) كىو مشاىد‪ ،‬كأحسن كتاب في ىذا األكاف في علم األكقات (كنز النجاة في علم األكقات)‬
‫كىو لكاتبو (عبد الواسع الواسعي)‬

‫(‪)09/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(‪.‬‬
‫كاختلف في تقدير المثل في القامة ػ فقيل‪ :‬إذا بلغ الظل ستة أقداـ )(‪ ()7‬كنصفا سول القدـ التي قاـ‬
‫عليها فذلك قدر القامة‪.‬‬
‫كقاؿ أبو جعفر‪ :‬االعتبار بالمثل)(‪ ()0‬دكف األقداـ‪ ،‬كىذا ىو ظاىر المذىب فكأف األقداـ ليست إال‬
‫تقريبا‪ ،‬كذكر الناصر في كتابو الكبير(‪ :)3‬أنو يعتبر باألقداـ فكأنو جعلها تحقيقا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ككيفية القدـ‪ :‬أف يقدـ بقدمو اليسرل من الجانب األيمن في قدمو اليمني‪ ،‬فإف استقبل الظل فلعلو‬
‫يقدـ من حذاء نصف القدـ‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‪( .‬قرز) كلفظ (البياف) "من بين قدميو‪ .‬كقيل‪ :‬من‬
‫شق قدمو األيمن (فائدة) ككيفية ذرع الظل يكوف بأحد أمرين أف يستقبل الظل كيكوف ذرعو لو من نصف‬
‫قدـ‪ ،‬فيذرع بقدمو األيمن من عند أخمص قدمو اليسرل‪ .‬كاألمر الثاني‪ :‬أف يكوف الظل عن يمينو أك‬
‫يساره فيكوف الذرع بقدمو التي تلي الظل من أخمص األخرل‪ .‬كاألخمص ما دخل من باطن القدـ‪ ،‬كلم‬
‫يصب األرض‪ .‬من (بعض شركح الهداية) (*) بناء على الغالب‪ ،‬كإال فقد يكوف قدرىا سبعة أقداـ‪ ،‬كقد‬
‫يكوف نادرا ستة أقداـ‪ ،‬كالكل بالنظر إلى صاحب القامة‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيعتبر مصير ظل الشيء مثلو بإضافة فيء الزكاؿ إلى مقدار القامة‪ ،‬فإذا كاف فيء الزكاؿ خمسة‬
‫أقداـ كنصف‪ ،‬فمن قامتو ستة أقداـ كنصف فهو على اثني عشر قدما‪ ،‬كمن قامتو سبعة أقداـ فهو على‬
‫اثني عشر قدما كنصف‪ .‬ثم كذلك‪( .‬مقصد حسن لفظا) (قرز) (*) لكن يقاؿ‪ :‬قد يختلف ذلك بأف‬
‫تطوؿ قامة الرجل‪ ،‬كيصغر قدمو‪ ،‬أك العكس ? قاؿ في (اليواقيت)‪ :‬ال يعتبر بمن قامتو قصيرة مع طوؿ‬
‫قدمو‪ ،‬كال بمن قامتو طويلة مع قصر قدمو‪ ،‬كلكن بالخلق المعدكد في الغالب‪ ،‬كالغالب أف طوؿ صاحب‬
‫القامة بقدمو ستة أقداـ كنصف‪ ،‬كىكذا جاء عن علي عليو السبلـ‪ ،‬كىو يأتي سبعة أشبار بشبر صاحب‬
‫القامة كذلك‪( .‬مقصد حسن)‬
‫(‪ )3‬شرح اإلبانة‪.‬‬

‫(‪)32/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كفائدة الخبلؼ في من قدـ ستة أقداـ كنصفا ىل يصلي العصر من دكف نظر في مساكاة ذلك الظل‬
‫للقامة أك ال بد منو ? فمن اعتبر األقداـ قاؿ‪ :‬ما عليو إال ذلك‪ .‬كمن اعتبر المثل قاؿ‪ :‬عليو النظر في‬
‫المماثلة)(‪.()7‬‬
‫(ك) مصير ظل الشي مثلو سول فيء الزكاؿ (ىو أكؿ) كقت اختيار (العصر )(‪ ()0‬كآخره المثبلف) أم‪:‬‬
‫مثبل المنتصب(‪ )3‬سول فيء الزكاؿ‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬كأبو يوسف‪ ،‬كمحمد‪ :‬إف أكؿ اختيار العصر بعد أف يزيد الظل على المثل أدنى زيادة‪.‬‬
‫ك (ك) كقت االختيار (للمغرب) ابتداؤه (من رؤية كوكب ليلي)(‪ )4‬ال نهارم‪ ،‬كالنهارم(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو األصح‪ ،‬كالذم رأينا عليو مشائخنا اعتبار األقداـ‪ ،‬كالتفاكت بينها كبين المماثلة نادر‪ .‬كقرره‬
‫المتوكل على اهلل‪ ،‬كقد ركل في ذلك خبرا‪.‬‬
‫(‪ )0‬ىذا يدؿ على عدـ كقت المشاركة‪ .‬كقيل‪ :‬ال يدؿ؛ ألنو كقت للصبلتين على جهة البدؿ‪( .‬قرز)‬
‫[في حق المقيم‪ ،‬كحقيقة في حق المسافر]‪.‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ في (شرح ابن (بهراف) ما لفظو‪" :‬كلم يتعرض لذكر فيء الزكاؿ لعدـ الحاجة إليو؛ إذ ىو‬
‫حاصل قبل الزكاؿ إلى المشرؽ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أك ظهور القمر‪ .‬ذكره المؤيد باهلل في (البلغة)‪( .‬سماع المتوكل على اهلل) (*) لقولو تعالى‪{ :‬فلما‬
‫جن عليو الليل رأىكوكبا} جعل الكوكب عبلمة لدخوؿ الليل‪ ،‬كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال‬
‫صبلة حتى يطلع الشهاب) كركم (حتى يطلع الشاىد) (*) غير مرقوب‪( .‬ىبل) كقيل‪ :‬كلو مرقوبا‪ .‬كىو‬
‫ظاىر األزىار‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كالمراد بالنهارم ما يرل في النهار؛ لقوة ضيائو‪ ،‬كىي أربعة‪( .‬شرح األثمار) قد جمعت بقوؿ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫نجوـ النهار بإجماعهم *** ىي الزىرة كالمشترم كالعلب‬
‫كأما السماؾ كمريخهم *** فأقوالهم فيهما تضطرب (شرح الهداية)‬

‫(‪)37/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ىي الزىرة‪ ،‬كالمشترم‪ ،‬كالشعرل ػ كىي علب‪ .‬قاؿ القاضى محمد بن حمزة‪ )7( :‬ىذه المجمع عليها‪،‬‬
‫كالخبلؼ في السماؾ(‪.)0‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح قيل‪ :‬إف المختلف فيو المريخ‪ .‬كقيل‪ :‬السماؾ األعزؿ(‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ابن أبي النجم النجرانى [قاضي صعدة‪ ،‬كقبره في ذيبين ]‪[ .‬كقيل‪ :‬أبو مضر]‪.‬‬
‫(‪ )0‬الرامح‪ ،‬كىو شامي الذم لو سبلح‪( .‬سلوؾ)‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬ال سبلح معو‪ ،‬كاآلخر ىو الرامح أم‪ :‬ذك رمح‪ ،‬كمن جهل النهارية فاألصح أنو يتيقن دخوؿ‬
‫لليل بخمسة نجوـ؛ ألف المريخ‪ ،‬كالسماؾ متفق على أف أحدىما ليلي‪ ،‬كالثاني يهارم‪ .‬كالخبلؼ إنما‬
‫ىو في تعيين النهارل منهما‪ .‬كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ستة؛ ألف خبلفهم في الرابع‪ ،‬كالخامس (‪)7‬‬
‫كالسادس ليلي انفاقا‪( .‬غاية) كلفظ حاشية‪ :‬فإف كاف ال يعرؼ النجوـ الليلية عد خمسة نجوـ‪ ،‬الخامس‬
‫ليلي‪ ،‬كعن الفقيو حسن‪ :‬يعد ستة نجوـ‪ .‬قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬الخامس ليلي مجمع عليو‪.‬‬
‫(قرز) قاؿ في (حاشية سحولي) ككذا ما رؤم في مجرل سهيل‪( .‬لفظا) (قرز)‬

‫(‪)30/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) فبل يدخل كقت المغرب في الصحو حتى يظهر كوكب ليلي‪ ،‬كتحصل رؤيتو (أك ما في حكمها)‬
‫كالذم في حكم الرؤية تقليد المؤذف )(‪ )7‬كخبر المخبر)(‪ )0‬بظهوره‪ ،‬كالتحرم)(‪ ()3‬في الغيم‪.‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كأحمد بن عيسى(‪)4‬كالفقهاء‪ ،‬كاختاره اإلماـ يحيى بن حمزة‪ :‬إف أكؿ اختيار المغرب‬
‫سقوط)(‪ ()5‬قرص الشمس‪ ،‬كيعرؼ بتواريها الحجاب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬العدؿ‪( .‬قرز) (*) ينظر لم خص المغرب بأف جعل األذاف في جملة عبلمات كقتو‪ ،‬كذلك يصح‬
‫لجميع األكقات فيحقق‪ ،‬مع أف األذاف في الجملة بحصوؿ العبلمة‪ ،‬ال أنو عبلمة في نفسو‪( .‬من إمبلء‬
‫القاضي محمد السلفي) يقاؿ‪ :‬لعموض كقتو‪ ،‬كغيره باألكلى‪.‬‬
‫(‪ )0‬العدؿ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كحصوؿ الظلمة(‪ )*( )7‬في المشرؽ‪( .‬نجرم) كالحمرة من قبل المغرب‪ ،‬كىذا في الصحو ككذلك‬
‫دخوؿ القمر من كوة أك نحوىا؛ لقولو تعالى‪{ :‬ال الشمس ينبغى لها أف تدرؾ القمر} (‪ )7‬كلفظ حاشية‬
‫"كطلوع سواد في المشرؽ مستطيل؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا أقبل الليل من ىاىنا)‪( .‬بحر)‬
‫من كتاب الصوـ‪ .‬يعني‪ :‬المشرؽ (كأدبر النهار من ىاىنا) يعني‪ :‬المغرب (أفطر الصائم)‪( .‬ديباج) [(‪)7‬‬
‫كالمذىب اعتبار الكوكب‪( .‬بحر بلفظو) (قرز) ]‬
‫(‪ )4‬كاإلماـ علي بن موسى الرضى عليو السبلـ‪.‬‬
‫(‪ )5‬بالضم‪( .‬قاموس) كبالفتح‪( .‬ضياء) (*) قاؿ في (الركضة)‪ :‬ىذا الخبلؼ في العبارة يرجع إلى معنى‬
‫كاحد‪ ،‬فإنا جربنا‪ ،‬كرأينا توارم القرص من الببلد المرتفعة ال يكوف إال مع رؤية الكواكب الليلية‪ ،‬فتكوف‬
‫النجوـ علما للوقت‪( .‬ثمرات)‬

‫(‪)33/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالناعليو السبلـ‪ :‬فأما من في بطن كاد‪ ،‬أك في أكىاط األرض فلعلهم يقولوف‪ :‬يعتبر بذىاب‬
‫شعاعها عن رؤكس الجباؿ (كآخره ذىاب الشفق األحمر))(‪ )7‬فإذا ذىب فذلك آخر اختيار المغرب‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬آخره ذىاب الشفق األبيض‪ .‬ككذا في شرح اإلبانة عن الباقر‪.‬‬
‫(ك) ذىاب الشفق األحمر(‪( )0‬ىو أكؿ) كقت اختيار (العشاء) (‪ )3‬اآلخرة (كآخره ذىاب ثلث الليل)‬
‫فللشافعي قوالف ػ الجديد إلى الثلث‪ ،‬كالقديم إلى النصف‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬معظمو‪( .‬قرز) ] فإف لم يكن ثمة شفق ? فقاؿ (القاضي عبد اهلل الدكارم) في (تعليقو على‬
‫اللمع)‪ :‬إف من رؤية الكوكب إلى ذىاب الشفق األحمر قدر صبلة ركعتي الفرقاف بعد نافلة المغرب‪ ،‬أك‬
‫بعد الركاتب المعتادة‪ ،‬كدرس سورة يس مرة مرتبل [المعتاد] كركم عن الهادم عليو السبلـ أنو قدر تسع‬
‫الليل‪ .‬كفي (التقرير) نصف سبع الليل‪ ،‬كفي (اليواقيت) نصف سدس‪.‬‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬معظمو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كيكره تسميتو عتمة‪( .‬ىداية) ألنو بلساف أىل الشرع يسمى عشاء‪ ،‬كبلساف األعراب عتمة (‪)7‬‬
‫مقبضتي كبلـ األئمة أنو ال يكره‪ .‬كفي (المجموع) في تفسير معاني السنة‪ :‬كجعل العتمة أربعا‪( .‬شرح‬
‫ىداية) كظاىر عبارة المؤيد باهلل ك(اإلبانة) أنو ال يكره‪ ،‬ككذا في (الجامع) قاؿ‪ :‬كأكؿ كقت العتمة‪ .‬قاؿ‬
‫المؤيد باهلل ػ لما ذكر الركاتب ػ‪ :‬فركعتا العتمة دكف الجميع‪.‬‬

‫(‪)34/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) أكؿ كقت االختيار (للفجر من طلوع) النور (المنتشر)(‪ )7‬في ناحية المشرؽ‪ ،‬ال النور األكؿ‬
‫المستطيل(‪( )0‬إلى بقية تسع ركعة كاملة) (‪)3‬قبل طلوع الشمس‪.‬‬
‫قولو‪" :‬كاملة" يعني‪ :‬بقرائتها(‪ .)4‬كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬من غير قراءة(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬من اليمن إلى القبلة‪ ،‬ال المنتشر من المشرؽ إلى المغرب‪ ،‬كىو األكؿ‪( .‬بياف‪( )49/7‬قرز) (فائدة)‬
‫من أدرؾ من الفجر ركعة‪ ،‬ثم أنو لم يقرأ فيها‪ ،‬ثم قاـ للثانية كقرأ فيها‪ ،‬ثم طلعت الشمس فإف صبلتو‬
‫غير صحيحة‪ ،‬فبل تجزئو ال أداء كال قضاء‪ .‬كالمختار‪ :‬صحتها حيث أطلق قضاء‪ ،‬ال إذا نول؛ ألف النية‬
‫مغيرة‪ .‬يقاؿ‪ :‬على المختار إف كاف قيامو في الركعة األكلى مقدار الفاتحة كالثبلث اآليات فصبلتو‬
‫صحيحة أداء‪ ،‬كلو لم يقرأ فيها‪ ،‬بل قرأ في الثانية‪ ،‬كإف كاف قيامو في األكلى دكف ذلك فبل تصح‪ ،‬ال‬
‫أداء كال قضاء؛ ألنو ركع في األكلى كىو مخاطب باللبث مقدار الواجب من القراءة‪ ،‬كإف لم يقرأ فيها‪،‬‬
‫كما قرر عن (المفتي)‪( .‬عن سيدنا حسن)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬الصاعد في األفق‪( .‬شرح أثمار)‬
‫(‪ )3‬ىذا في المتوضئ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬الواجبة‪( .‬بياف) كيقرأ فيها القدر الواجب‪ ،‬كذا نقل في بعض الحواشى‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪ ،‬فيقرأ في‬
‫غيرىا‪( .‬مفتي) بل يكفيو أف يسع الوقت قراءتها‪ ،‬كإف لم (‪ )7‬يقرأ‪( .‬مفتي) ك(قرز) كركاه عنو سيدنا‬
‫(أحمد بن سعيد الهبل) (‪ )7‬ألف القراءة فيها ال تتعين‪ ،‬ككذا القياـ ال يتعين‪ .‬كالمذىب أنو يتعين فيها‬
‫القياـ حيث خشي خركج الوقت‪ ،‬ال القراءة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬مع القياـ قدرىا‪( .‬قرز)‬

‫(‪)35/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ك (ك) قت (اضطرار الظهر)(‪ )7‬أم‪ :‬الوقت الذم ضرب للمضطر أف يصلي فيو الظهر‪ ،‬كسيأتي تعيين‬
‫المضطر إف شاء اهلل تعالى‪ ،‬كذلك الوقت ابتداؤه (من آخر اختياره)(‪ ()0‬كىو مصير ظل الشيء مثلو‪،‬‬
‫كيمتد (إلى بقية) من النهار (تسع العصر) (‪ ()3‬كإلى ىنا لئلنتهاء‪ ،‬فبل يدخل الحد في المحدكد (‪.( )4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة)‪ :‬ككجوب الصبلة متعلق بوقتها جميعو‪ ،‬موسعا في االختيار‪ ،‬مضيقا في االضطرار‪ ،‬إال لعذر‪،‬‬
‫فلو أراد النوـ كىو يغلب في ظنو أنو ال ينتبو إال بعد خركج الوقت‪ ،‬فإف كاف قد دخل الوقت لم يجز‬
‫حتى يصلي‪ ،‬كإف كاف قبل الدخوؿ جاز‪( .‬بياف)‪ .‬كالذم قرر أنو يجوز لو مطلقا [أم‪ :‬سواء ناـ قبل‬
‫دخوؿ الوقت أـ بعده] كال يجب تنبيهو للصبلة للخبر‪ ،‬كىو قولو ‪(:‬رفع القلم) الخ كال إثم عليو بخركج‬
‫الوقت لزكاؿ تكليفو بالنوـ‪( .‬شامي) (قرز)‬
‫(‪ )0‬من غير كقت المشاركة‪( .‬قرز) [كلو قاؿ‪" :‬من آخر كقت المشاركة" لكاف أكلى؛ ألنو كقت‬
‫اختيارىما‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )3‬كيكفي ما يسع ركعة غير الوضوء‪ ،‬كغير المستحاضة كنحوىا‪ )*( .‬ىذا في المتيمم‪ ،‬كأما في‬
‫المتوضئ فيكفي ما يسع ركعة بعد فعل الظهر‪ .‬ينظر؛ ألنو لو بقي ما يسع أربع ركعات فقد خرج كقت‬
‫الظهر‪( .‬قرز) (*) يعني‪ :‬أربعا في الحضر‪ ،‬كاثنتاف في السفر فإذا لم يبق إال ذلك القدر فقد خرج‬
‫الوقت في الظهر‪ ،‬فلو قدـ الظهر كنواه أداء لم يجزه إال على قوؿ أبي مضر‪ ،‬كإف نواه قضاء لم يجزه‬
‫أيضا على أحد احتمالين ألبي طالب فيمن صلى كثمة منكر‪( .‬نجرم لفظا)‬
‫(‪ )4‬الحد‪ :‬البقية‪ .‬كالمحدكد‪ :‬اضطرار الظهر‪.‬‬

‫(‪)36/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(كللعصر) كقتاف اضطرارياف األكؿ‪( :‬اختيار الظهر) جميعو (إال ما يسعو) أم‪ :‬يسع الظهر(‪( ()7‬عقيب‬
‫الزكاؿ) فإنو يختص بالظهر‪.‬‬
‫(ك) الثاني‪ :‬من كقتي اضطرار العصر ابتداؤه (من آخر اختياره) كىو مصير ظل الشيء مثليو (حتى ال‬
‫يبقى) من النهار (ما يسع ركعة) كىذا أجود من عبارة التذكرة؛ ألنو قاؿ فيها‪ :‬إلى قبل الغركب بركعة؛‬
‫ألف إلى ال تستقيم ىنا لبلنتهاء(‪ )0‬كال بمعنى مع‪.‬‬
‫(ككذلك المغرب كالعشاء) أم‪ :‬ىما في االضطرار نظير الظهر كالعصر في التقدير‪.‬‬
‫كتحقيق ذلك‪ :‬أف كقت االضطرار للمغرب من آخر اختياره إلى بقية من الليل تسع العشاء(‪ )3‬كيكفي‬
‫ما يسع ركعة بعد المغرب‪.‬‬
‫كللعشاء كقتاف اضطرارياف ػ األكؿ‪ :‬كقت اختيار المغرب جميعو إال قدرا منو يسع المغرب(‪ )4‬عقيب‬
‫غركب الشمس فإنو يختص المغرب‪.‬‬
‫الوقت الثاني من اضطرار العشاء‪ :‬ابتداؤه من آخر اختياره‪ ،‬كآخره بقية من الليل تسع ركعة(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬بعد فعلو‪( .‬أثمار) فبل يتوىم أنو يجوز للمضطر أف يصلي العصر عقيب مضي كقت يتسع‬
‫للظهر بعد الزكاؿ‪ ،‬كلو لم يكن قد صلى الظهر‪ ،‬بل إنما يسوغ ذلك بعد صبلة الظهر؛ لوجوب الترتيب‬
‫بين الصبلتين‪( .‬أثمار) (قرز) قلت‪ :‬ككجوب الترتيب ال ينافي كوف الوقت اضطرارا للعصر‪( .‬غاية)‬
‫[(ىداية) نخ]‪.‬‬
‫(‪ )0‬ال يستقيم في إلى أف تكوف بمعنى الغاية؛ إذ يلزـ أف يفوت العصر قبل الغركب بما يسع ركعة‪ ،‬كال‬
‫بمعنى مع (‪ )7‬إذ يلزـ أف يكوف قبل الغركب بما يسع دكف ركعة‪ .‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كلعل مراده أف ىذه‬
‫الركعة ىي آخر كقت االضطرار‪( .‬زىور) [(‪)7‬كقيل‪ :‬يستقيم بمعنى مع‪ .‬يعني‪ :‬مصاحبة لركعة‪ ،‬ال بعضها‬
‫فليس كقت اضطرار‪( .‬مفتي) (قرز)]‬
‫(‪ )3‬صوابو‪ :‬ثبلث ركعات‪( .‬راكع) ألنو لو بقي ما يسع أربع ركعات أدركهما جميعا يصلي المغرب ثبلثا‪،‬‬
‫كيقيد العشاء بركعة‪( .‬كواكب) [يقاؿ‪ :‬قد استدركو الشارح بقولو‪":‬ما يسع ركعة"‪( .‬تكميل) (قرز)]‬
‫(‪ )4‬مع فعلو‪.‬‬
‫(‪ )5‬صوابو‪ :‬دكف ركعة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)37/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ك (ك) قت االضطرار (للفجر) (‪ )7‬ىو (إدراؾ ركعة))(‪ ()0‬منو كاملة قبل طلوع الشمس)(‪.()3‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كزيد بن علي‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬ال بد من ركعتين في الفجر‪ ،‬بناء على أصلهم أف الصبلة‬
‫في الوقت المكركه ال تصح‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو نهارم‪ ،‬كال يكره تسميتو بالغداة (‪( .)7‬ىداية) قولو‪" :‬كىو نهارم " ىذا قوؿ العترة‪ ،‬كأكثر‬
‫األمة‪ ،‬قاؿ األعمش‪ ،‬كالحسن بن صالح‪ ،‬كأبو موسى‪ ،‬كأبو بكر بن عياش‪ :‬إنو من صبلة الليل‪ ،‬كإف‬
‫آخر الليل طلوع الشمس‪ ،‬كجوزكا للصائم األكل كالشرب إلى طلوع الشمس‪ ،‬كىو خبلؼ اإلجماع‬
‫النقراض قولهم بموتهم‪ ،‬كال يعتد بو‪( .‬شرح ىداية)(‪ )7‬لثبوتو قرآنا‪ .‬قاؿ اإلماـ يحي‪ :‬يكره‪ .‬قلنا‪ :‬قاؿ‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬من صلى الغداة فهو في ذمة اهلل فبل يخفرف(‪ )7‬اهلل تعالى في ذمتو)‪( .‬شرح‬
‫الهداية)(‪ )7‬أم‪ :‬ال تنقض (*) قولو‪" :‬كللفجر إدراؾ ركعة" قاؿ في شرحو‪ :‬كاملة‪ .‬كقولو‪":‬كللفجر من‬
‫طلوع المنتشر إلى بقية تسع ركعة كاملة" قاؿ في شرحو‪":‬يعني‪ :‬بقراءتها"‪ .‬كىل يجب عليو أف يقرأ فيها‬
‫أـ ال ? الذم ركاه (أحمد بن سعيد الهبل) أنو ال يقرأ‪ .‬ك(قرز) في قراءة (البياف)‪ .‬كبقي الكبلـ في القياـ‬
‫قدر الفاتحة كالثبلث اآليات ىل يلزمو ذلك فيها ? أك يجوز مفرقا ? كظاىر (األزىار) بقولو "في أم‪:‬‬
‫ركعة أك مفرقا " أنو ال يتعين فيها‪ ،‬كالذم (قرز) أنو يتعين فيها‪ ،‬فلو طهرت الحائض في بقية قدر ركعة‬
‫غير كاملة‪ ،‬أك بلغ الصبي كنحو ذلك لم تلزمهم الصبلة‪ ،‬كالعكس إذا حاضت المرأة في بقية قدر ركعة‬
‫[غير‪ .‬نخ] كاملة لزمها القضاء‪ ،‬ىكذا (قرز) بعد مراجعة في قراءة (البياف)‪( .‬سيدنا حسن)‬
‫(‪ )0‬كإنما قدر بركعة؛ ألنها تشتمل على معظم أفعاؿ الصبلة‪ ،‬كمعظم الباقي كالتكرار لها فقط‪.‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ المنصور باهلل‪ :‬كمعرفة طلوع الشمس ظهور الحمرة على رؤس الجباؿ‪ ،‬كقاؿ القاضي محمد بن‬
‫حمزة بن أبي النجم‪ :‬بأف ال يبقىكوكب ليلى‪ ،‬كما يعمل برؤيتو في غركبها‪( .‬مذاكرة)‬

‫(‪)38/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم لما فرغنا من ذكر كقت الصلوات الخمس ذكرنا كقت ركاتبها فقلنا‪( :‬كركاتبها)‬
‫مشركعة تأديتها (في أكقاتها))(‪ )7‬أم‪ :‬في أكقات الفرض‪ ،‬كال تصح في أكقاتها إال (بعد فعلها)(‪ )0‬ال‬
‫قبلو (إال) ركعتي (الفجر)(‪ )3‬فإنهما مشركعتاف قبل فعلو(‪.)4‬‬
‫(غالبا) يحترز ممن يؤخر في صبلة الفجر حتى خشي فوتها‪ ،‬فإف الواجب تقديم الفريضة(‪.)5‬‬
‫كحكم سنة الفجر حيث تصلى بعده(‪ )6‬قضاء‪ ،‬ذكره المنصور باهلل‪ ،‬كأشار إليو في الشرح‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬بل أداء(‪.)7‬‬
‫كذكر في البياف قولين في سنة الفجر بعده‪ ،‬كفي سنة الظهر بعد العصر(‪.)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في األداء‪ ،‬كالقضاء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬أداء‪ ،‬ال قضاء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كلو بالتيمم‪( .‬تدكرة)‬
‫(‪ )4‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬دسوىما في الليل دسا) [بل كفي حديث آخر (احشوىما في‬
‫الليل حشوا) لقربهما من الليل ]‪.‬‬
‫(‪ )5‬ككذا لو أقيمت الجماعة (‪ )7‬في صبلة الفجر قبل أف يصلي السنة فإنو يبدأ بالجماعة‪ ،‬كيفعل‬
‫السنة بعد الفراغ‪ ،‬لكن ندبا‪ ،‬بخبلؼ ما إذا خشي الفوات فإنو يجب تقديم الفرض كإال أثم‪( .‬بحر)‪.‬‬
‫(قرز) (‪ )7‬أك خشى فوتها‪ ،‬أك بعضها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬في الوقت‪.‬‬
‫(‪ )7‬إذا كاف الوقت باقيا‪( .‬قرز) ] كبلـ الفقيو يحيى البحيبح قوم؛ ألف العبادة ال تقضى إال بعد خركج‬
‫كقتها‪.‬‬
‫(‪ )8‬المختار أنهما أداء‪( .‬قرز)‬

‫(‪)39/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كاختلفوا في الوتر(‪ )7‬على ما ىو مترتب‪ ،‬فالذم حصلو أبو طالب ليحي عليو السبلـ‪ ،‬كىو المذىب‪:‬‬
‫أنو يترتب على فعل صبلة العشاء(‪ )0‬كال عبرة بالوقت‪.‬‬
‫كحصل المؤيد باهلل‪ :‬أنو مترتب على الفعل‪ ،‬كالوقت جميعا‪.‬‬
‫كفى الكافي عن المؤيد باهلل‪ ،‬كزيد بن علي‪ :‬أنو مترتب(‪ )3‬على الوقت دكف الفعل‪.‬‬
‫ككل كقت يصلح للفرض قضاء) (‪ )4‬يعني‪ :‬أنو ال كقت مكركه في قضاء الفرض‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فاألفضل تأخير الوتر لمن يعتاد قياـ آخر الليل‪ ،‬كإال فالتقديم؛ لما ركاه جابر قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من خاؼ أف ال يقوـ آخر الليل فليوتر أكلو‪ ،‬ثم ليرقد‪ ،‬كمن طمع أف يقوـ‬
‫آخر الليل فإف صبلة آخر الليل مشهودة محضورة)‪( .‬شرح أثمار) بأف يجعل آخر صبلتو كترا؛ لقولو‪:‬‬
‫حدثنا يحيى بن سعيد عن أبيو عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم قاؿ‪( :‬اجعلوا آخر صبلتكم بالليل‬
‫كترا)‪.‬‬
‫(‪ )0‬أداء أك قضاء] كقد دخل في قولو‪" :‬بعد فعلها" إذ ىو بمنزلة الراتبة للعشاء؛ لترتبو على أدائها‪.‬‬
‫(شرح األثمار) (*) أداء‪ ،‬كقضاء (*) كلو تعلق بالوقت؛ لئبل يلزـ أف يكوف أداء بعد الفجر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كفائدة الخبلؼ فيمن صلى في كقت المغرب (*) فعلى ىذا لو جمع جمع تقديم لم يجزه فعل‬
‫الوتر قبل دخوؿ كقت العشاء [كالمذىب‪ :‬الصحة‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )4‬يحترز من أف ال يبقى من الوقت إال ما يسع المؤداة‪ ،‬أك كاف متيمما‪ )*( .‬يقاؿ‪( :‬غالبا) احتراز من‬
‫صور‪ .‬األكلى‪ :‬أف يكوف قد تمحض الوقت‪ .‬الثانية‪ :‬أف يكوف بالوضوء ال بالتيمم‪ .‬الثالثة‪ :‬صبلة العيد‬
‫فإنها ال تقضى إال في ثانيو فقط‪ .‬الرابعة‪ :‬كقت خطبة الجمعة فإنو ال يجوز فيها‪ ،‬كال يصح القضاء‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أف يحضر كاجب أىم منها‪( .‬حاشية سحولي) ك(مفتي) (قرز)‬

‫(‪)42/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كتكره)(‪ )7‬صبلة (الجنازة)(‪ )0‬كدفنها (ك) صبلة (النفل (‪)3‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ (النجرم)‪ :‬ال تصح في الوقت المكركه؛ إذ ال كقت لها محدكد‪ ،‬فأشبو النوافل‪( .‬معيار)‬
‫فيشاركها ركعتا الطواؼ [ككذا الطواؼ‪( .‬قرز) ] ال الغسل‪ ،‬كالتكفين فبل يكره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬يحترز مما ليس بصبلة كالسجود(‪ )7‬للسهو‪ ،‬كسجود التبلكة‪( .‬معيار) كفي (التذكرة)‪ :‬تكره‬
‫السجدات‪( .‬قرز) [(‪)7‬ألنو فريضة‪( .‬قرز) ] (*) ال تجهيزىا‪.‬‬
‫(‪ )3‬كإذا صلى نافلة كقيدىا بركعة قبل دخوؿ الوقت المكركه‪ ،‬كظن التماـ ػ فإنو يتمها‪ ،‬كال تبطل‬
‫بدخوؿ الوقت المكركه؛ ألنو غير عاص باإلبتداء‪ .‬ذكره اإلماـ شرؼ الدين عليو السبلـ‪( .‬شرح األثمار)‬
‫[يدؿ على أف الكراىة للحظر‪ .‬كالمذىب خبلفو‪( .‬قرز) ] ككذا إذا ألحت الضركرة إلى دفن الجنازة في‬
‫الوقت المكركه‪ ،‬نحو أف يكوف في مفازة‪ ،‬كيخشى فواتها‪( .‬كابل معنى) (قرز) [أك تغير رائحة‪( .‬قرز)]‬
‫(*) [ككجو الكراىة في ىذه األكقات‪ :‬أنها تطلع بين قرني شيطاف‪ ،‬كتغرب بين قرني شيطاف‪ ،‬كعند قائمة‬
‫الظهيرة تستعر النيراف‪ ،‬كتغرب بين قرني شيطاف أم ناحيتي رأسو كجانبيو‪ .‬كقيل‪ :‬القرف القوة‪ ،‬أم‪ :‬حين‬
‫تطلع يتحرؾ الشيطاف‪ ،‬كيتسلط فيكوف كالمعين لها‪ .‬كقيل‪ :‬بين قرنيو‪ ،‬أم‪ :‬أمنية األكلين كاآلخرين‪ ،‬ككل‬
‫ىذا تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها‪ ،‬فكأف الشيطاف سوؿ لهم ذلك‪ ،‬فإذا سحد لها كاف‬
‫الشيطاف مقترنا بها‪( .‬ىداية)‪[ .‬قولو‪" :‬ىذا تمثيل" الخ ىو األكلى في تفسير ىذا الحديث‪ ،‬كإال‬
‫فالشمس ال تزاؿ طالعة على أناس‪ ،‬كغاربة على أناس مدة بقائها‪ ،‬فهي إذا ال تزاؿ بين قرني شيطاف ما‬
‫دامت الشمس كالدنيا‪( .‬ىاشمي)‬
‫(*) [قيل‪ :‬إذا نذر بصبلة في الوقت المكركه لم تلزـ‪ ،‬كيأتي على المذىب اللزكـ‪ ،‬كألف ما أكجبو العبد‬
‫فرع على ما أكجبو اهلل عليو‪ .‬يقاؿ‪ :‬سيأتي الكبلـ في النذر بالمباح‪ ،‬كالمندكب‪ ،‬كأما المكركه فيلحق‬
‫بالمحظور على المقرر‪( .‬بياف) من باب االعتكاؼ] [لفظ (البياف) كالنوافل كلها كلو مؤكدة‪،‬‬
‫كالسجدات كلها إال سجود السهو‪ ،‬على قوؿ من يوجبو‪( .‬بياف) (قرز) ]‬

‫(‪)47/0‬‬
‫_____________________________‬

‫فى الثبلثة) األكقات التي نهى الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم (‪ )7‬عن الصبلة فيها‪ ،‬كىي عند طلوع‬
‫الشمس حتى ترتفع(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لما ركاه عقبة بن عامر‪ ،‬قاؿ‪ :‬نهانا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم عن ثبلث ساعات (‪ )7‬أف‬
‫نصلي فيهن‪ ،‬كأف ندفن موتانا فيهن‪ ،‬حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع‪ ،‬كحين تقوـ قائمة الظهيرة‬
‫حتى تميل الشمس‪ ،‬كحين تضيف (‪ )0‬الشمس للغركب حتى تغرب‪( .‬زىور) (‪ )7‬في (شرح األثمار) ما‬
‫لفظو‪( :‬ثبلث ساعات كاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم ينهانا) الخ‪ .‬كقاؿ بعد ذلك‪ :‬أخرجو‬
‫الستة إال البخارم‪ ،‬كالموطأ (‪ )0‬بالضاد المعجمة مفتوحة‪ ،‬ثم ياء مفتوحة مشددة‪ .‬أم‪ :‬تميل‪( .‬شرح‬
‫أثمار)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬حتى تبيض‪ ،‬كيصفو لونها‪ .‬كقاؿ في (الكافي)‪ :‬قدر رمح أك رمحين‪ .‬ككذلك في غركبها(‪)7‬‬
‫قدر رمح من اصفرارىا إلى الغركب‪( .‬كواكب) كاختلفوا في الرمح‪ .‬فقيل‪ :‬األزج‪ .‬كقيل‪ :‬السناف بحليتو‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬الرمح جميعو‪[.‬الزج‪ :‬الحديدة التي تكوف في أسفل الرمح‪ ،‬كيقابلو السناف‪( .‬فتح)](‪ )7‬المقدر‪:‬‬
‫قدر ربع منزلة‪( .‬قرز)‬

‫(*) قاؿ في (شرح السيد الديلمي)‪ :‬للعلماء فيو ثبلثة أقواؿ ػ قوؿ جميع الرمح‪ ،‬كىو سبعة أذرع‪ ،‬كىذا‬
‫ىو المعتمد في مذىبنا‪ .‬القوؿ الثاني‪ :‬أف المراد بو األزج‪ .‬الثالث‪ :‬رمح األراؾ‪ .‬كالقوالف اآلخراف‬
‫ضعيفاف [كحد االرتفاع إلى أف تبيض الشمس‪ ،‬فيكوف الوقت المكركه من طلوع الشمس إلى أف تبيض‪،‬‬
‫دؿ على ذلك في (شرح األزىار) في صبلة العيد في شرح قولو‪" :‬من بعد انبساط الشمس إلى الزكاؿ"‬
‫حيث قاؿ ما لفظو‪":‬كنعني بانبساط الشمس أف يزكؿ الوقت المكركه‪ ،‬ىذا ما ظهر بعد المذاكرة لسيدنا‬
‫حسن‪ ،‬كاهلل أعلم‪ .‬أفاده (سيدنا عبد اهلل بن حسين دالمة)]‪.‬‬

‫(‪)40/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كعند قائمة(‪ )7‬الظهيرة‪ ،‬كعند غركبها(‪ )0‬حتى يسقط شعاعها‪.‬‬


‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كحكاه في الكافي عن زيد بن علي‪ ،‬كاختاره اإلماـ يحيى‪ :‬إف النهي‬
‫متناكؿ للنفل كالفرض جميعا‪ ،‬إال صبلة العصر فإنو مخصوص بقولو‪ :‬صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من‬
‫أدرؾ من العصر ركعة فقد أدركها)(‪.)3‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كظاىر كبلـ أىل المذىب أف الكراىة ىنا للتنزيو‪ ،‬كعلى ما يقتضي كبلـ أبي‬
‫جعفر(‪ )4‬أنها للحظر‪.‬‬
‫كال فرؽ في كراىة الصبلة في ىذه األكقات بين مكة كغيرىا‪ ،‬كبين الجمعة كغيرىا عند أىل المذىب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الظهيرة‪ :‬شدة الحر‪ .‬كقائمها‪ :‬ىو البعير يكوف فيها باركا فيقوـ من شدة حر األرض‪( .‬شرح سنن‬
‫أبي داكد لفظا)‬
‫(‪ )0‬عند اإلصفرار‪ .‬كقيل‪ :‬رمح أك رمحاف؛ ألنها تطلع كتغرب بين فرنى شيطاف‪.‬‬
‫(‪ )3‬كعندنا مقيس عليها سائر الصلوات‪.‬‬
‫(‪ )4‬ألنو قد ذكر أبو جعفر أف صبلة الجنازة تعاد (‪ )7‬إذا صليت في الوقت المكركه‪ .‬ككذا ذكر الفقيو‬
‫علي أف ذلك للحظر؛ ألنو ذكر أف ذلك ال يجوز‪ .‬كحكاه للمذىب‪( .‬نجرم معنى) (‪ )7‬ككذا الركاتب‪،‬‬
‫كموالنا عليو السبلـ يقوم للمذىب أف الركاتب ال تسقط أيضا‪ ،‬مثل قوؿ الشافعي‪ ،‬كخرجو للمذىب من‬
‫التيمم‪ ،‬من قولهم‪" :‬تيمم للصبلة كنافلتها" كلم يفصلوا‪ ،‬ىكذا يراجع بو اإلماـ عليو السبلـ‪ ،‬كأما في‬
‫شرحو فذكر أف سنة الظهر تسقط في باب التيمم‪( .‬نجرم لفظا))‪[ .‬كالوجو في كبلـ أبي جعفر أنو رجع‬
‫إلى عموـ (ال صبلة في الثبلثة األكقات) كما كرد من فعل أك قوؿ مخالف لو فهو مخصص‪( ،‬فتحمل‬
‫الكراىة للتنزيو‪ ،‬كىو ضد األكلى [فتكوف الكراىة للحظر‪ ،‬كىو التحريم‪ .‬قوم ]‪( .‬القاضي محمد بن‬
‫علي الشوكاني)‬

‫(‪)43/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الشافعي‪ :‬كالمنصور باهلل‪ :‬ال كراىة في مكة (‪ )7‬كال في ظهيرة يوـ الجمعة‪.‬‬
‫(نعم) كال كراىة فيما سول ىذه األكقات عند القاسم‪ ،‬كالهادم‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كالشافعي‪ :‬يكره بعد صبلة الفجر‪ ،‬كبعد صبلة العصر ما ال سبب لو‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬تكره النوافل عموما في ىذين الوقتين‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاألمير الحسين‪ .‬قاؿ في (ركضة النوكم)‪ :‬المراد بمكة جميع الحرـ‪ .‬كقيل‪ :‬إنما يستثنى نفس‬
‫المسجد الحراـ‪ ،‬كالصحيح المعركؼ ىو األكؿ‪ )*( .‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬ال صبلة بعد‬
‫الصبح حتى تطلع الشمس‪ ،‬كال بعد الفجر إال بمكة ثبلثا) كأىل المذىب قالوا‪ :‬إف إال في قولو‪" :‬إال‬
‫بمكة" بمعنى كال بمكة‪ ،‬مثل قولو تعالى‪{:‬كما كاف لمؤمن أف يقتل مؤمنا إال خطأ} معنى إال‪ :‬كال خطأ‪.‬‬
‫(شفاء)‬

‫(‪)44/0‬‬
‫_____________________________‬

‫(كأفضل الوقت)(‪ )7‬المضركب للصبلة (أكلو)(‪ )0‬أما المغرب فذلك إجماع (‪.()3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فرع) كال ينافي التعجيل االشتغاؿ بقضاء الحاجة‪ ،‬كالسواؾ‪ ،‬كالطهارة‪ ،‬كالتنفل المعتاد قبل‬
‫الفريضة‪ ،‬كانتظار الجماعة(‪[ )7‬إال في المغرب‪( .‬قرز) ] [(‪)7‬إلى آخر كقت االختيار‪( .‬كواكب)‪ .‬كفي‬
‫(البرىاف) إلى نصف كقت االختيار] (*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (‪( :)7‬أكؿ الوقت رضواف اهلل‪،‬‬
‫كأكسطو رحمة اهلل‪ ،‬كآخره عفو اهلل)‪ .‬من (كواكب الدكارم)‪ .‬كالرضواف إنما يكوف للمحسنين‪ ،‬كالرحمة‬
‫للمجتهدين‪ ،‬كالعفو للمقصرين‪( .‬بستاف) كقد قاؿ ‪(:‬المهجر [المبكر‪ .‬نخ] إلى الصبلة كمثل الذم‬
‫يهدم بدنو‪ ،‬ثم الذم على أثره كمثل الذم يهدم بقرة‪ ،‬ثم الذم على أثره كمثل الذم يهدم شاة‪ ،‬ثم‬
‫الذم على أثره كمثل الذم يهدم دجاجة‪ ،‬ثم الذم على أثره كمثل الذم يهدم بيضة)‪( .‬أصوؿ أحكاـ)‬
‫[المهجر‪ :‬المبادر] (‪ )7‬قلت كمثل ىذا الحديث ركاه األمير في (الشفاء) كالدارقطني‪ ،‬كقدضعفو‬
‫المحدثوف‪ ،‬ألف الركام يعقوب بن الوليد كقد ذكر التضعيف اإلماـ القاسم في االعتصاـ فليراجع (كاتبو‬
‫عبد الواسع)‪.‬‬
‫(‪ )0‬إال في الغيم فيستحب تأخير الفجر‪ ،‬كالظهر‪ ،‬كالمغرب‪( .‬كواكب)‪ .‬كلفظ البحر‪ :‬كىذا في‬
‫الصحو‪ ،‬كأما في الغيم فاألفضل التأخير حتى يتيقن دخوؿ الوقت‪ .‬قاؿ في (الكافي)‪ :‬غير العصر‬
‫فحكي أف تعجيلها أفضل‪ ،‬كلو في الغيم‪ ،‬يعني‪ :‬بعد دخوؿ الوقت في الظن‪ ،‬كادعى اإلجماع أف تأخير‬
‫الوتر إلى السحور أفضل‪.‬‬
‫(‪ )3‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال تزاؿ أمتى على سنتى ما بكركا بصبلة المغرب) أم‪ :‬صلوىا‬
‫في أكؿ كقتها‪ ،‬كلقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬لن تزاؿ أمتى بخير ما لم يؤخركا صبلة المغرب إلى‬
‫أف تشتبك النجوـ)‪( .‬شرح خمسمائة)ك(أصوؿ األحكاـ)‬

‫(‪)45/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ اإلماـ‪ :‬إال ما يركل عن الركافض(‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬كالركافض قوـ معينين ممن ينتحل التشيع‪ ،‬كىم أبو الخطاب كأصحابو الذين رفضوا زيد بن علي‬
‫عليو السبلـ لما قالوا لو‪ :‬ما تقوؿ في الرجلين الظالمين? قاؿ‪ :‬من ىما ? قالوا‪ :‬أبو بكر كعمر‪ .‬قاؿ‪ :‬ال‬
‫أقوؿ فيهما إال خيرا‪ .‬فقالوا‪ :‬رفضنا صاحبنا‪ .‬فسموا رافضو لذلك‪ ،‬فالرافضة اسم لمن يبغض أئمة الزيدية‬
‫من العترة الزكية‪ ،‬سواء كاف من المتسمين بالتشيع‪ ،‬مثل الغبلة كاإلمامية‪ ،‬كاالسماعيلية‪ ،‬أك من غيرىم‪.‬‬
‫(شرح الهداية من مقدمتها ) [كالصحيح في ما ذكر في الركافض ىو أف بعض أصحاب اإلماـ زيد لما‬
‫خافوا من جيش ىشاـ بن عبد الملك كأرادكا أف ينصرفوا عن اإلماـ زيد فقالوا لئلماـ زيد‪ :‬إف اإلماـ ىو‬
‫جعفر أبن أخيك فقاؿ‪ :‬اذىبوا فاسألوا جعفر إف كاف يقوؿ بذلك‪ ،‬فقالوا‪ :‬إف الطريق بعيد كال نجد رسوال‬
‫إال بأربعين دينارا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أنا أعطيكم الدنانير فقالوا‪ :‬إنو ابن أخيك كيداريك‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ال خير في إماـ‬
‫يدارم اذىبوا فأنتم الرافضة‪( .‬المجموعة الفاخرة) كيحتمل أنهم مدسوسين من بني أمية ليفرقوا بين‬
‫اإلماـ زيد كأصحابو بالسؤاؿ عن أبي بكر كعمر ألف جيش اإلماـ زيد من جميع االتجاىات فلم يكن‬
‫المرجي بأسرع إليها من المعتزلي كال المعتزلي بأسرع إليها من الخارجي‪ ،‬فأم جواب أجاب بو اإلماـ‬
‫زيد سيفرؽ جماعة أصحابو‪( .‬ىاشمي)]‬

‫(مسألة) كالصبلة الوسطى ىي الجمعة في يومها‪ ،‬كالظهر في سائر األياـ‪( .‬قرز) كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ىي‬
‫العصر‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬ىي الفجر‪( .‬بياف) [كذلك ألف صبلة الليل صبلتاف من غير كاسطة‪ ،‬كصبلة‬
‫النهار ثبلث‪ ،‬أكسطهن الظهر‪ ،‬كألنها تصلى كسط النهار‪ .‬كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ىي العصر؛ لما ركم أنو‬
‫شغل في قتاؿ أىل الشرؾ عن صبلة العصر فقاؿ‪( :‬شغلونا عن الصبلة الوسطى‪ ،‬مؤل اهلل قلوبهم نارا)‬
‫كلتوسطها بين الليلية‪ ،‬كالنهارية‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬الفجر؛ لقولو تعالى‪{:‬كقوموا هلل قانتين} كال قنوت إال‬
‫فيها‪ ،‬كلمشقتها؛ إذ يدخل كقتها كالناس في أطيب نوـ‪ ،‬فخصت بالذكر؛ لئبل يتغافل الناس عنها‪.‬‬
‫(بستاف)‬

‫(‪)46/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( إف تأخيرىا إلى أف تشتبك(‪ )7‬النجوـ أفضل‪.‬‬


‫قاؿ‪ :‬كىؤالء قوـ بدعية‪ ،‬ال يلتفت إلى أقاكيلهم‪ ،‬كال حجة)(‪ ()0‬لهم‪.‬‬
‫كأما ما عداه فاختلف فيو ػ فقاؿ القاسم‪ ،‬كالهادم‪ :‬إف أفضل الوقت أكلو في كل الصلوات‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إنو يستحب التأخير في العشاء)(‪ ()3‬إلى ثلث الليل أك نصفو‪ ،‬كالفجر إلى‬
‫اإلسفار)(‪ ()4‬كالعصر إلى أف تبيض الشمس )(‪.()5‬‬
‫كأما الظهر فتعجيلو عنده أفضل إال في شدة الحر‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬إف التعجيل أفضل إال في الظهر فيستحب عنده اإلبراد(‪ )6‬بها في اليوـ الحار‪ ،‬إذا‬
‫كانت تصلى جماعة‪ ،‬كيؤتى لها من بعد‪.‬‬
‫كقاؿ مالك‪ :‬إنو يستحب تأخير الظهر بعد الزكاؿ حتى يزيد الظل ذراعا لمن يصلي في مساجد‬
‫الجماعة‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬إف التعجيل أفضل إال في العشاء اآلخرة فيستحب تأخيرىا )(‪.()7‬‬
‫فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬اشتباؾ النجوـ‪ :‬ظهور صغارىا ككبارىا]‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىذا إشارة إلى أنو ينعقد اإلجماع على خبلفهم‪.‬‬
‫(‪ )3‬كقواه في البحر‪.‬‬
‫(‪ )4‬ليتضح الفجر‪ ،‬كيظهر ضوءه‪.‬‬
‫(‪ )5‬بياض لم يدخلو صفرة‪( .‬كواكب)‪.‬‬
‫(‪ )6‬بقدر ما يكوف للحيطاف ظل يمشي فيو طالب الجماعة‪ ،‬كال يؤخر عن الثلث األكؿ من الوقت‪.‬‬
‫(ركضة نوكم)]‬
‫(‪ )7‬إلى ثلث الليل‪ ،‬كاختاره في (الغيث) كقواه اإلماـ شرؼ الدين؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(لوال أف أشق على أمتى ألمرتهم أف يؤخركا العشاء إلى ثلث الليل‪ ،‬أك نصفو) ركاه أحمد‪ ،‬كأبو داكد‪،‬‬
‫كابن ماجو‪( .‬كابل)‬

‫(‪)47/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يجب (على ناقص الصبلة)(‪ )7‬كىو من يصلي قاعدا‪ ،‬أك ال يتم ركوعو‪ ،‬أك سجوده‪ ،‬أك اعتدالو‪ ،‬أك‬
‫قراءتو(‪ )0‬ألعذار مانعة من ذلك)(‪ ()3‬أك مبيحة لو في الشرع)(‪( ()4‬أك) ليس بناقص الصبلة‪ ،‬كلكنو‬
‫ناقص (الطهارة) نحو‪ :‬أف يكوف متيمما أك في حكمو‪ ،‬أك متلبسا بنجاسة)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كمن صبلتو بدلية كالمتيمم‪ ،‬كاألمي‪ ،‬كالمومئ‪ ،‬كالقاعد‪ ،‬كالعرياف‪ ،‬كالواقف في الماء‪ ،‬كراكب‬
‫الراحلة المتعذر عليو الخركج كالنزكؿ‪( .‬تذكرة) (قرز)‪ ،‬ككذا راكب السفينة الذم ال يتمكن من الصبلة‬
‫تماما‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬قوم) إذا أمكنو التعليم‪ ،‬كإال فأكؿ ألوقت‪( .‬دكارم)‪ .‬ال بد من التأخير على ما سيأتي في األمي ]‪.‬‬
‫(‪ )3‬الضرر كغيره‪ )*( .‬ظاىر ىذا كجوب التأخير على األمي (‪ )7‬كاأللثغ‪ ،‬كاألخرس كنحوه‪ ،‬كقد ذكر‬
‫الفقيو علي‪ :‬أنو ال يجب عليهم التأخير‪ ،‬كىو قوم (‪ )0‬ألنو لم يعدؿ إلى بدؿ (‪ )7‬كىو صريح أيضا في‬
‫قولو‪" :‬كعلى األمي" (‪ )0‬مذىب مع غير األمي‪( .‬قرز) (*) كالفرؽ بين األعذار المانعةكالمبيحة‪ :‬أف‬
‫المانعة ىي المستمرة‪ ،‬كالمبيحة في كقت دكف كقت‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالعراء‪ ،‬كالمكاف الغصب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كىو المحبوس في موضع متنجس؛ ألف صبلتو بدلية‪ )*( .‬ألف صبلتو(‪ )7‬بدلية من حيث أف فرضو‬
‫اإليماء للسجود كما تقدـ‪ ،‬ككذا البس الثوب النجس إف قلنا‪ :‬إنو يصلي قاعدا [حيث لم يخش الضرر؛‬
‫ألف صبلتو من قعود‪( .‬قرز) ] ألنو عادؿ إلى بدؿ‪( .‬قرز) بل لوجوب طلب الستر؛ ألنو عادـ األصل‪.‬‬
‫(قرز) حيث خشي الضرر من تركو‪( .‬قرز) كعادؿ إلى بدؿ أيضا؛ ألف صبلتو باإليماء من قياـ‪( .‬قرز)‬

‫[قولو‪":‬أك في حكمو" أم‪ :‬من صلى على الحالة‪( .‬قرز)][(‪)7‬ىذا فيمن صلى على نجس‪ ،‬كأما المتلبس‬
‫بنجس فبل يجب عليو التأخير؛ لئبل يناقض ما مر في قولو‪" :‬ككذا لو لم يكف النجس"‪( .‬قرز)]‬

‫(‪)48/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( (غير المستحاضة كنحوىا))(‪ ()7‬كىو من بو سلس البوؿ‪ ،‬أك جراحة مطرية مستمرة‪ ،‬فمن كاف كذلك‬
‫فالواجب عليو (التحرم) في تأدية الصبلة الناقصة أك طهارتها (آلخر) كقت (االضطرار) (‪ )0‬فبل يؤديها‬
‫إال فيو‪ ،‬فيتحرل للظهر بقية تسع العصر‪ ،‬حسبما مر في باب التيمم‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ال يجب التأخير إال على المتيمم )(‪.()3‬‬
‫تنبيو‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬من كضأ أعضاء التيمم فإف ىؤالء إذا زاؿ عذرىم كفي الوقت بقية كجب عليهم اإلعادة‪ ،‬كالمتيمم‬
‫إذا كجد الماء‪( .‬قرز) (*) كيدخل في ذلك من جبر سنو بنجس‪ ،‬أك (‪ )7‬يخشى من المسح ضررا أك‬
‫سيبلف دـ كلو في أعضاء الوضوء؛ ألنو لم يعدؿ إلى بدؿ [في أنو ال يلزمو التأخير‪ ،‬كما تقدـ في‬
‫قولو‪":‬كال يمسح كال يحل جبيرة"(‪ )7‬كىو أقرب شبها بالمستحاضة؛ ألنو يستوفي األركاف ػ فكاف حكمو‬
‫حكمها‪ ،‬من أنو ال يلزمو التأخير‪( .‬غيث) فإف قلت‪ :‬فهل يجوز لو الجمع كما يجوز لها ? قلت‪ :‬ال نص‬
‫ألصحابنا في ذلك‪ ،‬كاألقرب أنو ال يباح لو الجمع؛ ألنو إنما أبيح لها لما يلحقها من المشقة بانتقاض‬
‫كضوءىا بدخوؿ كل كقت‪ ،‬بخبلؼ من جبر سنو بنجس فإنو ال مشقة‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )0‬فإف خشي الموت قبل دخوؿ الوقت الذم يتلوـ إليو تعين عليو تأديتها في الوقت الذم يليو الوقت‬
‫الذم يظن موتو فيو‪ ،‬أك تعذرىا‪ .‬قاؿ (ابن الحاجب)‪ :‬إجماع‪ )7( .‬كقد حقق اإلماـ المهدم عليو السبلـ‬
‫ىذه المسألة في (المنهاج) كاختار أف الصبلة غير كاجبة‪( .‬قرز) (‪ )7‬ألنو بمنزلة آخر الوقت؛‬
‫الشتراكهما في كجو الفوت إف لم يفعل فيها‪ ،‬ىكذا ذكره (ابن الحاجب)‪( .‬غيث) (*) كعلى الجملة أف‬
‫من كجب عليو التأخير ىو من عدؿ إلى بدؿ‪ ،‬أك عدـ األصل كالبدؿ‪ ،‬ىذا الضابط‪ ،‬كقرره المتوكل على‬
‫اهلل‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالمحبوس بالغصب‪.‬‬

‫(‪)49/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ظاىر إطبلؽ األصحاب أنو ال فرؽ بين اإلقعادين الطارئ)(‪ )7‬كاألصلي‪ ،‬إال أنو ال‬
‫ينبغي البقاء على ظاىر ىذا اإلطبلؽ؛ ألف من البعيد أف يجعل حكم من خرج من بطن أمو الصقة ساقيو‬
‫إلى فخذيو‪ ،‬على كجو ال يمكنو الفصل في كجوب التأخير ػ حكم من رجبله صحيحتاف‪ ،‬لكن ثقل بو‬
‫المرض فتعذر القياـ عليو؛ ألنو ال كبلـ في أف من لم يخلق اهلل لو رجلين رأسا أف صبلتو أصلية(‪ )0‬ال‬
‫بدلية؛ ألف حاالتو كلها حاالت القائم‪ ،‬فهو كمن خلقو اهلل تعالى قصيرا(‪ )3‬في قدر القاعد‪ ،‬كالذم خلق‬
‫لو رجبلف ناقصتاف على كجو ال ينتفع بهما رأسا أشبو بمن لم يخلق لو رجبلف رأسا‪ ،‬ال بمن لو رجبلف‬
‫صحيحتاف نافعتاف‪ ،‬لكن عرض لو ما منعو االستقبلؿ عليهما(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ما لم يحدث عليو اإلقعاد في حاؿ الصبلة فيبني كما سيأتي [في قولو "كال تفسد عليو بنحو‬
‫أقعاد"](*) المختار‪ :‬أنو ال فرؽ بين اإلقعادين الطارئ كاألصلي أنو ال يجب [قوم]التأخير عليهما مهما‬
‫لم يكن راجيا زكاؿ علتو‪( .‬سحولي) ك(عامر) لجرم عادة المسلمين بعدـ األمر لهم بالتأخير‪ .‬كظاىر‬
‫إطبلقهم كجوب التأخير‪( .‬قرز) كقيل [قوم]‪ :‬الطارل ما كاف بعد التكليف‪ ،‬كاألصلي قبلو‪( .‬عامر) كفي‬
‫(البستاف)‪" :‬الطارل ما يعرض بعد االستقبلؿ على الرجلين‪ .‬كاألصلي‪ :‬ما عرض قبلو [كقيل‪ :‬الطارئ ما‬
‫كاف بعد ثبوتو‪ ،‬كاألصلي عكسو‪ ،‬كىذا ظاىر الكتاب ]‪.‬‬
‫(‪ )0‬بل بدلية‪ )*( .‬كىو يصلي أكؿ الوقت‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال استواء فتأمل؛ إذ الرجل القصير مستوؼ لؤلركاف أجمع‪ ،‬بخبلؼ من لم يخلق لو رجبلف فبل‬
‫يوصف بالقياـ‪ .‬من (ىامش الغيث)‬
‫(‪ )4‬كظاىر إطبلقهم ال فرؽ‪( .‬قرز)‬

‫(‪)52/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يجوز (لمن عداىم) أم‪ :‬من عدا من يلزمو التأخير (جمع المشاركة) )(‪ ()7‬سواء كاف مريضا أك‬
‫نحوه)(‪ ()0‬أك صحيحا مسافرا‪ ،‬أك مقيما‪.‬‬
‫كاختلف في تعيين كقتو(‪ )3‬فقاؿ في اللمع‪ :‬إف نصفو قبل مصير ظل كل شيء مثلو‪ ،‬كنصفو بعده‪.‬‬
‫كقاؿ في مجموع علي خليل‪ :‬إف جميعو(‪ )4‬بعد مصير ظل كل شيء مثلو(‪ )5‬ككذا في اللمع في آخر‬
‫باب التيمم‪ .‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كىذا ىو الصحيح‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إف جميعو قبل مصير ظل الشيء مثلو‪.‬‬
‫كاختلف في قدره أيضا ػ فقاؿ الفقيو حسن‪ :‬إنو قدر ما يسع الظهر(‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ال جمع التقديم كالتأخير (عالبا)‪( .‬ىداية) احتراز من يوـ عرفة فإنو يندب فيو للحجاج جمع‬
‫العصرين تقديما (‪ )7‬كمن ليلة مزدلفة فإنو يجب عليو فيها جمع العشائين تأخيرا‪ ،‬كما يأتي مع كماؿ‬
‫الطهارة كالصبلة‪( .‬شرح الهداية)(قرز) (*) بأذاف كاحد كإقامتين‪( .‬قرز) [(‪)7‬سيأتي أنو يصلي يوـ عرفة‬
‫توقيتا‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )0‬األعمى‪ ،‬كالجريح‪.‬‬
‫(‪ )3‬كقدره‪.‬‬
‫(‪ )4‬قولو‪" :‬بعد مصير" أم‪ :‬عند] كىذا ىو الصحيح؛ ألنو لم يؤخذ إال من صبلة الرسوؿ؛ ألنو صلى‬
‫فيو العصر في اليوـ األكؿ‪ ،‬كالظهر في اليوـ الثاني‪( .‬صعيترم)‬
‫(‪ )5‬ككذا يقاس المغرب كالعشاء‪( .‬كشلي) (قرز)‬
‫(‪ )6‬مع الطهارة الكاملة‪( .‬قرز) (*) ألنو مأخوذ من خبر جبريل‪ ،‬ك(كانت الصبلة مثنى مثنى)‪( .‬من لفظ‬
‫األثمار) [قيل‪ :‬ككذا من كقت العشاء ما يسع الوضوء كأربع ركعات‪( .‬نجرم)‪ .‬ينظر ألنو أنما أخذ من‬
‫خبر التعليم فلم يدخل فيو شيئ]‪.‬‬

‫(‪)57/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬مع سننو‪ .‬كىذا مع الوضوء(‪ )7‬فيكوف كقتا للصبلتين معا على طريق‬
‫البدؿ(‪.)0‬‬
‫كقيل‪ :‬قدر ما يسع ثماني ركعات‪ .‬كقيل‪ :‬عشر مع الطهارة‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف جمع المشاركة ليس بثابت (‪ )3‬كإف الجمع نوعاف فقط تقديم كتأخير‪.‬‬
‫(ك) يجوز (للمريض المتوضئ) (‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإنما زيد الوضوء؛ ألنو قد مر أف المستحاضةتصلي فيو‪ ،‬كىو ينتقض كضوءىا بدخولو‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬في المقيم‪ ،‬كالمسافر حقيقة‪( .‬قرز)] يعني‪ :‬أنك لو صليت فيو الظهر كاف كقتا لها‪ ،‬كإف‬
‫صليت فيو العصر كاف كقتا لها‪( .‬تعليق مذاكرة) ك(قرز) (*) أيهما صليت فيو فهي في اختيارىا‪ ،‬فهو في‬
‫التحقيق كقت اشتراؾ‪ ،‬ال جمع مشاركة إال في حق المسافر فيتهيأ فيو الجمع‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‬
‫(‪ )3‬كقواه في (البحر) كاإلماـ شرؼ الدين ك(المفتي) كاختاره في (الفتح) قاؿ في (شرح الفتح)‪ :‬كأما‬
‫المشاركة فغير معقولة؛ إذ لو جعل نصفو قبل مصير ظل كل شيء مثلو‪ ،‬كنصفو بعده مثبل كما في‬
‫(اللمع) فالظهر في آخر اختياره‪ ،‬كالعصر في أكؿ اختياره‪ ،‬كإف جعل بعد مصير ظل كل شيء مثلو‪ ،‬كما‬
‫ذكره علي خليل في (مجموعو) فهو جمع تأخير‪ ،‬كإف جعل قبلو فهو تقديم‪ ،‬كقد أكرد عليو في (الغيث)‬
‫ما ىذا معناه‪( .‬فتح)‬
‫(‪ )4‬مستكمبل للصبلة‪( .‬قرز) (*) كلفظ حاشية‪ :‬كمن جمع تقديما أك تأخيرا ببل عذر أجزأه‪ ،‬كفي إثمو‬
‫خبلؼ‪( .‬ىداية) (قرز) قاؿ في (الذريعة) للقاضي محمد بن حسن المغربي‪ ،‬عن القاضي سليماف بن‬
‫يحيى صاحب سعلل‪ ،‬بإسناده إلىزيد بن علي أنو كاف يجمع بين الصبلتين في أكؿ كقت األكلى‪ ،‬كيقوؿ‪:‬‬
‫(ىذا مذىبي كمذىب آبائي كأجدادم من قبلي)‪ .‬الذريعة مؤلف القاضي محمد بن حمزة بن أبي النجم‪.‬‬
‫(*) كركم عن زيد بن علي أف الجمع بين الصبلتين جائز‪ .‬كركم ذلك عن علي عليو السبلـ‪ ،‬كالهادم‬
‫عليو السبلـ‪( .‬شرح الهداية)‪[ .‬كركم في المجموع عن اإلماـ زيد خبلؼ ىذا‪ ،‬كىو كجوب التوقيت‪،‬‬
‫كحكاه عن علي عليو السبلـ‪ .‬فينظر‪].‬‬

‫كمن أخر ببل عذر أجزأه‪ ،‬كأثم‪ .‬قيل‪ :‬إجماعا؛ ذكره المؤيد باهلل‪ ،‬كالسيد يحيى بن الحسين للمذىب‪.‬‬
‫ككذا من قدـ‪ .‬فإف قيل‪ :‬كيف يصح التقديم مع اإلثم ? قيل‪ :‬اإلثم (‪ )7‬بالعزـ على فعلها‪ ،‬ال بفعلها‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ المهدم أحمد بن الحسين في فتاكيو‪ :‬ال يؤثم المؤخر لغير عذر؛ ألنو يستحق الثواب‪،‬‬
‫كالثواب كالعقاب ال يجتمعاف‪( .‬شرح الهداية)(‪ )7‬لعلو يقاؿ‪ :‬المصلي ىاىنا مخاطب بصبلة العصر‪،‬‬
‫كمخاطب بفعلها في كقت اختيارىا‪ ،‬ككل كاحد من فعلها في كقت اختيارىا‪،‬كمن الصبلة كاجب مستقل‪،‬‬
‫كفعلها في كقت اختيارىا غير شرط في صحتها‪ ،‬فإذا قدـ الصبلة ىاىنا فقد أتى بأحد الواجبين كىو‬
‫الصبلة ػ فتصح؛ إذ ىو غير عاص بفعلها‪ ،‬كترؾ الواجب اآلخر‪ ،‬كىو فعل الصبلة في كقت اختيارىا يأثم‬
‫بترؾ فعلها في كقت اختيارىا‪ ،‬ال بفعلها في كقت اضطرارىا‪ )*( .‬كقد جمع النبي صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم في المدينة من غير عذر كال مرض‪( .‬شرح فتح) كلفظ (أصوؿ األحكاـ) (خبر) كعن ابن عباس‬
‫أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬صلى الظهر كالعصر جميعا‪ ،‬كالمغرب كالعشاء جميعا‪ ،‬من غير‬
‫خوؼ كال سفر) كركم بغير ىذا اإلسناد (فقلت‪ :‬ما حملو على ذلك ? قاؿ‪ :‬أراد أف ال يحرج أمتو)‪.‬‬
‫كركم عن ابن عباس أنو قاؿ‪":‬ربما جمع النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم بين المغرب كالعشاء في‬
‫المدينة"‪( .‬منو لفظا) [ركل الترمذم من حديث معاذ بن جبل قاؿ‪( :‬كاف صلى اهلل عليو كآلو كسلم في‬
‫غزكة تبوؾ إذا زاغت الشمس قبل أف يرتحل جمع ين الظهر كالعصر‪ ،‬فإف رحل قبل أف تزيغ الشمس‬
‫آخر الظهر حتى ينزؿ للعصر‪ ،‬كفي المغرب مثل ذلك)‪ .‬من (األنوار المحمدية)‪ .‬لكن الحديث من ركاية‬
‫قتيبة‪ ،‬كىو ضعيف عند أئمة الحديث‪ ،‬كالمعركؼ عند أىل العلم بالحديث ركاية أبي الزبير عن أبي‬
‫الطفيل عن معاذ‪ ،‬كليس فيها جمع التقديم ] فتأمل‪.‬‬

‫(‪)50/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ال المتيمم (كالمسافر كلو لمعصية))(‪.()7‬‬


‫كقاؿ الشافعي‪ ،‬كأبو طالب في التذكرة‪ :‬إف الجمع ال يجوز في سفر المعصية (كالخائف) على‬
‫نفسو)(‪ ()0‬أك مالو (كالمشغوؿ بطاعة) كاكتساب علم‪ ،‬أك ماؿ يسد بو عائلتو‪ ،‬أك يقتضي بو دينو أك‬
‫نحو ذلك (أك) مشغوؿ بشيء (مباح )(‪ ()3‬ينفعو‪ ،‬كينقصو التوقيت ػ جمع التقديم كالتأخير) فالتقديم‪:‬‬
‫أف يصليهما في كقت اختيار األكلى‪ ،‬كالتأخير عكسو)(‪.()4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قياسا على اإلفطار]‪( .‬تنبيو) قيل‪ :‬من جاز لو اإلفطار جاز لو الجمع‪ .‬كأشار إليو في (الشرح) قاؿ‬
‫موالنا عليو السبلـ‪ :‬فيؤخذ من ىذا أف المقيم عشرة أياـ يحرـ عليو الجمع لغير عذر كاإلفطار‪ ،‬كمن‬
‫أقاـ دكف العشر لزمو القصر‪ ،‬كجاز لو اإلفطار كالجمع‪( .‬غيث لفظا)‪ ،‬كمثلو في (األثمار)‪( .‬قرز) (*)‬
‫كاإلباؽ‪.‬‬
‫(‪ )0‬في الحاؿ‪ ،‬أك في المآؿ‪( .‬قرز) [أك ماؿ غيره‪( .‬قرز) كإف قل] (*) أك غيره‪( .‬قرز) [محترـ‪.‬‬
‫(قرز)]‬
‫(‪ )3‬ال ما ال ينفعو‪ ،‬كالكبلـ مع الناس‪ ،‬كالنوـ الذم ال يشغلو تركو (*) يعود إلى المباح فقط‪( .‬زىور)‬
‫كفي (الهداية) يعود إليهما(‪ )7‬ككذا في (البياف)‪( .‬قرز) [عبارة (الهداية) "ينقصهما " كىو صريح (شرح‬
‫األزىار) ككذا في البياف] (*) عائد إلى الطاعة‪ ،‬كالمباح‪( .‬ىداية) ك(شرح األثمار) (قرز) كفي (الفتح‬
‫كشرحو)‪ :‬إف التقييد بقولو‪":‬كينقصو التوقيت "عائد إلى المباح فقط‪ )*( .‬كىل المطر كنحوه‪ ،‬كمدافعة‬
‫األخبثين عذر يبيح الجمع (‪ )7‬بينهما مع برد الماء أك بعده ? في (الشفاء) عن القاسم عليو السبلـ ما‬
‫يقتضي أنو يجوز للشيخ الكبير الجمع لغير عذر؛ لمشقة التوقيت‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كيمكن‬
‫القياس عليو‪ ،‬كيحتمل المنع(‪)7‬لتأكيد التوقيت‪( .‬غيث) من أكؿ باب صبلة الجماعة [(‪)7‬في غير‬
‫الشيخ‪ ،‬كالمسافر‪( .‬قرز) ] (‪ )7‬أما المطر فهو عذر‪ ،‬كمدافعة األخبثين عند الضرر‪.‬‬
‫(‪ )4‬األكلى بخبلفو؛ ليشمل االختيارم كاالضطرارم‪( .‬قرز)‬

‫(‪)53/0‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب أف حد المرض الذم يجوز معو الجمع )(‪ ()7‬ىو حصوؿ ألم في الجسم‪،‬‬
‫أم ألم كاف يشق معو التوقيت (‪()0‬كسواء سمي مرضا مطلقا كالحمى كنحوىا‪ ،‬أـ لم يسم إال مقيدا‬
‫كالرمد‪ ،‬كألم األسناف‪ ،‬كالجراحات المؤلمة‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كحد الخوؼ الذم يسوغ معو الجمع ىو خشية مضرة في نفس أك ماؿ؛ أم مضرةكانت)(‪ ()3‬كإف‬
‫قلت‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) قاؿ اإلماـ المهدم‪ ،‬كالفقيو يوسف‪ :‬إف خشية فوت الجماعة ليس بعذر في الجمع‪ ،‬كإف‬
‫المراد في الجماعة إدراؾ الوجو األفضل‪ ،‬كالجمع يعود عليو بالنقص؛ ألف أداءىا في كقتها فرض‪ ،‬كمع‬
‫الجماعة نفل‪( .‬بحر معنى)‬
‫كلفظ حاشية‪" :‬كقاؿ الوالد رحمو اهلل‪ :‬بل يحتمل أف تكوف صبلة الجماعة عذرا في الجمع إذا كاف‬
‫اإلماـ معذكرا‪ ،‬أك كانت تفوت بالتوقيت‪ ،‬كالمشغوؿ إذا خشي فوتها بالتوقيت‪( .‬بستاف)‪ .‬كقرره‬
‫(المفتي)‪[ .‬كلفظ (البحر) "(فرغ) فلو كانت الطاعة صفة لها كالجماعة لم يصح الجمع ألجلها؛ للقطع‬
‫حينئذ بأف ال غرض إال تأديتها على الوجو األفضل‪ ،‬كالجمع يعود عليو بالنقص؛ إذ أداؤىا في كقتها‬
‫فرض‪ ،‬كمع الجماعة نفل‪ ،‬كالفرض أفضل من النفل‪( .‬بحر بلفظو) كمثلو عن الفقيو يوسف‪.‬‬
‫(‪ )0‬كإنما ساغ الجمع للمرض‪ ،‬كلم يسغ لو التيمم؛ ألف علة جواز التيمم ضرر الوضوء فاعتبر فيو ما‬
‫تقدـ في بابو‪ ،‬كعلة الجمع للمرض حصوؿ المشقة فقط قياسا على السفر؛ ألف مشقة التوقيت في‬
‫السفر أىوف من مشقة األلم‪( .‬أثمار لفظا)‬
‫(‪ )3‬قلت‪ :‬كما في األلم‪ ،‬كصورتو‪ :‬أف يكوف في موضع الماء الذم يتطهر منو موضع مخافة‪ ،‬كيخشى‬
‫إف انتقض كضوءه أف ال يجد ماء إال من ذلك الموضع فيسوغ لو الجمع حينئذ‪،‬ككذلك حيث يكوف‬
‫خائفا من عدك‪ ،‬كيحتاج إلى الحراسة‪ ،‬كيخل بها التوقيت كنحو ذلك‪ ،‬كما أشبو ذلك‪( .‬شرح أثمار)‬

‫(‪)54/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كمثاؿ الطاعة التي يسوغ ألجلها الجمع نحو أف يكوف في كعظ‪ ،‬أك تذكير كيخشى في أكؿ الوقت إف‬
‫قاـ للصبلة أف يتفاكت السامعوف(‪ )7‬فبل بأس بجمع التأخير حينئذ‪ ،‬ككذا لو كاف في صنعة أك عمل‬
‫يعود نفعهما على من يجب عليو إنفاقو )(‪ ()0‬أك في عمارة مسجد أك منهل‪ ،‬كالتوقيت ينقص ذلك‬
‫العمل‪ ،‬من تسهيل يقع من األجراء أك نحو ذلك )(‪.()3‬‬
‫كأما المباح فنحو أف يكوف في حرث أك نحوه‪ ،‬كلم يقصد بو كجو قربة)(‪ ()4‬كالتوقيت ينقص ما يرجوه‬
‫من نفعو‪ ،‬أكتمامو في ذلك الوقت فلو الجمع حينئذ‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬بل يجوز الجمع‪ ،‬كإف لم يخف نقص المباح(‪.)5‬‬
‫كضعفو موالنا عليو السبلـ‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫قاؿ اإلماـ يحيى بن حمزة‪ ،‬كالمطهر بن يحيى‪ ،‬كالسيد يحيى بن الحسين‪ :‬إف السنة الجمع في‬
‫السفر)(‪ ()6‬كىو أفضل من التوقيت‪ ،‬كىكذا في مهذب الشافعي‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو كاحدا‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك يندب‪ ،‬أك ال يجب؛ إذ اإلنفاؽ قربة حيث قصد القربة‪( .‬قرز)]‬
‫يقاؿ‪ :‬لم قاؿ‪" :‬على من يجب عليو إنفاقو" كىبل قاؿ‪ :‬حيث قصد القربة بذلك مطلقا‪( .‬نجرم) كلفظ‬
‫حاشية‪ :‬ال فرؽ؛ إذ اإلنفاؽ قربة مطلقا‪ .‬مع قصد القربة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬مخالفة غرض‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كال قصد المكاثرة‪( .‬قرز) [بأف يرد على المقرر‪ ،‬كذكر معناه في (البحر)‪( .‬فتح)]‬
‫(‪ )5‬كالسفر المباح‪.‬‬
‫(‪ )6‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ألنو أرفق للمسافر‪ ،‬كأيسر بحالو‪ ،‬كأسهل في أمره‪( .‬بستاف) (كالسنة في السفر‬
‫ترؾ النوافل) قيل‪ :‬لما ركل ابن عباس (أنو كاف صلى اهلل عليو كآلو كسلم إذا سافر لم يسبح) كالمراد‬
‫بالتسبيح صبلة النافلة‪ ،‬كفي (البحر) (مسألة) األكثر‪ :‬كالركاتب في السفر كالحضر؛ لفعلو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم كأصحابو‪ ،‬كأسقطها عبد اهلل بن عمر كأصحابو‪ ،‬كزين العابدين في السفر كالقصر‪ .‬لنا ما‬
‫مر‪( .‬بحر بلفظو)‬

‫(‪)55/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ ،‬كالفقيو محمد بن يحي‪ ،‬كالفقيو محمد بن سليماف‪ ،‬كالفقيح يحيى بن‬
‫حسن البحيبح‪ ،‬كاألمير المؤيد‪ :‬إف الجمع رخصة‪ ،‬كالتوقيت أفضل)(‪.)7‬‬
‫(نعم) كاألفضل للمسافر النازؿ أف يصلي أكؿ الوقت‪ ،‬كالسائر آخره(‪ )0‬كاختلف في تفسير النازؿ‪ ،‬كما‬
‫المراد بآخر الوقت‪ .‬أما النازؿ فقيده في األحكاـ كالكافي بأف يكوف على عزـ السفر‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا يقتضي أنو من ليس بمقيم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) أما ركاتب الفرائض ? فقيل‪ :‬تفعل فيو‪ ،‬حكى في (جامع األصوؿ) كنسبو في (االنتصار) إلى‬
‫األكثر‪( .‬ىامش ىداية)‪ .‬كقيل‪ :‬ال تفعل‪ .‬كىذا قوؿ ابن عمر‪ ،‬ككذا قاؿ ابن عباس‪( :‬لو كنت متنقبل‬
‫ألتممت‪ ،‬فإذا قصرت الفريضة فترؾ النوافل أكلى)‪ .‬كىو قوؿ زين العابدين‪ ،‬كقيل‪ :‬تفعل في الفجر‬
‫كالمغرب‪ ،‬كىو مركم عن علي عليو السبلـ‪ .‬كىو قوؿ الصادؽ‪ ،‬كحكاه عنو في (األمالى)‪( .‬ىامش‬
‫ىداية)(*) كقرر [قوم ]أنو إف كاف سفره بعد دخوؿ الوقت فالتقديم أفضل‪ ،‬كإف كاف قبل دخولو‬
‫فالتأخير أفضل‪ ،‬كإف كاف مقيما دكف عشر فالتوقيت أفضل‪( .‬عامر)‬
‫(‪ )0‬إذا أراد الجمع‪ ،‬كإال فالتوقيت أفضل‪( .‬بياف) (قرز) (*) كقيل‪ :‬إف سافر قبل الزكاؿ فالسنة جمع‬
‫التأخير لفعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( .‬شفاء) فإنو كاف إذا زاغت الشمس قبل أف يرتحل جمع بين‬
‫الظهر كالعصر‪ ،‬كإف ارتحل قبل أخر الظهر حتى ينزؿ للعصر) كفي العشائين كذلك‪ .‬كلفظ (شرح‬
‫األثمار) "كفي المغرب كذلك إف غايت الشمس قبل أف يرتحل جمع بين المغرب كالعشاء‪ ،‬كإف ارتحل‬
‫قبل أف تغيب الشمس أخر المغرب حتى ينزؿ للعشاء‪ ،‬ثم يجمع بينهما) ىكذا في ركاية أبي داكد‪،‬‬
‫كالترمذم‪ ،‬كفي معناه ركايات أخر‪.‬‬

‫(‪)56/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬ىو من يقف قدر االستراحة (‪.)7‬‬
‫كأما تعيين األفضل من آخر الوقت‪ .‬فقاؿ في الوافي‪ ،‬كأصوؿ األحكاـ‪ :‬ىو آخر اختيار األكلى‪.‬‬
‫كقاؿ أبو طالب‪ :‬المراد كقت الثانية(‪.)0‬‬
‫(نعم) فيجوز للمريض كنحوه ممن تقدـ ذكره جمع التقديم كالتأخير (بأذاف) كاحد ينويو (‪( )3‬لهما)‬
‫جميعا أم‪ :‬للصبلتين‪ .‬كقاؿ الفقيو حسن النحوم في تذكرتو‪ :‬إنو ينويو لؤلكلى منهما (ك) أما اإلقامة‬
‫الواحدة فبل تكفي‪ ،‬بل ال بد من (إقامتين) (‪ )4‬لكل صبلة إقامة (كاليسقط الترتيب) بين الصبلتين‬
‫المجموعتين إال أف ال يبقى من الوقت إال ما يتسع للثانية قدمت الثانية)(‪.()5‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كحكاه أبو مضر عن المؤيد باهلل‪ :‬إنو يسقط الترتيب بدخوؿ كقت‬
‫الثانية‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيسير في بقية يومو أك ليلتو‪( .‬قرز) (*) كىو مقدار الوضوء‪ ،‬كالصبلة‪ ،‬كاإلبراد‪ )7( .‬كقيل‪ :‬من‬
‫يحط رحلو‪ ،‬ثم يسير آخر اليوـ‪ .‬يعني‪ :‬آخر اختيارىا‪( .‬غيث)‪ .‬كقيل‪ :‬أكؿ كقتها‪ .‬كفي بعض الحواشى‪:‬‬
‫اختيارىا كاضطرارىا‪ .‬كقرره (المفتي) ك(الشامي) (‪ )7‬كيرتحل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬آخر اختيارىا‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )3‬ندبا‪ ،‬بل يكفيو نية فعلو‪ ،‬كال يحتاج إلى نية فعل لهما‪( .‬قرز) ]‬
‫(*) كأما جمع المشاركة فبل بد من أذانين‪( .‬بياف) كعن (الشامي)‪ :‬يكفي أذاف كاحد كإقامتين‪( .‬قرز) (*)‬
‫صوابو‪ :‬يكفيو لهما‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬قياسا على الجمع بمزدلفة فإنو كذلك‪( .‬شرح الهداية)‬
‫(‪ )5‬إال في المغرب كالعشاء فإنو إذا بقي ما يسع العشاء أربع ركعات قدـ المغرب‪ ،‬كأدرؾ من العشاء‬
‫ركعة بشرط أف يكوف متوضئا‪( .‬قرز) [فلو صلى األكلى لم يجزه‪ ،‬فلو غلب على ظنو أنو يدرؾ الصبلتين‬
‫جميعا فصلى الظهر‪ ،‬كخرج الوقت ىل يجزئو الظهر ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬الجواب أنو يجزئو قوال كاحدا؛‬
‫ألنو متعبد بظنو‪( .‬نجرم معنى)]‬

‫(‪)57/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إف الترتيب كاجب إال أف يقدـ الثانية ناسيا(‪ )7‬لؤلكلى سقط)(‪ ()0‬كمثل قولو ذكره‬
‫القاسم عليو السبلـ‪.‬‬
‫كقاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كإلى ىذا القوؿ أشرنا بقولنا‪( :‬كإف نسي) يعني‪ :‬كإف نسي األكلى فقدـ الثانية‬
‫فإنو ال يسقط الترتيب‪ ،‬بل يستأنف الصبلتين)(‪.()3‬‬
‫(كيصح النفل بينهما)(‪ )4‬يعني‪ :‬بين الصبلتين المجموعتين تقديما أك تأخيرا؛ ألنو لم يرد في ذلك نهي‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل [قوم])(‪ :()5‬إنو ال يتنفل بينهما؛ ألف الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم لم يكن‬
‫يفعل ذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيستمر النسياف إلى أف يفرغ من الصبلة الثانية‪ ،‬ك[بعد] دخوؿ كقت الثانية‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )0‬الترتيب‪ ،‬إال أف يذكر األكلى قبل أف يسلم من الثانية استأنفها‪( .‬شرح األثمار لفظا)‬
‫(‪ )3‬ىكذا في (الغيث) كلعلو عليو السبلـ أراد حيث ذكر المصلي الختبلؿ الترتيب بعد فراغو من‬
‫الثانية قبل فعل األكلى؛ إذ لو ذكر بعد فعل األكلى فلعلو ال يستأنف إال الثانية فقط‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬عبارة األثمار‪ :‬كيجوز " إذ قد يصح ما ال يجوز ] [يعني‪ :‬أف ذلك ال يبطل الجمع عندنا‪ ،‬كأما في‬
‫المشاركة فبل يتقدر‪( .‬بحر معنى) كاعلم أف النفل يستحب بين كل أذاف كإقامة ما خبل المغرب فيكره‪،‬‬
‫كيصح مطلقا‪( .‬قرز)]‬
‫(*) ككذا صبلة فرض‪ ،‬كمقضية‪ ،‬كمنذكرة‪ ،‬أك جنازة‪( .‬شرح األثمار) (قرز) (*) (غالبا) احتراز من أف ال‬
‫يبقى من الوقت إال ما يسع الصبلتين كنحو ذلك فبل يصح النفل‪( .‬كابل) كمن جمع العشائين في مزدلفة‬
‫فإنو ال يجوز كلو من الركاتب‪ .‬ذكر معنى ذلك في (البياف) كلفظ (البحر)‪ :‬كلو صلى العشاء آخر‬
‫اختياره‪ ،‬كصلى المغرب أكؿ كقت العشاء فقد صدؽ عليو أنو جمع تأخير‪( .‬قرز) (*) كالمراد بالنفل‬
‫الركاتب فقط‪ ،‬كظاىر (األزىار) كلو غير ركاتب الفرائض‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كالمهدم أحمد بن الحسين عليهم السبلـ‪.‬‬

‫(‪)58/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ في اللمع‪ :‬كعنده إذا فصل بينهما أعاد األذاف للثانية)(‪)7‬كمثلو ذكر أبو جعفر للمؤيد باهلل‪.‬‬
‫(باب األذاف كاإلقامة) )(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو من الركاتب‪ .‬قلنا‪ :‬سننها كبعضها‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )0‬مسألة) كاألذاف من شعار الدين‪ ،‬فإذا أطبق أىل بلد على تركو (‪ )7‬قاتلهم اإلماـ عليو‪ ،‬كعلى تركهم‬
‫الصبلة‪ ،‬أك الزكاة‪ ،‬أك الصوـ‪( .‬بياف) (‪ )7‬يعني‪ :‬متواطئين على تركو‪ )*( .‬كاختلف في شرعية األذاف‬
‫على أقواؿ ثبلثة ػ ذكرىا في (االنتصار)‪ .‬األكؿ‪ :‬عن القاسمية أنو ثبت من ليلة اإلسراء؛ ألنو سمع األذاف‬
‫ليلة أف أسرم بو إلى السماء‪ .‬كالثاني‪ :‬عن الناصرية‪ :‬أنو نزؿ بو جبريل عليو السبلـ‪ ،‬كما نزؿ بسائر‬
‫الشرائع‪ .‬كالثالث‪ :‬للمالكية‪ ،‬كالشافعية كالحنفية‪ :‬أف عبد اهلل بن زيد األنصارم رأل في المناـ أنو أىمهم‬
‫ما يجمع الناس للصبلة‪ ،‬كاستشار المسلمين بذلك‪.‬‬
‫فثبت أنو نزؿ بو جبريل بوحي‪ ،‬كىذه الرؤيا بعد نزكلو‪ ،‬لما أراد المسلموف أف يصلوا فاختلفوا ماذا‬
‫يجمعهم فبعضهم قاؿ‪ :‬بالناقوس‪ .‬فحصل الرؤيا أنو يكوف الجمع للصبلة بذلك‪ ،‬بعد أف قد ثبت‬
‫بالوحي‪( .‬ىداية)‪.‬‬
‫(*) كيستحب الدعاء حاؿ األذاف‪ ،‬كقبل اإلقامة كحالها‪ .‬قيل‪ :‬إف أبواب السماء تفتح حينئذ‪ ،‬كال يرد‬
‫الدعاء‪ ،‬كيقوؿ المستمع‪ :‬مرحبا بالقائلين عدال‪ ،‬مرحبا بالصبلة كأىبل‪ ،‬كبرت تكبيرا‪ ،‬كعظمت تعظيما‪،‬‬
‫رضيت باهلل ربا‪ ،‬كباإلسبلـ دينا‪ ،‬كبمحمد صلى اهلل عليو كآلو كسلم نبيا كرسوال‪ ،‬كبالقرآف إماما‪،‬‬
‫كبالكعبة قبلة‪ ،‬كبالمؤمنين إخوانا‪ .‬كعند المغرب‪ :‬اللهم إني أسألك غفرانا بإقباؿ ليلك‪ ،‬كإدبار نهارؾ‪،‬‬
‫كأصوات عبادؾ أف تغفر لي كلهم‪ .‬كعند الفجر إال أنو يقوؿ‪ :‬كإقباؿ نهارؾ‪ )*( .‬كاألذاف ينقسم إلى‬
‫أقساـ أربعة‪ ،‬كاجب كذلك في الصلوات الخمس‪ .‬كمندكب‪ :‬كذلك في القضاء‪ .‬كمكركه‪ :‬في العيدين‬
‫كنحوىما‪ .‬كمحظور‪ :‬كذلك حيث يؤدم إلى سب اهلل تعالى أك سب نبيو محمد‪( .‬كشلي) كمثلو في‬
‫(الصعيترم)‪.‬‬

‫) الفجر‪ ،‬إال أنو يقوؿ‪ :‬كإقباؿ نهارؾ (*) كاألذاف ينقسم إلى أقساـ أربعة ػ كاجب‪ :‬كذلك في الصلوات‬
‫الخمس‪ .‬كمندكب‪ :‬كذلك في القضاء‪ .‬كمكركه‪ :‬في العيدين كنحوىما‪ .‬كمحظور‪ :‬كذلك حيث يؤدم إلى‬
‫سب اهلل تعالى‪ ،‬أك سب نبيو محمد صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( .‬كشلي) كمثلو في (الصعيترم)‪.‬‬

‫(‪)59/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(‬
‫األذاف في اللغة بمعنى اإلعبلـ‪ .‬قاؿ اهلل تعالى‪{ :‬كأذاف من اهلل كرسولو إلى الناس يوـ الحج‬
‫األكبر})(‪.()7‬‬
‫كفي الشرع‪ :‬ىو اإلعبلـ بدخوؿ أكقات الصلوات الخمس بألفاظ مخصوصة )(‪ ()0‬على الصفة‬
‫المشركعة)(‪.()3‬‬
‫كأما اإلقامة فهي في اللغة‪ :‬عبارة عما يصير بو الشيء منتصبا ثابتا‪ ،‬قاؿ اهلل تعالى‪{ :‬يريد أف ينقض‬
‫فأقامو}(‪ )4‬كعبارة عن االستقرار‪ ،‬يقاؿ‪ :‬أقاـ في البلد إقامة أم‪ :‬استقر فيها مدة‪.‬‬
‫كأما في الشرع فهي‪ :‬إعبلـ المتأىبين)(‪ ()5‬للصبلة بالقياـ إليها بألفاظ األذاف كزيادة(‪ )6‬على الصفة‬
‫المشركعة‪.‬‬
‫كالدليل على األذاف الكتاب‪ ،‬كالسنة‪ ،‬كاإلجماع‪.‬‬
‫أما الكتاب‪ :‬فقولو تعالى‪{ :‬كإذا ناديتم إلى الصبلة )(‪()7‬أتخذكىا ىزؤا} كقولو تعالى‪{ :‬إذا نودم‬
‫للصبلة من يوـ الجمعة فاسعوا إلى ذكر اهلل} )(‪.()8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو يوـ عرفة‪ .‬كقيل‪ :‬يوـ النحر‪ ،‬كالحج األصغر العمرة‪( .‬كشاؼ)‬
‫(‪ )0‬من شخص مخصوص‪.‬‬
‫(‪ )3‬النية‪ ،‬كالترتيب‪ ،‬كاإلعراب‪ ،‬كالتكليف‪ ،‬كالطهارة من الجنابة‪ ،‬كالذكورة‪ ،‬كالعدالة‪.‬‬
‫(‪ )4‬كمعناه‪ :‬يكاد أف يسقط كينهدـ فأثبتو كأصلحو‪.‬‬
‫(‪ )5‬فما يقاؿ في المنفرد ?‪( .‬مفتي) قاؿ (الدكارم)‪ :‬فاألكلى أف يقاؿ‪ :‬ىي ألفاظ شرعت دعاء للعالمين‬
‫للصبلة‪ ،‬كإعبلـ بوقتها‪( .‬تكميل)‬
‫(‪ )6‬كىي قولو‪ :‬قد قامت الصبلة‪ ،‬قد قامت الصبلة‪ .‬ككاف متطهرا من الحدث األصغر‪.‬‬
‫(‪ )7‬في االحتجاج بها نظر؛ ألنو إخبار عن أمر تقدمت شرعيتو‪( .‬شرح األثمار) كقاؿ الزمخشرم‪ :‬فيها‬
‫دليل على ثبوت األذاف بنص الكتاب‪ ،‬ال بالمناـ كحده‪( .‬شرح الهداية) (*) نزلت في بعض أىل الكتاب‬
‫كانوا إذا أذف المؤذنوف قالوا‪ :‬أذنوا ال أذنوا‪ .‬كإذا أقاـ المسلموف قالوا‪ :‬أقاموا ال أقاموا‪ .‬كإذا صلوا‬
‫قالوا‪ :‬صلوا ال صلوا‪ .‬يتضاحكوف بينهم تنفيرا عن الصبلة‪ ،‬كاستهزاء بالدين كأىلو‪ ،‬فنهى اهلل عن‬
‫مواالتهم‪( .‬شفاء لفظا)‬
‫(‪ )8‬دؿ على أف ثمة نداء صبلة‪ ،‬كلكن ذلك مجمل‪ ،‬كبيانو ما فعلو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( .‬ثمرات)‬

‫(‪)62/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما السنة‪ :‬فأخبار كثيرة منها (اإلماـ ضامن )(‪ ()7‬كالمؤذف مؤتمن) )(‪.()0‬‬
‫كأما اإلجماع‪ :‬فبل خبلؼ أنو مشركع(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاختلف في تفسير الضماف‪ .‬قيل‪ :‬ألنو متحمل عنهم في الجهرية‪ ،‬كيتحمل سهو المؤتم عند المؤيد‬
‫باهلل فبل يسجد لسهوه‪ ،‬كقيل‪ :‬يضمن بمعنى أنو يلزمو ما يلزـ الضامن من العقوبة‪ ،‬كذلك حيث يخل‬
‫بشرط منها عالما‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬ضامن بمعنى‪ :‬أنو يعاقب على ما أخل بو من شركط اإلمامة‪ ،‬فكاف‬
‫حالو كحاؿ الضامن‪.‬‬
‫(‪ )0‬كنعني بأمانة المؤذف ػ قيل‪ :‬على الوقت‪ .‬كقيل‪ :‬ألنو دخل فيما ال يجب عليو‪ ،‬كبو احتج من قاؿ‪:‬‬
‫األذاف ليس بواجب‪ .‬كاحتج من فضل المؤذف على اإلماـ؛ ألف حاؿ األمين أحسن من حاؿ الضمين‪.‬‬
‫كقاؿ في (اإلنتصار)‪ :‬اإلماـ أفضل‪( .‬زىور) الحديث ليس فيو داللة على األفضلية‪ ،‬كالوصف بالضماف‬
‫كاإلئتماف باعتبار التحمل كغيره‪ ،‬فاالستدالؿ بالحديث على األفضلية فيو بعد‪ .‬من خط (القاضي محمد‬
‫بن علي الشوكاني)‬
‫(‪ )3‬مسألة‪ :‬األذاف مشركع من أكؿ الوقت إلى آخر االختيار جهرا [كبعده سرا] كقاؿ الفقيو يحيى بن‬
‫حسن البحيبح‪ :‬بل إلى آخر اإلضطرار‪ ،‬مالم يخش اللبس(‪ )7‬بوقت صبلة أخرل فيؤذف سرا‪.‬‬
‫(بياف‪ )7( .)63/7‬كذلك بأف يؤذف قبل مصير ظل الشيء مثلو فيوىم دخوؿ كقت العصر‪( .‬صعيترم)‬
‫(قرز) ككأف يؤذف للعشاء عند طلوع الفجر بحيث يلتبس ىل ىو للعشاء أك للفجر‪ .‬قيل‪ :‬أك كقت‬
‫العصر كالمغرب‪( .‬قرز)‬
‫(*) سؤاؿ كرد على السيد محمد عز الدين (المفتي) رحمو اهلل "ما يقاؿ في التسبيح الذم يعتاد في‬
‫الصوامع‪ ،‬ىل ذلك سنة أك بدعة ? فإذا كاف بدعة فهل ىي مستحسنة ما لم يجر فيو مدات زائدة على‬
‫ثبلثة ألفات‪ ،‬كما ذكر في كتب الفقو‪ ،‬إذ لو زاد على ذلك أفتونا مأجورين ?‪.‬‬
‫الجواب كاهلل الهادم‪ :‬أني ال أعلم أثرا من السنة في ذلك‪ ،‬كلكن ذلك قد جرل في مدف اإلسبلـ المدة‬
‫المديدة من غير إنكار من أىل ذلك فيكوف حسنا‪ ،‬كال يضر المد الزائد المخرج للكبلـ إلى التمطيط‬
‫كالتكسير المنهي‪.‬‬
‫(*) فائدة في أجرة المؤذف ػ قلت‪ :‬األقرب جوازىا‪ ،‬أم‪ :‬األجرة على أف يؤذف في مكاف مخصوص؛ إذ‬
‫ليست على األذاف حينئذ‪ ،‬بل على مبلزمة المكاف‪ ،‬كأجرة الرصد كنحوىا‪( .‬بحر)‬

‫(‪)67/0‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ ،‬كجملتو معلومة من الدين ضركرة‪.‬‬


‫كأما دليل اإلقامة ففعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كالخلفاء من بعده‪ ،‬كال خبلؼ في كونها مشركعة كإف‬
‫اختلف في الوجوب‪.‬‬
‫كأما حكمهما فاختلف فيو ػ قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقد أكضحنا المذىب في قولنا‪( :‬كاألذاف كاإلقامة))(‪)7‬‬
‫كاجباف (على الرجاؿ) دكف النساء)(‪ ()0‬فإنو ال يجب عليهن إجماعا)(‪.()3‬‬
‫كتردد أبو طالب في االستحباب‪ .‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬ككبلـ أبي جعفر في شرح اإلبانة يدؿ على أنو ال‬
‫يستحب‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كركاه في الكافي عن زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ :‬إف األذاف كاإلقامة سنة‪.‬‬
‫(نعم) كال يجب األذاف لكل صبلة‪ ،‬كإنما يجب (في الخمس) المكتوبة (فقط)‪.‬‬
‫قاؿ في الشرح‪ :‬كذلك إجماع اآلف(‪.)4‬‬
‫كىو في الصلوات الخمس على ضربين أحدىما‪ :‬يكوف فيها (كجوبا) كذلك (في األداء)‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيتركاف لضيق الوقت كجوبا‪( .‬قرز) (*) كإذا أذف الكافر‪ ،‬فإف كاف كفره بالجحود كاف إسبلما‪.‬‬
‫(لمعة) كإف كاف كفره بأف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم مرسل إلى العرب فبل يكوف إسبلما‪ ،‬حتى يتبرأ‬
‫من كل دين إال اإلسبلـ‪( .‬بستاف) كفي (البحر) فإف أذف الكافر في دار الحرب كاف إسبلما‪ ،‬كفي دار‬
‫اإلسبلـ إف كاف تقية لم يكن إسبلما‪ .‬ككذا على جهة الهزؤ‪ ،‬كإف علم أنو إسبلـ فجلي‪ ،‬كإف التبس‬
‫فقوالف للمؤيد باهلل‪ .‬ذكره الفقيو يحيى البحيبح‪( .‬نجرم)‬
‫(‪ )0‬ككذا الخناثى ال يجب عليهن‪( .‬قرز) (*) لقولو صلى اهلل عليو آلو كسلم‪( :‬ليس على النساء جمعة‪،‬‬
‫كال جماعة‪ ،‬كال أذاف‪ ،‬كال إقامة)[ذكره في (الشفاء) ] فيكوف مكركىا حظرا؛ لتشبههن بالرجاؿ‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫تنزيو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كفي (شرح الذكيد) يجب على النساء‪ .‬ركاه عن البستى‪ ،‬فينظر في دعول اإلجماع‪.‬‬
‫(‪ )4‬كإال ففيو خبلؼ متقدـ لمعاكية‪ ،‬كعمرك بن العاص‪ ،‬كعمر بن عبد العزيز‪ ،‬كابن الزبير‪ ،‬فيقولوف‬
‫بوجوبهما في غير الخمس‪ ،‬كصبلة العيدين‪ ،‬كغيرىما‪ ،‬كقد انقرض خبلفهم بموتهم‪.‬‬

‫(‪)60/0‬‬
‫_____________________________‬

‫كالضرب الثاني يكوف (ندبا) فقط كذلك (في القضاء))(‪ ()7‬للصلوات الخمس‪.‬‬
‫فإف اجتمعت فوائت أذف لؤلكلى )(‪ ()0‬كأقاـ لكل صبلة‪.‬‬
‫(كيكفي السامع))(‪ ()3‬سواء كاف في البلد أـ ال (ك) يكفي (من) كاف (في البلد))(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإنما كاف ندبا في القضاء؛ ألنو في األصل لئلعبلـ بدخوؿ الوقت فإذا خرج الوقت سقط الوجوب‬
‫كبقي الندب‪([ .‬شرح أثمار)]كفي بعض الركايات في نوـ النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم كأصحابو في‬
‫الوادم ذكر األذاف كاإلقامة‪ ،‬دؿ ذلك على استحبابهما للقضاء‪.‬‬
‫(‪ )0‬بل للوقت الذم أدم القضاء فيو‪ ،‬كىذا إذا أداىا في كقت كاحد‪ ،‬كإال أذف لكل صبلة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬فلو سمع من مؤذف بعض األذاف‪ ،‬كمن مؤذف بعضا‪ ،‬كسمع من آخر التماـ‪ ،‬كصلى في غير البلد ?‬
‫الجواب‪ :‬أنو ال يجزئو؛ ألنو من البناء‪ ،‬كىو ال يجوز إال لعذر‪( .‬قرز)‬
‫(*) كلو جنبا‪ .‬تفصيبل‪ ،‬مرتبا‪ .‬كقيل‪ :‬كلو جملة‪ .‬ذكره مشايخ ذمار‪ ،‬كاختاره (الشامي)‪.‬‬
‫(*) إذا كاف مكلفا مسلما حاؿ سماعو‪ ،‬كظاىر األزىار ال فرؽ‪ ،‬حيث قاؿ‪":‬كيكفي السامع " فإذا سمع‬
‫الصبي ثم بلغ في الوقت أجزأه‪ ،‬ككذا لو سمع الكافر‪ ،‬ثم أسلم ػ أجزأه‪ ،‬ككذا لو سمع المجنوف‪ ،‬ثم‬
‫عقل في الوقت ػ أجزأه (قرز) إذا صلى في بلد األذاف‪ .‬كظاىر (األزىار) اإلطبلؽ‪( .‬قرز) (*) كلو صلى‬
‫في غير البلد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كلفظ (األثمار) كيكفي السامع‪ ،‬كمن حكمو‪ ،‬كىو من صلى في البلد‪( .‬كابل) سمع األذاف أك ال‪،‬‬
‫غائبا حالو أك ال‪ ،‬فإف دخل بعد كفى‪ ،‬كإنما عدؿ المؤلف عن عبارة (األزىار) ألف فيها خركج صورة‬
‫كىي‪ :‬حيث كاف خارج البلد حاؿ األذاف ثم أراد الصبلة فيها؛ فإف ذلك األذاف كافيو‪ ،‬كيوىم أيضا أنو‬
‫إذا كاف في البلد حاؿ األذاف كلم يسمع‪ ،‬ثم صلى في غيرىا يكفيو ذلك األذاف‪ ،‬كليس كذلك‪( .‬شرح‬
‫األثمار) (قرز)‬
‫(*) صوابو‪ :‬من صلى‪ ،‬كال بد أف يعلم أك يظن أف غيره أذف‪( .‬معيار) (قرز)‬
‫(*) كميلها إذا كاف بغير سور‪ ،‬كإال فبل يجزئ إال من داخل السور‪( .‬قرز)‬
‫(*) كإذا أذف في الصحراء أسقط عمن في الميل كقت األذاف‪ ،‬كىل يسقط عمن صلى فيو كالبلد أـ ال‬
‫? األقرب أنو ال يجزئ إال الحاضرين‪ ،‬ال من بعدىم‪( .‬قرز) إال أف يسمعو تفصيبل‪( .‬قرز)‬

‫(‪)63/0‬‬

‫_____________________________‬
‫( سواء كاف من أىلها أـ ال‪ ،‬كسواء سمع أـ ال (أذاف) حصلت فيو الشركط التي ستأتي‪ ،‬كجملتها‬
‫ستة)(‪.()7‬‬
‫األكؿ‪ :‬أف يكوف ذلك األذاف (في الوقت) المضركب لتلك الصبلة‪ ،‬كسواء كاف في كقت اختيارىا)(‪()0‬‬
‫أـ اضطرارىا)(‪ ()3‬تأخيرا‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أف يكوف (من مكلف))(‪ ()4‬فبل يجزئ أذاف الصغير‪ ،‬خبلؼ أبي حنيفة )(‪ ()5‬كال‬
‫المجنوف‪ ،‬كال السكراف)(‪ ()6‬قيل‪ :‬إجماعا‪ .‬كفى الكافي عن أبي حنيفة‪ :‬يصح أذانهما‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أف يكوف من(ذكر))(‪ ()7‬فبل يجزئ أذاف المرأة )(‪.()8‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬يصح(‪ )9‬كيكره‪.‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬أف يقع من (معرب) )(‪)72‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) لو كاف السامع مغربا ال يعرؼ حاؿ المؤذف في اجتماع الشركط فيو كعدمها‪ ،‬ىل يجتزم‬
‫بأذانو أـ ال ? األقرب أف حكمو حكم المقلد أنو إف كاف في بلد شوكتو إلماـ حق ال يرل صحة أذاف من‬
‫لم يجمع تلك الشركط اجتزل بو‪ ،‬كإال فبل‪( .‬شرح بهراف لفظا)‬
‫(‪ )0‬يفهم من ىذا أنو إذا حصل األذاف في كقت اختيار األكلى كفى لها إلى آخر اضطرارىا‪( .‬سيدنا‬
‫حسن)‬
‫(‪ )3‬ال تقديما فبل يصح‪ ،‬فلو أذف للعصر كقت الظهر لم يصح‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬أك تقديما‪ ،‬كصلى فيو‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )4‬كلو مكرىا إذا نواه‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬ألذاف عبد اهلل بن أبي بكر‪ .‬قلنا‪ :‬لعلو أذف غيره‪( .‬بحر) (*) خبلفو في الصغير المميز‪.‬‬
‫(‪ )6‬لعدـ النية‪.‬‬
‫(‪ )7‬كلو عبدا‪( .‬قرز) لكن يستحب أف يكوف حرا؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬كيؤذف لكم‬
‫خياركم) ذكره في (اإلنتصار) ك(مهذب الشافعي) [كلو أكده إذا نواه‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )8‬لقولو تعالى‪{ :‬كال يضرين بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن} كإذا كرد النهي عن سماع الخلخالين‬
‫فالنهي عن سماع الصوت أكلى كأحق‪ .‬إذ ال يؤمن الفتنة فهو محظور‪( .‬بستاف) [ كال الخنثى‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )9‬إذ ىي من أىل الصبلة ]‪.‬‬
‫(‪ )72‬كال يجزئ بالعجمية إال عند تعذر العربية‪ ،‬أك لنفسو‪ ،‬حيث ال يحسن العربية‪ ،‬كيجزل لمن ىو‬
‫على صفتو‪( .‬قرز)‬
‫(*) فلو لحن المؤذف ككاف السامع يؤذف سرا أذانا معربا كاف أذاف السر مسقطا للمشركع من األذاف‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(*) كالفرؽ بين األذاف كالخطبة‪ ،‬فكاف اللحن في األذاف مفسدا بخبلؼ الخطبة فلم يكن مفسدا لها‬
‫حتى جازت بالفارسية مع إمكاف العربية‪ ،‬بخبلؼ األذاف ػ أف األذاف ألفاظ معينة متعبد بها‪ ،‬فبل يجوز‬
‫اإلتياف بمعناىا مع إمكاف لفظها‪ ،‬فكاف اللحن مفسدا لها‪ ،‬بخبلؼ الخطبة فليس لها لفظ معين‪ ،‬بل‬
‫لكل خطيب أف يخترع ما شاء من الكبلـ‪ ،‬فلما لم يتعبد فيها بلفظ مخصوص كاف المعتبر فيها تحصيل‬
‫المعنى فقط من غير مراعاة لفظ بخبلؼ األذاف‪ .‬من (إمبلء المتوكل على اهلل إسماعيل)‬

‫(‪)64/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( فبل يجزئ أذاف البلحن لحنا يغير المعنى‪ ،‬أك ال كجو لو في العربية رأسا ػ أما الذم يغير المعنى فنحو‬
‫أف يكسر الباء من أكبر )(‪ ()7‬كأما الذم ال يوجد لو كجو في العربية فنحو أف يضم الياء)(‪ ()0‬من حي‬
‫على الصبلة‪.‬‬
‫الشرط الخامس‪ :‬أف يقع من (عدؿ))(‪ ()3‬فبل يجزم أذاف الفاسق)(‪ ()4‬عندنا‪.‬‬
‫أما تقليده في الوقت فبل خبلؼ أنو ال يصح‪ ،‬كما ال يقبل خبره )(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأيضا مما يغير المعنى (اهلل أكبار) جمع كبير‪ ،‬كىو البطل‪( .‬نجرم) كالبطل‪ :‬الرجل الشجاع‪[ .‬أك‬
‫يسقط الهمزة من أكبر‪ ،‬ككذا لو فتح البلـ من رسوؿ اهلل]‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك يكسرىا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كعدالة إماـ الصبلة‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز)‬
‫(‪ )4‬إال لنفسو‪( .‬قرز) ككذا من في حكمو‪ ،‬كما يأتي في الجماعة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬لعلو أراد فاسق الجارحة؛ ألنهم قد أصحوا كبلـ قاضي القضاة في المقدمة‪ ،‬فخذه من ىناؾ‬
‫[(كيقبل خبر فاسق التأكيل في دخوؿ األكقات‪ ،‬ال في أذانو)]‪( .‬قرز)‬
‫(*)[كإذا أذف‪ ،‬ثم ارتد بطل أذانو‪ .‬ذكره اإلماـ يحيى عليو السبلـ‪( .‬نجرم)‪ .‬لعلو يبطل إجزاءه لنفسو‬
‫فقط‪ ،‬فيعيد إذا أسلم‪ ،‬ال لغيره فقد أجزأه‪ .‬كاهلل أعلم‪ .‬لعل ىذا على القوؿ بأف األذاف للصبلة‪ ،‬كأما على‬
‫القوؿ بأنو للوقت فقد أجزأه]‪.‬‬
‫(*)[كىذا مبني على الخبلؼ في الصبلة‪ ،‬فإف نظرنا إلى أنو ال يصح أف يصلي بالناس جماعة لم يصح‬
‫أذانو‪ ،‬كإف نظرنا إلى أف صبلتو صحيحة في نفسو صح أذانو‪ ،‬كأما لنفسو فهو يصح بكل حاؿ‪ ،‬قياسا‬
‫على صبلتو لنفسو‪ ،‬فإنها صحيحة‪ ،‬فكذلك أذانو‪( .‬تعليق الفقيو حسن) كاهلل أعلم كأحكم]‪.‬‬
‫(*)[فإف مات المؤذف‪ ،‬أك أغمي عليو في أذانو أك إقامتو أتمو غيره‪ ،‬كبنى على ما قد فعل]‪.‬‬

‫(‪)65/0‬‬

‫_____________________________‬
‫كأما االعتداد بأذانو)(‪ ()7‬مع معرفة الوقت من غيره ػ فقاؿ في البياف‪ :‬ال يعتد بو‪ .‬ككذا ذكره األمير‬
‫الحسين تخريجا من قوؿ أبي العباس‪ ،‬كأبي طالب‪ :‬يجب أف يكوف أمينا‪ .‬كذلك ىو أخير قولي المؤيد‬
‫باهلل‪ ،‬كاختاره اإلماـ يحيى بن حمزة‪ ،‬كالخبلؼ في ذلك مع المؤيد باهلل في أكؿ قوليو‪ ،‬كمع الفقهاء‪.‬‬
‫الشرط السادس‪ :‬أف يقع من (طاىرمن الجنابة))(‪ ()0‬فبل يجزئ أذاف الجنب عندنا(‪ )3‬كعند أبي حنيفة‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬يجزئ )(‪ .()4‬كأما أذاف المحدث فيصح عند األكثر‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬كعند أحمد‪ ،‬كإسحق‪ ،‬كاإلماـ المهدم ال يعتد بأذانو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإذا أخبر المؤذف بدخوؿ الوقت ثم بأف خبلفو كجب على مقلده اإلعادة كلو بعد الوقت؛ ألنها ال‬
‫تجوز الصبلة قبل دخوؿ الوقت باإلجماع‪.‬‬
‫(‪ )0‬حقيقة أك حكما‪ ،‬كالمتيمم كالمتوضئ مرتين‪ )7( .‬فإف عدـ الماء كالتراب‪ ،‬أك تعذر االستعماؿ‬
‫فالظاىر اإلجزاء لو كلغيره‪[ .‬كالصحيح أنو يجزئو لنفسو‪ ،‬ال لغيره‪( .‬قرز) إال من كاف على صفتو]‪)7([ .‬‬
‫يكفي توضؤ مرة على المختار؛ ألف المرة الثانية إنما ىي للصبلة‪ ،‬كقد ارتفعت الجنابة األكلى‪( .‬سماع)‬
‫القاضي محمد بن علي الشوكاني ]‬
‫(*) كىل يجوز مع عدـ اإلجزاء ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬إف قصد الدعاء إلى الصبلة فبل يجوز‪ ،‬كإف قصد‬
‫التذكير جاز‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬كظاىر كبلـ الكتاب أنو ال يحرـ على الجنب التلفظ بو‪ ،‬بل يجوز لو ما لم‬
‫يحصل تلبيس على من سمعو أنو يعتد بو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كالخطبة‪ ،‬كالقرآف ]‪[ .‬كعند الشافعي‪ :‬كالتسبيح‪( .‬بحر)]‬
‫(‪ )4‬فلو أذف شافعي جنبا ىل يجزئ من ىو مخالف ? ككذا في العكس لو أذف من ال يجيزه ىل يحزئ‬
‫الشافعي ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬يجزئ في المسئلتين‪ ،‬لكن يجب على الهدكم أف يتم [بإجماع أىل‬
‫البيت] بػ(حي على خير العمل) كما بعده ألجل الترتيب‪( .‬قرز)‬

‫(‪)66/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو قوم من جهة القياس؛ ألنو ذكر شرع للصبلة(‪ )7‬فأشبو التوجو‪ ،‬فكما ال‬
‫يجزئ توجو المحدث)(‪()0‬ال يصح أذانو‪ ،‬إال أف يرد أثر بصحتو‪.‬‬
‫(كلو) كاف ذلك المؤذف (قاضيا) )(‪ ()3‬أم‪ :‬أذف لقضاء صبلة فائتة عليو‪ ،‬إال لمؤداة فإنو يسقط بو أذاف‬
‫المؤداة إذا كاف في كقتها‪.‬‬
‫كذكر في الكافي أف األذاف للقضاء ال يجزئ لؤلداء )(‪.()4‬‬
‫كاختلف أيضا في أذاف من قد صلى(‪ )5‬قاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬قد ذكر في التقرير أف األذاف شرع‬
‫للوقت فيعتد بو‪ .‬كقاؿ في الياقوتة‪ :‬ال يجزئ‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالخبلؼ في ىذه كالتي قبلها في التحقيق ىو في كوف األذاف شرع للوقت‬
‫فقط أـ للصبلة‪ .‬كالصحيح أنو شرع للوقت)(‪ ()6‬كما ذكرنا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل للوقت‪ ،‬كلو تعلق بالصبلة‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيمكن أف يقاؿ‪ :‬الفرؽ بينهما أف األذاف للوقت‪ ،‬كالتوجو للصبلة‪ ،‬كالتوجو يبطل بالتراخي‪ ،‬كالتوجو‬
‫على كل كاحد‪ ،‬كاألذاف يكفي من كاحد‪( .‬سماعا)‬
‫(‪ )3‬كلو كاف ذلك القضاء لغير جنس الواجب الذم أذف في كقتو‪ ،‬فلو أذف لقضاء الظهر كقت العصر‬
‫أجزأ المؤدم للعصر‪( .‬غيث) (قرز) (*) كال تجزئ إقامة القاضي‪( .‬بياف)‪ .‬إذ ىي للصبلة‪ ،‬ال للوقت‪.‬‬
‫(بياف)‬
‫(‪ )4‬قلت‪ :‬كىو قوم؛ ألف النفل ال يسقط الفرض‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬في بلد آخر‪.‬‬
‫(‪ )6‬كلو تعلق بالصبلة]كذكر في بعض (تعاليق اللمع) أف األذاف للوقت كالصبلة جميعا‪ .‬كلفظ حاشية‪:‬‬
‫كلو تعلق بالصبلة‪ .‬كذكر في بعض (تعاليق التذكرة) كلو جعل (‪ )7‬للوقت لزـ الناسي بعد الصبلة‪ ،‬كلو‬
‫جعلناه للصبلة لزـ القاضي كال قائل بو‪( .‬مفتي) (‪ )7‬كأجيب بأنو فرض يفوت بالدخوؿ في الصبلة‪.‬‬
‫(شامي) (قرز)‬
‫(*)[مسألة‪ :‬كيستحب لمن صلى بعد ما أذف غيره كأقاـ أف يؤذف كيقيم لنفسو سرا؛ لئبل يضيق األكؿ‪.‬‬
‫ذكره في (اإلنتصار)‪ .‬ليأخذ باإلجماع؛ ألف فيو خبلؼ الظاىرية حيث قالوا‪ :‬ىو فرض عين]‪.‬‬

‫(‪)67/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(أك) كاف المؤذف (قاعدا))(‪ ()7‬فإنو يصح األذاف من قعود كيكره‪ ،‬ككذا يصح أذاف الراكب‪ ،‬لكن يكره‬
‫في المصر‪.‬‬
‫قاؿ في الشرح‪ :‬ألنو خبلؼ عادة المسلمين‪ ،‬فأما السفر فمبني على التخفيف‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ألنو يشبو النعي )(‪.()0‬‬
‫(أك) كاف (غير مستقبل) للقبلة )(‪ ()3‬فإف أذانو يصح‪.‬‬
‫كفى شرح اإلبانة‪ :‬إذا تعمده في التكبير كالشهادتين أعاد‪.‬‬
‫(كيقلد) المؤذف (البصير))(‪ ()4‬في معرفة األكقات (في) أف (الوقت) قد دخل‪.‬‬
‫كإنما يصح تقليده بشرطين أحدىما‪ :‬أف يكوف ذلك (في) حاؿ (الصحو) بحيث ال تستتر عبلمات‬
‫الوقت من الشمس كغيرىا‪ ،‬كال يجوز تقليده مع الغيم‪.‬‬
‫قاؿ في الياقوتة‪ :‬إال أف يخبر أنو أذف بعلم ال بتحر‪.‬‬
‫كيجوز للمؤذف في الغيم أف يجهر إذا عرؼ أف أحدا ال يقلده‪ ،‬كإال لم يجز(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ككذا عاريا لعذر‪( .‬بياف) (قرز) [ككذا األذاف كاإلقامة يصحاف من الراكب كالقاعد‪( .‬قرز) ] (*) فإف‬
‫قلت‪ :‬ىبل كاف القياـ كاجبا لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم لببلؿ‪( :‬قم) قلت‪ :‬األقرب أنو فهم منو‬
‫باألمر من قم أف يأتي الموضع الذم يؤذف فيو ال القياـ‪( .‬غيث)‬
‫(*)[بل ىو مثل قولو تعالى‪{ :‬أذا قمتم إلى الصبلة فاغسلوا} أم‪ :‬اإلتياف بها‪ ،‬أم‪ :‬افعل األذاف من دكف‬
‫إرادة قياـ أك قعود]‪.‬‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬أذاف الراكب في الحضر‪[ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ بين الحضر كالسفر‪ ،‬كالمصر كالبادية‪ ،‬لكنو يكره‬
‫مع إمكاف القياـ‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )3‬كيكره‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )4‬ماؿ لم يغلب في الظن خطأؤه‪( .‬قرز) [كال يقلد من يوقت بسير الفلك‪ .‬ذكره في (الهداية) (قرز)]‬
‫(*) كالبصير‪ :‬ىوالعارؼ بفيء الزكاؿ في أياـ الزيادة كالنقصاف كاالستواء‪ ،‬كغيبوبة الشفق‪ ،‬كيفرؽ بين‬
‫الفجرين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬إال أف يحصل لو علم بدخوؿ الوقت‪( .‬قرز)‬

‫(‪)68/0‬‬

‫_____________________________‬

‫الشرط الثاني‪ :‬أف يكوف موافقا في المذىب‪ ،‬أك أذف في كقت مجمع عليو)(‪ ()7‬أك كاف مذىبو‬
‫التأخير)(‪.()0‬‬

‫__________‬
‫(‪ )7‬كالظهر‪ ،‬أك بعد طلوع الفجر‪ ،‬أك في المغرب لرؤية الكوكب‪ )*( .‬يحترز من المغرب فإف منهم من‬
‫قاؿ‪ :‬سقوط قرص الشمس‪ ،‬ككذا كقت الفجر كالجمعة فمنهم من يقوؿ‪ :‬يصح األذاف قبل دخوؿ الوقت‬
‫فيهما‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )0‬ال فائدة لقولو‪ ":‬التأخير " ألنو قد دخل في قولو‪ " :‬في كقت مجمع عليو " [يقاؿ‪ :‬زيادة إيضاح‪.‬‬
‫كفي حاشية عن (الشامي)‪ :‬ال يقاؿ‪ :‬قد دخل(‪ )7‬في األكؿ المجمع عليو؛ ألنو أراد باألكؿ حيث لم‬
‫يكن للصبلة إال كقت كاحد كالظهر‪ ،‬فإذا أراد بهذا األخير حيث اختلف كقتها كالفجر؛ ألف الشافعي‬
‫يقوؿ‪ :‬يصح من النصف األخير‪( .‬بحر)‪( .‬قرز) ] [(‪)7‬جيث صلوا دفعة كاحدة‪ ،‬كإال فقد أسقط‬
‫الوجوب األكؿ‪ ،‬أك كاف في البيت‪ ،‬أك في الصحراء ]‪.‬‬

‫(‪)69/0‬‬

‫_____________________________‬

‫فصل(كال يقيم)(‪ ()7‬إال ىو متطهرا) كلو بالتيمم)(‪()0‬حيث ىو فرضو‪ ،‬فبل تجزئ إقامة المحدث‪.‬‬
‫كقاؿ أبو العباس‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬بل تجزئ)(‪.()3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىذا إذا أرادكا صبلة جماعة‪ ،‬كإال أقاـ كل منهم لنفسو‪( .‬قرز) (*) كال يشترط أف يقيم قائما‪ ،‬بل‬
‫يصح كلو من قعود‪( .‬قرز) قاؿ في (ضياء ذكم األبصار)‪ :‬كال يجوز اإلقامة على الراحلة كالفرض‪ ،‬كال‬
‫يجوز أيضا من قعود؛ ألف الخلف كالسلف أجمعوا على أنها من قياـ‪ .‬قاؿ في (البحر)‪ :‬كالصبلة إذ ىي‬
‫لها‪ ،‬ال األذاف‪( .‬بحر)‪ .‬كاختار اإلماـ شرؼ الدين عليو السبلـ خبلفو‪ ،‬كىو أنها تصح من قعود‪ ،‬كعلى‬
‫الراحلة‪ ،‬كىو المختار (قرز) (*) كال تجزئ إقامة من قد صلى‪ ،‬ككذا القاضي‪ ،‬كظاىره كلو أراد التنفل‬
‫معهم‪( .‬قرز) بخبلؼ األذاف ألنو للوقت (*) قولو‪" :‬كال يقيم إال ىو " حاصل المذىب في ذلك أف‬
‫الحق للمقيم في اإلقامة إف صليت جماعة‪ ،‬كصلى معهم‪ ،‬كإال فبل حق لو‪ ،‬فيقيم كل منهم لنفسو‪ ،‬أك‬
‫يكتفوف بإقامة أحدىم صلوا جماعة أك فرادل؛ فإف اإلقامة إذا حصلت في المسجد في صبلة جماعة‬
‫أك فرادل كفت من صلى في ذلك المسجد تلك الصبلة‪ ،‬كما ىو ظاىر (األزىار) إذ األذاف كاإلقامة‬
‫فرض كفاية في المسجد‪ ،‬كما في (حاشية السحولي) بالنظر إلى األذاف‪ .‬تحصيبل على قاعدة المذىب‬
‫من خط (شيخنا العبلمة أحمد بن محمد السياغي)‬
‫(‪ )0‬كطهارة المصلي‪ .‬كقيل‪ :‬كطهارة الخطيب‪( .‬قرز) ألنو ال يشترط طهارة ثياب الخطيب‪ ،‬كال بدنو من‬
‫نجاسة طارئة‪ )*( .‬كال يقيم إال آخر الوقت‪ )*( .‬كال تصح ممن عدـ الماء كالتراب إال لمن ىو على‬
‫صفتو‪( .‬بحر) (قرز) (*) فإنها تجزئو كلمن ىو دكنو‪ ،‬ال لمن ىو أكمل منو‪( .‬قرز) كقاؿ (المفتي)‪ :‬بل‬
‫يجزئ مطلقا؛ ألنو إذا أجزأه أجزأ غيره على اإلطبلؽ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالفرؽ بين األذاف كاإلقامة أف األذاف من شعائر اإلسبلـ‪ ،‬كقواعد الدين‪ ،‬كسيماء المسلمين‪،‬‬
‫بخبلؼ اإلقامة فهي تحتص بالصبلة‪ ،‬فلهذا لم تسقط إال عن أىل ذلك المسجد‪( .‬بستاف)‬

‫(‪)72/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(فتكفي) اإلقامة الصحيحة من كاحد (من صلى)(‪ ()7‬في ذلك المسجد) ال غيره من المساجد (تلك‬
‫الصبلة) فقط ال غيرىا من الصلوات‪ ،‬نحو أف يقيم للظهر فتكفي من صلى الظهر ال العصر‪ ،‬كسواء‬
‫حضر تلك الصبلة التي أقيم لها أـ كاف غائبا عن المسجد‪ ،‬ثم جاء بعد فراغ الصبلة فإنها تجزئو‪.‬‬
‫كىل حكم البيت كالصحراء حكم المسجد في أنو إذا أقيم فيو مرة كفت من صلى فيو بعد?‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬األقرب أنها تجزئ الحاضرين)(‪ ()0‬ال من بعدىم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كسواء كانت اإلقامة لصبلة جماعة أك فرادل‪( .‬قرز) (*) كمن سمع [قوم] كلو صلى [قوم]في‬
‫غير المسجد‪[ .‬كقيل‪ :‬ال يكفي من سمع‪( .‬سيدنا عبدالقادر) (قرز)]‬
‫(*) كأما لو كانت في الفضاء ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬األذاف يسقط عمن في ميل البقعة (‪ )7‬كاإلقامة عمن‬
‫حضر‪ ،‬كعمن سمع‪( .‬نجرم لفظا) [كلو محدثا إذا دخل في الصبلة‪( .‬قرز) ]‪ .‬ك(كابل)‪ .‬متطهرا‪ .‬كعن‬
‫القاسم بن محمد عليو السبلـ‪ :‬مطلقا‪ .‬ك(قرز) (مفتي) [كلو محدثا‪ .‬إذا دخل في الجماعة‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )7‬الموضع الذم يسمع فيو الجهر المتوسط‪.‬‬
‫(*)[سواء كاف المؤذف أك غيره على طاىر‪ .‬كسواء كاف ممن صلى جماعة أك فرادل‪ .‬من إفادة الوالد‬
‫عبد اهلل بن حسين دالمة رحمو اهلل ]‪.‬‬
‫(*) (فائدة جليلة) من أقاـ للعصر في كقت الظهر‪ ،‬نحو من يجمع تقديما احتمل أف ال تجزئ اإلقامة‬
‫لمن يصلي العصر في كقتو كاألذاف‪ ،‬كلترتبها عليو‪ ،‬كاحتمل أف تجزئ؛ ألف اإلقامة للصبلة‪ ،‬بخبلؼ‬
‫األذاف‪ ،‬فإذا فعلت في أم كقتها االختيارم أك االضطرارم سقطت عمن صلى في ذلك المكاف‪ .‬قاؿ‬
‫في (الغيث)‪ :‬كىذا أقرب‪ ،‬إال أنو يلزـ جواز تقديم اإلقامة على األذاف‪ ،‬كذلك خبلؼ ما كرد بو الشرع‬
‫من كجوب الترتيب‪ ،‬فعلى ىذا من أخل باألذاف‪ ،‬كفعل اإلقامة لم يسقط كجوب الترتيب‪( .‬تكميل)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬الداخلين في الجماعة‪( .‬قرز) [ كمن سمع كإف لم يتطهر كلم يدخل فإنها تجزئ‪ .‬كالمذىب‬
‫عدـ اإلجزاء‪( .‬قرز) ]‬

‫(‪)77/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال يضر إحداثو بعدىا))(‪ ()7‬يعني‪ :‬أنو لو أحدث بعد اإلقامة فقد أجزت إقامتو أىل المسجد‪ ،‬كال‬
‫تلزمهم اإلعادة لها ذكره المؤيد باهلل‪.‬‬
‫كىل تجزئو ىو فبل يعيدىا بعد الوضوء ? ظاىر كبلـ المؤيد باهلل أنها ال تجزئو؛ ألنو قاؿ‪ :‬كلو أحدث بعد‬
‫اإلقامة للجماعة كانت مجزئة لهم‪ ،‬كبطل إجزاؤىا لو‪.‬‬
‫لكن قد ضعف ذلك المتأخركف)(‪ ()0‬ألف إقامتو كقعت صحيحة‪ ،‬فكما أنو لو أقاـ غيره اكتفى بو‪ ،‬كلو‬
‫توضأ بعد إقامة المقيم‪ ،‬فأكلى كأحرل إذا أقاـ ىو بنفسو إقامة صحيحة‪ ،‬ثم أحدث بعدىا‪ ،‬كحمل قوؿ‬
‫المؤيد باهلل على أنها أنما فسدت عليو بطوؿ الفصل بينها كبين الصبلة‪ ،‬ال بمجرد الحدث‪ ،‬كقد ذكر‬
‫ذلك أبو جعفر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال ردتو‪ ،‬كال فسقو‪ ،‬كال موتو‪( .‬قرز) كفي (البحر) أنها تبطل إذا ارتد‪ .‬ك(قرز) أنها تبطل عليو ػ إذ‬
‫الردة محبطة‪ ،‬ال على غيره؛ إذ قد سقط الواجب‪ ،‬إال أف يصلي في المسجد الذم أقاـ فيو بعد إسبلمو‬
‫فقد أجزتو‪( .‬سماع) (شامي)‪ .‬كقيل‪ :‬كلو صلى في ذلك المسجد‪ .‬ككذا كما في اإلقامة سواء سواء‪.‬‬
‫(قرز) (*) كلو أقاـ متيمما‪ ،‬ثم كجد الماء توضأ للصبلة‪ ،‬كال يعيد اإلقامة‪ ،‬ككذا لو كجد الماء قبل الفراغ‬
‫منها توضأ كبنى‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز)‬
‫(‪ )0‬الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ ،‬كالفقيو يحيى بن أحمد‪.‬‬

‫(‪)70/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا يفتفر إلى دليل ػ أعني‪ :‬أف طوؿ الفصل يفسد اإلقامة‪ ،‬كيوجب إعادتها‬
‫حتما‪ ،‬كال أعرؼ على ذلك(‪ )7‬دليبل ػ كفوؽ كل ذم علم عليم(‪ )0‬ػ كإنما المعركؼ أنو يكره الفصل‪،‬‬
‫كلم يفرقوا بين طولو كقصره (‪.)3‬‬
‫(ك) إذا عرض للمؤذف أك المقيم ما يمنع من اإلتماـ لؤلذاف أك لئلقامة‪ ،‬أك استكمل األذاف‪ ،‬كتحير عن‬
‫اإلقامة فإنها (تصح) من غيره (النيابة)(‪ )4‬عنو فيما قد بقي‪ ،‬فيقيم ذلك الغير‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل الدليل مصرح بأف طوؿ الفصل ال يفسد‪ ،‬أخرجو البخارم عن أنس قاؿ‪( :‬أقيمت الصبلة كالنبي‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم يناجي رجبل في جانب المسجد‪ ،‬فما قاـ إلى الصبلة حتى ناـ الناس [أم‪:‬‬
‫لكثرة اإلنتظار للفراغ من الكبلـ ] [كثبت عنو أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم خرج إلى الصبلة‪ ،‬كأقاـ‬
‫ببلؿ‪ ،‬ثم ذكر أف عليو غسبل‪ ،‬فقاؿ‪( :‬مكانك) ثم ذىب‪ ،‬كاغتسل كعاد‪ ،‬كلم ينقل أنها أعيدت‬
‫اإلقامة]‪.‬‬
‫(‪ )0‬قيل في تفسيره‪ :‬حتى ينتهى العلم إلى اهلل عز كجل‪.‬‬
‫(‪ )3‬ما لم يخرج كقت االختيار لم يجز‪ .‬كفي (الغيث) ما لفظو قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كيحتمل أنها تجزئ‬
‫من صلى في ذلك المسجد تلك الصبلة إلى آخر كقتها‪ ،‬فإذا أقيم للعصر في أكؿ كقتها أجزأ من صلى‬
‫كقت االضطرار في ذلك المكاف‪ ،‬فبل يحتاج إلى إعادة اإلقامة لنفسو‪ ،‬كما يجزئ األذاف‪( .‬غيث بلفظو)‬
‫من شرح قولو‪":‬من صلى في ذلك المسجد "‪.‬‬
‫(‪ )4‬مطلقا سواء كاف لعذر أك لغيره] عبارة (األثمار) "كتصح النيابة ألذف‪ ،‬كعذر‪ ،‬كبناء لو‪[.‬أم‪ :‬للعذر‪.‬‬
‫(شرح فتح) كىو أكلى من عبارة (األزىار) الستواء العذر كاألذف في صحة النيابة‪ ،‬كالبناء لهما‪ ،‬كليس‬
‫كذلك فإف البناء ال يجزم إال لعذر؛ ألنهما عبادة كاحدة فبل يتوالىا أكثر من كاحد لغير عذر‪ ،‬ذكره في‬
‫(األثمار) ك(شرحو)‪( .‬قرز)]‬

‫(‪)73/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يصح (البناء) على ما قد فعل فيتم غيره األذاف أك اإلقامة‪ ،‬كيبني على ما قد فعلو األكؿ‪ ،‬كال يجب‬
‫االستئناؼ‪ ،‬كال يصح ذلك كلو إال (للعذر) إذا عرض لؤلكؿ‪ ،‬نحو أف يؤذف ثم يحدث‪ ،‬أك يعرض لو‬
‫عارض(‪ )7‬يؤخره عن اإلقامة‪.‬‬
‫كاختلف في حده‪ .‬فقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كقتا يتضرر بو المنتظركف (‪ )0‬للصبلة‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬كقتا يسع الوضوء‪.‬‬
‫فلو أقاـ غير المؤذف (‪)3‬للعذر ثم حضر‪ ،‬فإف كاف بعد اإلحراـ للصبلة فبل حق لو ببل إشكاؿ‪ ،‬كإف كاف‬
‫قبل اإلحراـ فقاؿ(‪ )4‬الفقيو محمد بن يحي‪ :‬األحوط إعادة اإلقامة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب عندم خبلفو (‪.)5‬‬
‫(كاألذف)(‪ )6‬للنيابة من المؤذف كالعذر‪ ،‬فكما تصح النيابة للعذر عندنا تصح لؤلذف‪ ،‬فإذا أذف كأمر غيره‬
‫باإلقامة صحت إقامة الغير كإف لم يكن ثم عذر للمؤذف‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إف إقامة غير المؤذف تصح لغير عذر‪.‬‬
‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إنو ال يقيم إال المؤذف )(‪.()7‬‬
‫تنبيو‬
‫لو أذف جماعة أيهم يقيم ? قاؿ أصحاب الشافعي‪ :‬اإلقامة للراتب سواء سبق أـ سبق‪ ،‬ثم لمن سبق‬
‫باألذاف(‪ )8‬ثم يقترعوف بعد ذلك‪ .‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كلعلو مع المشاجرة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كنحو أف يؤذف بعض األذاف‪ ،‬أك يقيم بعض اإلقامة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كالمراد بالضرر‪ :‬الحرج‪ ،‬كالمشقة‪ ،‬كضيق الصدر [(قرز) ال حدكث علة‪( .‬قرز) ] (*) كلو كاحدا‬
‫ألنا مأموركف بالصبلة باألضعف‪.‬‬
‫(‪ )3‬بعد االنتظار‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالفقيو يحيى بن أحمد‪.‬‬
‫(‪ )5‬إذ ىو فرض كفاية‪ ،‬كقد سقط باألكلى‪.‬‬
‫(‪ )6‬كالمراد باألذف ظن الرضاء كإف لم يحصل لفظ‪( .‬حاشية سحولي لفظا) كصرح بو في (الغيث)‬
‫كظاىر (األزىار) خبلفو (*) راجع إلى النيابة فقط‪ ،‬كأما البناء فبل يجوز إال للعذر فقط‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬فإف تعذرت اإلقامة منو أعاد غيره األذاف ثم يقيم‪.‬‬
‫(‪ )8‬سبق باألذاف جميعو‪ .‬كيقترعوف حيث استوكا‪.‬‬

‫(‪)74/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬السابق إلى األذاف أكلى‪ .‬يعني‪ :‬من الراتب(‪ )7‬كلو سبق بعضهم‬
‫باألكؿ(‪ )0‬أك باآلخر(‪ )3‬فهو أكلى‪.‬‬
‫فأما لو سبق أحدىم في أحد الطرفين‪ ،‬كاآلخر بأحدىما فقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬السابق‬
‫باألكؿ أكلى(‪ .)4‬كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬السابق باآلخر أكلى(‪.)5‬‬
‫كالسنة في أذاف الجماعة أف ينطقوا معا(‪ )6‬ذكره السيد يحيى بن الحسين(‪.)7‬‬
‫كقاؿ في مهذب الشافعي‪ :‬السنة كاحد بعد كاحد (‪ )8‬كما فعل ببلؿ(‪)9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو غير راتب؛ لتقديمو صلى اهلل عليو كآلو كسلم الصدائي حين سبق ببلال باألذاف‪.‬‬
‫(‪ )0‬كأتموا معا‪.‬‬
‫(‪ )3‬كشرعوا معا‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىذا ىو الصحيح؛ ألنو بالتقديم في بعضو أسقطو‪ ،‬بدليل صحة البناء عليو للعذر‪( .‬زىور) [بياف‪.‬‬
‫نخ]‬
‫(‪ )5‬ألنو الذم أسقط الفرض‪( .‬حاشية سحولي) ككذا في تكبيرة اإلحراـ‪ ،‬ككذا في التسليم على اليسار‪،‬‬
‫ككذا بالفراغ من صبلة الجمعة‪( .‬حاشية سحولي)‪ .‬كالمختار بالفراغ من القدر الواجب من الخطبتين كما‬
‫يأتي‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬فائدة)ال يجزئ األذاف الذم يتناكلو اثناف لغير عذر‪ ،‬بأف يأتي كل كاحد منهما ببعضو‪ ،‬كاآلخر‬
‫بالباقي‪ ،‬ذكره في (تعليق القاضي زيد) كأما الجمعة فالسنة أف يكوف المؤذف كاحدا [إال لمصلحة‪.‬‬
‫(قرز)] كاهلل أعلم كأحكم‪.‬‬
‫(‪ )7‬كقواه الفقيو علي‪.‬‬
‫(‪ )8‬يعني‪ :‬يكمل األكؿ‪ ،‬كيشرع الثاني‪ ،‬كعن (حثيث) لفظة بلفظة‪.‬‬
‫(‪ )9‬كقد كاف للنبي جماعة يؤذنوف‪ ،‬كىم عبد اهلل بن زيد األنصارم‪ ،‬كببلؿ بن حمامة‪ ،‬كابن أـ مكتوـ‪،‬‬
‫كأبو محذكرة‪ ،‬كصهيب الركمي‪.‬‬
‫(*) (خبر) كركم أنو أذف مؤذنوف أربعة على عهد رسوؿ اهلل في مسجد رسوؿ اهلل لصبلة كاحدة‪ ،‬كىم‬
‫ببلؿ بن حمامة‪ ،‬كابن أـ مكتوـ ‪ ،‬كصهيب الركمي‪ ،‬كغفل الراكم عن الرابع‪ ،‬قاؿ‪ :‬ما أدرم ىل ىو أبو‬
‫محذكرة‪ ،‬كاسمو سمرة‪ ،‬أك عبد اهلل بن زيد األنصارم‪( .‬شفاء بلفظو)‬
‫في جمع مؤذنة النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم شعرا‪:‬‬
‫مؤاذنة المختار في العد سبعة*** بحبهم أرجو النجاة من النار‬
‫ببلؿ كعبد اهلل كسعد كمنهم ***أبو سامعو فاسمع لتعداد أخبار‬
‫صهيب أبو محذكرة الحبر يافتى ***كمن عاتب المختار من أجلو البارم‬
‫كبالصدائي اختم نظامي فإنو*** لهم ثامن هلل من غيث مدرار‬

‫(‪)75/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كابن أـ مكتوـ؛ كألنو أبلغ في اإلعبلـ(‪.)7‬‬


‫فصل (كىمامثنى إال التهليل))(‪ ()0‬في آخرىما فإنو مرة كاحدة‪.‬‬
‫كقوؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كأبي حنيفة‪ ،‬كمحمد كقولنا إال التكبير في أكلهما فجعلوه رباع‪.‬‬
‫كقوؿ الناصر مثلهم(‪ )3‬إال التهليل في آخر األذاف فمرتين‪.‬‬
‫كقوؿ مالك مثلنا في األذاف‪ ،‬كاإلقامة عنده فرادل كلها‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬األذاف مثنى إال التكبير في أكلو فرباع‪ ،‬كاإلقامة فرادل إال التكبير في أكلها كآخرىا‪ ،‬كقد‬
‫قامت الصبلة(‪ )4‬فمثنى مثنى‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلنا‪ :‬كالعمدة على ما صح نقلو عن السلف‪ ،‬فإف التبس الحاؿ فاالجتماع أكلى لوجوه أحدىا‪ :‬أنو‬
‫أظهر لشعائر اإلسبلـ‪ ،‬كأنبأ في اإلعبلـ‪ .‬الثاني‪ :‬أف الترتيب ربما أدل إلى حرج صدكر المؤذنين ألجل‬
‫التقدـ كالتأخر‪ ،‬الثالث‪ :‬أنو يؤدم إلى تأخر الصبلة عن أكؿ الوقت سيما إذا كثركا فتأخركا عن كقت‬
‫الفضيلة‪ ،‬كفي اجتماعهم يزكؿ المحذكر فيرتفع منار الدين‪( .‬غيث لفظا)‬
‫(‪ )0‬كإذا كبر الهدكم أربعا محتاطا كاف مبتدعا‪( .‬قرز) قاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬كإذا أذف الهدكم‬
‫لمن يقوؿ‪ :‬التكبير أربعا أجزأه؛ ألنو فرض كفاية‪ ،‬فإذا سقط عن الهدكم سقط عن غيره‪( .‬كواكب)‬
‫[بحر‪ .‬نخ ][كإذا أذف غيره أجزأه إذا أتى بحي على خير العمل ػ ألنها ثابتة بإجماع أىل البيت عليهم‬
‫السبلـ ػ كإال أتى بها‪( .‬قرز)‪ ،‬كما بعدىا ألجل الترتيب‪( .‬قرز) يعني‪ :‬كيكوف عذرا في البناء؛ ألف ىذا‬
‫مذىبو‪ .‬من (ىامش البياف)]‪[ .‬كال ترجيع‪( .‬ىداية)‪ ،‬كىو أف يأتي بالشهادتين مرتين سرا‪ ،‬ثم يأتي بها‬
‫جهرا كذلك‪ .‬خبلؼ الشافعي‪ ،‬كمالك‪.‬‬
‫(‪ ، )3‬كالصادؽ‪ ،‬كالباقر‪( .‬ىداية)‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬قاـ أىلها‪.‬‬

‫(‪)76/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كمنهما(‪ )7‬حي على خير العمل)(‪)0‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (الهداية)‪ :‬كحذفو‪ ،‬كالتثويب‪ ،‬كاإلنكار على فعلو بدع تهالك فيها جهلة الخصوـ‪.‬‬
‫(بلفظها)‪ .‬كلذا ال يؤذف بها أحد‪ .‬قلنا‪ :‬في ببلد غير ببلد الشيعة إال قتل‪ ،‬كحكي أف مؤذنا أعلن بو في‬
‫زمن األشرؼ الرسولي إسمعيل بن األفضل فقتلوه‪ ،‬كقد أشار السيد الواثق عليو السبلـ إلى ذلك في‬
‫قصيدة لو إلى اإلماـ الناصر عليو السبلـ يحرضو على حرب األشرؼ منها‪:‬‬
‫خير العمل ردىا إذ أذنوا ***في قطرىم من بعد ذكر الفبلح‬
‫فانقم بثارات أدلى بها***فيها فيها فرؤاه مباح‬
‫الركاء‪ :‬المنظر الحسن‪( .‬قاموس) كالمعنى‪ :‬إذف فقتلوه‪ .‬ككذا أذف رجل من أىل صنعاء في تعز في زمن‬
‫الناصر أحمد بن اسماعيل من كلد األشرؼ‪ ،‬فصلبوه كالقصة مشهورة‪( .‬شرح الهداية)]‬
‫(‪ )0‬لؤلدلة الواردة المشهورة عند أئمة العترة‪ ،‬كشيعتهم‪ ،‬كأتباعهم‪ ،‬ككثير من األمة المحمدية التي‬
‫شحنت بها كتبهم‪ .‬قاؿ الهادم إلى الحق يحيى بن الحسين عليو السبلـ في (األحكاـ)‪ :‬كقد صح لنا‬
‫أف حي على خير العمل كانت على عهدرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم يؤذنوف بها‪ ،‬كلم تطرح إال‬
‫في كقت عمر بن الخطاب‪ ،‬فإنو أمر بطرحها‪ ،‬كقاؿ‪ :‬إني أخاؼ أف يتكل الناس على ذلك‪ ،‬كيتركوف‬
‫الجهاد كىو خير العمل‪ ،‬قاؿ‪ :‬كإنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم علمو ليلة اإلسراء‪ ،‬ال كما يقوؿ بعض‬
‫الجهاؿ‪ :‬أنو رؤيا رآىا بعض األنصار‪ ،‬فبل يقبلو العقل‪ .‬قاؿ صاحب كتاب (فتوح مكة)‪ :‬أجمع أىل ىذه‬
‫المذاىب على التعصب في ترؾ األذاف بحي على خير العمل‪( .‬شرح فتح)‬
‫(*) بإجماع أىل البيت عليهم السبلـ‪ ،‬إال القاسم‪ .‬فإف قيل‪ :‬أنو قد حكى النيركسي عن القاسم ألفاظ‬
‫األذاف‪ ،‬كلم يحك ىذا اللفظ‪ .‬قلنا‪ :‬ذكر أبو طالب أف ذلك سهو من النيركسي‪ ،‬كاختلط عليو حكاية‬
‫القاسم ألجل الخبلؼ لمذىبو‪ ،‬كأما مذىبو فقد ركاه عنو العقيقي‪ ،‬كمحمد بن منصور‪ ،‬كىو ما ذكر‪.‬‬
‫(غيث)‬

‫(*)[كىو األذاف األكؿ‪( .‬ىداية)‪ .‬الذم ثبت في زمن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كمدة خبلفة أبي‬
‫بكر‪ ،‬كصدرا من خبلفة عمر‪ ،‬حتى نهى عنها‪( .‬ىداية) قاؿ الشاعر‪:‬‬
‫كمنهما حي على خير العمل ***قاؿ بو آؿ النبي عن كمل‬
‫(كيستحب) أف يرسل األذاف كيحدر اإلقامة‪ .‬قاؿ الزىرم‪ :‬معناه يتمهل فيو‪ ،‬كيبين كبلمو تبيبنا يفهم من‬
‫سمعو‪ ،‬كىو من قولك‪ :‬جاء فبلف على رسلو‪ ،‬أم‪ :‬على ىيئتو غير عجل‪ ،‬كال متعب نفسو‪( .‬تهذيب‬
‫نوكم)‬

‫(‪)77/0‬‬

‫_____________________________‬

‫يعني‪ :‬أف من جملة ألفاظ األذاف كاإلقامة حي على خير العمل‪ ،‬كالخبلؼ فيو للحنفية‪ ،‬كأكؿ قولي‬
‫الشافعي (‪.)7‬‬
‫(كالتثويب بدعة))(‪ ()0‬كقاؿ مالك(‪ )3‬كالشافعي‪ ،‬كبعض الحنفية‪ :‬إنو مشركع)(‪.()4‬‬
‫قاؿ مالك‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كبعض الحنفية‪ :‬كمحلو في األذاف فقط بعد حي على الفبلح‪.‬‬
‫كقاؿ بعض الحنفية‪ :‬بين األذاف كاإلقامة‪.‬‬
‫كقاؿ أكثرىم‪ :‬كال تثويب إال في صبلة الفجر فقط‪.‬‬
‫كعن الحسن بن صالح في الفجر كالعشاء‪ .‬كعن النخعي في جميع الصلوات‪.‬‬
‫كالتثويب ىو‪ :‬قوؿ المؤذف‪(:‬الصبلة خير من النوـ) ذكره مالك‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كبعض الحنفية‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كقيل‪ :‬ليس للشافعي قوالف في حي على خير العمل‪ ،‬كأنو خبلؼ ما قالو الفقهاء األربعة‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالتثويب‪ :‬ىو الرجوع‪ ،‬قاؿ اهلل تعالى‪{ :‬كإذ جعلنا البيت مثابة للناس كأمنا } أم‪ :‬مرجعا‪.‬‬
‫(*) بإجماع أىل البيت إال الناصر‪[.‬كالمراد بالتثويب ىو قوؿ المؤذف‪ :‬الصبلة خير من النوـ]‪.‬‬
‫(‪ )3‬ركم عن مالك أنو بلغو أف المؤذف جاء إلى عمر بن الخطاب يؤذنو بصبلة الصبح فوجده نائما‪،‬‬
‫فقاؿ‪ :‬الصبلة خير من النوـ‪ .‬فأمره عمر بن الخطاب أف يجعلها في أذاف الصبح‪ .‬من (موطأ مالك)]‬
‫(‪ )4‬الذم في (المهذب) كغيره‪ :‬أف الشافعي كرىو في الجديد‪.‬‬

‫(‪)78/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كتجب نيتهما))(‪ ()7‬يعني‪ :‬نية األذاف كاإلقامة‪ ،‬كالواجب منها أف يريد فعلهما)(‪ ()0‬كيستحب للمؤذف‬
‫مع ذلك نية التقرب إلى اهلل تعالى‪ ،‬كالتأىب للصبلة إف كاف كحده‪ ،‬كالدعاء إليها‪ ،‬كاإلعبلـ‪ ،‬كالحث‬
‫على البدار إف كاف ثم أحد‪.‬‬
‫ككبلـ السيد يحيى بن الحسين في الياقوتة يدؿ على أف النية ال تجب )(‪.()3‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬ككذا في البياف‪.‬‬
‫(كيفسداف بالنقص))(‪ ()4‬منهما‪ ،‬نحو أف يترؾ أم ألفاظهما المعركفة‪ ،‬كنعني بفسادىما‪ :‬أف ما فعلو ال‬
‫يسقط بو فرضهما ما لم يحصل التماـ )(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مقارنة‪ ،‬أك متقدمة بيسير كالصبلة‪( .‬قرز) [كىل يجب الترتيب بين األذاف كاإلقامة على مقتضى‬
‫الوضع في الكتاب ? ينظر فيو‪ .‬ظاىر كتب أىل المذىب‪ ،‬كفعل السلف كالخلف أف الترتيب كاجب‪.‬‬
‫كىو ظاىر قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬من أذف فليقم) كالفاء للترتيب‪ ،‬فنبو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم أف اإلقامة بعد األذاف؛ ألف المؤذف ىو المقيم‪ ،‬ككضع العلماء في كتبهم ذلك يقتضي الترتيب‪.‬‬
‫(قرز)]‬
‫(‪ )0‬ىذا في األذاف‪ ،‬كأما في اإلقامة فبل بد أف ينويها للصبلة التي ىي لها‪( .‬حاشية سحولي) كقيل‪ :‬ال‬
‫يجب‪( .‬شامي) (قرز)‬
‫(‪ )3‬ألنو قاؿ فيها‪ :‬لو أقاـ ناسيا لؤلذاف (‪ )7‬أجزتو اإلقامة عن األذاف‪ ،‬كيعيد اإلقامة‪ .‬لنا قولو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪(:‬ال قوؿ كال عمل إال بنية) فبل يجزئ (‪ )7‬فدؿ على أف النية ال تجب‪( .‬غيث)‬
‫كالمذىب أنو يعيدىما جميعا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬عمدا‪ ،‬ال إذا كاف سهوا‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ إف لم يعد من حيث نقص‪( .‬قرز) (*)ال الزيادة فتلغو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬منو‪ ،‬أك من غيره للعذر‪.‬‬

‫(‪)79/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يفسدىما (التعكيس))(‪ ()7‬كىو أف ال يأتي بهما على الترتيب المعركؼ‪ ،‬بل يقدـ كيؤخر‪ ،‬فإنو إذا‬
‫أتى بهما كذلك لم يسقط فرضهما (ال) أنهما يفسداف (بترؾ الجهر))(‪ ()0‬بهما‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬ذكر بعض أصحاب الشافعي أنو إف لم يجهر باألذاف لم يعتدبو‪ .‬كىذا ال‬
‫يبعد)(‪ ()3‬على مذىب األئمة‪.‬‬
‫كقاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬أما في الجمعة فيحتمل كجوب(‪ )4‬الجهر بو‪.‬‬
‫(كال) تفسد (الصبلة بنسيانهما))(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو عكس األذاف كاإلقامة ثماف مرات أجزأتو؛ ألنو حصل لو بكل تعكيس لفظ منهما‪ .‬كقيل‪ :‬كلو‬
‫عكس مرارا؛ ألنو خبلؼ المشركع‪( .‬قرز) (*) قيل‪ :‬كمن التعكيس أف يقدـ اإلقامة على األذاف‪( .‬ىداية)‬
‫فيعيد اإلقامة فقط‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬ألف الواجب في األذاف التلفظ‪ ،‬كالقراءة السرية‪ ،‬كإظهار الصوت مستحب‪( .‬تعليق) [قاؿ في‬
‫(حاشية السحولي)‪ :‬كيجب في األذاف كاإلقامة على قولنا بعدـ كجوب الجهر أف يتلفظ بهما‪ ،‬كالقراءة‬
‫السرية‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) ]‬
‫(‪ )3‬ألف الجهر ىو المعدكد كقت الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬فلو أذف سرا‪ ،‬ثم أخبر غيره بذلك لم يجزه‪ .‬كقيل‪ :‬يجزيو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬إذ كجوبهما على الذاكر ] [أما لو ظن أنو قد حصل أذاف كإقامة‪ ،‬كصلى تاركا لهما عمبل بظنو‬
‫فانكشف في الوقت عدـ ذلك‪ ،‬فيحتمل أف يكوف كالناسي‪ ،‬كال إثم]‪.‬‬

‫(*) مفهوـ األزىار أنها تبطل بتركهما عمدا كأحد احتمالي أبي طالب‪ .‬قاؿ (النجرم)‪ :‬كذكر موالنا عليو‬
‫السبلـ حاؿ القراءة أنو مفهوـ لقب ال يؤخذ بو ىنا‪ ،‬كإف أخذ بو في غير ىذا الموضع من الكتاب‪ ،‬كفي‬
‫سائر المختصرات كما ذكر ابن الحاجب‪ ،‬كصحح قوؿ اإلماـ يحيى كالمذاكرين أنهما فرض مستقل‪ ،‬ال‬
‫تفسد الصبلة بتركة مطلقا‪ .‬قاؿ (النجرم)‪ :‬ال بد لو من األخذ بالمفهوـ ىنا‪ ،‬كإف كاف ضعيفا‪ ،‬كلهذا‬
‫كجهو في شرحو‪ ،‬كقاؿ بعد ذلك‪ :‬يعمل بو‪( .‬تكميل)‪ .‬كمن خشي فوت الوقت إف اشتغل باألذاف أك‬
‫اإلقامة تركهما‪( .‬بياف) [فإف خشي فوت الوقت بهما‪ ،‬ال بأحدىما أيهما يقدـ ? يقدـ اإلقامة ألنها أخص‬
‫بالصبلة‪( .‬سماع سيدنا علي) (قرز)]‬
‫(*) كفي بطبلنهما بالفصل الكثير كجهاف‪ :‬تبطل كاألكل كالشرب‪ ،‬كال تبطل لقولو تعالى‪{ :‬كال تبطلوا‬
‫أعمالكم }‪( .‬بحر لفظا) (*) قاؿ في (البحر)‪ :‬كلو عمدا [كمع اإلثم‪( .‬قرز) ] كمثلو في البياف‪،‬‬
‫ك(الكواكب)‪ ،‬كقواه فقهاء ذمار‪ ،‬كقرره (السيد أحمد الشامي)‪.‬‬

‫(‪)82/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( حتى دخل في الصبلة‪ ،‬فأما لو تركهما عمدا فتردد أبو طالب في صحة الصبلة حيث علم(‪ )7‬أف ال‬
‫مؤذف‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كالتردد في التحقيق أنما ىو في كونهما شرطا في الصبلة أـ فرضا مستقبل كالزكوة‪.‬‬
‫كقد رجح الفقيهاف يحيى بن أحمد‪ ،‬كيحي بن حسن أنها ال تبطل‪ ،‬كأنو فرض مستقل؛ ألنو لو كاف شرطا‬
‫كاف فرضا على األعياف‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفى ىذا التعليل نظر)(‪ ()0‬قاؿ‪ :‬كيحتمل أف أبا طالب أنما حكم بفسادىا‬
‫حيث ترؾ األذاف عمدا ػ أنو ألجل كونو مطالبا بتقديم األذاف‪ ،‬ال لكونو شرطا‪ ،‬بل لكونو فرضا يجب‬
‫تقديمو عليها فاألظهر بطبلنها )(‪ ()3‬إما لكونو شرطا‪ ،‬كأما إذا كاف فرضا فؤلنو مطالب بو حاؿ صبلتو‬
‫كالدين‪.‬‬
‫(كيكره الكبلـ حالهما))(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك شك‪ ،‬أك ظن‪.‬‬
‫(‪ )0‬إذ ليس كل شرط فرض على األعياف كالطهارة من المعذكر‪.‬‬
‫(‪ )3‬كقواه المتوكل على اهلل‪ ،‬كاختاره (المفتي) كىو ظاىر الكتاب‪.‬‬
‫(*)[مسألة‪ :‬كيكره الخركج من المسجد بعد األذاف إال لعذر [كلو لعذر] كتشتد الكراىة بعد اإلقامة‪.‬‬
‫كيستحب أف يقيم بأمر اإلماـ‪ ،‬كال يقوـ الناس للصبلة حتى يقوـ اإلماـ‪ ،‬كيقوـ اإلماـ لها متى قاؿ‪ :‬حى‬
‫على الصبلة (‪ )7‬كيقوؿ السامع‪ :‬أقامها اهلل‪ ،‬كأدامها مادامت السموات كاألرض‪ ،‬كجعلني من صالحي‬
‫أىلها‪( .‬بستاف) [(‪ )7‬فإف تراخى اإلماـ عن كقتو قاـ المؤتم]‪.‬‬
‫(‪ )4‬كسواء في ذلك المؤذف كالسامع‪( .‬قرز) (*) منقوؿ من خط بعض العلماء‪ :‬من تكلم عند األذاف‬
‫تلجلج لسانو عند الموت‪ .‬من (ىامش ىداية)‬

‫(*) [ كلفظ حاشية على قولو‪" :‬كيكره الكبلـ" لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من تكلم بكبلـ الدنيا‬
‫حاؿ اآلذاف تلجلج لسانو عند الموت‪ ،‬كمن تكلم بكبلـ الدنيا في المسجد أحبط اهلل عملو أربعين سنة‪،‬‬
‫كمن صافح شارب خمر أحبط اهلل عملة مدة حملها) أم‪ :‬ما دامت في بطنو‪ .‬كقيل‪ :‬مدة حياتو‪ .‬كىو‬
‫األكلى‪ .‬ينظر في صحة ىذا الحديث‪ .‬كأم عالم ركاه‪ ،‬كأخرجو‪ ،‬فإف الكبلـ في المسجد صغيرة‪،‬‬
‫كالصغائر غير محبطة باإلجماع‪ ،‬كإنما الخبلؼ في الكبائر‪ ،‬كقد صرح أىل أصوؿ الفقو بأنو يرد ما‬
‫خالف األصوؿ المقررة‪ ،‬كىذا منها‪ ،‬فيتأمل‪ .‬كاتبو ] [يقاؿ‪ :‬يمكن تأكيلو على قوؿ من يقوؿ‪ :‬إف كل‬
‫عمد كبيرة‪ ،‬كما ىو مذىب عيوف العترة‪ ،‬كما ذكره القاسم بن محمد عليو السبلـ فبل كجو للتنظير ]‪.‬‬
‫(*) [قاؿ في (شرح األثمار)‪ :‬كندب في أذاف كمؤذف‪ ،‬كموضعو آداب كصفات‪ ،‬كيجيب غيره (‪ )7‬نحو‬
‫مصل‪ ،‬فإف كاف في صبلة فبعد فراغو منها‪ ،‬كالمسنوف أف يتابع في كل كلمة على انفرادىا‪ ،‬كما ىو ظاىر‬
‫الحديث‪ ،‬فلو استعمل األذاف عند شركع المؤذف‪ ،‬ثم عاد إلى ما كاف عليو من قراءة أك نحوىا‪ ،‬فقيل‪:‬‬
‫إنو يكوف متسننا بذلك‪ .‬كاهلل أعلم‪ .‬كيحولق‪ ،‬كيدعو حيث كرد‪ ،‬كما كرد في آداب األذاف‪ .‬فمنها‪ :‬ترتيل‬
‫ألفاظو‪ ،‬كيمد الصوت‪ ،‬كيحسنو من غير تغن‪ ،‬كالوقف على أكاخرىا‪ ،‬بخبلؼ اإلقامة‪ ،‬كتراخي اإلقامة‬
‫عن األذاف لؤلخبار الواردة‪ .‬كأما آداب المؤذف فمنها‪ :‬أف يكوف متطهرا مستقببل للقبلة‪ ،‬كأف يؤذف قائما‪،‬‬
‫كأف يكوف من نسل مؤذني رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كأف ال يؤذف إال بإذف اإلماـ‪ ،‬أم‪ :‬إماـ‬
‫الصبلة‪ ،‬كىو ال يجيب بمثل ما يقوؿ المؤذف‪ .‬كمعنى يحولق‪ :‬يقوؿ‪ :‬ال حوؿ كال قوة إال باهلل العلي‬
‫العظيم عند الحيعلتين (‪ )0‬ػ [بل الحيعبلت] ػ كندب للسامع أف يقطع ما ىو فيو من قراءة‪ ،‬كذكر‪،‬‬
‫فيتابع المؤذف‪ ،‬كندب للمؤذف أف يدعو عقيب األذاف بالدعاء المأثور‪ .‬كمن المندكب أف يكوف المؤذف‬
‫غير اإلماـ‪( .‬شرح أثمار) إال المغرب؛ ألف السنة فيو المبادرة‪ ،‬لوركد األثر بذلك‪( .‬شرح أثمار)‪.‬‬
‫[(‪)7‬أراد بنحو المصلي مستمع الخطبة‪ ،‬كقاضي الحاجة‪ ،‬كسائر من شرع لو اإلمساؾ عن الكبلـ‪.‬‬
‫(شرح أثمار)] [(‪)0‬قاؿ في (الوافي)‪ :‬بل يأتي بلفظ الحيعلة‪( .‬كابل)]‬

‫(‪)87/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( يعني‪ :‬تخليلو بين ألفاظ األذاف كاإلقامة‪.‬‬


‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كالظاىر أنها كراىة تنزيو‪ .‬قاؿ في البياف‪ :‬كىو في اإلقامة أشد كراىة‪.‬‬
‫(نعم)‪ :‬كتزكؿ الكراىة بالضركرة إلى الكبلـ‪ ،‬نحو أف يرد عليو السبلـ(‪ )7‬كيخشى فوات المسلم(‪ )0‬إف‬
‫أخر السبلـ حتى يفرغ‪ ،‬فإنو يجب تخليل رد السبلـ‪ ،‬فإف لم يخش فوتو(‪ )3‬كره التعجيل‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬ككذا يكره الكبلـ بينهما (‪.)4‬‬
‫قيل‪)5(:‬كيكره رد السبلـ على المؤذف‪ ،‬كالمصلي‪ ،‬كالقارئ‪ ،‬كقاضي الحاجة(‪ )6‬كمستمع الخطبة(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيجب الرد على الصبي إذا سلم‪ ،‬كإذا رد على من سلم ىل يسقط فرض الكفاية‪ ،‬كغسل الميت‬
‫إذا غسلها الصبي ? ينظر‪ .‬المختار‪ :‬أنو ال يسقط؛ ألف فركض الكفاية ال يسقطها إال المكلف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬عن مجلس الرد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬عن مجلس الرد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كفي (شرح الفتح) ال يكره بينهما‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪ ،‬كمثلو في (البحر)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬الفقيو يحيى بن أحمد‪.‬‬
‫(‪ )6‬كعلى المرأة غير المحرـ إال الحاجة‪( .‬رياض) ككذا آكل الطعاـ‪ ،‬كالمتعرم‪( .‬قرز) كقد جمعها‬
‫بعضهم في قولو‪:‬‬
‫مصل كقار ثم داع كذاكر ***خطيب ملب آكل ثم شارب‬
‫كناعس جفن ثم غير مكلف *** كمن ىو بحماـ فتاة مراقب‬
‫كحاكمهم ثم البراز مجامع *** فسوؽ مناد أك مقيم مواضب (ىامش ىداية)‬
‫(*) قاؿ في (البحر) ك(الزمخشرم)‪ :‬كال يجب الرد عليو‪ ،‬كىو القوم‪ .‬كالمذىب خبلفو‪ ،‬كىو كجوب‬
‫الرد إال في مستمع الخطبة كالمصلي فريضة‪( .‬قرز) [أم‪ :‬فبل يجب الرد‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )7‬كراىة حظز‪( .‬قرز) ] [كفي (البياف) ما لفظو‪ :‬فإف سلم عليو حاؿ الخطبة لزمو الرد عند القاسم‪،‬‬
‫كحرـ عند الهادم‪ ،‬إال على الخطيب فيجب عليو الرد ] [المصلي حظر إذا كانت فريضة ] كالمذاكرين‬
‫للعلم‪ .‬كراىة تنزيو‪ ،‬ككذلك القارئ‪ ،‬كقاضي الحاجة]‪.‬‬
‫(‪)80/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يكره الكبلـ أيضا (بعدىما)(‪ )7‬يعني‪ :‬بعد األذاف كاإلقامة‪.‬‬


‫(ك) يكره أيضا (النفل في)(‪ )0‬صبلة (المغرب بينهما)(‪ )3‬أم‪ :‬بين أذانها كإقامتها‪.‬‬
‫كإنما اختص ذلك في المغرب؛ ألف السنة (‪ )4‬فيو المبادرة‪ ،‬كأمافي غيره فيندب التنفل بين األذاف‬
‫كاإلقامة غالبا(‪ )5‬كيكره متى شرع المقيم‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫يستحب أف يكوف المؤذف صيتا)(‪ ()6‬كأف يؤذف على موضع عاؿ‪ ،‬كأف يضع رأس السبابة من اصبعو‬
‫اليمنى في أذنو‪.‬‬
‫كفى االنتصار‪ :‬يجعل المسبحتين في الصماخين )(‪ ()7‬كأف يلتفت في قولو‪ :‬حي على الصبلة ػ يمنة‪،‬‬
‫كفى قولو‪ :‬حي على الفبلح)(‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬بعد مجموعهما‪ ،‬كذلك بعد اإلقامة‪ ،‬كلو قاؿ‪ :‬بعدىا كاف أكلى‪ )*( .‬قلت‪ :‬إال أف يكوف خبرا‬
‫متعلقا بفعل الصبلة فبل يعد إعراضا‪ ،‬نحو أف يقوؿ للجماعة‪ :‬ساككا صفوفكم‪ .‬أك بعطس فيحمد اهلل‬
‫تعالى‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )0‬كالكبلـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككذا الدعاء المأثور‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كيكره الدعاء في صبلة المغرب قبل سنتو‪( .‬نجرم) (قرز) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬من‬
‫صلي ركعتين بعد المغرب قبل أف يتكلم جعلت في أعلى عليين)‪( .‬اعتصاـ)‬
‫(‪ )5‬يحترز من فوت الجماعة‪ ،‬أك كقت الفضيلة‪ .‬قيل‪ :‬كىو اختيار الوقت جميعا‪ .‬كقيل‪ :‬إلى نصف‬
‫االختيار‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬حرا‪.‬‬
‫(‪ )7‬لفعل ببلؿ‪ .‬قاؿ في (النهاية)‪ :‬الصماخ ثقب األذاف‪ ،‬كىو بالصاد كالسين‪.‬‬
‫(‪ )8‬كندب) لسامع األذاف أف يحولق بأف يقوؿ‪ :‬ال حوؿ كال قوة إال باهلل العلي العظيم‪ ،‬كيدعو‪ ،‬كيكوف‬
‫حيث كرد‪ ،‬كما كرد‪ ،‬فيأتي بالحولقة عند سماع الحيعلة‪( .‬شرح فتح) العلى العظيم لم يذكرىا في حديث‬
‫أبي سعيد الخدرل الذم ركاه عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم في الحولقة‪( .‬بهراف)‬

‫(فائدة) الحولقة كنز من كنوز العرش‪ ،‬كما كرد في (النجم ألبي العباس التجيبي) أنها كنز من كنوز الجنة‪،‬‬
‫كىو ما أخرجو أبو داكد‪ .‬كقاؿ الهادم في مجموعو‪" :‬أم‪ :‬ال حوؿ‪ ،‬كال محاؿ‪ ،‬كال إدبار‪ ،‬كال إقباؿ إال‬
‫باهلل العلى العظيم‪ .‬كمعنى "إال باهلل " فهو ال يتمكن عباده‪ ،‬كذلك الحوؿ بما جعل فيهم من االستطاعة‪،‬‬
‫كال مقدرة على شيء من األشياء إال بما جعل اهلل من ذلك في تلك األعضاء‪ ،‬كإعطاء خلقو في كل‬
‫ذلك من األدكات‪ ،‬كاألشياء التي تكوف فيهم بها القوة كالحوؿ‪ ،‬كينالوف بوجودىا ما يحبوف من فعل‬
‫كطوؿ‪( .‬شرح فتح) (*) قاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬كإنما اختصت الحيعلة باإللتواء دكف سائر ألفاظ األذاف؛ ألف‬
‫الحيعلة لئلعبلـ بدخوؿ الوقت‪ ،‬كألفاظ سائر األذاف ذكر هلل تعالى كلرسولو ‪ ،‬فكاف استقباؿ القبلة أكلى‪.‬‬
‫(شرح بحر) (*) برأسو ال ببدنو‪ ،‬كىذا في المؤذف‪ ،‬ال السامع‪( .‬قرز) (*) كفي كوف اإلقامة كذلك‬
‫كجهاف‪ :‬يلتفت؛ ألنها إشعار‪ ،‬كال لحضور أىلها‪ ،‬كىو األقرب إذ لم يؤثر فيها‪( .‬بحر)‪ .‬لفظا (*) كلو‬
‫صورتاف أحدىما‪ :‬أف يجعل اللفظين األكلين إلى جهة اليمين‪ ،‬كاآلخرين إلى جهة الشماؿ‪ .‬كالثانية أف‬
‫األكؿ إلى اليمين‪ ،‬كالثاني إلى اليسار‪ ،‬ثم الثالث إلى اليمين‪ ،‬كالرابع إلى اليسار‪( .‬بستاف)‬

‫(‪)83/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( يسرة‪.‬‬
‫قاؿ أبو طالب‪ :‬كال فرؽ بين أف يكوف في المئذنة أك في القرار‪.‬‬
‫كقاؿ مالك‪ :‬ذلك يختص بالمئذنة‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كأف يتحوؿ لئلقامة من موضع األذاف‪ ،،‬كأف يكوف المؤذف غير اإلماـ‪ ،‬كال يقعد إذا‬
‫أذف للمغرب)(‪.()7‬‬
‫(باب صفة الصبلة) )(‪()0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فأما سائر الصلوات فيفصل بصبلة أك دعاء‪( .‬قرز)‬
‫(*)[كركل بعضهم قاؿ‪ :‬رأيت النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم فقلت لو‪ :‬علمني شيئا يدخلني الجنة‪ ،‬أك‬
‫كما قاؿ‪ .‬فقاؿ‪( :‬قل كما يقوؿ مؤذف أفق [أفيق‪ .‬نخ] كىو موضع من أعماؿ ذمار) قاؿ الراكم‪:‬‬
‫فعزمت حتى دخلت أفق فسمعت مؤذنها يقوؿ بعد كماؿ األذاف‪ ":‬أشهد بها مع الشاىدين‪ ،‬كأحملها‬
‫عن الجاحدين‪ ،‬كأعدىا ليوـ الدين‪ ،‬كأشهد أف الرسوؿ كما أرسل‪ ،‬كأف القرآف كما أنزؿ‪ ،‬كأف القضاء كما‬
‫قدر‪ ،،‬كأف الساعة آتية ال ريب فيها‪ ،‬كأف اهلل يبعث من في القبور‪ ،‬على ذلك أحيا‪ ،‬كعلى ذلك أموت‪،‬‬
‫كعلى ذلك نبعث من اآلمنين الشاىدين‪ .‬من (ىامش الوابل)‪ .‬من باب األذاف ]‬
‫[ككجد في بعض الحواشي أنو يستحب أف يقوؿ بعد ىذا‪ :‬رضينا باهلل ربا‪ ،‬كباإلسبلـ دينا‪ ،‬كبمحمد نبيئا‪،‬‬
‫كبأىل بيتو أكلياء‪ ،‬كبالشريعة ملة‪ ،‬كبالكعبة قبلة‪ ،‬كبالقرآف إماما‪ ،‬كبالمسلمين إخوانا‪( .‬نوكم)]‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬ماىيتها‪ .‬كليست صفة؛ إذ الصفة الصحة كالفساد‪.‬‬
‫(‪)84/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ىي ثنائية)كالفجر)(‪( ()7‬كثبلثية) كالمغرب)(‪( ()0‬كرباعية) كما عداىما في الحضر‪ ،‬كقد تكوف ثنائية‪،‬‬
‫كثبلثية فحسب)(‪ ()3‬كذلك في السفر‪.‬‬
‫فصل (كفركضها) عشرة‬
‫األكؿ‪( :‬نية)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في كاؼ التشبيو نظر‪[ .‬كصبلة الجمعة‪ ،‬كالعيد‪ ،‬كركعتي الطواؼ]‪.‬‬
‫(‪ )0‬كمفهوـ الكتاب أف من أحرـ بأكثر من أربع لم يصح؛ إذ ليس بصفة‪ ،‬ككذا لو أحرـ بواحدة‪ ،‬كىل‬
‫يجوز أف يحرـ بأكثر من أربع ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬الظاىر من المذىب المنع من ذلك‪( .‬نجرم)‪ .‬كفي‬
‫الكافي "من نول أف يصلي الظهر ست ركعات‪ ،‬كاقتصر على أربع صحت‪ ،‬كمن نول أف يصلي الظهر‬
‫ركعتين صح بشرط أف يصليها أربعا‪( .‬نجرم) (قرز)‬
‫(‪ )3‬فائدة) في (شرح المسند للرافعي) "إف صبلة الصبح كانت صبلة آدـ عليو السبلـ‪ ،‬كالمغرب صبلة‬
‫يعقوب‪ ،‬كالعشاء صبلة يونس عليو السبلـ‪ ،‬كالظهر صبلة داكد عليو السبلـ‪ ،‬كالعصر صبلة سليماف‬
‫عليو السبلـ‪ ،‬كأكرد خبرا في ذلك‪ ،‬فجمع اهلل سبحانو ذلك لنبينا صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كألمتو‬
‫تعظيما لو‪ ،‬كزيادة لو كلهم في الثواب كاألجر‪.‬‬
‫(‪ )4‬كخالف فيها األصم‪ ،‬كابن علية‪ ،‬كالحسن بن صالح ]‪ .‬فقالوا‪ :‬ال تجب‪( .‬بحر‪)037/7‬‬

‫فأما لو نول بصبلتو الرياء كالسمعة لم تجزه‪ ،‬كلزمتو التوبة‪ ،‬كأما لو نول استحقاؽ الثواب كالسبلمة من‬
‫العقاب كلم ينوىا لوجوبها ? فقيل‪ :‬ال يجزئو‪ .‬كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬تجزئو‪ .‬قاؿ اإلماـ المهدم‪ :‬كىذا‬
‫عندنا يحتاج إلى تفصيل‪ ،‬فإف فعلها امتثاال ألمر اهلل ليستحق ثوابو‪ ،‬كينجو من عقابو فبل إشكاؿ أنها‬
‫تجزئو‪ ،‬فإف لم يخطر ببالو االمتثاؿ‪ ،‬كىو يعلم أنو ال ثواب لو إال باالمتثاؿ‪ ،‬كال عقاب إال بالعصياف‬
‫أجزأه أيضا‪( .‬شرح األثمار) (قرز) (*) كال بد أف تشمل النية على أمرين أحدىما‪ :‬تلك العبادة‪ ،‬إما‬
‫بتعينها كظهر يومي‪ ،‬كزكاة مالى‪ ،‬كفطرة زكجتي‪ ،‬كحجة اإلسبلـ‪ ،‬أك ذكر جنسها حيث لم تختلف‬
‫صفتها‪ ،‬كظهر من الظهور الفائتة في القضاء‪ ،‬كأحد كفارات أيمانو‪ ،‬كفطرة أكالده‪ .‬فإف اختلف الجنس‬
‫فبل بد من التمييز كعتق عن كفارة ظهار‪ ،‬أك يمين‪ ،‬كصاع عن فطرة‪ ،‬أك زكاة‪ ،‬كشاة عن خمس من اإلبل‪،‬‬
‫أك أربعين شاة‪( .‬مقصد حسن) ىذا أحد األمرين‪ ،‬كالثاني لم ينقل‪.‬‬
‫(*) قاؿ موالنا المتوكل على اهلل لما سئل عن نية الصبلة أفرض ىي أـ شرط ? فقاؿ‪ :‬كبلمهم مضطرب؛‬
‫ألنها إف كانت فرضا اشترط أف تقارف الصبلة‪ ،‬كال يتخلل بينهما ما ينافي الصبلة‪ ،‬كقد قالوا‪ :‬كلو تقدمت‬
‫بيسير‪ .‬كإف قلنا‪ :‬ىي شرط ػ اشترط أف تصاحب الصبلة من أكلها إلى آخرىا‪ ،‬كالكبلـ في ذلك‬
‫مضطرب‪ .‬من إمبلئو عليو السبلـ‪ .‬كلفظ (البحر) "مسألة‪ :‬اإلماـ يحيى [ىب] كالبغداديوف‪ :‬كىي ركن ال‬
‫شرط؛ إذ شرط الشيئ ليس بعضو‪( .‬الخراسانيوف)‪ :‬بل شرط‪ ،‬كإال افتقرت إلى النية‪ ،‬كاألركاف‪ .‬قلنا‪:‬‬
‫خصها اإلجماع‪ ،‬كاستلزاـ التسلسل‪ .‬قلت[قوم]‪ :‬األقرب للمذىب قوؿ الخراسانيين‪ .‬كحكاه أبو جعفر‬
‫عن القاسمية‪ ،‬كالحنفية؛ إلجازتهم تقديمها على التكبيرة بأكقات‪ ،‬كىو تحريمها‪( .‬لفظا‪)*()037/7‬‬
‫كيكره التلفظ بالنية في الصبلة لكراىة الكبلـ بعد اإلقامة‪ ،‬كيستحب في الحج‪ ،‬كيخير في الوضوء‪،‬‬
‫كالغسل‪ ،‬كالتيمم‪ ،‬كالزكاة‪ ،‬كالصوـ‪ .‬كال يجب تصوير الحركؼ في القلب بما نواه‪ ،‬بل يكفي خطورىا‬
‫بقلبو‪ .‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬كال يكفي العلم بما فعلو‪ .‬كقاؿ أبو العباس‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كالمرتضى‪،‬‬
‫كالمنصور باهلل‪ :‬بل يكفي‪ ،‬كىو أقل النية‪( .‬بياف‪[ )66/7‬كقد أصلحنا اللفظ منو]‬
‫قاؿ أبو مضر‪ :‬فإف لم يمكنو إال بالتلفظ لم يكره‪( .‬زىور)‪.‬‬
‫(*) (كالنية)على خمسة أقساـ نية تجب مقارنتها‪ ،‬كىي نية الوضوء‪ ،‬كالغسل‪ ،‬كالحج‪ .‬كنية يجوز‬
‫تقديمها كمقارنتها‪ ،‬كمخالطتها‪ ،‬كىي نية الصبلة [كاألذاف‪ ،‬كاإلقامة‪( .‬قرز) ] كنية يجوز تقديمها‬
‫كتأخيرىا‪ ،‬كىي نية صوـ شهر رمضاف‪ ،‬كالنذر المعين‪ ،‬كصوـ التطوع‪ .‬كنية يجب تقديمها‪ ،‬كىي القضاء‬
‫[كالنذر المطلق‪ ،‬كالكفارات ] كنية يجوز تقديمها كمقارنتها‪ ،‬كىي الزكاة‪( .‬كفاية)‬
‫(*) كقد تكوف النية مقارنة‪ ،‬كىي أف تكوف أكؿ جزء من التكبير‪ ،‬مع آخر جزء من النية‪ ،‬كالمخالطة‪ :‬أف‬
‫تخالط التكبيرة من أكلها إلى آخرىا‪( .‬تعليق) كمثلو في (حاشية سحولي لفظا)‬
‫(*) كالمستحب في النية أف ينوم الواجب يؤديو لوجوبو‪ ،‬كلوجو كجوبو‪ ،‬تعظيما هلل‪ ،‬كتقربا إليو كامتثاال‬
‫ألمره‪ ،‬كتعظيما لكتاب اهلل‪ ،‬كسنة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬ىذه النية يستحق بها الثواب‬
‫الكامل على الصبلة‪ .‬ذكره المؤيد باهلل‪ .‬كقاؿ أبو طالب‪ ،‬كالمعتزلة‪ :‬ال يستحق إال بتكرير النية مع كل‬
‫ركن‪( .‬بياف لفظا‪)65/7‬‬
‫(*) كيكفي لئلجزاء نية تعين الفرض كالظهر‪ ،‬كإف لم يقل‪ :‬فرضا‪ .‬كالثواب لوجوبها مصلحة في الدين؛‬
‫تعظيما للخالق‪ ،‬كتفربا إليو بها‪ .‬كفي غير الفرض أنها سنة مؤكدة‪ ،‬أـ نافلة‪ ،‬أـ غيرىا‪( .‬تذكرة بلفظها)‪.‬‬

‫(‪)85/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( يتعين بها الفرض) الذم يريد فعلو‪ ،‬نحو أف ينوم ظهر يومو‪ ،‬أك عصره‪ ،‬أك الظهر كيريد المعهود)(‪()7‬‬
‫كىو الذم قاـ ألدائو كنحو ذلك‪.‬‬
‫كالمذىب أف محل النية (مع التكبيرة) أعني‪ :‬تكبيرة اإلحراـ‪ ،‬كذلك أنو حاؿ التكبيرة يعين بقلبو الصبلة‬
‫التي كبر لها (أك) ينوم (قبلها))(‪ ()0‬أم‪ :‬قبل التكبيرة (بيسير))(‪ ()3‬أم‪ :‬تقدمها بوقت يسير كقد قدر‬
‫بمقدار التوجو(‪.()4‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬إنو يجب مخالطتها للتكبيرة)(‪.()5‬‬
‫(كال يلزـ) نية (لؤلداء) حيث يصلي أداء (ك) ال (للقضاء)(‪ )6‬حيث يصلي قضاء (إال للبس))(‪()7‬‬
‫كذلك حيث يريد أف يقضي في كقت يصلح لؤلداء(‪ )8‬فإنو يلزمو حينئذ تعيين ما يريد فعلو من أداء أك‬
‫قضاء‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ ،‬كحكاه الفقيو يحيى البحيبح عن المؤيد باهلل‪ :‬إف نية القضاء ال تجب‪.‬‬
‫كظاىر قوؿ أبي طالب أنها تجب(‪.)9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف لم يرد ذلك‪ ،‬كال فائتة عليو فظاىر ىذا أنو ال يجزئ‪ .‬كقيل‪ :‬يجزئ‪ .‬كىو ظاىر (التذكرة)‬
‫ك(البياف) (قرز)‬
‫(‪ )0‬فلو فعل فعبل كثيرا لم تبطل (‪ )7‬بو‪ ،‬ما لم يعد بو معرضا‪ ،‬ككذا لو كاف حاؿ النية متلبسا بنجاسة‬
‫فإنو ال يضر‪( .‬قرز) (‪ )7‬كظاىر إطبلؽ األزىار خبلفو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬دفعا للحرج] كألنو ال دليل على منع التقدـ‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )4‬الكبير‪ .‬كقيل‪ :‬بمقدار التوجهين‪( .‬مرغم) ك(شكايدم) (قرز)‬
‫(‪ )5‬بناء على أنها من الصبلة‪.‬‬
‫(‪ )6‬كال للقصر‪ ،‬فيصلي قصرا‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )7‬كمن التبس عليو بقاء الوقت نول صبلة كقتو كأجزأه ذلك؛ ألنها متضمنة لؤلداء مع البقاء‪ ،‬كالقضاء‬
‫مع اإلنقضاء‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز)‬
‫(‪ )8‬يعني‪ :‬في أكؿ الوقت‪.‬‬
‫(‪ )9‬مع اللبس‪.‬‬

‫(‪)86/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو حسن‪ :‬النية شرعت للتمييز‪ ،‬فإذا كاف الوقت ال يصلح إال للقضاء فإنو ال يحتاج إلى نية‬
‫القضاء‪ ،‬كإف كاف ال يصلح إال لؤلداء لم يحتج إلى نية األداء‪ ،‬كذلك نحو آخر الوقت (‪)7‬كإف كاف‬
‫يصلح لهما فبل بد من التمييز (‪.)0‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب أف المؤيد باهلل‪ ،‬كالشافعي يوافقاف في كجوب التمييز حيث يحصل‬
‫اللبس‪ ،‬كإذا كافقا فليس ىذا(‪ )3‬قوال ثالثا‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا القوؿ ىو الظاىر الصحيح‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كينبغى حمل كبلـ أبي طالب على أف نية القضاء تجب حيث ال يتعين إال بها‪.‬‬
‫(كيضاؼ ذك السبب إليو)(‪ )4‬أم‪ :‬كما كاف من الصلوات لو سبب لم تصح نيتو إال مضافا إلى سببو‪،‬‬
‫مثاؿ ذلك صبلة العيد‪ ،‬كصبلة الجمعة‪ ،‬فينوم أف يصلي العيد‪ ،‬أك صبلة الجمعة‪ ،‬أك صبلة الكسوؼ؛‬
‫ألنو لو قاؿ‪ :‬أصلي ركعتين لم يتعين بهما المقصود‪.‬‬
‫كىل يحتاج في صبلة العيد أف يعين عيد اإلفطار أك االضحى ?‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬ال يجب‪ ،‬كما ال يجب في الظهر(‪ )5‬أف يقوؿ‪ :‬ظهر يومي‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفى ىذا نظر(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لكن ال بد أف ينوم الظهر أك العصر‪ ،‬كال يكفي أف يقوؿ‪ :‬أصلى أربع ركعات‪.‬‬
‫(‪ )0‬حيث لم يصل األكلى‪.‬‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬قوؿ الفقيو حسن‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىل ركعتا الفرقاف‪ ،‬كصبلة التسبيح كنحوىما مما خص من النوافل مما يحتاج إلى اإلضافة أـ ال ?‬
‫أصح األقواؿ أنها ال تميز إال باإلضافة فبل بد منها؛ إذ لها صفة مخصوصة‪ ،‬فهي كذكات األسباب‪.‬‬
‫(قرز) (*) [ككذا ركعتا الطواؼ‪( .‬قرز) ] أما إذا كانت الثبلثة األطواؼ فعن (التهامي) ال بد أف يضيف‬
‫كل ركعتين إلى سببها‪ ،‬كالمقرر خبلفو‪( .‬قرز) ككذا ركاتب الفرائض‪ ،‬نحو سنة الظهر‪ ،‬كنحو ذلك لتميز‬
‫عن سائر النوافل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كلعل كجهو أف كقت كل كاحد منهما ال يصلح لؤلخرل‪ ،‬فلم يفتقر إلى التمييز‪( .‬صعيترم)‬
‫(‪ )6‬ال كجو للتنظير؛ ألف الفقيو يوسف يريد ما قالو اإلماـ‪( .‬مفتي) ك(حاشية سحولي)‬
‫(فائدة) من غلب على ظنو خركج الوقت فنول صبلتو قضاء‪ ،‬أك ظن بقاء الوقت فنواىا أداء‪ ،‬ثم‬
‫انكشف خبلؼ ما ظنو‪ ،‬فقياس المذىب في عدـ التعرض لؤلداء كالقضاء‪ ،‬كىو أحد كجهي أصحاب‬
‫الشافعي أنها تصح صبلتو في الصورتين‪ ،‬كال يضر الخطأ في تلك النية‪( .‬شرح األثمار) المختار صحتها‬
‫حيث أطلق‪ ،‬ال إذا نول أداء أك قضاء‪ ،‬ألف النية مغيرة‪ ،‬كأخذ من ىذا أف من مكث في مكاف عشرين‬
‫سنة يصلي الصبح بظنو دخوؿ الوقت فإنو ال يجب عليو إال قضاء صبلة كاحدة؛ ألف صبلة كل يوـ تقع‬
‫عما قبلها‪( .‬تحفة ابن حجر)‪ .‬ىذا مع عدـ نية األداء‪ ،‬كإال فالنية مغيرة؛ إذ األعماؿ بالنيات‪[ .‬فيلزمو‬
‫قضاء جميع الماضية‪( .‬قرز)]‬

‫(‪)87/0‬‬

‫_____________________________‬
‫ألنو ال بد في الظهر كالعيد من أف يقصد ما كجب عليو في ذلك الوقت ألجلو‪ ،‬كفى ذلك تعيين فرض‬
‫الوقت‪.‬‬
‫قاؿ (المؤيد) باهلل (تكفي)(‪ )7‬من جاء كاإلماـ في صبلة‪ ،‬كلم يدر ما صبلتو أف ينوم أصلي (صبلة‬
‫إمامي)(‪.)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أينما صرح اإلماـ المهدم عليو السبلـ بإسم المؤيد باهلل في (األزىار) فاإلماـ يريد اختياره لنفسو‪،‬‬
‫ال ألىل المذىب‪ ،‬كقد صرح بذلك (النجرم) في كتاب النكاح‪ .‬في قولو‪":‬المؤيد باهلل كيفسخ العنين"‬
‫إال في كتاب الطبلؽ في قولو‪" :‬المؤيد باهلل كمتى‪ .‬غالبا" فإنو خالف ىذه القاعدة‪ ،‬فذكر المؤيد باهلل‬
‫لغير المذىب‪ ،‬كمخالف الختياره‪.‬‬
‫(‪ )0‬فلو نول الهدكم ىذه النية المجملة أجزأتو إف انكشف أنو ظهر فقط‪ ،‬كإال فبل‪( .‬نجرم) كفي‬
‫حاشية‪ :‬كال يكفي أف يقوؿ‪ :‬صبلة إمامي‪ .‬ال ختبلؼ النية في الفرض؛ إذ الصبلة في حق المؤتم ظهرا‪،‬‬
‫كىو ظاىر المذىب‪ ،‬ك(شرح األزىار) ك(البياف)‪( .‬قرز)‬
‫(*) كالحجة على أنو يصح أف ينوم ما نواه اإلماـ ػ ما ركم عن علي عليو السبلـ (أنو أىل بما أىل بو‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم)‪( .‬تعليق) قلنا‪ :‬ال يكفي أف يقوؿ‪ :‬أصلي صبلة إمامي كاإلحراـ‪.‬‬
‫ألف الفرض ىنا مختلف‪ ،‬بخبلؼ اإلحراـ‪.‬‬

‫(‪)88/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ىذا كإنما يجزيو ذلك (حيث التبس) عليو صبلة اإلماـ (أظهر أـ جمعة فقط))(‪ ()7‬ال لو التبس في غير‬
‫ىاتين الصبلتين‪ ،‬نحو أف يلتبس عليو أظهر أـ عصر فإف تلك النية ال تجزئو‪ ،‬فلو دخل معو على ىذا‬
‫الوجو)(‪ ()0‬كالتبس عليو عند سبلـ اإلماـ ما صلى خرج من الصبلة لتعذر المضى عليو‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كلو ظن أنها ظهر فأتمها فانكشف أنها جمعة صحت عند المؤيد‬
‫باهلل(‪ )3‬ألف زيادة المتظنن ال تفسد عنده‪.‬‬
‫(كاعلم) أف ذلك ال يصح في صبلة الجمعة عند الهدكية؛ ألنهم يشترطوف في صحتها سماع شيء من‬
‫الخطبة )(‪ ()4‬فالبلحق على أصلهم ينوم صبلة الظهر مؤتما‪ ،‬كيتم ركعتين كما سيأتي إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإنما خص لبس الظهر بالجمعة‪ ،‬كصحت ىذه النية؛ ألف الوجو فيهما كاحد‪ ،‬كذلك ألف الظهر‬
‫كالجمعة بمنزلة الفرض الواحد؛ إذ كاف منهما بدؿ عن اآلخر‪ ،‬بمعنى أنو إذا فعل أحدىما على كجو‬
‫الصحة سقط عنو اآلخر‪ ،‬كصحت النية المجملة عند المؤيد باهلل؛ ألف المصلحة فيها كاحدة‪ ،‬بخبلؼ‬
‫سائر الصلوات فإف المصلحة فيها مختلفة‪ ،‬كال تصح ىذه النية حيث التبس عليو أظهر أـ عصر‪ ،‬كما‬
‫ذكره في (الغيث)‪ .‬كاألصل في ىذه النية في الجمعة القياس على مسألة اإلحراـ (‪( .)7‬شرح‬
‫األثمار)[(‪ )7‬كإذا علم صحة الصبلة األكلى سقط عليو اإلعادة]‪ .‬كذلك ألف عليا أىل بما أىل بو‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬فهل يصح على أصل الهدكية أف البلحق مع اللبس في الظهر‬
‫كالعصر لو نول صبلة إمامو‪ ،‬كانكشف أنو الظهر فيجزيو عن الظهر أـ ال ? صرح في (النجرم)‬
‫بالصحة‪ ،‬كيدؿ عليو قياسهم على اإلحراـ‪ ،‬كإف كاف ظاىر (شرح األزىار) خبلفو‪ ،‬بل صريح (البياف)‬
‫كفي شرح (الصعيترم) ك(شرح الذكيد) أنها تصح؛ ألنهم يصححوف النية المجملة‪.‬‬
‫(‪ )0‬أظهر أـ جمعة‪.‬‬
‫(‪ )3‬قوم على أصلو‪.‬‬
‫(‪ )4‬بل الحضور‪( .‬قرز)‬

‫(‪)89/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما إذا التبس الظهر كالعصر فينوم أنها ظهر )(‪ ()7‬كتجزئو إف انكشف االتفاؽ(‪)0‬كإال فبل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال ينوم بها أصلي صبلة إمامي اتفاقا‪ )*( .‬فإف كاف قد صلى الظهر فقط فرادل‪ ،‬ثم قامت جماعة‬
‫في كقت اختياره فدخل معهم على نية أصلى صبلة إمامي قاصدا رفض األكلى إف كانت ظهر‪ ،‬أك كإال‬
‫فعن العصر إف كانت إياه‪ ،‬فالقياس صحة ىذه النية لما فيها من الشرط‪ ،‬كآخر ما علي‪ ،‬ككنية الصوـ‪ ،‬ثم‬
‫إف انكشف االتفاؽ عمل بحسبو‪ ،‬كإال لم يسقط المتيقن كىوالعصر‪( .‬محيرسي لفظا) (قرز) (*) بنية‬
‫مشركطة إف كاف ظهرا‪ ،‬كإال فنفل؛ ألف القطع في موضع الشك ال يجوز‪( .‬قرز) (*) كىذا ال يستقيم‬
‫على أصل المؤيد باهلل حتى يقوؿ‪ :‬من آخر ما علي‪ ،‬أك من أكؿ ما على؛ ألنو يشترط التعيين‪ ،‬أك على أف‬
‫للمؤيد باهلل قولين‪( .‬شرح أثمار)‬
‫(‪ )0‬كإذا دخل أحد في صبلة جماعة كلم يعرؼ ىل ظهر أـ عصر‪ .‬فيدخل‪ ،‬كينوم أصلي الظهر إف‬
‫كاف‪ ،‬كإال ففرادل‪ ،‬فإف ذلك يصح؛ ألف الشرط حالي‪ ،‬كال يفسد الصبلة إال الشركط المستقبلة‪ .‬ككذا‬
‫لو شك في اإلماـ ىل تصح خلفو أـ ال‪ ،‬ألمر من األمور ? فقاؿ‪ :‬أصلي خلف ىذا اإلماـ إف كاف في‬
‫معلوـ اهلل أف االئتماـ بو صحيحا‪ ،‬كإال ففرادل ػ صحت صبلتو؛ألف علم اهلل حاصل في الحاؿ‪( .‬قرز)‬

‫(‪)92/0‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ المؤيد باهلل‪( :‬ك) يكفي (المحتاط) كىو الذم يؤدم صبلة فيشك في صحتها(‪ )7‬كأراد أف يعيدىا‬
‫احتياطا كعليو فائت من جنسها ػ أف ينوم أصلي (آخر ما علي من))(‪ ()0‬صبلة (كذا) نحو أف يشك‬
‫في صبلة الظهر فيقوؿ في اإلعادة‪ :‬أصلي آخر ما علي من صبلة الظهر‪ .‬فإنو إذا لم تكن األكلى‬
‫صحيحة فهي آخر ما عليو‪ ،‬كإف كانت صحيحة كانت من(‪ )3‬آخر ما فات عليو من جنسها)(‪.()4‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬كىذا بناء على أصل المؤيد باهلل من أف نية القضاء ال تجب‪ ،‬كأما‬
‫عند الهدكية فبل بد أف ينوم أف الماضية إف صحت فهذه قضاء‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو حسن النحوم‪ ،‬كالفقيو يوسف‪ :‬بل تصح ىذه عند الهدكية؛ ألف نيتو ىذه تضمن نية‬
‫القضاء‪ ،‬كىي نية مشركطة أيضا‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا ىو الصحيح عندنا؛ ألف نية آخر ما عليو منطوية على إرادة الفائت إف صحت‬
‫المؤداة فبل يحتاج إلى نية قضاء‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بعد الفراغ‪.‬‬
‫(‪ )0‬كال يحتاج على أصل الهدكية في غير ىذه الصورة أف ينوم آخر ما علي من كذا؛ إذ ال يوجبوف‬
‫التعيين في المقضيات‪ ،‬كما سيأتي‪( .‬بهراف)‬
‫(‪ )3‬من) بيانية ػ أم‪ :‬آخر ما فات‪.‬‬
‫(‪ )4‬كال يخرج من المتيقنة إال بيقين‪ .‬يقاؿ‪ :‬األصل الصحة في المؤداة؛ إذ ال حكم للشك بعد الفراغ‪،‬‬
‫فتكوف المقضية قد سقطت‪ ،‬كإف كانت متيقنة‪ ،‬كلكن ىذا بناء على االحتياط‪ ،‬فلو جعل العلة كاف أكلى‬
‫فتأمل‪ .‬كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬كلكن ىذا بناء على االحتياط‪ ،‬فإف فعل صح‪ ،‬كليس بمحتاط(‪.)7‬‬
‫(شامي) كقرره (التهامي) [(‪)7‬يقاؿ‪ :‬ىناؾ حيث لم تحصل إعادة‪ ،‬كأما ىذا فمع اإلعادة قد حصل‬
‫الشك في المؤداة كالمقضية‪ ،‬فبل يخرج إال بيقين‪( .‬قرز)]‬

‫(‪)97/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ المؤيد باهلل‪( :‬ك) يكفي (القاضي) إذا أراد أف يقضى صبلة ثبلثية‪ ،‬كىي المغرب‪ ،‬كلو فاتت عليو‬
‫ثبلثيات كثيرة أف يقتصر على نية أصلي (ثبلث) ركعات(‪()7‬عما علي) كال يحتاج إلى أف يعين فيقوؿ‪:‬‬
‫عما علي من صبلة المغرب‪ ،‬كذلك ألف الثبلثية ال تكوف إال مغربا(‪ )0‬فكأنو قاؿ‪ :‬أصلي صبلة المغرب‬
‫مما فات علي فصحت ىذه النية (مطلقا) أم‪ :‬سواءكاف عليو صبلة مغرب كاحدة أـ أكثر‪ ،‬كىذه النية‬
‫تصح عند الهدكية أيضا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف قيل‪ :‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إذا فاتتو صبلة مغرب كاحدة أك أكثر فصلى ثبلثا ينوم مما عليو صح‪،‬‬
‫كلم يذكر أكؿ كال آخر ? قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬التعيين على جهة االستحباب‪ ،‬كما ذكر في المغرب‬
‫ىو الواجب‪ .‬كقيل‪ :‬بل ىو كاجب في الكل‪ ،‬كىذه مقيدة‪ ،‬كتلك مطلقة‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )0‬ىذا إذا لم يكن عليو منذكرة ثبلثية‪ ،‬كإال كجب التعيين كفاقا‪( .‬بحر معنى) (قرز)‬

‫(‪)90/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ المؤيد باهلل‪( :‬ك)يكفي القاضي أيضا إذا أراد أف يقضى فجرا فات عليو أف يقوؿ‪( :‬ركعتاف)(‪ )7‬أم‪:‬‬
‫أصلي ركعتين مما علي‪ .‬كىذه النية ال تصح مطلقا‪ ،‬بل يشترط أف تقع (ممن ال) صبلة (قصر عليو)(‪)0‬‬
‫فأما إذاكاف عليو صبلة قصر لم تكف ىذه النية في صبلة الفجر؛ ألنها تردد(‪ )3‬بين الفجر كالمقصورة‬
‫الفائتة‪ ،‬كىذا مبني على أصل المؤيد باهلل في كوف النية المجملة(‪ )4‬ال تصح‪ .‬فأما على أصل الهدكية‬
‫فإنها نية صحيحة(‪ )5‬سواء كاف عليو صبلة مقصورة(‪ )6‬أـ ال‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬خرجها الفقيو حسن على أصل المؤيد باهلل‪ ،‬قياسا على المغرب‪.‬‬
‫(‪ )0‬كال منذكرة [ (قرز) كال ركعتي طواؼ ] [ينظر في ركعتي الطواؼ‪ ،‬فإف لها سببا‪ ،‬كمع اإلضافة إلى‬
‫سببها ال لبس‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )3‬بل مجملة‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )4‬صوابو‪ :‬المترددة‪ ،‬فتكوف اتفاقا‪( .‬قرز)؛ ألف الفائت فرضاف فصاعدا‪ ،‬فهي المترددة (*) كأما‬
‫المجملة فهي أف يصلي أربعا عما عليو من الرباعيات‪ .‬كأما المترددة بين فرضين فهي‪ :‬أف ينوم عن‬
‫الظهر إف كاف ىو الفائت‪ ،‬كإال فعن العصر‪ ،‬كإال فعن العشاء‪( .‬بستاف)‪ .‬كالصحيح أف يقاؿ‪ :‬الصور التي‬
‫ذكرىا المؤيد باهلل كلها مشركطة‪ ،‬لكن اإلجماؿ مصاحب للشرط في بعض دكف بعض‪ ،‬فالمشركطة التي‬
‫ال إجماؿ فيها تصح عند المؤيد باهلل قوال كاحد‪ ،‬كالمجملة ال تصح قوال كاحدا‪ ،‬فحيث قاؿ بفساد نية‬
‫مشركطة فليس ألجل الشرط‪ ،‬كإنما ىو ألجل اإلجماؿ المصاحب للشرط‪ ،‬كحيث قاؿ بصحتها‪ ،‬فذلك‬
‫حيث خلت عن اإلجماؿ‪ .‬فإف قيل‪ :‬إف المؤيد باهلل قد جوز المجملة حيث نول صبلة إمامو‪ .‬قلنا‪ :‬ذلك‬
‫اإلجماؿ مغتفر؛ كألنو يؤكؿ إلى التعيين‪ ،‬من حيث أف المصلحة كاحدة‪ ،‬كما ذكر معنى ذلك في‬
‫(الغيث)‪( .‬شرح بحر)‬
‫(‪ )5‬عائد إلى المجملة مع التردد‪ ،‬فالتصويب كاؼ‪.‬‬
‫(‪ )6‬حيث فات عليو ركعتاف‪ ،‬كالتبس ىل الفجر‪ ،‬أك المقصورة ػ فتكفي عند الهدكية‪ ،‬ال إذا تيقن اثنتين‬
‫مقصورة‪ ،‬كثنائية‪ ،‬فبل بد من صبلتهما معا مع التمييز‪ ،‬ككذا في الرباعية‪( .‬زىور) ك(كواكب)‬
‫(‪)93/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ال) نية (األربع)(‪ )7‬فإنها ال تكفي عند المؤيد باهلل)(‪ ()0‬مثالو‪ :‬أف تفوتو صبلة رباعية)(‪ ()3‬فبل يكفي‬
‫في قضائها أف ينوم أصلي أربع ركعات عما علي حتى يعين‪ ،‬فيقوؿ‪ :‬من صبلة الظهر أك نحو ذلك‪ ،‬ألنو‬
‫لو لم يعين تردد)(‪ ()4‬بين الظهر‪ ،‬كالعصر‪ ،‬كالعشاء‪.‬‬
‫كعند الهدكية يصح أف ينوم أربع ركعات)(‪ ()5‬عما عليو؛ ألنهم يصححوف النية المجملة‪.‬‬
‫قولو‪( :‬غالبا))(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) النية على ثبلثة أكجو‪ :‬مشركطة‪ ،‬كمترددة‪ ،‬كمجملة‪ .‬فالمشركطة تصح كفاقا بين الهدكية‪،‬‬
‫كالمؤيد باهلل‪ ،‬نحو أف يقوؿ‪ :‬أصلى الظهر إف كاف علي‪ .‬كالمترددة ال تصح كفاقا‪ ،‬نحو أف تفوتو رباعيات‬
‫من أجناس‪ ،‬فيقوؿ‪ :‬أصلي أربعا عما علي‪ ،‬فبل تصح لترددىا بين الظهر كالعصر كالعشاء‪ .‬كالمجملة فيها‬
‫الخبلؼ‪ ،‬تصح عند الهدكية‪ ،‬كال تصح عند المؤيد باهلل‪ ،‬كىي أف تفوتو رباعية فقط كالتبست‪ ،‬فيقوؿ‪:‬‬
‫أصلى أربعا عما علي‪ ،‬يجهر في ركعة‪ ،‬كيسر في أخرل عند الهدكية‪ .‬كالمؤيد باهلل يقوؿ‪ :‬ال بد من ثبلث‬
‫صلوات‪( .‬شرح الهداية) (قرز) [التقرير راجع إلى المسألة جميعها ]‪.‬‬
‫(‪ )0‬على أحد قوليو‪ ،‬كأما على الثاني فيصح‪ ،‬كىو الصحيح عند المؤيد باهلل‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالتبست‪.‬‬
‫(‪ )4‬ككجهو‪ :‬أنها مجملة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬حيث كانت من جنس كاحد‪ )*( .‬يجهر في ركعة‪ ،‬كيسر في أخرل‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )6‬صوابو‪ :‬مطقا على قولو‪ :‬سواء كاف الفائت عليو من جنس أك أجناس فبل بد من اإلضافة عنده‪ .‬لفظ‬
‫(الفتح)‪" :‬كاألربع ممن ليس عليو من أنواعها "‪ .‬لكن ىذا عند الهدكية‪ ،‬كأما عند المؤيد باهلل مع اللبس‬
‫فبل يكفي‪ ،‬فيكوف صواب العبارة على أصلو‪ ،‬ال األربع مطلقا‪ .‬كلو قيل‪ :‬صواب العبارة‪ :‬كاألربع غالبا‪،‬‬
‫كيكوف قولو في األربع‪ :‬حيث الفائت من نوع فقط‪ ،‬كال لبس‪ ،‬كغالبا حيث يكوف مع نوع من اللبس‬
‫لكاف أصوب‪ ،‬ككذا يصلح أف يكوف قولو‪ :‬إال األربع حيث الفائت من نوع فقط‪ ،‬لكن مع اللبس‪ ،‬كغالبا‬
‫حيث ىو من نوع‪ ،‬كال لبس‪ ،‬كلعلو مراد اإلماـ عليو السبلـ‪.‬‬
‫[غالبا‪ :‬اعلم أف الرباعية على كجوه ثبلثة‪ .‬األكؿ‪ :‬أف تكوف من جميع أنواعها كظهر‪ ،‬كعصر‪ ،‬كعشاء‪،‬‬
‫فإنو ال يجزئو أف يقوؿ‪ :‬أربعا عما علي اتفاقا‪ .‬كالثاني‪ :‬أف يكوف من أحدىما كتلتبس عليو‪ ،‬فهذه المسألة‬
‫المشهورة للمؤيد باهلل المتقدمة في الضركب‪ ،‬فهي تصح عند الهدكية‪ ،‬ال عند المؤيد باهلل‪ ،‬كىذاف‬
‫الوجهاف المراد بما في اإلطبلؽ في األزىار ال األربع‪ .‬الثالث‪ :‬أف ال يكوف عليو إال من نوع كاحد معين‪،‬‬
‫كمن الظهر مثبل فإنو يصح أف يقوؿ‪ :‬أربعا عما علي‪ .‬كىو المراد باإلستثناء بلفظ غالبا‪ ،‬كذلك صحيح‬
‫عند الهدكية على ذلك الظاىر‪ .‬كأما عند المؤيد باهلل فصحيح أيضا مطلقا من الحيثية التي ضربت لها‬
‫ىذه المسألة‪ ،‬كأما من جهة الجانب بالتعيين للقضاء فقد قيل‪ :‬إف ىذا مطلق‪ ،‬كما في القضاء مقيد‪ ،‬كفيو‬
‫لو قوالف في الكل‪ ،‬كقيل‪ :‬ما يأتي في القضاء على جهة الندب‪ ،‬كقد ذكر الوالد قولين في المصابيح‬
‫على أصل الهدكية‪( .‬كابل) ]‪.‬‬

‫(‪)94/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(يحترز من أف يفوتو ظهر كاحد أك أكثر‪ ،‬كال رباعية فائتة عليو سواه‪ ،‬فأراد أف يقضيو بعد أف صلى‬
‫الظهر‪ ،‬أك في سفر القصر‪ ،‬أك في غير كقت صبلة رباعية مؤداة‪ ،‬فإنو حينئذ يكفيو أف ينوم(‪ )7‬أربعا مما‬
‫عليو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىكذا ذكر اإلماـ عليو السبلـ‪ ،‬كظاىر كبلمو في (الغيث) كاألزىار أف ذلك على أصل الهدكية‪،‬‬
‫كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأنها مسألة كفاؽ‪ ،‬كجعل مسألة الخبلؼ حيث كاف عليو فوائت رباعيات من أجناس‪،‬‬
‫فالهدكية بصححوف أربعا مما عليو‪ ،‬كأشار المؤلف إلى ضعف ذلك‪ ،‬كأنو أخذه اإلماـ من قوؿ الفقيو‬
‫حسن في األكلى‪ ،‬كىو ضعيف كما تقدـ‪ ،‬كىذا خبلؼ المحكي المشهور‪ ،‬كالظاىر أف مسألة الخبلؼ‬
‫ىي صورة غالبا‪ ،‬كأنهم يتفقوف حيث عليو فوائت من أجناس على أنو ال يصح أف ينوم أربعا عما عليو‪،‬‬
‫قاؿ‪ :‬كإنما جعل المؤيد باهلل النية في صورة غالبا غير مجزية لترددىا كإجماعها عنده؛ ألنو ممن يوصف‬
‫أف عليو الظهر كالعصر كالعشاء‪ ،‬كلو كاف في غير الوقت المشركع فيو؛ ألف المكلف يوصف بأف‬
‫التكاليف الشرعية عليو‪ ،‬كإف لم تحصل أسباب أدائها فيوصف بأف عليو الظهر كالعصر كالعشاء‪ ،‬كلو‬
‫قبل دخوؿ أكقاتها‪ ،‬كيوصف بأف عليو صبلة رباعية كركعتين في القصر‪ ،‬كإف لم يكن قد سافر‪( .‬أثمار)‬

‫(‪)95/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ثم) ذكر عليو السبلـ (الفرض الثاني) كىو (التكبير))(‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬كاحدة فقط‪ .‬كعن الصادؽ تسع‪( .‬جامع) (*) ثم إذا افتتح الصبلة أحضر بقلبو أف فعلو قاصر عن‬
‫مرتبة عظمة اهلل كتأدية حقو‪ ،‬ثم يستصحب ذلك في مبدأ كل ركن كتمامو‪ ،‬كما ركم عن جعفر بن محمد‬
‫عليو السبلـ أنو قاؿ لرجل‪ :‬ما تنوم عند أف تكبر ? قاؿ‪ :‬ال أدرم‪ .‬قاؿ‪ :‬تنوم اهلل أكبر من أف يحاط‬
‫بكبريائو " ىذا لفظ الركاية‪ ،‬أك معناه‪ .‬من (شرح نهج الببلغة لجحاؼ) (*) كيجب الجهر بو (‪)7‬‬
‫كإعرابو‪ ،‬كتفخيمو‪ ،‬كجزـ آخره‪ ،‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬التكبيرجزـ‪ ،‬ال يمده حتى يزيد‪ ،‬كال‬
‫يقصره حتى ينقص)‪( .‬بحر)‪ .‬فإف قاؿ‪ :‬اهلل أكبار‪ .‬لم يصح ألف أكبار جمع كبير‪ ،‬كإذا تم آخر التكبيرة‬
‫كلو حرفا كاحدا في حاؿ اإلنحناء لم يصح إال في النفل؛ ألنو مبني على التخفيف‪( .‬انتصار)‪ .‬كقيل‪ :‬ال‬
‫فرؽ‪( .‬قرز) (‪ )7‬بل يستحب علي المختار‪( .‬قرز) (*) (مسألة) (‪ )7‬كيجب قطع الهمزة من أهلل‪ ،‬كمن‬
‫أكبر‪ ،‬فلو سهل [أم‪ :‬مد] أحدىما لم يصح‪ ،‬كيجب تسكين الكاؼ‪ ،‬فلو حركو لم تصح‪ ،‬كيجب‬
‫تفخيم الجبللة فلو رققها لم تصح؛ ألنو نقصاف حرؼ [كقد ذكر في األيماف أنو إذا رققها فليست‬
‫بيمين؛ ألف التفخيم كالحرؼ منها‪ .‬ذكره (الغزالي)‪( .‬بياف) (قرز) ] كيجب مدىا‪ ،‬فلو قصرىا لم يصح‪.‬‬
‫(بياف) كيجب (‪ )0‬تسكين الراء من أكبر [فإف حركها بالضم لم تفسد‪( .‬قرز) ] كأال تطوؿ التكبيرة‪،‬‬
‫كيجوز السكوت [قدر تسبيحو] بين قولو‪ :‬اهلل‪ ،‬كبين قولو‪ :‬أكبر (‪ )7‬ألنو لو لم يقطعها كانت استفهاما‪.‬‬
‫(بستاف) (‪ )0‬بل يستحب‪( .‬بياف) (*) فلو نول بالتكبيرة االفتتاح‪ ،‬كتكبيرة النقل لم يصح التشريك‪ ،‬كلو‬
‫نول ما أخرجو زكاة‪ ،‬كتطوعا‪( .‬زىور)‪( .‬قرز) [كينظر ما الفرؽ بينها كبين القراءة‪ ،‬لو نول بها للشفاء‪،‬‬
‫كلبلستحفاظ‪ ،‬فقد قالوا‪ :‬ال يضر‪ ،‬كتصح الصبلة‪( .‬سماع سيدنا علي)‪( .‬قرز) لعل الفرؽ أنو ال يدخل‬
‫في الصبلة إال بالتكبيرة‪ ،‬فبل يصح التشريك فيها‪ ،‬بخبلؼ حيث قد دخل في الصبلة فبل تؤثر النية في‬
‫تشريك بعض األذكار ] [كال يجزئ التعكيس‪ ،‬نحو أف يقوؿ‪ :‬أكبر اهلل‪( .‬شرح أثمار) (قرز)]‬
‫[كينظر لو كاف أخرس بما ذا يدخل ? الجواب‪ :‬أنو يدخل بما أمكنو‪ .‬قاؿ في (االنتصار)‪ :‬من قطع‬
‫لسانو كجب عليو تحريك باقيو‪ ،‬كشفتيو‪ ،‬كينوم بو التكبيرة‪ .‬من (ىامش التذكرة) (قرز)]‬
‫[كال يرفع اليدين عند التكبيرة لقولو ‪(:‬ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس‪ ،‬اسكنوا في‬
‫الصبلة) ] [كالخبلؼ فيو لنفاة األذكار‪ .‬كقاؿ الفقيو محمد بن يحيى حنش‪ :‬كىم اإلمامية‪ ،‬كاألصم‪،‬‬
‫كابن علية‪ ،‬كالحسن بن صالح‪( .‬كواكب) ك(زىور) ككذا في (البحر)]‬
‫(*) (مسألة) كتصح بالفارسية لمن ال يحسن العربية‪( .‬بياف لفظا) كىي خدام بزفتر‪.‬‬

‫(‪)96/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( كمن شرطو أف يكوف المكبر (قائما))(‪ ()7‬حالو‪ ،‬فبل يجزئ من قاعد إال لعذر‪.‬‬
‫كىو قوؿ القائل‪ :‬اهلل أكبر (ال غيره))(‪ ()0‬فبل يجزئ "اهلل كبير"‪ ،‬كال "اهلل أعظم"‪ ،‬كنحوىما‪.‬‬
‫كىذا مذىب المؤيد باهلل‪ ،‬كتخريجو‪ ،‬كىو قوؿ الناصر‪ ،‬كالمنصور باهلل)(‪.()3‬‬
‫كقاؿ أحمد بن يحيي‪ ،‬كأبو العباس‪ ،‬كأبو طالب‪ :‬إنها تنعقد بما فيو أفعل التفضيل نحو "اهلل أعظم"‪" ،‬اهلل‬
‫أجل"‪" ،‬اهلل أكبر" أك نحوىا مما فيو تعظيم‪ .‬قاؿ أبو طالب‪ :‬ككذا بالتهليل‪.‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬إنو ينعقد بالتسبيح‪ ،‬ككل ما فيو تعظيم هلل‪.‬‬
‫قاؿ في شرح اإلبانة‪ :‬حتى لو قاؿ‪ :‬اهلل‪ .‬كنول افتتاح الصبلة أجزأ‪.‬‬
‫(كىو) أم‪ :‬التكبير (منها) أم‪ :‬من الصبلة (في األصح) ألف في ذلك قولين األكؿ للهادم(‪ )4‬عليو‬
‫السبلـ‪ ،‬كالشافعي‪ :‬أنو من الصبلة‪.‬‬
‫الثاني للمؤيد باهلل‪ ،‬كأبي حنيفة‪ :‬أنو ليس من الصبلة(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالمعتبر منو انتصاب مفاصل الظهر بحيث ال يكوف منحنيا قريبا من الراكع؛ إذ ال يسمى قائما‪،‬‬
‫كأما مجرد إطرؽ الرأس فبل يضر‪( .‬تذكرة) [فلو دنى منو إلى ىيئة الراكع فيقرب أف ال تصح‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬لقولو تعالى‪{ :‬كربك فكبر} كلقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم لمن علمو‪( :‬قل اهلل أكبر)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كمالك‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫(‪ )4‬حجتو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬تحريمها التكبير) كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إنما‬
‫ىي التسبيح‪ ،‬كالتكبير‪ ،‬كقراءة القرآف)‪( .‬بهراف)‬
‫(‪ )5‬كحجتو قولو تعالى‪{ :‬كذكر اسم بو فصلى} كالفاء للتعقيب‪ ،‬أراد كبر فصلى ػ فليس منها‪ .‬قلنا‪ :‬لعلو‬
‫أراد بالذكر التوجو‪ ،‬كحديثنا صريح‪( .‬بحر)‪[ .‬قالوا‪ :‬ال يدخل فيها إال بكمالو‪ ،‬كىو ال يتبعض إجماعا‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬يثبت الحكم ألكلو بتمامو‪ ،‬كالخركج من التسليم‪ ،‬قالوا‪ :‬فيتحملو اإلماـ‪ .‬قلنا‪ :‬إنما يتحمل بدليل‪.‬‬
‫(بحر‪])039/7‬‬

‫(‪)97/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كفائدة الخبلؼ تظهر في مسائل األكلى‪ :‬لو كضع المصلي رجلو على نجاسة جافة(‪ )7‬حاؿ التكبير ثم‬
‫رفعها قبل إتمامو ػ فمن قاؿ‪ :‬إنها من الصبلة فسدت صلوتو(‪ )0‬كالعكس في العكس(‪ )3‬ككذا إذا‬
‫انكشفت العورة‪.‬‬
‫قاؿ في حواشي اإلفادة‪ :‬كلو نول في نصف التكبيرة جاز عند المؤيد باهلل‪ ،‬ال عند من يقوؿ‪ :‬التكبير من‬
‫الصبلة‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ )4(:‬كمن فوائد الخبلؼ أف الطمأنينة(‪ )5‬تجب بعد التكبيرة على قوؿ المؤيد باهلل‪،‬‬
‫كال تجب على قوؿ الهادم‪ ،‬كقد ذكرذلك في الياقوتة‪.‬‬
‫كمنهم(‪ )6‬من قاؿ‪ :‬إف الطمأنينة بعد التكبيرة كاجبة إجماعا(‪ )7‬ألف القياـ يجب أف يكوف بعدىا(‪.)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك مغصوب‪ ،‬أك منحرؼ عن القبلة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬ال تنعقد‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬من يقوؿ‪ :‬إنها ليست من الصبلة لم تفسد‪.‬‬
‫(‪ )4‬كفي بعض النسخ (السيد يحيى بن الحسين‪ ،‬كالفقيو حسن )‪.‬‬
‫(‪ )5‬كىي قدر تسبيحة‪ )*( .‬بضم الطاء‪ ،‬كسكوف الهمزة‪ ،‬كفتح الميم طمأنينة‪ ،‬على كزف قشعريرة‪،‬‬
‫مصدر اطمأف‪( .‬صحاح)‬
‫(‪ )6‬الفقيو علي‪.‬‬
‫(‪ )7‬كىذا إذا لم يقرأ‪ ،‬فإذا قرأ دخلت‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬يقاؿ‪ :‬ىذا تعليل الشيء بنفسو‪.‬‬

‫(‪)98/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيثني)(‪ )7‬التكبير (للخركج) من صبلة قد دخل فيها (‪)0‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬بالنظر إلى األكلى‪( .‬حاشية سحولي) [كىل يكوف داخبل بأكلها‪ ،‬أك بآخرىا بتمامها‪ ،‬ذكر في‬
‫(الشرح) اإلجماع أنو ال يكوف داخبل إال بتمامها‪ .‬فإف قلت‪ :‬يلزـ أف اليكوف أكلها من الصبلة ? قاؿ‬
‫عليو السبلـ‪ :‬قد ذكرنا جوابين أحدىما‪ :‬أنو اليكوف داخبل إال بآخرىا‪ ،‬كال يبطل بذلك كونها من‬
‫الصبلة؛ ألنو قد ال يتم حكم اللفظ إال بجميعو‪ ،‬كالبيع كغيره‪ .‬الجواب الثاني‪ :‬أف الدخوؿ بآخرىا‬
‫منعطف على أكلها‪ ،‬كىذا قوم‪ ،‬خبل أنو مصادـ للكبلـ المحكي في الشرح‪( .‬غيث)]‬
‫(‪ )0‬ىذا [قوم ] حيث كاف الخركج جائزا لو‪ ،‬كإاللم يكن داخبل؛ ألنو عاص بالخركج بها‪ ،‬كال تكوف‬
‫الطاعة معصية في حالة كاحدة‪ ،‬كظاىر (األزىار) اإلطبلؽ (قرز) (*) يقاؿ‪ :‬إف الدخوؿ في الصبلة‬
‫األخرل ال يصح إال بعد بطبلف األكلى‪ ،‬كلم يصدر منو ما يفسد األكلى فعل سول التكبيرة الثانية‪،‬‬
‫كالتكبيرة الواحدة ال تفسد بها الصبلة‪ ،‬كلو كقعت في غير موضعها‪ ،‬كال تأثير لنية الثانية؛ ألف النية من‬
‫أفعاؿ القلوب‪ ،‬كال يؤثر مجردىا في إفساد الصبلة‪ ،‬ما لم يكن كفرا أك نحوه‪ ،‬كإذا لم تفسد بها األكلى‬
‫لم يصح أف يكوف داخبل في الثانية؛ ألنو لو كاف كذلك لم يكن خارجا بالتكبيرة‪ ،‬كقد جعلو خارجا بها‬
‫?‪ .‬كالجواب‪ :‬أف النية إذا اقترنت بالكبلـ خاصة فلها تأثير في الفساد‪ ،‬إال ترل أف المصلي لو قرأ شيأ‬
‫من القرآف ناكيا بو الخطاب للغير فسدت صبلتو كما سيأتي‪ ،‬كلو لم يقصد الخطاب لم تفسد‪ ،‬كلو كاف‬
‫في غير موضعو‪ ،‬فدؿ على أف النية لها تأثير‪( .‬غيث بلفظو)‬

‫[فيكره دخولو في الثانية بالتكبيرة‪ .‬كخركجو من األكلى بالعزـ المقارف للتكبيرة‪ .‬كعبارة (األثمار) " كيثني‬
‫للدخوؿ في أخرل؛ ألف الخركج من األكلى ال يحتاج إلى تكبيرة‪.‬‬
‫(‪)99/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كأراد تركها (كالدخوؿ(‪ )7‬في) صبلة (أخرل)(‪ )0‬مثاؿ ذلك‪ :‬أف يدخل في صبلة فيذكر أف غيرىا أقدـ‬
‫منها (‪ )3‬فيريد الدخوؿ في ما ىو أقدـ‪ ،‬كالخركج مما قد دخل فيو‪ ،‬فاختلف العلماء بماذا يكوف بو‬
‫خارجا كداخبل‪.‬‬
‫فقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالشافعي‪ :‬يخرج بتكبيرة‪ ،‬كال يكوف داخبل إال بتكبيرة أخرل‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬تكفي تكبيرة ثانية‪ ،‬يكوف بها خارجا(‪ ()4‬كداخبل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإنما خرج كدخل بتكبيرة؛ لئبل يبطل ثواب العمل األكؿ‪ ،‬أك خرج بفعل كنحوه‪.‬‬
‫(‪ )0‬مسألة) (المؤيد باهلل‪ ،‬كالناصر)‪ :‬كيثني التكبير للخركج كالدخوؿ في أخرل‪ ،‬فيكفي لهما‪( .‬أصحاب‬
‫الشافعي)‪ :‬ال يكفي‪( .‬ابن القاص) يبطبلف‪ ،‬كيدخل بثالثة‪( .‬الصيدالني)‪ :‬تكفي الثانية بشرط نية رفض‬
‫األكلى‪ .‬قلنا‪ :‬نية دخوؿ الثانية رفض؛ إذ لكل أمرء ما نول‪( .‬بحر بلفظو‪ .)040/7‬ينظر في كبلـ (ابن‬
‫القاص ما معناه‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالفرضاف مختلفاف‪.‬‬
‫(‪ )4‬نحو أف يخرج مما ىو فيو لخشية فوت الجماعة‪ ،‬أك خرج لما ىو أقدـ‪ ،‬نحو أف تكوف نافلة‪ ،‬أك‬
‫فريضة كخرج منها إلى قضاء؛ ألف المؤيد باهلل ذكره فيها‪ .‬قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬ىذا بناء‬
‫على أحد قوليو‪ :‬أنو يجب الترتيب‪ ،‬فأما حيث ال يجوز لو الخركج فهو يكوف عاصيا بالتكبيرة اآلخرة‪،‬‬
‫فيحتاج إلى ثالثة يدخل بها‪ ،‬كظاىر (األزىار) اإلطبلؽ‪( .‬قرز) كلفظ (البياف) "قاؿ الفقيو علي‪ ،‬كالفقيو‬
‫يوسف‪[ :‬قوم ] ككبلـ المؤيد باهلل مبني على أنو حيث يجوز لو الخركج من الصبلة‪ ،‬أك حيث جهل‬
‫تحريمو‪ ،‬ال مع علمو بالتحريم فبل يكوف خارجا كداخبل بتكبيرة كاحدة‪( .‬بلفظو‪ .)67/7‬ألنو عاص فبل‬
‫يدخل إال بتكبيرة غير التي خرج بها‪.‬‬

‫(‪)722/0‬‬

‫_____________________________‬

‫فإف كاف الفرض كاحدا‪ ،‬كأعاد التكبيرة(‪ ()7‬ففي شرح أبي مضر‪ ،‬كركل األستاذ عن المؤيد باهلل‪ :‬أنو ال‬
‫يكوف خارجا(‪ .()0‬كقاؿ الشافعي‪ :‬يكوف خارجا‪.‬‬
‫كقاؿ بعض أصحاب الشافعي‪ :‬كل شفع يبطل الصبلة كالتكبيرة الثانية‪ ،‬ككل كتر تصح بو‪ ،‬كاألكلى‬
‫كالثالثة‪ ،‬كىكذا ما كثرت التكبيرات‪.‬‬
‫(ثم) بعد التكبير يلزـ (الفرض الثالث) كىو (القياـ )(‪ ()3‬قدر)(‪ ()4‬الفاتحة كثبلث آيات) أم‪ :‬ذلك‬
‫القياـ مقدر بوقت يتسع لقراءة الفاتحة كثبلث آيات‪ ،‬كىذا فرض(‪ )5‬مستقل‪ ،‬ليس ألجل القراءة‪،‬‬
‫بدليل أنو لو كاف ال يحسن القراءة لخرس )(‪ ()6‬أك غيره لزمو القياـ ىذا القدر‪ ،‬ذكره المنصور باهلل‪،‬‬
‫كفي الياقوتة لمذىب الهادم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬احتياطا‪.‬‬
‫(‪ )0‬فرع) فلو كرر تكبيرة اإلحراـ لم يضر‪ ،‬ذكره المؤيد باهلل‪ ،‬كلعل مراده حيث لم ينو رفض ما فعل‪.‬‬
‫(بياف‪ )67/7‬كأما لو نول رفضو فإنو يحتاج إلى تكبيرة [قوم] يدخل بها‪[ .‬كقيل‪ :‬ال يحتاج‪( .‬قرز) ]‪.‬‬
‫(فرع) كال يسجد لتكرير االفتتاح؛ إذ يدخل باآلخر‪( .‬بحر بلفظو)‪ .‬لعلو حيث رفض األكؿ‪ ،‬كإال فاألكؿ‬
‫حكمو باؽ‪ ،‬كلزـ السجود للسهو‪( .‬قرز) (*) ما لم يرفض األكلى‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كىل يلزـ مقطوع الرجلين [إف أمكنو] أف يقوـ على الركبتين ? صحح بعض المذاكرين كجوبو‪،‬‬
‫كالمختار أنو ال يجب‪( .‬قرز)‬
‫(*) ظاىره كلو فرضو التسبيح‪ .‬كقيل‪ :‬ال يجب إال قدر التسبيح‪ .‬كاختاره (الشامي)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كمعرفة قدر اآلية‪ ،‬كمحلها تو قيف‪( .‬ىداية)‬
‫(‪ )5‬يؤخذ من ىذا كجوب الطمأنينة‪.‬‬
‫(‪ )6‬طارئ أك أصلي كاىتدل إلى التعليم‪( .‬قرز)‬

‫(‪)727/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كال يجب أف يكوف ىذا القياـ في كل كاحدة من الركعات‪ ،‬كال في كاحدة بعينها‪ ،‬بل يجزئ أف‬
‫يفعلو (في أم ركعة) إما في األكلى أك في ما بعدىا (أك مفرقا) )(‪ ()7‬بعضو في ركعة‪ ،‬كبعضو في أخرل‪،‬‬
‫كلو قسمو على األربع الركعات‪ ،‬ذكر ذلك الفقيو يحيى البحيبح‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬ظاىر قوؿ أبي طالب أنو ال يجوز تفريقو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ما لم يخش فوت الصبلة فيتعين القياـ‪ ،‬ال القراءة في األكلى‪ ،‬كقيل‪ :‬ال يجب القياـ‪ ،‬كإنما المراد‬
‫إذا بقي من الوقت ما يسع ىذا القدر‪( .‬مفتي) [إال في العيدين فبل بد من الفاتحة كثبلث آيات في كل‬
‫ركعة‪ ،‬كإال بطلت‪ .‬من (أمالي أحمد بن عيسى) (قرز) ككذا ركعتا الطواؼ‪( .‬قرز) ]‬
‫(*) [فائدة جليلة‪ :‬ذكر المفسركف في قوؿ اهلل تعالى‪{ :‬إياؾ نعبد كإياؾ نستعين} كجوىا عديدة في‬
‫اإلتياف بنوف الجمع‪ ،‬كالمقاـ مقاـ اإلفراد‪ ،‬كالمتكلم كاحد‪ ،‬كمن أجود تلك الوجوه ما أكجده اإلماـ‬
‫الرازم في تفسيره الكبير‪ ،‬كحاصلو‪ :‬قد كرد في الشريعة المطهرة أف من باع أجناسا مختلفة صفقة‬
‫كاحدة‪ ،‬ثم خرج بعضها معيبا فالمشترم مخير بين رد الجميع أك إمساكو‪ ،‬كليس لو تبعيض الصفقة‪ ،‬برد‬
‫المعيب كإبقاء السليم‪ ،‬كىاىنا حيث يريد العابد أف عبادتو ناقصة لم يعرضها كحدىا على حضرة ذم‬
‫الجبلؿ‪ ،‬بل ضم إليها عبادة جميع العابدين من األنبياء‪ ،‬كالمبلئكة‪ ،‬كالصالحين‪ ،‬كعرض الكل صفقة‬
‫كاحدة راجيا قبوؿ عبادتو في الضمن؛ ألف الجميع ال يرد البتة‪ ،‬كرد المعيب كإبقاء السليم تبعيض‬
‫للصفقة‪ ،‬كقد نهى عباده عن ذلك‪ ،‬فكيف يليق بكرمو العظيم العميم فلم يبق إال عموـ الجميع‪ .‬كفيو‬
‫المراد‪ .‬من (الكشكوؿ للبهاء العاملي عفى اهلل عنو كما كجدت)‬

‫(‪)720/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ثم) ذكر عليو السبلـ الفرض الرابع كىو‪( :‬قراءة ذلك) )(‪ ()7‬القدر‪ ،‬كىو الفاتحة(‪ )0‬كثبلث‬
‫آيات)(‪( ()3‬كذلك) )(‪ ()4‬أم‪ :‬يقرأ ذلك قائما في أم ركعة‪ ،‬أك مفرقا كما في القياـ‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاعلم أف ثم ىهنا ليست للترتيب‪ ،‬كإنما ىي لمجرد التدريج‪ ،‬ككاف ىذا الموضع‬
‫كنحوه )(‪ ()5‬يليق بو الواك‪ ،‬كالعذر في إدخالها التنبيو على أف القياـ كالقراءة فرضاف مختلفاف‪ ،‬كىو ال‬
‫يحصل بالواك مصرحا كما يحصل بثم‪ ،‬فتجوزنا)(‪ ()6‬في إدخاؿ ثم للزيادة في التنبيو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬خبلؼ نفاة األذكار‪ ،‬كابن عباس‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك سبع آيات لتعذرىا‪ ،‬كظاىر األزىار خبلفو‪.‬‬
‫(‪ )3‬فائدتاف) األكلى لو كرر البسملة ثبلث مرات‪ ،‬كنول من ثبلث سور أجزأ‪ )7( .‬ذكره السيد يحيى‬
‫بن الحسين‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح‪ .‬كالثانية‪ :‬لو قرأ الفاتحة كاآليات بنية النفل لم يجزه‪ .‬بل يجزئ‪.‬‬
‫(قرز) (‪ )7‬يعني‪ :‬إذا كاف عارفا بالسور‪ .‬كقيل‪ :‬كإف لم يعرؼ السور‪ ،‬إذا قصد بها من ثبلث سور‪( .‬قرز)‬
‫(*) فإف قرأ من كسط سورة بسمل من أكلو‪ ،‬خبلؼ القراء (‪ )7‬كاإلماـ يحيى بن حمزة‪( .‬بياف)‪ .‬حجة‬
‫القراء أنها تترؾ فرقا بين أكؿ السورة كغيرىا‪ ،‬كلقوؿ الصحابة‪ :‬ما كنا نفرؽ بين السور إال بالبسملة‪ .‬قاؿ‬
‫عليو السبلـ‪ :‬كالمختار ما قاؿ القراء؛ ألف الفقهاء أىل الفتول‪ ،‬كالقراء أعرؼ بسنن القرآف كآدابو‪.‬‬
‫(بستاف) (‪ )7‬ليس على إطبلقو؛ فإنهم يختلفوف في ذلك‪ ،‬كالمشهور عن أكثرىم أنو مخير‪ ،‬كما قاؿ في‬
‫(الشاطبية) كفي اإلجزاء يخير من تبل‪.‬‬
‫(‪ )4‬لو قاؿ‪" :‬حالو" ألفاد ما أراد‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )5‬كل موضع يراد بو التعداد‪ ،‬ال الترتيب‪.‬‬
‫(‪ )6‬أم‪ :‬توسعنا‪.‬‬

‫(‪)723/0‬‬
‫_____________________________‬

‫ال يقاؿ‪ :‬إنك دخلت في إيهاـ أبلغ مما فررت منو‪ ،‬كىو أف القراءة بعد القياـ‪ ،‬كىذا يوىم أنها تصح في‬
‫غير حاؿ القياـ؛ ألنا قد رفعنا ىذا اإليهاـ بقولنا‪" :‬ثم قراءة ذلك كذلك"‪ .‬أم‪ :‬في حاؿ القياـ‪ ،‬كفى أم‬
‫ركعة‪ ،‬أك مفرقا‪ ،‬فبل إيهاـ حينئذ؛ ألنو ال فائدة لقولنا‪":‬كذلك " إال رفع اإليهاـ‪ ،‬فبل إشكاؿ حينئذ‪،‬‬
‫كحسن إدخاؿ ثم لما ذكرنا مع االختصار )(‪.()7‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :()0() :‬إنها تجب قراءة الفاتحة فقط في جميع الركعات‪.‬‬
‫كعن زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ ()3():‬أنها تجب في األكلتين‪.‬‬
‫كقاؿ مالك‪ :‬إنها تجب في األكثر)(‪ ()4‬نحو الثبلث من األربع‪ ،‬كالثنتين من الثبلث)(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ينظر ما أراد باالختصار‪ ،‬لعلو كاهلل أعلم ػ من جهة أف الواك ال تدؿ على أف القراءة فرض غير‬
‫القياـ‪ ،‬فيحتاج إلى ما يدؿ على ذلك‪ ،‬فيفوت حينئذ االختصار‪( .‬شامي)‬
‫(‪ )0‬كقواه في (األثمار) لخبر عبادة قاؿ‪(:‬أمرنا صلى اهلل عليو كآلو كسلم أف نقرأ بفاتحة الكتاب في كل‬
‫ركعة) [ما يقاؿ‪ :‬لو لحق اإلماـ في الركوع على أصلو ? كجد في بعض كتب الشافعية لعلو (الحاكم) ما‬
‫لفظو ػ قولو‪ :‬إال في ركعة مسبوؽ‪ ،‬أم‪ :‬ليست بركن فيها‪ ،‬كىل أصالة ? أك يتحملها اإلماـ أصحهما‬
‫الثاني‪( .‬بلفظو) من خط (سيدنا حسن الشبيبي رحمو اهلل)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كقواه (المفتي)‪ )*( .‬كعند أبي حنيفة الواجب آية فقط‪ ،‬سواء كانت قصيرة أك طويلة‪ ،‬من الفاتحة‬
‫أك من غيرىا‪( .‬بياف معنى)‬
‫(‪ ، )4‬كقاؿ األصم‪ ،‬كابن علية‪ ،‬كابن عياش‪ ،‬كالحسن بن صالح‪ :‬كال يجب شيء من األذكار في‬
‫الصبلة‪( .‬زىور) كلذلك سموا نفاة األذكار‪.‬‬
‫(‪ )5‬ككل الثنائية‪.‬‬

‫(‪)724/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كاعلم أف في صفة القراءة قولين)(‪ ()7‬األكؿ المذىب‪ :‬كىو أف القدر الواجب من القراءة يجب أف يقرأ‬
‫(سرا في العصرين))(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬للقاسم‪ ،‬كالهادم‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )0‬إال حركؼ الصفير فبل يضر الجهر بها؛ إذ من شرطها ذلك‪ ،‬كيجمعها قولو‪ :‬صفيرىا صاد‪ ،‬كزام‪،‬‬
‫سين‪ )*( .‬فإف جهر بآية كخافت بأخرل‪ ،‬كفي الركعة الثانية خافت بما جهر بو‪ ،‬كجهر بما خافت بو ػ‬
‫احتمل أف يجزيو‪( .‬زىور)‪ .‬إذا حصل الترتيب في الجهر‪ ،‬كإال فبل‪ )*( .‬كفي النوافل مخير إال في الوتر‪،‬‬
‫فالمشركع فيو الجهر‪( .‬قرز) كيخير في المنذكرة ما لم يعين صفتها‪( .‬قرز) كالقياس يتبع الوقت‪[ .‬لقولو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬صبلة النهار عجماء) كيكوف بناء على األغلب؛ لئبل تدخل صبلة الفجر‪.‬‬

‫(*) [كمنهم من أكجب الجهر بالبسملة؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬كل صبلة ال يجهر فيها‬
‫ببسم اهلل الرحمن الرحيم فهي آية اختلسها الشيطاف)‪( .‬أنوار) كمثلو عن الهادم عليو السبلـ في‬
‫(األحكاـ) كقد ذكره (الرازم في مفاتيح الغيب) حيث قاؿ ما لفظو‪ :‬قالت الشيعة‪ :‬السنة الجهر‬
‫بالبسملة‪ ،‬سواء كانت الصبلة سرية أك جهرية‪ ،‬كجمهور العلماء يخالفونهم فيو‪ ،‬كىذا ألف عليا عليو‬
‫السبلـ كاف مذىبو الجهر ببسم اهلل الرحمن الرحيم في جميع الصلوات‪ .‬كأقوؿ‪ :‬إف ىذه الحجة قوية في‬
‫نفسي‪ ،‬راسخة في عقلي‪ ،‬ال تزكؿ بسبب كلمات المخالفين‪ .‬كبلـ (الشفاء) عن علي عليو السبلـ إنما‬
‫ىو في الجهرية‪ ،‬ال في السرية‪ .‬كىو يقاؿ‪ :‬إف قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬كل صبلة ال يجهر فيها‬
‫ببسم اهلل الرحمن الرحيم) عموـ باتفاؽ‪ .‬كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬صبلة النهار عجماء)‬
‫خصوص‪ ،‬فبل توجو لمن قاؿ بعكس ذلك‪( .‬شامي)]‬

‫(‪)725/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( كىما الظهر كالعصر (كجهرا في غيرىما)(‪ )7‬أم‪ :‬كيجب أف يكوف ذلك جهرا في غير العصرين‪ ،‬كىي‬
‫المغرب‪ ،‬كالعشاء‪ ،‬كالفجر‪ ،‬كصبلة الجمعة‪ ،‬كالعيدين)(‪.()0‬‬
‫القوؿ الثاني للمؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كأبو حينفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬أف ذلك الجهر كاإلسرار غير كاجب‪،‬‬
‫كىكذا ركل في الكافي عن زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كأحمد بن عيسى‪ ،‬كأبي عبد اهلل الداعي‪ ،‬كعامة أىل‬
‫البيت قاؿ‪ :‬كاختلفوا ىل ىو سنة أـ ىيئة ?‪ .‬فقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالشافعي‪ :‬ىيئة ال يسجد إف‬
‫تركو‪.‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كأبو عبد اهلل‪ ،‬كالحنفية‪ :‬إنو سنة يسجد ألجلو‪.‬‬
‫قاؿ في التقرير‪ :‬أما في الجمعة فالجهر كاجب)(‪ ()3‬ببل خبلؼ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فأما ركاتب الفرائض فيجزئ فيها الجهر كالمخافتة‪ ،‬كمثلو عن الفقيو يوسف في الكسوؼ في‬
‫(البياف) كلفظ (الغيث)‪( :‬تنبيو) اعلم أف ظاىر كبلمهم أنو يجوز الجهر كالمخافتة في نوافل الليل‬
‫كالنهار‪ ،‬كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬إذا جهر في سنة الظهر لم تجز كالظهر‪ ،‬كفيو نظر‪( .‬غيث‬
‫بلفظو)‬
‫(‪ )0‬كركعتا الطواؼ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬في القدر الواجب‪( .‬قرز) (*) بل فيو خبلؼ بعض التابعين‪( .‬بحر)‬

‫(‪)726/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم ذكرنا حكما يختص بالجهر (ك) ىو أنو (يتحملو اإلماـ))(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) إذا نسي اإلماـ القراءة‪ ،‬أك الجهر‪ ،‬أك المخافتة‪ ،‬كمذىب المؤتم كجوبها فإنو ال يخالف‬
‫اإلماـ‪ ،‬بل يتابعو إلى الركوع اآلخر‪ ،‬ثم يعزؿ عنو‪ ،‬كيأتي بالواجب منفردا‪( .‬بياف لفظا) (*) كحجتنا أف‬
‫اإلماـ يتحمل الجهر قولو تعالى‪( :‬كإذا قرئ القرآف فاستمعوا لو كأنصتوا) كىي نزلت في شأف الصبلة‪،‬‬
‫ركم ذلك عن أبي ىريرة‪ ،‬كابن المسيب‪ ،‬كالحسن البصرم‪ ،‬كالزىرم‪ ،‬كمحمد بن كعب‪( .‬بستاف لفظا)‬
‫(*) قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ ،:‬ك(الدكارم)‪ :‬من أدرؾ اإلماـ في األكلى تحمل عنو اإلماـ المسنوف من‬
‫القراءة‪ ،‬كال يجب عليو سجود السهو‪ ،‬كأما إذا أدرؾ اإلماـ في الثانية تحمل عنو الواجب‪ ،‬كإف كانت‬
‫مسنونة في حق اإلماـ‪ .‬ك(قرز)‪ .‬كيتحمل اإلماـ القراءة عن المؤتم إذا قرأ في الركعتين األخيرتين بشرط‬
‫أف ال يكوف قد قرأ في الركعتين األكلتين‪ ،‬كأما لو كاف قد قرأ فيهما لم يتحمل‪ ،‬كإنما يتحمل حيث‬
‫يشرع الجهر‪ ،‬أك يسن‪( .‬قرز) (‪ )7‬فيتحمل عنو القدر الواجب فقط؛ ألف الزائد عليو ال يشرع فيو‬
‫الجهر في اآلخرتين‪.‬‬

‫(*)[(مسألة) من أدرؾ اإلماـ راكعا فقد تحمل عنو قراءة تلك الركعة كفاقا‪ ،‬ذكره في الشرح‪ ،‬كىل يلزمو‬
‫أف يقرأ في ركعة أخرل قدر الواجب‪ ،‬أك قد سقط عنو ? قاؿ الفقيو حسن‪ :‬قد سقط عنو ػ بعني مسنونها‬
‫(‪ )7‬كالتكبير في صبلة العيد‪ .‬كقاؿ الفقيو يوسف‪ :‬بل يجب‪ .‬كأشار إليو في الشرح‪( .‬بياف لفظا)‪ .‬قلنا‪:‬‬
‫تكبيرات العيد متعينة فيتحملها اإلماـ لتعينها‪ ،‬بخبلؼ القراءة‪ ،‬كأما المسنوف فيتحملو اإلماـ لتعينو في‬
‫كل ركعة‪ ،‬كفائدتو عدـ سجود السهو‪( .‬سماعا)] [(‪ )7‬يعني‪ :‬في الجهرية‪ ،‬ذكرتو الناصرية‪ ،‬فبل يسجد‬
‫للسهو‪ .‬كقيل‪ :‬القياس أنو يسجد للسهو‪( .‬شرح ذكيد)‬

‫(‪)727/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( بمعنى‪ :‬أنو إذا قرأ اإلماـ في موضع الجهر سقط فرض المجهور بو (عن) المؤتم (السامع) )(‪ ()7‬ال‬
‫إذا لم يستمع؛ لصمم؛ أك بعد؛ أك تأخر فبل يسقط عنو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬تفصيبل‪ .‬كال يتحمل إال إذا كاف مشركعا لو كجوبا أك ندبا‪ ،‬ال حوازا فقط‪( .‬قرز) [كصبلة الجنازة‬
‫أم‪ :‬قراءتها ]‪.‬‬
‫(*) [إذا كاف فرضو القراءة‪ ،‬ال إذا كاف فرضو التسبيح كاألمي‪ ،‬كالعجمي‪ ،‬فبل يتحمل عنو‪ ،‬بل يسبح‪.‬‬
‫(قرز)]‬
‫(قاؿ اإلماـ يحيى)‪ :‬يكره التمطيط‪ ،‬كإفراط المد الخارج عن الحد‪ ،‬كإشباع الحركات ألنها تصير‬
‫باالشباع حركفا زائدة‪ ،‬فإف الضمة‪ ،‬كالفتحة‪ ،‬كالكسرة تصير كاكا‪ ،‬كألفا‪ ،‬كياء‪ ،‬كيستحب أف يكوف‬
‫الصوت في القراءة متوسطا‪ ،‬فبل يشق حلقو برفعو‪ ،‬كال يخفضو بحيث التظهر حركة الحرؼ‪ .‬قاؿ اهلل‬
‫تعالى‪{ :‬كال تجهر بصبلتك كال تخافت بها} كأجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقراءة‬
‫كترتيلها‪ ،‬كاختلفوا بالقراءة باأللحاف ػ فكرىها مالك‪ ،‬كالجمهور؛ لخركجها عما جاء بو القرآف من‬
‫الخشوع كالتفهم‪( .‬شرح الهداية) (*) كال بد أف يكوف المؤتم في حاؿ سماعو القدر الواجب لو كاف ىو‬
‫القارئ الجزأه (‪ )7‬فعلى ىذا لو تأخر في حاؿ قياـ اإلماـ حتى قرأ اإلماـ بعض الفاتحة لم يتحمل (‪)0‬‬
‫عنو الفاتحة‪( .‬عبد اهلل بن مفتاح) (‪( )7‬غالبا) احتراز ممن يصلي الظهر خلف من يصلي الجمعة‪ ،‬فإف‬
‫اإلماـ يتحمل عنو‪ ،‬كلو كاف فرضو السر‪( .‬شرح األثمار) (قرز) (‪ )0‬فلو أدركو في األكلى من الفجر‪ ،‬ثم‬
‫تأخر ساجدا حتى قاـ اإلماـ‪ ،‬كقرأ بعض الفاتحة ػ لم يتحمل عنو؛ ألنو حاؿ سماعو في حاؿ ال يتحمل‬
‫عنو فيو فيقرأ حتى يدركو‪ ،‬كال نزاع‪ ،‬كال يكوف فيو منازعا إال حيث يتحمل عن المؤتم‪ ،‬كاألكلى أف يعزؿ‬
‫إذا ىول اإلماـ للركوع‪( .‬شامي) (قرز)‬

‫(‪)728/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يجب (على المرأة))(‪ ()7‬من الجهر (أقلو من الرجل)(‪ ()0‬ك) أقلو من الرجل (ىو أف يسمع)‬
‫صوتو (من بجنبو) فهذا أقل الجهر‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ىذا إذا كانت المرأة إمامة )(‪()3‬فهذا حد جهرىا‪ ،‬كأما إذا كانت كحدىا‬
‫فحده أف تسمع نفسها‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفي ىذا ضعف؛ ألف إسماع النفس ال يسمى جهرا؛ حيث ال يسمعو من بجنبو‬
‫لو كاف حاصبل‪.‬‬
‫فإف قلت‪ :‬ىذا أقل الجهر فما أقل المخافتة ?‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ظاىر كبلـ أىل المذىب أف أقل‬
‫المخافتة أف يسمع نفسو فقط‪ .‬ذكر ذلك في البحر‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬أقل المخافتة كأقل الجهر)(‪.()4‬‬
‫كأما أكثر المخافتة‪ :‬فمفهوـ كبلـ أىل المذىب أف أكثرىا أف ال تسمع أذنيك )(‪ ()5‬كأنو مندكب)(‪()6‬‬
‫حيث يجب)(‪ ()7‬أك يندب اإلسرار)(‪.()8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالخنثى كاألمة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فبل تتحمل إمامتهن القراءة إال عن كاحدة عن يمينها‪ ،‬ككاحدة (‪ )7‬عن يسارىا‪( .‬قرز) فلو سمع‬
‫الصف اآلخر على القوؿ بجواز الصفوؼ بإمامة كاحدة لم تتحمل‪ ،‬بل يجب عليهن القراءة‪ ،‬ذكر ذلك‬
‫الفقيو علي‪ ،‬فلو جهرت كجهر الرجل احتمل أف تجزئ صبلتها مع اإلثم‪( .‬نجرم)‪( .‬قرز) كاختاره في‬
‫(الكواكب) كقاؿ (المفتي)‪ :‬األرجح عدـ اإلجزاء على أصوؿ المذىب (‪ )7‬فلو سمع غيرىما لم يجتز‬
‫بو‪ ،‬ذكره الفقيو علي‪ )*( .‬ككاف القياس أف يكوف صوتها كعورتها‪( .‬مفتي)‬
‫(*) كأما أكثر الجهر فبل حد لو(‪ )7‬لكن ال ينبغي الزيادة إال لعارض‪ ،‬نحو بعد المؤتم‪[)7( .‬كلعل‬
‫الزيادة على ذلك مكركىة‪ ،‬ألنها مأمورة بذلك من باب الستر‪ ،‬كإال فظاىر عبارة (اللمع) ك(التذكرة) أنو‬
‫كجوب؛ لقولو‪":‬كعلى المرأة أقلو "]‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال فرؽ‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬لقولو تعالى‪{ :‬فانطلقوا كىم يتخافتوف}‪.‬‬
‫(‪ )5‬مع تحريك اللساف‪ ،‬كالتثبت‪ .‬يعني‪ :‬أنك ال تسمع في الحركؼ أذنيك‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬أم‪ :‬عدـ إسماع األذنين‪.‬‬
‫(‪ )7‬في ظهر‪ ،‬كنحوه‪.‬‬
‫(‪ )8‬في الركعتين األخيرتين‪.‬‬

‫(‪)729/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ النوكم في األذكار‪ :‬مهما لم يسمع نفسو لم يعتد بقراءتو‪ ،‬ال في سرية‪ ،‬كال في جهرية‪ ،‬كما لو أمر‬
‫القراءة على قلبو‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫قاؿ في الشفاء عن الهادم عليو السبلـ‪ :‬إف أذكار الصبلة تنقسم إلى مجهور بو في كل حاؿ‬
‫كالتكبير)(‪ ()7‬كالتسليم‪ ،‬كمخافت بو مطلقا‪ ،‬كىو التشهد كالتسبيح‪ ،‬كمختلف حالو كالقراءة‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬لكن الجهر بالتكبير)(‪ ()0‬كالتسليم‪ ،‬كالمخافتة بالتشهد كنحو ذلك‬
‫ىيئة(‪.)3‬‬
‫الفرض الخامس قولو‪( :‬ثم ركوع))(‪ ()4‬كإنما يجزم إذا كقع (بعد اعتداؿ))(‪ ()5‬في القياـ الذم يليو‬
‫الركوع‪.‬‬
‫الفرض السادس قولو‪( :‬ثم) بعد ذلك الركوع يلزمو (اعتداؿ) )(‪ ()6‬كىو أف ينتصب بعده قائما‪ ،‬كال‬
‫يجزئ ذلك الركوع كاالعتداؿ الذم قبلو‪ ،‬كاالعتداؿ الذم بعده ػ إال إذا كقعت من المصلي القادر عليها‬
‫(تامة))(‪ ()7‬ال ناقصة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الجهر كاجب في اإلماـ‪ ،‬مستحب في حق المؤتم كالمنفرد‪ .‬لعلو حيث ال يعرؼ ذلك المؤتموف إال‬
‫بو‪ .‬فلو أسره اإلماـ لم يصح‪ ،‬كالمذىب الصحة‪( .‬قرز) (*) كالتسميع‪ ،‬كالقنوت‪ ،‬كالتحميد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كالتسليم‪.‬‬
‫(‪ )3‬في غير القنوت؛ ألنو سنة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬إجماعا؛ لقولو‪{ :‬اركعوا}‪.‬‬
‫(‪ )5‬كفي تسميتو اعتداال تجوز؛ ألف المراد بعد قياـ‪( .‬مفتي) ألف االعتداؿ ال يكوف إال بعد ركوع‪.‬‬
‫(‪ )6‬خبلؼ أبي حنيفة (‪ )7‬فقاؿ‪ :‬يكفي اإلنحناء في الركوع‪( .‬بستاف) كال يجب القياـ من الركوع عنده‪.‬‬
‫(بياف) كركم رجوع أبي حنيفة عن ذلك‪ ،‬فصار كاجبا بإجماع أىل العلم‪ .‬ذكره في (المشارؽ) كذلك‬
‫لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم لمن علمو‪( :‬اركع كاطمئن) (‪ )7‬لقولو تعالى‪{ :‬اركعوا كاسجدكا} كلم‬
‫يذكر اعتداال‪.‬‬
‫(‪ )7‬يؤخذ من ىذا كجوب الطمأنينة‪( .‬قرز) (*) كعن علي عليو السبلـ قاؿ قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪( :‬ال إيماف لمن ال أمانة لو‪ ،‬كال دين لمن ال عهد لو‪ ،‬كال صبلة لمن ال يتم ركوعها‬
‫كسجودىا) (أمالي أبي طالب)‬

‫(‪)772/0‬‬

‫_____________________________‬

‫أما القياـ)(‪ ()7‬التاـ فواضح‪ .‬كأما الركوع التاـ فلو شرطاف أحدىما‪ :‬أف ينحنى من قياـ تا ـ‪.‬‬
‫قاؿ في الكافي‪ ،‬كشرح اإلبانة‪ ،‬كاالنتصار‪ :‬حتى يمكنو أف يقبض براحتيو على ركبتيو)(‪ ()0‬كإف كاف‬
‫أقطع قدر لو كاف لو راحتاف‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أف يستقر فيو‪ .‬قيل‪ :‬كال حد لو سول أف يسمى مستقرا‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ذكر المذاكركف أنو مقدر بتسبيحة )(‪.()3‬‬
‫كأما االعتداؿ التاـ فلو شرطاف أحدىما‪ :‬أف ينتصب(‪ )4‬بعد تماـ ركوعو)(‪.()5‬‬
‫الثاني‪ :‬أف يطمئن قائما‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الذم قبل الركوع‪ )*( .‬أما القياـ فصار المعتبر فيو نصب مفاصل الظهر‪ ،‬كأما مجرد اإلطراؽ فبل‬
‫يضر‪( .‬برىاف)‪ .‬فلو دنا منو إلى ىيئة الراكع فيقرب أف ال يصح قيامو‪( .‬ديباج)‬
‫(‪ )0‬كال يجزم إف نقص‪ ،‬كيكره إف زاد‪( .‬قرز) (*) كفي المرأة بحيث تصل أطراؼ أصابعها إلى ركبتيها‪،‬‬
‫كال يجزم أقل من ذلك‪ ،‬كال حاجة في الزيادة‪ ،‬بل يكره‪ ،‬كمن كاف ظهره منحنيا كالراكع فإنو يزيد في‬
‫انحنائو [كجوبا‪( .‬قرز) ] عند ركوعو‪( .‬كواكب) (قرز)‬
‫(‪ )3‬سبحاف اهلل‪( .‬حفيظ) ككذلك سائر األركاف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬حتى يقوـ صلب ظهره‪.‬‬
‫(‪ )5‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم لمن علمو‪( :‬ارفع رأسك حتى تعتدؿ) كلقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪(:‬ال يقبل اهلل صبلة رجل حتى يقيم صلبو) كعن حذيفة أنو رأل رجبل يصلي كلم يرفع رأسو من‬
‫الركوع‪ ،‬بل انحط من ركوعو فقاؿ‪ :‬منذ كم تصلي ىذه الصبلة ? قاؿ‪ :‬منذ ثبلثين سنة‪ .‬قاؿ‪ :‬ما صليت‬
‫مذ ثبلثين سنة‪( .‬بستاف) [قلنا‪ :‬فلو انحط من الركوع سهوا كجب القياـ‪ ،‬كعمدا بطلت؛ إال أف يعود قبل‬
‫أف يسجد‪( .‬بياف) (قرز) ككاف انحطاطو فعبل يسيرا‪ ،‬كإال بطلت مطلقا‪( .‬قرز)]‬

‫(‪)777/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كإال) يقع االعتداؿ األكؿ‪ ،‬كالركوع كاالعتداؿ بعده من المصلي تامة‪ ،‬أم‪ :‬كل كاحد على ما كصفنا‬
‫(بطلت))(‪ ()7‬ىذه األركاف الناقصة‪ ،‬فإف نقصها عامدا بطلت ببطبلنها صبلتو فيستأنف (إال‬
‫لضرر))(‪ ()0‬يخشاه من استيفاء األركاف‪ ،‬نحوحدكث علة‪ ،‬أك زيادتها‪ ،‬أك استمرارىا (أك) خوؼ (خلل‬
‫طهارة))(‪ ()3‬فإنو يجوز)(‪ ()4‬لو ترؾ االعتداؿ‪.‬‬
‫كأما إذا نقصها ساىيا فسيأتي حكم ذلك في باب سجود السهو إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىذا جلى إذا [كاف ] قد سجد؛ ألنو فعل كثير‪ ،‬أما لو رجع قبل السجود فإنها ال تفسد صبلتو؛‬
‫ألف ذلك فعل قليل (‪ )7‬بعض ركن‪( .‬كواكب)‪ .‬ىذا يستقيم فيمن ترؾ االعتداؿ من الركوع‪ ،‬كأما من لم‬
‫بستقر في الركوع فإنها تفسد بنفس االعتداؿ؛ ألنو ركن كامل بعد الناقص‪( .‬قرز) (‪ )7‬ىذا إذا لم يكن‬
‫انحطاطو فعبل كثيرا‪ ،‬كإال فسدت‪ ،‬كلو عاد قبل أف يسجد‪( .‬بستاف) (قرز) (*) بفعل ركن كامل عمدا‬
‫بعد الناقص‪ ،‬أك كقع بعد الناقص فعل كثير‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كيجب عليو التأخير حيث كاف عذره قبل الدخوؿ في الصبلة‪ ،‬كأما بعد الدخوؿ فبل يجب عليو‬
‫التأخير‪ ،‬إال أف علتو تزكؿ في الوقت‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬ال فرؽ‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألنو محافظة على الطهارة‪( .‬بياف)‪ .‬كألف الطهارة آكد من استيفاء األركاف؛ ألنها تلزـ في جميع‬
‫أحواؿ الصبلة‪ ،‬كالقياـ بعض ركن في الصبلة‪( .‬صعيترم) (*) كيومئ‪( .‬بياف)‪ .‬فإف كاف يخشي خلل‬
‫الطهارة من اإليماء من دـ أك نحوه ? قيل‪ :‬يصلي مضطجعا موميا‪ ،‬حيث لم يخش أف تختل طهارتو‪،‬‬
‫كإال عفي لو‪ ،‬كالسلس كنحوه‪( .‬قرز) (*) قيل‪ :‬ىذا للمؤيد باهلل‪ ،‬كالفرؽ على أصلو بين ىنا‪ ،‬كبين‬
‫قولو‪":‬كال يمسح كال يحل جبيرة " بأف ىنا قد حصلت الطهارة الكاملة‪ ،‬بخبلؼ ما تقدـ‪ ،‬ىذا فرؽ على‬
‫أصلو‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫(‪ )4‬بل يجب [لخلل الطهارة‪( .‬قرز) ] كإنما الجواز عائد إلى الضرر‪ .‬ك(قرز)‪ .‬ىكذا قرر‪ ،‬كإف كاف‬
‫بدنو معو كديعة‪ ،‬فكاف القياس يجب [يجوز‪ .‬نخ] في الكل‪.‬‬

‫(‪)770/0‬‬

‫_____________________________‬

‫الفرض السابع قولو‪( :‬ثم السجود))(‪ ()7‬كشرطو أف يسجد (على) سبعة )(‪ ()0‬أعضاء‪ .‬منها‬
‫(الجبهة))(‪()3‬كإنما يتم السجود عليها بشرطين أحدىما‪ :‬أف تكوف (مستقرة))(‪ ()4‬على موضع‬
‫سجوده‪ ،‬فلو رفعها قبل االستقرار لم يصح‪ ،‬كحد االستقرار ما تقدـ في‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف نول بو مباحا كحك جبهتو على األرض ? فقاؿ في (الشرح)‪ :‬تفسد‪ .‬كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬ال‬
‫يفسدىا‪( .‬بياف) (قرز) [كلفظ (البحر)‪ :‬أما لو سحب جبهتو ? فقاؿ عليو السبلـ‪ :‬األقرب أنها ال تفسد؛‬
‫إذ ليس بزيادة ركن‪ ،‬ككذا عن الفقيو حسن‪ ،‬فأما لو انكبت جبهتو ? فعن السيد يحيى بن الحسين‬
‫تفسد‪ .‬كعن الفقيو علي‪ :‬ال تفسد‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬للخبر قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪(:‬أمرت أف أسجد على سبعة أعضاء)‪ )*( .‬قيل‪ :‬كال بد أف‬
‫تستقر السبعة األعضاء جميعها في حالة كاحدة‪( .‬شرح األثمار) قدر تسبيحة‪ ،‬كلو ترتبت في كضعها‬
‫على األرض‪( .‬شرح األثمار معنى) (قرز)‬
‫(‪ )3‬حد الجبهة‪ :‬ما بين الصدغين إلى مقاص الشعر‪( .‬يواقيت) (قرز) (*) فأما لو سجد على الطعاـ‬
‫المصنوع‪ ،‬أك كتب (الهداية) فاألقرب أنها تصح (‪ )7‬كتكره‪ ،‬فأما لو افترشها بقدميو فاألقرب فسادىا‬
‫(‪ )0‬ألف ذلك إىانة‪ ،‬فإف كاف غير مصنوع فبل يضر ما لم يقصد اإلىانة‪( .‬قرز) (‪ )7‬كأما القرآف فبل‬
‫يجوز السجود عليو لحرمتو‪ ،‬كال تصح‪( .‬شامي) (قرز) (‪ )0‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬أكرموا‬
‫الخبز فإنو من طيبات الرزؽ‪ ،‬كلوال الخبز ما عبد اهلل) كما في (الشفاء)‪( .‬سماع شوكاني) (*) فلو كاف‬
‫موضع سجوده منخفضا جاز‪ ،‬ككره‪ ،‬كإف كاف مرتفعا فإف كاف رأسو أخفض من عجيزتو جاز ككره‪ ،‬كإف‬
‫كاف أرفع منهما لم تصح صبلتو‪ ،‬كإف ساكاىما ? فقاؿ في (التقرير) كالفقيو محمد بن سليماف‪ :‬تصح‪،‬‬
‫كيكره‪ .‬كقاؿ بعض الناصرية‪ :‬ال تصح‪( .‬كواكب لفظا)‬
‫(‪ )4‬كحد االستقرار أف ال يكوف المصلي حامبل لها [أم‪ :‬لجبهتو]‪( .‬زىور)‪ ،.‬كقاؿ في حاشية على‬
‫ىذا‪ :‬كبياف االستقرار ػ لو أزيل ما تحت جبهتو لهوت جبهتو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)773/0‬‬

‫_____________________________‬

‫الركوع‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أف تقع الجبهة على المكاف (ببل حائل) بينها كبينو‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم بينا أف الحائل ال يفسد السجود إال في حالين ػ كىما‪ :‬أف يكوف الحائل من‬
‫(حي))(‪ ()7‬نحو أف يسجد على كفو‪ ،‬أك كف غيره‪ ،‬أك على حيواف آخر فإف ذلك ال يصح (أك) ليس‬
‫بحي ذلك الحائل‪ ،‬كلكن ذلك المصلي (يحملو)(‪ )0‬نحو أف يسجد على كور عمامتو )(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما شعر غيره مع اإلتصاؿ فيقرب أال يصح‪( .‬دكارم)‪ .‬قاؿ (المفتي)‪ :‬مفهوـ "حي" يخالفو؛ ألف‬
‫الحياة ال تحلو‪( .‬قرز) (*) كظاىر المذىب أف الحائل الحي يختص بالجبهة فقط‪ ،‬كالمحموؿ‪ .‬كفي‬
‫(اللمعة) ػ كاختاره صاحب (الفتح) ػ أف الحائل يعم الجبهة كغيرىا (‪ )7‬كىو قوم‪ ،‬كإال لزـ صحة صبلتو‬
‫مع استقبللو على حيواف‪ ،‬حيث يسجد على األرض‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‪ )7( .‬لفظ (البحر) (مسألة)‬
‫الهادم‪ ،‬كالقاسم‪ ،‬كالشافعي‪ :‬كال يجب الكشف عن السبعة إذ لم يفصل الخبر‪ .‬الناصر‪ ،‬كالمرتضى‪،‬‬
‫كأبو طالب كقوؿ للشافعي‪ :‬إال الجبهة؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( )0( :‬فيمكن جبهتو في‬
‫األرض) فبل يجزئ على كور العمامة‪( .‬بحر‪ )068/7‬ككذا ما يحملو المصلي من كم أك غيره‪ .‬كالحائل‬
‫المنفصل خرج (‪ )3‬باإلجماع‪ ،‬إال الحيواف فبل يجزئ اتفاقا‪( .‬بحر) (‪ )0‬ركم عن ابن عمر أف الرسوؿ‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم قاؿ‪( :‬إذا سجدت فمكن جبهتك في األرض‪ ،‬كال تنقر نقرا)‪[.‬حكاه في‬
‫المهذب‪ ،‬كعزاه في التلخيص إلى ابن حباف كغيره‪ ،‬ثم حكى تضعيفو] (تخريج بحر‪ )3( )068/7‬كعن‬
‫خباب بن األرت قاؿ‪" :‬شكونا إلى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم الصبلة في الرمضاء فلم يشكنا‬
‫" أم‪ :‬لم يزؿ شكوانا‪.‬‬
‫(‪ )0‬كأما على محموؿ غيره فيصح‪ .‬كلفظ (البياف)‪ :‬كيجوز أف يسجد على ناصيتو‪ ،‬أك محموؿ غيره‪ ،‬أك‬
‫على ما يعصب بو الشجة في الجبهة‪( .‬بياف لفظا)‪ .‬حيث خشي من حلها ضررا‪( .‬شرح أثمار) (قرز)‬
‫(‪ )3‬بفتح الكاؼ‪ ،‬كىو طاقات العمامة‪( .‬غيث) كيطلق الكور على الزيادة‪ ،‬كمنو الحديث (أعوذ باهلل من‬
‫الحور بعد الكور) أم‪ :‬النقصاف بعد الزيادة‪ .‬كأما بضمها فهو‪ :‬سرج الناقة‪( .‬شرح بحر) قاؿ في (شرح‬
‫المنتزع)‪ :‬كأيضا الحور ػ بضم الحاء‪ :‬النقصاف‪ ،‬قاؿ الشاعر‪:‬‬
‫الذـ يبقى كزاد القوـ في حور‬
‫أم‪ :‬في نقصاف‪ ،‬ىكذا فيهما‪ ،‬كقيل‪ :‬الحور ػ الرجوع‪ .‬قاؿ تعالى‪{ :‬إنو ظن أف لن يحور بلى} قاؿ ابن‬
‫عباس‪ :‬ما كنت أدرل ما يعني بالحور حتى سمعت أعرابية تقوؿ لبنت لها‪ :‬حورم‪ .‬أم‪ :‬ارجعي‪( .‬تجريد)‬
‫كغيره‪.‬‬

‫(‪)774/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( أك على فلنسوتو‪ ،‬أك على كمو أك طرؼ ثوبو‪ ،‬فإنو إذا كقعت الجبهة على شيء من ذلك‪ ،‬كلم يباشر‬
‫المكاف منها)(‪ ()7‬شيء فإف السجود ال يصح‪.‬‬
‫(إال) إذا كاف الحائل أحد ثبلثة أشياء ػ كىي‪( :‬الناصية)(‪ )0‬من الذكر‪ ،‬كمن في حكمو(‪( )3‬كعصابة‬
‫الحرة)(‪ )4‬ال المملوكة فحكمها حكم الرجل‪ ،‬فإف ىذين الحائلين ال يفسد بهما السجود (مطلقا) أم‪:‬‬
‫سواء سجد على الناصية أك العصابة؛ لعذر أـ لغير عذر فإف ذلك ال يفسد إجماعا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في الطرفين معا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كىي مقدـ الرأس ما بين النزعتين إلى قمة الرأس‪( .‬غشم) (قرز) (*) عن ابن عباس قاؿ‪( :‬أمر‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم أف نسجد على سبعة أعضاء‪ ،‬كنهى أف نكفت الشعر كالثياب)‬
‫أخرجو البخارم‪ ،‬كمسلم‪ ،‬كالترمذم‪ ،‬كالنسائي‪( .،‬تخريج بحر البن بهراف‪[.)066/7‬كأما السجود على‬
‫شعر القفا فيفسد‪( .‬قرز) حيث ال ضرر من حر أك برد‪( .‬سماع) (قرز)]‬
‫(‪ )3‬المملوكة‪ ،‬كمن لم ينفذ عتقو‪.‬‬
‫(‪ )4‬المعتادة في الغلظ‪ ،‬فلو زادت عما تعتاد حتى بعدت جبهتها لم تصح‪( .‬قرز) (*) كلو حلية‪ ،‬كلو‬
‫للزينة‪ ،‬كعصابة الشحة [حيث خشي الضرر من حلها‪( .‬قرز) ] فيصح إجماعا‪ .‬كقيل‪ :‬للستر‪( .‬ىداية)‬
‫(*) كالخنثى‪( .‬شرح األثمار) كفي حاشية ال يجوز؛ لجواز كونها رجبل‪ ،‬كال على الناصية لجواز كونها‬
‫امرأة؛ تغليبا للحظر‪ ،‬فإف فعلت فبل تبطل صبلتها؛ ألف األصل برأة الذمة‪ ،‬إال إذا سجدت على العصابة‬
‫كالناصية بطلت‪( .‬قرز) [كالمراد إذا سجدت عليهما في جملة الصبلة‪ ،‬كلم يكونا في سجدة كاحدة‬
‫لتحقق موجب الفساد][ككذا المرأة إذا سجدت على ناصيتها كعصابتها فسدت صبلتها‪( .‬قرز) ] (*)‬
‫ككذا المبعض عتقها؛ ألف الستر ال يتبعض‪( .‬قرز)‬

‫(‪)775/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) الثالث من الحائل الذم ال يفسد ىو‪( :‬المحموؿ) كالعمامة‪ ،‬كالكم‪ ،‬كالثوب في بعض األحواؿ‪،‬‬
‫كىو أف يسجد عليها المصلي (لحر أك برد) في المصلي بحيث يخشى الضرر من ذلك(‪ )7‬فيضع كمو‬
‫تحت جبهتو (‪ )0‬فإف ذلك ال يفسد لحصوؿ العذر‪.‬‬
‫كقاؿ أبو العباس‪ ،‬كالمرتضى‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف ذلك ال يصح مطلقا‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالمؤيد باهلل ػ مذىبا‪ ،‬كتخريجا)(‪ ()3‬ػ‪ :‬إنو يصح مطلقا‪ ،‬كيكره‪.‬‬
‫كالمذىب التفصيل كىو تخريج أبي طالب‪.‬‬
‫فلو خشي الضرر من الحر أك البرد كلم يجد إالكف نفسو‪ ،‬أك حيوانا ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فاألقرب أنو‬
‫يكتفي باإليماء)(‪ ()4‬فلو سجد على كف نفسو ? قاؿ‪ :‬فاألقرب أنو ال يجزئو)(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يلزمو اإلنتقاؿ‪ ،‬كلو قرب المكاف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كال يلزمو التأخير‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬يلزـ‪ ،‬كال يجب عليو طلب مكاف غيره إجماعا‪( .‬بحر) كقيل‪ :‬يجب‬
‫طلب ذلك‪ ،‬كال يؤـ إال بمثلو‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪ ،‬كيجب عليو أف يقطع من ثوبو ما يصلي عليو‪ ،‬كقيل‪:‬‬
‫ال يجب القطع[كلو كاف زائدا على ستر العورة‪( .‬قرز) ] كفي (البحر)‪ :‬إذا أمكنو كجب‪ .‬كفي (حاشية‬
‫سحولي)‪ ،‬كىل يمنع من أف يؤـ من يسجد على األرض‪ .‬بياض‪ .‬في (البحر)‪ :‬يؤـ‪ ،‬كقواه (عامر)‬
‫كاستقربو (الشامي)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كتخريجو قوم؛ ألف تخريجو من قولو‪( :‬يسجد على طرؼ ثوبو) كلم يجب قطعو‪ ،‬كمن أصل الهادم‬
‫أنو يجب اتبلؼ الماؿ لصيانة العبادة‪.‬‬
‫(‪ )4‬كيجب التأخير؛ ألنو عادؿ إلى بدؿ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬إجماعا‪( .‬بحر)‬

‫(‪)776/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ثم ذكر عليو السبلـ بقية أعضاء السجود بقولو‪) :‬كعلى الركبتين)(‪ )7‬فلو لم يضع ركبتيو على األرض‬
‫حاؿ سجوده لم يصح (ك) على (باطن الكفين) )(‪ ()0‬كىو الراحتاف‪ ،‬فلو لم يضعهما‪ ،‬أك كضعهما على‬
‫ظاىرىما‪ ،‬أك على حركفهما)(‪ ()3‬لم يصح سجوده (ك) على باطن (القدمين))(‪ ()4‬يعني‪ :‬باطن‬
‫أصابعهما)(‪ ()5‬فلو نصبهما على ظاىر األصابع لم يصح سجوده‪.‬‬
‫فأما لوكاف بعضها على باطنو كبعضها على ظاىره ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فاألقرب أف العبرة باإلبهاـ‪،‬‬
‫كيحتمل أف العبرة باألكثر)(‪ ()6‬مطلقا)(‪.()7‬‬
‫(كإال) يسجد على ىذه األعضاء السبعة التي ىي الجبهة‪ ،‬كىوالء‪ ،،‬بل بقي بعضها لم يضعو على‬
‫األرض‪ ،‬أك كضعو لكن ال على الصفة المذكورة (بطلت) سجدتو‪ ،‬كصبلتو إف فعل عمدا‪ ،‬كإف كاف سهوا‬
‫بطلت السجدة فقط‪ ،‬فيعود )(‪ ()8‬لها‪ ،‬كيرفض ما تخلل على ماسيأتي إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫كقاؿ القاضي زيد‪ ،‬كركاية عن المؤيد باهلل‪ :‬إف الواجب السجود على الجبهة فقط)(‪ ()9‬كمثلو عن أبي‬
‫حنيفة‪ .‬كعنو أيضا يجب على الجبهة‪ ،‬كاألنف(‪ )72‬كالراحتين‪.‬‬
‫كركم عن المؤيد باهلل مثل قولنا إال القدمين‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يجب كضع الركبتين في القعود بين السجدتين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كالكف الزائد حيث يجب عليو غسلو في الوضوء يجب كضعو في الصبلة حيث يمكن كاألصلي‪.‬‬
‫من خط سيدم حسين بن القاسم‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك جوؼ بهما‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىذا يختص بالرجل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬بأطراؼ األصابع‪( .‬زىور) [باطن‪ .‬نخ] ألف الحديث كرد بذلك‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )6‬مساحة‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬عددا‪.‬‬
‫(‪ )7‬سواء كاف لو إبهاـ أـ ال‪.‬‬
‫(‪ )8‬فإف كاف مؤتما كجب عليو انتظار اإلماـ حتى يسلم‪ .‬القياس أنو يعود لها‪ ،‬كيعزؿ‪ ،‬فإف أدرؾ اإلماـ‬
‫قبل أف يأتي بركعتين رجع إليو‪ ،‬كإال أتم منفردا‪ ،‬كال يبعد أخذه من (األزىار) في قولو‪" :‬إال في مفسد‬
‫فيعزؿ " ألنو يصح عوده إلى اإلماـ كالمؤتم‪.‬‬
‫(‪ )9‬كالباقى مسنوف‪( .‬شرح أثمار)‬
‫(‪ )72‬على جهة التخيير؛ إذ ىما عضو كاحد عنده‪( .‬بحر)‬

‫(‪)777/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاستغنينا عن تفصيل السجود الثاني بتفصيل السجود األكؿ‪ ،‬كقد أشرنا إلى‬
‫كونو من الفركض بقولنا‪" :‬بين كل سجودين " فيفهم أف ثم سجودين ال سجودا‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫كم القدر الذم يجب كضعو من كل عضو من ىذه األعضاء ? أما الجبهة فالذم صحح للمذىب أف‬
‫الواجب منها قدر ما تستقر عليو‪ ،‬كلو على قدر حبة ذرة)(‪ ()7‬كذكر في حواشي اإلفادة‪ :‬أنو يجب على‬
‫مقدار الدرىم)(‪ .()0‬كقاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬يجب تمكينها جميعا‪.‬‬
‫كأما اليداف كالقدماف ػ فقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬يجب كضع)(‪ ()3‬األكثر منهما‪ ،‬ككذا الركبتاف‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬لكن يطلب من أين أخذه )(‪ ()4‬كلم ال تجب التسوية بينها كبين الجبهة)(‪()5‬‬
‫?‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬من موضع كاحد‪( .‬يواقيت) كقيل‪ :‬كلو من مواضع‪( .‬شامي) (قرز)‬
‫(‪ )0‬البغلي‪( .‬مرغم)‬
‫(‪ )3‬مساحة‪ ،‬كقيل‪ :‬عددا‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخذه من قولهم‪" :‬يجب كضع الكل" كاألكثر في حكم الكل‪ ،‬كليالي منى‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫(‪ )5‬كقد أجيب أف الجبهة أمرنا بالسجود عليها‪ ،‬مع العلم أنو ال يمكن السجود على أكثرىا‪ ،‬كال كلها‪،‬‬
‫فعلم أف المراد ىو األقل فيعتبر من األقل أقل ما يحصل بو االستقبلؿ [االستقرار‪ .‬نخ] كىو ذلك‬
‫القدر المذكور؛ إذ ال داللة على مقدار فوقو‪ ،‬كليس كذلك الكفاف‪( .‬راكع)‪ .‬فأمرنا بالسجود عليهما‪،‬‬
‫كىو ممكن استعمالها في ذلك فيعتبر األكثر‪( .‬مرغم)‪ .‬كقيل‪ :‬الفرؽ شرافة العضو على غيره‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫كونها للتذلل‪ ،‬كغيرىا لبلعتماد‪.‬‬

‫(‪)778/0‬‬

‫_____________________________‬

‫لو رفع أحد ىذه األعضاء ثم كضعو ? فإف كاف الجبهة فسدت الصبلة )(‪ ()7‬كإف كاف غيرىا ? فقاؿ‬
‫الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ال تفسد‪ ،‬إال أف يبلغ فعبل كثيرا )(‪ ()0‬كمثلو ذكر الفقيو يحيى بن أحمد حنش‪.‬‬
‫كقاؿ في المذاكرة)(‪ ()3‬كالكفاية)(‪ ()4‬كابن معرؼ‪ :‬تفسد‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفيو ضعف عندم‪.‬‬
‫الفرض الثامن قولو‪( :‬ثم اعتداؿ) كىو القعود التاـ بحيث تستقل األعضاء بعضها على بعض )(‪()5‬‬
‫كذلك كاجب (بين كل سجودين))(‪ ()6‬كيجب أف يكوف القاعد في ىذه الحاؿ (ناصبا للقدـ اليمنى)‬
‫على باطن)(‪ ()7‬أصابعها (فارشا لليسرل))(‪.()8‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كابن داعى‪ ،‬كأبو جعفر‪ :‬ال يجب افتراش(‪ )9‬اليسرل‪ ،‬كنصب اليمنى‪.‬‬
‫(كإال) يستكمل القعود بين السجدتين على الصفة المذكورة من االعتداؿ‪ ،‬كنصب اليمنى‪ ،‬كفرش‬
‫اليسرل (بطلت)(‪ )72‬صلوتو إف تعمد‪ ،‬كقعدتو فقط إف سها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالمذىب أنو ال فرؽ بين الجهة كغيرىا أف فعلو إذا بلغ فعبل كثيرا فسدت‪ ،‬كإال فبل‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬إف‬
‫رفع الجبهة زيادة سجدة؛ ألنو ليس بسجود؛ ألف السجود ال يكوف إال من قياـ تاـ‪ ،‬أك من قعود تاـ‪،‬‬
‫فعلى ىذا يجوز رفع الجبهة إلصبلح موضع سجوده‪.‬‬
‫(‪ )0‬ككاف عمدا‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬للشيخ عطية النجراني‪ .‬كقيل‪ :‬لػ (لدكارم)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ألبي العباس الصنعاني‪.‬‬
‫(‪ )5‬قدر سبحاف اهلل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬قاؿ في حاشية على (اإلبانة)‪ :‬الحكمة في أف الركوع كاحد‪ ،‬كالسجود اثناف ػ قاؿ كعب‪ :‬إف آدـ‬
‫لما عصى‪ ،‬كدخل في الصبلة فأتت لو البشارة بقبوؿ التوبة‪ ،‬فسجد أخرل شكرا هلل‪ ،‬فلذلك صارت‬
‫اثنتين‪ .‬ذكره في (شرح الشهاب)‪.‬‬
‫(‪ )7‬المراد بباطن أطراؼ األصابع‪ ،‬يعني‪ :‬أكثرىا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬أم‪ :‬مفترشا‪( .‬قرز) فإف عكس فنصب اليسرل كفرش اليمني ? فقاؿ ابن داعي‪ :‬ال تفسد‪ ،‬كليس‬
‫بكثير‪ .‬كاختاره اإلماـ شرؼ الدين‪ .‬كقيل‪ :‬تفسد‪ .‬كىو ظاىر (اللمع) ألنو فعل كثير‪.‬‬
‫(‪ )9‬بل ىيئة عندىم‪.‬‬
‫(‪ )72‬بفعل ركن كامل بعد الناقص‪ ،‬أك كقع بعد الناقص فعل كثير‪(.‬قرز)]‬

‫(‪)779/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إذا رفع رأسو مقدار حد السيف(‪ )7‬أجزأه‪.‬‬


‫كقاؿ مالك‪ :‬يكوف أقرب إلى الجلوس‪.‬‬
‫(ك) من ال يمكنو افتراش القدـ اليسرل في قعوده فإف الواجب عليو أف (يعزؿ) (‪ )0‬رجليو كيخرجهما‬
‫من الجانب األيمن (‪ )3‬كيقعد على كركو األيسر على األرض‪.‬‬
‫قاؿ في مهذب الشافعي‪ :‬كينصب القدـ اليمنى(‪ )4‬يعني‪ :‬مع العزؿ‪.‬‬
‫ثم قاؿ عليو السبلـ‪( :‬كال يعكس) فيفترش اليمنى (‪ ،)5‬كينصب اليسرل (للعذر) المانع من افتراش‬
‫اليسرل‪ ،‬بل يعزؿ كما تقدـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مبسوطا‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬كإال يتمكن من العزؿ فما أمكنو فهو الواجب‪ ،‬من عكس‪ ،‬كتربيع‪ ،‬كغير ذلك‪ ،‬كىذه المسألة زيادة‬
‫من المؤلف أيده اهلل‪ ،‬كعبارة (األزىار) توىم أف العكس ال يجوز مطلقا‪ ،‬كليس كذلك‪( .‬كابل) ك(شرح‬
‫فتح) (*) كىل يجب عليو تأخير صبلتو مع العزؿ ? قيل‪ :‬يجب‪ .‬كقيل‪ :‬يصلي أكؿ الوقت؛ إذ الركن قد‬
‫كمل‪ ،‬كإنما ىو صفة لو‪( .‬مفتي) ك(حاشية سحولي) كقواه (الشامي) (قرز) [كال يؤـ إال بمن ىو مثلو؛‬
‫لوجوب النصب في الصبلة بين السجدتين‪( .‬قرز)]‬
‫(*) (مسألة) كاإلقعاء منهي عنو‪ ،‬كىو أف يقعد على أصابع رجليو متكئا على يديو‪ .‬كقيل‪ :‬ىو أف يضع‬
‫اليتو على عقبي رجليو‪ ،‬ناصبا لقدميو‪ ،‬جالسا عليهما‪ ،‬كذلك يفسد إذا كثر‪ )7( .‬لقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪( :‬ال تقعوا إقعاء الكبلب)‪( .‬بياف‪)7([ )69/7‬أم‪ :‬طاؿ حتى صار فعبل كثيرا‪ ،‬كىذا في حاؿ‬
‫التشهد‪ ،‬ال بين السجدتين فيفسد كلو قل‪ ،‬إذا اعتد بو‪( .‬لمعة) (قرز) ]‬
‫(‪ )3‬فإف أخرجهما من الجانب األيسر صحت صبلتو‪ ،‬ما لم يخرج عن القبلة‪( .‬مفتي) كىو ظاىر‬
‫(األزىار) (قرز)‬
‫(‪ )4‬ندبا‪( .‬قرز) [من حاشية بن (راكع)] [قوم استحبابا]‪ .‬كقيل‪ :‬كجوبا‪ .‬كيؤيده قولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪( :‬إذا أمرتم بأمر فأتوا منو ما استطعتم) كألف نصب اليمنى ثابت باألصالة‪ ،‬كال مسقط لو‪.‬‬
‫(شرح بهراف)‬
‫(‪ )5‬فلو افترشهما ? فلعلها تصح‪ ،‬كلهذا لم ينبو إال على العكس‪( .‬نجرم) (قرز) [إال لعذر فيجوز‪.‬‬
‫(قرز)]‬

‫(‪)702/0‬‬

‫_____________________________‬

‫الفرض التاسع قولو‪( :‬ثم الشهادتاف)(‪)7‬كىما أف يقوؿ‪" :‬أشهد أف ال آلو إال اهلل كحده ال شريك لو‪،‬‬
‫كأشهد أف محمدا عبده كرسولو"(‪ )0‬فإنهما فرض عندنا(‪.)3‬‬
‫(كالصبلة على النبي (‪ )4‬ك) على (آلو) كىي أف يقوؿ بعد الشهادتين‪" :‬اللهم صل على محمد كعلى‬
‫آؿ محمد"(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال صبلة إال بتشهد) (*) قاؿ الرافعي‪ :‬المشهور عنو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم أنو كاف يقوؿ في التشهد‪( :‬إني رسوؿ اهلل) ذكره في (كتاب اآلداب) قاؿ ابن حجر‪:‬‬
‫ىذا ال أصل لو‪ ،‬بل ألفاظو متواترة؛ أنو كاف يقوؿ في تشهده‪( :‬كأشهد أف محمدا رسوؿ اهلل) أك (عبده‬
‫كرسولو) ذكره في (التلخيص) كىو الحق‪ .‬من (شرح سيدنا علي بن راكع)‬
‫(‪ )0‬فلو عكس الشهادتين لم يفسد إف أعاد صحيحا‪( .‬قرز) [فإف قاؿ‪" :‬عبده كرسولو" كنصبهما بطلت‬
‫إذا كاف عمدا مطلقا‪ ،‬كإف كاف سهوا كأعاد‪ ،‬أك خرج الوقت فقد صحت صبلتو‪( .‬سماع)(قرز) كال قضاء‬
‫ألجل الخبلؼ‪.‬‬
‫(‪ )3‬خبلؼ الناصر‪ ،‬كأبي حنيفة‪.‬‬
‫(‪ )4‬ظاىر عبارتو عليو السبلـ أنو ال يجب الترتيب بين الشهادتين كالصبلة‪ .‬كقيل‪ :‬يجب (‪ )7‬لقولو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬صلوا كما رأيتموني أصلي) [على ىيئة مخصوصة]كال يقاس على الخطبة؛‬
‫ألف المراد في الخطبة فعل ذلك بخبلؼ ىنا فإنو كرد على ىيئة مخصوصة بالتقديم كالتأخير (‪ )7‬فإف‬
‫اكتفى بذلك‪ ،‬كلم يعده صحيحا فسدت‪ ،‬كإال صحت‪( .‬قرز)‬
‫(*) قاؿ في (ركضة النوكم)‪" :‬كآؿ النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم بنو ىاشم‪ ،‬كبنو عبد المطلب‪ ،‬نص‬
‫عليو الشافعي‪ ،‬كفيو كجو‪ :‬أنهم كل المسلمين "‪ .‬كالمذىب‪ :‬أنهم أكالد الحسنين عليهما السبلـ إلى يوـ‬
‫القيامة‪.‬‬
‫(‪ )5‬فلو قاؿ‪" :‬كآلو" فسدت‪ ،‬ألنو ليس من أذكارىا‪ ،‬كال يوجد في القرآف‪( .‬قرز) (نجرم)‬

‫(‪)707/0‬‬

‫_____________________________‬

‫فلو حذؼ على فقاؿ‪ :‬كآؿ محمد(‪ ? )7‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ينظر (‪ )0‬قاؿ‪ :‬ككذا لوقاؿ‪ :‬كآؿ محمد‬
‫رسوؿ اهلل (‪.)3‬‬
‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬إف التشهد كما بعده سنة‪ ،‬لكن يجب أف يقعد المصلي بعد السجدة األخيرة‬
‫(‪ )4‬كقد تمت صبلتو‪.‬‬
‫كقاؿ مالك‪ :‬ال يجب القعود أيضا‪ ،‬بل قد تمت صبلتو بآخر سجدة‪ ،‬كما بعدىا مسنوف‪.‬‬
‫قاؿ في الشرح‪ :‬كحكي عن مالك أف التسليم كاجب(‪.)5‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم إنا بينا أف القدر الواجب من التشهد ال يجزئ إال أف يقولو (قاعدا)(‪ )6‬بعد آخر‬
‫سجدة من صبلتو‪ ،‬كيكوف قعوده كاالعتداؿ بين السجدتين‪ ،‬ناصبا للقدـ اليمنى فارشا لليسرل‪ ،‬لكنو‬
‫ليس بواجب كمن ثم قلنا‪( :‬كالنصب كالفرش ىيئة)(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو زاد "سيدنا" فسدت‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فلو زاد ياء بعد البلـ بطلت صبلتو‪ ،‬عامدا‪ ،‬أك ساىيا‪ ،‬أك جاىبل؛ الختبلؿ المعنى‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬المختار أنها تفسد مع العمد‪ ،‬أك سهوا كاعتد بو‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) في الطرفين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬قدر الشهادتين فقط‪( .‬نجرم)‪.‬‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬مرة‪.‬‬
‫(‪ )6‬كالقعود فرض مستقل ال ألجل التشهد كالصبلة على النبي‪ ،‬فلو كاف ال يحسن التشهد قعد بقدره‪،‬‬
‫ثم يسلم‪ ،‬ذكر معنى ذلك في (شرح الفتح) كمثلو في (البحر)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬ككذا حاؿ التشهد األكسط‪ .‬كلفظ (البحر)‪( :‬فرع) كىيئتو في التشهدين كاالعتداؿ ندبا‪ ،‬لخبر‬
‫الساعدم في صبلتو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪[ .‬لفظا] كال يجب سجود السهود حيث نصبهما أك‬
‫فرشهما‪.‬‬

‫(‪)700/0‬‬

‫_____________________________‬

‫الفرض العاشر قولو‪( :‬ثم) بعد القدر المشركع من التشهد يجب (التسليم على اليمين )(‪ ()7‬كاليسار)‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬الواجب كاحدة فقط)(‪.()0‬‬
‫كفي الكافي عن الباقر‪ :‬أنو يسلم كاحدة تلقاء كجهو(‪ )3‬ككاحدة على يمينو‪.‬‬
‫كعن عبد اهلل بن موسى بن جعفر‪ :‬بل ثبلثا ػ كاحدة تلقاء كجهو)(‪ ()4‬ككاحدة عن يمينو‪ ،‬ككاحدة عن‬
‫يساره‪ .‬كعن الصادؽ‪ ،‬كمالك(‪ :)5‬كاحدة تلقاء كجهو‪.‬‬
‫ثم ذكر عليو السبلـ أف الواجب في التسليمتين أف يكونا (بانحراؼ) (‪ )6‬إلى الجانبين‪ ،‬كحد االنحراؼ‬
‫أف يرل من خلفو بياض (‪ )7‬خده‪ ،‬فإف تركو بطلت صبلتو عندنا(‪.)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كجد في حاشية‪ :‬أف المصلي إذا كرر التسليم على اليمين في صبلتو ثبلث مرات فسدت (‪ )7‬ألنو‬
‫تم لو تسليمتاف في غير موضهما‪ ،‬كما لو سلمهما تلقاء كجهو‪( .‬معيار) (قرز) (‪ )7‬إذا كن متواليات‪.‬‬
‫(معيار) كحد التوالى أف ال يتخلل بينهما ركن‪ .‬كقيل‪ :‬ما لم يتخلل بينهما قدر تسبيحة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬على يمينو‪( .‬غيث) حيث كاف منفردا‪ ،‬كإف كاف إماما فاثنتاف‪ .‬ذكره في (الصعيترم)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أكال‪.‬‬
‫(‪ )4‬أكال‪( .‬كواكب) ] كىو قوؿ الخلفاء الثبلثة‪ ،‬كأنس بن مالك‪ ،‬كالحسن‪ ،‬كابن سيرين‪ ،‬كعمر بن عبد‬
‫العزيز‪.‬‬
‫(‪ )5‬في أحد قوليو‪.‬‬
‫(‪ )6‬كاالنحراؼ فرض مستقل‪ ،‬فلو لم يحسن التسليم انحرؼ قدرىا‪( .‬قرز) (*) كيكوف التسليم‬
‫مصاحبا لبلنحراؼ‪ ،‬أك متأخرا عنو‪ ،‬فإف سلم قبلو لم يجزه؛ ألف الياء للمصاحبة كااللصاؽ‪( .‬تذكرة)‬
‫(قرز) (*) كال ينحرؼ بالخد اآلخر عن القبلة‪ ،‬فإف انحرؼ عنها بخديو معا بطلت صبلتو‪ .‬ذكره في‬
‫(الشرح) في التسليمة األكلى‪( .‬قرز) [ككذا في الثانية قبل تمامها‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )7‬صوابو‪ :‬لوف خذه‪[ .‬تحقيقا‪ ،‬أك تقديرا‪( .‬قرز) ][كحد الخد من مؤخر العين إلى منتهى الشدؽ]‪.‬‬
‫(‪ )8‬خبلؼ زيد‪ ،‬كالناصر‪ ،‬فقاال‪ :‬مندكب‪.‬‬

‫(‪)703/0‬‬

‫_____________________________‬
‫كال بد في االنحراؼ أف يكوف (مرتبا) فيقدـ تسليم اليمين كجوبا‪ ،‬فلو عكس عمدا بطلت‪ ،‬كساىيا أعاد‬
‫التسليم على اليسار‪ .‬كقاؿ القاسم عليو السبلـ‪ :‬الترتيب ىيئة‪.‬‬
‫كال بد أيضا أف يكوف لفظ التسليم (معرفا) باأللف كالبلـ فيقوؿ‪ :‬السبلـ عليكم(‪ )7‬كرحمة اهلل(‪ )0‬فلو‬
‫ترؾ التعريف بطلت صبلتو(‪ )3‬عندنا‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬كألصحاب الشافعي كجهاف في البطبلف‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف قلت‪ :‬فكيف يصح من المنفرد أف يأتي بلفظ الجمع فيقوؿ‪ :‬السبلـ عليكم‪ .‬كليس إال ملك‬
‫عن اليمين‪ ،‬كملك عن الشماؿ ? قلت‪ :‬التعبد كرد بذلك‪ ،‬كقد كرد في بعض اآلثار أف الحفظة مبلئكة‬
‫كثيركف‪ ،‬كإذا صح ذلك فهم المرادكف‪( .‬غيث)‪ .‬كيؤيد ذلك ما في اآلية الكريمة‪ ،‬كىي قولو تعالى‪:‬‬
‫{كإف عليكم لحافظين} اآلية‪ .‬ككما كرد في الحديث النبول عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (أنو ككل‬
‫بالمؤمن مائة كسبعوف ملكا يذبوف عنو‪ ،‬كما يذب الذباب على قصعة العسل‪ ،‬كلو ككل العبد إلى نفسو‬
‫طرفة عين الستخطفتو الشياطين)‪( .‬كشاؼ) من شرح قولو تعالى‪{ :‬إف كل نفس لما عليها حافظ}‪.‬‬
‫(*) [فإف قاؿ‪" :‬السبلـ عليكم" بضم الميم جاز‪ ،‬ذكره المؤيد باهلل‪ ،‬كلو تولد مع الضم كاك‪( .‬بياف) ألف‬
‫الضم أصلها الواك‪ ،‬كألف إشباع الحركات ال يضر فعلو كال تركو‪ ،‬كإنما ىي حلية‪ ،‬كزيادة الحرؼ غير‬
‫مفسدة‪ .‬كما سيأتي]‬
‫(‪ )0‬فلو زاد "كبركاتو‪ ،‬كتحياتو‪ ،‬كمرضاتو" ? فقاؿ اإلماـ يحي‪ :‬إنها ال تفسد‪ .‬كلعلو على القوؿ بأنو يجوز‬
‫الدعاء بخير الدنيا كاآلخرة‪ .‬كالمختار‪ :‬أنها تفسد(‪ )7‬إف كاف عمدا‪ ،‬أك سهوا كلم يعده صحيحا‪ ،‬كما‬
‫ذكره في (األثمار) ك(التكميل)(‪ )7‬حيث كاف على اليمين‪ ،‬ال على اليسار فقد خرج من الصبلة فبل‬
‫تفسد‪( .‬زىور) (قرز)‬
‫(‪ )3‬مع العمد‪ ،‬أك سهوا كلم يعده صحيحا‪( .‬قرز)‬

‫(‪)704/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ في االنتصار‪ :‬فلو ترؾ "كرحمة اهلل "(‪ )7‬لم يضر‪.‬‬


‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كقياس المذىب أف تركها يفسد (‪.)0‬‬
‫(نعم) كال بد أف يكوف المصلي في تسليمو (قاصدا للملكين) (‪ )3‬الموكلين بو‪ ،‬ملك اليمين حين يسلم‬
‫على اليمين‪ ،‬كملك اليسار حين يسلم على اليسار‪.‬‬
‫فلو قصدىما معا حين يسلم على اليمين ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ينظر‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كاألقرب أنو ال يفسد؛ ألف قصدىما بالتسليم مشركع فيها (‪ )4‬فبل تفسد‪ ،‬كإف كاف في غير‬
‫محلها‪.‬‬
‫قاؿ في الكفاية‪ :‬كيجزئ قصده الملكين عند التسليمة األخيرة (‪.)5‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كأظنو حكاه عن المنصور باهلل‪.‬‬
‫كعند المؤيد باهلل‪ :‬أف قصد المبلئكة بالتسليم سنة (‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مع العمد‪ ،‬أك ساىيا كاعتد بو‪( .‬قرز) فلو عكس فقاؿ‪ :‬عليكم السبلـ ? فقيل‪ :‬ال يضر [ال تبطل‪.‬‬
‫نخ] كقاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬إنها تبطل؛ ألف ذلك سبلـ الموتى‪ ،‬كماكرد في األثر‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪:‬‬
‫كىو قياس المذىب‪ .‬مع االعتداد بو‪ ،‬أك كاف عمدا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬مع العمد‪ ،‬أك ساىيا كاعتد بو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬فلو نول مبلئكة غيره فسدت أيضا‪( .‬بحر) (قرز) كخالفو اإلماـ‬
‫المهدم أحمد بن الحسين‪( .‬بياف) (*) كفي (البياف‪( )72/7‬فرع) كينوم بالسبلـ على الحفظة [كنعني‬
‫بالحفظة‪ :‬حفظة نفسو‪ ،‬ال حفظة غيره فتفسد‪ .‬الخ‪ .‬كىي أقول من عبارة (األزىار) (قرز)‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬الصبلة‪ .‬ككجهو‪ :‬أف التسليم كالركن الواحد‪.‬‬
‫(‪ )5‬ككذا في األكلى؛ ألنها كالركن الواحد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كقواه سيدنا أحمد بن يحيى حابس‪ ،‬ككثير من المذاكرين‪( .‬بحر)‬

‫(‪)705/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يقصد بالتسليم على (من) كاف (في ناحيتهما))(‪ ()7‬أم‪ :‬في ناحية كل كاحد من الملكين كىو (من‬
‫المسلمين))(‪ ()0‬بشرط أف يكونوا داخلين (في) صبلة (الجماعة))(‪ ()3‬التي المصلي يصليها‪ ،‬فإف لم‬
‫يكن المصلي في جماعة قصد المبلئكة فقط‪ ،‬ككذا إذا كاف عن يمينو كشمالو مسلم غير داخل في‬
‫صبلتو التي ىو فيها كجماعتو‪ ،‬فلو قصدىم مع ذلك فسدت صبلتو‪ ،‬قياسا على من قصد الخطاب في‬
‫قراءتو أكتكبيره‪ ،‬على ما سيأتي‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ككذا لو نول البلحق من تقدمو )(‪ ()4‬في الصبلة بطلت‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالمشركع قصد جميع الداخلين في الجماعة‪ ،‬كال معنى لقولو‪" :‬في ناحيتهما"‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫كمثلو في (البياف‪ )72/7‬حيث قاؿ‪ :‬كعلى المصلين معو‪( .‬قرز) [في حاشية‪ :‬الناحية من تقدـ‪ ،‬أك تأخر‬
‫]‪.‬‬
‫(‪ )0‬عدؿ‪( .‬ىداية) كقد ذكره في (الغيث) قاؿ المنصور باهلل‪ :‬كلو كاف في الجماعة من ىو فاسق؛ ألف‬
‫الدليل كرد بذلك مطلقا‪ .‬قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬كاألحوط أف ينوم المبلئكة‪ ،‬كمن أمرنا بالتسليم‬
‫عليو‪( .‬كواكب) [كقد نظر كبلـ الفقيو محمد بن يحيى حنش؛ إذ ال معنى لؤلحوطية على قولنا بتصويب‬
‫المجتهدين]‪ .‬كأما الصبي فتفسد إذا قصد؛ ألنو غير داخل في الصبلة‪ ،‬ككذا فاسد الصبلة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬من اإلنس‪ ،‬كالجن‪ ،‬كالمبلئكة‪.‬‬
‫(‪ )4‬كأما لو نول المتقدـ البلحق لم تفسد‪( .‬زىور)‪ ،‬إذا لم يكن قد عزؿ البلحق‪( .‬قرز) [كعزلو قيامو]‬
‫(*) كلعل الطائفة األكلى في صبلة الخوؼ ال يقصدكف اإلماـ‪ ،‬كالباقين؛ ألنهم قد انفردكا‪( .‬شامي)‬
‫(قرز) [قياسا على من شك في صبلتو‪ ،‬كقصد إعبلـ الغير‪( .‬زىور)]‬

‫(‪)706/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬األكلى)(‪ ()7‬أنها ال تبطل كالمتأخر في السبلـ لتماـ التشهد(‪.)0‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ ،:‬كىذا قوم‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬ينوم اإلماـ في التسليم األكؿ ثبلثة أشياء ػ السبلـ على الحفظة‪ ،‬كمن على يمينو من‬
‫المأمومين(‪ )3‬كالخركج)(‪ ()4‬من الصبلة‪ .‬كفي الثاني السبلـ على الحفظة(‪ )5‬كالمأمومين الذين عن‬
‫يساره‪ ،‬فإف كاف مأموما فهكذا‪ ،‬لكن يزيد نية الرد على اإلماـ في التسليم إلى جهتو‪ ،‬فإف كاف في سمتو‬
‫نول الرد عليو في أيهما شاء‪ ،‬كإف كاف منفردا نول في األكلى الخركج‪ ،‬كالسبلـ على الحفظة‪ ،‬كفي‬
‫الثانية على الحفظة‪ .‬كىكذا في مهذب الشافعي )(‪.()6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأجيب على كبلـ الفقيو علي بأف البلحق قد عزؿ صبلتو‪ ،‬بدليل السمعلة‪ ،‬كفي المتأخر للتشهد‬
‫لما يعزؿ فافترقا‪ .‬كالمختار أنو ال يحتاج إلى نية العزؿ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬يستقيم في المشبو‪ ،‬ال في المشبو بو‪ ،‬كما سيأتي‪[ .‬قلنا‪ :‬ىذا لم ينفرد بخبلؼ البلحق ]‪.‬‬
‫(‪ )3‬كجوبا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كال تجب نية الخركج إذ ال دليل عليها‪( .‬بحر) كإذا نول لم تفسد على المختار‪( .‬قرز) (*) قاؿ‬
‫اإلماـ المهدم عليو السبلـ‪ :‬لكن يقاؿ‪ :‬إف الخركج أنما يكوف بالتسليم على اليسار‪ .‬كقيل‪ :‬ىما كالركن‬
‫الواحد فينوم عند الشركع فيو‪ ،‬كما ينوم الدخوؿ بالتكبيرة‪ .‬كقيل‪ :‬بل يكوف على أصل الشافعي؛ ألنها‬
‫تجب تسليمة كاحدة على اليمين‪ ،‬فنقلو اإلماـ عليو السبلـ من كتبهم كذلك‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )5‬كجوبا‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )6‬في أحد قوليو‪ ،‬أك كاف إماما‪.‬‬
‫(‪)707/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ككل ذكر) من أذكار الصبلة إذا (تعذر) على المصلي أف يأتي بو (با) للغة (العربية فبغيرىا) كلو‬
‫بالفارسية كنحوىا )(‪( ()7‬إال القرآف) فبل يجوز أف ينطق بو إال باللساف العربي‪ ،‬فإذا تعذر بالعربية لم‬
‫يقرأه على لغتو (فيسبح) (‪ )0‬مكاف القراءة (لتعذره))(‪ ()3‬بالعربية‪ ،‬كيكوف تسبيحو (كيف أمكن) من‬
‫عربية أك عجمية)(‪.()4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الهندية [كسائر اللغات ] [يجب عليو أف يتعلم العربية في الميل‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬فإف تعذرالتسبيح كجب مكانو ذكر من تهليل كتسبيح كنحوىما‪ ،‬بما أمكن‪( .‬شرح األثمار) (قرز)‬
‫(*) يقاؿ‪ :‬إف تعذرت الفاتحة كاآليات سبح عوض الجميع ثبلثا‪ ،‬كإف تعذرت الفاتحة فقط سبح عوضها‬
‫ثبلثا‪ ،‬كإف تعذرت عليو اآليات فقط سبح عوضها ثبلثا [حيث لم يحسن البسملة‪ ،‬كإال كررىا ثبلثا عن‬
‫اآليات‪ ،‬كإذا لم يحسنها سبح عوضها مرتين‪ ،‬قبل أف يقرأ الفاتحة ألجل الترتيب‪ ،‬ثم يسبح ثبلثا عوض‬
‫اآليات] كإف تعذر النصف األخير من الفاتحة كاآليات سبح عوض ذلك ثبلثا أيضا [حيث لم يحسن‬
‫البسملة‪( .‬قرز) كإال كجب تكريرىا ثبلثا بعد أف سبح مرتين عوض النصف اآلخير‪( .‬قرز) ]‪ ،‬كإف تعذر‬
‫النصف األكؿ من الفاتحة كاآليات أيضا سبح عوض نصف الفاتحة مرتين‪ ،‬كعوض اآليات ثبلثا‪ ،‬بعد‬
‫قراءة النصف األخير ألجل الترتيب‪( .‬غيث) كإف تعذر النصف األكؿ من الفاتحة دكف اآليات سبح‬
‫عوضو مرتين‪ ،‬ككذا إف تعذر األخير دكف األكؿ كاآليات سبح عوضو مرتين‪( .‬عامر) (قرز)‬
‫(‪ )3‬ىذا [قول] إذا تعذر عليو القرآف جميعو‪ ،‬كإال قرأ قدر الفاتحة كاآليات من القرآف‪( .‬بحر معنى)‬
‫سبع آيات عن الفاتحة‪ ،‬كثبلثا عن اآليات‪( .‬الكواكب) ك(شرح فتح) ك(بياف)‪ .‬كعن (القاضي عامر) أف‬
‫فرضو التسبيح إف نقص‪ ،‬مع ما أمكنو من القرآف‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كيلزمو التأخير‪ .‬ذكره اإلماـ شرؼ الدين عليو السبلـ‪.‬‬

‫(‪)708/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كىذا التسبيح الذم ىو مكاف القراءة ىو (سبحاف اهلل )(‪ ()7‬كالحمد هلل‪ ،‬كال إلو إال‬
‫اهلل‪ ،‬كاهلل أكبر) ثبلثا‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إنو يجزئ بالفارسية في األذكار‪ ،‬كالقرآف)(‪ ()0‬أحسن العربية أـ ال‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كأبو يوسف‪ ،‬كمحمد‪ :‬يجزئو بالفارسية في األذكار كالقرآف إذا لم يحسن العربية‪.‬‬
‫(ك) يجب (على األمي)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيكوف سرا في العصرين‪ ،‬كجهرا في غيرىما‪ ،‬كيتحملو اإلماـ عن السامع‪( .‬ىبل) كقيل‪:‬ال يتحمل‪،‬‬
‫كسواء كاف قارئا أك مسبحا‪( .‬عامر) (قرز) [إذ لم يتحمل إال القرآف‪( .‬قرز) ] (*) مكاف الفاتحة‬
‫كاآليات‪( .‬نجرم) ك(فتح) (قرز) كفي (البحر) عن الفاتحة‪ ،‬كيزيد تسبيحتين قدر اآليات‪.‬‬
‫(‪ )0‬إذ المقصود المعنى‪ .‬قلنا‪ :‬كاللفظ لظاىر قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬صلوا كما رأيتموني‬
‫أصلي)‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )3‬ككذا من تقدـ‪( .‬غيث) (قرز) (*) (فائدة) إذا كاف العامي ال يحسن الصبلة إال بلحن يفسد الصبلة‬
‫لم تصح صبلتو؛ إال أف يأتي بآية لم يلحن فيها لحنا يفسد الصبلة؛ ألنو إذا أتى بذلك فقد كافق أبا‬
‫حنيفة‪ ،‬فبل يجب عليو القضاء مع ذلك‪ ،‬كال تفسد الصبلة بها؛ لما يأتي من القراءة الملحونة كلم يوجد‬
‫مثلها في القرآف؛ ألف ذلك ككبلـ الجاىل‪ ،‬فبل يجب عليو القضاء لموافقتو الخبلؼ‪ ،‬كأما إذا لم يأت‬
‫بآية صحيحة من لحن يفسد فإنها ال تصح صبلتو‪ ،‬إال أف يعتد بخبلؼ نفاة األذكار‪ .‬كعن أبي حنيفة أف‬
‫اللحن ال يفسد‪ ،‬كسيأتي حينئذ على قولو‪" :‬ك في القدر الواجب " أكمل من ىذا فابحثو‪.‬‬
‫(*)[أمي‪ :‬منسوب إلى أمة العرب المشهورين بعدـ الخط كالكتابة‪ ،‬أك إلى أـ القرل؛ ألف أىلها كانوا‬
‫أشهر بذلك‪ ،‬أك إلى األـ‪ ،‬أم‪ :‬كما كلدتو أمو‪ ،‬ككونو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أميا صفة مدح تشهد‬
‫لنبوتو‪ ،‬كتنفي ارتياب المبطلين‪ ،‬حيث أتانا بالعلوـ الجمة‪ ،‬كالحكم الوافرة‪ ،‬كأخبار القركف الخالية ببل‬
‫تعلم خط كاستفادة‪ .‬من (حاشية السيد الشريف على الكشاؼ)]‬

‫(‪)709/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كىوالذم ال يقرأ القرآف(‪ )7‬في عرفنا‪ ،‬كىو في األصل الذم ال يقرأ المكتوب‪ ،‬كال يكتب المقركء‪ ،‬فمن‬
‫كاف كذلك كجب عليو أف يقرأ في صبلتو (ما أمكنو) من القرآف‪ ،‬كال يصلي إال (آخر الوقت)(‪)0‬‬
‫كالمتيمم (إف نقص)(‪ )3‬في قراءتو عن القدر الواجب؛ ألف صبلتو حيئنذ ناقصة‪ ،‬فإذالم يحسن القراءة‬
‫سبح كجوبا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإف كاف يقرأ المكتوب‪ ،‬كيكتب المقركء في غير القرآف‪ )*( .‬كفي عرؼ الشرع‪ :‬من ال يأتي‬
‫بالفاتحة‪ ،‬كثبلث آيات تامة‪.‬‬
‫(‪ )0‬عائد إليهما‪( .‬قرز) (*) قاؿ في (شرح الفتح)‪ :‬كال يتحمل اإلماـ القراءة عن األمي في الجهرية؛‬
‫ألف المأموـ غير مأمور بالقراءة‪ ،‬فبليصح فيها التحمل‪( .‬قرز) كعن (المفتي) أنو يتحمل عنو‪ ،‬كيجب‬
‫عليو الدخوؿ في صبلة الجماعة؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا أمرتم بأمر فأتوا منو ما‬
‫استطعتم)‪( .‬مفتي) [كظاىر األزىار ىنا‪ ،‬كفي ما مر في قولو‪" :‬كعلى ناقص الصبلة " الخ كجوب‬
‫التأخير‪( .‬قرز)]‬
‫(*) كيجب عليو طلب التعليم إلى آخر الوقت(‪ )7‬ثم يفعل ممكنو‪ ،‬كال كجو لتخصيص األمر بالتلوـ إلى‬
‫آخر الوقت‪( .‬قرز) كىذا حيث يمكنو التعليم‪ ،‬فإف كاف ال يمكنو التعليم لم يجب عليو التأخير‪.‬‬
‫(دكارم) فإف أمكنو كفرط أجزتو صبلتو‪ ،‬كأثم‪( .‬نجرم) (قرز) قيل‪ :‬كإنما يستقيم على قوؿ من يقوؿ‪:‬‬
‫بجواز التقديم مع األياس من زكاؿ علتو‪ .‬كقيل‪ :‬ليس كذلك؛ ألف األذكار أحق من األركاف‪( .‬زىور)‬
‫[(‪)7‬كىذا حكم األمي في جميع األطراؼ‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )3‬ىذا حيث يمكنو التعلم‪ ،‬فإف كاف ال يمكنو لم يجب عليو التأخير‪ .‬ذكره (الدكارم) كيجب كلو‬
‫باالرتحاؿ إلى بلد؛ ألنو يبقى‪ ،‬بخبلؼ طلب الماء‪ ،‬كألنو يتعلم ما يكفيو العمر‪ ،‬كألف ما ال يتم الواجب‬
‫إال بو يجب كوجوبو‪( .‬شرح األثمار) كعن (المفتي)‪ :‬ال يجب إال في الميل كسائر الواجبات‪( .‬قرز)‬

‫(‪)732/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ في الشرح‪ :‬يقوؿ "سبحاف اهلل (‪ ،)7‬كالحمد هلل‪ ،‬كال الو إال اهلل‪ ،‬كاهلل أكبر‪ ،‬كال حوؿ كال قوة (‪)0‬‬
‫إال باهلل العلى العظيم" كىذا مذىبنا‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ليس عليو ذلك‪ ،‬بل يقوـ بقدر القراءة‪.‬‬
‫كفي مهذب الشافعي عن بعض أصحاب الشافعي‪ :‬يسبح بعدد حركؼ (‪ ()3‬الفاتحة‪.‬‬
‫(كيصح االستمبلء)(‪ )4‬من المصحف في حاؿ الصبلة على ما ذكره القاسم عليو السبلـ‪.‬‬
‫قاؿ أبو جعفر‪ :‬إال أف يحتاج إلى حمل المصحف‪ ،‬كتقليب الورؽ لم يصح؛ ألنو فعل كثير‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬للخبر ػ مرة كاحدة‪ .‬كىو ما ركم عن عبد اهلل بن أبي أكفي قاؿ‪( :‬جاء رجل إلى النبي صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم كقاؿ‪ :‬إنى ال أستطيع أف آخذ شيأ من القرآف فعلمني ما يجزينى ? فقاؿ صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬قل‪ :‬سبحاف اهلل‪ ،‬كالحمد هلل‪ ،‬كال إلو إال اهلل‪ ،‬كاهلل أكبر‪ ،‬كال حوؿ كالقوة إال باهلل العلي‬
‫العظيم)‪ .‬من (أصوؿ األحكاـ) قاؿ‪( :‬ىذه الخمس الكلمات تكفيك كتجزيك)‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )0‬كالحوقلة ىذه زائدة‪ ،‬ذكرىا اإلماـ يحيى بن حمزة‪ ،‬فلو فعلها لم يجب عليو سجود سهو‪ .‬كفي‬
‫(الفتح)‪ :‬يكوف التسبيح في ىذه المواضع ثبلثا‪ ،‬ككذا في (األثمار) كيحذؼ الحوقلة‪ ،‬فإف أتى بها لم‬
‫تفسد صبلتو‪ .‬كقيل‪ :‬تفسد‪( .‬قرز) [فيعيد في الوقت كبعده إف تعمد‪ ،‬كفي الوقت ال بعده إف كاف سهوا‪.‬‬
‫(قرز) أك جهبل؛ ألجل الخبلؼ‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )3‬كحركفها مائة كعشركف‪ ،‬ككلماتها خمسة كعشركف‪ ،‬كآياتها سبع‪ ،‬كعدد حركؼ التسبيح أربعوف‬
‫حرفا‪ ،‬فعلى ىذا يكوف مثل قولنا‪ )*( .‬يعني‪ :‬عدد حركؼ الفاتحة‪ ،‬فيكوف ما أتى بو من التسبيح بعدد‬
‫حركؼ الفاتحة‪.‬‬
‫(‪ )4‬كصبلتو أصلية فيؤـ‪( .‬إفادة سيدنا العبلمة عبد القادر) كما شاء‪ ،‬كعمن شاء‪( .‬قرز) كفي أم كقت‬
‫شاء‪.‬‬

‫(‪)737/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كظاىر قوؿ أبي طالب أنو ال يجزئ االستمبلء‪ ،‬كلو لم يحصل معو تقليب كرؽ؛ ألف عمل القلب(‪()7‬‬
‫كىو االنتطار فعل كثير(‪ ()0‬كلهذا شبهو بالتلقين‪ ،‬كال علة لبطبلنها سول االنتظار)(‪ ()3‬ىذا إذا كاف‬
‫يمكنو االستخراخ‪ ،‬فإف كاف ال يمكنو فإنو (ال) يجزئو (التلقين)(‪ )4‬كىو أف يلقنو غيره‪ ،‬بل يقرأ ما أمكنو‬
‫كما مر‪.‬‬
‫كقاؿ في الياقوتة [قوم]‪ :‬حكى القاضي يوسف عن أبي طالب أف المراد أف التلقين ال يجزئ إذا كاف‬
‫لغير عذر‪ ،‬فأما لمرض أك تعليم فيصح‪.‬‬
‫قاؿ فيها‪ :‬فإف قرأ في صبلتو معلما (‪ )5‬آلخر أجزأ المتعلم ال المعلم(‪.)6‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا ىو القياس‪ ،‬أعني‪ :‬بطبلف صبلة المعلم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو‪ :‬ألف انتظار العينين فعل كثير‪.‬‬
‫(‪ )0‬قلت‪ :‬ليس بفعل في التحقيق‪( .‬شرح الهداية)‬
‫(‪ )3‬سيأتي ألبي طالب في الجماعة أف اإلنتظار ال يفسد‪ ،‬كلعل الفرؽ أنو ىنا متواؿ‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )4‬إال تلقين اإلماـ‪ ،‬كما سيأتي في إحصاره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬ظاىر (األزىار) عدـ الفرؽ بين المتعلم كالمعلم أنو ال يجزئ‪ .‬كلو قيل‪ :‬إف قولو‪" :‬كعلى األمي "‬
‫الخ يقضي بصحتو لم يبعد‪ )*( .‬إف لم يحصل [قوم ] انتظار‪ .‬كقيل‪ :‬يصح للعذر‪ ،‬كلو حصل‬
‫انتظار‪[.‬كقيل‪ :‬ال يجزئ مطلقا‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )6‬قوم في آخر الوقت‪( .‬كواكب) كقيل‪ :‬يصح أكؿ الوقت؛ ألنو لم يعدؿ إلى بدؿ‪( .‬مفتي)]‬

‫(‪)730/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ال يصح (التعكيس) (‪ )7‬في القراءة نحو أف يبدأ من آخر الفاتحة‪ ،‬كيختم بأكلها‪ ،‬فإف ذلك ال‬
‫يجزئ‪ ،‬ذكر ذلك اإلماـ يحيى كغيره‪ ،‬حيث قاؿ‪ :‬لو لم يحسن المصلي إال النصف األخير من الفاتحة‬
‫كجب أف يأتي ببدؿ النصف األكؿ من التسبيح (‪ )0‬ثم يأتي بهذا النصف من الفاتحة بعده؛ ألف الترتيب‬
‫كاجب‪ ،‬فعلى ىذا لو قدـ النصف األخير من الفاتحة كامبل على النصف األكؿ فسدت صبلتو(‪.)3‬‬
‫كحكى في شرح أبي مضر قولين للمؤيد باهلل في كجوب الترتيب بين آم الفاتحة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو يغير نظم القرآف‪ ،‬كيبطل اإلعجاز‪ )*( .‬فلو عكس التسبيح أجزأ‪ ،‬كسجد للسهو‪( .‬نجرم)‬
‫كقيل‪ :‬يفسد التعكيس‪ .‬كقيل‪ :‬ال يعتد بو حيث كاف بدال عن القراءة الواجبة‪( .‬قرز) (*) قاؿ القاضي‬
‫(عبد اهلل بن مفتاح)‪ :‬التعكيس على ضربين‪ ،‬تعكيس حركؼ‪ ،‬كتعكيس آم‪ ،‬فتعكيس الحركؼ مفسد‪،‬‬
‫كتعكيس اآلم إف كاف في القدر الواجب كاجتزأ بو أفسد‪ ،‬كإال فبل‪( .‬قرز)‪ .‬أك حصل بالتعكيس فساد‬
‫المعنى‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )0‬مرتين‪ ،‬فإف كاف فوؽ النصف فثبلث‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬حيث اعتد بو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)733/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيسقط) فرض القرآف كغيره(‪( )7‬عن األخرس )(‪ )0‬كىو الذم ال يمكنو شيء من الكبلـ لتغير‬
‫اللساف‪ ،‬يعني‪ :‬مع كونو أصم‪ ،‬لكنو ينبغي أف ينظر فإف كاف الخرس عارضا(‪ ،)3‬كقد كاف يحسن القراءة‬
‫(‪ )4‬فالواجب عليو أف يثبت قائما )(‪ ()5‬قدر القراءة الواجبة ذكره في الكفاية‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬التكبير‪ ،‬كالتسليم‪.‬‬
‫(‪ )0‬األخرس‪ :‬الذم يجمع بين الصمم كالعجمة‪ .‬كاألصم‪ :‬الذم ال يسمع‪ .‬كاألبكم‪ :‬الذم ال ينطق‪.‬‬
‫كاألكمو‪ :‬الذم كلد أعمى‪.‬‬
‫(‪ )3‬بعد البلوغ‪ .‬كقيل‪ :‬بعد معرفة الشرعيات‪ .‬كقيل‪ :‬كلو قبل التكليف‪ .‬كاألصلي‪ :‬عكسو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬أك لم يحسن؛ ألف القياـ فرض مستقل‪( .‬قرز) [صوابو‪ ،‬كقد عرؼ الشرعيات‪ ،‬ذكر معناه (مهدم‬
‫الشبيبي)‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )5‬كىل يقعد األخرس للتشهد األكسط‪ ،‬كيقوـ للقنوت ? ركم عن (المفتي)‪:‬أنو ال يشرع؛ ألنو شرع‬
‫للذكر‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬يقاؿ‪ :‬إف األخرس ال يقعد للتشهد األكسط‪ ،‬كما يقعد للشهادتين؛ ألف القعود‬
‫للشهادتين فرض مستقل‪ ،‬بخبلؼ القعود للتشهد األكسط فهو ألجل التشهد فقط‪ ،‬فيلزـ على ىذا أنو‬
‫في الركوع كالسجود ال يستقر قدر ثبلث تسبيحات‪ ،‬بل يطمئن فقط‪( .‬قرز) (*) كال يلزمو التأخير‪.‬‬
‫(بحر) ك(زىور) ألف األذكار أخف من األركاف؛ ألنها مختلف فيها‪( .‬كشلي) (قرز) (*) فإف قيل‪ :‬ما‬
‫الفرؽ بين األخرس الطارئ‪ ،‬كمن عجز عن اإليماء بالرأس مضطجعا في إيجاب القياـ ػ كالركوع‪،‬‬
‫كالسجود‪ ،‬كسائر أفعاؿ الصبلة ػ على األخرس‪ ،‬دكف من عجز‪ ،‬فلم تجب عليو القراءة‪ ،‬كاألذكار‪ ،‬كمن‬
‫أمكن ذلك منو ? الجواب‪ :‬األصل في الصبلة األركاف‪ ،‬كاألذكار تابعة‪ ،‬فلما سقط المتبوع سقط التابع‪،‬‬
‫بخبلؼ األخرس ففعل األركاف ممكن فوجب في حقو‪( .‬عامر) كقيل‪ :‬ألف األذكار مختلف فيها‪،‬‬
‫كاألركاف مجمع عليها‪[ .‬كقيل‪ :‬الخرس مخصوص باإلجماع‪ ،‬كىذا الذم يكوف طارئا‪ ،‬كأما األصلي فبل‬
‫يتقدر منو األمراف‪( .‬زىرة)]‬

‫(‪)734/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كىل يلزـ إمرارىا بقلبو ? احتماالف ألبي طالب‪ ،‬أصحهما أنو ال يلزـ(‪ )7‬كقد ذكره الفقيو يحيى البحيبح‪.‬‬
‫كإف كاف الخرس أصليا )(‪ ()0‬فقد ذكرالسيد يحيى بن الحسين‪ :‬أنو ال صبلة عليو )(‪()3‬؛ ألنو غير‬
‫مأمور بالشرعيات)(‪ ()4‬بل بالعقليات)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل يندب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬ال يهتدم إلى التعليم] الخرس األصلي‪ :‬ما كاف من أصل الخلقة‪ ،‬أك قبل العلم بالواجبات‬
‫الشرعيات؛ ألف الوجوب في الشرائع إنما ىو قوؿ الشارع‪ ،‬فبل بد من العلم أنو كاف في الدنيا‪ ،‬كأنو‬
‫ادعى النبوءة‪ ،‬كدعا الخلق إلى طاعة اهلل تعالى‪ ،‬كجاء بالقرآف‪ ،‬كأمر‪ ،‬كنهى‪ ،‬كىذا كلو مستنده السماع‪،‬‬
‫فإذا خرس قيل العلم بذلك فبل صبلة عليو (‪ )7‬كلو بعد بلوغو‪ .‬كمن خرس بعد العلم بذلك فهو طارئ‬
‫تجب عليو الصبلة‪ ،‬كلو حصل الخرس قبل التكليف‪ .‬من جوابات (القاضي مهدل الشبيبي)‪( .‬قرز) (‪)7‬‬
‫إال أف يمكنو التفهم للشرعيات باإلشارة كجبت‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬حيث لم يمكنو التفهم‪( .‬قرز) [للشرعيات‪ ،‬فإف كاف يفهم الشرعيات كلف بها‪ ،‬كصحت تصرفاتو‬
‫في البيع كنحوه‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )4‬البدنية‪ ،‬ال المالية فتكوف إلى ذم الوالية(‪( .)7‬معيار) كاإلماـ‪ ،‬كالحاكم‪( .‬قرز) ال كلي األب‬
‫كالجد؛ ألنو بالغ عاقل‪( .‬قرز) ] [(‪)7‬ال طبلؽ زكجتو فبل يصح من الحاكم ][(‪)7‬حيث لم يفهم‬
‫المعنى‪( .‬سماع سيدنا عبد القادر)‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )5‬كىي الوديعة‪ ،‬كرد المغصوب‪ ،‬كقضاء الدين‪ ،‬كدفع الضرر عن النفس‪ ،‬كشكر المنعم‪ ،‬كقبح الظلم‪،‬‬
‫ككفر النعمة‪ ،‬كحسن االنتفاع بما ال ضرر فيو على أحد‪ ،‬كحسن اإلحساف‪ )*( .‬إذا كمل عقلو‪ ،‬كالتصح‬
‫تصرفاتو‪ ،‬بل ينوب عنو الحاكم‪ ،‬أك مأموره (‪( .)7‬بستاف) من أكؿ كتاب الصبلة‪[.‬حيث لم يفهم المعنى‪.‬‬
‫(سماع سيدنا عبد القادر الشويطر)‪( .‬قرز) ][(‪)7‬حيث ال أب كال جد‪ .‬كقيل‪ :‬ىو بالغ عاقل‪ ،‬كإنما منع‬
‫من تصرفو تعذر النطق‪ ،‬فبل كالية لؤلب كالحد‪ .‬من (ىامش البياف) (قرز)]‬

‫(*)[مسألة‪ :‬كاألخرس األصلي الذم ال يفهم الخطاب ال يلزمو شيء من الواجبات الشرعية‪ )7( .‬بل‬
‫العقلية‪ ،‬إذا كمل عقلو‪ ،‬كال تصح تصرفاتو‪)7([ .‬إذا لم يهتد إلى شيء منها‪ ،‬كإال لزمو ما اىتدل إليو‪.‬‬
‫(قرز)]‬

‫(‪)735/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( فحسب‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا صحيح‪.‬‬


‫فإف لم يكن أخرس فإف القراءة (ال) تسقط عن (األلثغ))(‪ ()7‬كىو بثاء مثلثة الذم يجعل الراء الما‪،‬‬
‫كالسين ثاء‪.‬‬
‫(ك) ال تسقط القراءة عن (نحوه)(‪ )0‬أم‪ :‬نحو األلثغ‪ ،‬كذلك من بو تمتمة‪ ،‬كىو الذم يتردد في التاء‪،‬‬
‫كفأفأة يتردد في الفاء‪ ،‬كاألرت‪ ،‬كىو الذم يعدؿ بحرؼ إلى حرؼ )(‪.()3‬‬
‫كقاؿ الفراء)(‪ :()4‬من يجعل البلـ ياء‪ ،‬كاألليغ بياء معجمة باثنتين من أسفل‪ ،‬كالغين معجمة ػ من يجعل‬
‫الراء الما‪ ،‬كالصاد ثاء‪ ،‬كمن بو عقلة‪ ،‬كىي التواء اللساف عند إرادة الكبلـ‪ ،‬كاأللت‪ ،‬كىو من يدخل‬
‫حرفا على حرؼ)(‪.()5‬‬
‫كفي االنتصار‪ :‬من يجعل البلـ تاء فوقانية باثنتين‪ ،‬نحو أكت في أكلت‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يؤـ غيره‪ ،‬كيصلي بمثلو‪( .‬زىور) (قرز) (*) ألف تغيير األلثغ ال يخرج القراف عن كونو عربيا‪،‬‬
‫كإنما تعذر عليو النطق على جهة لغة العرب‪( .‬غيث) كال يقاؿ‪ :‬إنو يسبح‪ ،‬كما قاؿ في العجمي؛ إذ‬
‫العجمة أخرجت القرآف عن العربي‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ في (البحر)‪ :‬كال يؤموف إال بمثلهم‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬نحو (عييهم) في (عليهم) ذكره في (االنتصار) (*) يقاؿ‪ :‬إف كاف العدكؿ ىو اإلبداؿ فهذا ىو‬
‫األلثغ‪ ،‬كاألليغ‪ .‬قلنا‪ :‬األرت أعم من األلثغ كاألليغ كنحوه‪ ،‬فكل أليغ أرت‪ ،‬كليس كل أرت أليغ‪.‬‬
‫(‪ )4‬من علماء اللغة‪ ،‬كاسمو يحيى بن زياد الكوفي‪ ،‬مات في طريق مكة‪.‬‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬يزيد‪ ،‬فيقوؿ‪( :‬علليهم) في (عليهم)‪( .‬تعليق الفقيو حسن)‬

‫(‪)736/0‬‬

‫_____________________________‬
‫كمن بو غنة‪ :‬كىو من يشرب الحرؼ صوت الخيشوـ‪ ،‬كالخنة)(‪ ()7‬أشد منها‪ ،‬كالحكلة‪ ،‬كالعكلة)(‪()0‬‬
‫العجمة‪.‬‬
‫(نعم) فمن في لسانو شيء )(‪ ()3‬من ىذه اآلفات قرأ لنفسو كما يقدر‪ ،‬كال يترؾ ما أمكنو)(‪( ()4‬كإف‬
‫غير))(‪ ()5‬اللفظ لم يضر‪ ،‬كلم تفسد صبلتو‪.‬‬
‫كىل يترؾ اللفظ التي يتعثر فيها ? في المسألة أقواؿ األكؿ للمؤيد باهلل‪ :‬أنو يجب عليو التلفظ بها كلو‬
‫غيرىا‪.‬‬
‫الثاني للقاضي زيد‪ :‬أنو يجب عليو تركها)(‪ ()6‬كقواه الفقيو يحيى بن أحمد حنش‪.‬‬
‫الثالث ألبي مضر‪ :‬أف ذلك عذر لو يجوز معو تركها )(‪ ()7‬فإف أتى بها لم تفسد صبلتو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كتصح الصبلة خلفهما‪ .‬يعني‪ :‬من بو غنة‪ ،‬كخنة؛ ألنو ال نقصاف‪ ،‬كال زيادة‪ ،‬كال إبداؿ‪( .‬قرز)‬
‫[كالرفة‪ ،‬كالرتج‪ ،‬يمنع أكؿ الكبلـ‪ .‬كالضمضمة‪ :‬أف يسمع الصوت‪ ،‬كال يتبين تقطيع الحركؼ‪،‬‬
‫كالطمطمة‪ :‬أف يكوف الكبلـ مشبها بكبلـ األعاجم‪ .‬كاللكنة‪ :‬أف يعترض في الكبلـ اللغة العجمية‪.‬‬
‫كاللثغة‪ :‬أف يعدؿ بحرؼ إلى حرؼ‪ .‬كالغنة‪ :‬أف يشرب الكبلـ من الخيشوـ‪ .‬كالخنة‪ :‬أشد منها‪ .‬كأما‬
‫كشكشة بني تميم‪ ،‬فإف بني عمرك‪ ،‬كبني تميم أذا ذكرت كاؼ المؤنث ككقفت عليها أبدلت منها شينا‪.‬‬
‫قاؿ زاجرىم‪:‬‬
‫ىل لك أف تنفعيني كأنفعش‪ .‬من (العقد البن عبد ربو)]‪.‬‬
‫(‪ )0‬على كجو ال يتكلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كال يجب عليو التأخير‪ ،‬بخبلؼ المقعد األصلي؛ ألف األذكار‬
‫أخف من األفعاؿ‪( .‬زىور) (قرز)‬
‫(‪ )4‬كال يؤـ إال بمثلو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬في القدر الواجب‪( .‬بياف) كيجب عليو الترؾ في الزائد على الواجب‪ ،‬فإف فعل فسدت صبلتو‪.‬‬
‫(سماع) (قرز) كظاىر األزىارخبلفو‪ ،‬كيمكن أف مراده بقولو‪ :‬حيث ىو في القدر الواجب مثل الفاتحة‪،‬‬
‫أك حيث ال يعرؼ غيره‪ ،‬فبل يخالف إطبلؽ (األزىار)‪.‬‬
‫(‪ )6‬في الزائد على القدر الواجب‪( .‬قرز) ] فإف أتى بها فسدت صبلتو عنده‪.‬‬
‫(‪ )7‬في غير الفاتحة‪.‬‬

‫(‪)737/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(كال يلزـ المرء) في ىذه الفركض كلها كنحوىا )(‪ ()7‬مهما لم يمكنو تأديتها باجتهاده أف يعتمد (اجتهاد‬
‫غيره لتعذر اجتهاده))(‪ ()0‬كذلك نحو أف يتعذر عليو السجود على الجبهة لعارض فبل يلزمو السجود‬
‫على األنف عمبل بقوؿ الغير)(‪ ،()3‬بل يكفي اإليماء‪.‬‬
‫كجعل أبو مضر المذىب أنو يجب العمل بمذىب الغير عند تعذر مذىب النفس‪ ،‬كمثلو عن المنصور‬
‫باهلل)(‪.()4‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىوضعيف‪ ،‬أعنى جعلو للمذىب(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالشركط‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك اجتهاد من قلده‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كىو أبو حنيفة‪ ،‬كالناصر‪ .‬كفي(الكواكب)‪ :‬القاضي زيد‪ ،‬كأبو حنيفة‪.‬‬
‫(‪ )4‬لعل خبلفو في الطرؼ األكؿ‪ ،‬ال في األخير‪ .‬كيعني‪ :‬باألكؿ حيث يستجيزه‪ .‬كالثاني حيث ال‬
‫يستجيزه‪( .‬نجرم معنى)‬
‫(‪ )5‬ألنهم قد نصوا أف من لم يجد ماء كال ترابا يصلي على حالتو‪ ،‬كلم يقولوا‪ :‬يتيمم بالحجارة‪ ،‬مع أنو‬
‫مذىب اإلماـ المهدم عليو السبلـ‪.‬‬

‫(‪)738/0‬‬

‫_____________________________‬

‫فإف قلت‪ :‬فإذا لم يلزـ ذلك فهل يستحب ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬نعم‪ :‬يستحب ذلك )(‪ ()7‬عند أىل‬
‫المذىب إذا كاف قوؿ الغير )(‪ ()0‬مما يستجيزه المنتقل إليو(‪ )3‬كمسألة الجبهة‪ ،‬فإف كاف اليستجيزه‬
‫نحو أف يجد ماء )(‪ ()4‬قليبل كقعت فيو نجاسة لم تغيره‪ ،‬كلم يجد سواه‪ ،‬كمذىبو أف القليل ينجس‬
‫بذلك فإنو يعدؿ إلى التيمم‪ ،‬كال يجوز لو استعماؿ الماء عمبل بقوؿ مالك كغيره)(‪ ()5‬ألنو عند ىذا‬
‫نجس‪ ،‬كاستعماؿ النجس ال يجوز )(‪.()6‬‬
‫[سنن الصبلة] فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلعل المراد من باب الهيئة‪ ،‬ال من باب األحوطية فبل معنى لو‪ ،‬على القوؿ بتصويب المجتهدين‪،‬‬
‫فأما من باب الهيئة فيستحب‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيرل أنو مندكب‪( .‬قرز) (*) ككذا من لم يجد ماء كال ترابا لم يلزمو التيمم بما دؽ من الحجر‬
‫كالكحل‪ ،‬عمبل بقوؿ أبي حنيفة‪ ،‬كال يجزئو‪ ،‬كىل يستحب أـ ال ? بيض لو في (الزىور)‪ .‬قيل‪ :‬ذكر في‬
‫بعض حواشي (اإلفادة) أف ما كاف ىيئة مثل السجود على األنف استحب‪ ،‬كما كاف على كجو االحتياط‬
‫مثل الحجر‪ ،‬كالكحل فبل يستحب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬مالم يؤد إلى تتبع الرخص فيحرـ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ىذا ىو الشرط‪.‬‬
‫(‪ )5‬القاسم‪ .‬قاؿ القاسم‪ :‬كما أنا إال قاسمي الخ‪.‬‬
‫(‪ )6‬ككذا الثوب المتيقن نجاستو إذا ظهر فيو أمارات الغسل‪ ،‬كأفادت الظن لم يجز لو العمل‬
‫باالجتهاد‪( .‬سماع) (قرز)‬

‫(‪)739/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كسننها) ثبلثة عشر نوعا)(‪ ()7‬األكؿ‪( :‬التعوذ))(‪ ()0‬كاختلف في صفتو‪ ،‬كمحلو‪ ،‬كحكمو‪.‬‬
‫أما صفتو‪ :‬فالمذىب أنو (أعوذ )(‪ ()3‬باهلل السميع العليم‪ ،‬من الشيطاف )(‪ ()4‬الرجيم)‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة الشافعي‪ ،‬ككثير من العلماء‪ :‬إنو (أعوذ باهلل من الشيطاف الرجيم)‪.‬‬
‫كأما محلو‪ :‬فمذىب الهادم عليو السبلـ أنو قبل التوجو‪ .‬كعند من تقدـ خبلفو‪ ،‬كىو أبو حنيفة‪،‬‬
‫كالشافعي‪ ،‬كمن تابعهما‪ :‬أنو قبل القراءة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كمما يسن رفع اليدين مكبرا عند القاسم عليو السبلـ‪(.‬تذكرة) قولو‪" :‬رفع اليدين كليهما‪ ،‬فإف تعذر‬
‫أحدىما رفع األخرل‪ ،‬كحد الرفع إلى أف يحاذم منكبيو ناشرا أصابعهما‪ ،‬كذلك قبيل النطق بالتكبيرة‪،‬‬
‫ثم يرسلهما حاؿ التكبيرة‪ ،‬كىذا قوؿ زيد بن علي‪ ،‬كأحمد بن عيسى‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأبي طالب‪ ،‬كأبي‬
‫حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كأكثر العلماء أنو مشركع للرجاؿ كالنساء‪ .‬كقاؿ الناصر‪ :‬للرجاؿ فقط‪ .‬كعند الهادم‪،‬‬
‫كأحد قولي القاسم عليو السبلـ‪ ،‬كابني الهادم‪ ،‬كأبي العباس‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬أنو ليس بمشركع‪ .‬قاؿ في‬
‫(التقرير) عن الهادم عليو السبلـ‪ :‬كإذا فعلو حاؿ التكبيرة فسدت صبلتو‪( .‬كواكب) [إذا بلغ فعبل‬
‫كثيرا‪( .‬قرز) ] كقيل‪ :‬ال تفسد‪( .‬قرز) [إذا كاف يسيرا‪( .‬قرز) ]‪ .‬كىو األصح أف ال تفسد‪ .‬ذكره فيما‬
‫يفسد الصبلة‪ ،‬كفرؽ بينو كبين كضع اليد على اليد ػ أف الوضع أكثر‪.‬‬
‫(‪ )0‬سرا‪ .‬مطلقا‪ :‬سرية‪ ،‬أك جهرية‪( .‬قرز) (*) لقولو تعالى‪{ :‬إنو ىو السميع العليم } كقولو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا قاـ أحدكم إلى الصبلة أحتوشتو الشياطين كما تحتوش الجراد الزرع‪ ،‬فعليكم‬
‫بالتعوذ فإنو يصرؼ الشياطين منكم) قاؿ اإلماـ يحي‪ :‬اسم الشيطاف ػ أم‪ :‬شيطاف الصبلة ػ خنزب‪ .‬ركاه‬
‫مسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬أعتصم‪ ،‬أك أمتنع‪ ،‬أك ألوذ‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالمراد بالشيطاف الجنس من الشياطين‪ ،‬كفي الحديث (إف شيطاف الوضوء يقاؿ لو‪ :‬الولهاف‪ ،‬كغيره‬
‫من األعماؿ يقاؿ لو‪ :‬حنزب) نعوذ باهلل منهما‪( .‬شرح الهداية)‬

‫(‪)742/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كأماحكمو‪ :‬فاألكثر أنو مشركع )(‪ ()7‬كقاؿ مالك‪ :‬ال يسن التعوذ‪ ،‬كال التوجو إال في قياـ رمضاف)(‪.()0‬‬
‫(ك) ثانيها‪( :‬التوجهاف))(‪ ()3‬كىما كبير كصغير‪ ،‬فالكبير "كجهت كجهي ػ إلى قولو‪ :‬ػ كأنا من المسلمين"‬
‫كالصغير "الحمد هلل الذم لم يتخذ كلدا ػ إلى قولو‪ :‬ػ كلى من الذؿ")(‪.()4‬‬
‫كاختلف من قاؿ‪ :‬إنهما مشركعاف في محلهما على أقواؿ )(‪.()5‬‬
‫األكؿ‪ :‬مذىب الهادم عليو السبلـ أنهما (قبل التكبيرة))(‪ ()6‬كصورة الترتيب عنده أف يبدأ بالتعوذ‪ ،‬ثم‬
‫التوجو الكبير‪ ،‬ثم الصغير‪ ،‬ثم يكبر‪ ،‬ثم يقرأ‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كذكر القاضي جعفر‪ :‬أف الهدكم إذا افتتح )(‪ ()7‬بعد التكبير لم‬
‫تفسد صبلتو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬مسنوف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬في النفل‪( .‬بحر)‪ .‬كفي (شرح الفتح) مطلقا‪.‬‬
‫(‪ )3‬كيشرعاف في النفل‪ ،‬كصبلة الجنازة‪( .‬ىداية)(قرز) (*) سرا في السرية‪ ،‬كجهرا في الجهرية‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫سرية مطلقا‪ )*( .‬قاؿ أصحابنا‪ :‬أما إذا أتى المؤتم بعد تكبيرة اإلحراـ‪ ،‬فاألكلى لو التكبير‪ ،‬كمتابعة اإلماـ‬
‫بترؾ االشتغاؿ بالمسنوف الذم ىو التوجو‪ .‬ىبل قيل‪ :‬يفصل في ذلك‪ ،‬فإف كانت الصبلة جهرية فاألكلى‬
‫أف يتوجو؛ ألف مسنوف القراءة يتحملو عنو اإلماـ‪ ،‬فيكوف مدركا لؤلمرين جميعا‪ ،‬أعنى التوجو كالقراءة‪،‬‬
‫كإف كانت سرية ترؾ التوجو لئبل تفوتو القراءة في األكلى ? لم يبعد ذلك‪ .‬عن (سيدنا حسن رحمو اهلل‬
‫تعالى)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كفي (تعليق ابن أبي الفوارس) عن الهادم عليو السبلـ زيادة (فكبره تكبيرا)‪ .‬ككذا في (الصعيترم)‬
‫ك(اللمع)‪.‬‬
‫(‪ )5‬أربعة‪.‬‬
‫(‪ )6‬األكلى قبل التحريم؛ ليدخل المصمت‪.‬‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬توجو فقط‪ ،‬فإف تعوذ فإنو يكوف جمعا بين لفظتين متباينتين عمدا فتفسد‪( .‬قرز)‬

‫(‪)747/0‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬لعلو أخذه من قولهم‪ :‬إف أذكار الصبلة ال تفسد )(‪ ()7‬كلو أتى بهما في غير‬
‫موضعها‪ ،‬إال أف لقائل أف يقوؿ‪ :‬ىذا كثير‪ ،‬كقد ذكركا أف الكثير إذا تعمد أفسد )(‪.()0‬‬
‫القوؿ الثاني ألبي طالب‪ :‬أنو يبدأ بالصغير‪ ،‬ثم يكبر‪ ،‬ثم يتعوذ‪ ،‬ثم يتوجو بالكبير‪ ،‬ثم يقرأ‪.‬‬
‫القوؿ الثالث للناصر كقوؿ الهادم إال أنو يؤخر التعوذ بعدىما‪ ،‬ثم يكبر‪ ،‬ثم يقرأ‪.‬‬
‫القوؿ الرابع للمؤيد باهلل‪ ،‬كالشافعي )(‪ ()3‬أنو يكبر أكال‪ ،‬ثم يتوجو بالتكبير‪ ()4()،‬ثم يتعوذ‪ ،‬ثم يقرأ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (التذكرة) ما لفظو‪ :‬كيكبر عند قولو‪" :‬قد قامت الصبلة "‪ ،‬كقاؿ في (المنتخب) كالشافعي‪:‬‬
‫إذا فرغت [يعني‪ :‬تماـ اإلقامة] كفي بعض حواشى (التذكرة)‪ :‬كمنو أخذ أبو جعفر أف التوجو بعد‬
‫التكبيرة‪ .‬كقولو في المنتخب‪" :‬يقوـ إذا قاؿ‪ :‬قد قامت الصبلة‪ ،‬كيكبر بعد فراغها"‪.‬‬
‫(‪ )0‬في غير ىذا الموضع‪ ،‬كأما في ىذا فهو في محلو؛ ألنو يصح أف يجعلو مكاف اآليات‪ ،‬لكن تفسد‬
‫للجمع بين قولو‪( :‬كأنا من المسلمين) فلو قاؿ‪(:‬كأنا أكؿ المسلمين) لم تفسد لعدـ الجمع‪ .‬لكن يقاؿ‪:‬‬
‫أتى بو ال للتبلكة‪ ،‬بل لمعنى آخر‪ ،‬كالقرآف يخرج بذلك عن كونو قرآنا ? كإلى مثل ىذا أشار (القاضي‬
‫عبد اهلل الدكارم)‪ ،‬كينظر ذلك؛ لما ركاه الفقيو يوسف‪ ،‬في باب القنوت إذا قصد بو الدعاء لم يضر إذا‬
‫لم يغير القراءة‪ ،‬غايتو أنو لم يعتقد كونو للصبلة‪ ،‬كال تجب عليو ىذه النية‪ ،‬كجعلو لذلك ال يخرجو عن‬
‫كونو قرآنا‪( .‬معيار)‬
‫(‪ )3‬كزيد بن علي عليو السبلـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىو الظاىر من األخبار الواردة عن الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬مع أنهم يسقطوف التوجو‬
‫الصغير‪( .‬كواكب) كىو اختيار المتوكل‪ .‬قاؿ‪ :‬إال أنو يأتي بالصغير قبل التكبيرة‪( .‬سماع)‬

‫(‪)740/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ثالثها‪( :‬قراءة الحمد كالسورة في))(‪ ()7‬كل كاحدة من الركعتين )(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬السورة‪ :‬ىي الطائفة من القرآف المترجمة التي أقلها ثبلث آيات‪ .‬األلف كالبلـ للعهد‪ ،‬كىي الثبلث‬
‫اآليات‪ ،‬كتستحب قراءة (الهمزة) في كل فريضة‪ ،‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من قرأىا في كل‬
‫فريضة نفي اهلل عنو الفقر‪ ،‬كجلب لو الرزؽ‪ ،‬كدفع عنو ميتة السوء)]‪.‬‬
‫(*) كندب في األذكار ػ أم‪ :‬أذكار الصبلة ػ أف يكوف بالمأثور عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كىو‬
‫أف يقرأ في صبلة الفجر بطواؿ المفصل‪ ،‬كفي الظهر بقريب من ذلك‪ ،‬كفي العصر‪ ،‬كالعشاء من أكسط‬
‫ذلك‪ ،‬كيقصر في المغرب‪ .‬كفي فجر الجمعة في األكلى بالجرز‪ ،‬كفي الثانية بالدىر‪ ،‬كيكوف مرتبل خاشعا‬
‫خاضعا في مقاـ الهيبة‪ ،‬كمأثور القرآف من الترتيل كغيره‪ ،‬كلذا كره تطويل القراءة‪ ،‬كلذا قاؿ صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪( :‬أفتاف أنت يا معاذ) كالجهر المفرط‪ ،‬كالتغنى بها‪ ،‬كنحو ذلك‪( .‬شرح فتح) (*) قاؿ‬
‫في (شرح ابن بهراف)‪ :‬ما لفظو‪ :‬كيكره الجمع بين سورتين في ركعة في صبلة المكتوبة لئلماـ كغيره‪ ،‬كال‬
‫بأس بذلك في النافلة‪ .‬فإف فعل? فقاؿ اإلماـ المهدم‪ :‬ال يسجد‪( .‬قرز) [ال لو كرر السورة الواحدة‬
‫سجد للسهو‪( .‬قرز)] كقاؿ (مرغم)‪ :‬يسجد‪ )*( .‬كأشباىها‪ ،‬فلو اقتصر على ثبلث آيات سجد للسهو‪.‬‬
‫(بحر) كفي (األثمار) أك اآليات‪ ،‬كال سجود‪ .‬وقيل‪ :‬المراد بالسورة الثبلث اآليات‪ ،‬لكن المستحب أف‬
‫يقرأ سورة كاملة عند يحيى عليو السبلـ؛ ألنو في بعض األخبار‪( :‬ال صبلة إال بفاتحة الكتاب كسورة)‪.‬‬
‫(شمس أخبار) المراد كثبلث آيات‪ ،‬كإف لم تكن سورة تامة‪ ،‬كىو يفهم من كبلـ اإلماـ عليو السبلـ في‬
‫(الغيث) (*) إشعار بأف األفضل أف يكوف في كل ركعة من األكلتين سورة كاملة مع الحمد‪.‬‬
‫(‪ )0‬من الفريضة الثبلثية‪ ،‬كالرباعية‪ ،‬ككذلك استيفاء الفاتحة‪ ،‬كالسورة‪ ،‬أك الثبلث آيات في كلتا‬
‫الركعتين الفجر‪ ،‬كالجمعة‪ ،‬كالعيدين‪( .‬شرح أثمار)‪( .‬قرز) أما في العيدين فوجوب في الركعتين جميعا‪،‬‬
‫كما يأتي‪( .‬قرز)]‬
‫(*) كيكره من السور الطواؿ في الفرائض لئبل تمل‪ ،‬كاإلماـ آكد [أم‪ :‬أشد كراىة] ألنو مأمور‬
‫بالتخفيف‪( .‬بياف)‪ .‬لما ركم أف معاذا قرأ في مكتوبة سورة البقرة‪ ،‬فقاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(أفتاف أنت يا معاذ صل بهم صبلة أخفهم‪ ،‬فإف فيهم الضعيف كالسقيم كذا الحاجة) فإذا صلى لنفسو‬
‫فيطوؿ ما شاء‪( .‬شرح فتح) (قرز) [كقاؿ أنس‪ :‬ما رأيت أخف من صبلة رسوؿ اهلل إذا كاف إماما]‪.‬‬

‫(‪)743/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( (األكلتين)‪.‬‬
‫كرابعها‪ :‬أف تكوف ىذه القراءة في الركعتين جميعا (سرا في العصرين كجهرا في غيرىما) كالمسنوف فيما‬
‫عدا القدر الواجب‪ ،‬فأما فيو فذلك كاجب كما تقدـ‪.‬‬
‫(ك) خامسها (الترتيب))(‪ ()7‬فيقدـ الفاتحة على السورة فلو قدـ السورة أجزأ‪ ،‬كسجد للسهو‪.‬‬
‫(ك) سادسها (الوالء)(‪ )0‬كىو المواالة (بينهما) أم‪ :‬بين الفاتحة كاآليات بعدىا‪ ،‬فبل يتخلل سكوت‬
‫يطوؿ)(‪ ()3‬فإف تخلل سجد للسهو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيكره أف يقرأ في الركعة الثانية السورة التي قبل ما قرأه في الركعة األكلى‪( .‬غيث)‪ .‬إال (الفرقاف)‬
‫فإنو بدأ فيو بالعالم العلوم‪ ،‬كثنى بالعالم السفلي كما كرد‪ ،‬كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬كيستحب ترتيب‬
‫السور في الركعات‪ ،‬فبل يقرأ في الركعة الثانية سورة قد قرأىا في األكلى‪ ،‬ركاه أبو مضر عن جماىير‬
‫العلماء‪( .‬شرح أثمار) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كالسكتات الثبلث مندكبة‪( .‬ىداية) كتكوف خفيفة‪ .‬قاؿ الناصر عليو السبلـ‪ :‬مقدار النفس‪ ،‬فبل‬
‫يوصل(‪ )7‬القراءة بالتكبيرة‪ ،‬ككذا الفاتحة بالسورة بعدىا‪ ،‬كالسورة بالركوع‪ ،‬كفي (النهاية)‪ :‬كزيد صورتاف‪،‬‬
‫كىما بعد القياـ من السجود‪ ،‬كبعد االعتداؿ من القنوت‪ )7( .‬الواصل‪ :‬الذم يصل القراءة بالتكبير‬
‫(ىداية)‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال يزيد على قدر النفس‪ ،‬فإف زاد سجد للسهو‪( .‬سحولي) (قرز) (فرع) كالسكوت الطويل بحيث‬
‫يظن الغير أنو غير مصل تفسد‪( .‬بحر) كدكف ذلك فوؽ النفس يوجب سجود السهو‪ ،‬كالذم قرر أف‬
‫السكوت غير مبطل مطلقا‪ ،‬كما ىو الظاىر‪( .‬قرز)‬

‫(‪)744/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما المواالة بين آم الفاتحة ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فالقياس أنو مسنوف؛ ألنهم قد ذكركا أنو يجوز تفريق‬
‫الفاتحة على الركعات‪ ،‬كال يجب استيفاؤىا في ركعة‪ ،‬فإذا لم يفسد الفصل بين آياتها بأفعاؿ دؿ على‬
‫أنو ال تجب المواالة بين آيها‪ ،‬كقد ذكر بعض معاصرينا‪)7( :‬أف المواالة كاجبة‪ .‬كأخذه من قوؿ القاضي‬
‫زيد في الشرح‪ :‬إف السكوت بين اآلم مبطل‪ ،‬قاؿ‪ :‬كلم يحده‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كذكر أصحاب الشافعي‪ :‬أنو يبطل)(‪ ()0‬إذا طاؿ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىو الفقيو يوسف‪ ،‬ككذلك كل ما أطلق اإلماـ مثل ىذا اللفظ فهو الفقيو يوسف بن أحمد بن‬
‫عثماف‪.‬‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬يبطل القراءة ال الصبلة‪( .‬ركضة)‬

‫(‪)745/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) سابعها قراءة (الحمد) كحدىا (أك التسبيح في) الركعتين)(‪( ()7‬اآلخرتين) من الرباعية‪ ،‬كفي ثالثة‬
‫المغرب‪ ،‬كالمسنوف أنو يقرأ أك يسبح)(‪( ()0‬سرا) ال جهرا‪ ،‬كأف يكوف )كذلك))(‪ ()3‬أم‪ :‬مثل قراءة‬
‫األكلتين في الترتيب كالمواالة‪.‬‬
‫كاعلم أف التسبيح المشركع ىنا أف يقوؿ‪" :‬سبحاف اهلل‪ ،‬كالحمد هلل‪ ،‬كال الو إال اهلل‪ ،‬كاهلل أكبر" ثبلثا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو سبح في ركعة‪ ،‬كقرأ في ركعة سجد للسهو‪ ،‬ككذا لو جمع بينهما‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كأما في ثالثة الوتر فالمشركع فيها القراءة إجماعا [أم‪ :‬المسنوف‪( .‬قرز)] فيسجد للسهو إف تركها‪.‬‬
‫(قرز) ككذا الجهر فيسجد للسهو إف تركو‪( .‬تذكرة علي بن زيد) (قرز)‬
‫(‪ )3‬حذؼ صاحب (األثمار) قولو‪" :‬كذلك " ألف معناه مثل قراءة األكلتين في الترتيب كالوالء‪ ،‬كما‬
‫ذكره في الشرح‪ ،‬كذلك أنما يستقيم في المواالة بين آم الفاتحة‪ ،‬ككذلك بين كلمات التسبيح‪ ،‬كأما‬
‫الترتيب بين آم الفاتحة فهو كاجب‪ ،‬كتفسد الصبلة بمخالفتو كما مر (‪ )7‬كقولو‪" :‬كذلك" يوىم أنو‬
‫مسنوف فقط‪ ،‬كأما التعكيس في التسبيح فاألقرب أنو ال يفسد‪ ،‬كلكنو يوجب سجود السهو‪( .‬شرح‬
‫األثمار) (‪ )7‬إف كاف في تعكيس الحركؼ‪ ،‬كإف كاف في تعكيس اآلل لم يفسد إذا كاف في غير القدر‬
‫الواجب‪ ،‬كإف كاف في القدر فإف لم يعده صحيحا فسدت‪ ،‬أك حصل في التعكيس فساد المعنى‪.‬‬
‫(حاشية سحولي) (قرز) كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬فلو عكس التسبيح‪ ،‬أك عكس آيات الفاتحة لم يصر‬
‫متسننا‪ ،‬فيجب عليو السجود‪ ،‬كأما فساد صبلتو فبل يكوف إال إذا عكس الواجب‪ ،‬كلم يعده صحيحا‪،‬‬
‫أك حصل بالتعكيس فساد المعنى‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز)‬

‫(‪)746/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كاختلف أىل المذىب في األفضل ػ فمذىب الهادم‪ ،‬كالقاسم أف التسبيح فيما بعد األكلتين من‬
‫الفركض الخمس)(‪ ()7‬أفضل‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل )(‪ ،()0‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كركاه في الزكائد عن زيد علي‪ :‬إف القراءة‬
‫أفضل)(‪.()3‬‬
‫(ك) ثامنها (تكبير النقل))(‪ ()4‬كقاؿ سعيد بن جبير‪ ،‬كعمر بن عبد العزيز‪ :‬ليس بمشركع‪ ،‬كال تكبير في‬
‫الصبلة إال االفتتاح‪.‬‬
‫قاؿ المنصور باهلل‪ :‬يجب على اإلماـ أف يجهر بو)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لفعل علي عليو السبلـ‪ ،‬كىو توقيف عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم؛ إذ ال مساغ‬
‫لبلجتهاد فيو‪( .‬بستاف) قاؿ [الهادم] يحيى عليو السبلـ‪ :‬الذم صح لنا عن علي عليو السبلـ أنو كاف‬
‫يسبح في اآلخرتين‪ ،‬يقوؿ‪" :‬سبحاف اهلل‪ ،‬كالحمد هلل‪ ،‬كال إلو إال اهلل‪ ،‬كاهلل أكبر" يقولها ثبلث مرات‪ ،‬ثم‬
‫يركع‪ ،‬كعلى ذلك رأينا مشايخ آؿ الرسوؿ‪ ،‬ككذلك سمعنا عن من لم نر منهم‪ ،‬كلسنا نضيق على من قرأ‬
‫فيهما بالحمد‪( .‬صعيترم) (*) صوابو األربعة [كجو التشكيل أف من للتبعيض فبل اعتراض]‪.‬‬
‫(*) ال فيما عداىا من النوافل الرباعية‪ ،‬فالمشركع أف يقرأ في اآلخرتين منهما مثل ما قرأ في األكلتين‪،‬‬
‫كىو الفاتحة كثبلث آيات‪( .‬تكميل) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كحجتو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬فضل القرآف على سائر األذكار كفضل اهلل على خلقو)‪.‬‬
‫(‪ )3‬قوم لؤلخذ باإلجماع‪.‬‬
‫(‪ )4‬فإف قيل‪ :‬فلو كانت صبلتو من قعود ىل يسن لو إذا أكمل التشهد األكسط ثم انتقل إلى القراءة أف‬
‫يأتي بتكبير النقل أـ ال يسن؛ ألف المراد بو االنتقاؿ من ركن إلى ركن ? األكلى أنو ال يسن‪ ،‬كفي حاشية‪:‬‬
‫كيكبر للنقل عقيب التشهد‪ ،‬كإال سجد للسهو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬فإف لم يجهر بطلت صبلتو‪( .‬دكارم) كالمختار أنو ال يجب‪ ،‬كلو لم يعرفوه‪( .‬قرز)‬

‫(*) ككذا التسليم‪ ،‬لقولو تعالى‪{ :‬حافظوا على الصلوات} كال يقاؿ‪ :‬صبلة الجماعة غير كاجبة‪ ،‬فإنو بعد‬
‫الدخوؿ فيها تجب عليو المحافظة‪ )*( .‬كلعل المراد حيث ىم ال يشعركف بركوعو كسجوده‪ ،‬نحو أف‬
‫يكوف في ظلمة‪ ،‬كلعل سماع بعض الصف األكؿ يكفي‪( .‬بياف)‬

‫(‪)747/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( حتى يعلم الصف األكؿ‪ ،‬كعلى األكؿ حتى يعلم الصف الثاني‪.‬‬
‫(ك) تاسعها (تسبيح الركوع كالسجود))(‪ ()7‬فإنو مسنوف‪.‬‬
‫كاختلف في حكمو‪ ،‬كصفتو‪ ،‬كعدده ػ أما حكمو‪ :‬فاألكثر أنو سنة‪ .‬كقاؿ أحمد‪ ،‬كإسحق‪ :‬إنو كاجب‪.‬‬
‫ككذا عن اإلماـ أحمد بن سليماف‪ ،‬كالواجب عندىم مرة كاحدة )(‪.()0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬حجة الهادم عليو السبلـ فعل علي عليو السبلـ(‪ )7‬كىو ال يعدؿ إال إلى األفضل‪ ،‬كألف النبي‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم كاف يقوؿ في ركعتي الفرقاف كذلك‪ ،‬كحجة المؤيد باهلل عليو السبلـ كمن معو‪:‬‬
‫لما نزؿ قولو تعالى‪{ :‬فسبح باسم ربك العظيم} قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬اجعلوىا في ركوعكم)‬
‫كلما نزؿ قولو تعالى‪{ :‬سبح اسم ربك األعلى} قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬اجعلوىا في سجودكم)‬
‫رلما ركم أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم كاف يقولو‪ .‬لنا‪ :‬أما اآلية فلو كانت تجب لم يجز إال بأف‬
‫يقوؿ‪ :‬فسبح باسم ربك العظيم‪ ،‬كسبح اسم ربك األعلى‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬سبحاف ربي األعلى‪ ،‬كال سبحاف‬
‫ربي العظيم‪ ،‬كإنما أمره بتسبيح ربو‪ ،‬كىو اهلل‪ ،‬كىو اسمو األخص‪ ،‬كلو قاؿ إنساف إلنساف‪ :‬يا فبلف ناد‬
‫باسم صاحبك لم يقتض ظاىر األمر بأف ينادم يا صاحبي‪ ،‬كإنما يناديو باسمو‪( .‬من أصوؿ األحكاـ)‪.‬‬
‫(‪ )7‬بل األصل في ذلك ما ركل ابن أبي رافع عن علي عليو السبلـ (أنو كاف إذا ركع قاؿ‪ :‬سبحاف اهلل‬
‫العظيم) كىذا يجرم مجرل المسند إلى النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪.‬‬
‫(‪ )0‬سبحاف اهلل‪.‬‬
‫(‪)748/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما صفتو‪ :‬فعند الهادم)(‪ ()7‬كالقاسم عليهما السبلـ‪" :‬سبحاف )(‪ ()0‬اهلل العظيم كبحمده" في‬
‫الركوع‪ ،‬ك"سبحاف اهلل األعلى كبحمده" في السجود‪.‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪" :‬سبحاف ربى العظيم في الركوع" )(‪،()3‬‬
‫ك"سبحاف ربى األعلى" في السجود )(‪.()4‬‬
‫كأما عدده‪ :‬فأطلق في األحكاـ ثبلثا‪ ،‬كفي المنتخب‪ ،‬كالقاسم‪ :‬ثبلثا إلى الخمس‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ ، )7‬كالباقر‪ ،‬كالصادؽ‪ ،‬كالناصر‪.‬‬
‫(‪ )0‬فائدة) كمعنى قولو‪" :‬سبحاف اهلل" أنزىو عن كل صفة نقص في ذات أك فعل‪ ،‬كمعنى العظيم‪ :‬الذم‬
‫ال ينتهي في جميع محامده إلى حد‪ ،‬كمعنى "كبحمده" أم‪ :‬نسبح اهلل بنعمتو لنعمتو‪ ،‬فأقاـ الذم يلزـ‬
‫النعمة مقامها‪ ،‬كقاؿ في الركوع‪" :‬العظيم" كىو كصف أبلغ من األعلى؛ لما كاف الركوع دكف السجود في‬
‫العبادة ليقع التعادؿ‪( .‬دكارم) [في نسخة (ذكر معناه (الدكارم) (تكميل)]‬
‫(*) فإف جمع بينها فسدت إف كاف عمدا‪ ،‬كإف كاف سهوا لم تفسد‪ .‬كعن (الشامي) ال تفسد؛ ألنو ليس‬
‫من باب الجمع‪ ،‬بل من زيادة ذكر جنسو مشركع فيها‪ ،‬كإال لزـ أنو لو جمع في اآلخيرتين بين القرآف‬
‫كالتسبيح فسدت‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال يقوؿ في السجود‪" :‬كبحمده" فإف زاد فسدت مع العمد؛ ألنو جمع عندىم‪.‬‬
‫(‪ )4‬إال في الفرقاف فتسبيح الهادم كفاقا‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫(*) فلو سبح الهدكم بتسبيح المؤيدل لم يسجد للسهو؛ ألنو مشركع عندىم‪ ،‬كالعكس يسجد؛ ألنو‬
‫غير مشركع عنده‪( .‬زىور) كالمختار أف كل كاحد منهما إذا سبح بتسبيح اآلخر سجد‪( .‬مفتي) (قرز)‬

‫(‪)749/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كفي الكافي عن الناصر‪ ،‬كالصادؽ‪ ،‬كالباقر‪ :‬ثبلثا‪ ،‬أك خمسا‪ ،‬أك سبعا‪ ،‬أك تسعا )(‪ ()7‬كأدنى الكماؿ‬
‫ثبلث)(‪.()0‬‬
‫(ك) عاشرىا (التسميع) كىو قوؿ القائل عند رفع رأسو من الركوع (‪ :()3‬سمع اهلل لمن حمده(‪ )4‬كىو‬
‫مشركع )لئلماـ كالمنفرد))(‪ ()5‬كىو الذم يصلي كحده من دكف جماعة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو كاف شفعا ػ أربعا‪ ،‬أك ستا‪ ،‬أك ثمانيا لم يسجد للسهو؛ ألف الوتر ىيئة‪(.‬تعليق الققيو علي)‬
‫ك(قرز) كقيل‪ :‬تارؾ للسنة فيسجد‪ ،‬ذكره اإلماـ المهدم‪ ،‬كالفقيو يوسف‪ .‬قاؿ في (شرح اإلبانة)‪ :‬كقد‬
‫ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كعن علي عليو السبلـ‪ :‬أنهما كانا بسبحاف مرة ثبلثا‪ ،‬كمرة خمسا‪،‬‬
‫كمرة سبعا‪ ،‬كمرة تسعا‪ ،‬كال خبلؼ في جواز ذلك‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬فلو زاد على التسع‪ ،‬أك نقص على الثبلث سجد للسهو‪( .‬سماع) (غشم) ك(قرز)‬
‫(‪ )3‬فلو حذؼ البلـ من قولو‪" :‬لمن حمده" فقيل‪ :‬تفسد؛ ألنو لحن (‪ )7‬كقيل‪ :‬ال تفسد؛ ألنو ال كجو‬
‫للفساد (‪ )7‬ألنو ال يتعدل إال بالبلـ‪ .‬قاؿ بعض المحققين‪ :‬بل يتعدل من دكف الـ‪ ،‬كقولو تعالى‪{ :‬قد‬
‫سمع اهلل قوؿ التي تجادلك في زكجها} كغير ذلك‪ ،‬فلعل األكلى في التعليل أنو خبلؼ ما سمع من‬
‫النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كقد قاؿ‪( :‬صلوا كما رأيتموني أصلي)‪( .‬عن سيدنا حسن)‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬أجاب حمده‪ ،‬كتقبلو‪.‬‬
‫(‪ )5‬قاؿ في (الحفيظ)‪ :‬كإذا جمع بين الحمدلة كالسمعلة أفسد إذا تعمد‪ ،‬كالمختار خبلفو‪ ،‬كمثلو عن‬
‫(التهامي) (قرز)‬
‫(*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬إذا قاؿ اإلماـ "سمع اهلل لمن حمده" فيقوؿ المؤتم‪" :‬ربنا لك الحمد"‬
‫فإف المبلئكة تؤمن‪ ،‬فمن كافق قولو قوؿ المبلئكة غفر لو ما تقدـ من ذنبو كما تأخر)‪( .‬شرح أثمار‬
‫معنى)‬

‫(‪)752/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كالحمد) مشركع )للمؤتم))(‪ ()7‬كىو أف يقوؿ بعد )(‪ ()0‬قوؿ اإلماـ‪" :‬سمع اهلل لمن حمده"‪" :‬ربنا‬
‫لك الحمد" )(‪.()3‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ :‬يجمع بينهما اإلماـ كالمنفرد‪ ،‬كأما المؤتم فيقتصر على قولو‪" :‬ربنا لك‬
‫الحمد"‪ .‬كقاؿ مالك‪ ،‬كالشافعي‪ :‬يجمع بينها كل مصل )(‪.()4‬‬
‫(ك) الحادل عشر (تشهد األكسط) فإنو مسنوف جميعو(‪.)5‬‬
‫كاختلف في حكمو كصفتو‪ .‬أما حكمو‪ :‬فإنو مسنوف عند أكثر العلماء‪.‬‬
‫كقاؿ أحمد‪ ،‬كإسحق‪ ،‬كالليث‪ :‬إنو كاجب‪.‬‬
‫كأما صفتو‪ :‬فعند الهادم عليو السبلـ أنو "بسم اهلل‪ ،‬كباهلل‪ ،‬كالحمد هلل‪ ،‬كاألسماء )(‪ ()6‬الحسنى‪ ،‬كلها‬
‫هلل‪ ،‬أشهد أف ال الو إال اهلل‪ ،‬كحده ال شريك لو‪ ،‬كأشهد أف محمدا عبده كرسولو"‪.‬‬
‫كعند المؤيد باهلل ىكذا‪ ،‬إال أنو يحذؼ قولو‪" :‬كباهلل"‪.‬‬
‫كيستحب تخفيفو)(‪ ()7‬ألنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم كاف إذا قعد لو كأنو يقعد على الرضف‪ ،‬كالرضف‬
‫ػ بالراء‪ ،‬كالضاد معجمة ساكنة‪ ،‬كالفاء ػ‪ :‬ىو الحجارة الحارة‪ ،‬ذكره في الضياء)(‪.()8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو جواب اإلماـ * تأكيلو قبل اهلل ممن شكره كعبده‪( .‬من مجموع القاسم)‬
‫(‪ )0‬قاؿ اإلماـ المهدم‪ :‬أك قبلو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬فلو قاؿ‪" :‬ربنا كلك الحمد" لم تفسد‪ .‬كقيل‪ :‬تفسد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كيقدـ التسميع‪.‬‬
‫(‪ )5‬كإذا قاـ منو كره لو أف يقدـ أحد رجليو كيؤخر الثانية‪( .‬بياف)‪.‬‬
‫(‪ )6‬فلو زاد "التحيات هلل كالصلوات كالطيبات" سجد للسهو عمدا أك سهوا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬كإخفاؤه‪.‬‬
‫(‪ )8‬لمحمد بن نشواف الحميرم‪.‬‬

‫(‪)757/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثاني عشر (طرفا) التشهد (األخير) كصفتو عند الهادم عليو السبلـ‪ :‬أف يأتي بالتشهد الذم‬
‫تقدـ(‪ ،)7‬ثم يقوؿ‪" :‬اللهم صل(‪ )0‬على محمد كعلى آؿ محمد‪ ،‬كبارؾ )(‪ ()3‬على محمد كعلى آؿ‬
‫محمد‪ ،‬كما صليت كباركت على إبراىيم كعلى آؿ إبراىيم إنك حميد مجيد" ثم يسلم(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬عن عبد اهلل بن مسعود‪ ،‬قاؿ‪ :‬التفت إلينا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم فقاؿ‪( :‬إذا صلى‬
‫أحدكم فليقل التحيات هلل‪ ،‬كالصلوات‪ ،‬كالطيبات‪ ،‬السبلؾ عليك أيها النبي الكريم كرحمة اهلل كبركاتو‪،‬‬
‫السبلـ علينا كعلى عباد اهلل الصالحين‪ ،‬أشهد أف ال إلو إال اهلل كحده ال شريك لو‪ ،‬كأشهد أف محمدا‬
‫عبده كرسولو‪ ،‬ثم ليتخير من الدعاء ما أعجبو فيدعو) (متفق عليو)‬
‫(‪ )0‬فلو زاد ياء بعد البلـ [فقاؿ‪ :‬صلي] فسدت صبلتو‪ ،‬عامدا كاف أك جاىبل‪ ،‬أك ساىيا؛ الختبلؿ‬
‫المعنى‪( .‬قرز)‬
‫(‪ ) 3‬قاؿ في (النهاية)‪ :‬معنى قولو‪" :‬بارؾ على محمد كعلى آؿ محمد" أم‪ :‬أثبت ما أعطيتهم من‬
‫الشرؼ كالكرامة‪ ،‬من برؾ البعير إذا أناخ بموضعو كلزمو‪( .‬تكميل)‬
‫(‪ )4‬مسألة) كيستحب لمن فرغ من صبلتو أف يثبت مكانو قليبل للدعاء‪( .‬بياف) لقولو تعالى‪{:‬فإذا‬
‫فرغت فانصب} كلما ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو كاف إذا فرغ من صبلتو سكت قليبل‬
‫للدعاء‪ ،‬ككاف إذا سلم يقوؿ بصوتو األعلى‪( :‬ال إاله إال اهلل كحده ال شريك لو‪ ،‬لو الملك‪ ،‬كلو الحمد‪،‬‬
‫كىو على كل شيء قدير‪ ،‬كال حوؿ كال قوة إال باهلل‪ ،‬كال نعبد إال إياه‪ ،‬كلو النعمة‪ ،‬كلو الفضل‪ ،‬كلو الثناء‬
‫الحسن‪ ،‬ال إاله إال ىو مخلصين لو الدين كلو كره الكافركف)‪.‬‬
‫(‪)750/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ في المنتخب‪ :‬يخير(‪ )7‬بين ىذا‪ ،‬كبين )(‪ ()0‬قولو‪" :‬التحيات هلل‪ ،‬كالصلوات كالطيبات‪ ،‬أشهد أف‬
‫ال الو إال اهلل" إلى آخره * كاختار أبو طالب الجمع بينهما )(‪ ()3‬فيبدأ بقولو‪" :‬بسم اهلل‪ ،‬كباهلل‪ ،‬كالحمد‬
‫هلل‪ ،‬كاألسماء الحسنى كلها )(‪ ()4‬هلل التحيات هلل‪ ،‬كالصلوات‪ ،‬كالطيبات )(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف جمع بينهما عمدا فسدت الصبلة؛ ألنو غير مشركع‪( .‬حثيث) ينظر فبل كجو للفساد‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬بين قولو "بسم لو كباهلل " إلى آخره (*) كمعنى "التحيات" العظمة هلل‪" ،‬كالصلوات" أم‪:‬‬
‫الصلوات الخمس‪" ،‬كالطيبات" أم‪ :‬الطاعات‪ ،‬كالصلوات‪ ،‬كالعبادات‪ ،‬كاألعماؿ الصالحات‪ .‬كقيل في‬
‫معناه غير ذلك‪( .‬صعيترم)‬
‫(*) قيل‪ :‬إنو قد نسخت التحيات‪ ،‬ركاه اإلماـ المهدم في (المنهاج) قيل‪ :‬كيؤيده ركاية (األحكاـ)‬
‫لثبوتو بعد (المنتخب) كلعلو يكوف رجوعا كما ذكر؛ ألف الواجب العمل بآخر القولين‪.‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬كاألقول ما قالو القاسم عليو السبلـ‪ :‬إنما تشهد بو المصلي كاف مصيبا‪ ،‬كىذا ىو‬
‫الحق الواضح؛ ألف التشهدات كلها مركية عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كمستوية في صحة‬
‫النقل‪ ،‬كإذا ثبت أف النبي صلى اهلل عليو كآلو قد تشهد بكل كاحد تصح بو الصبلة؛ إذ لو كاف أيها‬
‫فاسدا لم يفعلو الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( .‬غيث) (قرز) كإذا كاف كذلك فبل كجو اللتزاـ كاحد‬
‫بعينو‪ ،‬اللهم إال أف يكوف المتشهد مقلدا ملتزما لمذىب بعض الفقهاء فإنو ال يجوز لو العدكؿ عن‬
‫التشهد الذم يختاره إمامو‪ ،‬كيمنع من سواه‪( .‬غيث) (*) ندبا‪ ،‬ال سنة‪( .‬ذكره (السحولي) ك(التهامي)‬
‫(‪ )4‬بضم البلـ‪ ،‬فإف فتحو أكجره أفسد مع العمد؛ ألنو جمع بين آيتين متباينتين عمدا‪ .‬ينظر] إذ قد‬
‫كجد لو نظير من القرآف‪ ،‬ففتح البلـ في قولو تعالى‪{ :‬كعلم آدـ األسماء كلها} كالجر {كذبوا بآياتنا‬
‫كلها}‪ .‬كالمفسد الجمع بين آيتين متباينتين عمدا‪ ،‬كمع السهو ال يفسد‪ ،‬كيسجد للسهو‪.‬‬
‫(‪ )5‬قاؿ في (نور األبصار)‪ :‬بالواك فيهما كبحذفها‪( .‬نجرم)‬

‫(‪)753/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( أشهد أف ال الو إال اهلل " إلى آخره(‪.)7‬‬


‫كاختار المؤيد باهلل الجمع بين التشهدين‪ ،‬كما ذكر أبو طالب‪ ،‬ثم يقوؿ بعد حميد مجيد‪" :‬السبلـ‬
‫عليك أيها النبي كرحمة اهلل كبركاتو‪ ،‬السبلـ علينا كعلى عباد اهلل الصالحين‪ ،‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة‪،‬‬
‫كفي اآلخرة حسنة‪ ،‬كقنا عذاب النار")(‪.()0‬‬
‫(ك) الثالث عشر )القنوت))(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (البياف)‪ :‬ىذا تشهد الهادم عليو السبلـ‪ ،‬كلزيد تشهد يركيو عن النبي صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪ ،‬كللناصر تشهد يركيو‪ ،‬كللشافعي تشهد‪ ،‬كلمالك تشهد‪ ،‬ككلها مركية عن النبي صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪ ،‬كقد ذكرناىا في (البرىاف) (بياف)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيستحب عند الهادم عليو السبلـ أف يقوؿ ذلك بعد التسليم‪ ،‬فإف أتى الهدكم بو قبل التسليم‬
‫أفسد؛ ألنو جمع بين ألفاظ متباينة‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(*) قاؿ في (الهداية)‪ :‬كفي الضجعة بعد سنة الفجر كدعائها خبلؼ‪ .‬قاؿ في (شرح مسلم)‪ :‬ذىب‬
‫بعض الصحابة‪ ،‬كمالك‪ ،‬كجمهور العلماء إلى أف االضطجاع بعد السنة بدعة‪ ،‬كذىب الشافعي إلى أنو‬
‫بعدىما سنة‪ ،‬كقاؿ أحمد‪ :‬ال أفعلو‪ ،‬كال أمنعو‪ ،‬كفي الجامع عن علي عليو السبلـ‪ :‬أنو سنة‪( .‬من الذريعة‬
‫البن أبي النجم) من (ىامش الهداية)‪.‬‬
‫(‪ )3‬ىو في اللغة‪ :‬القياـ المستكمل‪ .‬كفي الشرع‪ :‬االستقامة على طاعة اهلل تعالى باألمور الشرعية‪.‬‬
‫(غيث معنى)‬

‫(*) قاؿ في (األحكاـ) قاؿ يحيى عليو السبلـ‪ :‬أحب ما يقنت بو إلينا ما كاف آية من القرآف‪ ،‬مما فيو‬
‫دعاء كتمجيد‪ ،‬كذكر الواحد المجيد‪ ،‬مثل قوؿ اهلل عز كجل‪{ :‬ال يكلف اهلل نفسا إال كسعها} أكرد اآلية‬
‫إلى آخر السورة‪ ،‬ثم قاؿ‪ :‬كبقوؿ اهلل تبارؾ كتعالى‪{ :‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة كفي اآلخرة حسنة كقنا‬
‫عذاب النار} قاؿ في (الشفاء)‪ :‬كركم عن علي عليو السبلـ أنو كاف يقنت في الفجر بهذه اآليات {آمنا‬
‫باهلل كما أنزؿ إلينا كما أنزؿ إلى إبراىيم} إلى قولو‪{ :‬مسلموف}‪( .‬خبر) كعن النبي صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم أنو كاف يقوؿ في القنوت‪( :‬ال الو إال اهلل العلى العليم‪ ،‬أك العظيم‪ ،‬كالحمد هلل رب العالمين‪،‬‬
‫كسبحاف اهلل عما يشركوف‪ ،‬كاهلل أكبر‪ ،‬أىل التكبير كالحمد‪ ،‬هلل الكبير‪{ ،‬ربنا ال تزغ قلوبنا} الخ‬
‫اآليات‪ ،‬ركاه الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي عليو السبلـ‪( .‬شرح (ىداية)‬
‫(*) القنوت يطلق على القياـ‪ ،‬كالدعاء‪ ،‬كالخضوع‪ ،‬كالسكوف‪ ،‬كالطاعة‪ ،‬كالصبلة‪ ،‬كمنو قولو تعالى‪:‬‬
‫{كقوموا هلل قانتين} قاؿ ابن مسعود‪ :‬كالقانت المطيع‪( .‬من مقدمة فتح البارم شرح البخارم) (*)‬
‫كالقنوت من باب قعد قعودا‪( .‬مصباح)‬

‫(‪)754/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(‪ ،‬كاختلف فيو من كجوه فيم يقنت? كبم يقنت ? كأين يقنت? كمن يقنت ? أما فيم يقنت ? فالمذىب‬
‫أنو (في) صبلة (الفجر كالوتر))(‪ ()7‬فقط‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬في الوتر دكف الفجر‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬في الفجر‪ ،‬كأما الوتر ففي النصف األخير من‬
‫رمضاف فقط‪ ،‬كقاؿ الناصر‪ :‬في الجهريات )(‪ ()0‬كلها إال العشاء‪ ،‬كلو قوؿ آخر في العشاء‪ :‬إنو يقنت‬
‫فيو‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كيعني‪ :‬بالجهريات التي قدمنا الفجر‪ ،‬كالوتر‪ ،‬كالمغرب‪ ،‬كالجمعة )(‪.()3‬‬
‫كأما أين يقنت ? فعندنا‪ ،‬كالشافعي‪ :‬أنو (عقيب آخر ركوع))(‪ ()4‬من الصبلة‪ ،‬ثم يسجد بعده لتمامها‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ()5() :‬قبل الركوع‪ ،‬كأشار في الشرح إلى أنو قبل الركوع جوازا‪ ،‬كبعده استحبابا‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫كيفصل بينو كبين القراءة بتكبيرة(‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في حاشية في (الشفاء)‪ :‬الوتر بفتح الواك‪ ،‬جاء في الصبلة‪ .‬كقاؿ البيهقي‪ :‬بالفتح كالكسر‪.‬‬
‫(ترجماف)‬
‫(‪ )0‬في الثانية من المغرب‪ ،‬كفي الثانية من العشاء‪ ،‬كفي (الصعيترم) ثالثة المغرب‪ ،‬كرابعة العشاء‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالعيدين‪ .‬كركعتي الطواؼ‪ .‬قولو‪" :‬كيعني" أم‪ :‬الناصر عليو السبلـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬عبارة (األثمار) في اعتداؿ آخر ركوع‪ .‬لئبل يلزـ لو قنت قبل االعتداؿ اعتد بو كليس كذلك‪)*( .‬‬
‫فلو قنت قبل الركوع سجد للسهو إذا اعتد بو‪ .‬عن (سيدنا حسن) (قرز)‬
‫(‪ )5‬كزيد بن علي‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )6‬أك سكتة‪.‬‬

‫(‪)755/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما بم يقنت ? فعند الهادم عليو السبلـ (بالقرآف) في الفجر كالوتر معا‪ ،‬كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬في الفجر‬
‫بالقرآف‪ ،‬كالوتر بالدعاء المأثور )(‪ ()7‬كىو "اللهم اىدني فيمن ىديت" إلى آخره )(‪ ()0‬كعند األكثر‬
‫من العلماء )(‪ ()3‬بالدعاء فيهما‪.‬‬
‫كأما من يقنت ? فاإلماـ كالمنفرد يقنتاف‪.‬‬
‫كأما المؤتم فقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬يقنت أيضا‪ ،‬كال يكتفي بالسماع‪.‬‬
‫كقاؿ الحسن‪ ()4():‬يؤمن )(‪ .()5‬كقاؿ في اختيارات )(‪ ()6‬المنصور باهلل‪ :‬يسكت عند يحيى‪ ،‬كابنيو‬
‫محمد‪ ،‬كأحمد)(‪ ،()7‬كالمنصور باهلل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ينظر لو قنت اإلماـ المؤيدل بالدعاء ىل يجزئ الهدكم ? (‪ )7‬أك يجزئ كيسجد للسهو ? كإذا‬
‫قلنا‪ :‬ال يجزئ‪ ،‬فهل يقنت كال يعد منازعا ? قلنا‪ :‬ال منازعة لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬مالى أنازع‬
‫في القرآف) كىنا ال منازعة‪( .‬حثيث) كقواه (السحولي) كعن (المفتي) يتحمل عنو‪ ،‬كلعلو أقرب إلى كبلـ‬
‫أىل المذىب (‪ )0‬كاختاره (الشامي) ك(السبلمي) ك(المتوكل على اهلل) (‪ )7‬كفي (ىامش البياف)‪ :‬كىل‬
‫يتحمل اإلماـ الذم قنت بالدعاء عن المؤتم الهدكم ? أجاب إبراىيم (حثيث)‪ :‬بأنو يقنت‪ ،‬كال منازعة ػ‬
‫إلى آخر الحاشية ػ‪ )0( .‬قياسا منو على تحمل اإلماـ قراءة المؤتم في صبلة الظهر خلف من يصلي‬
‫جمعة‪.‬‬
‫(‪ )0‬كعافنى فيمن عافيت‪ ،‬كتولني فيمن توليت‪ ،‬كبارؾ لى فيما أعطيت‪ ،‬كقنى شر ما قضيت‪ ،‬إنك‬
‫تقضي كال يقضى عليك‪ ،‬إنو ال يعز من عاديت‪ ،‬كال يذؿ من كاليت‪ ،‬تباركت ربنا كتعاليت) ىذا المركم‬
‫عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( .‬شرح األثمار) ك(أمالي أحمد بن عيسى) كزاد بعض أىل العلم فيها‬
‫(فلك الحمد على ما فضيت‪ ،‬أستغفرؾ كأتوب إليك) كىي زيادة حسنة‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )3‬اإلماـ يحيى‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالفريقين‪.‬‬
‫(‪ )4‬البصرم‪.‬‬
‫(‪ )5‬عند كل لفظة‪.‬‬
‫(‪ )6‬جمعو الفقيو علي بن أحمد األكوع‪.‬‬
‫(‪ )7‬قاؿ ابن الخليل‪ :‬فإف قنت فسدت صبلتو‪( )7( .‬قرز) لقولو تعالى‪{ :‬فاستمعوا لو}‪ )7( .‬حيث‬
‫قنت اإلماـ بالقرآف‪.‬‬

‫(‪)756/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬كىكذا ذكر القاضي جعفر‪.‬‬


‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كأقل القنوت آية )(‪ ،()7‬كأشار في الشرح إلى أنو يطوؿ‪.‬‬
‫كالجهر بالقنوت مشركع إجماعا )(‪()0‬قاؿ الفقيو يحيى البحيبح(‪ :)3‬كال يجزئ القنوت بقرآف ليس فيو‬
‫دعاء )(‪()4‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلما كاف ما عدا القدر الواجب في الصبلة على ضربين‪ :‬مسنوف يستدعي سجود‬
‫السهو إف ترؾ‪ ،‬كضرب مندكب ال يوجب ذلك عندنا(‪ ،)5‬كفرغنا من الضرب األكؿ ذكرنا الضرب الثاني‬
‫بقولنا‪( :‬كندب) فعل (المأثور) )(‪ ()6‬عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم في الصبلة (من ىيئآت‬
‫القياـ) كىو ثبلثة أنواع‪ :‬قياـ قبل الركوع‪ ،‬كقياـ بعده‪ ،‬كقياـ من سجود‪ ،‬كلها ىيئة تعمها‪ ،‬كىيآت تختص‬
‫كل كاحد‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفي (البياف) ثبلث‪ ،‬كأكثره سبع‪( .‬قرز) كيكره الزيادة‪ .‬كفي (شرح القاضي زيد)‪ :‬ال يكره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كإذا لم يجهر بالقنوت سجد للسهو كتاركو‪ ،‬ككذا عن (المفتي)‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )3‬كنسب ىذا القيل في بعض الشركح إلى الفقيو علي بن أحمد األكوع‪.‬‬
‫(‪ )4‬بل يجزئ‪ ،‬كيكره‪ ،‬كىو ظاىر (األزىار)‪ .‬لفظ (البستاف)‪ :‬كيكره بما الدعاء فيو؛ إذ ىو موضع‬
‫للدعاء‪( .‬قرز)‬
‫(*) لما ركم عن علي عليو السبلـ أنو كاف يقنت بقولو تعالى‪{ :‬آمنا باهلل كما أنزؿ الينا} إلى قولو‪:‬‬
‫{كنحن لو مسلموف}‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )5‬خبلؼ أحد قولي الشافعي‪.‬‬
‫(‪ )6‬كالفرؽ بين األثر كالمأثور‪ :‬أف المأثور قد يطلق على الفعل كالقوؿ‪ ،‬كاألثر ال يطلق إال على القوؿ‪.‬‬
‫كالفرؽ أيضا بين األخبار كاآلثار‪ :‬أف األخبار مرفوعة إلى الشارع‪ ،‬كاآلثار مرفوعة إلى الصحابة‪.‬‬
‫(*) كندب سكتة عند اإلحراـ‪ ،‬كعقيب القرآف؛ لفعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم في خبر سمرة بن‬
‫جندب (نجرم) كبين اآليات كالفاتحة‪.‬‬

‫(‪)757/0‬‬

‫_____________________________‬

‫أما التي تعمها فهو‪ :‬أف يكوف في حاؿ القياـ ضاربا ببصره إلى موضع سجوده )(‪ ()7‬قاؿ عليو السبلـ‪:‬‬
‫كاألقرب أنو يستحب ذلك عند القياـ من السجود قبل االنتصاب؛ إذ ال أكلى منو(‪ )0‬حينئذ‪.‬‬
‫كأما التي تختص كل كاحد‪ ،‬أما القياـ قبل الركوع )(‪ ()3‬فهو حسن االنتصاب )(‪ ،()4‬كال يضم‬
‫رجليو(‪ )5‬حتى يتصل الكعب بالكعب‪ ()6() ،‬كال يفرقهما افتراقا فاحشا )(‪ ،()7‬كأما بعده‪ :‬فهو أف ال‬
‫يخليو من الذكر‪ ،‬كذلك بأف يبتدئ اإلماـ كالمنفرد بػ"سمع اهلل لمن حمده" كالمؤتم بػ"ربنا لك الحمد"‬
‫قبل رفع رأسو‪ ،‬كيمد صوتو حتى يستوم معتدال‪.‬‬
‫كأما القياـ بعد السجود فيستحب فيو امرأف (أحدىما) أف ال يخليو من الذكر‪ ،‬فيبتدئ بالتكبيرة قبل رفع‬
‫رأسو‪ ،‬كيطوؿ بها حتى يستول بها قائما )(‪.()8‬‬
‫(الثاني) أف يكوف في ارتفاعو للقياـ مقدما رفع ركبتيو )(‪.()9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو يقتضي الخشوع‪ ،‬كيرسل يديو عندنا‪ ،‬كيضم أصابعو‪ ،‬ذكره الفقيو يحيى البحيبح‪ ،‬كعن صاحب‬
‫(اإلرشاد) يفرؽ‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬موضع السجود‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككذا غيره من سائر القيامات‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬يقاؿ‪ :‬حسن االنتصاب‪ ،‬كعدـ ضم الرجلين كتفريقهما من الهيئات العامة فبل كجو للتخصيص‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )5‬كىذا ال يخص قياـ الركوع‪ ،‬بل عاـ في جميع القيامات‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كىو الصفد (‪ )7‬كالصفن (‪ )0‬أك العاقب‪ ،‬كللراحة اعتماد أحد القدمين من غير رفع الثانية عن‬
‫األرض (‪ )7‬كىو أف يبلقي كعبي رجليو حاؿ قيامو‪( .‬بياف) (‪ )0‬رفع أحد القدمين على أصابعها‪ ،‬كيعتمد‬
‫على األخرل‪( .‬بياف) إذا كاف يسيرا كإال فسدت‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬ما زاد على ممر الحمامة‪( .‬قرز) قاؿ في (ركضة النوكم)‪ :‬قدر شبر‪.‬‬
‫(‪ )8‬ككجهو‪ :‬أنو إذا فعل ذلك عند أف يرفع رأسو‪ ،‬كعند أف يركع كيسجد‪ ،‬كعند أف يرفع رأسو من‬
‫السجود‪ ،‬فقد شغل جميع الركن بالذكر‪ ،‬كإذا فعل ذلك في حاؿ االنخفاض فقد عرل بعض الركن عن‬
‫الذكر‪( .‬شفاء)‬
‫(‪ )9‬متكئا على يديو‪ .‬كالجمل‪( .‬قرز)‬

‫(‪)758/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) أما )القعود) )(‪ ()7‬فهو نوعاف‪ :‬بين السجدتين‪ ،‬كالتشهد‪ .‬كلو ىيئة تعمو‪ ،‬كىيئة تختص‪ ،‬أما التي‬
‫تعم فبل يخليو من الذكر‪ ،‬فيبتدئ بالتكبيرة قبل رفع الرأس‪ ،‬كيتمها معتدال‪ ،‬كيضرب ببصره حجرة )(‪()0‬‬
‫ال يتعداه‪ ،‬كأما التي تختص‪ ،‬أما قعود التشهد فأمراف (أحدىما)‪ :‬أف يضع يديو على ركبتيو )(‪،()3‬‬
‫فاليسرل على أصل الخلقة من غير ضم‪ ،‬كال تفريق‪ ،‬كمنهم من قاؿ‪ :‬يفرؽ)(‪ ()4‬كمنهم(‪ )5‬من قاؿ‪:‬‬
‫يضم‬
‫كأما اليمنى ففي ذلك أربعة أقواؿ األكؿ ظاىر مذىب الهادم‪ ،‬كالقاسم‪ :‬أنو يضعها مبسوطة من غير‬
‫قبض‪ ،‬كتكوف على أصل الخلقة‪.‬‬
‫القوؿ الثاني‪ :‬أف يقبض األصابع )(‪ ()6‬إال المسبحة )(‪.()7‬‬
‫القوؿ الثالث‪ ()8():‬أف يقبض الخنصر كالبنصر‪ ،‬كيحلق باإلبهاـ كالوسطى‪ ،‬كيشير بالمسبحة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإنما قدـ القعود قبل الركوع لمناسبة القياـ بالقعود‪ ،‬كللمضادة‪ ،‬كىو من أنواع البديع‪ ،‬كإف كانت‬
‫الواك ال تقتضي الترتيب‪.‬‬
‫(‪ )0‬بحيث ال يعرؼ من بجنبو‪ )*( .‬بالفتح‪ :‬مقدـ القميص‪ ،‬كىو الحضن‪ .‬كبالكسر‪ :‬العقل‪ .‬قاؿ‬
‫تعالى‪{:‬إف في ذلك قسم لذم حجر} كاسم لطرؼ الكعبة من جهة الميزاب‪ ،‬كمنو الحديث (الحجر من‬
‫البيت) كاسم للفرس‪ ،‬كبالضم اسم ألبي أمرئ القيس‪.‬‬
‫(*) قاؿ في مثلثة قطرب‪ :‬حلت دموعي حجرم *** كقل فيو حجرم*** لو كنت كابن حجرم***لضاع‬
‫فيو أدبي‬
‫بالفتح شد األزرم***كالكسر عقل البشر*** كالضم اسم قد قرم***البن حجر العرب‬
‫(‪ )3‬المراد على فخذيو (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬صاحب (اإلرشاد)‪.‬‬
‫(‪ )5‬الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪.‬‬
‫(‪ )6‬لبعض الشافعية‪ ،‬كابن عمر‪.‬‬
‫(‪ )7‬كتسمى المهللة‪ ،‬كالسبابة‪.‬‬
‫(‪ )8‬للحنفية‪.‬‬

‫(‪)759/0‬‬

‫_____________________________‬

‫القوؿ الرابع‪ ()7():‬أف يعقد )(‪ ()0‬الخنصر كالبنصر كالوسطى‪ ،‬كيبسط اإلبهاـ‪ ،‬كالمسبحة يشير بها‪،‬‬
‫قاؿ اإلماـ يحيى بن حمزة‪ :‬فيكوف المصلي مخيرا‪ ،‬كما فعل بو فقد أتى بالسنة )(‪()3‬؛ ألنو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو قد فعلها‪.‬‬
‫األمر الثاني‪ :‬أف يشير بمسبحتو اليمنى )(‪ ()4‬عند قولو‪" :‬كحده" )(‪ ()5‬ذكره الفقيو محمد بن سليماف‪،‬‬
‫ككذا في الزكائد‪ .‬كقاؿ الفقيو حسن‪ :‬يخير بين رفعها عند قولو‪" :‬كحده" أك عند الجبللة‪ ،‬ىذا عند‬
‫الهادم عليو السبلـ‪ ،‬كأما عند المؤيد باهلل‪ :‬فعند الجبللة؛ ألف اإلماـ يحيى بن حمزة‪ ،‬كالفقيو محمد بن‬
‫سليماف يركياف عن المؤيد باهلل أنو ال يقوؿ في التشهد األخير‪" :‬كحده ال شريك لو"‪ .‬كفي اإلفادة إثباتو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىذه ركاية أبي حميد الساعدم‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬يقبض‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىذا حيث ال مذىب لو‪ ،‬كأما على مذىبنا فتفسد‪( .‬غيث) إذا كاف فعبل كثيرا‪( .‬قرز) (*) كرجح في‬
‫(البحر) أف التسكين أكلى؛ إذ ال ثمرة للتحريك‪( .‬بحر) (قرز) فإف فعل سجد للسهو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬قاؿ النوكم‪ :‬كتكره اإلشارة بمسبحة اليسرل‪ ،‬حتى أنو لو كاف أقطع اليمنى لم يشر بمسبحة‬
‫اليسرل؛ ألف السنة فيها البسط دائما‪ ،‬ىكذا في (شرح التحرير )‪.‬‬
‫(*) كذلك لما ركاه ابن عمر أنو كاف صلى اهلل عليو كآلو كسلم يحركها‪ ،‬كيقوؿ‪( :‬إنها مذعرة الشيطاف‬
‫لعنو اهلل) كقاؿ اإلماـ يحيى بن حمزة‪ :‬قد ركل ابن الزبير أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم كاف ال يحركها‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كىو المختار؛ ألف التحريك ال فائدة فيو بحاؿ‪( .‬بستاف بلفظو) فإف فعل سجد للسهو‪( .‬قرز) كمن‬
‫خط (الحماطي) كمن قاؿ‪ :‬يلزـ المشير بالمسبحة سجود السهو‪ ،‬فينبغي أف ال يركيو راك‪ ،‬كال ينقلو‬
‫ناقل‪ )*( .‬كاألصل فيو خبر معناه‪ :‬أنها تذكد الشياطين‪( .‬تعليق لمع ) كإنما اختصت من دكف سائر‬
‫األصابع ألنها متصلة بشيء من القلب‪( .‬من عاجلة الراكب من كتب الشافعية)‬
‫(‪ )5‬إلخبلص التوحيد‪.‬‬

‫(‪)762/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كتكوف ىذه اإلشارة في التشهد األخير فقط‪ ،‬ذكره في كفاية أبي العباس‪ ،‬ككذا ركم عن شرح أبي‬
‫طالب )(‪ .()7‬كقاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬إنها فيهما جميعا‪.‬‬
‫كأما ما يختص القعود بين السجدتين‪ :‬فهو أف يضع كفيو على ركبتيو )(‪ ()0‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كصفة‬
‫الوضع لم يرد فيو أثر مخصوص‪ ،‬كاألقرب أنهما يكوناف على باطن الكفين؛ إذ ال دليل على خبلؼ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫(ك) أما المأثور من ىيئات (الركوع) )(‪ ()3‬فهي خمسة األكؿ‪ :‬أف يبتدئ التكبير لو قبل اإلنحناء)(‪()4‬‬
‫كيتمو راكعا‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أف يضرب ببصره قدميو ال يتعداىما‪ ،‬كيفرج آباطو )(‪.()5‬‬
‫الثالث‪ :‬أف يطامن ظهره )(‪ ()6‬أم‪ :‬يسكنو‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أف يضع يديو على ركبتيو مفرقتي األصابع‪ ،‬مواجها بهما نحو القبلة‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أف يعدؿ رأسو‪ ،‬فبل يكبو )(‪ ()7‬كال يرفعو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في (جامع التحرير)‪.‬‬
‫(‪ )0‬المراد فخذيو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كالركوع موضع للتكبير لمن لم يكن قد كبر‪( .‬تبصرة معنى) (قرز) ينظر في تقديم القعود على‬
‫الركوع كإف كانت الواك ال تقتضي الترتيب فبل بد من مرجح ? قيل‪ :‬أخره الستقامة السجع مع مقابلة‬
‫القياـ بالقعود‪ ،‬كللمضادة‪ ،‬كىو من أنواع البديع‪( .‬شامي)‬
‫(‪ )4‬الذم قرره موالنا المتوكل على اهلل أف المصلي إذا ترؾ التكبيرة للنقل حتى استوم راكعا‪ ،‬أك‬
‫ساجدا‪ ،‬أك معتدال من السجود سجد للسهو‪ ،‬كلو أتى بو من بعد؛ ألنو قد تركو عن موضعو المشركع‬
‫فعلو فيو‪(.‬سماع عنو) كالمختار أنو ال يسجد (قرز) ألنو موضوع لو جميعو‪ ،‬كإنما ذلك ىيئة‪ ،‬كقد ركم‬
‫عن موالنا مثل ىذا آخرا‪( .‬عن القاضي مهدم الشبيبي) (قرز)‬
‫(‪ )5‬إال أف يكوف بجنبو مصل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬قاؿ في (الشفاء)‪ :‬بحيث لو نصب على طهره قدح ماء لما اىراؽ‪.‬‬
‫(‪ )7‬كب الثعلب‪ ،‬كال يقهقر كقهقرة الحمار‪( .‬غيث)‪[ .‬كال يرفع كرفع البعير‪ .‬نخ]‪.‬‬

‫(‪)767/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) أما المأثور من ىيئات (السجود)(‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬كالدعاء كنحوه (‪ )7‬بعدىا كذلك‪ ،‬ال سيما قبل ثنى الرجل‪( .‬ىداية) قولو‪" :‬قبل ثني الرجل" كىو‬
‫صرفها عن حالتو التي ىو عليها في التشهد‪ ،‬لخبر (كىو ثاف رجليو) ركاه أبو ذر أف النبي صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم قاؿ‪( :‬من قاؿ في دبر الفجر كىو ثاف رجليو قبل أف يتكلم‪ :‬ال الو إال اهلل كحده ال شريك‬
‫لو‪ ،‬لو الملك كلو الحمد‪ ،‬يحيى كيميت‪ ،‬كىو على كل شيء قدير‪ .‬عشر مرات كتب لو عشر حسنات‪،‬‬
‫كمحي عنو عشر سيئات‪ ،‬كرفع لو عشر درجات‪ ،‬ككاف في يومو ذلك فيي حرز من كل مكركه‪ ،‬كحرز من‬
‫الشيطاف‪ ،‬كلم ينبغ لذنب أف يدركو في ذلك اليوـ إال الشرؾ باهلل) أخرجو الترمذم‪( .‬ىداية) (*)كترؾ‬
‫الكبلـ إلى طلوع الشمس آلثار كردت في ذلك عن الحسن بن علي عليو السبلـ ( أنو كاف إذا فرغ من‬
‫الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس‪ ،‬كإف زحزح) أم‪ :‬كإف أريد تنحيتو عن ذلك المكاف كأزعج‪ ،‬كحمل‬
‫على الكبلـ لم يتكلم‪ ،‬كالدعاء ببل رفع صوت‪ ،‬كال (‪ )0‬اعتداء‪ ،‬كال شرط‪ ،‬كال إثم‪ ،‬كال قطيعة رحم‪ ،‬كال‬
‫استعجاؿ (‪ )7‬كىو [أم‪ :‬بعد الصبلة] أحد أكقات اإلجابة‪ ،‬كتعرؼ بعبلماتها‪ ،‬كىي الخشية‪ ،‬كالبكاء‪،‬‬
‫كالقشعريرة‪ ،‬كسكوف القلب‪ ،‬كالخفة (‪ )0‬كىو الخركج عن الوضع الشرعي‪ ،‬كالسنة المأمور بها‪ ،‬ككاف‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم إذا فرغ من صبلتو يمسح جبهتو بيمينو‪ ،‬ثم يقوؿ‪ :‬بسم هلل الذم ال الو غيره‪،‬‬
‫اللهم أذىب عنا الهم كالحزف‪ .‬القطيعة‪ :‬الهجر كالصد‪ .‬الرحم‪ :‬األقارب كاألىلوف‪ ،‬كالمراد ال يصل أىلو‬
‫كال يبرىم‪ ،‬كال يحسن إليهم (شرح الهداية)‪ )7( .‬قاؿ في (المعتمد البن بهراف) ما لفظو (قاؿ رسوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬يستجاب ألحدكم ما لم يعجل القوؿ دعوت ربي فلم يستجب لي) أخرجو‬
‫الجماعة إال النسائي‪ ،‬كفي ركاية الترمذم قاؿ‪( :‬ما من رجل يدعو اهلل بدعاء إال استجيب لو‪ ،‬فإما أف‬
‫يعجل لو في الدنيا‪ ،‬كإما أف يدخر لو في اآلخرة‪ ،‬كإما أف يكفر عنو من ذنوبو بقدر ما دعا‪ ،‬ما لم يدع‬
‫بإثم أك قطيعة رحم‪ ،‬أك يستعجل ) قالوا‪ :‬يا رسوؿ اهلل ككيف يستعجل ? قاؿ‪( :‬يقوؿ‪ :‬دعوت ربي فلم‬
‫يستجب لي)‪( .‬شرح الهداية)‬

‫(‪)760/0‬‬

‫_____________________________‬
‫( فهي ثمانية‪ ()7():‬أف يضع )(‪ ()0‬أنفو‪ ()3()،‬كيخوم)(‪ ()4‬في سجوده‪ ،‬كىو أف يباعد بطنو عن‬
‫فخذيو‪ ،‬كىو بتشديد الواك‪ ،‬كفتح الخاء‪.‬‬
‫كالثالث‪ :‬إذا سجد من قياـ أف يبتدئ بالتكبير لو قائما‪ ،‬كيتمو ساجدا‪ ،‬ككذا لو سجد من قعود‪.‬‬
‫كالرابع‪ :‬أف يبتدئ القائم بوضع يديو قببل ركبتيو‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أف يضع أصابعو مواجها بها القبلة‪ ،‬ضاما لها )(‪ ،()5‬كأف يضرب ببصره أنفو(‪ )6‬ال يتعداىا‪.‬‬
‫السادس‪ :‬أف يحاذم بيديو )(‪ ()7‬خديو‪ ،‬كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كالناصر‪ :‬حذاء منكبيو(‪.)8‬‬
‫السابع‪ :‬أف يمد ظهره‪ ،‬كيسول آرابو‪ ()9()،‬كيفرج آباطو‪ ،‬كيبين(‪ )72‬عضديو كمرفقيو عن‬
‫جنبيو)(‪ ()77‬إال أف يكوف بجنبو مصل‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬أف ال يكشف ركبتيو نحو األرض‪ ،‬كالعكس )(‪ ()70‬في يديو‪ ،‬كيخير في رجليو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األكؿ‪.‬‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬الركثة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالثاني‪.‬‬
‫(‪ )4‬في (البياف)‪ :‬أنو سنة‪.‬‬
‫(‪ )5‬لفعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كإنما ضم أصابعو في السجود ليواجو القبلة‪ ،‬كفرؽ في الركوع‬
‫ليكوف أشد تمكينا‪.‬‬
‫(‪ )6‬أم‪ :‬طرفو‪.‬‬
‫(‪ )7‬كالمختار بينهما‪( .‬المفتي) ك(الشامي) ك(حثيث)‪( .‬قرز) (*) كلفق الفقيو يحيى البحيبح بأف طرؼ‬
‫الكف حذك المنكب‪ ،‬ككسطها حذك الخد‪ ،‬كطرفها حذك األذف‪( .‬نجرم) كمثلو عن (الشامي) ك(حثيث)‬
‫ك(المفتي) ك(الغاية)‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )8‬كاستقربو في البحر‪ ،‬بعدا من بسط الذراعين‪.‬‬
‫(‪ )9‬أم‪ :‬أعضاءه السبعة التي يسجد عليها‪( .‬صحاح) (*) عبارة عن األطراؼ‪.‬‬
‫(‪ )72‬قاؿ (مرغم)‪ :‬بفتح الياء‪ ،‬ككسر الباء‪ ،‬كسكوف الياء‪.‬‬
‫(‪ )77‬قاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬كالمراد بالجنبين الخاصرتين‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )70‬كيبلصق قدميو حاؿ السجود‪( .‬بياف) ألنو أقرب إلى الستر‪( .‬قرز) (*) كفي البياف‪ :‬يخير في كفيو‬
‫على األصح‪(.‬بياف)‬

‫(‪)763/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) حكم (المرأة كالرجل(‪ )7‬في) جميع (ذلك))(‪ ()0‬الواجب‪ ،‬كالمسنوف(‪ )3‬في الصبلة ال تخالفو‬
‫(غالبا) احتراز من أمور فإف حكمها فيها مخالف لحكم الرجل‪.‬‬
‫كقد حصر الفقيو يحيى بن أحمد حنش‪ ،‬كجوه المخالفة )(‪ ،()4‬فقاؿ‪ :‬األكؿ‪ :‬أنها ال تؤذف‪ ()5() ،‬كال‬
‫تقيم‪.‬‬
‫كالثاني‪ :‬أنها تقوؿ‪" :‬حنيفة )(‪ ()6‬مسلمة" على ما ذكره محمد بن المحسن من ذرية الهادم عليو‬
‫السبلـ‪.‬‬
‫كقاؿ في التقرير‪" :‬حنيفا مسلما" )(‪ ()7‬على ظاىر قوؿ أبي العباس‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أنها تستر جميع بدنها )(‪ ()8‬إال الوجو كالكفين )(‪.()9‬‬
‫الرابع‪ :‬أنها ال ترفع يديها عند القاسم )(‪ ()72‬عليو السبلـ‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أنها تجمع بين رجليها )(‪ ()77‬حاؿ القياـ‪.‬‬
‫السادس‪ :‬أنها في الجهر كما تقدـ )(‪.()70‬‬
‫السابع‪ :‬أنها تنتصب حاؿ الركوع(‪ * )73‬كحده بعض الحنفية بوصوؿ أطراؼ )(‪ ()74‬البناف إلى‬
‫ركبتيها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالحرة كاألمة كالخنثى سواء في ىذه األحكاـ‪ ،‬إال الستر كالجبهة‪ ،‬فإف الحرة تخالف األمة كما مر‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )0‬بعضها تقدـ‪ ،‬كبعضها سيأتي‪ ،‬كإنما حصر كجوه المخالفة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالهيئات‪.‬‬
‫(‪ )4‬في كتاب (الجامع)‪ :‬في اثني عشر‪.‬‬
‫(‪ )5‬ال يشرع‪.‬‬
‫(‪ )6‬ندبا‪ ،‬كقواه (المفتي) ك(حثيث) ك(عامر) ك(الهبل) عمبل بظاىر القراءة‪ ،‬كيكوف المعنى‪ :‬شخصا‬
‫مسلما؛ لئبل يغير القرآف‪ ،‬كإال لزـ أف تقوؿ‪ :‬كما أنا من المشركات‪.‬‬
‫(‪ )7‬لئبل يخالف القرآف‪ ،‬كيرجع الضمير إلى الوجو‪( .‬تعليق لمع ) ألف حنيفا حاؿ من الوجو‪ ،‬كىو‬
‫مذكر‪ ،‬كحاؿ المذكر ال يكوف مؤنثا‪( .‬ىامش غيث)‬
‫(‪ )8‬كجوبا في الحرة‪.‬‬
‫(‪ )9‬كزاد القاسم القدمين‪ .‬كأبو حنيفة الساقين‪.‬‬
‫(‪ )72‬ندبا على القوؿ بذلك‪.‬‬
‫(‪ )77‬ندبا‪.‬‬
‫(‪ )70‬كجوبا‪.‬‬
‫(‪ )73‬ندبا‪.‬‬
‫(‪ )74‬فإف لم تصل أطراؼ البناف لم تصح صبلتها‪ ،‬كإف زاد كره‪( .‬قرز)‬

‫(‪)764/0‬‬

‫_____________________________‬

‫الثامن‪ :‬أنها إذا أرادت السجود انتصبت جالسة )(‪ ()7‬كعزلت رجليها (‪ ()0‬ثم سجدت‪ ،‬ككذلك حاؿ‬
‫التشهد‪ ،‬كبين السجدتين‪.‬‬
‫(التاسع) أنها إذا سجدت كاف ذقنها عند ركبتيها(‪ ،)3‬كذراعاىا جنب فخذيها‪ ،‬غير مرتفعين )(‪ ()4‬من‬
‫األرض‪.‬‬
‫(العاشر) أف إمامتهن كسط )(‪ ،()5‬كيقفن صفا كاحدا )(‪.()6‬‬
‫(الحادل عشر) أف صفهن مع الرجاؿ اآلخر )(‪ ،()7‬فإف كانت كاحدة تأخرت )(‪.()8‬‬
‫(الثاني عشر) أنها ال تؤـ الرجل )(‪ .()9‬قاؿ في شرح اإلبانة‪ :‬كال تدخل إال أف ينويها اإلماـ )(‪،()72‬‬
‫قاؿ المنصور باهلل‪ :‬كال تلتفت عند التسليم كالتفات الرجل )(‪.()77‬‬
‫قاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كأصحاب الشافعي‪ :‬كتفتح بالتصفيق )(‪ ،()70‬تضرب بظاىر كفها األيمن باطن كفها‬
‫األيسر‪ ،‬كالرجل بالتسبيح‪ ،‬كىذا خبلؼ مذىب الهادم )(‪)73‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ندبا‪.‬‬
‫(‪ )0‬إلى الجانب األيمن‪( .‬بياف) (*) يؤخذ من ىذا أنو ال يجب عليها أف تسجد على باطن القدمين‪ ،‬كال‬
‫النصب كالفرش‪( .‬قرز) (*) ككذا حاؿ االعتداؿ من السجدة األخيرة تقعد متوركة ثم تقوـ‪( .‬بياف)‬
‫ك(قرز)‬
‫(‪ )3‬ندبا‪.‬‬
‫(‪ )4‬ندبا‪.‬‬
‫(‪ )5‬كجوبا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كجوبا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬كجوبا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬كجوبا‪ ،‬كلوـ مع محرمها‪( .‬قرز) إال لعذر‪.‬‬
‫(‪ )9‬كجوبا‪ ،‬كلو محرمها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )72‬على القوؿ‪ ،‬كالمذىب خبلفو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )77‬بل يجب عليها أف تلتفت كالرجل‪ ،‬كإال بطلت‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )70‬المذىب أف التصفيق مفسد [إذا كاف كثيرا] فتفتح كفتح الرجل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )73‬في النية‪ ،‬كااللتفات‪ ،‬كالفتح‪( .‬قرز) (*) كحاصلو اثنا عشر مسألة قد نظمها السيد الجليل‬
‫الحسن بن أحمد الشرفي رحمو اهلل تعالى في أبيات‪:‬‬
‫حكم النساء كالرجاؿ غالبا*** ندبا كمسنونا كفرضا كاجبا‬
‫فالواجب اسمع ماحواه نظمي***كالندب من بعد مسنوف فهذا قسمي‬
‫فتترؾ األذاف كاإلقامة***كالستر كاجب لجميع القامة‬
‫كالوجو كالكف لها مستثنى***كالجهر كاجب أف يكن أدنى‬
‫إمامتهن منهن في الوسط***كالصف األخيرة للنساء يشترط‬
‫كال يؤمن الرجاؿ أبدا***كالفتح بالتصفيق قلنا مفسدا‬

‫حنيفة مسلمة تقوؿ***ال ترفع اليدين عند من يقوؿ‬


‫كتجمع الرجلين في القياـ***تلوا كما قرره إمامي‬
‫كتنتصب حاؿ الركوع أعلى***كفي السجود جلسة كعزال‬
‫حد الركوع أف تصل رأس البناف*** الركبتين فخذا إذا شئت البياف‬
‫أيضا كتسجد عند ركتبيها***باسطة لذراعي يديها‬
‫ال تلتفت عند السبلـ كالرجل(‪***)7‬خذ ما حواه غالبا فقد كمل‬
‫ىذا الذم قرره مشائخي***لمذىب الهادم اإلماـ الراسخي‬
‫ىذا كصلى اهلل ما شن المطر***على النبي المصطفى خير البشر‬
‫كآلو السادة األمجاد***كحجة اهلل على العباد‬
‫(‪ )7‬المذىب تلتفت كالرجل‪( .‬قرز)‬

‫(‪)765/0‬‬

‫_____________________________‬

‫[متى تسقط الصبلة]‬


‫فصل (كتسقط) الصبلة )(‪( ()7‬عن العليل) بأحد أمرين )(‪ ()0‬أحدىما (بزكاؿ عقلو))(‪ ()3‬في حاؿ‬
‫مرضو‪ ،‬سواء زاؿ بالكلية أـ بقي منو بقية‪ ،‬إذا زاؿ حتى (تعذر) منو استكماؿ القدر )الواجب))(‪()4‬‬
‫منها‪ ،‬كسواء كاف زكاؿ العقل إنما يحدث )(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األصل في صبلة العليل من الكتاب قولو تعالى‪{ :‬فاذكركا اهلل قياما كقعودا كعلى جنوبكم} فسره‬
‫ابن مسعود بصبلة العليل‪ ،‬كمن السنة خبر عمراف بن الحصين قاؿ‪ :‬كاف بي الباسور فسألت النبي صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم عن الصبلة? قاؿ‪( :‬صل قائما‪ ،‬فإف لم تستطع فقاعدا‪ ،‬فإف لم تستطع فعلي جنب)‬
‫كاإلجماع ظاىر على الجملة‪( .‬زىور) ) (*) كإنما فرؽ بين الصبلة كالصوـ بأنها تسقط كال يجب‬
‫قضاؤىا‪ ،‬بخبلؼ الصوـ فإنو يقضي ما أفطر للعذر المرجو‪،‬كما سيأتي؛ ألنو من جنس المرض‪،‬‬
‫كالمريض يقضى الصوـ لقولو تعالى‪{ :‬فعدة من أياـ أخر} فكاف خاصا‪ ،‬كبقيت الصبلة لقولو‪( :‬رفع‬
‫القلم)‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )0‬بل بخمسة‪ ،‬الثالث‪ :‬الخرس‪ ،‬الرابع‪ :‬خشية الضرر‪ ،‬الخامس‪ :‬خلل (‪ )7‬طهارة لتعذر اإليماء‪)7( .‬‬
‫الظاىر أنها ال تسقط في ىذه الصورة‪ ،‬بل يصلي من قياـ‪ ،‬كيعفى لو لسلس البوؿ كنحوه‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬أداء كقضاء‪( .‬قرز)‪ )*( .‬كلو انخرـ أحد علوـ العقل فقط‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )4‬ىذا غير محتاج إليو‪ ،‬بل مجرد زكاؿ العقل كاؼ كإف استكمل فكالصغير فتأمل‪( .‬شامي) يقاؿ ال‬
‫كجو لبلعتراض ألف المراد بو لتبيين مدة ذلك فافهم‪( .‬حاشية سحولي معنى) كىو كبلـ (النجرم) (قرز)‬
‫(*) يعني‪ :‬إذا جاء آخر الوقت كلم يبق مقدار الوضوء كالصبلة الواجب منهما‪ ،‬كبحذؼ مسنوناتها‬
‫سقطت الصبلة عنو‪ ،‬كلو كاف يدركها كلها بالتيمم حيث لم يكن العذر من جهة الماء فبل صبلة عليو‬
‫حينئذ‪ ،‬ال أداء كال قضاء‪ ،‬كلو كاف صحيحا في أكؿ الوقت‪ ،‬فلو أفاؽ مقدار كاجب كاحدة من الصبلتين‬
‫كجبت األخيرة فقط‪( .‬نجرم) كلعلو في الوقت المتمحض لها‪.‬‬
‫(‪ )5‬فإف قيل‪ :‬ما الفرؽ بين األذكار كاألركاف فوجبت الصبلة على األخرس خرسا عارضا‪ ،‬كىو ال يحسن‬
‫القراءة‪ ،‬كسقطت عن العاجز عن اإليماء كىو يحسن القراءة‪ ،‬كاألمراف كاجباف كبلىما ? قاؿ الفقيو‬
‫حسن‪ :‬الفرؽ بينهما أف األركاف مجمع عليها‪ ،‬كاألذكار مختلف فيها‪ ،‬كقيل‪ :‬األكلى في الفرؽ أف‬
‫األخرس مخصوص باإلجماع‪(.‬زىرة معنى) كاألكلى أف يقاؿ‪ :‬إف األركاف مقصودة في الصبلة‪ ،‬كاألذكار‬
‫تبع لها كصفات فافترقا‪ ،‬كقد ذكر معنى ىذا في (الغيث)‪ )*( .‬فلو كاف يقدر على الفاتحة كال يقدر على‬
‫اآليات إال كقد ذىب عقلو سقطت عنو الصبلة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)766/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( إذا صلى فقط أك مطلقا‪ ،‬فأما لو كاف يزكؿ عقلو ألجل مماسة الماء فإف الصبلة ال تسقط‪ ،‬بل تجب‬
‫بالتيمم )(‪ ()7‬إذا تمكن منها؛ ألنو في حكم من تعذر عليو استعماؿ الماء‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف كاف الماء كالتراب يضراف المبلمس(‪ )7‬لهما سقطت عنو الصبلة‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬إنو يصلي على‬
‫الحالة؛ ألف ىذا منصوص عليو‪ ،‬كقد يكوف كمن عدمها‪ .‬كقيل‪ :‬إف كاف بنفس الحركة للماء كالتراب‬
‫سقطت كإال فبل‪ ،‬كمثلو عن (المفتي)‪ ،‬كمثلو في تعليق الفقيو حسن‪ )7( .‬كلفظ حاشية‪ :‬فإذا كاف يحصل‬
‫زكاؿ عقلو بمماسة الماء كالتراب سقطت عنو الصبلة‪ ،‬كإف حصل من استعمالهما ضرر فقط صلى على‬
‫حالتو‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(*) ككذا حيث يزكؿ عقلو بالقياـ فقط‪ ،‬فإنو يجب عليو أف يصلي من قعود‪ ،‬ثم مضطجعا كما سيأتي‪.‬‬
‫(شرح األثمار) (قرز)‬

‫(‪)767/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) األمر الثاني (بعجزه )(‪ ()7‬عن اإليماء بالرأس مضطجعا) كلو كاف ثابت العقل‪ ،‬فإذا بلغ بو الحاؿ‬
‫إلى أنو لم يقدر على اإليماء برأسو للركوع كالسجود ألجل الضعف سقطت عنو الصبلة عندنا‪()0()،‬‬
‫كىو قوؿ أبي حنيفة‪ ،‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ال تسقط مهما قدر على اإليماء بالعينين )(‪ ()3‬كالحاجبين‪ ،‬كىو‬
‫قوؿ الشافعي قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقولنا‪" :‬مضطجعا" ألنو لو كاف يمكنو القعود‪ ،‬كلكن ال يمكنو اإليماء‬
‫برأسو لعارض في رقبتو )(‪ ()4‬من يبس أك غيره‪ ،‬ال لمجرد الوىا )(‪ ()5‬فإف الصبلة ال تسقط حينئذ‪،‬‬
‫لكن الواجب عليو أف ينحني بظهره قائما كقاعدا حسب إمكانو (كإال) يحصل كاحد من زكاؿ العقل‪،‬‬
‫كالعجز المقدـ ذكرىما (فعل) العليل من فركض الصبلة )ممكنو))(‪ ،()6‬كلم تسقط عنو‪ ،‬كإف عجز من‬
‫استكماؿ أركانها على الصفة المشركعة فإف أخل بها‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬تنبيو) قاؿ في (شرح اإلبانة)‪ :‬يجب على المريض أف يومئ بما أمكن من األعضاء السبعة‪ ،‬كفي‬
‫(شرح القاضي زيد)‪ :‬ال يجب اإليماء إال بالرأس؛ ألف البدؿ أخف من المبدؿ‪ ،‬كالتيمم في بعض أعضاء‬
‫الوضوء‪( .‬غيث لفظا)‬
‫(‪ )0‬كال قضاء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬بالتغميض‪ .‬كقاؿ‪ :‬زفر بالقلب‪.‬‬
‫(‪ )4‬فلو يبست مفاصلو سقطت عنو الصبلة (‪ )7‬كلو أمكنو إذا أقيم أف يستقل بنفسو قائما؛ ألنو تعذر‬
‫عليو الركوع كالسجود‪ ،‬كىما معظم الصبلة‪( .‬غيث) كقاؿ (المفتي)‪ :‬ال تسقط‪ ،‬بل يفعل ممكنو‪ ،‬كىو‬
‫ظاىر األزىار (قرز) فتسقط عنو الصبلة إذا لم يمكنو القياـ كالقعود (قرز) (‪ )7‬كفيو نظر‪ ،‬بل الظاىر‬
‫كجوب القياـ‪ ،‬كإف تعذر اإليماء لحصوؿ بعض أركاف الصبلة كىو القياـ‪ ،‬بخبلؼ من تعذر عليو اإليماء‬
‫كىو مضطجع‪ ،‬فاالضطجا(سماع سحولي)س بركن من أركاف الصبلة‪ ،‬فقد سقطت عنو الصبلة‪( .‬ك(قرزه)‬
‫(المفتي)‬
‫(‪ )5‬فتسقط‪ )*( .‬كىو العجز عن اإليماء بالرأس مضطجعا من غير ألم في رقبتو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬فأما لو كاف يمكنو القراءة دكف األركاف سقطت؛ ألف األذكار تابعة لؤلركاف ال العكس‪( .‬غاية) كمثلو‬
‫في (الغيث)‪( .‬قرز)‬

‫(‪)768/0‬‬

‫_____________________________‬

‫مع عدـ المسقطين المذكورين‪ ،‬كإمكاف أحد الطهارتين فسق )(‪ ،()7‬قاؿ(‪ )0‬الفقيو علي بن يحيى‬
‫الوشلي‪ :‬باإلجماع‪ .‬كقاؿ في االنتصار‪ :‬الفقهاء مختلفوف‪ ،‬منهم من يفسق بصبلة كاحدة‪ ،‬كمنهم من‬
‫يفسق باثنتين‪ ،‬كمنهم بثبلث‪ ،‬كمنهم بأربع‪ ،‬كالمجمع عليو بالخمس )(‪ ،()3‬فيحمل عليو قوؿ من ادعى‬
‫اإلجماع )(‪.()4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفيو نظر؛ ألنو ال يفسق إال بدليل قطعي‪ ،‬كىو غير حاصل ىنا‪( .‬جربى) كمثلو في (البحر) ك(قرز)‬
‫(*) ألنو ترؾ أمرا قطعيا كليس من التفسيق بالقياس‪ )*( .‬تخريجا‪ ،‬خرجو أبو مضر من قوؿ الهادم عليو‬
‫السبلـ‪" :‬إف العزـ على الكبيرة فسق" كىو ضعيف؛ إذ ال قطع على ذلك‪ )*( .‬بشرط أف ال يتألم‪ ،‬ألجل‬
‫خبلؼ المنصور باهلل‪ )*( .‬كفيو نظر ألجل خبلؼ أبي حنيفة في الحضر إذا لم يجد فإنو يقوؿ‪ :‬يؤخر‬
‫الصبلة حتى يجد الماء‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬كفي نسخة (قيل‪ :‬المؤيد باهلل )‪.‬‬
‫(‪ )3‬متتابعات‪( .‬بحر)‪ .‬كقيل‪ :‬ال يشترط‪.‬‬
‫(‪ )4‬قاؿ اإلماـ الهادم عليو السبلـ‪ :‬من تركها لعدـ الماء كالتراب فسق‪ .‬قلت‪ :‬كفيو نظر (بحر) ألف أبا‬
‫حنيفة يقوؿ‪ :‬تترؾ الصبلة في الحضر حتى يجد الماء‪ ،‬فالمسألة خبلفية‪( .‬زىور معنى) إال أف يكوف‬
‫تركها في مذىبو عالما؛إذ ىي بتركها كالمجمع عليو‪ ،‬ذكر ىذا القاضي عبد اهلل (الدكارم)‪.‬‬

‫(‪)769/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كاعلم) أف للعليل خمس )(‪ ()7‬حاالت (الحالة األكلى) أف يمكنو أف يأتي بالصبلة كاملة خبل أنو‬
‫يتألم)(‪ ()0‬فهذه الحالة ال تسقط بها الصبلة التامة‪ ،‬مهما لم يخش زيادة العلة )(‪ ()3‬كنحو ذلك‪.‬‬
‫(ك) (الحالة الثانية) أف يكوف (متعذر السجود) فقط‪ ،‬كالقياـ كالقعود ممكناف‪ ،‬كحكم ىذين أف (يومي‬
‫لو) أم‪ :‬لسجوده (من قعود) )(‪ ()4‬كيأتي ببقية األركاف تامة‪ ،‬يركع من قياـ‪ ،‬كيعتدؿ كنحوىما )(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفي التحقيق سبع‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كعن المنصور باهلل‪ :‬تسقط الصبلة التامة مع مجرد التألم‪ ،‬فيسقط عنو الركوع كالسجود (‪ )7‬بمجرد‬
‫التألم‪ ،‬نص عليو المنصور باهلل كيومئ إف لم يتألم فإف تألم سقطت الصبلة‪( .‬مفتي) كفي كبلـ المنصور‬
‫باهلل قوة كاستقامة على القواعد‪( .‬غيث) (‪ )7‬كال يجب عليو قضاء كىو ظاىر قولو‪ .‬كقيل‪ :‬يجب‪.‬‬
‫(‪ )3‬خشية الضرر‪ ،‬فتسقط إذا خشي ذلك‪ ،‬كىل يجب عليو القضاء ? قيل‪ :‬ال يجب‪(.‬ىداية) ألنو لم‬
‫يترؾ الصبلة في كقت تضيق عليو فيو األداء‪ ،‬كقاؿ (المفتي)‪ :‬يجب عليو القضاء؛ ألنو غير المسقطين‬
‫المذكورين في األزىار‪ ،‬كلعل ىذا يدخل في غالبا‪ ،‬في باب القضاء‪.‬‬
‫(مسألة) لو كاف عليبل كإذا صلى اختلت طهارتو كجب عليو القضاء‪ ،‬كيسقط عنو األداء‪ ،‬ىكذا نقل عن‬
‫(المفتي)‪ ،‬كمثلو عن السحولي‪ ،‬ىبل قيل‪ :‬يصلي كإف اختلت طهارتو كالمستحاضة كنحوىا (قرز) كقد‬
‫تقدـ مثل ىذا على قولو‪" :‬أك خلل طهارة" كلفظها‪ :‬كيومئ‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫(‪ )4‬فائدة) إذا كاف المصلي يمكنو القياـ إذا صلى منفردا‪ ،‬ال إذا صلى جماعة‪ ،‬فاألكلى ترؾ الجماعة‪،‬‬
‫كيصلي قائما [منفردا] كإف صلى قاعدا مع الجماعة أجزأ ذكره في االنتصار‪ ،‬قاؿ موالنا عليو السبلـ في‬
‫(البحر)‪ :‬كالمذىب خبلفو(‪ )7‬ركاه في (السلوؾ) بل يجب عليو ترؾ الجماعة‪( .‬قرز) كيصلي منفردا إذ‬
‫القياـ فرض كالجماعة سنة‪( .‬قرز) (‪ )7‬فلو كاف يقدر على الفاتحة‪ ،‬كال يقدر على اآليات إال كقد ذىب‬
‫عقلو سقطت عنو الصبلة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬النصب كالفرش من قعود‪.‬‬

‫(‪)772/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) (الحالة الثالثة) أف يتعذر الركوع فحسب‪ ،‬أك يتعذر ىو كالسجود )(‪ ()7‬جميعا‪ ،‬كيمكن القياـ‬
‫كالقعود‪ ،‬فحكمو عندنا أف يومئ (للركوع من قياـ) )(‪ ()0‬كيسجد أك يومي للسجود )(‪ ()3‬من قعود‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إنو يومي لهما جميعا من قياـ‪ ،‬كيقعد للتشهد‪ .‬كقاؿ أبو يوسف‪ ،‬كمحمد‪ :‬إنو يومئ‬
‫لهما جميعا من قعود(‪ ،)4‬كيقوـ للقراءة‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إنو يسقط عنو القياـ‪ ،‬كيصلي قاعدا‪ ،‬فإف صلى قائما جاز‪.‬‬
‫(كالحالة الرابعة) أف يتعذر القياـ كالسجود فيصلي قاعدا‪ ،‬موميا لركوعو كسجوده‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كمن ثم قلنا‪( :‬فإف تعذر) يعني‪ :‬القياـ (فمن قعود) )(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىذه الحالة السادسة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬إف أمكن‪ )*( .‬كمن صار كالراكع لزمن أك غيره قاـ على حالو‪ ،‬كانحنى كلو يسيرا فرقا بين القياـ‬
‫كالركوع‪( .‬بحر بلفظو) (قرز) كال يؤـ بأكمل منو‪( .‬قرز) كسيأتي على قولو‪" :‬كناقص الطهارة كالصبلة"‬
‫الخ‪.‬‬
‫(‪ )3‬إف لم يمكن‪.‬‬
‫(‪ )4‬جوازا‪.‬‬
‫(‪ )5‬ألنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم صلى قاعدا لما سقط من فوؽ فرسو فانفك قدمو‪ )*( .‬كحيث تعذر‬
‫عليو القعود كالسجود كبلىما أكمأ لهما من قياـ‪ ،‬كيزيد في خفض السجود‪( .‬بهراف) (قرز) كىذه حالة‬
‫سابعة‪( .‬قرز) (*) كال يقرب كجهو من شيء ليسجد عليو كالدكة كنحوىا‪ ،‬كال يقرب منو شيأ‪ ،‬كذلك كأف‬
‫ينصب حجرا أك نحو ذلك (‪ )7‬فبل يصح كفاقا‪( .‬تذكرة) ك(بياف) لما ركاه في (الشفاء) عن زيد بن علي‬
‫قاؿ‪ :‬دخل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم على مرايض يعوده فإذا ىو جالس‪ ،‬كمعو عود يسجد‬
‫عليو‪ ،‬فنزعو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كقاؿ‪( :‬ال تعد‪ ،‬كلكن أكـ إيماء‪ ،‬كيكوف سجودؾ‬
‫أخفض من ركوعك)‪ )7( .‬كقيل‪ :‬إف كاف حامبل لما يسجد عليو لم يصح‪ ،‬كإال صحت (ذكره في‬
‫البحر)‪.‬‬

‫(‪)777/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(اعلم) أنو ال خبلؼ أف قعوده للتشهد‪ ،‬كبين السجدتين كقعود الصحيح لهما‪ ،‬ككل على أصلو‪،‬‬
‫كاختلفوا في كيفية القعود حاؿ القراءة‪ ،‬فقاؿ الهادم عليو السبلـ‪ ،‬كالقاسم‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ :‬متربعا )(‪()7‬‬
‫كاضعا ليديو )(‪ ()0‬على ركبتيو‪ .‬كعن زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ :‬يقعد مفترشا‪ ،‬كما في التشهد‪ ،‬كىو قوؿ‬
‫المنصور باهلل‪ ،‬قاؿ أبو جعفر(‪ :)3‬ذلك خبلؼ في األفضل(‪ ،)4‬كإال فالكل جائز؛ ألنو ىيئة‪.‬‬
‫كاختلف أىل المذىب في صفة التربع‪ .‬فعن المؤيد باهلل‪ :‬يخلف رجليو(‪ .)5‬كمثلو ذكر الفقيو يحيى‬
‫البحيبح لمذىب الهادم عليو السبلـ‪.‬‬
‫كقاؿ األمير بدر الدين‪ ()6() :‬يصف قدميو نحو القبلة )(‪ ،()7‬كىذا الذم أشار إليو في الشرح‪.‬‬
‫كاختلفوا إذا ركع‪ .‬فقاؿ القاضي زيد‪ :‬يركع متربعا )(‪ .()8‬كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إذا أراد أف يركع ثنى )(‪()9‬‬
‫[قول] رجلو اليسرل‪ ،‬كافترشها‪ .‬كمثلو في المجموع‪ ،‬كالكافي‪ ،‬كشرح اإلبانة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كجوبا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬ندبا‪ )*( .‬كذلك لقوؿ عائشة‪ :‬رأيت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم متربعا كقد قاؿ‪( :‬صلوا‬
‫كما رأيتموني أصلي) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كصورة التربع أف يجعل باطن قدمو اليمني تحت قدمو اليسرل‪،‬‬
‫كباطن قدمو اليسرل تحت اليمني‪ ،‬حتى يكوف مطمئنا للقعود‪ ،‬كبضع كفيو على ركبتيو مفرقا ألناملو‬
‫كالراكع‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )3‬قوم‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪.‬‬
‫(‪ )4‬قلت‪ :‬كظاىر المذىب [األزىار‪ .‬نخ] الوجوب‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالعركس‪.‬‬
‫(‪ )6‬محمد بن أحمد كالد األمير الحسين عليو السبلـ‪.‬‬
‫(‪ )7‬كينصب ساقيو‪( .‬يواقيت) (*) كالناسفة‪.‬‬
‫(‪ )8‬كيومئ لسجوده بعد افتراشو (‪ )7‬كينحني لو ما أمكنو‪( .‬بياف لفظا) (قرز) (‪ )7‬يعني‪ :‬في السجدة‬
‫الثانية فقط‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )9‬أم‪ :‬عطفها‪.‬‬

‫(‪)770/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيزيد في خفض)(‪ ()7‬السجود) يعني‪ :‬يخفض رأسو في اإليماء لسجوده أبلغ من خفضو لركوعو؛‬
‫ليفترؽ حالتا الركوع كالسجود‪.‬‬
‫كىل ذلك على الوجوب ?‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬األقرب الوجوب )(‪.()0‬‬
‫ثم ذكر عليو السبلـ الحالة الخامسة بقولو‪( :‬ثم) إذا تعذر منو القياـ كالقعود‪ ،‬كىو يقدر على اإليماء‬
‫برأسو ػ فالواجب عليو أف يصلي‪ ،‬كيومي لركوعو كسجوده )مضطجعا))(‪ ()3‬يعني‪ :‬غير قاعد‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف استويا بطلت مع العمد‪( .‬قرز) (*) كذلك ألجل الخبر‪ ،‬كىو ما ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم (أنو دخل على رجل من األنصار كقد اشتبكتو الريح‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل كيف أصلي? فقاؿ صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إف استطعتم أف تجلسوه فأجلسوه‪ ،‬كإال فوجهوه إلى القبلة‪ ،‬كمركه فليومئ إيماء‪،‬‬
‫كيجعل السجود أخفض من الركوع)‪( .‬شرح نكت)‬
‫(*) قاؿ في (ركضة النوكم)‪ :‬كأقل ركوع القاعد أف ينحني قدر ما يحاذم كجهو قداـ ركبتيو من األرض‪،‬‬
‫كأكملو أف ينحني حتى يحاذم جبهتو موضع سجوده‪( .‬شرح فتح) بل يجب عليو ما أمكنو من‬
‫االنخفاض‪( .‬قرز) (فائدة) عن المؤيد باهلل كغيره من أمكنو القعود كالسجود إال أف االستلقاء أقرب إلى‬
‫زكاؿ علتو‪ ،‬أك التئاـ جرحو ػ جاز لو ذلك‪ ،‬كما يجوز لو اإلفطار؛ لذلك قاؿ‪ :‬كمن تختل طهارتو إف قاـ‬
‫أك قعد أك سجد ػ تركها‪ ،‬كجاز لو اإليماء [ أم‪ :‬كجب‪( .‬قرز) ]إذ تختل الصبلة كلها بخلل الطهارة‪.‬‬
‫(شرح األثمار) (قرز)‬
‫(*) يعني‪ :‬فبل يستغرؽ جميع ما أمكنو من اإلتماـ للركوع‪ ،‬بل يترؾ األخفض للسجود‪( .‬بياف) فإف‬
‫استغرؽ كاستويا بطلت صبلتو مع العمد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬بل شرط‪.‬‬
‫(‪ )3‬فرع) كالقادر على قياـ إذا أصابو عذر‪ ،‬كقاؿ طيب موثوؽ بو إف صليت مستلقيا أك مضطجعا أمكن‬
‫مداكتك‪ ،‬كإال خيف عليك العمي جاز االستلقاء كاالضطجاع على األصح‪ ،‬ذكره في (ركضة النوكم)‬
‫كقد ذكره أىل المذىب‪( .‬أثمار) (قرز)‬

‫(‪)773/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كاختلف في كيفية توجيهو القبلة‪ .‬فعندنا أنو (يوجو مستلقيا))(‪ ()7‬على ظهره‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬على جنبو األيمن )(‪ .()0‬كىو قوؿ الشافعي‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كجوبا‪( .‬قرز) كحيث ال يجد من يوجهو يصلي حيث أمكن باإليماء آخر الوقت‪( .‬نجرم) (قرز) (*)‬
‫كيحل أخذ األجرة على التوجيو كالوضوء‪( ،‬ذكر معناه في البحر)‪ )*( .‬كتكوف الصبلة إلى القبلة‪ ،‬بحيث‬
‫لو قاـ لكاف إلى القبلة‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ أبو جعفر‪ [ :‬قوم ]خبلفهم في األفضل‪ ،‬كإال فالكل جائز‪ ،‬كظاىر األزىار خبلفو‪( .‬قرز)‬
‫كيتفقوف بعد موتو عند غسلو‪ ،‬كعند حملو‪ ،‬كالصبلة عليو أنو على ظهره‪ ،‬كفي قبره أنو على جنبو األيمن‬
‫اتفاقا‪( .‬رياض)‬

‫(‪)774/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم ذكرنا حكم كضوء العليل فقلنا‪( :‬كيوضيو )(‪ ()7‬غيره) أم‪ :‬يغسل أعضاء كضوئو‬
‫غيره إذا صعب عليو غسلها بنفسو‪ ،‬مع أنو يصح كلو لم يصعب؛ لكنو خبلؼ المندكب‪ ،‬فإذا حصل‬
‫العذر زالت الكراىة (كينجيو منكوحو))(‪ ()0‬أم‪ :‬كال يغسل عورتو إال من لو كطؤه)(‪ ()3‬من زكجة‪ ،‬أك‬
‫أمة)(‪ ()4‬فإف لم يكن لو أحدىما‪ .‬فعن أبي طالب‪ :‬أنو يجب أف يتزكج)(‪ ()5‬لبلستنجاء‪ ،‬أك يشترم‬
‫أمة)(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىذا حيث أمكنو النية‪ ،‬كإال سقطت الصبلة‪( .‬رياض) [ (قرز) ]من جنسو فقط‪ ،‬أك محرمو (قرز)‬
‫(*) كجوبا عليهما‪ .‬كقيل‪ :‬ال يجب على الغير‪ ،‬سواء كاف منكوحو أـ ال‪ ،‬ما لم يكن مملوكا‪( .‬قرز) (*)‬
‫قاؿ المنصور باهلل‪ :‬يجب على المريض طلب من يوضئو ػ بأجرة [بما ال يجحف‪( .‬قرز)] كبغير أجرة‬
‫حيث ال منة ػ في الميل‪( .‬قرز) (*) كييممو‪ ،‬كيغسلو‪ ،‬كلو فاسقا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬كللمرأة االمتناع؛ ألنو ال يلزمها خدمة الزكج إال على سبيل المعركؼ‪( .‬رياض)‬
‫(قرز) (*) كال يجب عليها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬األكلى من يجوز لو االستمتاع منها؛ لتدخل الحائض‪ ،‬كالمستبرأة‪ ،‬كتخرج المحرمة‪ ،‬كالمظاىرة‪،‬‬
‫كاألمة الممثوؿ بها فإنو ال يجوز أف توضئو أيتهن؛ ألف االستمتاع غير جائز‪ .‬ككذا األمة المزكجة‪،‬‬
‫كالمشتركة‪ ،‬كأما أمتو المزكجة فلعلها توضئو‪ ،‬كال تنجيو‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) [ كسيأتي ما يؤيده في‬
‫الجنائز‪ ،‬فيحرـ االستمتاع بينهما‪ ،‬كلفظ (البياف) في اللباس‪( :‬مسألة) كاألمة المزكجو‪ ،‬كالرضيعو لسيدىا‬
‫حكمهما معو حكم أمة الغير في النظر كنحوه‪( .‬بستاف) (قرز) كقد قرر في (البياف)‪ :‬أنو يجوز النظر‬
‫إليهما ال اللمس‪( .‬قرز) كأما الرضيعة فقد صارت كالمحارـ‪] .‬‬
‫(‪ )4‬فارغة‪( .‬حاشية سحولي معنى) (قرز)‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬إذا ظن أنها تساعده‪ ،‬كلو بزائد على مهر المثل إف لم يتمكن بدكنو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كلو بزائد على الثلث‪( .‬قرز) (*) كال يجب االستبراء ألنو أنما ىو للوطئ‪( .‬غيث) كلو كاف ممن‬
‫يجوز عليها الحمل؛ ألنو ليس باستمتاع‪ ،‬كالمحرـ ىو االستمتاع‪ .‬كقد ذكره اإلماـ المهدم‪( .‬نجرم)‬
‫(قرز)‬

‫(‪)775/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(‪ ،‬فإف عجز اشترل لو اإلماـ)(‪ ،()7‬كلم يذكر أف األجنبي يوضئو‪.‬‬


‫كعن المرتضى‪ :‬إذا عجز عن التزكيج كضأه أخوه المسلم بخرقة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كيمكن الجمع بين كبلمي اإلمامين بأف المرتضى بنى على أنو ال إماـ في تلك‬
‫الحاؿ‪ ،‬أك موجود كال بيت ماؿ‪ .‬ككبلـ أبي طالب مبني على كجودىما‪ .‬قاؿ‪ :‬كال يختلفاف على ىذا‬
‫التلفيق أف مع عدمهما يوضئو أخوه المسلم بخرقة كالميت‪.‬‬
‫(ثم) إذا تعذر توضؤه بنفسو‪ ،‬كلم يكن لو زكجة كال أمة )(‪ ()0‬كضأه شخص آخر من (جنسو)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ الفقيو علي‪ :‬كيكوف معو كالقرض‪ ،‬يرد مثلو متي أمكن‪( .‬تبصرة) بل الظاىر أنو قد ملكها‪ ،‬فبل‬
‫يجب عليو ردىا؛ ألنو صرؼ‪( .‬قرز) (*) من بيت الماؿ‪.‬‬
‫(‪ )0‬فارغة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كإنما يجب الترتيب بين المنكوح كالجنس‪ ،‬دكف الجنازة؛ لبقاء حكم االستمتاع ىنا‪ ،‬كانقطاعو‬
‫ىناؾ‪( .‬شرح ركاع) (*) فإف لم يوجد الجنس فهل يتيمم بخرقة‪ ،‬كما في الميت ?‪ .‬الجواب‪ :‬أنو يتيمم‪.‬‬
‫(شكايدم) كقيل‪ :‬ال يجوز؛ إذ مع ىذا يجوز الشهوة‪ ،‬بخبلؼ الميت‪( .‬مفتي) كمثلو عن (الحماطي)‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(*) كأما الخنثى فبل ينجيو‪ ،‬ال جنسو‪ ،‬كال غيره؛ تغليبا لجنبة الحظر؛ لجواز أنو ذكر‪ ،‬أك أنثى‪ ،‬بل يجب‬
‫أف يشترم لو أمة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)776/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( أم‪ :‬رجل إف كاف رجبل‪ ،‬كامرأة إف كانت امرأة‪ ،‬كال يمس فرجو‪ ،‬بل يغسلو (بخرقة )(‪ ()7‬يجعلها على‬
‫يديو لتحوؿ بين يده كبين بشرة العورة‪ ،‬كما في الميت‪ .‬فأما المرأة األجنبية )(‪ ()0‬مع الرجل فكلها‬
‫عورة‪ ،‬فليس للرجل أف يوضئها ال بحائل‪ ،‬كال بسواه)(‪ ()3‬ككذا العكس‪ .‬فأما المحرـ كاألـ‪ ،‬كاألخت‬
‫فكالجنس مع جنسو‪ ،‬فيما يجوز لو رؤيتو‪ ،‬كأما ما ال يجوز لو فكاألجنبي )(‪.()4‬‬
‫[أجرة الموضي لغيره]‬
‫تنبيو‬
‫قاؿ القاضي زيد‪ :‬كال تحل األجرة )(‪ ()5‬ىنا كغسل الميت‪.‬‬
‫)قاؿ موالنا عليو السبلـ)‪ :‬كالصحيح ما قاؿ أبو مضر‪ ،‬كاختاره في االنتصار‪ ،‬كحكاه عن أبي طالب‪:‬‬
‫أنها ال تحرـ كالختاف)(‪.()6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬تستر للصبلة‬
‫(‪ )0‬كلو أمة‪ ،‬أك مقعدة‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإف أمكنو الصب قدمو على التيمم‪ .‬كفي بعض الحواشي‪ :‬كال يجزئ الصب ىنا‪ ،‬بخبلؼ ما يأتي‬
‫فإنو يجزئو الصب‪ .‬كالفرؽ بينهما‪ :‬أف ىنا ال يجزئ‪ ،‬كال يرفع حكما‪ ،‬بخبلؼ ما يأتي‪( .‬قرز) (*) كال‬
‫صب ىنا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬مع غير الجنس‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كالفرؽ بين غسل الميت ككضوء المريض‪ :‬أف غسل الميت الوجوب فيو على الغاسل‪ ،‬فلم يستحق‬
‫أجرة؛ ألنها في مقابلة كاجب‪ ،‬كىنا الوجوب على المتوضئ فتحل األجرة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬ضابط الواجب الذم تحل األجرة عليو‪ ،‬كالذم ال تحل ىو‪ :‬أف ما كجب تعبدا لم يحل أخذ األجرة‬
‫عليو‪ ،‬كما كجب ضركرة جاز‪ .‬كمثاؿ ذلك‪ :‬الغسل للميت فإنو كاجب تعبدا‪ ،‬كلهذا لم يقم مقاـ الغسل‬
‫كقوع المطر‪ ،‬بل ال بد من الغسل تعبدا‪.‬‬
‫كمثاؿ الضركرة‪ :‬الحفر للقبر فإنو ال يجب الحفر للقبر لو كجد حفير‪( .‬من إمبلء موالنا المتوكل على‬
‫اهلل) ركاه عن شيخو (القاضي عامر)‪(.‬قرز)‬
‫(*) ال يقاس على الختاف؛ ألف الختاف فرض كفاية‪ ،‬كالتنجية ليست بواجبو على الغير‪ .‬كالقياس صحيح‪،‬‬
‫كالجامع بينهما كونهما كاجباف على غير الفاعل‪ ،‬بخبلؼ غسل الميت فإنو كاجب على الفاعل‪.‬‬
‫(تكميل) (قرز)‬
‫(*) ككجهو‪ :‬أنو ال يجب عليو تكميل عبادة الغير؛ إذ أصل الوجوب على المريض‪.‬‬

‫(‪)777/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) إذا كاف اإلنساف في حاؿ صبلة‪ ،‬أك كضوء‪ ،‬فتغيرت حالو التي ىو عليها‪ ،‬بعد أف أخذ في الصبلة أك‬
‫الوضوء ػ فإنو (يبني) ما فعلو بعد تغير الحاؿ (على) ما قد فعلو قبل التغير‪ ،‬كال يلزمو االستئناؼ‪ ،‬ىذا إذا‬
‫كاف الذم فعلو قبل تغير الحاؿ ىو (األعلى) )(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ظاىره كلو بنى األعلى على األعلى‪ ،‬بعد توسط األدنى ملغيا لؤلدنى‪( .‬ديباج) ينظر‪ .‬فالقياس‬
‫البطبلف لئلمكاف‪ ،‬كزيادة ركعة عمدا‪( .‬مفتي)‪ .‬كلفظ (التذكرة)‪ :‬كإلى األعلى استأنف‪ ،‬كىذا يضعف كبلـ‬
‫(الدكارم) (*) كأما األمي إذا قدر على على القراءة قبل الفراغ من الصبلة فإنو يأتي بركعة يقرأ فيها‬
‫الواجب؛ ألف صبلتو مبنية على الصحة‪( .‬لمعة معنى) ىذا حيث بقيت لو ركعة‪ ،‬فأما حيث لم يبق معو‬
‫ركعة‪ ،‬بل كاف قد ركع مثبل في اآلخرة لزمو االستئناؼ‪ ،‬كىذا أحسن‪.‬‬

‫كقاؿ اإلماـ المهدم‪ :‬يخرج من الصبلة‪ ،‬كيستأنفها‪ .‬كال يقاؿ‪ :‬يكوف كمن ترؾ الجهر‪ ،‬كاإلسرار‪ ،‬أك‬
‫القراءة؛ ألف ذلك محموؿ على أنو سهو‪ ،‬كفيما نحن فيو عمد‪ .‬كقيل‪ :‬إف كاف بقي معو ركعة قرأ فيها‪،‬‬
‫كصحت‪ ،‬كإال خرج‪ ،‬كىذا أقيس‪( .‬قرز) يستقيم التقرير حيث لم يكن قد سبح في األكلتين‪( .‬قرز) كما‬
‫يأتي في السهو على قولو‪" :‬إال كثيرا في غير موضعو"‪)7( .‬‬

‫(‪)778/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(‪ ،‬كذلك نحو أف يكوف دخل في الصبلة من قياـ‪ ،‬فلما تم لو ركعة مثبل عرض لو علة لم يستطع معها‬
‫القياـ‪ ،‬فإنو يأتي بباقي الصبلة من قعود(‪ ،)7‬كيحتسب منها بتلك التي من قياـ‪ ،‬كال يستأنف)(‪()0‬‬
‫ككذلك في الوضوء لو غسل كجهو كإحدل يديو‪ ،‬ثم عرض لو مانع من استعماؿ الماء فإنو ييمم الباقي‬
‫من أعضاء التيمم(‪ ،)3‬كال يلزمو االستئناؼ (ال) إذا تغير حالو من أدنى إلى أعلى فإنو ال يبني على‬
‫(األدنى))(‪ ()4‬كذلك نحو‪ :‬أف يكوف بو علة فيدخل في الصبلة من قعود )(‪ ()5‬فلما تم لو ركعة من‬
‫قعود زالت تلك العلة‪ ،‬كأمكنو القياـ ػ فإنو ال يبني على تلك الركعة التي أتى بها من قعود‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ما لم يكن مرجوا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كىل يجب عليو سجود السهو أـ ال ? القياس عدـ الوجوب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬آخر الوقت‪.‬‬
‫(‪ )4‬أما لو أمكن األمي القرأة كقد سبح‪ ،‬ىل تفسد صبلتو أـ ال ? ظاىر كبلـ أبي العباس أنها تفسد‪،‬‬
‫كقد حملو الفقيو يوسف على أنو أمكنو عند آخر ركوع‪ ،‬فأما قبلو فبل تفسد‪ ،‬قاؿ‪ :‬ألف ألفاظ‬
‫التسبيح(‪ )7‬موجودة أفرادىا في القرآف‪ .‬كفي ذلك نظر عندم‪( .‬سماع (‪ )7‬قلت‪ :‬موضع قراءتها في‬
‫اآلخرتين‪( .‬مفتي ) (قرز) (*) كلفظ حاشية أخرل "قيل‪ :‬أما إذا قدر على القراءة قبل الفراغ من الصبلة‬
‫فإنو يأتي بركعة‪ ،‬يقرأ فيها بالواجب؛ ألف صبلتو مبنية على الصحة‪( .‬لمعة) كقاؿ اإلماـ المهدم عليو‬
‫السبلـ " إنو يخرج من الصبلة‪ ،‬كيستأنفها‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬يكوف كمن ترؾ الجهر أك اإلسرار‪ ،‬أك القراءة؛ ألف‬
‫ذلك محموؿ على أنو سهو‪ ،‬كفيما ىنا عمد‪.‬‬
‫(‪ )5‬كال تكوف كزيادة الساىي فبل يقاؿ‪ :‬يلغي األكلى‪ ،‬كيأتي بالصبلة تامة من غير زيادة تكبيرة لئلحراـ‪.‬‬
‫(قرز)‬

‫(‪)779/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم بينا كيف يفعل من انتقل من أدنى إلى أعلى بقولنا‪( :‬فكالمتيمم )(‪ ()7‬إذا (كجد‬
‫الماء) كقد تقدـ تفصيل حكمو )(‪ ()0‬كبيانو بالنظر إلى المصلي )(‪ ()3‬أنو إذا أمكنو القياـ فإنو يستأنف‬
‫الصلوتين)(‪ ()4‬من قياـ‪ ،‬إف كاف في الوقت بقية تسع صلوة األكلى‪ ،‬كركعة من الثانية‪ .‬فإف كاف الوقت‬
‫دكف ذلك استأنف الصبلة الثانية فقط إف كاف في الوقت ما يسع ركعة منها‪ ،‬كإف لم يبق ما يسع ذلك‬
‫لم تلزمو اإلعادة‪ ،‬كقد صحت الصبلة من قعود‪ .‬ىذا مذىب الهدكية في ىذه المسألة‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إنو يجوز لمن تغير حالو البناء على ما قد فعل‪ ،‬سواء كاف أعلى أك أدنى‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬كىكذا مذىب المؤيد باهلل‪ ،،‬ككذا حكى في الركضة عن المؤيد باهلل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ظاىر ىذه العبارة أنو إذا زاؿ عذره حاؿ الصبلة بطلت ىنا صبلتو مطلقا‪ ،‬كلو عرؼ أنو ال يدرؾ‬
‫الصبلة (‪ )7‬في الوقت كالمتيمم إذا كجد الماء ػ فسره في الشرح بخبلؼ ىذا الظاىر‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ال بد أف‬
‫يدرؾ شيأ من الصبلة‪ ،‬كإال لم يخرج منها‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬الصحيح ما في الشرح للمذىب‪ .‬قاؿ‪:‬‬
‫كىو المراد في األزىار‪ ،‬كىذا أجود من مفهوـ الكتاب‪( .‬نجرم) (‪ )7‬كأما بعد الفراغ فكما في الشرح‪.‬‬
‫(كابل) (قرز)‬
‫(‪ )0‬قبل الفراغ‪.‬‬
‫(‪ )3‬بعد الفراغ‪.‬‬
‫(‪ )4‬لكن قولو‪" :‬أف يستأنف الصبلتين" فيو نظر؛ ألنو خبلؼ المتن؛ ألنو إذا أتم الصبلتين لم يشبو‬
‫المتيمم‪ ،‬فعرفت أنو إذا أتم الصبلتين‪ ،‬فهي مسألة أخرل‪.‬‬

‫(‪)782/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬بل مذىب المؤيد باهلل كالهدكية؛ ألنو قد ذكر في المستحاضة أف‬
‫دمها إذا انقطع في الصبلة استأنفت‪ .‬فيأتي ىنا مثلو(‪ .)7‬قاؿ‪ :‬لكنو يخالف الهدكية إذا زاؿ العذر بعد‬
‫الصبلة فبل استئناؼ عنده كالمستحاضة‪ ،‬كعندىم يستأنف)(‪ ()0‬مع بقاء الوقت كالمتيمم‪ ،‬ىذاف‬
‫المذىباف في اإلنتقاؿ من األدنى إلى األعلى‪ ،‬كأما العكس فبل كبلـ في صحة البناء إذا كاف في آخر‬
‫الوقت‪ ،‬كأما في أكلو فظاىر كبلـ اللمع أنو يصح أيضا إذا كاف آيسا )(‪ ()3‬من زكاؿ العذر)(‪ ()4‬في‬
‫الوقت‪ ،‬بخبلؼ من تغير حالو قبل الدخوؿ في الصبلة فإنو يؤخر عند الهدكية(‪.)5‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كعن النجرانى أنو ال يصح إال في آخر الوقت‪ .‬كحمل حكاية اللمع على ذلك‪ .‬فأما‬
‫في أكؿ الوقت فتفسد الصبلة بذلك؛ لوجوب التأخير)(‪ ()6‬على من صبلتو ناقصة‪.‬‬
‫[مفسدات الصبلة]‬

‫__________‬
‫(‪ )7‬ػ يعني‪ :‬في العليل‪.‬‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬العليل الذم زاؿ عذره الذم انتقل حالو من األدنى إلى األعلى‪( .‬سماع )‬
‫(‪ )3‬كاختاره اإلماـ شرؼ الدين‪ ،‬كبني عليو في األزىار في قولو‪" :‬كال تفسد عليو بنحو إقعاد مأيوس"‪.‬‬
‫(قرز) (*) فإف كاف راجيا فسدت الصبلة إف كاف الوقت متسعا‪ ،‬ككجب التأخير‪ ،‬كما ذكركا في الجماعة‬
‫فيما إذا أقعد اإلماـ أك أعرل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كاستمر إلى آخر الوقت‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كلو كاف العذر مأيوسا‪.‬‬
‫(‪ )6‬كىو يقاؿ‪ :‬اإلتياف بها مع كماؿ بعضها أكلى من اإلتياف بها ناقصة‪ ،‬كإنما ذكركا ذلك أعني كجوب‬
‫التأخير على من ىو ناقص صبلة قبل دخولو فيها‪ ،‬ال ىنا‪( ( .‬نجرم) كسيأتي في قولو‪" :‬كال تفسد عليو‬
‫بنحو إقعاد مأيوس" ما ذاؾ إال لفرؽ بين األعذار المأيوسة الحادثة بعد الدخوؿ في الصبلة‪ ،‬كقبلو‪.‬‬
‫(‪)787/0‬‬

‫_____________________________‬

‫فصل يتضمن )(‪ ()7‬ذكر ما يفسد الصبلة (ك) ىي (تفسد) بأحد أربعة أمور ػ األكؿ‪( :‬باختبلؿ شرط‬
‫)(‪ ()0‬من الشركط المتقدمة(‪( )3‬أك فرض(‪ ))4‬من فركضها من األذكار أك األركاف )(‪( ()5‬غالبا) احتراز‬
‫من نية الملكين بالتسليم عند من أكجبها فإنها ال تفسد إف تركت )(‪.()6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األصل في ىذا الفصل الكتاب‪ ،‬كالسنة‪ ،‬كاإلجماع‪ ،‬أما الكتاب‪ :‬فقولو تعالى‪{ :‬الذين ىم في‬
‫صبلتهم خاشعوف} كالخشوع ىو السكوف‪ .‬كأما السنة‪ :‬فقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬مالي أراكم‬
‫رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس‪ ،‬اسكنوا في الصبلة ) كركم عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو‬
‫رأل رجبل يعبث بلحيتو‪ ،‬فقاؿ‪( :‬أما ىذا لو خشع قلبو لخشعت جوارحو) كأما اإلجماع‪ :‬فبل خبلؼ أف‬
‫األفعاؿ الكثيرة تفسد الصبلة‪ .‬ينظر في اإلجماع[كيحقق؛ ألف فيو خبلؼ المنصور باهلل كغيره‪ :‬أف‬
‫األفعاؿ الكثيرة إلصبلح الصبلة ال تضر‪( .‬زىور) ]‬
‫(‪ )0‬غير خركج الوقت (‪ )7‬إف قيدىا بركعة‪ ،‬سواء كاف كاجبا كالطهارة‪ ،‬أـ موجبا كزكاؿ العقل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬في غير الجمعو‪ ،‬كالعيدين‪ ،‬كالتيمم ػ فتبطل‪( .‬قرز) (*) ككوقوع نجس على بدنو أك ثوبو‪ ،‬أك كقوعها‬
‫عليو‪( .‬تذكرة) [أك يبدك شيء من عورتو كلو ستره فورا‪(.‬بياف معنى) (قرز) (*) الشرط ما كاف قبل‬
‫الدخوؿ في الصبلة‪ ،‬كالفرض ما كاف داخبل فيها‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )3‬الستة‪( .‬نجرم)‬
‫(‪ )4‬العشرة‪.‬‬
‫(‪ )5‬كلو سهوا‪ ،‬إال أف يجبر قبل التسليم‪( .‬جبلؿ) (قرز)‬
‫(‪ )6‬كال يوجب سجود السهو‪( .‬نجرم) خبلؼ المنصور باهلل‪ ،‬كابن الخليل‪( .‬شرح فتح) (*) كلو عمدا‪.‬‬
‫(*) ككذا ترؾ نية الداخلين في الجماعة‪ ،‬كال يوجب سجود السهو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)780/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثاني‪( :‬بالفعل الكثير)(‪ ()7‬من غير جنسها)(‪( ()0‬كاألكل كالشرب))(‪ ()3‬إذا كقع من غير‬
‫المستعطش كالمستأكل)(‪ ()4‬فإف ذلك منهما)(‪ ()5‬مستثنى‪ ،‬ال يفسد الصبلة‪ .‬ذكره السيد يحيى بن‬
‫الحسين‪ ،‬ككذا إذا كاف يسيرا فإنو يعفى‪ ،‬نحو أف يكوف بين أسنانو شيء )(‪ ()6‬فازدرده‪.‬‬
‫قاؿ في مهذب الشافعي‪ :‬ما أفسد الصوـ أفسد الصبلة‪ .‬كأشار إلى ذلك في الشرح‪.‬‬
‫قولو‪( :‬كنحوىما) أم‪ :‬كنحو األكل كالشرب من األفعاؿ الكثيرة )(‪ ()7‬فإنو يفسد‪ ،‬نحو ثبلث خطوات‬
‫)(‪ ()8‬متوالية فما فوقها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬عمدا‪ ،‬أك سهوا‪ ،‬باختيار المصلي أـ ال‪( .‬حاشية سحولي لفظا) كأف يتعثر في ثيابو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬ال من جنسها زائدا عليها فسيأتي إال أف يتعمد‪(.‬قرز) (بياف لفظا) كزيادة ركعة أك ركن أك أكثر‬
‫سهوا‪ ،‬فبل يفسد‪ ،‬كما يأتي‪.‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إذا تناكؿ بيده‪ ،‬ال إذا كاف في فمو فابتلعو‪( .‬بياف معنى) كلم يعد‬
‫المضغ‪ ،‬فإف أعاد المضغ فسد‪( .‬قرز) (*) كىو الذم يمنع القراءة تحقيقا‪ ،‬أك تقديرا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬المراد بالمستعطش كل من ال يمكنو الصبر عند الضركرة بتركو‪ ،‬كال يجب عليهما التأخير‪ ،‬كيجب‬
‫عليهما سجود السهو‪ ،‬كال يؤـ إال بمثلو‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )5‬القدر الذم يتضرر بتركو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كسكر ينماع في فيو (‪( )7‬بحر) كيسجد للسهو‪ )7( .‬من غير إعادة المضغ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬كاللطمة‪ ،‬كالضربة‪ ،‬كالخياطة‪ ،‬كالورافة[ كالكتابة إجماعا‪( .‬بحر) ] ككضع اليد اليمنى على اليسرل‪،‬‬
‫أك العكس‪.‬‬
‫(‪ )8‬قاؿ (الحماطي)‪ :‬كحقيقة الخطوة ػ نقل القدـ األخرل إلى حد القدـ األكلى‪ ،‬كأما نقل الكل على‬
‫كجو التعاقب كالتقدـ فخطوات ببل إشكاؿ‪ ،‬كفي حاشية في (الزىور)‪ :‬نقل القدـ الثاني بعد األكؿ ػ‬
‫يكوف الجميع خطوة كاحدة‪( .‬من خط مر غم)‬

‫(‪)783/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما االنحراؼ عن القبلة ػ فإف كاف يسيرا ػ لم يضر‪ ،‬كإف كاف كثيرا أفسد‪ ،‬كقد حد اليسير بقدر‬
‫التسليم(‪ )7‬فما زاد على التفات التسليم )(‪ ()0‬أفسد‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لبثا‪ ،‬كانحرافا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كاالنحراؼ المفسد لو صورتاف ػ أحدىما‪ :‬أف يزيد في انحرافو علي التفات التسليم‪ ،‬كذلك حيث‬
‫ينحرؼ عن القبلة بخديو معا‪ .‬الصورة الثانية‪ :‬أف يلتفت قدر التفات التسليم‪ ،‬ثم يطوؿ‪ ،‬أم‪ :‬يستمر فيو‬
‫حتى يصير كثيرا يطوؿ كقتو‪( .‬كواكب) كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬إذا زاد على قدر التسليم المشركع في‬
‫المدة أفسد [ لبثا كفعبل‪( ].‬قرز) (*) لبثا‪ ،‬كفعبل‪( .‬نجرم) (قرز)‬

‫(‪)784/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(كما ظنو)(‪ )7‬فاعلو من الصبلة (ال حقا بو) )(‪ ()0‬أم‪ :‬بالفعل الكثير في أنو كثير ػ فإنو يفسد الصبلة‪،،‬‬
‫كسواء كاف ىذا الفعل الملتبس )(‪ ()3‬لحق بالكثير (منفردا) أم‪ :‬مستقبل بنفسو في حصوؿ الكثرة فيو‪،‬‬
‫نحو‪ :‬أف يثب كثبة‪ ،‬أك نحوىا)(‪( ()4‬أك) ال يلحق بالكثير إال (بالضم)(‪ ()5‬نحو‪ :‬أف يفعل فعبل يسيرا‪،‬‬
‫كيكرره حتى يصير بضم بعضو إلى بعض كثيرا‪ ،‬كثبلثة أفعاؿ)(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالتعبد بالظن جار في أكثر المسائل فرجع إليو‪( .‬من ضياء ذكم األبصار) (*) فإف قيل‪ :‬إف الظنوف‬
‫تختلف‪ ،‬فالواجب أف معناه قد نصوا على قليل ككثير فيقربو إلى ما قد نصوا عليو‪ ،‬فإف غلب على ظنو‬
‫أنو من القليل لم تفسد‪ ،‬فإف التبس أفسد؛ ألف األصل تحريم األقواؿ‪( .‬من تعليق الفقيو علي)‬
‫(‪ )0‬قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ككيفية ىذا أنهم قد نصوا على أفعاؿ أنها يسيرة‪ ،‬كوضع اليد على الفم‬
‫عند التثاؤب‪ ،‬ككتنقية األنف‪ ،‬كالعبث باللحية‪ ،‬كنصوا على أفعاؿ أنها كثيرة‪ ،‬كالمشي الممتد‪ ،‬فيقرب‬
‫الفعل بظنو إلى ما قد نصوا عليو‪ ،‬كىذا مستقيم إذا قد عرؼ النص؛ إذ لو لم يعرؼ كاف قوؿ أبي طالب‬
‫ردا إلى عماية؛ ألف الجاىل إذا سألو عن الكثير قاؿ‪ :‬ما ظننت أنو كثير‪ ،‬كىو جاىل ففيو دكر‪ ،‬كال‬
‫يقاؿ‪ :‬الظن يختلف باألشخاص؛ ألف كبل متعبد بظنو‪( .‬زىور) (*) كإنما قاؿ‪" :‬الحقا بو" كلم يقل‪" :‬ما‬
‫ظنو كثيرا" ألنو يستلزـ الدكر‪ ،‬ككجو لزكـ الدكر أنو ال يحكم بكثرتو إال بعد غلبة الظن بها‪ ،‬كال يغلب‬
‫الظن إال بعد كثرتو في نفسو‪ .‬يعني‪ :‬لو لم يقل‪" :‬الحقا بو"‪.‬‬
‫(‪ )3‬صوابو‪ :‬البلحق؛ إذ ال لبس مع الظن‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كاللطمة‪ ،‬كالضربة‪.‬‬
‫(‪ )5‬كفعل الجارحة فعل كاحد‪( .‬عامر) (قرز)‬
‫(‪ )6‬قاؿ سيدنا (عامر)‪ :‬الرفع‪ ،‬كالحك‪ ،‬كاإلرساؿ فعل كاحد‪( .‬قرز) كمثلو عن (ابن راكع)‬
‫ك(الشكايدم) كقيل‪ :‬بل الرفع كالحك فعبلف‪ )*( .‬كلو كاف الثبلثة األفعاؿ من ثبلثة أعضاءه في حالو‬
‫كاحدة فسدت الصبلة‪( .‬غيث) نحو‪ :‬أف يلتفت التفاتا يسيرا‪ ،‬كيخطو خطوة كاحدة‪ ،‬كيحك جسمو‬
‫يسيرا ػ كل ذلك حصل في كقت كاحد‪ ،‬ىل تفسد ? األقرب عندم أف ذلك إذا غلب في الظن أنو لو‬
‫كاف من جنس كاحد كاف كثيرا ػ أنو يكوف مفسدا‪( .‬غيث) (قرز) فعلى ىذا لو حك جسمو بثبلث من‬
‫أصابعو فسدت صبلتو كالمختار‪ :‬أف الحك كنحوه ػ كلو بالخمس األصابع ػ فعل كاحد‪ ،‬فبل يفسد‪.‬‬
‫(قرز) إذا كاف في كقت كاحد‪(.‬قرز)‬

‫(‪)785/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(‪.‬‬
‫قاؿ المنصور باهلل‪ :‬كأشار إليو في الشرح‪ .‬كال بد من التوالي‪ ،‬كإال لم يفسد )(‪.()7‬ككذا ذكر الفقيو‬
‫يحيى البحيبح‪.‬‬
‫كحد التوالى‪ :‬أف ال يتخلل بينهما قدر تسبيحة(‪ .)0‬كقاؿ في الزكائد‪ :‬إنها إذا حصلت ثبلثة أفعاؿ من‬
‫أكؿ الصبلة إلى آخرىا أفسد‪.‬‬
‫كأشار المؤيد باهلل إلى أنها إذا حصلت في ركن‪.‬‬
‫قولو‪( :‬أك التبس))(‪ ()3‬أم‪ :‬لم يحصل ظن كونو قليبل‪ ،‬كال ظن كونو كثيرا ػ فإف ىذا يلحق بالكثير في‬
‫كونو مفسدا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قياسا على خركج الدـ‪ ،‬كعلى الخفقات‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬الثانية‪ ،‬كالثالثة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬قالوا‪ :‬ألف األصل في الصبلة تحريم األفعاؿ؛ لقولو تعالى‪{ :‬كقوموا هلل قانتين} أم‪ :‬خاشعين‬
‫ساكنين‪ .‬كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬اسكنوا في الصبلة) كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(تحريمها التكبير) الخبر‪ .‬يقاؿ‪ :‬إف جعلنا األمر بالشيء نهي عن ضده كالنهي يدؿ على فساد المنهي‬
‫عنو‪ ،‬فاالحتجاج شديد لشمولو للقليل فضبل عما فوقو‪ ،‬ثم خص منو القليل بفعلو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪ ،‬كاإلجماع‪ ،‬كبقي ما عداه داخبل في حيز النهي المقتضي لئلفساد‪ ،‬كإف لم نقل ذلك فقد ثبت أف‬
‫القليل ال يفسد‪ ،‬كالملتبس أحق بإلحاقو؛ ألف األصل القلة في الفعل‪ ،‬كالصحة في الصبلة أيضا‪ .‬كمن‬
‫أصولهم أف الرجوع إلى األصل فيما لو أصل أرجح من تغليب جنبة الحظر‪ ،‬كما تقدـ‪( .‬من حاشية‬
‫(المحيرسي)‬

‫(‪)786/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كاختاره اإلماـ يحيى بن حمزة‪ :‬إف الكثير ىو ما كقع اإلجماع على كونو كثيرا)(‪.()7‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬كلو اختلفوا ىل ىو مفسد أـ ال‪ .‬فبل عبرة بهذا الخبلؼ بعد إجماعهم على‬
‫كثرتو‪ ،‬كوضع اليد على اليد‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬إف الكثير ىو ما إذا رآه الغير يفعلو اعتقد أنو غير مصل‪ .‬كالقليل خبلؼ ذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف كضع اليسرل على اليمنى فذلك إجماع (‪ )7‬كفي العكس تفسد عندنا إف كثر‪ .‬خبلؼ أبي‬
‫حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬فقاال ىو مشركع حاؿ القياـ تحت السرة عند أبي حنيفة كفوقها تحت الصدر عند‬
‫الشافعي‪( .‬بياف) (‪ )7‬لكن إنما تفسد إذا صار كثيرا‪( .‬كواكب) بحيث يكوف الوضع أكثر من اإلرساؿ‬
‫في ركن كاحد‪( .‬قرز) (*) فلو بقي المصلي ينضرب انضرابا كليا من شدة البرد‪ ،‬ىل تفسد صبلتو أـ ال؛‬
‫ألنها حركة ضركرية ? كىل يجب التأخير حتى يزكؿ ذلك ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬الجواب أنها ال تفسد‪،‬‬
‫كال يجب عليو التأخير‪ ،‬كما لو حملو الغير‪ ،‬أك دفعو‪ ،‬كلم يخل بشيء (‪ )7‬من الواجب في الصبلة‪.‬‬
‫(نجرم) كقيل‪ :‬إذا حملو‪ ،‬ثم رده مكانو لم تصح صبلتو؛ ألف ىذا يشبو الصبلة على الراحلة‪ ،‬كقد صلى‬
‫بعض الصبلة في الهواء‪( .‬مشارؽ) كالمختار كبلـ (النجرم) (قرز) (‪ )7‬كال يجب عليو سجود السهو‪.‬‬
‫(قرز)‬

‫(‪)787/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كمنو) أم‪ :‬كمن الفعل المفسد للصبلة (العود )(‪ ()7‬من فرض فعلي إلى مسنوف تركو) )(‪ ()0‬المصلي‪.‬‬
‫مثاؿ ذلك‪ :‬أف يسهو عن التشهد األكسط)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ما يقاؿ فيمن نسي التشهد كاجبو كمسنونو حتى سلم علي اليمين فذكر‪ ،‬فعاد إلى أكؿ التشهد ىل‬
‫تفسد؛ ألنو عاد من فرض فعلي إلى مسنوف‪ ،‬أك ال تفسد؛ ألف العود يجب للواجب كالمسنوف تبعا لو ?‬
‫أك يقاؿ‪ :‬العود إلى الواجب فقط ? أك لو‪ ،‬كيكوف ما بعده تبعا لو ? قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬إنها ال تفسد؛‬
‫ألنو مخاطب بالرجوع إلى التشهد الواجب‪( .‬قرز) كظاىر األزىار خبلفو‪ )*( .‬العود من فرض‪ :‬يقاؿ من‬
‫ركن لتدخل النافلة‪.‬‬
‫(‪ )0‬ككذا لو رجع من الركوع إلى القراءة في الركعة األكلى فإنو يفسد؛ ألنو عاد من مفركض إلى مسنوف؛‬
‫كألنو يمكنو أف يأتي بالقراءة في الثانية‪ ،‬كالثالثة‪( .‬تعليق الفقيو حسن) كقيل‪ :‬لو أف يعينها في األكلى‪،‬‬
‫كيرجع ألجل القراءة‪ .‬كفيو نظر؛ ألنو قد بطل التعيين بالركوع‪( .‬تعليق الفقيو حسن)‬
‫(‪ )3‬قاؿ الفقيو محمد سليماف‪ :‬كال فرؽ بين المؤتم كالمنفرد‪ .‬كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬أما المؤتم‬
‫فيخير (‪ )7‬ألف القياـ كاجب‪ ،‬كالمتابعة كاجبة‪ .‬كىكذا عن األمير الحسين‪ ،‬كأصحاب الشافعي‪( .‬زىور)‬
‫ككبلـ األزىار يحتملو؛ ألف متابعة اإلماـ ال توصف بأنها مسنونة‪ ،‬بل كاجبة‪( .‬حاشية سحولي) (‪ )7‬قاؿ‬
‫عليو السبلـ‪ :‬كىذا التخيير ال كجو لو؛ ألنو يؤدم إلى التخيير بين فعل الواجب كتركو‪ ،‬بل يجب العود‪،‬‬
‫كمتابعة اإلماـ‪( .‬نجرم) قلت‪ :‬كىو المذىب حيث لم يشاركو في القعود [ قدر تسبيحة‪( .‬قرز) ] إذ‬
‫يستكمل أداء الواجبين‪ ،‬كىو أحد كجهي أصحاب الشافعي‪ ،‬ذكره في باب صبلة الجماعة عند شرح‬
‫قولو‪" :‬كيتم ما فاتو بعد التسليم"‪( .‬غاية)‬
‫(*) أك يتعمد‪.‬‬

‫(‪)788/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( حتى ينتصف قائما)(‪ ،()7‬ثم يذكر فيعود لو(‪ ،)0‬أك يسهو عن القنوت في الفجر فيسجد‪ ،‬ثم يذكر أنو‬
‫ترؾ القنوت فيعود قائما)(‪ ()3‬للقنوت فإنو مفسد عندنا‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإنما قلنا‪" :‬فعلي" احتراز من األذكار‪ ،‬فإنو لو عاد من مفركضها إلى مسنونها لم‬
‫تفسد‪ ،‬نحو أف ينسى أكؿ التشهد )(‪ ()4‬ثم يذكر بعد أف تشهد ػ فإنو إذا عاد للتشهد من أكلو لم تفسد‬
‫صبلتو(‪ ،)5‬كإنما قلنا‪" :‬إلى مسنوف تركو" احترازا من أف يعود من ركن مفركض إلى ركن مفركض‬
‫تركو(‪ )6‬فإف ذلك ال يفسد‪ ،‬بل يجب كما سيأتي‪.‬‬
‫(نعم) كظاىر كبلـ المنتخب أف الرجوع للتشهد ال يفسد‪ ،‬ما لم يشرع في القراءة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قدر تسبيحة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬ىذا إذا عاد عمدا ال سهوا‪ ،‬فإف ذكر بعد الرجوع قاـ حتما‪ ،‬كقد سقط التشهد بالقياـ‪( .‬بحر معنى)‬
‫فإف بقي فيو فسدت‪ .‬كلفظ البحر‪( :‬مسألة) فلو رجع بعد االنتصاب عمدا بطلت‪ ،‬كسهوا لم تبطل‪،‬‬
‫كزيادة ركن‪ ،‬فإف ذكر بعد الرجوع قاـ حتما؛ إذ قد سقط التشهد بالقياـ األكؿ‪( .‬بحر بلفظو) من باب‬
‫سجود السهو في قولو‪ :‬الخامس زيادة ركعة‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪.‬‬
‫(‪ )3‬فأما المقعد لو نسى التشهد األكسط ثم عاد لو من حاؿ القراءة ىل تفسد أـ ال ?‪ .‬قيل‪ :‬ال يتصور‬
‫ذلك إال في الصحيح‪ ،‬ال في المقعد فبل يفسد‪ .‬كأما القنوت لو عاد لو فيفسد كالصحيح‪[ .‬قلت‪ :‬بل‬
‫حكمو حكم الصحيح في العود للتشهد األكسط فتبطل‪( .‬محقق)]‬
‫(*) أما لو نسي اإلماـ التشهد األكسط‪ ،‬ثم عاد إليو‪ ،‬كمذىبو أنو ال يفسد‪ ،‬كمذىب المؤتم الفساد ?‬
‫قاؿ ابن (بهراف)‪ :‬فإف المؤتم يجب أف يعود لو على القوؿ بأف اإلماـ حاكم‪ .‬قاؿ شيخنا‪ :‬ينظر ػ فإنو ال‬
‫يكوف حاكما حيث يفعل ما لم يفعلو المؤتم‪ ،‬كالقياس االنتظار‪ ،‬كىو قياس قولو‪" :‬إال في مفسد لو‬
‫تعمد"‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬بل كلو عمدا‪.‬‬
‫(‪ )5‬كيجب عليو سجود السهو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬سهوا‪( .‬قرز)‬

‫(‪)789/0‬‬
‫_____________________________‬

‫كقاؿ أبو العباس‪ :‬ما لم يقف في قيامو قدر ثبلث تسبيحات )(‪.()7‬‬
‫كعن مالك‪ :‬إذا رجع بعد أف رفع إليتيو من األرض أفسد‪.‬‬
‫كقاؿ في الزكائد)(‪ ()0‬عن األستاذ كغيره)(‪ :()3‬إذا عاد للقنوت بعد كضع يديو على األرض)(‪()4‬‬
‫أفسد‪ .‬كىكذا في مذاكرة الدكارم‪.‬‬
‫(كيعفى عن) الفعل (اليسير))(‪ ()5‬في الصبلة فبل تفسد بو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفي (الغيث) بعد كماؿ االنتصاب [كلو قبل]‪ ،‬فظاىره كلو لم يقف مقدار تسبيحة‪ ،‬كىو الذم قرره‬
‫سيدنا (أحمد الهبل) ك(السحولي) في الصورتين معا‪ .‬كعن (المفتي) يعود ما لم يقف قدر تسبيحة‪،‬‬
‫كمثلو في (شرح النكت) كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬إذا كاف قد كقف في الركن الذم عاد منو قدر‬
‫تسبيحة‪ ،‬كإال لم تفسد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فيو إشكاؿ‪ ،‬ككجهو‪ :‬أف الزكائد ألبي جعفر‪ ،‬كاألستاذ ابنو فلينظر‪ .‬ال كجو للتشكيل؛ ألنو إذا أطلق‬
‫األستاذ فهو أبو القاسم جامع الزيادات من أصحاب المؤيد باهلل‪ ،‬كإف قاؿ‪ :‬األستاذ أيو يوسف‪ .‬فهو‬
‫الشيخ ابن أبي جعفر من أصحاب الناصر‪ ،‬كقد ذكر ذلك في حاشية في باب التفليس كالحجر‪.‬‬
‫(‪ )3‬ابن معرؼ‪.‬‬
‫(‪ )4‬كقاؿ الفقيو علي‪ :‬يعود‪ ،‬ما لم تقع جبهتو قدر تسبيحة على األرض‪ ،‬كىو الصحيح‪( .‬تبصرة) كىذا‬
‫ما لم يكن مؤتما‪ ،‬فإف كاف مؤتما كجب عليو متابعة اإلماـ [ أم‪ :‬اإلعادة كىذا حيث لم تستقر جبهة‬
‫اإلماـ قدر تسبيخة أما لو استقرت قدر تسبيحة ثم عاد اإلماـ] كأخذ من ىنا جواز ذلك‪ .‬كالمؤتم‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )5‬قبل‪ :‬فلو أمسك إزاره تحت إبطو كاف ذلك فعبل كثيرا‪ ،‬فيفسد إذا استمر‪( .‬زىور) ) قلت‪ :‬إال (‪)7‬‬
‫أف يستمسك بإرساؿ يده‪ ،‬ال بزيادة اعتماد لم تفسد‪( .‬بحر معنى) (قرز) (‪ )7‬يعني‪ :‬في أكثر الركن (*)‬
‫إجماعا‪ )*( .‬كدكف اإلنتصاب من القياـ‪( .‬شرح الهداية)‬

‫(‪)792/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم أنو قد يكوف كاجبا‪ ،‬كمندكبا‪ ،‬كمباحا‪ ،‬كمكركىا)(‪ ()7‬كقد عددنا األقساـ كلها‬
‫فقلنا‪( :‬كقد يجب) يعني‪ :‬الفعل اليسير‪ ،‬كذلك (كما تفسد الصبلة بتركو) نحو‪ :‬أف ينحل إزاره)(‪ ()0‬أك‬
‫نحو ذلك)(‪ ()3‬كىو إذا لم يصلح ذلك انكشفت عورتو‪ ،‬كىو يمكن بفعل يسير فإف ذلك يجب‪،‬‬
‫كظاىر قوؿ يحيى(‪ ،)4‬كالقاسم‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬أنو ػ كلو كاف كثيرا إذا كاف إلصبلح الصبلة ػ ال تفسد‬
‫بو‪.‬‬
‫قاؿ القاضي زيد‪ ،‬كأبو جعفر‪ :‬بل تفسد‪ .‬كصحح للمذىب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كمحظورا‪ ،‬كىو ما يؤدم فعلو إلى فسادىا‪( .‬قرز) [من كشف العورة‪ ،‬أك حدكث نجاسة]‪.‬‬
‫(‪ )0‬لقولو تعالى‪{ :‬حافظوا على الصبلة} كىو من المحافظة‪ ،‬حتى قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬لو لم يمكن‬
‫المصلي يؤدم الصبلة إال بحارس كجب عليو ذلك‪ ،‬كلو بأجرة فافهم‪( .‬نجرم) لكن يقاؿ‪ :‬إف كاف فرضو‬
‫الظن‪ ،‬كىو يمكنو التحرم فبل يجب عليو إحضار العدكؿ‪ ،‬كإف كاف ال يمكنو التحرم بناء على األقل‬
‫فلم قلتم‪ :‬يجب عليو ? اللهم إال أف يقاؿ‪ :‬ذلك مبني على أنو ال يمكنو التحرم فينظر‪ .‬كقاؿ ابن‬
‫جابس‪ :‬ال يجب‪( .‬قرز) كقواه المتوكل على اهلل‪.‬‬
‫(*) اعلم أنو إذا خشي انكشاؼ ما يجب ستره‪ ،‬كالعورة ػ كجب ستره بفعل‪ ،‬أك فعلين‪ ،‬كفي الثالث‬
‫الخبلؼ‪ .‬كإف خشى انكشاؼ ما يستحب ستره استحب بفعل كاحد‪ ،‬ككره بفعلين‪ ،‬كأفسد بثبلثة‪،‬‬
‫كالذم يستحب ستره كالظهر‪ .‬كإف خشى انكشاؼ ما ال يجب ستره فبل يستحب كالثوب على القميص‬
‫كره بفعل كبفعلين‪ ،‬كالثالث مفسد‪ .‬ذكره في (تعليق الفقيو حسن) ك(الزىور) (*) أك ينحل‪ ،‬كلم يخش‬
‫كشف العورة؛ لكنو يخشى أف تصيبو نجاسة جافة‪ ،‬أك رطبة‪ ،‬أك يستقر على مغصوب‪ ،‬أك يخشى إذا‬
‫سقط أف تحرقو النار فقط‪ ،‬كال تنكشف عورتو‪ ،‬كىو يجحف بحالو ػ فيجب ذلك بفعل يسير‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬إدارة المؤتم‪ ،‬حيث كاف في آخر الوقت‪ ،‬أك فيو تلبيس‪( .‬قرز) (*) خمار المرأة‪.‬‬
‫(‪ )4‬تخريجا‪ ،‬ال نصا‪ ،‬كذكره الحقيني‪ ،‬كأبو مضر‪ ،‬كاألستاذ للمؤيد باهلل تخريجا‪( .‬بياف)‬

‫(‪)797/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) قد (يندب)(‪ ()7‬الفعل اليسير في الصبلة (كعد المبتلى) بالشك (األذكار) نحو‪ :‬أف يعد آم‬
‫الفاتحة‪ ،‬أك اآليات بعدىا (كاألركاف) كىو الركوع‪ ،‬كالسجود كنحوىما(‪()0‬باألصابع) نحو‪ :‬أف يقبض‬
‫عند كل ركن أصبعا )(‪ ()3‬أك نحو ذلك)(‪( ()4‬أك الحصى) نحو‪ :‬أف يتخذ حصى)(‪ ()5‬يعزؿ عند كل‬
‫ركعة حصاة‪.‬‬
‫كمن المندكب تسوية الرداء)(‪ ()6‬أك الحصى لموضع سجوده‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كمن ذلك إدارة المؤتم ليقف عن يمينو‪ ،‬كفعل النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم البن عباس‪ ،‬ككذا‬
‫تنبيو البلحق؛ ليقوـ إلتماـ صبلتو‪ ،‬ككذا لو رمز المؤتم إمامو حيث قاـ بعد كماؿ الصبلة ناسيا ػ لم‬
‫تفسد‪ ،‬كالوجو في ذلك أف فسادىا مع إمكاف التدارؾ محظور‪( .‬فتح)‬
‫(‪ )0‬تكبيرات العيد‪ ،‬كالجنازة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كيرسلها عند قبض األخرل‪ ،‬فإف تركها قدر ثبلث تسبيحات أفسد‪ ،‬إال أف ال يمكنو معرفة الصبلة‬
‫إال باستقرار القبض لم يضر؛ لكن ال يؤـ غيره(‪ .)7‬ينظر‪ .‬كقيل‪ :‬كإف لم يرسلها‪ ،‬كىو ظاىر الشرح‪.‬‬
‫(حثيث) (‪ )7‬كال يلزمو التأخير‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬نقل الخاتم من أصبع إلى أصبع‪.‬‬
‫(‪ )5‬بالقرب منو‪ ،‬فأما لو حمل الحصى في كفو‪ ،‬كجعل يطرح عند كل آية حصاة أك نحو ذلك ػ فهو‬
‫فعل كثير‪ ،‬مفسد على المذىب‪( .‬تكميل) ك(شرح أثمار) (قرز)‬
‫(‪ )6‬بعد الدخوؿ في الصبلة‪.‬‬

‫(‪)790/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) قد (يباح) الفعل اليسير (كتسكين) المصلي (ما يؤذيو) من جسمو‪ ،‬كذلك نحو‪ :‬أف يكوف في بعض‬
‫جسمو ألم كىو يسكن إف غمزه‪ ،‬أك تصيبو حكة في بعض جسمو‪ ،‬كىي تسكن بالحك فإف ذلك يجوز‬
‫لو الغمز كالحك‪ ،‬إذا كاف يسيرا‪ ،‬لكن ذلك على كجهين (أحدىما)‪ :‬أف يكوف ىذا الذم يؤذيو يشغل‬
‫قلبو عن الصبلة‪ ،‬فإذا سكنو حسنت صبلتو‪ ،‬فإنو حينئذ يلحق بالمندكب‪ ،‬فأما إذا كاف يسيرا(‪ )7‬ال‬
‫يشغل كاف تسكينو مباحا‪ ،‬كمن ىذا الضرب اإلتكاء عند النهوض )(‪ ()0‬للقياـ على حائط أك‬
‫نحوه(‪)3‬إذا كاف ثم ضعف يقتضي ذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىذا ىو الوجو الثاني‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف كاف ال يمكنو إال بذلك‪ ،‬ىل يجب؛ ألف ما ال يتم الواجب إال بو يجب كوجوبو ? قاؿ في‬
‫الكافي‪ :‬ال يجب ذلك إجماعا‪ ،‬فإف فعل جاز‪ ،‬كىذا إذا كاف يستقل بنفسو حاؿ قيامو عند االتكاء‪،‬‬
‫كإنما االتكاء أعانة‪ ،‬ال لو كاف ال يستقل إال على الحائط فسدت صبلتو‪ ،‬كيجب عليو أف يصلي من‬
‫قعود‪( .‬قرز) آخر الوقت‪( .‬قرز)‬
‫(*) كفي (التذكرة) أنو مندكب‪( .‬قرز) (*) لما ركم أنو كاف للنبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم عود في‬
‫الحائط في قبلتو يعتمد عليو إذا قاـ في صبلتو‪ ،‬حين كبر كضعف‪ ،‬فعلى ىذا يكوف كاجبا‪ ،‬كيجب عليو‬
‫أف يستأجر من يقومو إذا كاف يمكنو القياـ بذلك‪( .‬لمعة) كالمذىب أف ذلك مندكب فقط‪ ،‬كما قاؿ في‬
‫الكافي‪ :‬إنو ال يجب عليو القياـ إذا كاف ال يمكنو إال بمقوـ‪ ،‬كادعى فيو اإلجماع على ذلك‪ .‬كيقاؿ ما‬
‫الفرؽ بين ىذا كبين ما ذكركه من كجوب اتخاذ آلة للغسل إلى حيث كانت تبلغ يده ? قيل‪ :‬الفرؽ أف‬
‫األمر بالغسل أخف؛ ألنو كاجب ألجل الصبلة‪ ،‬كألف االستعانة تصح فيو مع التمكن من تأديتو بالنفس‪،‬‬
‫كال كذلك الصبلة‪( .‬تكميل)‬
‫(‪ )3‬كالحبل المعلق‪.‬‬

‫(‪)793/0‬‬

‫_____________________________‬

‫)ك) قد (يكره))(‪ ()7‬الفعل اليسير كالحقن(‪)0‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬تنبيو) التفكر في الصبلة ال يفسدىا‪ ،‬كلو كاف في أمور الدنيا‪ ،‬لكنو مكركه‪ .‬قاؿ المنصور باهلل‪ :‬كإذا‬
‫فعل ىذا المكركه لم يستدع سجود السهو‪( .‬قرز) (*) كمما يكره ترؾ الدعاء عقيب الصبلة؛ لقولو‬
‫تعالى‪{ :‬فإذا فرغت فانصب} كيستحب الدعاء سرا‪ ،‬ال جهرا‪ ،‬فإذا أردت االنصراؼ دعوت بدعاء‬
‫االنصراؼ‪ ،‬فإف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم كاف إذا أراد االنصراؼ من الصبلة مسح جبهتو بيده‬
‫اليمنى‪ ،‬ثم يقوؿ‪ :‬اللهم لك الحمد‪ ،‬ال الو إال أنت‪ ،‬عالم الغيب كالشهادة‪ ،‬اللهم أذىب عنى الهم‬
‫كالحزف كالفتن‪ ،‬ما ظهر منها كما بطن‪( .‬إرشاد بلفظو) (*) (مسألة) كتكره الصبلة عند غلبة النعاس‪،‬‬
‫كيكره الصفن فيها (‪ )7‬كىو أف يقيم أحد رجليو على أصابعها‪ ،‬كيعتمد على األخرل‪ .‬كيكره الصفد (‪)0‬‬
‫كىو أف يبلقي كعبي رجليو حاؿ قيامو‪ .‬كتكره الصبلة عند كضع الطعاـ؛ لخبر كرد في ذلك‪ ،‬ذكره في‬
‫اإلنتصار‪) .‬بياف( كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا حضرت الصبلة كالعشاء فقدموا العشاء)‪.‬‬
‫(‪ )7‬إذا كاف يسيرا كإال أفسد‪( .‬قرز) مأخوذ من صفن الفرس كغيره لقولو تعالى كالصافنات الجياد ألف‬
‫الخيل إذا كانت ساكنة تتكئ على أحد رجليها ثم على األخرل ] (‪ [ )0‬ألنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫نهى عن الصفن‪ ،‬كالصفد في الصبلة‪ ،‬كأما المراكحة بين الرجلين كىو أف يتكئ على أحد الرجلين كيرخي‬
‫األخرل فبل يضر]‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف عرض لو كىو في الصبلة‪ .‬فقاؿ القاسم‪ )7(:‬يستحب لو الخركج‪ .‬كقاؿ أبو طالب‪ :‬ال يخرج‬
‫إال أف يخشي بطبلنو؛ إال أف يخشى فوات الوقت عند القاسم عليو السبلـ فبل يكره‪ ،‬بل يجب اإلتياف‬
‫بها‪ ،‬أم‪ :‬بالصبلة‪( .‬غيث) (كتحصيل) الكبلـ في ذلك أف يقاؿ‪ :‬إف عرض لو قبل الدخوؿ في الصبلة‬
‫نظر‪ ،‬فإف غلب في ظنو أنو ال يتمكن من إتمامها لم يجز لو الدخوؿ فيها‪ ،‬بل يزيل ذلك‪ ،‬ثم يتوضأ‪ ،‬ثم‬
‫يصلي‪ .‬كإف غلب في ظنو أنو يتمكن من إتمامها مع مدافعة ذلك نظر‪ ،‬فإف كاف الوقت موسعا‪ ،‬كالطهارة‬
‫ممكنة ػ كره لو الدخوؿ‪ ،‬بل يزيل ذلك‪ ،‬ثم يتوضأ ثم يصلي‪ .‬كإف كاف مضيقا يخشى فوات الوقت‪ ،‬أك‬
‫تعذر الماء زالت كراىة الدخوؿ‪ ،‬بل لو قيل يتعين كجوب الدخوؿ في الصبلة لم يبعد ذلك‪ .‬كأما إذا‬
‫عرض لو ذلك بعد دخوؿ في الصبلة ػ نظر‪ ،‬فإف كاف ال يتمكن من إتمامها ػ فالمسألة ظاىرة [ كيجب‬
‫عليو الخركج‪( .‬قرز) ] كإف كاف يتمكن لكن مع مدافعة ػ فذكر الفقيو علي‪ :‬أنو ال يجوز لو الخركج بعد‬
‫أف أحرـ بها‪ ،‬قياسا على سائر العوارض التي ال تفسد بها الصبلة‪ .‬كذكر الفقبو حسن أف المندكب لو‬
‫الخركج‪ ،‬كيستأنف‪ .‬كىذا ىو الصحيح عندنا‪( .‬غيث) ألف كركد النهي لم يفصل بين أف يكوف قد دخل‬
‫أـ ال‪ ،‬كألف علة الكراىة بعد الدخوؿ حاصلة‪ ،‬كال كجو للقياس على سائر األعذار التي ال تفسد الصبلة‬
‫بها في كونو ال يجوز لو الخركج؛ ألف األثر قد خص ىذا العذر‪ ،‬كإذا ثبت النص بطل القياس‪ .‬كقد قيل‪:‬‬
‫ال صبلة لحاقن‪ ،‬كىو من يدافع البوؿ‪ ،‬كالحاقب من يدافع الغائط‪( .‬غيث) كالحاذؽ‪ :‬من يدافع الريح‬
‫(*) (فائدة) ظاىر المذىب أف اإلشارة إلى إرشاد الضاؿ‪ ،‬كرد السبلـ‪ ،‬كإخراج الزكاة في الصبلة كنحو‬
‫ذلك بفعل يسير ال تفسد؛ لما كرد من رد النبي السبلـ باإلشارة‪ ،‬كتصدؽ علي عليو السبلـ بخاتمو في‬
‫الصبلة‪ ،‬كإرشاد الضاؿ مقيس عليها بطريق األكلى‪ ،‬ككذلك التفكر حاؿ الصبلة ال يفسدىا‪ ،‬كلو في‬
‫أمور الدنيا‪ ،‬كلكن يكره [ كيستحب لو التفكر في أمور اآلخرة كفيما يقرأه من اآليات الوعد كالوعيد‪.‬‬
‫(بياف بلفظو) (قرز)] قاؿ المنصور باهلل ال يستدعي سجود السهو‪( .‬أثمار بلفظو)‬
‫(*) كنهي صلى اهلل عليو كآلو كسلم عن الحاقن‪ ،‬كالحاقب‪ ،‬كالحارؽ‪ ،‬كالمسبل‪ ،‬كالممختصر‪،‬‬
‫كالمصلب‪ ،‬كالصافن‪ ،‬كالصافد‪ ،‬كالكافت‪ ،‬كالواصل‪ ،‬كالملتف‪ ،‬كالعابث باليد‪ ،‬كالسادؿ(‪ )7‬كعن مسح‬
‫الحصى من الجبهة قبل الفراغ من الصبلة (ذكر ىذا ابن (بهراف) في تخريجو) قاؿ‪ :‬الحاقن بالنوف‪ :‬من‬
‫يدافع البوؿ‪ ،‬كالحاقب بالباء‪ :‬من يدافع الغائط‪ .‬كالحازؽ بالزام‪ :‬من في رجلو ضيق (‪ .)0‬كالمسبل‪:‬‬
‫الذم يسبل لسانو إلى األرض على جهة الخيبلء‪ ،‬كالحاصر الذم يضع يده على خاصرتو‪ .‬كالمتصلب‪:‬‬
‫الذم قريب منو‪ .‬كالصافن‪ :‬الذم يعتمد على أحد قدميو‪ ،‬كعلى أصابعو‪ ،‬كعلى أصابع األخرل‪.‬‬
‫كالصافد‪ :‬الذم يضم قدميو حاؿ القياـ كالمقيد‪ .‬كالكافت‪ :‬الذم يكفت شعره كثيابو حاؿ سجوده‪،‬‬
‫خشية أف تقع على األرض‪ .‬كالواصل‪ :‬الذم يصل القراءة بالتكبير حين يركع‪ ،‬كيصل آخر التشهد‬
‫بالتسليم‪ ،‬كنحو ذلك‪ .‬كالمتلفت ظاىر‪ .‬ككذا العابث‪ ،‬كالسادؿ‪ :‬ىو أف يضع كسط الثوب على رأسو‪،‬‬
‫كيرسل طرفيو على يمينو كشمالو‪ ،‬من غير أف يردىما على كتفيو‪( .‬من ضياء ذكم األبصار) قاؿ في‬
‫حاشية في (تخريج جامع األصوؿ)‪ :‬السدؿ المنهي عنو في الصبلة‪ :‬ىو أف يلتحف بثوبو‪ ،‬كيدخل يديو‬
‫من داخل‪ ،‬فيركع كيسجد كىو كذلك‪ ،‬ككاف ىذا فعل اليهود فنهوا عنو‪ ،‬كىو مطرد في القميص كغيره‬
‫من الثياب‪( .‬شرح الهداية) (‪ )7‬قد تقدـ على قولو‪" :‬كفي جلد الخز" أنو ال بأس بو‪( .‬قرز)‪ )0( .‬بل‬
‫الحازؽ‪ :‬من يدفع الريح‪.‬‬

‫(‪)794/0‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ ،‬كىو أف يصلي حاقنا‪ ،‬أم‪ :‬مدافعا لبوؿ أك غائط‪ ،‬أك تنفس‪ ،‬فيجد في حبس ذلك في حاؿ الصبلة‪،‬‬
‫فإف ذلك مكركه آلثار )(‪ ()7‬كردت فيو‪ ،‬كإنما يكوف مكركىا حيث يمكنو استكماؿ أركاف الصبلة‬
‫كفركضها على الوجو المشركع‪ ،‬فأما لو أدل مدافعة ذلك إلى اإلخبلؿ بشيء من الواجب فيها كاف‬
‫مفسدا‪.‬‬
‫(ك) مما يكره (العبث))(‪ ()0‬في الصبلة‪ .‬كضابطو‪ :‬كل فعل يسير ليس من الصبلة‪ ،‬كال من إصبلحها‪،‬‬
‫كذلك نحو أف يعبث بلحيتو‪ ،‬أك يحك في جسده ما ال يؤذيو‪ ،‬أك يضع يده على فيو عند التثاؤب(‪.()3‬‬
‫كفي شرح اإلبانة عن زيد بن علي‪ ،‬كالفقهاء جوازه)(‪ ()4‬من غير كراىة‪ .‬فأما في غير الصبلة فذلك‬
‫مستحب)(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال صبلة لحاقن‪ ،‬كال ذاقن‪ ،‬كال راعن)‪.‬‬
‫(‪ )0‬بسكوف الباء كفتح العين [ ينظر في المصباح من باب تعب‪] .‬‬
‫(*) (فرع) كيعفى عن درء المار؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ادرأكا المار ما استطعتم) كخلع‬
‫النعل؛ لفعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كتسوية الرداء؛ لفعلو‪ ،‬كالحمل‪ ،‬كالوضع‪ ،‬كفعلو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪ .‬كاإلشارة بالسبلـ كغيره؛ لفعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ .‬اإلماـ يحي‪ :‬كال خبلؼ في ذلك‪.‬‬
‫(بحر بلفظو)‬
‫(‪ )3‬كإذا قرأ عند التثاؤب‪ ،‬كلم تثبت حركؼ القراءة فسدت صبلتو‪( .‬بياف) ) إذا كاف في القدر‬
‫الواجب‪ ،‬كلم يعده صحيحا‪( .‬قرز) أك في غيره كلحن فيو‪ ،‬كأخرجو عن كونو قرآنا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬الخبلؼ راجع إلى التثاؤب فقط‪.‬‬
‫(‪ )5‬اتفاقا‪ ،‬كيكوف باليسار‪ ،‬أم‪ :‬بظهر كفو األيسر‪ )*( .‬يعني‪ :‬فيكره مسح الجبهة؛ لما في الحديث‬
‫(إف تركو خير من مائة ناقة‪ ،‬كلها سود الحدؽ) (*) لما ركل أبو ذر الغفارم رضي اهلل عنو أنو قاؿ‪( :‬إذا‬
‫قاـ أحدكم إلى الصبلة فإف الرحمة تواجهو‪ ،‬فبل يمسح الحصى إال مرة كاحدة‪ ،‬كلئن تصبر خير لك من‬
‫مائة ناقة كلها سود الحدؽ)‪(( .‬شفاء) بلفظو)‬

‫(‪)795/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كمن ىذا النوع أف يمسح جبهتو من التراب الذم يعلق بها عند السجود‪ ،‬كذلك على كجهين أحدىما‪:‬‬
‫أف يكوف ذلك كثيرا حتى يمنع من اتصاؿ الجبهة في السجدة الثانية باألرض ‪ ،‬فإف إزالة ذلك كاجب؛‬
‫ألنو حينئذ يجرم مجرل العصابة )(‪ ()7‬كإف كاف ال يمنع كره إزالتو )(‪ ()0‬ألف مسحو ليس من الصبلة‪،‬‬
‫كال من إصبلحها‪ ،‬كمن ىذا أف يغمض عينيو)(‪ ()3‬أك يتلفت يمنة أك يسرة يسيرا‪.‬‬
‫كمن ىذا تنقية األنف بفعل يسير‪ ،‬كالنفخ‪ ،‬فإف تولد منو حرفاف(‪ )4‬أفسد‪.‬‬
‫(ك) يكره (حبس النخامة(‪ ) )5‬في الفم؛ ألف ذلك يخل باألذكار فيلقيها عند رجلو )(‪ ()6‬فإف كاف‬
‫كحده فعن يساره )(‪ ()7‬كإف كاف في مسجد ففي طرؼ ثوبو )(‪.()8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فعلى ىذا التعليل يزيلو الذكر دكف األنثى‪ .‬كقيل‪ :‬يجب على األنثى إزالتو؛ إذ ليس من جنس‬
‫العصابة‪( .‬قرز) فلو قالوا‪ :‬يجرم مجرل المحموؿ كاف أكلى؛ ليعم الذكر كاألنثى‪.‬‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬في حاؿ الصبلة‪ ،‬فأما بعدىا فيزيلو ألجل الرياء‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )3‬لمنافاتو الخشوع‪ )*( .‬كال تفسد إف غمض عينيو من أكؿ الصبلة إلى آخرىا‪ ،‬كظاىره كلو باعتماد‪.‬‬
‫(قرز) كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬تفسد‪( .‬زىور) كال يلزـ سجود‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬نحو أؼ‪ ،‬فذلك حرفاف تفسد بو الصبلة‪( .‬سماعا)‬
‫(‪ )5‬فإف حبس النخامة حتى منعت القراءة تحقيقا أك تقديرا ػ أفسدت صبلتو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬إذا كاف في جماعة‪ ،‬كفي غير المسجد‪.‬‬
‫(‪ )7‬تشريفا لملك اليمين‪ ،‬كال يبزقها أمامو؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال يبزقن أحدكم في‬
‫الصبلة تلقاء كجهو‪ ،‬كال عن يمينو‪ ،‬كلكن عن شمالو‪ ،‬أك تحت قدمو اليسرل)‪( .‬دكارم)‬
‫(‪ )8‬فإف كاف الثوب للغير ففي جسده‪ ،‬فإف كاف محترقا‪ ،‬أك متنجسا ازدردىا‪ ،‬فإف كاف صائما خرج من‬
‫الصبلة‪( .‬سماع ) كلو ضاؽ الوقت‪ ،‬كمثلو عن عيسى دعفاف؛ ألف اإلخبلؿ بها أىوف من فعل المحظور‪.‬‬
‫كعن المتوكل على اهلل‪ :‬كاجباف تعارضا فيخير‪ .‬كمثلو عن (المفتي)‪( .‬قرز)‬

‫(‪)796/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يكره (قلم الظفر)(‪ )7‬كال يفسد الصبلة‪.‬‬


‫(ك) يكره (قتل القمل) في الصبلة‪ ،‬كال يفسد؛ ألنو يحصل بفعل قليل قطعا‪ ،‬كعن عطية‪ :‬أنو يفسد قتل‬
‫قملة الرأس‪ ،‬ال قملة البدف‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا الفرؽ ال كجو لو‪ .‬فإف قلت‪ :‬قد كاف دخل قتل القمل في العبث ? قاؿ‬
‫عليو السبلـ‪ :‬ذكرناه ألنو يتوىم فيو الكثرة‪ ،‬كألجل الخبلؼ الذم ذكرنا‪ ،‬كللفرؽ بين قتلو كإلقائو قولو‪:‬‬
‫(ال إلقاؤه))(‪ ()0‬أم‪ :‬ال إلقاء القمل في حاؿ الصبلة فإنو ال يكره‪.،‬‬
‫ك (النوع الثالث) من المفسدات (قولو عليو السبلـ)‪( :‬ك) تفسد الصبلة (بكبلـ) )(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بالسن‪ ،‬أك باليد‪ ،‬بفعل يسير‪( .‬قرز) ال بالمقراض فتفسد‪( .‬غيث) من باب سجود السهو (قرز) (*)‬
‫بضم الضاد‪ ،‬كسكوف الفاء‪ ،‬كبضمها‪.‬‬
‫(‪ )0‬حيث يباح لو اإللقاء‪ ،‬ال في المسجد‪ ،‬كملك الغير‪ ،‬ككذا المحرـ (قرز) (*) مع أف طرح القمل‬
‫مكركه في غير الصبلة‪ ،‬فأما في الصبلة فتزكؿ الكراىة؛ ألنو لو تركها شغلت قلبو عن الصبلة‪ .‬ذكره في‬
‫الشرح‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )3‬كالفرؽ بين الفعل القليل‪ ،‬كالكبلـ القليل‪ :‬أف الفعل ال يمكن االحتراز منو‪ ،‬كالكبلـ يمكن االحتراز‬
‫منو‪( .‬كواكب) (*) المراد بالكبلـ ما ذكره أىل الكبلـ‪ ،‬كىو الحرفاف‪ ،‬ال ما ذكره أىل العربية‪( .‬شرح‬
‫فتح) فإنهم يقولوف‪ :‬حد الكبلـ ما أفاد المستمع‪.‬‬
‫(*) (مسألة) التأمين في الصبلة كبلـ يفسدىا‪ ،‬خبلؼ أحد قولي المؤيد باهلل‪ ،‬كأحد قولي الناصر‪ ،‬إال أف‬
‫يخففو‪ ،‬كيقصره (‪ )7‬فهو من القرآف فبليفسدىا‪ ،‬إذا لم يقصد بو إعبلـ الغير [ فإف قصد بذلك اإليهاـ‬
‫أنو على مذىب من يجيزه فبل يبعد فساد صبلتو على أصل الهدكية]كعن الشافعي‪ ،‬كأبي حنيفة‪ ،‬كأحمد‬
‫بن عيسى‪ :‬أنو مسنوف(‪ )0‬عقيب الفاتحة‪( .‬بياف) (‪ )0‬ألف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم كاف يفعلو‪،‬‬
‫ركاه كائل‪ .‬قلنا‪ :‬كائل ضعيف الركاية؛ ألنو كاف يكتب بأسرار أمير المؤمنين إلى معاكية لعنو اهلل‪ ،‬كمعارض‬
‫بقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا قاؿ اإلماـ كال الضالين فأنصتوا) ركاه في (الشفاء)‪( .‬بياف)‪)7( .‬‬
‫[بناء منهما على جواز الدعاء في الصبلة‪ ،‬أما التخفيف كالقصر‪ ،‬ففي مثل قولو تعالى في {مقاـ أمين}‬
‫كالمد كالتشديد في مثل قولو تعالى‪{ :‬كال آمين البيت الحراـ}‪].‬‬

‫(‪)797/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( فيها (ليس) ىو (من القرآف‪ ،‬كال) من (أذكارىا))(‪ ()7‬أك كبلـ (منهما) لكن المتكلم قصد بو (خطابا‬
‫)(‪ ()0‬للغير) نحو أف يقوؿ‪ :‬يا عيسى‪ ،‬كيريد نداء‪ ،‬أك نحو ذلك فإنو يفسد‪.‬‬
‫كإنما يفسدىا الكبلـ إذا تكلم (بحرفين فصاعدا) )(‪ ()3‬سواء كاف عمدا‪ ،‬أك سهوا فأما إذا كاف حرفا‬
‫كاحدا لم يفسد)(‪ .()4‬ذكره أبو العباس‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬اللهم إال أف يتخلل في لفظة يخرجها عن معناىا‪ ،‬فإنها تفسد ألجل اللفظة‪ ،‬ال‬
‫ألجل الحرؼ‪ ،‬نحو أف يزيد حاء بعد البلـ من {الضالين} فيقوؿ‪ :‬الضالحين‪.‬‬
‫كقاؿ مالك )(‪ : ()5‬إف ما كقع سهوا من الكبلـ لم يفسد مطلقا )(‪ ()6‬أك عمدا (‪ )7‬إلصبلح الصبلة‪.‬‬
‫(كمنو) أم‪ :‬كمما ألحق بالكبلـ في اإلفساد‪ ،‬كإف لم يسم كبلما تسعة أشياء‪:‬ػ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الداخلة فيها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬أك جوابا‪( .‬قرز) [مثل‪ :‬نعم ]‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعود إلى الطرفين‪( .‬قرز) (*) الحرؼ الواحد مثل ؽ‪ ،‬كع‪ .‬كذكر عليو السبلـ أف الحرؼ الواحد ال‬
‫يمكن النطق بو؛ إذ ال بد من حرؼ يبدأ بو‪ ،‬كحرؼ يقف عليو‪( .‬بستاف) ألنو قد صار حرفاف؛ ألنو مقدر‬
‫بقو‪ ،‬كعو‪ ،‬كقيل‪ :‬ؽ‪ .‬من {قم الليل} كر‪ .‬من {ردكىا علي}‪.‬‬
‫(‪ )4‬إذا كاف متصبل بجملة نحو ز من زيد‪ ،‬كأما إذا كاف مستقبل فإنها تفسد‪ ،‬نحو باء كياء‪ ،‬كألف كميم‪،‬‬
‫كنحو ذلك‪( .‬صعيترم) (*) كلو عمدا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كالناصر‪ ،‬كالشافعي‪ )*( .‬الضالحين‪ :‬فإف زيادة الحرؼ حصل بها اإلفساد‪ ،‬كال خبلؼ في ىذا‪،‬‬
‫كيقع اإلشكاؿ لو زيد حرؼ بعد تماـ الكلمة‪ ،‬نحو أف يزيد تاء بعد أنعمت‪ ،‬فيقوؿ‪ :‬أنعمت ت‪ .‬كىكذا‬
‫لو قدـ التاء فقاؿ‪ :‬ت أنعمت‪( .‬غيث) بأكثر اللفظ)‬
‫(‪ )6‬سواء كاف إلصبلح الصبلة أـ ال‪.‬‬
‫(‪ )7‬مثل أف يقوؿ‪ :‬تركنا السجود‪.‬‬

‫(‪)798/0‬‬

‫_____________________________‬

‫األكؿ‪ :‬القراءة (الشاذة))(‪ ()7‬كىي ما لم تكن من‬


‫فحة ‪/ 077‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مثل قولو تعالى‪{ :‬كما قدركا اهلل حق قدره} بتشديد الداؿ‪ ،‬ككذا {رسوؿ من أنفسكم} بفتح الفاء‪،‬‬
‫كمثل قولو تعالى {إف الباقر تشابو علينا} فهذا مفسد‪( .‬شرح فتح) (*) فإف التبس ىل ىي شاذة أـ ال ?‬
‫أجاب (الشامي) بالصحة‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬تفسد؛ ألف األصل في الصبلة تحريم الكبلـ‪ )*( .‬ركم عن‬
‫اإلماـ يحيى أف القراءآت اثنتاف كسبعوف‪ ،‬كركم عن الناصر أنو يقرأ {ملك يوـ الدين} بالفتح في‬
‫الكاؼ‪ ،‬بغير ألف‪ )*( .‬كفيها من التفصيل ما يأتي في اللحن‪ ،‬من العمد كالسهو‪ ،‬ككوف لو نظير أـ ال‪.‬‬

‫(‪)799/0‬‬

‫_____________________________‬

‫آم السبع )(‪ ()7‬القراآت المشهورة فإنها تفسد صبلة (‪ )0‬من قرأ بها عندنا‪ ،‬كعن الحقينى‪ ،‬كاإلماـ‬
‫يحيى‪ ،‬كالزمخشرم )(‪ ()3‬أنها ال تفسد (ك) الثاني مما الحق بالكبلـ المفسد (قطع اللفظة )(‪ ()4‬من‬
‫كسطها ثم أعادىا(‪ )5‬فذلك مفسد (إال لعذر )(‪ ()6‬كاعلم أف ذلك إف كاف النقطاع نفس )(‪ ()7‬لم‬
‫يفسد‪)8(،‬كاف لم يكن فبل يخلو الذم كقف عليو اما أف يوجد مثلو في القرآف )(‪ ()9‬أك أذكار الصبلة‬
‫أكال إف كجد لم يفسد )(‪)72‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىي قراءة نافع‪ ،‬كابن كثير‪ ،‬كأبي عمرك‪ ،‬كابن (عامر)‪ ،‬كالكوفيوف‪ ،‬كىم عاصم‪ ،‬كحمزة‪ ،‬كالكسائي‪،‬‬
‫كمنهم من زاد ثبلثة (‪ )7‬كقاؿ‪ :‬الشاذة ما عدا العشر (‪ )7‬كىم يعقوب الحضرمي‪ ،‬كأبو معشر الطبرم‪،‬‬
‫كأبي بن خلف الجمحي‪.‬‬
‫(‪ )0‬إذا كاف ال مثل لها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كزيد‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالغزالي‪[ .‬ألنهم يقولوف‪ :‬إف القراءت كلها آحادية]‪.‬‬
‫(‪ )4‬كليس من اللحن‪ ،‬بل من الكبلـ‪ ،‬لكن خصو اإلجماع مع العذر‪( .‬حثيث) )‪ .‬كفي بعض الحواشي‪:‬‬
‫الفرؽ بين اللحن كقطع اللفظة‪ :‬أنو في قطع اللفظة فصل بين القراءة كاالستمرار‪ ،‬بخبلؼ اللحن‪)*( .‬‬
‫فإذا قاؿ‪ :‬نس من نستعين ثم انقطع نفسو لم تفسد‪ ،‬فإف تمم اللفظة‪ ،‬فقاؿ‪" :‬تعين" فظاىر كبلـ‬
‫(الصعيترم)‪ :‬أنها ال تفسد؛ ألف ذلك ىو معنى قطع اللفظة للعذر‪ ،‬أعني‪ :‬قطعها‪ ،‬ثم يتممها للعذر‪ ،‬كقد‬
‫يقاؿ‪ :‬إذا ابتدأ الكلمة من كسطها فقد قطعها لغير عذر فتفسد‪( .‬غاية) [لفظ (الصعيترم)‪ :‬كصار‬
‫المقطوع الذم يوجد في القراف في قولو تعالى‪{ :‬سلسبيبل} إذ لو كقف على سل‪ ،‬ثم ابتدأ بقولو‪ :‬سبيبل‪،‬‬
‫فكل كاحد من المقطوعين موجود في القرآف‪( .‬بلفظو)‬
‫(‪ )5‬ال فرؽ‪( .‬مفتي) (قرز) كالوجو أنو لحن‪(.‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كمن العذر أف يعيدىا شاكا فيما قد نطق بو‪ ،‬أما لو خشى لحنا فقطعها فلعل ذلك عذر‪( .‬نجرم) )‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )7‬أك عطاس‪ ،‬أك تثاؤب‪ ،‬أك سعاؿ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬كلو لم يوجد لو مثل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )9‬مثل الذم من الذين‪( .‬لمعة) أك سل من {سلسبيبل}‪ .‬تبصرة‬
‫(‪ )72‬كلو عمدا‪ ،‬كلذا قاؿ في (الفتح)‪ :‬كمن العذر الوقوؼ على مالو مثل‪ ،‬فعلى ىذا ال يفسد‪ ،‬عمدا‬
‫كاف أك سهوا‪( .‬قرز) كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬كإف كاف لغير عذر‪ ،‬بل قطعها عمدا ػ فإف كاف لو نظير ػ لم‬
‫تفسد ما لم يقصد الخطاب‪ ،‬كىذا الطرؼ خبلؼ مفهوـ األزىار‪[.‬بالفظ] (*) ىذا على قوؿ المؤيد‬
‫باهلل‪ :‬إف الجمع ال يفسد‪.‬‬

‫(‪)022/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( ما لم يقصد الخطاب‪ ،‬كاف لم يوجد نحو أف يقوؿ الحم من الحمد هلل أك السبل من السبلـ )(‪،* ()7‬‬
‫فقاؿ الحقيني تفسد صبلتو )(‪ ()0‬كصحح للمذىب‪ ،‬كعن المنصور باهلل‪ ،‬كأبي مضر ال تفسد )(‪()3‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا القوؿ قوم جدا )(‪ .()4‬قاؿ‪ :‬كاألقرب أف قطع اللفظة سهوا يجرم‬
‫مجرل من انقطع نفسو ألنو تعذر منو اإلتماـ ألجل السهو(‪.)5‬‬
‫(ك) الثالث‪ :‬مما ألحق بالكبلـ المفسد (تنحنح )(‪ ()6‬من المصلي فيو حرفاف فصاعدا‪ )7(،‬كقاؿ‬
‫الناصر‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إنو ال يفسد)(‪ ()8‬مطلقا‪.‬‬
‫كحكى في الكافي عن أنو إف فعلو إلصبلح الصبلة لم تفسد‪ ،‬كمثلو عن المنصور باهلل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل لو نظير من السبلسل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬مع العمد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬مع السهو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ألف المقصود القرآف‪ ،‬كإف انقطعت ألفاظو‪ ،‬لكن يقاؿ‪ :‬يجب أف يعيده‪ ،‬أك يأتي بالواجب على‬
‫الصحة من غيره‪( .‬صعيترم) لفظا)‬
‫(‪ )5‬فحصل من ىذا أف قطع اللفظة مفسد‪ ،‬إذا كاف عمدا‪ ،‬لغير عذر‪ ،‬كليس لو نظير‪ ،‬كإال لم يفسد‪.‬‬
‫(سماع) (قرز)‬
‫(‪ )6‬يقاؿ‪ :‬إذا لم يمكنو القراءة [الواجبو‪(.‬قرز) ] إال بتنحنح ػ صار كالمستعطش‪ ،‬ككالسعاؿ‪ ،‬كالعطاس‬
‫الغالب؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا أمرتم بأمر فأتوا بو ما استطعتم) كقواه (المفتي) للمذىب‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ يحيى بن حمزة‪ :‬كمن شم رائحة طيبة فاستطلع نفسو لم تفسد صبلتو؛ ألنو فعل قليل‪( .‬نور‬
‫أبصار) (قرز) (*) كلو سهوا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬ال يكوف إال كذلك‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )8‬ألف عليا عليو السبلـ كاف إذا قرع الباب على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم كىو يصلي‬
‫تنحنح‪ ،‬كىكذا في الزيادات أنو ال يفسد‪ .‬قلنا‪ :‬لعلو قيل نسخ الكبلـ‪ ،‬ثم دليل التحريم أرجح للحظر‪.‬‬
‫(بحر) كجواب آخر‪ :‬كىو أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم ما كاف يصلي في بيتو إال النوافل‪ ،‬كأما‬
‫الفرائض ففي المسجد‪ ،‬كالنفل مخفف فيو فبل يقاس عليو الفرض في عدـ الفساد‪( .‬من خط القاضي‬
‫محمد بن علي الشوكاني)‬

‫(‪)027/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الرابع (أنين))(‪ ()7‬يقع في حاؿ الصبلة من أم مصيبة كانت‪.‬‬


‫(غالبا) احترازا من أف يكوف األنين ألجل خوؼ(‪ )0‬اهلل تعالى فإف ذلك ال يفسد(‪.)3‬‬
‫كقاؿ اإلماـ الناصر‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف األنين ال يفسد مطلقا(‪ )4‬ألنو ليس بحركؼ منظومة‪ .‬كقاؿ السيد‬
‫إدريس(‪ )5‬التهامي عكس قولنا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يفسد إذا كاف من خوؼ اآلخرة‪ ،‬كال يفسد إذا كاف من كجع‪.‬‬
‫كقاؿ محمد‪ :‬إنو ال يفسد(‪ )6‬إذا لم يملك‪ ،‬سواء كاف من كجع أك من غيره‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إذا كاف يحرفين فصاعدا‪( .‬بهراف) (قرز) (*) كمثلو‪ :‬المخاط كالتنخم‪( .‬صعيترم)‪(.‬قرز) (*) كفي‬
‫(اللمع) أف األنين من ذكر الجنة أك النار ال يفسد باإلجماع‪ )*( .‬كلو سهوا‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك الجنة‪ ،‬أك النار‪( .‬قرز) (*) كفي الحديث أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (كاف يصلي كلصدره أزيز‬
‫كأزيز المرجل)‪( .‬غيث) المرجل بكسر الميم‪ ،‬كسكوف الراء‪ ،‬كفتح الجيم‪( .‬ديواف أدب) اإلناء‪ :‬الذم‬
‫يغلى فيو الماء‪ ،‬سواء كاف من حديد أك صفر أك حجارة‪ )*( .‬كىو مسنوف باإلجماع‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلو أمكنو دفعو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬حجة من قاؿ‪ :‬إنو يفسد ػ أف الحرفين كبلـ‪ ،‬يدؿ عليو قولو تعالى‪{ :‬كال تقل لهما أؼ} كحجة‬
‫الناصر‪ ،‬كمن قاؿ يقولو‪ :‬أنو ليس بكبلـ لغة كال شرعا‪( .‬لمعة)‬
‫(‪ )5‬كالقاسم العياني‪ ،‬كاإلماـ يحي‪( .‬نجرم)‬
‫(‪ )6‬كقواه (المفتي) ك(راكع) ك(حثيث) ك(الشامي) ك(السحولي)‪.‬‬

‫(‪)020/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاعلم أف من قاؿ ‪ :‬إف األنين يفسد فقد دخل تحتو(‪ )7‬التأكه؛ ألنو أبلغ‬
‫منو(‪ ،)0‬كلهذا لم نذكره في األزىار استغناء بذكر األنين‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) كالبكاء يفسد الصبلة إذا كاف معو صوت بحرفين(‪ )7‬فصاعدا‪ ،‬كإف لم فهو كاألنين(‪ )0‬إذا‬
‫شغل المصلي عن القراءة‪ ،‬ككره القاسم‪ ،‬ككذا النفخ يفسد إذا كاف منو أك فيو حرفاف‪( .‬بياف) (‪ )7‬يعني‪:‬‬
‫إذا كاف بنشيج كصياح كتأكه؛ ألنو كبلـ انتظم من حرفين فصاعدا‪ ،‬كإف كاف من عبرة‪ ،‬كسيبلف دموع‪،‬‬
‫كلم يشغل عن القراءة ػ فبل يفسد لقولو‪{ :‬خركا سجدا كبكيا}‪( .‬بستاف) (قرز) (‪ )0‬كاألكلى‪ :‬أنو كالتبسم‬
‫إف منع القراءة تحقيقا أك تقديرا أفسد‪ ،‬كإال فبل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كالفرؽ بين التأكه كاألنين‪ :‬أف التأكه إصفاء الحركؼ‪ ،‬كاألنين أف ال يصفها قاؿ الشاعر‪:‬‬
‫آه من جمرة على كبدم * * * أذكب من حرىا كألتهب (بياف)‬
‫كقاؿ آخر‪:‬‬
‫آه مما جنيت لو كاف يغنى * * * ألف من عظيم ذنبي كىاه‬

‫(‪)023/0‬‬

‫_____________________________‬
‫[السعاؿ كالعطاس في الصبلة]‬
‫تنبيو‬

‫اعلم أف ظاىر كبلـ أىل المذىب أف السعاؿ‪ ،‬كالعطاس(‪ )7‬ال يفسد الصبلة‪ ،‬سواء أمكن دفعو أـ ال‪،‬‬
‫كذكر الفقيهاف محمد بن سليماف‪ ،‬كالفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬أنو إذا أمكن دفعو كاف كالتنحنح‬
‫فيفسد‪ .‬كأشار في الشرح(‪ )0‬إلى مثل قولهما‪.‬‬
‫(ك) الخامس مما ألحق بالكبلـ المفسد‪( :‬لحن) كاقع في الصبلة(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ما لم يتعمدىما‪ ،‬أك يتعمد سببهما في حاؿ الصبلة‪( .‬بياف معنى) (قرز) كال سجود سهو‪( .‬قرز) (*)‬
‫كأما الحمد هلل عند العطاس كنحوه ػ فعند المؤيد باهلل ال تفسد‪ ،‬كعند الهدكية تفسد‪ .‬كقيل‪ :‬ال تفسد‬
‫(‪ )7‬عند الهدكية (قرز) بخبلؼ ما إذا أخبره الغير بما يسره كىو في الصبلة‪ ،‬فقاؿ‪ :‬الحمد هلل رافعا‬
‫صوتو فإنو يفسد عند الهدكية‪( .‬قرز) ألنو إجابة للغير‪ ،‬ذكره الفقيو يوسف‪ ،‬كقد ذكر القاضي جعفر‪ :‬أف‬
‫من استرجع عند سماعو للنعي‪ ،‬أك سبح عند ذكر عجائب صنع اهلل ػ فسدت صبلتو عند الهدكية‪ ،‬فكذا‬
‫يأتي عند العطاس كنحوه‪ ،‬كالمذىب عدـ الفساد‪( .‬قرز) في ما عدا قولو‪ :‬إجابة للغير‪ ،‬كأما ىو فيفسد‬
‫(‪ ) 7‬كيسجد للسهو ما لم يكن في جماعة في حاؿ جهر اإلماـ؛ ألنو يكوف منازعا‪( .‬قرز) يعني‪ :‬فتفسد‬
‫(*) ألنهما ضركرياف‪ ،‬ال يمكن االحتراز منهما لجرم النفس‪( .‬بياف) بل كلو أمكن دفعهما‪ )*( .‬إذا‬
‫بدراه‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬في الصبلة؛ ألنو قيد بالغالب‪ ،‬لكن ىذا يقتضي أف األنين الغالب ال يفسد‪ ،‬كما قاؿ محمد‪( .‬غاية)‬
‫(‪ )3‬سواء كاف عمدا أك سهوا فيما ال يوجد لو مثل‪ ،‬كإال فسيأتي‪.‬‬
‫(*) لفظ (الغيث) "كمنها قالوا كبلما ما معناه‪ :‬أنو لو حذؼ التنوين حالة الوصل‪ ،‬كأثبتو حالة الوقف لم‬
‫تفسد‪ ،‬كىذا موافق للقياس؛ ألنو عند حذفو موجود نظيره في القرآف‪ .‬فإف قلت‪ :‬بل ال نظير لو؛ ألنو ال‬
‫يوجد تنوين محذكؼ في حالة الوصل‪ .‬قلت‪ :‬ال عبرة بحاؿ الوصل كال القف‪ ،‬كإنما المقصود أنو كجد‬
‫نظير اللفظة المنطوؽ بها في القرآف‪ ،‬سواء كانت موصولة أك مفصولة‪ ،‬كىذا إذا حذؼ التنوين في حاؿ‬
‫الوصل‪ ،‬من نحو قولو‪{ :‬قائم على كل نفس} كجدت لقائم نظير من غير تنوين‪ ،‬كىو قائم لو كقف‬
‫الواصل عليو‪ .‬فقاؿ‪{ :‬من ىو قائم} ككقف‪ ،‬ثم أتم الكبلـ‪ ،‬كإذا كجد نظير اللفظة بنفسها فبل عبرة‬
‫بكونها موصولة أـ مفصولة‪ ،‬كأنو جرل بيننا كبين حي الفقيو األفضل رباني ىذه األمة‪ ،‬كياقوت النقد‬
‫كالحكمة‪ ،‬شمس الدين أحمد بن موسى العياني رحمو اهلل تعالى‪ ،‬كقدس ركحو‪ ،‬كنور ضريحو‪ ،‬كجمع‬
‫بيننا كبينو في مستقر رضوانو‪ ،‬في محاكرات في قولو تعالى‪{ :‬ربنا تقبل دعائي} إذا قنت بو المصلي‬
‫فأثبت الياء في حالة الوقف‪ ،‬فأفتى رحمو اهلل أف ذلك يفسد صبلتو؛ ألف ىذه الياء كنظائرىا ال تثبت إال‬
‫كصبل‪ ،‬كال تثبت كقفا أصبل‪ ،‬فإذا كقف المصلي عليها فقد أتى بما ال نظير لو في القرآف‪ .‬فقلنا لو‪ :‬ال‬
‫فرؽ عندنا على أصوؿ المذىب أف صبلتو ال تفسد؛ ألف لذلك نظيرا‪ ،‬كىو الوصل‪ ،‬فإف الياء تثبت‪ ،‬كال‬
‫عبرة بالوصل كالوقف؛ ألف المقصود صورة اللفظ‪( .‬نعم) كإطبلؽ أىل المذىب في حذؼ التنوين كإثباتو‬
‫يقضي بصحة ما ذكرنا؛ ألف الياء في نظيره في ذلك ال يفترقاف بوجو قط‪ .‬كاهلل أعلم‪( .‬غيث بلفظو) من‬
‫خط سيدنا حسن بن أحمد رحمو اهلل‪.‬‬
‫(*) (مسألة) كفي الفاتحة‪ ،‬كالبسملة أربع عشرة تشديدة (‪ )7‬تفسد الصبلة بترؾ كاحدة منها‪ ،‬كقاؿ‬
‫المنصور باهلل‪ :‬ال تفسد إال بترؾ تشديدة رب [كنحوىا‪ ،‬كتشديد الـ الضالين] كقاؿ في االنتصار‪ :‬إذا‬
‫لم يغير المعنى لم تفسد‪ .‬كتصح بالمعوذتين إجماعا‪( .‬بياف بلفظو) (‪ )7‬األكلى‪ :‬لبلـ الجبللة في {بسم‬
‫اهلل}‪ ،‬الثانية‪ :‬للراء من {الرحمن} الثالثة‪ :‬للراء من {الرحيم} كالرابعة‪ :‬لبلـ من {هلل} كالخامسة‪ :‬للباء‬
‫من {رب} كالسادسة‪ :‬للراء من الرحمن‪ .‬كالسابعة‪ :‬للراء من {الرحيم} كالثامنة‪ :‬للداؿ من {الدين}‬
‫كالتاسعة‪ :‬للياء من {إياؾ} كالعاشرة‪ :‬للياء من {إياؾ نستعين} كالحادية عشرة‪ :‬للصاد من {الصراط}‬
‫كالثانية عشرة‪ :‬لبلـ من {الذين} كالثالثة عشرة‪ :‬للضاد من {الضالين} كالرابعة عشرة‪ :‬لبلـ من‬
‫{الضالين} قاؿ عليو السبلـ ألف التشديد يقوـ مقاـ حرؼ؛ إذ كل موضع ذكر فيو التشديد فإنو مدغم‬
‫حرؼ في حرؼ مثلو‪ ،‬أك مقاربو‪ ،‬فإذا ترؾ التشديد فكأنو ترؾ حرفا‪( .‬بستاف) قلت‪ :‬كىذا إنما يستقيم‬
‫في تشديد {رب} كأما في مثل إدغاـ الـ التعريف في ما بعده فإنو إذا خففو لم ينقص منو شيء‪ ،‬كإنما‬
‫ينفك إدغامو‪ ،‬فبل يستقيم التعليل‪ ،‬كلذا قاؿ المنصور باهلل‪ :‬ال تفسد‪( .‬شرح بهراف)‬
‫(*) (مسألة) كما كاف لتقوية القراءة نحو الركـ(‪ )7‬كاإلشماـ(‪ )0‬كإشباع الحركؼ (‪ )3‬كتصفيتها(‪)4‬‬
‫كالتنوين‪ ،‬كعدمو فتركو ال يضر‪( .‬بياف) (‪ )7‬ىو اإلتياف ببعض الحركة‪( .‬شرح الجزرية البن زكريا) (‪)0‬‬
‫كحقيقتو‪ :‬أف يضم الشفتين بعد األسناف‪ ،‬إشارة إلى الضم‪ ،‬كيدع ما بينهما بعض انفراج ليخرج النفس‪،‬‬
‫فيراىما المخاطب مضمومتين فيعلم أنك أردت بضمها الحركة‪( .‬شرح جزرية) كفي حاشية‪ :‬ىو تهيؤ‬
‫الشفتين للضم من دكف أف ينطق بو‪ .‬كذلك في مثل {شيء بهم} كنحوىا‪ )3( .‬صوابو‪ :‬إشباع الحركات‪.‬‬
‫(‪ )4‬التبيين كاإليضاح‪ .‬كالمد كالتسهيل‪( .‬شرح بهراف) (قرز)‬
‫(مسألة) كإذا حذفت األلف كالبلـ من {الرحمن} عندنا عمدا أك سهوا؛ ألف لفظ الرحمن من غير‬
‫تعريف ال يوجد في القرآف‪ ،‬كال في أذكار الصبلة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)024/0‬‬

‫_____________________________‬

‫إما في القرآف‪ ،‬أك في سائر أذكارىا بعد تكبيرة اإلحراـ(‪ ،)7‬كحقيقة اللحن في االصطبلح‪ :‬ىو تغيير‬
‫الكبلـ عن كجهو بزيادة(‪ )0‬أك نقصاف‪ ،‬أك تعكيس(‪ )3‬أك إبداؿ‪ ،‬كإنما يكوف اللحن مفسدا في حالين‬
‫(الحاؿ األكؿ) إذا كاف (ال مثل لو )(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك فيها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬الزيادة‪ :‬أف يزيد حاء بعد البلـ في {الضالين} كالنقصاف أف يقوؿ‪ :‬صراط الذم‪ ،‬كالتعكيس‪ :‬أف‬
‫يقوؿ‪ :‬الحمد هلل رب العاملين‪ .‬كاال بداؿ‪ :‬أف يبدؿ العين غينا في {كعصف} كالحاء خاء في {الحمد}‬
‫كالظاء ضادا‪ ،‬كعكسو‪.‬‬
‫(تنبيو) قاؿ اإلماـ يحي‪ ،‬كالغزالي‪ :‬من أبدؿ الضاد ظاء‪ ،‬أك عكسو ال تبطل صبلتو‪ .‬قلت‪ :‬كالمذىب‬
‫خبلفو‪ ،‬إال أف يوجد في القرآف كػ{ظنين}‪( .‬غيث) (قرز) (*) قاؿ اإلماـ المهدم‪ :‬ككصل الهمزة‬
‫المقطوعة يفسد‪ ،‬ال العكس‪( .‬نجرم) مثل قولو تعالى‪{ :‬اطلع الغيب}‪.‬‬
‫(‪ )3‬كسواء كاف ذلك في الحركؼ‪ ،‬أك في حركاتها‪( .‬كواكب لفظا))‪ )*( .‬كمن النقصاف ترؾ اإلعراب‬
‫نحو أف يسكن الميم في {الرحيم} في البسملة ككاف في محل الوصل‪.‬‬
‫(‪ )4‬فإف التبس فاألصل الصحة‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(تنبيو) إف قيل‪ :‬ما حكم صبلة العواـ مع لحنهم الظاىر ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ال يخلو ىذا البلحن إما أف‬
‫يكوف قد التزـ مذىبا أك ال‪ ،‬إف لم يكن قد التزـ فصبلتو صحيحة؛ ألنو قد كافق بعض االجتهادات‪ ،‬كإف‬
‫لم يعلم ذلك‪ ،‬كما يقر من أسلم على النكاح الموافق لبعض االجتهادات‪ ،‬مع كونو حين العقد لم يكن‬
‫مريدا للعمل بذلك المذىب‪.‬‬

‫كإف كاف قد التزـ مذىبا‪ ،‬كعرؼ شركط صحة التقليد‪ ،‬ثم كافق مذىب من قلده فبل كبلـ‪ ،‬كإف لم يوافقو‬
‫ػ فإف كاف عالما بالمخالفة فهي كالصبلة‪ ،‬فيعيد في الوقت (‪ )7‬كيقضي بعده‪ ،‬كإف كاف جاىبل أعاد في‬
‫الوقت ال بعده كىذا مع عدـ مخالفة اإلجماع‪( .‬غيث) (قرز) (‪ )7‬كلفظ (البياف)‪( :‬مسألة) كصبلة العواـ‬
‫التي يلحنوف فيها لحنا فاحشا‪ ،‬كال يكمل فيها أركانها‪ ،‬فمن عرؼ منهم أنو مقصر في الواجب لم تصح‬
‫صبلتو(‪ )0‬كمن جهل ذلك‪ ،‬كاعتقد قيامو بالواجب لم يلزمو القضاء إف كافق قوؿ عالم في ذلك كلو‪،‬‬
‫بحيث تستقيم صبلتو على قولو‪ ،‬كإف لم كجب القضاء‪( .‬بياف) المختار‪ :‬الصحة‪ ،‬مالم يخرؽ اإلجماع‪،‬‬
‫كال يشترط أف تكوف كل أفعاؿ الصبلة على قوؿ عالم كاحد‪ ،‬بل كلو كافق كل ركن قوؿ عالم‪ .‬كقد ركم‬
‫ىذا لئلماـ المهدم عليو السبلـ‪ ،‬كمثلو في مقدمة البياف‪ ،‬في قولو‪( :‬مسألة) إذا عرضت الحادثة للعامي‬
‫الخ‪( .‬من (ىامش البياف) (‪ )0‬لعلو حيث يمكنو التعليم‪ ،‬كال تضيق عليو الفريضة‪( .‬قرز)‬
‫(*) كفيو إشكاؿ من حيث أنو ذكر فيما مر أف الشاذة تفسد الصبلة‪ ،‬كإف لم تغير المعنى‪ ،‬كنظيره أف‬
‫اللحن مفسد بطريق األكلى؛ ألنو خطأ محض‪ ،‬كالشاذة قد نقلت قرآنا‪ ،‬لكن آحاديا‪ ،‬ككونو كجد لو نظير‬
‫في القرآف ال يكفي في الجواز؛ ألف الكبلـ في التركيب الحاضر‪ ،‬كألف الشاذة الغالب كجود نظيرىا في‬
‫القرآف‪ ،‬مع االستقامة في العربية‪ ،‬كإنما فقد فيها كجود التواتر‪ ،‬كموافقة خط المصحف‪ ،‬اللهم إال أف‬
‫يقاؿ‪ :‬الكبلـ في الشاذة مقيد بهذا‪ ،‬أم‪ :‬إذا لم يوجد لها نظير في القرآف‪ ،‬كال في أذكار الصبلة‪.‬‬
‫(نمازم) (قرز)‬

‫(‪)025/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( يوجد (فيهما) أم‪ :‬ال يوجد لو نظير‪ ،‬ال في القرآف‪ ،‬كال في سائر أذكار الصبلة‪ ،‬مثاؿ ذلك‪ :‬أف‬
‫يخفض الباء من قولو‪{ :‬النجم الثاقب } )(‪ ()7‬فإنو ال يوجد لذلك نظير في القرآف‪ ،‬كال في أذكارىا‪،‬‬
‫فما أشبو ذلك كاف مفسدا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك بضم النوف من {سبحاف} فإف ذلك يفسد‪ ،‬بخبلؼ ما لو نوف ما ينوف حاؿ الوقف‪ ،‬أك ترؾ‬
‫التنوين حاؿ الوصل‪ ،‬أك لم يشبع الحركؼ [صوابو الحركات ]فإف ذلك ال يضر‪ ،‬ككذا لو قصر‬
‫الممدكد‪( .‬نجرم) لفظا) (قرز)‬

‫(‪)026/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(الحاؿ الثاني) قولو‪( :‬أك) كاف لحنا لو نظير في القرآف )(‪ ،()7‬أك أذكار الصبلة )(‪ ،()0‬لكنو كقع (في‬
‫القدر)(‪ ()3‬الواجب) من القراءة كاألذكار (كلم يعده) المصلي (صحيحا) )(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو صور ػ منها‪ :‬في تغيير الحركة‪ ،‬نحو أف يضم الباء من {رب العالمين} أك التاء من {أنعمت (‪)7‬‬
‫عليهم } أك ينصب الحاء من {نادل نوح} أك يرفعها من {أرسلنا نوحا} أك ينصب الجبللة‪ ،‬أك يحفضها‬
‫من قولو تعالى {كلقد نصركم اهلل في مواطن} كما أشبو ذلك‪ .‬كمنها في النقص‪ :‬أف يقوؿ في الذين‬
‫الذم‪ ،‬كمنها‪ :‬الجمع بين اللفظتين المتباينتين سهوا‪( .‬شرح بحر) كإنما فرقنا بين ما يوجد لو نظير‪ ،‬كما‬
‫ال يوجد؛ ألف ما ال يوجد لو نظير يصير من جنس الكبلـ الذم لم يشرع في الصبلة‪ ،‬كقد ثبت أنو‬
‫مفسد‪ ،‬عمده كسهوه‪ ،‬بخبلؼ مالو نظير فإنو يجرم مجرل بعض أذكارىا إذا جعل في غير موضعو‪،‬‬
‫كالقراءة حاؿ التشهد‪ ،‬فإف ذلك ال يفسد‪ .‬فإف قلت‪ :‬ىبل صحت كإف لم يعده صحيحا ? قلت‪ :‬إنو‬
‫مهما لم يعد فقد أتى بالقدر الواجب من األذكار في غير موضعو؛ ألف ىذا الذم لحن فيو جعلناه في‬
‫حكم ذكر في غير موضعو‪( .‬غيث) (قرز) (‪ )7‬كنظيرىا قولو تعالى‪{ :‬أذكركا نعمتي التي أنعمت‬
‫عليكم}‪.‬‬
‫(‪ )0‬مثل {سبلـ عليكم ال نبتغي الجاىلين} فقاؿ‪ :‬السبلـ عليكم فإنو ال يفسد؛ ألف لو نظيرا في أذكار‬
‫الصبلة‪ ،‬كىو السبلـ عليكم‪.‬‬
‫(‪ )3‬كجدت في بعض النعاليق ما لفظو‪ :‬كتحصيل الكبلـ في اللحن الواقع في الصبلة ػ إما أف يوجد مثلو‬
‫في القرآف‪ ،‬أك في أذكار الصبلة أـ ال‪ ،‬إف لم يوجد ػ بطلت صبلتو‪ ،‬كإف كجد فإما أف يكوف في القدر‬
‫الواجب‪ ،‬أك في الزائد‪ .‬إف كاف في الزائد لم تبطل صبلتو‪ ،‬كإف كاف في الواجب ػ فإف أعاده على الصحة‬
‫كالثبات ػ صحت‪ ،‬كإف لم يعده بطلت‪ .‬كقد تضمنو األزىار‪.‬‬
‫(‪ )4‬حيث كاف في الفاتحة‪ ،‬كإف كاف في الثبلث اآليات أعادىا‪ ،‬أك غيرىا؛ ألف المقصود اإلتياف‬
‫بالواجب صحيحا‪( .‬قرز) (كحاصلة) أف العمد‪ ،‬كما ال نظير لو‪ ،‬كما كاف في القدر الواجب‪ ،‬كلم يعد‬
‫صحيحا ػ مفسد مطلقا‪ .‬كالسهو كما لو نظير في القرآف‪ ،‬في الزائد على القدر الواجب‪ ،‬أك فيو كأعاده ػ‬
‫لم يفسد‪( .‬حاشية سحولي) كمثلو في (الغيث)‪( .‬قرز)‬

‫(‪)027/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( حتى خرج من الصبلة‪ ،‬فإف ذلك يفسد‪.‬‬


‫فأما لو كقع ذلك في الزائد على القدر الواجب من القراءة‪ ،‬أك في القدر الواجب‪ ،‬كأعاده صحيحا لم‬
‫يفسد‪ .‬مثالو‪ :‬أف يقرأ ( كنادل نوحا) سهوا منو‪ ،‬فإف قرأ ذلك عمدا فللمؤيد باهلل قوالف في صحة صبلة‬
‫من جمع بين لفظتين متباينتين )(‪ ()7‬عمدا‪.‬‬
‫(ك) (السادس) مما ألحق بالكبلـ المفسد (الجمع بين لفظتين متباينتين) )(‪ ()0‬نحو‪( :‬يا عيسى بن‬
‫موسى) أك (يا موسى بن عمراف) فإف ىذه األلفاظ أفرادىا في القرآف‪ ،‬ال تركيبها‪ ،‬فإذا جمع القارم بين‬
‫األفراد المتباينة‪ ،‬كركبها فإف كاف ذلك (عمدا) فسدت صلوتو‪ ،‬ذكره المؤيد باهلل في أحد قولين في‬
‫الزيادات)(‪ ،()3‬بخبلؼ ما لو كاف سهوا فإنو ال يفسد قوال كاحدا )(‪ ،()4‬ككذا لو جمع بين آيات‬
‫متفرقة (‪ )5‬نقلها‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬المختار الفساد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬أما لو قاؿ‪{ :‬قل} بنية الصمد‪ ،‬ثم جعلها للفلق‪ ،‬أك الناس‪ ،‬أك قاؿ‪{ :‬إذا} بنية {الشمس كورت}‬
‫ثم جعلها {السماء انفطرت} أك النصر‪ ،‬أك قاؿ‪{ :‬تبارؾ الذم} بنية الملك‪ ،‬ثم جعلها للفرقاف فسدت‪،‬‬
‫كمن جمع بين لفظتين متباينتين عمدا‪ ،‬كىذا منصوص عليو‪( .‬حماطي) ك(شرح األثمار) لكن ىذا‬
‫يخالف ما في (المعيار ) أف النية ال تعتبر‪ ،‬كما لو قصد بالقراءة (الشفاء)‪( .‬قرز) (*) أك جمع بين‬
‫ألفاظ‪.‬‬
‫(‪ )3‬سواء كقع في الزائد على القدر الواجب أك فيو‪ ،‬كسواء أعاده على كجو الصحة أـ ال‪ )*( .‬بل في‬
‫اإلفادة‪ ،‬كلم يذكره في الزيادات‪( .‬مرغم)‬
‫(‪ )4‬كالفرؽ بين جمع اآليات‪ ،‬كجمع األلفاظ األفراد ػ أف جمع األلفاظ يخرجو عن كونو قرآنا‪ ،‬بدليل‬
‫جواز التكلم بو للجنب‪ ،‬بخبلؼ اآليتين المتباينتين إذا اجتمعتا‪ ،‬كركبتا فالقرآف باؽ في أنو ال يجوز‬
‫للجنب التكلم بها‪ ،‬فيبطل ما قالو الفقيو يوسف‪( .‬تكميل) (*) إذا كاف في الزائد على القدر الواجب‪،‬‬
‫أك فيو كأعاده ضحيحا‪( .‬صعيترم)‬
‫(‪ )5‬كأما نقل بعض آية إلى بعض آية فذكر الفقيو محمد بن يحيى أنو مخل بالنظم فتفسد الصبلة‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬ال تفسد‪( .‬قرز)‬

‫(‪)028/0‬‬

‫_____________________________‬

‫بتركيبها‪ ،‬كجمع آية إلى آية فإف ذلك يصح‪ ،‬كال تفسد بو الصبلة )(‪.()7‬‬
‫)قاؿ موالنا عليو السبلـ)‪ :‬فأما ما قالو الفقيو محمد بن سليماف من أف في ىذا الكبلـ‪ ،‬أعني‪ :‬الحكم‬
‫بفساد الصبلة بالجمع بين اللفظتين المتباينتين ػ إشارة إلى أف المواالة بين القدر الواجب من اآليات‬
‫يلزـ ػ فذلك غير صحيح عندنا‪ ،‬كال مأخذ فيو إلى آخر ما ذكره عليو السبلـ‪.‬‬
‫(ك) (السابع) مما ألحق بالكبلـ المفسد (الفتح على إماـ) )(‪ ()0‬كمثالو‪ :‬أف يحصر اإلماـ في بعض‬
‫السور‪ ،‬بمعنى ال يذكر اآلية التي بعد ما قد قرأه من السورة‪ ،‬فإف المؤتم إذا قرأ تلك اآلية لينبو اإلماـ‬
‫على ما التبس عليو فسدت صلوتو‪ ،‬إف اتفق أحد أمور خمسة‪.‬‬
‫األكؿ‪ :‬أف يكوف ذلك اإلماـ (قد أدل) القدر (الواجب) من القراءة‪ ،‬كحصل اللبس بعد ذلك فإنو حينئذ‬
‫ال ضركرة تلجئ إلى الفتح عليو فتفسد؛ ألنو ال يجوز إال لضركرة‪ ،‬كىذا حكاه الفقيو محمد بن يحيى‬
‫حنش عن المذاكرين‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو صلى اهلل عليو كآلو كاف يقنت بقولو تعالى‪{ :‬ربنا ال تزغ قلوبنا} اآلية {كربنا ال تؤاخذنا} الخ‬
‫اآلية‪ ،‬فعلم بذلك أنو إذا جمع آية إلى آية ليكمل معناىا في نفسو من دكف تركيب ال مانع منو‪.‬‬
‫(صعيترم) ) (*) أك لفظات أيضا‪ ،‬كل لفظة يكمل معناىا مستقبل‪( .‬صعيترم) كعن القاضي (سعيد‬
‫الهبل)‪ :‬ال يصح‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬صوابو‪ :‬إمامو‪ .‬قاؿ في (الغاية)‪ :‬فإف (فتح) على غير إمامو فهو غير مشركع إجماعا‪ ،‬فإف قعل‬
‫بطلت صبلة الفاتح‪ ،‬عند القاسمية‪ ،‬كأبي حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ )*( .‬فإف لم ينتبو فلو العزؿ‪ ،‬كقيل‪ :‬بل لو أف‬
‫يلقنو حتى يستوفي القدر الواجب‪ ،‬كقواه (المفتي)‪ ،‬فإف لم ينتبو عزلوا في آخر ركعة‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‬
‫في قولو‪" :‬كيجب متابعتو إال في مفسد" (قرز) (*) يعني‪ :‬إمامو ما داـ مؤتما‪( .‬قرز)‬
‫(‪)029/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ )7(:‬كىذا فيو نظر (‪ )0‬ألف االخبار الواردة في الفتح لم تفرؽ بين القدر‬
‫الواجب كالزائد‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفى كبلـ الفقهاء نظر‪ ،‬كقياس المذىب ما ذكره المذاكركف‪.‬‬
‫(األمر الثاني) قولو‪( :‬أك) يكوف ذلك اإلماـ قد (انتقل) )(‪ ()3‬من تلك اآلية‪ ،‬أك السورة التي احصر‬
‫فيها؛ ألنو إذا قد انتقل استغنى عن الفتح‪ ،‬فكاف الفتح مفسدا‪.‬‬
‫(األمر الثالث) قولو‪( :‬أك) يحصر اإلماـ‪ ،‬كيفتح المؤتم عليو (في غير القراءة) من أذكار )(‪ ()4‬الصبلة‪،‬‬
‫أك أركانها‪ ،‬نحو‪ :‬أف يلتبس على اإلماـ كم قد ركع‪ ،‬فيقوـ المؤتم بعده‪ ،‬كيرفع صوتو بالتكبيرة ليعلمو؛‬
‫ألف ذلك جار مجرم الخطاب )(‪.()5‬‬
‫(األمر الرابع) قولو‪( :‬أك) يحصر اإلماـ‪ ،‬كيفتح عليو المؤتم (في) القراءة (السرية)(‪ ()6‬فإف الفتح حينئذ‬
‫مفسد‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالفقيو يحيى بن أحمد‪ ،‬كالفقيو يحيى بن حسن البحبيح‪.‬‬
‫(‪ )0‬قوم‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )3‬فإف اتفق الفتح كاإلنتقاؿ لم تفسد‪ ،‬كلعلو ظاىر األزىار‪( .‬مفتي) (قرز) فإف التبس فسدت؛ ألف‬
‫األصل في الصبلة تحريم المنازعة‪( .‬نجرم معنى) (قرز) كقيل‪ :‬ال تفسد؛ ألف األصل تحريم األفعاؿ ال‬
‫األقواؿ‪ ،‬كفي بعض الحواشي‪ :‬ألف األصل الصحة‪ )*( .‬في غير الفاتحة؛ ألف آياتها مرتبة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كالتشهد الواجب‪ ،‬كتكبيرات العيد‪ ،‬كالجنازة‪ )*( .‬ما لم يكن فرضو التسبيح‪ ،‬كفتح بو‪ ،‬لم تفسد‪.‬‬
‫ينظر فالقياس أنها تفسد؛ ألنو ال يتحمل عنو‪ ،‬كما في السرية‪( .‬ىداية)‬
‫(‪ )5‬فأما لو لم يرفع صوتو لكنو قاـ‪ ،‬كقصد بالقياـ تنبيو اإلماـ فلعلها ال تفسد؛ ألنو ليس بخطاب‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )6‬ألنو غير متحمل عنو القراءة‪ ،‬فكأنو غير إمامو‪( .‬صعيترم) (*) ىذا على قوؿ المنصور باهلل‪:‬إف أقل‬
‫المخافتة كأقل الجهر‪ .‬كعلى قوؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إنو ىيئة‪ .‬كقاؿ في (الزىور)‪ :‬الفتح‬
‫ال يتأتى في السرية‪.‬‬

‫(‪)072/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(األمر الخامس) قولو‪( :‬أك) يفتح عليو (بغير ما أحصر فيو) )(‪ ()7‬نحو أف يتلو عليو غير اآلية التي‬
‫نسيها‪ ،‬أك سبح‪ ،‬أك تنحنح‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إنو يصح الفتح بغير القراءة كالتكبير‪ ،‬كالتسبيح‪ ،‬كالتنحنح في‬
‫جميع األركاف‪.‬‬
‫[الفتح على اإلماـ]‬
‫تنبيو‬
‫اختلف العلماء في حكم الفتح على اإلماـ إذا كملت شركط جوازه‪ ،‬فقاؿ الفقيو يحيى بن أحمد)(‪()0‬‬
‫‪:‬إنو يستحب(‪ )3‬على ظاىر قوؿ أصحابنا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قيل‪ :‬كال يزيد على الذم يحصر فيو اإلماـ‪ ،‬فإف زاد فسدت‪( .‬زىور) (قرز) (*) في الفاتحة (‪ )7‬ال‬
‫في اآليات‪ ،‬يعني لو أحصر في آية ففتح عليو بآية أخرل فبل تفسد؛ ألنها ال تتعين‪ .‬ككذا لو قرأ الفاتحة‬
‫كسكت‪( ،‬فتح) عليو المؤتم بأم‪ :‬السور شاء إف كاف يحسن القراءة‪ ،‬فإف كاف ال يحسن إال بعض السور‬
‫كفتح عليو بغير ما يحسن فسدت؛ ألنو غير ما أحصر فيو‪( .‬مفتي) (‪ )7‬كظاىر األزىار عدـ الفرؽ‪.‬‬
‫(*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا استطعمكم اإلماـ فأطعموه} كذلك من باب التمثيل كالتشبيو؛‬
‫ألنهم يدخلوف القرآف في فيو كما يدخل الطعاـ‪( .‬ىداية)‬
‫(‪ )0‬كإذا (فتح) جماعة في حالة كاحدة صح‪ ،‬كلم تفسد صبلتهم‪( .‬قرز) (*) قاؿ اإلماـ شرؼ الدين‪:‬‬
‫كال يقاؿ‪ :‬إف الواجب أنما يتعين في الركعة األخيرة فبل يفتح عليو إال فيها؛ ألف كل ركعة تصلح لو‪ ،‬فبل‬
‫معنى لذلك‪() .‬شرح األثمار)( كىو مفهوـ األزىار في قولو‪" :‬كالفتح على إماـ قد أدل الواجب" ففهم‬
‫من ذلك أنو مهما لم يؤده (فتح) عليو‪ ،‬من غير فصل بين الركعة اآلخرة كما قبلها‪( .‬من خط القاضي‬
‫محمد بن علي الشوكاني) (*) ككذا يجوز الفتح على اإلماـ إذا ترؾ الجهر في صبلة الجهر إذا كاف‬
‫مذىبو الوجوب‪ ،‬فإف أخر الفتح عليو إلى آخر الركعة اآلخرة قبل الركوع جاز‪( .‬سلوؾ) كظاىر المذىب‬
‫خبلفو‪ ،‬بمعنى أنو يعزؿ‪ ،‬كال يجوز لو الفتح‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كيسجد لجبراف صبلتو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)077/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ المنصور باهلل [قول]‪ :‬إنو كاجب)(‪ ()7‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا قياس )(‪ ()0‬المذىب‪.‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ :‬إنو مكركه)(‪.()3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قواه (المفتي)‪ ،‬ك(التهامي)‪ ،‬كابن (راكع)‪ ،‬كالمتوكل على اهلل ػ في آخر ركعة‪ ،‬ال قبلها فيندب‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألنو ال يجوز لو الخركج من الصبلة مع إمكاف إصبلحها‪ ،‬فإذا لم يفتح المؤتم على اإلماـ تابع‬
‫اإلماـ حتى يهوم اإلماـ آلخر ركوع‪ ،‬كمتى ىول للركوع اآلخر عزؿ المؤتم صبلتو‪ ،‬كأتمها منفردا‪ ،‬فإف‬
‫خشي خركج الوقت عزؿ‪ ،‬كلم ينتظر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬ألنو تلقين‪ .‬قلنا‪ :‬خصو اإلجماع‪ ،‬بل حديث (إذا استطعمكم اإلماـ) الخ‪.‬‬

‫(‪)070/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) (الثامن) مما ألحق بالكبلـ المفسد‪( :‬ضحك))(‪ ()7‬كقع من المصلي حتى (منع) )(‪ ()0‬من‬
‫استمراره على (القراءة) فإنو مفسد إذا بلغ ىذا الحد‪ .‬ذكره أبو طالب‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل في اإلفادة‪ :‬الضحك المفسد أف يظهر معو صوت‪.‬‬
‫فجعلها علي خليل خبلفية بين السيدين‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كحقيقة) الضحك‪ :‬ىو انفتاح الوجو كالعينين مع الحاجبين‪ ،‬كتقلص الشفتين‪ .‬كقيل‪ :‬حصوؿ تفتح‬
‫الوجو كاألجفاف لمسرة أك عجب‪( .‬زمخشرم) (*) ضحك ككتف‪( .‬قاموس) بفتح الضاد ككسرىا‪ ،‬مع‬
‫سكوف الحاء‪ .‬كبكسرىما معا‪( .‬قاموس)‪.‬‬
‫(‪ )0‬خبر عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو كاف يصلي كخلفو أصحابو‪ ،‬فجاء رجل أعمى كثمة بئر‬
‫على رأسها خصفة‪ ،‬فتردل فيها‪ ،‬فضحك القوـ‪ ،‬فأمر رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم من ضحك‬
‫بإعادة الوضوء كالصبلة؛ ألنو ينتقض الوضوء إذا كاف معصية‪ ،‬كما ال ينقض الوضوء في غير الصبلة من‬
‫الضحك إال ما كاف معصية هلل‪ ،‬قياسا على األحداث إذا كانت ناقضة للوضوء في غيرىا‪( .‬من أصوؿ‬
‫األحكاـ) كما ركم أف ابن أـ مكتوـ كقع في بئر‪ ،‬فلما رآه أىل الصف األكؿ ضحكوا لوقعتو‪ ،‬كضحك‬
‫لضحكهم أىل الصف الثاني ػ فأمر أىل الصف األكؿ بإعادة الصبلة‪ ،‬كأىل الصف الثاني بإعادة الوضوء‬
‫كالصبلة‪ .‬كالحجة‪ :‬ما ركم أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أمر الذين ضحكوا خلفو‪ ،‬كىم في الصبلة‪،‬‬
‫حين سقط األعمى ػ بإعادة الوضوء كالصبلة جميعا‪( .‬انتصار) ركاه أبو العالية‪ .‬قاؿ في الشفا‪ :‬كىو‬
‫متأكؿ عندنا على أنهم ضحكوا مختارين مع إمكاف ترؾ الضحك‪ ،‬فيكوف الضحك حينئذ معصية‪ .‬كقد‬
‫تقدـ في الوضوء أنو ال يوجب الوضوء إال إذا تعمد؛ ليكوف معصية‪.‬‬

‫(‪)073/0‬‬

‫_____________________________‬
‫كحاصل ىذه المسألة‪ :‬أنو إما اف يبدك صوتو أك ال‪ .‬كاألكؿ إما أف يختار الضحك أك سببو أك ال‪.‬‬
‫فاألكؿ)(‪ ()7‬يفسد إجماعا‪ .‬كالثانى يفسد)(‪ ()0‬على ما يقتضيو ظاىر المذىب‪ ،‬ككبلـ الساىي‪ .‬خبلفا‬
‫للشافعي؛ ألنو يقوؿ‪ :‬كبلـ الساىي ال يفسد‪.‬‬
‫كقاؿ علي خليل‪ :‬يحتمل أف ال يفسد كالسعاؿ الغالب‪.‬‬
‫كإف لم يكن معو صوت ػ فإف كاف تبسما )(‪ ()3‬ػ لم يفسد باإلجماع‪.‬‬
‫كإف مؤل فاه حتى منعو من القراءة تحقيقا أك تقديرا فالخبلؼ بين السيدين )(‪.()4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬حيث بدا صوتو‪ ،‬كاختار الضحك‪ ،‬كينتقض الوضوء (قرز) (*) ما تعمد‪ ،‬كأمكن دفعو‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىو حيث ال يختار الضحك‪ ،‬كال سببو‪ ،‬مع بدك صوتو‪ ،‬كال ينتقض كضوءه كما تقدـ في الوضوء‬
‫أنو ال ينقضو إال تعمد القهقهة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كلم يمنع القراءة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬المذىب الفساد‪ .‬كىو ظاىر األزىار‪( .‬قرز)‬

‫(‪)074/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) التاسع مما ألحق بالكبلـ المفسد‪( :‬رفع الصوت) )(‪ ()7‬بشيء من أذكار الصبلة إذا قصد بالرفع‬
‫(إعبلما) )(‪ ()0‬لغيره أنو في الصبلة (إال) أف يقصد اإلعبلـ (للمار) خوفا منو‪ ،‬أك عليو)(‪ ()3‬أك اختبلؿ‬
‫الصبلة بفعل مكركه فيها‪ ،‬كالمركر بين مسجده كقدميو )(‪( ()4‬أك) يقصد بو إعبلـ (المؤتمين)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (البرىاف)‪ :‬ككذا من قرأ قراءة المشايخ التي ال يعرفها المؤتموف‪ ،‬يريد تعريفهم بمعرفتو لم‬
‫تصح صبلتو عند الهدكية‪ ،‬كمن رفع صوتو بالقراءة إعبلما للغير‪ .‬قاؿ في (البرىاف)‪ :‬كألف ذلك رياء‪،‬‬
‫كقد قيل‪ :‬أقل الرياء أف يعمل شيأ هلل‪ ،‬لكنو يحب أف يطلع عليو غيره‪ ،‬كيفهمو‪ ،‬كلم يدافع ذلك عن‬
‫يفسو‪( .‬بياف) (قرز) (*) اإلشارة بالقوؿ في الصبلة مفسدة‪ ،‬ال بالفعل إال أف يبلغ فعبل كثيرا؛ ألف النبي‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم كاف يشير برأسو للسبلـ في حاؿ الصبلة‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬فرع) فإف قرأ المصلي قاصدا لبلستحفاظ‪ ،‬أك االست(شفاء) أجزأه للصبلة إذا لم تغير القراءة‪،‬‬
‫غايتو أنو لم يعتقد كونو للصبلة‪ ،‬كال تجب ىذه النية‪ ،‬كجعلو لبلستحفاظ ال يخرجو عن كونو قرآنا بعد‬
‫فعل ما أشار إليو بقولو‪( :‬اقرؤا ما تيسر من القرآف)‪( .‬معيار) ك(نجرم) (قرز)‬
‫(‪ )3‬أك على غيره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬لو كقف أحدكم مائة عاـ كاف خيرا لو من أف يمر بين يدم أخيو‬
‫كىو يصلي)‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )5‬كندب رفع المعلم على نشز‪( .‬نجرم) من الجماعة‪ )*( .‬فإف عرؼ المؤتموف حاؿ اإلماـ‪ ،‬أك أعلم‬
‫كاحدا بعد كاحد ? قيل‪ :‬فسدت‪ .‬كقيل‪ :‬ال تفسد؛ ألف قصد اإلعبلـ مشركع‪( .‬سماع سحولي) (قرز)‬
‫كقد ذكر في (الغيث) أف المؤتم بالنظر إلى من بعده‪ ،‬ال من قبلو‪ ،‬فتفسد إذا قصد إعبلمهم بالفتح على‬
‫اإلماـ‪( .‬سماع) [كقيل‪ :‬ال تفسد‪( .‬قرز)](*) فإف قيل‪ :‬ىبل جاز ذلك للمؤتم إعبلما لمن بعده‪ ،‬أك كما‬
‫يجوز لئلماـ إعبلما للمؤتم ? قلت‪ :‬إف رفع الصوت جار مجرل الخطاب‪ ،‬ككلو محرـ إال ما خصو دليل‪،‬‬
‫كالحكم بالنظر إلى من بعده‪ ،‬كاإلماـ‪ ،‬بخبلؼ من قبلو فإف ذلك مفسد‪ ..‬كقيل‪ :‬ال يفسد‪( .‬قرز)‬

‫(‪)075/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( بو‪ ،‬نحو رفع الصوت بتكبير النقل‪ ،‬أك بلفظ التسميع‪ ،‬أك بالقراءة ليعلم المؤتمين بذلك‪.‬‬
‫كىل يجوز ذلك للمؤتمين إذا أرادكا إعبلـ من بعدىم‪ ،‬كما يجوز لئلماـ ?‪.‬‬
‫ذكر الفقيو يوسف في باب صبلة الجماعة عن الشرح‪ :‬أنو يجوز أف يرفع بعض المؤتمين صوتو)(‪()7‬‬
‫للتعريف على أصل المذىب‪ ،‬كحكاه عن أصحاب الشافعي‪.‬‬
‫(نعم) كفى ىذه المسألة أقواؿ األكؿ المذىب‪ ،‬كىو أف قصد اإلعبلـ برفع الصوت يفسد‪ ،‬كلو قصد‬
‫مجموع اإلعبلـ كالقراءة‪ ،‬إال في الموضعين المقدـ ذكرىما‪ ،‬كىو قوؿ أبي حنيفة‪ ،‬كمحمد‪.‬‬
‫(القوؿ الثاني) للشافعي‪ ،‬كأبي يوسف‪ ،‬كركاه في الكافي عن الناصر‪ :‬إف ذلك ال يفسد مطلقا‪ ،‬كلو قصد‬
‫بالرفع مجرد اإلعبلـ‪.‬‬
‫(القوؿ الثالث) للمؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬إنو إف قصد األمرين معا لم تفسد )(‪ ،()0‬كإف قصد‬
‫اإلعبلـ فقط أفسد‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ بعض أئمتنا‪ :‬فلو زاد على المحتاج إليو‪ ،‬أك فعلو اثناف‪ ،‬أك أعلم بعض المؤتمين ما في موضع‬
‫صغير‪ ،‬ال يحتاج فيو إلى إعبلـ فصبلة المعلم صحيحة؛ لجواز غفلة غافل لو لم يجهر المعلم‪( .‬تكميل)‬
‫كاختاره ابن (راكع) في شرحو على األثمار‪( .‬قرز) كعن اإلماـ المهدم المطهر بن محمد بن سليماف‪:‬‬
‫أنها تفسد؛ ألنو لم يؤذف لو بذلك‪.‬‬
‫(‪ )0‬قلنا‪ :‬التشريك في العبادة مبطل‪ ،‬كلو كىب هلل كللعوض‪ ،‬فللعوض‪( .‬بحر)‬

‫(‪)076/0‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ القاسم‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كمالك‪ :‬إنو يجوز الدعاء في الصبلة بخير الدنيا )(‪ ()7‬كاآلخرة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬يغير القرآف (*) اعلم أف القنوت بالقرآف إذا قصد بو الدعاء لم يفسد (‪ )7‬كنت أقولو نظرا‬
‫فوجدتو منصوصا عليو في الجواىر كالدرر المنتزعة من شرح أبي مضر (‪ )0‬فإف قيل‪ :‬إف الهادم منع‬
‫من الدعاء في الصبلة ? قلنا‪ :‬مراده عليو السبلـ الدعاء الذم من غير القرآف؛ ألنو كبلـ‪ ،‬كالرسوؿ صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم يقوؿ‪( :‬إف ىذه صبلتنا ال يصح فيها شيء من كبلـ الناس) كالقرآف كبلـ اهلل‪ ،‬ال‬
‫كبلـ الناس‪ ،‬ثم إف اهلل تعالى أعلم عباده كيف يدعوف‪ ،‬دليلو الدعاء الذم في القرآف‪ ،‬كذا نقل من‬
‫حاشية تعليق (الصعيترم) (‪ )0‬قاؿ في شرح أبي مضر عن الهادم‪ :‬إف القرآف ال يفسد الصبلة‪ ،‬كلو‬
‫قصد بو الدعاء‪ ،‬كقد توىم أف الهادم يمنع من ذلك‪ ،‬كىو كىم‪( .‬تعليق زيادات) (‪[ )7‬بل ىو المندكب‬
‫كما تقدـ في القنوت بالقراف‪ ،‬الذم فيو دعاء مندكب كبغيره مكركه‪(.‬قرز) ]‬

‫(‪)077/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬يجوز بخير اآلخرة فقط‪ .‬كقاؿ الهادم‪ :‬ال يجوز بهما (‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إف صبلتنا ىذه ال يصلح فيها شيء من كبلـ الناس إنما الصبلة‬
‫التحميد‪ ،‬كالتسبيح‪ ،‬كقراءة القرآف) كبعض الركايات (التكبير) كال شك بأف التامين ليس ىو من ىذه‬
‫األشياء‪ ،‬فلم يكن من الصبلة‪ ،‬كال من إصبلحها فثبت أنو مفسد‪( .‬شرح تكميل) كيكره ترؾ الدعاء‬
‫عقيب الصبلة؛ لقولو تعالى‪{ :‬فإذا فرغت فانصب[كإلى ربك فارغب} أم‪ :‬بالدعاء‪ ،‬كلو بعد الفراغ‪،‬‬
‫لكن يدعو بقدر القنوت‪ ،‬أك التشهد‪ ،‬كأما المنفرد فإنو يطوؿ ما شاء‪( .‬بحر) كاهلل اعلم ] كيستحب‬
‫الدعاء سرا ال جهرا؛ لقولو‪{ :‬ادعوا ربكم تضرعا كخفيو إنو ال يحب المعتدين} كقد قيل في تفسير‬
‫االعتداء‪ :‬إنو الجهر بالدعاء‪ .‬كقد قيل‪ :‬إنو الدعاء بما ال يستحقو‪ ،‬كببلغو درجة األنبياء‪ ،‬كقيل‪ :‬إنو‬
‫اإلكثار في الدعاء‪ .‬كأما التضرع فقيل‪ :‬إنو التذلل كالخشوع‪ .‬كقيل‪ :‬إنو الجهر ػ جاىرنا بالدعاء جهرا‬
‫كخفيو ػ‪ .‬كقولو تعالى‪{ :‬كدكف الجهرمن القوؿ} قيل‪ :‬إنو ما بين الجهر كالمخافتة‪ ،‬فكأنو تعالى أمرنا‬
‫بالدعاء جهرا كسرا‪ ،‬كما بينهما‪( .‬ذكر ذلك في الثمرات) كقيل‪ :‬إف التضرع‪ :‬ىو رفع اليدين إلى‬
‫المنكبين‪ ،‬كاالبتهاؿ‪ :‬ىو رفعهما إلى فوؽ الرأس‪( .‬ركاه في التفسير عن ابن عباس)‪(.‬بستاف) كعن النبي‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم (سيكوف قوـ يعتدكف بالدعاء‪ ،‬كحسب المرء أف يقوؿ‪ :‬اللهم إني أسالك‬
‫الجنة‪ ،‬كما يقرب إليها من قوؿ كعمل‪ ،‬كنعوذ بك من النار كما يقرب إليها من قوؿ كعمل‪ ،‬ثم قراء قولو‬
‫تعالى‪{ :‬انو ال يحب المعتدين}‪( .‬من تفسير السيد علي بن القاسم}‪ .‬كفي البحر ما لفظو‪ :‬كالقاعد‬
‫يبسط يده على فخذيو‪ ،‬كالتضرع رفعهما قليبل‪ ،‬كاإلبتهاؿ إلى حذا الصدر‪( .‬من باب الحماعة)‪( .‬قرز)‬
‫كسيأتي حاشية على قولو‪ :‬كيجأركف بالدعاء قبل قولو‪( :‬فصل كالمسنوف) الخ فراجعو‪.‬‬

‫(‪)078/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كحكى الفقيو محمد بن يحيى حنش عن المؤيد باهلل أنو قاؿ‪ :‬كال أعرؼ أحدا غير الهادم منع من‬
‫الدعاء بخير اآلخرة‪.‬‬
‫(ك) النوع (الرابع) من المفسدات قولو‪ :‬كتفسد الصبلة (بتوجو كاجب)(‪ )7‬على المصلي (خشى فوتو‬
‫كإنقاذ غريق))(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬غير صبلة‪ ،‬ال ىي فسيأتي في قوؿ اإلماـ‪" :‬قدـ ما خشي فوتو"‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك طفل خشي ترديو‪( .‬كابل) (قرز)[اك دفع ضرر حية‪ ،‬أك نار‪ ،‬أك سبع‪( .‬بياف)]‪.‬‬
‫(*) محترـ حيث غلب على ظنو أنو ينقذه كإال لم تفسد‪( .‬قرز) (*) كضابطو كل (‪ )7‬حيواف لم يمكنو‬
‫التخلص‪ ،‬كال يمكن مالكو إنقاذه‪ ،‬ككاف مما ال يهدر‪ ،‬كال رخص فيو اإلجماع‪ ،‬فإف كاف يمكنو التخلص‪،‬‬
‫أك كاف مالكو حاضرا يمكنو انقاذه (‪ )0‬أك كاف مما يهدر شرعا‪ ،‬أك كقع اإلجماع في التسامح بإنقاذه‬
‫كالذباب‪ ،‬كالذر‪ ،‬كالديداف الصغار كنحوىا ػ لم يجب انقاذه ألجل اإلجماع؛ ال لجواز قتلو‪ ،‬فبل يجوز‬
‫الحترامو‪ .‬كقواه (المفتي) (‪ )7‬كفي (حاشية سحولي) ما أمرنا بحفظو‪ ،‬كنهينا عن قتلو‪( .‬قرز) (‪)0‬‬
‫كأنقذه‪ ،‬ال لو امتنع من إنقاذه‪ ،‬فامتناعو منكر‪ ،‬فيجب الخركج‪ ،‬كأمر مالكو من باب النهي عن المنكر‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(*) ىذا الحصر قد تضمن جميع المفهوـ كالمنطوؽ‪ ،‬من قولو‪" :‬كبتوجو كاجب خشي فوتو" إلى قولو‬
‫في الجماعة‪" :‬كالزيادة من جنسها" كىو قولو‪" :‬كعلى الجملة أف ىذه المسألة تتصور في ست صور ػ‬
‫األكلى‪ :‬أف نقوؿ‪ :‬كاجباف خشي فوتهما قدـ غير الصبلة؛ الأىا تقضى‪ ،‬كىو ال يقضى‪ ،‬سواء كاف قد‬
‫دخل فيها أـ ال‪ .‬الثانيو‪ :‬حيث خشي فوت أحدىما قدمو مطلقا‪ .‬الصورة الثالثة‪ :‬حيث لم يخش فوتهما ػ‬
‫فإف تضيق كىي موسعو قدمو‪ ،‬سواء كاف قد دخل فيها أـ ال؛ ألف االستمرار فيها حينئذ منكر (‪ )7‬كىو‬
‫منطوؽ األزىار‪ .‬كالعكس قدمها‪ .‬الصورة الرابعة‪ :‬تضيقا معا‪ ،‬قدـ حق اآلدمي‪ ،‬حيث لم يكن قد دخل‬
‫فيها‪ ،‬كإال أتمها؛ إذ الخركج منها محظور‪ ،‬كىو مفهوـ قولو‪" :‬كىي موسعة"‪ .‬الصورة الخامسة‪ :‬موسعاف‬
‫معا‪ .‬خير‪ ،‬كىو صريح قولو في آخر الشرح‪" :‬فبل ترجيح ألحدىما على اآلخر"‪ .‬السادسة‪ :‬حيث‬
‫تعارضت الصبلة كإزالة المنكر قدـ إزالتو (‪ )0‬على كل حاؿ؛ ألف ترؾ الواجب أىوف من فعل المحظور‪.‬‬
‫جمع الحصر عبلمة العصر صفي الدين أحمد بن محمد الحرازم‪[ )7( .‬قاؿ في (شرح الفتح)‪ :‬كإف‬
‫كاف قد دخل في الصبلة كخرج منها‪ .‬كفيو ما فيو؛ ألنو ال يقاؿ‪ :‬ليس لمن لو الوديعو مطالبتو بعد‬
‫الدخوؿ؛ إذ الخركج منها غير جائز‪ ،‬كاشتغالو بتمامها يصير معفوا عنو‪ ،‬كما قالوا إذا لم يكن حاضرا‪،‬‬
‫ككما قاؿ اإلماـ في حاشية فوت االختيار‪ .‬كقد ذكر في البحر في الوكالة ما لفظو‪ :‬كيضمن الوكيل‬
‫بالتراخي عن الرد بعد الطلب إال لعذر‪ ،‬كلو لم تضيق‪ ،‬أك بيع كشراء‪ ،‬أك كقت نوـ‪ ،‬أك في الحماـ‪ ،‬أك‬
‫ضاع المفتاح‪ .‬كىذا كالصريح بما أشرت إليو فافهم‪( .‬شرح فتح) (‪ )0‬مع إمكاف اإلزالو‪ ،‬أك التقيليل‪،‬‬
‫كتكامل الشركط المعتبرة‪.‬‬

‫(‪)079/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( فإنو يلزمو الخركج من الصبلة لفعل ىذا الواجب‪ ،‬فإف لم يفعل فسدت)(‪ ()7‬كسواء كاف عركض ىذا‬
‫الواجب في أكؿ الوقت أـ في آخره فإنو يجب تقديمو‪ ،‬كلو فات الوقت‪.‬‬
‫كمثل إنقاذ الغريق إزالة منكر)(‪ ()0‬تضيق‪ ،‬أك رد كديعة يخشى فوت صاحبها )(‪( ()3‬أك) عرض كاجب‬
‫لم يخش فوتو‪ ،‬لكنو قد (تضيق) )(‪ ()4‬كجوبو‪ ،‬بمعنى‪ :‬أنو ال يجوز تأخيره عن تلك الحاؿ (كىي) أم‪:‬‬
‫الصبلة التي قد دخل فيها (موسعة) بمعنى‪ :‬أنو لما يتضيق كجوبها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو انتهى حاؿ الغريق إلى السبلمة؛ ألنو قد كجب عليو‪ ،‬كاستمراره على ذلك معصية‪ ،‬كىو ظاىر‬
‫األزىار‪ .‬كعن (الشامي) إذا توجو عليو انقاذه فأنقذه غيره اعتبر اإلنتهاء‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالقتل‪ ،‬كنحوه‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك تضرره‪ )*( .‬بأف يسافر كال يرجي عوده‪( .‬إمبلء مفتي) كفي بعض الحواشي‪ :‬أنو إذا خشى فوتو‬
‫في تلك الحاؿ أخر الصبلة‪ ،‬كإف كاف راجيا لعوده‪ ،‬كىو ظاىر إطبلؽ (الصعيترم)‪ ،‬كىو قوم‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬موسعاف معا فمخير‪ ،‬مضيقاف معا قدـ حق اآلدمى‪ ،‬مضيق كموسع قدـ المضيق كجوبا‪( .‬قرز) (*)‬
‫قاؿ سيدنا‪ :‬كلو غلب على ظنو أف غريمو يطالبو في كل كقت إال في كقت الصبلة فإنو يرضي لو أف‬
‫يصلي جاز لو أف يصلي في أم‪ :‬كقت‪( .‬زىور) (قرز)‬

‫(‪)002/0‬‬

‫_____________________________‬

‫مثاؿ ذلك‪ :‬أف تدخل في الصبلة في أكؿ الوقت‪ ،‬فلما أحرمت أتى غريمك )(‪ ()7‬بالدين‪ ،‬أك من لو‬
‫عندؾ كديعة فطالبك بهما‪ ،‬كحرج عليك في التأخير(‪ )0‬حتى تتم الصبلة فإنو حينئذ يجب‬
‫الخركج)(‪ ()3‬من الصبلة عندنا‪،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىل تفسد صبلة المطالب بالعمل كالمطالب بالدين ? نعم حكمهما (‪ )7‬كاحد‪ .‬ككذا اإلماـ إذا‬
‫طلب الجهاد‪ ،‬كالزكج طلب الوطء من الزكجة‪( .‬زىور معنى) حيث كانت األجارة صحيحة؛ ألف المنفعة‬
‫كالماؿ‪ ،‬كلذلك صحت مهرا (‪ )7‬سيأتي في األجارة أف كقت الصبلة مستثنى في حق األجير فبل‬
‫تفسد‪ ،‬كلو في أكؿ الوقت في الصبلة الواجبة‪ ،‬كأما النافلة فتفسد‪ ،‬كما سيأتي‪( .‬مفتي) (قرز) (*) قاؿ‬
‫في (الغيث)‪ :‬حاصل المسألة أف المصلي ال يخلو إما أف يكوف متمكنا من الرد كالقضاء أك ال‪ .‬إف لم‬
‫يكن متمكنا لم يلزـ الخركج‪ ،‬كصحت صبلتو‪ ،‬كإف كاف متمكنا فبل يخلو إما أف يخشى فوت المالك أـ‬
‫ال‪ ،‬إف خشي لزمو الخركج‪ ،‬كلو في آخر الوقت‪ ،‬كإف لم يخش ذلك ػ فبل يخلو إما أف يكوف في آخر‬
‫الوقت أك في أكلو إف كاف في آخره قدـ الصبلة [حيث لم يخش فوت المالك‪( .‬قرز) ]كإف كاف في‬
‫أكلو فبل يخلو إما أف يكوف بينو كبين مالو مسافة يقدر الصبلة‪ ،‬أك أقل من ذلك‪ ،‬إف كاف بينو كبين مالو‬
‫تلك المسافو جاز لو أف يصلي آخر الوقت؛ ألنو مستثنى لو قدرىا‪ ،‬كليس السير مقصودا‪ ،‬كإنما‬
‫المقصود الماؿ‪ ،‬كقد عفي لو عن قدر الصبلة فاستول أكؿ الوقت كآخره؛ ألف تعجيل الصبلة ال يوجب‬
‫تعجيل القضاء‪ ،‬كإف كاف الماؿ في مسافة أقل من ذلك لزمو الخركج‪ ،‬كفسدت إف لم يفعل ما قدمنا‪.‬‬
‫(غيث بلفظو) كقد مر مثل ىذا في شرح قولو‪ :‬كإباحة ملبوسو‪( .‬كلفظ البياف)‪ :‬كيرد المغصوب كلو لم‬
‫يطلب إذا كاف يمكنو (‪ )7‬ذلك كلو في كقت الصبلة‪ ،‬فيقدمو عليها‪ ،‬كالظاىر كجوب السير‪ ،‬كىو ظاىر‬
‫األزىار‪ ،‬كقواه السيد حسين (التهامي)‪[ )7( .‬يعني‪ :‬لم يكن ثم عذر مانع]‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬لم يعذره ‪،‬‬
‫(‪ )3‬مع اإلمكاف‪( .‬بياف لفظا) كال فرؽ؛ ألنو يتضيق بالطلب‪( .‬قرز)‬

‫(‪)007/0‬‬

‫_____________________________‬

‫فإف لم يخرج فسدت )(‪ ()7‬الصبلة عندنا‪.‬‬


‫فأما لو كانت الصبلة قد تضيق كقتها )(‪ ()0‬فإنو ال يجب الخركج‪ ،‬بل يلزـ اإلتماـ )(‪.()3‬‬
‫(نعم) كقاؿ في الكافي كبلما معناه‪ :‬أف من خالف في صحة الصبلة في الدار المغصوبة )(‪ ()4‬يخالف‬
‫في صحة الصبلة ىنا لو لم يخرج‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬إال أف ألبي طالب احتماال يقتضى أنها ال تفسد ىنا؛ ألف الصبلة ليست‬
‫المانعة)(‪ ()5‬من الواجب؛ ألنو يمكن االمتناع من دكنها‪ ،‬بخبلؼ الدار المغصوبة فبل احتماؿ؛ ألف‬
‫الصبلة فيها بنفسها معصية‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) إذا كاف بينو كبين مالو مسافة كقت الصبلة (‪ )7‬فطالبو صاحب الدين أكؿ كقت الصبلة كاف‬
‫لو أف يصلي أكؿ الوقت‪ ،‬ثم يسير؛ ألف مقدار الصبلة مستثنى لو‪ ،‬كليس السير مقصودا في نفسو(‪.)0‬‬
‫كالمختار‪ :‬كجوب السير مطلقا‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪ ،‬كقواه (التهامي)‪( .‬قرز) (‪ )0‬كإنما المقصود تعجيل‬
‫الماؿ‪ ،‬كقد عفي لو ىذا المقدار‪ ،‬فاستوم أكؿ الوقت كآخره؛ ألف تعجيل الصبلة ال يوجب تأخير‬
‫القضاء‪( .‬زىور) أجازه (حثيث) (‪ )7‬كإف كاف الماؿ في مسافة أقل من ذلك لزـ الخركج‪ ،‬فإف لم يخرج‬
‫فسدت‪.‬‬
‫(*) كإنما تفسد حيث كاف الغريم موسرا يمكنو التخلص قبل خركج الوقت‪ ،‬كإال لم تفسد‪ ،‬كلم يلزـ‬
‫تأخيرىا الرتفاع علة كجوبو‪( .‬بحر) كىي عدـ تضيق القضاء‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )0‬اختيارا في حق من يجب عليو التوقيت‪ ،‬كاضطرارا في غيره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬إذا حصلت مجرد المطالبة فقط‪ ،‬كأما إذا خشي فوتو فيجب الخركج‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )4‬أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫(‪ )5‬قلت‪ :‬يمكن أف يقاؿ‪ :‬نفس الصبلة مع المطالبة قبيح‪ ،‬كاالمتناع من القضاء مع عدـ الصبلة قبيح‪،‬‬
‫فكل منهما قبيح على طريق البدؿ‪( .‬مفتي) إذ ىو منهي عن كل صفة ضد للمأمور بو على جهة اإللتزاـ‪.‬‬
‫(شامي)‬

‫(‪)000/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(قيل) ػ القائل ىو علي خليل ػ ‪ :‬كتحقيق ذلك أنو قاؿ ما معناه‪( :‬أك) إذا عرض للمصلي كاجب لم‬
‫يتضيق‪ ،‬لكنو (أىم منها) )(‪ ()7‬أم‪ :‬من الصبلة‪ ،‬كلو كاف ال يخشى فوتو إذا صلى فإنو يجب تقديمو‬
‫على الصبلة‪ ،‬كلو كانا جميعا موسعين‪ ،‬إذا (عرض) ىذا الواجب األىم (قبل الدخوؿ فيها)(‪ ()0‬أم‪ :‬في‬
‫الصبلة‪ ،‬فقدـ فعل الصبلة على ذلك الواجب فسدت )(‪.()3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىي موسعة‪.‬‬
‫(‪ )0‬ال بعد الدخوؿ فيها فبل يجب الخركج اتفاقا‪( .‬كابل) بل يخرج‪ ،‬كىو المذىب؛ ألف كجوده منكر‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )3‬المراد‪ :‬ال تنعقد‪.‬‬

‫(‪)003/0‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كمثاؿ ذلك يصعب تحقيقو )(‪ ،()7‬كقد مثلو بعض المذاكرين(‪ )0‬بما لو أخذ‬
‫ثوب إنساف )(‪ ()3‬كعرؼ أف اآلخد ال يتلفو في الحاؿ‪ .‬كىذا فيو نظر؛ ألف نفس القبض قبيح‪ ،‬فهو‬
‫مضيق‪ .‬قاؿ‪ :‬كلعل األقرب (‪ )4‬في مثالو أف يكوف للمصلي جدار منصدع)(‪ ()5‬قد كجب عليو إصبلحو‬
‫لتجويز )(‪ ()6‬إضراره‪ ،‬لكنو يظن أنو ال يحصل بو إضرار قبل فراغو‪ ،‬فوجوب إصبلحو حينئذ موسع‬
‫كالصبلة‪ ،‬لكن إصبلحو أىم لكونو حقا للغير‪ ،‬كدفع إضرار مجوز(‪ .)7‬قاؿ‪ :‬كالصحيح أنو ال يجب‬
‫تقديم اإلنكار على الصبلة حيث المنكر ال يخشى كقوعو؛ ألنهما كاجباف لم يتضيق أحدىما فبل‬
‫ترجيح(‪ )8‬ألحدىما على اآلخر‪ ،‬كلهذا أشرنا إلى ضعف المسألة بقولنا‪ :‬قيل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل يعدـ؛ ألنو ال يوجد منكر موسع‪ ،‬كمن قاؿ‪ :‬إنو يوجد فهو غلط غير صحيح فافهم‪( .‬نجرم)‬
‫(*) أم‪ :‬ال يوجد لو نظير‪.‬‬
‫(‪ )0‬الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلو ىازال‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬على أصلو‪.‬‬
‫(‪ )5‬كاألكلى أف يقاؿ في مثالو‪ :‬أف تعلم جرة خمرا كأنت آمن من الفساؽ أنهم ال يشربونها في الحاؿ‬
‫قبل الفراغ من الصبلة‪ ،‬فهذه الصورة أنت مخير إف شئت قدمت إراقة الخمر‪ ،‬كإف شئت قدمت‬
‫الصبلة‪( .‬نجرم) قلت‪ :‬نفس كجودىا منكر لوجوب إراقتو‪( .‬بحر) (قرز) (*) أم‪ :‬متهدـ‪.‬‬
‫(‪ )6‬ينظر فإنو ال يجب اإلصبلح مع التجويز للضرر‪ ،‬كقد تقدـ في باب قضاء الحاجة (‪ )7‬ما يضعف‬
‫ىذا‪ ،‬كسيأتي في الجنايات في قولو‪" :‬كىي على عاقلة العالم متمكن اإلصبلح" (‪ )7‬في قولو‪" :‬كجميع‬
‫ىذه إف علم قاضي الحاجة" الخ شرح قولو‪" :‬كاتقاء المبلعن"‪.‬‬
‫(‪ )7‬صوابو‪ :‬مظنوف؛ ألف التجوز ال حكم لو‪.‬‬
‫(‪ )8‬كال يجوز لو الخركج من الصبلة لواجب موسع‪ ،‬كىو كقضاء الدين‪ ،‬حيث لم يطالب‪ ،‬أك لمنكر ال‬
‫يفوت‪ ،‬فإف كانا مضيقين قدـ ما ال يمكن قضاؤه فيقدـ قضاء الدين كنحوه؛ ألنو اليمكن قضاؤه‪.‬‬
‫(صعيترم)‬

‫(‪)004/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الصلوه (في الجماعة ك) في (الزيادة) عليها (من جنسها) )(‪ ()7‬نحو زيادة ذكر‪ ،‬أك ركن‪ ،‬أك ركعة‬
‫تفسد (بما سيأتي) في باب صلوة الجماعة‪ ،‬كفي باب سجود السهو إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما من غير جنسها فهو كبلـ مفسد‪ ،‬كمن ذلك التأمين عقيب الفاتحة‪ ،‬فأما لو شدد الميم لم‬
‫تفسد؛ ألف ذلك موجود في القرآف [أك قصر الهمزة‪( .‬قرز)](*) فالزيادة حيث يكوف ركنا عمدا‪،‬‬
‫كالمخالفو يعني‪ :‬إلمامو بحيث يكوف في ما يجب عليو متابعتو فيو‪ ،‬ككاف بركنين أك أكثر‪( .‬بحر)‬

‫(‪)005/0‬‬

‫_____________________________‬

‫باب (ك) صبلة (الجماعة)(‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬كالجماعة مشتقة من االجتماع‪ ،‬كفي أقل الجمع خبلؼ‪ ،‬كأما ىنا فاتفاؽ أف أقلو اثناف؛ لقولو صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬االثناف جماعة (ألف حكم صبلة الجماعة يحصل بهما‪ ،‬كفي (الديباج) ما لفظو‪:‬‬
‫كال خبلؼ أف صبلة الجماعة تنعقد باثنين‪ ،‬ال لكونهما جمعا‪ ،‬بل للخبر‪ ،‬كىو (االثناف فما فوقهما‬
‫جماعة) بمعنى‪ :‬أنهما قد أديا المشركع من الصبلة بالجماعة‪ ،‬كالصف األكؿ أفضل بتقدير الصفوؼ‪،‬‬
‫كلقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬أقيموا الصفوؼ‪ ،‬كحاذكا بين المناكب‪ ،‬كسدكا الحلل‪ ،‬كال تذركا‬
‫فرجا للشيطاف‪ ،‬كمن كصل صفا كصلو اهلل‪ ،‬كمن قطع صفا قطعو اهلل)‪( .‬تعليق الفقيو حسن) (فائدة)‬
‫يجوز تأديب من اعتاد التخلف عنها (‪ )7‬يعني‪ :‬عن صبلة الجماعة إذا كاف لغير عذر[كمطر‪ ،‬أك برد‪،‬‬
‫لحديث (إذا ابتلت النعاؿ فصلوا في الرحاؿ) يعني‪ :‬الدكر‪ ،‬كالمنازؿ‪( .‬شرح الهداية)] (‪[ )7‬لحديث‬
‫اإلحراؽ لبيوت المتخلفين عنها‪( .‬شرح الهداية)] (*) كمما يدؿ على فضلها ما قالو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬من صلى الخمس في جماعة فقد مؤل البحر كالبر عبادة) كقاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ما‬
‫من ثبلثة في بدك كال حضر‪ ،‬كلم تقم فيهم الجماعة إال كقد استحوذ عليهم الشيطاف) كعنو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪( :‬الصبلة الواحدة في جماعة تعدؿ عند اهلل سبعة كسبعين ألف صبلة) ركل ىذا‬
‫الحديث اإلماـ يحيى بن حمزة كاستحسنو‪ ،‬كفي الحديث (من صلى يوما في الجماعة يدرؾ التكبيرة‬
‫األكلى كتب لو براءة من النار‪ ،‬كبرأة من النفاؽ) كاختلفوا بم يكوف مدركا للتكبيرة األكلى ? فقيل‪ :‬بإدراؾ‬
‫الركوع األكؿ‪ .‬كقيل‪ :‬بادراؾ القياـ األكؿ‪ .‬كقاؿ اإلماـ يحي‪ :‬بإدراؾ القياـ األكؿ مع إدراؾ تكبيرة‬
‫اإلحراـ‪ ،‬كما كاف المسلموف يعملوف مع النبي صلى اهلل عليو كآلو من االىتماـ‪( .‬انتصار)‬
‫(*) [كيستحب لمن صلى في جماعة‪ ،‬ثم رأل غيره يصلي كحده‪ ،‬كىو صالح لئلمامة ػ أف يتصدؽ عليو‬
‫بالصبلة معو نافلة؛ لوركد الحديث بذلك‪ ،‬كإذا أطبق أىل بلد على تركها حوربوا (‪ )7‬كعلى ترؾ غسل‬
‫الميت‪ ،‬كالصبلة عليو‪( .‬بياف) كىو ما ركاه أبو سعيد الخدرم أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أبصر رجبل‬
‫يصلي كحده‪ ،‬فقاؿ‪( :‬أال رجل يتصدؽ على ىذا)‪( .‬بستاف) ] (‪[ )7‬ألف المحاربة لترؾ الشعار‪ ،‬كإف كاف‬
‫أصلو مسنونا‪( .‬تعليق ابن مفتاح) ]‬
‫(*) قاؿ في (شرح النمازم) ما لفظو‪ :‬قاؿ بعضهم‪ :‬كاف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم بمكة ثبلثة‬
‫عشر سنة يصلي بغير جماعة؛ ألف الصحابة كانوا مقهورين‪ ،‬فلما ىاجر إلى المدينة أقاـ الجماعة‪،‬‬
‫ككاظب عليها‪ ،‬كانعقد اإلجماع على شرعيتها‪( .‬بلفظو)‬
‫(*) كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (صبلة كاحدة خلف عالم أفضل من أربعة آالؼ صبلة‪ ،‬كأربعمائة‬
‫صبلة‪ ،‬كأربعة كأربعين صبلة ) كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (مثل الجماعة على الفرادل مثل الجمعة‬
‫على سائر األياـ)‪.‬‬

‫(‪)006/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( أقل ما تنعقد بو اثناف‪ ،‬اإلماـ ككاحد معو(‪.)7‬‬


‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقد استغنينا عن ذكر ىذا في األزىار بقولنا‪" :‬كيقف المؤتم الواحد أيمن إمامو"‬
‫فيؤخذ من ذلك أنها تنعقد باثنين‪.‬‬
‫كاألصل في كونها مشركعة الكتاب‪ ،‬كالسنة‪ ،‬كاإلجماع‪.‬‬
‫أما الكتاب‪ :‬فقولو تعالى‪{ :‬كاركعوا مع الراكعين}(‪ )0‬قيل‪ :‬أراد صبلة الجماعة )(‪.()3‬‬
‫كأما السنة‪ :‬فقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كفعلو‪ .‬أما قولو فآثار كثيرة منها‪ :‬قولو صلى اهلل عليو كآلو‪:‬‬
‫(صلوة الرجل في جماعة تزيد على صبلتو كحده أربعة كعشرين جزأ) )(‪ ()4‬أك قاؿ‪( :‬درجة)(‪ ()5‬كىي‬
‫الخامسة) كأما فعلو فظاىر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) من ائتم بمجهوؿ العدالو‪ ،‬كالحاؿ أنو في دار اإلسبلـ صحت صبلتو [ألنو يحكم للمجهوؿ‬
‫في دار اإلسبلـ باإلسبلـ‪( .‬بستاف) ] فإف انكشف من حالو ما يمنع صحة الصبلة‪ ،‬كفي الوقت بقيو ػ‬
‫أعاد مطلقا‪ ،‬ال بعده‪ ،‬إال أف يكوف المانع قطعيا كالكفر‪ ،‬أك ظنيا‪ ،‬ككاف اإلماـ كالمؤتم عالمين بالفساد‬
‫كجب القضاء‪[ .‬أما مع علم اإلماـ فلعلو حيث يحكم بفساد صبلة اإلماـ‪ ،‬كىو حيث يكوف فيها تلبيس‬
‫على الغير‪ ،‬ككاف في آخر الوقت‪ ،‬ال في أكلو‪ ،‬كيخشى فوات تعريف المؤتم‪( .‬قرز) ]‪.‬‬
‫(‪{ )0‬كتقلبك في الساجدين}‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالتأكيل " أنو أراد صبلة المسلمين؛ ألف صبلة اليهود ال ركوع فيها‪( .‬تجريد)‬
‫(‪ )4‬كفي البخارم (سبعة كعشرين) (*) (فائدة) ركم أف السلف كاف يعزم بعضهم بعا ثبلثة أياـ إذا‬
‫فاتتهم التكبيرة األكلى مع اإلماـ‪ ،‬كيعزكف سبعة أياـ إذا فاتتهم الجماعة (من كتاب الوسائل القرآنية‪،‬‬
‫كاألدعية النبوية)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالدرجة كما بين السماء كاألرض‪.‬‬

‫(‪)007/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما اإلجماع فبل خبلؼ في كونها مشركعة‪،‬‬


‫كاختلف األمة في حكمها‪ ،‬فالمذىب أنها (سنة مؤكدة))(‪ ()7‬كىو تحصيل أبي طالب)(‪ .()0‬كقوؿ‬
‫المؤيد باهلل‪ ،‬كأبي حنيفة‪ ،‬كصاحبيو‪ ،‬كأحد قولي الشافعي‪ ،‬كحكاه في المغنى عن الناصر‪ ،‬كزيد بن علي‪.‬‬
‫(القوؿ الثاني) تحصيل أبي العباس‪ ،‬كأحد تحصيلي أبي طالب‪ )3(،‬كىو أحد قولي المنصور باهلل‪ ،‬كأحد‬
‫قولي الشافعي‪ :‬أنها فرض كفاية‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في غير الجمعة‪( .‬قرز) (*) عبارة (األثمار)‪ :‬آكد السنن‪ ،‬ال سيما في فجر‪ ،‬كعشاء‪( .‬ىداية) (*)‬
‫لكن يقاؿ‪ :‬كيف يستحق على السنة التي ىي صبلة الجماعة أكثر من ثواب الواجب‪ ،‬كىو الصبلة ?‬
‫قلنا‪ :‬أمر قيمة األعماؿ إلى اهلل تعالى‪ ،‬كقد ركم في األثر القوم أف المبتدئ بالسبلـ لو سبعوف حسنة‪،‬‬
‫كللمجيب عشر‪ ،‬كالمبتدئ فاعل مندكب‪ ،‬كالمجيب فاعل كاجب‪ .‬سلمنا فالزيادة ليست لمجرد السنة‪،‬‬
‫بل ىي للواجب؛ ألنو أداه على صفتو‪ ،‬فكاف الثواب عليو‪( .‬تعليق لمع) (*) (حجة) القائلين بأنها سنة‬
‫قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬كقياـ نصف ليلة) كالقياـ نفل‪ ،‬كقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬أزكى من‬
‫صبلتو كحده) الخبر‪ .‬كقولو عليو السبلـ‪( :‬صبلة الرجل في جماعة تفضل) الخبر‪ .‬كحجة من قاؿ‪ :‬إنها‬
‫فرض كفاية قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ما من ثبلثة الخبر( كحجة من قاؿ‪ :‬إنها فرض عين قولو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من فارؽ الجماعة) الخبر‪( .‬بحر) [ تمامو (قيد شبر فقد خلع ربقة اإلسبلـ‬
‫من عنقو)]‪ )*( .‬يعني‪ :‬أنها في نفسها سنة‪ ،‬كمع ذلك ىي آكد السنن التي في الصبلة‪ ،‬من القراءة‬
‫كغيرىا‪ ،‬لما كرد فيها من األخبار‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )0‬كقوؿ المنصور باهلل‪.‬‬
‫(‪ )3‬للهادم‪ ،‬كالتخريج للهادم عليو السبلـ ىو من قولو‪" :‬كإذا أطبق أىل بلد" إلخ‪.‬‬

‫(‪)008/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(القوؿ الثالث) مذىب أبي العباس‪ ،‬كأحمد‪ ،‬كأصحاب الظاىر‪ :‬أنها فرض عين(‪ .)7‬ثم اختلف ىؤالء‬
‫ىل ىي شرط في صحة الصبلة أـ ال‪ .‬فعن أحمد‪ ،‬كداكد‪ :‬أنها شرط)(‪ .()0‬كعن أبي العباس‪ :‬أنها‬
‫ليست بشرط)(‪.()3‬‬
‫قاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬الفقيو يحيى بن أحمد حنش‪ :‬كإذا قلنا‪ :‬إنها كاجبة على الكفاية لم يسقط‬
‫الوجوب إال بفعلها في موضع ال يخفى )(‪ ()4‬على أىل البلد‪ ،‬دكف البيوت(‪.)5‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كيجب على اإلماـ كالمؤتم طلبها في البلد كالميل إذا قلنا بوجوبها‪.‬‬
‫)قاؿ موالنا عليو السبلـ)‪ :‬ثم إنا حصرنا ما لم )(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاختاره اإلماـ القاسم بن محمد عليو السبلـ‪ ،‬قاؿ‪" :‬كال يغرنكم قوؿ من يقوؿ‪ :‬إنها سنة"‪.‬‬
‫(‪ )0‬مع اإلمكاف‪ ،‬كإال صحت فرادل‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬فإذا صبلىا فرادل أثم‪ ،‬كأجزأ‪.‬‬
‫(‪ )4‬ألنها شعار‪ ،‬بخبلؼ سائر فركض الكفايات فالمقصود حصولو‪ .‬سحولي‬
‫(‪ )5‬قوم على أصلو‪ ،‬كالحاؿ أنها ال تظهر‪ .‬يعني‪ :‬إذا فعلت في البيوت‪.‬‬
‫(‪ )6‬صوابو‪ :‬من لم تشرع خلفو الصبلة‪( .‬قرز) (*)‬
‫(مسألة) كالعذر في تركها كالجمعة ػ ىو فساد اإلماـ [يعني‪:‬تفسيق كغيره من الموانع] أك المرض [ لقولو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا مرض العبد قاؿ اهلل تعالى للمبلئكة‪ :‬ما كاف يصنع عبدم ىذا‪ .‬فيقولوف‪:‬‬
‫كذا ككذا‪ .‬فيقوؿ اهلل‪ :‬اكتبوا لو ما كاف يعمل)‪( .‬بياف] أك للمريض [ألف حرمة اآلدمي آكد من حرمة‬
‫الجماعة‪ ،‬قاؿ أبو العباس‪ :‬فإف كاف ثمة سواه‪ ،‬لكن قلبو مشتغل بو ػ جاز لو ترؾ الجماعة‪( .‬بياف)] أك‬
‫المطر إذا بل النعاؿ‪[ .‬قيل‪ :‬المراد بو النعل المعركؼ‪ ،‬كقيل‪ :‬اسم األرض‪ .‬كالرحاؿ‪ :‬البيوت‪ .‬كفي‬
‫النهاية‪ :‬النعاؿ‪ :‬ما غلظ من األرض في صبلبتو‪ ،‬كإنما خصها بالذكر؛ ألف أدنى بلل ينديها‪ ،‬بخبلؼ‬
‫الرخوة فإنها تنشف الماء] أك الوحل[بفتح الحاء‪ ،‬كىو الطين‪ .‬كالوحل بالسكوف لغة رديئة‪ ] .‬أك الريح‬
‫العظيمة في الليل المظلم [أك شدة حر‪ ،‬أك برد‪ ،‬أك رائحة كريهة‪ ،‬أك خشية حبس على دين ال يقدر على‬
‫قضائو‪( .‬نور الغفار)] أك توقاف النفس إلى نحو الطعاـ‪ ،‬أك مدافعة األخبثين‪ ،‬أك الخوؼ على نفس أك‬
‫ماؿ (ذكر ذلك كلو في االنتصار) كاألعمى معذكر عنها(‪ )7‬كلو كجد قائدا‪( .‬بياف) قاؿ المؤلف‪ :‬كلعل‬
‫من يقوؿ‪ :‬إنها فرض عين يوافقنا في ىذه األعذار للخبر‪ [ )7( .‬كلو بغير أجرة‪ ،‬بغير منة‪( .‬قرز) ]‬

‫(‪)009/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( تشرع فيو الجماعة في أحد عشر حاال‪ ،‬كما عداىا فالجماعة)(‪ ()7‬مشركعة فيو‪ ،‬بأف قلنا‪ :‬كصبلة‬
‫الجماعة سنة مؤكدة (إال) في أحد عشر حاال‪ ،‬بعضها على اإلطبلؽ‪ ،‬كبعضها ليس على اإلطبلؽ‬
‫)(‪.()0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلشرعيتها مرخصات [ ككذا الجمعة‪( .‬صعيترم) (قرز) ] كالمرض‪ ،‬كعذر المطر‪ ،‬كبل النعاؿ‪ ،‬ككل‬
‫شاغل أك مانع‪ ،‬أك ريح عظيمة‪ ،‬أك ظلمة‪ ،‬أك توقاف النفس إلى نحو الطعاـ‪ ،‬أك مدافعة نحو األخبثين‪ ،‬أك‬
‫خوؼ على ماؿ كإف قل‪ ،‬كفوراف قدر كنحوه‪ ،‬كاحتراؽ خبز في تنور كنحوه‪ ،‬كالتمريض لمن ال يقر قلبو‬
‫بفراقو‪ ،‬أك لعدـ غيره مطلقا‪ ،‬أك فوت رفقة‪ ،‬أك نزكؿ مؤمن يخاؼ فوتو‪ ،‬أك حر‪ ،‬أك برد شديدين‪ ،‬أك‬
‫خشية غلبة النوـ‪ ،‬أك رجول رجوع ماؿ‪ ،‬أك لكونو عريانا‪ ،‬أك ألكل من ذكات الركائح المؤذية‪ ،‬كلم يمكنو‬
‫دكاؤىا (صعيترم) ) كاختلف أصحاب الشافعي فيمن تركها لعذر ىل يحصل لو فضلها ? قطع النوكم‬
‫في مجموعة بعدـ الحصوؿ‪ .‬قاؿ السبكي‪ :‬كىو ظاىر إذا لم يكن لو عادة‪ ،‬فإف كاف مبلزما لها حصل؛‬
‫لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا مرض العبد أك سافر كتب اهلل لو ما كاف يعمل صحيحا مقيما) ركاه‬
‫البخارم‪( .‬شرح أثمار) [ (بلفظو) للبخارم ](*) غير ركعتي الطواؼ‪( .‬قرز) كسيأتي في قولو‪" :‬كالمتنفل‬
‫بغيره غالبا"‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالمرأة‪ ،‬كالمقيم بالمسافر‪.‬‬

‫(‪)032/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(الحاؿ األكؿ)‪ :‬حيث يكوف اإلماـ (فاسقا) )(‪ ()7‬أك في حكمو)(‪)0‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬تصريحا‪ ،‬كتأكيبل [ كالباغي]‪( .‬قرز) (*) كيشترط في إماـ الصبلة أف يعرؼ شركطها الكل‪ ،‬فإف‬
‫اختل شيء منها لم تصح‪ ،‬كلو فعلها تامة؛ ألنو مخل بواجب‪ ،.‬كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬إنها‬
‫تصح حيث أتى بها كاملة‪ ،‬كىو األكلى‪( .‬بياف) إذا لم يترؾ التعلم جرأة‪( .‬مفتي) (قرز) (*) كال يعتبر في‬
‫ذلك كوف اإلماـ حاكما؛ ألف االختبلؼ كقع ىنا في صحة اإلمامة ال في الفسق‪( .‬ىبل) (*) لقولو صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال يؤمنكم ذك جرأة في دينو) (‪ )7‬كال جرأة أعظم من ارتكاب الكبائر‪ ،‬كمبارزة اهلل‬
‫بالمعاصي‪ .‬كلقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال تؤمن امرأة رجبل‪ ،‬كال فاجر مؤمنا إال أف يخاؼ سوطو‬
‫أك سيفو)‪( .‬بستاف) (‪ )7‬قاؿ اإلماـ يحي‪ :‬كأراد بالجرأة من كاف مقداما على الكبائر من غير مباالة‪)*( .‬‬
‫قاؿ أبو مضر‪ :‬من صلى خلف الظلمة لغير عذر ففي كفره احتماالف أكلهما‪ :‬أنو ال يكفر‪ .‬ركاه في‬
‫التقرير‪( .‬كواكب) (*) فإف ادعى اإلماـ أنو قد ارتد حاؿ صبلتو لم تعد؛ إذ ال يصدؽ [ ككذا لو قاؿ‪:‬‬
‫صليت بكم محدثا لم يصدؽ الختبلؿ عدالتو‪( .‬قرز) قلت‪ :‬بخبلؼ ما لو قاؿ‪ :‬أنسيت الحدث‪،‬‬
‫فيصدؽ لعدالتو‪( .‬بحر لفظا)(*) (فائدة) لمجركح العدالة من أحكاـ الفاسق أنو ال يقلد‪ ،‬كال يقبل خبره‪،‬‬
‫كال يولى على القاسمة‪ ،‬كالقضاء‪ ،‬كالوصية‪ ،‬كال يؤذف‪ ،‬كال يقيم‪ ،‬كال يؤـ‪ ،‬كال يخطب‪ ،‬كال يستأجر للحج‬
‫كنحو ذلك‪ ،‬كلو من أحكاـ العدالو أنو يغسل إذا مات‪ ،‬كيصلي عليو‪ ،‬كأنو يصح أف تصرؼ فيو الزكاة‪،‬‬
‫كالفطرة‪ ،‬كاألخماس‪ ،‬كالكفارات كنحو ذلك‪ ،‬كضابط ذلك‪ :‬أف ما خفف فيو من األحكاـ كاف لو فيها‬
‫حكم العدؿ‪ ،‬كما غلظ فيو منها كالعبادات‪ ،‬كتحمل األمانات ػ كاف فيها حكم الفاسق‪( .‬ىامش انتصار)‬
‫كمن (حاشية ضياء ذكم األبصار)‬
‫(‪ )0‬كبائع الخمر‪ ،‬كمجالس شاربو‪ ،‬كال يؤتم بو‪ ،‬كإف لم يقطع بفسقو؛ لعموـ قولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬ال يؤمنكم ذك جرأة في دينو) كلداللتو على الفسق‪( .‬بحر معنى)‬

‫(‪)037/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( فالفاسق ظاىر‪ ،‬كالذم في حكمو‪ :‬ىو من يصر على معصية ال يفعلها في األغلب إال الفاسق‪ ،‬كلو لم‬
‫يعلم كونها فسقا‪ ،‬كقد مثل علي خليل ذلك بكشف العورة )(‪ ()7‬بين الناس)(‪ ()0‬كالشتم الفاحش غير‬
‫القذؼ‪ ،‬كالتطفيف)(‪ ()3‬في الكيل كالوزف‪ ،‬يعني‪ :‬باليسير )(‪.()4‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاحترزنا بقولنا‪" :‬في األغلب" عما يرتكبو الفاسق‪ ،‬كبعض المؤمنين في العادة‪ ،‬كقد‬
‫مثل ذلك الفقيو يحيى البحيبح بالغيبة كالكذب‪ ،‬لكن بشرط أف يتوضأ إف كاف مذىبو أنهما ناقضاف‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا ال ينبغي إطبلقو‪ ،‬بل يقيد بأنو ال يتخذ ذلك خلقا كعادة يعرؼ بو‪ ،‬بل‬
‫غالب أحوالو التحرز‪ ،‬كيصدر ذلك منو في الندرة‪ ،‬كفى األمور الخفيفة؛ ألنو إذا لم يكن كذلك فقد‬
‫صار ذا جرأة ظاىرة في دينو‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو حسن في مثاؿ ذلك‪ :‬أف يجمع )(‪ ()5‬بين الصبلتين لغير عذر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬الركبة‪ ،‬كمطل الغني كالوديع‪.‬‬
‫(‪ )0‬عمدا لغير التوضئ [ كإف لم يتخذ ذلك خلقا كعادة‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )3‬القصد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ينظر في تمثيلو‪( .‬بحر) (مفتي)‪ ،‬لعلو في الغبلء كالرخص في أسعار المسلمين (*) كأما في الكثير‪،‬‬
‫كىو قدر عشرة دراىم فقد يفسق على قوؿ‪( .‬شكايدم) ككذا بالخمسة على قوؿ‪ ،‬كما تقدـ في‬
‫الوضوء‪.‬‬
‫(مسألة) ال تصح الصبلة خلف رجل يعتزؿ الناس في صبلتو‪ ،‬كال يرضى أف يكوف مأموما؛ ألف ذلك أنما‬
‫يكوف العتقاد فضلو على غيره‪ ،‬كمحبتو للعلو كالرفعة‪ ،‬كظن السوء بالناس‪ ،‬كاعتقاد الشر فيهم‪ ،‬سيما‬
‫من ىو مستور الحاؿ‪ ،‬ككل ىذه أكاحدىا كافية في سقوط العدالة‪ ،‬فضبل عن صبلحيتو إلمامة الصبلة‪.‬‬
‫(قرز) (*) ما يتسامح بو في المثلي‪ ،‬كما ال قيمة لو في القيمي‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬تقديما‪ ،‬أك تأخيرا‪.‬‬

‫(‪)030/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا المثاؿ يفتقر إلى تفصيل أيضا؛ ألنو إذا كاف مذىبو جواز ذلك فليس بمعصية‪،‬‬
‫كإف كاف مذىبو أنو )(‪ ()7‬غير جائز نظر ػ فإف كاف يرل أنو مجز‪ ،‬فالمثاؿ صحيح)(‪ ()0‬كإف كاف يرل‬
‫أنو غير مجز فهو بمثابة من اجترأ على ترؾ الصبلة )(‪.()3‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح في المثاؿ‪ :‬أف يكشف العورة للتوضئ في مواضع مخصوصة )(‪.()4‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كأقرب ما يصح التمثيل بو )(‪ ()5‬على اإلطبلؽ ما ذكرناه‪ ،‬كىو من يجمع بين‬
‫الصبلتين‪ ،‬كمذىبو أف ذلك مجز غير جائز‪.‬‬
‫(نعم) ادعى في الشرح إجماع )(‪ ()6‬أىل البيت عليهم السبلـ أف الصبلة خلف الفاسق ال تجزئ‪ ،‬كىو‬
‫قوؿ مالك‪ ،‬كالجعفرين(‪ .)7‬كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إنها تجزئ‪ ،‬كتكره‪ .‬كىو قوؿ أبي على‪،‬‬
‫كمشائخ المعتزلة)(‪.()8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬الجمع‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيؤتم بو‪ ،‬كتكره‪( .‬قرز) (*) يعني‪ :‬الذم يرتكبو الفاسق‪ ،‬كبعض المؤمنين‪.‬‬
‫(‪ )3‬في كجوب القضاء‪ ،‬ال في التفسيق ألجل الخبلؼ‪( .‬حثيث)‬
‫(‪ )4‬في المؤل‪ ،‬كلم يتخذ ذلك خلقا كعادة‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬فيما يشترؾ بو الفاسق‪ ،‬كبعض المؤمنين‪( .‬بستاف) (*) فيصح االئتماـ بو‪ ،‬كلو اتخذ ذلك‬
‫خلقا‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬ما لم يتخذ ذلك خلقا كعادة‪ ،‬كمثلو في (البياف) ك(حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )6‬التفصيل ألحمد بن عيسى‪ ،‬حكى في حواشي اإلفادة عن أحمد بن عيسي‪ :‬أنها تصح خلف فاسق‬
‫الشيعة‪ ،‬إال أف يكوف باغيا لم تصح‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )7‬جعفر بن حرب‪ ،‬كجعفر بن مبشر‪ ،‬كىو من معتزلة بغداد‪.‬‬
‫(‪ )8‬البصرية‪ ،‬كأما البغدادية فمثل قولنا‪( .‬األثمار ) (*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬صلوا خلف‬
‫كل بر كفاجر) كتأكيلو‪ :‬أنو فاجر في الباطن‪( .‬زىور) قلت‪ :‬قاؿ في (التلخيص) كركم من طرؽ كلها‬
‫كاىية جدا‪ ،‬ككذا قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬صلوا خلف من قاؿ‪ :‬ال إلو إال اهلل‪ ،‬كعلى من قاؿ‪ :‬ال‬
‫إلو إال اهلل ) كنحوه ضعيفة ركايتو أيضا‪ .‬قاؿ‪ :‬كقاؿ البيهقي‪ :‬في ىذا الباب أحاديث كلها ضعيفة غاية‬
‫الضعف‪.‬‬
‫(‪)033/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الحاؿ الثاني حيث يكوف اإلماـ (صبيا) )(‪ ()7‬فإف إمامة الصبى ال تصح عندنا‪ ،‬كأبي حنيفة‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬تجوز إمامتو في غير الجمعة‪ ،‬كلو في الجمعة قوالف‪.‬‬
‫(ك) الحاؿ (الثالث) حيث يكوف اإلماـ قد دخل في تلك الصبلة (مؤتما) بغيره فإف إمامتو حينئذ ال‬
‫تصح عندنا‪ ،‬ىذا إذا كاف (غير مستخلف) فأما إذا دخل مؤتما‪ ،‬ثم استخلفو اإلماـ )(‪ ()0‬فإف إمامتو‬
‫تصح حينئذ‪ .‬قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كعند المؤيد باهلل أنو يصح االئتماـ بالبلحق بعد انفراده‬
‫)(‪ ()3‬فيما بقى؛ إذ ال يحتاج إلى نية‪ .‬إال عند يحيي ‪ ،‬إال أف ينوم االئتماـ فيما لحق‪ ،‬كاإلمامة فيما‬
‫بقي(‪.)4‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفيو نظر؛ ألف الذم ذكره ال يتم إال أف تكوف الهدكية عللت فساد إمامة المؤتم‬
‫في آخر صبلتو بعدـ نية اإلمامة فحسب‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كانا أظن أنهم يعللوف )(‪ ()5‬بخبلؼ ذلك فينظر فيو‪.‬‬
‫فهؤالء الثبلثة)(‪ ()6‬ال يصح أف يصلوا (بغيرىم)(‪ )7‬من الناس عندنا‪ ،‬سواء كاف أعلى منهم أـ أدنى‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما المجنوف فبل تصح إمامتو ببل خبلؼ‪( .‬بياف) (قرز) (*) حجتنا‪ :‬أنو رفع القلم عنو فليس من‬
‫أىل الصبلة‪ ،‬كال مخاطبا بها‪ ،‬ككالمجنوف‪ .‬كحجة الشافعي‪ :‬أف عمرك بن سلمة كاف يؤـ قومو كىو ابن‬
‫سبع سنين‪ .‬قلنا‪ :‬لعلو خاص فيو دكف غيره‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )0‬أك المؤتموف‪( .‬قرز) حيث لم يستخلف اإلماـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬قلنا‪ :‬كىو قوم إذا نول‪ ،‬فكالخليفة‪( .‬بحر معنى)‬
‫(‪ )4‬أكؿ شركعو‪.‬‬
‫(‪ )5‬كتغليلهم بعدـ صحة االئتماـ بو كونو تابعا متبوعا‪ ،‬مقتديا مقتدل بو‪ ،‬ال تصح إمامتو‪ ،‬كألنو من بناء‬
‫األعلى على األدنى‪ .‬قلت‪ :‬فيلزـ مثلو في المستخلف‪( .‬بياف) يقاؿ‪ :‬لزـ المستخلف أحكاـ اإلماـ؛‬
‫كألنو كرد على خبلؼ القياس‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كالرابع الخنثى‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )7‬إلى ىنا على اإلطبلؽ‪.‬‬

‫(‪)034/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) الحاؿ (الرابع)‪ :‬أف تصلى (امرأة برجل) )(‪ ()7‬فإف ذلك ال يصح مطلقا باإلجماع‪ ،‬إال عن أبي‬
‫ثور(‪ )0‬سواء كاف الرجل محرما لها أـ ال‪ .‬كأما أف المرأة تؤـ النساء فذلك جائز‪ ،‬سنة )(‪ ()3‬عندنا‪،‬‬
‫كالشافعي‪ .‬كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كمالك‪ :‬يكره‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال تصح إمامة الخنثي مطلقا‪( .‬غيث) يعني‪ :‬ال يؤـ رجبل‪ ،‬كال امرأة‪ ،‬كال خنثى‪ ،‬كال العكس ترجيحا‬
‫للحظر‪( .‬بحر معنى) (قرز) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال تؤـ امرأة رجبل) كلو فعلوا‪ ،‬ثم تبين أنو‬
‫ذكر ففي صحتها كجهاف ػ رجح اإلماـ يحيى بن حمزة الصحة‪ ،‬كلعلو يأتي على قوؿ اإلبتداء كاإلنتهاء‪.‬‬
‫(كواكب لفظا)) كمثلو في البحر (قرز) (مسألة) كال يصح أف يصلي رجل صبلة في منزؿ (‪ )7‬معو فيو‬
‫امرأة (‪ )0‬أجنبية[(‪ )3‬ذكره الفقيو علي‪( .‬بياف) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال يخلوف رجل بامرأة‬
‫إال كثالثهما الشيطاف)‪( .‬بياف) (‪[ )7‬ال منزلين فيصح‪( .‬قرز)] (‪[ )0‬ال امرأتين فيصح‪( .‬قرز)] (‪[ )3‬ال‬
‫محرـ فيصح‪( .‬قرز)‪ .‬كظاىره كلو قاعدة ]‬
‫(‪ )0‬كالمزني‪ ،‬كابن جرير الطبرم‪ )*(.‬في النافلة من التراكيح فقط‪ ،‬إذا كاف ال يحسن القراءة غيرىا‪،‬‬
‫كيقف خلفها‪ .‬ذكره في البحر‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )3‬لما ركم عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو دخل على أـ سلمة‪ ،‬كنساء يصلين منفردات‪،‬‬
‫فقاؿ‪( :‬أال أممتهن يا أـ سلمة) فقالت‪ :‬أكيصح ذلك يا رسوؿ اهلل ? قاؿ‪( :‬نعم‪ ،‬تقفي كسطهن‪ ،‬كىن عن‬
‫يمينك كعن يسارؾ‪ ،‬ال خلفك كال أمامك)‪( .‬صعيترم)‬

‫(‪)035/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الحاؿ (الخامس)‪( :‬العكس) كىو حيث يصلي الرجل بالمرأة فإف ذلك ال يصح عندنا أيضا‪ ،‬سواء‬
‫كاف الرجل محرما لها أـ ال (إال) حيث تكوف المرأة المؤتمة (مع رجل) )(‪ ()7‬مؤتم بإمامها فإف صبلة‬
‫الجماعة حينئذ تنعقد بهما فصاعدا‪ ،‬لكن المرأة تقف خلف الرجل )(‪ ()0‬سواء كاف الرجل محرما لها أـ‬
‫ال‪ ،‬ككذا إذا كثر الرجاؿ كقفت خلفهم‬
‫(نعم) ىذا الذم صححو السادة للمذىب أعني‪ :‬أف الرجل ال يؤـ نساء منفردات مطلقا‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف ذلك جائز مطلقا‪.‬‬
‫كقاؿ الهادم عليو السبلـ‪ :‬إنو يصح أف يؤـ الرجل بمحارمو النوافل)(‪.()3‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ()4() :‬إنو يجوز للرجل أف يؤـ بمحارمو)(‪ ()5‬كلم يفصل بين أف يكوف فرضا أك‬
‫نفبل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لكن يقاؿ‪ :‬لو فسدت على الرجل ىل تفسد عليها‪ ،‬كعلى اإلماـ ? القياس أنو إذا اتفق العزؿ‪ ،‬أم‪:‬‬
‫عزؿ المرأة عقيب الفساد فبل فساد‪ ،‬كإال فسدت عليها‪ ،‬كال تفسد على اإلماـ؛ ألنو غير عاص بالنية في‬
‫اإلبتداء‪ ،‬إال بتحديد النية فتفسد عليو‪( .‬قرز) كقيل تفسد على المرأة؛ ألف الرجل شرط في انعقاد‬
‫صبلتها‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬في سمت اإلماـ إف لم يكن قد تقدمها صف سامتو‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬كىو ظاىر األحكاـ‪ .‬قلت‪:‬‬
‫ظاىر األزىار أف ذلك في االثنين فيتحقق‪( .‬مفتي)‪ .‬كفي (حاشية سحولي) كال يشترط المسامتة‪ .‬حيث‬
‫كاف في المسجد‪ ،‬كقيل‪ :‬ال بد من المسامتة‪( .‬ىبل) كاختاره اإلماـ يحي‪.‬‬
‫(‪ )3‬التي تصلى جماعة‪( .‬صعيترم) في منزلة‪ ،‬ال في المسجد‪( .‬أحكاـ) كخص النوافل؛ ألنها تفعل في‬
‫البيوت‪.‬‬
‫(‪ )4‬كاختاره (المفتي) لنفسو؛ لفعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (حيث أـ بخديجة) [ قلنا‪ :‬أـ بها مع‬
‫علي عليو السبلـ فبل حجة لهم]‪.‬‬
‫(‪ )5‬كزكجاتو‪ ،‬كأمهاتو‪.‬‬

‫(‪)036/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الحاؿ (السادس) أف يصلي (المقيم بالمسافر في) الصبلة (الرباعية (‪ )7‬إال في) الركعتين‬
‫(اآلخرتين) أما الصبلة التي ال قصر فيها (‪ )0‬فبل خبلؼ أف للمقيم أف يؤـ المسافر‪ ،‬كالعكس‪ ،‬كأما في‬
‫الرباعية فبل خبلؼ أيضا أف للمسافر أف يؤـ المقيم‪ ،‬كيتم المقيم صبلتو بعد فراغ المسافر‪.‬‬
‫كأما العكس‪ ،‬كىو أف يصلي المسافر خلف المقيم ففيو أقواؿ‪ :‬ػ‬
‫األكؿ المذىب‪ ،‬ذكره القاسم‪ ،‬كيحيى عليهما السبلـ في األحكاـ‪ ،‬كىو اختيار أبي طالب‪ ،‬كأبي العباس‪:‬‬
‫أنو ال يصح أف يصلي خلفو )(‪ ()3‬في األكلتين‪ ،‬كأما في االخرتين فتصح )(‪.()4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو دخل المسافر في صبلة‪ ،‬كىو ظاف أف صبلتو أربع‪ ،‬كنسي كونو مسافرا‪ ،‬فلما تم لو ثبلث‬
‫ركعات ذكر أف صبلتو ركعتين فإنها تفسد صبلتو؛ ألنو زاد ركعة عمدا‪ ،‬كال تكوف كزيادة الساىي‪( .‬مفتي)‬
‫(*) (مسألة) لو صلى مسافر بمقيمين في الرباعية‪ ،‬ثم فسدت عليو في الثانية‪ ،‬كاستخلف مقيما يتم‬
‫بهم‪ ،‬ىل يجب عليهم متابعة ذلك الخليفة في جميع الصبلة ? أك ال يجب إال في الركعة الثانية فقط ?‬
‫أجاب المتوكل على اهلل‪ :‬بأنو ليس للمتابعين أف يتابعوه في الركعتين األخيرتين‪ ،‬بل في الركعة الثانية‬
‫فقط‪ ،‬كيعزلوف؛ إذ ليس لئلماـ األكؿ حق فيهما؛ إذ قد انقطع حقو‪ .‬كباهلل التوفيق‪ ،‬كمثل ما ذكره عليو‬
‫السبلـ في (التكميل)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىي المغرب‪ ،‬كالفجر‪ ،‬كالجمعة‪ ،‬كنخوىا‪.‬‬
‫(‪ )3‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال تختلفوا على إمامكم) كذلك يؤدم إلى االختبلؼ بالخركج‬
‫قبلو‪ )*( .‬كال في الواسطتين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كلو أف يصلي نفبل في الركعتين األكلتين‪( .‬غيث) ك(بياف) ك(بحر) كقيل‪ :‬ال [ قوم ]‪( .‬ضياء ذكم‬
‫األبصار) لفظ (البياف) قلنا‪ :‬فإف صلى معو في األكلتين نفبل‪ ،‬كفي اآلخرتين فرضا ػ صح الكل‪ ،‬كيجوز‬
‫للمتنفل الخركج قبل اإلماـ في الرباعية كغيرىا‪ .‬كلفظ (البياف)‪ :‬الحاؿ الثالث أف يخالف المؤتم إمامو‬
‫بالتقدـ عليو‪ .‬إلى أف قاؿ‪ :‬كفي المتنفل خلف اإلماـ‪.‬‬

‫(‪)037/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كأبو مضر‪ ،‬كعلي خليل‪ :‬باإلجماع (‪ )7‬ألنو ال يخرج قبل اإلماـ‪ ،‬كعن الحقيني‪ :‬أنو‬
‫ال يجوز)(‪ ()0‬على كبلـ األحكاـ‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفيو ضعف جدا )(‪.()3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل الخبلؼ فيو‪ ،‬كىو قوؿ الحقيني‪.‬‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬في اآلخرتين‪ ،‬الختبلؼ العدد‪ ،‬كقيل‪ :‬ال في األكلتين‪ ،‬كال في اآلخرتين‪ ،‬ألف العلة اختبلفهم‬
‫في عدد الفرض‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألف الفرض كاحد‪ ،‬كال يضر اختبلؼ العدد‪ ،‬كألنو يخرج قبل اإلماـ فأشبو البلحق‪ ،‬ككمن صلى‬
‫الظهر خلف المجمع‪ [ .‬أم‪ :‬من يصلي الجمعة]‪.‬‬

‫(‪)038/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(القوؿ الثاني) للمؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬أنو يجوز في األكلتين‪ ،‬أك في أم الركعات شاء‪ ،‬فإف صلي‬
‫غير األخيرتين‪ ،‬فلو أف يسلم )(‪ ()7‬قبل اإلماـ‪ ،‬كإف شاء انتظر فراغو‪.‬‬
‫(القوؿ الثالث) لزيد بن علي‪ ،‬كالناصر)(‪ ،()0‬كأبي حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬أنو يجوز أف يصلي معو في‬
‫األكلتين‪ ،‬كيتم األربع‪ .‬قاؿ الناصر‪ ،‬كالشافعي‪ :‬ألف الترخيص قد بطل بدخولو مع اإلماـ‪ ،‬فلو‬
‫فسدت)(‪ ()3‬صلى أربعا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو فسدت على اإلماـ بعد ذلك ىل يجب على المسافر إعادة صبلتو أـ ال ? ذكر اإلماـ المهدم‬
‫في جوابو‪ :‬أنها تجب اإلعادة‪ .‬قاؿ؛ ألنو قد بطلت صبلة اإلماـ‪ ،‬فينعطف الفساد (‪ ) 7‬على المؤتم‪.‬‬
‫كيأتي مثلو في صبلة الجنائز (‪ )0‬كالخوؼ‪ ،‬كلو قيل‪ :‬ال تفسد‪ ،‬بل يتم منفردا لم يبعد‪ ،‬كلعلو يؤخذ من‬
‫قولو في األزىار‪" :‬إال في مفسد فيعزؿ" كمن قولو‪" :‬كال تفسد على مؤتم فسدت على إمامو بأم كجو إف‬
‫عزؿ فورا"‪( .‬شامي) كبلـ (الشامي) فيو كىم‪ ،‬كما ال يخفى؛ ألف الكبلـ حيث صلى المسافر مع المقيم‬
‫في األكلتين‪ ،‬ثم بعد كماؿ صبلة المسافر فسدت على اإلماـ‪ ،‬فهل ينعطف الفساد أـ ال? كأما العزؿ‬
‫الذم ذكر (الشامي) فبل يتصور؛ إذ قد فرغ المؤتم من صبلتو‪ ،‬كال عزؿ بعد الفراغ‪ .‬فتأمل‪( .‬من خط‬
‫القاضي محمد بن علي الشوكاني) (‪ )7‬كللقاضي عبد اهلل (الدكارم) احتماالف أحدىما‪ :‬ينعطف‪ .‬الثاني‪:‬‬
‫ال ينعطف‪ [ .‬على أصلهم‪ ] .‬ألنو خرج قبل بطبلف صبلة اإلماـ‪ ،‬كبطبلف صبلة اإلماـ ال تبطل صبلتو‪،‬‬
‫مثلما لو أحدث اإلماـ قبل خركجو كعزؿ المؤتم‪( .‬ديباج) (‪ )0‬أما في الجنائز فقد تفسد [ يعني‪ :‬إذا‬
‫فسدت على اإلماـ بعد رفع األكلى‪ ،‬فعلى العطف الفساد كما يأتي‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )0‬قاؿ زيد بن علي‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬كجهو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إنما جعل اإلماـ ليؤتم بو)‬
‫الخبر‪ .‬كمن االئتماـ أف يفعل كفعلو‪ .‬قالو في (المنهاج الجلي)‬
‫(‪ )3‬قيل‪ :‬اإلماـ‪ .‬كقيل‪ :‬المؤتم؛ ألف الضمير يعود إليو‪ ،‬كقيل‪ :‬عليهما‪.‬‬

‫(‪)039/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ زيد‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬بل ألف اإلماـ حاكم)(‪ ()7‬فإذا بطلت)(‪ ()0‬صلى قاصرا‪.‬‬
‫(ك) الحاؿ (السابع) حيث يصلي (المتنفل )(‪ ()3‬بغيره) فإف ذلك ال بصح‪ ،‬سواء اتفقت صبلة اإلماـ‬
‫كالمؤتم أـ اختلفت‪ ،‬فبل يصح عندنا‪.‬‬
‫(غالبا) احترازا من صبلة الكسوفين‪ ،‬كاالستسقاء‪ ،‬كالعيدين على الخبلؼ‪ ،‬فإنو يصح أف تصلى جماعة‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬إنو يصح أف يصلي المفترض خلف المتنفل )(‪.()4‬‬
‫فأما حيث صلى المتنفل خلف المفترض فذلك جائز باإلجماع‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬إال الركاتب‪ ،‬فإنها ال تصح خلف)(‪ ()5‬مفترض‪ ،‬كال متنفل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىكذا في (الزىور)‪ ،‬كفي الركاية عن زيد بن علي نظر‪ ،‬كالدم في التقرير عنو أنو ليس بحاكم‪ ،‬كفي‬
‫الشرح ذكر التعليل ىذا ألبي حنيفة‪ ،‬كلم يذكر فيو زيدا‪ ،‬فالتعليل بأف اإلماـ حاكم ألبي حنيفة‪ ،‬كأما زيد‬
‫فلوجوب المتابعة‪( .‬كواكب) ك(فتح معنى)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬على اإلماـ فقط‪ ،‬كمطلقا على قوؿ الناصر‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫(‪ )3‬إال النبي صلى اهلل عليو كآلو فمن خصائصو صحة صبلة المفترض خلفو‪ ،‬كلو كاف متنفبل‪( .‬شرح‬
‫خمسمائة) [ من صبلة الخوؼ‪].‬‬
‫(‪ )4‬نفبل‪ ،‬ال سبب لو‪.‬‬
‫(‪ )5‬إذ كاف الصحابة ينفردكف بها عقيب التجميع معو‪ ،‬كلم يؤمرىم بالتجميع‪ ،‬كىو محل التعليم صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كلم يسمع عن أحد قاؿ بصحتها من الصحابة‪ .‬قلت‪ :‬غاية االستدالؿ عدـ‬
‫األفضلية‪ ،‬ال عدـ الجواز فلينظر‪ ،‬كقد ذكر بعض أصحاب الشافعي‪ :‬أنها تصح من غير كراىة‪( .‬غيث)‬
‫(*) كركعتا الطواؼ كلها ال تصح‪( .‬مفتي) كقيل‪ :‬تصح (*) كأما الصبلة المخصوصة‪ ،‬كالتسبيح‪،‬‬
‫كالفرقاف فلعلها كالركاتب‪ ،‬كأما مكمبلت الخمسين فلعلها تصح (‪)7‬؛ إذ ال صفة مخصوصة لها‪،‬‬
‫استقرب ذلك عليو السبلـ‪( .‬قرز) (‪ )7‬يعني‪ :‬خلف المفترض‪( .‬قرز)‬

‫(‪)042/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الحاؿ (الثامن) حيث يصلي من ىو (ناقص )(‪ ()7‬الطهارة أك) ناقص‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ينظر فيمن ترؾ المضمضة مثبل‪ ،‬أك مسح الرأس لعذر ىل يؤـ ? قيل‪ :‬ال يؤـ إال بمثلو‪ ،‬فما دكف‪[.‬‬
‫كال يلزمو التلوـ‪( .‬قرز) ] (من خط إبراىيم (حثيث)‪ ،‬ك(قرز)ق)‪ .‬كمثلو في (الهداية) كالمختار‪ :‬أنو يؤـ‪،‬‬
‫كلو أكمل منو؛ ألنو ليس بناقص طهارة كال صبلة‪.‬‬
‫(فائدة) إذا كاف اإلماـ ػ يعني‪ :‬إماـ الصبلة ػ مقطوع اليدين‪ ،‬أك أحدىما‪ ،‬أك أحد الرجلين لم يمنع ذلك‬
‫من إمامتو‪ ،‬أشار إليو في الشرح في مسألة إمامة األعمى؛ ألنو قاؿ‪ :‬ألف ذىاب عضو من أعضائو ال‬
‫يمنع من إمامتو كاألقطع‪( .‬زىور) كقاؿ القاضي عبد اهلل (الدكارم)‪( :‬مسألة) كال تصح إمامة من يده‬
‫مقطوعة‪ ،‬أك رجلو على القوؿ بأف السجود يجب على األعضاء السبعة‪ ،‬فكذلك ال تصح خلف مقطوع‬
‫الرجلين على القوؿ بأنو يجب نصب أحد الرجلين‪ ،‬كفرش األخرل‪ ،‬ككذلك ال تصح إمامة المحدكب‬
‫إلى ىيئة الراكع لشيخوخة أك غيرىا‪( .‬دكارم) (قرز) [ككذلك المقيد‪ ،‬كاألشل إذا لم يستوؼ األركاف‬
‫على شركطها‪( .‬قرز)] (*) مفهوـ الكتاب أنو يصح أف يؤـ ناقص الصبلة بناقص الطهارة‪ ،‬كالعكس‪،‬‬
‫كليس كذلك‪ ،‬كلعل ظاىر األزىار المنع؛ ألف ناقص الصبلة كامل طهارة‪ ،‬فهو ضد‪ ،‬كذكر في (الغيث)‪:‬‬
‫أف المتيمم أكلى من القاعد كالمومئ‪ ،‬فينظر فيو‪ ،‬فإف كل كاحد منهما مخل بفرض مجمع عليو‪ .‬كقاؿ‬
‫في العارل‪ ،‬كمن ال يحسن القدر الواجب من القراءة‪ :‬إف الكاسي يؤـ العارل؛ ألف الكاسي مخل بفرض‬
‫مختلف فيو‪ ،‬بخبلؼ العارم‪ ،‬فيحقق‪ .‬ككأنو اعتد بخبلؼ نفاة األذكار‪ )*( .‬كال يؤـ القاعد القائم؛ لقولو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال تختلفوا على إمامكم) الشافعي‪ ،‬كزفر‪ :‬تصح؛ إذ صلى بهم صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم قاعدا (‪ )7‬كىم قياـ‪ .‬قلنا‪ :‬قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال يؤمن أحدكم بعدم‬
‫قاعدا قوما قياما‪ ،‬يركعوف كيسجدكف)‪(( .‬شفاء لفظا)) (‪ [ )7‬قاؿ في (الشفاء)‪ :‬ذلك محموؿ على‬
‫النسخ‪ ،‬أك على أنو خاص بو‪(( .‬شفاء)) ]‬

‫(‪)047/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(الصبلة) بضده )(‪ ،()7‬أما ناقص الطهارة‪ :‬فكالمتيمم‪ ،‬كمن بو سلس البوؿ‪ ،‬ككذا من يمم بعض)(‪()0‬‬
‫أعضاء التيمم‪ .‬كأما ناقص الصبلة‪ :‬فكمن يومئ‪ ،‬أك يصلي قاعدا‪ ،‬أك نحو ذلك (‪ )3‬فإنو ال يصح أف‬
‫يصلي بضده‪ ،‬كىو كامل الطهارة كالصبلة‪ ،‬فأما إذا استول حاؿ اإلماـ كالمؤتم في ذلك جاز أف يؤـ كل‬
‫كاحد منهما صاحبو(‪.)4‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ ،:‬كقد أشرنا إلى ذلك حيث قلنا‪" :‬بضده" إشارة إلى أف من ليس بضده يجوز لو‬
‫االئتماـ بو‪ ،‬كلو كاف ال يجوز ذلك لقلنا‪ :‬بغيره‪ ،‬كما قلنا فيما سبق(‪.)5‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬يجوز أف يصلي المتوضئ خلف المتيمم‪ ،‬كالقائم خلف القاعد‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) إذا قيل‪ :‬ما الفرؽ بين الضدين‪ ،‬كالنقيضين ? فالفرؽ بينهما‪ :‬أف الضدين ال يجتمعاف‪ ،‬كقد‬
‫يرتفعاف بثالث‪ ،‬كالنقيضاف ال يجتمعاف‪ ،‬كال يرتفعاف بثالث‪ .‬مثاؿ الضدين‪ :‬كاألبيض كاألسود‪ ،‬كالعكس‪.‬‬
‫كمثاؿ النقيضين‪ :‬اللذاف ال يجتمعاف الموت كالحياة‪ ،‬فبل يمكن أف يقاؿ‪ :‬ىذا الشيء حي ميت‪ ،‬كال‬
‫يرتفعاف أيضا‪ .‬ال يمكن أف يقاؿ‪ :‬ال حي‪ ،‬كال ميت‪ )*( .‬صوابو‪ :‬بأكمل؛ ليدخل صورة التنبيو‪( .‬شرح‬
‫فتح معنى)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كأما لو تيمم أحدىما عن حدث أصغر‪ ،‬كاآلخر عن حدث أكبر صح أف يؤـ أحدىما بصاحبو‪.‬‬
‫(بياف)‬
‫(‪ )3‬األمي‪ ،‬كالعارم‪.‬‬
‫(‪ )4‬فعلى ىذا ال يؤـ الناقص إال بمثلو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬في المتنفل بغيره‪.‬‬

‫(‪)040/0‬‬

‫_____________________________‬

‫تنبيو)(‪()7‬‬
‫لو حضر متيمم‪ ،‬كسلس البوؿ )(‪ ()0‬فقاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬يقدـ السلس‪.‬‬
‫كالفقيو يحيى بن أحمد تردد في المسألة‪ .‬قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬األرجح أف ال يؤـ أحدىما‬
‫بصاحبو)(‪.()3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يؤمن من يحسن الفاتحة فقط من يحسنها كثبلث آيات (‪ )7‬فإف كاف أحدىما يحسن أكلها‪،‬‬
‫كاآلخر يحسن آخرىا فهما سواء‪ ،‬يؤـ كل كاحد منهما بصاحبو‪( .‬بياف) كقيل‪ :‬الذم يحسن أكلها أكلى‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ألف من قرأ من أكلها يسمى قارئا‪ ،‬كمن قرأ من آخرىا فإنو ال يقاؿ‪ :‬قارئ لها‪.‬‬
‫(بستاف) (‪ )7‬كال يقاؿ‪ :‬يقرأ من يحسن الفاتحة البسملة‪ ،‬كيكررىا ثبلثا‪ ،‬كينوم من ثبلث سور؛ ألنو ال‬
‫يصح ذلك إال حيث كاف يعرؼ السور‪ ،‬فينوم من كل سورة بعينها‪( .‬غيث) كقاؿ السيد (أحمد‬
‫(الشامي)‪ :‬ال يشترط أف يعرؼ السور‪( .‬قرز)[ إذا قصدىا من ثبلث سور‪ ،‬فقد تقدـ نظير ىذا في قولو‪:‬‬
‫"قدر الفاتحة كثبلث آيات"]‪.‬‬
‫(*) (فائدة) لو حضر من يحسن الفاتحة فقط‪ ،‬كمن يحسن اآليات فقط ? فقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪:‬‬
‫يقدـ من يقرأ الفاتحة‪ .‬دؿ عليو كبلـ الشرح‪ .‬كقيل‪ :‬يؤـ كل كاحد منهما صاحبو‪ ،‬فإف كاف أحدىا يحسن‬
‫القراءة‪ ،‬دكف التشهد‪ ،‬كالثاني عكسو ػ فإف القارئ أكلى‪ .‬ذكره السيد يحيى بن الحسين‪( .‬بياف) ) أما لو‬
‫حضر عرياف‪ ،‬كمن ال يحسن القراءة الواجبة ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فاألقرب أف الكاسي يؤـ العارم‪ ،‬ال‬
‫العكس؛ ألف العارم يخل بأركاف مجمع عليها‪ ،‬كمن ال يحسن القراءة من القدر الواجب مخل بركن‬
‫مختلف فيو‪ ،‬كاألكلى أنو ال يؤـ أحدىما صاحبو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فائدة) فإف كجد سلس البوؿ‪ ،‬كسلس الجرح فهما سواء‪ ،‬فإف كاف أحدىما سلس البوؿ‪ ،‬كالثاني‬
‫سلس ريح ػ كاف سلس الريح أكلى‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )3‬الختبلؼ النقصاف‪ )*( .‬كإف كاف ظاىر األزىار خبلفو‪.‬‬

‫(‪)043/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقيل‪ :‬ىما ناقصاف فيؤـ أحدىما بصاحبو‪ .‬كقيل‪ :‬يأتي على الخبلؼ)(‪ ()7‬أيهما أكمل‪ ،‬فعلى قوؿ‬
‫الوافي‪ :‬إف السلس(‪ )0‬أكمل يقدـ‪ ،‬كعلى قوؿ علي خليل العكس(‪.)3‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا أقرب)(‪ ()4‬عندم‪.‬‬
‫(ك) الحاؿ (التاسع) حيث يصلي أحد (المختلفين )(‪ ()5‬فرضا) بصاحبو‪ ،‬كذلك نحو أف يكوف فرض‬
‫أحدىما الظهر‪ ،‬كفرض اآلخر العصر فبل يصح أف يصلي أحدىما فرضو خلف اآلخر‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬يجوز مع اختبلؼ الفرضين(‪ )6‬إال الجمعة خلف من يصلي الظهر )(‪ ()7‬فبل يجوز‬
‫باإلجماع‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬في كتب أىل المذىب‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألنو ال تأخير في حقو‪.‬‬
‫(‪ )3‬لنزاىتو عن النجاسة‪.‬‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬مجئ الخبلؼ‪( .‬شرح فتح) بين علي خليل‪ ،‬كصاحب (‪ )7‬الوافي‪ ،‬إال أنو قول قوؿ علي‬
‫خليل‪ )7( .‬في شرح قولو‪" :‬كتبطل ما خرج كقتها قبل فراغها فتقضى"‪.‬‬
‫(‪ )5‬ينظر في المنذكرة من شخصين‪ ،‬كالسبب كاحد‪ ،‬نحو علي ركعتين كقت الظهر يوـ كذا إف قدـ‬
‫فبلف‪ ،‬أك نحوه‪ .‬قيل‪ :‬يصح في المنذكرة أف تصلى جماعة‪ .‬كقيل‪ :‬ال تصح (قرز) كما في ركعتي‬
‫الطواؼ‪ ،‬كالخبلؼ كاحد‪ .‬كقيل‪ :‬تصح‪ .‬كبو قاؿ اإلماـ الحسن بن علي بن داكد عليهم السبلـ‪ .‬كقرره‬
‫(الشامي) كىو ظاىر األزىار‪.‬‬
‫(*) ما يقاؿ في رجلين صليا خلف إماـ‪ ،‬أحدىما نول العصر ظنا منو أف اإلماـ يصلي العصر‪ ،‬كاآلخر‬
‫صلى الظهر موافقا لنية إمامو‪ ،‬ىل تصح أـ ال ? الجواب ػ كاهلل الموفق ػ‪ :‬أف صبلة من نول الظهر‬
‫صحيحة؛ ألنو معذكر مع جهلو لمخالفة صاحبو لنية إمامو معو‪ ،‬كأقل أحواؿ المخالفة سد جناح‬
‫الموافق‪ ،‬فإف علم المصلي العصر في الوقت كجبت اإلعادة‪ ،‬كإف علم كقد خرج الوقت فصبلتهما‬
‫جميعا صحيحة؛ ألنها مسألة خبلفية‪( .‬من جوابات السيد صبلح بن حسين األخفش رحمو اهلل)‪.‬‬
‫(‪ )6‬بعد دخوؿ كقت الثانية‪.‬‬
‫(‪ )7‬ال العكس اتفاقا‪ )*( .‬حيث كاف معذكرا من الجمعة‪.‬‬

‫(‪)044/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ في الكافي‪ :‬ككذا الفرض خلف من يصلي صبلة العيد )(‪ ،()7‬أك االستسقاء‪ ،‬أك الجنازة)(‪ ()0‬أك‬
‫الكسوؼ فبل يجوز باإلجماع )(‪.()3‬‬
‫ثم ذكر عليو السبلـ الحاؿ العاشر بقولو‪( :‬أك) إذا اختلف الشخصاف في كوف فرضهما ذلك (أداء) من‬
‫أحدىما (كقضاء)(‪ )4‬من اآلخر‪ ،‬فإنو ال يصح أف يصلي أحدىما باآلخر ذلك الفرض الذم اختلفا فيو‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬يجوز أف يصلي القاضي خلف المؤدم )(‪.()5‬‬
‫كللمؤيد باهلل قوالف‪ ،‬قاؿ في الشرح‪ :‬الصحيح منهما أنو ال يجوز‪.‬‬
‫فأما إذا كاف جميعا قاضيين‪ ،‬كالفرض كاحد جاز أف يؤـ كل كاحد منهما )(‪ ()6‬صاحبو‪.‬‬
‫كقاؿ أبو طالب‪ :‬ال يصح‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬نحو‪ :‬أف ينذر بركعتين‪ ،‬أك قضاء‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬نذر بخمس تكبيرات‪.‬‬
‫(‪ )3‬كقد تقدـ أف الشافعي [يقوؿ]‪ :‬إنما يصح‪ ،‬فيما ال سبب لو‪ ،‬فاإلجماع مستقيم‪.‬‬
‫(‪ )4‬ما يقاؿ‪ :‬إذا قيد اإلماـ الصبلة في الوقت بركعة‪ ،‬كجاء المؤتم أيأتم بو ? كىل تصح صبلة المؤتم؛‬
‫لكوف صبلة اإلماـ صحيحة حين دخل بها‪ ،‬أـ ال تصح؛ ألنو لم يدخل المؤتم إال كقد خرج الوقت ?‬
‫الجواب‪ :‬أنها ال تصح؛ ألف صبلة البلحق قضاء‪ ،‬كصبلة اإلماـ أداء‪ ،‬فقد اختلفا أداء كقضاء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كالعكس‪ .‬مذاكرة (*) كحجتو أف معاذا كاف يصلي مع النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم العشاء‬
‫األخيرة‪ ،‬ثم يغدك إلى أصحابو فيصلي بهم ىذه الصبلة‪ ،‬فتكوف لهم فرضا‪ ،‬كلو نفبل‪ ،‬كإذا جاز أف يصلي‬
‫المفترض خلف المتنفل جاز أف يصلي القاضي خلف المؤدم‪ ،‬الشتراؾ الصبلتين في كونهما كاجبتين‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬لعل معاذا صلى األكلى نافلة‪ ،‬كبأصحابو الفريضة‪ ،‬كال حجة في ذلك‪( .‬بستاف) [قلت‪ :‬ىذا تأكيل‬
‫ضعيف‪ ،‬كال يوجد ما يدؿ عليو‪ .‬محقق ]‬
‫(‪ )6‬بل يسن لفعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم يوـ ناـ في الوادم‪ ،‬كيوـ الخندؽ‪ ،‬كقضاء الصبلتين‬
‫جماعة‪ .‬كلو من أياـ متفرقة‪ .‬كقيل‪ :‬من يوـ كاحد‪( .‬ذكره الفقيو علي)‬

‫(‪)045/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ثم ذكر عليو السبلـ (الحاؿ الحادم عشر) بقولو‪( :‬أك) إذا اختلف اإلماـ كالمؤتم (في التحرم)(‪()7‬‬
‫فإنو ال يصح أف يؤـ أحدىما صاحبو‪ ،‬سواء تناكؿ اختبلفهما (كقتا)(‪ )0‬فقاؿ أحدىما‪ :‬قد دخل الوقت‪.‬‬
‫كقاؿ اآلخر‪ :‬لم يدخل‪.‬‬
‫(أك قبلة) فقاؿ أحدىما‪ :‬القبلة ىنا‪ .‬كقاؿ اآلخر‪ :‬بل ىنا‪.‬‬
‫(أك طهارة) نحو أف تقع نجاسة )(‪ ()3‬في ماء كلم تغيره‪ ،‬فيقوؿ أحدىما‪ :‬ىو كثير فيتطهر)(‪ ()4‬بو‪.‬‬
‫كقاؿ اآلخر‪ :‬بل قليل‪ ،‬أك نحو ذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإذا غلب في ظنو صدؽ ما قالو صاحبو في القبلة‪ ،‬أك في الطهارة‪ ،‬أك في الوقت ػ جاز لو أف‬
‫يدخل معو‪ ،‬كلو قد أدل ػ أم‪ :‬اإلماـ ػ بعض الصبلة‪ ،‬كأما إذا دخل بعد ما ظن دخوؿ الوقت‪ ،‬أك بعد ما‬
‫انحرؼ اإلماـ إلى جبهتو‪ ،‬فإنو يكوف على الخبلؼ‪ ،‬ىل اإلماـ حاكم أـ ال (ذكره في (الكواكب)‬
‫ك(الغيث) كفي (تعليق (الدكارم)‪ :‬األكلى أنو ال يصح من المؤتم االئتماـ بو إذا انحرؼ‪ ،‬أك دخل‬
‫الوقت؛ ألف أكؿ صبلتو باطلة‪ ،‬كلم يقل فيها بالجواز قائل‪ ،‬كقواه في السلوؾ‪( .‬تكميل) كقاؿ السيد‬
‫(أحمد (الشامي)‪ :‬المختار الصحة؛ إذ كل كاحد متعبد بظنو‪ ،‬ككل مجتهد مصيب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬سواء اتفق المذىب‪ ،‬أـ اختلف‪ ،‬كمثلو في (حاشية سحولي)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬الصواب [قوم] في المثاؿ أف يقاؿ‪ :‬أف تقع نجاسة في أحد ثبلثو أمواه‪ ،‬كالنبس الطاىر‪ ،‬ثم توضأ‬
‫كل كاحد منهم بما ظنو طاىرا؛ فإنو ال يؤـ أحدىم صاحبو‪ ،‬كأما مثاؿ الشرح فهو كاالختبلؼ في‬
‫المذىب فيصح [قوم] أف يؤـ كل كاحد منهما صاحبو‪( .‬ذكره في شرح األثمار) ك(قرز) األزىار‬
‫كشرحو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬مع اتفاؽ المذىب‪.‬‬

‫(‪)046/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ال) إذا اختلف الشخصاف (في المذىب) في مسائل االجتهاد‪ ،‬نحو أف يرل أحدىما أف التأمين في‬
‫الصبلة مشركع‪ ،‬كاآلخر يرل أنو مفسد‪ ،‬أك أف الرعاؼ ال ينقض الوضوء‪ ،‬كاآلخر يرل أنو ينقضو‪ ،‬أك‬
‫نحو ذلك )(‪( ()7‬فإ) ف المذىب‪ ،‬كىو قوؿ أبي طالب‪ ،‬كالمنصور باهلل )(‪ ()0‬أف (اإلماـ حاكم))(‪()3‬‬
‫فيصح أف يصلي كل كاحد منهما بصاحبو‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل في اإلفادة‪ ،‬كحكاه في حواشيها عن زيد بن علي‪ :‬إف صلوة المؤتم ال تصح إف علم أف‬
‫اإلماـ فعل ذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالمني في قوؿ الشافعي‪ ،‬ككضع اليد على اليد‪ [ ،‬كاالستنجاء من الريح‪ ،‬كالوضوء من الدـ‪،‬‬
‫ككجوب المضمضة كاالستنشاؽ‪ ،‬أك التسمية‪ ،‬أك النية‪ ،‬أك الترتيب‪ ،‬أك نحو ذلك إذا أئتم من يوجبو بمن‬
‫ال يوجبو‪ ،‬كال فعلو‪) .‬بياف( ](*) العبرة بمذىب المؤتم فإف كاف عنده أنو حاكم أجزأ‪ ،‬كإال لم يجز‪.‬‬
‫(كشلي)‬
‫(‪ )0‬كأبو العباس‪ ،‬كاإلماـ يحيى بن حمزة‪ ،‬كالغزالي‪ ،‬كالشيح أحمد الرصاص‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككجو ذلك‪ :‬أف الجماعة مشركعة‪ ،‬كما يترافع إلى الحاكم‪ ،‬فصار اإلماـ كالحاكم المخالف[‬
‫للمحكوـ عليو‪ ] .‬في المذىب؛ كألف القوؿ بعدـ صحة ذلك يلزـ منو تعطيل الجماعة لسعة الخبلؼ‪.‬‬
‫(تكميل) ) (*) بشرط أف يفعل ما ترؾ‪ ،‬كيترؾ ما فعل‪ ،‬كال يستعمل ما يستعمل اإلماـ‪ .‬قيل‪ :‬كلو أف‬
‫يسجد معو سجود لتبلكة‪ ،‬كما يقعد معو في غير موضع قعوده‪( .‬صعيترم) كقيل‪ :‬ال يسجد‪ ،‬بل ينتظر‬
‫في الفرض‪ ،‬كيجوز في النفل‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كالفرؽ بين التحرم كاختبلؼ المذىب‪ :‬أف التحرم‬
‫مستند إلى أمارة عقلية فأشبو االختبلؼ في القبلة‪ ،‬كاالختبلؼ في المذىب يستند إلى أمارة شرعية‪،‬‬
‫ككل مجتهد فيها مصيب‪( .‬غيث) كلهذا كاف الصحيح ما في الكتاب في غير الحاالت اإلحدل عشر‪.‬‬
‫(سحولي) (قرز) (*) ألنا لو قلنا بخبلؼ ىذا أدل إلى أف يمتنع الناس أف ال يؤـ بعضهم بعضا في كثير‬
‫من الصور‪ ،‬كاالمتناع من مساجدىم‪ ،‬كلم يظهر ذلك من الصحابة‪ ،‬مع ظهور االختبلؼ منهم‪( .‬زىور)‬
‫(‪)047/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ علي خليل‪ :‬ىذا الخبلؼ إذا علم المؤتم قبل الدخوؿ(‪ )7‬في الصبلة أف ىذا اإلماـ يفعل ما ىو‬
‫عند المؤتم مفسد‪ ،‬فأما لو لم يعلم إال بعد دخولو في الصبلة فبل خبلؼ في صحة الجماعة‪ ،‬كأف اإلماـ‬
‫حاكم‪.‬‬
‫(كتفسد )(‪ ()0‬صلوة الجماعة )(‪( ()3‬في ىذه) الحاالت اإلحدل عشرة‪ ،‬كفسادىا (على المؤتم)‬
‫يحصل (بالنية))(‪ ()4‬أم‪ :‬نية االئتماـ بالفاسق‪ ،‬أك الصبى‪ ،‬كنحوىما ممن تقدـ ذكره‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ال فرؽ‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬لم تنعقد‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككذا فرادل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ألنو علق صبلتو بمن ال يصح [االئتماـ بو]‪( )*( .‬مسألة) إذا أحدث جماعة فالتبس‪ ،‬كاعتد كل‬
‫كاحد منهم أف المحدث غيره منهم صحت صبلتهم فرادل كأما حملو في أف أـ بعضهم كبقي منهم‬
‫اثناف فصاعدا (‪)7‬لم يؤموا صحت صبلة الكل [ ألنهم في الطهارة على يقين‪ ،‬كال يرتفع اليقين إال‬
‫بيقين] فإف أموا كلهم إال كاحدا منهم أعاد ىو فقط (‪ )0‬ما صلى معهم مؤتما‪ ،‬كإف أموا كلهم كل كاحد‬
‫في صبلة بأصحابو أعاد كل كاحد منهم ما صلى مؤتما؛ ألنو يعتقد أف أحدىا باطلة‪ ،‬فيصليها الكل‬
‫مشركطة‪ ،‬ذكره عليو السبلـ‪ .‬كقاؿ أبو العباس‪ :‬تعين األخيرة للبطبلف‪ .‬يعني‪ :‬في حق المؤتمين‪( .‬بياف‬
‫بلفظو) كعن الهدكية صبلة كاحدة‪ ،‬حيث اتفقت الرباعية‪ ،‬كإف اختلفت فصبلتين بنية مشركطة‪) .‬بياف(‬
‫(‪ [ )7‬كالصحيح في ىذه المسألة أنو ال يصح أف يؤـ أحد منهم صاحبو؛ألنهم اختلفوا طهارة‪( .‬مفتي)‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬ألف اإلماـ في ىذه الحالة ليس بحاكم‪( .‬بستاف) ] (‪ [ )0‬ألف‬
‫الواجب عليو أف يؤدم الصبلة بيقين‪ ،‬كال يقين ىنا بصحتها]‪.‬‬

‫(‪)048/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ال تفسد (على اإلماـ) في ىذه الحاالت بمجرد نية اإلمامة إال (حيث يكوف بها))(‪ ()7‬أم‪ :‬بالصبلة‬
‫مع اإلمامة كإرادتها (عاصيا))(‪ ()0‬كذلك نحو أف تؤـ المرأة رجبل‪ ،‬أك الرجل امرأة منفردة(‪ ،)3‬أك يؤـ‬
‫قاعد قائما‪ .‬فأما إذا أـ الفاسق مؤمنا)(‪ ()4‬فإف كاف مذىب المؤتم جواز الصبلة خلفو)(‪ ()5‬لم يلزـ‬
‫اإلماـ النكير عليو ‪ ،‬كصحت صلوتو)(‪ ،()6‬كلو كاف مذىب اإلماـ)(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬اإلماـ باإلمامة‪.‬‬
‫(‪ )0‬كضابط) مواقف عصياف اإلماـ حيث يكوف النهي متعلقا بو كما مر‪ ،‬كنحو أف يؤـ ناقص الصبلة أك‬
‫الطهارة بضده‪ ،‬ال حيث ىو متعلقا بالمؤتم؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال تختلفوا على إمامكم(‪.‬‬
‫(تكميل) (قرز)‬
‫(*) ال حيث ال يكوف بها عاصيا‪ ،‬نحو أف يؤـ المؤمن فاسقا‪ ،‬كالقاضي مؤديا‪ ،‬كالعكس‪ ،‬كالمتنفل‬
‫مفترضا فإنها ال تفسد عليو بمجرد نية اإلمامة‪ ،‬كإف كانت ال تنعقد جماعة؛ ألف النهي يتعلق بالمؤتم‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ يحيى بن حمزة‪ :‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال يؤمنكم ذك جرأة في دينو) كقولو‪( :‬ال‬
‫تختلفوا على إمامكم) بخبلؼ الصور المتقدمة؛ ألف دليلها يقتضي كونو عاصيا بذلك (ذكره في (الغيث)‬
‫لكن يحقق الدليل‪ ،‬قاؿ فيو‪ :‬فإف قلت‪ :‬ىبل فسدت على اإلماـ كما فسدت على المؤتم بذلك‪ ،‬كإال‬
‫فما الفرؽ ? قلت‪ :‬يفرؽ بينهما أف المؤتم إذا نول االئتماـ فقد عقد صبلتو على غير الصحة‪ ،‬كذكر‬
‫كجو ذلك‪ ،‬ثم قاؿ‪ :‬بخبلؼ اإلماـ‪ .‬كذكر كجو ذلك‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك خنثى مطلقا‪.‬‬
‫(‪ )4‬كصوابو‪ :‬غيره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬أك ال مذىب لو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬فإف كاف مذىبهما‪ ،‬أك اإلماـ عدـ الجواز لم تصح صبلتهما حيث نوم اإلمامة‪ ،‬فتفسد صبلة‬
‫المؤتم تبعا لصبلة إمامو‪( .‬ذمارم) كال يبعد أخذه من األزىار‪ ،‬كألنو ال يجوز لو فيو اإلمامة‪ ،‬كىذا ىو‬
‫المختار‪( .‬شامي) (*) أم‪ :‬صبلة اإلماـ‪ ،‬كقيل‪ :‬ىما جميعا‪ ،‬حيث ال تغرير‪ ،‬كال تلبيس ػ اإلماـ فرادل‪،‬‬
‫كالمؤتم جماعة ػ ك(قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬يقاؿ‪ :‬اإلماـ عاص بنية اإلمامة‪ ،‬فينظر‪ .‬يقاؿ‪ :‬كإف كاف مخطئا بنية اإلمامة‪ ،‬فليس عاص بأركاف‬
‫الصبلة‪( .‬غيث) (*) كسيأتي مثلو في الزكاة‪( .‬غيث) يعني‪ :‬أف العبرة بمذىب الصارؼ‪ ،‬كىنا العبرة‬
‫بمذىب المؤتم‪.‬‬

‫(‪)049/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( أف ذلك ال يصح‪ ،‬على خبلؼ )(‪ ()7‬في ذلك‪.‬‬


‫كإف كاف مذىبهما جميعا )(‪ ()0‬أف ذلك ال يصح‪ .‬فإف كاف المؤتم عارفا بفسق ىذا اإلماـ أك نحو ذلك‬
‫)(‪ ،()3‬كأف الصبلة خلفو ال تصح ػ كانت نية اإلمامة من اإلماـ لغوا )(‪ ()4‬كقد انعقدت صلوتو)(‪()5‬‬
‫فرادل‪ ،‬اللهم إال أف يكوف في صورة صلوة الجماعة في تلك الحاؿ تلبيس على البلحق)(‪ ()6‬كذلك‬
‫في آخر الوقت)(‪ ()7‬احتمل أف ال تصح)(‪ ،()8‬كاحتمل خبلفو)(‪.()9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬خبلؼ الناصر‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬في اإلنكار على من مذىبو الجواز‪ ،‬كقيل‪ :‬الخبلؼ في كوف‬
‫اإلماـ حاكما أـ ال‪ .‬كقيل‪ :‬لعلو في كوف العبرة بمذىب الصارؼ‪ ،‬كالمصركؼ إليو‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك المؤتم‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬ناقص صبلة‪ ،‬أك طهارة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬المختار أنها ال تلغى‪ ،‬فلو ائتم بو من مذىبو صحة الصبلة خلف الفاسق ػ صحت صبلتو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬حيث ال يتمكن من اإلنكار عليو‪( .‬قرز) (*) أم‪ :‬اإلماـ‪ ،‬كأما المؤتم فبل تصح صبلتو؛ ألنو علقها‬
‫بمن ال تصح الصبلة خلفو‪( .‬نجرم) (قرز)‬
‫(‪ )6‬حيث يكوف ممن يقتدل بو‪ .‬يعني‪ :‬المؤتم‪.‬‬
‫(‪ )7‬أك في أكلو [ إذا لم يمكن اإلماـ بعد فراغو‪ ] .‬ألنو منكر مع التلبيس‪ .‬كفي (شرح النجرم) ما‬
‫لفظو‪ :‬ىذا إف لم يحصل تلبيس على البلحق؛ إذ لو حصل تلبيس‪ ،‬ككاف آخر الوقت احتمل أف ال‬
‫تصح‪ ،‬كاحتمل خبلفو‪( .‬بلفظو) كلفظ (شرح ابن (بهراف) حيث كاف مع تضيق الوقت‪ ،‬كأما مع سعتو‪،‬‬
‫كيمكن اإلماـ بعد فراغو من تعريف المؤتم أف صبلتو غير صحيحة فاألرجح صحتها‪ ،‬كسيأتي على شرح‬
‫قولو‪" :‬كفي مجرد اإلتباع تردد كبلـ (النجرم)‬
‫(‪ )8‬إذ ىو صلى كثم كاجب مضيق عليو أداؤه‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )9‬يعني‪ :‬أنها تصح‪ ،‬كىما كاجباف مضيقاف‪.‬‬

‫(‪)052/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كإف كاف المؤتم جاىبل بفسق ىذا اإلماـ ػ فإف كاف الوقت موسعا‪ ،‬كال يخشى فوات تعريف المؤتم أف‬
‫صبلتو غير صحيحة صحت صلوة اإلماـ)(‪ ()7‬إف قلنا‪ :‬إف الصبلة على الوجو الذم ال يصح‪ ،‬مع عدـ‬
‫االعتداد بها ليست منكرا في نفسها‪ .‬كاألقرب أنها إنما تكوف منكرا مع علم المصلي)(‪ ،()0‬ال مع‬
‫جهلو‪.‬‬
‫كإف كاف في آخر الوقت‪ ،‬أك يخشى فوات تعريف المؤتم ببطبلنها ػ فاألقرب أف صلوة اإلماـ ال تصح‬
‫من حيث دخل فيها)(‪ ()3‬كعليو كاجب أضيق منها‪ ،‬كىو تعريف المؤتم‪ ،‬فأشبو من صلى كثم منكر‬
‫يخشى فواتو‪ .‬كيحتمل أف تكوف ىذه الصورة كالصورة التي يكوف مذىب المؤتم صحة الصبلة خلف‬
‫الفاسق‪ ،‬كمذىب اإلماـ خبلفو؛ ألف الجاىل بمنزلة المجتهد(‪.)4‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاألكؿ أقرب كأصح )(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فرادل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كىو المؤتم بعدـ صحتها‪ ،‬ال مع جهلو‪( .‬بياف) (*) يقاؿ‪ :‬إنك لم تجعلها منكرا‪ ،‬حيث علم‬
‫المصلي فيما تقدـ في أكؿ التحصيل‪ ،‬ففي الكبلـ نوع تدافع‪ ،‬كلعلو في الكبلـ األكؿ‪ ،‬حيث قاؿ‪:‬‬
‫صحت صبلتو فرادل‪ ،‬حيث لم يتمكن من اإلنكار عليو‪ ،‬كىنا في قولو‪" :‬مع علم المصلي " أنو يمكن‪،‬‬
‫فبل تدافع‪( .‬قرز) (*) كمن ىنا أخذ كجوب تنبيو النائم‪.‬‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬استمر‪.‬‬
‫(‪ )4‬قلنا‪ :‬ال يكوف الجاىل بمنزلة المجتهد إال حيث لم يكن لو مذىب رأسا‪.‬‬
‫(‪ )5‬حصر ىذه المسألة أنها ال تصح الصبلة[ صبلة المؤتم‪ ].‬في ىذه الوجوه جميعها إال على أحد‬
‫احتمالي أبي طالب‪ ،‬أك حيث كاف مذىب المؤتم جواز الصبلة خلف الفاسق‪ ،‬أك لم يكن فيها تلبيس‪.‬‬
‫(سماع سحولي)[ كإف كاف ثم تلبيس لم تصح إذا كاف في آخر الوقت‪ ،‬أك في أكلو مع خشية فوات‬
‫تعريف المؤتم]‪ )*( .‬تنزيو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)057/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كتكره)(‪ ()7‬الصبلة (خلف من عليو) صلوة (فائتة) )(‪ ()0‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كظاىر قوؿ القاسم‪" :‬كال‬
‫يؤـ من عليو فائتة " أف ذلك ال يصح‪ ،‬كلم يفرؽ بين أكؿ الوقت كآخره‪ ،‬كبين أف يكوف الفائت خمسا‬
‫أك أكثر‪ ،‬لكن حملو األخواف على الكراىة ضد االستحباب‪ ،‬كما ذكرنا (أك) لم تكن عليو فائتة‪ ،‬كىو‬
‫مستكمل لشركط صحة اإلمامة‪ ،‬لكن (كرىو) )(‪ ()3‬أم‪ :‬كره الصبلة خلفو (األكثر) ممن يحضر‬
‫الصبلة‪ ،‬فإف الصبلة خلفو حينئذ تكره لغير الكاره كالكاره‪ ،‬بشرط أف يكوف الكارىوف (صلحاء) )(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ ) 7‬كتكره الصبلة خلف من عليو دين حاؿ‪ ،‬كإف لم يتضيق عليو‪ ،‬ككذا من كاف عليو صوـ؛ ألف العلة‬
‫كاحدة‪ ،‬كظاىر األزىار خبلفو‪ .‬ينظر في قولو‪" :‬كإف لم يتضيق"‪( .‬قرز) (*) كجو الكراىة‪ :‬أنو ال يؤمن أف‬
‫يخل بقضائها مع ذكره لها؛ ألف قضاءىا مضيق عليو‪( .‬بستاف) [ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(فوقتها حين يذكرىا)‪( .‬بستاف)]‬
‫(‪ )0‬قاؿ في تعليق اإلفادة [ قوم ]‪ :‬إنما تكره حيث كاف عليو خمس صلوات (‪ )7‬فما دكف‪ ،‬ال أكثر؛‬
‫ألف كثيرا من العلماء يوجبوف الترتيب ػ [بينها كببين المؤداة] ػ قاؿ في حواشيها عن األستاذ‪ :‬كإنما تكره‬
‫في أكؿ الوقت‪ ،‬ال في آخره‪( .‬زىور) لوجوب (‪ )0‬تقديم الخمس الفائتة على الحاضرة‪( .‬صعيترم)‬
‫كظاىر األزىار خبلفو (‪ )7‬ال أكثر‪ ،‬فبل كراىة مع كونو يقضى القدر الواجب منها‪( .‬بياف) ) كلو لم يكن‬
‫قد صلى شيأ من المقضية‪ ،‬حيث ىو ال يترؾ قضاء الخمس في اليوـ‪ ،‬كظاىر الكبلـ مطلقا؛ ألنهم‬
‫يوجبوف تقديمها إذا زادت على الخمس‪ [ )7( .‬كظاىر األزىار أف الكراىة مطلقا سواء كاف المتركؾ‬
‫فرضا كاحدا أك أكثر]‪ )*( .‬كال منذكرة؛ ألنو ال يؤمن أف يخل بالقضاء‪.‬‬
‫(‪ )3‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال يقبل اهلل صبلة رجل أـ قوما كىم لو كارىوف) كفي حديث آخر (لعن‬
‫اهلل رجبل أـ قوما كىم لو كارىوف) قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬ككبلـ أصحابنا يدؿ على أنها ال تصح‪.‬‬
‫ذكره المنصور باهلل‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )4‬كالمراد بالصلحاء غير المخلين بما كجب من علم كعمل‪ ،‬كال يقدموف على قبيح يقدح في العدالة‪،‬‬
‫كإف لم يكونوا علماء‪( .‬ديباج) (*) عبارة األثمار‪ :‬أكثر الصلحاء‪ )*( .‬أم‪ :‬مؤمنين‪ ،‬كإف لم يكونوا‬
‫علماء‪( .‬كشلي)‬

‫(‪)050/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( ألنهم إذا كانوا غير صلحاء لم يؤمن أف تكوف كراىتهم لذلك تعديا عليو كحسدا كنحو ذلك‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬ال تجوز الصبلة خلفو‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألكؿ أقرب‪ .‬كإنما اعتبرنا الكثرة ػ قاؿ في مهذب الشافعي‪ :‬ألف أحدا ال‬
‫يخلو ممن يكرىو‪ .‬قاؿ أبو مضر‪ :‬ىذا إذا كانت الكراىة ألمر يرجع إلى الصبلة‪ ،‬كتطويل)(‪ ()7‬أك‬
‫نحوه)(‪ ()0‬ال للشحناء‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ال فرؽ بين أف يكوف للشحناء أك لغير ذلك‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا أصح من قوؿ أبي مضر؛ ألنهم إذا كانوا صلحاء فاألقرب أنهم ال‬
‫يشحنوف عليو إال من باطل)(‪.()3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فيها‪ .‬أك تخفيف‪.‬‬
‫(‪ )0‬كجود أكمل منو‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال يخرجو عن حد العدالة [ كالجمع بين الصبلتين لغير عذر‪ ،‬كمذىبو أف ذلك مجز غير جائز‪].‬‬
‫(قرز)‬

‫(‪)053/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كاألكلى (‪ )7‬من) الجماعة (المستوين في) كماؿ (القدر الواجب) من شركط صحة اإلمامة فكل كاحد‬
‫منهم إذا اجتمعوا ىو (الراتب) )(‪ ()0‬فإنو أقدـ من األفقو كغيره‪ ،‬ككذا صاحب البيت)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ ) 7‬للندب‪( .‬قرز) (*) اعلم أف إمامة الصبلة مرتبة شرعية‪ ،‬فبل يتوالىا إال من اختص بشرائف‬
‫الخصاؿ‪ ،‬كىي تسع‪ :‬الفقو‪ ،‬كالقراءة‪ ،‬كالورع‪ ،‬كالنسب‪ ،‬كالهجرة‪ ،‬كالسن‪ ،‬كاألبوة‪ ،‬كالحرية‪ ،‬كالحسن‪.‬‬
‫كىي ثبلث مراتب األكلى منها‪ :‬الفقو‪ ،‬كالقراءة‪ ،‬كالورع‪ ،‬كىي أعز المراتب‪ .‬كالثانية دكنها‪ :‬كىي السن‪،‬‬
‫كالنسب‪ ،‬كالهجرة‪ .‬كمعنى السن‪ :‬أف من نشأ في اإلسبلـ كشاخ فيو أكلى من غيرة‪ ،‬كالهجرة كذلك‪.‬‬
‫كالثالث‪ :‬في األبوة‪ ،‬كالحرية‪ ،‬كالحسن في الصوت‪ ،‬ثم [الحسن في] الوجو‪ ،‬كما ذكره اإلماـ الهادم‬
‫عليو السبلـ في اإلمامة الكبرل‪ .‬كأما األعمى فكرىو القاسم عليو السبلـ‪ ،‬كمحمد بن منصور‪ ،‬كزيد بن‬
‫علي عليو السبلـ؛ ألنو ال يتحرز عن المنجسات‪ .‬كقاؿ الهادم‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ :‬ال كراىو‪ ،‬بل أكلى لزيادة‬
‫خشوعة‪ ،‬كالتفاؼ بصره عما يلهيو‪ .‬ككره زيد بن علي األعرابي‪ ،‬كالبدكم‪(.‬تعليق لمع)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كإذا حضر الؤتموف قبل اإلماـ انتظركا‪ ،‬ال إذا حضر اإلماـ مع بعض المؤتمين فبل ينتظر للباقين؛‬
‫ألف الصبلة في أكؿ الوقت بالجماعة القليلة أفضل من الجماعة الكثيرة في آخر الوقت‪( .‬قرز) (*)‬
‫كالمراد بو من اعتاد اإلمامة في مسجد‪ ،‬أك موضع مخصوص‪ ،‬كاستمر على ذلك حتى صار يوصف في‬
‫العرؼ بأنو راتب‪ ،‬كىذا حيث حضر‪ ،‬أك استخلف في الوقت المعتاد‪ ،‬كإال فاألقرب بطبلف كاليتو‪.‬‬
‫(شرح األثمار بلفظو) (قرز) (*) أك نائبة‪( .‬قرز) (*) كيثبت راتبا بمرتبتين‪ ،‬أك بأف يعينو اإلماـ‪.‬كفي‬
‫(الكواكب) يثبت كونو راتبا إذا كصف بأنو راتب‪ ،‬كعرؼ بأنو راتب‪( .‬قرز) إف حضر في الوقت المعتاد‪،‬‬
‫أك استخلف غيره‪ ،‬كإال بطل حقو‪( .‬بياف) ألنو رضي بإسقاط حقو‪( .‬بستاف) كخليفة الراتب كالراتب‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )3‬كصاحب البيت أكلى من الضيف؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬من زار قوما فبل يؤمهم‪ ،‬كلو كاف‬
‫البيت لو)‪( .‬كواكب)‬

‫(‪)054/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( أكلى من غيره‪ ،‬كالمستأجر)(‪ ()7‬كالمستعير أكلى من المؤجر كالمعير‪ ،‬كغيرىما‪ ،‬فإف حصل اإلماـ‬
‫األعظم‪ ،‬فقاؿ اإلماـ)(‪ ()0‬يحيى [قول]‪ :‬ىو أكلى من الراتب‪.‬‬
‫كعن اإلماـ محمد بن المطهر الراتب أكلى )(‪.()3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ما لم يرجع المعير كالمؤجر عن األجارة كالعارة‪)*( .‬كلو عبدا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كىكذا في الفتح حيث قاؿ‪ :‬كخلف غير ذل كالية أكلى بها‪ ،‬كىو اإلماـ األعظم‪ ،‬فراتب‪ ،‬فأفقو‪،‬‬
‫فأكرع‪ ،‬فأقرأ‪ ،‬فأسن‪ ،‬فأحسن فعبل كصورة‪ ،‬عطف ذلك على قولو‪" :‬كتكره خلف ذم فائتة" الخ كىكذا‬
‫في )(شرح األثمار)( البن ركاع؛ ألنو قاؿ‪ :‬فإف حضر اإلماـ األعظم‪ ،‬فالمذىب كما قاؿ اإلماـ يحيى‪،‬‬
‫كلقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال يؤـ الرجل في سلطانو)‪ .‬كقواه (المفتي) ك(الشامي) (*) لقولو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو‪( :‬ال يؤمن ذك سلطاف في سلطانو) كاختاره المؤلف؛ إذ ىو راع لؤلمة‪ ،‬كال يؤـ الرجل في‬
‫سلطانو‪ ،‬كخليفتو في أرضو‪( .‬كابل)‬
‫(‪ )3‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬أنت إماـ مسجدؾ) (*) إذا لم تنحط مرتبة اإلماـ األعظم‪( .‬قرز)‬
‫(*) في غير الجمعة (‪ )7‬كالعيدين‪ )7( .‬كظاىر األزىار خبلفو‪( .‬قرز) [ أم‪ :‬أنو ال فرؽ‪ ،‬ما لم يكن فيو‬
‫حط لمرتبة اإلماـ األعظم‪( .‬قرز) ] أما العيد فبل يشترط فيو اإلماـ األعظم‪ ،‬كال الجماعة‪ )*(.‬كىو ظاىر‬
‫األزىار‪.‬‬

‫(‪)055/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ثم األفقو) في أحكاـ الصبلة )ثم) إذا استوكا في الفقو قدـ (األكرع‪ ()7() ،‬ثم) إذا استوكا في الفقو‬
‫كالورع قدـ (األقرأ )(‪ ،()0‬ثم) إذا استوكا في الثبلثة قدـ (األسن)(‪ )3‬يعني‪ :‬األكبر سنا على األشرؼ‬
‫نسبا‪ .‬كاختار اإلماـ يحيى تقديم األشرؼ نسبا على األسن (ثم) إذا أستوكا فقها‪ ،‬ككرعا‪ ،‬كقراءة‪ ،‬كسنا‪،‬‬
‫كاختلفوا في الشرؼ قدـ (األشرؼ نسبا)(‪ ()4‬فبل يتقدـ العبد)(‪ ()5‬على السيد‪ )6(،‬كالعجمي(‪ )7‬على‬
‫العربي‪ ،‬كالعربي على القرشي‪ ،‬كالقرشي على الهاشمي)(‪ ()8‬كالهاشمي على الفاطمي إال برضاء األكؿ‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كمفهوـ كبلـ األصحاب أنو إذا تقدـ غير األكؿ كره ذلك‪ )9(،‬كصحت‬
‫الصبلة)(‪.()72‬‬
‫كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬إذا تقدـ من دكف رضاء األكؿ احتمل أف ال تصح الصبلة‪ ،‬كما ذكر‬
‫صاحب الكافي في صبلة الجنازة )(‪.()77‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لعلو أراد كرع المؤمنين‪ ،‬كىو اإلتياف بالواجبات كاجتناب المقبحات‪( .‬بستاف) (*) الزائد على‬
‫عدالة الشاىد‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالمراد بو األكثر حفظا للقرآف‪ ،‬األعرؼ بمخارج الحركؼ كصفاتها‪ ،‬كنحو ذلك‪( .‬قرز) (*) كتكره‬
‫خلف األزف‪ ،‬كاألفرع‪ ،‬كاألنصر‪( .‬فتح) فاألزف‪ :‬مدافع األخبثين‪ .‬كاألفرع‪ :‬صاحب الوسواس‪ .‬كاألنصر‪:‬‬
‫عديم الختاف‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )3‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬الكبر الكبر)‪ )*( .‬كلو عبدا‪.‬‬
‫(‪ )4‬ثم األحسن كجها؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬اطلبوا الخير عند حساف الوجوه من أمتي)‬
‫كقيل‪ :‬األحسن فعبل‪( .‬بحر) األحسن صوتا‪ ،‬ثم األنظف ثيابا‪.‬‬
‫(‪ )5‬صوابو‪ :‬على الحر‪( .‬قرز) (*) ما لم يكن ىاشميا‪( .‬ىداية) كقيل‪ :‬كلو ىاشميا‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪.‬‬
‫ك(قرز)‬
‫(‪ )6‬صوابو على الحر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬عجمي النسب‪ ،‬ال عجمي اللساف‪.‬‬
‫(‪ )8‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬قدموا قريشا كال تقدموىم)‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )9‬تنزيو‪.‬‬
‫(‪ )72‬مع نقصاف ثوابها‪.‬‬
‫(‪ )77‬الفرؽ بينهما بأف صبلة الجنازة تفتقر إلى الوالية‪ ،‬بخبلؼ صبلة الجماعة فهي ال تفتقر إلى ذلك‪.‬‬
‫(صعيترم)‬

‫(‪)056/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألكؿ أصح؛ للتشديد في الجنائز ال ىنا‪ .‬كتحقيقو‪ :‬أف الحق ىناؾ كاجب‬
‫لصاحبو‪ ،‬كىنا من باب األكلوية‪.‬‬
‫(كيكفي) في معرفة دين الشخص)(‪ ()7‬الذم يؤتم بو (ظاىر العدالة) بمعنى أف يظهر من حالو‪ ،‬كال‬
‫يحتاج إلى اختبار كالشاىد‪ ،‬كاإلماـ)(‪ .()0‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كال نعرؼ في ىذا خبلفا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ككذا المؤذف‪ ،‬كالمقيم‪ ،‬كالخطيب‪ ،‬كغاسل الجنازة‪ ،‬كشاىد عقد النكاح‪ ،‬كالمفتي بالصوـ‪( .‬زىور)‬
‫(قرز) من النكاح‪.‬‬
‫(*) (مسألة) كيجوز إمامة األعمى [ألنو ال ينظر إلى ما يلهيو‪ ،‬فيكوف مقببل على الخشوع في الصبلة]‬
‫بل تستحب عند الهادم‪ ،‬كأبي طالب‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ .‬كقاؿ‪ :‬اإلماـ زيد‪ :‬تكره [ألنو ال‬
‫يتحرز عن النجاسات‪( .‬بستاف)]كتجوز إمامة كلد الزنى‪ ،‬كالعبد‪ ،‬كالبدكم [كىو الرجل الذم من أىل‬
‫الباديو‪ ،‬فبل تكره خلفو إذ ال دليل على الكراىو‪( .‬بستاف)]ككره أبو حنيفة إمامة العبد‪ .‬ككره زيد بن علي‬
‫إمامة البدكم [كالوجو‪ :‬أنو ال يؤدم الطهارة كالصبلة على كماؿ‪ ،‬لقلة مخالطتو العلماء‪ ،‬كقلة التحفظ‪،‬‬
‫كمثلو ذكره في (الزىور) ك(الصعيترم)‪( .‬شرح فتح)] كالمسافر [لفظ (البستاف) ألف صبلتو ناقصو عن‬
‫صبلة المقيم‪ .‬قلت‪ :‬ال‪ ،‬كالبلحق المسبوؽ‪ ،‬كألف القصر إذا كاف عنده كاجبا فصبلتو غير ناقصة‪ ،‬بل لو‬
‫أتمها لم تجزئ‪( .‬بلفظو)]‬
‫(‪ )0‬األكلى‪ :‬ككالقاضي‪( .‬شرح األثمار) ألف اإلماـ يعود بمجرد التوبة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)057/0‬‬
‫_____________________________‬

‫قاؿ المؤيد باهلل‪( :‬كلو) ظهرت عدالتو (من قريب)(‪ ()7‬نحو‪ :‬أف يكوف فاسقا فيظهر التوبة فإنو يصح‬
‫اإلئتماـ بو)(‪ ()0‬من حينو‪.‬‬
‫[نية اإلماـ كالمؤتم]‬
‫فصل‬
‫(كتجب )(‪ )3‬على اإلماـ )نية اإلمامة)(‪ ()4‬ك) على المؤتم نية (االئتماـ))(‪.()5‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬أما المؤتم فبل خبلؼ في ذلك في حقو‪ ،‬كأما اإلماـ ففي ذلك ثبلثة أقواؿ‪ :‬ػ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألف الصبلة أخف حكما‪ ،‬كألف الشهادة مبنية على التحرز من الكذب‪ ،‬كالصبلة على صحة‬
‫االعتقاد‪ ،‬فبل تقبل شهادتو إال بعد اإلختبار‪( .‬زىور) (*) يستقيم قبل الدعوه‪ ،‬كأما بعدىا فسيأتي أنها‬
‫تعود بمجرد التوبو‪.‬‬
‫(‪ )0‬كتكره‪( .‬قرز) (*) كاألكلى ال تصح خلفو إال مع علبة الظن بصحة توبتو‪( .‬ديباج) كقيل‪ :‬تصح‪ ،‬ما‬
‫لم يعلم أك يظن كذبو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كجوبا في الجمعة‪ ،‬كشرطا في غيرىا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬عبارة الفتح‪ :‬كإنما ينعقد (*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬األعماؿ بالنيات كلكل امرئ ما نول)‬
‫ككونو إماما من جملة األعماؿ فتشترط النية فيو‪ .‬كلقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬اإلماـ ضامن) كال‬
‫ضماف إال بنية؛ ألف الضماف تحمل ال يمكن تصوره من غير نية‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )5‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كإذا اختلف مذىب اإلماـ كالمؤتم في كجوب نية اإلمامة‪ ،‬كلم ينوىا اإلماـ‪ ،‬فإف‬
‫كاف مذىب اإلماـ عدـ كجوب النية‪ ،‬كالمؤتم يوجبها ػ جاء الخبلؼ‪ ،‬ىل اإلماـ حاكم (‪ )7‬أـ ال‪ .‬كإف‬
‫كاف مذىبو الوجوب‪ ،‬كالمؤتم مذىبو عدـ الوجوب ػ فالعبرة بمذىب المؤتم‪( .‬بياف‪ )80/7‬ألف صبلة‬
‫اإلماـ ػ حيث لم ينو اإلمامة ػ صحت لنفسو‪ .‬كالمؤتم يرل صحة اإلئتماـ بو من دكف نية اإلمامة فصحت‬
‫صبلتهما‪( .‬بستاف) ك(قرز) المؤتم جماعة‪ ،‬كاإلماـ فرادل‪( .‬قرز) (*) لقولو صلى اهلل عليو كالو كسلم‪:‬‬
‫(إنما جعل اإلماـ ليؤتم بو) كال اتباع إال بنية‪ )7( .‬تصح جماعة للجميع‪( .‬قرز)‬

‫(‪)058/0‬‬

‫_____________________________‬

‫األكؿ ما ذكره القاسم‪ ،‬كمحمد بن يحيى‪ ،‬كخرجو أبو طالب للهادم‪ :‬أف نية اإلماـ شرط حتى ركل في‬
‫الكافي عن المرتضي أنو إذا نول أف يؤـ بقوـ بأعيانهم ال يصح أف يؤـ غيرىم )(‪.()7‬‬
‫(القوؿ الثاني) للمؤيد باهلل )(‪ ،()0‬كىو الصحيح من مذىب الشافعي‪ ،‬كىو قوؿ المنصور باهلل‪ :‬إف ذلك‬
‫ال يجب)(‪.()3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قلنا‪ :‬نعم‪ ،‬كإف سمى معينا‪ ،‬كلفظ حاشية‪ :‬المختار أنو يؤمهم كغيرىم؛ ألف نية اإلمامة قد حصلت‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )0‬حجتهم‪ :‬ألنو غير معلق صحة صبلتو بصبلة غيره‪ ،‬كلحديث ابن عباس قاؿ‪ :‬بت عند خالتي ميمونة‬
‫فجاء النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم فتوضأ‪ ،‬ككقف يصلي‪ ،‬فقمت كتوضأت ككقفت عن يساره‪ ،‬فأخذ‬
‫بيدم كأقامنى عن يمينو) كالظاىر أنو لم ينو اإلمامة‪ .‬قاؿ في االنتصار‪ :‬أفاد ىذا الحديث عشرين‬
‫حكما‪( .‬صعيترم) (*) كال يضر تقديم نية المؤتم على اإلماـ؛ ألنها من أفعاؿ القلوب‪( .‬صعيترم) (قرز)‬
‫(*) لكن يقاؿ على قوؿ المؤيد باهلل‪ :‬ىل تكوف صبلة اإلماـ جماعة يناؿ بها فضيلة الجماعة إذا لم‬
‫ينوىا ? كجهاف ػ أصحهما ال؛ ألنو لم ينوىا‪ ،‬كالمختار أنو يناؿ بها فضيلة الجماعة‪( .‬ركضة) ألف اإلماـ‬
‫إنما يكوف إماما بالمتابعة‪ ،‬سواء نول أـ ال‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )3‬فائدة) كلو صلى منفردا ثم ائتم بو غيره صح على القوؿ الثاني‪ ،‬ال على القوؿ األكؿ‪ ،‬فلو نول‬
‫اإلمامة في حاؿ الصبلة ? قاؿ الفقيو علي‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ال تصح‪ .‬كقاؿ (القاضي عبد اهلل‬
‫الدكارم)‪ :‬إنها تصح للضركرة‪ ،‬كىي إحراز الفضيلة‪ ،‬كما في المستخلف‪ ،‬على ما سيأتي‪ ،‬كىو قوم‪.‬‬
‫(زىور) ك(بياف‪( .)87/7‬قرز) [ بشرط أف ينوم اإلماـ قبل أف يكبر المؤتم‪( .‬قرز) كإال فسدت على‬
‫المؤتم‪( .‬قرز) ]‬

‫(‪)059/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(القوؿ الثالث) ذكره في شرح اإلبانة للناصر‪ ،‬كالقاسمية‪ :‬إف المرأة ال تدخل إال بنية من اإلماـ (كإال)‬
‫ينوم اإلماـ اإلمامة‪ ،‬كال المؤتم االئتماـ (بطلت) )(‪ ()7‬الجماعة‪ ،‬ال الصبلة على أيهما‪ ،‬كذلك حيث‬
‫يتفق ركوعهما كسجودىما من دكف انتظار كاتباع(‪( )0‬أك) بطلت (الصبلة على المؤتم))(‪ ()3‬فحسب‬
‫حيث ينوم اإلئتماـ‪ ،‬كلم ينو اإلماـ اإلمامة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬لم تنعقد‪.‬‬
‫(‪ )0‬بل كلو بانتظار‪ ،‬على ما يأتي‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألنو علق صبلتو بمن ال تصح الصبلة خلفو؛ ألجل النية‪( .‬فائدة) لو نول أف يأتم بأحد اثنين على‬
‫التخيير لم تصح الجماعة‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب أنها تصح فرادل؛ ألف التخيير في النية يصيرىا‬
‫كبل نية (‪( .)7‬نجرم) فإف تابع أحدىما فكما في مجرد االتباع‪( .‬غيث معنى) كعن (الهبل)‪ :‬ال تصح‬
‫جماعة‪ ،‬كال فرادل؛ ألنو لم يجزـ بالنية‪ )7( .‬كلفظ (البياف) (مسألة) كمن نول اإلئتماـ بأحد رجلين ال‬
‫بعينو لم تصح صبلتو(‪ [ )7‬كذلك ألنو ال يمكنو متابعتهما جميعا‪ ،‬الختبلؼ أحوالهما في الصبلة‪.‬‬
‫(بستاف) ]ككذا البلحق إذا نول بعد تسليم إمامو أنو مؤتم بو في باقي صبلتو بطلت عليو‪ .‬ذكره في‬
‫الشرح‪[)7( .‬ال على جهة التخيير‪ ،‬فإف كاف على جهة التخيير صحت فرادل‪ ،‬ذكره اإلماـ المهدم‪.‬‬
‫(قرز) ]‪) .‬بياف بلفظو) (انظر البياف كىامشو ‪] 80 ،87/7‬‬

‫(‪)062/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(فإف نويا)(‪ ()7‬اإلمامة) أم‪ :‬نول كل كاحد مهما أنو إماـ لآلخر (صحت) الصبلة (فرادل)(‪ ()0‬ألف‬
‫كل كاحد منهما لم يعلق صبلتو بصبلة الغير فتلغوا نية )(‪ ()3‬اإلمامة‪.‬‬
‫قاؿ في الشرح‪:‬كما لو نول المنفرد أنو يؤـ)(‪.()4‬‬
‫(ك) إف نول كل كاحد منهما (اإلئتماـ) بصاحبو (بطلت) صبلتهما‪ ،‬أما عند الهدكية فؤلف كل كاحد‬
‫منهما علق صبلتو بمن ال تصح إمامتو(‪ .)5‬كأما عند المؤيد باهلل ػ فقيل‪ :‬ال تصح أيضا عنده؛ ألف كل‬
‫كاحد منهما لم يصل منفردا‪ ،‬كال مؤتما )(‪ ،()6‬كذلك يؤدم إلى الممانعة‪.‬‬
‫قاؿ علي خليل‪ ،‬كالفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬بل تصح على أصل المؤيد باهلل‪ ،‬كما لو لم ينو اإلماـ اإلمامة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفى ىذا القياس نظر )(‪ ،()7‬بل ضعف كثير؛ ألف ىنا قد علق صبلتو بصبلة‬
‫غيره)(‪.()8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬حيث ىما جاىبلف لمقاـ اإلماـ‪ ،‬ذكره في الكافي‪ ،‬أك كاف مذىبها جواز كقوؼ المؤتم على‬
‫اليسار‪ ،‬أك كاف كقوفهما على تلك الصفة لعذر‪ ،‬ككذا إذا علم الموقف فإنها تصح صبلتهما‪ .‬يعني‪:‬‬
‫فرادل (قرز)‬
‫(‪ )0‬كإذا طرأ الشك على أحدىما في صبلتو‪ ،‬ىل ىو إماـ بصاحبو أـ مؤتم ػ بطلت صبلتو لعدـ تيقن‬
‫النية‪( .‬بحر) كفيو نظر‪ ،‬ككجهو أف الصبلة معقودة على الصة‪ ،‬فبل كجو للبطبلف بالشك‪ ،‬كما سيأتي‪.‬‬
‫(مرغم) أما بعد الفراغ‪ ،‬فكما إذا ذكركىا في حاؿ الصبلة‪ .‬فبل نظر؛ لتعذر المضي‪ .‬فيعزؿ‪ .‬ذكره في‬
‫حاشية القدكرل‪( .‬حاشية العدكم‪ .‬نخ)‬
‫(‪ )3‬ال تلغوا بالنظر إلى البلحق‪.‬‬
‫(‪ )4‬كقد نصوا على أنو ينبغي لمن يعتاد أف يصلي إماما أف ينوم اإلمامة‪ ،‬كلو كاف كحده؛ لجواز أف‬
‫يلحق البلحق‪.‬‬
‫(‪ )5‬لعدـ النية‪.‬‬
‫(‪ )6‬األكلى أف يقاؿ‪ :‬صلى كل كاحد منهم بغير إماـ‪.‬‬
‫(‪ )7‬كجو النظر‪ :‬أنو لم يعلم اإلماـ من المأموـ‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )8‬يعني‪ :‬مؤتم بغيره‪ ،‬كالصبلة خلف المؤتم ال تصح عنده‪.‬‬

‫(‪)067/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كفى مجرد االتباع تردد) )(‪ ()7‬أم‪ :‬حيث يتابع المصلي مصليا آخر من دكف نية االئتماـ في ذلك‬
‫تردد‪ ،‬ىل تفسد بو الصبلة أـ ال ? كحاصل الكبلـ في ذلك أف المتقدـ إما أف يكوف عدال أـ ال‪ .‬إف كاف‬
‫عدال‪ ،‬كلم يقع من المتابع لو انتظار‪ ،‬بل اتفق ركوعهما كسجودىما في كقت كاحد ػ لم يضر)(‪ ()0‬ذلك‪،‬‬
‫كإف انتظر صحت عند أبي طالب‪ .‬كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ال تصح(‪.)3‬‬
‫فقاؿ علي خليل‪ :‬يحتمل أف ال تصح جماعة كال فرادل؛ ألجل االنتظار‪.‬‬
‫كيحتمل أف ال تصح جماعة‪ ،‬كأما فرادل فتصح‪ ،‬كال تبطل باالنتظار‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬كىذا ىو الصحيح‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬عبارة الفتح‪ :‬تفصيل‪ ،‬كخبلؼ؛ إذ ال تردد في شيء آخر‪.‬‬
‫(‪ )0‬ما لم يحصل تغرير‪ ،‬أك تلبيس‪ .‬ك(قرز) (ككاف) األكلى أف يحمل كبلـ المؤيد باهلل على صورة توافق‬
‫القياس‪ ،‬كتوافق مقتضى الكبلـ‪ ،‬كىو أف يقاؿ‪ :‬المراد إذا كاف المتابع ينتظر انتظارا كثيرا فإف صبلتو ال‬
‫تصح حينئذ؛ ألف االنتظار الكثير مفسد‪( .‬غيث) الذم اختاره في شرح حميد أف االنتظار ال يفسد‪ ،‬كلو‬
‫كثر‪ .‬كسيأتي في قولو‪" :‬كال يزد اإلماـ على المعتاد انتظارا"‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كقواه الشامي‪.‬‬

‫(‪)060/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬بل اإلحتماؿ األكؿ)(‪ ()7‬أقرب إلى كبلـ المؤيد باهلل‪ ،‬كإف كاف المتقدـ غير‬
‫عدؿ(‪ )0‬فإف كاف المتابع لو يوىم)(‪ ()3‬لم تصح صبلتو‪ ،‬سواء انتظر أـ ال‪ .‬كإف كاف ال يوىم فحكمو‬
‫حكم متابعة العدؿ إف لم ينتظر ػ صحت صبلتو‪ ،‬كاف انتظر فالخبلؼ )(‪.()4‬‬
‫تنبيو)(‪()5‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬ذكر أصحاب الشافعي‪ :‬أنو إذا نول أف يأتم بزيد‪ ،‬فإذا ىو عمرك‪ ،‬فإف لفظ‬
‫بالنية بطلت صبلتو‪ ،‬كإف لم يلفظ فوجهاف‪ .‬قاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬كاألقرب على المذىب أنو إذا‬
‫أشار صحت صبلتو كلو لفظ؛ ألف اإلشارة أقول‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو قاؿ‪ :‬من صلى خلف إماـ كتابعو كلم ينو اإلئتماـ لم تصح صبلتو‪ ،‬كىذا اقتضى أف الصبلة‬
‫فاسدة كما ترل‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )0‬أك عدؿ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كأما المتابع فصبلتو صحيحة‪ ،‬إال حيث يكوف غير عدؿ (‪ )7‬كيحصل (‪ )0‬إيهاـ‪ ،‬كذلك في آخر‬
‫الوقت‪ ،‬أك في أكلو كيخشى فوات تعريف المغركر‪ .‬ذكر معناه في البحر‪ .‬ك(قرز) (‪ )7‬أك عدؿ على‬
‫المختار‪( .‬سيدنا حسن) (قرز) (‪ )0‬كعلم المتابع حصوؿ التغرير‪( .‬قرز) (*) المذىب الصحة في جميع‬
‫األطراؼ‪ ،‬حيث لم يكن ثم تلبيس بمتابعة غير العدؿ(‪ ،)7‬كأما ىو فبل يضره‪( .‬إمبلء شامي) (قرز) (‪)7‬‬
‫[أك عدؿ على المختار‪( .‬قرز)] (*) قاؿ عليو السبلـ لعلو يعني‪ :‬أف التلبيس ال يكفي في بطبلف صبلة‬
‫الملتبس‪ ،‬إال إذا تضيق عليو التعريف‪ ،‬كآخر الوقت‪ ،‬أك خشي فوات المصلي المقتدم‪( .‬بحر لفظا)‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )4‬تصح‪( .‬قرز) (*) كحاصل الحاصل أف الصبلة تصح في جميع الصور إال حيث المتقدـ غير عدؿ‬
‫[اك عدؿ على المختار (سماع سيدنا حسن) رحمو اهلل (قرز)]كيحصل تغرير كتلبيس على البلحق‪،‬‬
‫كيخشى فوت تعريف المؤتم‪ ،‬كذلك في آخر الوقت لم يصح أيهما‪( .‬سماع سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )5‬كالمقرر) في التنبيو الصحة‪ ،‬ما لم يشرط لفظا‪ ،‬أك نية كخالف‪( .‬تهامي) ك(راكع) (قرز) (*) كلفظ‬
‫(حاشية سحولي)‪ :‬المذىب الصحة‪ ،‬إذا لم يشترط إلخ نحو أف يقوؿ‪ :‬أصلي بهذا إماما إف كاف زيدا‪.‬‬

‫(‪)063/0‬‬

‫_____________________________‬

‫)قاؿ موالنا عليو السبلـ)‪ :‬كاألقرب على المذىب أنو ال حكم للفظ مهما خالف ما في القلب‪ ،‬سواء‬
‫أشار أـ لم يشر‪ ،‬كما ذكركا في نية الحج التي تخالف ما أراده )(‪ ()7‬فإف الحكم لما في القلب‪ .‬قاؿ‪:‬‬
‫كىو القياس؛ ألف النية ىي اإلرادة (‪.)0‬‬
‫[مكاف المؤتم]‬
‫فصل كيقف المؤتم الواحد أيمن)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو‪ :‬ما لفظ بو‪.‬‬
‫(‪ )0‬مالم يشرط‪( .‬قرز) (*) كحاصل ذلك أف النيو إف كانت مجملة صحت مطلقا‪ ،‬كإف كانت مشركطة‬
‫توقفت على الشرط‪.‬‬
‫(‪ )3‬كجوبا‪( .‬قرز)‪ )*( .‬كال خبلؼ في ذلك إال عن سعيد بن جبير‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يقف عن يساره‪( .‬زىور) (*)‬
‫ىذا في الذكر‪ ،‬كأما المرأة إذا ائتمت بامرأة فتخير بين كقوفها عن يمينها أك شمالها‪( .‬سماع سحولي)‬
‫كقيل‪ :‬ال فرؽ [ أم‪ :‬بين الذكر كاألنثى أنو يقف على يمين اإلماـ‪ ،‬أم‪ :‬المؤتم الواحد إال لعذر]‪( .‬ذكره‬
‫في األحكاـ) كىو ظاىر األزىار‪( .‬مسألة) كيكره التأخر ألىل الفضل عن الصف األكؿ؛ ألف اإلماـ قد‬
‫يحتاج إليهم للفتح كاالستخبلؼ‪( .‬قرز) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ليلينى أكلوا الفضل كالنهى) ػ [أم‪:‬‬
‫األحبلـ كالعقوؿ] ػ [ (ثم الذم يلونهم‪ ،‬ثم الذم يلونهم)]‪ )*( .‬ظاىره كلو كاف المؤتم مرتفعا في القامة‪،‬‬
‫أك في المسجد‪ ،‬ال إذا كاف محاذيا لرأسو‪ ،‬بحيث لو سقط المؤتم لكاف قدمو فوؽ رأس اإلماـ؛ إذ لم‬
‫يصدؽ عليو أنو أيمنو‪ ،‬فبل تصح‪( .‬قرز) (*) قاؿ في (األثمار)‪ :‬كال مفاكت كأف يقدـ أحد رجليو كيؤخر‬
‫األخرل‪ ،‬كظاىر األزىار خبلفو‪ .‬كمثلو عن (الشامي)‪ .‬كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬كعبارة األزىار تقضي أف‬
‫من تقدـ على اإلماـ بقدـ‪ ،‬كتأخر بقدـ‪ ،‬بأف بقي مقدما رجبل‪ ،‬كمؤخرا أخرل ػ أنها ال تفسد ىذه الصبلة‬
‫بذلك‪ ،‬كأف ىذه صفة ال تعد مفسدة؛ ألف مساكاة اآلراب ىيئة‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) (فائدة) قاؿ‬
‫المنصور باهلل‪ :‬إذا كثر المصلوف بحيث ال يتمكن أحدىم من ركوع كال سجود‪ ،‬كلم يكن أحد منهم‬
‫سابق إلى مكانو كجب عليهم الخركج الجميع من موضع صبلتهم؛ ألف كل كاحد منهم مانع لسواه من‬
‫الصبلة‪ ،‬فقد اجتمع كجو الفبح ػ كىو منع الغير منها ػ ككجو الحسن‪ ،‬كىو طلب العبادة‪ ،‬فيغلب كجو‬
‫القبح‪ ،‬كما يغلب جنبة الحظر على اإلباحة‪ ،‬فإف خرج بعضهم‪ ،‬كتمكن الباقوف من الصبلة أجزتهم‪ ،‬فإف‬
‫عاد بعضهم بعد الخركج طلبا للصبلة كاف أحق ممن سواه بمكانو‪( .‬من الصفي) قاؿ (الدكارم)‪ :‬فإف‬
‫تشاجركا فالتعيين إلى ذم الوالية‪ ،‬كإال قرع بينهم‪( .‬ديباج)‬
‫(*) (مسألة) كيستحب للداخل أف يقف في أقل الجانبين‪ ،‬فإف استويا ففي األيمن‪ ،‬كأال يقف في الصف‬
‫الثاني‪ ،‬كفي الصف األكؿ مكاف‪ ،‬ثم كذلك سائر الصفوؼ‪ ،‬فما تقدـ منها فهو أفضل‪ ،‬إال في صبلة‬
‫الجنازة فاآلخر أفضل [من الجنس] ككذا في صبلة النساء خلف الرجاؿ صفوفا فاآلخر أفضل‪( .‬بياف‬
‫‪)87/7‬‬

‫(‪)064/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( إمامو غير متقدـ) لئلماـ (كال متأخر) عنو (بكل القدمين) فأما إذا تقدـ أك تأخر ببعضهما‪ ،‬أك بأحدىما‬
‫فبل تفسد‪.‬‬
‫قولو‪( :‬كال منفصل) (‪ )7‬أم‪ :‬كيكوف المؤتم الواحد غير منفصل عن إمامو‪ ،‬كقد قدر االنفصاؿ المفسد‬
‫بأف يكوف بينهما قدر ما يسع كاحدا )(‪( ()0‬كإال) يقف المؤتم الواحد على ىذه الصفة بل يتقدـ أك‬
‫يتأخر‪ ،‬أك ينفصل أكثر من القدر المعفو‪ ،‬أك يقف على اليسار (بطلت) (‪ )3‬صبلتو‪.‬‬
‫كقاؿ مالك‪ :‬ال تفسد بالتقدـ‪ .‬كقاؿ أبو العباس‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬ال تفسد بالتأخر(‪ .)4‬كفي‬
‫حواشى اإلفادة للقاسم‪ ،‬كيحيى‪ ،‬كالناصر‪ :‬جواز الوقوؼ على يسار اإلماـ من غير عذر‪ ،‬كمثلو عن أبي‬
‫طالب‪ ،‬كالحقيني)(‪( ()5‬إال) أف يقف المؤتم على يسار اإلماـ‪ ،‬أك نحو ذلك (لعذر))(‪ ()6‬فإف صلوتو‬
‫تصح حينئذ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف كاف بينهما دعامو [تسع كاحدا‪( .‬كواكب)]فقاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬إنها تسد الجناح‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬ال تسد‪) .‬بياف بلفظو) (قرز)‬
‫(‪ )0‬من أكسط الناس (قرز) [ مستقببل‪( .‬قرز) كالعبرة بالجسم ال بالثياب‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )3‬جماعو‪ .‬كفرادل على المؤتم‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كال باالنفصاؿ‪.‬‬
‫(‪ )5‬كادعى علي بن العباس إجماع أىل البيت على ذلك‪ ،‬كقواه (المفتي) ك(عامر)‪.‬‬
‫(‪ )6‬كمن العذر الجهل‪( .‬شرح األثمار) قاؿ في (الغيث)‪ :‬كىل الجهل عذر ? لم أجد فيو نصا‪ ،‬إال أف‬
‫احتجاج األصحاب بالخبر‪ ،‬كىو أنو صلى اهلل عليو كآلو (أمر من صلى بعده منفردا باإلعادة) يدؿ على‬
‫أف الجهل ليس بعذر‪ .‬قلت‪ :‬كىذا معارض بقولو صلى اهلل عليو كآلو[ لمن صلى خلفو منفردا عنو‪ ،‬أك‬
‫عن المؤتمين خشية فوات الركوع‪( .‬قرز)]‪( :‬زادؾ اهلل حرصا‪ ،‬كال تعد) كلم يأمره باإلعادة‪ ،‬فالصحيح أنو‬
‫عذر‪ .‬ذكره سيدم حسين ابن القاسم عليو السبلـ‪ ،‬ىذا إذا استمر الجهل إلى آخر الوقت فبل يجب‬
‫الفضاء؛ ألجل الخبلؼ‪( .‬قرز)‬

‫(‪)065/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كالعذر نحو أف ال يجد متسعا عن يمين اإلماـ‪ ،‬أك في الصف المنسد‪ ،،‬كال ينجذب لو أحد‪ ،‬أك يكوف‬
‫في المكاف مانع من نجاسة أك غيرىا )(‪ ()7‬أك يكوف عن يمين اإلماـ من ال يسد الجناح من صبى‪ ،‬أك‬
‫فساد صلوة‪ ،‬كال يساعد إلى االنفصاؿ)(‪ ()0‬أك نحو ذلك )(‪ ،()3‬قاؿ في الياقوتة‪ :‬فإف تعذر عليو‬
‫الوقوؼ عن يمين اإلماـ كقف عن يساره )(‪.()4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬رائحة كريهة يتأذل بها اإلماـ أك المؤتم‪ ،‬ذكر ذلك عليو السبلـ‪( .‬نجرم) (قرز)‬
‫(‪ )0‬ىذا في فاسد الصبلة‪ ،‬فأما الصبي (‪ )7‬فبل حكم لرضائو‪ .‬ألف لو حقا‪ ،‬كال يجوز جذبو فيكوف عذرا‬
‫للمصلى‪( .‬مفتي) ما لم يكن الصبي مسامتا لئلماـ‪ ،‬فبل حق لو في ىذه الصورة‪ ،‬كلفظ ما ىناؾ‪ :‬فيكوف‬
‫المختار أف الصبي‪ ،‬كفاسد الصبلة سواء في أنو إذا جذبو أحد‪ ،‬كدخل مكانو صحت صبلتو‪ ،‬كال إثم‬
‫عليو‪ ،‬كال فرؽ بين الصف األكؿ كغيره‪( .‬قرز) كال حق لهما‪( .‬قرز) (‪ )7‬سيأتي ما يخالف ىذا على‬
‫قولو‪" :‬فينجذب من بجنب اإلماـ"‪( .‬كبلـ الغيث) ىو المختار‪ ،‬فينظر في التذىيب الذم ىنا‪.‬‬
‫(‪ )3‬خشية فوت ركوع اإلماـ قبل إدراكو‪ ،‬فإنو يجوز لمن خشي فوتو أف يحرـ‪ ،‬كيأتم‪ ،‬كلو خارج‬
‫المسجد‪ )7( .‬فإف أمكن االنضماـ (‪ )0‬بفعل يسير‪ ،‬كإال أتم مكانو‪( .‬فتح) (قرز) (‪ )7‬إذا كاف بينو‬
‫كبين المسجد دكف قامة مع التسبيل للعرصة‪ )0( .‬أك يجذب إليو كاحدا إف أمكن ذلك‪ ،‬كإال استمر‬
‫كحده‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬على جهة الوجوب؛ ألنو لو كقف خلفو كيساره فارغ لم تصح‪( .‬عامر) (*) كقيل‪ :‬يخير ما لم يؤد‬
‫إلى التلبيس‪( .‬مفتي) فإف أدل إلى التلبيس تأخر‪( .‬مفتي) (قرز)‬

‫(‪)066/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ في شرح أبي مضر‪ :‬يقف خلفو (إال في التقدـ) على اإلماـ فإف صبلتو مؤتما متقدما على إمامو ال‬
‫تصح‪ ،‬سواء تقدـ لعذر أك لغير عذر )(‪) ()7‬ك) يقف (االثناف فصاعدا خلفو)(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال فوؽ القامة في الفضاء‪( .‬قرز) (*) قاؿ في (الغيث)‪ :‬السؤاؿ الرابع‪ :‬ما كجو الفرؽ بين التقدـ‬
‫كالتأخر‪ ،‬حتى جاز التأخر للعذر‪ ،‬كلم يجز التقدـ ? ثم ما كجو فساد الصبلة بالمخالفة‪ ،‬كىبل صحت‬
‫فرادل ? كالجواب‪ :‬أما التقدـ فؤلنو عكس قالب اإلمامة‪ ،‬كأما الثاني فؤلمره صلى اهلل عليو كآلو من‬
‫صلى خلف الصف لغير عذر باإلعادة‪ ،‬فقسنا سائر مواقف النهي عليو‪( .‬غيث) (*) لكن يقاؿ‪ :‬ىل‬
‫تفسد صبلة اإلماـ؛ ألنو كقف في غير موقف لو‪ ،‬أـ ال ? الجواب‪ :‬أنو ذكر في (شرح ابن ركاع) أنها ال‬
‫تفسد على اإلماـ‪ ،‬كىو ظاىر الشرح كاللمع‪ .‬كقاؿ أبو العباس (‪ )7‬تفسد؛ ألنو كقف في غير موقفو‪،‬‬
‫كاألكلى عندم أنو يفصل فيو‪ ،‬كىو أنو إف ابتدأ الصبلة على ىذه الصفة فسدت‪ ،‬ال إذا تقدـ عليو‬
‫المؤتم في حاؿ الصبلة فبل تفسد‪ ،‬كأظن أف ىذا مراد أبي العباس‪( .‬كواكب معنى) (‪ [ )7‬كقاؿ الفقيو‬
‫يوسف‪ :‬المراد إذا دخل في الصبلة من أكلها على ذلك‪ ،‬ال إذا افتتح الصبلة كحده‪ ،‬ثم جاء المؤتم‬
‫كدخل معو كتقدـ‪ ،‬أك كاف بجنبو في أكؿ الصبلة‪ ،‬ثم تقدمو من بعده‪ ،‬فإنو العاصي دكف اإلماـ‪( .‬كواكب‬
‫لفظا) ]‬
‫(‪ )0‬كأقل التأخر أف يكوف طرؼ أصابع الصف اآلخر في أعقاب الصف األكؿ‪ ،‬كىذا موافق ألصولهم؛‬
‫إذ دكف ذلك صف كاحد‪ ،‬فتفسد باالنفصاؿ‪ .‬كقيل‪ :‬قدر ما يسع المصلي‪ ،‬كيكوف موضع سجوده خلف‬
‫الصف األكؿ‪ ،‬كىو األصح‪( .‬سحولي) (*) فلو كقف بجنب اإلماـ مصل‪ ،‬كثمة صف متأخر‪ ،‬متسع لم‬
‫تصح صبلتو‪ ،‬إال على قوؿ الفقيو يوسف‪ .‬ككذا في االثنين إذا كقفا بجنب اإلماـ بطلت‪ ،‬إال لعذر‪ ،‬فلو‬
‫كقف كاحد بجنب اإلماـ‪ ،‬ثم أتي آخر فوقف جنبو‪ ،‬فإف (‪ )7‬كاف لجهلو‪ ،‬أك لم ينجذب لو أحد صحت‬
‫صبلتو‪ ،‬كإال بطلت على المختار‪ )7( .‬المختار عدـ الصحة‪ ،‬إال أف يستمر الجهل إلى آخر الوقت لم‬
‫يجب القضاء؛ ألجل الخبلؼ‪ .‬ك(قرز)‬
‫(*) (مسألة) ال يضر تقدـ رأس المؤتم على إمامو عند السجود‪ .‬ألف المراد بالخلفية بالقدمين‪( .‬ىبل)‬
‫ك(المفتي) كىو ظاىر األزىار‪ .‬كقيل ال بد أف يكو ف متأخرا عليو‪ ،‬كال بد أف يكوف متقدما على الذم‬
‫خلفو بكلو‪ ،‬فإف فرض أف جبهة المتاخر محاذية لقدـ المتقدمين لم يصح‪( .‬عامر) بل يصح على‬
‫المختار‪.‬‬

‫(‪)067/0‬‬

‫_____________________________‬

‫() أم‪ :‬خلف اإلماـ‪ ،‬كال يكفي كونهما من خلفو‪ ،‬بل ال بد أف يكونا (في سمتو) )(‪ ()7‬أم‪ :‬محاذيين‬
‫لو‪ ،‬كال يكونا يمينا كال شماال (إال لعذر) نحو أف يكوف المكاف ضيقا أك نحو ذلك جازت المخالفة (أك)‬
‫لم يكن ثم عذر يبيح ترؾ المسامتة لو‪ ،‬فإف ذلك يجوز (لتقدـ صف سامتو ))(‪ ()0‬مثاؿ ذلك أف يتقدـ‬
‫اإلماـ‪ ،‬كيصلي خلفو اثناف فصاعدا‪ ،‬مسامتين لو‪ ،‬ثم يأتي اثناف أك أكثر فيقفاف خلف‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) كإذا صلوا جماعة‪ ،‬كفسدت صبلة المسامت فبل يخلو إما أف يكوف فسادىا أصليا أك‬
‫طارئا‪ ،‬إف كاف طارئا ػ فإف لم يخرج المسامت الذم فسدت عليو ػ كاف عذرا لهم‪ ،‬حيث لم يمكنهم‬
‫التقدـ كال التأخر‪ ،‬أك لم يعلموا‪ ،‬كصحت صبلتهم‪ .‬كإف خرج المسامت‪ ،‬فإف انضموا ػ صحت‬
‫صبلتهم‪ ،‬كإال بطلت على كاحد فقط ممن عن يمينو‪ ،‬ككاحد ممن عن يساره‪ ،‬كمن علم فقط؛ لوجوب‬
‫االنضماـ عليهما‪ ،‬كصحت صبلة الصف‪ ،‬كما في السارية إف توسطت بين اثنين‪ ،‬كغيرىا من األعذار‪.‬‬
‫(ىاجرم) كأما إذا كاف فسادىا أصليا ػ فإف علموا قبل الدخوؿ في الصبلة أنو فاسد صبلة ػ لم تصح‬
‫صبلتهم‪ ،‬كإف لم يعلموا إال بعد الدخوؿ‪ ،‬فإف أمكنهم أف يتقدموا أك يتأخركا فعلوا‪ ،‬كإال بطلت‪ ،‬كإف لم‬
‫يمكنهم صحت‪( .‬قرز) ككذا إف جهلوا حتى خرجوا من الصبلة صحت‪( .‬قرز) (*) ينظر لو حاذاه‬
‫أحدىما (‪ )7‬ببعض بدنو ? قاؿ سيدنا‪ :‬ال بد من الكل‪ ،‬ككبلـ الشرح مفهومو في قولو‪" :‬ال يمينا كال‬
‫شماال" يؤذف بصحة ذلك‪( .‬قرز) (‪ )7‬كقيل‪ :‬كلو بعض أحدىما [كإف قل]‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬لو اصطف اثناف منفصبلف عن الصف األكؿ‪ ،‬ىل ذلك بمثابة ما لو صليا في الصف الثاني‪ ،‬كلم‬
‫يسامتا اإلماـ‪ ،‬كال شيئا من الصف األكؿ‪ ،‬فيجزئ قوال كاحدا على المختار في األزىار‪ ،‬أك ال‪ ،‬بل يأتي‬
‫فيو خبلؼ?‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬يجزئ قوال كاحدا‪( .‬نجرم) كظاىر األزىار خبلؼ ذلك؛ ألنو لم‬
‫يتقدمهما صف سامت اإلماـ‪([.‬منقولة) (قرز)] (*) في المسجد‪ .‬كقيل‪ :‬مطلقا‪( .‬قرز) بحيث لو تقدـ‬
‫لكاف داخبل في القامة‪ .‬ك(قرز)‬

‫(‪)068/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ذلك الصف في غير مقابلة اإلماـ‪ ،‬بل يمينا أك شماال‪ ،‬فإف ذلك يصح )(‪ .()7‬قاؿ الفقيو حسن‬
‫إجماعا‪ ،‬كإف كره(‪.)0‬‬
‫كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬بل حكم ىذا الصف حكم الصف األكؿ إذا لم يسامت‪ ،‬على‬
‫الخبلؼ الذم سيأتي (‪.)3‬‬
‫(تنبيو)‬
‫اعلم أف حكم االثنين فصاعدا بعد اإلماـ حكم اإلماـ ككاحد معو في أنو ال يجوز انفصاؿ أحدىما عن‬
‫اآلخر)(‪ ()4‬كال يجوز تقدـ أحدىما‪ ،‬كال تأخره بكل القدمين‪ ،‬ككذا سائر من في الصفوؼ )(‪.()5‬‬
‫(تنبيو)‬
‫إذا كقف اإلماـ في كسط الصف فركل أبو طالب عن الحنفية‪ :‬أنها تصح)(‪ ()6‬كتكره‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كتصح صبلة ىؤالء‪ ،‬كلو كاف بينهم كبين الصف األكؿ المسامتين لئلماـ قوؽ (‪ )7‬القامة [عرضا‬
‫كطوال] في الفضاء؛ إذ االثناف المتوسط يسداف إلى منقطع األرض‪( .‬عن سيدنا محمد بن أحمد الريمي)‬
‫ك(قرز) (‪ )7‬بحيث لو امتد الصف لكاف الصف الثاني داخبل في القامة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬تنزيو‪.‬‬
‫(‪ )3‬بين المنصور باهلل‪ ،‬كأبي طالب‪.‬‬
‫(‪ )4‬فأما إذا انفصل اثناف عن الصف األكؿ‪ ،‬كلم يتأخرا عنو لم تصح صبلتها على ما اختاره المؤلف‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ شرؼ الدين‪ :‬كىو ظاىر األزىار‪ ،‬كاختاره‪ .‬كقاؿ (النجرم) في شرحو‪ :‬يصح ذلك‪ ،‬كقد سئل‬
‫اإلماـ عن ذلك فأجاب بالصحة‪( .‬مفتي) (*) يقاؿ‪ :‬لو اعوج الصف األكؿ فسدت صبلة المتقدـ على‬
‫المسامت‪ ،‬أك تأخر عليو بكل القدمين‪ .‬كقيل‪ :‬ال تفسد إال إذا تقدـ على اإلماـ‪ ،‬أك سامتو أيضا فتفسد‪،‬‬
‫كال غيره بالمؤتم المسامت لئلماـ‪( .‬قرز) (*) إال لعذر في تقدـ أحدىما على اآلخر‪ ،‬فلم تفسد لعدـ‬
‫العلة (‪ )7‬المذكورة في اإلماـ‪( .‬مفتي) (قرز) (‪[ )7‬كىي التقدـ عليو]‪.‬‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬كل اثنين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬مع العذر‪( .‬قرز) (*) صبلة المؤتمين‪ ،‬ال اإلماـ‪(.‬قرز) (*) كفي حاشية‪ :‬ال تصح صبلة المؤتمين‬
‫كاإلماـ‪ ،‬حيث دخل اإلماـ في كسط الصف من اإلبتداء‪.‬‬
‫(‪)069/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬ككذا ذكر ابن أبي الفوارس )(‪ ،()7‬كأبو جعفر‪ ،‬كالفقيو يحيى‬
‫البحيبح‪ ،‬كأشار إليو في الشرح‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالشيخ عطية‪ ،‬كعلي خليل للمؤيد باهلل‪ :‬إنها ال تصح)(‪.()0‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كلعلو يقاؿ لغير اإلماـ)(‪ ()3‬ككاحد عن يمينو‪.‬‬
‫كىكذا لو كقفوا جميعا على يمينو)(‪ ()4‬أك يساره لغير عذر‪ ،‬أك كقفوا خلفو إال أنو ال يسامتو أحد بل‬
‫على الميمنة أك على الميسرة‪ ،‬أك في الميمنة كالميسرة‪ ،‬كخلفو خاليا فالخبلؼ)(‪.()5‬‬
‫كقاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬أما إذا كقفوا خلفو غير مسامتين فلعل ذلك ال يضر )(‪ ()6‬كإف كره‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو قاؿ‪ :‬ما جاز لعذر جاز لغير عذر‪.‬‬
‫(‪ )0‬مع عدـ العذر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كما فعل أبو بكر مع رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو‪( .‬كواكب) قلت‪ :‬كفيو نظر؛ إذ ليس بموقف لو‬
‫مع حصوؿ متسع‪ ،‬كألف فعل أبي بكر كاف لعذر؛ إذ كاف بعد الدخوؿ في الصبلة‪ ،‬كلم يمكنو التأخير إال‬
‫بفعل كثير‪ ،‬فبل يقاس عليو‪( .‬غيث) فإف أبا بكر لما صلى بالناس قاـ النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم مع‬
‫شدة كجعو‪ ،‬فتوضأ‪ ،‬ثم تقدـ يتهادل بين اثنين‪ ،‬حتى أنحى أبا بكر عن اإلمامة‪ ،‬كأـ الناس النبي صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كأخذ القراءة من حيث تركها أبو بكر‪ ،‬فكاف أبو بكر إماما في أكلها‪ ،‬كمؤتما في‬
‫آخرىا بالنبي صلى اهلل عليو كآلو فيما لحقو فنحاه‪ ،‬فأتم بو حينئذ‪( .‬شفاء لفظا)‬
‫(‪ )4‬حيث تقدـ كحده مع اإلماـ قبل حضور غيره‪( .‬من خط مر غم) [ كإال فسدت على الجميع‪.‬‬
‫(قرز)]‪.‬‬
‫(‪ )5‬ال يصح إال لعذر‪ ،‬كمن العذر الجهل إذا استمر إلى آخر الوقت‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬بل ال تصح‪( .‬قرز)‬

‫(‪)072/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ككذا ذكر السيد يحيى بن الحسين‪ ،‬فلو كاف خلف اإلماـ )(‪ ()7‬صف‪ ،‬ثم جاء صف آخر كقفوا في‬
‫أحد الجانبين غير مسامتين للصف األكؿ‪ ،‬فقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬ىذا على الخبلؼ‬
‫المتقدـ)(‪.()0‬‬
‫كقاؿ الفقيو حسن‪ :‬بل ىذا إجماع بصحة الصبلة(‪ )3‬كإف كرىت‪.‬‬
‫(تنبيو)‬
‫إذا صلي في الحرـ حولي الكعبة حلقة فظاىر كبلـ الهادم عليو السبلـ أنها ال تجوز )(‪.()4‬‬
‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إنها تجوز مطلقا‪.‬‬
‫كقاؿ أبو العباس‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬إنها تجوز بشرط أف ال يكوف المأموـ أقرب إلى جدار الكعبة من‬
‫اإلماـ‪ ،‬أما لو صلوا في جوؼ الكعبة فظاىر المذىب ال فرؽ بين ذلك المكاف كغيره في االصطفاؼ‪.‬‬
‫كفي الزكائد عن الناصر‪ ،‬كأبي حنيفة‪ ،‬كالقاسمية‪ :‬تصح إذا لم يكن ظهر المؤتم إلى اإلماـ‪.‬‬
‫كعن الشافعي‪ :‬تصح‪ ،‬كلو كاف ظهر المؤتم إلى اإلماـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىذا فيو تكرار إذ قد تقدـ‪( .‬مفتي) يقاؿ‪ :‬ال تكرار؛ ألف الذم تقدـ دخلوا قبل الصبلة‪.‬‬
‫(‪ )0‬بين المنصور باهلل‪ ،‬كأبي طالب‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىو ظاىر الكتاب‪.‬‬
‫(‪ )4‬إال لمن خلفو‪ ،‬كسائر المساجد‪ .‬ك(قرز) [كمن عن يمينو كيساره للعذر‪( .‬قرز)]‬
‫(*) كقاؿ‪ :‬إف أمكنني اهلل منعت ما يفعلوف‪( .‬ىداية) بناء على أف الحق مع كاحد‪ )*( .‬المختار‪ :‬أف‬
‫الجماعة حولي الكعبة [ كجوفها ]كالجماعة في غيرىا‪ ،‬فما اشترط فيها اشترط في الكعبة‪( .‬قرز) (*)‬
‫يعني‪ :‬ال تصح‪( .‬قرز) (*) (فائدة) لو فسدت صبلة أحد المؤتمين االثنين فاألقرب أف اآلخر إف أمكنو‬
‫التقدـ إلى جنب اإلماـ بفعل يسير كجب عليو ذلك‪ ،‬كإال يمكنو إال بفعل كثير فيكوف عذرا لو في إتماـ‬
‫صبلتو في موضعو‪( .‬شرح أثمار)‬

‫(‪)077/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال يضر قدر القامة )(‪ ()7‬ارتفاعا) من المؤتم على اإلماـ (ك) كذا (انخفاضا)(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالوجو في اعتبار القامة أنو ال خبلؼ أف الكثير من البعد مفسد‪ ،‬كأف القليل ال يفسد فاحتجنا إلى‬
‫الفرؽ بين القليل كالكثير‪ ،‬كلم نجد داللة شرعية تفصل بينهما‪ ،‬فوجب الرجوع إلى اإلجماع‪ ،‬كال إجماع‬
‫على فوؽ القامة‪ ،‬ككقع اإلجماع على قدر القامة‪ ،‬فكاف ىو المعتبر‪( .‬صعيترم) (*) قيل‪ :‬كالمقعد يعتبر‬
‫بقامتو مقعدا‪ .‬كنظر؛ ألنو يسمى متصبل كإف كاف بينو كبين إمامو أكثر من قامتو‪( .‬تكميل) (*) كتوسط‬
‫الطريق‪ ،‬كالسكة‪ ،‬كالشارع‪ ،‬كالنهر إف كاف فوؽ القامة أفسد‪ ،‬ال دكف القامة‪ ،‬أك قامة فبل يضر‪( .‬ذكر‬
‫معناه في البحر) كمعناه في (البياف)‪( .‬قرز) (قيل‪ ):‬كتكوف القامة من موضع قدـ المصلي المؤتم‪ ،‬إلى‬
‫قدمي اإلماـ كنحوه‪ .‬كقاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬من موضع سجود المؤتم إلى قدـ اإلماـ‪ ،‬كيعتبر‬
‫كل بقامتو في البعد كغيره‪ ،‬فلو اصطف طويل كقصير ? فقيل‪ :‬يعتبر بقامة الطويل‪ .‬كقاؿ الفقيو يحيى بن‬
‫حسن البحيبح‪ :‬بقامة القصير‪ ،‬فيقرب معو الطويل‪ ،‬كلو تعذر عليو تقدـ أحدىما إلى يمين اإلماـ‪ .‬كأما‬
‫الثاني فلعلو على الخبلؼ [ يخير‪ ،‬ما لم يؤد إلى التلبيس‪ ،‬فإف أدل إليو تأخر‪( .‬مفتي) (قرز) ]حيث‬
‫تعذر الوقوؼ على يمين اإلماـ‪ ،‬أك كاف فيو من صبلتو فاسدة‪( .‬كواكب) (*) قولو‪" :‬كال يضر قدر‬
‫القامة" من أم األربعة ال تفسد‪ ،‬ال في المسجد‪ ،‬كال في غيره‪ ،‬كما فوقها ػ إف كاف في المسجد ػ لم‬
‫تفسد‪ ،‬إال في ارتفاع اإلماـ‪([ .‬ىامش ىداية) (قرز)] كإف كاف في غير المسجد أفسد‪ ،‬إال في ارتفاع‬
‫المؤتم‪( .‬ىامش ىداية)‪( .‬قرز) (*) كىذه اإلمامو في غيرالمسجد‪.‬‬
‫(‪ )0‬مسألة) مواقف النهي في الصبلة تسعة‪ :‬قداـ اإلماـ[تفسد مطلقا لعذر أك لغير عذر‪ .‬خبلؼ مالك‪،‬‬
‫كالشافعي] كعن يساره [يفسد لغير عذر‪( .‬قرز)]كمنفرد [يفسد لغير عذر‪( .‬قرز)] كفي صف المراة[ال‬
‫تصح‪(.‬قرز)] كخلفها [بفسد لغير عذر‪( .‬قرز)]كمنخفضا [ال يصح فوؽ القامة] على اإلماـ‪ ،‬كمرتفعا‬
‫عنو[يصح‪ ،‬كيكره‪( .‬قرز)] كبعيد عنو[يفسد فوؽ القامة‪( .‬قرز) ] في غير المسجد‪ ،‬كالمرأة من كجهين‪،‬‬
‫فبعضها مفسد‪ ،‬كبعضها يكره‪ ،‬على الخبلؼ في الكل يعني‪ :‬انخفاض اإلماـ مطلقا‪ ،‬كارتفاعو قدر‬
‫القامة‪ ،‬أك دكف‪ ،‬كباقيها يفسد‪ ،‬كفيها الخبلؼ كما مر‪ ،‬كسيأتي‪( .‬بستاف)]‪( .‬بياف‪)84/7‬‬

‫(‪)070/0‬‬

‫_____________________________‬

‫نحو أف يكوف اإلماـ في مكاف مرتفع على المؤتم قدر ذلك فإنو ال يضر(‪ )7‬يعني‪ :‬ال تفسد بو الصبلة‬
‫(ك) كذا ال يضر قدر القامة‪ ،‬فأما دكف (بعدا) )(‪ ()0‬بين اإلماـ كالمأموـ (ك) كذا ال يضر قدر القامة إذا‬
‫كقع (حائبل))(‪ ()3‬بين اإلماـ كالمأموـ في التأخر‪ ،‬فأما لو حاؿ بينهما في االصطفاؼ فعلي‬
‫الخبلؼ)(‪ ()4‬في توسط السارية (كال) يضر البعد من اإلماـ‪ ،‬كاالرتفاع)(‪ ()5‬كاالنخفاض)(‪ ()6‬الحائل‪،‬‬
‫كلو كاف (فوقها) أم‪ :‬فوؽ القامة في حالين ال سول أحدىما‪ :‬أف يكوف ذلك البعد كأخواتو كاقعا (في‬
‫المسجد) فإذا كاف فيو لم تفسد الصبلة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) إذا صلى اإلماـ في المسجد‪ ،‬كالمؤتموف كالصف األخير منهم خارج المسجد ػ اعتبر قدر‬
‫القامة فيمن خارج المسجد إلى حائطو [إف كاف مسببل‪ ،‬كإال فإلى عرصة المسجد‪ ،‬فأما إذا كاف الحائط‬
‫داخل المسجد لم يضر كإف كثر‪( .‬نجرم) (قرز)] ال فيما داخلو‪ ،‬كلو كثر‪ .‬كقاؿ الفقيو يحيى بن حسن‬
‫البحيبح‪ :‬بل تكوف القامة بين الصف الخارج كالصف الداخل‪ ،‬أك اإلماـ‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )0‬قاؿ في (الكواكب) ما لفظو‪ :‬كال يضر البعد في المسجد إذا كانوا يعرفوف ما يفعلو اإلماـ برؤيتو‪ ،‬أك‬
‫سماع صوتو‪ ،‬ال صوت غيره من الصفوؼ األكلة‪ .‬ذكره في الشرح‪( .‬قرز) (*) (مسألة) فإف كاف اإلماـ‬
‫في سفينو‪ ،‬كالمؤتموف في سفينة أخرل لم تصح جماعة؛ لجواز افتراقهما قبل الصبلة‪ ،‬إال أف يربط‬
‫بعضها إلى بعض‪ ،‬أك يرسيا‪ ،‬فإف فعلوا على ىذا التجويز جاء على قوؿ اإلبتداء كاإلنتهاء‪( .‬كواكب)‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )3‬كىو في الحقيقة إلى البعد بينهما‪ .‬ك(قرز) (*) طوال في االرتفاع‪ .‬كقيل‪ :‬عرضا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬خبلؼ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ ،‬كالفقبو محمد بن سليماف‪ .‬فالفقيو يحيى البحيبح‬
‫يقوؿ‪ :‬توسط السارية يفسد [ إذا كاف قدر ما يسع كاحدا‪( .‬قرز)] كالفقيو محمد بن سليماف‪ :‬ال يفسد‪.‬‬
‫[ال يفسد إذا كاف دكف ما يسع كاحدا‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )5‬من المؤتم‪.‬‬
‫(‪ )6‬من اإلماـ‪.‬‬

‫(‪)073/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(الحاؿ الثاني) قولو‪( :‬أك) لم يكن ذلك في المسجد فإنو يعفى عن فوؽ القامة (في ارتفاع المؤتم) على‬
‫اإلماـ (ال) لو كاف المرتفع ىو (اإلماـ )(‪ ()7‬فإنها تفسد (فيهما) أم‪ :‬سواء كاف في المسجد أـ في‬
‫غيره‪ ،‬فإنو إذا ارتفع فوؽ القامة فسدت على المؤتم‪.‬‬
‫كقاؿ أبو العباس‪ :‬كظاىر قوؿ المنتخب أنو ال فرؽ بين ارتفاع المؤتم أك اإلماـ فوؽ القامة‪ ،‬في أف ذلك‬
‫تبطل بو الصبلة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالفرؽ بين الحالين أنو إذا ارتفع اإلماـ فوؽ القامة كاف المؤتموف غير مواجهين‪ ،‬بخبلؼ ما إذا كاف‬
‫المرتفع ىو المؤتم فإنو متوجو إلى اإلماـ‪ ،‬كلو كثر ارتفاعو‪( .‬غيث) [ ىذا إذا كاف االنخفاض على كجو‬
‫لو قدر أف ذلك المكاف الذم فيو اإلماـ مرتفع لم يكن بينو كبين المؤتم من البعد فوؽ القامة[ ىذا في‬
‫القضاء‪( .‬قرز) ] فإف قدر كاف االنخفاض مفسدا على المؤتم‪( .‬قرز)‬

‫(‪)074/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إنها ال تبطل في الوجهين‪ ،‬كتكره (كيقدـ) من صفوؼ الجماعة صف (الرجاؿ(‪ )7‬ثم)‬
‫إذا اتفق خناثى كنساء قدـ (الخناثى) )(‪ ()0‬على النساء إذا كانت الخنوثة ملتبسة (ثم) بعد الخناثى‬
‫(النساء )(‪ ()3‬ك) إف اتفق صبياف مع البالغين فالمسنوف أف (يلي كبل) من الصفوؼ (صبيانو) فيلي‬
‫الرجاؿ األكالد‪ ()4() ،‬كبعدىم الخناثى الكبار‪ ،‬ثم الخناثى الصغار‪ ،‬ثم النساء‪ ،‬ثم البنات الصغار)(‪()5‬‬
‫كىذا الترتيب في الصبياف مسنوف‪ ،‬كفي الكبار كاجب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كجوبا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كأشار المؤلف أيده اهلل إلى ضعف إطبلؽ صحة جماعة الخناثى؛ إذ تجويز كونهم أناث‪ ،‬أك بعضهم‬
‫حاصل‪ ،‬كىو يقتضي الفساد؛ ألنا إف قدرنا أنهم أناث فقد كقفوا صفوفا‪ ،‬ككذا إف كانوا ذكورا كأناثا‪ ،‬كقد‬
‫ذكره في (الزكايد) قاؿ‪ :‬كال حظ لهن في الجماعة‪ .‬كقيل‪ :‬بل صحة إذ ىي حالة ضركرية‪ ،‬كىي إدراؾ‬
‫فضيلة الجماعة‪ ،‬كال يتبلصق الخناثى‪( .‬زىور) (قرز) [ فإف تبلصقوا لم يفسد‪ ،‬كيأثموف‪( .‬قرز)] (*) كال‬
‫يقاؿ‪ :‬إنو يجوزأف بعضهم ذكر‪ ،‬كبعضهم أنثى فبل تصح صبلتهم؛ ألف ىذا مواضع ضركرة‪( .‬زىور) (قرز)‬
‫(‪ )3‬صفا كاحدا‪( .‬فتح) [ كقيل‪ :‬كلو صفوفا‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )4‬الذكور‪ )*( .‬كعلى القوؿ بأف الصبي ال يسد الجناح ال بد أف يكوف بين صفوؼ البالغين قامة فما‬
‫دكف في غير المسجد‪( .‬نجرم) ك(قرز)‬
‫(‪ )5‬ىذا يستقيم في صبياف الرجاؿ‪ ،‬كأما البنات فطرؼ الصف حق النساء‪ ،‬كلعل الخناثى مثلهن‪.‬‬
‫(سماع) كلعل كبلـ الشرح كاألزىار مبني على القوؿ بصحة جماعة النساء مع الرجاؿ صفوفا‪( .‬قرز)‬

‫(‪)075/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال تخلل) (‪ )7‬المرأة (المكلفة) )(‪ ()0‬قاؿ في شرح اإلبانة‪ :‬سواء كانت حرة أك مملوكة‪ ،‬محرما أـ‬
‫أجنبية‪ ،‬فبل تخلل (صفوؼ الرجاؿ) )(‪ ()3‬في صلوة الجماعة (‪( )4‬مشاركة(‪ ))5‬لهم في االئتماـ)(‪()6‬‬
‫كفي عين تلك الصبلة‪ ،‬بل تؤخر عنهم‪ ،‬كلو كقفت كحدىا (كإال) تأخر عنهم جميعا بل تخللت مشاركة‬
‫لهم (فسدت) الصبلة (عليها) )(‪ ()7‬ذكر ذلك أبو طالب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كإف تخلل صف من أىل البغي كالفسق لم يضر‪ ،‬ككذا من الكفار في المسجد‪ ،‬ال في غيره فتفسد‬
‫صبلة من كراءىم ألجل البعد لهم‪( .‬بياف‪ )84/7‬إذا كاف بعد صفي اإلسبلـ فوؽ القامة‪ ،‬كإال صحت‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )0‬ككذا الخناثى‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككذا المكلف لو تخلل صفوؼ النساء‪ ،‬أك الخناثى صفوؼ الرجاؿ‪ ،‬أك النساء‪ ،‬أك المرأة صفوؼ‬
‫الخناثى ػ فتفسد الصبلة بذلك‪( .‬بحر) ك(ىداية) (قرز)‬
‫(‪ )4‬كلو جنازة‪( .‬بياف‪( )84/7‬قرز)‬
‫(‪ )5‬ال منفردة‪( .‬بياف) (قرز) كلفظ (البياف) (مسألة) إذا تخللت المراة كلو أمة صفوؼ الرجاؿ مصلية‪،‬‬
‫فمنفردة ال يضر‪( .‬بياف‪)84/7‬‬
‫(‪ )6‬بل كلو متنفلة‪( .‬صعيترم) ك(حاشية سحولي)‪( .‬قرز) (*) ال فرؽ‪ ،‬كلو صبلتها نافلة معهم جماعة‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )7‬كىل يشترط علمها‪ ،‬أك كلو كانت جاىلة ? قاؿ شيخنا‪ :‬القياس مع علمها تعيد مطلقا في الوقت‬
‫كبعده‪ ،‬كإذا استمر الجهل حتى خرج الوقت فبل إعادة‪ ،‬كفي الوقت تعيد‪( .‬مفتي) كقرره‪ .‬الذم قرز أنها‬
‫إذا جهلت حاؿ الصبلة فبل إعادة عليها لهم‪( .‬عن سيدنا زيد) (*) قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كىو يقاؿ‪ :‬إذا‬
‫كانت ال تنعقد صبلتها من اإلبتداء فهي كلو تخللت غير مصلية‪ ،‬فبل تفسد على غيرىا ? [بيض لو في‬
‫الزىور] قاؿ في (الرياض)‪ :‬كىذا اإلشكاؿ كاف السيد الهادم يذكره‪ ،‬كقاؿ الهاجرم‪ :‬بصفة المؤتمة‪،‬‬
‫كالمشبو يجرم مجرل المشبو بو‪ [ .‬كلفظ حاشية يصح بالنية‪ ،‬كلم يصدؽ أنها مصلية إال بعد فراغها من‬
‫تكبيرة اإلحراـ‪ ،‬فلما كبرت دخلت في الصبلة فعصت‪ ،‬فحينئذ تفسد صبلتها؛ لكنها بعد صحة فافهم‪.‬‬
‫(سماع شيخ)]‬

‫(‪)076/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬ال تفسد عليها (‪.)7‬‬


‫(ك) تفسد أيضا عندنا (على من خلفها) من الرجاؿ (ك) على من (في صفها) منهم أيضا‪ ،‬كإنما تفسد‬
‫عليهم عندنا (إف علموا )(‪ ()0‬بتخللها‪ ،‬ال إف جهلوا‪ ،‬كقد زيد على ىذه الشركط الثبلثة )(‪ ()3‬شرطاف‬
‫األكؿ ذكر السيد يحيى بن الحسين‪ ،‬كىو أف يرضى بتخللها الجماعة‪ ،‬فلو كانوا كارىين لم تفسد)(‪()4‬‬
‫صبلتهم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال عليهم‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )0‬يعود إلى الكل‪( .‬قرز) (*) كعلموا أف تخللها مفسد‪( .‬ىداية) كال بد أف يعلموىا حاؿ الصبلة‪.‬‬
‫(نجرم) (قرز) كلفظ حاشية‪ :‬سواء علموا حاؿ الصبلة أك بعدىا‪ ،‬إذا كاف الوقت باقيا‪( .‬ذمارم) [كفي‬
‫(حاشية سحولي) حاؿ الصبلة‪ ،‬ال بعدىا‪( .‬قرز) كلو كاف الوقت باقيا‪( .‬قرز)] (*) كأمكنهم إخراجها‪،‬‬
‫كالتقدـ عنها‪ ،‬كإال صحت‪ ،‬ككاف عذرا لهم ػ كظاىر األزىار خبلفو (قرز) (*) قاؿ الفقيو علي بن يحيى‬
‫الوشلي‪ :‬فإف علمها اإلماـ‪ ،‬أك من تقدمها من المؤتمين‪ ،‬كأمكنهم إخراجها فلم يفعلوا ػ فسدت‪.‬‬
‫(كواكب) بني الفقيو علي أف كقوفها منكر‪( .‬زىور) كظاىر األزىار خبلفو‪( .‬قرز) بل ألف موقفها موقف‬
‫نهي‪ ،‬كال يعلل بأف موقفها منكر؛ ألف كبل كقف في غير موقفو‪( .‬بياف معنى) [ كلفظ (البياف) كالعلة‬
‫كونها كقفت في غير موقفها الذم شرع لها‪ ،‬يعني‪ :‬كىو في غير موقفهم الذم شرع لهم‪( .‬بلفظو) ]‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬كونها مكلفة‪ ،‬كشاركت‪ ،‬كعلموا‪.‬‬
‫(‪ )4‬قيل‪ :‬كال كجو لو؛ ألنهم إف كرىوا مع التمكن من إزالتها فالكراىة غير مغنية‪ ،‬كإف كاف مع عدـ‬
‫التمكن فالواجب عليهم أف يخرجوا من الصبلة‪ ،‬أك عن ذلك الموقف؛ ألنو قد صار موقف عصياف‪ ،‬أك‬
‫يعزلوف صبلتهم‪ ،‬كيتمونها فرادل‪(.‬غيث)(*) قولو‪" :‬كارىين"‪ :‬ال فرؽ‪( .‬قرز)‬

‫(‪)077/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(الثاني) ذكره في الزكائد‪ ،‬كىو أف ينويها اإلماـ‪ ،‬كىذا مبني على حكايتو التي قدمنا عن الناصر‪،‬‬
‫كالقاسمية‪ :‬أف المرأة ال تنعقد صبلتها جماعة إال أف ينويها اإلماـ(‪ .)7‬كالظاىر عن القاسمية أنو ال فرؽ‬
‫بين الرجل كالمرأة‪.‬‬
‫(كيسد الجناح) يعني‪ :‬جناح المؤتم إذا تأخر عن اإلماـ فإنو يسد جناحو (كل مؤتم) )(‪ ()0‬أم‪ :‬كل من‬
‫قد دخل في صبلة الجماعة (أك) لما يدخل فيها لكنو (متأىب) لها‪ ،‬نحو أف يكوف في حاؿ التوجو‪،‬‬
‫كلما يكبر تكبيرة اإلحراـ‪ ،‬أك نحو ذلك )(‪.()3‬‬
‫قولو‪( :‬منضم))(‪ ()4‬يحترز من مؤتم غير منضم نحو المرأة (‪ )5‬مع الرجل فإنها ال تسد جناحو؛ ألنها ال‬
‫تنضم إليو‪ ،‬بل تؤخر فيتقدـ إلى جنب اإلماـ‪ ،‬كىي متأخرة عنهما‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ال فرؽ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فرع) كمن ىنا قاؿ بعضهم‪ :‬إف للصبي حقا[ كفي (الغيث) ال حق لو] في موقفو في الصبلة؛ ألنو‬
‫لما كاف مأمورا بها من جهة كليو‪ ،‬فكاف شاغبل لموقفو بإذف الشرع‪ ،‬فليس للغير إخراجو‪ ،‬كإف كاف ال‬
‫يسد الجناح‪ ،‬كما مر في أكؿ الكتاب‪( .‬معيار)‬
‫(‪ )3‬كالمسافر إذا سلم في األكلتين‪ .‬كتكرير النية حتى يركع اإلماـ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬فمتى انضم سد الجناح‪ ،‬كلو فاتو الركوع‪ ،‬أك الصبلة كلها‪ [ ،‬أم‪ :‬كاف يجوز أف يحرـ في كل ركعة‪،‬‬
‫فإف أيس من ذلك تقدـ إلى جنب اإلماـ‪( .‬صعيترم) كمفهوـ كبلـ (الصعيترم) أنو إذا لم يظن مشاركتو‪،‬‬
‫أك يظن أنو ال يشاركو في جميع الصبلة كجب عليو اإلنضماـ‪( .‬غاية معنى) (قرز)] لكن إذا عرؼ الذم‬
‫بجنبو أف قد فاتت على المتأىب‪ ،‬صار إلى جنب اإلماـ [ فإف لم ينضم فسدت عليو مع التمكن‪.‬‬
‫(قرز)] أك الصف إف أمكنو ذلك بفعل يسير‪( .‬نجرم) (قرز) (*) إف كاف يجوز أنو يحرـ في كل ركعة‪،‬‬
‫فإف أيس من ذلك تقدـ إلى جنب اإلماـ‪( .‬صعيترم) كمفهوـ كبلـ (الصعيترم) أنو إذا لم يظن مشاركتو‬
‫لو في الركعة‪ ،‬أك يظن أنو ال يشاركو في جميع الصبلة كجب عليو اإلنضماـ‪( .‬غيث معنى) (قرز)‬
‫(‪ )5‬كالخنثى‪.‬‬
‫(‪)078/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كيحترز من متأىب غير منضم‪ ،‬نحو أف يكوف مقببل من طرؼ المسجد للصبلة‪ ،‬فإنو ال يسد جناح‬
‫المتأخر عن اإلماـ)(‪ ()7‬حتى ينضم إليو (إال الصبي))(‪ ()0‬فإنو ال يسد الجناح على ما ذكره المؤيد‬
‫باهلل أخيرا‪ ،‬كحكاه في حواشي اإلفادة عن أبي طالب‪ ،‬كصححو أبو مضر)(‪ ()3‬لمذىب الهادم‪ .‬كقاؿ‬
‫أبو العباس‪ ،‬كالفقهاء‪ :‬إنو يسد الجناح بناء على أف صلوة تصح نافلة (‪( )4‬ك) إال (فاسد الصبلة) )(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو قد أئتم؛ لخشية الفوت‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كيكفي الظن بتكليفو (قرز) [ كنحوه كالمجنوف‪( .‬قرز)] (*) لو ترؾ الصبي لكاف أخصر؛ ألنو فاسد‬
‫صبلة‪ ،‬فالعطف عليو يوىم المغايرة‪ ،‬لعلو بنى أف فاسد الصبلة المجع على فسادىا فيو‪ ،‬بخبلؼ‬
‫الصغير‪ .‬قلت‪ :‬يلزـ أف يسد الجناح‪ ،‬كمن صلى كىو مختل شرط مخالف فيو [بل ذكره ألجل‬
‫الخبلؼ](*) إال أف يكوف مذىب الولي صحة صبلة الصبي‪ ،‬فتكوف صبلتو نافلو‪ ،‬فيسد الجناح‪ .‬كفيو‬
‫النظر المتقدـ في باب الغسل في قولو‪" :‬كمتى بلغ أعاد" الخ كىو أنما مذىب الصغير مذىب كليو في‬
‫المعامبلت‪ ،‬ال في العبادات‪ ،‬كما مر للشامي رحمو اهلل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬سؤاؿ) قد تقرر عند أصحابنا أف الصبي المميز ال يسد الجناح‪ ،‬فإذا توسط الصبي في كسط‬
‫الصف األكؿ بين شافعيين معتقدين صحة صبلتو‪ ،‬كقد حكمنا بصحة صبلتهما‪ ،‬فهل يصح انضماـ‬
‫الزيدم إلى أحدىما؛ ألنو قد حصل شرط اإلنضماـ الذم ىو صحة صبلة المنضم إليو أـ ال ? فمقتضى‬
‫قولنا بصحة صبلتهما‪ :‬يصح اإلنضماـ إلى أحدىما‪ ،‬كمقتضى فولنا‪" :‬إف الصبي ال يسد الجناح‪ ،‬كإف‬
‫الصف األكؿ كلو بمثابة رجل كاحد " ال يصح االنضماـ إلى أحدىما ? الجواب‪ :‬أنا نقوؿ بصحة‬
‫صبلتهما لهما‪ ،‬كال يلزـ من صحتها لهما لزكـ حكم صحتها‪ ،‬كىو سد الجناح لها‪ ،‬إذا لم يصححها‬
‫لهما‪ ،‬فيلزمنا مقتضى صحتها‪ ،‬كإنما يلزـ مقتضيات الصحة‪ ،‬من ثبتت لو فيو الصحة‪ [ .‬كالمذىب فساد‬
‫صبلة الزيدم إذا انضم إلى شافعيين‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )4‬كالمذىب أنها ليست فريضة‪ ،‬كال نافلة‪(.‬غاية) (قرز)‬
‫(‪ )5‬فسادا مجمعا عليو‪ ،‬أك في مذىبو عالما عامدا‪( .‬قرز) (*) كسيأتي في الجنائز أف من ثبت عليو‬
‫الزنى أك القصاص فبل يغسل إال بعد التوبة‪ ،‬فمفهومو الحكم بفسقو فينظر‪ .‬الذم سيأتي مع االقتراف‬
‫بالحكم فبل ينظر‪.‬‬

‫(‪)079/0‬‬

‫_____________________________‬
‫( فإنو ال يسد الجناح أيضا ذكره أبو جعفر‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كعلي خليل‪ :‬إنو يسد كقد دخل تحت فاسد الصبلة (‪ )7‬المجبر عند من قاؿ‬
‫بكفره فإنو إنما لم يسد عند من قاؿ بكفره لفساد صلوتو‪ ،‬ال لمجرد الكفر)(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) كال يجوز التقليد في التكفير كالتفسيق‪ ،‬فبل تعتقد كفر غيرؾ‪ ،‬كالفسقو‪ ،‬إال أف يصح لك‬
‫ذلك بما يوجب العلم‪ ،‬ال بالظن‪ ،‬كلو بشهادة عدلين‪ ،‬حيث لم ينضم إليهما حكم‪ ،‬كأما بعد الحكم‬
‫فالواجب علينا اعتقاد حقيقتو‪ ،‬كما إذا حكم الحاكم باستحقاؽ رجل الحد بالزنا‪ ،‬أك بالقذؼ‪ ،‬أك بالردة‬
‫إال أف ىذا االعتقاد بالنسبة إلى ظاىر الشرع‪ ،‬كإف كنا نجوز خبلفو فبل يمنع ذلبك‪ ،‬كتجويزنا التوبة من‬
‫الفاسق الغائب‪( .‬شرح مقدمة)‪.‬ككذلك فيما كاف علميا يترتب على علمي‪ ،‬فبل يحوز التقليد فيو على‬
‫األصح‪ ،‬كذلك كالمواالة للمؤمنين‪ ،‬كالمعاداة للكافرين كالفاسقين‪ ،‬ككالمقلد للهادم عليو السبلـ‪،‬‬
‫فليس لو أف يقلده في نجاسة من يقوؿ بكفره من المجبرة‪ ،‬كقاؿ بعضهم‪ :‬يجوز ذلك [قوم؛ ألنو تقليد‬
‫في العلمية] كرجحو (القاضي عبد اهلل الدكارم) كقد قاؿ في التقرير‪ :‬يجوزالتقليد في كوف الكبيرة (‪)7‬‬
‫تنقض الوضوء ال في كونها توجب الفسق‪) .‬بياف بلفظو‪ )9/7‬يعني‪ :‬فبل يحوز التقليد فيو إال مع الموافقة‬
‫في مسألة العلمي باالستدالؿ فبل يصح التقليد فيهما معا‪ ،‬كال في الفرع مع المخالفة في األصل‪ ،‬كأما‬
‫مع الموافقة فيو فيصح‪ ،‬فمن كاف مذىبو كفر المجبرة جاز لو تقليد الهادم في نجاستو‪ ،‬كالمصنف رحمو‬
‫اهلل قد أطلق كما أطلق غيره‪ ،‬كال بد من حملو على ذلك‪( .‬بستاف بلفظو) (قرز) (انظر ىامش البياف‬
‫‪)9/7‬‬
‫(‪ )0‬بل لمجرد الكفر‪ )*( .‬لعلو بعدـ صحة الوضوء؛ إذ أخل بشرط من شركطو‪ ،‬كىو اإلسبلـ‪( .‬قرز)‬
‫(*) يريد بقولو‪" :‬ال لمجرد الكفر " أنو ال يجوز التكفير إال بدليل قاطع‪ ،‬فبل يجوز التقليد بالكفر‪ ،‬بل‬
‫يجوز التقليد بأنو فاسد صبلة‪ ،‬من غير تكفير كال تفسيق‪ .‬كقد ذكر في مقدمة (البياف) عن (القاضي عبد‬
‫اهلل الدكارم) أنو ال يجوز تقليد الهادم في نجاسة رطوبة المجبر‪ ،‬ال في كفره؛ إذ النجاسة ظنية‪،‬‬
‫كالتكفير قطعي‪( .‬مفتي) ينظر؛ إذ ىما متبلزماف‪( .‬شامي)[مفتي] كأيضا فإنو ال يجوز التقليد في عملي‬
‫مترتب على علمي‪ ،‬كما تقدـ في المقدمة‪ ،‬كالتقليد في عدـ سد الجناح‪ ،‬كنجاسة الرطوبة مترتب على‬
‫القوؿ بكفر المجبر كنحوه‪ ،‬كىو مما ال يجوز التقليدفيو‪ .‬ينظر‪( .‬عن القاضي محمد بن علي الشوكاني)‬
‫(*) ألنو اليجوز التقليد في الكفر‪.‬‬

‫(‪)082/0‬‬

‫_____________________________‬
‫( كما عدا ىذين فإنو يسد الجناح باإلجماع‪ ،‬كالفاسق‪ ،‬كالمتنفل‪ ،‬كالمتاىب‪ ،‬كناقص الطهارة لعذر‪،‬‬
‫كناقص الصبلة ال قعاد أك غيره‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كذكر األمير علي بن الحسين أف المستلقي يسد الجناح‪ ،‬كيقف عند‬
‫رجليو)(‪ ()7‬على قوؿ الهادم‪ ،‬كعلى قوؿ المؤيد باهلل يخير)(‪( ()0‬فينجذب))(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كعند اليتي القاعد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬إما كقف عند رأسو‪ ،‬أك عند رجليو ألف صبلتو على جنبو األيمن‪ .‬أما إذا كاف الواقف بجنب إماـ‬
‫فإنو يقف عند رجليو اتفاقا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬فلو جذب المصلي كاحدا‪ ،‬كدخل مكانو فسدت (‪ )7‬صبلتو أفتى بذلك حي الفقيو (محمد بن‬
‫خليفة) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىو نظر جيد؛ ألنو غصب مكانو‪ ،‬كأما الصبي فلو جذبو‪ ،‬كما لو كجده بجنب‬
‫اإلماـ‪( .‬بستاف) كقيل ال يجوز جذب الصبي؛ ألنو قد ثبت لو حق إال برضائو؛ ألنو من الحقوؽ اليسيرة‪.‬‬
‫كفي (الغيث) أنو ال حق لو في المسجد؛ ألنو موضع للعبادة‪ ،‬كال عبادة للصبى؛ إذ ال يستحق ثوابا‬
‫باإلنفاؽ‪ ،‬كقوؿ من قاؿ‪ :‬إنها نافلة ال يريد أنو يستحق ثوابا‪ ،‬بل يستحق عليها عوضا‪ ،‬فأشبو النافلة من‬
‫حيث أنو يستحق عليها منافع جملة‪ .‬كإف أراد استحقاقو للثواب فباطل قطعا؛ لعدـ التكليف؛ إذ الثواب‬
‫فرع التكليف‪ ،‬فيكوف المختار أف الصبي كفاسد الصبلة سواء في أنو إذا جذبو أحد‪ ،‬كدخل مكانو‬
‫صحت صبلتو (‪ )7‬كأما سجادات الغير ىل لو أف يرفعها ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ذلك محتمل‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫كاألقرب أنو إف غلب على ظنو أف صاحبها يدرؾ الصبلة لم يكن لو رفعها‪ .‬قاؿ‪ :‬كيحتمل أنو إف غلب‬
‫على ظنو أنو يتراخى مقدار أقل الصبلة كىو ركعتاف أف لو رفعها‪( .‬من تعليق النجرم) كعن (الشامي) إف‬
‫كاف في الصف األكؿ فإف كاف يظن حضوره قبل الركوع (‪ )0‬لم يزؿ‪ ،‬كإال أزاؿ‪ ،‬كإف كاف في سائر‬
‫الصفوؼ المتأخرة‪ ،‬فإف كاف يمكن إتماـ الصبلة مع بقائها‪ ،‬كأف يكوف من كل جانب اثنين فصاعدا لم‬
‫تزؿ‪ ،‬كإال كاف كالصف األكؿ‪( .‬شامي) (قرز) (‪ )0‬كىذا حيث كاف من أحد الطرفين‪ ،‬كإال فلهم حق في‬
‫تكبيرة اإلحراـ كيخشى عدـ انعقاد صبلة أىل الصف األكؿ فيزيل (قرز) (*) الجذب كاجب لوركد‬
‫الدليل لمن أراد الدخوؿ مع الجماعة‪ ،‬كىو ما ركاه زيد بن علي عليو السبلـ أف رسوؿ صلوات اهلل عليو‬
‫كسبلمو رأل رجبل صلى خلف الصف‪ ،‬فقاؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ىكذا صليت كحدؾ‬
‫ليس معك أحد) قاؿ‪ :‬نعم‪ ،‬فقاؿ‪ :‬قم فأعد صبلتك‪ .‬قولو‪" :‬كالجذب كاجب" كالقياس أنو شرط في‬
‫صحة دخولو في الجماعة؛ ألنو ال يجب إال عند من يوجب الجماعة‪( .‬حاشية بياف‪( )85/7‬قرز) [أك‬
‫في الحمعة إف خضر قدر آية ككاف في أكؿ ركعة‪(.‬قرز)] (*) فإف لم ينجذب لو صلى كحده مؤتما‪.‬‬
‫(بياف‪( )85/7‬قرز) (*) كيستحب للداخل أف ينظر أم جانبي الصف أقل دخل فيو فإف استويا فاأليمن‪،‬‬
‫كال يتخذكا صفا ثانيا كفي األكؿ سعة‪ ،‬ثم كذلك في سائرالصفوؼ‪ ،‬فما تقدـ منها فهو أفضل‪ ،‬إال في‬
‫صبلة الجنازة فاآلخر أفضل‪ ،‬ككذا في صبلة النساء خلف الرجاؿ صفوفا فاآلخر أفضل‪ ،‬كىذا على‬
‫القوؿ بصحة صبلة النساء خلف الرجاؿ صفوفا‪ .‬المذىب خبلفو‪ .‬قلت‪ :‬بل المذىب الصحة‪ ،‬كسيأتي‬
‫على قولو‪" :‬كجماعة النساء كالعراة صف" الخ فابحثو (قرز)‬

‫(‪)087/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( ندبا (من) كاف‪ ،‬كاقفا (بجنب اإلماـ أك في صف منسد) )(‪ ()7‬أم‪ :‬لم يبق فيو متسع تصح الصبلة‬
‫فيو‪ ،‬فإذا كاف كذلك انجذب (البلحق) )(‪ ()0‬كىوالذم يأتي بعد استقامة الصف‪ ،‬فإنو إذا جاء كبجنب‬
‫اإلماـ كاحد جذبو إليو‪ ،‬ككذا إذا جاء كالصف منسد جذب كاحدا منهم‪ ،‬لكن ينبغي أف يكوف المجذكب‬
‫من أحد الطرفين)(‪ ()3‬لئبل يفرؽ بين الصف‪ ،‬كال يجوز لو جذب المقابل)(‪ ()4‬لئلماـ‪ ،‬كإذا جذب غيره‬
‫فينجذب لو إذا كاف ذلك البلحق (غيرىما) أم‪ :‬غير الصبى كفاسد الصبلة‪ ،‬فإف كاف البلحق صبيا‪ ،‬أك‬
‫فاسد صلوة لم يجز للموتم أف ينجذب لو )(‪ ،()5‬كلو جذبو‪.‬‬
‫[بم يعتد البلحق]‬
‫فصل‬
‫(كإنما يعتد البلحق بركعة) )(‪ ()6‬أدركها مع اإلماـ إذا (أدرؾ) اإلماـ )(‪ ()7‬كىو في (ركوعها) أم‪ :‬قبل‬
‫أف يرفع رأسو من الركوع)(‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كينجبر فضل األكؿ بفضل االنجذاب لآلخر‪( .‬بحر بلفظو)‬
‫(‪ )0‬كيتأخراف مصطفين بدنا‪ ،‬كأما اإلماـ فبل يتقدـ إال لعذر كتضيق مكاف أك نحوه‪ ،‬كاختاره (المفتي)‬
‫كفي التذكرة‪ :‬أك يتقدـ اإلماـ‪ .‬كفي البحر‪ :‬إف تقدـ اإلماـ مع السعة أكلى؛ ألنو متبوع‪( .‬قرز) (*) فإف‬
‫جاء كالصف منسد كبجنب اإلماـ كاحد‪ ،‬فلو أف يقدـ اإلماـ كيقف بجنب الذم كاف بجنب اإلماـ‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )3‬من الصف األكؿ كاجب‪ ،‬كمن الثاني ندب [يعني‪ :‬بذلك من أحد الطرفين]‪.‬‬
‫(‪ )4‬بل يجوز‪ ،‬كيكره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬فإف انجذب لو فسدت صبلتو مع العلم‪ ،‬كجهبل يعود بفعل يسير إف أمكن‪ ،‬كإال صلى مكانو ككاف‬
‫عذرا لو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬المشركعة‪ ،‬ال المنسية‪( .‬قرز) (*) ما يقاؿ‪ :‬إذا أدرؾ اإلماـ في الركعة الثانية في الفجر‪ ،‬كىو إذا‬
‫انتظر اإلماـ للقنوت في الفجر طلعت الشمس؛ ىل يكوف لو عذرا(‪ )7‬لعزؿ صبلتو أك ال ? الذم‬
‫يقتضيو النظر‪ :‬أنو يكوف عذرا‪ ،‬فيعزؿ ككذا سائر الصلوات‪( .‬قرز) (‪[ )7‬كجوبا‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )7‬بقدر تسبيحة‪( .‬نجرم) (قرز)‬
‫(‪ )8‬كيتحمل اإلماـ جميع مسنوناتها‪ ،‬كال يسجد للسهو‪( .‬زىور) المسنوف في الجهرية‪ ،‬ال في السرية‬
‫فيسجد‪( .‬قرز)‬
‫(*) (نعم) لو أدركو معتدال‪ ،‬كقد شارؾ اإلماـ في حاؿ قياـ القراءة‪ ،‬نحو أف يكبر كاإلماـ قائم يقرأ‪،‬‬
‫فيقف المؤتم حتى ركع اإلماـ كرفع راسو‪ ،‬ثم إف المؤتم ركع‪ ،‬كأدركو معتدال فبل كبلـ أف ذلك يصح‪،‬‬
‫كيجزئ المؤتم ػ ذكر ذلك في الشرح عن أبي العباس‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كادعى في الكافي اإلجماع على‬
‫ذلك‪ ،‬كموالنا يختار لنفسو أف ذلك ال يجزئ (‪)7‬سماعا منو‪ ،‬كإف لم يذكره في شرحو؛ ألنو قد سبقو‬
‫اإلماـ بركنيين فعليين متواليين‪ ،‬كاختار في البحر اإلجزاء‪ ،‬كلم يذكره لنفسو (‪ )7‬قلت‪ :‬كىو صريح‬
‫األزىار‪ ،‬في قولو‪" :‬أدرؾ ركوعها" كىنا لم يدركو‪ )*( .‬قيل‪ :‬كلو كبر كاحدة كنول بها لئلحراـ كللركوع ػ‬
‫لم تصح؛ لتشريكو فيها بين الفرض كالنفل‪( .‬كواكب لفظا)) (قرز) (*) بقدر تسبيحة‪ ،‬كلو في الجمعة‬
‫حيث أدرؾ الخطبة‪( .‬يحقق) فإنو ال بد في الجمعة من الجماعة في جميعها‪ ،‬على الصحيح‪ ،‬إنما‬
‫يستقيم في الركعة األكلى من الجمعة‪( .‬قرز) (*) قاؿ في البحر‪ :‬المنصور باهلل‪ ،‬كاالماـ يحي‪ :‬ككذا لو‬
‫ركع بعد رفع اإلماـ‪ ،‬كأدركو معتدال‪ .‬قلنا‪ :‬فاتو بركنين متواليين ففسدت‪( .‬بحر) (قرز)‬
‫(*) (مسألة) من أدرؾ اإلماـ راكعا كبر قائما (‪ )7‬كيكبر أخرل للركوع [بعد أف يطمئن قائما قدر‬
‫تسبيحة‪( .‬قرز)]خبلؼ زيد فيها‪ ،‬كتصح لو ركعة معتدال‪ ،‬إال عند أبي العباس‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كاإلماـ‬
‫يحي‪ .‬فإف أدركو قائما ثم ركع اإلماـ كاعتدؿ (‪ )0‬ثم ركع كأدرؾ اإلماـ صحت لو ركعة‪ .‬ذكره في‬
‫الشرح‪ ،‬ال إف أدركو ساجدا‪ ،‬إال عندىم فيفسد‪) .‬بياف بلفظو)‪ .‬ألنو قد فاتو بركنين متواليين‪ ،‬كىما القياـ‬
‫حاؿ التكبيرة‪ ،‬كالركوع كىل يكوف داخبل في الصبلة ? أك يحتاج إلى استيناؼ تكبيرة اإلحراـ بعد القياـ‬
‫للركعة األخرل ? يحتاج إلى تكبيرة اإلحراـ‪ )0( .‬قبل أف يأتي اإلماـ بواجب اإلعتداؿ‪ ،‬كإال فقد سبقو‬
‫بركنين متواليين‪( .‬قرز) (‪ [ )7‬كإف كبر كاحدة كنول بها لم يصح‪( .‬قرز) ]‬

‫(‪)080/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( (ك) الركعة التي يدركها معو‪ ،‬كيصح أف يعتد بها (ىي أكؿ صلوتو في األصح)(‪ ()7‬من المذىبين؛ ألف‬
‫في ذلك مذىبين األكؿ المذىب‪ ،‬كىو قوؿ الناصر‪ ،‬كالشافعي‪ :‬أف أكؿ ركعة يدركها ىي أكؿ صلوتو‪،‬‬
‫كلو كانت آخر صلوة اإلماـ‪.‬‬
‫(الثاني) قوؿ أبي حنيفة‪ ،‬كمالك‪ ،‬كركاه في الكافي عن زيد بن علي‪ :‬أنها آخر صلوتو كاإلماـ‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كفائدة الخبلؼ في قنوت الفجر)(‪ ()0‬كفي القراءة‪ ،‬كالتسبيح‪ ،‬كتكبير العيد‪ ،‬كفي‬
‫الجهر‪ )3(،‬كالمخافتة‬
‫تنبيو‬
‫قاؿ المؤيد باهلل في الزيادات‪ :‬كال يحتاج إلى أف ينوم أف الذم يدركو أكؿ صلوتو‪.‬‬
‫كفي الكافي عن الهادم‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كأبي العباس‪ :‬يحتاج إلى ذلك‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬ىذا فيمن يتردد في ذلك)(‪.()4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألف الترتيب كاجب‪( .‬بحر) ك(كابل) (*) لقوؿ علي عليو السبلـ‪( :‬إذا سبق اإلماـ أحدكم بشيء‬
‫فليجعل ما أدرؾ أكؿ صبلتو مع اإلماـ) كىو توقيف‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )0‬فعلى ما صحح المذىب ال يعتد بقنوت اإلماـ في الفجر‪ ،‬كيجب عليو زيادة تكبيرتين إذا أدركو في‬
‫الركعة الثانية من صبلة العيد‪ ،‬كيقرأ‪ ،‬كال يسبح لو أدركو في ثالثة الثبلثية‪ ،‬أك أم اآلخرتين في الرباعية‪،‬‬
‫كيجهر‪ ،‬كال يخافت‪( .‬تكميل)‬
‫(‪ )3‬ككذا التشهد األخير إلى قولو‪" :‬حميد مجيد"‪.‬‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬ىل ىي أكؿ صبلتو‪ ،‬أك آخرىا [قاؿ الفقيو حسن‪ :‬يعني‪ :‬الذم لم يكن قدـ التزـ كونها أكؿ‬
‫صبلتو‪ ،‬أك آخرىا‪ ،‬بل تردد في ذلك‪ .‬عن (التهامي) ]‬

‫(‪)083/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال يتشهد))(‪ ()7‬التشهد (األكسط من فاتتو) الركعة (األكلى من أربع) )(‪ ()0‬ألف اإلماـ يقعد لو كلما‬
‫يصل المؤتم إال ركعة‪ ،‬كليس للمؤتم أف يقعد لو في ثانيتو؛ ألنها ثالثة لئلماـ‪ ،‬فإذا قعد كلم يقم بقياـ‬
‫اإلماـ فقد أخل بالمتابعة فتعين تركو‪ ،‬فتفسد إ ف لم يترؾ؛ ألنو يخالفو بفعل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬عبارة األثمار‪ :‬كال أكسط لمن فاتتو أكلى من أربع‪ .‬يعني‪ :‬أف من فاتتو الركعة األكلى من الرباعية لم‬
‫يشرع لو التشهد األكسط‪ ،‬أما مع اإلماـ فؤلف ثانيتو أكلى للمؤتم‪ ،‬لكن يقعد معو كال يتشهد‪ ،‬فإف تشهد‬
‫لم يضره‪ ،‬لكن يسجد للسهو‪ ،‬كأما في ثانية المؤتم فؤلف متابعة اإلماـ كاجبة‪ ،‬كالقعود للتشهد ينافي‬
‫ذلك‪ ،‬كمن ثمة قاؿ رحمو اهلل تعالى‪" :‬كيتابعو" يعني‪ :‬يجب على المؤتم المتابعة لئلماـ‪ ،‬كقولو‪" :‬أكلى من‬
‫أربع" إذ لو فاتو أكثر من ركعة مطلقا‪ ،‬أكركعة من غير األربع لم يسقط عنو التشهد؛ لعدـ المانع‪( .‬كابل‬
‫بلفظو) (*) كلو قعد اإلماـ سهوا في الثالثة فبليقعد معو المؤتم‪ ،‬فإف قعد فسدت إف لم يعزؿ‪ ،‬فإف عزؿ‬
‫لم تفسد‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬فلو قعد اإلماـ في الثالثة سهوا ىل يتشهد عازال ? ال يبعد‪ ،‬بل ىو المختار‪.‬‬
‫(شامي) كىو ظاىر األزىار‪ ،‬لكن ينظر لو قاـ اإلماـ‪ ،‬كرجع إليو المؤتم ػ ىل يسقط عنو سجود السهو؛‬
‫ألنو قد تشهد‪ ،‬أك ال يسقط عنو ? األكلى عدـ السقوط؛ ألنو تشهد في غير موضع تشهد لو‪( .‬شامي)‬
‫كينظر‪ .‬فيلزـ على ىذا (‪ )7‬أف تفسد صبلتو؛ ألنو قد انضم إلى نية العزؿ فعل‪ ،‬كىو القعود للتشهد‪،‬‬
‫فيكوناف ركنين‪( .‬شامي) (‪[ )7‬يقاؿ انكشف بعود المؤتم إلى اإلماـ أف نية العزؿ كبل نية‪ ،‬من حيث أنو‬
‫ال يصح العزؿ إال مع مفسد عمدا‪ ،‬أك سهوا‪ ،‬كلم يعد إليو اإلماـ قيل أف يسبقو المؤتم بركنيين‪،‬‬
‫فانكشف عدـ صحة العزؿ‪ ،‬فبل إيراد كال نظر‪( .‬إفادة سيدنا عبد اهلل حسين دالمو)] (*) كإف تشهد لم‬
‫تبطل‪ ،‬كسجد للسهو‪( .‬كابل)‬
‫(‪ )0‬لئلماـ‪ .‬كفائدتو لو كاف اإلماـ مسافرا فإنو يتشهد بعد فراغو‪( .‬سماع سحولي)‬

‫(‪)084/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كثير‪ ،‬كزيادة ركن عمدا‪.‬‬


‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كمن ثم قلنا‪( :‬كيتابعو) )(‪ ()7‬بعد ما دخل معو‪ ،‬فيقعد حيث يقعد‪ ،‬كلو كاف غير‬
‫موضع قعود لو‪ ،‬كيقوـ بقيامو‪ ،‬كلو فاتو مسنوف)(‪ ()0‬بمتابعتو (كيتم)البلحق (ما فاتو) من الصبلة مع‬
‫اإلماـ (بعد التسليم) )(‪ ()3‬أم‪ :‬بعد تسليم اإلماـ‪ ،‬كال يجوز لو أف يقوـ لئلتماـ قبل فراغ تسليم اإلماـ‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬الذم يقتضيو ظاىر قوؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كىوالذم صحح أف المؤتم إذا قاـ قبل‬
‫إتماـ اإلماـ للتسليمتين فسدت صلوتو )(‪.()4‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ذلك مستحب‪ ،‬كإال فلو قاـ قبل التسليم على يساره لم تبطل صلوتو‪ ،‬كإنما‬
‫تبطل إذا قاـ عمدا قبل التسليمتين جميعا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) من أدرؾ اإلماـ راكعا في األكلى من الفجر‪ ،‬فدخل معو ثم قاـ إلى الثانية فركع اإلماـ قبل‬
‫أف يقرأ‪ ،‬فإنو يعزؿ صبلتو عن إمامو للعذر‪ ،‬كيقرأ لنفسو‪( .‬بياف) كقاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬بل يتابعو‪ ،‬كيتحمل‬
‫عنو القراءة‪ ،‬ككذا في المسافر إذا أدرؾ اإلماـ في ركوع الثالثة من الظهر‪ ،‬أك العصر‪ ،‬ثم ركع اإلماـ في‬
‫الرابعة قبل أف يقرأ المؤتم الواجب عليو ػ فإنو يعزؿ عنو‪( .‬قرز) كمثلو في (الهداية)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيسجد للسهو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كال يكبر للنقل عند قيامو لئلتماـ؛ ألنو قد كبر حين رفع رأسو من السجود‪( .‬غيث) إال أف يكوف‬
‫موضع تشهد لو كبر‪ ،‬كقيل‪ :‬يندب؛ إذ األكلى للمتابعة‪ ،‬كالثانية للنقل‪( .‬بحر) كىو صريح شرح األزىار‪.‬‬
‫قبيل قولو في صبلة العيد‪" :‬فصل كندب بعدىا خطبتاف"‪( .‬قرز) (*) مع نية العزؿ‪ .‬كالمختار أنو ال‬
‫يحتاج إلى نية العزؿ‪ ،‬ما لم ينو أنو مؤتم بو في باقي الصبلة فتفسد‪ .‬ذكره في (البياف)‪.‬‬
‫(‪ )4‬مع العمد‪ ،‬أك سهوا كلم يرجع‪( .‬قرز) [أك رجع‪ ،‬كلم يدرؾ تسليم اإلماـ‪( .‬قرز)]‬

‫(‪)085/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(نعم) أما إذا قاـ قبل فراغ اإلماـ من التشهد)(‪ ()7‬فإف كاف عمدا بطلت صلوتو)(‪ ()0‬استمر أك عاد‪،،‬‬
‫كإف كاف سهوا لم تبطل‪.‬‬
‫قاؿ في حواشي اإلفادة‪ :‬كينتظر قائما)(‪ ()3‬كذكر علي خليل أنو إف أعاد لم تفسد صلوتو؛ ألف قياـ‬
‫الساىي ال يعتد بو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬قبل الفراغ من التسليم [على اليسار‪(.‬قرز) ]‬
‫(‪ )0‬فإف قيل‪ :‬لم تفسد كىو لم يخالف اإلماـ إال بركن كاحد‪ ،‬كىو القياـ ? قلنا‪ :‬ألنو انضم إلى ىذا‬
‫الركن نية العزؿ‪ ،‬كذلك مفسد‪( .‬زىور) كقيل‪ :‬يفسد مطلقا؛ ألنو أخل بواجب‪ ،‬كىو متابعة اإلماـ‪.‬‬
‫(قرز)[فعلى ىذا لو بقي ساجدا حتى أحس بقياـ اإلماـ من التشهد‪ ،‬ثم قاـ معو فسدت عليو؛ إذ العلة‬
‫كجوب المتابعة‪ ،‬كلم يتابع في قعود التشهد األكسط لئلماـ‪( .‬سيدنا حسين األكوع رحمو اهلل)]‬
‫(‪ )3‬كىو األظهر‪ .‬كقيل‪ :‬يعود كجوبا (قرز) إف كاف لعوده فائدة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)086/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬إف كاف قد شاركو في القعود )(‪ ()7‬لم يعد إليو‪ ،‬فإف عاد‬
‫بطلت)(‪ ()0‬كإف لم يشاركو فإنو يعود إليو)(‪.()3‬‬
‫(تنبيو)‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (الغيث) ما لفظو‪ :‬كعندم أف التحقيق في ذلك أنو ينظر فيما ىو الواجب على المؤتم فإف‬
‫كاف الواجب عليو أنو ال يشرع في إتماـ صبلتو حتى يفرغ اإلماـ‪ ،‬كليس متابعة اإلماـ في قعوده‬
‫مقصودة‪ ،‬كإنما المقصود مجرد انتظار إنما مو لم يجب على المؤتم إذا قاـ ساىيا أف يعود للقعود؛ ألف‬
‫المقصود أنما ىو االنتظار‪ ،‬كىو يعود إلى االنتظار في قيامو‪ ،‬كال كجو للقعود‪ ،‬كإف كاف الواجب على‬
‫المؤتم متابعتو في أفعالو مهما بقي في الصبلة‪ ،‬كاالنتظار ليس مقصودا في نفسو‪ ،‬كإنما كجب ألف‬
‫المتابعة لئلماـ ال تتم من دكنو ػ كجب عليو إذا قاـ ساىيا كذكر أف يعود إلتماـ المتابعة؛ ألنها كاجبة‪،‬‬
‫كلم يسقط كجوبها بقيامو‪ ،‬كإف جعلناىما جميعا مقصودين فكذلك‪( .‬غيث بلفظو)(*) كالصحيح أنو يعود‬
‫إليو مطلقا[في التشهد األكسط] (‪ )7‬شاركو أـ ال‪ ،‬ككبلـ الفقيو علي يصلح إذا تابعو في التشهد‬
‫األكسط‪ ،‬كظاىر األزىار كلو قدشاركو لوجوب المتابعة (‪ )7‬ألنو ال ينتظر (‪ )7‬في حاؿ قيامو متابعة‬
‫اإلماـ في شيء من أذكار الصبلة‪[ )7( .‬كيأتي ىذا التفصيل في القنوت‪ ،‬كفي التشهد األكسط‪) .‬بياف(‬
‫]‬
‫كلفظ (البياف‪ )97/7‬في المسألة الرابعة من أكؿ باب سجود السهو‪( :‬مسألة) من ترؾ التشهد األكسط‪.‬‬
‫إلى أف قاؿ‪ :‬إذا لم يكن قد قعد معو‪ ،‬فإذا كاف قد قعد معو‪ ،‬ثم عاد إليو عمدا فسدت صبلتو‪ ،‬كمن رفع‬
‫رأسو من الركوع كالسجود قبل إمامو‪ ،‬ثم عاد إليو‪( .‬بلفظو) إذا كاف فعبل كثيرا‪ ،‬أك رفعا تاما‪( .‬قرز) (*)‬
‫قدر تسبيحة‪ )*( .‬ىذا في التشهد األكسط‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬ألنو ال يعود إلى ركن قد شاركو فيو‪ ،‬كما لو رفع رأسو من السجود‪ ،‬فلو عاد بطلت الصبلة‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )3‬فإف لم يعد بطلت‪( .‬قرز)‬

‫(‪)087/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ ابن معرؼ‪ :‬الذم ذكره أصحابنا المتأخركف لمذىب الهادم عليو السبلـ‪ :‬أف المؤتم يقوـ إلتماـ‬
‫صلوتو بعد التسليمتين‪ ،‬كال ينتظر)(‪ ()7‬سجود اإلماـ للسهو‪ ،‬كقواه الفقيو محمد بن يحي‪ ،‬كركاه عن‬
‫كالده‪.‬‬
‫كركل المؤيد باهلل عن المنتخب أف البلحق ال يقوـ إال بعد سجود اإلماـ)(‪.()0‬‬
‫ككذا عن المنصور باهلل‪ .‬قاؿ القاضي زيد‪ ،‬كعلي خليل‪ :‬فإف قاـ قبل ذلك لم تفسد صلوتو‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬كذلك يدؿ على أنو مستحب)(‪.()3‬‬
‫(فإف أدركو قاعدا(‪ ))4‬إما بين سجودين‪ ،‬كإمافي تشهد (لم يكبر))(‪ ()5‬ذلك البلحق تكبيرة اإلحراـ‬
‫(حتى يقوـ(‪ ))6‬اإلماـ‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إذا أدركو في قعوده للتشهد األكسط كبر لبلفتتاح قائما‪ ،‬كلم يقرأ حتى يقوـ اإلماـ‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كيأتى مثلو إذا أدركو ساجدا في السجدة االخيرة )(‪.()7‬‬
‫قاؿ المنصور باهلل‪ :‬كإف قرأ جاز‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو انتظر‪ ،‬فإف كاف موضع قعود لو لم يفسد‪ ،‬كإف كاف غير موضع قعود فسدت‪ ،‬كلعلو إذا كاف‬
‫عمدا‪( .‬عامر) يعني‪ :‬إذا زاد على قدر التشهد األكسط‪ ،‬كاألقرب عدـ الفساد مطلقا (‪ )7‬ألنو لم يفعل‬
‫فعبل‪( .‬شامي) كألنو موضع قعود لو في اإلبتداء‪( .‬قرز) (‪[ )7‬كسواء كاف موضع قعود لو أـ ال‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬كالتسليم للسهو‪.‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ (الدكارم)‪ :‬كاألظهر عندىم أنو كاجب؛ ألنو متابعة لئلماـ‪ ،‬كانتظار لو‪ ،‬كانتظاره كمتابعتة كاجبة‬
‫حيث تشرع‪.‬‬
‫(‪ )4‬صوابو غير قائم‪( .‬غاية) (قرز)‬
‫(‪ )5‬ىذا مذىبنا‪ ،‬كىل ثم من يقوؿ إذا دخل المأموـ‪ ،‬كأدرؾ أم جزء من الصبلة‪ :‬أجزأتو جماعة ?‬
‫كجدت في شرح أبي شجاع على مذىب الشافعي ما لفظو‪ :‬كيدرؾ المأموـ الجماعة مع اإلماـ في غير‬
‫جمعو ما لم يسلم التسليمة األكلى‪ ،‬كإف كاف ال يقعد معو‪ ،‬أما الجماعة في الجمعة ففرض عين‪ ،‬كال‬
‫يحصل بأقل من ركعة‪( .‬لفظا من خط سيدنا حسن)‬
‫(‪ )6‬كيستقر قدر تسبيحة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬التي يتبعها القياـ‪ ،‬ال في الركعة األخيرة‪.‬‬

‫(‪)088/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الحقينى‪ :‬ذكر المؤيد باهلل الجائز كاألفضل أف يقعد معو‪.‬‬


‫قاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬فيو نظر)(‪ ()7‬ألنو بقعوده يزيد ركنا‪ ،‬كذلك يفسد‪.‬‬
‫(كندب) لبلحق إذا أدرؾ اإلماـ قاعدا أك ساجدا (أف يقعد )(‪ ()0‬كيسجد معو‪ ،‬كمتى قاـ) اإلماـ (ابتدأ)‬
‫البلحق صبلتو‪ ،‬فينوم‪ ،‬كيكبر لئلحراـ كجوبا عند أبي طالب )(‪.()3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ال نظر؛ ألف الزيادة في متابعة اإلماـ ال تفسد‪ ،‬كقعود البلحق معو للتشهد‪ ،‬كليس موضع قعود‬
‫لو‪(.‬غيث)(بلفظو)‬
‫(‪ )0‬ما لم يفتو التوجهاف‪( .‬قرز) (*) كلو في آخر سجدة‪( .‬بحر) كلفظ البحر‪ :‬فإف أدركو في آخر‬
‫سجدة سجد (‪ )7‬ندبا‪ ،‬كمتى رفع ابتدأ بخبلؼ األخير فبل يقعد؛ إذ ال ينتظر قيامو‪( .‬بلفظو) (قرز) (‪)7‬‬
‫إذ يدرؾ فضيلة الجماعة‪ ،‬خبلؼ الغزالي‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ال بد من ركعة كىو ضعيف‪( .‬قرز) يعني‪ :‬التي يتبعها‬
‫القياـ[كلو في آخر سجدة‪( .‬بحر) (قرز) ] (*) كيفعل ما شرع‪ ،‬من تكبير‪ ،‬كتسليم‪ ،‬ال تشهد‪ .‬كفي‬
‫البحر‪ :‬ال؛ إذ ليس بصبلة‪( .‬قرز) كلفظ (حاشية سحولي) كال يحتاج إلى تكبير لذلك؛ إذ ليس بصبلة‪.‬‬
‫(ذكره في البحر) كالوالد أيده اهلل يقرر عن مشايخو [أنو يكبر لذلك كال يعتد بها‪ )*(].‬لقولو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو‪( :‬ثبلث ال يتركهن إال عاجز عن الثواب‪ :‬رجل سمع المؤذف فلم بقولو‪ .‬كرجل حضر على‬
‫جنازة كلم يصل عليها‪ ،‬كال يشيعها‪ ،‬كال يسلم على أىلها‪ .‬كرجل لحق اإلماـ في سجوده‪ ،‬كترؾ متابعتو‬
‫كمشاركتو)‪( .‬بستاف) (*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من أدركني فليكن على الحالة التي أكوف‬
‫عليها)‪( .‬تعليق الفقيو حسن) لكن في غير التشهد األخير‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخذه ألبي طالب من قولو في الجنازة‪" :‬إف البلحق ينتظر حتى يكبر اإلماـ" كما لو لحقو ساجدا‬
‫فقاس ذلك على السجود‪ ،‬كىذا مأخذ كاضح جيد‪( .‬غيث)‬

‫(‪)089/0‬‬

‫_____________________________‬
‫كأبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي يقوالف‪ :‬ال يستأنف تكبيرة اإلحراـ إف أدركو ساجدا‪ ،‬ككبر)(‪ ()7‬كسجد معو‪ ،‬بل‬
‫يكفي التكبيرة األكلى)(‪.()0‬‬
‫(ك) ندب أيضا (أف يخرج) من أراد أف يلحق الجماعة (مما ىو فيو) من الصبلة إذا كانت نافلة‪ ،‬أك‬
‫فرضا افتتحو فرادل(‪ )3‬ثم قامت جماعة فيو)(‪ ()4‬فإنو يندب لو أف يخرج من ىذه الصبلة التي قد كاف‬
‫دخل فيها‪ ،‬كال يندب ذلك إال (لخشية فوتها))(‪ ()5‬أم‪ :‬فوت الجماعة لو استمر في الصبلة‪ ،‬ذكر‬
‫ذلك الفقيو محمد بن سليماف‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كأصل المذىب يقتضيو‪.‬‬
‫قاؿ في كافي الحنفية‪ :‬إذا كاف قد أتى بركعة أتمها اثنتين‪ ،‬كإف أتى بثبلث أتمها أربعا)(‪.()6‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىكذا على أصلنا إال أف يخشى فوت الجماعة بذلك تركو‪ ،‬كدخل مع‬
‫الجماعة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬تكبيرة اإلحراـ‪.‬‬
‫(‪ )0‬كال يعتد بها ركعة عند الجميع‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )3‬ظاىره كلو قضاء‪.‬‬
‫(‪ )4‬أك في غيره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬عبارة األثمار "نيلها" (*) جميعها‪( .‬بحر) أك بعضها [قوم] كلو تكبيرة اإلحراـ‪ )*( .‬فإف كاف‬
‫يقيدىا بركعة‪ ،‬كإذا صبلىا فرادل أدركها جميعها في الوقت‪ .‬ينظر‪ .‬األكلى أال يخرج‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬بناء منهم أنو ال يصح اإلحراـ بثبلث‪ )*( .‬بل يسلم على ثبلث‪( .‬قرز)‬

‫(‪)092/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ندب أيضا لمن قدصلى كحده أم الفركض‪ ،‬ثم كجد جماعة في ذلك الفرض (أف) يدخل مع‬
‫الجماعة‪ ،‬ك (يرفض ماقد أداه منفردا) )(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىذا في كقت االختيار؛ ألف محافظة الوقت أكلى من الجماعة‪( .‬ذكره في البحر) اتفاقا‪( .‬شرح‬
‫فتح) (قرز) (*) كإنما يصح الرفض ىنا؛ ألف المكلف مأمور أف يأتي بالعبادة على الوجو األفضل‪ ،‬فكأف‬
‫األكلى مشركطة في األصل بأف ال يأتي بأفضل منها‪( .‬شرح فتح)‪ )*( .‬كال يصح رفض المغرب‪ ،‬كالعيد‬
‫كالكسوؼ‪( .‬حاشية سحولي) أما المغرب فالمختار خبلفو‪ ،‬فيرفض كيدخل مع الجماعة مهما بقي‬
‫النصف من كقت االختيار‪( .‬قرز) كلفظ حاشية‪ :‬كىذا في الصلوات الخمس‪( .‬بياف) ك(شرح بحر) ال‬
‫في غيرىا مما شرعت فيو الجماعة فبل يدخل في جماعة من قد صلى منفردا‪( .‬بياف) (قرز)(*) فأما‬
‫الذم يرفض ما قد أداه منفردا‪ ،‬كيؤـ غيره‪ .‬قاؿ أبوطالب‪ :‬يصح‪ .‬كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ال يصح‪ .‬كىو أكلى‪،‬‬
‫كقواه سيدنا إبراىيم سحولي عن أبيو‪ ،‬عن المجاىد‪ ،‬كقد صرح بو في (البياف)‪ .‬كقد ذكره القاسم فيمن‬
‫صلى كنسي القنوت أنو يستحب لو إعادة الصبلة حتى يأتي بها كاملة‪ ،‬كظاىره أنو يصح رفض الصبلة‬
‫الناقصة (‪ )7‬إلعادة أكمل منها‪ ،‬كقد ذكركا مثلو في الطواؼ الناقص‪( .‬بياف بلفظو‪[ )7( )86/7‬قلنا‪:‬‬
‫رفض ماقد فعل مستحيل إال ما خصو دليل‪( .‬غيث)]‬
‫(*) قولو‪" :‬أداه" األكلى فعلو؛ ليدخل القضاء‪( .‬قرز)(*) كقولو‪" :‬منفردا" أك جماعة يشك فيها‪(.‬قرز) (*)‬
‫كإنما يصح الرفض بشركط ثبلثة ػ األكؿ‪ :‬أف ال يكوف قد صلى الثانية جماعة‪ ،‬كالعصر‪ ،‬كالعشاء مثبل‪،‬‬
‫كأف ال يكوف قد مضى النصف من االختيار‪ .‬كالثالث‪ :‬أف يكوف من الصلوات الخمس‪ ،‬ال من غيرىا‪،‬‬
‫كالعيدين‪ ،‬كالجنازة‪ .‬كالكسوفين‪ )*(.‬كلو صلى الظهر فرادل‪ ،‬كالعصر جماعة‪ ،‬ثم رفض الظهر ليصليها‬
‫جماعة (بيض لو في (حاشية سحولي)) ال يصح على المذىب‪ ،‬إال عند من يسقط الترتيب‪.‬‬

‫(*) (مسألة) يكره (‪ )7‬أف تصلى فريضة كاحدة جماعتين في مسجد‪ ،‬في كقت كاحد‪ ،‬ال في كقتين‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬يكره أيضا إذا كاف في ذلك المسجد راتب‪ ،‬ككاف يؤدم إلى الشحناء‪ ،‬كىو قوم‪.‬‬
‫(بياف) (‪ [ )7‬تنزيو (قرز) مع العلم بالجماعة األخرل‪( .‬ىداية معنى)]‬

‫(‪)097/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( أم‪ :‬ينوم أف األكلى نافلة‪ ،‬كالتي مع الجماعة فريضة‬


‫(نعم) كاألكلى ترتفض بالدخوؿ في الثانية بنية الرفض)(‪ ()7‬ذكره النجراني‪ .‬كمثلو في الياقوتة‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ )0(:‬بل بفراغو من الثانية صحيحة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬لعلو أراد مع نية الرفض؛ ألنو قد حكى في الزكائد اإلجماع أنو إف لم يرفض‬
‫األكلى كانت ىي الفريضة‪.‬‬
‫كفائدة الخبلؼ لو فسدت الثانية فإنو يعيدىا )(‪()3‬على القوؿ األكؿ‪ ،‬ال على قوؿ الفقيو يحيى‬
‫البحيبح‪.‬‬
‫(نعم) ىذا قوؿ الهادم)(‪ ()4‬عليو السبلـ‪ ،‬كمالك‪ ،‬أعني‪ :‬أف التي مع الجماعة ىي الفريضة‪ ،‬كاألكلى‬
‫نافلة)(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ما لم يشرط‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬قوم (مفتي) ك(الشامي)‪.‬‬
‫(‪ )3‬ما لم يشرط‪( .‬قرز) (*) بسننها‪ ،‬ما لم يشترط الرفض صحة الثانية‪ ،‬فبل إعادة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬حجة الهادم عليو السبلـ خبر يزيد بن (عامر) حين كجده رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو خلف‬
‫الصف‪ ،‬فقاؿ‪( :‬ألم تسلم يا يزيد ? فقاؿ‪ :‬بلى يا رسوؿ اهلل أسلمت‪ .‬قاؿ‪( :‬فما منعك أف ال تدخل في‬
‫صبلتهم) قاؿ‪ :‬إني قد كنت صليت في منزلي‪ ،‬كأنا أحتسب أف قد صليت‪ .‬فقاؿ‪( :‬إذاجئت للصبلة‬
‫فوجدت الناس فصل معهم‪ ،‬كإف كنت قد صليت في منزلك‪ ،‬فتكوف تلك نافلة‪ ،‬كىذه مكتوبة) كىذا‬
‫نص في موضع الخبلؼ‪ ،‬كأيضا على صحة الرفض في جميع الصبلة؛ ألنو لم يفصل‪( .‬رياض)‬
‫(‪ )5‬كمن فوائد الخبلؼ إعادة السنن عند الهادم عليو السبلـ إال سنة الفجر فبل تعاد عند الجميع‪.‬‬
‫(لمعة) (قرز)‬

‫(‪)090/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كالمؤيد باهلل)(‪ ،()7‬كأبو حنيفة‪ :‬إف األكلى ىي الفريضة‪ ،‬كالثانية نافلة‪ ،‬كىكذا عن‬
‫المنصور باهلل‪ ،‬كالناصر‪ .‬كللشافعي أقواؿ‪ ،‬ىذاف قوالف‪ ،‬كالثالث‪ :‬يحتسب اهلل)(‪ ()0‬بأيهما شاء‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬حجة المؤيد باهلل‪ ،‬كزيد بن علي أنو صلى اهلل عليو كآلو قاؿ للرجلين الذين تخلفا عن صبلة الفجر‬
‫في مسجد الخيف‪( :‬إذا صليتمافي رحالكما‪ ،‬ثم حضرتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما نافلة)‪.‬‬
‫(غيث)‬
‫(‪ )0‬عن (الجربي)‪ :‬أف الفاعل لبلحتساب ىو المصلي‪ ،‬فيكوف اعراب الجبللة النصب‪ .‬كفي تعليق‬
‫الفقيو حسن‪ :‬المحتسب ىو اهلل تعالى‪ ،‬فيكوف اعراب الجبللة الرفع‪ .‬كمثلو في (شرح األثمار)‪.‬‬

‫(‪)093/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) إذا أحس اإلماـ بداخل‪ ،‬كىو راكع فإنو (ال يزد)(‪ ()7‬اإلماـ على) القدر (المعتاد) لو في صبلتو‬
‫(انتظارا) منو لبلحق‪ ،‬كىذا ركاه في شرح أبي مضر عن القاضي زيد لمذىب يحيى عليو السبلـ‪ ،‬كىو‬
‫قوؿ أبي حنيفة؛ ألنو مأمور بالتخفيف)(‪ ()0‬كالقدر المشركع الذم لو أف يعتاد ما شاء منو(‪ )3‬قد تقدـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬يندب أف ال يريد‪( .‬ىداية) ك(بحر) كقيل‪ :‬كجوبا [إذا خشي فوت كقت االختيار‪( .‬قرز)]‬
‫كىو ظاىر األزىار‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬الواك للعطف‪ ،‬بل لبلستئناؼ‪ )*(.‬كمن طوؿ في صبلتو أك سجوده لغرض‬
‫لم يضر ذلك‪ ،‬ذكره في الشرح كاالنتصار‪( .‬قرز) (*) في غيرالقراءة‪ ،‬فأما في القرآءة فلو أف يطوؿ‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬كلو في القرآءة‪( .‬شرح بهراف) (قرز) (*) قاؿ في شرح ابن حميد‪ :‬االنتظارالزائد على المعتاد‬
‫مكركه‪ ،‬كال تفسد عند من تقدـ؛ ألنو كإف كاف كثيرا فهو في موضعو‪ .‬كقاؿ اإلماـ المهدم عليو السبلـ‪:‬‬
‫إف كاف كثيرا أفسد‪ ،‬كلعل كجهو أف فيو مشاركة بقصد انتظار الغير فأشبو التلقين كلو في موضعو‪ ،‬كالحق‬
‫أنو ال يفسد‪ ،‬كما أطلقو في البحر‪ ،‬كلم يعده من المفسدات‪ ،‬كاألحاديث ال تنفي شرعيتو‪ ،‬كما ثبت عنو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم في صبلة الخوؼ؛ لنيل الفضيلة‪ ،‬ككما ركاه في (الشفاء) كغيره أنو كاف صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم يطيل القراءة إذا أحس بداخل في الصبلة‪ ،‬فكاف يقوـ في الركعة األكلى من الظهر‬
‫حتى ال يسمع كضع قدـ‪ .‬كألف النبي صلى اهلل عليو كآلو سجد فارتحل الحسن عليو السبلـ على ظهره‬
‫كىو طفل‪ ،‬فأطاؿ السجود حتى نزؿ‪ ،‬كقاؿ‪ :‬أطلنا السجود ليقضي كطره‪ ،‬ككره أف يزعجو‪ .‬فدؿ على أف‬
‫االنتظار ال يفسد‪ ،‬بل يكوف األكلى‪ .‬قلنا‪ :‬فلو انتظر على القوؿ األكؿ اعتبر الفعل الكثير كعدمو‪ ،‬ذكره‬
‫موالنا عليو السبلـ حين سألتو‪( .‬نجرم)‬
‫(‪ )0‬كيمكن أف يقاؿ‪ :‬مأمور بالتخفيف في غير االنتظار‪.‬‬
‫(‪ )3‬من ثبلث إلى تسع‪.‬‬

‫(‪)094/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬إف يستحب أف ينتظره‪ .‬قاؿ المنصور باهلل (‪ )7‬حتى يبلغ تسبيحو‬
‫عشرين)(‪.()0‬‬
‫(كجماعة النساء))(‪ ()3‬سواء كن عاريات أك كاسيات (ك) جماعة الرجاؿ (العراة)تخالفاف جماعة من‬
‫عداىم بأنها ال تجزئ إال حيث ىم (صف))(‪ ()4‬كاحد‪ ،‬كال تصح صفوفا‪.‬‬
‫كقاؿ القاضي زيد‪ ،‬كاألستاذ‪ :‬إنها تصح جماعة النساء صفوفا كالرجاؿ(‪.)5‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬فلو كاف العراة في ظلمة جاز أف يكونوا صفوفا )(‪.()6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كقواه اإلماماف‪.‬‬
‫(‪ )0‬قوم‪ .‬كمثل معناه في البياف‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلو مع الرجاؿ‪( .‬حاشية سحولي) كقيل‪ :‬أما مع الرجاؿ كلو صفوفا‪ .‬كلفظ (البياف‪ )87/7‬ككذا في‬
‫صبلة النساء خلف الرجاؿ صفوفا فاآلخر أفضل (*) كالخناثى على ما ذكر األمير الحسين‪ ،‬كالمختار‬
‫خبلفو‪( .‬لمع) كىو أنو تصح صبلة الخناثي صفوفا‪ ،‬حيث أمامهم رجل‪ ،‬كال تصح حيث اإلماـ خنثى‪،‬‬
‫سواء أمت برجل‪ ،‬أك بخنثى‪ ،‬أك بامرأة‪ ،‬كما صرح بو في (البحر) ك(البياف)‪ .‬كلفظ (البياف) (مسألة) كال‬
‫تصح إمامة المرأة بالرجل كالخنثى مطلقا‪ .‬يعني‪ :‬ال برجل؛ لجواز أنو امرأة‪ ،‬كال بامرأة لجواز أنو رجل‪،‬‬
‫كال بخنثى تغليبا الجانب الحظر‪( .‬بستاف)(قرز) [انظر البياف المصور كىامشو ‪]78/7‬‬
‫(*) (مسألة) تقف إمامة النساء كسطهن‪ ،‬كال يصلين إال صفا كاحدا‪ ،‬فإف تقدمتهن فسدت عليها‬
‫كعليهن‪ .‬ذكره أبو طالب‪ .‬كعلى قوؿ الناصر‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ :‬تصح صبلتها ال ىن‪( .‬بياف ‪ )84/7‬فإف لم‬
‫يسعهن صلين بإمامتين‪( .‬برىاف) كلعل المراد إذا دخلت الصبلة جماعة‪ ،‬كىي متقدمة عليهن‪ ،‬ال إذا‬
‫تقدمت عليهن في حاؿ الصبلة‪ ،‬كعزؿ عنها عقيب تقدمها‪ ،‬فبل تفسد عليهن‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )4‬فإف لم يسعهم الصف صلوا صفا ثانيا‪ ،‬كغضوا أبصارىم‪ .‬ذكره في االنتصار‪( .‬بياف بلفظو) (قرز)‬
‫(‪ )5‬قلنا‪ :‬ال بأس مع العذر‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )6‬كيقدـ إمامهم كجوبا مع العذر‪(.‬قرز)‬

‫(‪)095/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬ككذا لو كانوا عميانا )(‪( ()7‬كإمامهم))(‪ ()0‬يقف في (كسط))(‪ ()3‬الصف‪،‬‬
‫كالمأموموف من يمين كشماؿ(‪ )4‬كال يتبلصق العراة(‪ )5‬فإف تبلصقوا بطلت صبلتهم)(‪.()6‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬كمن أجاز(‪ )7‬جماعة النساء صفوفا أجاز تقدـ اإلمامة‪.‬‬

‫__________‬
‫(‪ )7‬أك غاضين أبصارىم‪.‬‬
‫(‪ )0‬لفظ اإلماـ‪ :‬يدخل فيو المذكر كالمؤنث‪ ،‬كلذا لم يدخل فيو تاء التأنيث‪( .‬شرح ىداية)‬
‫(‪ )3‬في الرجاؿ العراة ندبا‪ ،‬كإال فلو كقفوا يمينا أك شماال صحت صبلتهم؛ ال النساء فيجب‪ ،‬كال‬
‫يشترط أف تساكم من على يمينها كشمالها‪ ،‬بل كلو كقفن في أحدىما أكثر‪( .‬كابل) (قرز) (*) فإف كثرف‬
‫ففي كل صف إمامو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كإمامة الرجاؿ أفضل لهن من إمامة النساء‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالخناثى‪.‬‬
‫(‪ )6‬كقاؿ القاضي عبد اهلل الدكارم‪ :‬فإف تبلصق العراة‪ ،‬أك نظر بعضهم بعضا أثموا‪ ،‬كلم تبطل‪ ،‬إال أف‬
‫يكوف لمس العورة بحركتو في الصبلة فإنها تفسد؛ إذ يكوف بذلك معصية‪ ،‬كالطاعة كالمعصية ال‬
‫يجتمعاف‪ .‬كالمختار عدـ الفرؽ؛ إذ لم يعدكه من المفسدات‪( .‬سيدنا حسن رحمو اهلل) (*) ينظر ما كجو‬
‫البطبلف‪.‬‬
‫(‪ )7‬القاضي زيد‪.‬‬

‫(‪)096/0‬‬
‫_____________________________‬

‫[تأثيرفساد صبلة اإلماـ على المؤتم]‬


‫فصل (كال تفسد) الصبلة (على مؤتم) حيث (فسدت على إمامو بأم كجو) من جنوف‪ ،‬أكلحن‪ ،‬أك فعل‪،‬‬
‫أك أحدث)(‪ ،()7‬سهوا كاف أـ عمدا‪ ،‬لكن ذلك (إف عزؿ) المؤتم صبلتو (فورا))(‪ ()0‬أم‪ :‬عقيب فساد‬
‫صبلة اإلماـ‪ ،‬كلم يتابعو)(‪ ()3‬بعد ذلك في شيء من الصبلة‪.‬‬
‫كقاؿ القاضي زيد‪ :‬إنها إذا فسدت)(‪ ()4‬صبلة اإلماـ باللحن فسدت على المؤتم؛ ألف قراءتو قراءة‬
‫لهم‪ .‬قاؿ الفقيو علي‪ :‬يعني إذا لحن في الجهرية‪ ،‬ال في السرية‪ ،‬كالتشهد؛ ألنو ال يتحمل إال في‬
‫الجهرية‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيخرج آخذا بأنفو؛ ليوىم أنو رعف‪ ،‬كإنما أمر بذلك ليوىم القوـ أنو رعاؼ‪ ،‬كذلك نوع من األدب‬
‫في ستر العورة‪ ،‬كخفاء القبيح كالتورية باألحسن‪ ،‬كال يدخل في باب الكذب‪ ،‬كإنما ىو من باب التجمل‬
‫كالحياء من الناس‪( .‬ىداية) مثلو في النهاية في مادة (أنف)‬
‫(‪ )0‬كحد الفور أف ال يتابعو في ركن[بعد الفساد‪(.‬قرز)] فإف تابعو فسدت‪ ،‬كلو جاىبل؛ إذ ىو عاقد‬
‫صبلتو بصبلة اإلماـ فبل يكوف الجهل عذرا‪ ،‬فلو بقي على نية االئتماـ من دكف إرادة حتى تبعو في فعل‪،‬‬
‫بل اتفق كقت فعلهما‪ ،‬كسها عن نية العزؿ‪ ،‬نحو‪ :‬أف تفسد على اإلماـ في أكؿ التشهد‪ ،‬كاستمر المؤتم‬
‫كاإلماـ على التشهد‪ ،‬كاتفق تسليهم في كقت كاحد من دكف انتظار من المؤتم‪ ،‬لكنو لم ينو العزؿ‪ ،‬ىل‬
‫تفسد صبلتو ? كالجواب‪ :‬أف ظاىر كبلـ المؤيد باهلل أنها تفسد لعدـ نية العزؿ‪ .‬قلت‪ :‬كيحتمل أنها ال‬
‫تفسد إال أف ينوم المتابعة بعد فساد صبلة اإلماـ؛ إذ ال كجو لفسادىا لعدـ العزؿ إال تجدد كجوبو‪ ،‬فلو‬
‫سها عن تجدد كجوبو‪ ،‬كلم يتابعو لم تفسد‪ ،‬كما لو لم يعلم المدين مطالبة الغريم بالدين في حاؿ صبلتو‬
‫حتى فرغ‪( .‬غيث لفظا)‬
‫(‪ )3‬ترؾ المتابعة ال يكفي‪ ،‬بل ال بد من نية العزؿ‪( .‬قرز) كعليو األزىار‪ )*( .‬كلو جاىبل‪ .‬كلو سهوا‪.‬‬
‫(بحر) (قرز) كفي االنتصار‪ :‬بعد العلم بالفساد‪ )*( .‬أم‪ :‬لم ينو اإلئتماـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬كلو لم يكن مفسدا عندىم؛ ألف العبرة بفسادىا على مذىب اإلماـ‪( .‬معيار)‬

‫(‪)097/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ (‪ )7‬الكني‪ :‬تبطل فيهما ألف صبلتهم متعلقة بصبلتو‪ .‬كالصحيح ما ذكره علي خليل أف اللحن‬
‫كالحدكث‪.‬‬
‫كفى الكافي عن الناصر‪ ،‬كالصادؽ‪ :‬أف صبلة المؤتم تفسد إذا أحدث اإلماـ سهوا كاف أك عمدا‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كعلى ىذا سائر المفسدات(‪ )0‬قياسا؛ إذ ال فرؽ بين الحدث كغيره من‬
‫المفسدات (كليستخلف))(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قلنا‪ :‬تحمل لهم‪.‬‬
‫(‪ )0‬على أصلهم‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككيفية االستخبلؼ أف يقوؿ اإلماـ األكؿ‪ :‬تقدـ يا فبلف فاخلفني‪ ،‬أك يقدمو بيده‪ .‬كندب أف يكوف‬
‫مشيو إلى الصف الذم يليو كيستخلف منو مقهقرا؛ لئبل يظن المؤتموف أف صبلتهم قد بطلت‪ ،‬كلئبل‬
‫بوقعهم في مكركه باستقبالهم بوجهو [ألنو يكره استقباؿ محدث كما تقدـ]‪( .‬شرح أثمار) [كال باس أف‬
‫يكلمهم في حاؿ القهقرل بأف يقوؿ‪ :‬الزموا صبلتكم حتى يتقدمكم فبلف‪ ،‬أك أحدكم فإف في معذرة في‬
‫الخركج‪(.‬ديباج)‪ )*(].‬كىل لو أف يأتم بإمامة المستخلف ? في (البياف)‪ :‬لو أف يأتم بو‪ .‬كقاؿ في‬
‫(الغيث)‪ :‬ليس لو ذلك كما لو افتتحها منفردا‪ ،‬ثم قامت جماعة‪ ،‬فليس لو أف ينضم إليها‪ ،‬كفي‬
‫(الحفيظ) مثل ما في (البياف) كقواه (المفتي) كىو ظاىر األزىار (*) كال يكوف الخليفة إال مثل اإلماـ‬
‫األكؿ‪ ،‬فإذا دخل مؤتما مع الخليفة‪ ،‬كالخليفة مسبوؽ ػ لم يأتم بو إال فيما لو من صبلة اإلماـ األكؿ‪،‬‬
‫كيعزؿ صبلتو‪( .‬قرز)‬
‫(*) ندبا إال في الجمعة‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ (*) قاؿ في (الحفيظ) أك نفسو‪ ،‬حيث كاف في الركعة األكلى‪.‬‬
‫كقواه (المفتي) كقيل‪ :‬ال يصح أف يؤـ بهم كلو أعاد التكبيرة؛ ألنو يؤدم إلى الدخوؿ قبلو‪ ،‬كلو في أكؿ‬
‫الركعة‪( .‬سماع سحولي) كىو ظاىر األزىار‪ ،‬كصريح الشرح [حيث قاؿ‪ :‬غيره‪ )*(].‬فبل يقدـ إال من‬
‫يشاركو في تلك الصبلة؛ ألنو إذا قدـ من لم يكن دخل معو في تلك الصبلة فأحكاـ اإلمامة غير الزمة‪،‬‬
‫بدليل أنو ال يجب عليو سجود لسهو اإلماـ‪( .‬دكارم) حيث قد أتوا بركعة‪ ،‬كإال جاز أف يتقدـ من قد‬
‫دخل‪ ،‬كمن لم يدخل‪( .‬كواكب معنى) بل ال يصح أف يؤمهم؛ ألنو يؤدم إلى الدخوؿ قبلو‪ ،‬كلو في أكؿ‬
‫ركعة‪( .‬سماع سحولي) كىو ظاىر األزىار‪ )*( .‬فلو أتموىا فرادل مع إمكاف االستخبلؼ بطلت عليهم؛‬
‫ألنهم خرجوا من الجماعة لغير عذر‪ ،‬بخبلؼ ما إذا تركوىا من اإلبتداء‪( .‬بياف) ىذا على أصل أبي‬
‫العباس‪ .‬قاؿ في (شرح ابن (بهراف)‪ :‬كلعلو بناء على مذىبو في كجوب الجماعة‪.‬‬

‫(‪)098/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(غيره (مؤتما (‪ ) )7‬بو في تلك الصبلة‪.‬‬


‫قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬كاالستخبلؼ على الفور‪ )0(،‬كال يجب(‪ ،)3‬كخالفو أبو العباس فيهما‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كحد الفور ما داموا في الركن )(‪ ()4‬فبل يكوف بين المؤيد باهلل‪ ،‬كبين‬
‫أبي العباس خبلؼ(‪.)5‬‬
‫كقيل‪ :‬بل يكوف عقيب الحدث‪ ،‬من غير تراخ )(‪.()6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو في السجدة األخيرة‪.‬‬
‫(‪ )0‬لوجوب المتابعة‪.‬‬
‫(‪ )3‬في الجمعة صحت‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )4‬الذم بطلت صبلة اإلماـ فيو‪ ،‬ال بعده عندىما معا‪ ،‬ذكره الفقيو علي‪ ،‬فلو كاف في حاؿ السجود‪،‬‬
‫كلم يأتوا بالواجب منو تقدـ الخليفة‪ ،‬كسجد بهم‪ ،‬فإف كاف قد فعلوا السجود عفي لهم عن االعتداؿ‬
‫منفردين‪ ،‬ثم يتقدـ الخليفة‪ ،‬كقيل‪ :‬إنو يتقدـ كيسجد‪ ،‬ثم يعتدلوف جميعا‪ ،‬كيعفى عن زيادة السجود‪ ،‬كإف‬
‫كاف قد فعل اإلماـ الواجب من السجود دكنهم‪ ،‬أك العكس تقدـ الخليفة‪ ،‬كسجد‪ ،‬ثم يعتدلوف جميعا‪.‬‬
‫(بياف)[ك(شرح مرغم)] قاؿ سيدنا‪ :‬كفيما ذكركه ضعف؛ ألنو زاد ركنا في الصبلة عمدا‪( .‬دكارم) كفي‬
‫(الغيث)‪ :‬ينوم اإلماـ اإلمامة‪ ،‬كالمؤتم االئتماـ في حاؿ السجود‪ ،‬كيتقدـ (‪ )7‬عند اعتدالهم كيكوف‬
‫ذلك عذرا في االصطفاؼ للضركرة‪[ )7( .‬إال من كاف متقدما عليو‪ ،‬فيعزؿ كيصلي فردا‪ ،‬كلعلو المختار‪.‬‬
‫(ىامش بياف) (قرز)]‬
‫(‪ )5‬في الفورية‪.‬‬
‫(‪ )6‬لوجوب المواالة في الصبلة‪.‬‬

‫(‪)099/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬كعن أبي العباس يعفى عن قدر خركج اإلماـ من المسجد)(‪ ()7‬كال بد من أف‬
‫يكوف الخليفة ممن (صلح لئلبتداء))(‪ ()0‬باإلمامة‪ ،‬بحيث لو تقدـ من أكؿ األمر صحت صبلة ىؤالء‬
‫المؤتمين خلفو‪ ،‬فلو قدـ من ال يصلح مطلقا كالصبي كالفاسق‪ ،‬كتابعوه )(‪ ()3‬بطلت صبلتهم‪ ،‬كلو قدـ‬
‫من يصلح للبعض دكف البعض‪ ،‬كمتيمم )(‪ ()4‬على متوضئين‪ ،‬كمتيممين صحت للمتيممين‪ ،‬دكف‬
‫المتوضئين‪ ،‬كعلى ىذا يقاس غيره‪ ،‬نحو تقديم المقيم على مقيمين(‪ )5‬كمسافرين‪ ،‬فتصح للمقيمين)(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفيو نظر؛ إذ ال كجو لبلختصاص بهذا القدر‪.‬‬
‫(‪ )0‬ينظر لو تاب الفاسق حاؿ جذب المستخلف لو ? األقرب الصحة؛ ألنو لو تقدـ على ىذا الحاؿ‬
‫من أكؿ األمر صحت الصبلة خلفو‪( .‬قرز) (*) كأما لو استخلف اإلماـ كجب عليهم المتابعة‪ ،‬فإذا لم‬
‫يأتموا بو بطلت صبلتهم‪ ،‬بخبلؼ ما إذا استخلف غير اإلماـ فبل يجب‪( .‬سماع سحولي) (قرز) (*)‬
‫كالمختار أف الخليفة يقعد لتشهد اإلماـ التشهد األكسط إف لم يكن موضع قعود لو‪ .‬قاؿ الفقيو علي بن‬
‫يحيى الوشلي‪ :‬كجوبا‪ .‬كقيل‪ :‬استحبابا‪ .‬كأما تشهد نفسو األكسط فبل يقعد لو‪ ،‬فإف قعد لو بطلت‬
‫صبلتو‪ ،‬كما لو قعد لو كىو خلف اإلماـ‪ .‬ذكره الفقيو علي‪ .‬كقاؿ الفقيو يوسف‪ :‬بل يقعد لو‪( .‬تكميل)‬
‫(*) كلفظ حاشية‪( :‬تنبيو) كلو كاف الجماعة صفوفا كثيرة‪ ،‬كالصالح لبلستخبلؼ في األخير تقدـ بفعل‬
‫يسير إلى مكاف اإلماـ الذم يستخلفو إف أمكنو‪ ،‬كإال كاف عذرا لو في الوقوؼ مكانو‪ ،‬فيأتم بو من ىو‬
‫في صفو‪ ،‬كمن خلفو‪ ،‬ال من أمامو‪(.‬غيث معنى) (قرز)‬
‫(‪ )3‬المراد نوكا متابعتو‪.‬‬
‫(‪ )4‬بناء على أف اإلماـ األكؿ متوضئ‪.‬‬
‫(‪ )5‬بناء على اف اإلماـ األكؿ مسافر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬ىذا حيث األكؿ مسافرا‪ ،‬كأما إذا كاف مقيما صحت المسافر؛ إذ ال يدخل معو إال في الركعتين‬
‫اآلخرتين‪ ،‬أك كاف مقيما كفسدت صبلتو في الثانية‪ ،‬كخلفو من النوعين‪ ،‬كاستخلف مؤتما من المقيمين‪،‬‬
‫كقد كاف فاتو اإلماـ بركعة‪ ،‬أك ركعتين‪[ .‬فتصح للمقيمين دكف المسافرين‪(.‬قرز)] ككجهو‪ :‬أنو يوصف أنو‬
‫صلى المسافر مع المقيم في األكلتين‪.‬‬

‫(‪)322/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( فقط‪ ،‬فلو قدـ من ال يحسن القراءة‪ ،‬كخلفو من يحسن‪ ،‬كمن اليحسنها ? فالمذىب‪ :‬أنها تبطل على‬
‫القراء إف نوكا االئتماـ بو‪ ،‬كال تبطل على األميين‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬بل تبطل عليهم جميعا)(‪.()7‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬إنها تصح للجميع‪ ،‬إذا كاف اإلماـ األكؿ قد أتى بالقدر الواجب من القراءة‪ ،‬ككانت‬
‫مجهورا بها)(‪.()0‬‬
‫(ك) يجب (عليهم))(‪ ()3‬أم‪ :‬على الخليفة كالمؤتمين (تجديد النيتين) )(‪()4‬فالخليفة يجدد نية)(‪()5‬‬
‫اإلمامة‪ ،‬كالمؤتموف االئتماـ بو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو يمكنو تقديم أكمل‪.‬‬
‫(‪ )0‬قلنا‪ :‬ال يصلح لئلبتداء؛ ألنو صلى ناقص بكامل‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬يشترط‪.‬‬
‫(‪ )4‬إف علموا‪ ،‬ال إف جهلوا فساد صبلة اإلماـ كاالستخبلؼ صحت صبلتهم‪ ،‬إف استمر الجهل إلى‬
‫آخر الوقت‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬يؤخذ من ىنا صحة توسط النية‪ )*( .‬صوابو‪ :‬فالخليفةيبتدئ‪ ،‬كالمؤتموف يجددكف‪ .‬كما في (شرح‬
‫الفتح)‪.‬‬

‫(‪)327/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كلينتظر)(‪ ()7‬الخليفة (المسبوؽ) كىو الذم قد سبقو المؤتموف ببعض الصبلة مع اإلماـ األكؿ‪ ،‬فإذا‬
‫قعد للتشهد األخير انتظر قاعدا)(‪( ()0‬تسليمهم))(‪ ()3‬فإذا سلموا قاـ إلتماـ صبلتو)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف خشي خركج الوقت بتسليمهم عزؿ صبلتو‪( .‬شكايدم) كلعلو حيث لم يقيدىا بركعة (‪ )7‬حيث‬
‫ىو متوضئ‪ ،‬فلو فسدت على الخليفة المسبوؽ بعد خركجهم لم ينعطف الفساد عليهم؛ ألنهم لم‬
‫يتابعوه في ركن بعد الفساد‪ ،‬كىو يؤخذ من قولو‪" :‬كال تفسد على مؤتم فسدت على إمامو"‪[ )7( .‬ينظر‬
‫كيف يستقيم عدـ التقييد بركعة‪(.‬كاتبو) لعلو حيث لم يستقر في قيامو قدر الفاتحة كثبلث آيات‬
‫فحينئذ لم تتم لو ركعة كاملة فيتامل‪(.‬كاتبو)] (*) قاؿ في (البستاف)‪ :‬كيكوف قدر التشهد األخير‪ ،‬فإف‬
‫سلموا كإال قاـ‪.‬‬
‫(‪ )0‬لكن ال يقعد إال لمن كاف يقعد لو اإلماـ األكؿ‪ ،‬فلو دخل مع اإلماـ في الركعة األكلى طائفة‪ ،‬كفي‬
‫الثانية طائفة‪ ،‬كفي الثالثة طائفة‪ ،‬كفي الرابعة طائفة‪ ،‬كاستخلف اإلماـ ممن دخل في الرابعة لزمو أف يقعد‬
‫لتسليم الطائفة األكلى عند الفقيو علي‪ ،‬ال من بعدىم‪ .‬بل من أتم صبلتو عزؿ‪(.‬قرز) كقيل‪ :‬بل ينتظر‬
‫للجميع‪ ،‬كىو المقرر‪( .‬مرغم)‬
‫(‪ )3‬كأما القنوت فإنو يقنت بهم‪ ،‬كالصحيح أنو يقف لقنوتهم قائما‪ ،‬كىم يقنتوف؛ ألنفسهم‪ ،‬كما أنو‬
‫يقف لتشهدىم‪ .‬ىذا ىو المقرر‪ .‬قرز قولو‪" :‬يقف لقنوتهم"‪ .‬كىل يجهر في موضع سرىم‪ ،‬حيث ىو‬
‫موضع جهر لو ? ينظر‪ .‬كإذا قلنا‪ :‬ال يجهر فما يقاؿ لو كاف المستخلف مسافرا‪ ،‬ككاف اإلماـ األكؿ في‬
‫ثالثة الرباعية الجهرية‪ ،‬ففي أم محل يأتي بالواجب جهرا ? ينظر‪ .‬قلت‪ :‬األقرب ػ كاهلل أعلم ػ أنو يجهر‬
‫في موضع سرىم‪ ،‬حيث ىو موضع حهره؛ ألنو ال يجب مراعاتهم في األذكار‪ ،‬كمن صلى الظهر خلف‬
‫من صلى الجمعة‪( .‬غاية)‬
‫(‪ )4‬يقاؿ‪ :‬إذا قاـ الخليفة المسبوؽ إلتماـ صبلتو‪ ،‬ىل يصح أف يدخل معو داخل في بقية صبلتو‬
‫لئلتماـ بو ? قلت‪ :‬الظاىر الصحة؛ ألنو ال مانع؛ ألنو ال مانع؛ ألنو حاكم في حالتين‪( .‬غاية) (قرز)‬

‫(‪)320/0‬‬

‫_____________________________‬
‫( فإف قاـ قبل تسليمهم)(‪ ()7‬بطلت صبلتو (إال أف ينتظركا)(‪ ()0‬تسليمو) يعني‪ :‬الجماعة إذا تشهدكا‪،‬‬
‫ثم لم يسلموا انتظارا إلتمامو لصبلتو ليكوف تسليمهم جميعا )(‪ ()3‬فإنو يحئنذ يجوز لو القياـ قبل‬
‫تسليمهم إذا عرؼ أنهم منتظركف‪.‬‬
‫فإف لم ينتظركا تسليمو ? فقاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬في بطبلف صبلتهم نظر‪.‬‬
‫كقاؿ المهدل أحمد بن الحسين‪ :‬بل تبطل صبلتهم)(‪.()4‬‬
‫(تنبيو)‬
‫قاؿ في منهج ابن معرؼ‪ :‬فإف لم يعلم المتقدـ كم صلى اإلماـ األكؿ قدـ غيره‪ ،‬ذكره القاسم عليو‬
‫السبلـ‪ .‬ككذا إذا قدـ متنفبل )(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬عمدا ال سهوا فيعود إليهم‪.‬‬
‫(‪ )0‬بقي النظر لو قد سلم بعض‪ ،‬كانتظر بعض‪ ،‬ماذا يجب ? يحتمل أف يقاؿ‪ :‬إف ظاىر إطبلؽ األزىار‬
‫يقتضي كجوب انتظار الجميع‪ .‬كيحتمل أف يقاؿ‪ :‬يقوـ‪ ،‬كينتظر الباقوف‪ ،‬كىو مفهوـ القيدين جميعا‪.‬‬
‫(مفتي) (قرز) (*) فإف لم ينتظر[بل قاـ عمدا‪ ].‬أك ىم [أم‪ :‬لم ينتظركا‪].‬بعد عزلهم [أم‪ :‬بعد أف‬
‫قصدكا االنتظار‪].‬كما ذكره اإلماـ المهدم أحمد بن الحسين‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )3‬فلو ظن أنهم انتظركه فقاـ‪ ،‬فانكشف أنهم لم ينتظركه‪ ،‬ىل تفسد صبلتو أـ ال ? لعلو يأتي على‬
‫قوؿ اإلبتداء كاإلنتهاء فتفسد‪ .‬كقيل‪ :‬ىو متعبد بظنو فبل تفسد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬إذ قد نوكا االنتظار‪ ،‬كإال فبل كجو للفساد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كىذا بناء على أنهم لم ينوكا االئتماـ بالمتنفل كالجاىل‪ ،‬كإال بطلت عليهم بنفس االئتماـ‪(.‬قرز)‬

‫(‪)323/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال نفسد) الصبلة (عليو) أم‪ :‬على اإلماـ (بنحو إقعاد) )(‪ ()7‬لعارض (مأيوس) أم‪ :‬ال يرجو‬
‫زكالو)(‪ ()0‬قبل خركج كقت تلك الصبلة التي ىو فيها (فيبني) على ما قد مضى منها‪ ،‬كيتمها)(‪( ()3‬ك)‬
‫المؤتموف (يعزلوف)(‪ ()4‬صبلتهم؛ ألف صبلة القائم خلف القاعد ال تصح‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كمن ىو على صفتو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فإف كاف يرجى زكالو فسدت‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬ينتظر للخركج؛ ألنو يجرل مجرل الفعل‪( .‬غيث)(*) كإف‬
‫زاؿ عذره كالوقت باؽ كجب عليو اإلعادة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬منفردا (‪ )7‬كال يأتم‪ ،‬كال يؤـ إال بمثلو‪[ )7( .‬أك مؤتما إف استخلف‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )4‬إال من ىو على حالتو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)324/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كمن نحو (‪ )7‬اإلقعاد لو أحصر عن القراءة قبل إتيانو بالقدر الواجب‪ ،‬ككذا لو عرم(‪ )0‬فإف حكمهما‬
‫كاإلقعاد (ك) إذا لم تفسد صبلة اإلماـ في ىذه الصورة فليس لو أف يستخلف)(‪ ()3‬إال بفعل يسير‪،‬‬
‫فإف لم يتمكن إال بفعل كثير جاز (لهم االستخبلؼ) )(‪ ()4‬أم‪ :‬للمؤتمين أف يقدموا أحدىم يتم بهم إف‬
‫تمكنوا من ذلك بفعل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ الفقيو علي‪ :‬كحيث ال يقرأ الواجب إذا أمكنو أف يستخلف غيره بفعل قليل‪ ،‬كيأتم بو صحت‬
‫صبلتو إذا كانت جهريو؛ ألنو يتحمل عنو القراءة فيها (بياف) [فإف لم يتمكن أك كانت سرية فسدت‬
‫صبلتو كيستخلف‪( .‬قرز) ] كفي (الغيث) ليس لو أف ينظم إليهم معتدا بما قد فعل منفردا‪ ،‬بل يدخل‬
‫معهم مبتدأ بها لئبل يخرج قبل اإلماـ‪ ،‬ككأف خبر أبي بكر خاص بو في صبلتو مع النبي صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪.‬‬
‫(‪ )0‬كأيس عن الستر‪ ،‬حتى يخرج الوقت‪(.‬قرز) (*)كرضي‪( .‬قاموس)‬
‫(‪ )3‬فإف زاؿ عذره قبل االستخبلؼ كجب متابعتو‪ ،‬فإف كاف بعد االستخبلؼ ? عن بعض المشايخ‪:‬‬
‫يجب عليهم االئتماـ بالمستخلف؛ ألنهم قد خرجوا عن اإلماـ األكؿ‪.‬‬
‫(‪ )4‬قاؿ في (الغيث)‪ :‬فلو استخلف بعض الجماعة شخصا‪ ،‬كبعضهم شخصا آخر‪ ،‬ما الحكم في ذلك‬
‫? الجواب‪ :‬أف حكمهما حكم إمامين دعيا في كقت كاحد‪ .‬كسيأتي ذلك في السير‪ .‬كيحتمل أف يقاؿ‪:‬‬
‫بل يصح‪ ،‬حيث نول بعضهم اإلئتماـ بأحدىما‪ ،‬كاآلخركف باآلخر‪( .‬قرز) أما لو ائتموا جميعهم بكل‬
‫كاحد منهما فسدت‪( .‬قرز) (*) كعبارة األثمار‪ :‬كلهم االستخبلؼ إف لم يستخلف‪ ،‬كما لو مات‪ .‬كعدؿ‬
‫عن عبارة األزىار؛ ألنها توىم أف لهم االستخبلؼ لو أراد أف يستخلف‪ ،‬كليس كذلك‪ ،‬كإنما يجوز لهم‬
‫في موضعين حيث مات‪ ،‬أك لم يستخلف‪( .‬قرز) (كابل) (*) في غير الجمعة‪( .‬بحر) األكلى أف لهم‬
‫االستخبلؼ مطلقا على المذىب لخشية الفوت‪ ،‬كال يستخلف إال من يشهد الخطبة‪ )*( .‬كخليفة اإلماـ‬
‫أكلى من خليفتهم‪ ،‬فإف صلوا خلف خليفتهم لم تصح صبلتهم؛ ألف الحق لئلماـ‪ .‬كقد ذكر معناه في‬
‫معيار (النجرم)‪.‬‬

‫(‪)325/0‬‬

‫_____________________________‬
‫يسير (كما) يجوز لهم (لو مات) اإلماـ أف يستخلفوا غيره (أك لم) يمت‪ ،‬كلكنو لم (يستخلف) عليهم‬
‫تفريطا منو ػ فإف لهم أف يستخلفوا فصل‬
‫(ك) من ائتم بإماـ فإنها (تجب) عليو (متابعتو) في األركاف كاألذكار)(‪.()7‬‬
‫كمعنى المتابعة ترؾ المخالفة في ذلك (إال في) أمر (مفسد))(‪ ()0‬للصبلة لو تعمد‪ ،‬من فعل أك ترؾ‪،‬‬
‫نحو أف يزيد ركعة أك سجدة(‪ ،)3‬أك يترؾ أيهما‪ ،‬أك نحو ذلك‪ ،‬فإذا فعل اإلماـ ذلك لم تجب متابعة بل‬
‫ال تجوز (فيعزؿ))(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في التسليم‪ ،‬كتكبيرات العيد‪ ،‬كاإلحراـ‪ ،‬كالجنازة‪[ .‬ينظر في قولو‪" :‬كاإلحراـ" فالمتابعة الواجبة ال‬
‫تكوف إال بعد الدخوؿ في الصبلة إال في صبلة الجمعة‪( .‬سماع سيدنا حسين عبداهلل األكوع]‬
‫(‪ )0‬في مذىبهما‪ ،‬أك مذىب اإلماـ على القوؿ أنو حاكم‪( .‬غيث) (*) فلو تابعو فسدت صبلتو كلو‬
‫جاىبل؛ إذ ىو عاقد صبلتو بصبلة اإلماـ‪ ،‬فبل يكوف الجهل عذرا‪( .‬قرز) (*) فيما يشترط فيو العمديو‪،‬‬
‫ال في الكبلـ كنحوه فبل يشترط فيو التعمد‪ ،‬فتبطل مطلقا‪(.‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كال يتابعو؛ لئبل تبطل عليو كذلك نحو أف يسجد ثالثة سهوا‪ ،‬لكن ينتظر استحبابا‪ ،‬كيتم معو‪ ،‬كإف‬
‫قاـ إلى ركعة خامسة انتظره قدر التشهد استحبابا أيضا‪ ،‬فإف عزؿ‪ ،‬ثم تنبو اإلماـ رجع إليو‪ .‬فقاؿ الفقيو‬
‫يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬كجوبا على قوؿ من يوجب الجماعو‪ ،‬فلو تابعو فيها عالما بالزيادة بطلت‪ ،‬فأما‬
‫لو قعد اإلماـ على ثالثة الرباعية فقعد معو المؤتم سهوا انتظر ختى يسلم‪ ،‬ثم يعزؿ‪ ،‬كإف قعد عمدا‬
‫تبطل‪ ،‬كما لو سجد معو عمدا سجدة زادىا سهوا‪ ،‬فلو عزؿ ثم انتبو اإلماـ قبل أف يفغل شيئا رجع إليو‪،‬‬
‫كجدد نية اإلتماـ‪ ،‬ككذا لو فعل ركنا قاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬ال ركنين فتبطل‪ ،‬كما لو خالف بهما‬
‫من غير عزؿ‪ ،‬كىذا على قوؿ من يوجب الجماعة؛ ألنو قد عزؿ‪ ،‬كعلى القوؿ بخبلفو تفسد بالرجوع‬
‫إليو؛ ألنو يصير كما لو رجع من مفركض إلى مسنوف‪( .‬أنهار) ك(غيث) حيث انضم إلى نية العزؿ فعل‪،‬‬
‫كإال كجب عليو اإلتماـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬فإذا قاـ المؤتم‪ ،‬ثم تنبو اإلماـ كقاـ قبل أف يركع المؤتم‪ ،‬كقبل أف يعزؿ عنو بقي مؤتما بو‪ ،‬كبعد‬
‫العزؿ يخير(‪ )7‬بين أف ينوم اإلئتماـ باإلماـ‪ ،‬أك يتم منفردا‪ ،‬إال على قوؿ أبي العباس فيجب االئتماـ‪،‬‬
‫فإف كاف قد ركع المؤتم‪ .‬فقاؿ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬يجوز لو أف ينوم اإلئتماـ بو‪ ،‬كقاؿ الفقيو‬
‫محمد بن سليماف‪ :‬ال يصح‪ ،‬فإف فعل فسدت‪ ،‬كىكذا إذا نسي اإلماـ سجدة فإف المؤتم يسجدىا‪،‬‬
‫كإذا تنبو اإلماـ لها فعلى ىذاالتفصيل‪(.‬بياف) (‪ )7‬كقيل‪ :‬يجب عليو الرجوع‪ .‬أم‪ :‬اإلئتماـ‪ ،‬ما لم يفعل‬
‫ركنين‪ .‬ذكره الفقيو حسن عن المنصور باهلل‪( .‬غيث) كىذا ىو المقرز في حواشى (البياف) (*) فلو أتم‬
‫من غير عزؿ فسدت‪ .‬ذكره المؤيد باهلل‪( .‬غيث) (*) كلو كاف في حاؿ التشهد األخير فسلم من دكف‬
‫عزؿ فسدت‪ .‬ذكره المؤيد باهلل‪ .‬كقاؿ (المفتي)‪ :‬العزؿ عدـ المتابعة‪ .‬ينظر (*) كىل يعزؿ على الفور ?‬
‫أك ينتظر ? لعلو يتنبو‪ ،‬فتصح صبلتو‪ .‬ال كبلـ أف المشركع االنتظار‪ ،‬مع أنو مخير بين أف ينتظر اإلماـ‪،‬‬
‫أك يعزؿ عنو‪ ،‬كيتم لنفسو (غيث) [بل يعزؿ فورا‪( .‬قرز) ] كفي (البياف) (مسألة) إذا قعد اإلماـ كنسي‬
‫ركعة قاـ الموتم‪ .‬خبلؼ ما في (اللمع) فإف قعد معو ? فقاؿ الفقيو علي‪ :‬تفسد ػ (لفظا) ػ [إف قعد‬
‫عمدا‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪( .‬قرز)] [كقيل‪ :‬ال [تفسد]‪ ،‬بل يكره]‪.‬‬

‫(‪)326/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( المؤتم حينئذ صبلتو‪ ،‬كيتم فرادل‪.‬‬


‫(أك) في قراءة (جهر) فإنها ال تجب المتابعة ىهنا‪ ،‬بل يخالفو كجوبا (فيسكت) )(‪ ()7‬في حاؿ جهر‬
‫اإلماـ‪ ،‬كىذا بناء على أف اإلماـ يتحمل كجوب القراءة عن المؤتم في الجهرية إذا سمعو‪ ،‬ال في السرية‪.‬‬
‫كقاؿ الناصر‪ :‬إنو يتحمل فيهما‪ .‬كىوأخير قولي الشافعي)(‪.()0‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة كأصحابو‪ :‬إنو يتحمل فيهما‪.‬‬
‫[قراءة المؤتم حاؿ قراءة اإلماـ]‬
‫تنبيو‬
‫لو قرأ المؤتم)(‪ ()3‬في حاؿ جهر اإلماـ)(‪()4‬بطلت صبلتو عند الهدكية‪.‬‬
‫قاؿ المرتضى‪ :‬كلو كانت قراءتو ناسيا)(‪.()5‬‬
‫قاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬كإنما تفسد المعارضة في القدر الواجب‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كعموـ كبلمهم يقتضي خبلؼ ذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قلت‪ :‬كظاىر األدلة يقتضي أف المؤتم لو جهر في محل جهر اإلماـ لم تفسد عليو‪ ،‬كإنما تفسد إذا‬
‫قرأ في حاؿ جهر اإلماـ؛ ألنو قاؿ صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬فإف قرأ فأنصتوا)‪( .‬ىامش تكميل) (*) ينظر لو‬
‫أخر اإلماـ الجهر إلى الركعتين األخيرتين في العشاء‪ ،‬ىل تفسد على المنازع لو فيهما? يقاؿ‪ :‬ال تفسد‬
‫إذا كاف في الزائد على القدر الواجب‪ .‬كقواه المتوكل على اهلل‪ .‬كقيل‪ :‬تفسد؛ ألف موضع القراءة‬
‫غيرمتعين‪ )*( .‬يعني‪ :‬حيث شرع الجهر كجوبا‪ ،‬أك سنة‪ ،‬أك تخييرا‪ ،‬كالكسوفين‪( .‬قرز) أك ندبا‪ ،‬ال جوازا‬
‫كالجنازة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فيقرأ سرا حيث يجهر اإلماـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬آية أك بعضها‪ .‬كفي بعض الحواشي‪ :‬آية‪ ،‬أك أكثرىا‪ )*( .‬ال لو كبر في حاؿ قراءة اإلماـ‪ ،‬أك نحو‬
‫ذلك فبل تفسد‪ )*( .‬كلو سرا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ال في حاؿ سكوتو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬ألف النهي يدؿ على فساد المنهي عنو؛ لقولو تعالى‪{ :‬فاستمعوا لو} كذلك محموؿ على الصبلة؛ إذ‬
‫ال يجب االستماع في غيرىا‪( .‬غيث) (*) أك جاىبل‪( .‬قرز)‬

‫(‪)327/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كفي اإلفادة عن المؤيد باهلل‪ :‬أف صبلة المؤتم ال تبطل(‪ )7‬بقراءتو حاؿ جهر اإلماـ (إال أف يفوت)‬
‫سماع ذلك الجهر)(‪) ()0‬لبعد))(‪ ()3‬عن اإلماـ‪ ،‬حتى لم يسمع صوتو (أك) لم يسمع صوتو ألجل‬
‫(صمم)(‪ ()4‬أك) ألجل (تأخر) عن الدخوؿ معو في الصبلة حتى لم يدرؾ ركعة الجهر)(‪ ()5‬فإذا فاتو‬
‫سماع الجهر ألم ىذه الوجوه لم يجز لو السكوت حينئذ )(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنها ىيئة عنده‪.‬‬
‫(‪ )0‬فائدة) لو لم يسمع جهر اإلماـ لكثرة األصوات‪ ،‬ىل ذلك كالبعد أك الصمم ? قاؿ الفقيو علي‬
‫[قوم]‪ :‬كالصمم فيقرأ‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فيو نظر‪ ،‬بل يجزئو على المختار؛ ألنو يدرؾ القراءة‪ ،‬لكن‬
‫التبس صوت اإلماـ بأصوات عيره‪( .‬غيث) (قرز) كالذم يحفظ حاؿ القراءة‪ :‬إف كاف لرىج اجتزل بو؛‬
‫ألف صوتو من جملة األصوات‪ ،‬كإف كاف لريح أك جعل في أذنيو قطنة (‪ )7‬فلم يسمع أنو ال يجتزم بو‬
‫(‪ )0‬بل يقرأ لنفسو‪ ،‬ىذا ما يحفظ تقريره‪ .‬كمثلو عن (الشامي) (‪[ )7‬كفي (ىامش البياف) أما الريح‪،‬‬
‫ككثرة األصوات فبل يقرأ‪( .‬قرز) ] (‪[ )0‬مستقيم في القطنة إذا فعلها في أذنيو‪ ،‬ال لريح‪( .‬قرز)] (*) فلو‬
‫التبس عليو لرىج‪ ،‬أك لبعد ? الجواب‪ :‬أنو يقرأ؛ ألف األصل كجوب القراءة‪ ،‬كالظاىر عدـ السماع‬
‫[‪(.‬قرز) ككذا في الريح‪ ،‬لو التبس ىل لريح أك بعد فبل يتحمل‪( .‬قرز) بل يقرأ لنفسة‪( .‬قرز) ](*) أما لو‬
‫سمع آخر الفاتحة دكف أكلها لم يعتد بما سمعو؛ ألف ترتيبها كاجب على الصحيح [قوم ] فيقرأ الفاتحة‬
‫من أكلها‪ .‬قيل‪ :‬كيحتمل أف تجزئو‪ ،‬كيقرأ الذم لم يسمع إف قلنا‪ :‬بوجوب(‪ )7‬الترتيب؛ ألف معنى النظم‬
‫لم يتغير‪ ،‬فيكوف اإلماـ قد رتبها‪( .‬صعيترم) (‪ )7‬بعدـ كجوب الترتيب‪( .‬ظن)‬
‫(‪ )3‬أك حائل‪( .‬قرز) [كمن الحائل كثرة الصفوؼ فيقرأ‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )4‬يقاؿ‪ :‬لو سد أذنيو بقطن أك غيره ىل يكوف كالصمم ? ذكر (الشامي) أنو كذلك‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬صوابو‪ :‬جهرىا‪.‬‬
‫(‪ )6‬لنفسو‪ ،‬ما لم يسمعو منو‪ ،‬ال ما سمع‪( .‬بياف) بل يقرأ‪ ،‬ما لم يسمعو كما بعده؛ ألجل الترتيب إذا‬
‫كاف من الفاتحة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)328/0‬‬

‫_____________________________‬
‫( (فيقرأ)(‪ )7‬جهرا‪.‬‬
‫فلو سمع المؤتم جملة القراءة دكف التفصيل? فعن اإلماـ يحي‪ :‬يجتزئ بو‪ .‬كقاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪:‬‬
‫ال يجتزئ (‪ )0‬بذلك‪ .‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬أما لو غفل عن السماع حتى لم يدر ما قرأ اإلماـ فبل خبلؼ‬
‫أف ذلك ال يضر‪ ،‬على قوؿ من يقوؿ بتحمل اإلماـ )(‪()3‬‬
‫فصل [في مشاركة المؤتم لئلماـ في التكبيرة]‬
‫(كمن شارؾ) إمامو (في كل تكبيرة اإلحراـ) )(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف كاف يسمع بعض قراءة اإلماـ دكف بعض فإنو يسكت حين يسمع‪ ،‬كيقرأ حين ال يسمع‪.‬‬
‫(كواكب) مستقيم في اآليات؛ ألنو ال يشترط الترتيب فيها‪ ،‬ال الفاتحة؛ الشتراط الترتيب فيها إال إذا‬
‫سمعو من أكلها اجتزأ بو؛ لحصوؿ الترتيب‪( .‬سيدنا عبد اهلل بن أحمد المجاىد رحمو اهلل) (*) فأما لو‬
‫كاف المانع الحائل ?مفهوـ العدد في أف ال يقرأ غيرىم‪ .‬كقيل‪ :‬يقرأ؛ ألنو كالبعد‪ ،‬كىو المختار‪.‬‬
‫(‪ )0‬قوم‪( .‬حاشية سحولي) ك(مشايخ ذمار)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال يسجد للسهو‪.‬‬
‫(‪ )4‬كلو شارؾ إمامو في تكبيرات الجنازة األربع األخر لم يضر‪ ،‬ال لو شاركو في األكلى فكتكبيرة‬
‫اإلحراـ‪( .‬حاشية سحولي لفظا) ككذلك المشاركة في تكبيرات العيد ال يضر‪ ،‬كيعتد بها على المختار‪.‬‬
‫(*) أك التسليم‪ ،‬كالمختار أف المشاركة في التسليم ال تضر‪ .‬كلفظ (البياف) الوجو الرابع‪ :‬أف يشارؾ‬
‫المؤتم إمامو في أركاف الصبلة‪ ،‬بحيث ال يتقدـ عليو‪ ،‬كال يتأخر‪ ،‬فبل يضره ذلك في أركاف الصبلة كلها‪،‬‬
‫إال في تكبيرة اإلحراـ‪[.‬ال في غيرىا‪( .‬قرز) ] (بلفظو‪ )*( )92/7‬جملة ذلك تسع صور‪ :‬سبقو الموتم‬
‫بجميعها فسدت‪ .‬العكس صحت‪ .‬اشتركا في آخرىا‪ ،‬كسبقو المؤتم بأكلها فسدت‪ .‬كالعكس صحت‪.‬‬
‫اشتركا في أكلها‪ ،‬كسبقو اإلماـ في آخرىا صحت‪ .‬اشتركا في أكلها‪ ،‬كسبقو المؤتم بآخرىا فسدت‪ .‬سبقو‬
‫اإلماـ بآخرىا كالمؤتم بأكلها صحت‪ .‬كالعكس فسدت‪( .‬غيث) (قرز)‬

‫(‪)329/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( كالمشاركة في جميعها أف يفتتحاىا معا‪ ،‬كيختماىا معا‪ ،‬فهذه المشاركة تفسد صبلة المؤتم عند أبي‬
‫طالب‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ال تفسد )(‪.()7‬‬
‫(أك) شاركو (في آخرىا) فإف صبلتو تفسد‪ ،‬بشرط أف يكوف (سابقا) لئلماـ (بأكلها) ال إذا سبقو اإلماـ‬
‫بأكلها فإف المشاركة بآخرىا ال تضر حينئذ‪.‬‬
‫(أك) إذا (سبق) المؤتم (بها) جميعا فإف صبلتو تفسد)(‪( ()0‬أك) سبق المؤتم إمامو (بآخرىا)(‪ ()3‬فإف‬
‫صبلتو تفسد‪ ،‬كلو سبقو اإلماـ بأكلها‪ .‬فلو سبقو اإلماـ بآخرىا لم تبطل على المؤتم‪ ،‬كسواء سبقو‬
‫المؤتم)(‪ ()4‬بأكلها‪ ،‬أك ىو السابق‪ ،‬أك اشتركا )(‪()5‬في أكلها‪.‬‬
‫(أك) إذا سبق المؤتم إمامو (بركنين))(‪ ()6‬فسدت صبلتو‪ ،‬فلو كاف السبق بركن)(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنها عنده ليست من الصبلة‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالعكس تصح‪)*( .‬ألنو افتتح قبل اإلماـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألف آخرىا منعطف على أكلها‪.‬‬
‫(‪ )4‬كقد أخذ من ىذا صحة تقدـ نية(‪ )7‬االئتماـ على نية اإلمامة‪ .‬يقاؿ‪ :‬ال مأخذ‪ ،‬كإنما يستقيم ىذا‬
‫على قوؿ الشافعي؛ ألنو يجب عنده مخالطة التكبيرة‪ )7( .‬يصح تقدـ نية االئتماـ على نية اإلمامة‪ ،‬ما‬
‫لم يضرب‪ )*( .‬ىبل قيل‪ :‬التكبيرة من الصبلة فسبقو بأكلها ائتماـ بغير إماـ‪ ،‬فينظر‪ .‬إال أف يحمل أف‬
‫الدخوؿ أنما يكوف بكلها‪.‬‬
‫(‪ )5‬فيها صورتاف‪.‬‬
‫(‪ )6‬كلو سهوا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬كالخبلؼ في ذلك مع المؤيد باهلل‪ ،‬فعنده أف المؤتم إذا رفع (‪ )7‬رأسو من السجود قبل اإلماـ‬
‫فسدت إف تعمد ذلك‪ ،‬ىذا أحد قوليو‪ ،‬كىو الذم ركاه في اإلفادة‪ ،‬كاحتج بقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬أما خشي الذم يرفع رأسو قبل رأس اإلماـ أف يحوؿ اهلل رأسو رأس حمار) كركم (رأس كلب)‬
‫كركم (رأس عير) (‪ )7‬كأما في الخفض قوال كاحدا أنو ال يفسد‪ .‬كقاؿ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪:‬‬
‫بل لو قوالف في العمد مطلقا‪( .‬نجرم) قلنا‪ :‬محموؿ على أنو خفض كرفع قبل اإلماـ‪ ،‬كلم يشاركو في‬
‫أحد الركنين‪( .‬أنهار)‬

‫(*) قاؿ في الشرح‪ :‬إال في التسليمة اآلخرة‪ ،‬فإذا سلم قبل إمامو (‪ )7‬فسدت صبلتو؛ ألنو خرج من‬
‫صبلتو قبل إمامو‪( .‬بياف لفظا‪ )92/7‬كقيل‪ :‬إنها ال تفسد؛ ألنو لم يستبقو بركنين‪ ،‬لعلو لما انضم إليها‬
‫نية الخركج كاف مع ذلك ركنين فتفسد‪ ،‬كإف لم ينو الخركج لم تفسد‪ ،‬كيعيدىا بعدتسليم اإلماـ‪ .‬كأما‬
‫التسليمتاف فهما مفسدتاف مطلقا؛ ألنهما موضوعاف للخركج‪[ )7( .‬كأما المشاركة فبل تضر‪( .‬قرز)]‬

‫(‪)372/0‬‬

‫_____________________________‬
‫( لم يضر عندنا‪ ،‬سواء كاف سهوا أك عمدا‪ ،‬خفضا أك رفعا)(‪.()7‬‬
‫كإنما تبطل صبلة المؤتم بشركط ثبلثة )(‪ ()0‬األكؿ‪ :‬أف يكوف السبق بركنين فصاعدا‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أف يكوف ذلك الركناف (فعليين) فلو كانا فعبل كذكرا كالقراءة )(‪ ()3‬كالركوع ػ لم يضر ذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) قاؿ اإلماـ المهدم عليو السبلـ‪ :‬ال يجب سجود السهو على من رفع رأسو قبل إمامو‪ ،‬كمن‬
‫رفع رأسو قبل إمامو ينبغى أف ال يكبر للنقل قبل تكبيرة اإلماـ‪( .‬قرز) كال يحب سجود السهو حيث كبر‬
‫للنقل قبل تكبيرة إمامو‪.‬‬
‫(‪ )0‬بل أربعة‪.‬‬
‫(‪ )3‬يقاؿ‪ :‬القراءة حاؿ القياـ ركن فعلي‪ ،‬كالركوع بعده فعل كذلك‪ ،‬فبل يستقيم المثاؿ‪ ،‬كلعلو يقاؿ‪ :‬بل‬
‫يستقيم‪ ،‬كذلك حيث لم يقرأ اإلماـ في األكلى‪ ،‬كالمؤتم قرأ فيها‪ ،‬أك حيث شاركو في القدر الواجب من‬
‫أكؿ القياـ‪ ،‬ثم سبقو بالقراءة فتأمل‪.‬‬
‫(*) لو قاؿ القراءة‪ ،‬كالقياـ كاف أكلى‪ .‬يقاؿ‪ :‬قد يشاركو في القياـ‪ ،‬كإنما السبق بالقراءة‪ ،‬كالركوع فبل‬
‫اعتراض‪.‬‬

‫(‪)377/0‬‬

‫_____________________________‬

‫الشرط الثالث‪ :‬أف يكونا (متواليين))(‪()7‬نحو‪ :‬أف يسبق بالركوع‪ ،‬ثم يعتدؿ قبل ركوع اإلماـ(‪ ()0‬فهذا‬
‫كنحوه ىو المفسد‪ ،‬على ما يقتضيو كبلـ اللمع‪ ،‬كمفهوـ كبلـ الشرح)(‪ ()3‬أنو إذا سبق بأكؿ الركوع‪،‬‬
‫كأكؿ االعتداؿ فقد سبق بركنين‪ ،‬كلوشاركو اإلماـ(‪ )4‬في آخرىما (أك) إذا (تأخر) المؤتم عن إمامو‬
‫(بهما) أم‪ :‬بركنين فعليين متواليين‪.‬‬
‫كال بد من شرط رابع في التقدـ كالتأخر‪ ،‬كىو‪ :‬أف يكونا من (غير ما استثني) للمؤتم التقدـ بو‪ ،‬كالتأخر‬
‫عن إمامو (بطلت) أما المستنثى في التقدـ فأمراف (أحدىما) في صبلة الخوؼ فإنو يجوز)(‪ ()5‬للمؤتم‬
‫سبق اإلماـ بركنين فصاعدا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كصورتو‪ :‬أف يسبقو باألكؿ جميعو‪ ،‬كبالواجب من الثاني‪( .‬كواكب معنى) كلفظ (حاشية سحولي)‪:‬‬
‫كالتقدـ كالتأخر بركنين فعليين‪ :‬ىو أف يتقدـ أك يتأخر بركن كامل‪ ،‬كالقدر الواجب من الثاني‪ ،‬كأف يركع‬
‫كيعتدؿ قبل أف يركع اإلماـ‪ ،‬كنحو ذلك‪( .‬بلفظو) (قرز) (*) لتعذر االحتراز بالركن الوارد‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ في (الكواكب)ك ىذا إذا لم يدركو قائما قبل أف يركع‪ ،‬فأما إذا أدركو‪ ،‬ثم ركع المؤتم‪ ،‬كأدركو‬
‫اإلماـ معتدال فإنها تصح صبلتو‪ .‬كمثل ذلك في (البياف) ذكر ذلك في الشرح‪ ،‬كادعى فيو اإلجماع‪،‬‬
‫كظاىر األزىار عدـ الصحة (‪ )7‬في ىذه الصورة‪ ،‬كاختاره (السحولي)‪[ )7( .‬يستقيم حيث لحقو كقد‬
‫أتى بواجب االعتداؿ]‪ )*( .‬يعني‪ :‬كشرع في الثالث‪ )*( .‬كنحوه‪ :‬السجود كاالعتداؿ‪.‬‬
‫(‪ )3‬النقل عن شرح القاضي زيد فيما أنو إذا سبق المؤتم اإلماـ بركنين فعليين‪ ،‬فالمحقق أف كبلـ شرح‬
‫القاضي زيد‪ :‬أف يفوتو في الركن األكؿ ككاجب الثاني‪ ،‬كأما كبلـ الكتاب فهو كىم‪.‬‬
‫(‪ )4‬قلنا‪ :‬اإلماـ قد قطع التوالي بالمشاركو في القدر الواجب‪ .‬ذكره المنصور باهلل‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬ليس من السبق؛ ألنو قد عزؿ‪ ،‬فبل يحتاج إلى استثناء‪ ،‬كإنما ىو كالسبق في الصورة فقط‪( .‬إمبلء‬
‫شامي)‬

‫(‪)370/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كثانيهما‪ :‬الخليفة المسبوؽ)(‪ ()7‬فإنو يجوز للمؤتم التسليم قبلو إذا لم ينتظركا‪.‬‬
‫كأما المستثنى من التأخر فصور ثبلث‪ :‬ػ األكلى‪ :‬أف يترؾ اإلماـ فرضا‪ ،‬فإنو يجب على المؤتم التأخر لو‪،‬‬
‫كالعزؿ على ما تقدـ‪.‬‬
‫فأما لو ترؾ مسنونا)(‪ ()0‬كالتشهد األكسط فإنو ال يجوز للمؤتم)(‪ ()3‬التأخر لفعلو‪ ،‬فإف قعد لو بطلت‬
‫صبلتو)(‪ ()4‬عند أبي طالب‪.‬‬
‫كقاؿ القاضي زيد‪ ،‬كالناصر‪ :‬ال تفسد)(‪.()5‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬كىو القياس؛ ألنو لم يسبق إال بركن كاحد)(‪ ()6‬فقط‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كىذا الخبلؼ)(‪ ()7‬إذا لم يقعد لو اإلماـ بالكلية‪ ،‬فأما لو قعد لو اإلماـ‪ ،‬كقاـ قبل‬
‫المؤتم‪ ،‬فبقس المؤتم قاعدا إلتمامو‪ ،‬كأدرؾ اإلماـ قائما لم تفسد صبلتو باإلجماع‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ككذا المتنفل خلف المفترض‪ ،‬ككذا من خشي خركج الوقت قبل أف يأتي بركعة‪ ،‬أك كاف متيمما‪.‬‬
‫ك(قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىل يأتي مثلو القنوت لو تأخر لو‪ ،‬ثم أدرؾ اإلماـ ساجدا ? لعلو يفرؽ بين التشهد كالقنوت بأف‬
‫التأخر للقنوت بعد االشتراؾ في االعتداؿ‪ ،‬فهو كما لو قعد اإلماـ للتشهد ثم قاـ قبل المؤتم‪ ،‬كال‬
‫كذلك التشهد حيث لم يقعد لو اإلماـ‪ ،‬فعلى ىذا ال تفسد على المؤتم حيث تأخر للقنوت‪ ،‬ثم لحق‬
‫اإلماـ في السجود‪( .‬سيدنا حسن رحمو اهلل) (قرز) (*)كالتشهد‪ ،‬ككذا القنوت‪.‬‬
‫(‪ )3‬ما لم يكن اإلماـ مسافرا (‪ )7‬فإف المؤتم يقعد لو[يعني‪ :‬إذا لم يكن قد أتى إال بركعة‪( .‬قرز)] (‪)7‬‬
‫[يعني‪ :‬أما إذا كاف اإلماـ مسافرا‪ ،‬أك سها عن القعود للتشهد فقاـ يأتي بثالثة فإف المؤتم يقعد لتشهده‪،‬‬
‫كال يتابعو‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )4‬مع العمد‪ .‬ك(قرز)[ألنو عدكؿ من مفركض‪ ،‬كىو متابعة اإلماـ إلى مسنوف‪( .‬مفتي)](*) عمدا‪.‬‬
‫(‪ )5‬قوم مع السهو‪.‬‬
‫(‪ )6‬قلنا‪ :‬زيادة ركن عمدا؛ ألف الزيادة ىنا من المؤتم‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )7‬الكبلـ ألبي العباس‪.‬‬

‫(‪)373/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬ىذا )(‪ ()7‬إذا كاف تأخره قدر التشهد األكسط)(‪ ()0‬ال أكثر‪.‬‬
‫الصورة الثانية‪ :‬أف يتأخر المؤتم عن التسليم مع اإلماـ فإف ذلك ال يفسد‪ ،‬مع أنو قد تأخر بركنين‪)3(،‬‬
‫كىما التسليمتاف‪.‬‬
‫الصورة الثالثة‪ :‬حيث يتوجو المؤتم حتى كبر اإلماـ كقرأ‪ ،‬كركع‪ ،‬ثم كبر المؤتم‪ ،‬كأدركو راكعا قبل أف‬
‫يعتدؿ فإف ذلك ال يفسد‪ ،‬مع أنو قد تأخر بركنين فعليين)(‪ ()4‬متواليين‪ ،‬كىما القياـ حاؿ التكبيرة‪،‬‬
‫كالقياـ حاؿ القراءة‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يوسف‪ :‬الركناف ىما القياـ كالركوع)(‪.()5‬‬
‫(فائدتاف)‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كبلـ الفقيو يوسف كبلـ أىل المذىب‪ ،‬كما حكاه (الصعيترم) ك(السلوؾ) كغيرىما‪ ،‬كلهذا تكلم‬
‫الفقيو علي بعد ذلك‪ ،‬كأشار إليو؛ إذ ال يصح أف يفرع الفقيو علي على كبلـ الفقيو يوسف؛ لتقدمو عليو‪.‬‬
‫كلفظ حاشية‪ :‬ىذا كبلـ الفقيو علي عائد إلى الخبلؼ بين أبي طالب‪ ،‬كبين الناصر‪ ،‬كالقاضي زيد‪ ،‬ال‬
‫إلى قوؿ الفقيو يوسف؛ إذ الفقيو علي متقدـ عليو‪ .‬القوؿ ألبي العباس‪ ،‬فحينئذ قوؿ الفقيو علي ىو‬
‫القوم‪ ،‬كىوصريح (البياف)‪ .‬كاهلل أعلم‬
‫(‪ )0‬المذىب كلو كثر‪ ،‬حيث أدركو قائما‪ ،‬كىو ظاىر األزىار؛ إذ ىو موضع قعود لو‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )3‬كيكره‪ ،‬إال أف يتأخر لتماـ التشهد األخير فهو أفضل‪) .‬بياف( (قرز)‬
‫(‪ )4‬لقائل أف يقوؿ‪ :‬إف السبق المذكور في ىذه الصورة كقع قبل االئتماـ بو‪ ،‬فما كجو ىذا الكبلـ‪،‬‬
‫كيمكن أنو لما اعتد بتلك الركعة ثبت لو حكم المؤتم فيها‪ ،‬كإف لم يحرـ قبل الركوع‪.‬‬
‫(‪ )5‬يؤخذ من ىذا أف المراد بالركنين‪ :‬األكؿ‪ ،‬ككاجب الثاني‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬ىذا مبني على القوؿ بأنو‬
‫يحصل سبق اإلماـ بركنين‪ ،‬كإف لحقو المؤتم في آخر الثاني‪ .‬كاألكؿ مبني على القوؿ بأنو ال يكوف‬
‫سابقا إال حيث لحقو في الثالث‪( .‬شرح بهراف) كاهلل أعلم‬

‫(‪)374/0‬‬
‫_____________________________‬

‫األكلى ذكرىا أصحاب الشافعي)(‪ :()7‬أنو يستحب لمن أتى الجماعة أف يمشي بالسكينة كالوقار‪ ،‬كال‬
‫يسعى لها كإف فاتت)(‪()0‬؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬إذا أقيمت الصبلة فبل تأتوىا كأنتم تسعوف‬
‫)(‪ ()3‬كلكن أئتوىا كأنتم تمشوف‪ ،‬كعليكم السكينة)(‪ ()4‬كالوقار)(‪ ()5‬فما أدركتم فصلوا‪ ،‬كما فاتكم‬
‫فاقضوا))(‪.()6‬‬
‫الثانية‪ :‬يستحب اإلنتقاؿ)(‪ ()7‬من موضع الفرض)(‪ ()8‬لفعل النفل‪.‬‬
‫قاؿ القاضى زيد‪ :‬كال فرؽ بين اإلماـ كغيره‪ .‬كقاؿ أبوحنيفة‪ :‬ذلك يختص باإلماـ‬

‫__________‬
‫(‪ )7‬بل قد ذكره اإلماـ الولى زيد بن علي عن أبيو عن جده عن النبي صلى اهلل عليو كآلو‪( .‬شفاء)‬
‫ك(مجموع)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬الجماعة‪.‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ في (الشفاء)‪ :‬إال في صبلة الجمعة[المختار ال فرؽ‪( .‬قرز) ] لقولو تعالى‪{ :‬فاسعوا إلى ذكر‬
‫اهلل}‪( .‬بلفظو) كذكر في (الشفاء) في باب صبلة الجمعة‪ :‬أف المراد بالسعي المضي {فاسعوا إلى ذكر‬
‫اهلل} أم‪ :‬امضوا‪ ،‬كقولو تعالى‪{ :‬إف سعيكم لشتى} أم‪ :‬العمل‪ ،‬كيقاؿ‪ :‬سعى سعيا‪ .‬أم‪ :‬عمل عمبل‪.‬‬
‫(‪ )4‬في القلب‪ ،‬لقولو تعالى‪{ :‬أنزؿ السكينة في قلوب المؤمنين}‪.‬‬
‫(‪ )5‬الوقار في األعضاء‪.‬‬
‫(‪ )6‬أم‪ :‬افعلوا‪.‬‬
‫(‪ )7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬أيعجز أحدكم إذا صلى المكتوبة أف يتقدـ أك يتأخر) كيكفي في ذلك‬
‫انتقالو عن موضع صبلتو فقط‪ .‬كقيل‪ :‬ال يكفي ذلك‪ ،‬بل يبعد عنو؛ ألنو صلى اهلل عليو كآلو كاف يصلي‬
‫الفريضة في المسجد‪ ،‬كالنافلة في بيتو‪( .‬بياف) كقيل‪ :‬يكفي نقل قدميو‪( .‬شامي) كقاؿ القاسم عليو‬
‫السبلـ‪ :‬كيكوف انتقالو متقدما أك متأخرا‪ ،‬ال يمنة كال يسرة‪( .‬تبصرة) كقاؿ في البحر‪ :‬أك يمنة أك يسرة‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(*) لتشهد لو األماكن‪ ،‬كقد يحتمل أف المراد بقولو تعالى‪{ :‬فما بكت عليهم السماء كاألرض} يعني‪:‬‬
‫إذا مات المؤمن بكى عليو مصبله من األرض‪ ،‬كمصعد عملو من السماء‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )8‬بالمساجد السبعة‪ ،‬ككذا النفل‪( .‬قرز) وال فرؽ بين ركاتب الفرائض كغيرىا‪( .‬شرح فتح)‬

‫(‪)375/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(باب )كسجود السهو)(‪ ()7‬مشركع إجماعا‪.‬‬
‫كاختلف الناس في كجوبو‪ ،‬كفى أسبابو‪.‬‬
‫أما أسبابو ففيها أقواؿ)(‪ :()0‬ػ األكؿ ألبي حنيفة‪ :‬أنو يتعلق)(‪ ()3‬بأربعة من األذكار‪ ،‬كىي القراءة)(‪،()4‬‬
‫كالتشهد)(‪ ،()5‬كالقنوت‪ ،‬كتكبيرات العيدين‪ .‬كمن األفعاؿ أف يقوـ في موضع قعوده‪ ،‬أك عكسو‪ ،‬أك‬
‫يسلم ساىيا)(‪ ()6‬في كسط الصبلة‬
‫القوؿ الثاني لعلقمة)(‪: ()7‬إنو مشركع للنقصاف ال للزيادة‪.‬‬
‫القوؿ الثالث للشافعي ذكره في المهذب‪ :‬أنو مشركع للزيادة كالنقصاف‪ ،‬فالزيادة للقوؿ كالفعل‪ ،‬فالقوؿ‬
‫كأف يتكلم ساىيا‪ ،‬أك يسلم ساىيا في غير موضعو‪ .‬كالفعل ما كاف عمده يبطل الصبلة ال اليسير‪ .‬كأما‬
‫النقصاف فلترؾ القنوت‪ ،‬كالتشهد األكسط‪ ،‬كالصبلة على النبي صلى اهلل عليو كآلو فيو‪ ،‬حيث يقوؿ‪:‬‬
‫إنها مسنونة)(‪.()8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬دليلو قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬لكل سهو سجدتاف) كفعلو حين صلى العصر‪ ،‬كزاد ركعة خامسة‪،‬‬
‫كحين صلى الظهر كقعد في الثالثة‪ .‬قاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬كلم يسجد للسهو إال في ىاتين‪( .‬برىاف)‬
‫(*) كال خبلؼ أف تركو ال يفسد الصبلة‪ ،‬لكن فعلو يعيد ما نقص من ثوابها‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬أربعة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬يوجبو‪.‬‬
‫(‪ )4‬الزائد على الواجبة‪ ،‬كالواجبة عنده آية‪.‬‬
‫(‪ )5‬األخير‪ ،‬ال األكسط‪ ،‬فتبطل بتركو‪ .‬ألنو كاجب عنده‪ ،‬كاألخير سنة‪.‬‬
‫(*)كتكبيرات العيدين؛ ألنها مندكبو عنده‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )6‬كلو تسليمتين عنده‪.‬‬
‫(‪ )7‬علقمة‪ :‬ىو أبو قيس بن مالك من بنى بكر النخعي‪ ،‬ركم عن عمر‪ ،‬كعبد اهلل بن مسعود‪ ،‬كركم‬
‫عنو إبراىيم بن سيرين‪( .‬انظر التراجم أكؿ الكتاب)‬
‫الشعبى‪ :‬كىوتابعي مشهور كبير اشتهر بحديث بن مسعود كصحبتو‪ .‬جامع أصوؿ‬
‫(‪ )8‬ألف لو قولين في السنة‪ ،‬كالوجوب‪.‬‬

‫(‪)376/0‬‬

‫_____________________________‬

‫القوؿ الرابع‪ :‬المذىب كىو أنو (يوجبو(‪ )7‬في) صبلة (الفرض خمسة))(‪ ()0‬أسباب‬
‫كفي الزكائد عن الناصر‪ ،‬كالشافعي‪ :‬أنو سنة في الفرض)(‪ ()3‬كالنفل‪.‬‬
‫كفى الكافي عن القاسم‪ ،‬كاألخوين‪ :‬أنو فرض في الفرض كالنفل)(‪ ()4‬معا‪ .‬كىو قوؿ أبي حنيفة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفي كجوبو لعركض الخواطر القلبية خبلؼ‪( .‬ىداية) قاؿ في الجامع‪ :‬يسجد‪ .‬كاختاره الفقيو محمد‬
‫بن أبي الرجاؿ‪ .‬كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬ال يسجد‪ .‬قاؿ في الجامع‪ :‬بلغنا أف الحسن بن علي عليهما‬
‫السبلـ سجد من غير سهو‪ .‬فقيل‪ :‬لم ? فقاؿ‪ :‬إني حدثت نفسي‪( .‬ىداية) قاؿ بعضهم‪ :‬كىذا دليل‬
‫كاضح ال غبار عليو‪ ،‬فينبغي األخذ بو‪ ،‬كاالعتماد علىما قالو الحسن بن علي عليهما السبلـ‪ .‬كلعل دليل‬
‫المنصور باهلل بخبلفو‪( .‬جامع)‬
‫(‪ )0‬غالبا) احتراز من صبلة الجنازة‪ ،‬كمن سجود السهو فبل سجود فيهما‪ .‬ك[من ]نية الملكين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬ىذا تفريط‪.‬‬
‫(‪ )4‬ىذا إفراط‪ )*( .‬فيو إفراط‪ ،‬كتفريط‪ ،‬كتوسط‪ .‬كاإلفراط قوؿ من يقوؿ‪ :‬ىو كاجب في الفرض‬
‫كالنفل‪ .‬كالتفريط قوؿ من يقوؿ ىو نفل فيهما‪ .‬كالتوسط قوؿ من يقوؿ‪ :‬ىو كاجب في الفرض‪ ،‬كنفل في‬
‫النفل‪( .‬إمبلء موالنا المتوكل على اهلل اسماعيل بن القاسم عليهما السبلـ) (*)كىو أف تكبير النفل‬
‫كاجب‪ ،‬قياسا على نفل الحج‪ ،‬فإف نفلو يصير كاجبا‪ ،‬كإف كاف في األصل غير كاجب‪( .‬شرح مذاكرة)‬
‫يقاؿ‪ :‬الحج مخالف للقياس‪ ،‬من حيث أنو ينقلب كاجبا‪ ،‬كمن أنها تصاحبو المعاصي‪.‬‬

‫(‪)377/0‬‬

‫_____________________________‬

‫السبب (األكؿ‪ :‬ترؾ مسنوف))(‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬بعد تكبيرة اإلحراـ‪ )*( .‬فإف قيل‪ :‬ىذا فرع‪ ،‬كىو مسنوف‪ ،‬فكيف يزيد الفرع على األصل‪ ،‬كىو‬
‫سجود السهو ? كالجواب‪ :‬ما أشار إليو اإلماـ الحسن بن علي بن داكد عليو السبلـ حيث قاؿ‪ :‬ال‬
‫نسلم أف ذلك من باب الفرع كاألصل‪ ،‬كال من باب البدؿ كالمبدؿ‪ ،‬بل نقوؿ‪ :‬إف سجودالسهو كاجب‪،‬‬
‫دؿ الشرع على كجوبو‪ ،‬كالوجو في كجوبو الوجو في كجوب الواجب؛ ألف االخبلؿ في المندكب شرط‬
‫في صيركرتو كاجبا‪ ،‬كما أف السفر شرط في كوف القصر كاجبا‪ ،‬كاإلقامة شرط في كجوب التماـ‪ .‬كىذا‬
‫جواب حسن‪ ،‬كقد أشار إلى مثل ذلك (النجرم) في (معياره)‪ .‬من خط القاضي شمس الدين أحمد بن‬
‫صالح بن أبي الرجاؿ‪.‬‬
‫(*) (فرع) كمن كاف يعتاد السجود للسهو احتياطا‪ ،‬فهذا مبتدع‪ ،‬كتزداد بدعيتو إذا كاف غيره يأتم بو فيو‪.‬‬
‫(بياف بلفظو) [كلو مشركطا‪( .‬قرز) ] كالبدعة محظورة إجماعا‪.‬‬

‫(‪)378/0‬‬
‫_____________________________‬

‫( من مسنونات الصبلة )(‪ ()7‬التي تقدـ ذكرىا (غير الهيئات))(‪ ()0‬المسنونة)(‪ ()3‬التي تقدـ ذكرىا‬
‫فإنهاال تستدعي السجود (كلو) ترؾ المسنوف (عمدا))(‪ ()4‬فإف العمد كالسهو في استدعاء السجود‬
‫عندنا‪ ،‬ذكره أبو طالب‪ ،‬كىو قوؿ الشافعي‪ .‬كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬ال يجب في العمد)(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الداخلة فيها‪ ،‬التي تقدـ ذكرىا‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )0‬كالفرؽ بين المسنونات كالهيئات‪ :‬أف المسنونات أمور مستقلة‪ ،‬كأنها أفعاؿ‪ ،‬كأقواؿ‪ .‬كالهيئات أمور‬
‫إضافية؛ ألنها مضافات إلى أفعاؿ كأقواؿ‪ ،‬فوجب أف يسجد للمستقل‪ ،‬دكف اإلضافي‪( .‬بستاف معنى)‬
‫كاألكلى في الفرؽ ما ذكره في (الشفاء) حيث قاؿ‪ :‬كال نعلم أحدا من جماىير العلماء يقوؿ بوجوب‬
‫شيء من الهيئات‪ ،‬كال أنو يوجب لتركها سجود سهو‪ .‬كاهلل أعلم (*) ىذا استثناء منقطع؛ ألف الهيئات‬
‫غير داخلة في المسنوف‪.‬‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬المندكبة‪.‬‬
‫(‪ )4‬لحصوؿ النقص مع العمد كالسهو‪(.‬شرح ىداية) (*) (مسألة) من يقرأ في األكلتين السورة فقط قرأ‬
‫الفاتحة فيما بعدىما‪ ،‬ثم السورة بعدىا ندبا‪ .‬ذكره القاسم عليو السبلـ‪( .‬بياف‪ )93/7‬كاألكلى أف ال يقرأ‬
‫إال الفاتحة‪ ،‬فإف قرأ السورة معها كاف تاركا لسنتين اثنتين‪( )*( .‬مسألة) من ترؾ المسنوف استخفافا كفر‬
‫إجماعا‪ ،‬كغير استخفاؼ يجوز للعذر‪ ،‬كأما لغيره فيجوز مع الكراىة‪( .‬قرز) كقاؿ الناصر‪ ،‬كأكثر‬
‫المعتزلة‪ :‬من اعتاد تركها فسق‪ .‬كقاؿ قاضي القضاة‪ :‬ال يجوز‪( .‬رياض) لمخالفة إجماع السلف‪ .‬كقاؿ‬
‫عليو السبلـ‪( :‬من رغب عن سنتي فليس مني) كظاىره البراءة منو‪ ،‬كأنو قد خرج من الدين‪ .‬كيعني‪:‬‬
‫الخركج الفسق‪(.‬بستاف) (*)المذىب ال فسق‪ ،‬كال إثم فيحقق‪ .‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬كيكفي الظن في‬
‫حصوؿ أسبابو‪ ،‬كقد ذكره أبو رافع‪ .‬كقرره (المفتي) كقاؿ أبو طالب‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬ال بد من اليقين‪.‬‬
‫(‪ )5‬كعندنا أنو إذا كجب السجود للسهو فباألكلى العمد؛ ألف العلة في السجود للسهو النقص في‬
‫الصبلة‪ ،‬كإذا كاف العلة النقص فباألكلى العمد‪ .‬كأما عند المؤيد باهلل فؤلف الساىي مرفوع الجناح‪ ،‬فكاف‬
‫أىبل‪ .‬ألنو شرع لو تبلفي ما فات عليو‪ ،‬دكف العامد‪ ،‬فلذلك لم تشرع لو الكفارة في الغموس‪ ،‬كقتل‬
‫العمد فبذلك علم بطبلف قياس العامد على الساىي‪( .‬معيار) (*)قلنا‪ :‬إذا شرع في السهو فأكلى كأحرل‬
‫في العمد‪( .‬معيار)‬

‫(‪)379/0‬‬

‫_____________________________‬
‫( أخذا بظاىر الحديث (لكل سهو سجدتاف)‪.‬‬
‫(السبب الثاني‪ :‬ترؾ فرض)(‪ ()7‬من فركض الصبلة (في موضعو))(‪()0‬نحو‪ :‬أف يسجد سجدة كاحدة‪،‬‬
‫ثم يقوـ‪ ،‬فقد ترؾ السجدة في موضعها الذم شرع لها‪ ،‬كنحوذلك)(‪ ()3‬فإنو يجبره السجود بشركط‬
‫ثبلثة‪ :‬ػ األكؿ‪ :‬أف يتركو (سهوا) فإف تعمد فسدت(‪.)4‬‬
‫الشرط الثاني قولو‪( :‬مع أدائو))(‪ ()5‬أم‪ :‬مع أداء المصلي لهذا الفرض الذم سها عنو‪ ،‬كال بد أف يؤديو‬
‫(قبل التسليم على اليسار) كالمراد أنو يؤديو قبل خركجو من الصبلة‪ ،‬كىوال يخرج منها حتى يسلم على‬
‫اليسار‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أف يؤديو (ملغيا ما) قد (تخلل) )(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيدخل في ذلك تكبيرات العيدين إذا ترؾ بعضها‪ ،‬ففيو ىذا التفصيل‪( .‬راكع)‬
‫(‪ )0‬ىذا قيد كاقع‪.‬‬
‫(‪ )3‬كأف يسبح في ثالثة الوتر‪.‬‬
‫(‪ )4‬بفعل‪ ،‬ككذا بعد المتركؾ‪ .‬من (ىامش البياف)‬
‫(‪ )5‬نية‪ ،‬أك فعل‪ ،‬فالنية حيث كاف المتركؾ من غير الركعة األخيرة‪ ،‬كالفعل حيث كاف في األخيرة‪ .‬كعن‬
‫المتوكل على اهلل عليو السبلـ‪ :‬ظاىر كبلـ أىل المذىب‪ ،‬بل صريحة أنو ال يحتاج إلى النية للجبراف‬
‫كاإللغاء؛ إذ أفعاؿ الصبلة متوالية‪( .‬قرز) كعن (الشامي) [قوم] ال بد من نية الجبراف‪ ،‬ال مجرد الفعل‬
‫فبل تجبر بو‪ )*( .‬كلو سهوا‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )6‬كالوجو‪ :‬أف الترتيب في فركض الصبلة كاجب‪ ،‬فبل يصح ركن حتى يصح ما قبلو‪( .‬زىور)‬

‫(*) من األركاف بعد تركو قبل فعلو‪ ،‬كباقي ما جبر منو‪ ،‬ما لم يكن قد أتى بمثل المنسى‪ .‬كلفظ حاشية‪:‬‬
‫بين المجبور كالمجبور منو‪ ،‬دكف ما بعد الجابر‪( .‬ىداية) (*) كضابطو‪ :‬كلما جاء بعد المنسى فهو لغو‪،‬‬
‫حتى يفعل المنسى‪ .‬ككل ركعة جبرت منها ألغيت باقيها‪(.‬تذكرة) ك(غيث) (قرز)‬

‫(‪)302/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( من األفعاؿ قبل أدائو‪ ،‬بحيث ال يعتد بها‪ ،‬بل كأنها لم تكن‪ .‬مثالو‪ :‬أف يسهو عن سجدة من الركعة‬
‫األكلى‪ ،‬ثم يقوـ كيتم‪ ،‬كيذكرىا في حاؿ التشهد األخير‪ ،‬فإف الواجب عليو حينئذ أف يجبرىابسجدة‬
‫)(‪ ()7‬من الركعة التي بعدىا)(‪ ()0‬كال يعتد بباقى الركعة)(‪ ()3‬التي كمل منها بسجدة )(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) اعلم أنو لو ترؾ شيأ سهوا‪ ،‬ثم جبره سهوا ػ لم ينجبر عندنا‪ ،‬نحو أف ينقص سجدة في‬
‫األكلى‪ ،‬كيزيد سجدة في الثانية‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كبقية صوره يحتمل أف يصح فيها عندنا أف تنجبر‬
‫الصبلة بما فعل سهوا‪ .‬قاؿ‪ :‬كذلك لو قدرنا أنو سها عن القراءة في األربع الركعات‪ ،‬ثم قاـ كأتى بركعة‬
‫خامسة قرأ فيها الواجب‪ ،‬كىو يظن أنها رابعة‪ ،‬ثم تشهد كسلم ىل تنجبر صبلتو بهذه الركعة ? قاؿ عليو‬
‫السبلـ‪ :‬الظاىر من كبلـ أصحابنا أنها تنجبر ىنا؛ ألنو علل في الشرح بطبلف الصبلة حيث كقع‬
‫المجبور كالجبر سهوا بأف الترتيب كاجب في أركاف الصبلة‪ ،‬فمفهومو أنو لو حصل الترتيب صحت‪،‬‬
‫كىنا قد حصل الترتيب كإف لم يقصد‪ .‬قاؿ عليو السبلـ مثل ىذه الصورة لو تركت سجدة من الركعة‬
‫األكلى أك غيرىا‪ ،‬ثم أتى بركعة خامسة سهوا‪ ،‬كلذلك نظائر كثيرة‪ ،‬األقرب أف الصبلة تنجبر بتلك‪ ،‬كلو‬
‫لم يقصد الجبراف (نجرم) (*) حيث قد اعتدؿ‪( .‬فتح)‬
‫(‪ )0‬المن الثالثة‪ ،‬كال من الرابعة‪ ،‬فإف جبر منهما لم يصح التجبير؛ لوجوب الترتيب‪( .‬سماع سيدنا زيد‬
‫األكوع) (قرز)‬
‫(‪ )3‬فلو قرأ فيها كلم يقرأ في غيرىا فكأنو لم يقرأ؛ ألنها قد ألغيت‪ ،‬فافهم ىذه النكتة‪ .‬ككذا الجهر‬
‫كنحوه‪( .‬نجرم) ك(قرز) (*)كال بقراءتها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬قولو‪" :‬بسجدة" يحترز مما لو جبر باإلعتداؿ فقط‪ ،‬كذلك نحو أف يفعل ركوعا كسجدة‪ ،‬كيترؾ‬
‫االعتداؿ كالسجدة األخيرة‪ ،‬ثم أتىبركعة أخرل فإنو يجبر باالعتداؿ اآلخر من الركعة الثانية االعتداؿ‬
‫األكؿ من الركعة األكلى‪ ،‬كيجبر بالسجدة (‪ )7‬األخرل من الركعة الثانية السجدة األخرل من الركعة‬
‫األكلى‪ ،‬فليس ىذه السجدة المجبور بها لغوا‪ ،‬ككذا لو ترؾ االعتداؿ من الركوع في األكلى‪ ،‬فإنو يجبره‬
‫باعتداؿ ركوع الثانية‪ ،‬كال تكوف السجدتاف لغوا‪ ،‬بل يجبر بهما سجدتي الركعة األكلى‪ .‬كاهلل أعلم‪( .‬من‬
‫حاشية على التذكرة) ك(قرز) (‪ )7‬السجدة التي بعد األكلى جاءت بعد ركن ناقص‪ ،‬فالصواب جبر‬
‫السجدتين في األكلى بالسجدتين في األخرل‪ ،‬فبل اعتراض؛ ألف مراده االعتداؿ بين السجدتين‪ )*( .‬ال‬
‫ما بعدىا فبل يلغو‪.‬‬

‫(‪)307/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(بل يصير كأنو في الركعة الثالثة‪ ،‬كيتم صبلتو‪ ،‬كعلى ىذا فقس سائر األركاف‪ ،‬فلو أنو بعد أف ذكر‬
‫المتركؾ )(‪ ()7‬فعل شيأ قبلو عمدا بطلت صبلتو‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقد دخل ذلك )(‪ ()0‬تحت قولنا‪" :‬سهوا" ألنو إذا ذكره‪ ،‬كاشتغل بغيره فقد تركو في‬
‫موضعو عمدا(‪.)3‬‬
‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كزيد بن علي‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬ال ترتيب في السجدات‪ ،‬فإذا ترؾ أربع سجدات من أربع‬
‫ركعات أتى بها عندىم في حاؿ التشهد(‪( )4‬ك إال) يكن ترؾ الفرض في موضعو سهوا‪ ،‬بل تركو عمدا‪،‬‬
‫أك تركو سهوا لكن لم يأت بو قبل التسليم‪ ،‬أك أتى بو لكن لم يلغ ما تخلل‪ ،‬فإذا كاف أم ىذه األمور‬
‫(بطلت) صبلتو عندنا )(‪.()5‬‬
‫ىذا إذا عرؼ موضع المتركؾ (فإف جهل موضعو)(‪ )6‬فلم يدر أين تركو (بنى على األسوأ))(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬قبل الجبراف‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ في (البياف)‪ :‬كذلك حيث لم يكن قد انجبر‪ ،‬ككيفية اإللغاء المذكور أف كل ما فعلو بعد‬
‫المنسي فهو لغو‪ ،‬ككل ركعة جبرت منها بسجدة بطل باقيها‪ ،‬ذكره الفقيو حسن‪ .‬قاؿ في (الهداية)‬
‫فالملغى حينئذ المتخلل بين الجابر كالمجبور‪ ،‬كبقية ما جبر منو دكف ما بعد الجابر كتلك البقية‪ ،‬كإنما‬
‫اشترط ذلك ألف الترتيب بين فركض الصبلة كاجب‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألف موضعو حين الذكر بعد الترؾ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬لكن بشرطين األكؿ‪ :‬أف يكوف المتركؾ سجدات ال غيرىا‪ .‬الثاني‪ :‬أف يكوف المتركؾ من كل ركعة‬
‫سجدة ال سجدتين فيوافقوننا‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )5‬أشار إلى خبلؼ الناصر‪ ،‬كزيد بن علي الذم تقدـ‪.‬‬
‫(‪ )6‬كعلم قدره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬كضابطو‪ :‬حيث كانت األخرل فارغة‪ ،‬كالسجدات صحيحة(‪ )7‬فأعلى‪ ،‬كإف كانت مشغولة‬
‫كالسجدات صحيحة فأكسط‪ ،‬كحيث كانت األخرل مشغولة‪ ،‬كالسجدات غيرصحيحة فهو‬
‫أدنى‪(.‬شامي)[حيث لم يتقدمها اعتداؿ تاـ] (‪ [ )7‬كذلك حيث كقعت بعد اعتداؿ تاـ]‪.‬‬
‫(*) كىذا مبني على اعتداؿ بين كل سجدتين‪ ،‬كنصب كفرش‪ ،‬كإال تم لو سجدة كاحدة‪( .‬شامي) (قرز)‬
‫(*) سواء كاف مبتدأ‪ ،‬أك مبتلى؛ ألف المتركؾ ىنا متيقن‪ ،‬كإنما التبس موضعو‪( .‬مفتي) ك(حاشية‬
‫سحولي)‪( .‬قرز)‬
‫(*) (مسألة) من نسي الركوع اآلخر قاـ منحنيا ثم يعتدؿ [ فإف رجع إلى القياـ ثم ركع جاز؛ ألف زيادة‬
‫بعض ركن ال يفسد‪) .‬بياف( لعلو حيث لم يستقر قائما بقدر تسبيحة‪ ،‬كإال فالقياـ ركن كامل]‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫ينتصب ثم يركع إذ ال ركوع إال عن انتصاب‪ .‬المؤيد باهلل‪ ،‬كاالماـ يحي‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬ال يجب‪ ،‬كال يفسد‬
‫بفعلو‪ ،‬كإف تركو في الوسط أتى بركعة‪( .‬بحر بلفظو)‬
‫(*) ركم عن الفقيو يوسف ػ عادت بركاتو ػ أنو يتصور ألف كأربعمائة صورة‪ ،‬فتأملت ذلك بعوف اهلل‬
‫تعالى‪ ،‬ككجدتو يوجد فريبا من ذلك‪ ،‬كىو أنو إذا ترؾ من أم الركعات شيئا من كاجباتها‪ ،‬من اعتداؿ أك‬
‫ركوع‪ ،‬أك قياـ‪ ،‬أك سجود‪ ،‬أك اعتداؿ‪ ،‬أك نصب‪ ،‬أك فرش‪ ،‬أك نحو ذلك في األكلى جبره من الثانية‪ ،‬أك‬
‫في الثانية ػ ىذا في الثنائية‪ ،‬كالثبلثية‪ ،‬كالرباعية‪ .‬أالترل أف الركعة ال تكوف إال من قياـ تاـ‪ ،‬ثم ركوع تاـ‪،‬‬
‫ثم اعتداؿ تاـ‪ ،‬ثم سجود تاـ‪ ،‬ثم اعتداؿ تاـ‪ ،‬ثم سجود تاـ‪ .‬ستة أركاف‪ ،‬كفي السجود سبعة أعضاء‬
‫يجب اإلعتماد عليها‪ ،‬فإف ترؾ أحدىا بطلت صبلتو في حاؿ السجود‪ ،‬كبين السجدتين يجب الفرش‪،‬‬
‫كالنصب‪ .‬ىذه أربع مسائل الجملة سبع عشرة صورة في الركعة الواحدة‪ ،‬مضركبة في مثلها؛ ألف سائر‬
‫الفرائض سبع عشرة ركعة‪ ،‬تكوف في الفجر ‪ 089‬كفي الرباعية ‪ 578‬كفي الثبلثية ‪ 433‬يكوف جميعها‬
‫‪( .7322‬بلفظو) (من خط دعفاف) (*) كالوجو أف الركن كجب بيقين‪ ،‬فبل يخرج منو إال بيقين‪ ،‬كال‬
‫يقين إال إذا بنى على األسوأ‪( .‬كواكب) (*) ينظر لو حصل لو ظن بموضع المتركؾ‪ ،‬ىل يعمل بو أـ ال ?‬
‫المفهوـ من قولو‪" :‬ألنو المتيقن " أنو ال يعمل بظنو‪ .‬ينظر‪ .‬بل يكفي الظن؛ ألنو ال يؤمن عود الشك‬
‫فيها‪ .‬ك(قرز)‬
‫(*) القياس في ىذه المسألة على خبلؼ ما تأملو المحشي دعفاف‪ .‬فيقاؿ‪ :‬ثم في ركعة اعتداؿ تاـ‪،‬‬
‫كقياـ تاـ‪ ،‬كركوع تاـ‪ ،‬كسجود تاـ‪ ،‬كاعتداؿ تاـ‪ ،‬كالنصب كالفرش بين كل سجودين ىذه ثانيو‪ ،‬كأعضاء‬
‫السجود سبعة‪ ،‬بالجملة في كل ركعة ‪ 75‬إذا ضربو في مثلها بلغ ‪ 005‬ىذا في الفجر‪ ،‬كفي المغرب‬
‫‪ 75‬في المجتمع في الركعتين ‪ 32‬يكوف ‪ 452‬كفي كل كاحدة من الرباعيات تضرب ‪ 75‬في المجتمع‬
‫من ثبلث ركعات ‪ 45‬ثم يكوف الجميع ‪ 675‬تأتي جملة الجميع ثبلث عشر مائة كخمسوف‪ ،‬ىذا ما‬
‫ظهر مع التأمل‪ ،‬كال يستقيم ما ذكره القاضي حسين دعفاف؛ ألنو منتقض من كجوه‪ ،‬منها‪ :‬أنو جعل‬
‫للنصب كللعزؿ أربع مسائل‪ ،‬كليس إال مسئلتاف‪ .‬كمنها‪ :‬أنو ضرب األركاف‪ ،‬كاألعضاء‪ ،‬كالنصب‪،‬‬
‫كالفرش بعملية أعداد ركعات الصلوات الخمس‪ ،‬كليس كذلك‪ ،‬بل ذلك كىم (‪ )7‬فبل يتأتى‪ ،‬فانظر‬
‫كتأمل بعين التحقيق ما لخصنا ق تجده قريبا موضوعا على كجو الصحة‪ .‬كفوؽ كل ذم علم عليم‪)7( .‬‬
‫[ال كىم؛ ألنو جعلو تعليبل‪ ،‬ال مضركبا فانظر كتحقق ]‬

‫(‪)300/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كىو أدنى ما يقدر؛ ألنو المتيقن‪ .‬فإذا ترؾ سجدة من ركعتين صح لو ركعة على األسوأ؛ لجواز أنها‬
‫تركت في األكلى‪ ،‬كركعتاف إال سجدة حيث قدرناىا من األخرل‪ ،‬كال يتقدر أكسط ىنا‪ )7(،‬كنحو‪ :‬أف‬
‫يأتي بأربع سجدات من أربع ركعات(‪ )0‬فإنو يحصل لو ركعتاف إال سجدة)(‪ ()3‬على األدنى)(‪ ()4‬كذلك‬
‫حيث يقدر أنو أتى بسجدة في األكلى‪ ،‬كسجدتين في الثانية‪ ،‬كسجدة في الثالثة‪ ،‬أك في الرابعة)(‪.()5‬‬
‫كعلى األعلى يحصل لو ثبلث ركعات إال سجدتين‪ ،‬كذلك حيث يقدر أنو أتى في األكلى بسجدتين‪،‬‬
‫كفى الثانية بسجدة‪ ،‬كفى الثالثة سجدة)(‪.()6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل يتقدر أكسط‪ ،‬كىو حيث يقدر أنو لم يعتدؿ بعد السجده في الركعة األكلى‪ ،‬فيجبر االعتداؿ‬
‫باالعتداؿ الذم بين السجدتين في الركعة الثانية‪ ،‬فيتم لو ركعة إال سجدة‪ ،‬فتكوف أدنى‪ ،‬كيكوف األكسط‬
‫المذكور في الشرح‪ .‬ال يستقيم ما ذكره‪ ،‬بل ىي صورة األدنى؛ ألنو يجبر االعتداؿ األكؿ باالعتداؿ‬
‫الثاني‪ ،‬كالسجدة الثانيو بالسجدة الثانيو‪ ،‬فتصبح ركعة؛ إذ ال يلغى إال ما قبل الجابر‪ ،‬كما تقدـ في‬
‫(حاشية التذكرة)‪.‬‬
‫(‪ )0‬مع االعتداؿ للسحود‪.‬‬
‫(‪ )3‬فيسجد سجدة‪ ،‬ثم يأتي بركعتين‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىذا كلو بناء على أنو حصل قعود بعد السجدة التي فعلها كحدىا‪ ،‬فلو لم يكن قد قعد لم يجبر‬
‫أكؿ سجدة‪ ،‬بل ال بد من قعود قبل الجبراف‪ ،‬فلو صلى ركعة بسجدة‪ ،‬كركعة ثانية بسجدتين لم يجبرىا‬
‫إال السجدة الثانية؛ لوقوعها بعد قعود‪ ،‬ال باألكلى‪ ،‬إال أف يقعد بعد التي في األكلى‪ ،‬أك قبل االثنتين في‬
‫الثانية جبرت باألكلى‪ ،‬فيسجد بينهما‪ ،‬فعلى ىذا لو صلى أربع ركعات بأربع سجدات‪ ،‬كلم يحصل قعود‬
‫كذلك إال بعد الرابعة لم يتم غير ركعة إال سجدة‪ ،‬فيحتاج سجدة لتتم ركعة‪ ،‬ثم يأتي بثبلث من بعد‪.‬‬
‫(كابل معنى) ك(قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كإنما لم يعتد بركوع الرابعة؛ ألف الترتيب كاجب في فركض الصبلة‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )6‬كفي الرابعة ركوع‪.‬‬

‫(‪)303/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كعلى األكسط يحصل لو ركعتاف‪ ،‬كذلك حيث يقدر أنو أتى في كل ركعة بسجدة‪ ،‬كعلى ىذا‬
‫فقس)(‪.()7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفي الثبلث أعلى‪ ،‬كأدنى‪ ،‬كأكسط‪ .‬فمثالو على األعلى‪ :‬أف يؤدم ثبلث سجدات في ثبلث ركعات‬
‫ػ تم لو ركعتاف إال سجدة‪ .‬كمثالو في األكسط أف يأتي في األكلى بسجدة‪ ،‬كفي الثانية كاملة‪ ،‬كفي الثالثة‬
‫ركوع ػ تم لو ركعة‪ ،‬كركوع‪ .‬كمثاؿ األدنى‪ :‬أف يترؾ األكلى‪ ،‬كيأتي في الثانية بسجدة‪ ،‬كفي الثالثة كاملة ػ‬
‫تم لو ركعة؛ ألنك تجبر األكلى من الثانية كمن الثالثة‪ ،‬كتلغي باقيها‪ )*( .‬يعني‪ :‬حيث نسي ثبلث‬
‫سجدات‪ ،‬أك خمسا‪ ،‬أك ستا‪ .‬كإف نسى سبعا أتى بسجدة‪ ،‬ثم أتى بثبلث ركعات‪( .‬بياف)(*) أك تكبيرات‬
‫العيد‪ .‬يقاؿ‪ :‬إف ترؾ التكبير في الركعتين احتسب بقياـ األكلى كقراءتها‪ ،‬ككبر سبعا قائما‪ ،‬ثم يركع‪،‬‬
‫كيسجد‪ ،‬كأتى بركعة ثانيو كذلك‪ .‬كإف ترؾ التكبير في األخرل احتسب بقيامها كالقراءه عند من أكجبها‪،‬‬
‫ككبر خمسا قائما‪ ،‬كركع‪ ،‬كسجد كتم صبلتو‪ .‬كإف ترؾ األكلى‪ ،‬ككبر في الثانيو احتسب بتكبيرىا‪ ،‬ككملها‬
‫بتكبيرتين‪ ،‬كركوع‪ ،‬كسجود لؤلكلى‪ ،‬ثم يأتي بركعة كاملة بعدىا‪.‬‬

‫(‪)304/0‬‬
‫_____________________________‬

‫(كمن ترؾ القراءة))(‪()7‬الواجبة (أك) ترؾ (الجهر))(‪ ()0‬حيث يجب‪( ،‬أك) ترؾ )اإلسرار)(‪ ()3‬حيث‬
‫يجب‪ ،‬كىوال يسمى تاركا لذلك حتى يركع آخر ركوع من صبلتو‪ ،‬فإذا ترؾ ذلك حتى تشهد التشهد‬
‫األخير قاـ كجوبا‪ ،‬ثم (أتى بركعة))(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك بعضها‪ .‬ك(قرز) (*) أك تغير اجتهاده‪( .‬قرز) (*) عبارة الفتح‪ ،‬ك(األثمار)‪" :‬كمن نسي" كإنما‬
‫عدؿ المؤلف أيده اهلل عن قولو في األزىار‪" :‬كمن ترؾ القراءة" الخ إليهامها بصحة ما ذكر‪ ،‬كلو ترؾ‬
‫ذلك عمدا‪ ،‬كليس كذلك‪( .‬شرح) نحو القراءة‪ ،‬أك كاجب بصفتها [الجهر كاإلسرار‪( .‬قرز)] أتى بركعة‬
‫لذلك‪ ،‬ليدخل التسبيح القائم مقاـ القراءة عند تعذرىا‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك بعضو‪( .‬قرز) (*) سهوا‪ .‬ك(قرز)(*) أك تغير اجتهاده‪(.‬قرز)‬
‫(‪ )3‬أك بعضو‪( .‬قرز) (*) سهوا‪( .‬قرز)(*) أك تغير اجتهاده‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬فائدة) لو نسى اإلماـ القراءة أك نحوىا حتى أتم الصبلة‪ ،‬فيجب عليو أف يأتي بركعة يقرأ فيها القدر‬
‫الواجب‪ ،‬فإف كاف معو مؤتم لحقو في الثانية أك في الثالثة ففرض ىذا المؤتم حاؿ أف يهوم اإلماـ للركعة‬
‫الرابعة أف يعزؿ صبلتو‪ ،‬كإال بطلت مع علمو بأنو تارؾ للقراءة فإف تابعو(‪ )7‬سهوا لم يعتد بهذه الركعة‬
‫التي ىي الرابعة لئلماـ‪ ،‬كيعتد بالخامسة لئلماـ‪ ،‬فتكوف ثالثة لو‪ ،‬أك ثانية على حسب ما فاتو‪ ،‬كىي في‬
‫الحكم الرابعة لئلماـ‪ ،‬ككأف التي قبلهالم تكن‪ .‬كىذا بخبلؼ زيادة الساىي فإنو إذا تابعو عالما بطلت‪،‬‬
‫كساىيا لم يعتد (‪ )7‬بها كصحت‪ ،‬فإف أدرؾ اإلماـ في الركعة الرابعة حيث ترؾ القراءة‪ ،‬فإف كبر في‬
‫حاؿ ركوع اإلماـ فبل تجزيو التكبيرة؛ لكوف الركوع في ىذه الحالة غير مشركع لئلماـ؛ ألنو مفسد لو‬
‫تعمده مع ترؾ القراءة الواجبة‪ ،‬كإف كبر حاؿ قياـ اإلماـ أعتد بو في الركعة األكلى التي ىي رابعة لئلماـ؛‬
‫لكونو كبر‪ ،‬كالقياـ مشركع لئلماـ‪( .‬سيدنا علي بن محمد الذمارم) ك(قرز) (‪ )7‬يقاؿ‪ :‬ظاىر األزىار في‬
‫قولو‪" :‬إال في مفسد فيعزؿ" أنها تفسد بالمتابعة من غير فرؽ بين علم كجهل‪ ،‬كقدصرح بو في بعض‬
‫الحواشى‪( .‬شامي) ك(قرز) (*) كيصح االئتماـ فيها‪ ،‬ال في التي قبلها؛ ألنها لغو‪ .‬كأما من زادخامسة‬
‫سهوا فبل يصح أف يؤـ فيها؛ ألنو عذر ألجل السهو (شكايدم) (قرز) [ بخبلؼ من يأتم بو فإنو ال عذر‬
‫لو في ذلك]‪ .‬يعني‪ :‬في ركوعها إال في قيامها؛ ألنو صحيح أف يأتم بو‪( .‬قرز) (*) ككذا إذا خرج كقت‬
‫الجمعة كىم في التشهد‪ ،‬كىم مسافركف ػ كجب أف يأتوا بركعة سرا‪( .‬قرز) (*) كيصح أف يأتم بو فيها‪ ،‬ال‬
‫الذم قبلها‪ )*( .‬قاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬فإف كاف موتما‪ ،‬كذكر حاؿ القياـ عزؿ عند ركوع اإلماـ‪،‬‬
‫كإف ذكر حاؿ التشهد انتظر حتى يسلم اإلماـ‪ ،‬كإف ذكر حاؿ السجود عزؿ فورا‪( .‬زىور) ككاف القياس‬
‫أف يقوـ حين ذكر‪ ،‬كإال فسدت عليو‪( .‬مفتي) (قرز)‬

‫(‪)305/0‬‬
‫_____________________________‬

‫( كاملة‪.‬‬
‫السبب (الثالث‪ :‬زيادة ذكر)(‪ ()7‬جنسو مشركع فيها))(‪ ()0‬نحو أف يزيد في تكبير النقل‪ ،‬أك في‬
‫التسبيح‪ ،‬أك يقرأ في األخيرتين مع الفاتحة غيرىا‪ ،‬أك يكرر الفاتحة‪ ،‬أك نحو ذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو قل‪ ،‬كقيل‪ :‬بآية‪ ،‬كقيل‪ :‬بأكثر‪ ،‬كالمختار ما يسمى ذكرا‪( .‬قرز) (*) كال يسجد لتكرير تكبيرة‬
‫اإلحراـ؛ إذ يدخل باألخرل‪ .‬كقيل‪ :‬إذا كرر تكبيرة االفتتاح سجد للسهو‪ ،‬ما لم يرفض األكلى‪ ،‬ك(قرز)‬
‫(*) قولو‪" :‬مشركع فيها" نحو‪ :‬أف يكرر التشهد‪.‬‬
‫(‪ )0‬في الخمس فقط‪ ،‬كليس المراد جنسو مشركع في مطلق الصبلة؛ إذ قد شرع في صبلة العيدين‬
‫كالجنازة بما لو فعلو في الصلوات الخمس أفسد‪( .‬سماع ىبل) (*) أك بعضها‪ ،‬أك السورة أك بعضها في‬
‫ركعة‪( .‬قرز) (*) كنحو ذلك التشهد‪( )*( .‬فائدة) لو كاف المصلي ال يتم تسبيح الركوع كالسجود إال‬
‫بعد االعتداؿ‪ ،‬أك يشرع قبل أف يصير راكعا‪ ،‬أك ساجدا كجب عليو أف يسجد للجبراف‪( .‬بياف) ألف ذلك‬
‫ذكر فعلو في غير موضعو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)306/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قولو‪" :‬جنسو مشركع فيها" احتراز مما ليس مشركعا فيها فإنو مفسد‪ .‬كضابطو‪ :‬أف ال يوجد تركيبو في‬
‫القرآف‪ ،‬كال في أذكار الصبلة‪ ،‬فإذا كاف كذلك أفسد‪ ،‬كلو كجدت أفراده فيهما‪ ،،‬كذلك نحو أف يقوؿ‬
‫بعد تكبيرة اإلحراـ‪ :‬اعوذ باهلل من الشيطاف الرجيم)(‪ ،()7‬أك الحمد هلل على كل حاؿ)(‪ ،()0‬أك ما أشبو‬
‫ذلك‪ ،‬مما ال يوجد في القرآف)(‪ ()3‬كال في أذكارىا‪ ،‬فأما إذا كاف جنسو مشركعا فيها)(‪ ()4‬لم يفسد‬
‫(إال) في موضعين‪ ،‬فإف الزيادة فيهما تفسد‪ ،‬كلو كانت مشركعة في الصبلة‪ .‬أحدىما‪ :‬أف يكوف ذكرا‬
‫(كثيرا)(‪ ،)5‬كيفعلو المصلي (في غير موضعو))(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬عمدا؛ ألنو جمع‪[ .‬كقيل‪ :‬مطلقا]‪.‬‬
‫(‪ )0‬أما الحمد هلل على كل حاؿ فمطلقا؛ ألف (حاؿ) ال يوجد في القرآف‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬ىو موجود في قولو‬
‫تعالى‪{ :‬كحاؿ بينهما الموج} ألف حاؿ في اآلية فعل‪ ،‬كىنا اسم‪( .‬عامر) (قرز) كفي (التكميل) إذا كاف‬
‫عمدا‪ ،‬كما ىو المقرر في قولو‪" :‬كالجمع بين لفظتين متباينتين عمدا" (*) عامدا‪ ،‬كقيل‪ :‬مطلقا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬مثل‪ :‬ال حوؿ كال قوة إال باهلل العلي العظيم [كنحو ذلك]‪.‬‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬في الخمس [فقط]‪.‬‬
‫(‪ )5‬قيل‪ :‬كلو قرآنا‪( .‬شامي) (قرز)‬
‫(‪ )6‬ال يصلح لو في حاؿ‪( .‬بياف) احتراز من اآلخرتين فهو موضع يصلح للقراءة كالتسبيح‪ ،‬فإف قرأ‬
‫فيهما أك سبح لم يفسد كإف كثر؛ ألنو مشركع فيهما‪ ،‬لكن يلزـ سجود السهو ألجل زيادة الذكر‪ .‬ينظر‬
‫في ىذا االحتراز فلم يطابق ما أراد صاحب (البياف) كالمختار‪ :‬أف الحالة النادرة ال يعتد بها‪ ،‬كحالة‬
‫التعذر‪( .‬شامي) كالمختار ما في (البياف)‬

‫(*) (مسألة) كإذا قعد البلحق مع اإلماـ في تشهده‪ ،‬كليس ىو موضع تشهد لو سكت‪ ،‬كإف تشهد(‪)7‬‬
‫جاز‪ ،‬ككره‪ .‬كقاؿ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬بل يستحب‪( .‬بياف) كيسجد للسهو‪( .‬قرز) (‪ )7‬ما لم‬
‫يكن كثيرا بغالب ظنو‪ ،‬عامدا ػ فسدت‪( .‬قرز)‬

‫(‪)307/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( الذم شرع فعل جنسو فيو‪ ،‬نحو أف يكبر موضع القراءة تكبيرات )(‪ ()7‬كثيرة‪ ،‬أك يسبح موضع‬
‫التشهد كثيرا‪ ،‬كيفعل ذلك (عمدا)(‪ )0‬ال سهوا‪ ،‬فمتى جمعت زيادة الذكر ىذه الشركط الثبلثة فسدت‪.‬‬
‫كاختلف في حد الكثير‪ .‬فقاؿ الفقيو علي‪ :‬ىو ما زاد على تسع تسبيحات )(‪()3‬‬
‫كفي الركضة(‪ ()4‬عن بعض المذاكرين‪ :‬ثبلث )(‪.()5‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬كيحتمل أف يكوف أربعا‪ ،‬ليخرجها إلى صفة صبلة الجنازة عند‬
‫المخالف)(‪.()6‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬أف يزيد علىعشرين)(‪ ()7‬ليزيد على ما قيل في حد اإلنتظار من‬
‫اإلماـ)(‪.()8‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا أقربها ػ كاهلل أعلم ػ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ينظر في ىذا؛ ألف القياـ موضع للتكبير في حاؿ‪ ،‬كىو تكبيرة اإلحراـ في الركعة األكلى‪ ،‬كقولو‪:‬‬
‫"اهلل أكبر" في تسبيح الركعتين اآلخرتين‪ .‬يقاؿ‪ :‬موضع التكبير غير موضع القراءة بدليل إيجابهم‬
‫للطمأنينة بعد التكبيرة‪ ،‬فبل اعتراض؛ إذ ىما ركناف مستقبلف‪( .‬مفتي) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كلو جاىبل‪( .‬قرز) (*) كالجهل عذر‪( .‬بياف) فلو خرج الوقت لم يجب القضاء‪.‬‬
‫(‪ )3‬قياسا على التسبيح‪.‬‬
‫(‪ )4‬البن سليماف‪.‬‬
‫(‪ )5‬قياسا على األفعاؿ [المتوالية المفسدة]‪.‬‬
‫(‪ )6‬أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫(‪ )7‬تسبيحة [فقط]‪.‬‬
‫(‪ )8‬في المأخذ نظر؛ ألف المنصور باهلل لم يجعل العشرين حدا لئلنتظار‪ ،‬بل ذكرىا للمبالغة ال‬
‫للتحديد‪ .‬فقاؿ‪ :‬إف اإلماـ ينتظر البلحق‪ ،‬كلو سبح عشرين تسبيحة‪( .‬كواكب لفظا) كالقياس‪ :‬أنو يلحق‬
‫بما تقدـ في مفسدات الصبلة‪ ،‬من أنو يعتبر الظن في القلة الكثرة‪( .‬مفتي)‬

‫(‪)308/0‬‬

‫_____________________________‬

‫الثاني‪ :‬قولو (أك) يكوف الذكر المفعوؿ في غير موضعو (تسليمتين مطلقا) )(‪ ()7‬أم‪ :‬سواء كقع عمدا‬
‫أك سهوا‪ ،‬انحرؼ أـ ال‪ ،‬نول الخركج أـ ال (فتفسد) الصبلة‪.‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كالشافعي)(‪ :()0‬ال تفسد إف لم يقصد التسليم كالخركج‪.‬‬
‫قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬كال إف قصد التسليم لظنو التماـ)(‪ ()3‬دكف الخركج‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬قوال كاحدا‪ .‬كقاؿ القاضي زيد‪ :‬قوالف للمؤيد باهلل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال بد من التوالي‪ ،‬كإال لم يفسد‪( .‬فتح) كحد التوالى أف ال يتخلل بينهما قدر تسبيحة‪ .‬كقيل‪ :‬أف‬
‫ال يتخلل ركن‪ )*( .‬كىل يكفي لفظ‪" :‬السبلـ عليكم كرحمة اهلل" أـ يكفي السبلـ‪ ،‬أك السبلـ عليكم‪،‬‬
‫أك سبلـ مرتين ? فينظر‪( .‬حاشية سحولي) المراد بالتسليم المشركع بكمالو‪ ،‬أما غيره ػ فإف التفت نظر ػ‬
‫فإف كاف كثيرا أفسد‪ ،‬كإال فبل‪( .‬شامي) كقرره الشارح‪ ،‬ك(التهامي) ك(قرز) (*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬تحليلها التسليم) كلم يفصل بين العمد كالسهو‪.‬‬
‫(‪ )0‬ىو يشترط السهو‪ ،‬كالعمد عنده يفسد‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينظر ما فائدة ىذا الكبلـ‪ ،‬اللهم إال أف يكوف مذىبو إف قصد التسليم مع عدـ ظن التماـ مفسد‪،‬‬
‫كلعلو كذلك فيكوف ىذا خبلؼ مستقل‪( .‬شرح الهداية)‬

‫(‪)309/0‬‬

‫_____________________________‬

‫السبب (الرابع‪ :‬الفعل اليسير )(‪ ()7‬كقد مر) تحقيقو‪ ،‬في فصل ما يفسد(‪ )0‬الصبلة‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ ،‬كلعل ذلك في المكركه‪ ،‬كالمباح‪ ،‬كأما الواجب منو كالمندكب فاألقرب أنهما ال‬
‫يستدعياف(‪ )3‬سجودا؛ ألنو مأمور بهما‪ ،‬كيحتمل أف يقاؿ‪ :‬بل يستدعياف؛ ألنو قد لحق الصبلة نقص‬
‫بالسبب الذم ألجلو كجب الواجب منو‪ ،‬كندب المندكب‪ ،‬كاهلل أعلم‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) من شك ىل نقص من المسنوف أك زاد ? فقاؿ صاحب المرشد‪ :‬يسجد للسهو‪ .‬كفي‬
‫حواشى اإلفادة [ قوم ] إف شك في النقصاف فقط‪ .‬كقاؿ أبو مضر‪ :‬يسجد بنية مشركطة‪ ،‬فإف قطع‬
‫أثم‪ .‬كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬يكره السجود إال لمن عرؼ أنو سها؛ ألنو لم يشرع إال للسهو‪( .‬بياف) كأما لو‬
‫شك ىل أتى بالمسنوف أـ ال‪ .‬فإف ذلك يوجب سجود السهو‪ ،‬كال كبلـ‪ .‬ذكره الفقيو علي‪( .‬تكميل)‬
‫[كالمختار أنو ال بد من اليقين أنو سها‪ ،‬كإال فبل سجود‪( .‬قرز)] (*) قاؿ في (المعيار)‪ :‬كال بد أف يكوف‬
‫في الزائد على ما ىو من طبيعة الحيواف‪ ،‬كرفع نظره (‪ )7‬كتحريك أنملتو (‪)0‬؛ لتعذر االحتراز؛ كألنها‬
‫ترؾ الهيئات؛ إذ تسكين األعضاء من الهيئات‪ ،‬فبل توجب سجود السهو‪ ،‬كال السعاؿ‪ ،‬كال العطاس (‪)3‬‬
‫فبل يوجب السجود‪ )0(.‬أما تحريك االصبع فيسجد للسهو‪ .‬ك(قرز) (‪ [ )7‬كلفظ (البياف‪)77/7‬‬
‫(مسألة) يكره لو تغميظ عينيو [ تنزيو‪ ] .‬ألنو ينافي الخشوع‪( .‬بلفظو) كلو في كل الصبلة‪( .‬نجرم)‬
‫(قرز) كلو باعتماد‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬ال تفسد إال مع االعتماد الكثير‪( .‬ذنوبي) كظاىر األزىار كالبياف ال‬
‫يفسد‪ ،‬كلو أعتمد‪( .‬قرز) كال سجود للجبراف‪( .‬قرز) ] (‪[ )3‬كالتثاكب‪ ،‬كالرعشة‪ ،‬كالحقن من غير‬
‫مدافعة [ال فرؽ‪( .‬قرز)] فهذه ال توجب سجود السهو‪(.‬حاشية سحولي) ]‬
‫(‪ )0‬في قولو‪" :‬كيعفى عن اليسير" الخ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىو ظاىر األزىار‪( .‬قرز)‬

‫(‪)332/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كمنو) أم‪ :‬كمن الفعل اليسير (الجهر))(‪ ()7‬بشيء من أذكار الصبلة (حيث يسن تركو) أم‪ :‬حيث ترؾ‬
‫الجهر مسنوف‪ ،‬نحو القراءة في الركعتين األخيرتين‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألف الجهر فعل متولد عن زيادة اإلعتماد على مخارج الحركؼ‪ ،‬فكاف من باب الفعل اليسير‬
‫بخبلؼ اإلسرار حيث يسن الجهر فليس من باب الفعل اليسير (‪ )7‬بل ترؾ مسنوف‪( .‬نجرم) كمثلو في‬
‫(الغيث) حيث قاؿ‪ :‬كمثل الجهر اإلسرار‪ ،‬حيث المسنوف الجهر‪ ،‬كذلك في الركعة الثانية إذا كاف قد‬
‫جهر في األكلى‪ ،‬كنحو ذلك‪ ،‬فهبل قلت‪ :‬كمنو الجهر كاإلسرار‪ ،‬كحيث يسن تركهما قلت‪ :‬ليسا سياف؛‬
‫ألف اإلسرار حيث يسن الجهر إنما ىو ترؾ مسنوف‪ ،‬ال زيادة على المسنوف‪ ،‬فليس من الفعل اليسير‪،‬‬
‫بخبلؼ الجهر فإنو من فعل متولد عن زيادة اعتمادات على مخرج الحركؼ كاألكواف‪ ،‬فكاف من باب‬
‫الفعل اليسير فافهم ىذه النكتة‪( .‬بلفظو) (‪ [ )7‬كفي شرح الجبلؿ‪ :‬ألف الجهر ليس بفعل‪ ،‬كإنما ىو‬
‫ىيئة للصوت‪ ،‬فهو من الهيئات‪ ،‬كقد تقدـ أنها ال توجب سجود السهو]‪ )*( .‬لكن يقاؿ‪ :‬إف الجهر‬
‫يصير فعبل كثيرا إذا اتصل كقويت اعتماداتو‪( .‬تكميل) الصحيح أنها ال تفسد بو الصبلة‪ ،‬كلو كثر‪ ،‬على‬
‫ظاىر األزىار‪.‬‬

‫(‪)337/0‬‬

‫_____________________________‬

‫السبب (الخامس‪ :‬زيادة ركعة أك ركن)أك أكثر من ذلك إذا كقعت زيادتو (سهوا )(‪ ،()7‬فإف كقع‬
‫عمدا)(‪ ()0‬أفسد‪ ،‬فأما بعض الركن فإنو ال يفسد)(‪ ()3‬كلو زيد عمدا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬غالبا) (‪ )7‬احترازا من التسليمتين فإنها تفسد‪ ،‬كممن زاد ركعة أك ركنا ألجل متابعة اإلماـ بعد‬
‫الفساد فيفسد‪( .‬قرز) (‪[ )7‬من المنطوؽ]‪ )*( .‬أك جهبل‪ )*(.‬أفسد كلو جاىبل التحريم‪( .‬غاية) (*)‬
‫ككذا إذا زاد متظننا‪ ،‬ثم تيقن أنو زائد عند الهادم عليو السبلـ‪(.‬بياف) أك باف على األقل عند اإلماـ‬
‫المهدم‪( .‬قرز) كلعل الخبلؼ حيث تيقن الزياده كالوقت باؽ‪ ،‬كأما لو لم يتيقنها حتى خرج الوقت‬
‫فاألقرب أنو ال يعيد الصبلة كفاقا‪ .‬كاهلل اعلم‪.‬‬
‫(‪ )0‬غالبا احتراز ممن زاد ركنا ألجل متابعة اإلماـ (‪ )7‬كالثالثة في السفر في السفينة فإنو يقصر لو‬
‫خرجت من الميل‪ ،‬كقد زاد ثالثة‪ ،‬كممن ترؾ القراءة أك الجهر أك اإلسرار كما تقدـ‪ .‬ك(قرز)[ أم‪ :‬فعليو‬
‫أف يأتي بركعة كاملة‪ ،‬كال تبطل الصبلة كإف كاف قد أتى بركعة عامدا] نحو أف يقعد المؤتم مع إمامو في‬
‫غير موضع قعود لو فإنها ال تفسد‪ ،‬كلو قعد عمدا لوجوب المتابعة‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )3‬كأف يقوـ كيقعد قبل أف يستكمل القياـ‪ )*( .‬لكن يسجد للسهو؛ ألنو فعل يسير‪ .‬ك(قرز) (*) إال‬
‫في الجهرية‪( .‬حاشية سحولي) كقد تقرر خبلفو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)330/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ كىذا أصل متفق عليو‪ ،‬أعني‪ :‬أف الزيادة كلو كثرت فهي مع النسياف ال تفسد إال عند‬
‫أبي العباس‪ ،‬كأبي حنيفة(‪ )7‬في صورة كاحدة‪ ،‬كذلك حيث يزيد ركعة‪ ،‬كيذكر أنها زائدة بعد أف‬
‫يقيدىا)(‪ ()0‬بسجدة‪ ،‬ال لو ذكر بعد كمالها بسجدتيها‪.‬‬
‫ثم ذكرعليو السبلـ مثاؿ زيادة الركن فقاؿ‪( :‬كتسليمة) كاحدة فعلت (في غير موضعها) )(‪ ()3‬فعلى‬
‫ىذا لو سلم على اليسار أكال أعاد على اليمين‪ ،‬ثم على اليسار‪ ،،‬كسجد للسهو‬
‫فصل [في الشك بعد الفراغ من الصبلة]‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كخبلفهما حيث ذكر بعد السجود‪ ،‬كقبل التسليم‪ ،‬ال بعد السجود كبعد التسليم فبل تفسد كفاقا‪.‬‬
‫(كواكب)‬
‫(‪ )0‬ألنو إذا زاد سجدة كانت زيادة ركن عمدا فتفسد‪ ،‬كإف تركها أخرجها عن صفة الصبلة فتفسد‬
‫أيضا‪ )*( .‬ألنو ال يصح الوقوؼ على مثلها‪ )*( .‬بسجدتيها كسلم‪ ،‬ال قبل التسليم فتفسد‪(.‬بياف) كركم‬
‫عنو أنها تصح‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )3‬فإف تعمدت فسدت مع االنحراؼ‪ ،‬أك لم ينحرؼ لكن قصد الخطاب‪ .‬ك(قرز) أك نول الخركج من‬
‫الصبلة‪ ،‬كإال فهو زيادة ذكر‪( .‬قرز) كلفظ (البياف) (مسألة) من سلم تسليمة كاحدة في غير موضعها‬
‫عمدا فإف لم ينحرؼ حالها لم يضر‪ ،‬كإف انحرؼ قدر التسليم المشركع لم يفسد[مع السهو‪( .‬قرز)]‬
‫ذكره المؤيد باهلل‪ .‬كقاؿ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬بل تفسد؛ ألنو[مع العمد‪( .‬قرز)] زيادة ركن‪.‬‬
‫(بلفظو‪)93/7‬‬

‫(‪)333/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال حكم للشك)(‪ ()7‬بعد الفراغ) من الصبلة‪ ،‬أم‪ :‬ال يوجب إعادتها‪ ،‬كال سجود سهو إذا كاف مجرد‬
‫شك‪ ،‬أما لو حصل لو ظن بالنقصاف‪ ،‬فعليو اإلعادة )(‪.()0‬‬
‫كعن أحمد بن يحيى أف مجرد الشك يوجب اإلعادة‪ ،‬كما لو شك في فعل الصبلة جملة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ الهادم عليو السبلـ في األحكاـ‪ :‬الواجب على من عرض لو الشك في أمره أف يطرحو كينفيو‪،‬‬
‫كيبعده عن نفسو‪ ،‬كال يعمل بو في شيء من أمره‪ ،‬كاطراحو ىو المعين عنو‪ ،‬كترؾ العمل بو أحوط كأسلم؛‬
‫فإف الشكوؾ من كسوسة الشيطاف لعنو اهلل ليريهم أنما ىم عليو من الخطأ فيو احتياط كتحرج‪ ،‬كفيو من‬
‫الوزر ما ال يعلمو إال هلل تعالى‪ ،‬حتى يكوف على فاعل الشك من اإلثم أكثر مما يخاؼ من تركو‪ .‬قاؿ‬
‫عليو السبلـ‪ :‬فمن يكرر التشهد كالتكبير فهو فاعل بدعة كضبللة‪ ،‬كمطاكع للشيطاف‪ .‬كقاؿ الغزالي‪:‬‬
‫ذلك نقصاف في الدين‪ ،‬كسخف في العقل‪( .‬رياض) ك(بياف‪ 95/7‬كاللفظ من البياف) (*) قاؿ الفقيو‬
‫يوسف‪ :‬ال لو شك في النية ىل نول أـ ال‪ ،‬كىل فريضة أك نافلة أعاد؛ ألنو كمن شك في جملة الصبلة‪،‬‬
‫بخبلؼ سائر األركاف؛ ألنو قد تيقن دخولو في الصبلة‪ ،‬بخبلؼ النية فلم يتيقن دخولو‪ .‬كقيل‪ :‬كلو في‬
‫النية على المقرر‪( .‬حثيث) إذ ال فرؽ بين شك كشك‪.‬‬
‫(*) قاؿ في البحر‪ :‬لتعذر االحتراز‪ ،‬ككجهو أنو يكثر فيشق‪ )*( .‬كالفرؽ بين الصبلة كالوضوء‪ :‬أف‬
‫الصبلة ال حكم للشك بعد الفراع بخبلؼ الوضوء‪ ،‬كأف الصبلة مقصودة في نفسها‪ ،‬كالوضوء مقصود‬
‫في غيره‪( .‬تعليق لمع) كقيل‪ :‬الفرؽ أف الشاؾ في الوضوء كالشاؾ في جملة الصبلة‪ ،‬كالشاؾ في جملة‬
‫الصبلة يجب عليو اإلعادة‪.‬‬
‫(‪ )0‬في الوقت ال بعده‪ ،‬إال أف يكوف قطعيا فمطلقا‪ .‬ك(قرز) (*) فإف ظن نقصاف فرض أعاد الصبلة‪ ،‬أك‬
‫مسنوف سجد للسهو‪( .‬حاشية سحولي) يقاؿ‪ :‬ال يسجد للسهو إال مع تيقن حصوؿ سببو‪ ،‬كال يكفي‬
‫الظن‪.‬‬

‫(‪)334/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(فأما) إذا عرض الشك (قبلو)(‪ )7‬أم‪ :‬قبل الفراغ من الصبلة فاختلف الناس)(‪ ()0‬في ذلك‪ ،‬فقاؿ‬
‫مالك‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف الشاؾ يبني علىاليقين)(‪ ()3‬مطلقا‪ ،‬سواء شك في ركعة)(‪ ()4‬أـ في ركن‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كىو يحكى عن علي عليو السبلـ‪ ،‬كأبي بكر‪ ،‬كعمر‪ ،‬كابن مسعود‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إف المبتدئ يعيد‪ ،‬كالمبتلى يعمل بظنو(‪ )5‬إف حصل لو‪ ،‬كإال بنى على األقل‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل)(‪ ()6‬أخيرا ػ كىو قوؿ المنصور باهلل ػ‪ :‬إنو يعمل بظنو مطلقا )(‪ ()7‬من غير فرؽ بين‬
‫الركعة كالركن‪ ،‬كالمبتدم كالمبتلى‪ .‬فإف لم يحصل لو ظن أعاد المبتدم‪ ،‬كبنى المبتلى على األقل‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬إال أف يكوف ممن يمكنو التحرم‪ ،‬كلم يحصل لو ظن أعاد كالمبتدئ‪.‬‬
‫كالمذىب التفصيل المذكور في األزىار‪ ،‬حيث قاؿ‪( :‬ففي ركعة)(‪ ()8‬أم‪ :‬إذا كاف الشك في ركعة‪ ،‬نحو‬
‫أف يشك في صبلة الظهر‪ ،‬ىل قد صلى ثبلثا أـ أربعا فإنو (يعيد المبتدم ك))(‪)9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف قيل‪ :‬ما الفرؽ بين الشك في الصبلة‪ ،‬كالشك بعد الفراغ ? كالجواب‪ :‬أنو ماداـ في الصبلة‪ ،‬أك‬
‫قبلها ػ فهو بمنزلة الحاكم قبل الحكم‪ ،‬كبعد الفراغ منها بمنزلة الحاكم بعد الحكم‪( .‬تعليق لمع)‬
‫(‪ )0‬ثبلثة أقواؿ‪ ،‬كتفصيل‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىو األقل‪.‬‬
‫(‪ )4‬مبتدئا‪ ،‬أك مبتلى‪.‬‬
‫(‪ )5‬مطلقا في ركعة أك ركن‪.‬‬
‫(‪ )6‬كحجة المؤيد باهلل أظهر لزيادة من حضر صبلتو صلى اهلل عليو كآلو كسلم حين صبلىا خمسا‬
‫فزادكىا تظننا في كجوبها‪ ،‬كلم يأمرىم باإلعادة‪ ،‬كىو في محل التعليم‪.‬‬
‫(‪ )7‬قوم‪( .‬مفتي) كاختاره اإلماـ القاسم في اإلعتصاـ‪ ،‬كاحتج لو بحجج كثيرة‪.‬‬
‫(‪ )8‬بكمالها‪ ،‬قيامها‪ ،‬كقعودىا‪ ،‬كركوعها‪ ،‬كسجودىا‪( .‬شرح الهداية) (قرز)‬
‫(‪ )9‬كسواء كاف عركض ىذا الشك في أكؿ الوقت‪ ،‬أك في آخره‪ ،‬كلو خشى فوت الصبلة‪.‬‬
‫(*) كىو مخير إف شاء أتمها نفبل‪ ،‬كإال خرج منها كاستأنفها‪( .‬بياف) إال أف يكوف إماما‪ ،‬أك خشى‬
‫الفوات لم يستمر في صبلتو؛ لئبل تفسد صبلة المؤتمين بو‪ ،‬إال أف يمكنو أف يستخلف غيره بفعل بسير‬
‫يتم بهم‪ ،‬جاز لو أف يأتم بو‪( .‬قرز) كالمذىب أنو ال يأتم الخليفة؛ إذ قد بطلت صبلتو‪ ،‬كلو أف يأتم بو‬
‫إذا أتمها نفبل (*) ما يقاؿ في المبتدئ إذا التبس عليو فأتمها نفبل؛ بناء منو على أنها غير صحيحة‪ ،‬ثم‬
‫تيقن الصحة‪ ،‬ىل تجزئو أـ ال ? قيل‪ :‬تصح؛ إذ ىي كالمشركط‪( .‬سماع تهامي)‬
‫(*) كالفرؽ بين الركعة كالركن‪ :‬أف الشك في الركعة قليل‪ ،‬فكاف كالشك في جملة الصبلة‪ ،‬بخبلؼ‬
‫الشك في الركن فإنو كثير العركض‪( .‬زىور) (*) إلمكاف اليقين‪( .‬ىداية)‬

‫(‪)335/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( إف لم يكن ذلك الشاؾ مبتدئا‪ ،‬بل مبتلى ػ فإف الواجب أف (يتحرل)(‪ ()7‬المبتلى) إذا كاف يمكنو‬
‫التحرم‪.‬‬
‫قاؿ في الشرح‪ :‬كالمبتدم ىو من يكوف الغالب من حالو السبلمة )(‪ ()0‬من الشك‪ ،‬كإف عرض لو فهو‬
‫نادر‪ .‬كالمبتدئ عكسو)(‪.()3‬‬
‫كقاؿ ابن معرؼ‪ :‬المبتلى من يشك في اإلعادة‪ ،‬كإعادة اإلعادة‪ ،‬فيشك في ثبلث صلوات)(‪.()4‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألكؿ ىو الصحيح (ك) أما حكم (من ال يمكنو) التحرم فإنو (يبني على األقل‬
‫)(‪ ،()5‬بمعنى أنو إذا شك ىل صلى ثبلثا أـ أربعا ػ بنى على أنو قد صلى ثبلثا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) أبو العباس‪ :‬كالتحرم فورا‪ ،‬فإف أخره إلى الثانية بطلت؛ إذ ال يبني على األقل حتى يصح ما‬
‫قبلو‪ ،‬خبلؼ اإلماـ يحيى‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬قاال‪ :‬كإف لم يحصل لو الظن في الحاؿ‪ ،‬بل في ركن آخر‬
‫أيضا‪( .‬نجرم)‪ .‬كفي (الكواكب) كلو علم بعد فراغو من الصبلة‪ ،‬كىو إطبلؽ (التذكرة)‪ )*( .‬لقولو صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا صلى أحدكم كلم يدر ما صلى ثبلثا أك أربعا فلينظر أحرل ذلك إلى الصواب‬
‫كليتمها كيسلم‪ ،‬كيسجد للسهو‪ ،‬كيسلم)‪( .‬أصوؿ األحكاـ) (*) كال يسجد للسهو‪ ،‬ذكره المنصور باهلل‪.‬‬
‫(‪ )0‬في الماضي‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬كقيل‪ :‬ىوالذم يشك في أكثر صبلة اليوـ كالليلة‪( .‬تعليق الفقيو حسن) فعلى ىذا ال بد أف يشك‬
‫في ثبلث صلوات في كل يوـ‪ ،‬كيعمل في الرابعة كالخامسة بالظن‪ ،‬ككذا في كل يوـ يعيد في ثبلث‬
‫صلوات‪ ،‬كيتحرل في الرابعة كالخامسة‪ )*( .‬صوابو‪ :‬بخبلفو؛ ليدخل حيث استويا أك التبس‪( .‬مفتي)‬
‫ك(قرز) فعلى ىذا يكوف حالو االلتباس كاالستواء في حد المبتلى‪.‬‬
‫(‪ )4‬يعمل في الثالثة بالظن في كل صبلة‪( .‬تعليق الفقيو حسن)‬
‫(‪ )5‬إذ اليؤمن عود الشك إف استأنف‪ ،‬كىذا المراد يقوؿ القاسم‪ :‬من ابتلي بالشك فدكاؤه كالمركر‬
‫عليو‪( .‬ىداية)(*) إذا كاف مبتلى‪ )*( .‬كال يسجد للسهو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)336/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كالذم ال يمكنو التحرم ىو الذم قد عرؼ من نفسو أنو ال يفيده النظر في األمارات ظنا عند عركض‬
‫الشك لو‪ ،‬كذلك يعرؼ بأف يتحرل عند عركض الشك فبل يحصل لو ظن‪ ،‬كيتفق لو ذلك مرة بعد مرة‬
‫)(‪ ()7‬فإنو حينئذ يعرؼ من نفسو أنو ال يمكنو التحرم‪.‬‬
‫(ك) أما حكم (من يمكنو) التحرم في العادة الماضية‪ ،‬كىو الذم يعلم أنو متى ما شك فتحرل حصل لو‬
‫بالتحرم تغليب أحد األمرين شك فيهما (ك)لكنو تغيرت عادتو في ىذه الحاؿ بأف (لم يفده) التحرم‬
‫(في) ىذه (الحاؿ ظنا) )(‪ ()0‬فإنو (يعيد)(‪ )3‬الصبلة‪ ،‬أم‪ :‬يستأنفها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فتثبت بمرتين [متواليتين]‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )0‬فإف اختلف حالو‪ ،‬فتارة يفيد الظن‪ ،‬كتارة ال يفيد ػ فالعبرة بوقتو الذم ىو فيو‪ ،‬فإذا لم يفده في‬
‫الحاؿ ظنا أعاد‪( .‬زىور) ك(قرز)‬
‫(‪ )3‬ألنو صار كالمبتدم؛ الشتراكهما في تعذر تأدية فرضهما عن علم أك ظن‪( .‬شرح ىداية) (*) ظاىر‬
‫الكتاب أنو يكوف كالمتحرم في ذلك الركن‪ ،‬كإال فبل حكم لو فيبطل‪ ،‬كمثلو في البحر‪ .‬إال أف يتيقن‬
‫اإلصابة على قوؿ أبي العباس‪ .‬كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كاإلماـ يحي‪ :‬كلو لم يحصل لو الظن في الحاؿ‪ ،‬بل‬
‫في ركن آخر أجزأه‪( .‬بحر) ك(كواكب)‬

‫(‪)337/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كأما) إذا كاف الشك (في ركن) )(‪ ()7‬من أركاف الصبلةكركوع‪ ،‬أك قراءة )(‪ ،()0‬أك تكبيرة االفتتاح‪ ،‬أك‬
‫نية الصبلة(‪( )3‬فكالمبتلى))(‪ ()4‬أم‪ :‬فإف حكم الشاؾ في الركن سواء كاف مبتدئا أك مبتلى حكم‬
‫المبتلى بالشك إذا شك في ركعة على ما تقدـ )(‪> ()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك أكثر ما لم يبلغ حد الركعة‪.‬‬
‫(‪ )0‬القراءة‪ ،‬كالتكبيرة ذكر‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك تكبيرة العيد‪.‬‬
‫(‪ )4‬ىذا في المبتدئ‪ ،‬كأما المبتلى فالحكم ما تقدـ سواء‪ )*( .‬ينظر في تكبيرة الجنازة‪ ،‬ىل تلحق‬
‫بالركعة‪ ،‬أك بالركن ? القياس يقتضي أنها تلحق بالركعة‪ ،‬كىو ظاىر المعيار في كتاب الجنائز‪ )*( .‬ألنو‬
‫صار كالمبتلى‪ ،‬ال شتراكهما في تعذر تأدية صبلتهما عن علم أك ظن‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )5‬كىو أنو يعمل بظنو إف حصل‪ ،‬كإال أعاد‪ ،‬إال أف يكوف مبتلى ال يمكنو التحرم بنى على األقل‪.‬‬
‫(بياف معنى) كىذا إذا كاف مبتدئا‪ .‬كلفظ (البياف) كفي حالها إف شك في ركن‪ ،‬أك ذكر كاجب عمل بظنو‬
‫إف حصل لو‪ ،‬كإف لم يحصل لو أعاد الصبلة‪ ،‬إال حيث ال يمكنو التحرم لكثرة شكو عمل باألقل‪ ،‬كبنى‬
‫عليو [إذا كاف مبتلى‪( .‬قرز) ]‪( .‬بلفظو‪ )94/7‬ينظر في قولو‪" :‬كىذا إذا كاف مبتدئا" ألف المبتدئ إذا لم‬
‫يحصل لو ظن أعاد‪ .‬ذكر معناه في (الكواكب) (*) فيتحرل الميتلى‪ ،‬كمن ال يمكنو يبني على األقل‪،‬‬
‫كمن يمكنو كلم يفده في الحاؿ ظنا يعيد‪.‬‬

‫(‪)338/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ المؤيد باهلل‪( :‬كيكره الخركج) من الصبلة )فورا))(‪ ()7‬ألجل الشك العارض إذا كاف الشاؾ (ممن‬
‫يمكنو التحرم) كلو كاف مبتدئا‪ ،‬بل يتحرل‪ .‬كىذا من المؤيد باهلل بناء على مذىبو؛ ألنو ال يفرؽ بين‬
‫المبتدم‪ ،‬كالمبتلى مع حصوؿ الظن‪ ،‬بل يقوؿ‪ :‬يعمل بو المبتدئ كالمبتلى‪ ،‬فأما على المذىب فإنما‬
‫يكره الخركج إذا كاف مبتلى يمكنو التحرم)(‪ ()0‬فأما المبتدئ فيخرج‪ ،‬كيستأنف)(‪ ()3‬كالذم ال يمكنو‬
‫التحرم يبني على األقل)(‪.()4‬‬
‫(نعم) كالكراىة كراىة حظر)(‪ ()5‬إذا كاف ذلك في فريضة؛ لقولو تعالى‪{ :‬كال تبطلوا أعمالكم} (قيل‪:‬‬
‫كالعادة تثمر الظن) )(‪ ()6‬القائل ىو المؤيد باهلل‪ .‬يعني‪ :‬إذا كاف عادة ىذا الشخص اإلتياف بالصبلة تامة‬
‫في غالب األحواؿ‪ ،‬كعرض لو الشك(‪ )7‬في بعض الحاالت‪ ،‬كلم تحصل معو أمارة على كونو لم يغلط‬
‫)(‪ ()8‬إال كوف عادتو التحفظ‪ ،‬كعدـ السهو فإف ذلك يفيده الظن فيعمل بو‪ ،‬ككذا لو كاف عادتو كثرة‬
‫السهو‪ ،‬كعرض لو الشك عمل بالعادة؛ ألنها تفيد الظن‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬ىذا صحيح إذا حصل الظن )(‪ ()9‬فأما إذا لم يحصل ظن فبل تأثير للعادة‪،‬‬
‫كىل يستمر الحاؿ في أنها تفيد الظن ? فيو نظر)(‪ ()72‬كلهذا أشرنا إلى ضعف المسألة بقولنا‪" :‬قيل"‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أما لوخشي خركج الوقت كلم يقيد الصبلة بركعة[في حق المتوضئ] [أك كاف متيمما‪( .‬قرز)]‬
‫فيكوف عذرا‪ ،‬فيخرج كال كراىة‪ ،‬بل يجب عليو الخركج‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )0‬أك في ركن مطلقا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬إذا شك في ركعة‪ ،‬ال في ركن فكالمبتلى‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬إذا كاف مبتلى‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬إذا كاف فرضو التحرم‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬ما لم يحصل معو شاغل عظيم‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )7‬في النقصاف‪.‬‬
‫(‪ )8‬أم‪ :‬لم يسو‪.‬‬
‫(‪ )9‬في الركعة في المبتلى‪ ،‬أك في ركن مطلقا‪ .‬ك(قرز) كعند المؤيد باهلل مطلقا‪.‬‬
‫(‪ )72‬لعلو يستمر ما لم تغير العادة‪.‬‬

‫(‪)339/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ المؤيد باهلل‪( :‬كيعمل بخبر العدؿ في الصحة) )(‪ ()7‬نحو أف يعرض لو الشك في حاؿ الصبلة أك‬
‫بعد تمامها)(‪ ()0‬ىل ىي كاملة صحيحة أـ ال‪ .‬فيخبره عدؿ أك عدلة‪ ،‬حر أك عبد‪ :‬أنها صحيحة فإنو‬
‫يعمل بخبره (مطلقا) سواء كاف شاكا في فسادىا أـ غالبا في ظنو)(‪ ()3‬أنها فاسدة)(‪( ()4‬ك) أما (في‬
‫الفساد)(‪ )5‬فبل يعمل بخبر العدؿ إال (مع الشك))(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألف خبر العدؿ صادر عن قرينة مقالية‪ ،‬كظن نفسو عن قرينة حالية‪ ،‬كالمقالية أقول من الحالية‪،‬‬
‫بدليل أف من رأل مركوب القاضي على باب األمير حصل لو ظن أنو عنده في الظاىر‪ ،‬ثم أخبر أنو في‬
‫المسجد‪ ،‬فكانت أقول‪( .‬غيث معنى) (*) أما لو أخبره عدؿ بالصحة‪ ،‬كآخر بالفساد ػ كاف القوؿ‬
‫لصاحب الفساد مع شك المصلي في صحة صبلتو‪( .‬قرز) (*) كأما خبر الفاسق فحكمو حكم األمارة‬
‫الحالية ػ إف حصل لو ظن بصدقو عمل بو‪ ،‬كإال فبل‪( .‬شرح أثمار) يعني‪ :‬فيما يعمل فيو بالظن‪( .‬قرز)‬
‫(*) ظاىره يعمل بو كل مصل‪ .‬كقيل‪ :‬يعني من فرضو الظن‪.‬‬
‫(‪ )0‬لعلو مع الظن أنها فاسدة‪ ،‬كأما إذا شك فبل حكم لو بعد الفراغ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬مبتدئ أك مبتلى‪.‬‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬بعد تمامها‪.‬‬
‫(‪ )5‬ال يعمل في الفساد بحبر العدؿ إال بشركط خمسة ػ األكؿ‪ :‬أف يكوف شاكا‪ .‬الثاني‪ :‬أف يكوف‬
‫المخبر عدال‪ .‬الثالث‪ :‬أف يكوف موافقا في المذىب‪ .‬الرابع‪ :‬أف ال يعارضو خبر ثقة‪ .‬الخامس‪ :‬أف يخبر‬
‫عن يقين‪ [ ،‬أك ظن مع شك المصلي]‪ .‬السادس‪ :‬أف ال يكوف لو مأرب فيما أخبر بو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬فإف قيل‪ :‬ما الفرؽ بين أكؿ المسألة كآخرىا ? قلنا‪ :‬قد اختلفوا في كجهو‪ ،‬كوف ىذا على نفي‪،‬‬
‫كالشهادة على نفي ال تصح‪ .‬كفيو نظر؛ ألف شهادة النفي إذا استندت إلى العلم تقبل‪ .‬كقيل‪ :‬إف ىذا‬
‫مبني على أنو فرغ منها كعنده أنو أتمها فيعمل بما عنده‪ ،‬ال بقوؿ الثقة؛ ألف علمو أكلى من علم غيره‪.‬‬
‫كقد بنى عليو في الكتاب‪ .‬كقيل‪ :‬الوجو أف األصل الصحة‪ ،‬كعارض الشك إف حصل خبر العدؿ‪،‬‬
‫فتعارض الشك كخبر العدؿ‪ ،‬فرجع إلى الصحة‪ ،‬بخبلؼ الفساد فخبر الثقة عارضو األصل‪ ،‬كىي‬
‫الصحة فلم يعمل بو إال مع الشك‪ ،‬فكاف مرجحا‪ .‬ىكذا ذكر بالمعنى‪ )*( .‬كسواء كاف المخبر عدال‬
‫كاحدا‪ ،‬أك أكثر‪.‬‬

‫(‪)342/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( في صحتها‪ ،‬ال لو غلب في ظنو أنها صحيحة لم يجب العمل بخبر العدؿ بفسادىا‪ ،‬بل يعمل بما عند‬
‫نفسو)(‪.()7‬‬
‫(كال يعمل) المصلي (بظنو(‪ ])0‬أك شكو فيما يخالف إمامو) من أمر صبلتو‪ )3(،‬كلكن ىذا فيما يتابع‬
‫فيو اإلماـ)(‪ ()4‬فأما في تكبيره‪ ،‬كتسليمو‪ ،‬كتسبيحو فيتحرل لنفسو)(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إال أف يخبر عن علم‪ ،‬فإنو يعمل بخبره‪ ،‬كلو معو ظن بصحتها‪( .‬بياف معنى) (*) حيث ليس فيو‬
‫مخالفة لئلماـ‪) .‬بياف( قاؿ في (البستاف) ككذا يقرأ لنفسو إال حيث شك المؤتم في آخر الصبلة السرية‬
‫أنو لم يقرأ لنفسو‪ ،‬فليس لو أف يعزؿ عن اإلماـ كيقرأ لنفسو ألف في ذلك مخالفة‪ .‬األكلى أنو إذا شك‬
‫في القراءة الواجبة عزؿ عن إمامو عند آخر ركوع؛ إذ ىي قطعية‪( .‬مفتي) كمثلو في (شرح النجرم)‬
‫ك(حاشية سحولي) يقاؿ‪ :‬المانع فيو ترؾ القطع بالظن‪ ،‬كال فرؽ بين أف يكوف المتركؾ أك المزيد قطعيا‪،‬‬
‫أك ظنيا‪ ،‬كإال لزـ في الركعات كاألذكار‪ ،‬فتأمل‪ .‬كلعل القبلة مخصوصة مع كوف التوجو إليها ظنيا في غير‬
‫المعاين كنحوه‪( .‬شامي)‬
‫(‪ )0‬إذ يتعارض الظناف‪ ،‬كاألصل الصحة‪ .‬قلت‪ :‬كسواء قبل الفراغ أك بعده [(بحر بلفظو) كظاىر األزىار‬
‫اإلطبلؽ]‪ )*( .‬غالبا احتراز من القبلة فإنو يعمل بظنو‪( .‬حاشية سحولي) (*) ككجهو‪ :‬أف متابعة اإلماـ‬
‫قطعية‪ )*( .‬كإنما قاؿ‪ :‬أك شكو‪ ،‬ككاف داخبل تحت الظن؛ ليحترز من المفهوـ فيما يعود إلى المؤتم فيما‬
‫ال يخالف فيو إمامو‪ ،‬فإنو يعمل بالشك كالظن؛ ألنو لو اقتصر على الظن لم يعمل بشكو في ذلك‪)*( .‬‬
‫بل بالعلم إذا حصل كشاىده‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )3‬كقياـ‪ ،‬أك ركوع‪ ،‬أك سجود‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )4‬أك ينوب عنو‪ ،‬كالقراءة الجهرية‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )5‬ما لم يخالف اإلماـ‪( .‬بياف) كقيل‪ :‬كلو خالف‪( .‬حاشية سحولي)‬

‫(‪)347/0‬‬
‫_____________________________‬

‫(كليعد متظنن))(‪ ()7‬كىو الذم عرض لو الشك في صبلتو فتحرل‪ ،‬فظن النقصاف‪ ،‬فبنى على األقل‪ ،‬ثم‬
‫إنو لما بنى على األقل ارتفع اللبس‪ ،‬ك (تيقن الزيادة) )(‪ ()0‬أم‪ :‬علم علما يقينا‪ ،‬فحكمو بعد ىذا‬
‫اليقين حكم المتعمد للزيادة )(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىذا فيمن فرضو الظن كالمبتلى مطلقا‪ ،‬كالمبتدم في األركاف‪ )*( .‬أك بنى على األقل‪ .‬حيث ال‬
‫يمكنو التحرم‪ ،‬ثم بنى على األقل‪ ،‬ثم تيقن الزيادة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كلعل خبر العدؿ بالزيادة كذلك‪( .‬حاشية سحولي) ىذا يبلئم ما تقدـ في باب الطهارة‪ ،‬في قولو‪:‬‬
‫"كال يرتفع يقين الطهارة" الخ فأقاموا خبر العدؿ مقاـ اليقين‪ ،‬كأما ىنا فلم يعتبركه‪ ،‬كإال لزـ أف يعمل بو‬
‫في الفساد كالصحة‪ ،‬سواء حصل للمصلي ظن أك شك في الطرفين أكال‪( .‬إمبلء شامي) كأما في الصحة‬
‫فهو معموؿ بو‪ ،‬كفي الفساد إف كاف خبره عن علم‪ ،‬كلو مع ظن المصلي الصحة‪ .‬كاهلل أعلم (قرز) [كإذا‬
‫فرغ من صبلتو معتقدا إتمامها‪ ،‬ثم أخبره بنقصانها لم يعمل بقولو إف كاف اعتقاده علما‪ ،‬كإف كاف ظنا‬
‫عمل بقوؿ الثقو إف كاف عن علم‪ ،‬ال إف كاف عن ظن‪(.‬بلفظو) ] (*) (فائدة) لو سلم على يمينو‪ ،‬ثم‬
‫نسي فظن أنو لم يسلم‪ ،‬فأعاد التسليم‪ ،‬ثم تيقن أف تسليمو الثاني زيادة‪ .‬ىل تلزمو اإلعادة ? قاؿ الفقيو‬
‫يحيى البحيبح‪ :‬إف سلم الثانية كىو منحرؼ لم يضر‪ ،‬كإف أعاد الثانية بعد أف استقبل القبلة كتيقن‬
‫الزيادة فسدت عند أبي طالب‪ ،‬كأبي العباس‪ ،‬كالمنصور باهلل‪( .‬بحر) فلو زاد على الثانية بطلت‪ ،‬كلو ىو‬
‫منحرؼ‪ ،‬كىو مفهوـ األزىار‪ ،‬بقولو‪" :‬أك تسليمتين مطلقا"‪( .‬كواكب) (*) كسواء كانت الزيادة في ركعة‪،‬‬
‫أك ركن‪( .‬قرز) (*) ألنو قد قصد فعلها‪ ،‬لكنو لم يعلم أنها مزيدة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككذا النقصاف فتجب اإلعادة مطلقا في الوقت كبعده إذا كاف قطعيا‪( .‬قرز) (*) ككذا النقصاف في‬
‫المتظنن إذا ظن أنو قد أدل الركوع فإنخفض للسجود‪ ،‬ثم تيقن أنو لم يأت بو فعاد إلى الركوع فالسجود‬
‫زيادة متظننة (‪ )7‬فيتقدر فيهما الخبلؼ‪( .‬كشلي) (‪[ )7‬كالقياس‪ :‬فالركوع نقصاف متظنن]‪.‬‬
‫(*) يقاؿ‪ :‬المتعمد يعيد في الوقت كبعده‪ ،‬ال ىنا إال أف يكوف قطعيا‪ ،‬مثل غسل الرجلين‪( .‬دكارم)‬
‫(قرز)‬

‫(‪)340/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( ذكره أبو طالب‪ ،‬كأبو العباس‪.‬‬


‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬ليس المتظنن كالعامد‪ ،‬فبل تجب عليو اإلعادة‪.،‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كلعل الخبلؼ حيث تيقن الزيادة(‪ )7‬كالوقت باؽ‪ ،‬فأما لو لم يتيقنها حتى‬
‫خرج الوقت فاألقرب أنو ال يعيد الصبلة اتفاقا (كيكفي الظن)(‪ )0‬في أداء الظني‪ ،‬يعني‪ :‬أف ما كجب‬
‫بطريق ظني)(‪ ()3‬من نص‪ ،‬أك قياس ظنيين‪ ،‬أك نحوىما )(‪ ()4‬كفى المكلف‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ال النقصاف فيعيد مطلقا‪.‬‬
‫(‪ )0‬كلفظ (البياف) (مسألة) كما كاف كجوبو ظنيا جاز أداؤه بالظن‪ ،‬كنية الوضوء‪ ،‬كتسميتو‪ ،‬كترتيبو‪،‬‬
‫كتكبيرة الصبلة‪ ،‬كقراءتها‪ ،‬كتشهدىا‪ ،‬كاالعتداؿ فيها‪ ،‬كنحو ذلك‪ ،‬كما كاف كجوبو قطعيا فما يكثر فيو‬
‫الشك يجوز أداؤه بالظن أيضا‪ ،‬كأبعاض الوضوء [في المبتلى‪( .‬قرز)] كأبعاض الصبلة [في ركن مطلقا‪،‬‬
‫أك ركعة في المبتلى‪( .‬صعيترم) (قرز)] كأبعاض الصوـ‪ ،‬كأبعاض الزكاة كأبعاض الحج‪ .‬كما يمكن أداؤه‬
‫بالعلم‪ ،‬كيقل فيو الشك ػ فبل يعمل فيو إال بالعلم‪ ،‬كأصل الصبلة‪ ،‬كالوضوء‪ ،‬كالصوـ‪ ،‬كالزكاة [ لعلو‬
‫حيث التبس كم الواجب عليو‪ .‬أك كم فايت الصوـ‪( .‬قرز)] كالحج إذا شك ىل قد فعل ذلك أـ ال‪.‬‬
‫قيل [اإلماـ يحي]‪ :‬كإف أخبره ثقة بأنو قد فعل عمل بو؛ ألنو مقبوؿ في العبادات‪( .‬بياف بلفظو‪)95/7‬‬
‫(‪ )3‬مثل غسل‪ ،‬أك مسح ػ فيكفي الظن أنو فعل أحدىما‪.‬‬
‫(‪ )4‬إجماع ظنى‪ ،‬كىو ما نقلو اآلحاد‪ ،‬كىو اإلجماع السكوتي‪ .‬مثاؿ اإلجماع الظني‪ :‬كالصبلة بالمشبع‬
‫صفرة كحمرة‪ ،‬كما ذكر أبو جعفر‪ ،‬كأبو مضر‪ ،‬كمثل‪ :‬صبلة الجمعة ال تصح إال بإماـ عادؿ‪ .‬كىو ما‬
‫حكاه صاحب اللمع عن أىل البيت‪ .‬كمثاؿ القياس الظنى في العبادات‪ :‬قياس عيد اإلضحى للبس في‬
‫ثانيو على قضاء صبلة عيد اإلفطار للبس‪ ،‬ففيو أمر صلى اهلل عليو كآلو كسلم الناس باإلفطار‪ ،‬كالصبلة‬
‫من الغد؛ ألف أصل كجوبها يعني‪ :‬صبلة العيد ظني‪ ،‬كالنص الظني‪ :‬كستر العورة ألنو نص ظني؛ ألنو‬
‫اختلف فيو‪ ،‬فقاؿ أبو العباس‪ :‬إف الظلمة ساترة‪ ،‬فهو نص ظني‪.‬‬

‫(‪)343/0‬‬

‫_____________________________‬

‫في الخركج عن عهدة األمر بو أف يغلب في ظنو أنو قد أداه‪ ،‬كال يلزمو تيقن أدائو‪ ،‬كذلك كنية‬
‫الوضوء)(‪ ()7‬كترتيبو‪ ،‬كتسميتو‪ ()0()،‬كالمضمضة‪()3()،‬كقراءة الصبلة)(‪ ،()4‬كاالعتداؿ‪ ،‬كنحو‬
‫ذلك)(‪.()5‬‬
‫(كمن) الواجب (العلمي) كىو الذم طريق كجوبو قطعي ما يجوز أداؤه بالظن‪ ،‬كذلك (في أبعاض) منو‪،‬‬
‫ال في جملتو‪ ،‬كال بد في ىذه األبعاض أف تكوف مما إذا أعيدت (ال يؤمن عود الشك فيها) كذلك‬
‫كأبعاض الصبلة )(‪()6‬كأبعاض الحج )(‪.()7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالصبلة‪ )*( .‬خبلفا ألبي حنيفة في النية كالترتيب‪.‬‬
‫(‪ )0‬خبلؼ الفريقين‪.‬‬
‫(‪ )3‬خبلؼ مالك‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كأبي يوسف‪.‬‬
‫(‪ )4‬في تفصيلها [كالمعنى في التفصيل‪ :‬لو علم الفاتحة كشك في اآلية‪ ،‬أك العكس ػ كفى الظن‪( .‬قرز)‬
‫]ال في جملتها‪ ،‬فهي قطعية‪( .‬تبصرة) ألنو لم يخالف فيها إال نفاة األذكار‪ ،‬كقد انقرض خبلفهم‪.‬‬
‫(صعيترم) يعني‪ :‬آية فقط؛ ألف خبلؼ أبي حنيفة فيما زاد على آية‪.‬‬
‫(‪ )5‬تكبيرة االفتتاح‪ ،‬كالتشهد‪.‬‬
‫(‪ )6‬ألف ىذا كثيرا ما يعرض الشك فيو‪ ،‬كلهذا قاؿ‪" :‬ال يؤمن عود الشك فيها" بخبلؼ أبعاض الوضوء‬
‫القطعية فإنو يجب اإلعادة كما مضى [في الوقت كبعده‪ ،‬كال يكتفى منها بالظن؛ ألنها من األبعاض‬
‫الذم إذا اعيدت أمن عود الشك فيها‪ ،‬كىو يقاؿ‪ :‬لو كاف مبتلى بالشك في الوضوء‪ ،‬فلعلو يأتي فيو‬
‫تفصيل المبتلى بالشك في الصبلة؛ إذ الفرؽ‪( .‬حاشية سحولي) فيكوف الذم تقدـ مطلقا مقيدا بهذا‪.‬‬
‫(قرز)]‬
‫(*) في الركن مطلقا‪ ،‬أك في الركعة كالمبتلى‪( .‬صعيترم)(قرز) (*) كأما أعماؿ الوضوء فقد تقدـ الكبلـ‬
‫فيها‪( .‬غيث)‬
‫(‪ ) 7‬ألف كل ركن من الثبلثة فيو بمنزلة صبلة كاملة‪ ،‬كاألشواط بمنزلة الركعة‪ ،‬فكما ال بد من اليقين في‬
‫جملة الصبلة ال بد من اليقين في الركن‪ ،‬بل الطواؼ [طواؼ الزيارة ]كالركعة‪ ،‬كالشوط كالركن‪ ،‬كالحج‬
‫كالصبلة‪( .‬بحر معنى) ك(قرز)(*) كالمبتلى‪ )*( .‬كالسعي‪ ،‬كالطواؼ‪ ،‬كعدد الحصى‪ ،‬ككقت الوقوؼ‪.‬‬

‫(‪)344/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قولو‪" :‬ال يؤمن عود الشك فيها" احتراز من أبعاض يؤمن عود الشك فيها‪ ،‬كذلك نحو أف يشك في‬
‫جملة أم أركاف الحج‪ ،‬نحو أف يشك في الوقوؼ )(‪ ()7‬أك في نفس طواؼ الزيارة)(‪ ()0‬أك اإلحراـ‪،‬‬
‫فإف ىذه أبعاض إذا شك فيها لزمت إعادتها‪ ،‬كلم يكف الظن في أدائها‪.‬‬
‫[كيفية سجود السهو]‬
‫فصل‬
‫(ك) المشركع من السجود (ىو سجدتاف) )(‪ ()3‬اتفاقا‪ ،‬كاختلف الناس في موضع فعلهما‪ ،‬فالمذىب‬
‫أنهما مشركعتاف (بعد كماؿ التسليم) )(‪ ()4‬أم‪ :‬بعد تسليم المصلي التسليمتين جميعا‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كىذا رأل القاسم‪ ،‬كالهادم‪ ،‬كزيد‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأبي حنيفة‪ ،‬قاؿ‪ :‬كىو المختار‪.‬‬
‫القوؿ الثاني‪ :‬أنهما قبل التسليم‪ ،‬كىذا ىو المشهور عن الشافعي )(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬مكاف الوقوؼ‪ ،‬كىل كقف أـ ال‪ ،‬كىل ىذا مكانو أـ ال‪ .‬كأما الوقت فيعمل بالظن كما‬
‫يأتي‪(.‬قرز)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬قد طاؼ أـ ال‪ .‬يعني‪ :‬جميع الطواؼ‪ ،‬ال أبعاضو فيعمل فيو بالظن‪ .‬قيل‪ :‬كإف أخبره عدؿ‬
‫بأدائو عمل بو؛ ألنو يعمل بخبره في العبادات‪( .‬قرز) (*) ال في سائر الطوافات‪ ،‬فيكفي فيها الظن؛‬
‫ألنها ظنية‪ )*( .‬كأما طواؼ القدكـ‪ ،‬كالوداع فيكفي فيهما الظن‪( .‬قرز) (*) ىذا في المبتلى‪ ،‬كأما في‬
‫المبتدأ فكما تقدـ‪ .‬يعني‪ :‬في الركن فقط‪(.‬تذكرة) كقد ذكره (ابن راكع)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كيدخبلف تبعا للتسليم‪ .‬ك(قرز)(*) كيدخبلف في تيمم الفريضة‪(.‬قرز) كيكقي الظن في أدا ئهما‬
‫لكونهما ظنيين‪( .‬قرز) قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬كيكفي الظن في حصوؿ أم أسبابو‪ ،‬كقد ذكره (ابن راكع)‪.‬‬
‫كقرره (المفتي) كقاؿ أبو طالب‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬ال بد من اليقين‪.‬‬
‫(‪ )4‬حجتنا ما ركاه (ثوباف) (لكل سهو سجدتاف بعد أف سلم) كىذا نص فيما ذىبنا إليو‪ )*( .‬فإف سجد‬
‫قبلو بطلت؛ ألنو زاد فيها ركنين فصاعدا عمدا‪( .‬قرز) (*) مطلقا سواء كاف بزيادة أك نقصاف‪ ،‬أك بهما‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )5‬كمن جعلهما قبل فبل يتشهد كال يسلم لها [ألنو جبر لها‪ ،‬كالجبراف متقدـ]‪.‬‬

‫(*) فرع فلو صلى الهدكم خلف الشافعي كالناصرم‪ ،‬كسجد اإلماـ قبل التسلم فاألقرب أنو ال يسجد‬
‫معو‪ ،‬بل يقف حتى يسلم‪ ،‬كيسلم معو(‪ )0‬كتصح صبلتو‪ ،‬كيسجد لسهو اإلماـ بعدتسليمو (قرز) يعني‪:‬‬
‫تصح صبلتنا على قولنا‪ :‬إف اإلماـ حاكم‪ ،‬ككذا إذا سجد اإلماـ الشافعي للتبلكة في حاؿ الصبلة لم‬
‫يسجد معو الهدكل‪ ،‬بل ينتظر كما مر‪( .‬بياف) فلو سجد بطلت صبلتو؛ ألنو زيادة ركن عمدا‪( .‬بياف)‬
‫(قرز) كأما العكس فهل يسجد الشافعي قبل التسليم‪ ،‬أك ينتظر فراغ إمامو الهدكل ? [قيل ينتظر تسليم‬
‫اإلماـ ثم يسجد كيسلم‪(.‬سماع سيدنا)] (‪[ )7‬فلو صلى الشافعي خلف ىادكم فإنو يؤخر السجود إلى‬
‫بعد تسليم اإلماـ كيسجد‪ ،‬كيسلم‪ ،‬كيكوف عذرا لو في التأخير‪( .‬قرز)] (‪[ )0‬يقاؿ‪ :‬فهل يسجد المؤتم‬
‫بعد التسليم لسهو إمامو ? فإف قلنا بذلك فهي غير مجزية عند اإلماـ‪ ،‬كصبلتو منوطة بصبلة اإلماـ ?‬
‫كإف قلنا بخبلفو‪ ،‬فماذا يقاؿ ?‪ .‬لعلو يقاؿ‪ :‬يسجد‪ ،‬كإف لم يكن مجزيا عند اإلماـ؛ إذ التجبير بالسجود‬
‫لنقص صبلة المؤتم ال صبلة اإلماـ‪( .‬سماع سيدنا علي بن أخمد رحمو اهلل)‪( .‬قرز) ]‬

‫(‪)345/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(‪.‬‬
‫القوؿ الثالث‪ :‬للصادؽ‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كمالك‪ :‬أنهما إف كانا ألجل نقصاف فقبل التسليم‪ ،‬كإف كانا لزيادة‬
‫فبعده)(‪.()7‬‬
‫القوؿ الرابع‪ :‬قوؿ الشافعي في القديم‪ :‬إنو مخير‪ ،،‬كعندنا(‪ )0‬أنو ال كقت لهما)(‪ ()3‬محدكد‪ ،‬بل‬
‫يسجدىما (حيث ذكر) )(‪()4‬سواء كاف في ذلك المصلى‪ ،‬أك قد انتقل‪.‬‬
‫قاؿ علي خليل‪ :‬كعن المؤيد باهلل‪ :‬أنو يسجد ما لم يقم من مصبله‪ ،‬أك يفعل ما ينافى الصبلة‪.‬‬
‫كزاد المنصور باهلل‪ :‬أك يدخل في صبلة أخرل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو اجتمع زيادة كنقصاف ? فقاؿ في الكافي‪ :‬يسجد للزيادة بعده‪( .‬كواكب)[فلو علم أنو عليو‬
‫سجدتاف‪ ،‬ثم التبس فبعده‪(.‬تذكرة) ] كقيل للنقص قبلو‪( .‬زىور) كقيل‪ :‬يخير‪.‬‬
‫(‪ )0‬الواك كاك االستئناؼ‪.‬‬
‫(‪ )3‬األكلى‪ :‬ال مكاف لهما‪ .‬كأما الوقت فوقتهما كقت الصبلة المجبرة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كندب أف يعود إلى مصبله؛ لفعلو صلى اهلل عليو كآلو أنو حين صلى العصر خمسا عاد إلى مصبله‬
‫كسجد‪ )*( .‬كلو في كقت كراىة‪.‬‬

‫(‪)346/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كالذم في اإلفادة عن المؤيد باهلل‪ :‬أنو يعود إلى سجود السهو‪ ،‬كإف دخل في األدعية المركية إذا كاف‬
‫جالسا في مصبلة‪.‬ثم بين عليو السبلـ أنو يفعل السجود حيث ذكر (أداء) إذا كاف كقت الصبلة التي‬
‫يجبرىا بو باقيا (أك قضاء))(‪ ()7‬كذلك حيث قد خرج كقت الصبلة المجبورة بو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬غالبا) احتراز ممن سها في صبلة العيد كالجمعة فإنو ال يجب قضاؤىما إذا خرج كقتهما‪( .‬حفيظ)‬
‫لئبل يزيد الفرع على أصلو‪( .‬مفتي) كقيل‪ :‬ال فرؽ‪ .‬كمثلو عن (الدكارم) (*) كإذا قيد الصبلة بركعة‪ ،‬ثم‬
‫حرج الوقت كاف سجوده السهو قضاء‪ ،‬كقيل‪ :‬أداء‪( .‬حثيث) ك(سحولي) فإف صادؼ الفراغ من الصبلة‬
‫آخر الوقت ىل يلزمو أف يقضي أـ ال ? لعلو أكلى [أم‪ :‬عدـ القضاء]؛ ألنو لم يتضيق عليو األداء‪.‬‬
‫(مفتي) إال أف يقاؿ‪ :‬قد كجبت عند كجود سببو‪ ،‬كإف منع منو غيره‪( .‬مفتي) ك(قرز)(*) كأما سجدتى‬
‫السهو في العيد فبل يجب قضاؤىما؛ ألف صبلة العيد ال تقضى بنفسها‪ ،‬فكذا في سجدتي(‪ )7‬السهو‬
‫باألكلى‪ ،‬كلئبل يزيد فرع الشيء على أصلو‪( .‬مفتي) ككذا في سجدتي الجمعة فبل قضاء‪[ )7( .‬كظاىر‬
‫األزىار ال فرؽ‪ .‬كقاؿ المتوكل على اهلل عليو السبلـ‪ :‬تقضى في صبلة العيد الجمعة يأتي لهما بسجود‬
‫السهو من غير نية أداء كال قضاء‪ .‬قاؿ‪ :‬ككاف يقوؿ (القاضي عامر) بو في جميع سجود السهو‪ ،‬بعد‬
‫خركج الوقت‪(.‬مفتي)]‬
‫(‪)347/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬كال يجب قضاء السجود (‪ )7‬إال (إف ترؾ) (‪ )0‬فعلو قبل خركج الوقت‬
‫(عمدا))(‪ ()3‬ال إذا ترؾ سهوا‪ ،‬أك جهبل بوجوبو حتى خرج الوقت‪ ،‬فإنو ال يلزمو قضاؤىما(‪ .)4‬قاؿ‬
‫عليو السبلـ‪ :‬كىذا صحيح؛ ألنو كاجب مختلف فيو‪.‬‬
‫(كفركضهما) خمسة )(‪ :()5‬ػ األكؿ‪( :‬النية للجبراف)(‪ )6‬أم‪ :‬لجبراف صبلتو التي لحقها نقص ألجل‬
‫زيادة أك نقصاف أك نحوىما )(‪ ،()7‬فإف كاف مؤتما )(‪ ()8‬غير الحق لزمتو نية االئتماـ فيهما‪ ،‬كيلزـ‬
‫اإلماـ نية اإلمامة فيهما‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيصح تقيده بسجدة كاحدة‪ ،‬كيكوف أداء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كأما الصبلة المقضية جيث سها فيها فترؾ الجبراف سهوا ? ينظر‪ .‬قلت‪ :‬لعلو يقاؿ‪ :‬الفراغ مما ال‬
‫كقت لو كحركج كقت المؤقت‪ ،‬فبل يجب قضاؤىما‪( .‬نظرية) كقيل‪ :‬كقتو العمر‪ ،‬فيلزـ القضاء في‬
‫القضاء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كاستمر العلم إلى خركج الوقت‪( .‬شرح فتح) (قرز)‬
‫(‪ )4‬فائدة) لو قيد الصبلة بركعة كفعل آخرىا بعد خركج الوقت فسجود السهو أداء [قوم] إذ ىو من‬
‫توابع الصبلة؛ ألنو جبر لها‪ .‬أجاب بذلك حي موالنا القاسم بن محمد رضواف اهلل عليو‪ .‬كعن (المفتي)‪:‬‬
‫يكوف قضاء‪ .‬كينظر لو قيد سجدتي السهو بسجدة‪ ،‬ثم خرج الوقت قبل اإلتياف بالسجدة الثانية‪ .‬ىل‬
‫يقاؿ‪ :‬قد قيدىا فتكوف أداء ? الظاىر أنها أداء؛ ألف سجدتيها بمنزلة ركعتين‪( .‬مفتي) (قرز) (*)ىذه‬
‫العبارة تؤذف أف الجهل كالسهو ال بد أف يستمرا إلى آخر الوقت‪( .‬مفتي) كقيل‪ :‬المراد إذا جاء آخر‬
‫الوقت بقدر ما يسعهما كىو ناس‪ ،‬كإف قد ذكر قبل‪( .‬سماعا) ككبلـ الفتح في باب القضاء يويد السماع‬
‫األخير‪.‬‬
‫(‪ )5‬السادس‪ ،‬كالسابع‪ :‬استقباؿ القبلة‪ ،‬كنية الملكين‪(.‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كلو مشركطة إف كاف‪ .‬كقيل‪ :‬ال بد من التيقن‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬الفعل اليسير‪.‬‬
‫(‪ )8‬كال يصحاف جماعة إال مع إماـ تلك الصبلة‪( .‬سماع) ال على جهة االستخبلؼ‪( .‬نهاية معنى)‬
‫كقيل‪ :‬ال فرؽ‪ ،‬بل يصح مطلقا‪[ .‬إذا كاف الفرض كاحدا‪( .‬مفتي) (قرز) ]‬

‫(‪)348/0‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬لعل مرادىم أنها ال تكمل الجماعة فيهما إال بذلك‪ ،‬كما قلنا في صبلة الجماعة‪ ،‬كال‬
‫كجو يقتضى تحتم االئتماـ فيهما؛ ألنهما كالفريضة المستقلة بعد الخركج من الصبلة‪.‬‬
‫كعن بعض المذاكرين‪ :‬أف نية اإلماـ كالمؤتم ال تجب اكتفاء بنية ذلك في الصبلة‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كعلى قوؿ المؤيد باهلل ال تجزئ النية للجبراف‪ ،‬بل للسهو‪.‬‬
‫كعلى قوؿ أبي طالب إف تركو عمدا نول للجبراف‪ ،‬ال للسهو‪ ،‬كإف تركو سهوا خير بين نية السهو‬
‫كالجبراف‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو حسن‪ :‬بل نية الجبراف تجزئ )(‪ ()7‬عند الجميع مطلقا(‪.)0‬‬
‫قاؿ موالناعليو السبلـ‪ :‬كىذا ىو الصحيح لما فيها من العموـ‪.‬‬
‫(ك) الفرض الثاني‪( :‬التكبيرة)(‪ )3‬لئلحراـ قاعدا‪ ،‬كإذا سبقو اإلماـ بسجدة)(‪ ،()4‬كلحقو المأموـ في‬
‫السجدة الثانية أتم البلحق بعد تسليم إمامو عن سجوده‪ ،‬ال قبل كالصبلة‪.‬‬
‫(ك) الفرض الثالث‪( :‬السجود) كىو سجوداف اثناف‪ ،‬قاؿ عليو السبلـ‪ ،‬كقد استغنينا عن ذكر الثاني‬
‫بقولنا أكال‪" :‬كىو سجدتاف"‪.‬‬
‫(ك) الفرض الرابع‪( :‬االعتداؿ) بين السجدتين‪ ،‬كما في الصبلة‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلعل من خالف ىنالك)(‪ ()5‬يخالف ىنا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو تعمد ترؾ المسنوف كنواه للسهو لم تجزه النية عند الجميع (*)عند الجميع مطلقا‪ :‬سواء كاف‬
‫عمدا أك سهوا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬سواء كاف عمدا أك سهوا‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال يصح أف يكبر كاإلماـ ساجد إذا لم يدرؾ معو تلك السجدة‪ ،‬كما لو كبر في الصبلة كاإلماـ‬
‫ساجد‪ ،‬بخبلؼ ما لو أدركو راكعا‪( .‬قرز) (*) قاعدا‪ :‬كال يجزئ من قياـ‪( .‬قرز) كقاؿ بعضهم‪ :‬كلو‬
‫مهويا‪( ،‬ذكره الفقيو ناجي)‪ )*( .‬كتجب الطمأنينو (ذكره الفقيو علي) كقاؿ القاضي عبد اهلل الدكارم‪ :‬ال‬
‫تجب الطمأنينو‪( .‬قرز) ألنو ال ركوع بعدىا‪ ،‬كمثلو عن (السحولي) كىو ظاىر األزىار‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كيكفي إدراؾ اإلماـ ساجدا إذ السجدة كالركوع‪ .‬كقيل‪ :‬يشترط أف يشاركو في حاؿ الطمأنينة[كإال‬
‫لم تصح]‪.‬‬
‫(‪ )5‬المنصور باهلل‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كمالك‪.‬‬

‫(‪)349/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) الفرض الخامس‪( :‬التسليم)(‪ )7‬قاعدا معتدال‪ ،‬كما في الصبلة‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلعل من خالف ىنالك يخالف ىنا‪.‬‬
‫(كسننهما) ثبلثة (تكبير النقل‪ ،‬كتسبيح السجود) كما مر في الصبلة‪.‬‬
‫(ك) الثالث (التشهد) قبل التسليم‪ .‬كاختلف في تعيينو‪ ،‬فعن زيد بن علي‪ :‬أنو التشهد األكسط‪ .‬كعن‬
‫بعضهم)(‪ ()0‬الشهادتاف فقط(‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو ترؾ شيئا من فركض سجدتي السهو عمدا بطلت‪ ،‬كسهوا أتى بو قبل التسليم‪ ،‬ملغيا ما تخلل‪،‬‬
‫كال يسجد لذلك‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )0‬ىو القاضي جعفر‪ )*( .‬كقاؿ محمد بن منصور‪ ،‬صاحب جامع آؿ محمد [المعركؼ بأمالي اإلماـ‬
‫أحمد بن عيسى كىي التي تسمى العلوـ ػ كقد طبعت أخيرا تحت اسم رأب الصدع]‪ :‬إنو التشهد‬
‫األخير‪.‬‬
‫(‪ )3‬قلت‪ :‬كىو األصح‪( .‬بحر) (*) كقيل‪ :‬الشهادتاف‪ ،‬كالصبلة على النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪.‬‬

‫(‪)352/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيجب على المؤتم) إذا سها)(‪ ()7‬إمامو أف يسجد (لسهو اإلماـ (‪ )0‬أكال) كإف لم يسجد اإلماـ)(‪()3‬‬
‫كينوم بسجوده جبراف صبلتو‪ ،‬لما‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو سها قبل دخولو معو‪( .‬بياف معنى) (قرز) (*) (مسألة) كال يجب (‪ )7‬علىالمؤتم (‪ )0‬أف يسأؿ‬
‫ىل سجد إمامو أـ ال‪ ،‬لكن إذا غلب في ظنو أنو سجد لزمو أف يسجد‪ .‬كقيل‪ :‬ال يجب‪ ،‬كىوالقول‪.‬‬
‫(مفتي) (‪ )7‬ألف تحصيل شرط الواجب ليجب ال يجب‪ )0( .‬كىل يجب على الغير إعبلمو ? ال يبعد‬
‫أف يجب عليو تنبيهو‪ ،‬إذا عرؼ أف مذىبو كجوب ذلك‪ ،‬كإال فندب‪ )*( .‬كىل يجب الترتيب‪ ،‬فيقدـ‬
‫سجود اإلماـ األكؿ فاألكؿ ? ذكر في بعض الحواشى‪ :‬أنو يجب‪ ،‬كقد ذكره في (شرح ابن معوضة) عن‬
‫األزىار‪ ،‬كقرره بعض المشائخ‪ .‬كفي (البحر)‪ :‬ال يجب‪ .‬كمثلو في (البياف) كىو ظاىر األزىار‪ .‬كقواه‬
‫(عامر) ك(الهبل) (*) فإف سها اإلماـ بعدخركح المؤتم ? قاؿ الفقيو حسن‪ :‬يلزـ السجود؛ إذ النقص‬
‫يلحق الكل‪ ،‬كال يقاس على ىذا لو فسدت صبلة اإلماـ بعد أف خرج المؤتم؛ إذ قد قالوا‪ :‬ال تفسد‬
‫عليو إف عزؿ عند فساد صبلة اإلماـ‪ .‬كقيل‪ :‬تفسد‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬كيفرؽ بينهما أف سجود السهو لحق‬
‫الصبلة نقص لسبب نقص صبلة اإلماـ‪ ،‬كنقص صبلتو حاصل بأم سبب بعد خركج المؤتم أك قبلو‪،‬‬
‫بخبلؼ الفساد فبل ينعطف‪ ،‬كما لو فسدت على اإلماـ كعزؿ المؤتم‪ ،‬كذلك في نحو صبلة الخوؼ‪ ،‬أك‬
‫على قوؿ المؤيد باهلل في المسافر‪ ،‬ككذا الخليفة المسبوؽ على المذىب‪ )*( .‬قاؿ الفقيو محمد بن‬
‫سليماف‪ :‬فلوشرع في سجود نفسو‪ ،‬ثم سجد إمامو لزمو أف يخرج‪ ،‬كيسجد معو‪( .‬صعيترم) فإف استمر‬
‫لم يجزه إال على أحد احتمالي (علي خليل)‪ .‬كإف سجد لنفسو‪ ،‬ثم سجد اإلماـ بعد فراغو من سجود‬
‫نفسو لزمو إعادة سجود نفسو‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالمجذكب السابق يتقدـ للسجود جنب اإلماـ إف أمكن‪ ،‬كإال صلى مكانو جيث قد أحرـ اإلماـ‪.‬‬
‫(قرز) كمثلو عن الفقيو يوسف‪ ،‬ذكره في (التكميل)‪.‬‬
‫(‪ )3‬حيث علم كجوبو على مذىب اإلماـ‪ ،‬ككذا لو ظن‪ ،‬ككذا لو سجد اإلماـ‪(.‬قرز)‬

‫(‪)357/0‬‬

‫_____________________________‬

‫لحقها من النقص لسهو )(‪ ()7‬إمامو‪.‬‬


‫كقاؿ زيد‪ ،‬كالناصر‪ :‬إذا لم يسجد اإلماـ لسهوه لم يجب على المؤتم السجود )(‪.()0‬‬
‫(ثم) إذا فرغ من سجود سهو إمامو سجد (لسهو نفسو) كعند الناصر‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأبي حنيفة‪،‬‬
‫كالشافعي‪ :‬ال يجب)(‪ ()3‬على المؤتم أف يسجد لسهو نفسو إال أف يكوف الحقا‪ ،‬كسها بعد تسليم‬
‫اإلماـ‪.‬‬
‫(قيل)‪ :‬كإنما يسجد المؤتم لسهو نفسو بعد سجوده لسهو إمامو في السهو (المخالف) لسهو إمامو (إف‬
‫كاف) منو سهو مخالف‪ ،‬فأما لو كاف موافقا لسهو إمامو فإنو يكفي سجود كاحد اتفاقا‪ ،‬ذكر ذلك الفقيو‬
‫حسن‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كحكاية اإلجماع تحتاج إلى تصحيح؛ ألف عموـ احتجاج الهدكية يقضي بعدـ‬
‫التفرقة بين المتفق كالمختلف)(‪ ()4‬كلهذا أشرنا إلى ضعف الفرؽ بقولنا‪" :‬قيل"‪.‬‬
‫كمثاؿ المتفق‪ :‬أف يكوف سهو اإلماـ بتركو تكبيرة النقل في أم ركعة‪ ،‬كسهو المؤتم بتركو تلك التكبيرة أك‬
‫غيرىا)(‪ ()5‬في تلك الركعة‪ ،‬أك في ركعة أخرل‪ ،‬أك نحو ذلك‪.‬‬
‫كالمختلف‪ :‬نحو أف يترؾ اإلماـ قراءة‪ ،‬كالمأموـ تسبيحا‪ ،‬أك نحو ذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو من جهة إمامو؛ ليكوف أعم‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )0‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال تختلفوا على إمامكم)‪.‬‬
‫(‪ )3‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ليس على من خلف اإلماـ سهو)‪ .‬لنا عموـ قولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪( :‬لكل سهو سجدتاف)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كيقاؿ‪ :‬فيو محل الخبلؼ مع االتفاؽ‪ ،‬كمحل االتفاؽ مع االختبلؼ‪.‬‬
‫(‪ )5‬من التكبيرات‪.‬‬

‫(‪)350/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال يتعدد) السجود (لتعدد السهو))(‪ ()7‬فلو سها المصلي في صبلتو مرارا كفاه لذلك كلو‬
‫سجدتاف)(‪ ()0‬عندنا‪ ،‬كلو أجناسا (إال) أف السجود قد يتعدد لعارض‪ ،‬كذلك (لتعدد أئمة) استخلف‬
‫بعضهم بعضا‪ ،‬كسها كل كاحد من المستخلفين فإنو يتعدد السجود عليهم‪ ،‬كعلى المؤتمين‪ ،‬بشرط أف‬
‫يكوف األئمة (سهوا قبل االستخبلؼ) )(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو سها في الظهر كالعصر قدـ أيهما شاء‪( .‬حاشية سحولي) ك(قرز) كيؤخذ من ىذا أنو يصح أف‬
‫يصلي العصر قبل جبراف الظهر‪ ،‬خبلؼ ما يقاؿ‪ :‬إف ذلك ال يصح‪ ،‬حتى يجبر الظهر؛ ألجل الترتيب‪.‬‬
‫(*) قياسا على الحدكد‪( .‬بحر) ينظر ما الجامع بينهما ? ثم إنو يقاؿ‪ :‬ال قياس مع نص‪ ،‬كىو قولو صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم (لكل سهو سجدتاف) كلعل األكلى في االحتجاج إجماع اآلؿ‪ ،‬أك األمة قبل خبلؼ‬
‫المخالف‪( )*( .‬فائدة) عن الفقيو يوسف‪ :‬لو صلى المؤتم مع اإلماـ األكلتين نافلة‪ ،‬أك فريضة على قوؿ‬
‫المؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كصلى اآلخرتين فريضة‪ ،‬كسها اإلماـ في األكلتين كاآلخرتين‪ ،‬فيحتمل أف‬
‫يجب على المؤتم سجود كاحد لئلماـ‪ ،‬كيحتمل سجوداف؛ ألنهما صبلتاف للمؤتم‪ .‬ذكره (الدكارم)‪.‬‬
‫(تكميل) ىذا على قوؿ القاسم‪ :‬إنها فرض في الفرض كالنفل‪ .‬كقيل‪ :‬يندب في األكلتين‪ ،‬كيجب في‬
‫اآلخرتين‪ .‬ك(قرز) لكن يقاؿ‪ :‬ظاىر قولو‪" :‬كيجب على المؤتم" يقتضي الوجوب‪ ،‬كلو نفبل‪ )*( .‬صوابو‪:‬‬
‫لتعدد موجبو؛ ليدخل العمد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬خبلؼ داكد‪ ،‬كابن أبي ليلى‪ ،‬سواء كاف من جنس أك أجناس عندىما‪( .‬ذكره ابن عبد الباعث)‪)*( .‬‬
‫عندنا خبلؼ األكزاعي‪.‬‬
‫(‪ )3‬مثالو) لوأحدث األكؿ من األئمة كقد سها‪ ،‬ثم استخلف مؤتما قد سها‪ ،‬ثم إف ىذا الخليفة سها‪،‬‬
‫كاستخلف أيضا مثلو‪ ،‬ثم إف الثاني استخلف بعد سهوه ثالثا‪ ،‬فعلى ىذا الخليفة الثالث أف يسجد لسهو‬
‫نفسو بعد االستخبلؼ‪ ،‬كلسهو الخليفة الثاني كاألكؿ بعده‪ ،‬كلسهو الخليفة األكؿ ػ سجودا كاحد‪ ،‬ثم‬
‫لسهو الخليفة األكؿ قبل االستخبلؼ‪ ،‬ثم لسهو الثاني‪ ،‬ثم لسهو الثالث (‪ )7‬كذلك‪ ،‬ثم لسهو نفسو‬
‫كذلك‪ ،‬كعلى المؤتمين خمسة‪ ،‬ىذه األربعة‪ ،‬ثم الخامس ألنفسهم‪[ )7( .‬مجرد مثاؿ‪ ،‬كىكذا ما كثر‪،‬‬
‫كأما مثاؿ الحاشيو فالمراد أف سهو نفسو ىو قولو‪" :‬ثم لسهو الثالث" فتأمل ] (*) فيلزـ الخليفة الثالث‬
‫ثبلثة سجودات‪ ،‬كاحد لنفسو قبل استخبلفو‪ ،‬ككاحد إلمامو الثاني قبل استخبلفو‪ ،‬ككاحد لنفسو حاؿ‬
‫إمامتو‪ ،‬كإلماميو األكلين حاؿ إمامتهما‪ .‬كعلى المؤتم أربعة سجودات ىذه الثبلثة‪ ،‬كالرابع عن نفوسهم‬
‫إذا سهوا‪( .‬بياف‪)96/7‬‬
‫(*) كال ترتيب لسهو األئمة‪ .‬كقاؿ في (الغيث)‪ :‬يسجد لؤلكؿ فاألكؿ‪( .‬كواكب) ك(بياف معنى)‬
‫ك(حاشية سحولي) كمعنى الترتيب‪ :‬أف يقدـ لما سهوا بعد االستخبلؼ‪ ،‬على ما سهوا قبل االستخبلؼ‪.‬‬
‫(كواكب معنى) كقيل‪ :‬ال يجب الترتيب مطلقا‪ .‬كىو ظاىر (األزىار) ك(البياف) كغيرىما‪.‬‬

‫(‪)353/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( فأما لوسهوا بعده كفى لهم)(‪ ()7‬سجود كاحد‪.‬‬


‫(ك) السجود للسهو (ىو في النفل نفل) )(‪ ()0‬فإذا سها المتنفل سهوا يستدعي سجود السهو فإنو‬
‫يندب لو السجود‪ ،‬كال يجب (كال سهو لسهوه )(‪ )()3‬أم‪ :‬إذا ترؾ شيئا من سنن سجود السهو لم يلزـ‬
‫السجود لسهوه في السجود؛ ألنو يؤدم إلىالسلسلة‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم بينا ما يستحب من السجدات المفردة فقلنا‪( :‬كيستحب سجود) )(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كبقي الكبلـ في الخليفة إذا سها كىو مؤتم‪ ،‬كسها كىو إماـ‪ ،‬كلم يكن الذم استخلفو قد سها‪،‬‬
‫فهل يلزـ سجود كاحد؛ ألنو الساىي بنفسو‪ ،‬كال حكم لتغير صفتو‪ ،‬كىي كونو مؤتما كإماما‪ ،‬أك يلزمو‬
‫سجوداف ألجل تغاير الصفة ? قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬يلزمو سجوداف‪ .‬كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪:‬‬
‫يتداخبلف‪( .‬صعيترم) (*) (سؤاؿ) إذا صلى رجبلف أحدىما صلى بصاحبو ركعة أك ركعتين‪ ،‬ثم جاء ثالث‬
‫فجذب المؤتم ليصلي معو‪ ،‬ثم لما فرغ اإلماـ كالمؤتم الثالث قاـ إلتماـ صبلتو‪ ،‬كسجد اإلماـ للسهو‪،‬‬
‫ىل للمؤتم أف يسجد مع اإلماـ خلفو منفردا ? ألنو قد صار منفردا بقياـ الرجل‪ ،‬أك يتقدـ إلى جنب‬
‫اإلماـ فيسجد معو ? يقاؿ‪ :‬يتقدـ ليسجد مع إمامو (‪ )7‬كال يسجد منفردا‪ ،‬فإف ذلك ال يجزئ على‬
‫المذىب‪[ )7( .‬إف أمكن‪ ،‬كإال صح مكانو حيث قد أحرـ اإلماـ‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬كسواء صلى جماعة‪ ،‬أك فرادل‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )3‬كال لعمده‪( .‬قرز) كعبارة الفتح‪ :‬كال سجود لسهوه أك عمده‪ )*( .‬خبلؼ الحسن بن زياد فإنو‬
‫[يقوؿ ]يسجد ألكؿ سهو‪ )*( .‬حكي أف الكسائي‪ ،‬كمحمد بن الحسن حضرا مجلس الرشيد‪ ،‬فقاؿ‬
‫الكسائي‪ :‬العلوـ جنس يستمد بعضها من بعض‪ .‬فقاؿ محمد‪ :‬ليس بجنس كاحد‪ .‬فقاؿ محمد‪ :‬فما‬
‫تقوؿ في رجل سهى في سجودة لسهوه‪ ،‬ىل يلزمو سجود أـ ال ? فقاؿ الكسائي‪ :‬ال سجود عليو؛ ألف‬
‫العرب ال تصغر التصغير‪ ،‬فكذا ال سهو لسهوه‪ .‬كقيل‪ :‬السائل أبو يوسف‪( .‬بستاف بلفظو)‬
‫(‪ )4‬أك ركوع إف تعذر السجود‪( .‬بحر) كقيل‪ :‬يومئ من قعود إف تعذر السجود‪ .‬ك(قرز)‬
‫(*) في غير كقت كراىة‪ .‬ك(قرز)‬

‫(‪)354/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( غير سجود الصبلة‪ ،‬كلو صفة كأسباب‪ ،‬أما صفتو‪ :‬فمن حقو أف يكوف (بنية) من الساجد ينوم بو‬
‫السبب الذم فعلو لو‪ ،‬من شكر‪ ،‬أك استغفار‪ ،‬أك تبلكة (ك) يكبر عند سجوده (تكبيرة) )(‪ ()7‬لبلفتتاح‪،‬‬
‫ثم للنقل‪ ،‬حكي ذلك عن أبي طالب في البحر(‪( )0‬ال تسليم))(‪ ()3‬يعني‪ :‬أف التسليم ليس مشركعا‬
‫عندنا(‪ .)4‬كيقوؿ في سجوده كما يقوؿ في سجوده الصبلة‪ ،‬فهذه صفتو‪.‬‬
‫كأما اسبابو‪ :‬فلو ثبلثة أسباب )(‪( ()5‬أحدىا) أف يريد بو الساجد (شكرا) هلل على نعمة حدثت)(‪ ()6‬أك‬
‫ذكر نعم اهلل الحاصلة )(‪ ()7‬عليو فأراد شكره فإف السجود لذلك مشركع‪ ،‬مستحب عندنا‪ .‬كعند مالك‬
‫ليست بمشركعة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو كبر قائما كسجد‪ ،‬لم يضر‪( .‬حاشية سحولي لفظا) كفي حاشية‪ :‬ال بد أف يكوف قاعدا‪ )*( .‬كال‬
‫طمأنينة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬بل في الغيث‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال تشهد‪ ،‬كال اعتداؿ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬خبلؼ الشافعي؛ ألنو يقوؿ‪ :‬التشهد كالتسليم مشركع‪( .‬جوىرة) (*) ذكره أبو طالب‪.‬‬
‫(‪ )5‬كلو سجد سجدة كاحدة بنية الثبلثة األسباب أجزأه‪ ،‬كغسل ألسباب‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‬
‫[كيكفي لها تيمم كاحد]‪.‬‬
‫(‪ )6‬ككذا لو رأل فاجرا فيسجد اهلل تعالى لعدـ فعلو مثلو‪ ،‬لكن يستحب لو إظهار ذلك زجرا للفاسق إذا‬
‫علم‪ ،‬بخبلؼ من رأل عليبل فيسجد خفية[كجوبا‪ ،‬إذا كاف يعلم‪ ،‬ككاف مؤمنا‪( .‬قرز)] لئبل يجرح قلب‬
‫المبتلى‪( .‬بياف) (*) أك لمضرة اندفعت‪ )*( .‬كما فعل غلي بن الحسين عليهما السبلـ حين جاء رسوؿ‬
‫المختار إلى المدينو من العراؽ برأس عمر بن سعد لعنو اهلل في مخبلة‪ ،‬فخر ساجدا هلل‪ ،‬كقاؿ‪ :‬الحمد‬
‫هلل الذم أراني على عدكم‪ .‬ككاف علي عليو السبلـ إذا بلغو ما يسره من الفتوح‪ ،‬كخبر كجود المخدج‪،‬‬
‫كىو ذك الثديو بين قتلى حركراء ػ خر ساجدا هلل تعالى‪ .‬كقاؿ‪ :‬كاهلل لو أعلم شيئا أفضل من ذلك لفعلتو‪.‬‬
‫(شرح الهداية) (*) كإظهارىا أكلى إال لمانع‪( .‬ىداية)‬
‫(‪ )7‬الظاىرة؛ ألنها ال تحصى‪.‬‬

‫(‪)355/0‬‬
‫_____________________________‬

‫(ك) السبب الثاني أف يذكر المكلف ذنبا اجترحو أك ذنوبا‪ ،‬فأراد التعرض للغفراف‪ ،‬فإنو يندب لو السجود‬
‫(استغفارا) من ذلك الذنب‪ ،‬أم‪ :‬تعرضا للمغفرة بالسجدة‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ ،‬كأظن أف خبلؼ مالك يأتي ىنا أيضا‪.‬‬
‫(ك) السبب الثالث (لتبلكة الخمس عشرة آية) )(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كقد نظمت مواضع السجود من القرآف في ىذه األبيات‪:‬‬
‫كإف تتل في التنزيل فاسجد ألربع *** كعشر كفي (ص) خبلؼ تحصبل‬
‫برعد كأعراؼ كنحل كمريم *** كإسراء ثم الحج فرقانا انجلى‬
‫كذا جرز نمل كص كسجدة *** كفي اقرأ مع انشقت كبالنجم كمبل‬
‫فأكجبها النعماف عند شركطها *** على حاضريها نحن قلنا تنفبل‬
‫كأشراطها طهر كستر كقبلة *** كحاضرىا قار كضد كمن تبل‬
‫(*) كقد ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو أنو كاف يقوؿ في سجوده‪( :‬اللهم لك سجدت‪ ،‬كلك أسلمت‪،‬‬
‫كبك آمنت‪ ،‬كعليك توكلت‪ ،‬سحد كجهي للذل خلقو كصوره‪ ،‬كشق سمعو كبصره‪ ،‬بحولو كقوتو‪ ،‬تبارؾ‬
‫اهلل أحسن الخالقين‪ ،‬اللهم اكتب لى بها أجرا‪ ،‬كاجعلها لى عندؾ ذخرا‪ ،‬كضع عنى بها كزرا‪ ،‬كاقبلها‬
‫مني كما قبلتها من عبدؾ داكد) ركم أنو صلى اهلل عليو كآلو كاف يقوؿ ذلك في سجود التبلكة‪( .‬شرح‬
‫بحر)‬
‫(*) قاؿ في (الهداية)‪ :‬كجملةالسجدات المشركعة خمس قد جمعها الشاعر في قولو‬
‫سجود صبلة ثم سهو كشاكر *** كمستغفر ثم التبلكة خامس‬
‫[كزيد لنذر موجب كتطوع***دراىا لبيب للعلوـ ممارس]‬

‫(*) كالسجدات سبع‪ :‬سجدة صبلة‪ ،‬كسجدة سهو‪ ،‬كسجدة نذر‪ ،‬كسجدة تطوع [يعني‪ :‬بغير سبب ]‬
‫كسجدة خشوع‪ ،‬كسجدة اعتراؼ بالذنب‪ ،‬كسجدة تفكر‪ ،‬كسجدة تبلكة‪(.‬بياف معنى) (*) كعن اإلماـ‬
‫األعظم الشهيد االكرـ أبي الحسين زيد بن علي عليهما السبلـ‪ :‬أف الواجب من السجدات في أربع‬
‫سور‪ :‬الجرز‪ ،‬كتنزيل السجدة‪ ،‬كالنجم‪ ،‬كالقلم‪ .‬كالباقي سنة‪.‬‬

‫(‪)356/0‬‬

‫_____________________________‬
‫( أك لسماعها )(‪ ()7‬كسواء سجد القارئ أـ ال‪ .‬كعن مالك أف السامع ال يسجد‪ .‬كعن الشافعي ال‬
‫يسجد السامع إال أف يقصد االستماع‪.‬‬
‫ككيفية السجود‪ :‬أف يسجد (كىو)على حالين أحدىما‪ :‬أف يكوف (بصفة المصلي) )(‪ ()0‬أم‪ :‬طاىرا من‬
‫الحدث األكبر كاألصغر‪ ،‬كلباسو كمصبله طاىراف‪ ،‬كىو مستقبل القبلة‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬كعن أبي طالب‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬يجوز أف يسجد محدثا )(‪.()3‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أف يكوف في حاؿ سجوده للتبلكة أك الشكر (غير مصل) صبلة (فرضا) )(‪()4‬ألف ذلك‬
‫يفسد صبلتو‪ ،‬كلم يأت بالمسنوف من سجود التبلكة‪ ،‬فأما إذا كانت نافلة جاز السجود فيها)(‪.()5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو سمع كىو محدث‪ ،‬ثم توضأ لها أك تيمم لم يعد معرضا‪ ،‬فيفعلها كلو خرج من المسجد‪ ،‬أك‬
‫مجلس التبلكة‪ ،‬أك السماع‪ ،‬كفي االنتصار‪ :‬يفوت سجود التبلكة باإلنتقاؿ من المجلس‪ ،‬كاالشتغاؿ بما‬
‫يعد إعراضا‪ ،‬كالوالد رحمو اهلل يقرره‪( .‬حاشية سحولي) كذلك ألنو متعلق بسببو‪ ،‬فإذا فات سقط‪ ،‬كما‬
‫يفوت الكسوؼ باالنجبلء‪( .‬بياف) (*) تفصيبل‪ ،‬ال جملة‪ .‬كقيل‪ :‬كلو جملة‪ )*( .‬كلو من مصل‪ ،‬أكصبي‪،‬‬
‫أك كافر‪(.‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فلو كاف محدثا حدثا أكبر أك أصغر‪ ،‬كتعذر عليو التطهر جاز لو السجود‪ ،‬كلعلو يأتي كذلك مع‬
‫تعذر الثوب الطاىر‪ ،‬كالمكاف‪( .‬حاشية سحولي لفظا)(قرز) (*) حاؿ السجود‪ ،‬ال حاؿ السماع‪( .‬قرز)‬
‫(*) فلو ضحك كىو ساجد لم ينتقض عليو الوضوء؛ ألنها ليست كالصبلة من كل كجو‪ ،‬فيلزمو إعادة‬
‫السجود‪ ،‬ال الوضوء‪( .‬راكع) (قرز)‬
‫(‪ )3‬أصغر‪ ،‬كقيل‪ :‬كلو أكبر‪ .‬ذكره في الوافي‪ .‬كركم عن المتوكل على اهلل عليو السبلـ‪.‬‬
‫(*) كيتفقوف في ستر العورة‪.‬‬
‫(‪ )4‬كلو منذكرة‪ ،‬أك خطبة جمعة‪( .‬صعيترم) (قرز)‬
‫(‪ )5‬كتفسد‪( .‬بياف) كقيل‪ :‬ال يفسد‪ .‬ألنو كزيادة ركعة‪ ،‬أك ركنين‪( .‬صعيترم) ألنو قد أخرجها عن كونها‬
‫صبلة‪ ،‬بخبلؼ الركعة؛ ألف ما أفسد الفرض أفسد النفل‪.‬‬

‫(‪)357/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬لكن األكلى على المذىب التأخير حتى يفرغ (إال) إذا عرضت التبلكة‪ ،‬كىو في حاؿ‬
‫صبلة فرض سجد للتبلكة (بعد الفراغ) من صبلة الفريضة؛ ألف إتمامو للفريضو ال يعد إعراضا‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ يحيى‪ ،‬كأبو حنيفة)(‪ ،()7‬كالشافعي (‪ :)0‬إنو يجوز السجود للتبلكة في حاؿ الصبلة‪ ،،‬كلو‬
‫كانت فرضا (كال تكرار) )(‪ ()3‬للسجود (للتكرار) أم‪:‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كجوبا عنده‪[ .‬كتركها ال يفسد عنده]‪.‬‬
‫(‪ )0‬كمالك‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككذا التشميت (‪ )7‬للعطاس‪ .‬التشميت ػ بالشين المعجمة‪ ،‬كالسين المهملة‪ ،‬فالمعجمة‪ :‬مشتق من‬
‫الدعاء‪ ،‬بما يزيل شماتو األعداء‪ .‬كالمهملة‪ :‬مأخوذ من الدعاء بما يكوف فيو حسن السمت [حسن‬
‫الخلق‪] .‬كالسمت‪ :‬ىو قولو لمن عطس‪ :‬يرحمك اهلل‪( .‬بستاف) (‪[ )7‬فبل يتكرر بتكرر العطاس في‬
‫مجلس كاحد‪) .‬بياف بلفظو) ] كإذا عطس اليهودم أك النصراني فيقوؿ‪ :‬يهديكم اهلل‪ ،‬كيصلح بالكم؛‬
‫لفعلو صلى اهلل عليو كآلو‪( .‬من سفينة الحاكم) كاألصل في ذلك الخبر الذم أخرجو البخارم‪ ،‬من‬
‫حديث علي عليو السبلـ‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬إذا عطس أحدكم فليحمد اهلل‪ ،‬كليقل لو‬
‫أخوه‪ :‬يرحمك اهلل‪ ،‬فإذا قاؿ‪ :‬يرحمك اهلل‪ .‬فليقل‪ :‬يهديكم اهلل‪ ،‬كيصلح بالكم)‪ .‬كما أخرجو مسلم من‬
‫حديث أبي ىريرة‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬حق المسلم على المسلم ست‪ ،‬إذا لقيتو‬
‫فسلم عليو‪ ،‬كإذا دعاؾ فأجبو‪ ،‬كإذا استنصحك فانصحو‪ ،‬كإذا عطس فحمد اهلل فشمتو‪ ،‬كإذا مرض‬
‫فعده‪ ،‬كإذا مات فاتبعو) (*) تكرير آية كاحدة من قارئ كاحد‪ ،‬في مجلس كاحد‪( .‬بياف بلفظو) ك(حاشية‬
‫سحولي) ك(قرز) (*) فإف تبل آية كسمع أخرل نول السجود لهما‪ ،‬كغسل العيد‪ ،‬كالجمعة [فإف سمع‬
‫من جماعة قراءة آية في مجلس كاحد ػ سجد لكل كاحد سجدة‪ ،‬إذا كانت قراءة الثاني بعد سجودة‬
‫لؤلكؿ‪ ،‬فإف سمعهم في حالة كاحدة‪ ،‬أك مترتبا‪ ،‬كلم يسجد إال بعد قراءتهم الكل‪ ،‬فاألقرب أنو يجزئ‬
‫سجود كاحد‪ ،‬سواء قرأكا آية كاحدة‪ ،‬أك آيات متفرقات‪( .‬بياف بلفظو)‪( .‬بحر معنى)‬

‫(‪)358/0‬‬

‫_____________________________‬

‫إذا كررت آية التبلكة فتكرر السجود ليس بمشركع عندنا(‪ )7‬إذا كاف ذلك التكرار (في المجلس) الذم‬
‫تليت فيو أكال‪ ،‬فأما إذا كررت في مجالس مختلفة تكرر السجود )(‪.()0‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب أف العبرة بمجلس من أراد السجود‪ ،‬من مستمع‪ ،‬كقارئ‪ ،‬كأف المراد‬
‫بالمجلس الثاني ما يوصف بالمصير)(‪ ()3‬إليو بأنو قد انتقل‪.‬‬
‫(باب كالقضاء))(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬خبلؼ اإلماـ يحي‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫(‪ )0‬إذ المجلس كالوقت للصبلة‪ ،‬كىو سبب‪ ،‬فتكرر المسبب يتكرر السبب‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )3‬بل ما يسمع فيو الجهر المتوسط في الفضاء كالمحيط‪ ،‬كإف طاؿ‪.‬‬
‫(‪ )4‬كاعلم أف العبادات تختلف منها ما يجب أداؤه كال يجب قضاؤه‪ ،‬كىي صبلة الجنازة كالجمعة‪،‬‬
‫كمنها‪ :‬ما يجب قضاؤه‪ ،‬كال يصح أداؤه‪ ،‬كىو صوـ الحائض كالنفساء‪ .‬كمنها‪ :‬ما يجب أداؤه كقضاؤه‪،‬‬
‫كىو الحج الفاسد‪ .‬كمنها‪ :‬ما ال يجب أداؤه‪ ،‬كال قضاؤه‪ ،‬كىي صبلة الحائض‪ ،‬كالنفساء‪ ،‬كالمغمى‬
‫عليو‪ .‬كمنها‪ :‬ما يجب أداؤه مرتين‪ ،‬كىي صبلة المتيمم إذا كجد الماء في الوقت‪ .‬كمنها‪ :‬ما يجب أداؤه‬
‫في كقتو‪ ،‬فإف فات كجب قضاؤه غالبا‪ ،‬كىي الصلوات الخمس‪ ،‬فإذا مات الميت‪ ،‬كحج عنو كصيو‪ ،‬ىل‬
‫يكوف أداء أك قضاء ? قلت‪ :‬ذكر بعضهم أف ذلك قضاء؛ ألنو فعل بعد الوقت المقدكر لو‪ ،‬كىو عمر‬
‫المكلف‪ ،‬فوقوعو من الوصي بعد كقتو الموسع فتأمل‪( .‬شرح كافل البن لقماف) كذكر الحسين بن‬
‫القاسم في شرح (الغاية) السؤاؿ‪ :‬أف الحج من العبادات التي ال توصف باألداء‪ ،‬كال بالقضاء‪.‬‬
‫(*) األصل في القضاء‪ :‬الكتاب‪ ،‬كالسنة‪ ،‬كاإلجماع‪ .‬أما الكتاب فقولو تعالى‪{ :‬ال الو إال أنا فاعبدنى‬
‫كأقم الصبلة لذكرل} ففيها داللة على القضاء عند الذكر‪ ،‬كمع النسياف ال يجب‪ ،‬ما لم يذكر‪ .‬ذكره‬
‫بعضهم‪.‬‬
‫كمن السنة‪ :‬قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من ناـ عن صبلتو‪ ،‬أك سها عنها فوقتها حين يذكرىا)‬
‫كأما اإلجماع‪ :‬فبل خبلؼ فيو على الجملة‪( .‬لمعة)‬

‫(*) كحقيقة القضاء‪ :‬ىو فعل الفائت في غير كقتو‪ ،‬لتركو في كقتو‪ ،‬أك لخلل كقع في فعلو في كقتو‬
‫إبتداء‪ .‬كأما اإلعادة‪ :‬فهو فعلو في كقتو ثانيا لخلل كقع في األكؿ‪ ،‬أك عذر‪( .‬غيث)‬

‫(‪)359/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(‬
‫(يجب على من ترؾ (‪)7‬إحدل) الصلوت (الخمس)(‪ )()0‬المعركفة (أك) ترؾ (ما ال تتم) تلك الصبلة‬
‫(إال بو) من شرط‪ ،‬أك فرض ‪ ،‬إال أف ذلك الشرط أك الفرض ال يجب على من أخل بو أف يقضي‪ ،‬إال أف‬
‫يكوف مما ال تتم الصبلة إال بو (قطعا) أم‪ :‬الدليل على أف الصبلة ال تتم إال بو قطعي‪ ،‬كذلك نحو أف‬
‫يترؾ الوضوء كيصلي‪ ،‬أك ترؾ غسل أحد أعضاء الوضوء القطعية‪ ،‬أك ترؾ ركعة من الصبلة‪ ،‬أك سجدة‪،‬‬
‫فإنو يجب على من أخل بذلك القضاء‪ ،‬سواء كاف عالما بوجوبو‪ ،‬أـ جاىبل‪ ،‬أـ ناسيا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاشترط في (الشفاء) لوجوب القضاء أف يكوف التارؾ يعتقد الوجوب‪ .‬كقاؿ‪ :‬احترازا ممن كلدتو أمو‬
‫في جزيره من البحر‪ ،‬ثم ماتت بعد أكؿ الرضاعو فعاش في الجزيرة زمانا بعد بلوغو‪ ،‬ثم خرج مع بعض‬
‫التجار إلى البر‪ ،‬فسمع بذكر اإليماف‪ ،‬كلم يكن سمعو قبل ذلك ػ لم يجب عليو قضاء الصبلة في ىذه‬
‫المدة‪ ،‬كال يظهر فيو الخبلؼ؛ إذ لو كلفناه ذلك لكاف قد كلفناه ما ال يعلم‪ ،‬كتكليف ما ال يعلم قبيح‬
‫باإلجماع‪( .‬صعيترم)‬
‫(‪ )0‬ككذا المنذكرة المؤقتة‪ ،‬كسجود السهو[إذا تركو عمدا كما تقدـ‪( .‬قرز) ]‬

‫(‪)362/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(أك) ترؾ ما تتم الصبلة إال بو (في مذىبو) )(‪ ()7‬كلو كاف دليلو ظنيا‪ ،‬فإنو إذا أخل بو لزمو القضاء‪،‬‬
‫بشرط أف يكوف تركو في حاؿ كونو (عالما) )(‪ ()0‬بأف مذىبو أف الصبلة ال تتم إال بو فأما لو تركو جاىبل‬
‫)(‪ ()3‬لذلك‪ ،‬أك ناسيا )(‪ ()4‬لو لم يلزمو القضاء‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك مذىب من قلده‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كاستمر إلى خركج الوقت‪( .‬حاشية سحولي معنى) (قرز)‬
‫(‪ )3‬المراد إذا جهل ذلك على مذىب من ىو مقلد لو‪ ،‬فلو كاف غير مقلد ألحد‪ ،‬كجهل كجوب ذلك‪،‬‬
‫كظنو غير كاجب‪ ،‬فهو كالمجتهد‪ ،‬فبل شيء عليو‪ ،‬كلو ترجح لو كجوبو بعد خركج الوقت‪ .‬ذكره المؤيد‬
‫باهلل‪ ،‬كأبو مضر‪( .‬كواكب) ككذا في الوقت‪( .‬قرز) (*) كاستمر إلى خركج الوقت‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كاستمر النسياف إلى خركج الوقت‪( .‬شرح بحر) فإف تبين الخلل في الوقت ثم نسيو حتى خرج‬
‫الوقت فبل إعادة عند الهادم‪ ،‬كعند المؤيد باهلل‪ :‬الناسي كالعامد‪ ،‬فعليو اإلعادة‪( .‬زىور)‬

‫(‪)367/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كإنما يجب القضاء على من ترؾ إحدل الصلوات الخمس‪ ،‬إذا تركها (في حاؿ تضيق عليو فيو‬
‫األداء)(‪ ()7‬فأما إذا تركها قبل أف يتضيق عليو األداء لم يجب عليو القضاء‪ ،‬نحو أف تحيض المرأة قبل‬
‫تضيق صبلة(‪ )0‬كقتها‪ ،‬كأكؿ كقت صبلة الظهر)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لفظ (حاشية سحولي)‪ :‬كظابط تضيق األداء أف يقاؿ‪ :‬كل عذر منع من الصبلة لوال ذلك العذر‬
‫ألمكن تأدية الصبلة لم يجب القضاء‪ ،‬ككل عذر منع من الصبلة لوال ذلك العذرلم يمكن تأديتها كجب‬
‫القضاء‪ .‬قاؿ في (شمس الشريعة)‪ :‬كضابط ذلك كل مانع يرجع إلى النفس‪ ،‬كالمرض كنحوه ػ حيث‬
‫عجز عن اإليماء ػ فبل قضاء عليو‪ .‬ككل مانع منع من الصبلة ألمر يرجع من جهة الغير كجب عليو‬
‫القضاء‪ ،‬كمن أكره على تركها‪ ،‬كنحو ذلك‪ .‬ك(قرز) مثاؿ األكؿ‪ :‬الذم ال يوجب القضاء الخيض كنحوه‪،‬‬
‫كزكاؿ العقل‪ ،‬كالعجز‪ ،‬فهو صادؽ عليو الحد‪ .‬كمثاؿ ما يجب فيو القضاء‪ ،‬كذلك بأف يأتيها الحيض أك‬
‫نحوه في آخر الوقت فقد صدؽ عليو الحد‪ ،‬لوال ذلك العذر كىو الحيض لم يمكن تأدية الصبلة‬
‫لتضيق الوقت‪ ،‬فالحد صحيح كاهلل أعلم‪( .‬من خط سيدنا حسن رحمو اهلل) (*) كجوبا مضيقا‪.‬‬
‫(‪ )0‬كذلك حيث يأتيها قبل الغركب‪ ،‬بما يسع الوضوء كخمس ركعات‪ ،‬كبدكنها تقضي الظهر‪ ،‬كبدكف‬
‫ركعة قضاؤىما‪( .‬تذكرة معنى) (قرز) ىذا مع الوضوء‪ ،‬كأما إذا كاف فرضها التيمم‪ ،‬فإذا بقي من‬
‫الرباعيتين ما ال يسع الصبلتين قضت الظهر‪ ،‬ككذلك سائر الصلوات‪( .‬قرز) (مسألة) ذكرىا القاضي‬
‫جماؿ الدين‪ .‬قاؿ‪ :‬اختلفوا في القضاء ىل يكوف على الفور‪ ،‬أك على التراخي‪ .‬قاؿ‪ :‬كال خبلؼ أف‬
‫الصبلة التي ناـ عنها‪ ،‬أك سها عن قضائها يجب أف يكوف في الحاؿ‪ ،‬فإف كاف معو ماء‪ ،‬كإال تيمم‬
‫كصلى في الحاؿ‪ ،‬كال يجوز لو تأخيرىا عن ذلك الوقت‪ ،‬كإال فسق إذا أخرىا كما صبلة الوقت‪.‬‬
‫(يواقيت) كقيل‪ :‬ال يجب‪ ،‬كقد ذكر معناه السيد (المفتي)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كإنما قيد بأكؿ الوقت إشارة إلى قوؿ الناصر‪ ،‬كالشافعي فيمن ترؾ الصبلة بعد أف دخل من كقتها‬
‫ما يسعها كالوضوء ػ لزمو القضاء؛ ألف الوجوب عندىما متعلق بأكؿ الوقت‪ ،‬ال أنو أراد التمثيل فبل فرؽ‬
‫بين أكؿ الوقت كآخره؛ ألنو ال تضيق‪ ،‬مهما بقي من الوقت ما يسع الصبلة‪ ،‬أشار إليو في (الغيث)‪( .‬من‬
‫خط سيدل الحسين بن القاسم) (*) مجرد مثاؿ‪.‬‬

‫(‪)360/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( أك العصر‪ ،‬أك الفجر فإنو ال يلزمها قضاء تلك الصبلة )(‪ ،()7‬كنحو من عرض لو الجنوف‪ ،‬أك اإلغماء‪،‬‬
‫كفى الوقت سعة ػ فإنو ال يلزمو قضاء ما منع عنو ذلك العذر العارض‪ .‬فلو زاؿ العارض‪ ،‬نحو أف يبلغ‬
‫الصغير‪ ،‬كيسلم الكافر‪ ،‬كيفيق المجنوف‪ ،‬كيقدر المريض على اإليماء بالرأس‪ ،‬كتطهر الحائض كالنفساء‬
‫كفى الوقت بقية تسع الصبلة‪ ،‬أك ركعة منها كاملة مع الوضوء )(‪ ()0‬ػ كجب تأدية الصبلة‪ ،‬فإف لم يفعل‬
‫كجب عليو القضاء؛ ألنو تركها في حاؿ تضيق عليو فيو األداء‪.‬‬
‫قولو‪( :‬غالبا) احترازا من صورتين‪ ،‬طرد‪ ،‬كعكس‪ .‬فالطرد‪ ()3() :‬الكافر‪ ،‬كالمرتد‪ ،‬فإنو ال قضاء عليهما‬
‫إذا أسلما)(‪ ()4‬مع أف الصبلة متضيقة عليهما‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف حاضت آخر الليل كلم يبق من الوقت إال ما يسع ثبلث ركعات‪ ،‬ككانت قاصرة‪ ،‬فما التي‬
‫تقضي ? يأتي على قوؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬أنها تقضي المغرب؛ ألنو ما بقي كقت للعشاء‪ .‬كعلى قوؿ‬
‫السيد يحيى بن الحسين ػ تقضي العشاء‪( .‬من بعض التعاليق)‬
‫(‪ )0‬أك التيمم حيث ىو فرضو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬استثناء من المنطوؽ‪.‬‬
‫(‪ )4‬لقولو تعالى‪{ :‬قل للذين كفركا إف ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}‪(.‬شرح نكت)‬

‫(‪)363/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كالعكس‪ :‬النائم )(‪ ،()7‬كالساىي‪ ،‬كالسكراف)(‪ ()0‬كمن أسلم كلم يعلم بوجوب الصبلة‪ ،‬سواء أسلم في‬
‫دار اإلسبلـ‪ ،‬أـ في دار الكفر ػ فإف ىؤالء لم يتضيق عليهم األداء‪ ،‬ككجب عليهم القضاء)(‪.()3‬‬
‫كقاؿ أبو طالب‪ :‬يجب القضاء على من جهل كجوب الصبلة بعد إسبلمو إف أسلم في دار اإلسبلـ‪ ،‬ال‬
‫في دار الكفر‪ .‬كىكذا عن أبي حنيفة‪.‬‬

‫__________‬
‫(‪ )7‬نقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من ناـ عن صبلتو أك سها عنها فوقتها حين يذكرىا) ركم (ال‬
‫كقت لها سول ذلك) كالتارؾ عمد إف كاف مستحبل فمرتد‪ ،‬كإف كاف غير مستحل ففي (األحكاـ) عليو‬
‫القضاء‪ .‬قاؿ في الشرح‪ :‬باإلجماع‪ .‬قيل‪ :‬ألف الخبر كرد في الناسي كالنائم‪ ،‬بناء على أف اإلنساف ال‬
‫يكاد يتركها إال ألجل ذلك‪ ،‬كإذا كجب عليهما فأكلى كأحرل على من تركها عمدا‪ .‬كقد يطلق النسياف‬
‫على العمد‪ .‬قاؿ تعالى‪{ :‬نسو اهلل فنسيهم} أم‪ :‬تركوه عمدا‪( .‬أنهار) (*) كبلـ أىل المذىب في أكؿ‬
‫كتاب الصبلة‪ ،‬كلعل اإلماـ بنى على ما اختاره في (المعيار) من أنهم مخاطبوف‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف جن مع سكره لم يسقط عنو القضاء‪ ،‬ال إذا حاضت معو فيسقط؛ إذ سقوطها عن الحائض‬
‫حتم‪ ،‬كعن المجنوف تخفيف‪ ،‬كال تخفيف عنو مع السكر‪ ،‬كيقضي قدر السكر فقط؛ ألنو السابق‪،‬‬
‫كقيل‪ :‬قدر الجنوف؛ إذ ىو مرض‪ ،‬كاألكؿ أصح‪( .‬بحر) من أكؿ كتاب الصبلة‪ .‬كعن (الشامي) ال قضاء‬
‫عليو‪ .‬ك(قرز) (*) قاؿ في شرح القاضي زيد‪ :‬كلو لم يعص بو‪ ،‬كأف يكره على شربها فيسكر ػ كجب‬
‫عليو القضاء‪ ،‬كمثل السكراف المدافع‪ ،‬كمن شغلو عنها أمر بمعركؼ‪ ،‬أك نهي عن منكر‪ ،‬كعند خشية‬
‫الضرر‪ .‬ك(قرز) (*) استثناء من المفهوـ‪ )*( .‬كالحجة في ىؤالء الثبلثة اإلجماع‪[ .‬من شرح ابن عبد‬
‫السبلـ ](*) فإف صلى مع سكره لم يسقط عنو القضاء‪ .‬كعن (الشامي)‪ :‬ال قضاء عليو‪ .‬ينظر ػ فهذا‬
‫مصادـ لنص القرآف‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككذا لو تركها لخشية الضرر ػ كجب القضاء‪( .‬مفتي) (قرز)‬

‫(‪)364/0‬‬

‫_____________________________‬
‫[قضاء صبلة العيدين](كصبلة العيد) تقضى (في) كقت مخصوص كىو (ثانيو )(‪()7‬فقط) أم‪ :‬ثانى يوـ‬
‫العيد (إلى الزكاؿ) فبل يجوز قضاؤىا يوـ العيد)(‪ ()0‬نفسو‪ ،‬كال من بعد الزكاؿ في اليوـ الثاني )(‪.()3‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب أنها ال تقضى في اليوـ الثاني‪ ،‬إال في مثل كقت أدائها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كندب الغسل‪ ،‬كتصير الجمعة رخصة بعدىا‪( .‬قرز) كتؤخر أذكار األياـ في حقو‪ ،‬من تكبيرات‬
‫التشريق‪ ،‬كالذبح فقط‪ ،‬فيجوز أضحيتو في آخر أياـ التشريق‪ ،‬كفي الوقوؼ بعرفة‪ ،‬كتلزـ الفطرة‪.‬‬
‫(نجرم) كقيل‪ :‬ال تؤخر األياـ في حقو إال في الحج‪( .‬قرز) كإنما يقضى ػ في التحقيق تكبير يوـ عرفة‪.‬‬
‫(حاشية سحولي) من باب صبلة العيد ػ في أياـ التشريق فقط‪ .‬ك(قرز) (*) ما يقاؿ في صبلة العيد إذا‬
‫لم يتضح يوـ العيد‪ ،‬بل بقي الشك‪ ،‬ىل تصح الصبلة في ذلك اليوـ جماعة إذا أرادكا الصبلة بالنية‬
‫المشركطة ? أجاب سيدنا (سعيد الهبل)‪ :‬أنها ال تصح جماعة‪ ،‬كال تشرع الصبلة في يوـ الشك؛ ألف‬
‫األصل بقاء الشهر‪.‬‬
‫(‪ )0‬أما لو عرؼ أنو يوـ العيد في بقية ال تسع الصبلة كاملة‪ ،‬ىل يجعل كتاركها إلى بعدخركج الوقت‬
‫الملتبس‪ ،‬فتقضى‪ ،‬أك يجعل كتاركها لعذر فبل تقضى ? لعل األكؿ أقرب‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) كإذا‬
‫أمكن تأديتها كاملة بالتيمم فهو أكلى؛ ألنها ال تقضى‪ ،‬كال بدؿ لها‪( .‬قرز) [قد تقدـ في التيمم على‬
‫قولو‪" :‬أك فوت صبلة ال تقضى" الخ أنها إذا تركت صبلة العيد للبس‪ ،‬كانكشف أنو العيد في كقت ال‬
‫يتسع لها إال بالتيمم أنها تصلى في ثانيو بالوضوء‪ ،‬كال يتيمم لها‪ ،‬كإف تركت نسيانا أك تمردا صبلىا‬
‫بالتيمم‪ ،‬كياثم المتمرد‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )3‬ظاىره كلو في الوقت المكركه لصحة القضاء فيو‪( .‬شرح الهداية) كاألقرب أنها ال تصح في الوقت‬
‫المكركه؛ ألنو ليس بوقت للعيد‪ ،‬كما يأتي‪.‬‬

‫(‪)365/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كال تقضى صبلة العيد إال (إف ترؾ للبس فقط))(‪ ()7‬أم‪ :‬إذا التبس يوـ الصبلة‪ ،‬فظن أنو يوـ‬
‫ثاني‪ ،‬فتركت الصبلة في اليوـ األكؿ‪ ،‬ثم انكشف أف اليوـ األكؿ ىو يوـ الصبلة‪ ،‬فإذا انكشف ذلك‬
‫جاز)(‪ ()0‬قضاؤىا في ذلك الوقت المخصوص‪ ،‬فأما لو تركت عمدا‪ ،‬أك نسيانا‪ ،‬أك لعذر لم يكن‬
‫قضاؤىا مشركعا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف ضحى في اليوـ األكؿ بعد الزكاؿ أجزأه ال قبلو‪ ،‬فبل يجزم (كبلـ مفيد) قاؿ في (شرح‬
‫الحفيظ) للفقيو يوسف بن محمد بن عبد اهلل األكوع ما لفظو‪ :‬من تكلم في صبلتو ناسيا أك جاىبل‪ ،‬ىل‬
‫تلزمو اإلعادة بعد الوقت‪ ،‬مع أف فساد الصبلة بذلك مختلف فيو أك ال يلزمو كسائر مسائل الخبلؼ ?‬
‫قلنا‪ :‬يعيد في الوقت كبعده‪ ،‬كىنا أصل يبنى عليو ىذا الفرع‪ ،‬كما يشابهو‪ :‬اعلم أف الخبلؼ الذم‬
‫يسقط معو اإلعادة للصبلة بالكلية‪ ،‬أك بعد الوقت ىو أف يقع في أمر‪ ،‬ىل ىو كاجب أـ ال‪ ،‬كالنية‪،‬‬
‫كالمضمضة‪ ،‬كاالستنشاؽ‪ ،‬كاالعتداؿ‪ ،‬كالفاتحة‪ ،‬فما ىذا حالو ال شيء فيو بعد الوقت‪ .‬فأما إف كقع‬
‫اإلتفاؽ على األمر‪ ،‬لكن كقع الخبلؼ ىل تركو إف جمعوا على كجوبو‪ ،‬أك فعلو إف أجمعوا على أف تركو‬
‫يفسد ? فما ىذا سبيلو فإف القضاء يجب فيو بعد الوقت‪ ،‬كىذا ككبلـ الساىي في الصبلة‪ ،‬فإنهم‬
‫متفقوف على منع الكبلـ فيها‪ ،‬لكن اختلفوا لو كقع فعلو سهوا‪ ،‬ىل يفسد أـ ال ? فبل يكوف ىذا‬
‫الخبلؼ مسقطا للقضاء بعد الوقت‪ .‬ككمن أكل ناسيا في رمضاف فإنهم متفقوف على منع األكل‪ ،‬لكن‬
‫اختلفوا إف أكل ناسيا ىل يجب القضاء أـ ال ? فمثل ىذا الخبلؼ ال يسقط القضاء‪ ،‬ككمن صاـ شعباف‬
‫بالتحرم فإنهم متفقوف على أف صوـ شعباف عن رمضاف ال يصح‪ ،‬لكن اختلفوا لو فعلو تحريا ىل يلزمو‬
‫القضاء أـ ال‪ .‬فمثل ىذا الخبلؼ ال يكوف مسقطا للقضاء‪ ،‬فحصل من ذلك أف الخبلؼ إف كقع في‬
‫نفس األمر كاف مسقطا للقضاء بعد الوقت‪ ،‬كإف كقع في كجوب القضاء فقط لم يكن مسقطا‪.‬‬
‫(‪ )0‬بل كجب‪( .‬غاية) (قرز)‬

‫(‪)366/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كركم عن األمير علي بن الحسين أنو قاؿ‪ :‬إذا نول صبلة العيد أغنى عن ذكر األداء كالقضاء)(‪.()7‬‬
‫(كيقضي) الفائت (كما فات) فإف فات ككاف الواجب فيو أف يؤديو قصرا قضاه (قصرا))(‪()0‬كلو كاف في‬
‫حاؿ قضائو مقيما (ك) ىكذا لو فاتت عليو صبلة جهرية‪ ،‬كأراد أف يقضيها في النهارفإنو يقضيها (جهرا)‬
‫كما فاتت (ك) ىكذا (عكسهما) أم‪ :‬عكس القصر كالجهر‪ ،‬كىو التماـ كاإلسرار‪ ،‬فلو فاتت عليو‬
‫صبلة رباعية في حاؿ إقامتو‪ ،‬كأراد أف يقضيها في السفر قضاىا تماما‪ ،‬كإذا فاتت عليو سرية‪ ،‬كأراد‬
‫قضاءىا في الليل قضاىا سرا‪ ،‬فيقضي كما فات (كإف تغير اجتهاده))(‪ ()3‬نحو أف يرل أف البريد مسافة‬
‫توجب القصر‪ ،‬كتفوت عليو صبلة في ذلك السفر‪ ،‬ثم إنو تغير اجتهاده‪ ،‬كصار مذىبو أف البريد ليس‬
‫مسافة قصر‪ ،‬كأراد أف يقضي تلك الفائتة‪ ،‬فإنو ال يقضيها على اجتهاده اآلف‪ ،‬بل يقضيها على اجتهاده‬
‫)(‪ ()4‬يوـ السفر‪ ،‬فيقضي ركعتين‪ ،‬كىذا على القوؿ بأف االجتهاد األكؿ بمنزلة الحكم)(‪ ،()5‬كأما على‬
‫القوؿ الثاني فيقضي تماما‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قلنا‪ :‬كىذا يدؿ على صحة ما قدمنا من أف نية القضاء ال تجب إال للبس‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )0‬ألنها صفة الزمة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كأما إذا تغير اجتهاده كىو في الصبلة إلى كجوب قراءة‪ ،‬أك اعتداؿ‪ ،‬أك نحو ذلك ػ فإنو يعمل فيما‬
‫بقي باالجتهاد الثاني‪ ،‬ال فيما مضى فباألكؿ‪ ،‬كلعل الفارؽ أف ما ال يمكن فعلو إال بالخركج من الصبلة‬
‫فإنو يخرج منها كلو بعد التسليم على اليمين‪ ،‬كما كاف يمكن فيو كهذه الصورة كنحوىا فاألكؿ باألكؿ‪،‬‬
‫كالثاني بالثاني‪ .‬كقواه (المفتي)‪(.‬بستاف) (قرز) (*) أك اجتهاد من قلده‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ككذا ما ال كقت لو كالوضوء إذا اختلف اجتهاده حاؿ كقت الوجوب‪ ،‬كحاؿ اإلخراج‪.‬‬
‫(‪ )5‬أما لو فاتتو كىو يقوؿ بوجوب الجهر‪ ،‬أك بوجوب السورة مع الفاتحة‪ ،‬ثم تغير اجتهاده ػ أف ذلك ال‬
‫يجب‪ ،‬فإنو يعمل باألكؿ‪( .‬صعيترم) (قرز)‬

‫(‪)367/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ال) إذا فات عليو‪ ،‬كىو على حاؿ ال يجب معو القياـ فإنو ال يقضيو )(‪( ()7‬من قعود))(‪ ()0‬إذا أراد‬
‫قضاءه (كقد أمكنو القياـ) بل يقضيو قائما )(‪.()3‬‬
‫(ك) أما (المعذكر) عن القياـ كنحوه فيقضي (كيف) أمكن‪ ،‬فيصح أف يقضي في مرضو ما فاتو في‬
‫الصحة‪ ،‬كلو قضاه ناقصا)(‪ ()4‬ككذا يقضى بالتيمم مع تعذر الوضوء(‪ )5‬ما فاتو مع إمكاف الوضوء‬
‫(كفوره) أف يقضي (مع كل فرض فرضا )(‪ ()6‬بمعنى أف الواجب عليو من تعجيل القضاء أف يصلي كل‬
‫يوـ خمس صلوات )(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في البحر‪ :‬كال أحفظ فيو خبلفا‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألنها صفة جائزة‪( .‬كواكب) فإذا زاؿ العذر زاؿ الجواز‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككذا القراءة‪ ،‬كاالعتداؿ إذا كاف ال يرل كجوبها‪ ،‬ثم تغير اجتهاده إلى أنهما يجباف فإنو يجب عليو‬
‫القراءة‪ ،‬كاالعتداؿ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كإذا زاؿ عذره قبل فراغو من المقضية كىو يصليها قاعدا‪ ،‬أك بالتيمم‪ ،‬فيجب اإلعادة‪ ،‬كأما لو زاؿ‬
‫عذره بعد فراغو منها فبل إعادة عليو (‪ )7‬كلو كاف الوقت باقيا؛ إذ كقتها غير حقيقي‪( .‬حاشية سحولي‬
‫لفظا) (قرز) (‪[ )7‬ىذا يستقيم إذا بقي من الوقت ما يسع المؤداة فقط؛ إذ لو بقي أكثر من ذلك كجب‬
‫إعادة المقضية‪( .‬مفتي) (قرز)]‬
‫(‪ )5‬ككذا على الحالة عند عدمهما‪ .‬كقيل‪ :‬ال يصح القضاء على الحالة؛ إذ ال ملجىء‪.‬‬
‫(‪ )6‬إف قيل‪ :‬إف لواجبات على الفور عند الهادم عليو السبلـ‪ ،‬فلم قاؿ‪ :‬إنو يأتي مع كل صبلة صبلة ?‬
‫كجوابو من كجهين‪ :‬ػ األكؿ‪ :‬أف ذلك للعذر‪ .‬لكن فيو نظر؛ ألنو قد قرف ذلك بمشيئتو‪ .‬الثاني أف فرض‬
‫الوقت آكد‪ ،‬كقد ثبت أنو ال يلزمو في اليوـ كالليلة إالخمس صلوات‪ ،‬ككذا في القضاء‪ .‬كىذا فيو نظر‬
‫أيضا؛ ألنو يلزـ مثلو في الزكاة كنحوىا‪ ،‬كلو قاؿ قائل‪ :‬يؤخذ من ىذا للهادم عليو السبلـ أف قضاء‬
‫الفوائت من الصبلة على التراخي لساغ ذلك‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )7‬ينظر لو لم يكن عليو إال دكف خمس صلوات‪ ،‬ككمن عليو يوـ من رمضاف‪ ،‬فبل يتضيق عليو إال‬
‫آخر العاـ؛ إذ الحكم كاحد‪( .‬قرز) كالصبلة آخر اليوـ [كالليلة‪( .‬قرز)] (*) ألنو قد ثبت أنو ال يلزمو‬
‫في اليوـ كالليلة إال خمس صلوات‪ ،‬فكذا القضاء؛ لئبل يكوف أبلغ من األداء ػ ينظر في ىذا التعليل ػ‬
‫ككذا الصوـ فرضو اهلل تعالى في السنة صوـ شهر‪ ،‬فمن تركو فالفور أف يقضيو في السنة‪( .‬شرح راكع)‬
‫(*) ككذا رمضاف إذا فاتت عليو شهور كثيرة‪ ،‬فبل يجب علي أف يقضي في السنة إال شهرا كاحدا‪.‬‬
‫(تعليق الفقيو حسن) (قرز)‬

‫(‪)368/0‬‬

‫_____________________________‬

‫( قضاء‪ ،‬كال يجب عليو أف يأتي بهذه الخمس مفرقة على أكقات الفركض المؤداة‪ ،‬بل إف شاء فرقها‬
‫كذلك‪ ،‬كإف شاء جاء بها دفعة‪ ،‬في أم ساعات نهاره أك ليلو‪ ،‬لكنو إذا قضى مع كل فرض فرضا كاف‬
‫أسهل عليو‪ ،‬ال أف ذلك حتم‪ ،‬كال يلزمو أكثر من الخمس)(‪ ()7‬فإف زاد فأحسن)(‪( ()0‬كال يجب‬
‫الترتيب)(‪ )3‬بين الصلوات المؤداة‪ ،‬كالمقضية إذا قضى مع الفرض فرضا‪ ،‬بل يبدأ بأيهما شاء‪ ،‬لكن‬
‫يستحب عندنا تقديم الفائتة )(‪ ()4‬ما لم يخش فوت الحاضرة)(‪.()5‬‬
‫كقالت الحنفية‪ ) (:‬كمثلو عن زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ ) .‬كمالك‪ :‬إنو يجب تقديم الفائتة‪ .‬فقاؿ محمد‪:‬‬
‫إنما يجب حيث تكوف الفائتة دكف خمس صلوات‪ ،‬ال في الخمس‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كأبو يوسف‪ :‬يجب في الخمس فما دكف‪.‬‬
‫كقاؿ) ) كال يجوز‪ ،‬كلو قدـ الحاضرة عنده‪ ( .‬مالك ػ في ركاية ػ‪ :‬كاف كثرت) ) يعني‪ :‬الفوائت‪ .( .‬كقاؿ‬
‫أيضا‪ :‬كإف خشي فوت الحاضرة‪.‬‬
‫(كال) يجب الترتيب أيضا (بين) الصلوات (المقضيات) عندنا بل يبدأ بأيهن شاء‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو خشي دنو الموت على ظاىر المذىب‪( .‬مفتي) كفي (الحفيظ) ما لم يخش دنو الموت فإف‬
‫خشيو لم يستثن لو إال قدر الطعاـ كالشراب‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف زاد على الخمس خمسا‪ ،‬كنول أنها لليوـ الثاني لم يسقط عنو من حق اليوـ الثاني شيء‪.‬‬
‫(سماع) (قرز)‬
‫(‪ )3‬غالبا) احتراز من المتيمم‪( .‬قرز) ألنو يلزمو تأخير األداء‪.‬‬
‫(‪ )4‬لفعلو صلى اهلل عليو كآلو يوـ الخندؽ‪([ .‬شرح أثمار)] (*) إذا كاف متوضئا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬فلو قدمها مع خشية فوت الحاضرة لم يجزه‪[ .‬إذا خشي فوت الوقت االضطرارم‪ ،‬ال االختيارم‬
‫فيجزيو كيأثم‪ ،‬كما تقدـ في أكؿ الجماعة] ك(قرز) (*) االضطرارم‪ ،‬كقيل‪ :‬االختيارم إف كاف مذىبو‬
‫التوقيت‪( .‬كواكب) ك(قرز) االضطرارم مطلقا‪( .‬قرز)‬

‫(‪)369/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الناصر) ) قاؿ األستاذ‪ :‬فإف التبس عليو أكؿ فائتة بدأ بالظهر‪ ،‬كقيل‪ :‬بأكؿ ما فرض عليو بعد‬
‫تكليفو‪ ،‬فإف التبس‪ ،‬فأكؿ ما فرض على سيدنا محمد صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كىو الظهر‪ )*( .‬كمن‬
‫رتب فقد عين‪ ،‬ال العكس‪ .‬حجتنا‪ :‬استواؤىا في كقت الفضاء؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬فوقتها‬
‫حين يذكرىا) كقد ذكرىما معا‪ ،‬فبل اختصاص‪( .‬غيث) (*) كزيد‪ ،‬كالمرتضى‪ ،‬كأحمد بن عيسى‪ :( .‬بل‬
‫يجب الترتيب‪ ،‬فيقوؿ من أكؿ ما علي من كذا‪.‬‬
‫(كال) يجب أيضا (التعيين) عندنا‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬بل يجب التعيين‪ ،‬بأف يقوؿ‪ :‬من آخر ما علي من كذا‪ ،‬أك من أكؿ ما علي من كذا‪.‬‬

‫(‪)372/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كلئلماـ) ) بل يجب‪ ،‬كعبارة (األثمار)‪ :‬كعلى اإلماـ‪ )*( .‬قاؿ أبو مضر‪ :‬فلو قتل قبل االستتابة بغير‬
‫أذف اإلماـ احتمل أف ال يلزمو القود عند أبي طالب‪ ،‬كالزاني المحصن‪ ،‬كغلطو الكني‪ ،‬ككبلـ الكني‬
‫أقرب عندم‪( .‬غيث)(بلفظو) كالمختار‪ :‬أنو يقتل بو؛ ألف توبتو مرجوة‪ ،‬بخبلؼ الزانى المحصن‪ ،‬فإنو إذا‬
‫تاب لم يسقط عنو الرجم‪ .‬يقاؿ‪ :‬كفي المحصن؛ لجواز أف يقر بالزنى‪ ،‬أك يرجع‪ ،‬فيعود السؤاؿ‪ )*( .‬بل‬
‫يجب‪( .‬قرز) ( أك من يلي من جهتو (قتل) قاطع الصبلة (المتعمد)( ) إال أنو قد أكرد على أىل‬
‫المذىب سؤاؿ‪ ،‬كىو أف يقاؿ‪ :‬إف قتل لترؾ األداء فقد زاؿ كقتو‪ ،‬كإف قتل ألجل القضاء فهو ظني ?‬
‫كالجواب‪ :‬أنو لعدـ التوبة‪ ) .‬لقطعها لغير عذر‪ ،‬ال الجاىل‪ ،‬كالناسى‪ ،‬كال يقتلو إال (بعد استتابتو)) )‬
‫كللسيد قتل عبده لتركو العبادة في غير زمن اإلماـ كالحد‪( .‬حاشية سحولي) كقد ذكره في الزكائد‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬ليس لو قتلو؛ ألف القتل يخالف الحد‪ )*( .‬فإف قتلو قاتل في الثبلثة األياـ أثم‪ ،‬كال شيء عليو‪.‬‬
‫(ذكره في البحر) ( أم‪ :‬بعد أف طلب منو التوبة عن قطعها (ثبلثا)) ) الواجب في الثبلث مرة‪ ،‬كيكرره‬
‫ثبلثا ندبا‪( .‬قرز) (*) كلو صلى فيها؛ ألف قتلو لتركو التوبة‪ .‬ك(قرز) فبل بد من التوبة‪ ( .‬أم‪ :‬ثبلثة أياـ‬
‫(فأبى) أف يتوب‪ ،‬كىل يقتل على تركو صبلة كاحدة ? أحد كجهي أصحاب الشافعي‪ :‬ال يقتل إال لتركو‬
‫ثبلثا فصاعدا‪ .‬كأحد كجهي أصحاب الشافعي عند تضيق كقت الثانية‪ .‬كاألظهر للشافعي ) ) يعني‪:‬‬
‫يكوف كقت االستتابة من حين ترؾ أكؿ فريضة‪( .‬نجرم)(قرز) (*) عند خركج كقت األكلى‪ ،‬كلعل المراد‬
‫احتباسو عقيب تفويتو للفريضو‪( .‬غيث) ( عند خركج كقت األكلى‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو ظاىرالمذىب‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬إف قاطع الصبلة ال يقتل) ) يعني‪ :‬كقتها االختيار‪ .‬كقيل كقت االضطرار‪.‬‬
‫ك(قرز)‬

‫(‪)377/0‬‬

‫_____________________________‬

‫) حجة المؤيد باهلل قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال يحل دـ أمرئ مسلم إال بإحدل ثبلث‪ ،‬كفر بعد‬
‫إيماف‪ ،‬كزنى بعد إحصاف‪ ،‬كقتل نفس بغير حق) كحجةاآلخرين قولو تعالى‪{ :‬فإف تابوا كأقاموا الصبلة‬
‫كآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}‪[ .‬فشرط تخلية السبيل عن قتلهم بالتزاـ التوبة‪ ،‬كإقامة الصبلة]‪ .( .‬قاؿ‬
‫المؤيد باهلل‪ :‬لكن يكره عليها‪ ،‬قالوا‪ :‬ال يمنع اإلكراه صحة الصبلة؛ ألف اإلكراه فعل المكره ) ) فبل‬
‫ينافي العبادة‪ ،( .‬كإنما ينافى العبادة كراىة الفاعل) ) قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كلو علمنا‬
‫كراىتو لم نأمره‪ ،‬كىذا ضعيف جدا‪ ،‬بل علينا كاجب‪ ،‬كىو إكراىو‪ ،‬كما يكره الكافر على اإلسبلـ‪ ،‬فإف‬
‫نول فقد أسقط ما عليو‪ ،‬كإال فقد أسقطنا ما علينا‪( .‬غيث) (‪.‬‬
‫ككذا يقتل اإلماـ أك من يليو من ترؾ طهارة أك صوما ) ) كأما الزكاة كالحج فبل يقتل ألجلهما عند‬
‫الجميع‪ ،‬بل يكره عليهما‪ ( .‬إذا كاف المتركؾ كاجبا قطعيا) ) أك في مذىبو عالما‪( .‬قرز) (‪ ،‬كتركو عمدا‬
‫تمردا‪ ،‬كإنما يقتل بعد االستتابة كما مضى‪.‬‬
‫فصل‬
‫(ك) من فاتت عليو صلوات كثيرة فإنو (يتحرل في) ما كاف (ملتبس الحصر) ) ) أك نحوىا من الواجبات‬
‫كالزكاة‪ ،‬كالصوـ‪ ،‬كالكفارة‪ ،‬كنحو ذلك‪ .‬ك(قرز)‬

‫(‪)370/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) (مسألة) من ظن أف عليو فائتو من صبلة‪ ،‬أك صياـ‪ ،‬فقضاه‪ ،‬ثم باف لو سقوطو عنو ػ كاف ما صلى أك‬
‫صاـ نفبل؛ ألف الواجب إذا بطل [ أم‪ :‬انكشف عدـ كجوبو] صار نفبل‪ .‬ذكره في الشرح‪ .‬ككذا في من‬
‫ظن دخوؿ كقت الصبلة فصبلىا‪ ،‬ثم باف لو عدـ دخولو ػ كاف صبلتو نافلو إذا كاف كقت يصح فيو‬
‫النفل‪ ،‬كحالفت المعتزلو في ذلك كلو‪( .‬بياف) ( أم‪ :‬فيما لم يعلم عدده‪ ،‬كنعني بالتحرم أنو يقضي حتى‬
‫يغلب في ظنو أنو قد أتى بكل ما فات عليو) ) فأما حيث علم كمية الفوائت فيجب عليو أف يقضيها‪،‬‬
‫حتى يتيقن أنو قد استكملها‪ ،‬كال يكتفي بالظن لتمكنو من العلم من دكف زيادة‪( .‬شرح أثمار) (‪،‬‬
‫كاليلزمو أف يزيد على ذلك حتى يتيقن أنو قد استغرؽ‪ ،‬لكن ذلك يستحب‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاليقاؿ‪ :‬إف الواجب القطعي يجب اعتبار العلم فيو؛ ألنا نقوؿ‪ :‬إف كجوب‬
‫القضاء ظني) ) في العامد‪ ( .‬غير قطعي) ) كيقطع بالنية مع الظن‪ ،‬كيشترط مع الشك‪ .‬ذكره الفقيو‬
‫يحيى البحيبح‪ ،‬كلم يذكره موالنا عليو السبلـ‪( .‬نجرم) (قرز) (*) كالقياس في التعليل أف يقاؿ‪ :‬عمل‬
‫بالظن لما تعذر عليو العلم‪ .‬ك(قرز) (*) إذا ترؾ الصبلة عمدا‪ ،‬فأحد قولي الناصر‪ ،‬كداكد‪ ،‬كعبد الرحمن‬
‫بن أبي ليلى‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كأحمد بن الهادم كأحد الركايتين عن أخيو المرتضى‪ ،‬كالقاسم‪ :‬ال قضاء عليو‪.‬‬
‫(نجرم) كاختاره اإلماـ شرؼ الدين‪ .‬قاؿ في اللمع‪ :‬كجو ىذا أف القضاء ال يجب إال بدليل‪ ،‬كلم يدؿ‬
‫الدليل إال على النائم كالساىي‪ .‬قلنا‪ :‬اإلجماع المدعى ىنا في الساىي ظني فبل فرؽ‪( .‬بحر) ككجو من‬
‫أكجب القضاء‪ :‬أف كجوب القضاء على العامد أحق كأكلى من الناسي‪([ .‬حاشية سحولي)] كاألكلى أف‬
‫يقوؿ‪ :‬ألف األصل عدـ الوجوب‪ ،‬كبراءة الذمة‪ .‬أك يقاؿ‪ :‬اعتبار الظن ىنا على جهة الخلفية لما كاف‬
‫يشق اعتبار العلم فيو‪( .‬معيار) (‪.‬‬

‫(‪)373/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كمن جهل فائتتو)) ) (فرع) فإف كاف الفائت صبلتين من يوـ‪ ،‬كالتبستا ػ قضى ركعتين‪ ،‬كثبلثا‪،‬‬
‫كأربعا(‪ ،)7‬كأربعا‪ ،‬كإف ترؾ ثبلثا زاد أربعا‪ ،‬مثل قوؿ المؤيد باهلل كأبي حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ .‬فإف كانتا من‬
‫يومين قضى ثنتين‪ ،‬كثنتين‪ ،‬كثبلثا‪ ،‬كثبلثا‪ ،‬كأربعا‪ ،‬كأربعا (‪ .)0‬كعلىقوؿ المؤيد باهلل كأبي حنيفة‪،‬‬
‫كالشافعي‪ :‬يقضي عشر صلوات‪ ،‬كما مر‪( .‬بياف بلفظو‪ )7( )727/7‬الظاىر أنو ال بد من تعيين ما‬
‫يصليو أكال من الرباعيتين بالنيو المشركطو؛ لئبل تكوف مترددة (‪ )7‬بخبلؼ الثانيو‪ ،‬فيكفيو أف يقوؿ‪ :‬أربعا‬
‫عما علي من الرباعيات إف كانت‪ ،‬على أصل الهدكيو‪( .‬قرز) (‪ )7‬ألف الفائت إذا كاف من جنسين كظهر‬
‫كعصر‪ ،‬أك أكثر فبل يصح أف ينويهما؛ لترددىا‪ ،‬كما تقدـ في (ىامش البياف) في باب صفة الصبلة‪)0( .‬‬
‫يجهر في ركعة كيسر في أخرل‪ ( .‬أم‪ :‬من فاتت عليو صبلة‪ ،‬كالتبس أم الصلوات الخمس ىي‪،‬‬
‫فالمذىب ما ذكره أحمد بن يحيي ‪ :‬أنو يصلي ركعتين‪ ،‬كثبلثا‪ ،‬كأربعا‪ ،‬ينوم باألربع ما فات عليو من‬
‫الرباعيات‪ ،‬كىذا ىو المراد بقولنا‪( :‬فثنائية) ) في الحضر‪( .‬ىداية) ال في السفر‪ ،‬فاألكلتاف ثنائية‪،‬‬
‫كثبلثية‪ ،‬يجهر في الثنائية‪ ،‬كيسر كذلك‪( .‬ىداية) (*) كحيث يصلي الركعتين يكفيو أف يقوؿ‪ :‬ركعتاف عما‬
‫علي‪ ،‬ككذا األربع كالثبلث‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(*) ككذا الثنائيو في القصر‪ ،‬يجهر في ركعة‪ ،‬كيسر في أحرل‪ .‬كىل يقنت‪ ،‬أك ال ? القياس‪ :‬ال يقنت‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬يقنت‪ ،( .‬كثبلثية‪ ،‬كرباعية) ) كعند المريسى‪ ،‬كابن مقاتل‪ :‬أنو يكفيو أربع‪ ،‬يقف على اثنتين‬
‫للفجر‪ ،‬كثبلث للمغرب إف كاف‪ ،‬كأربع للعشاء إف كاف‪ ،‬أك الظهر‪ ،‬أك العصر بناء على أصلهم أف التشهد‬
‫كما بعده سنة‪( .‬غيث معنى)‬

‫(‪)374/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) كيصح أف يحرـ بأربع ركعات ينوم بها الظهر إف كاف ىو الفائت‪ ،‬أك العصر‪ ،‬أك العشاء‪ ،‬كإذا صلى‬
‫ركعة نول صبلة المغرب إف كاف ىو الفائت‪ ،‬من عير أف يخرج من الصبلة التي افتتحها أكال‪ ،‬بل ينوم‬
‫عليو من دكف لفظ ينافي الصبلة‪ ،‬ثم يكبر بعد ىذه النيو تكبيرة اإلحراـ‪ ،‬فإذا صلى ركعة نول الفجر في‬
‫الزكعتين إف كاف ىو الفائت‪ ،‬كيكبر تكبيرة اإلحراـ‪ ،‬ىكذا أفاده بعض العلماء راكيا لو عن غيره‪ .‬قلت‪:‬‬
‫كىو صحيح‪ ،‬ال إشكاؿ فيو على قواعد المذىب؛ ألف المغرب إذا كاف ىو الفائت فقد نواه بعد أف‬
‫بقي‪ ،‬كلو فعل ثبلث ركعات‪ ،‬فيدخل فيها‪ ،‬كالخركج من األكلى بالتكبيره المذكورة‪ ،‬كإف لم يكن ىو‬
‫الفائت فهو باؽ في الصبلة؛ أل ف النية مشركطة‪ ،‬كالتكبيرة ال تنافي الصبلة؛ إذ ىي من أذكارىا‪ ،‬ككذا‬
‫الكبلـ في نية الفجر‪ ،‬كأما الواجب من القراءة‪ ،‬فحيث جهر كأسر في الركعتين األخرتين‪ ،‬أك أسر في‬
‫الثانيو‪ ،‬كجهر في الثالثو فقط سقط الواجب عن جميع الصبلة؛ ألنو اليخرج عن جميعها إال بالتسليم‪،‬‬
‫كإال لم يسقط كاجب المغرب‪ ،‬حيث جهر في الركعة األكلى‪ ،‬كال كاجب الفجر حيث جهر في الركعتين‬
‫األكلتين‪( .‬إفادة سيدنا العبلمو صارـ الدين إبراىيم بن خالد العلفي القرشي) كقد عرض ىذا على بعض‬
‫المشايخ فأقره للمذىب‪.‬‬
‫(*) كيكفي لها تيمم كاحد‪ .‬كقاؿ الكني‪ :‬ثبلثة تيممات‪( .‬بياف) (‪ ،‬لكنو في الرباعية خاصة (يجهر في‬
‫ركعة)) ) كلو في ركعة كاحدة‪( .‬قرز) ( منها بقراءتو (كيسر في) ركعة (أخرل) ألف الرباعية تتردد بين‬
‫الظهر‪ ،‬كالعصر‪ ،‬كالعشاء فإذا جهر في ركعة‪ ،‬كأسر في أخرل فقد أتى بالواجب من الجهر إف كاف‬
‫الفائت العشاء‪ ،‬كمن اإلسرار إف كاف أحد العصرين‪.‬‬

‫(‪)375/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب أنو يلزمو سجود السهو للقطع( ) ال قطع ألنو يجوز أف الفائتو ثنائيو‬
‫كثبلثيو‪ ) .‬بأحد موجبين للسجود) ) يعني‪ :‬بالنظر إلى أنا قد أك جبنا عليو رباعية‪ ،‬كإال فلسنا قاطعين‬
‫بالرباعية‪ ،‬فضبل عن موجب سجود السهو‪ ،( .‬كىما الجهر حيث يسن تركو‪ ،‬أكالعكس‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف الواجب على من جهل فائتتو أف يصلي الخمس صلوات‬
‫أجمع فينوم أصلي الفجر إف كانت علي‪ ،‬ككذا باقيها‪.‬‬
‫(كندب قضاء) السنن (المؤكدة) ) ) ككذا كل ذل ديمة(‪( .)7‬شرح أثمار) (‪ )7‬أم‪ :‬يداكـ عليو‪.‬‬

‫(‪)376/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) (فائدة) في الحديث عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (من قضى خمس صلوات من الفرائض في آخر‬
‫جمعو من رمضاف كاف جبرا لكل صبلة فاتت من عمره إلى سبعين سنو‪ ،‬كلكل ما اختل من صبلتو‬
‫بوسواس‪ ،‬أك طهور‪ ،‬أك نسياف)‪ .‬ككجد بخط الفقيو المحدث الحافظ إبراىيم بن عمر العلوم رحمو اهلل‬
‫تعالى‪ :‬أنو ركم أنو قاؿ‪" :‬من صلى خمس صلوات من الفرائض في آخر جمعة من رمضاف كانت جبرا‬
‫لكل صبلة فاتت عليو من عمره إلى سبعين سنو‪ ،‬كلكل ما اختل عليو من صبلتو بوسواس أك غيره‪ ،‬من‬
‫عدـ التحرم في الطهاره‪ ،‬كغير ذلك"‪( .‬إيضاح) (التابعة للمكتوبة‪ ،‬كوتر‪ ،‬كسنة فجر‪ ،‬في غير كقت‬
‫كراىة‪ .‬كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال يستحب ) )قلنا قضى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم سنة الفجر لما ناـ في‬
‫الوادم‪( .‬شرح بهراف) (*) كيستحب (‪ )7‬لمن أيس منو ػ أم‪ :‬من القضاء ػ كفارة كالصياـ‪( .‬ىداية)‬
‫كالكفارة نصف صاع من أم قوت عن كل خمس صلوات‪ ،‬في كل يوـ‪ ،‬ذكره أبو العباس‪ ،‬كأبو طالب‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬كال شيء فيما دكف الخمس صلوات‪( .‬ىامش ىداية) كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إنها‬
‫نصف صاع من بر‪ ،‬كصاع من غيره عن كل خمس‪ .‬كقيل‪ :‬لكل صبلة نصف صاع من بر‪ ،‬فيعمل الوصي‬
‫بمذىبو إف لم يعين الموصي لو‪( .‬حاشية ىداية) (‪( )7‬نعم) ىذا مذىب القاسم عليو السبلـ‪،‬كالناصر‪،‬‬
‫كأبي طالب‪ .‬كال يجب؛ ألنو ال مدخل لها في الماؿ‪ ،‬بخبلؼ كفارة الصوـ‪ ،‬كلذلك ال تجب إال‬
‫بااليصاء‪ ،‬كتكوف من الثلث‪ ،‬كليست بكفارة‪ ،‬كلذلك يجوز صرفها في بني ىاشم؛ إذ ليس إخراجها عن‬
‫كاجب يتعلق بالذمة فأشبو سائر القرب‪.‬‬
‫كمذىب زيد بن علي‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأبي حنيفة‪ :‬أنو يجب اإليصاء بها‪ ،‬كأف لها مدخبل في الماؿ‪ ،‬كىي‬
‫عندىم كفارة‪ ،‬قياسا على كفارة الصوـ‪ ،‬بجامع أنها كفارة عن عبادة مؤقتة تتعلق بالبدف‪ ،‬فتكوف من‬
‫الثلث‪ ،‬كالحج؛ إذ ىي كاجبة عن أمر يتعلق بالذمة‪ ،‬فيحرـ صرفها في بنى ىاشم كسائر الكفارات‪.‬‬
‫(ىامش ىداية) (‪.‬‬

‫(‪)377/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(باب) (كصبلة الجمعة) ) قيل‪ :‬سميت الجمعة جمعة الجتماع خلق السموات كاألرض كمن فيهما في‬
‫ذلك الوقت‪ ،‬كخلق في يوـ الجمعة الشمس‪ ،‬كالقمر‪ ،‬كالنجوـ‪ ،‬كالمبلئكة‪ ،‬كالجن‪( .‬من تفسير الحاكم)‬
‫(*) في (شرح مسلم)‪ :‬يضم الميم كإسكانها‪ ،‬كفتحها‪ ،‬حكاىن الفراء‪ ،‬كالواحدم‪ ،‬كغيرىما‪ ،‬ككجهوا‬
‫الفتح بأنها تجمع الناس‪ ،‬كيكثركف‪ ،‬كما يقاؿ ىمزة كلمزة‪ .‬كنحو ذلك‪ ،‬كمثلو في الكشاؼ ػ يعني‪:‬‬
‫الثبلث ػ‪( .‬كابل)‬
‫(*) كعن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم (خير يوـ طلعت فيو الشمس يوـ الجمعو‪ ،‬فيو خلق اهلل آدـ‪،‬‬
‫كفيو أدخل الجنو‪ ،‬كفيو أىبط إلى األرض‪ ،‬كفيو تقوـ الساعو‪ ،‬كىو عند اهلل يوـ المزيد) كعنو عليو كعلى‬
‫آلو أفضل الصبلة كالسبلـ أتاني جبريل عليو السبلـ كفي كفو مرآة بيضاء‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ىذه يوـ الجمعو‬
‫يعرضها عليك ربك فتكوف لك عيدا كألمتك من بعدؾ‪ ،‬كىو سيد األياـ عندنا‪ ،‬كنحن ندعوه إلى اآلخره‬
‫يوـ المزيد) كعنو (إف هلل في كل حمعو ست مائو ألف عتيق من النار) كعن كعب رضي اهلل عنو (إف اهلل‬
‫فضل من البلداف مكو‪ ،‬كمن الشهور شهر رمضاف‪ ،‬كمن األياـ الجمعو) كقاؿ عليو السبلـ‪( :‬من مات يوـ‬
‫الجمعو كتب اهلل لو أجر شهيد‪ ،‬ككقي فتنة القبر) كفي الحديث (إذا كاف يوـ الجمعو تغدك المبلئكو على‬
‫أبواب المساجد بأيديهم صحفهم كأقبلمهم يكتبوف األكؿ فاألكؿ على مراتبهم)‪( .‬كشاؼ)‬
‫(*) (مسألة) كال يجوز حضور جمعة الظلمة إال أف يكوف تقية‪ ،‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كسواء خاؼ على‬
‫نفس‪ ،‬أك ماؿ‪ ،‬أك عرض‪( .‬بياف) كقيل‪ :‬ال يبيحو إال ما يبيح المحظور‪( .‬شرح آيات) من تفسير قولو‬
‫تعالى في سورة المائدة‪{ :‬ال يتخذ المؤمنوف الكافرين}‪ .‬كقيل‪ :‬خاص في ىذا‪ ،‬كفي صبلة الجماعة‪.‬‬
‫كعن زيد بن علي‪ ،‬كالنفس الزكية عليهما السبلـ‪ :‬أف كل من حضر خطبتهم فهو آثم‪.‬‬

‫(‪)378/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كعن جعفر الصادؽ أنو سئل عن ذلك‪ .‬فقاؿ السائل‪ :‬أصلي خلفهم‪ ،‬كأجعلها تطوعا ? فقاؿ‪ :‬لو قبل‬
‫التطوع لقبلت الفريضة‪ .‬كعن القاسم بن إبراىيم عليو السبلـ أنو قاؿ‪ :‬من صلى معهم فقد أثم‪( .‬بحر)‬
‫ك(بستاف) كعن الناصر أنو قاؿ لرجل ممن يحضر الخطبة‪ :‬أنتم تحضركف الجمعة‪ ،‬كىي فرض من فرائض‬
‫اهلل‪ ،‬كيأتي خطيبهم كيقوؿ‪ :‬اللهم أصلح عبدؾ‪ ،‬كخليفتك‪ ،‬القائم بأمرؾ‪ ،‬كبالحق في عبادؾ‪ .‬كىو في‬
‫حاؿ دعائو كاذب‪ ،‬فاسق‪ ،‬فيكذب مثل ىذه الكذبة في خطبتو التي ىي نصف الصبلة‪ ،‬فما أحد منكم‬
‫شرل نفسو من اهلل فيكذبو في قولو‪ ،‬كينكر عليو‪( .‬بستاف) ()‬
‫كاجبة متى تكاملت شركطها( ) يعني‪ :‬شركط الوجوب‪ ) .‬اتفاقا‪ ،‬كالمذىب أنها من فركض األعياف‪.‬‬
‫كقاؿ أكثر الفقهاء‪ :‬إنها من فركض الكفايات) ) لم يقل بو إال الطبراني‪ ،‬من أصحاب الشافعي‪ ،‬كغلطو‬
‫أصحابو‪( .‬بحر معنى) (كاألصل فيها من الكتاب قولو تعالى‪{ :‬إذا نودم للصبلة من يوـ الجمعة} ( ) إال‬
‫على مريض أك مسافر‪(.‬لمع) ) اآلية‪.‬‬
‫كمن السنة‪ :‬قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬من كاف يؤمن باهلل كاليوـ اآلخر فعليو الجمعة)( ) تمامو (في يوـ‬
‫الجمعة إال على مريض أك مسافر) (لمعة) ) كىي (تجب على كل مكلف)) ) كلو أحيرا خاصا‪[ .‬خبلؼ‬
‫المويد باهلل‪( .‬بياف)] كيكوف كقت الصبلة كالمستثنى من األجارة‪ ،‬كال يسقط شيء من األجرة؛ إذ ىي‬
‫من المستثناة‪ ،‬كلعلو حيث جرت العادة بحضورىا من األجراء‪( .‬تهامي) كإال سقط من األجرة بقدرىا‪( .‬‬
‫احتراز من الصبي كالمجنوف‪ ،‬فبل تجب عليهما( ) كال تصح‪.) .‬‬

‫(‪)379/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ذلك المكلف (ذكر) فبل تجب على األنثى ) ) قاؿ في (الغيث) فإف قلت‪ :‬ىبل جازللمرأة أف تجمع‬
‫النساء‪ ،‬كتؤمهن‪ ،‬كما جاز في الصلوات الخمس ? قلت‪ :‬لم يشرع‪ ،‬كإذا لم يشرع لم يجز‪)*( .‬‬
‫كالخنثى‪( .‬قرز) [كتصح منها]‪ ( .‬لكن يستحب للعجائز حضورىا‪ ،‬دكف الشواب) ) فيكره لهن‪( .‬بياف)‬
‫(قرز) ( ذكره علي خليل‪ .‬كعن أبي جعفر‪ ،‬كأبي حنيفة‪ :‬ال يستحب للعجائز أيضا( ) ألف لكل ساقط‬
‫القط‪.) .‬‬
‫(حر) فبل تتعين على العبد) ) ككذا المكاتب‪( .‬بياف) ك(قرز) كالمدبر‪ ،‬كالموقوؼ بعضو‪ .‬ك(قرز)‬
‫(*) بمعنى انها ليست متعينة في الوجوب عليو‪ ( .‬بل يخير بينها كبين الظهر‪ ،‬كقد ذكر أبو جعفر‪ :‬أف‬
‫للسيد أف يمنع عبده من الجمعة) ) مسلم (‪ )7‬في الجماعة‪ ،‬ال في الجمعة‪ ،‬فهي كاجبة عليو في‬
‫األصل‪( .‬مفتي) ك(قرز)‪[ )7( .‬إال أف يكوف مذىب العبد كجوب الجماعة فليس لسيده منعو‪( .‬قرز)] (‬
‫كالجماعة إجماعا) ) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬إف صح اإلجماع فهذا خاص في ىذا الواجب‪( .‬بحر) كفي‬
‫(المعيار) ال يمنع‪ .‬لعلو يعني‪ :‬في الجمعة‪( ( .‬مسلم) فبل تصح من الكافر (صحيح) ) ) كتلزـ السلس‬
‫كنحوه‪ ،‬ما لم يخش تنجيس المسجد‪( .‬مفتي) ك(قرز) ( فبل تتعين على المريض ) ) كحد المرض ىو‬
‫الذم يجوز معو الجمع‪ ( .‬كاألعمى الذم فقد قائدا‪ ،‬بمعنى أنها رخصة في حقهما‪ ،‬كالعبد‪ ،‬ككذا المقعد‬
‫إال أف يجد من يحملو‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال جمعة) ) ككذا الخائف على نفس أك ماؿ فإنها رخصة في حقو‪ .‬ك(قرز) (*) ككذا‬
‫المقعد‪( .‬قرز) ( على األعمى كإف كجد قائدا‪ ،‬كاختاره في االنتصار‪.‬‬

‫(‪)382/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قولو‪( :‬نازؿ)) ) حقيقة النازؿ‪ :‬من كقف مقدار الوضوء‪ ،‬كالصبلة‪ ،‬كالخطبة‪ ،‬كىذا حيث ثمة مقيم قدر‬
‫نصابها؛ إذ لو كانوا مسافرين معا كانت رخصة في حقهم‪ ،‬كقاؿ المؤيد باهلل في شرح التجريد‪ :‬كلو كقفوا‬
‫في مستوطن للمسلمين‪ ،‬كتكاملت الشركط في حق المسافرين‪ ،‬كفيهم من يصلح كجبت عليهم‪ ،‬كىو‬
‫ظاىر األزىار‪ .‬ك(قرز) ( أم‪ :‬كاقف فبل تتعين على المسافر السائر) ) كتجوز المسافرة بعد دخوؿ كقت‬
‫الجمعة‪ ،‬ما لم يسمع النداء‪ ،‬كىو داخل ميل البلد التي تقاـ فيها الجمعة‪ ،‬فإنو يجب عليو الرجوع إف‬
‫سمع‪ .‬كإف سمع كقد خرج من الميل فبل رجوع‪ .‬كقيل‪ :‬بل يجب عليو الرجوع‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪ .‬كقاؿ‬
‫في (التذكرة)‪ :‬يجوز السفر في يومها ما لم يحضر الخطبة‪ ،‬كىو ظاىر فيما يأتي‪( .‬قرز) كلفظ‬
‫(الكواكب)‪ :‬ما لم تحضر الخطبة‪ ،‬أك يسمع النداء‪ .‬ذكره في شرح اإلبانة‪ ،‬كالسيد يحيى بن الحسين‪،‬‬
‫ككافي الحنفية‪( .‬باللفظ) (قرز) (*) كلو إماما‪ ،( .‬بل رخصة في حقو كالمريض‪.‬‬
‫(نعم) كال تتعين على النازؿ إال أف يكوف نزكلو (في موضع إقامتها ) ) البلد‪ ،‬كميلها‪( .‬قرز) ( أك) ليس‬
‫بنازؿ في موضع إقامتها‪ ،‬بل خارج عنو لكنو (يسمع نداءىا) ) ) كأمكن الوصوؿ إليها‪ ،‬كإدراكها‪ ،‬كأما‬
‫إذا سمع النداء كاليدرؾ الصبلة ػ فبل يجب عليو المشي من أكؿ الوقت‪( .‬حاشية سحولي) كعند‬
‫(المفتي)‪ :‬من عند النداء؛ ألنو كقت التضيق‪ ،‬كىو مثل كبلـ (حاشية سحولي) كلفظ (حاشية سحولي)‪:‬‬
‫كيجب على من سمع النداء تحقيقا أك تقديرا‪ ،‬حيث يدركها إذا سار عند دخوؿ الوقت‪ ،‬كإال لم تجب‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(*) فلو كاف سمع نداء الجمعة من بلد غير بلده‪ ،‬كالحاؿ أنها تقاـ جمعة في بلده لم يلزمو السير‪ ،‬بل‬
‫يخير (كقد بيض لو الحماطي)‪( .‬مفتي) (*) تفصيبل‪ .‬كقيل‪ :‬جملة من دكف تفصيل‪ .‬ذكره في (حاشية‬
‫سحولي) في حاشية من باب األذاف‪ .‬ك(قرز األكؿ)‬

‫(‪)387/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) كالمراد بالنداء ىو الثاني‪ ،‬الذم كاف يفعل بين يدل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم إذا جمع‬
‫خرج كجلس على المنبر‪ ،‬فإنو حينئذ يؤذف بين يديو‪ ،‬فأما النداء األكؿ الذم فعلو عثماف فإنما كاف‬
‫لكثرة الناس‪ ،‬كما ركاه البخارم‪ ،‬ك(بهراف) كفي الكشاؼ‪ :‬النداء عند دخوؿ الوقت‪ )*( .‬يسمع نداءىا‪:‬‬
‫تحقيقا أك تقديرا‪( .‬قرز) ( فإذا كاف موضع نزكلو قريبا من حيث تقاـ الجمعة بحيث يسمع النداء) ) قاؿ‬
‫الفقيو يوسف‪ :‬فلو كانت قرية بالقرب من ىذه البلد‪ ،‬لكن ال يسمع النداء إليها لحائل بينها كبين البلد‪،‬‬
‫نحو جبل منتصب‪ ،‬بحيث لو ارتفعت القرية لسمع النداء إليها ػ فإنو يجب عليهم الحضور؛ ألف العبرة‬
‫بالمسافة التي يسمع إليها النداء‪ ،‬ال سماعو‪( .‬قرز) (بصوت الصيت من سور البلد( ) الدائر‪ ) .‬في يوـ‬
‫ىادئ( ) أم‪ :‬ساكن‪ ) .‬لزمتو الجمعة عند القاسم‪ ،‬كالهادم‪ ،‬كالناصر‪.‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كالحنفية‪ :‬ال تجب إال على أىل المصر فقط‪.‬‬
‫(كتجزئ ضدىم)) ) فإف قيل‪ :‬لم تجزئ كىي ليست كاجبة عليهم ? فالجواب‪ :‬أنها كاجبة عليهم‪ ،‬كلكن‬
‫رخص لهم فيها ػ كاهلل أعلم‪( .‬قرز) (*) فإف كانوا قد صلوا الظهر‪ ،‬ثم أرادكا أف يصلوا الجمعة مع اإلماـ‬
‫كحدىم فاألقرب أنهم إف كانوا صلوا الظهر جماعة لم تصح بهم الجمعة؛ ألنها تكوف نافلة في حقهم‪،‬‬
‫كإف كانوا صلوا الظهر فرادل فكذا على قوؿ المؤيد باهلل أيضا‪ ،‬كأما على قوؿ الهدكية فتصح إذا نوكا‬
‫رفض الظهر‪( .‬كواكب لفظا) (قرز) (*) حبلؼ زفر‪ ( .‬أم‪ :‬كإذا صبلىا ضد ىؤالء األربعة فإنها تجزيهم‬
‫عن الظهر‪ ،‬كضدىم األنثى( ) كالخنثى‪ ،) .‬كالعبد‪ ،‬كالمريض كنحوه) ) األعمى‪ ،‬كالمقعد‪ ( .‬كالمسافر‪.‬‬

‫(‪)380/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) تجزئ صبلة الجمعة (بهم)( ) خبلؼ زفر‪ ) .‬أم‪ :‬بهؤالء األضداد‪ ،‬أم‪ :‬لو لم يحضر من الجماعة‬
‫في صبلة الجمعة إال من ىو معذكر عنها‪ ،‬كالمملوؾ‪ ،،‬كالمريض أجزأت بهم( ) ما لم يكن قد صلوا‬
‫الظهر جماعة أك فرادل‪ ،‬كلم يرفضوىا‪( .‬قرز) [كمثلو في (الكواكب)] لكن يكره تجميعهم‪.) .‬‬
‫قولو‪( :‬غالبا) احتراز من الصبياف كنحوىم) ) المجانين‪ ،‬كفاسد الصبلة‪ ( .‬كمن النساء إذا لم يكن معهن‬
‫ذكر) ) غير اإلماـ‪ ( .‬فإنها ال تجزئهن‪ ،‬كتجزم بهن كحدىن‪ ،‬كلو) ) ىو ال يكوف إال ذكرا‪ ،‬فبل معنى‬
‫للواك ? [يقاؿ‪ :‬الواك للحاؿ فبل اعتراض ]‪ ( .‬كاف اإلماـ ذكرا‪.‬‬
‫[شركط الجمعة]‬
‫(كشركطها) خمسة األكؿ الوقت‪ ،‬ككقتها كقت (اختيار الظهر) ) ) كيكره البيع بعد الزكاؿ‪ ،‬كيحرـ‪،‬‬
‫كينعقد النداء‪ .‬ذكره في االنتصار؛ إذ أمرنا بالسعي إليها‪ ،‬كنهانا عن البيع‪ ،‬كىو ال ينهى عن المباح إال‬
‫إذا ترؾ بو كاجب‪( .‬شرح) (*) كعند ابن حنبل‪ :‬يجوز قبل الزكاؿ‪ .‬كعند أبي حنيفة‪ :‬تجوز الخطبة دكف‬
‫الصبلة‪.‬‬

‫(‪)383/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) (فائدة) إذا غلب على ظن اإلماـ أف الوقت قد دخل‪ ،‬أعنى كقت العصر‪ ،‬كغلب على ظن المؤتمين‬
‫أنو لم يدخل‪ ،‬ككانوا قد شرعوا في صبلة الجمعة‪ ،‬فالمؤتموف يتموف صبلة الجمعة كيسلموف‪ ،‬كاإلماـ يتم‬
‫ظهرا كيبني ذكره سيدنا الفقيو يحيى بن أحمد حنش‪ .‬كقيل‪ :‬القياس يستخلفوف حيث فيهم من يصلح‬
‫لبلستخبلؼ‪ ،‬كيتموف جمعة‪ .‬كعن سيدنا (عامر)‪ :‬أنها ال تصح في حق المؤتمين‪ ،‬بل فرضهم أف يعزلوا‪،‬‬
‫كيتموا ظهرا؛ ألف من شرطها الجماعة‪ ،‬في كل الركعتين‪ ،‬كال يصح إتمامهم [يعني‪ :‬الجمعة ] مؤتمين بو؛‬
‫ألف صبلتو ظهر‪ ،‬فبل تصح الجمعة خلف من يصلي ظهرا‪ .‬كالوجو في كجوب العزؿ عند علمهم‪ :‬أف‬
‫زيادة اإلماـ مفسدة لكوف فرضو الجمعة عندىم‪ .‬فإف قيل‪ :‬إذا قلتم‪ :‬إنهم بعد العزؿ يتموف صبلتهم‬
‫ظهرا‪ ،‬ككذلك اإلماـ فلم قلتم‪ :‬ال بأتموف بو في الركعتين اآلخرتين؛ إذ قد اتفق فرضهم‪ .‬فالجواب‪ :‬أف‬
‫األمر الموجب لتمامهم الصبلة يختلف‪ ،‬من حيث كوف اإلماـ أتمها ظهرا ألجل خركج الوقت عنده‪،‬‬
‫كالمؤتموف من حيث كونو زيادة مفسدة عندىم غير مشركعة‪ .‬كالقياس أف يستخلفوا حيث فيهم من‬
‫يصلح لئلستخبلؼ‪ ،‬كيتموا جمعة‪( .‬قرز) (*) كقاؿ مالك‪ :‬إلى آخر الوقت‪ ( .‬كتصح في كقت‬
‫المشاركة) ) كإف جعلناه من كقت الثانية كما ىو المختار؛ ألنها بدؿ عن الظهر‪ ،‬ككقتها كقتو‪( .‬شامي)‬
‫(قرز) (‪ ،‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىو في التحقيق داخل في كقت االختيار‪ ،‬كلهذا لم نفرده بالذكر‪.‬‬

‫(‪)384/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الشرط الثاني كجود (إماـ عادؿ) ) حجة أىل البيت عليهم السبلـ في اشتراط اإلماـ في الجمعة‬
‫قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬أربعة إلى الوالة) كركم (إلى األئمة الحد‪ ،‬كالجمعة‪ ،‬كالفيء‪،‬‬
‫كالصدقات) كحجة الشافعي‪ :‬أف اآلية لم تفصل‪ ،‬كىو قولو تعالى‪{ :‬فاسعوا إلى ذكر اهلل} قلنا‪ :‬اآلية‬
‫مجملة‪ .‬كجو قوؿ أبي حنيفة‪ :‬قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬إماـ عادؿ أك جائر) قلنا‪ :‬أراد جائرا في‬
‫الباطن؛ إذ الجائر في الظاىر ال يصلح إماما‪ .‬كعن الزمخشرم‪ :‬أنو لم يرد في الحديث لفظة "أك جائر"‪.‬‬
‫(زىور)‬

‫(‪)385/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) (خبر) كعن جابر بن عبد اهلل قاؿ‪ :‬خطبنا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم يوـ جمعة فقاؿ‪:‬‬
‫(أيها الناس توبوا إلى اهلل قبل أف تموتوا‪ ،‬كبادركا باألعماؿ الزاكية قبل أف تشغلوا‪ ،‬كصلوا الذم بينكم‬
‫كبين ربكم بكثرة ذكركم لو‪ ،‬كالصدؽ في السر كالعبلنية‪ ،‬كأعلموا أف اهلل تعالى فرض عليكم الجمعة في‬
‫مقامي ىذا‪ ،‬في يومي ىذا‪ ،‬في شهرم ىذا‪ ،‬في عامي ىذا‪ ،‬إلى يوـ القيامة‪ ،‬فمن تركها في حياتي أك‬
‫بعدىا استخفافا بها‪ ،‬أك جحودا لها‪ ،‬كلو إماـ عادؿ أك جائر‪ ،‬فبل جمع اهلل شملو‪ ،‬كال بارؾ لو في أمره‪،‬‬
‫أال كال صبلة لو‪ ،‬أال كال زكاة لو‪ ،‬أال كال صياـ لو‪ ،‬أال كال حج لو‪ ،‬إال أف يتوب‪ ،‬فمن تاب تاب اهلل عليو)‬
‫فلما ذـ تاركها شرط أف يكوف لو إماـ‪ .‬قلنا‪ :‬إف اإلماـ شرط في كجوبها‪ ،‬كإذا ثبت أنو شرط في كجوبها‬
‫ثبت أنو شرط في صحتها؛ ألف الجمعة متى صحت كجبت‪ .‬كقولو‪" :‬أك جائر" [ قاؿ الزمخشرم لفظة‬
‫أك جائر حشو في الحديث] محموؿ على الذم كاف جائرا في باطن أمره‪ ،‬كىو عادؿ في ظاىر الحاؿ‪،‬‬
‫لم يسقط بذلك كجوب الجمعة‪ ،‬يدؿ على صحة ىذا التأكيل أنو عليو السبلـ كصف الجائر بأنو إماـ‬
‫للمسلمين‪ ،‬بقولو‪( :‬كلو إماـ عادؿ أك جائر) كذلك ال يستقيم إال إذا كاف جائرا في الباطن‪ ،‬دكف الظاىر؛‬
‫ألف من يكوف جوره ظاىرا ال يكوف إماما للمسلمين‪ ،‬فقد نهى عن الصبلة خلفو بقولو‪( :‬ال يؤمن فاجر‬
‫مؤمنا‪ ،‬كال يصلين مؤمن خلف فاجر) فبل يصح كجوب إقامة الجمعة مع اإلماـ الجائر في ظاىر أمره‪.‬‬
‫(شفاء لفظا) ( قاؿ في اللمع‪ :‬كىو الظاىر من إجماع أىل البيت) ) شرط في الصحة كالوجوب‪ .‬قاؿ‬
‫األمير الحسين‪ :‬كفي دعول اإلجماع نظر؛ ألف أكثر أىل البيت لم ينقل عنهم نفي كال إثبات‪.‬‬
‫(غيث)(*) المتقدمين‪ ( .‬عليهم السبلـ‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬إف اإلماـ غيرشرط) ) كاألمير الحسين‪ ،‬كاإلماـ إبراىيم بن تاج الدين‪ ،‬كاإلماـ يحيى‪،‬‬
‫كاإلماـ علي بن محمد‪( .‬ذكره الفقيو يوسف في الثمرات)‪ ( .‬كىكذا في تعليق اإلفادة عن مالك‪.‬‬

‫(‪)386/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬بل ىو شرط‪ ،‬كلو جائرا‪ ) (،‬في نفسو‪ ،‬ال في مذىبو‪ ،‬كال في الرعية‪ ) .‬كال يكفي كجود‬
‫اإلماـ العادؿ‪ ،‬بل ال بد من كجوده‪ ،‬كىو صحيح من العلل التي ال تصح اإلمامة معها‪ ،‬كمطلق غير‬
‫مأسور ) ) شكل عليو‪ ،‬ككجهو‪ :‬أنها قد بطلت كاليتو كلو مرجوا‪ ( .‬أك معتل بأم تلك العلل‪ ،‬أك مأسور‬
‫لكنو (غير مأيوس ) ) (فائدة) إذا أسر اإلماـ‪ ،‬كأيس من إطبلقو‪ ،‬فقاـ إماـ غيره‪ ،‬ثم أطلق األسير‪ .‬فقاؿ‬
‫األمير الحسين في (الشفاء)‪ :‬ذكر القاسم‪ ،‬كالناصر‪ :‬أف المفضوؿ يسلم لؤلفضل‪ .‬كالمركم عن زين‬
‫العابدين‪ ،‬كالنفس كالزكية‪ ،‬كأبي عبد اهلل الداعي‪ ،‬كىو قوؿ األخوين‪ :‬ال يلزمو تسليم األمر لؤلكؿ قبلو؛‬
‫ألنو بتحملو أعباء األمر صار أفضل‪ ،‬كىذا ىو الصحيح عندنا‪( .‬غيث) (قرز) (*) كالعبرة بأياس الناس ال‬
‫بأياس المأسور‪( .‬نجرم) فإف اختلفوا فالوقف‪( .‬ذكره النجرم في شرح اآليات)‪ .‬كفي (البياف) أف كبل‬
‫من الناس متعبد بظنو في الرجاء كاليأس‪ ،‬كالفاضل كالمفضوؿ من األئمة حيث دعيا‪ .‬ذكره القاسم‪.‬‬
‫(بياف) كفي العلة‪ :‬بقوؿ الطبيب العدؿ [فإف استوكا فاألكثر] بل يرجع في العليل إلى أىل الخبرة‪ ،‬كفي‬
‫األسر كنحوه إلى ما ىو الغالب في العادة عند أىل النظر الصحيح‪( .‬قرز) ( بمعنى أف زكاؿ علتو‪ ،‬ككذا‬
‫أسره مرجواف لم يحصل اليأس من ارتفاعهما‪ ،‬كاليأس ىو غلبة الظن( ) كالعبرة بأىل المعرفة‪( .‬قرز) )‬
‫بما يحصل من األمارات المقتضية لذلك في العادة‪ ،‬فإذا لم يحصل اليأس جاز ) ) بل كجب‪ ( .‬إقامة‬
‫الجمعة‪ ،‬لكن أبا طالب يقوؿ‪ :‬تجوز بتولية) ) مع التمكن من أخذ الوالية بعد دخوؿ الوقت‪( .‬تعليق ابن‬
‫مفتاح) كسيأتي مثلو قريبا‪.‬‬

‫(‪)387/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) قاؿ (المقبلي في العلم الشامخ) كمن مفاسد الخبلؼ ترؾ الجمعة‪ ،‬كالجماعة‪ ،‬كىي من شعار‬
‫اإلسبلـ‪ ،‬أما الجمعة فلكثرة التحكم في شرائطها‪ ،‬كإنما ىي صبلة من الصلوات أقرب ما يشترط فيها‬
‫اتحاد الجماعة؛ ألنها شرعت الجتماع المسلمين‪ ،‬ثم قاؿ‪ :‬أما اشتراط إماـ عادؿ كزعم بعضهم ػ يعني‪:‬‬
‫السلطاف‪ ،‬أك اشتراطو كلو جائرا‪ ،‬أك اشتراط أربعين رجبل‪ ،‬أك مصر جامع‪ ،‬أك نحو ذلك ػ فما اتفق كقوعو‬
‫في زمن النبي صلى اهلل عليو كآلو‪ ،‬كال دليل شرعيا على االشتراط‪ ،‬كلم يكن ذلك في عصر الصحابة‪،‬‬
‫بل صلوا خلف الحجاج‪ ،‬كلقد غلطت الزيدية حتى حرموا حضور صبلة الجمعة في بلد السلطاف الذم‬
‫ليس علىشرطهم‪ ،‬كقالوا‪ :‬ال تصح الصبلة‪ ،‬كيعيد الظهر‪ .‬بل قاؿ قائلهم‪ :‬كينتقض كضوء الخطيب‬
‫للمعصية؛ ألف بعض المعاصي عندىم تنقض الوضوء‪ ،‬كما شئت من غلو‪ ،‬ككذلك عند الشافعية اشتراط‬
‫األربعين‪ ،‬كتراىم في البلداف الصغار يعدكف الجماعة‪ ،‬كما تعد الغنم فشيء لم يؤثر في السلف‪ ،‬كال‬
‫تشبث لهم إال آثار ضعيفة‪ ،‬كتركت الجمعة لذلك في المواضع الكبار‪ ،‬كلم يكن شيء مما تشبثوا بو‬
‫يصلح للتخصيص لكتاب اهلل تعالى‪ ،‬كأعجب منو اشتراط المسجد‪ ،‬أك المتسقف‪ ،‬كقوؿ المالكية‪،‬‬
‫كيلزمك إف كنت ذا ىمة أف ال تعدؿ بكتاب اهلل‪ ،‬كال سنة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪.‬‬

‫(‪)388/0‬‬

‫_____________________________‬

‫[كأنا أقوؿ‪ :‬بأف الجمعة كانت ىي الوسيلة اإلعبلمية في العصور األكلى‪ ،‬كحضور الجمعة يعتبر بمنزلة‬
‫التسويد كمعاضدة الظلمة‪ ،‬كاالستماع إلى ما يقولو الوالي من الكذب كالزكر عن أحواؿ األمة كأكضاعها‬
‫كالدعاء ألئمة الجور‪ ،‬لذا كاف حضورىا معصية‪ ،‬كيدؿ على ذلك ما كاف يجرم في جمع بني أمية من‬
‫لعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب‪ ،‬كالتوعد لمن ناصره كتابعو‪ ،‬كحتى حدا ببعضهم لما ترؾ لعن أمير‬
‫المؤمنين في زمن عمر بن عبد العزيز أف ينادكا على الخطيب السنة السنة‪ ،‬كقد كانت الجمعة تعتبر‬
‫مقياسا للوالء لهوالء الظلمة‪ ،‬كما كاف مثل ىذه الجمع فبل يرقى الشك في أف حضورىا إثم‪ ،‬كمعصية‪،‬‬
‫فاعتبر المقياس اإلماـ فمتى كاف عادال جاز حضور الجمعة‪ ،‬كمتى كاف ظالما كالجمعة تعتبر من األدكات‬
‫الدعائية لهذا الظالم‪ ،‬كيحصل فيها من الدعاء لو بالبقاء كنحوه فحضورىا محرـ ببل إشكاؿ‪ ،‬كقد قاؿ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أف يعصى اهلل في أرضو) ػ كقد‬
‫يلحق بهذا الجمع التي يجرم فيها تكفير المسلمين‪ ،‬كغمز أعراضهم‪ ،‬كىتك حرمهم‪ ،‬كلو لم يكن‬
‫للظالم فيها كالية‪ ،‬كلم يجر لو فيها دعاء‪ ،‬كعلى العموـ كل جمعة يحصل فيها عصياف هلل كلرسولو بأم‬
‫شكل من األشكاؿ فبل يجوز حضورىا‪ ،‬بل يجب النهي عن حضور مثلها‪ ،‬كإذا حضرىا من يجهل ما‬
‫يجرم فيها‪ ،‬كجب عليو إعادتها ظهرا ) كاهلل أعلم‪( .‬ىاشمي)] ( كغيرىا‪ .‬كالمؤيد باهلل يقوؿ‪ :‬ال تجوز إال‬
‫بتولية( ) كالحدكد‪ ،‬قلنا‪ :‬الجمعة شعار‪( .‬بستاف) ) فأما مع اليأس فقد بطلت كاليتو بذلك‪ ،‬فبل تقاـ‬
‫الجمعة عنو كفاقا بين أىل المذىب (ك) ال يكفي كجود اإلماـ‪ ،‬بل ال بد مع كجوده من (توليتو)) )‬
‫كيكوف طلب الوالية بعد الزكاؿ يوـ الجمعة‪ ،‬فإف أمكن كإال صليت‪ ،‬ككذلك في كل جمعة ما تكررت‪.‬‬
‫(شرح فتح) ما لم يؤد إلى التساىل‪ ،‬كالهضم في حق اإلماـ‪( .‬قرز) ( أم‪ :‬أخذ الوالية منو على إقامة‬
‫الجمعة ) ) ينظر لو عين اإلماـ لتولي الجمع‬

‫(‪)389/0‬‬

‫_____________________________‬

‫جماعة يؤـ بهم‪ ،‬ىل تصح لغيرىم معو ? أما إذا لم يتمكنوا من أخذ الوالية بعد دخوؿ الوقت فالقياس‬
‫الصحة مع المأذكف‪( .‬شامي) كيبقى النظر مع التمكن‪ ( .‬إذا كانت إقامتها (في) جهة (كاليتو)) ) بكسر‬
‫الواك‪[ .‬كفي الضياء بالفتح‪ ،‬كالكسر ]‪ ( .‬كىي الجهة التي تنفذ فيها أكامره إال أف ال يتمكن من أخذ‬
‫الوالية بعد حضور الجمعة فإنها تصح) ) كتجب‪( .‬زىرة) (قرز) ( من غير تولية عندنا‪ ،‬خبلؼ المؤيد‬
‫باهلل‪.‬‬
‫قولو‪( :‬أك االعتزاء إليو ) ) كمن حق االعتزاء أف ال يكوف على الجهة شوكة لغيره‪ ،‬من ظالم أك نحوه؛ ألف‬
‫المقصود الشعار‪ ،‬كتعليل أصل شرعيتها بإظهار الشعار يقتضي ثبوت ذلك‪ ،‬كلو لم يشعر بها‪ ،‬كما أكمأ‬
‫إليو في (المعيار) كالمذىب خبلفو فيصح‪ ،‬كىو يفهم من قولو‪" :‬كالدعاء لئلماـ صريحا أك كناية" كإال‬
‫سقط الوجوب‪ .‬كظاىر األزىار خبلفو‪ ،‬في قولو‪" :‬كالدعاء لئلماـ" (*) كلو كاف اإلماـ حاضرا في موضع‬
‫إقامتها‪ .‬كلفظ (حاشية سحولي) كبلد االعتزاء ال يحتاج فيها إلى تولية‪ ،‬كلو أمكنو‪( .‬قرز) ( في غيرىا)‬
‫أم‪ :‬ال بد لمقيم الجمعة من أحد أمرين‪ :‬إما التولية من اإلماـ في الجهة التي تنفذ فيها أكامره‪ ،‬أك‬
‫االعتزاء إليو في غيرىا‪ ،‬كمعنى االعتزاء‪ ،‬أم‪ :‬كونو ممن يقوؿ بإمامتو‪ ،‬ككجوب اتباعو) ) كإف لم‬
‫يمتثلوا‪(.‬قرز) كال بد أف يكوف فعلها ظاىرا ال يخفي‪ ( .‬كامتثاؿ أكامره‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ال بد من أخذ الوالية من اإلماـ في جهة كاليتو‪ ،‬كفى غيرىا‪.‬‬

‫(‪)392/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الشرط الثالث‪ :‬حضور جماعة (ثبلثة مع مقيمها) ) ) كال بد أف يكوف الثبلثة ممن يرل إمامة اإلماـ‪،‬‬
‫فلو كاف اإلماـ يعتقد إمامة اإلماـ‪ ،‬كالجماعة ال يعتقدكنها لم تصح‪ .‬ذكره في (شرح األثمار) كقيل‪:‬‬
‫العبرة بمذىب اإلماـ‪ )*( .‬كيجب طلب الثبلثة في البلد كميلها‪ ،‬على الخبلؼ ىل ىم شرط في الصحة‬
‫أـ في الوجوب‪[ .‬كالمذىب أنهم شرط في الصحة كالوجوب فبل يلزـ الطلب‪( .‬قرز)] ( كىو إماـ‬
‫الجماعة كخطيبها ) ) بناء على أف الخطيب غيراإلماـ‪ ،‬كفي بعض الكتب اشتراط ثبلثة مع اإلماـ‪،‬‬
‫كأطلق‪ ( .‬كال بد أف يكوف ىؤالء الثبلثة (ممن تجزئو) الجمعة عن الظهر‪ ،‬كلو كانت رخصة في حقو‬
‫فيصح أف يكونوا عبيدا) ) بشرط أف يكونوا مأذكنين‪ ،‬على ما ذكره أبو جعفر‪ .‬كقيل‪ :‬إنهم ال يحتاجوف‬
‫إلى ذلك‪( .‬قرز) (*) كيصح أف يكوف إمامها عبدا‪( .‬بستاف)‬
‫(*) (مسألة) كيكره للمعذكرين األذاف للظهر [يعني‪ :‬إظهاره] كالتجميع فيو‪ ،‬حيث تقاـ الجمعة‪ .‬قاؿ‬
‫الفقيو علي‪ :‬كإف عرفوا أنو يدخل من ليس بمعذكر عن الجمعة لم يجزىم ذلك‪( .‬بياف) قاؿ الفقيو‬
‫يوسف‪ ،‬كال تجزيهم‪( .‬كواكب) كفي بعض الحواشي‪ :‬كتصح صبلتهم‪( .‬قرز) حيث ال تلبيس‪(.‬بياف)‬
‫(قرز) ( كلهم‪ ،‬أك رجبل كامرأتين‪.‬‬
‫كقاؿ أبو العباس‪ :‬إنو يكفي اثناف مع اإلماـ‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬إنها ال تنعقد إال بأربعين) ) مع إماـ‪( .‬رجبل‬
‫أحرارا بالغين‪.‬‬

‫(‪)397/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الشرط الرابع‪( :‬مسجد)) ) كاألربعة شرط في الوجوب كاإلجزاء‪ ،‬فلو عدـ أحدىم لم تجب‪ ،‬كال‬
‫تجزم‪ ،‬كأما المكاف فالمسجد شرط فيها[أم‪ :‬الصحة] عند الهادم‪ ،‬كأما المستوطن ففي الوجوب‪ .‬كأما‬
‫اإلجزاء فيجزئ عنده كلو لم يجد‪ ،‬كيسبل مسجدا‪ ،‬كما كاف يفعلو الهادم‪ ،‬ككذلك المصر عند المؤيد‬
‫باهلل شرط في الوجوب‪ ،‬ال في اإلجزاء فتجزئ [عنده]‪ )*( .‬كفي (شرح األثمار) عن الهادم أف‬
‫المسجد شرط في الصحة كالوجوب‪ ،‬فبل تجب؛ إذ تحصيل شرط الواجب ليجب ال يجب‪( .‬مفتي) (*)‬
‫ينظر لو ألزـ اإلماـ بالصبلة في غير مستوطن أك نحوه [في غير مسجد] كمذىب المؤتم اشتراطو ىل‬
‫يلزمو كيجزيو ? قلت‪ :‬اإللزاـ حكم‪( .‬مفتي) (قرز) كسيأتي في باب القضاء في قولو‪ :‬إال فيما يقول بو‬
‫أمر اإلماـ‪ ( .‬تقاـ فيو‪ ،‬كذلك المسجد (في) مكاف ) ) أك ميلو‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) ( (مستوطن)) )‬
‫ساكنين فيو‪( .‬قرز) (*) لثبلثةفصاعدا‪( .‬بهراف) كقيل‪ :‬كلو لواحد‪( .‬مفتي) (قرز) ( للمسلمين‪ ،‬فبل تصح‬
‫في غير مسجد‪ ،‬كال في مسجد في غير كطن‪ ،‬كال في كطن الكفار‪ ،‬كالوطن ال فرؽ بين كونو مصرا‪ ،‬أك‬
‫قرية‪ ،‬أك منهبل ) ) بالفتح المنزؿ‪ .‬كبالكسر المورد [يعني‪ :‬المنازؿ التي في المفاكز على طريق المسا‬
‫فرين] ذكره في الصحاح‪ ،‬كالمراد ىنا‪ :‬البرؾ‪ ،‬كىو موضع الماء‪( .‬بستاف) (‪.‬‬
‫كعند المؤيد باهلل‪ ،‬كاألكثر أف المسجد غير شرط‪ .‬كشرط المؤيد باهلل المصر الجامع‪ ،‬فقاؿ السيد يحيى‬
‫بن الحسين يعني‪ :‬لوجوبها‪ ،‬ال لصحتها‪ .‬كقاؿ علي خليل‪ :‬بل لصحتها‪.‬‬

‫(‪)390/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كالمصر الجامع ىو الذم يكوف فيو ما يحتاجوف إليو من كاؿ‪ ،‬كقاض‪ ،‬كجامع‪،‬‬
‫كطبيب‪ ،‬كسوؽ‪ ) (،‬دائم‪ ) .‬كنهر‪ ،‬كحماـ‪ .‬كعن أبي يوسف‪ :‬ىو ما يكوف سكنو عشرة آالؼ) ) كفي كل‬
‫كاحد من القولين نظر؛ ألف المعموؿ عليو في ذلك علىلفظ المصر‪ ،‬لم ىو موضوع في لساف العرب ?‬
‫يقاؿ‪ :‬األقرب أف المصر عند العرب البلد الواسع‪ ،‬كالمستمر سوقو‪ ،‬ككجود ما يحتاج الناس إليو في‬
‫معايشهم كرياشهم‪ ،‬من الكسوة كما يتبعها‪( .‬غيث) (‪.‬‬
‫(ك) الشرط الخامس‪ :‬أف تقع (خطبتاف) ) كال يضر اللحن فيهما على قولنا‪ :‬إنها تصح بالفارسية‪( .‬مفتي)‬
‫كلو كقف المستمع خارج المسجد حاؿ استماعو احتمل أف ال تجزيو‪ ،‬كما ال تجزيو الصبلة؛ ألف‬
‫الجمعة ال تصح في غير المسجد‪ ،‬ككذا لو استمع من مسجد آخر احتمل أف ال تجزيو إذا كاف بينو‬
‫كبين مسجد الخطبة فوؽ القامة كالصبلة‪( .‬غيث) (قرز) (*) كتكره الحبوة حاؿ سماع الخطبة ألثر كرد‬
‫بذلك‪ ،‬كيستحب تقصيرالخطبتين‪ ،‬كتطويل الصبلة‪ ،‬كال يلتفت في خطبتو‪ ،‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫(تطويل صبلة الرجل‪ ،‬كتقصير خطبتو مئنة من فقهو)‪ .‬كعن كائل بن حجر قاؿ خطبنا عمار فأكجز كأبلغ‪،‬‬
‫فلما نزؿ قلنا‪ :‬يا أبا اليقظاف‪ ،‬لقد أبلغت فأكجزت‪ ،‬فلو كنت تنفست‪ ،‬قاؿ‪ :‬إنى سمعت رسوؿ اهلل صلى‬
‫اهلل عليو كآلو يقوؿ‪( :‬تطويل صبلة الرجل كقصر خطبتو مئنة من فقهو‪ ،‬أقصركا الخطبة‪ ،‬كأطيلوا الصبلة)‬
‫أخرجو مسلم‪ ،‬كأبو داكد‪ .‬تنفس الرجل في قولو أم‪ :‬أطاؿ‪ .‬مئنة‪ :‬بفتح الميم ككسر الياء مهموزة‪ ،‬كنوف‬
‫مشددة‪ ،‬أم‪ :‬عبلمة من فقهو‪ .‬من (تيسير الديبع)‬

‫(‪)393/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) (فائدة) إذا تفرؽ الناس بعد الخطبتين كقبل الصبلة‪ ،‬كطاؿ الوقت ػ كجب إعادة الخطبة؛ ألف‬
‫المواالة بينهما كاجبة خصوصا عند من يجعل الخطبة كالركعتين‪ .‬كظاىر األزىار خبلفو‪ )*( .‬فبل تصح‬
‫الخطبة إال في مسجد‪ ،‬أك مسجدين بينهما دكف قامة كالصبلة‪( .‬تكميل) ك(قرز) كال تصح الصبلة إال‬
‫في المسجد الذم يخطب فيو‪ .‬كلفظ (حاشية السحولي)‪ :‬كقرر الوالد أنها لو كقعت الخطبة في‬
‫مسجد‪ ،‬كالصبلة في مسجد آخر لم يمنع‪ .‬كمثل ىذا عن (المفتي) ك(حثيث) كاإلقامة إذا سمعت في‬
‫محل‪ ،‬كصلى في غيره‪.‬‬

‫(‪)394/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) (فائدة) إذا شرع الخطيب بالخطبة قبل الزكاؿ لم تصح‪ ،‬إال أف يأتي بالقدر الواجب منهما بعد‬
‫الزكاؿ أجزأه‪ ،‬ذكره في (البياف)‪( .‬تكميل) (قرز) (*) كىل تجب النية للخطبة ? قاؿ شيخنا (المفتي)‪:‬‬
‫يلزـ الوجوب‪ .‬إذ ما كاف لو سبب كجوب صريح تلزـ النية لو‪ ،‬كسائر العبادات‪ .‬كلفظ (حاشية سحولي)‬
‫كتجب نية الخطبة للصبلة‪ ،‬كاإلقامة‪ .‬كقيل‪ :‬تكفي إرادة الفعل في الخطبة كاإلقامة‪ .‬كىو المختار (*)‬
‫كتجب نيتهما (‪)7‬كاألذاف كاإلقامة‪ [ )7( .‬أم‪ :‬اإلراد ة‪( .‬قرز)] (*) كلو سرا‪( .‬فتح) (قرز) كندب‬
‫الجهر‪( .‬قرز) (*) فإف خطب اثناف في حالة كاحدة ? قيل‪ :‬ال تجزئ؛ ألنها قامت مقاـ الركعتين‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫تجزئ‪ ،‬كلو من اثنين‪ ( .‬في كقتها( ) في القدر الواجب من الخطبتين‪( .‬قرز) )‪ ،‬كمحلهما (قبلها)( )‬
‫خبلؼ الحسن‪( .‬بياف‪ )723/7‬فقاؿ‪ :‬مستحبة‪( .‬زىور) ) أم‪ :‬قبل فعل الصبلة‪ ،‬فلو صلى ثم خطب‬
‫لم تصح الصبلة كال الخطبة‪ ،‬فيعيدىما ) ) يعني‪ :‬حيث نواىما للصبلة األكلى‪ ،‬كأما إذا قصد بالخطبتين‬
‫الصبلة األخرل فبل يستأنف إال الصبلة‪( .‬كابل) ككذا لو نول الجمعة كأطلق‪ ،‬كلم يقصد الصبلة الماضية‬
‫فلعلها تجزئ‪( .‬قرز) (*) ألف الخطبة كالصبلة كالعبادة‪ ،‬فقد كقعت الصبلة كالخطبة على كجو بدعة‬
‫مستنكرة‪ ،‬مخالفة للمشركع‪ ،‬ككقع االستئناؼ للكل‪ ،‬كليس كما لو قدـ العصر على الظهر؛ إذ ليس‬
‫كالعبادة الواحدة‪ ،‬كإف نول بالخطبة المتأخرة عن الصبلة المعتبرة أجزت بها؛ إذ قد زالت البدعة الواقعة‬
‫مع النية للصبلة األكلى‪( .‬شرح فتح) بهذه النية المتأخرة الواقعة على الوجو المشركع‪ ( .‬في الوقت‪ ،‬كال‬
‫تصح الخطبة إال (مع) حضور (عددىا)) ) في القدرالواجب من الخطبتين‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) (‬
‫ىذا مذىب القاسم‪ ،‬كالهادم‪ ،‬كالناصر‪.‬‬

‫(‪)395/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كعند زيد بن علي‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كالفقهاء‪ :‬تجزئ كلو خطب كحده‪ ،‬كال بد أف يكونوا (متطهرين)) )‬
‫(تنبيو) لو لم يجد ماء كال ترابا‪ ،‬ىل يأتي فيهم الخبلؼ المتقدـ في الصلوات الخمس ? المذىب‪ :‬أنو‬
‫ال فرؽ بين الجمعة‪ ،‬كسائر الصلوات‪( .‬غيث بلفظو) (*) (مسألة) كمن أحدث من الحضور بعد كماؿ‬
‫الخطبتين توضأ كصلى معهم جمعة‪ ،‬كقد انعقدت على الصحة‪ ،‬كمن أحدث منهم حاؿ الخطبة لم يعتد‬
‫بما سمعو منها قبل الحدث‪ ،‬بل بما سمعو منها بعد كضوئو‪( .‬بياف لفظا‪ )723/7‬ك(شرح بحر) كمثلو‬
‫في (حاشية سحولي)‪[ )*( .‬كفي (ىامش البياف) إال أف يكوف قد سمع األكلى كالقدر الواجب من الثانية‬
‫كفاه‪ ،‬كصلى جمعة‪ .‬كلفظ (حاشية سحولي) كيكتفي بما حضر فيو متطهرا (‪)7‬كلو أحدث من بعد‬
‫فيتوضأ للصبلة‪ .‬كفي (البياف) ال عبرة بما حضر فيو قبل الحدث‪ ،‬بل يشترط أف يحضر في القدر‬
‫الواجب بعد الوضوء‪ .‬كظاىر األزىار األكؿ كىو المقرر‪[ )7( .‬كيكوف حكم السامع قدر آية حكم‬
‫السامع لجميعها‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪( .‬قرز) ]‬
‫(*) (فائدة) من الكافي‪ :‬ال تقاـ الجمعة بعرفات ببل خبلؼ بين الفقهاء؛ ألنها موضع قلعة‪ ،‬كليست من‬
‫توابع مكة‪ ،‬كأما منى ػ فقاؿ مالك‪ ،‬كالشافعي‪ :‬ال تجوز في منى بوجو‪ ،‬كركاية عن أبي حنيفة‪ :‬تجوز بكل‬
‫حاؿ‪ ،‬كالثانية‪ ،‬كزيد بن علي‪ :‬تجوز إذا كاف اإلماـ أمير مكة‪ ،‬أك خليفتو‪ )7( .‬كإال فبل؛ ألنو مسافر‪.‬‬
‫(غيث) (‪[)7‬مع كماؿ بقية الشركط‪( .‬قرز) ] ( إمابالماء أك بالتيمم للعذر‪ ،‬فلو سمعوا قبل التطهر‪ ،‬ثم‬
‫تطهركا للصبلة لم تصح أيهما عندنا( ) أم‪ :‬الصبلة كالخطبة‪ ) .‬كالخبلؼ في ذلك لمن لم يشرط( )‬
‫كىو اإلماـ زيد‪ ،‬كالفقهاء‪ ) .‬حضور الجماعة‪.‬‬

‫(‪)396/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كمن شرط الخطبتين أف يقعا (من) رجل‪ ،‬فبل يصحاف من امرأة( ) إجماعا‪ )*( .‬كال خنثى‪( ) .‬عدؿ) فبل‬
‫تجزئ خطبة الفاسق) ) المراد مختل العدالة‪( .‬قرز) ( (متطهر) من الحدث األكبر كاألصغر‪ ،‬إما بالماء‪،‬‬
‫أك بالتراب للعذر ) ) كلو كاف ال يصلي بهم‪ ،‬كالمتيمم يمتوضئين‪ ،‬كالمقعد‪ ،‬كقيل‪ :‬ال تجزئ إال لمن ىو‬
‫على صفتو؛ إذ ىما كالصبلة الواحدة‪( .‬زىور) (*) فلو فرغ من الخطبة بالتيمم‪ ،‬ثم كجد الماء استأنف‪.‬‬
‫(حاشية سحولي) (قرز) ( فبل تصح من المحدث‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كالطهارة من النجس شرط فيها‪ ،‬كالطهارة من الحدث ) ) كيشترط الستر كقيل‪ :‬ال‬
‫يشترط‪( .‬قرز) [إال أف يكوف كشفها قدحا في عدالتو‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)] (‪ ،‬كقاؿ في الياقوتة‪:‬‬
‫تصح الخطبة كإف لبس ثوبانجسا) ) إال حيث لبس ما يحرـ عليو لبسو لغير عذر فبل تصح خطبتو؛ لعدـ‬
‫عدالتو‪( .‬حاشية سحولي لفظا)(*) قلت‪ :‬كىو قوم‪( .‬بحر) (*) أك بدنو متنجس نجاسة طارئة‪( .‬قرز)‬
‫(*) أك متنجسا‪ ( .‬ألنها ليست كالصبلة من كل كجو‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬فلو خطب مع حصوؿ منكر احتمل أف ال تصح( ) مع التمكن من‬
‫اإلنكار بتكامل شركطو‪( .‬قرز) ) كالصبلة‪ ،‬كال بد أف يقعا من (مستدبر للقبلة مواجو لهم) ( ) فإف كاف‬
‫المستمع مستدبرا للخطيب‪ ،‬مواجها بوجهو اليمن لم يجزه؛ ألنو غير مستمع عرفا‪ ،‬كالمقرر للمذىب أنو‬
‫إذا كاف مواجها للخطيب القدر الذم تنعقد بهم الجمعة‪ ،‬كىو الثبلثة فقط أجزت المستمعين الباقين‪،‬‬
‫كلو كانوا مستدبرين للقبلة مواجهين لجهة اليمن‪( .‬قرز) [ىذا في مساجد اليمن‪ ،‬ككل ببلد باعتبار‬
‫استدبار القبلة فيها] (*) عبارة األثمار مستدبر للقبلة بحمد اهلل‪ ،‬كالصبلة‪ ،‬كىي أكلى؛ إليهاـ االشتماؿ‬
‫على غير الحمد‪ )*( .‬بكلية بدنو (*) أم‪ :‬للعدد‪( .‬أثمار) (قرز) (*) قلت‪ :‬يؤخذ من اشتراط استقبالهم‬
‫لو لو استدبركه لم تصح‪ ) .‬فلو خطب كىو مستقبل القبلة‪ ،‬أك مستدبر كلم بواجههم لم تصح‪.‬‬

‫(‪)397/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬الواجب أف يستقبل( ) كىذا ظاىر األزىار؛ ألف الضمير في قولو‪:‬‬
‫"لهم" يعود إلى العدد‪(.‬تكميل) ) من تنعقد بهم الجمعة من العدد‪ ،‬كمفهوـ أكاليمهم أف من استدبره‬
‫اإلماـ فهو في حكم من لم يحضر ( ) فأما لو كقف اإلماـ في منبر متسع‪ ،‬بحيث يتقدمو بعض‬
‫الصفوؼ احتمل أف ال تجزئ المتقدـ؛ ألنهم غير مواجهين لئلماـ‪ ،‬كاحتمل أف تصح لجرم عادة كثير‬
‫من األئمة كالفضبلء بذلك‪( .‬زىور) [ككذا لو كانو عن يمين أك شماؿ أك خلفو‪ ،‬أك مستدبرين لو فإنها ال‬
‫تصح في ىذه األحواؿ‪(.‬شرح أثمار) ] )‪.‬‬
‫(اشتملتا) أم‪ :‬اشتملت كل كاحدة منهما على أمرين‪ ،‬سيأتي ذكرىما (كلو) كاف لفظهما (بالفارسية) ( )‬
‫كىي شاـ شنده خوبزؿ سل قزؿ شاىي مدد [كقد سألت عنها في زيارتي إليراف‪ ،‬كعن معناىا‪ ،‬فكاف‬
‫الجواب بأف ىذه األلفاظ غير معركفة في الفارسية اليوـ‪ ،‬كذكركا أنو يحتمل أف تكوف لغة فارسية قديمة‪،‬‬
‫أك فارسية من لغة المجاكرين للترؾ كىي غير شائعة اآلف‪ ،‬فيبحث عنها(محقق)] (*) صوابو‪ :‬كلو بغير‬
‫العربية (*) كقاؿ في ذلك شعرا‪ :‬في دمشق الشاـ ظبي ***لحظو صاد األسد‬
‫يقتل العشاؽ عمدا ***حيث ال يخشى القود‬
‫قلت لما أف تبدا ***كىو بالحسن انفرد‬
‫شاـ شنده خوبزؿ ***سل قزؿ شاىي مدد ) لم يضر كصحت‪ .‬ذكره أبو العباس‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬المراد إذا كاف فيهم ثبلثة يفهموف الفارسية‪ ،‬كيكوف الباقوف كالصم‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬بل تصح‪ ،‬كلو كانوا جميعا ال يفهموف الفارسية‪ ،‬كعن أصحاب الشافعي‪ :‬ال‬
‫تجزئ بالفارسية‪ ،‬كىناؾ من يحسن العربية‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كأعدؿ من ىذين القولين قوؿ السيد يحيى بن الحسين أنو ال يخطب إال بما‬
‫يعرفو القوـ‪ ،‬فإف كاف معو من يعرؼ اللغتين خير‪.‬‬

‫(‪)398/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ثم أكضح عليو السبلـ ذينك األمرين اللذين ال بد منهما في كل كاحدة من الخطبتين( ) كقاؿ أبو‬
‫حنيفة‪ :‬يكفي لهما‪ :‬سبحاف اهلل‪ ،‬كالحمد هلل‪ ،‬أك نحوىما‪ .‬كقاؿ أبو يوسف‪ ،‬كمحمد‪ :‬يحتاج إلى كبلـ‬
‫فصيح‪ ،‬كلو لم يكن خطبة‪ .‬ذكره في الشرح‪( .‬بياف بلفظو‪ ) )723/7‬بقولو‪ :‬اشتملتا (على حمد اهلل( )‬
‫كيفتح عليو إذا أحصر؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ىبل رددتم عليو) في القدر الواجب‪( .‬ىداية)‬
‫(قرز) )) تعالى‪ ،‬كىذا أحد األمرين‪.‬‬

‫(‪)399/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثاني (الصبلة على النبي ك) ( ) يقاؿ‪ :‬لو خطب الخطيب في بلد بقوـ‪ ،‬ثم خطب آلخرين في بلد‬
‫آخر خارج الميل‪ ،‬ىل يجزئ ذلك ? قد أجيب باإلجزاء‪ ،‬كاألذاف‪ ،‬كالظاىر عدـ الصحة‪ .‬ػ كاهلل أعلم‪.‬‬
‫(حاشية سحولي) ألنها كالجزء من الصبلة؛ لقيامها مقاـ ركعتين‪ ،‬كاألذاف إعبلـ للوقت فافترقا‪( .‬شامي)‬
‫كإنما الكبلـ لو خطب‪ ،‬أك استمع الخطبة في موضع‪ ،‬ثم أراد أف يصلي في موضع آخر مع قوـ قد‬
‫خطبوا ألنفسهم‪ ،‬كلم يسمع خطبتهم‪ ،‬فالظاىر الصحة‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬ال يصح‪ ) .‬على (آلو) ( ) كال‬
‫يشترط الترتيب بين الحمد‪ ،‬كالصبلة‪( .‬مفتي) كىو ظاىر األزىار‪ ،‬كلو أتى بالواك‪ ،‬ككذا بين محمد كآلو‬
‫كسلم ال يشترط الترتيب‪ .‬كعن (المفتي) ال بد من الترتيب‪ )*( .‬كلو حذفت على صحت؛ إذ ليست‬
‫كالصبلة‪ ) .‬صلى اهلل عليو كعليهم كسلم‪ ،‬فبل بد من ىذين األمرين في كل كاحدة من الخطبتين‬
‫(كجوبا)( ) كالخطبة الخالية من ذلك ال تصح‪ ،‬كىي الخطبة البتراء‪ ،‬كخطبة زياد بن أبيو‪ ،‬فإنو خطب‬
‫كلم يحمد اهلل عز كجل‪ ،‬كال صلى على النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬فقيل‪ :‬الخطبة البتراء‪( .‬حاشية‬
‫ىداية) ) فيهما‪ ،‬فتنعقد حينئذ بهما الصبلة‪ ،‬كإف نقص لم تنعقد‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كال يجب أكثر من‬
‫ذلك‪ ،‬ذكره أصحابنا‪ ،‬كمنهم( ) الفقيو محمد بن سليماف‪ ،‬كاإلماـ يحيى‪ ) .‬من زاد الوعظ؛ ألنو‬
‫المقصود‪ .‬كمنهم( ) اإلماـ المهدم أحمد بن الحسين‪ ،‬ك[اإلماـ] أحمد بن سليماف‪ ،‬كالقاضي جعفر‪) .‬‬
‫من زاد الدعاء لئلماـ‪.‬‬

‫(‪)422/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كندب في) الخطبة (األكلى) شيئآف‪ ،‬كىما (الوعظ‪ ) (،‬كبياف حاؿ الجمعة‪ ،‬كالحث عليهما‪( .‬بياف) )‬
‫ك) قراءة (سورة) من القرآف من المفصل ( ) المفصل من (محمد) إلى (الناس)‪ ،‬كمفصل المفصل من‬
‫(تبارؾ) إلى (الناس)‪( .‬كشلي) كمفصل مفصلو من (إذا السماء انشقت) إلى (الناس)‪ .‬تعليق ناجى‬
‫[كمفصلو من (إنا أعطيناؾ) إلى (الناس)] كسمي مفصبل لكثرة فصولو بين السورة‪ ،‬كإنما يستحب‬
‫القراءة منو؛ ألنو ركم عن النبي صلى اهلل عليو كسلم (أنو ما من سورة إال كقد قرأىا في الصبلة) ) أك‬
‫آيات (ك) ندب (في) الخطبة (الثانية الدعاء لئلماـ) ( ) قاؿ في (الهداية)‪ :‬لمن جرت العادة بذكرىم‬
‫قبلو كبعده‪( .‬ىداية) كىم األربعة المعصوموف‪( .‬ىداية) قاؿ الحسن بن محمد بن المختار‪ ،‬في جوابو‬
‫على الحسين القاسم‪ :‬إف لؤلئمة أف يذكركا معهم من أطاعهم من السبلطين‪ ،‬كما فعل الهادم عليو‬
‫السبلـ فإنو كاف يذكر الدعاـ بن إبراىيم معو على المنبر‪ ،‬لما في ذلك من التأليف‪ ،‬كالدعاء لو‬
‫بالصبلح‪( .‬ىامش ىداية) ) إما (صريحا) كذلك حيث ينفذ أمره فبل يخشى تبعة (أك كناية) كذلك حيث‬
‫ال ينفذ أمره‪ ،‬كيخشى العقوبة( ) في المستقبل‪ ) .‬بالتصريح (ثم) يدعو (للمسلمين)( ) ببطن الكف‪.‬‬
‫(ىداية) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬سلوا اهلل ببطوف أكفكم)‪( .‬شرح الهداية) ) بعد دعائو لئلماـ‪،‬‬
‫فلو قدـ المسلمين صح‪ ،‬ككره‪.‬‬

‫(‪)427/0‬‬
‫_____________________________‬

‫(ك) ندب (فيهما) جميعا أمور منها‪( :‬القياـ) ( ) ال يقعد فيها‪ ،‬كال في األكلى‪ ،‬كما كاف يفعل معاكية‪،‬‬
‫كتابعو على ذلك خلفاء األموية‪ ،‬فلما كلي أبو العباس السفاح خطب قائما‪ ،‬فتابعو من بعده على ذلك‪.‬‬
‫(ىداية) كاف اإلماـ القاسم بن محمد عليو السبلـ يرل كجوب التشهد في الخطبة‪ ،‬كأظنو يرل ذلك‬
‫فيهما؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم كل خطبة ليس فيها شهادة فهي كاليد الجذماء‪[ .‬كقرره المتوكل‬
‫على اهلل عليو السبلـ (من خط أحمد بن صالح بن أبي الرجاؿ)]‪ ) .‬من الخطيب حاؿ تكلمو بهما‪ ،‬فلو‬
‫خطب قاعدا جاز عندنا‪ ،‬ذكره أبو العباس‪ ،‬كىو قوؿ أبي حنيفة‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كيكوف الفصل حينئذ‬
‫بسكتة (ك) منها (الفصل) بين الخطبتين (بقعود) ( ) قدر سورة (اإلخبلص) أك (التكاثر) كيقرؤىا‪( .‬قرز)‬
‫(*) بسكتة حيث خطب قاعدا‪ ،‬قدر (الصمد)‪( .‬ىداية) ) يقعد بينهما قليبل (أك سكتة) بين الخطبتين‪،‬‬
‫كىي كالقعود‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬إف القياـ لهما كاجب ( ) كإذا اختلف مذىب اإلماـ كالمستمعين ػ كاف‬
‫اإلماـ حاكما‪( .‬قرز) )‪ ،‬ككذا القعود للفصل‪ ،،‬كاختاره اإلماـ يحيى‪ ،‬قاؿ‪ :‬ألنو المعلوـ من حاؿ الرسوؿ‬
‫صلى اهلل عليو كآلو‪ ،‬كحاؿ الخلفاء( ) أكؿ من خطب جالسا معاكية لما كثر لحمو كشحم بطنو‪ ،‬كىذه‬
‫إحدل بدع بني أمية‪ ،‬كالثانية من بدعهم الخطبة قبل صبلة العيد خوفا من انصراؼ الناس عن السماع‬
‫لهم‪ ) .‬كاألئمة‪.‬‬

‫(‪)420/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬كىذا مركم عن زيد‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كذكره صاحب التهذيب عن‬
‫الهادم عليو السبلـ‪ ،‬أما مع العذر فبل خبلؼ في الجواز (ك) منها ‪ :‬أنو إذا كاف ثم مراؽ كثيرة ندب (لو‬
‫أف ال يتعدل ثالثة المنبر)( ) المنبر‪ :‬بكسر الميم مشتق من التنبر‪ ،‬كىو اإلرتفاع‪ .‬من (تحرير الشافعي)‬
‫ككذا يقاؿ‪ :‬صعد المنبر بكسر العين‪( .‬قاموس) ) ألف منبره صلى اهلل عليو كآلو كاف ثبلث درج( ) إال‬
‫أنو زاد مركاف في خبلفة معاكية ست درجات‪ ،‬ككاف سبب ذلك أف معاكية كتب إليو أف يحمل المنبر‬
‫إليو‪ ،‬فأمر بو فقلع‪ ،‬فأظلمت المدينة‪ ،‬ككسفت الشمس حتى رؤيت النجوـ‪ ،‬فخرج مركاف فخطب‪،‬‬
‫فقاؿ‪ :‬إنما أمرنى أمير المؤمنين أف أرفعو‪ ،‬فدعا بنجار فزاد فيو ست درج‪ .‬فقاؿ‪ :‬إنما زدت فيو حين كثر‬
‫الناس‪.) .‬‬
‫قولو‪( :‬إال لبعد سامع) ( ) كأما ما ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو أنو قاؿ‪( :‬من رقى مرقام فاقتلوه) فإف‬
‫صح حمل على أنو أراد من ال يصلح لذلك‪ ،‬ممن يدعو إلى الضبلؿ‪( .‬غيث) ) يعني‪ :‬إذا كثر الناس‬
‫حتى بعد بعضهم حسن من الخطييب أف يرتفع على الثبلث المراقي إلسماعهم‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب أف لو أف يرتقي أعبلىا لقصد اإلسماع إف لم يحصل بدكنو‪.‬‬
‫(ك) منها (االعتماد على سيف ( ) كيكره دؽ المنبر بالسيف كنحوه ألنو عادة الظلمة (*) كالحكمة في‬
‫اإلعتماد على السيف إشارة إلى أف ىذا الدين أنما تم بالسيف‪ ،‬كلفعلو صلى اهلل عليو كآلو‪ ،‬كفعل علي‬
‫عليو السبلـ‪ )*( .‬كيكوف السيف باليسرل‪( .‬أثمار) ) أك نحوه) من عصا‪ ،‬أك عكاز‪ ،‬أك قوس‪ ،‬كالوجو‬
‫فيو أنو يشغل يده بو عن الغبث‪ ،‬كليكوف أربط لجأشو ( ) الجأش‪ :‬القلب ػ بالهمزة‪ .‬ركعتو‪ :‬إذا اضطرب‬
‫عند الفزع‪ ،‬كفبلف ربيط الجأش أم‪ :‬شديد القلب‪ ،‬كأنو يربط نفسو عن الفرار لشجاعتو‪ .‬ذكره (سعد‬
‫الدين في حاشية الكشاؼ) (*) أم‪ :‬قلبو‪.) .‬‬
‫قيل‪ :‬كتكوف اليد األخرل ( ) اليمنى [مذىب في بعض الشركح ]كفي الفتح كشرحو‪ :‬اليسرل ) على‬
‫المنبر‪.‬‬

‫(‪)423/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) منها‪( :‬التسليم)( ) كيجب عليهم الرد‪ ،‬كيكفي كاحد منهم‪( .‬تذكرة) كفي البحر‪ :‬ال يجب الرد‪.‬‬
‫(سماع محيرسي) ألنو لم يقصد الجواب‪ ،‬كتسليم المؤتم في الصبلة حيث قصد من في ناحيتو من‬
‫المسلمين‪ .‬كاهلل أعلم (*) كيجب الرد‪ ،‬كيكوف كفاية‪( .‬قرز) ) على الناس متوجها( ) ألنو استقباؿ بعد‬
‫استدبار‪ ،‬كألف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم فعلو‪( .‬غيث) ) إليهم‪.‬‬
‫كالمذىب أف كقتو (قبل األذاف) ( ) فلو خطب‪ ،‬ثم أذف فظاىر كبلـ (الغيث) أنها ال تصح‪ ،‬ما لم يكن‬
‫سهوا‪ .‬كالمذىب أنها تصح من دكف أذاف مطلقا؛ ألنو لم يعد ذلك في األزىار من شركط الخطبة‪.‬‬
‫ك(قرز) ) كقبل قعوده ألنتظار فراغ المؤذف‪.‬‬
‫كقاؿ في االنتصار‪ :‬المختار أنو يسلم بعد فراغ المؤذف‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كمالك‪ :‬يكره لو التسليم؛ ألف سبلمو عند دخولو المسجد مغن( ) قلنا‪ :‬ىذا خاص في‬
‫المسجد‪ ،‬كالذم نحن فيو عاـ‪( .‬كواكب) ك (زىور) )‪.‬‬

‫(‪)424/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) من المندكبات فعل (المأثور) ( ) كقد كرد في الحديث عنو صلى اهلل عليو كآلو من غسل كاغتسل‪،‬‬
‫كبكر كابتكر‪ ،‬كمشى كلم يركب‪ ،‬كدنى كأنصت كلم يلغ كتب اهلل لو بكل خطوة أجر عمل سنة‪ ،‬صيامها‪،‬‬
‫كقيامها) ركاه أىل السنن األربع كغيرىم‪ ،‬كالحاكم[من إمبلء السيد محمد بن إبراىيم الوزير من غرائب‬
‫جامع األصوؿ] قولو‪" :‬من غسل" أم‪ :‬جامع امرأتو‪ ،‬كأحوجها إلى الغسل‪ ،‬ليكوف أغض لطرفو عند‬
‫خركجو إلى الجمعة‪( .‬كاغتسل) في نفسو (كبكر) حضر أكؿ الوقت‪( .‬كابتكر) حضر الخطبة من أكلها‪،‬‬
‫كباكورة الشيء أكلو‪ ،‬كمنو البكر‪ ) .‬كىو ما كرد في األثر عن الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو بندبو كىو ثبلثة‬
‫أنواع‪ :‬ػ األكؿ‪ :‬يندب فعلو (قبلهما) أم‪ :‬قبل الخطبتين‪ ،‬كذلك أمور‪ ،‬منها‪ :‬التماس الطيب ( ) كيكره‬
‫لباس السواد(‪ )7‬سيما لخطيب‪ ،‬كقاض‪ ،‬كاإلحتباء كنحوه‪( .‬ىداية) [ كالتلفت ذكره أصحاب الشافعي‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كال نص ألصحابنا في ذلك‪( .‬شرح الهداية) ] (‪[ )7‬ألف شعار أتباع العترة البياض‪ ،‬فلهذا كاف‬
‫يقاؿ لهم‪ :‬المبيضة بكسر الياء‪ ،‬كشعار أتباع بني العباس السواد‪ ،‬كلهذا يقاؿ لهم‪ :‬المسودة بكسر‬
‫الواك‪( .‬شرح ىداية) إذ السواد شعار بني العباس‪ ،‬فهو شعار الظلمة‪ ،‬كقد تحرج قوـ من األخذ عن عبد‬
‫الرحمن المسعودم‪ ،‬كعن حميد الطويل للبسهم السواد‪ ،‬كقالوا‪ :‬كيف األخذ عن الشرط كلذلك قاؿ‬
‫القاضي شريك الكوفي الشيعي للمنصور الدكانيقي لما كاله قضاء الكوفة‪ ،‬كأراد منو لباس السواد كلم‬
‫يفعل‪ :‬ما يعجبك يا أمير المؤمنين في ثوب ال تزؼ فيو العركس‪ ،‬كال يحرـ فيو حاج‪ ،‬كال يكفن فيو ميت‪.‬‬
‫(شرح الهداية)]‬
‫(*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬من تطيب‪ ،‬كلبس الثياب‪ ،‬ثم أتى إلى الجمعة‪ ،‬كلم يلغ‪ ،‬كلم يفرؽ بين‬
‫اثنين غفر اهلل لو ما بين الجمعة إلى الجمعة)‪ ) .‬بعد التطهير‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬مجيئها ( ) اإلماـ‪ ،‬كغيره‪ ) .‬راجبل‪ ،‬مرة بعد مرة ( ) أم‪ :‬جمعة بعد جمعة‪ ،) .‬كحافيا‪.‬‬

‫(‪)425/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كمنها‪ :‬أف الخطيب ( ) كغيره‪( .‬قرز) ألنها تحية‪ ،‬كال اختصاص‪( .‬بحر) ) يقدـ صبلة ركعتين قبل صعود‬
‫المنبر‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أنو عند صعود المنبر يقف( ) ككاف علي عليو السبلـ يقوؿ‪( :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬اللهم صل‬
‫على محمد كعلى آلو‪ ،‬اللهم ارفع درجتنا عندؾ يا أكرـ األكرمين‪ ،‬كيدعو بما أحب) ) بكل درجة كقفة‬
‫يذكر اهلل تعالى‪.‬‬
‫(ك) النوع الثاني ( ) من المندكبات‪ ) .‬يندب فعلو (بعدىما) أم‪ :‬بعد الخطبتين‪ ،‬كىو أمراف‪ :‬ػ أحدىما‪:‬‬
‫أف ينزؿ في حاؿ إقامة المؤذف ( ) كفي (الرياض) قبل األذاف‪ ،) .‬كأف يصلي بعد الصبلة ( ) ككذا‬
‫المأموموف‪( .‬تكميل) ) عن يمين أك يسار ركعتين ( ) كقد أخذ من ىذا أف سنة الظهر قد سقطت؛ ألف‬
‫المسنوف في صبلة الجماعة أف تتقدـ سننها‪ ،‬أك تتأخر‪ ،‬خبلؼ اإلماـ يحيى فقد استقرت عنده‪.‬‬
‫(نجرم) ك(بياف معنى) ك(غيث) كقيل‪ :‬إف األصل الظهر فهي باقية‪ ،‬كإف قلنا‪ :‬الجمعة فهي ساقطة‪ .‬كقاؿ‬
‫(الدكارم)‪ :‬األكلى سقوطها؛ لسقوط الظهر في ىذا اليوـ‪ ،‬كالسنة تابعة لو‪ ،‬كال شبهة؛ ألنو ال سنة‬
‫للجمعة؛ إذ ال دليل‪ ،‬كإنما كاف صلى اهلل عليو كآلو يتطوع بركعتين بعد الجمعة‪ ،‬كمرة بأربع‪ ،‬كىي ال‬
‫تقتضي بأنها سنة‪ ،‬كما في الركعتين قبل الصبلة‪ ،‬كغير ذلك من النوافل‪( .‬تكميل) كحجة من قاؿ‪ :‬إنها‬
‫ال تسقط ػ أنها معلومة‪ ،‬كىذه األشياء موىومة أك مظنونة‪ ،‬كال يسقط المعلوـ بالموىوـ كالمظنوف‪ .‬قاؿ‬
‫في البحر‪ :‬كقاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬كيصلي قبلها كبعدىا ما يعتاد من الظهر‪.) .‬‬
‫كاألمر الثاني‪ :‬أف يقرأ في الركعة األكلى (الجمعة) أك (سبح) كفى الثانية (المنافقين) أك (الغاشية)( )‬
‫يؤخذ من ىذا أنها ركعتاف (*) جهرا كجوبا [في القدر الواجب‪( .‬قرز)] )‪ ،‬كيجزئ غير ذلك‪.‬‬

‫(‪)426/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) النوع الثالث‪ :‬يندب فعلو (في) جملة (اليوـ) ( ) كىو أفضل األسبوع‪ ،‬كساعة اإلجابة فيو كقت‬
‫الزكاؿ‪ ،‬كقيل‪ :‬آخر ساعة‪( .‬ىداية) ىذا مركم عن فاطمة عليها السبلـ‪ ،‬ككانت عليها السبلـ تنتظر ىذه‬
‫الساعة المذكورة‪ ،‬كتأمر غبلمها بأف ينظر لها الشمس ىل غابت أـ ال‪( .‬خبر) كلما أعلم أبو ىريرة عبد‬
‫اهلل بن سبلـ بذلك قاؿ‪ :‬علمت أم ساعة ىي ? قاؿ أبو ىريرة‪ :‬فقلت‪ :‬أخبرني‪ ،‬كال تظن بها علي‪ .‬قاؿ‬
‫عبداهلل‪ :‬ىي آخر ساعة في يوـ الجمعة‪ .‬قاؿ فقلت‪ :‬فكيف تكوف آخر ساعة‪ ،‬كقد قاؿ صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم ال يصادؼ فيها عبد كىو يصلي‪ ،‬كتلك الساعة ال يصلى فيها ? فقاؿ عبداهلل بن سبلـ‪ :‬أك‬
‫لم يقل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من جلس مجلسا ينتطر الصبلة فهو في صبلة حتى‬
‫يصلي) قاؿ أبو ىريرة فقلت‪ :‬بلى‪ .‬فقاؿ فهو ذلك‪( .‬شفاء) (*) (مسألة) كندب التبكير فيهما لغير‬
‫اإلماـ كنحوه (‪ [)7‬فبل يخرج إال في الوقت الذم يوافي فيو الصبلة كفعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪،‬‬
‫كألف ذلك أكثر في جمالو من أف يخرج في انتظار الناس؛ ألف المأموـ ينتظر اإلماـ‪ ،‬ال العكس‪.‬‬
‫(بستاف) ](‪ [)7‬من يتعلق بو‪ .‬ذكره في (الغيث)‪( .] .‬بياف) يعني‪ :‬في الساعة األكلى‪ .‬قيل‪ :‬كالمراد‬
‫الساعة التي بعد دخوؿ كقتها‪ .‬كقيل‪ :‬بل التي بعد طلوع الفجر؛ إذ كانت الصحابة تخرج إليها على‬
‫الفوانيس‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا ىو األصح؛ إذ ىو أكؿ اليوـ بالنطر إلى الساعة‪( .‬بستاف) )‪ ،‬كىو‬
‫لباس النظيف ( ) كمنها‪ :‬إزالة ما أمرنا بإزالتو من الشعر كاألظفار‪ ،‬كإكثار الصبلة على النبي صلى اهلل‬
‫عليو كآلو‪ ،‬كقراءة سورة الكهف في ليلتها كيومها (ذكره في االنتصار)‪( .‬بياف) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪:‬‬
‫(من قرأ سورة الكهف يوـ الجمعة‪ ،‬أك ليلتها ػ كقي من فتنة الدجاؿ) كفي حديث آخر (من قرأ سورة‬
‫الكهف غفر اهلل لو ما بين الجمعة إلى الجمعة)‪( .‬بستاف) )‪ ،‬كالفاخر من الثياب‪ ،‬كأكل الطيب من‬
‫الطعاـ‪ ،‬كالترفية على النفوس‪،‬‬

‫(‪)427/0‬‬

‫_____________________________‬
‫كاألكالد‪ ،‬كاألىلين‪ ،‬كاألرقاء( ) كالبهائم لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬تقربوا إلى اهلل بإكراـ البهائم)‪.‬‬
‫(غيث) )‪ ،‬كذلك كلو آلثار كردت فيو (كيحرـ) الكبلـ حالهما ( ) على أىلها الذين ال يجوز لهم‬
‫االنصراؼ‪( .‬شرح فتح) ككذا بينهما؛ ألف الفصل من جملتها‪ ،‬كفي (البياف) ال بينهما‪( .‬شرح فتح)‬
‫ك(قرز)[ قاؿ في الفتح‪ :‬كيحرـ الكبلـ في حالهما‪ ،‬ال قبلهما كبعدىما كبينهما فجائز‪ .‬كىو ظاىر‬
‫األزىار‪ .‬كقيل‪ :‬بل يفسد‪ ،‬لكن اختير للمذىب األكؿ‪( .‬قرز)] (*) كلو رد السبلـ‪ ،‬أك تشميت عاطس‪،‬‬
‫كيشار إلى المتكلم بالسكوت‪( .‬ىداية) (*) (فائدة) إذا أفتى اإلماـ حاؿ الخطبة جاز؛ ألف الفتول لم‬
‫تكن كالكبلـ حالهما‪ ،‬بل مثل ما بينهما‪ ،‬كيجوز للسامعين أيضا الكبلـ حاؿ فتواه في ذلك‪( .‬من خط‬
‫المفتي) )‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كسواء كاف الكبلـ يشغل عن سماع الخطبة ( ) لقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو لمن تكلم‪( :‬ال جمعة لك)‪( .‬شرح ىداية) ) أـ ال إال التامين( ) المختار ال فرؽ (قرز)‪( .‬سماع) )‬
‫عند الدعاء‪.‬‬
‫قاؿ في اللمع‪ :‬كتكره الصبلة حاؿ الخطبة‪ .‬قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬يعني‪ :‬كراىة تنزيو‪ .‬كقاؿ‬
‫الفقيو حسن‪ :‬بل كراىة حظر( ) كيجب الخركج مما دخل فيو‪ ،‬من صبلة فرض أك نفل‪( .‬حاشية‬
‫سحولي) ك(قرز) كلفظ حاشية‪ :‬فإف قامت الخطبة كىو في صبلة فرض قضاء‪ ،‬أك نحو منذكرة‪ ،‬ىل‬
‫يخرج منها أك يتمها ? في (حاشية سحولي) يخرج منها‪ ،‬كلعل كجهو كونو اشتغل بغير حضور الخطبة‪.‬‬
‫(*) إذا حضرت الخطبة كىو فيها خرج منها‪ .‬ك(قرز) )‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو المختار‪ ،‬كقد دخل في عموـ قولنا‪" :‬كيحرـ الكبلـ‪ ،‬ذكر اهلل تعالى‪،‬‬
‫كالقرآف‪ ،‬كغيرىما‪ ،‬سواء كاف في صبلة أـ في غيرىا‪.‬‬

‫(‪)428/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كحكي عن القاسم‪ ،‬كمحمد بن يحيى‪ :‬أف الكبلـ الخفيف الذم ال يشغل ( ) كحجة القاسم عليو السبلـ‬
‫أف رجبل كرسوؿ اهلل صلى اهلل كآلو كسلم على المنبر يوـ الجمعة‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل متى تكوف الساعة‬
‫? فأشار إليو الناس أف اسكت‪ .‬فقاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم ػ قيل‪ :‬عند الثانية‪ ،‬كقيل‪ :‬عند الثالثة‬
‫يعني‪ :‬السؤاؿ ػ‪( :‬كيلك ما أعددت لها) ? فقاؿ‪ :‬ما أعددت شيأ‪ ،‬كلكني أحب اهلل كرسولو‪ .‬فقاؿ صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬أنت مع من أحببت) فلو كاف الكبلـ مجرما ألنكر الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو‪،‬‬
‫فلما أجابو دؿ على الجواز‪( .‬بستاف) كاهلل أعلم ) عن سماع الخطبة ال بأس بو‪ ،‬كأف من لحق اإلماـ‪،‬‬
‫كىو في الخطبة فبل بأس بو‪ ،‬كأف يتجوز( ) أم‪ :‬أسرع في األمر كأخفو‪( .‬نهاية) ) بركعتين خفيفتين‪.‬‬

‫(‪)429/0‬‬
‫_____________________________‬

‫(فإف مات) الخطيب (أك أحدث) كىو (فيهما) أم‪ :‬قبل الفراغ (استؤنفتا) ( ) حيث لم يكن قد أتى‬
‫بالقدر الواجب‪( .‬بحر) فأما لو كاف قد أتى بالقدر الواجب لم يستأنف‪ .‬ك(قرز)(*) كحاصل الكبلـ أف‬
‫نقوؿ‪ :‬ال يخلو إما أف يكوف ىو اإلماـ األعظم أك غيره‪ ،‬فإف كاف ىو اإلماـ األعظم فبل يخلو إما أنو‬
‫الخطيب أك غيره‪ ،‬إف كاف ىو الخطيب ػ فإف كاف قد اتى بالقدر الواجب أتمت جمعة‪ ،‬كإف لم يكن قد‬
‫أتى بالقدر الواجب بطلت‪ ،‬كيصلي الحاضركف الظهر‪ .‬كإف كاف الخطيب غيره ػ فإف كاف قد أتى بالقدر‬
‫الواجب‪ ،‬أك شرع فيها ػ فقد صحت الجمعة؛ ألف اإلماـ شرط في انعقادىا‪ ،‬ال في تمامها‪ ،‬كأما إذا مات‬
‫الخطيب كىو غير اإلماـ ػ فإف كاف قد أتى بالقدر الواجب صحت خطبتو‪ ،‬كلم تجب إعادتها‪ ،‬كإف لم‬
‫يكن قد أتى بالقدر الواجب استؤنفتا‪( .‬قرز) )‪ ،‬كلم يجز البناء( ) بخبلؼ الصبلة لو أحدث اإلماـ فيها‬
‫جاز االستخبلؼ كالبناء على ما قد فعل‪ ،‬كلعل الفرؽ بينهما أف المصلين يشتركوف في فعل الصبلة‬
‫جميعا‪ ،‬فإذا بطل فعل اإلماـ بحدثو لم يبطل فعل المؤتمين‪ ،‬بخبلؼ الخطبة فليس الفاعل لها سوم‬
‫الخطيب فبطلت بحدثو‪ ،‬كما بطلت صبلة اإلماـ نفسو بحدثو‪ ،‬كالسامعوف ليس لهم فعل حتى يقاؿ‪ :‬ال‬
‫يبطل فعلهم بحدث غيرىم‪( .‬من إمبلء المتوكل على اهلل عليو السبلـ) (*) ألنها بمثابة ركعتين‪ ) .‬على ما‬
‫قد فعل‪ ،‬كىذا حيث يكوف الخطيب غير اإلماـ األعظم‪ ،‬أما إذا كاف ىو اإلماـ األعظم فسيأتي بياف‬
‫حكم موتو‪.‬‬

‫(‪)472/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ صاحب الوافي‪ :‬أما إذا أحدث الخطيب بعد الفراغ ( ) كأما المؤتموف فليس لهم أف يستخلفوا‬
‫مطلقا على المذىب‪ ،‬ال حاؿ الصبلة‪ ،‬كال قبلها‪ ،‬بخبلؼ سائر الصلوات‪( .‬نجرم) ككجو الفرؽ أف‬
‫صبلة الجمعة موكولة إلى إمامها‪ ،‬ال المأمومين؛ إذ ال تصح فرادل‪( .‬غيث) إلمكاف أخذ الوالية من‬
‫إمامها‪ ،‬كإذا لم يمكن أخذ الوالية من إمامها إال بعد خركج الوقت فإف لهم أف يستخلفوا‪ ) .‬من الخطبة(‬
‫) الثانية‪ ) .‬جاز لو االستخبلؼ للصبلة‪ ،‬كقد صحت الخطبة‪ .‬قاؿ‪ :‬كال يستخلف إال من شهد الخطبة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬يعني‪ :‬القدر المجزئ ( ) كلو قدر آية‪( .‬ىداية) ك(قرز) ) ػ كاهلل أعلم‪.‬‬
‫(كيجوز أف يصلي غيره ( ) بإذنو‪( .‬بحر) ك(كواكب) ككاف مأذكنا لو باالستخبلؼ‪ ،‬أك يكوف ممن لو‬
‫كالية‪ ،‬بحيث يصح منو فعلها‪ ،‬أك لم يتمكن من أخذ الوالية‪ ،‬أك للعذر‪( .‬قرز) (*) كاألذاف‪ ) .‬أم‪ :‬غير‬
‫الخطيب‪ ،‬كلو لغير عذر‪.‬‬
‫كفى الكافي عن الهادم عليو السبلـ‪ :‬يجوز للعذر ( ) ألنها كالركعتين‪.) .‬‬
‫فصل‬
‫(‪)477/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كمتى اختل قبل فراغها)( ) من لم يسمع قراءة اإلماـ لبعد أك نحوه‪ ،‬كنسي القراءة إلى قبل التسليم‪،‬‬
‫ىل يأتي بركعة عمبل باإلطبلقات السابقة ألىل المذىب ? أك ماذا يقاؿ عند الهدكية ? إذ التجميع شرط‬
‫فيصدؽ عليو قولو‪" :‬كمتى اختل قبل فراغها شرط" الخ ?‪ .‬فيتم ظهرا‪ ،‬كلعلو أقرب‪( .‬مفتي) كقرره‬
‫(الشكايدم) قلت‪ :‬األقرب أف لو ذلك‪ .‬كمعناه في (البحر) كركم ذلك عن زيد بن علي‪ ،‬كاختاره اإلماـ‬
‫القاسم بن محمد‪ ،‬كقرره موالنا المتوكل على اهلل‪ ،‬كمثلو عن سيدنا إبراىيم السحولى (*) كالفراغ‪ :‬ىو‬
‫التسليم على اليسار‪ ) .‬أم‪ :‬اختل قبل فراغ الصبلة (شرط) من الشركط الخمسة( ) كلم يمكن إصبلحو‬
‫في الوقت‪( .‬قرز) ) المتقدمة‪ ،‬فبل يخلو ذلك الشرط إما أف يكوف ىو اإلماـ األعظم‪ ،‬بأف مات‪ ،‬أك‬
‫فسق‪ ،‬أك نحوىما( ) الردة‪ ،‬كالجنوف‪ ،‬كالجذاـ‪ ،‬كالبرص‪ ،‬كاألسر‪ ) .‬ػ أك غيره‪ ،‬نحو أف يخرج كقتها‪ ،‬أك‬
‫ينخرـ( ) (مسألة) كإذا انخرـ العدد‪ ،‬ثم كمل قبل مضي ركن منها[ كالركن اآلية‪ ] .‬أم‪ :‬من الخطبة‪،‬‬
‫بهم‪ ،‬أك بغيرىم صحت‪ ،‬كإال استونفت؛ إذ ال فائدة فيها إال استماع العدد‪ ،‬كإف انخرـ بعد كمالها‪ ،‬كلم‬
‫يطل الفصل بنى‪ ،‬كإال استأنف‪ ،‬كإال أثم لوجوب المواالة بينها كبين الصبلة [ المذىب أف المواالة غير‬
‫كاجبة فبل إثم‪( .‬سماع) (قرز) ] كإف انخرـ في الصبلة أتمت ظهرا عند أبي العباس‪ ،‬كأحد قولي‬
‫الشافعي‪ ،‬كخركج الوقت‪( .‬بحر بلفظو) المذىب أنو مكركه فقط‪ .‬ك(قرز) ) العدد المعتبر بموت‬
‫أحدىم‪ ،‬أك نحوه ػ إف كاف المختل ىو اإلماـ لم يضر( ) كسواء كاف اختبللو حاؿ الصبلة‪ ،‬أك حاؿ‬
‫الخطبتين حيث الخطيب غيره؛ إذ ىو شرط في انعقادىا ال في تمامها(‪ )7‬فإف كاف الخطب اإلماـ‬
‫بطلت (‪( .)0‬كابل) كغيره من الشركط‪( .‬بهراف) كإنما لم تتم جمعة‪ ،‬كيكوف كمن تعذر عليو أخذ الوالية‬
‫في الحاؿ؛ ألف الجمعة ىنا قد بطلت ببطبلف بعض سببها‪ ،‬كىو اإلماـ األعظم‪ ،‬بخبلؼ التعذر فلم‬
‫يبطل إال أخذ الوالية فقط‪( .‬شرح فتح) (‪ )0‬لعلو يقاؿ‪:‬‬

‫(‪)470/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ال يبطبلف إال حيث مات‪ ،‬كلم يؤد القدر الواجب‪ .‬كاهلل أعلم‪( .‬نجرم) كعن (القاضي عامر) أنو إذا مات‬
‫كىو الخطيب أتمت ظهرا‪ ،‬كلو بعد تماـ الخطبتين‪ ،‬أك في الصبلة؛ إذ موتو كخركج لوقت‪ )0( .‬كفي‬
‫البحر‪ :‬إذا مات اإلماـ األعظم‪ ،‬أك فسق حاؿ الخطبة فإنها تتم جمعة إجماعا؛ ألنو شرط في انعقاددىا‬
‫ال في تمامها‪ [ )7( ] .‬كلفظ (البياف) (مسألة) كإذا نعي اإلماـ األعظم إلى الخطيب حاؿ الخطبة أك‬
‫الصبلة أتمها جمعة إجماعا‪( .‬بياف‪724/7‬ػ ‪ )725‬حيث قد أتوا بالقدر الواجب؛ ألنو شرط في‬
‫انعقادىا ال في تمامها‪( .‬بستاف) (قرز)] (*) حيث قد أتوا بالقدر الواجب من الخطبتين[ حيث يكوف‬
‫اإلماـ الخطيب‪( .‬قرز) ] ) ذلك‪ ،‬بل تتم الجمعة‪ ،‬كال خبلؼ فيو‪ .‬كإف كاف المختل شرطا (غير اإلماـ‪،‬‬
‫أك لم يدرؾ البلحق من أم الخطبة قدر آية) في حاؿ كونو (متطهرا)( ) مستقببل‪ .‬كفي الفتح‪ :‬يعفى لو‬
‫عدـ االستقباؿ‪ .‬ك(قرز) ) فإذا اتفق أم ىذين األمرين (أتم ظهرا) ( ) فإف بطلت عليهم كأتموىا ظهرا‪،‬‬
‫فإف كاف اإلماـ مقيما‪ ،‬كالمؤتم مسافرا (‪ )7‬قاـ في الثالثة مع اإلماـ للقراءة سرا‪ .‬كىل يعزؿ عن اإلماـ‬
‫فيتم صبلتو ? أك ينتظر تسليم اإلماـ ? يجاب بأنو كالخليفة المسبوؽ‪ ،‬فينتظر تسليم اإلماـ‪ .‬كاألكلى أف‬
‫يسلم‪ ،‬كيستأنف الفريضة مؤتما‪ .‬كاهلل أعلم‪( .‬سماع ىبل) قاؿ (المفتي) كىو األكلى؛ ألنو يعتبر اإلنتهاء‪.‬‬
‫قزر (بياف) (‪ )7‬كإف كاف اإلماـ مسافرا كحصل خلل حاؿ التشهد أتى بركعة‪( .‬قرز) (*) كال يحتاج إلى‬
‫نية الظهر‪ ،‬بل يكفي البناء‪ ،‬كمن نول اإلقامة في الصبلة‪( .‬حاشية سحولي) فلو كانت بالتيمم حيث‬
‫قلنا‪" :‬أتمت ظهرا" فلعلها تبطل؛ لوجوب تأخير الصبلة‪( .‬حاشية سحولي) ألنهما كالشيء الواحد‪ ،‬كال‬
‫تجزئ بالقراءة األكلى‪ ،‬بل يقرأ لنفسو سرا‪ ،‬كيسجد للسهو لتركو اإلسرار في األكلى‪.‬‬

‫(‪)473/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) (فائدة) إذا خرج الوقت في الجمعة‪ ،‬كقد أتى اإلماـ بالركعتين‪ ،‬كىو حاؿ التشهد أتمها ظهرا‪ ،‬فإف‬
‫كاف مسافرا أتى بركعة سرا‪ ،‬كتكوف ثانية لو‪ ،‬كإذا كاف المؤتموف مقيمين أتوا بركعة‪ ،‬كتكوف ثالثة لهم‪،‬‬
‫كصح أف يعتدكا بالذم قبلها؛ ألنها لست كزيادة الساىي‪ ،‬كأتوا بركعة بعد تسليمو‪( .‬عامر) (قرز)‬
‫مستقيم التقرير مع العزؿ‪ .‬حاؿ تشهد اإلماـ في الثانية‪ ،‬فلم يتابعوه في قيامو في الثالثة]‪ )*( .‬كقد يقاؿ‪:‬‬
‫ما الفرؽ بين الجمعة كغيرىا في أف تقييدىا بركعة في كقتها ال يكفي في صحتها‪ ،‬بل تتم ظهرا‪ ،‬بخبلؼ‬
‫سائر الفرائض إذا قيدت‪( .‬حاشية سحولي) قاؿ في (الصعيترم)‪ :‬الوقت‪ ،‬كالعدد شرطاف‪ ،‬كال يصح مع‬
‫اختبلؿ شرط من شركطها‪[ .‬من حاشية عن (بياف) سيدنا حسن حمو اهلل]‪ )*( .‬فلو صلوا مسافرين‬
‫جمعة‪ ،‬ثم دخل كقت العصر بعد االعتداؿ بين السجدتين اآلخرتين ? كالقياس‪ :‬يخرجوف‪ ،‬كيعيدكف‬
‫الظهر‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬يأتي بركعة بدؿ الواجب من القراءة سرا‪ ،‬كيكوف ظهرا؛ ألنهم تركوا الواجب من‬
‫اإلسرار عمدا‪( .‬مفتي) ك(قرز)‪ ) .‬عندنا‪ ،‬كلو كاف الخلل‪ ،‬كقد دخلوا في الصبلة‪ ،‬كأتوا بركعة مثبل‪ ،‬ثم‬
‫انخرـ العدد‪ ،‬أك خرج الوقت‪ ،‬ففرض إماـ الجماعة أف يؤمهم متما لها ظهرا‪ ،‬بانيا على ما قد فعل‪ ،‬ككذا‬
‫الجماعة‪ ) (،‬المؤتموف بو‪ .‬مثلو فيهما‪ ،‬أم‪ :‬في البناء على ما قد فعلوه‪ ،‬كتمامها ظهرا بالنية األكلى‪) .‬‬
‫ككذا إذا جاء البلحق كقد فرغت الخطبة دخل مع الجماعة مؤتما بإمامهم‪ ،‬ناكيا صبلة الظهر‪ ،‬ثم يتم‬
‫بعد تسليم اإلماـ‪ ،‬كإذا سمع قراءة اإلماـ كاف متحمبل عنو‪ ،‬فبل يقرأ فإف لم يسمع‪ ،‬فهل يقرأ سرا ‪ ،‬أـ‬
‫جهرا?‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬على ذىني عن بعضهم‪ :‬أنو يجهر( ) كقيل‪ :‬المختار أنو يسر؛ إذ ىو فرضو‪.) .‬‬
‫(‪)474/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما إذا أدرؾ البلحق قدر آية( ) كلو قلت‪ :‬كلو قدر قولو تعالى‪{ :‬ثم نظر}‪ .‬كلو من آية طويلة من‬
‫القرآف الكريم؛ لئبل يتوىم أف الخطيب إذا قرأ من القرآف آية‪ ،‬فبل بد أف يدركها كلها كلو طالت‪ ،‬بل إذا‬
‫قد أدرؾ منها قدر قولو تعالى {ثم نظر} كفى‪ ،‬كىو ظاىر األزىار في قولو‪" :‬من أم الخطبتين قدر آية"‬
‫كظاىره كلو من القرآف‪( .‬سماع) ) من أم الخطبة‪ ،‬مما يعتاد مثلو في الخطب‪ ،‬كلو من الدعاء فقد أدرؾ‬
‫الجمعة‪ ،‬فيصلي جمعة‪.‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف الجمعة تصح من البلحق‪ ،‬كإف لم يدرؾ‬
‫شيئا من الخطبة( ) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من أدرؾ من الجمعة ركعة فليضف إليها أخرل)‪.‬‬
‫(بحر) )‪.‬‬

‫(‪)475/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الظهر (كىو األصل ( ) إذ الوقت لو في يوـ الجمعة كغيرىا‪ ،‬كإذ ىو الذم فرض ليلة اإلسراء؛ إذ‬
‫لم يجمع صلى اهلل عليو كآلو كسلم إال بعد الهجرة‪ .‬كحجتهم قولو تعالى‪{ :‬إذا نودم للصبلة} ك(إف اهلل‬
‫افترض) الخبر قلت‪ :‬كىو الحق؛ لئلجماع على أنو مخاطب بها على التعيين‪( .‬بحر) [كعلى ىذا فالمراد‬
‫بكوف الجمعة بدال ىو البدؿ اللغوم‪ ،‬كىو القائم مقاـ الشيء‪ ،‬فإف الجمعة قائمة مقاـ الظهر‪ ،‬ال البدؿ‬
‫الشرعي؛ ألنو لو كاف المراد في ىذا المقاـ للزـ أف ال يجوز فعل الجمعة إال مع تعذره‪ ،‬كما أنو ال يجوز‬
‫التيمم إال مع تعذر الماء‪ ،‬ككما ال تجوز الصبلة من قعود إال مع تعذر القياـ‪ ،‬ثم صارت البدلية بالنظر‬
‫إلى معنى البدؿ في اصطبلح أىل الفقو بالعكس‪ ،‬فإف الجمعة قد صارت في يومها ىي المبدؿ منو‪،‬‬
‫كالظهر بدال ال يجوز فعلو إال مع قياـ مانع شرعي من فعلها‪ ،‬فعلى ىذا يكوف الظهر أصبل لغة‪ ،‬كالجمعة‬
‫بدال‪ ،‬كتكوف الجمعة أصبل شرعا‪ ،‬كالظهر بدال‪( .‬شيخنا)] )) كالجمعة بدؿ عنو( ) كالبدلية فيها مخالفة‬
‫للقياس؛ إذ ىي بدؿ يجب العدكؿ إليو مع إمكاف األصل‪( .‬معيار) ) (في األصح) ( ) ىذه المسألة ال‬
‫حاصل لها‪ ،‬كثمرة الخبلؼ المذكور في غاية البعد‪ ،‬بل ىو مخاطب بها مع إمكانها‪ ،‬كبالظهر مع‬
‫تعذرىا‪( .‬من المنار للمقبلي) (*) كإذا بطلت الفركع صار الخبلؼ لفظيا‪ ) .‬كىذا ىو قوؿ أبي طالب‪،‬‬
‫كأبي حنيفة‪.‬‬
‫كقاؿ أبو العباس‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ :‬إف الجمعة ىي األصل‪ ،‬كالظهر بدؿ‪.‬‬
‫كيتفرع على ىذا الخبلؼ فركع * األكؿ‪ :‬لو صلى المعذكر الظهر قبل أف يجمع اإلماـ‪ ،‬ثم زاؿ عذره‪،‬‬
‫كقامت الجمعة ػ فإنو يجب عليو صبلة الجمعة إف قلنا‪ :‬ىي األصل‪ ،‬ال إف جعلنا الظهر األصل‪ ،‬ذكر‬
‫ىذا الفقيو حسن‪.‬‬
‫كقاؿ في االنتصار‪ :‬المختار أنو ال يجب عليو إعادة الجمعة ( ) إجماعا؛ ألنو قد فعل ما ىو مخاطب‬
‫بو كالمستحاضة إذا انقطع دمها بعد الفراغ من الصبلة‪ )*( .‬أم‪ :‬ابتداؤىا‪.) .‬‬

‫(‪)476/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كمثلو في مهذب الشافعي‪ ،‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كىو األظهر‪.‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬لو صلى الظهر من ليس بمعذكر عن الجمعة‪ ،‬فمن قاؿ‪ :‬إف الجمعة ىي األصل لم يجزه‬
‫الظهر‪ ،‬كأما من قاؿ‪ :‬إف الظهر ىو األصل * قيل‪ :‬فيحتمل أف يجزئو الظهر‪ ،‬كيحتمل أف ال يجزئو ( )‬
‫ككجو المنع من الصحة أنو عصى بفعل الظهر‪ ،‬كالمعصية ترؾ الجمعة‪ ،‬فصار عاصيا بنفس ما بو أطاع‪،‬‬
‫ككجو الصحة العصياف بترؾ الجمعة ال بفعل الظهر‪ ،‬فقد يقعد عنها من غير صبلة‪( .‬كواكب) (*) ألف‬
‫البدؿ قد عليو ىنا‪ ،‬كيعيده بعد صبلة الجمعة إف لم يصلها‪ .‬كاهلل أعلم )‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو‬
‫األقرب عندم( ) كالمختار أنو ال يجزئو الظهر مطلقا‪ ،‬سواء قلنا‪ :‬الجمعة أصل أـ الظهر‪ ،‬ىكذا صرح‬
‫اإلماـ عز الدين بن الحسن‪ .‬كاهلل أعلم )‪.‬‬
‫الفرع ( ) لم تظهر ثمرة الخبلؼ إال في ىذا الفرع الثالث فقط‪( .‬حثيث) ) الثالث‪ :‬لو انكشف خلل‬
‫الجمعة بأمر مختلف فيو‪ ،‬كقد خرج كقت اختيار الظهر ?‬

‫(‪)477/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ المذاكركف‪ :‬لم يعد الظهر إف جعلنا الجمعة أصبل‪ ،‬كيعيد إف جعلنا الظهر أصبل( ) كىو يقاؿ‪ :‬يشبو‬
‫بما لو صلى الجمعة بالتيمم‪ ،‬ثم كجد الماء بعد خركج كقتها لم يجب عليهم اإلعادة للظهر إف جعلناه‬
‫أصبل‪ ،‬فينظر في تحقيق ذلك‪( .‬رياض بلفظو) كيمكن أف يقاؿ‪ :‬يمتنع كجوب اإلعادة في (مسألة) التيمم‬
‫على القوؿ بأف الظهر األصل‪ ،‬أك يقاؿ بأنهما مفترقاف من حيث إف المتيمم على صفة ال يكلف بغيرىا‬
‫حاؿ الصبلة في الحقيقة‪ ،‬بخبلؼ ىذه المسألة فإنو صبلىا كىو على صفة لو علمها حاؿ الصبلة لم‬
‫تصح صبلتو‪( .‬صعيترم) (*) (الفرع الرابع) لو صلى العيد كخطب‪ ،‬ثم أنها أقيمت الجمعة‪ ،‬فمن قاؿ‪:‬‬
‫إف الظهر األصل كجب عليو‪ ،‬كمن قاؿ الجمعة األصل‪ :‬لم يجب‪ .‬ذكره الفقيو علي (*) الفرع الخامس‪:‬‬
‫الخنثى لو انكشف ذكرا‪ ،‬كقد صلى الظهر كجب عليو الجمعة‪( .‬بحر) إف قلنا‪ :‬ىي األصل‪ ،‬ال إف جعلنا‬
‫الظهر ىو األصل‪ ،‬فإنو ال تجب عليو اإلعادة (*) كأما إذا باف خللها في كقتو‪ ،‬فإنو يلزـ إعادتها‪ ،‬فإف لم‬
‫يمكنو فالظهر‪ ،‬ككذا إذا كاف الخلل مجمعا عليو‪ ،‬فإنهم يعيدكنها إف أمكنهم‪ ،‬كلو باف ذلك بعد الوقت‬
‫صلوا الظهر‪.) .‬‬
‫(كالمعتبر االستماع) ( ) كىل يعتبر في مستمع الخطبة في الصحراء على القوؿ بصحتها فيها القامة بين‬
‫الصفوؼ‪ ،‬كالصبلة أـ ال تعتبر إال في الصبلة ? لعل األقرب اعتبار ذلك إلقامتهم إياىا مقاـ ركعتين‪.‬‬
‫(حاشية سحولي لفظا) كقيل‪ :‬ال يعتبر؛ إذ ليست كالصبلة من كل كجو‪ ،‬بدليل صحتها ممن عليو نجاسة‪،‬‬
‫من ثوب كنحوه‪ ،‬كلعلو أكلى‪ )*( .‬كال بد أف يكوف االستماع بكلية بدنو داخل المسجد‪( .‬قرز) )‬
‫للخطبة‪ ،‬كىو الحضور (ال السماع) فإنو ليس بشرط‪ ،‬بل إذا قد حضر في قدر آية منها فصاعدا أجزأه‪،‬‬
‫كلو كاف أصم ال يسمع‪ ،‬أك قد قعد بعيدا من الخطيب فلم يسمع‪ ،‬فإنو يجزئو‪.‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬لكنو‬
‫يأثم ( ) ال كجو لئلثم؛ ألنو قد أدل ما كجب عليو‪( .‬انتصار معنى) ) مع عدـ العذر‪.‬‬

‫(‪)478/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كليس) جائزا (لمن) قد (حضر الخطبة( ) أك سمع نداءىا‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) ) تركها) أم‪ :‬ال‬
‫تجوز المسافرة‪ ،‬كال االنصراؼ لحاجة بعد حضور الخطبة( ) ككجهو‪ :‬أف الواجب قد شرع فيو‪ ،‬فبل‬
‫يجب أف يتخللو غيره كالصبلة؛ إذ الخطبة بمنزلة ركعتين‪( .‬غيث) قيل‪ :‬كال يجوز اإلنحراؼ عن القبلة‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬يجوز مطلقا؛ إذا قد سمع األكلى ككاجب الثانية‪ .‬كلما ركاه المرتضى عن أبيو الهادم عليو‬
‫السبلـ‪ ،‬عن علي عليو السبلـ‪ ،‬عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬أنو نهى أف يسافر المقيم يوـ‬
‫الجمعة إذا حضرت الصبلة‪ ،‬حتى يجمع‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‪ ) .‬ال قبلو فيجوز( ) قيل‪ :‬ىذا يناقض‬
‫ما تقدـ‪ ،‬حيث قالوا للمسافر‪ :‬ال يلزمو حضور الجمعة‪ ،‬فمتأكؿ على أف المراد إذا كاف يخرج من الميل‬
‫قبل النداء‪ ،‬كالشركع فيها‪( .‬لمعة) كقيل‪ :‬ىاىنا فيمن ابتدأ السفر‪ ،‬كما تقدـ في المسافر من قبل ذلك‪،‬‬
‫فإنها ال تلزمو ما لم يقف قدر االستراحة‪ ،‬بخبلؼ ىنا ػ لم يبعد ىذا‪ ،‬كعبارة الكتاب تدؿ على ىذا‬
‫التأكيل‪( .‬شامي)[ بل اإلشكاؿ باؽ بحالو؛ ألنو ال فرؽ بين المسافر أك مبتدئو]‪ )*( .‬شكل عليو‪ ،‬كقيل‪:‬‬
‫لمن يجوز لو االنصراؼ كالمسافر‪ ،‬فبل كجو للتشكيل‪( .‬قرز) ) (إال المعذكرين) الذين تقدـ ذكرىم فإنو‬
‫يجوز لهم االنصراؼ بعد الحضور ( ) كال يؤخذ من ىذا المفهوـ أف من لم يحضر الجمعة أنو يحوز لو‬
‫الترؾ كإف كاف ال عذر لو؛ إذ قد تقدـ في الباب ذكر من تجب عليو‪ ،‬كمن ال تجب‪( .‬نجرم) (*) كلو‬
‫انخرـ العدد‪ ،‬كيتمونها ظهرا‪( .‬مفتي) (قرز) (*) ما لم يدخلوا في الصبلة‪( .‬قرز) )‪.‬‬

‫(‪)479/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(غالبا) احترازا من المريض ( ) ككذا األعمى‪ ،‬كالمقعد ما لم يتضررا‪( .‬قرز) ) الذم ال يتضرر بالوقوؼ‪،‬‬
‫كمن عذره المطر( ) لم يتضح معنى االستثناء في من عذره المطر‪ ،‬فإف كاف المقصود أنو كقع المطر قبل‬
‫حضوره كاف عذرا لو فليس عذرا في ىذا الحاؿ‪ ،‬فكيف يسمى عذرا ? كيستثنى من المعذكرين ? كإف‬
‫كاف المقصود غيره فغير كاضح‪([ .‬سماع الشيخ لطف اهلل)](*) ألف عذرىا ليس إال تعذر الوصوؿ‪،‬‬
‫كالمطر في الطريق‪ ،‬أما غيرىما فليس عذرىم تعذر الوصوؿ ػ فجاز لهم الرجوع‪ ،‬كما جاز لهم ترؾ‬
‫الحضور‪ )*( .‬أم‪ :‬يخشى أف يقطعو المطر من السير‪ ) .‬فقط‪ ،‬فإنو ال يجوز لهذين االنصراؼ بعد‬
‫حضورىما‪ ،‬كلو جاز لهما تركها قبل الحضور‪.‬‬

‫(‪)402/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كمتى أقيم جمعتاف في) مكانين في بلد ( ) قاؿ في (البياف) كتصح الجمعتاف في بلد كاحد [في دكف‬
‫الميل‪( .‬بياف معنى)] للعذر‪ ،‬كالخوؼ‪ ،‬أك ضيق مكاف‪( .‬بياف معنى) كظاىر‪ :‬المذىب أنها ال تصح‬
‫مطلقا‪ ،‬كقد ذكر معنى ذلك في شرح (النجرم) (*) أك بلدين‪( .‬قرز) ) كاحد كبير‪ ،‬بينهما (دكف الميل)‬
‫( ) (مسألة) فإف كاف مصرا متباينا كبغداد ػ جاز لمشقة االجتماع؛ لكثرة الناس‪( .‬الشافعي) ال‪ ،‬لما مر‪،‬‬
‫كىو أنو لم تقم في المدينة إال جمعة كاحدة [كألنها شعار اإلسبلـ كاألذاف] كفي (الغيث) في شرح‬
‫قولو‪" :‬دكف ميل" ما لفظو‪ :‬قاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح‪ :‬يجوز ذلك‪ ،‬لكن في موضعين‪ ،‬ال‬
‫في موضع كاحد‪ .‬قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬أك كاحدة بعد أخرل للعذر‪ ،‬كتضيق المكاف‪ ،‬كاحتجاج‬
‫الشرح يشير إلى ىذا‪ ،‬حيث قاؿ‪" :‬خارج البلد الكبير " في مواضع تحقيقا؛ لتسقط المشقة على الناس‬
‫باالجتماع ‪ ،‬قلنا‪ :‬كالظاىر من المذىب أف ذلك ال يجوز‪( .‬بلفظو) (قرز)[ كلفظ (البياف) (مسألة) كيجوز‬
‫إقامة جمعتين أك أكثر في بلد كاحد إذا كاف بينهما قدر ميل فما فوؽ خبلؼ الشافعي‪( .‬بلفظو‪)725/7‬‬
‫] (*) لغير عذر‪( .‬فتح) ك(بياف) كقيل‪ :‬ال يجوز مطلقا‪ ،‬كقد ذكر معنى ذلك في شرح (النجرم) (*)‬
‫كىو من المسجد إلى المسجد‪( .‬زىور) كالمختار أف العبرة بأطرؼ صف من الجماعتين‪ ،‬كال عبرة‬
‫بالمسجدين‪ ،‬كال باإلماـ‪ ،‬قاؿ‪ :‬كىو المقرر‪ )*( .‬فلو كاف المسجد الذم أقيمت فيو أحد الجمعتين‬
‫بعضو داخل الميل‪ ،‬كبعضو خارج الميل ? فقيل‪ :‬إف من داخل الميل صبلتو باطلة‪ ،‬كمن كاف خارجا‬
‫صبلتو صحيحة إف كاف اإلماـ معهم‪ ،‬كإف كاف داخبل في الميل بطلت صبلتهم الجميع (قرز) ) فإف (لم‬
‫يعلم تقدـ أحدىما) بل علم كقوعهما في حالة كاحدة‪ ،‬أك التبس الحاؿ (أعيدت) الجمعة ( ) كالخطبة‪،‬‬
‫كيؤـ بعضهم بعضا إذ اللبس مبطل )‪ ،‬كقاؿ في منهج ابن معرؼ‪ :‬إذا كقعتا في حالة كاحدة صحت‬
‫جمعة من فيهم اإلماـ األعظم (فإف علم) تقدـ أحدىما‪ ،‬كلم يلتبس‬

‫(‪)407/0‬‬
‫_____________________________‬

‫المتقدـ (أعاد اآلخركف ظهرا)( ) بكسر الخاء؛ ألف لو أكؿ‪( .‬نجرم) ) ألف جمعتهم غير صحيحة‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬كلو فيهم اإلماـ ( ) ألف سبيلو تزكيج بعد توكيلو‪( .‬صعيترم) ) األعظم‪.‬‬
‫كقاؿ في االنتصار‪ :‬إذا كاف فيهم اإلماـ األعظم صحت جمعتهم‪.‬‬
‫(فإف التبسوا) أم‪ :‬التبس المتقدموف بالمتأخرين بعد أف علم أف أحد الفريقين متأخر (فجميعا) أم‪:‬‬
‫أعادكا جميعا ( ) بنية مشركطة‪(.‬تذكرة) (قرز) كال يؤـ بعضهم بعضا‪ ،‬كال بغيرىم إال أف يجدكا إماما‬
‫يحضر الصبلتين يأتموف بو إف أرادكا‪ .‬كفي (حاشية سحولي)‪ :‬يؤـ كل فرقة إمامها‪ ،‬أك يؤمهم جميعا‬
‫شخص من غيرىم‪( .‬قرز) ) ظهرا‪ ،‬كال تعاد جمععة‪ ،‬ذكره الفقيو محمد بن سليماف‪ ،‬كأطلقو للمذىب في‬
‫التذكرة‪.‬‬
‫كقاؿ في االنتصار‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح‪ :‬يعيدكف جميعا ( ) قلنا‪ :‬سقطت بيقين‪ ،‬كالظهر مشكوؾ فيو‪.‬‬
‫) الجمعة‪ ،‬ال الظهر‪.‬‬
‫(نعم) كبماذا يكوف التقدـ‪ ،‬ىل بالفراغ أـ باالبتداء ? قاؿ في االنتصار‪ :‬العبرة بالسبق بالخطبة( ) يعني‪:‬‬
‫بالفراغ من القدر الواجب من الخطبتين‪ .‬ك(قرز) ألنو المسقط للواجب‪ ) .‬ال بالصبلة‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬أشار في اللمع أف العبرة بالشركع‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬أظنو يعني‪ :‬في الصبلة‪ ،‬فأم الصبلتين شرع فيها أكال فهي المتقدمة‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬العبرة بالفراغ( ) من الصبلة‪ )*( .‬القدر الواجب من الخطبتين‪) .‬‬
‫فأيهما تقدـ فراغو فهي المتقدمة( ) كاألذاف‪ ،‬كتكبيرة اإلحراـ‪ ،‬كالتسليم على اليسار‪.) .‬‬

‫(‪)400/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كتصير) صبلة الجمعة (بعد) حضور ( ) كفعلها‪( .‬قرز) ) (جماعة) صبلة (العيد رخصة) ( ) كلو كاف‬
‫صبلة العيد قضاء في يوـ الجمعة فالحكم كاحد‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (*) حقيقة الرخصة ما خير‬
‫المكلف بين فعلو كتركو مع بقاء سبب الوجوب كالتحريم‪ ،‬مع صحتو منو لو فعلو‪ .‬يحترز من فرض‬
‫العين‪ ،‬ككذا صوـ الحائض كصبلتها‪ ،‬كمن صوـ يوـ عاشوراء‪ ،‬كمن كطء النساء في ليالي رمضاف‪ ) .‬أم‪:‬‬
‫إذا كاف يوـ العيد يوـ الجمعة فأقيمت صبلة العيد بخطبتيها ( ) كمن لم يحضر إف قلنا‪ :‬صبلة العيد‬
‫فرض كفاية‪ ،‬كىل يسقط الظهر على القوؿ بأف الجمعة األصل‪ ،‬فيكوف بعض الناس تاركا للظهر‪،‬‬
‫كالجمعة‪ ،‬كالعيد ?‪( .‬نجرم) كقاؿ (الدكارم)‪ :‬ال يسقط الظهر؛ ألنو معلوـ من الدين ضركرة‪( .‬قرز) (*)‬
‫ىذا تصريح بأف الجمعة ال تصير رخصة إال بعد أف تصلى العيد جماعة مع الخطبتين (‪ )7‬كمثلو في‬
‫(األثمار) كفي (البحر)‪ ،‬كلم يذكر في (النجرم) الخطبتين‪ ،‬كالجماعة‪ ،‬كلم يذكر صاحب (التذكرة)‬
‫الجماعة‪ ،‬كظاىر األزىار أنو ال بد منها‪( .‬قرز) (‪ )7‬كإف كاف ظاىر األزىار أف الخطبتين غير شرط‬
‫لتقديمهما‪ ،‬لكن تعليل البحر يقتضي ذلك؛ ألنو قاؿ‪( :‬فرع) من ترؾ الخطبة صلى الظهر؛ إذ الترخيص‬
‫لئبل يسأـ الخطبتين‪ ) .‬فإف صبلة الجمعة تسقط عمن حضر صبلة العيد( ) المختار‪ :‬كإف لم يحضر‪.‬‬
‫(كابل) كىو ظاىر عبارة األزىار‪ ،‬خبلؼ ما في (الغيث) فيحقق الكبلـ‪ .‬قلت‪ :‬مافي (الغيث) ىو الحق؛‬
‫ألف التعليل مشقة التجميع‪ ،‬فبل يكوف رخصة إال في حق من حضر‪( .‬مفتي) (قرز) (*) كصلى‪( .‬قرز) )‬
‫في ذلك اليوـ‪ ،‬كتصير رخصة (لغير اإلماـ ( ) كأما اإلماـ فتعين عليو‪ .‬كفي (حاشية سحولي) ما لفظو‪:‬‬
‫كليس المراد أنو يتعين على اإلماـ‪ ،‬بل لو أف يأمر من يقيم الجمعة‪ ،‬كلو كاف ال عذر لو عنها إذا كاف قد‬
‫صلى العيد بخطبتها‪( .‬لفظا) ك(قرز)‬

‫(‪)403/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) كلئلماـ أف يعين الثبلثة‪ ،‬كتجب عليهم‪ .‬ك(قرز) لكن لو عين بعد حضور نصابها ىل يتعين ? قيل‪:‬‬
‫يتعين ألجل إرىاب أك نحوه‪( .‬قرز) (*) إماـ الصبلة‪( .‬قرز) (*) كىل لغير اإلماـ كالثبلثة أف يصلوا‬
‫الظهر قبل أف يجمع اإلماـ كالثبلثة ? األقرب المنع؛ إذ الخطاب للكل في فرض الكفاية‪( .‬قرز) (*)‬
‫ألنها شعار‪ ،‬كقد حصل بالعيد‪ ،‬كما ركاه الهادم عليو السبلـ عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم (أنو‬
‫اجتمع على عهده عيداف‪ ،‬فصلى بالناس صبلة العيد كخطبهم‪ ،‬ثم قاؿ‪( :‬من شاء فليأت الجمعة‪ ،‬كمن‬
‫شاء فبل يأت)) كأخرج أبو داكد عن أبي ىريرة عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم مثلو‪ ،‬كمثلو في‬
‫مجموع زيد بن علي عليو السبلـ كغيره‪( .‬ضياء ذكم األبصار) ) كثبلثة) من أىل ذلك البلد( ) أك من‬
‫غيرىم‪ ،‬كلو ممن ىي كاجبة عليو‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا في التحقيق يؤكؿ إلى أنها بعد حضور جماعة العيد ( ) قيل‪ :‬كىذا أكلى من‬
‫كبلـ األزىار؛ ألنو قد حصل كماؿ شركط فرض الكفاية‪ ) .‬فرض كفاية في ذلك البلد‪ ،‬في حق من كاف‬
‫قد حضر صبلة العيد‪ ،‬فإذا قاـ بها منهم القدر الواجب( ) ككذا من غيرىم‪( .‬كشلي) كالمختار ما في‬
‫الكتاب‪ ) .‬في عدد الجمعة‪ ،‬كىو اإلماـ أك نائبو‪ ،‬كثبلثة معو سقطت عن بقية الحاضرين في صبلة‬
‫العيد‪ ،‬ىذا تحقيق مذىبنا‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال تسقط عن أحد‪ .‬كعن الشافعي‪ :‬تسقط عن أىل السواد( ) أىل البوادل‪ )*( .‬كقاؿ‬
‫عمر‪ ،‬كعطاء تسقط عن الكل‪.) .‬‬

‫(‪)404/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(كإذا اتفق صلوات) في كقت كاحد( ) (فائدة) لو قاؿ‪ :‬عليو ركعتاف يوـ يقدـ زيد‪ ،‬فقدـ في كقت صبلة‬
‫قد تضيقت‪ ،‬كوقت الظهر‪ ،‬أك العصر‪ ،‬أيهما يقدـ ? الصواب‪ :‬أنو يجب عليو تقديم الظهر؛ ألف الوقت‬
‫متمحض لو‪ ،‬كىذا أمر عارض‪ ،‬كما لو قاؿ‪ :‬هلل على أف أصوـ يوـ يقدـ زيد‪ .‬فقدـ في رمضاف؛ إذ قد‬
‫كجب صيامو لسبب متقدـ‪ ،‬كيجب عليو قضاء النذر‪ ،‬فلو فعلو في ذلك الوقت لم تجزه عن أيهما‪.‬‬
‫ك(قرز) ) كجمعة‪ ،‬كجنازة‪ ،‬ككسوؼ‪ ،‬كاستسقاء( ) ينظر ػ بماذا يفوت االستسقاء ? يقاؿ‪ :‬بفوت‬
‫الجماعة‪ ،‬أك كقوع المطر‪( ) .‬قدـ ما خشى فوتو)( ) إف قيل‪ :‬كيف يتقدر عيد‪ ،‬ككسوؼ‪ ،‬كال كسوؼ إال‬
‫في ثامن كعشرين‪ ،‬أك تاسع كعشرين ? قلنا‪ :‬ىذا األغلب‪ ،‬كالخبلؼ مستحيل‪ .‬كيجوز تقدير المسألة‬
‫على تقدير الممكن‪ ،‬كما يقوؿ أىل الفرائض‪ :‬لو خلف مائة جدة‪ .‬كأىل الكبلـ‪ :‬لو كاف مع اهلل إلو‬
‫آخر‪ .‬على أف المركم أف إبراىيم عليو السبلـ ابن النبي صلى اهلل عليو كآلو مات عاشر ربيع‪ ،‬ككسفت‬
‫الشمس‪ .‬ككذا يوـ قتل الحسين‪ ،‬ككاف يوـ عاشوراء‪ ) .‬منها‪ ،‬إذا كاف فيهن ما يخشى فواتو‪ ،‬ككاف آمنا‬
‫من فوات الباقيات (ثم) إذا لم يكن فيهن ما يخشى فواتو‪ ،‬أك كانت كل كاحدة منهن يخشى فواتها ػ‬
‫فإنو في ىاتين الحالتين يقدـ (األىم)( ) كلو اجتمع على محرـ خشية فوت الوقوؼ‪ ،‬كقد تعين عليو‬
‫تجهيز ميت كدفنو‪ ،‬كخشى عليو من السبع إف قدـ الوقوؼ‪ ،‬فإف أمكنو حمل الميت إلى موضع الوقوؼ‬
‫كجب‪ ،‬كقدـ الوقوؼ‪ ،‬كإف لم يمكنو ذلك فعلى قوؿ أبي طالب‪ :‬يقدـ الوقوؼ‪ .‬كعلى قوؿ الفقيو يحيى‬
‫البحيبح‪ :‬يحتمل أف يقدـ دفن الميت؛ ألنو بدؿ لو‪ ،‬كيحتمل أف يقدـ الوقوؼ؛ ألنو يخشى الضرر‬
‫بفواتو‪ ،‬كتجديد سفر آخر‪( .‬بستاف) (*) فيقدـ الجهاد على الحج‪ ،‬كعلى الصبلة‪ ،‬كلذلك شرعت صبلة‬
‫المسايفة‪ ،‬كصبلة الخوؼ‪ ،‬كجعل النقصاف في جانب الصبلة‪ ،‬كيقدـ شراء ما يستر عورتو للصبلة على‬
‫الوضوء‪ ،‬كغسل النجاسة على التوضئ‪ ،‬كصبلة الجنازة على صبلة الجمعة‪ ،‬كعلى المكتوبة‪ ،‬كنحو ذلك‬

‫(‪)405/0‬‬

‫_____________________________‬

‫‪( .‬فرع) كيقدـ من الجهاد كالعلم ما خشي ضياعو‪ ،‬فإف خشي عليهما معا قدـ العلم؛ إذ بو يعلم‬
‫الجهاد‪ ،‬كألف اهلل سبحانو كتعالى علم رسولو‪ ،‬ثم أمره بالجهاد‪ ،‬كألف كجوب العلم علة مؤثرة في كجود‬
‫الجهاد‪ ،‬ككجود الجهاد علة عائية في كجود العلم‪ ،‬كالمؤثرة متقدمة في الوجود على الغائية‪( .‬فرع)‬
‫كيقدـ اإلماـ فيما تعدد مصرفو األىم فاألىم‪ ،‬كىو األحوج‪ ،‬ثم ما ىو أصل في غيره‪ ،‬فيقدـ الجهاد على‬
‫الفقراء حيث استويا في الحاجة‪ ،‬كما يقدـ ذات الوقف على مصرفو‪ ،‬كذات مصرفو على مصالح‬
‫الجميع‪( .‬معيار) (نجرم بلفظو) من موضعو‪ ) .‬فيقدـ الفرض على المسنوف‪.‬‬
‫أما في الحالة األكلى فعلى سبيل الندب‪ ،‬كأما في الثانية‪ ،‬كىي حيث يخشى فوات الجميع فوجوبا‪ ،‬كفي‬
‫كل كاحدة من الحالتين يقدـ المسنوف على المستحب ندبا‪ ،‬فإف اتفق فرضاف? فقاؿ أبو طالب‪ :‬يبدأ‬
‫بما يخصو‪ ،‬كصبلة نفسو ( ) يقاؿ‪ :‬تقدـ أنو يقدـ ما خشى فوتو كإنقاذ الغريق ?‪ .‬كأجيب بأف الصبلة‬
‫تقضى‪ .‬فيحقق‪ .‬يقاؿ‪ :‬ال يرد على ما ذكر؛ ألف المراد ما تقدـ "كبتوحو كاجب غير الصبلة" كما مثلو في‬
‫الشرج‪ ،‬كيكوف األزىار ىناؾ عموما مخصصا بما ىنا ػ كاهلل أعلم‪ )*( .‬كلو قدـ ما ال يخص نفسو‪ ،‬كأف‬
‫يقدـ الجنازة على صبلة نفسو لم تصح الجنازة؛ ألنو كمن صلى كثم منكر‪ ،‬كلو تعينت عليو‪( .‬قرز) )‬
‫على صبلة الجنازة‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬بل يقدـ ما ال بدؿ لو‪ ،‬فيقدـ الجنازة على الجمعة‪ ،‬كيخير عنده في العيد‪،‬‬
‫كالجنازه‪ .‬كعند أبي طالب‪ :‬يقدـ العيد؛ ألنها تخصو‪.‬‬
‫(باب صبلة السفر)( ) القصر ثابت بنص الكتاب في حاؿ الخوؼ خاصة‪ ،‬كأما في حاؿ األمن فمن‬
‫السنة‪ ،‬كخرج الشرط مخرج الغالب عندنا‪ .‬كعن الناصر‪ :‬ال يقصر إال مع الخوؼ كالسفر؛ أخذا بظاىر‬
‫اآلية‪ ،‬كالقصر في ىذا الباب ىو قصر العدد‪ ،‬كمتى كجب القصر جاز الفطر عند القاسمية‪ ،‬ككجب عند‬
‫اإلمامية‪ ،‬كجاز األمراف عند الناصرية‪ ،‬كال يجباف‪( .‬شرح الهداية) )‬

‫(‪)406/0‬‬

‫_____________________________‬

‫األصل في ىذا الباب( ) (فائدة) قاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬كالمستحب لئلنساف القطوف في مكانو كبلده‪ ،‬كال‬
‫يظعن عنها إال لحاجة ماسة؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال يكوف المرء ظاعنا إال في ثبلث مرمة‬
‫(‪ )7‬لمعاش‪ ،‬أك تزكد لمعاد‪ ،‬أك لذة في غير محرـ) كلما يحصل في األسفار من نقص األدياف‪ ،‬كإتعاب‬
‫النفوس‪ ،‬كلقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬عزكا المسافر في دينو) كلقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬السفر‬
‫قطعة من العذاب)‪( .‬بستاف بلفظو) من الشهادات ) الكتاب‪ ،‬كالسنة‪ ،‬كاإلجماع‪ .‬أما الكتاب‪ :‬فقولو‬
‫تعالى‪{ :‬فليس عليكم جناح ( ) كاالحتجاج باآلية في ىذا الباب على القصر ال يحسن لوحهين‬
‫أحدىما‪ :‬أف في اآلية الكريمة شرط الخوؼ‪ ،‬كىو غير شرط فيها‪ .‬الثاني‪ :‬قاؿ‪{ :‬ليس عليكم جناح}‬
‫كالظاىر من رفع الجناح الترخيص‪ ،‬كالقصر عندنا كاجب‪ .‬فلنا‪ :‬مثل قولو تعالى‪{ :‬فبل جناح عليو أف‬
‫يطوؼ بهما} (*) عند أىل المذىب المراد بهذه االية قصر الصفة‪ ،‬كىو الخركج قبل اإلماـ في صبلة‬
‫الخوؼ‪ ،‬فكاف البلئق أف يكوف حجة ىناؾ‪ ،‬لكن حذكنا حذك األصحاب‪( .‬نجرم) ) أف تقصركا من‬
‫الصبلة}‪.‬‬
‫كأما السنة‪ :‬فقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كفعلو‪ ،‬أما قولو‪ :‬فقاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إف اهلل‬
‫قد كضع عن المسافر نصف الصبلة) كركم (شطر الصبلة)‪.‬‬

‫(‪)407/0‬‬

‫_____________________________‬
‫كأما فعلو فذلك أنو صلى اهلل عليو كآلو أقاـ بمكة ثمانية عشر يوما( ) مترددا‪ )*( .‬عاـ الفتح‪ ،‬كقيل في‬
‫حجة الوداع (ذكره في المجتبى)‪ .‬ينظر في ىذا‪ .‬ككأف ىذه إقامتو بمكة بعد الفتح إلى أف خرج لحنين‬
‫خمسة عشر‪ ،‬أك سبعة عشر‪ ،‬أك ثمانية عشر‪ ،‬أك تسعة عشر يوما يقصر الصبلة بو‪ ،‬لذلك قاؿ أصحابنا‪:‬‬
‫إف المسافر إذا دخل بلدا كنول الخركج منها في كل كقت قصر إلى إلى ثمانية عشر يوما‪ ،‬ثم يتم‪ .‬كقاؿ‬
‫بعضهم‪ :‬يقصر أبدا ما داـ على ىذه النية‪ ،‬كتعليلو متجو؛ ألف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم كقف‬
‫حاجتو على ىذه المدة‪ ،‬فالظاىر أنو لو زادت حاجتو لبقي على ترخيصو‪ ،‬يؤيده أيضا ما ركل أبو داكد‪،‬‬
‫كصححو ابن حباف‪ ،‬عن جابر أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أقاـ بتبوؾ عشرين يوما يقصر الصبلة‪،‬‬
‫كيركل أف ابن عمر أقاـ بأذربيجاف ستة أشهر يقصر الصبلة‪( .‬من بهجة المحافل باللفظ)‪ ) .‬ككاف يقصر‬
‫الصبلة‪ ،‬كيقوؿ‪( :‬أتموا يا أىل مكة فإنا قوـ سفر)‪ .‬كأما اإلجماع‪ :‬فبل خبلؼ في ذلك على الجملة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كقد بينا حكم القصر عندنا بقولنا‪( :‬كيجب قصر الرباعي إلى اثنتين)( ) األداء‪،‬‬
‫ال المنذكرة‪( .‬قرز) (*) كال يجب نية القصر‪ .‬كلفظ البحر (مسألة) اإلماـ يحي‪ :‬كتجب نية القصر عند‬
‫الموجب كالمرخص‪ ،‬كنية القضاء‪ ،‬كال تجزئ في أثنائها‪ .‬أبو يوسف‪ :‬تجزئ‪ .‬أبو حنيفة‪ :‬ال تجب على‬
‫الموجب‪ .‬قلت‪ :‬كىو األقرب للمذىب‪ ،‬كنية العدد‪( .‬بحر بلفظو)(*) كفي شرح التجريد عن ابن عباس‬
‫قاؿ‪( :‬فرض اهلل على لساف نبيكم صلى اهلل عليو كآلو كسلم [الصبلة] في الحضر أربعا‪ ،‬كفي السفر‬
‫ركعتين) كفي الجامع الكافي‪ :‬كل من رأينا من علماء آؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم كانوا‬
‫مجمعين على قصر الصبلة في السفر‪( .‬ضياء ذكم األبصار) ) فقولنا‪" :‬الرباعي" احترازا من المغرب‪،‬‬
‫كالفجر‪ ،‬فإنو ال قصر فيهما إجماعا‪.‬‬

‫(‪)408/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقولنا‪" :‬إلى اثنتين" بياف لقدر ما يصلى في السفر‪ ،‬كىذا اللفظ مجاز؛ ألنو يوىم أنو كاف أربعا فنقص‬
‫إلى اثنتين‪ ،‬كليس كذلك عندنا( ) خبلؼ الناصر‪ ،‬الشافعي‪ ،‬فقاال‪ :‬األصل في الصبلة التماـ‪ ،‬فالقصر‬
‫تسمية حقيقة‪ ،‬كمذىبنا أف أصلها القصر‪ ،‬كتسمية المسافر يقصر مجاز‪( .‬صعيترم)(*) ألنها كجبت في‬
‫األصل قصرا؛ بدليل قوؿ عائشة‪( :‬فرضت الصبلة على نبيكم ركعتين ركعتين‪ ،‬في حضر كسفر‪ ،‬فأقرت‬
‫في السفر‪ ،‬كزيدت في الحضر) كعن ابن عباس عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫([فرضت]الصبلة في الحضر كالسفر ركعتين) كعن عمر‪[( :‬فرضت]صبلة الجمعة ركعتين‪ ،‬كصبلة‬
‫السفر ركعتين تماما غير قصر على لساف نبيكم)‪( .‬زىور) ) كإنما المراد أنو يجب االقتصار على اثنتين‪،‬‬
‫ال يزاد عليهما‪ ،‬لكن جرينا على المجاز الذم اعتيد في عبارات أىل المذىب‪.‬‬
‫كقاؿ الناصر‪ ) (،‬كاإلماـ يحي‪ .‬ذكره في البحر‪ ) .‬كالشافعي‪ :‬إف القصر رخصة‪ ،‬كالتماـ أفضل( ) ما لم‬
‫يتضيق الوقت كجب القصر عندىم‪.) .‬‬

‫(‪)409/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ثم بين عليو السبلـ شركط صحة القصر عندنا‪ ،‬كىي ثبلثة‪ ،‬بقولو‪ :‬يجب القصر (على من تعدل ميل‬
‫بلده) ( ) كالميل من السور إف كاف‪ ،‬كإف لم يكن ػ فإف كانت متصلة ػ فمن أطرؼ بيت فيها‪ ،‬كإف كانت‬
‫متفرقة زائدا على الفرج المعتادة في العرؼ‪ ،‬كالسوؽ‪ ،‬كالميداف فمن جنب بيتو‪ .‬ك(قرز) كمثلو عن‬
‫الشكايدم‪ ،‬كظاىر األزىار في قولو‪ :‬ميل بلده خبلفو‪ )*( .‬بكلية بدنو‪( .‬قرز) (*) قبل التضيق‪ )*( .‬أك‬
‫بلد إقامتو‪( .‬قرز) (*) حكاه اإلماـ المهدم عن الهادم عليهما السبلـ‪ ،‬قاؿ‪ :‬ألنو ال يصير مسافرا إال‬
‫بالخركج عن البلد‪ ،‬كلما ركاه أنس قاؿ‪( :‬صليت مع رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم الظهر بالمدينة‬
‫أربعا‪ ،‬كخرج يريد مكة فصلى بذم الحليفة ركعتين) أخرجو البخارم‪ ،‬كمسلم‪ ،‬كأبو داكد‪ ،‬كالترمذم‪،‬‬
‫كالنسائي‪ .‬كفي الشفا (كاف صلى اهلل عليو كآلو كسلم إذا خرج سار فرسخا‪ ،‬ثم قصر) كفيو (يقصر‬
‫المسافر إذا صار بحيث يتوارل عنو بيوت أىلو) ذكره الهادم عليو السبلـ‪ ،‬كذكر الهادم عليو السبلـ‬
‫أنو مركم عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كقدره يحيى عليو السبلـ في ذلك ميبل أك نحوه‪( .‬من‬
‫ضياء ذكم األبصار) (*) فلو عزـ على دكف المسافة‪ ،‬ثم عزـ منو على مثلو‪ ،‬ثم كذلك ػ لم يقصر‪ ،‬كلو‬
‫كثر إال في رجوعو‪( .‬بياف) [حيث لو كطن كبينو كبينو بريد‪ ،‬ككذا إذا قصد مسافتو مطلقا‪( .‬قرز) ] (*)‬
‫كلو أحد العشرة المتكرر سيرىم‪( .‬ىداية) كيجمعهم قولو‪:‬‬
‫ىم المبلح كالجماؿ كالصياد كالراعي ***مكارم(‪ )0‬أمير باد (‪)7‬مضيع آبق ساعي‬

‫(‪)432/0‬‬

‫_____________________________‬

‫[كالساعي ىو الساعي في األرض فسادا‪( .‬شفاء) ] قاؿ الناصر‪ :‬كال قصر على ىؤالء‪ ،‬كاحتج في كتابو‬
‫الكبير‪ ،‬بقوؿ علي عليو السبلـ‪( :‬ال قصر على عشرة) الحديث‪ .‬قاؿ األخواف‪ :‬كىو حديث ضعيف‪،‬‬
‫كإذا صح فهو متأكؿ على أف سيرىم دكف بريد؛ ألف القصر يتعلق بالشرائط‪ ،‬ال باألشخاص‪ ،‬فحيثما‬
‫كجدت كجد‪ ،‬كحيث ال فبل‪( .‬شرح الهداية) (‪ [ )7‬مضيع‪ :‬صاحب الضياع يدكر في ضياعة يعمرىا‪.‬‬
‫(شفاء) ] (‪ [ )0‬المكارم الذم يستأجر على الحمل‪ .‬كالجماؿ‪ :‬الذم يكرم جملة كيسير معو‪،‬‬
‫كالمبلح‪ :‬صاحب السفينة‪( .‬بستاف) ] كالبادم‪ :‬من انتجع ماء المطر‪( .‬شفاء) ) فبل يصح القصر ممن‬
‫أراد السفر حتى يخرج من ميل بلده‪ ) (،‬سواء كاف كطنا‪ ،‬أك دار إقامة‪( .‬قرز) ) كىذا ىو (الشرط‬
‫األكؿ) كاختلف أىل المذىب من أين يكوف ابتداء الميل‪ .‬فقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كأشار إليو في الشرح‪:‬‬
‫إنو يكوف من عمراف البلد ( ) قاؿ أبو مضر‪ :‬إذا كاف بعض البلد خرابا فهو من جملتها‪ ،‬ال بالبساتين‬
‫كنحوىا‪( .‬رياض) كالمراد إذا كاف الخراب مرجوا‪ ،‬ال مأيوسا‪( .‬بحر معنى) ك(قرز) ألف ذلك كالبساتين‪.‬‬
‫ك(قرز) (*) السور‪ ،‬أك آخر بيت في البلد‪( .‬حثيث) قز (*)عمراف‪ :‬بضم العين‪ ،‬كسكوف الميم‪ ،) .‬كعن‬
‫القاضي جعفر من باب بيتو‪.‬‬

‫(‪)437/0‬‬

‫_____________________________‬

‫الشرط الثاني‪ :‬أف يكوف خركجو من ميل بلده (مريدا) ( ) (مسألة) من أراد السفر إلى بلد بعيد‪ ،‬كالقرل‬
‫متصلة(‪ )7‬في طريقو‪ .‬فقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ال يقصر‪ .‬كقاؿ القاضي جعفر‪ ،‬كالسيد يحيى بن الحسين‪:‬‬
‫يقصر على قوؿ الهدكية(‪( .)0‬بياف بلفظو‪[ )728/7‬من غير فرؽ بين أف يكوف بين كل قريتين دكف ميل‬
‫أك أكثر؛ إذ العبرة بالتسمية ال باتصاؿ القرل كانفصالها‪ .‬ك(قرز)] (‪ )7‬كالمتصل ىو الذم يكوف بين‬
‫القريتين دكف ميل‪ .‬ذكره المنصور باهلل‪ ،‬كالفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪) .‬بياف( (‪ )0‬قاؿ الفقيو يوسف‪:‬‬
‫ينظر في قوؿ الهدكية؛ ألنهم قد ذكركا أف المتصلة يكوف بينهما دكف ميل‪ ،‬كالمنفصلة أف يكوف بينهما‬
‫أكثر منو?‪( .‬زىور) كفي حاشية‪ :‬من غير فرؽ بين أف يكوف بين كل قريتين ميل أك أكثر؛ إذ العبرة‬
‫بالتسمية ال باتصاؿ القرل كانفصالها‪ ،‬كىو المقرر‪( .‬قرز) [انظر ىامش البياف ‪ )*( ]728/7‬ىذا بناء‬
‫على األغلب ذكره في البحر‪ ،‬فلو أكره كحمل‪ ،‬كسار غير مريد السفر كجب عليو القصر؛ إذا غلب في‬
‫ظنو أنو ال خبلص لو في سفر البريد‪ ،‬كمثلو في البحر [ كلفظو‪ :‬قلت‪ :‬كيقصر األسير إف ظن ذىابهم بو‬
‫مسافة القصر‪( .‬بلفظو) (قرز) ](قرز) (*) إرادة مطلقة غير مشركطة‪ ) .‬سفرا‪ ،‬فلو خرج من الميل غير‬
‫مريد للسفر ( ) (فرع) فإذا جاكز الميل كلم يقصد السفر‪ ،‬ثم عزـ لم يقصر بمجرد العزـ حتى يمشي‪،‬‬
‫كلو قليبل كلو نقل القدـ؛ إذ ال يسمى مسافرا بمجرد نيتو‪ ،‬كال كجو العتبار الميل ىنا‪ ،‬كمثلو في‬
‫(الزىور) ك (البحر) ك (البياف) كلفظ (البياف‪( )726/7‬مسألة) إذا عزـ على دكف المسافة الخ‪ ) .‬لم‬
‫يقصر‪ ،‬كلو بعد‪.‬‬
‫قولو‪( :‬أم سفر) يعني‪ :‬سواء كاف في سفر طاعة أك معصية‪ ،‬كالباغي‪ ،‬كاآلبق‪ ،‬كسواء كاف في بر أك بحر‪،‬‬
‫لكن إذا سافر في البحر فبماذا يقدر ? فقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬يقدر مسافتو بتقدير أف لو كاف ظهر‬
‫الماء أرضا( ) لكاف بريدا‪ ،‬ك يكفي الظن‪( .‬قرز) )‪.‬‬

‫(‪)430/0‬‬

‫_____________________________‬
‫كقاؿ بعض فقهاء المؤيد باهلل‪ :‬يقدر بثبلثة أياـ من سير السفن ( ) يعني‪ :‬األغلب من سيرىا؛ لكثرة‬
‫التفاكت في المسير‪( .‬شرح بهراف) )‪ ،‬كيأتي على قوؿ الهادم عليو السبلـ أربعة أسباع يوـ‪ (،‬ػ ألف اليوـ‬
‫عنده في البر سبعة فراسخ كالبريد أربعة فراسخ‪( .‬بستاف) )‪.‬‬
‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إنو ال قصر في سفر المعصية؛ ألنو ال ترخيص مع العصياف بالسفر‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أف يكوف ذلك السفر الذم يريده (بريدا) ( ) البريد أربعة فراسخ‪ ،‬الفرسخ ثبلثة أمياؿ‪،‬‬
‫الميل ثبلثة آالؼ ذراع (‪ )7‬الذراع أربع كعشركف أصبعا‪ ،‬كقيل اثناف كثبلثوف أصبعا‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫ك(قرز) كقد نظمها (المقرم) في أبيات‪ :‬االصبع ست شعاير‪ ،‬الشعيرة ست شعرات من شعر ذنب‬
‫البرذكف‪( .‬زىور) مصفوفات بالعرض (‪)7‬بالذراع العمرل كىو قدر الذراع الحديد كسمي عمريا؛ ألف عمر‬
‫أمر أف يؤخذ ثلث ثبلثة أذرع صغير‪ ،‬ككبير‪ ،‬كمتوسط‪ ،‬كزاد عليها قبضة‪( .‬غيث) (*) كيعتبر بميل البلد‬
‫الخارج منها‪ ،‬ال الداخل إليها كركم عن (القاضي سعيد الهبل) ك(عامر) أنو يعتبر بو دخوال كخركجا‪،‬‬
‫كمثلو عن (المفتي) كمثلو في اللمع كعن (السحولي) ال يعتبر بو ال دخوال كال خركجا‪.‬‬
‫[قلت‪ :‬إذا كاف الذراع على ما قرره أىل المذىب اثناف كثبلثوف أصبعا‪ ،‬فالذراع ىو الذم يتعامل الناس‬
‫بو اليوـ في صعدة‪ ،‬كيسمونو ذراع الهادم‪ ،‬كمقداره ‪ 54‬سم‪ ،‬فالميل على ىذا يكوف ػ ‪ 7602‬مترا‪،‬‬
‫كالفرسخ ‪ 46862‬كم‪ ،‬كالبريد ‪796442‬كم‪ .‬كىذا ىو الموافق للمسافة بين مكة كعرفات فهي ال‬
‫تتعدل ىذه المسافة‪ ،‬فقد قصر المسلموف جميعا مع النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم في عرفات‪ ،‬كلم‬
‫يرك أنو قاؿ‪ :‬أتموا يا أىل مكة كما قاؿ في مكة‪ ،‬كأيضا المجمع عليو عند علماء أىل البيت عليهم‬
‫السبلـ بأنو يقصر في عرفات كما يأتي قريبا عن اإلماـ الهادم عليو السبلـ‪( .‬ىاشمي)]‬

‫(‪)433/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) كالعبرة بالذم يسار إليو‪ ،‬ال الهواء‪( .‬شرح فتح) (قرز) كمثلو في (البياف) كلفظو (مسألة) كالعبرة في‬
‫المسافة بالطريق ال بالهواء‪ ،‬كلو كاف لبلد طريقاف أحدىما بريد‪ ،‬كالثانية دكنو‪ ،‬كسار األطوؿ منهما ?‬
‫فقاؿ األزرقي‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬يقصر‪ .‬كقاؿ في الوافي‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬ال يقصر‪ .‬كقاؿ أبو مضر‪ ،‬كالفقيو‬
‫علي‪ :‬إف كاف يأتي لو غرض في سير األطوؿ منهما سول القصر قصر‪ ،‬كإف لم فبل‪ ،‬ككذا في الفطر إذا‬
‫ىو صائم فرضا‪ .‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬ككذا فيمن قصد بلدا دكف بريد‪ ،‬كىو عازـ على الرجوع منها في‬
‫طريق أخرل يأتي مجموعهما بريدا فصاعدا‪ ،‬كبينهما قدر ميل فما فوؽ‪ .‬كقيل السيد يحيى بن الحسين‪:‬‬
‫إنو يتم كفاقا‪( .‬بياف بلفظو‪ ) )728/7‬فصاعدا‪ ،‬فبل يقصر في دكف ذلك( ) لما ذكره الهادم عليو‬
‫السبلـ في أثناء أبواب الحج من كتاب األحكاـ‪ ،‬من أنو من خرج من أىل مكة أك غيرىم إلى عرفات‬
‫قصر الصبلة‪ ،‬قاؿ‪ :‬كذلك المجمع عليو عند علماء آؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كقاؿ الهادم‬
‫أيضا في كتاب الصبلة‪ :‬إذا عزـ المسافر على سفر بريد‪ ،‬فهو اثنا عشر ميبل قصر حين يخرج من منزلو‪،‬‬
‫كيتوارل عن بيوت أىلو‪ ،‬قاؿ‪ :‬حدثني أبي عن أبيو أنو قاؿ‪ :‬أحسن ما سمعنا في القصر من القوؿ قوؿ‬
‫األكثر من آؿ الرسوؿ أنهم قالوا‪ :‬في بريد‪ ،‬كالبريد أربعة فراسخ‪ ،‬بالميل األكؿ‪ ،‬ككذلك يقصر أىل مكة‬
‫بخركجهم إلى الجبل‪ ) .‬فمتى كملت ىذه الشركط الثبلثة كجب القصر‪ ،‬كصح‪ ،‬كمتى اختل أحدىا لم‬
‫يصح‪ ،‬كاعتبار البريد ىو قوؿ الباقر( ) حجتهم أف النبي صلى اهلل عليو كآلو قصر من مكة إلى الجبل‬
‫كىو بريد‪( .‬بحر) )‪ ،‬كالصادؽ‪ ،‬كأحمد بن عيسى‪ ،‬كالقاسم‪ ،‬كالهادم‪ ،‬كالمنصور باهلل( ) ركم عن علي‬
‫عليو السبلـ (أقل السفر بريد) ذكره في (المنهاج)‪.) .‬‬

‫(‪)434/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كاألخواف‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬إف مسافة القصر ثبلثة أياـ‪ ،‬فقدرىا المؤيد باهلل‬
‫بإحدل كعشرين فرسخا( ) فالبريد عنده أربعة أسباع يوـ‪ ،) .‬كأبو طالب بثمانية عشر( ) كالبريد ثلثا يوـ‬
‫(*) ألف أبا حنيفة يجعل كل يوـ ثمانية فراسخ‪ ،‬فيكوف البريد نصف يوـ‪ ،‬كالمؤيد باهلل سبعة فراسخ‬
‫فيكوف أربعة أسباع يوـ‪ .‬كأبو طالب ستة فيكوف ثلثي يوـ‪( .‬شرح فتح) )‪ ،‬كأبو حنيفة بأربعة كعشرين( )‬
‫كقاؿ داكد‪ :‬ما يسمى سفرا‪ ،‬قل أـ كثر‪.) .‬‬
‫(نعم) فمتى خرج( ) كىذا تصريح اإلماـ عليو السبلـ بأف ميل البلد ال يعتد بو من جملة البريد‪ ،‬كسيأتي‬
‫[ في ألفاظ الشرح مثل ىذا‪( .‬جربي) ك(الشامي) فيتأمل ] ) من ميل بلده مريدا سفر البريد لم يزؿ‬
‫يقصر (حتى) يتفق لو أحد ثبلثة أمور( ) كالرابع‪ :‬رفض السفر‪ ،‬كما يأتي في قولو‪" :‬كمن قصر" الخ‪) .‬‬
‫فمتى اتفق لو أحدىا صلى تماما‪ .‬أحدىا‪ :‬أف (يدخلو ( ) لكن لو لم يبق من الوقت إال ما يتسع ألربع‬
‫ركعات لم يجز دخوؿ الميل حتى يصلي؛ ألنو قد تضيق عليو فعلها‪ ،‬فإف عصا كدخل فات الظهر‪ ،‬لكن‬
‫يقضيو قصرا‪ ،‬كيصلي العصر تماما‪ ،‬كال يلزمو الخركج في العكس‪( .‬بياف) إذ ال يجب على اإلنساف أف‬
‫يعرض نفسو للواجب‪ ،‬كعن الفقيو علي[ قوم ] يجب أف يبتدئ السفر؛ لئبل يفسق؛ ألف دفع الضرر‬
‫عن النفس كاجب‪( .‬بستاف) (*) بكلية بدنو‪( .‬قرر) كقيل‪ :‬بأكثره‪ ) .‬أم‪ :‬يدخل ميل بلده راجعا‪ ،‬فمتى‬
‫دخلو صلى تماما (مطلقا) أم‪ :‬كلو ردتو الريح حتى دخل ميل البلد بكره منو‪ ،‬كأدركتو الصبلة قبل‬
‫الخركج من الميل فإنو يصلي تماما‪.‬‬
‫كاألمر الثاني‪ :‬مما يصير بو المسافر مقيما فيتم ػ قولو‪( :‬أك يتعدل) كقوفو (في أم موضع شهرا)( ) قيل‪:‬‬
‫كالفرؽ بين ىذا كبين قولو‪" :‬أك لو تردد" أف في ىذا عزـ على النهوض‪ ،‬لكن عرض ما يثبطو‪ ،‬بخبلؼ ما‬
‫سيأتي فلم يعزـ على النهوض قبل مضى عشرة أياـ ػ كاهلل أعلم‪ .‬كفي الفرؽ دقة‪.‬‬

‫(‪)435/0‬‬
‫_____________________________‬

‫(*) (فائدة) قاؿ الفقيو حسن‪ :‬من طالبو اإلماـ بالنهوض كلم ينهض لم تجزه صبلتو إال في آخر الوقت‬
‫ككذا العبد اآلبق‪ ،‬كالمرأة الناشزة‪ ،‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬ىو محتمل فيهما من حيث إف لهما الصبلة في‬
‫أكؿ الوقت‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬بل قوؿ الفقيو حسن أقرب‪ .‬عليهم السبلـ ذلك في شرحو‪( .‬نجرم)‬
‫(*) من الوقت إلى الوقت‪ .‬كفي حاشية‪ :‬فإف كاف في كسط الشهر فالعبرة بالعدد ال باألىلة‪ .‬ك(قرز)‪.‬‬
‫(*) قيل‪ :‬بشرط أف ال يكوف قد خرج من ميل الموضع في جميع الشهر‪ ،‬فإف خرج لم يعتد بما قبل‬
‫الخركج‪.‬‬

‫(‪)436/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) كالميل‪( .‬غيث) كقيل‪ :‬ال؛ إذ أصلو السفر‪ ،‬كمثلو عن (القاضي عامر)‪ )*( .‬ماذا يقاؿ فيمن كصل‬
‫إلى بلد كلم ينو اإلقامة عشرا‪ ،‬بل بقي مترددا‪ ،‬فلما تم لو خمسة عشر يوما‪ ،‬أك أقل أك أكثر خرج إلى‬
‫الميل‪ ،‬ال بنية إضرابو عن الرجوع إلى ذلك البلد‪ ،‬ثم رجع إليها‪ ،‬ىل إذا بقي خمس عشر يوما يحسبها‬
‫إلى األكلى‪ ،‬كيصدؽ عليو قولو‪" :‬أك يتعدل في أم موضع شهرا" كيتم صبلتو ? أك يقاؿ‪ :‬مع خركجو من‬
‫الميل قد بطلت الخمس عشر يوـ األكلة‪ ،‬كال بد أف يعزـ على إقامة عشر‪ ،‬أك يتم لو شهر في ذلك‬
‫البلد لم يخرج منو عن ميلو‪ ،‬كمهما خرج عن ميلو قصر‪ ،‬كلو عاد إليو ?قيل‪ :‬بعد أف خرج إلى ميلو‪ ،‬كلو‬
‫عزـ على العود إليو فيقصر‪ ،‬فكل ما خرج عن ميلو كعاد إليو فقد بطلت األياـ األكلة‪ ،‬فبل يحتسب بها‪،‬‬
‫كقرره السيد العبلمو (الحسن بن محمد التهامي) كىو أحد االحتمالين في البحر‪( .‬قرز) (*) لما ركاه‬
‫جعفر الصادؽ عن آبائو‪ ،‬عن علي عليهم السبلـ أنو قاؿ‪( :‬يتم الذم يقيم عشرا‪ ،‬كالذم يقوؿ‪ :‬اليوـ‬
‫أخرج‪ ،‬غدا أخرج‪ ،‬يقصر شهرا) حكى ذلك في (الشفاء) كىو في (أصوؿ األحكاـ) ك (شرح التجريد)‪.‬‬
‫) يعني‪ :‬إذا كقف في جهة حاؿ سفره‪ ،‬كفي عزمو النهوض منها قبل مضي عشرة أياـ لكنو يقوؿ‪ :‬أخرج‬
‫اليوـ‪ ،‬غدا أخرج‪ ،‬فيعرض لو ما يثبطو‪ ،‬فإنو عندنا ال يزاؿ يقصر حتى يتعدل شهرا‪ ،‬كمتى زاد على‬
‫الشهر أتم كلو عزمو النهوض( ) فقد صار عندنا مقيما لتعدم الشهر‪( .‬غيث بلفظو) فيميل‪ .‬كعن‬
‫(القاضي عامر) بنقل القدـ؛ ألف أصلو السفر؛ إذ لم يكن لها حكم دار اإلقامة إال في التماـ‪ ،‬كمثلو عن‬
‫(الهبل)‪ ) .‬في الحاؿ‪ ،‬ىذا مذىب أىل البيت ( ) كىو مركم عن علي عليو السبلـ‪ ) .‬عليهم السبلـ‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬بل يقصر أبدا ما داـ كذلك‪.‬‬

‫(‪)437/0‬‬

‫_____________________________‬
‫األمر الثالث‪ :‬مما يصير بو المسافر مقيما فيتم ػ قولو‪( :‬أك يعزـ) المسافر (ىو أك من يريد) ذلك‬
‫المسافر (لزامو على إقامة عشر ( ) فلو عزـ على إقامة العشر إال أف تسير القافلة أك نحو ذلك ػ فليس‬
‫بعزـ‪ ،‬فيقصر‪( .‬نجرم)‬
‫(*) مع اتفاؽ المذىب في قدر اإلقامة‪ ،‬كالموضع‪ ،‬المسافة‪( .‬قرز)‬
‫(*) ىذا الكبلـ في لزكـ السفر كاإلقامة‪ ،‬فأما في المذىب فبل يلزـ المتابع العمل بمذىب المتبوع لو‬
‫اختلف مذىبهما في المدة التي يصبر بها مقيما بنية إقامتها‪ ،‬كفي سفر المسافة التي يلزـ فيها القصر‪،‬‬
‫بل يعمل بمذىبو‪( .‬صعيترم) (قرز) ككذا أيضا ال يكوف حكم المبلزـ حكم المبلزـ إال في غير الوطن‪،‬‬
‫ال فيو‪ ،‬فبل يكوف حكمو فيو حكمو‪ ،‬بل يقصر‪ .‬ك(قرز) من الوقت إلى الوقت‪( .‬كواكب) ك(بياف‬
‫بلفظو‪( )727/7‬قرز)‬
‫(*) لما ذكره في الحامع الكافي ػ قاؿ القاسم عليو السبلـ في ركابة داكد عنو‪( :‬أجمع أىل البيت عليهم‬
‫السبلـ على أف المسافر إذا نول إقامة عشرة أياـ أتم الصبلة ) كما ركاه المؤيد باهلل عليو السبلـ في‬
‫شرح التجريد عن علي عليو السبلـ قاؿ‪( :‬إذا أقمت عشرا أتم الصبلة) كىو في أصوؿ األحكاـ‪،‬‬
‫ك(الشفاء) كفي مجموع زيد بن علي عليهما السبلـ‪ ،‬عن علي عليو السبلـ قاؿ‪( :‬إذا قدمت بلدا‬
‫فأزمعت على إقامة عشر فأتم)‪( .‬من ضياء ذكم األبصار) )‪ .‬كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬خمسة عشر يوما‪ .‬كقاؿ‬
‫مالك‪ ،‬كالشافعي‪ :‬أربعة أياـ كوامل غير يوـ الدخوؿ كالخركج‪.‬‬
‫(نعم) فمتى عزـ ىو أك من ىو تابع لو في سفره في إقامة العشر أتم‪ ،‬كلو كانت اإلقامة (في أم موضع)‬
‫سواء كاف برا أك بحرا‪ .‬كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال إقامة إال في البنياف‪.‬‬
‫قيل‪ ) (:‬ىو ألبي حنيفة‪ ) .‬كال في دار الحرب إذا حاصره الكفار‪ ،‬كعلى الجملة أف المسافر إذا صار‬
‫في جهة غير كطنو‪ ،‬كنول إقامة عشرة أياـ فصاعدا فإنو يصير بذلك مقيما فيتم‪.‬‬

‫(‪)438/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ككذلك إذا نول غيره ممن سفره تابع لسفره إقامة عشر صار التابع مقيما بإقامة المتبوع( ) مع اتفاؽ‬
‫المدىب‪( .‬قرز) (*) فإف التبس على التابع‪ ،‬ففرضو السؤاؿ لمتبوعو ندبا‪ ،‬كإال عمل بظنو‪( .‬قرز) فإف لم‬
‫يحصل لو ظن فحكمو حكم المتردد‪ ،‬يقصر إلى شهر‪( .‬قرز) ) كذلك كالعسكر مع السلطاف‪ ،‬كالعبد مع‬
‫سيده( ) فلو كاف العبد بين اثنين فسافرا بو‪ ،‬ثم كصبل إلى موضع فنول أحدىما اإلقامة‪ ،‬كاآلخر لم‬
‫ينوىا ? فلعلو يقاؿ‪ :‬يقصر ألف أصلو السفر‪ .‬كقيل‪ :‬يخير بين القصر كالتماـ‪( .‬مفتي) كالمقرر أف العبرة‬
‫بنية العبد في سفره كإقامتو‪ ،‬كفي دخولو كطن أحد السيدين يكوف حكمو حكم المتردد‪ ،‬كيقصر إلى‬
‫شهر‪ ،‬ذكر معناه (السحولي) كقيل‪ :‬العبرة بمن كاف معو‪ ،‬فإف كاف مع المسافر قصر‪ ،‬كإف كاف مع المقيم‬
‫أتم‪ ،‬كىو ظاىر الشرح‪ ،) .‬كالمرأة مع زكجها( ) كالزكج مع زكجتو في سفر الحج‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬إال في‬
‫حجها الفرض‪ ،‬فحكمها في ذلك حكم نفسها‪ ،‬مع كجود المحرـ‪ ،‬كإذا استأجرت زكجها كاف حكمو‬
‫حكمها‪ .‬ك(قرز) )‪ ،‬كاألجير الخاص مع المستأجر( ) كالمشترؾ؛ إذ العبرة بالعزـ‪( .‬قرز) (*)‬
‫كالمبلزـ‪:‬بالفتح‪ ،) .‬كالمبلزـ بقضاء الدين حيث ألزمو الحاكم أف ال يفارؽ غريمو( ) فيكوف من عليو‬
‫الدين تبعا لمن لو الدين‪( .‬كواكب) (*) كالمبلزـ‪:‬بالكسر‪ ) .‬حتى يوفيو‪ ،‬كالمبلزـ أيضا حيث حلف أك‬
‫عزـ ( ) ال حكم للحلف كحده‪ ،‬كإنما يعتبر بالعزـ‪ ) .‬أف ال يفارؽ غريمو حتى يقضيو‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬المبلزـ بالفتح يكوف حكمو حكم المبلزـ بالكسر قبل حكم‬
‫الحاكم‪ ،‬إذا سار إلى الحاكم‪ ،‬كبعد الحكم العكس( ) ألف صاحب الدين يقوـ لطلب حقو‪ )*( .‬قبل‬
‫حكم الحاكم؛ ألنو يجب إجابة الدعول‪.) .‬‬

‫(‪)439/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا حيث كاف التابع في عزمو مبلزمة المتبوع( ) بنى اإلماـ عليو السبلـ أف‬
‫العبرة بالعزـ بالمبلزمة‪ ،‬كما ىو ظاىر األزىار‪ ) .‬في إقامتو كسفره‪ ،‬كسواء كاف المتبوع ممن تجب طاعتو(‬
‫) كاإلماـ كالزكج‪ ) .‬أـ تجب مخالفتو( ) كالسلطاف الجائر‪.) .‬‬
‫(أك) عزـ على إقامة العشر في (موضعين)( ) أك مواضع‪( .‬قرز) ) متقاربين‪ ،‬كالقرب أف يكوف (بينهما‬
‫دكف ميل)( ) قيل‪ :‬إذا عزـ على الوقوؼ في طرؼ الموضعين‪ ،‬كبين الطرفين ميل فصاعدا قصر‪ ،‬كلو بين‬
‫أكلهما دكف ميل‪ .‬قاؿ (النجرم)‪ :‬كظاىر الكتاب خبلفو‪ )) .‬فإنو يتم‪ ،‬كال يضر تنقلو في خبلؿ العشر‬
‫بين الموضعين المتقاربين؛ ألنهما في حكم الموضع الواحد؛ لكوف الميل يجمعهما( ) فيتم صبلتو كال‬
‫يقصر‪ ) .‬فأما لو كاف بينهما ميل فصاعدا فهما متباعداف‪ ،‬فبل تنفع نية اإلقامة فيهما( ) فيقصر صبلتو‬
‫إلى شهر‪ ) .‬في قطع حكم السفر‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كال بد أف تكوف ىذه العشرة األياـ متصلة( ) يعني‪ :‬بالنيو‪( .‬قرز) ) فلو عزـ مسافر‬
‫على إقامة في موضع سنة أك أكثر‪ ،‬على أف يخرج في كل عشرة أياـ إلى موضع خارج( ) كخرج‪ ) .‬من‬
‫ميل البلد لزيارة رحم‪ ،‬أك لقضاء حوائجو من سوؽ أك نحوه فيحتمل( ) قوم‪( .‬مجاىد) كىو ظاىر‬
‫األزىار‪ ) .‬أف يقاؿ‪ :‬ال يزاؿ يقصر ؛ ألنو لم ينو إقامة عشرة أياـ متصلة‪ ،‬كيحتمل [قول] أف يقاؿ‪ :‬يتم (‬
‫) كقواه (المفتي) ك(حثيث) كقواه في البحر‪ ،‬ك(األثمار) كاختاره المؤيد باهلل محمد بن القاسم‪ ،‬كالمتوكل‬
‫على اهلل‪ ،‬ككثير من المشايخ‪ ) .‬ألف مثل ىذه األمور يفعلها المقيم‪ ،‬كأيضا فإنو ال يسمى مسافرا( ) ال‬
‫لغة‪ ،‬كال عرفا‪( .‬ىامش بياف) )‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا أقرب‪.‬‬

‫(‪)442/0‬‬
‫_____________________________‬

‫(كلو) عرض لو العزـ على اإلقامة بعد دخولو (في الصبلة ( ) فإف كاف إماما بمسافر‪ ،‬فيعزؿ المؤتم‬
‫صبلتو‪ ،‬كيفرؽ بين ىذا كبين ما تقدـ أف دخولو ىنا صحيح فليس كمن صلى خلف مقيم في األكلتين‪.‬‬
‫(مفتي)(‪ )7‬كقرره المتوكل عليو السبلـ‪ ،‬كقرره؛ ألنو يعتبر اإلنتهاء‪ ،‬كقد تقدـ نظيره للهبل في قولو‪:‬‬
‫"كمتى اختل قبل فراغها"‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬كيسلم على اثنتين نفبل‪ ،‬كيصلي معو في الثبلثة إف أحب‪ ،‬كإال‬
‫بطلت‪( .‬قرز) (‪ )7‬كقيل‪ :‬تبطل لخركجو قبل اإلماـ‪( .‬شامي) [كقرره المتوكل على اهلل عليو السبلـ‪.‬‬
‫(قرز)] ) كقد نول القصر) فإنو يتمها أربعا‪ ،‬كيبني على ما قد فعل ذكره أبو طالب‪ .‬كقاؿ أبو العباس‪ :‬بل‬
‫يستأنفها بنية التماـ( ) كفرؽ بين ىذا كبين صبلة الجمعة إذا تفرؽ الناس‪ ،‬فقاؿ في ذلك‪ :‬إنو يبني‪،‬‬
‫كالفرؽ أف الظهر كالجمعة كالصبلة الواحدة‪( .‬زىور) كقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬الجواب أف‬
‫الجمعة إذا فاتت قضاىا أربعا‪ ،‬فيصح البناء‪ ،‬كىنا إذا فاتت الصبلة قضاىا اثنتين‪( .‬كشلي) )‪.‬‬
‫ك (ال) يصح (العكس) من ىذه الصورة‪ ،‬كىو أف يدخل في الصبلة تماما بعد أف نول اإلقامة‪ ،‬ثم يعرض‬
‫لو بعد الدخوؿ في الصبلة العزـ على النهوض‪ ،‬كترؾ اإلقامة فإنو ال تأثير لنيتو ىهنا فبل يقصر‪ ،‬بل يتمها‬
‫على ما قد نواه أكال؛ ألنو ال بد من الخركج من الميل مع عزـ السفر‪.‬‬

‫(‪)447/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(غالبا) احترازا مما لو عزـ على السفر حاؿ الصبلة‪ ،‬كىو في سفينة فسارت بو حتى خرجت من الميل‪،‬‬
‫كىو في الصبلة فإنو يقصر( ) كىكذا من نول التماـ جاىبل فإنو يقتصر على ركعتين‪( .‬بحر) (قرز) (*)‬
‫(فائدة) ما حكم الصغير‪ ،‬كالمجنوف‪ ،‬كالحائض لو خرجوا إلى جهة البريد‪ ،‬ثم لما توسطوا الجهة بلغ‬
‫الصغير‪ ،‬كعقل المجنوف‪ ،‬كطهرت الحائض‪ ،‬ىل يقصركا‪ ،‬أك يتموا ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬لم أقف في ذلك‬
‫على نص‪ ،‬كاألقرب عندم أنهم مخنلفوف في الحكم‪ ،‬فالمجنوف يتم صبلتو؛ ألنو لم يحصل لو العزـ‬
‫على سفر البريد‪ ،‬ككذلك الصغير الذم ال يعقل‪ ،‬كأما المميز كالحائض فيقصراف لحصوؿ العزـ على‬
‫سفر البريد منهما‪ ،‬فافهم‪( .‬نجرم) قاؿ في (السلوؾ) أما المميز فاألكلى أف يتم صبلتو؛ ألنو ال حكم‬
‫لنيتو قبل بلوغو‪( .‬تكميل) )‪.‬‬
‫قاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬إال أف يكوف قد صلى( ) ككذا من خرج من ميل بلده غير عازـ على‬
‫السفر‪ ،‬فلما دخل في الصبلة عزـ عليو فإنو إذا انتقل عن موضع العزـ بفعل يسير صار مسافرا شرعا‪،‬‬
‫فيقصر‪ ،‬ككذا من افتتح الصبلة طرؼ الميل مع عزمو سفر البريد فلما أحرـ بها خرج إلى خارج الميل‬
‫بفعل يسير‪ ،‬فإنو يقصر‪( .‬قرز) ) ثبلثا أتمها أربعا‪.‬‬

‫(‪)440/0‬‬
‫_____________________________‬

‫كعن الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬يقتصر على الثبلث‪ ،‬كتكوف الثالثة كالنافلة( ) األكلى أف تكوف كزيادة‬
‫الساىي؛ إذ النفل بركعة ال يصح‪ ،‬كعن إمامنا المتوكل‪ :‬أنها كالفريضة ألنو أتى بها في حاؿ كىي كاجبة‬
‫عليو‪ ،‬كأيضا فإنو يصح االئتماـ بو فيها‪ .‬ك(قرز)(*) ما يقاؿ‪ :‬لو كاف بعده مؤتم‪ ،‬كىي أكلة لو‪ ،‬أك ثانية‪،‬‬
‫ىل يعتد بها المؤتم مع كونها نافلو لئلماـ ? األقرب في ذلك‪ :‬أنو يعتد بها؛ ألنو صبلىا في حاؿ تصح‬
‫خلف من صبلىا بعده‪ ،‬فيعتد بها‪ ،‬كلو صارت نافلو لئلماـ [بل ىي كالفريضو كما ذكره المتوكل على اهلل‬
‫عليو السبلـ‪( .‬قرز)] فمصيرىا نافلة لئلماـ ال يمنع من االعتداد بها‪ ،‬كما لو بطلت صبلة اإلماـ فإنو‬
‫يعتد بما فعلو معو قبل الفساد‪( .‬تهامي) [كلعل األصح أنو ال يعتد بها؛ ألنها كاللغو‪( .‬مقصد‬
‫حسن)]يقاؿ‪ :‬إف فسدت صبلتو فهي الكل فريضو‪.) .‬‬
‫(أك لو) دخل بلدا ك (تردد)( ) قاؿ الفقيو علي‪ :‬ىي صور ثبلث‪ :‬ػ أحدىا‪ :‬أف يتردد في المجاكزة‬
‫كالعود‪ ،‬ففي ىذه يجب القصر اتفاقا‪ .‬الثانيو‪ :‬أف يتردد بين المجاكزة كبين اإلقامة كالعود‪ ،‬فبل يكوف‬
‫منتهى سفره‪ ،‬فيجب القصر كفاقا‪ .‬الثالثو‪ :‬أف يتردد بين اإلقامة كالعود‪ ،‬كيكوف منتهى سفره‪ ،‬في ىذه‬
‫محل الخبلؼ‪( .‬كشلي) فعلى المذىب يقصر‪( .‬قرز) ) ىل يخرج منو قبل مضى عشرة أياـ أك بعدىا ػ‬
‫فإنو يقصر( ) رجوعا إلى األصل الثاني؛ ألف األصل األكؿ قد تغير‪ ،‬كقد صار األصل قبل التردد ىو‬
‫السفر فيرجع إليو عند التردد‪ ،‬كىو األصح‪ )*( .‬إلى شهر‪( .‬قرز) ) ذكره المنصور باهلل‪ .‬كقاؿ االستاذ‪:‬‬
‫بل يتم ( ) ىذا رجوع إلى األصل األكؿ‪ ،‬كىو عدـ السفر‪ ،) .‬كيكوف ذلك منتهى سفره‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬مراده إذا كاف في األصل منتهى سفره‪ ،‬فأما لو كاف ناكيا مكانا أبعد منو لم‬
‫يكن ىذا منتهى سفره إجماعا فيقصر الصبلة‪.‬‬

‫(‪)443/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كرجح المتأخركف للمذىب قوؿ المنصور باهلل‪ :‬إنو يقصر( ) إلى شهر‪( .‬قرز) )‬
‫المتردد سواء كاف منتهى سفره أكال‪ ،‬كىو الذم اخترناه‪ ،‬كاعتمدناه في األزىار؛ ألف قولنا‪" :‬أك لو تردد"(‬
‫) أما لو تردد في األياب كالمجاكزة قصر كفاقا‪ .‬في (بياف) ابن معوضة‪ :‬كيجب البحث في األمارات‬
‫التي يحصل بها القطع على اإلقامة‪ ،‬كالخركج إذا تمكن‪ ،‬فلو كصل إلى اإلماـ أك غيره لقضاء حاجة‪،‬‬
‫كجهل متى تنقضي‪ ،‬فعليو أف يسألو لكم تنقضي حتى يعمل بحسبو‪ .‬كقرر ذلك موالنا عليو السبلـ‪ ،‬كبنى‬
‫عليو (بياف) ابن مظفر‪( .‬تكميل) كاألكلى أف يعمل بظنو‪ .‬ك(قرز) ) عطف على قولنا‪" :‬غالبا"( ) قاؿ‬
‫سيدنا يحيى حميد‪ :‬عطفو على معنى غالبا لم يعهد‪ ،‬كإال فالمعنى مستقيم‪.) .‬‬
‫فصل‬
‫(كإذا) ظن المصلي أف المسافة تقتضي القصر فصلى قاصرا‪ ،‬ثم (انكشف) ( ) أك بقي األمر ملتبسا‪.‬‬
‫(حاشية سحولي) ) لو بعد الفراغ (مقتضى التماـ كقد قصر) كىو أف ينكشف فيما ظنو بريدا أنو دكف‬
‫بريد ( ) ال لو ظن‪ ،‬أك التبس أنو مقتضى التماـ فبل يقضي؛ ألف الظن ال ينقض الظن‪ .‬قيل‪ :‬لعل ىذا بعد‬
‫الفراغ من الصبلة التي ىو فيها‪ ،‬ككذا المستقبلة فيصلي بالظن الثاني‪ .‬ك(قرز) )‪ ،‬فإذا علم ذلك (أعاد)‬
‫الصبلة (تماما) سواء كاف الوقت( ) ىذا إذا كاف سفره من دار الوطن‪ ،‬ال من دار اإلقامة فيعيد في‬
‫الوقت؛ ألف فيو خبلؼ األمير(‪ )7‬المؤيد‪ .‬كفائدة الخبلؼ تظهر بعد خركج الوقت‪ ،‬فيقضي إذا كاف من‬
‫دار الوطن‪ ،‬ال من دار اإلقامة؛ ألجل الخبلؼ‪( .‬قرز) (‪[ )7‬كما يأتي في قولو‪" :‬كال يقصر منو إال‬
‫لبريد"] (*)فإذا علم ذلك‪ ،‬أك أخبره عدؿ‪( .‬قرز) ) باقيا أـ قد خرج‪ ،‬لكنو إذا [كاف] قد خرج كاف‬
‫قضاء‪.‬‬

‫(‪)444/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ كتسميتنا لها إعادة مجاز (ال العكس) كىو حيث ظن أف المسافة دكف بريد فصلى‬
‫تماما‪ ،‬ثم انكشف أنها بريد فإنو ال يعيد قاصرا ( ) كالفرؽ أنو في األكلى لم يقل بدكف البريد أحد؛ إذ لم‬
‫يعتد بخبلؼ داكد‪ ،‬إال حيث ىو من أىل الثبلث‪ ،‬كانكشف دكنها‪ ،‬كفوؽ البريد فإنو مثل األخرل‪ .‬كقاؿ‬
‫اإلماـ في (البحر) قلت‪ :‬كانقضاء السفر بخركج الوقت الرتفاع الخطاب حينئذ‪( .‬شرح فتح) قلت‪:‬‬
‫كالقياس اإلعادة؛ ألف الخطاب باؽ‪ ،‬فيعيد تماما كالصبلة كبل صبلة‪( .‬مفتي) كمثلو في (الزىور) [‬
‫كصورتو أف يصل من سفر بريد فصاعدا حتى كصل قريبا من بلده‪ ،‬كظن أنو قد دخل ميل بلده فصلى‬
‫تماما‪ ،‬ثم انكشف أنو صلى قبل دخوؿ ميلها بعد أف كصل ميل بلده ? قاؿ عليو السبلـ في البحر‬
‫قلت‪ :‬كانقضاء السفر كخركج الوقت‪ ،‬فبل إعادة‪ .‬كقيل‪ :‬بل تجب اإلعادة في الوقت فقط‪( .‬زىور)‬
‫كيعيدىا تماما‪( .‬قرز) ] (*) قلت‪ :‬كانقضاء السفر كخركج الوقت الرتفاع الخطاب‪( .‬بحر) يحقق ذلك؛‬
‫إذ الخطاب باؽ لبقاء الوقت‪ ،‬كالصبلة األكلى غير صحيحو فيعيدىا تماما‪( .‬مفتي) (قرز) (*) ألف‬
‫خبلؼ من قاؿ دكف بريد قد انقرض‪ ،‬كإذا كاف ىذا المصلي ممن يرل أف القصر في الثبلث فانكشف‬
‫دكنها ففي الوقت فقط‪( .‬بحر) ) (إال) إذا انكشف لو الخطأ (في الوقت) كقد بقى منو ما يتسع لئلعادة‬
‫فإنو يعيد‪ ،‬ال إذا قد خرج الوقت فبل قضاء ألجل الخبلؼ( ) الناصر‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كاإلماـ يحيى عليو‬
‫السبلـ‪( .‬بحر) ) في أف القصر رخصة‪.‬‬

‫(‪)445/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(كمن قصر) الصبلة عند خركجو من الميل( ) ميل بلده‪ .‬كقيل‪ :‬موضع إقامتو الذم نول أنو يقيم فيو‬
‫عشرا‪( .‬قرز) ) مريدا لمسافرة بريد (ثم) أنو بعد الفراغ من الصبلة (رفض السفر لم يعد) ( ) فإف قلت‪:‬‬
‫الفرؽ بين ىذه الصورة‪ ،‬كبين من ظن أف المسافة بريدا فقصر‪ ،‬ثم انكشف أنها دكف بريد‪ ،‬فقلتم‪ :‬يعيد‬
‫ىنالك‪ ،‬كقلتم ىنا‪ :‬ال يعيد ? قلت‪ :‬الفرؽ بيتهما أنو حيث قصر ثم رفض السفر ػ قصر كقد حصل‬
‫موجب القصر‪ ،‬كىو العزـ على البريد‪ ،‬فصحت صبلتو‪ ،‬بخبلؼ من ظن المسافة بريدا فانكشف‬
‫النقصاف فإنما قصر‪ ،‬كعزمو متعلق بدكف البريد في نفس األمر‪ ،‬فلزمتو اإلعادة‪( .‬غيث لفظا)‬
‫(*) أما لو رفض بعد مجاكزة البريد فبل حكم لرفضو‪ ،‬ما لم ينو اإلقامة‪ .‬كالوالد حفظو اهلل يقرر عن‬
‫سيدنا (محمد المجاىد) أنو لو رفض بطل سفره‪ ،‬كلزمو اإلتماـ‪ ،‬كلو كاف الرفض بعد مجاكزة البريد‪،‬‬
‫كجعل ىذا رابعا لما يصير بو المسافر مقيما فيتم‪ ،‬ككبلـ األزىار يحتملو‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (*)‬
‫ذكره الفقيو يوسف‪ ،‬كصاحب الشامل‪ ،‬كىو قوؿ السيد يحيى بن الحسين‪ ،‬كالفقيهاف يحيى بن حسن‬
‫البحيبح كيوسف‪ .‬قاؿ في (الياقوتة)‪ :‬كىو مركم عن الهادم عليو السبلـ‪ ،‬كذلك ألف صبلتو أصلية‪.‬‬
‫(*) مفهومو أنو لم يكن قد صلى تماما فكاف اإلضراب سببا في التماـ‪ ،‬كىذا أمر رابع‪( .‬ينبعي) كىو‬
‫مقتضى التماـ غير الثبلثة األمور المتقدمة‪ .‬لفظ (الفتح كشرحو)‪ :‬كمن رفض السفر قبل البريد أتم ما ىو‬
‫فيو‪ ،‬كباألكلى ما لم يفعلو‪ .‬فأما بعد البريد فقد ثبت حكم السفر‪ ،‬كال تبطل إال بأحد الثبلثة المتقدمة‪.‬‬
‫(ىامش كابل) لعلو قبل الخركج من البريد‪ ،‬كما أفاده كبلـ شرح الفتح فتأمل‪.‬‬

‫(‪)446/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) (فائدة) لو دخل المسافر في صبلة كىو ظاف أف صبلتو أربعا‪ ،‬كنسي كونو مسافرا‪ ،‬فلما تم لو ثبلث‬
‫ركعات ذكر أف صبلتو ركعتاف قصرا‪ ،‬فإنها تفسد صبلتو؛ ألنو زاد ركعة عمدا‪ ،‬كال تكوف كزيادة الساىي‪.‬‬
‫(مفتي) بل كزيادة الساىي‪( .‬مفتي) فتأمل‪( .‬ىبل) (*) يقاؿ‪ :‬إال أف يكوف قد صلى بالتيمم متحريا‪ ،‬ثم‬
‫رفض السفر‪ ،‬ثم كجد الماء فإنو يعيدىا أربعا كما مر في التيمم‪( .‬قرز) ) ما قد صلى (كمن تردد في‬
‫البريد ( ) كلم يحصل لو ظن‪( .‬قرز) (*) كمن تردد في الميل حاؿ رجوعو قصر‪ ،‬كحاؿ سفره أتم‪ ) .‬أتم)‬
‫الصبلة‪ ،‬كلم يقصر‪.‬‬
‫(كاعلم) أف التردد على كجهين أحدىما‪ :‬أف يريد السفر إلى جهة معينة‪ ،‬كال يدرم ىل مسافتها بريد‪ ،‬أـ‬
‫أقل( ) كيكفي الظن في البريد‪( .‬قرز) ) بل يتردد في ذلك‪.‬‬

‫(‪)447/0‬‬

‫_____________________________‬
‫الوجو الثاني‪ :‬أف يخرج من بلده في طلب حاجة‪ ،‬كال يدرم ىل يجدىا في دكف البريد أـ في أكثر‪،‬‬
‫كليس لها جهة معينة فيفهم قدر المسافة‪ ،‬فحكمو في ىذين الوجهين أف يتم صبلتو‪ ،‬كال يقصر‪ ،‬فلو‬
‫قصر في الوجو األكؿ أعاد تماما في الوقت كبعده ‪ ،‬إال أف ينكشف لو أنو بريد أجزأه على قوؿ اإلنتهاء(‬
‫) كعلى قوؿ المؤيد باهلل‪ :‬يجزئو القصر إذا انكشف البريد‪ ،‬فأخذ لو من ىذا القوؿ أنو يقوؿ باإلنتهاء‪.‬‬
‫(غيث) )‪ ،‬كأما في الوجو الثاني فبل يزاؿ يتم( ) فإف قصر أعاد في الوقت كبعده [‪ .‬إذا كاف سفره من‬
‫الوطن ال من دار اإلقامو ألجل خبلؼ األمير المؤيد‪( .‬قرز)] (*) فإف قصر أعاد في الوقت كبعده‪) .‬‬
‫(كإف) عرؼ أنو قد (تعداه) أم‪ :‬تعدل البريد( ) ما لم يكن سفره من دار اإلقامة؛ إذ أصلو السفر فيقصر‬
‫[ قوم ]‪ .‬كظاىر األزىار ىنا‪ ،‬كفي قولو‪" :‬مريدا" عدـ الفرؽ‪ )*( .‬كأما السائح في األرض فإف كاف بنية‬
‫المعاش أينما حصل ػ كجب التماـ [ ال في رجوعو إذا كاف لو كطن ككاف بريدا‪( .‬قرز)] كإف كاف بنية‬
‫السياحة في األرض ػ كجب عليو القصر أبدا‪ ،‬ما لم ينو إقامة عشرة أياـ‪( .‬زىور) ك(قرز) (*) إال في‬
‫رجوعو‪( .‬بياف) [(قرز) حيث لو كطن‪ ،‬كإال أثم ما لم يقصد البريد قصر‪( .‬قرز)] ) (كالهائم) كطالب‬
‫الضالة‪ ،‬كغيرىما‪ ،‬كالهائم‪ :‬ىو الذاىب إلى غير مقصد( ) إال راجعا بريدا‪( .‬فتح) ) معين‪ ،‬فإنو ال يزاؿ‬
‫يتم صبلتو في حاؿ ىيامو‪ ،‬ما لم يعزـ على قطع مسافة البريد ( ) كىل يميل من موضعو مع العزـ‪ ،‬أك‬
‫يكفي مجرد العزـ ػ يأتي على الخبلؼ بين اإلماـ المهدم كالسيد يحيى بن الحسين‪ ،‬كالفقيو يحيى‬
‫البحيبح‪ .‬كعن (القاضي عامر)‪ :‬يكفي العزـ مع نقل القدـ‪( .‬قرز) )‬
‫[الوطن]‬
‫فصل‬

‫(‪)448/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كالوطن( ) كال يعترض بذكر لفظ المحدكد في الحد‪ .‬قاؿ عليو السبلـ ألف لفظ االستيطاف معلوـ من‬
‫اللغة ضركرة‪ ،‬كذلك ألف فهم االستيطاف ال يتوقف على فهم الوطن فافهم‪ )*( .‬فإف قيد ذلك بشرط‪،‬‬
‫نحو إف حصل لى في بلد كذا ما ىو كذا ككذا استوطنتها‪ ،‬أك إف ملكها إماـ عادؿ‪ ،‬أك نحو ذلك كاف‬
‫كطنا من عند حصوؿ الشرط‪( .‬غيث) كال بد من حصوؿ الشرط في دكف السنة‪ ،‬من كقت النية‪ .‬كلفظ‬
‫(الكواكب)‪ :‬كأما إذا نول استيطانو من بعد حصوؿ شرط‪ ،‬فإف كاف الشرط مجهوال لم يصر كطنا حتى‬
‫يحصل الشرط‪ ،‬كإف كاف الشرط كقتا معلوما ػ فإف كاف قدر سنة فما دكنها ػ صار كطنا من الحاؿ‪ ،‬كإف‬
‫كاف أكثر من سنة لم يصر كطنا حتى تكوف المدة سنة فما دكف‪ ،‬كىو باؽ على نيتو‪ .‬ذكر ذلك‬
‫المنصورباهلل‪( .‬لفظا) كفي األزىار‪ :‬بدكف سنة‪( .‬قرز) [كلفظ (البياف)‪ :‬كإف نول استيطاف بعد حصوؿ‬
‫شرط (‪ )7‬لم يصر كطنا حتى يحصل الشرط كىو باؽ على نيتو‪( .‬بلفظو) (قرز) ] (‪ [ )7‬معلوـ‪ ،‬كإف‬
‫كاف مجهوال لم يصر كطنا‪( .‬قرز) يعني‪ :‬لم يضرب‪( .‬قرز) ]‬
‫(*) كأما الوطن المستوطن آلباء الشخص مثبل كىو ساكن فيو فبل يحتاج إلى نية‪ ،‬بل ىو كطن‪ ،‬إال أف‬
‫يضرب عنو‪ ،‬كظاىر األزىار خبلفو‪( .‬قرز) (*) كسمي الوطن كطنا لتوطين النفس على اإلقامة‪( .‬من‬
‫حاشيو في مقامات الحريرم) ) كىو ما نول) المالك ألمره (استيطانو) أم‪ :‬أف يتخذه كطنا‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ ،‬كالفقيو حسن‪ ،‬كالفقيو يوسف‪ :‬كإنما يصير كطنا بشرط أف يعزـ على اللبث‬
‫فيو( ) ينظر ما الفرؽ على كبلـ الفقيو حسن بين ىذا كبين ما سيأتي في النكاح‪ .‬كركم (القاضي عامر)‬
‫عن الفقيو حسن‪ :‬أنو إذا نول مدة حياتو صح ? [ يقاؿ‪ :‬الفرؽ بينهما على أصل الفقيو حسن أف النكاح‬
‫يبطل بالموت‪ ،‬بخبلؼ الوطن فبل يبطل‪ ،‬كلهذا يحجج عنو من أقرب كطن إلى مكة‪( .‬سماع سيدنا عبد‬
‫اهلل بن أحمد المجاىد رحمو اهلل) ) أبدا غير مقيد االنتهاء ( ) كلو بالموت‪ ،‬كال يصح‪.) .‬‬

‫(‪)449/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬ككذا إذا نول مدة ال يعيش أكثر منها‪.‬‬
‫كفى (الركضة)( ) (ركضة المذحجي) ) عن المنصور باهلل‪ ،‬كقواه الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬أقل‬
‫االستيطاف سنة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كقولنا‪" :‬المالك ألمره" احتراز من العبد كالصبى( ) ككذا الزكجة‪ .‬كعن (المفتي)‬
‫يصح استيطانها؛ ألنها مالكو ألمرىا‪ )*( .‬كأما المكاتب إذا استوطن ثم نفذ عنقو‪ ،‬ىل تكفي نية‬
‫االستيطاف األكلى ?‪( .‬سحولي لفظا) في بعض الحواشى‪ :‬ال يصح استيطانو؛ ألنو غير مالك ألمره‪ ،‬كألنو‬
‫ال يتبعض‪( .‬قرز)(*) كلو مأذكنين‪ ،‬كمثلو في (حاشية سحولي)‪( .‬قرز) ) كالمجنوف فإنو ال حكم‬
‫الستيطانهم( ) ككذا ال يصير كطن السيد للعبد كطنا‪( .‬قرز) ) كلو نوكه؛ ألنهم غير مالكين ألمرىم‪.‬‬
‫(كلو) نول أنو يستوطنو (في) زماف (مستقبل)( ) إذا نول أنو مستوطن ىذا البلد في كل سنة يوما صارت‬
‫كطنا‪( .‬ذكره في تعليق الزيادات للفقيو يوسف) (قرز) كرجح موالنا عليو السبلـ أنو ال يكوف كطنا‪ ،‬كإنما‬
‫يكوف دار إقامة‪ ،‬كلعلو يفهم من إطبلؽ عبارة األزىار‪ ،‬كعبارة األثمار‪" :‬نول استيطانو من غير حد"‪.‬‬
‫(تكميل) ) نحو أف يقوؿ‪ :‬عزمت( ) األكلى أف يقوؿ‪ :‬استوطنت بلد فبلف بعد شهرين؛ ألف العبارة توىم‬
‫أنو عازـ كلما يفعل‪( .‬شامي) ) على أني استوطن بلد فبلف بعد مضي شهرين من كقتي ىذا أك أكثر ػ فإنو‬
‫يصير كطنا بهذا العزـ ( ) من الحاؿ‪ ،‬كال عبرة بمضي ما قيد بو‪( .‬بياف) (قرز) )‪ ،‬كتتبعو أحكاـ الوطن‪.‬‬

‫(‪)452/0‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ المنصور باهلل‪ :‬بشرط أف يكوف ذلك الزماف الذم كقت بمضيو مقدرا (بدكف سنة (( ) المراد سنة‬
‫فما دكف‪( .‬بحر) ك(بياف) ك(كواكب) [ كظاىر األزىار خبلفو‪( .‬قرز)] (*) كما قاؿ عليو السبلـ‪" :‬يعلم‬
‫المستأمن الحربى أنو إف زاد على السنة منع الخركج كصار ذميا"‪ .‬مما يصلح أف يكوف علة بهذا القيد ما‬
‫فهم من تبريو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ممن أقاـ في دار الحرب سنة‪ ،‬لما فيو من الداللة على أف‬
‫اإلضراب من المكاف فوؽ ذلك يخرج المضرب عن أف يكوف من أىل ذلك المكاف‪ ،‬كالناكم استيطاف‬
‫المكاف بعد سنة‪ ،‬مضرب عنو سنة‪ ،‬فيلزـ أف ال يعد من أىلو‪ ،‬فبل يثبت كطنا لو‪ ،‬بخبلؼ من نول‬
‫استيطانو قبل السنة‪ ،‬فهو كالمقيم في دار الحرب دكنها؛ ألف كل كاحد منهما يعد من أىل المكاف‪،‬‬
‫كليس بخارج عنو‪( .‬من خط اإلماـ المطهر عليو السبلـ) (*) كأما صاحب منزلي الخريف (‪ )7‬كالشتاء‪،‬‬
‫فتكوف إقامتو على حكم دار اإلقامة‪ .‬ذكره (الدكارم) كرجحو موالنا عليو السبلـ‪ ،‬كقد ذكر معناه في‬
‫(التكميل) (‪ )7‬كقيل‪ :‬إف لهما حكم دار الوطن (قرز) [مع نية االستيطاف‪( .‬قرز)] )‪.‬‬
‫فأما لو عزـ على أنو يستوطنو بعد مضي سنة فصاعدا لم يصر بذلك العزـ كطنا ( ) كىو باؽ على نيتو‪.‬‬
‫(زىور) ك (كواكب) ك(قرز)‪ ) .‬حتى يبقى منو دكف سنة (كإف تعدد) ( ) كلهذا فائدة‪ ،‬كىو أنو لو نول‬
‫استيطاف بلد قريب مكة‪ ،‬كمات في األبعد منو‪ ،‬كقد أكصى بحجة حج عنو من الموضع الذم نول‬
‫استيطانو‪ ،‬كإف لم يدخلو‪( .‬زىور) (قرز) ) الوطن بأف يريد استيطاف جهات متباينة( ) إذا كانت داخلة‬
‫تحت مقدكر عادة‪( .‬قرز) ) فإف ذلك يصح‪ ،‬كتصير كلها أكطانا‪.‬‬

‫(‪)457/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) اعلم أف دار الوطن (تخالف دار اإلقامة) من ثبلثة( ) ككجو رابع‪ ،‬كىو أنو إذا أراد السفر من دار‬
‫اإلقامة ? فقاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬يميل‪ .‬كقاؿ الفقيو علي‪ :‬ال يميل‪ .‬ينظر ) كجوه‪ ،‬كدار اإلقامة‪:‬‬
‫ىي ما كانت مدة اللبث فيها مقيدة االنتهاء بغير الموت ( ) ال فرؽ‪ )*( .‬صوابو‪ :‬كلو بالموت كفي‬
‫(شرح الذكيد) عن اإلماـ‪ :‬كما قيد بالموت فهو دار إقامة‪.) .‬‬
‫الوجو األكؿ‪( :‬بأنو يصير كطنا بالنية) ( ) كعن المنصور باهلل‪ :‬أنو يصير كطنا بمجرد الزكاجة‪ ،‬لما ركم أف‬
‫عثماف بن عفاف صلى بمنى أربع ركعات فأنكر الناس عليو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يا أيها الناس إني تأىلت بمكة منذ‬
‫قدمت‪ ،‬كإنى سمعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم يقوؿ‪ :‬من تزكج ببلد فيصلي صبلة المقيم‪،‬‬
‫كفي لفظ (إف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو يقوؿ‪ :‬إذا تأىل المسافر في بلد فهو من أىلها) يعني‪ :‬أنو‬
‫يصلي صبلة المقيم أربعا‪ ،‬كإنى تأىلت بها مذ قدمتها‪ ،‬كلذلك صليت أربعا‪( .‬ظفارم) كعند أىل‬
‫المذىب أف الزكاجة ال تصيره كطنا‪ ،‬كلم يصح عند أىل المذىب الدليل‪( .‬عامر) ك(قرز) ) كلو لم‬
‫يحصل دخولو‪ ،‬كذلك حيث نول أنو يستوطنو في مدة مستقبلة‪ ،‬فإنو قد صار كطنا بمجرد النية قبل‬
‫دخولو‪ ،‬كدار اإلقامة ال يثبت حكمها بمجرد نية اإلقامة فيها‪ ،‬بل ال بد مع النية من الدخوؿ فيها‪ .‬كفائدة‬
‫ىذا االختبلؼ أنو لو مر بالمكاف الذم قد نول استيطانو في مدة مستقبلة‪ ،‬كلما تنقض( ) كمع االنقضاء‬
‫أكلى‪( .‬قرز) (*) أك انقضت كلما يدخل بنية اللبث‪ ،‬كىما يختلفاف أيضا‪ ) .‬كىو قاصد إلى جهة خلفو ػ‬
‫فإنو يتم صبلتو فيو‪ ،‬بخبلؼ دار اإلقامة فيقصر‪.‬‬

‫(‪)450/0‬‬

‫_____________________________‬

‫الوجو الثاني‪ :‬قولو‪( :‬قيل‪ :‬ك) تخالفو (بأف) من خرج من كطنو إلى جهة فإنو (ال يقصر) صبلتو إذا خرج‬
‫(منو إال) أف تكوف المسافة التي يريد قطعها مساكية (لبريد) ( ) (فرع) فإف تعدل ميل موضع إقامتو‪ ،‬ال‬
‫إلى بريد عازما على العود لتماـ اإلقامة فبل يقصر؛ إذ ال يصير بو مسافرا‪ ،‬كال يخرجو عن كونو مقيما ال‬
‫لغة كال عرفا‪ .‬كقد قيل[األمير المؤيد]‪ :‬يقصر‪ .‬كىو غلط محض‪ ،‬ال كجو لو‪( .‬بحر) [ كلفظ (البياف)‬
‫(مسألة) إذا أقاـ المسافر في بلد ثم خرج عن ميلها في حاجة لم يقصر على األصح‪ ،‬خبلؼ األمير‬
‫المؤيد‪[ .‬فقاؿ‪ :‬يقصر كىو غلط محض‪ ،‬ال كجو لو‪( .‬بحر) كإذا كاف غلطا ال كجو لو لم تجب موافقتو‪،‬‬
‫كإنما كاف غلطا محظا؛ ألنو قصر في النظر‪ ،‬كإال فكل مجتهد مصيب‪ ،‬كال يحمل كبلـ األمير على ذلك‬
‫إال حيث ثبت بطريقة شرعية‪ ،‬كإال فالمتوجو حملو على السبلمة‪ ،‬كأنو كفي االجتهاد حقو‪ ،‬فتفيد الجاىل‬
‫موافقتو حينئذ‪ .‬من (ىامش بحر الشامي)] )بياف( (انظر البياف ‪ 729/7‬كما بين أقواس الزيادة من‬
‫ىامش البياف)] ) فصاعدا‪ ،‬فإذا كانت دكف ذلك لم يقصر ( ) مفهومو كلو أضرب عنها‪ .‬ينظر ) بخبلؼ‬
‫دار اإلقامة فإنو إذا خرج منها إلى جهة أخرل خارجة من الميل فإنو يقصر‪ ،‬كلو كاف بينو كبينها دكف‬
‫بريد‪ ،‬كىذا ذكره األمير المؤيد( ) بن أحمد بن الحسين‪.) .‬‬
‫كقاؿ الفقهاء يحيى البحيبح‪ ،‬كمحمد بن سليماف‪ ،‬كيحي بن أحمد‪ ،‬كمحمد بن يحي( ) كىؤالء الفقهاء‬
‫تبلمذة األمير المؤيد بن أحمد‪ : ) .‬إنو ال يقصر إال أف يريد مسافة بريد‪ ،‬كالوطن سواء ( ) قاؿ في‬
‫الياقوتة‪ :‬كالخبلؼ إذا لم يضرب عن اإلقامة‪ ،‬كأما إذا أضرب قصر ببل خبلؼ‪( .‬قرز) مع قصد البريد‪،‬‬
‫كإال فكالهائم‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىو الذم نختاره؛ إذ ال يخرج بذلك عن كونو مقيما‪ ،‬كمهما سمي مقيما كجب‬
‫التماـ‪ .‬قاؿ‪ :‬كقد أشرنا إلى ضعف ىذا الفرؽ بقولنا‪" :‬قيل"‪.‬‬

‫(‪)453/0‬‬

‫_____________________________‬
‫الوجو الثالث‪ :‬قولو (كتوسطو يقطعو)( ) صوابو‪ :‬يمنعو؛ ألف القطع ال يكوف إال بعد كجوب القصر‪.‬‬
‫(معيار) كأما يقطعو فهو مستقيم على قوؿ ابن الخليل‪( .‬حاشية سحولي) (*) بخبلؼ دار اإلقامة‪،‬‬
‫كصورتو أف يخرج إلى مكاف منها دكف بريد‪ ،‬فلما خرج إليو أراد السفر إلى موضع بينو كبينو بريد‪ ،‬كدار‬
‫اإلقامة متوسطة‪ ،‬فإنها ال تقطع حكم السفر؛ ألنها قد خرجت بمقصده‪( .‬سماع سحولي) (قرز) أم‪:‬‬
‫مقصد خركج البريد‪ ) .‬يعني‪ :‬أف توسط الوطن يقطع حكم السفر‪.‬‬
‫كصورة ذلك‪ :‬أف يريد اإلنساف كصوؿ جهة بينو كبينها بريد‪ ،‬لكن لو كطن متوسط بينو كبين الجهة‬
‫المقصودة‪ ،‬كبينو كبينها دكف بريد‪ ،‬كىو عازـ على المركر بوطنو( ) كسواء مر بوطنو مع العزـ أـ ال‪( .‬قرز)‬
‫)‪.‬‬
‫فقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالقاضي زيد‪ ،‬كىو ظاىر قوؿ أبي طالب‪ :‬إف توسط الوطن يقطع حكم السفر‪ ،‬فبل‬
‫يقصر ( ) إبتداء كانتهاء‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫كعن علي خليل‪ :‬أف توسطو ال يقطع حكم السفر فيقصر إال في داخل الوطن فيتم‪ ،‬فإذا خرج لتماـ‬
‫ذلك السفر قصر‪.‬‬

‫(‪)454/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيتفقاف) ( ) كالفرؽ بين ىذه كاألكلى أنو غير عازـ في ىذه على المركر بوطنو‪ ،‬بخبلؼ األكلى‪( .‬قرز)‬
‫) يعني‪ :‬دار الوطن‪ ،‬كدار اإلقامة (في) أمرين أحدىما‪ :‬في (قطعهما حكم السفر)( ) دخوال كتوسطا‪.‬‬
‫(قرز) )‪ ،‬كمعنى ذلك‪ :‬أنو إذا سار إلى جهة من غير كطنو قاصدا إلى جهة خلفو‪ ،‬كمر بوطنو( ) أك ميلو‪.‬‬
‫) فإنو يتم صبلتو ما داـ في الوطن حتى يخرج من ميلو لتماـ سفره‪ ،‬فإذا خرج منو قصر إف كاف بينو‬
‫كبين مقصده بريد‪ ،‬كىكذا حكم دار( ) شكل عليو‪ ،‬ككجهو أنو إذا عزـ على سفر البريد‪ ،‬كفي النية أنو‬
‫يقيم في كسطو عشرا فصاعدا‪ ،‬أنو يتم‪ ،‬كليس كذلك‪ ،‬بل يقصر إبتداء؛ ألنو عازـ على سفر البريد‪ ،‬كلم‬
‫يصر المكاف دار إقامة قبل دخولو ميلو‪ ،‬كفي اإلنتهاء قد بطلت بالخركج من الميل مع اإلضراب‪ ،‬كإنما‬
‫صورة االتفاؽ في قطع حكم السفر إذا دخل ميل دار اإلقامة بنيتو كونو دار إقامة؛ ألنو ال يصير دار‬
‫إقامة إال بالدخوؿ في ميلو مع النية‪ .‬يقاؿ‪ :‬ىذه إقامة ثانية لهذه النية‪ ،‬فبل فائدة‪ ،‬كمثل معناه عن اإلماـ‬
‫شرؼ الدين عليو السبلـ‪ )*( .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كمعنى االتفاؽ‪ :‬أنو إذا دخلها ناكيا إقامة عشرة‬
‫أياـ فيها فإنها تقطع حكم السفر‪ ،‬كالوطن إذا دخلو انقطع سفره مطلقا‪ ،‬فقد اتفقا في قطعهما حكم‬
‫السفر‪ ،‬ىذا معنى ما ذكره عليو السبلـ‪ ،‬كال يفسر األزىار بغير ىذا التفسير‪( .‬نجرم) (*) إذا دخلها‬
‫كنول إقامة عشرة‪( .‬شرح بحر)‪( .‬قرز) (*) ال كجو للتشكيل‪ ،‬كما ذكره المحشي في كجهو غير صحيح؛‬
‫ألف اسم اإلشارة في قولو‪" :‬ىكذا" راجع إلى قولو‪" :‬فإنو يتم صبلتو ماداـ في الوطن" كىذا صريح في‬
‫أف القاطع لحكم السفر ىو دخوؿ دار اإلقامة‪ ،‬ال العزـ على اإلقامة فيها‪( .‬شيخنا) ) اإلقامة‪.‬‬

‫(‪)455/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) األمر الثاني مما يتفقاف فيو‪ :‬ىو أنهما يتفقاف في (بطبلنهما بالخركج) ( ) أما دار اإلقامة فهي تحرج‬
‫بثبلثة‪ ،‬خركجو من ميلها مضربا‪ ،‬أك خرج من ميلها غيره مضرب ثم أضرب‪ ،‬أك خرج منها إلى البريد كإف‬
‫لم يضرب‪ ،‬فهي تخرج بأم ىذه الثبلثة‪ ،‬فلو رجع إليها‪ ،‬كىو ناك السفر فقد خرج‪ ،‬كأما دار الوطن فإذا‬
‫خرج من ميلها مضربا‪ ،‬ثم كقف بعد خركجو من الميل أتم؛ ألنو أشبو الهائم‪ ،‬كأما دار اإلقامة فيعود [‬
‫قوم ] عليو حكم السفر األكؿ‪( .‬قرز) ) منهما (مع اإلضراب)( ) كال بد أف يكوف اإلضراب عير مقيد‬
‫اإلنتهاء‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (*) كالمضرب من دار الوطن يصير حكمو مع الخركج من ميلو كالهائم‪،‬‬
‫كالمضرب من دار اإلقامة يقصر؛ إذ أصلو السفر(‪( .)7‬عامر) ك(شامي) ك(تهامي) كال يحتاج إلى تمييل‪،‬‬
‫بل نقل القدـ كاؼ‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬يكوف كالهائم من غير فرؽ بينهما ػ كاهلل أعلم ػ كما ىو ظاىر األزىار‬
‫من قولو‪" :‬مريدا" كقواه المتوكل على اهلل عليو السبلـ‪ )*( .‬ألف األعماؿ بالنيات‪ ) .‬كأما لو خرج منهما‪،‬‬
‫كلم يضرب فدار الوطن ال تخرج عن كونها كطنا‪.‬‬
‫كأما دار اإلقامة‪ ،‬فمن قاؿ‪ :‬إنو يقصر إذا خرج من ميلها‪ ،‬كىو األمير المؤيد بن أحمد ػ فقد حكم بأنها‬
‫قد خرجت عن كونها دار إقامة بالخركج من ميلها‪.‬‬
‫كمن قاؿ‪ :‬إنو ال يقصر كلو خرج من ميلها إال أف يريد مسافة بريد‪ ،‬كىم الفقهاء محمد بن سليماف‪،‬‬
‫كيحي بن حسن البحيبح‪ ،‬كمحمد بن يحي‪ ،‬كيحي بن أحمد فقد حكم بأنها ال تبطل بمجرد الخركج إلى‬
‫دكف البريد‪ ،‬بل ال بد من اإلضراب( ) غير مقيد اإلنتهاء‪ ) .‬معو‪.‬‬
‫(باب صبلة الخوؼ)( ) كىذه الصبلة فاضلة؛ لكونها مخلوطة بالجهاد‪ ،‬كىو من أفضل القرب كالعبادة‪.‬‬
‫(إرشاد) )‬

‫(‪)456/0‬‬

‫_____________________________‬

‫األصل فيها الكتاب‪ ،‬كالسنة( ) كإجماع العترة‪( .‬شفاء) )‪ .‬أما الكتاب فقولو تعالى‪{ :‬كإذا كنت فيهم‬
‫فأقمت لهم الصبلة} اآلية ( ) ككذلك قولو تعالى‪{ :‬فليس عليكم جناح أف تقصركا من الصبلة} اآلية‪،‬‬
‫ىذا حفظتو من المحققين‪ ،‬أعنى أنها دالة على صبلة الخوؼ‪ ،‬كيكوف القصر قصر صفة كقصر عدد؛ إذ‬
‫يخرجوف قبل اإلماـ‪ ،‬كأنو ال يحسن أف يحتج بها في صبلة القصر لوجهين أحدىما‪ :‬أنو شرط الخوؼ‪،‬‬
‫كىو غير شرط فيها‪ .‬الثاني‪ :‬أنو قاؿ‪{ :‬ليس عليكم جناح} اآلية كالقصر عندنا كاجب‪ .‬كقد ابتدأ‬
‫البخارم باب صبلة الخوؼ بهذه اآلية كإف كاف فيها قدر‪ ،‬كصفة‪( .‬شرح فتح) )‪.‬‬
‫كأما السنة‪ :‬فؤلنو صلى اهلل عليو كآلو صبلىا ( ) بعسفاف‪ ،‬كذات الرقاع‪ .‬بعين مضمومة‪ ،‬كسين مهملة‪،‬‬
‫كىي قرية جامعة على ستة كثبلثين ميبل من مكة‪ ،‬ركم أنو صلى اهلل عليو كآلو صبلىا أربعا كعشرين‬
‫صبلة‪ ،‬كقد اختلف في تسمية ذات الرقاع‪ .‬فقيل‪ :‬إنو اسم لجبل مختلفة بقاعو ما بين أسود كأحمر‬
‫كأصفر‪ .‬كقيل‪ :‬اسم ألرض خشنة‪ ،‬مشى فيها ثمانية نفر فذىبت أظفارىم‪ ،‬فكانوا يعصبوف على أقدامهم‬
‫بالخرؽ‪( .‬بستاف)(*) كعليو قوؿ الشاعر‪:‬‬
‫مواطن صبلة الخوؼ ببطن نخل كعسفاف*** كبعدىما ذات الرقاع صبلة الخوؼ قد فعلت‬
‫كأربع مع عشرين في ركايتهم ***أف الرسوؿ أتاىا ىكذا نقلت‬
‫(من صحيح مسلم)‪ ) .‬مرارا‪ ،‬كمذىبنا أنها جائزة بعد الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كىو قوؿ‬
‫األكثر‪.‬‬

‫(‪)457/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ المزني‪ ،‬كأحد الركايتين( ) من (حاشية سعد الدين) على قولو في الكشاؼ‪" :‬ككاف الخطاب لو‬
‫متناكؿ لكل إماـ"‪ .‬إما على الجمع بين الحقيقة كالمجاز‪ ،‬كإما أف المراد بو ممن تولى أمر المسلمين من‬
‫كاف‪ .‬أك خليفة عنو‪ ،‬كلو جعل الخطاب لو خاصا‪ ،‬كيثبت الحكم في غيره بالقياس‪ ،‬كداللة النظر لم‬
‫يبعد‪ ) .‬عن أبي يوسف‪ :‬إنها غير جائزة ( ) فأخذ بمفهوـ الشرط‪ ،‬فيختص ذلك بالرسوؿ صلى اهلل عليو‬
‫كآلو‪ ،‬كقاؿ غيره‪ :‬ال يختص بو لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬صلوا كما رأيتموني أصلي) كألف األئمة عليهم‬
‫السبلـ نائبوف عن الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو‪( .‬شرح خمسمائة آية) (*) لنا صبلة حذيفة بالجيش في‬
‫طبرستاف‪ ،‬كلم ينكر‪( .‬بحر لفظا) كصبلة علي عليو السبلـ ليالي الهرير‪ ،‬كزيد بن علي عليو السبلـ في‬
‫الكوفة‪ ،‬كغيرىما من القرابة كالصحابة‪( .‬ىامش ىداية) (*) حجتهما أف اإلسبلـ قد ظهر فبل حاجة إليها‬
‫لقوة اإلسبلـ‪ .‬كقيل‪ :‬إنها مختصة بقولو‪{ :‬كنت فيهم}‪( .‬بستاف) قولو‪" :‬من أم أمر" بناء على األصل‬
‫من صحة القياس على ما كرد على خبلؼ القياس‪.) .‬‬
‫(كشركط) صحة صبلة (جماعة الخوؼ) المذكورة في اآلية الكريمة أربعة‪ ،‬فمتى كملت صحت ىذا‬
‫لصبلة‪ ،‬كلو كاف الخوؼ (من أم أمر) أم‪ :‬سواء كاف آدميا ‪ ،‬أـ سبعا‪ ،‬أـ سيبل جرارا‪ ،‬أـ نارا‪ ،‬أـ بعيرا‪،‬‬
‫أـ شجاعا( ) الحنش‪[ .‬الثعباف]‪ ) .‬أـ نحو ذلك( ) الحية‪ ،‬كالجراد‪ ،‬كتصادـ السفن‪.) .‬‬
‫كقاؿ صاحب الوافي‪ :‬ال تصح إال حيث الخوؼ من آدمي( ) كغلطو أبو طالب؛ ألف الدليل لم يفصل‬
‫بين خوؼ كخوؼ‪ ،‬كىو قولو تعالى‪{ :‬فإف خفتم فرجاال أك ركبانا} مثل قوؿ الوافي‪ .‬قاؿ بعض الظاىرية‪:‬‬
‫كال كجو لو‪( .‬بستاف) )‪.‬‬

‫(‪)458/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كال يكفي مجرد الخوؼ من أم ىذه األمور في صحة ىذه الصبلة‪ ،‬حيث ذلك المخوؼ( ) قاؿ‬
‫في االنتصار‪ :‬كسواء كاف الخوؼ على النفس أك الماؿ [كإف قل] لهم‪ ،‬أك لغيرىم‪ ،‬كسواء خافوا على‬
‫نفوسهم أـ على غيرىم‪ ،‬مسلمين‪ ،‬أك ذميين‪ ،‬كىو ظاىر الكتاب‪( .‬يحيى حميد) ك(بهراف) (*) صائل من‬
‫غير مدافعة كال ىرب‪ ،‬كإال فسيأتي في الفصل‪( ) .‬صائل) أم‪ :‬طالب لذلك الخائف كالعدك‪ ،‬أك في‬
‫حكم الطالب كالنار‪ ،‬فإذا حصل الخوؼ على ىذه الصفة صحت الصبلة الموصوفة بشركط أربعة‪ :‬ػ‬
‫األكؿ‪ :‬أف يكوف ذؿ الخائف (في السفر) ( ) لقولو تعالى‪{ :‬إذا ضربتم في األرض} اآلية كألنو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو لم يصلها إال في السفر‪ ،‬كقد قاؿ صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬صلوا كما رأيتموني أصلى)‪( .‬بستاف)‬
‫) الموجب للقصر‪ ،‬فلو كاف في الحضر لم تصح‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬تجوز في الحضر‪ .‬كمثلو عن زيد بن علي‪.‬‬
‫(ك) الشرط الثاني‪ :‬أف ال يصليها ذلك الخائف إال عند خشية فوتها‪ ،‬كذلك في (آخر الوقت( ) كلم‬
‫ينهض على الشرط دليل‪ .‬فينظر ) المضركب لها‪ ،‬كذلك ألنها بدؿ عن صبلة األمن( ) فإف زاؿ العذر‬
‫كفي الوقت بقية فاألكلوف كالمتيمم إذا كجد الماء (‪ )7‬على المذىب‪ .‬كذا في البحر قلت‪ :‬كإذا لحق‬
‫الصبلة الثانية نقص باستدبار القبلة‪ ،‬أك كانت كاألكلى ػ كاهلل أعلم ػ كفي البحر مبني على أنها بدلية‪ ،‬كىو‬
‫المذكور في الكتاب‪ .‬قاؿ في (الغيث)‪ :‬كقد صرح القاسم‪ ،‬كالهادم‪ ،‬كأبو العباس بذلك‪( .‬تكميل) (‪)7‬‬
‫[ كقيل‪ :‬إنهم ال يعيدكف؛ لوركد الدليل بها‪ .‬ذكره الفقيو يوسف] (*) كاالنتقاؿ إلى البدؿ ال يجوز إال‬
‫عند األياس من المبدؿ‪ ،‬كال يحصل إال في آخر الوقت‪( .‬عامر) (قرز) )‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬تجوز في أكؿ الوقت( ) كيصلي تماما‪ .) .‬كمثلو عن المؤيد باهلل‪.‬‬

‫(‪)459/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الشرط الثالث‪( :‬كونهم محقين)( ) ألنو اهلل تعالى جعل للمؤتم أف يقصر صبلتو من صبلة اإلماـ‬
‫لعذر‪ ،‬كىو الخوؼ من العدك‪ ،‬كالمبطل ال عذر لو؛ ألنو يمكنو الكف عن القتاؿ‪ ،‬كمتى كف أمن‪.‬‬
‫(صعيترم) ) يعني‪ :‬الجماعة‪ ،‬فلو كانوا مبطلين لم تصح( ) حيث كاف إماـ الصبلة عدال‪ ،‬نحو أف يكوف‬
‫أسيرا [ أك مسافرا]‪ ) .‬فإف صلوىا كجب على الطائفة األكلى اإلعادة ( ) كأما اإلماـ فهو محق؛ إذ ال‬
‫يصح االئتماـ بباغ‪( .‬كواكب) كأف بكوف محبوسا‪ ،‬أك بأف يكوف مسافرا فصلى‪ ،‬كصلوا خلفو؛ إذ لو كاف‬
‫غير محق لم يصح االئتماـ بو‪ ،‬أك أنو تاب كصلوا خلفو‪( .‬لمعة) لكن لو قيل‪ :‬تبطل عليو باالنتظار إذا‬
‫كاف كثيرا لم يبعد‪ .‬كقد ذكر معناه الفقيو يوسف‪ .‬قلنا‪ :‬في موضعو‪( .‬سماع سحولي) فبل تفسد؛ ألنو كما‬
‫ينتظر اإلماـ البلحق‪( .‬شرح مرغم) )‪.‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬أف يكونوا (مطلوبين( ) ىبل دخل ىذا الشرط في قولو‪" :‬صائل" لعلو يقاؿ‪ :‬ليعطف عليو‬
‫قولو‪" :‬إال لخشية الكر"‪.‬‬
‫(*) صرح بو لمفهوـ العطف‪ ) .‬غير طالبين إال) أف يطلبوا العدك (لخشية الكر)( ) كلو بعد زماف طويل‪.‬‬
‫(*) أك أمر اإلماـ‪( .‬قرز) ) كىو أف يخافوا إذا تركوه أف يصوؿ عليهم‪ ،‬فحينئذ تصح صبلتهم‪.‬‬
‫كصفتها‪ :‬أف ينقسم المسلموف طائفتين‪ ،‬فتقف إحداىما بإزاء العدك متسلحين ( ) ندبا‪ .‬ككجوبا عند‬
‫القاسم عليو السبلـ‪ ،‬فإف تركوه لم تفسد‪ ،‬خبلؼ داكد‪ .‬قلنا‪ :‬العبرة بالشدة‪( .‬بحر معنى) كندب أيضا‬
‫للمصلين أف يكونوا متسلحين‪ ،) .‬كيفتتح اإلماـ الصبلة بالطائفة األكلى‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىو الذم قصدناه بقولنا‪( :‬فيصلي اإلماـ ( ) األمر للندب عند األكثر‪ ،‬كمن أكجب‬
‫صبلة الجماعة جعل األمر للوجوب‪)*( .‬‬

‫(‪)462/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(مسألة) كلو صلى كل طائفة مع إماـ جاز‪ ،‬لكن السنة أف يصلوا مع إماـ كاحد‪ ،‬كما ذكرنا؛ لفعلو صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪( .‬بياف) (*) (مسألة) كإذا صلى مع األكلين من ىو مقيم انتظر مع اإلماـ قائما‪،‬‬
‫كمتى سلم اإلماـ قاـ‪ ،‬كأتم صبلتو‪( .‬بياف معنى) كيكوف انتظاره تبعا لئلماـ‪ ،‬كما يقف معو للتشهد‪ ،‬كإف‬
‫لم يكن موضع قعود لو‪( .‬بستاف) (*) قلت‪ :‬كقياس المذىب أنها إف أمكنت فرادل كاملة كجب ترؾ‬
‫الجماعة إيثارا لؤلصلية على البدلية‪( .‬بحر) كالظاىر أنو قياس المذىب‪ ،‬لوال كركد الدليل بفعلها‪ ،‬كىو‬
‫الحق‪ ) .‬ببعض) من الجند الذم معو (ركعة) كالبعض اآلخر بإزاء العدك‪ ،‬ثم يقوـ كيقوموف (كيطوؿ)‬
‫اإلماـ القياـ ( ) ندبا‪ ) .‬بقراءتو( ) أك بغير قراءة‪ ،‬كقواه (المفتي) (قرز) ) (في) الركعة (األخرل) حتى‬
‫تتم الطائفة التي معو صبلتها‪ ،‬كىي تنعزؿ عن االئتماـ بو( ) ظاىر ىذه العبارة أنو ال يحتاج إلى نية‬
‫العزؿ‪ ،‬كاألظهر أنو ال بد من نية العزؿ‪ ،‬كما يأتي في شرح قولو‪" :‬كتفسد بالعزؿ"‪( .‬غاية) (*) بعد‬
‫القياـ‪ ،‬أك حالو‪( .‬شرح فتح) كقيل‪ :‬حالو‪ ،‬كبعده موضع للعزؿ‪( .‬مفتي) ) بعد القياـ إلى الركعة الثانية‬
‫فيثبت قائما (حتى يخرجوا) ( ) ال يجب عليهم الخركج‪ ،‬كإذا أتموا مع اإلماـ جاز‪( .‬غاية) ) من الصبلة‬
‫بأف يسلموا‪ ،‬كينصرفوا‪ ،‬كيقفوا مواقف أصحابهم (كيدخل الباقوف) ( ) إف أرادكا‪( .‬شرح فتح) ألف‬
‫الجماعة غير كاجبة‪ ،‬فإف عزلوا كلم يأت اآلخركف فسدت على األكلين بعد فعل ركن‪ ،‬مع نية العزؿ‪.‬‬
‫ك(قرز) ) مع اإلماـ في الركعة الثانية كىو قائم‪ ،‬فإذا سلم اإلماـ قاموا فأتموا صبلتهم‪ ،‬ىذا إذا صلوا غير‬
‫المغرب‪ ،‬كأما إذا صلى بهم المغرب فإنو يصلي بالطائفة األكلى ركعتين‬

‫(‪)467/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىو الذم قصدناه بقولنا‪( :‬كينتظر في) صبلة (المغرب)( ) لكن ينظر لو قاموا بنية‬
‫العزؿ‪ ،‬بعد أف ظنوا أف اإلماـ قد صار منتظرا‪ ،‬ثم قاـ بعد ذلك ? قاؿ شيخنا (المفتي) رحمو اهلل‪ :‬تفسد‬
‫بطريق االنكشاؼ‪ ،‬كالقياس أنها ال تفسد؛ ألنهم متعبدكف بظنهم‪ ) .‬في حاؿ كونو( ) كأما في صبلة‬
‫الجمعة فإنها تدخل الطائفة األكلى يستمعوف الخطبة‪ ،‬ككاجب الثانية‪ ،‬ثم ينصرفوف يقفوف بإزاء العدك‪،‬‬
‫كيدخل الباقوف يستمعوف باقى الخطبة‪ ،‬كيصلي بهم كما في الثنائية‪(.‬بياف معنى) كىل يشترط أف يبقى‬
‫معو ثبلثة من الطائفة األكلى؛ لئبل ينخرـ العدد ال يبعد ذلك أف يبقى ثبلثة مع اإلماـ في الخطبة‪ ،‬كفي‬
‫الركعة األخرل لئبل ينخرـ العدد‪ .‬كقيل‪ :‬ال صبلة جمعة في جماعة الخوؼ؛ ألف من شرطها الجماعة في‬
‫جميعها‪ ،‬كمثلو عن (الشامي) ك(قرز) [ كال يصح تقييدىا‪( .‬قرز)]‪ ) .‬قاعدا (متشهدا) ( ) فلو لم يتشهد‬
‫األكسط كلم ينتظر ػ لم يجز لهم العزؿ‪ ،‬ككذا لو لم ينتظر في الركعة الثانية من الثنائية كجب عليهم‬
‫المتابعة‪ ،‬كلم يجز لهم العزؿ‪( .‬صعيترم) ك(قرز) (*) فإف عزلوا فسدت بالركوع‪ .‬ألنو يكوف ركنا ثانيا‪،‬‬
‫كلعلو حيث لم تحصل نية العزؿ إال بالقياـ‪ ) .‬التشهد األكسط (ك) إذا سلمت الطائفة األكلى فإنو (يقوـ‬
‫لدخوؿ الباقين) كىم الذين كقفوا بإزاء العدك‪ ،‬فيدخلوف معو بعد قيامو للركعة الثالثة‪ ،‬فإذا سلم أتموا‬
‫صبلتهم‪.‬‬

‫(‪)460/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كتفسد) صبلة الخوؼ على المؤتمين بأحد أمرين‪:‬ػ أحدىما‪( :‬بالعزؿ( ) فأما لو نوكا العزؿ في غير‬
‫موضعو‪ ،‬ثم عادكا إليو بنية االئتماـ لم تفسد؛ إذ ال حكم للنية ما لم ينضم إليها فعل‪ ،‬فلو نوكا العزؿ‬
‫بعد ذلك في موضع العزؿ لم تفسد صبلتهم‪( .‬كابل معنى) (*) فإف اتفق العزؿ كانصرؼ العدك لم تفسد‬
‫صبلة الطائفو األكلى؛ ألف العزؿ مشركع لهم في تلك الحاؿ‪ ،‬كال يبعد فهمو من األزىار‪ ،‬كيحتمل أف‬
‫يجب غليهم العود موتمين بإمامهم؛ ألف متابعة اإلماـ كاجبو قطعية‪ ،‬كيحتمل أنهم مخيرين بين العود‪،‬‬
‫كبين أف يتموا صبلتهم منفردين‪ ،‬كىذا حيث لم يحصل منهم إال مجرد العزؿ‪ ،‬كالقياـ فقط فإف كاف قد‬
‫حصل مع ذلك ركوع تاـ (‪ )7‬فالمذىب أنهم يتموف صبلتهم منفردين‪ ،‬فإف عادكا إلى اإلماـ بعد ذلك‬
‫بطلت صبلتهم؛ ألنهم قد سبقوا بركنين فعليين‪( .‬إمبلء سيدم أحسن العماد) (‪[ )7‬ال يشترط الركوع‬
‫ألنو قد انظم إلى نية العزؿ ركن كىو القياـ‪ ،‬فيتموف منفردين كجوبا‪ ،‬كإال فسدت عليهم‪( .‬قرز)] ) حيث‬
‫لم يشرع) كذلك نحو أف يعزلوا صبلتهم قبل قياـ اإلماـ للركعو الثانية‪ ،‬فيقوموا قبلو بنية العزؿ‪ ،‬كالعزؿ‬
‫إنما ىو مشركع بعد قيامو ( ) قاؿ السيد (المفتي)‪ :‬العزؿ مشركع حاؿ القياـ كبعده في الثنائية‪ ،‬كفي‬
‫الثبلثية عند التشهد‪ ،‬كبعد القعود‪ ،‬كال يتشهدكف إال عازلين‪ ،‬كال يقرءكف في حاؿ الثنائية إال عازلين‪) .‬‬
‫للركعة الثانية‪ ،‬كفى المغرب عند ( ) بل بعد رفع رؤسهم للتشهد‪ .‬ينظر‪ .‬بل عند استكماؿ االنتظار‬
‫للقعود‪ .‬كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬كالعزؿ المشركع أف يعزلوا بعد قياـ اإلماـ في الثنائية‪ ،‬كبعد تماـ القعود‬
‫في الثبلثية‪ ،‬فيستكملوف االنتصاب معو في القياـ‪ ،‬ثم يعزلوف‪ ،‬ككذا في القعود‪ ،‬كىذا ىو الذم قرر‬
‫الوالد أيده اهلل عن مشايخو‪( .‬لفظا) (قرز)‬

‫(‪)463/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(قرز) (*) فيتشهدكف عازلين‪( .‬قرز) (*) صوابو بعد‪ )*( .‬أك حالو‪ )*( .‬لما ركاه في مجموع زيد بن علي‬
‫عليهما السبلـ عن علي عليو السبلـ في صبلة الخوؼ في المغرب قاؿ‪( :‬يصلي بالطائفو األكلى ركعتين‪،‬‬
‫كبالطائفو الثانيو ركعة‪ ،‬كتقضي الطائفو األكلى ركعة‪ ،‬كتقضي الطائفو الثانيو ركعتين)‪ .‬من (ضياء ذكم‬
‫األبصار) ) قعوده للتشهد األكسط‪ ،‬فلو عزلوا قبلو‪ ،‬أك بعده ( ) يعني‪ :‬تشهدكا مؤتمين‪ ،‬ثم قاموا‪) .‬‬
‫فسدت عليهم‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقد ذكر الفقيو حسن( ) كقد ذكره بعض المذاكرين‪ ) .‬أنهم ال يصيركف منعزلين‬
‫بمجرد نية االنعزاؿ‪ ،‬بل ال بد أف ينضم إلى نية العزؿ فعل ركن ( ) فبل تفسد إال بالركوع؛ ألنو يكوف ركنا‬
‫ثانيا‪ ،‬كالعزؿ ركن أكؿ‪ ،‬كلعل ىذا حيث لم يحصل عزؿ إال بعد القياـ‪ ،‬فأما لو عزلوا قبلو‪ ،‬كقاموا بنيتو‬
‫بعد قيامو فالقياس أنها تفسد بمجرد القياـ مع العزؿ [ فعلى ىذا المسألة على كجوه أربعة‪ :‬إف عزلوا بعد‬
‫اعتدالو في الثنائية اعتداؿ القياـ‪ ،‬كفي المغرب اعتداؿ التشهد صحت‪ ،‬كإف عزلوا قبل اعتدالو فسدت‪،‬‬
‫كإف قاموا بنية المتابعة‪ ،‬أك ال نية لهم في المغرب تفسد بالقياـ مع نية العزؿ‪ ،‬كفي الثنائية تفسد بالركوع‪،‬‬
‫مع نية العزؿ‪ ،‬ىذا ما تقتضيو عبارتهم‪( .‬حاشية ىداية) ككذا في تشهد المغرب‪ .‬ك(قرز) (*) غير الركن‬
‫الذم عزلوا كىم مشاركوف فيو‪( .‬شرح أثمار) كمعناه عن (المفتي) (قرز) ) بنية االنعزاؿ‪ ،‬كإف كاف ظاىر‬
‫قوؿ أبي العباس أنو ينعزؿ بمجرد نية العزؿ( ) بخبلؼ صبلة الجماعة‪ ،‬فبل بد من ركنين؛ ألنهم ىناؾ‬
‫مأموركف بالمتابعة كالرجوع‪ ،‬ال ىنا‪.) .‬‬

‫(‪)464/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) األمر الثاني (بفعل كثير)( ) بالنظر إلى تلك الحاؿ‪ ) .‬فعلو المصلي (لخياؿ كاذب) نحو أف يخيل‬
‫إليو أف العدك صاؿ للقتاؿ‪ ،‬فينفتل لقتالو انفتاال طويبل ( ) زائدا على ما يباح في األمن‪ ) .‬فإذا ذلك‬
‫الوىم كاذب‪ ،‬فإنو في ىذه الحاؿ يعيد الصبلة كال يبني إذا فعل ذلك لغير أمارة صحيحة ( ) كاألمارة‬
‫الصحيحة أف يكوف ىناؾ من جيش العدك‪ ،‬كفرساف‪ ،‬أك رجاؿ‪ ،‬أك نحوىما‪ ،‬فإذا انقضى الخوؼ كفي‬
‫الوقت بقية فكالمتيمم إذا كجد الماء كفي الوقت بقية‪( .‬شرح فتح) (*) على أصل المؤيد باهلل‪ ،‬كأما‬
‫على أصل الهدكية فتفسد مطلقا‪ .‬ك(قرز) كىو ظاىر األزىار‪ ،) .‬كقصر في البحث‪.‬‬
‫كمثل ذلك‪ :‬لو انصرؼ العدك‪ ،‬فظنت الطائفة األكلى أنو لم ينصرؼ‪ ،‬فعزلوا صبلتهم بناء على الخوؼ‬
‫فإنها تفسد عليهم( عمبل باإلنتهاء‪ ) .‬الصبلة‪ ،‬فيعيدكف إذا كاف ذلك بتقصير في البحث‪ ،‬ال لو لم‬
‫يقصركا( ) كظاىر األزىار ال فرؽ‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫(ك) تفسد أيضا صبلة الخوؼ (على األكلين) كىم الطائفة األكلى( ) ال الطائفو الثانيو فكالبلحق‪ ) .‬إذا‬
‫تراءكا كحشا‪ ،‬أك سوادا فظنوه عدكا‪ ،‬فافتتحوا صبلة الخوؼ‪ ،‬كىو خياؿ كاذب ػ فإنها تفسد عليهم( )‬
‫بالعزؿ ال بالدخوؿ‪( .‬غيث) ك(فتح) ك(قرز) (*) ككذا تفسد على اإلماـ ألجل االنتظار في غير موضع‬
‫القراءة‪ ،‬كالتشهد‪ .‬كقيل‪ :‬ال تفسد على اإلماـ‪( ) .‬بفعلها لو) أم‪ :‬بفعل صبلة الخوؼ للخياؿ الكاذب‪،‬‬
‫ذكر ذلك أبو العباس ( ) كيرد سؤاؿ على كبلـ أبي العباس‪ ،‬كىو أف يقاؿ‪ :‬إف صبلة الخوؼ عند‬
‫الهدكية بدؿ عن صبلة األمن؛ ألنهم أكجبوا فيها التأخير‪ ،‬كمن صبلتو بدلية إذا زاؿ عذره كفي الوقت‬
‫بقية أعاد كالمتيمم‪ ،‬فهبل كجب على من انتقل عن اإلماـ اإلعادة ? كلو انتقل قبل انصراؼ العدك‪ ،‬إذا‬
‫انصرؼ العدك كفي الوقت بقية ? كالجواب‪ :‬أف ىذا ىو الواجب‪ ،‬كأصوؿ المذىب تقتضيو‪( .‬غيث‬
‫لفظا) )‪.‬‬

‫(‪)465/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ أبو طالب‪ :‬كالمسألة مبنية على أف األكلين كاف يمكنهم أف يتعرفوا أف الذم تخايل لهم ليس بعدك‪،‬‬
‫كقصركا في ذلك‪ ،‬كلم يبحثوا عنو‪ ،‬كأما إذا لم يكن منهم تقصير‪ ،‬كبحثوا عنو‪ ،‬ككاف ىناؾ أمارات‬
‫الخوؼ لم تلزمهم اإلعادة ( ) كظاىر كبلـ أىل المذىب أنو يعمل باإلبتداء‪ ،‬ما لم يقصر في البحث‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كالقياس أنو يعمل باإلنتهاء في ىذه الصورة كالتي قبلها‪ ،‬إال أف يرد دليل خاص عمل‬
‫عليو‪( .‬زىور) كاهلل أعلم ػ قاؿ سيدنا (عامر)‪ :‬صحت للضركرة‪ ،‬كإف كاف القياس اإلنتهاء‪ .‬يقاؿ‪ :‬ال‬
‫ضركرة؛ ألف الجماعة ليست كاجبة‪( .‬شامي) يقاؿ‪ :‬شرعت الجماعة لقياـ الدليل‪ )*( .‬إال في الوقت‪.‬‬
‫(بحر) )‬
‫فصل‬
‫يذكر فيو عليو السبلـ القسم الثاني من قسمي صبلة الخوؼ‪ ،‬كىي التي حكمها حكم صبلة العليل‪،‬‬
‫كىي ثابتة عندنا( ) كالشافعي لقولو تعالى‪{ :‬فإف خفتم فرجاال أك ركبانا} احتج بها في الجامع الكافي‪،‬‬
‫قاؿ في الذريعة‪ :‬كىي غير مستفادة من النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬بل من ىذه اآلية‪( .‬شرح فتح‬
‫معنى) كعن أبي حنيفة‪ :‬ال تصلى بحاؿ؛ ألف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم تركها يوـ الخندؽ‪ .‬كجوابنا‬
‫أف صبلة المسايفة لم تكن نزلت يوـ الخندؽ‪( .‬زىور) )‪ .‬كحكى في الشرح عن أبي حنيفة‪ :‬أف ىذه ال‬
‫تصلى بحاؿ( ) بل تؤخر‪ ،‬كتقضى عنده‪.) .‬‬

‫(‪)466/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقد أكضح عليو السبلـ صفة ىذه الصبلة بقولو‪( :‬فإف اتصلت المدافعة) ( ) (فرع) كللمستكمنين‬
‫الصبلة من قعود إف خافوا فوت الغرض بالقياـ‪ ،‬كالركوب لمصلحة القتاؿ‪( .‬كواكب لفظا) [ (فرع) فإف‬
‫انهزموا‪ ،‬كالكفار دكف الضعف لم يصلوىا لعصيانهم‪ .‬قلت‪ :‬حيث ال فئة‪ ،‬ككذا إف انهزـ الكفار‬
‫لمصيرىم طالبين‪( .‬بحر بلفظو) ال تأثير للضعف‪ ،‬كإنما المعتبر الغلبة‪( .‬بهراف) (قرز) ) للعدك‪ ،‬أك ما في‬
‫حكمو من نار‪ ،‬أك سبع‪ ،‬أك سيل‪ ،‬أك نحوىما‪ ) (،‬الجراد‪ ) .‬كخاؼ المدافع فوت الصبلة بخركج الوقت‬
‫(فعل) منها (ما أمكن)( ) كإذا صلى ىذه الصبلة كىو جنب ركع كسجد من غير قراءة‪ ،‬كيكوف‬
‫كاألخرس‪ .‬يقاؿ‪ :‬ليس بأبلغ من عدـ الماء كالتراب‪ ،‬كىو جنب‪ ،‬أك حائض فيقرأ [الواجب دكف‬
‫المسنوف‪( .‬قرز)] كيصلي في المسجد‪( .‬شامي) (*) كيجب تأخيرىا إذا كاف باإليماء‪ ،‬أك حاؿ الركوب‪،‬‬
‫أك إلى غير القبلة‪( .‬بياف بلفظو) (*) كيشترط في ىذه الصبلة أف يكونوا محقين‪ ،‬مطلوبين‪ .‬كقيل‪ :‬كلو‬
‫غير محقين‪ ) .‬فعلو مع المدافعة‪ ،‬كلو لم يستوؼ أركانها كالعليل( ) كيكوف آخر الوقت‪ .‬ظاىر األزىار‬
‫كلو أكؿ الوقت‪ ،‬ما لم يكن باإليماء كنحوه‪ ،‬مما تصير بو الصبلة ناقصة‪( .‬قرز) )‪( .‬كلو) كاف ذلك‬
‫الخوؼ (في الحضر)( ) كلو كانوا غير محقين‪ ) .‬دكف السفر‪ ،‬فإف ىذه الصبلة تصح فيو‪ ،‬بخبلؼ‬
‫الصبلة األكلى‪.‬‬

‫(‪)467/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال تفسد) ىذه الصبلة (بما ال بد منو) ( ) كلو كاف كبلما إف احتيج إليو‪ .‬كقيل‪ :‬يفسدىا‪ .‬كقيل‪ :‬ال‪،‬‬
‫كإف احتيج إليو‪ ،‬كىو ظاىر شرح القاضي زيد‪ ،‬كقرره (المفتي) ألنهم خففوا في األفعاؿ دكف األقواؿ‪،‬‬
‫كلعلو يفهم من قولو‪" :‬من قتاؿ كانفتاؿ"‪ ) .‬للمصلي حاؿ الصبلة (من قتاؿ‪ ،‬كانفتاؿ)( ) كضابطو ما يعد‬
‫في ذلك الحاؿ يسيرا‪ ،‬فهو غير مفسد‪ ،‬كلو كاف كثيرا في غير تلك الحاؿ‪ ،‬كما يعد فيها كثيرا‪ ،‬فهو‬
‫مفسد‪ )*( .‬كال يفسدىا الكبلـ إذا كاف يحتاج إليو‪( .‬بستاف) كقيل‪ :‬يفسدىا‪ ،‬كلو احتاج إليو‪( .‬مفتي)‬
‫كىو ظاىر األزىار‪( .‬قرز) (*) إال في التقديم فيفسد‪ ،‬كأما البعد كاالنفصاؿ للعذر فبل يضر‪( .‬عامر)‬
‫كقرره‪ .‬ككذا ما ال بد منو لم يضر‪( .‬قرز) كركوب‪ ،‬كنزكؿ‪(.‬تذكرة) كمثلو في (البياف) (*) ألنها صبلة‬
‫ضركريو‪ ،‬كصبلة العليل‪ ) .‬عن القبلة كنحوىما‪ ،‬من العدك كالركوب‪ ،‬فإف غشيهم سيل كال يجدكف نجوة‬
‫كاف لهم أف يصلوا يوموف عدكا( ) أم‪ :‬السير جريا‪ ) .‬على أرجلهم‪ ،‬كركابهم‪ ،‬كإف أصابهم حريق كاف‬
‫لهم ىذا‪ ،‬ما لم تكن لهم نجوة من جبل يلوذكف إليو‪ ،‬أك ريح ترد الحريق‪ ،‬كإف أمكنهم النزكؿ لم يجز‬
‫لهم أف يصلوا على دكابهم( ) إف لم يخشوا [قول] أف يأخذىا العدك‪.) .‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىذا ىو الذم قصدناه بقولنا‪ :‬كال تفسد بما ال بد منو‪ ،‬من قتاؿ‪ ،‬كانفتاؿ‪ ،‬كنحوىما‪،‬‬
‫فأما إذا كاف منو بد‪ ،‬ككاف مما يعد فعبل كثيرا في ىذه الحاؿ ( ) بل في األمن‪ ،‬كمنو بد أفسد‪( .‬قرز)‬
‫(*) كجو التشكيل أنو إذا كاف منو بدؿ أفسد‪ ،‬من غير نظر إلى التقييد بهذه الحاؿ‪( .‬قرز) ) أفسد‪.‬‬
‫كفى الكافي عن زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالشافعي‪ :‬ال تفسد‪ ،‬كإف كثر‪.‬‬

‫(‪)468/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ال تفسدىا أيضا (نجاسة) ( ) منو‪ ،‬أك من غيره‪ ،‬حيث ال يمكنو أف يتوضأ‪ ،‬كال يتيمم‪( .‬حاشية‬
‫سحولي) ) موجودة (على آلة الحرب) التي يستغنى عنها في مدافعة العدك ألجل الضركرة‪ ،‬كسواء طرأت‬
‫النجاسة قبل الدخوؿ في الصبلة أـ بعده‪ ،‬فإنو يجوز لو الصبلة بذلك المتنجس (ك) إف كانت طرأت‬
‫النجاسة ( ) المراد إذا طرأت النجاسة من غيره‪ ،‬ال منو؛ ألنو ينتقض كضوءه‪ ،‬إال أف ال يتمكن من‬
‫الوضوء كال من التيمم فتصح صبلتو للضركرة‪( .‬صعيترم) ك(بياف) ك(قرز) ) (على غيرىا) أم على غير‬
‫آلة الحرب مما يستغنى عنو‪ ،‬كال يخشى ضررا إذا طرحو ػ فإف ما كقعت عليو ىذه النجاسة (يلقى فورا) (‬
‫) ما لم يخش [ قوم ] أف يأخذه العدك‪ ،‬كلو لم يجحف‪( .‬حاشية سحولي لفظا) حيث كاف اآلخذ‬
‫مكلفا؛ ألف أخذه منكر‪ ،‬أما لو كاف الخوؼ من السيل‪ ،‬كالنار‪ .‬ينظر‪ .‬المختار اعتبار االجحاؼ في‬
‫الجميع‪ ،‬كما مر في التيمم‪ ،‬أك كاف للغير كلو قل‪( .‬قرز) (*) كحد الفور كقت اإلمكاف‪( .‬ىامش ىداية)‪.‬‬
‫(قرز) (*) يطرحو‪ ،‬كيعفى لو قدر إلقائو‪ ) .‬أم‪ :‬يطرحو المصلي على الفور‪ ،‬كإال بطلت صبلتو (كمهما‬
‫أمكن) ( ) كفعل‪( .‬قرز) ) المصلي في حاؿ المدافعة (اإليماء بالرأس) ( ) مع سائر أذكار الصبلة‪.‬‬
‫(بياف) ك(حاشية سحولي) قلت‪ :‬حيث أمكن كإال فبل‪ ،‬كاألخرس‪( .‬سماع) شارح كمثلو عن (المفتي)‬
‫ك(شامي) ) للركوع كالسجود فقد صحت صبلتو (فبل) يجب عليو (قضاء) تلك الصبلة تامة في حاؿ‬
‫األمن‪ ،‬بل قد أجزت( ) فإف زاؿ عذرىم فحكمهم حكم من انتقل من أدنى إلى أعلى‪( .‬بياف لفظا) )‬
‫(كإال) يمكنو اإليماء بالرأس لشدة الخوؼ كالمدافعة (كجب الذكر) هلل تعالى ( ) لحرمة الوقت‪( .‬شرح‬
‫الهداية) ) في تلك الحاؿ بتسبيح‪ ،‬كتكبير‪ ،‬كتهليل‪ ،‬مستقبل القبلة إف أمكنو‪ ،‬كغير مستقبل إف تعذر (‬
‫) كظاىر األزىار ك(التذكرة) كإف لم يتعذر‪( .‬قرز) )‪ ،‬كمكاف كل ركعة تكبيرة ( ) مع القراءة كالتشهد في‬
‫سائر أركاف الصبلة‪( .‬شرح فتح) كال يتعين عليو‬

‫(‪)469/0‬‬

‫_____________________________‬

‫التكبير‪( .‬قرز) (*) ندبا‪( .‬مفتي) (قرز) )‪.‬‬


‫(ك) يجب (القضاء ( ) كالفرؽ بين ىذا ‪ /‬كبين المريض كالعليل إذا عجز عن اإليماء بالرأس‪ :‬أنو ال‬
‫يقضي‪ ،‬كال يأتي بالذكر‪ ،‬كىنا يأتي بو؛ ألنو قادر‪ ،‬كلكن خاؼ من الفعل‪ ،‬كىناؾ غير قادر‪ ،‬ككذلك ال‬
‫يلزـ الذكر ىناؾ‪( .‬زىور) كىناؾ المانع من جهة اهلل تعالى‪ ،‬كىنا من جهة نفسو‪( .‬نجرم) كقد حكم‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم أف من اشتغل عن صبلتو‪ ،‬أك ناـ عنها فالقضاء [ فإف قيل فلم ال يجب على‬
‫من يزيل المنكرات أف يصلي حسب اإلمكاف كالمسايف قلت ألف صبلة المسايفة مخصوصة بالخوؼ‬
‫كقد تقدـ لػ (لدكارم) تفصيل‪ ،‬كىو أنو يصلي باإليماء في حاؿ خركجو إذا خشي فوات الوقت‪.‬‬
‫(صعيترم) ](*) كحاصل ذلك أنو إذا أتوا بما يسمى صبلة كاإليماء‪ ،‬كالسجود‪ ،‬كالتسليم أجزتهم‪ ،‬كلم‬
‫يجب عليهم القضاء‪ ،‬كإال كجب الذكر كالقضاء‪(.‬زىرة) من (ىامش البياف) (قرز) ) لهذه الصبلة في‬
‫األمن‪ ،‬كال تسقط بهذا الذكر( ) ألف ذلك ليس بصبلة‪ ،‬كإنما يفعل لئبل يعد من الغافلين؛ لقولو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو‪( :‬إذا أمرتم بأمر فأتوا بو ما استطعتم) كفي ركاية أخرل (فأتوا منو)‪( .‬بستاف) ) عند أبي طالب‪،‬‬
‫كالقاضي زيد‪ .‬كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كاألمير الحسين‪ :‬بل تسقط‪.‬‬

‫(‪)472/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يصح أف تصلى ىذه الصبلة جماعة‪ ،‬كما تصح فرادل‪ ،‬كسواء كانوا رجاال‪ ،‬أك ركبانا‪ ،‬فإف اختلفوا‬
‫فبعضهم راجل‪ ،‬كبعضهم راكب ػ فإنو (يؤـ الراجل الفارس) ( ) كلو الراجل مقعدا؛ ألف الراكب مستقل‬
‫على حيواف‪( .‬حاشية سحولي) ) أم‪ :‬يكوف الراجل إماما‪ ،‬كالفارس مأموما (ال العكس)( ) كإذا زاؿ‬
‫الخوؼ عند حاؿ الصبلة‪ ،‬ككانوا كمن انتقل حالو من األدنى إلى األعلى‪ ،‬كلعل ىذا في ىذه الصوره‬
‫الثانيو‪ .‬ككذا في الصورة األكلى في حق األكلين‪( .‬ىامش بياف) فيعيدكف الصبلة [كلو قد خرج الوقت‬
‫كما مر‪) .‬بياف( كالمتيمم كجد الماء‪] .‬إذا زاؿ العذر كىم في الصبلة‪ ،‬كإف زاؿ العذر كقد خرجوا من‬
‫الصبلة فبل تلزمهم اإلعادة إال ما داـ الوقت‪( .‬ىامش بياف)‪ )*( .‬المراد الراكب ليكوف أعم‪ )*( .‬ككذا‬
‫اآلمن بالخائف‪( .‬قرز) ) كىو أف يكوف الراكب إماما‪ ،‬كالراجل مأموما‪.‬‬
‫(باب صبلة العيد)( ) كركم أنو صلى اهلل عليو كالو كسلم قدـ المدينة كلهم يوماف يلعبوف فيهما‪ ،‬فقاؿ‬
‫صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ما ىذاف اليوماف) ? قالوا‪ :‬كنا نلعب فيهما في الجاىلية‪ .‬قاؿ صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬قد أبدلكم اهلل يومين خيرا منهما‪ ،‬يوـ الفطر‪ ،‬كيوـ االضحى)‪( .‬غيث) كاليوماف اللذاف كانا عيدا‬
‫للجاىلية أكؿ يوـ من محرـ الذم ىو أكؿ السنة‪ ،‬كأكؿ يوـ من رجب الذم ىو أكؿ النصف الثاني‪،‬‬
‫كىذا تحقيق ال شك فيو‪( .‬كابل) )‬
‫العيد مأخوذ من عود المسرة ( ) لعوده مرة بعد مرة‪ .‬قاؿ األزىرم‪ :‬كل اجتماع سركر فهو عيد عند‬
‫العرب‪( .‬كابل) )‪ ،‬كاألصل في صبلة العيد الكتاب‪ ،‬كالسنة‪ ،‬كاإلجماع‪.‬‬

‫(‪)477/0‬‬

‫_____________________________‬

‫أما الكتاب‪ :‬فقولو تعالى‪{ :‬فصل لربك كانحر} أراد صبلة العيد‪ ،‬كنحر األضحية على أحد التأكيبلت( )‬
‫كالتأكيل الثاني {فصل لربك كانحر} لربك ال لغيره‪ ،‬كقيل‪ :‬صبلة الفجر في مزدلفة‪ ،‬كنحر الهدم في‬
‫منى‪ .‬التأكيل الثالث‪ :‬صل لربك كانحر النحر (‪ )7‬كضع اليد اليمنى على اليد اليسرل في الصبلة‪.‬‬
‫(غيث معنى) كقيل‪ :‬صل لربك كانحر؛ مخالفة للمشركين؛ ألنهم ينحركف لؤلصناـ‪( .‬بستاف) (‪ [ )7‬أصل‬
‫التأكيل الثالث صل لربك كانحر أم‪ :‬كارفع يديك إلى نحرؾ‪ ،‬كقد ركم عن علي عليو السبلـ‪ ،‬فيكوف‬
‫دليبل لمن قاؿ‪ :‬يسن رفع اليدين عند التكبيرة‪.) ].‬‬
‫كأما السنة‪ :‬فمواظبتو صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم على ذلك‪.‬‬
‫كأما اإلجماع‪ :‬فبل خبلؼ في أنها مشركعة على الجملة‪.‬‬

‫(‪)470/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) (كفى كجوب صبلة العيدين خبلؼ)( ) قاؿ في (الشفاء)‪ :‬كال تجب صبلة العيد على المسافر‪.‬‬
‫كلفظو‪ :‬خبر كركم عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم (أنو كاف بمنى يوـ النحر فلم يصل) يعني‪ :‬صبلة‬
‫العيد‪ .‬دؿ على أنها ال تجب على المسافر‪ ،‬كالجمعة‪ ،‬كالمختار‪ :‬كالمحتار كجوبها عليو‪( .‬شامي) ) أحد‬
‫الركايتين عن القاسم ( ) ركاه عنو محمد بن القاسم‪( .‬شفاء) )‪ ،‬كركاه في الوافي عنو( ) كركاه في الوافي‬
‫عن األخوين‪ )*( .‬كىو قوؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالحنفيو‪( .‬شرح ىداية) )‪ .‬كعن الهادم‪ ،‬كأبي العباس‪ :‬أنها‬
‫من فرائض األعياف( ) حجة من قاؿ‪ :‬إف صبلة العيد من فركض األعياف القياس على الجمعة بجامع‬
‫الخطبة‪ [ .‬يقاؿ‪ :‬الخطبة كاجبة في األصل‪ ،‬مندكبة في الفرع‪ ،‬فينظر في القياس] لكن لقائل أف يقوؿ‪:‬‬
‫إف الفرع زاد على األصل؛ إذ الجمعة ال تجب على العبد كالمرأة كنحوىما‪ ،‬كتختص الجمعة بأشياء ال‬
‫توجد في العيد‪ ،‬كالعكس‪ ،‬كقد بنى عليو السبلـ في األزىار على كجوب صبلة العيد‪ ،‬حيث قاؿ‪" :‬سبع‬
‫تكبيرات فرضا" كحجة من قاؿ‪ :‬إنها فرض كفاية؛ قياسا على الجنازة‪ ،‬بجامع شرعية التكبير‪ .‬كمن حجة‬
‫القائل بأنها فرض‪ :‬أنها تسقط الجمعة‪ ،‬كالنفل ال يسقط الفرض‪( .‬حاشية سحولي) (*) كالجمعة‪،‬‬
‫كالجامع شرعية الخطبو‪( .‬بحر معنى) لعل الوجو مواظبة النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ .‬ذكره في‬
‫(الشفاء)‪ ) .‬على الرجاؿ كالنساء‪.‬‬
‫القوؿ الثاني‪ :‬أحد الركايتين( ) الراكل علي بن العباس‪ ) .‬عن القاسم‪ ،‬كخرجو أبو طالب ليحيى عليو‬
‫السبلـ كرجحو‪ ،‬كىو قوؿ الكرخي‪ ،‬كأحد قولي الشافعي‪ :‬إنها من فركض الكفايات( ) في الجنازة‪،‬‬
‫كالجامع التكبير‪ .‬لنا ما مر‪.) .‬‬
‫القوؿ الثالث‪ :‬أشار إليو المؤيد باهلل‪ :‬أنها سنة ( ) في أحد قوليو‪( .‬بياف) (*) كحجة الثالث‪ :‬أنو جاء‬
‫رجل ساؿ النبي صلى اهلل عليو كآلو عما فرض عليو ? فقاؿ‪( :‬خمس صلوات في اليوـ كالليلة) فقاؿ‪:‬‬
‫ىل على شيء غيرىا ? فقاؿ‪( :‬ال‪ ،‬إال أف تطوع)‪( .‬بستاف)‬

‫(‪)473/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) (مسألة) ما يكوف فيما يعتاده المسلموف من تعويد الفساؽ في األعياد من قولو‪ :‬اهلل يعيدكم من‬
‫السالمين‪ .‬ىل يجوز أـ ال ? أجاب موالنا عليو السبلـ‪ :‬أنو ال يجوز ذلك؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪:‬‬
‫(من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أف يعصى اهلل تعالى في أرضو) فإف دعت الضركرة‪ ،‬كىو أف يخشى‬
‫منهم السب‪ ،‬أك ما أشبو ذلك قاؿ‪ :‬اهلل يعيدكم من السالمين إف شاء اهلل تعالى‪ .‬ىذا كجو مخلص‪( .‬من‬
‫خط سيدنا حسن) كلعل الكبلـ للنجرم‪.) .‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كىذا قوؿ زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‪ .‬قاؿ‪ :‬كىو المختار‪ ،‬كصححو في مهذب الشافعي‬
‫لمذىبهم‪.‬‬
‫قاؿ في شرح اإلبانة‪ :‬كشرطها( ) لصحتها‪( .‬بياف) ) عند زيد بن علي‪ ،‬كالباقر‪ ،‬كالحنفية( ) شرط‬
‫للخطبو‪ ،) .‬كالمؤيد باهلل المصر كالجماعة‪.‬‬
‫كفى الشرح عن المؤيد باهلل كقوؿ الهادم‪ :‬أف ذلك ليس بشرط‪.‬‬
‫كفى الياقوتة‪ :‬إذا أـ من يرل أنها سنة بمن يرل كجوبها( ) كيجوز العكس‪( .‬بحر) ) احتمل أف ال تجزيو‪،‬‬
‫كصبلة المفترض( ) كاحتمل أنها تجزيو‪ ،‬كصبلة من يرل أف اآليات بعد الفاتحة سنة‪ ،‬كىو يرل أنها‬
‫فرض‪ ،‬كاإلماـ حاكم‪( .‬غيث) كيمكن الفرؽ بأف ىنا ائتم من يرل أف اآليات كاجبة بمفترض‪ ،‬كإف‬
‫اختلفت صفتها‪ .‬قاؿ (القاضي عبد اهلل الدكارم) ما معناه‪ :‬أنها تصح‪ ،‬كال يمنع من ذلك ما يطلقو‬
‫أصحابنا أف ال تصح صبلة المفترض خلف المتنفل؛ ألف الصبلة ىنا كاحدة‪ ،‬كاتحادىا أبلغ من اتحاد‬
‫حكمها‪ ،‬فلذلك صحت‪ ،‬بخبلؼ المفترض خلف المتنفل فإنهما صبلتاف مختلفتاف فبل تصح‪ ،‬كشبهو‬
‫بمن يصلي الظهر خلف من يصلي الجمعة‪ .‬يقاؿ‪ :‬لطفية الواجب غير لطفية السنة‪( .‬شامي) ) خلف‬
‫المتنفل‪.‬‬

‫(‪)474/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كىي) مؤقتو‪ ،‬ككقتها أكلو (من بعد انبساط الشمس) ( ) كعن اإلماـ أحمد بن الحسين عليو السبلـ‪ :‬أف‬
‫المنفرد يصلي بعد الفجر‪( .‬تبصرة) (*) كالمراد باالنبساط على األرض المستوية‪ ،‬كالجباؿ العالية‪ ) .‬يوـ‬
‫اإلفطار‪ ،‬كيوـ االضحى (إلى الزكاؿ)( ) (فائدة) لو خرج كقت صبلة العيد كقد قيدىا بركعة‪ ،‬ىل يتمها‬
‫كسائر الصلوات أـ ال ? المختار بطبلنها‪ ،‬قياسا على الجمعة‪( .‬تهامي) كمثلو في (اللمعة) ك(حاشية‬
‫سحولي) كقرره (القاضي عامر) كىو المقرر للمذىب‪ .‬كقيل‪ :‬يصح تقييدىا كسائر الصلوات‪ ،‬بخبلؼ‬
‫الجمعة فإنها إذا خرج كقتها أتمها ظهرا‪( .‬مفتي) عن المتوكل ك(الحماطي) (*) إلى دخوؿ الوقت‬
‫المكركه‪ .‬كعبارة (الهداية)‪ :‬أكؿ الوقت المكركه‪ ،‬فبيل الزكاؿ (*) صوابو‪ :‬إلى قبل الزكاؿ‪( .‬قرز) قاؿ‬
‫في البحر‪ :‬ال أعرؼ فيو خبلفا‪( .‬بحر) ) فيهما‪ ،‬كيعني‪ :‬بانبساط الشمس أف يزكؿ الوقت المكركه‪،‬‬
‫كيستحب تأخير صبلة الفطر القدر الذم يتناكؿ فيو‪ ،‬كلو شربة من ماء‪ ،‬كقدر ما يخرج زكاة الفطر‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو حسن‪ :‬كلو كاف قد أخرجها فكذا أيضا‪.‬‬
‫كيستحب تعجيل صبلة االضحى( ) قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من ترؾ طعامو كشرابو في عيد‬
‫االضحى إلى أف يرجع من مصبله كتب لو عبادة ستين ألف سنة)‪( .‬نجرم) كإذا سئل فبل يستحب لو‬
‫المساعدة (‪ )7‬للفطر فبل يفطر؛ ألنو أفضل لو (‪( )7‬قرز) [كىو المختار‪ ،‬كيصير حكمو حكم من دخل‬
‫بعد الزكاؿ في المتنفل‪( .‬بستاف)] ألف األكل ىنا مكركه‪ ،‬بخبلؼ الفطر في النفل‪ ،‬كأيضا فقد كرد أف‬
‫اإلنساف يفطر ليكرـ أخاه‪ ،‬كىنا لم يرد شيء‪( .‬بستاف)‪( .‬انظر ىامش البياف‪.) )777/7‬‬
‫[صفة صبلة العيد]‬

‫(‪)475/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كصبلة العيدين صفتها كاحدة ال تختلف‪ ،‬كىي (ركعتاف) ( ) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(صبلة االضحى ركعتاف) الخبر‪ .‬تمامو (كصبلة الفطر ركعتاف‪ ،‬كصبلة السفر ركعتاف‪ ،‬من غير قصر على‬
‫لساف نبيكم‪ ،‬كقد خاب من افترل) ركاه ابن عمر‪ )*( .‬إجماعا‪( .‬بحر) كالجماعو مشركعة فيها إجماعا‪،‬‬
‫كالتوجهاف‪ ،‬كالقراءة‪ ،‬كالتكبير كذلك‪( .‬بحر) ) بأربع سجدات‪ ،‬كتشهد‪ ،‬كتسليم‪ ،‬كما في غيرىما‪ ،‬تكوف‬
‫القراءة فيهما (جهرا ( ) ركم عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو كاف يجهر بالقراءة فيهما‪( .‬شرح‬
‫نكت) (*) بالواجب من القراءة‪ ،‬كىي الفاتحة كسورة‪( .‬فتح كشرحو) كاختاره المتوكل على اهلل‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫في كل ركعة الفاتحة كثبلث آيات كجوبا؛ لفعلو صلى اهلل كآلو كسلم‪ .‬ذكره في أمالي أحمد بن عيسى‪) .‬‬
‫كلو) صبلىا أحد (فرادل) كعن أبي طالب‪ :‬أف المنفرد ال يجهر‪ ،‬كيكبر المصلي (بعد قراءة ( ) (مسألة)‬
‫لو ترؾ القراءة في صبلة العيد سهوا في الركعتين أتى بركعة ثالثة‪ ،‬كيكبر فيها خمس تكبيرات‪( .‬خط‬
‫التهامي) قييل الزكاؿ‪ ،‬كقيل‪ :‬يأتي بركعتين يقرأ فيهما كجوبا‪( .‬قرز) [ىذا إذا استمر السهو إلى بعد‬
‫الفراغ من الصبلة‪ ،‬فإف ذكر قبل الفراغ فإنو يعتد بتكبيرة اإلحراـ فقط‪ ،‬كيلعي ما بعدىا‪ ،‬كىكذا إذا ترؾ‬
‫التكبيرة في الركعتين جميعا أنو ال يعتد إال بقراءة الركعة األكلى‪ ،‬كيلغي ما بعدىا]‪( .‬ىامش بياف‪770/7‬‬
‫كما بين أقواس الزيادة لم أجده في ىامش البياف) ) الركعة (األكلى سبع تكبيرات ( ) فلو زاد عمدا‬
‫بطلت‪ .‬كقيل‪ :‬ال تفسد كلو زاد عمدا؛ ألنو زيادة ذكر [في موضعو](*) كىل تشترط الطمأنينة بين كل‬
‫تكبيرتين كالجنازة أـ ال ? المختار أنو ال يشترط؛ ألف كل تكبيرة في الجنازة بمثابة ركعة‪ ،‬ال ىنا‪[ .‬ال‬
‫فرؽ بينهما‪ ،‬فبل تشترط الطمأنينة في الموضعين‪( .‬قرز)] (*) ىل يجتزم بتكبير الفصل إذا فاتو شيء‬
‫من التكبيرات‪ ،‬كلعلو يجتزم‪( .‬حاشية سحولي) كمثلو عن (القاضي عامر) ىذا إف لم يقصد بو السنة‪.‬‬
‫لكن‬

‫(‪)476/0‬‬

‫_____________________________‬

‫يرد عليو طواؼ الحج؛ ألنهم قد ذكركا أنو إذا طاؼ نفبل كقع عن الواجب إذا لحق بأىلو‪ .‬يقاؿ‪ :‬الحج‬
‫كرد على خبلؼ القياس فبل يقاس عليو‪.‬‬
‫(*) (مسألة) لو قدـ التكبير أعاده يعد القراءة‪ ،‬كإال أعاد الصبلة؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬صلوا كما‬
‫رأيتموني أصلي)‪( .‬شرح بحر) (*) جهرا ػ [كقيل‪ :‬كلو سرا‪( .‬قرز)]ػ كجوبا‪ ،‬كالقراءة‪( .‬حماطي) قاؿ‬
‫(المفتي) مسلم إف صليت جماعة‪ ،‬كإال صحت‪ ،‬كلو سرا‪ .‬كىو ظاىر العبارة‪ )*( .‬كفي أمالي أحمد بن‬
‫عيسى بإسنادة إلى نافع‪ ،‬عن ابن عمر قاؿ‪ :‬كاف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم يكبر في العيدين اثنتي‬
‫عشرة تكبيرة‪ ،‬سبعا في األكلى‪ ،‬كخمسا في اآلخرة‪ .‬كىو في أمالي أبي طالب‪ ،‬كأصوؿ األحكاـ‪ .‬كخرج‬
‫أبو داكد عن عائشة (كاف صلى اهلل عليو كآلو كسلم يكبر في الفطر كاالضحى في األكلى سبع‬
‫تكبيرات‪ ،‬كفي الثانية خمس تكبيرات‪ ،‬سول تكبير الركوع) كفي (الشفاء) عن الصادؽ عن أبيو قاؿ‪:‬‬
‫(كاف علي عليو السبلـ يكبر في الفطر كاالضحى في األكلى سبعا‪ ،‬كفي الثانيو خمسا‪ ،‬كيصلي قبل‬
‫الخطبو‪ ،‬كيجهر بالقراءة‪ ،‬ككاف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم كأبو بكر‪ ،‬كعمر‪ ،‬كعثماف يفعلوف ذلك)‪.‬‬
‫من (ضياء ذكم األبصار) ) فرضا) الزما‪ ،‬تفسد الصبلة بترؾ ىذه التكبيرات‪ ،‬كبترؾ بعضها؛ ألنها شرط(‬
‫) أم‪ :‬فرض‪ ) .‬في صحة الصبلة عندنا‪ .‬كال فرؽ بين أف يتركها عامدا( ) كتفسد بالركوع‪( .‬قرز) ) أك‬
‫ناسيا( ) كتفسد بالخركج من الصبلة‪.) .‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬ليست بشرط‪.‬‬

‫(‪)477/0‬‬

‫_____________________________‬

‫ك (يفصل بينهما) أم‪ :‬بين كل تكبيرتين من ىذه السبع بأف يقوؿ (ندبا) ال كجوبا‪( :‬اهلل أكبر كبيرا ( )‬
‫كفصل المؤيد باهلل‪ :‬سبحاف اهلل‪ ،‬كالحمد هلل‪ ،‬كال إلو إال اهلل‪ ،‬كاهلل أكبر‪ ،‬اللهم صل على محمد كآلو‪،‬‬
‫ربنا آتنا في الدنيا حسنة كفي اآلخرة حسنة كقنا عذاب النار‪( .‬حاشية) (*)كيستحب التنوين مع الوصل‪.‬‬
‫(قرز) ) إلى آخره)‪ ،‬كىو اهلل أكبر كبيرا‪ ،‬كالحمد هلل كثيرا‪ ،‬كسبحاف اهلل بكرة كأصيبل( ) نوف سبحاف ال‬
‫تأتي إال مفتوحة‪ )*( .‬األصيل ما بين العصر إلى المغرب‪ ،‬ذكره في (ركضة البكرم)‪( .) .‬ك) إذا فرغ من‬
‫التكبيرات السبع قاؿ‪ :‬اهلل أكبر كبيرا‪ ..‬إلى آخره‪ ،‬ثم (يركع بثامنة) ( ) عبارة األثمار‪" :‬كينقل بثامنة" لئبل‬
‫يتوىم أنها كاجبة‪ ) .‬أم‪ :‬بتكبيرة ثامنة‪ ،‬كىي تكبيرة النقل‪.‬‬
‫(كفي) الركعة (الثانية خمس) تكبيرات بعد قرائتها‪ ،‬بينهن فصل (كذلك ( ) يؤخذ من ىذا أف القراءة‬
‫كاجبة في كل ركعة‪( .‬قرز) ) كيركع بسادسة) كىي تكبيرة النقل‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬كظاىر كبلـ اللمع ( ) ككذلك األزىار‪ .‬قاؿ اإلماـ المتوكل على اهلل‬
‫ك(المفتي) عليهما السبلـ‪ :‬كىو الذم رأينا عليو أىالينا‪( .‬ىامش أثمار) ) أنو ال فصل بين السابعة‪،‬‬
‫كالثامنة‪ ،‬ككذا بين الخامسة‪ ،‬كالسادسة‪.‬‬

‫(‪)478/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ المنصور باهلل ( ) كاختاره (‪ )7‬في البحر ك(األثمار) كىو ظاىر قوؿ الهادم عليو السبلـ‪ .‬قاؿ‬
‫السيد يحيى بن الحسين كىو الذم رأينا عليو أىالينا‪( .‬ىامش أثمار) (‪ [ )7‬لما ركاه أبو طالب عليو‬
‫السبلـ في أماليو بإسناده إلى الحارث عن علي عليو السبلـ (أنو كاف يدعو في العيدين بين كل‬
‫تكبيرتين) كاختار الهادم عليو السبلـ أف يقوؿ بينهما‪ :‬اهلل أكبر كبيرا‪ ..‬إلى آخره‪ .‬قاؿ اإلماـ المنصور‬
‫باهلل القاسم بن محمد عليو السبلـ في االعتصاـ‪ :‬كىذا يجرم مجرل المرفوع؛ ألف الهادم عليو السبلـ‬
‫ال يثبت في الصبلة شيئا من كبلـ الناس لم يثبت لو صحتو عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو من‬
‫أذكار الصبلة‪ .‬من (ضياء ذكم األبصار)] )‪ ،‬كعلي خليل‪ :‬إنو يفصل‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إف التكبيرات في األكلى خمس‪ ،‬كفى الثانية أربع‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ثبلث في األكلى‪ ،‬كثبلث في الثانية‪.‬‬
‫كقاؿ مالك‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف محل التكبيرات( ) كعدد التكبير عندىما مثلنا في أحد أقوالهما‪ .‬كقيل‪ :‬عند‬
‫مالك ست في األكلى‪ ،‬كخمس في الثانية‪ )*( .‬يقاؿ‪ :‬لو صلى الهدكم صبلة العيدين خلف الشافعي مع‬
‫أنو يقوؿ‪ :‬القراءة بعد التكبير‪ ،‬ىل يكبر معو? كإف كاف الشركع عنده أف التكبير بعد القراءة ? كإذا قلتم‪:‬‬
‫إنو ال يكبر‪ ،‬فهل يتحمل عنو القراءة أـ ال ? لعلو يقاؿ‪ :‬أما القراءة فيتحمل عنو‪ ،‬كأما التكبير فإف أمكنو‬
‫أف يكبر بعد فراغ اإلماـ من القراءة رسبل‪ ،‬كيدرؾ اإلماـ راكعا لزمو ذلك إال كاف عذرا لو في العزؿ أفاده‬
‫سيدنا على [يقاؿ‪ :‬ال يصح أف يصلي العبد الهدكم خلف الشافعي الختبلفهما فرضا كنفبل فبل يرد على‬
‫ىذا السؤاؿ فتأمل] [أقوؿ‪ :‬قد تقدـ قريبا جواب القاضي عبد اهلل الدكارم على ىذا االعتراض فليراجع‪.‬‬
‫(ىاشمي)] ) قبل القراءة في الركعتين معا‪.‬‬

‫(‪)479/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ القاسم‪ ،‬كالناصر‪ ) ( ،‬كزيد بن علي‪( .‬شفاء) ) كأبو حنيفة‪ :‬يوالي بين القراءتين فيؤخرىا في األكلى‪،‬‬
‫كيقدمها( ) يؤخرىا أم‪ :‬الفاتحة‪( .‬شفاء)‪ .‬كيقدمها أم‪ :‬الفاتحة‪( .‬شفاء) ) في الثانية‪.‬‬
‫(ك) إذا جاء المؤتم‪ ،‬كقد كبر اإلماـ بعض التكبيرات فإنو يكبر معو ما أدرؾ من التكبير‪ ،‬ك (يتحمل‬
‫اإلماـ ما فعلو) من التكبيرات ( ) كالفرؽ بين القراءة في الصبلة‪ ،‬كالتكبيرات في صبلة العيد أنو يتحمل‬
‫اإلماـ التكبيرات في صبلة العيد‪ ،‬ال القراءة؛ ألف محل القدر الواجب من القراءة غير متعين‪ ،‬بخبلؼ‬
‫التكبير في صبلة العيد فهو متعين في كل ركعة منها‪( .‬تعليق لمع) كىذا بناء على أف القراءة ال تتعين في‬
‫الركعتين معا‪ ،‬كأما على المختار كما ىو ظاىر األزىار في قولو‪" :‬كفي الثانية خمس كذلك" فأفهم‬
‫الوجوب في الثانية كاألكلى‪ ،‬فيستوم الحكم في التكبير‪ ،‬كالقراءة في التعيين في الركعتين معا‪ ،‬كيتحمل‬
‫اإلماـ ما فعلو مما فات البلحق في التكبير كالقراءة‪( .‬إمبلء سيدنا حسن رحمو اهلل)‪ .‬ىذا الرد كىم؛ ألف‬
‫المراد بالقراءة في الصلوات الخمس‪ ،‬ال صبلة العيد فتأمل‪[ .‬سماع سيدنا علي رحمو اهلل ] (*)‬
‫كالقراءة‪( .‬قرز) ) (مما فات) ذلك (البلحق) ( ) ينظر لو أخر التكبير عمدا حتى فرغ اإلماـ منو‪ ،‬ثم‬
‫قعلو المؤتم بعد فراغو رسبل‪ ،‬كأدرؾ اإلماـ راكعا ىل تجزيو الصبلة أـ ال ? عن سيدنا محمد العنسى‪:‬‬
‫تجزئ‪ .‬ك(قرز) كلعلو يفهمو األزىار فيما مر بقولو‪" :‬أك تأخر بهما" الخ‪ .‬أم‪ :‬بركنين فعليين؛ إذ مفهومو‬
‫ال غير فعليين‪( .‬سماع سيدنا حسن رحمو اهلل) ) كيسقط ذلك الفائت عن البلحق( ) كإذا أمكنو أف يأتي‬
‫بو قبل أف يركع‪ ،‬أك بعضو فعلو‪ ،‬كما إذا أدركو راكعا‪ .‬قاؿ الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬كذلك ندب [‬
‫في الصورتين ]‪( .‬بياف) كيكره لو التأخير بعد ركوع اإلماـ لتمامها‪ ،‬بخبلؼ ما لو أدركو راكعا فإنو يكبر‬
‫قائما ما أمكنو؛ ألف تأخره ليس بمكركه‪( .‬غيث) (*) فإف لم يكن الحقا لم يتحمل عنو‪.‬‬
‫(‪)482/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(قرز) )‪ ،‬كىذا إذا أدركو في الركعة األكلى لهما معا‪ ،‬فأما لو كانت ثانية لئلماـ‪ ،‬كأكلى للمؤتم ػ لم يتحمل‬
‫عنو اإلماـ إال ما فعل( ) ككبر معو ما أدرؾ‪ ،‬كيتحمل عنو ما سبقو بو فيها‪ ،‬كزاد تكبيرتين بعد فراغ اإلماـ‬
‫من التكبيرات كجوبا‪ ،‬ثم يركع معو‪ ،‬ككذا لو أدركو راكعا‪( .‬بياف لفظا) ك(قرز) فإف خشى أف يرفع رأسو‬
‫عزؿ صبلتو إلتمامها؛ ألنها فرض كالقراءة الواجبة‪( .‬غيث لفظا) (قرز) )‪.‬‬
‫كىكذا لو كاف اإلماـ مؤيديا ( ) على أحد قولي المؤيد باهلل أنها كاجبة‪ ،‬كإال لم تصح؛ إذ صبلة‬
‫المفترض خلف المتنفل ال تصح‪ ،‬على ما اختاره اإلماـ في (الغيث)‪( .‬ذكيد بلفظو) )‪ ،‬كالمؤتم ىدكيا ػ‬
‫فبل بد للهدكل أف يأتي بتكبيرتين في الركعة( ) بعد فراغ اإلماـ من التكبيرات كجوبا‪ ،‬ثم يركع معو‪.‬‬
‫(قرز) ) األكلى؛ ألف اإلماـ لم يفعلهما‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلهذا قلنا‪" :‬كيتحمل اإلماـ ما فعلو" احتراز من ىاتين الصورتين‬
‫تنبيو‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬لو سبقو المؤتم بتكبيرة من السبع ( ) كأما المشاركة فبل تفسد الصبلة بها‪ ،‬قيل‪ :‬كال‬
‫يعتد بها‪( .‬حثيث) كقيل‪ :‬يعتد بها‪( .‬تهامي) ك(المفتي) كال يقاؿ‪ :‬بأنها مثل تكبيرة اإلحراـ؛ ألف ىنا‬
‫يتحملها اإلماـ‪ ،‬بخبلؼ تكبيرة اإلحراـ‪ ) .‬لم تفسد صبلتو( ) كلو عمدا‪ ،) .‬قاؿ‪ :‬كيحتمل إف ال يعتد‬
‫بها( ) بل يعيدىا بعد تكبيرة اإلماـ‪(.‬تذكرة) (قرز) )‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬فأما لو سبقو بأكثر احتمل أف تفسد كالركنين‪ ،‬كاحتمل أف ال تفسد كاألذكار‬
‫الواجبة‪.‬‬
‫تنبيو‬

‫(‪)487/0‬‬

‫_____________________________‬

‫إذا صلى المؤيدم خلف الهدكم فيحتمل أف ال يكبر معو الزائد ( ) فإف كبر سجد للسهو إف كبر سهوا‪.‬‬
‫ال فرؽ‪( .‬قرز) ) على تكبيره‪ ،‬كما لو أمن اإلماـ لم يتابعو‪ ،‬كيحتمل أف يكبر( ) كفي (البحر) يحبر‪) .‬‬
‫تبعا لو‪ ،‬كما قد ذكركا أنو إذا أدركو في الثانية( ) يعني‪ :‬إذا أدركو في الركعة الثانية من الظهر مثبل‪،‬‬
‫كجلس معو كجلوسو للتشهد األكسط ػ فإنو يكبر إذا قاـ تبعا لتكبير إمامو‪ ،‬كلو لم يكن موضع تكبير‬
‫للمؤتم‪( .‬غيث) )‪ ،‬كجلس معو كبر إذا قاـ تبعا إلمامو‪ ،‬كقد ذكر ىذا الثاني في الياقوتة‪.‬‬
‫فصل‬
‫(‪)480/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كندب بعدىا)( ) (فائدة) إذا خطب بعد الزكاؿ للعيد جاز [ كأجزأ‪) .‬بياف( ] على ما يفهم من كبلـ‬
‫الوافي‪ ،‬كأبي طالب‪ ،‬كإذ ا نول بالخطبة للعيد كالجمعة معا أعاد خطبة الجمعة؛ ألنو خلط الفرض‬
‫بالنفل‪( .‬زىور) كمثلو في (الغيث) كال يقاؿ‪ :‬إنو يصح اختبلط الفرض بالنفل‪ ،‬كما في الغسل من الجنابة‬
‫كالجمعة؛ للفرؽ‪ ،‬كىو أف الخطبة كالركعتين‪ ،‬كال يصح أف يفعل الركعتين لشيئين‪ )*( .‬كندب بعد الصبلة‬
‫الحث على الصدقة‪ ،‬كال ينصرؼ المصلوف حتى نتقضي الخطبة للنهي‪ ،‬كمن فاتتو الصبلة استمع‬
‫كصلى‪( .‬بحر) (*) كحد البعدية ما لم يتفرقوا [كلو بعد الزكاؿ‪) .‬بياف(](*) ال قبلها‪ ،‬كما فعل مركاف بن‬
‫الحكم‪( .‬ىداية) (*) دليل الندية قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬فمن أحب أف يجلس فليجلس‪ ،‬كمن‬
‫أحب أف يذىب فليذىب)‪( .‬صعيترم) (*) لفعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم كالخلفاء من بعده‪ ) .‬أم‪:‬‬
‫بعد الصبلة (خطبتاف( ) إف صليت جماعة‪ ،‬كإال فبل‪( .‬شرح أثمار) كظاىر األزىار خبلفو‪ ،‬كلو فرادل؛‬
‫ليعرفهم الواجب كالمسنوف‪( )*( .‬مسألة) كالخطب المشركعة سبع‪ :‬للعيدين‪ ،‬كالجمعة ثبلث‪ .‬كأربع في‬
‫الحج‪( .‬بحر) األكلى‪ :‬لتعليم اإلحراـ كالخركج إلى منى كعرفات‪ .‬ثم يوـ عرفة لتعليم االفاضة كتوابعها‪.‬‬
‫ثم في يوـ النحر لتعليم النحر كالرمي‪ .‬كالرابعة يوـ النفر بعد الظهر؛ ليعرفهم من أراد التعجيل فلو ذلك‪.‬‬
‫(شرح بحر) كالثامنة‪ :‬كىي خطبة النكاح‪ .‬كقاؿ في (الهداية)‪ :‬كالخطب المشركعة ست الجمعة‪،‬‬
‫كالعيداف‪ ،‬كاثنتاف في الحج‪ ،‬كخطبة النكاح‪( .‬شرح الهداية) ) كا) لخطبتين اللتين في (الجمعة) يعني‪:‬‬
‫في الواجب( ) كىل يشترط في صحة الندبية حضور العدد كالجمعة ? ال يشترط‪( .‬شامي) كظاىر‬
‫األزىار يشترط ذلك؛ ألنو لم يعده من كجوه المخالفة في خطبة الجمعة‪ )*( .‬يعني‪ :‬صفة الواجب‬
‫كالمندكب؛ إذ ال كاجب فيهما‪ ،) .‬كالمندكب فيهما (إال) أنهما يخالفاف خطبتى الجمعة في أمور( )‬
‫ستة‪ ) .‬أحدىا‪( :‬أنو) إذا صعد المنبر‪،‬‬

‫(‪)483/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كاستقبل الناس بوجهو‪ ،‬كسلم عليهم فإنو (ال يقعد أكال)( ) ألنو ال أذاف لصبلة العيد كال إقامة؛ لما ركاه‬
‫جابر بن سمرة‪ ،‬كابن عباس قاال‪( :‬لم يكن يؤذف لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم يوـ الفطر‪ ،‬كال يوـ‬
‫األضحى)‪ ) .‬أم‪ :‬ال يقعد قبل أف يشرع في الخطبة‪ ،‬بخبلؼ الجمعة فإنو يقعد النتطار فراغ األذاف‪.‬‬
‫(ك) الثاني‪ :‬أنو إذا أراد الشركع في خطبة أم العيدين كاف‪ ،‬فإنو (يكبر في أكؿ األكلى) تكبيرات (تسعا)(‬
‫) رسبل‪( .‬شرح فتح) (*) لما ركاه عتبة بن مسعود أنو قاؿ‪ :‬ىو من السنة‪ .‬يعني‪ :‬التكبير في أكؿ الخطبة‬
‫األكلى‪ ،‬كفي فصولو‪ ،‬أك في آخر الخطبتين‪ ،‬على الكيفية المذكورة‪ .‬حكاه في االنتصار‪ .‬ذكره ابن‬
‫(بهراف)‪ .‬كقاؿ في المهذب‪ :‬لما ركم عن عبيداهلل بن عبداهلل بن عتبة بن مسعود أنو قاؿ‪ :‬ىو من السنة‪.‬‬
‫كركاه ابن أبي شيبة من كجو آخر‪.‬من (ضياء ذكم األبصار)‪ ،) .‬كال يكبر في أكؿ الخطبتين األخيرتين (‬
‫) من العيدين‪( .‬قرز) ) (ك) يكبر (في آخرىما) أم‪ :‬بعد الفراغ من كل كاحدة تكبيرات (سبعا سبعا)‬
‫بخبلؼ خطبة الجمعة (ك) يكبر (في فصوؿ األكلى من خطبة) عيد (االضحى) دكف عيد اإلفطار‬
‫(التكبير المأثور) عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كىو قولو‪ :‬اهلل أكبر‪ ،‬اهلل أكبر‪ ،‬ال إلو إال اهلل‪،‬‬
‫كاهلل أكبر كبيرا‪ ،‬كالحمد هلل كثيرا‪ ،‬على ما أعطانا( ) كفي نسخة "على ما ىدانا"‪ ،) .‬كأكالنا‪ ،‬كأحل لنا‬
‫من بهيمة األنعاـ‪.‬‬
‫"كالفصوؿ" قاؿ ابن كىاس‪ :‬بعد التكبيرات التسع مرة‪ ،‬كبعد الحمد كالثناء مرة‪ ) (،‬كالصبلة على النبي‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ) .‬كبعد الوعظ الثالثة‪ .‬كقاؿ في الشفاء‪ :‬ىو في خطبتى عيد االضحى معا‪.‬‬

‫(‪)484/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثالث ىو أنو (يذكر) في خطبة عيد الفطر (حكم الفطرة)( ) أجاز تأخيرىا إلى آخر نهار الفطر؛‬
‫لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬أغنوىم في ذلك اليوـ) حسن تعريفهم بذلك‪ ،‬لتنبيو المتراخي‪ ،‬كليعيد من‬
‫عرؼ المخالفة فيما قد أخرجو‪ ،‬ككذا المأثور في العيدين من الترفيو‪ ،‬كإكثار الذكر هلل‪ ،‬كتكبير التشريق‪،‬‬
‫كيصفو لهم‪ )*( .‬في األكلى‪( .‬بياف) (قرز) ) فيعرؼ الناس ( ) كجوبا إف كانوا جاىلين‪ ،‬كندبا إف كانوا‬
‫عارفين‪ .‬ك(قرز) ) بوجوبها‪ ،‬كالقدر المجزئ منها‪ ،‬من كل جنس ( ) لعلو على قوؿ زيد بن علي‪ ،‬كأبي‬
‫حنيفة‪ :‬إنها نصف صاع من بر‪ ،‬كصاع من غيره‪ .‬كأما عند أىل المذىب فصاع من أم جنس كاف‪)*( .‬‬
‫صوابو‪ :‬من أم جنس‪.) .‬‬
‫(ك) يذكر في عيد االضحى حكم (األضحية) ( ) في األكلى‪( .‬بياف) (قرز) ) فيعرفهم بأنها سنة‪ ،‬كما‬
‫يجزم منها( ) ككقتها‪ ،‬كالتصرؼ بها‪ ،‬كمكانها‪ )*( .‬لما ركاه البراء بن عازب (أف النبي صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم فعلو)‪( .‬ضياء ذكم األبصار) )‪ ،‬كما ال يجزم‪.‬‬
‫(ك) الرابع أف خطبة العيد (تجزئ من المحدث) ( ) حدث أصغر‪ ،‬كقيل‪ :‬كلو أكبر‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪.‬‬
‫((كقرر)) (*) كاألذاف‪ ) .‬الذم ىو على غير كضوء‪ ،‬بخبلؼ خطبة الجمعة‪ ،‬كما تقدـ‪ .‬قاؿ في الياقوتة‪:‬‬
‫كلو خطب المراىق‪ ،‬كالفاسق ( ) كظاىر األزىار أنها ال تجزئ ممن ذكر؛ ألنو قاؿ‪ :‬كالجمعة‪ ،‬كأيضا‬
‫فإنها تسقط بها الجمعة في حاؿ‪ ،‬لمن حضرىما‪ ،‬فبل تجزئ ممن ذكر‪ .‬كاهلل أعلم‪( .‬شامي) ) في العيد‬
‫جاز‪ ،‬ال الجنب( ) كظاىر األزىار أنها تجزئ من الجنب‪( .‬ىبل) ما لم يكن فيهما قرآف‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‬
‫إذا كاف مستهلكا‪ .‬ك(قرز) ) كالمرأة‪ ،‬كالخنثى‪.‬‬
‫(ك) تجزل أيضا خطبة العيد من خطيب (تارؾ التكبير) الذم تقدـ في أكلهما( ) بالنظر إلى العيدين‪) .‬‬
‫كآخرىما‪ ،‬كبين الفصوؿ‪.‬‬
‫(ك) الخامس‪ :‬أف خطبة العيد (ندب) فيها (االنصات) كىو في خطبة الجمعة كاجب‪.‬‬

‫(‪)485/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) السادس‪ :‬أنو يندب في خطبة العيد (متابعتو) ( ) سرا‪ .‬كقيل‪ :‬كلو جهرا‪ .‬كىو ظاىر األزىار‪ ) .‬أم‪:‬‬
‫متابعة الخطيب (في التكبير‪ ،‬كالصبلة على النبي كآلو( ) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬البخيل من‬
‫ذكرت عنده فلم يصل علي) كقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال تصلوا على الصبلة البتراء‪ .‬قيل‪ :‬كما الصبلة‬
‫البتراء ? قاؿ‪ :‬أف تصلوا علي‪ ،‬كال تصلوا على آلي)‪( .‬أثمار) ) صلى اهلل عليو كعلى آلو كسلم‪ ،‬بخبلؼ‬
‫خطبة الجمعة فبل يجوز‪.‬‬
‫(ك) ندب أيضا (المأثور) عن النبي صلى اهلل عليو كآلو من األفعاؿ‪ ،‬كاألقواؿ‪ ،‬كالهيآت (في العيدين)‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كنحن نذكر من ذلك ما يليق بهذا المختصر‪ ،‬كجملة ذلك أمور‪ ،‬منها‪ :‬ما قدمنا‬
‫( ) أفعاؿ‪ ) .‬في الجملة‪ ،‬من الترفيو على األنفس كاألكالد‪ ،‬كالخدـ‪ ،‬كالعبيد( ) كالبهائم‪ ) .‬لكن مدة‬
‫ذلك في األضحى ثبلث‪ ،‬كفى اإلفطار يومو‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أنو يستحب في العيدين( ) أقواؿ‪ ) .‬إكثار ذكر اهلل تعالى بالتكبير‪ ،‬كالتهليل‪ ،‬كيستحب الجهر‬
‫بذلك في عشر ذل الحجة‪ ،‬كىي المعلومات التي ذكرىا اهلل تعالى في قولو‪{:‬كيذكر اسم اهلل في أياـ‬
‫معلومات}( ) كأكلها‪{ :‬ليشهدكا منافع لهم} كقبلها {كأذف في الناس بالحج} اآلية (*) كالمعدكدات‪:‬‬
‫أياـ التشريق‪ )*( .‬ىذا غلط‪ ،‬كما في (الغيث) كاآلية {كيذكركا اسم اهلل}‪( .‬غاية) ىذه الحاشية مبنية على‬
‫أف لفظ الشرح {كاذكركا اسم اهلل} كما في بعض النسخ فتأمل‪.) .‬‬

‫(‪)486/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كمنها‪ :‬أنو يستحب الخركج( ) ىيئات‪ ) .‬لصبلة العيد إلى الجبانة( ) إال في المسجد الحراـ (‪)7‬‬
‫كالمسجد الذم ال سقف فيو‪( .‬ىداية) (‪ )7‬يعني‪ :‬ألنو أشرؼ البقاع‪ ،‬فبل يخرج إلى الجبانة‪ ،‬بل يصلي‬
‫في المسجد الحراـ‪ ،‬كإلستقبالو عين الكعبة؛ ألنو إذا خرج بعد عليو استقباؿ عين الكعبة‪( .‬كلفظ)‬
‫حاشية‪ :‬فإف كاف في ساحة البلد مسجد مكشوؼ فإف الصبلة فيو أفضل‪ ،‬كإف كاف مستورا ففيو تردد‪.‬‬
‫اإلماـ يحيى‪ :‬المسجد أفضل‪ .‬كفي (الغاية) لعل األفضل الجبانة‪ )*( .‬ككذا المنفرد‪ ،‬كما في الجماعة؛‬
‫إال أنو ال يخطب‪( .‬بحر) (*) (فائدة) كأكؿ جبانة كضعت في اليمن جبانة صنعاء التي عمرىا (فركة بن‬
‫مسيك المرادم) بأمره صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( .‬ىداية) (*) في غير مكة‪( .‬قرز) )‪ ،‬كىي ساحة البلد‪،‬‬
‫كلو لم يكن ثم إماـ‪ ،‬فإف كاف ثم إماـ ( ) أم‪ :‬اإلماـ األعظم [ ككاليو‪( .‬ىامش بياف) (قرز) ] [كقيل‪:‬‬
‫إماـ الصبلة]‪ ) .‬خرجوا معو مترجلين‪ ،‬شاىرين السبلح ( ) قاؿ في النهاية‪ :‬أشهر السبلح إذا أخرجو من‬
‫غمده‪ .‬كقيل‪ :‬رافعين‪ ،‬كما ذكره المؤيد باهلل‪.‬‬
‫(*) ينظر ىل كرد أثر ?‪( .‬في الصعيترم)‪ :‬ال أعرفو‪ ،‬كال قائبل‪ .‬بل لفعل علي عليو السبلـ قاؿ السيد‬
‫أحمد بن محمد الشرفي في شرحو على األزىار ما لفظو‪ :‬كلعل الوجو لحمل السبلح في يوـ العيد ما‬
‫ذكره في الجامع عن محمد بن منصور قاؿ‪ :‬كبلغنا أف المقوقس ملك االسكندرية أىدل إلى النبي صلى‬
‫اهلل عليو كآلو ثبلث عنزات [ العنزة‪ :‬رميح بين العصا كالرمح فيو زج‪( .‬قاموس) أم‪ :‬حديدة في أسفلها‪.‬‬
‫(قاموس)] كىي الحراب‪ ،‬فأعطى عليا عليو السبلـ كاحدة‪ ،‬كالزبير كاحدة‪ ،‬ككاحدة كاف يمشى بها بين‬
‫يديو في العيدين‪ ،‬كالجمعة‪ .‬كفي بعض الركايات‪( :‬تركز حتى يأخذىا أمامو سترة يصلي إليها) كأخرج‬
‫البخارم‪ ،‬كمسلم نحو ذلك‪( .‬ضياء ذكم األبصار) )‪.‬‬
‫كيستحب أف يأمر اإلماـ من يصلي في المسجد بضعفة أصحابو ( ) لفعل علي عليو السبلـ‪ ،‬فإنو أمر أبا‬
‫مسعود األنصارم‪( .‬شفاء) )‪.‬‬

‫(‪)487/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كمنها‪ :‬أنو يستحب لئلماـ كالقوـ إذا كصلوا المصلى أف يتطوعوا بركعتين قبل الصبلة ( ) كفي مجموع‬
‫زيد بن علي عليو السبلـ عن علي عليو السبلـ‪( :‬كال نصلى قبلها كال بعدىا) كركاية المنتقى عن الجماعة‬
‫كذلك‪ ،‬كاختاره اإلماـ القاسم بن محمد‪ ،‬ككلده المتوكل على اهلل عليهما السبلـ‪.‬‬
‫(*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬فليصل ركعتين قبل أف يجلس)‪( .‬بحر) (*) ال بعدىا‪( .‬بياف)‬
‫[ك(تذكرة)])(قرز) )‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬إذا فرغ اإلماـ كالمسلموف رجعوا في طريق آخر ( ) كيقصركا الخطى‪ ) .‬غير الطريق التي مركىا‬
‫في الخركج؛ لفعلو صلى اهلل عليو كآلو‪ .‬كفى االنتصار‪ :‬إنما فعل ذلك ليكثر ثوابو بالمشي في األبعد ( )‬
‫عند الخركج‪ .،) .‬كقيل‪ :‬ليغيظ المنافقين( ) لحسن أخبلقو [‪ .‬كفي البحر‪ :‬ليغيظ المشركين حسن‬
‫حالو]‪ .) .‬كقيل‪ :‬ليأمن كيدىم‪ .‬كقيل‪ :‬لتشهد لو الطريق‪ .‬كقيل‪ :‬ليفتي‪ .‬كقيل‪ :‬ألنو كاف يسألو أىل‬
‫الطريق‪ ،‬كال يبقى معو شيء( ) أك تفاؤال لتغبير حاؿ األمة من الضبلؿ إلى الهدل‪ ،‬كقلب الرداء؛ كلئبل‬
‫يزدحم الناس‪ ،‬أك لحكمة ال نعلمها‪( .‬االسفرائني)‪ :‬كال نتأسى إف لم نعرؼ الوجو‪ .‬اإلماـ يحيى‪ ،‬كابن أبي‬
‫ىريرة من أصحاب الشافعي‪ :‬بل نتأسى؛ إذ لم يفصل الدليل‪ .‬قلت‪ :‬من شرطو معرفة الوجو في األصح‪.‬‬
‫(بحر بلفظو) ) فكره أف يسأؿ‪ ،‬كليس معو شيء( ) كقيل‪ :‬ليزكر أقاربو‪.) .‬‬
‫[تكبير أياـ التشريق]‬
‫فصل‬

‫(‪)488/0‬‬

‫_____________________________‬

‫(كتكبير أياـ التشريق( ) كاألصل في تكبير التشريق ما ركم (‪ )7‬أف إبراىيم عليو السبلـ لما أمر بالذبح‪،‬‬
‫كاشتغل بمقدماتو جاء جبريل بالفداء‪ ،‬فلما انتهى إلى السماء الدنيا خاؼ عليو العجلة‪ ،‬فقاؿ‪ :‬اهلل أكبر‪،‬‬
‫اهلل أكبر‪ .‬فلما سمع إبراىيم عليو السبلـ رفع رأسو إلى السماء‪ ،‬فلما علم أنو جاء بالفداء قاؿ‪ :‬ال الو‬
‫إال اهلل‪ ،‬كاهلل أكبر‪ .‬فسمع الذبيح عليو السبلـ‪ ،‬فقاؿ‪ :‬اهلل أكبر‪ ،‬كهلل الحمد‪ .‬فصار ذلك سنة إلى يوـ‬
‫القيامة‪( .‬من الجامع الكبير) (‪ [ )7‬كما ركاه في (الشفاء) عن زيد بن علي عن أبيو‪ ،‬عن علي عليهم‬
‫السبلـ أنو قاؿ‪( :‬لما بعثني رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم إلى مكة قاؿ لي‪ :‬يا علي كبر في دبر‬
‫كل صبلة من صبلة الفجر يوـ عرفة إلى آخر أياـ التشريق صبلة العصر ) كفي المهذب عن علي عليو‬
‫السبلـ كعمر (أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم كاف يكبر في دبر كل صبلة‪ ،‬من بعد صبلة‬
‫الصبح يوـ عرفة‪ ،‬إلى بعد صبلة العصر من آخر أياـ التشريق) ككذا ذكر الهادم عليو السبلـ في‬
‫األحكاـ‪( .‬ضياء ذكم األبصار) ]‬
‫(*) كاألصل فيو قولو تعالى‪{ :‬كلتكبركا اهلل على ما ىداكم} كقولو تعالى {كاذكركا اهلل في أياـ‬
‫معدكدات} كعنو صلى اهلل عليو كآلو أنو قاؿ حين فرغ من صبلة الفجر يوـ عرفة‪( :‬إف أفضل ما قلتو في‬
‫ىذا اليوـ‪ ،‬كقالتو االنبياء من قبلي‪ :‬اهلل أكبر‪ ،‬اهلل أكبر‪ ،‬ال إلو إال اهلل‪ ،‬كاهلل أكبر‪ ،‬اهلل أكبر‪ ،‬كهلل‬
‫الحمد)‪( .‬صعيترم)‬
‫(*) كسميت تشريقا؛ ألنها تشرؽ فيها األضاحي‪ ) .‬مختلف في حكمو‪ ،‬ككقتو‪ ،‬كصفتو‪.‬‬
‫أما حكمو‪ :‬فقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬إنو كاجب‪ ،‬عقيب كل فرض مرة كاحدة‪.‬‬

‫(‪)489/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ أبو طالب‪،‬كىو المذىب‪ :‬إنو (سنة مؤكدة عقيب كل فرض) ( ) كيجزم‪ ،‬كلو قد أحدث؛ ألف‬
‫الطهارة لم تشرع إال للصبلة‪( .‬من بعض التعاليق) (*) كيدخل في ذلك المقضية‪ ،‬كالمنذكرة‪ ،‬كركعتا‬
‫الطواؼ‪ ،‬كالجنازة‪ ،‬كسجود السهو‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‪( .‬قرز) (*) كالعقيب‪ :‬مادامت أياـ التشريق‪.‬‬
‫(*)كىل يستحب عقيب سجدتي السهو ? األقرب أنو ال يسن؛ ألنو ليس بصبلة‪ .‬كفي حاشية‪ :‬يستحب‪.‬‬
‫(حاشية سحولي) (قرز) كفي (ىامش البياف) ما لفظو‪ :‬ينظر ىل يسن عقيب سجدتي السهو‪ .‬المذىب‪:‬‬
‫أنو ال يسن؛ ألنو ليس بصبلة‪( .‬ىبل) كفي (حاشية سحولي)‪ :‬يسن‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪ ،‬كفي بعض‬
‫الحواشي إذا تأخر فعلهما‪ )*( .‬في تكبير األضحى قاؿ تعالى‪{ :‬فإذا قضيتم مناسككم فاذكركا اهلل‬
‫كذكركم آباءكم} لما كانت العرب إذا فرغوا من إراقة الدماء بمنى قاـ الرجل منهم فقاؿ‪ :‬اللهم إف أبي‬
‫كاف عظيم الجفن‪ ،‬كبير القدر‪ ،‬كثير الماؿ فأعطني مثل ما أعطيت أبي‪ .‬كقاؿ آخر‪ :‬اللهم إف أبي كاف‬
‫يكرـ الضيف‪ ،‬كيضرب بالسيف‪ .‬إلى نحو ذلك‪ .‬ليس يذكركف اهلل تعالى‪ ،‬إنما يذكركف آباءىم‪ .‬فقاؿ‬
‫تعالى‪{ :‬فإذا قضيتم مناسككم} حجكم‪ ،‬كما أمرتم بو {فاذكركا اهلل} بالتوحيد‪ ،‬كالتمجيد {كذكركم‬
‫آباءكم أك أشد ذكرا} لما لو عليكم من النعم‪ ،‬كال تنسوا المنعم في األحواؿ كلها‪ ،‬فإف كل نعمة منو‬
‫تعالى‪( .‬شفاء لفظا) ) من الصلوات الخمس‪.‬‬
‫كيستحب أف يكرره عقيب الفرائض ثبلث مرات ( ) كاحدة سنة‪ ،‬كاثنتاف ندبا‪( .‬سحولي) كفي (الهداية)‪:‬‬
‫الثبلث سنة‪ ،) .‬كالمنفرد( ) خبلؼ أبي العباس‪ ،) .‬كالبدكم( ) خبلؼ المؤيد باهلل‪ ،) .‬كالمسافر( )‬
‫خبلؼ أبي حنيفة‪ )*( .‬كالحائض إذا طرأ عليها بعد أف صلت‪ ،‬ككذا النفساء‪( .‬قرز) )‪ ،‬كغيرىم سواء في‬
‫كوف ىذا التكبير مشركعا في حقهم‪.‬‬

‫(‪)492/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما كقتو‪ :‬فالمذىب أنو يكبر بو (من) عقيب صبلة (فجر) يوـ (عرفة إلى آخر أياـ التشريق)( ) كفي‬
‫الفطر من خركج اإلماـ للصبلة إلى حين يخطب‪ ،‬تكبيرا رسبل‪( .‬بياف) ك(قرز) ككذا في االضحى (ذكره‬
‫في األثمار) (*) لقوؿ علي عليو السبلـ‪ :‬بعثنى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو إلى اليمن فقاؿ‪ :‬يا على‬
‫كبر في دبر صبلة الفجر يوـ عرفة‪ ،‬إلى آخر أياـ التشريق بعد العصر)‪( .‬من حاشية مر غم) (*) فلو قيد‬
‫العصر بركعة في آخر أياـ التشريق ىل يسن لو التكبير في ىذه الصورة ? ينظر‪ .‬ال يسن؛ إذ قد خرجت‬
‫أياـ التشريق‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (*) جهرا‪ ،) .‬كىو اليوـ الخامس من يوـ عرفة‪ ،‬فيفعلو عقيب‬
‫العصر في اليوـ الخامس( ) كىو رابع النحر‪( .‬بياف) (قرز) (*) فيفعلو عقيب ثبلث كعشرين صبلة من‬
‫فجر عرفة‪ ،) .‬كيقطعو عقيب المغرب‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬كقتو من فجر يوـ عرفة إلى عصر يوـ النحر‪.‬‬
‫قاؿ في التقرير‪ :‬من نسي( ) أك تركو عمدا‪ ) .‬منو شيئا قضاه ( ) كليس المراد أف ينوم القضاء‪ ،‬بل‬
‫يتدارؾ فعلو في أم كقت ذكره في أياـ التشريق‪ ،‬كذلك ألف كقت التكبيرات باؽ‪ )*( .‬أم‪ :‬أداه‪ ) .‬في‬
‫أياـ التشريق ال بعدىا‪.‬‬
‫قاؿ في شرح اإلبانة‪ :‬كال يسقط عند أصحابنا إف تكلم‪ ،‬كزاؿ عن مكانو‪ ،‬كأفتى بذلك أبو طالب( )‬
‫قياسا على الرمي‪ .) .‬كذكر محمد ( ) محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة‪ ) .‬عن أصحابو‪:‬‬
‫أنو يسقط بالكبلـ‪.‬‬
‫(كيستحب عقيب النوافل) ( ) كىل يشرع فعلو عقيب السجدات المنفردات‪( .‬حاشية سحولي) في‬
‫حاشية‪ :‬كلو من السجدات المنفردة‪( .‬من تعليق ابن مفتاح) ) قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬سواء كانت النافلة من‬
‫الركاتب أـ من غيرىا‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلعلو مع المؤكدة آكد‪ .‬قاؿ‪ :‬كاألقرب أنو ال يستحب التثليث‬
‫عقيب النوافل تخفيفا‪.‬‬

‫(‪)497/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ زيد‪ ،‬كالناصر‪ :‬ال يكبر عقيب النوافل( ) كلو مؤكدة‪( .‬بهراف) ) كأما صفتو فهو أف يقوؿ‪ :‬اهلل أكبر‪،‬‬
‫اهلل أكبر‪ ،‬ال الو إال اهلل‪ ،‬كاهلل أكبر‪ ،‬اهلل أكبر‪ ،‬كهلل الحمد( ) إلى ىنا الحديث‪ .‬كاستحسن الهادم عليو‬
‫السبلـ الباقي‪( .‬بستاف) ك(شفاء) [لما جاء في القرآف من اإلشارة إليو‪( .‬ضياء ذكم األبصار) حيث‬
‫قاؿ‪{ :‬كلتكبركا اهلل على ما ىداكم} كحيث قاؿ‪{ :‬كليذكركا اسم اهلل على ما رزقهم من بهيمة األنعاـ}‪.‬‬
‫(بستاف) ] )‪ ،‬كالحمد هلل على ما ىدانا كأكالنا كأحل لنا من بهيمة األنعاـ‪ .‬ذكره في المنتخب‪ .‬قاؿ أبو‬
‫طالب كىو المختار؛ ألنو األشهر عن السلف‪( .‬باب صبلة الكسوؼ كالخسوؼ)‬
‫قاؿ في الضياء‪ :‬الخسوؼ لذىاب كل النور‪ .‬كالكسوؼ لذىاب بعضو( ) عبارة االنتصار ك(الزىور)‬
‫ك(الغيث) قاؿ االزىرم‪ :‬بحذؼ كاك العطف‪.) .‬‬
‫كقاؿ األزىرم‪ :‬ىما جميعا يستعمبلف للشمس كالقمر‪.‬‬
‫كقيل‪ ) (:‬للقاسم بن إبراىيم‪ ) .‬الكسوؼ يعم‪ ،‬كالخسوؼ للقمر( ) لقولو تعالى‪{ :‬كخسف القمر}‪.‬‬
‫)خاصة‪.‬‬
‫كاألصل في صبلة الكسوفين الكتاب‪ ،‬كالسنة‪ ،‬كاإلجماع‪.‬‬
‫أما الكتاب‪ :‬فقولو تعالى‪{ :‬ال تسجدكا للشمس كال للقمر كاسجدكا هلل ( ) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ىكذا في‬
‫مهذب الشافعي‪ .‬كفي االستدالؿ نظر؛ ألف المراد ال تعبدكىما‪ ،‬كما عبدىما غيركم‪ ،‬كقد استدؿ في‬
‫البحر بالسنة كاإلجماع‪ ،‬كحذؼ االستدالؿ باآلية الكريمة‪ .‬قاؿ النمازم في شرح األثمار بعد االستدالؿ‬
‫باآلية الكريمة ما لفظو‪ :‬ألنو أرجح من احتماؿ من قاؿ‪ :‬المراد النهي عن عبادتهما؛ ألنهم كانوا يعبدكف‬
‫غيرىما‪ ،‬فبل معنى الختصاصهما بالنهي‪ [ .‬كقيل‪ :‬كجو اختصاصهما بالنهي أنهما أشهر من غيرىما]‪) .‬‬
‫الذم خلقهن} كال سجود يتعلق بهما إال صبلة الكسوؼ‪.‬‬

‫(‪)490/0‬‬

‫_____________________________‬
‫كأما السنة‪ :‬فما ركم أف النبي صلى اهلل عليو كآلو قاؿ‪( :‬إف الشمس كالقمر آيتاف من آيات اهلل ال‬
‫يكسفاف لموت أحد( ) كال تأثير لهما في شيء من الحوادث‪( .‬ىداية) كالموت‪ ،‬كالحياة‪ ،‬كالملك‪،‬‬
‫كالخصب‪ ،‬كالجدب‪ ،‬كالسلم‪ ،‬كالحرب‪ ،‬كذا جاء في األثر‪ .‬ذكره فضبلء علماء النجوـ‪ .‬قاؿ جهالهم‪:‬‬
‫إف لها في ذلك تأثيرا‪ ،‬كىو دفع للكبلـ النبول‪ ،‬كىو ال يقتضيو العقل‪( .‬حاشية ىداية) (*) كلكن‬
‫يرسلهما اهلل‪ ،‬فيخوؼ بهما عباده‪( .‬غيث) (*) قاؿ في (الهداية) كإنما يقعاف في كقتهما المعتاد غالبا‪.‬‬
‫قاؿ في حشيتها‪ :‬فالخسوؼ ال يكوف إال في يوـ ثمانية كعشرين‪ .‬كقولو‪" :‬غالبا" احترازا مما ذكر في‬
‫اآلثار كاألخبار‪ ،‬من انكسافهما يوـ كفاة إبراىيم بن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كأنو توفي يوـ‬
‫الثبلثاء عاشر شهر ربيع األكؿ‪ ،‬من سنة عشر‪ ،‬كمن قتل الحسين بن علي عليهما السبلـ‪ ،‬فإنو قتل يوـ‬
‫الجمعة عاشر محرـ‪ ،‬لسنة ستين‪ ،‬فانكسفت‪ ،‬كاشتد انكسافها حتى ظهرت النجوـ‪ .‬قاؿ عوؼ األحمر‬
‫في قصيدتو التي رثى بها الحسين عليو السبلـ كحث فيها التوابين على الخركج‪:‬‬
‫كقد كسفت شمس الضحى بمصابو *** كأصبحت اآلفاؽ حمرا بواديا (حاشية ىداية)‪ ) .‬كال لحياتو‪،‬‬
‫فإذا رأيتم ذلك فصلوا‪ ،‬كادعوا)( ) كندب الغسل‪ ،‬كالتعوذ‪ ،‬كالتوجهاف‪.) .‬‬
‫كأما اإلجماع‪ :‬فبل خبلؼ في أنها سنة ( ) كعن اإلمامية‪ :‬أنها كاجبة‪.) .‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ ،‬كلهذا قلنا‪( :‬كيسن للكسوفين)( ) كيؤذف لها "الصبلة جامعة" ندبا مرة كاحدة‪ ،‬كإذا‬
‫قاؿ‪ :‬حي على الصبلة‪ ،‬كىلموا إلى الصبلة فبل بأس بذلك‪( .‬ىامش بياف) (قرز) ) من الصبلة ما‬
‫سنذكره‪ ،‬يعني‪ :‬كسوؼ الشمس‪ ،‬ككسوؼ القمر‪ ،‬كإنما تسن الصبلة لهما (حالهما) ألف صبلة الكسوؼ‬
‫تفوت باالنجبلء فبل تصح بعده‪.‬‬

‫(‪)493/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كتجوز الصبلة‪ ،‬كإف شرعت( ) كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬كإف حصل‬
‫االنجبلء‪ ،‬أك كالغركب‪ ،‬أك طلوع الفجر‪ ،‬أك دخوؿ الوقت المكركه‪ ،‬كقد دخلوا في الصبلة أتمت كلو‬
‫بالتيمم‪( .‬لفظا) قيل‪ :‬إذا قد قيدكىا بركعة‪ ،‬كإال فبل‪ ،‬كال يبطل تيممهم‪( .‬عامر) كالصحيح إذا قد أحرموا‬
‫بها‪ ،‬كإف لم يقيدكىا بركعة على القوؿ بو‪ ،‬كالمختار عدـ الفوات‪( .‬قرز) (*) كلو صلى بالتيمم‪ ،‬ذكره في‬
‫االنتصار‪ .‬كقاؿ (المفتي)‪ :‬ظاىر قولو‪" :‬كبخركج الوقت" أنها تبطل(*) كلو انكسف البعض‪( .‬بحر) ) في‬
‫االنجبلء‪ ،‬ال إذا انجلت بالكلية‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬تفوت صبلة الكسوؼ باالنجبلء‪ ،‬كبغركب الشمس( ) كيأتي للمذىب بدخوؿ كقت‬
‫الكراىة‪( .‬ىداية) (*) قاؿ في تعليق الفقيو ناجى على اللمع‪ :‬كالسبب في ذلك أف الشمس في السماء‬
‫الرابعة‪ ،‬كالقمر في سماء الدنيا‪ ،‬فإذا حاؿ بيننا كبين الشمس كسفت‪ ،‬كالسبب في كسوؼ القمر أف‬
‫األرض تحجب بينهما‪ .‬كقيل‪ :‬إذا نزؿ القمر في ست منازؿ أكسفت‪ ،‬كىي النطح‪ ،‬كالجبهة‪ ،‬كالزبانا‪،‬‬
‫كالنثرة‪ ،‬كسعد بلع‪ ،‬كمقدـ الدلو‪ .‬ككذا الشمس إذا نزلت في أحدىا في ثمانية كعشرين‪ ،‬كيوـ تسع‬
‫كعشرين نادرا‪ .‬كىذا ينبغى حفظو ألجل تلبيس الباطنية‪ .‬كقد جمعها بعضهم حيث قاؿ‪:‬‬
‫نجوـ كسوؼ الشمس يا صاح ستة *** فسبحاف من بالنيرات ىدانا‬
‫مقدمها ثم البطين كنثرة *** كسعد بلع زد جبهة كزبانا‬
‫[ كقاؿ آخر‪:‬‬
‫خسوؼ البدر قالوا في الزبانا ***كجبهتهم كفي ثاني السعود‬
‫مقدمهم كنثرىم كحوت *** كنطح خذه نظما كالعقود‬
‫كذاؾ الشمس في عشرين مره*** كتسع أك ثماف في العديد ] ) كاسفة‪ ،‬كتفوت صبلة الخسوؼ‬
‫باالنجبلء‪ ،‬كبطلوع الشمس‪.‬‬
‫كفي فواتها بطلوع الفجر تردد‪ ،‬المختار( ) كقيل‪ :‬المختار عدـ الفوات؛ ألنو ليس من األكقات الثبلثة‪.‬‬
‫(ىداية) (قرز) ) الفوات‪.‬‬

‫(‪)494/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كىي (ركعتاف) بأربع سجدات‪ ،‬كقراءة‪ ،‬كتشهد‪ ،‬كتسليم (في كل ركعة خمسة ركوعات)( ) ىذا األكثر‬
‫من فعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كفعل علي عليو السبلـ [ كىو في مجموع زيد بن علي عن أبيو عن‬
‫جده عن علي عليو السبلـ‪ .‬كركاه المؤيد باهلل في شرح التجريد‪ ،‬كىو في أصوؿ األحكاـ ك(الشفاء)‬
‫كىو في أمالي أحمد بن عيسى‪ ،‬عن القاسم بن إبراىيم‪ ،‬عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم (أنو صلى‬
‫الكسوؼ عشر ركعات‪ ،‬كأربع سجدات)‪( .‬ضياء ذكم األبصار) ]كإال فقد ركم عنو أنو صبلىا ركعتين‪.‬‬
‫(*) بالركوع األصلي‪ ،) .‬كىذا رأم أىل البيت عليهم السبلـ ال يختلفوف فيو‪ ،‬على ما حكاه في اللمع‪.‬‬
‫كقاؿ مالك‪ ،‬كالشافعي‪ :‬في كل ركعة ركوعاف ( ) كىل يقرأ عندىما بين الركعتين ? يبحث عنو‪( .‬غيث)‬
‫)‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ليس فيهما زيادة ركوع‪ ،‬كال غيره‪ ،‬كمثلو في شرح اإلبانة ( ) قد تقدـ في قولو‪" :‬ىذا‬
‫رأم أىل البيت ال يختلفوف فيو" فينظر في الركاية عن الباقر‪) .‬عن الباقر‪.‬‬

‫(‪)495/0‬‬

‫_____________________________‬
‫قولو‪( :‬قبلها)( ) كفي (األثمار) قبلها‪ ،‬كبينهما الحمد مرة الخ كإنما عدؿ عن عبارة األزىار‪ ،‬لما فيو من‬
‫القلق‪ ،‬كاالفتقار إلى التقدير‪ ،‬كإيهاـ أف الضمير في قولو‪" :‬قبلها" يعود إلى الركعة‪ ،‬كليس بمراد‪ ،‬كعبارة‬
‫األثمار صريحة ظاىرة‪ ،‬كأف المراد قبل الركوعات‪ .‬ينظر في ىذا‪ .‬فعبارة األزىار جلية صريحة‪ ،‬ال غبار‬
‫عليها‪ ،‬مع التأمل‪ )*( .‬يعني‪ :‬يقرأ الحمد مرة‪ ،‬كالصمد كالفلق سبعا سبعا‪ ،‬قبل أف يركع الركوع األكؿ‪،‬‬
‫كيفصل بما ذكر‪( .‬غيث) ) أم‪ :‬يقدـ قبل الركوعات (كيفصل بينها)( ) ىذا اختيار الهادم عليو السبلـ‪.‬‬
‫) أم‪ :‬بين ىذه الخمسة الركوعات بأف يقرأ (الحمد مرة) ( ) قاؿ محمد بن سليماف‪ :‬صليت خلف‬
‫الهادم عليو السبلـ الكسوؼ‪ ،‬فسألتو عما قرأ ? فقاؿ‪ :‬الكهف‪ ،‬ككهيعص‪ ،‬كطو‪ ،‬كالطواسين‪ .‬كقد ركم‬
‫أنو صلى اهلل عليو كآلو قاـ في القياـ األكؿ قدر سورة البقرة‪ ،‬كفي الثانية دكف ذلك‪( .‬غيث) ) ثم ما‬
‫تيسر من القرآف ( ) كيكفي في الفصل الفاتحة‪ ،‬كثبلث آيات إذا لم يقرأ الصمد‪ ،‬كالفلق‪ .‬ك(قرز) ) (ك)‬
‫استحسن الهادم عليو السبلـ أف يكوف مع الحمد سورة (الصمد ك) سورة (الفلق () ) (تنبيو) يقاؿ‪ :‬ىل‬
‫حكم ىذا الفصل بالقراءة حكم الركوعات فتفسد الصبلة إذا تركو ? لم أقف في ذلك على نص‪ ،‬لكن‬
‫يحتمل أنو كذلك [ كظاىر األزىار أنها ال تنعقد إال بذلك] كيحتمل أف حكمو حكمها مرة‪ ،‬كالزائد‬
‫مستحب‪ ،‬قياسا على القراءة في الصبلة المفركضة‪( .‬غيث بلفظو) كقيل‪ :‬تكفي الفاتحة كثبلث آيات‪،‬‬
‫قياسا على سائر الصلوات‪( .‬كواكب معنى) (*) فإف قرأ غير الصمد‪ ،‬كالفلق فبل يشرع أف يكوف سبعا‬
‫سبعا‪ ،‬بل مرة كاحدة‪ ،‬مع أنو يسمى مصليا‪ ،‬كقد أجزأ؛ إذ ىو المأثور‪ )*( .‬كلم يتحمل اإلماـ الركوعات‬
‫ىنا‪ ،‬كما يتحمل التكبيرات في العيد؛ ألنو أنما يتحمل األقواؿ دكف األفعاؿ‪( .‬مرغم) ك(قرز) (*)‬
‫كالوجو‪ :‬أنها حالة مستوحشة فاستحب التعوذ بالفلق‪ ) .‬يكررىما (سبعا سبعا) كأما الفاتحة فمرة كاحدة‪.‬‬

‫(‪)496/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كىو بالخيار إف شاء قرأ "قل ىو اهلل أحد" سبعا‪ ،‬ثم "الفلق" سبعا‪ ،‬كإف شاء قرأىما‬
‫جميعا مرة‪ ،‬ثم يقرأ ىما معا مرة ثانية‪ ،‬إلى السبع (كيكبر موضع التسميع (( ) ككل ركوع ال يتعقبو سجود‬
‫يكبر فيو‪( .‬شرح ىداية) )‪ ،‬كىو حين يرفع رأسو من الركوع فإنو يرفع رأسو بتكبيرة‪ ،‬كال يقوؿ‪ :‬سمع اهلل‬
‫لمن حمده (إال في) االعتداؿ من الركوع (الخامس) ( ) لفعل علي عليو السبلـ‪( .‬تخريج) ألنو يتعقبو‬
‫سجود‪( .‬شرح الهداية) ) فإف اإلماـ يقوؿ فيو‪ :‬سمع اهلل لمن حمده‪ ،‬ككذا المنفرد‪ .‬كالمؤتم يقوؿ‪ :‬ربنا‬
‫لك الحمد‪.‬‬

‫(‪)497/0‬‬

‫_____________________________‬
‫(كتصح) أف تصلى (جماعة ( ) كإذا جهر اإلماـ أجزأ عن المؤتم‪ .‬ك(قرز) (*) قاؿ في (شرح كتاب‬
‫الجواىر كالدرر من سيرة سيد البشر) لئلماـ المهدم عليو السبلـ‪ :‬كأما كسوفها فقد كرد في األثر عن‬
‫سيد البشر صلى اهلل عليو كآلو كسلم (إف اهلل تعالى خلق بحرا دكف السماء لو موج مكفوؼ‪ ،‬قائم في‬
‫الهواء‪ ،‬ال تقطر منو قطرة‪ ،‬كالشمس كالقمر كالكواكب يجرياف في لجة ذلك البحر‪ ،‬كل كاحد على‬
‫عجلة‪ ،‬لها ثبلثمائة كستوف عركة‪ ،‬كل عركة في يد ملك يجذبها بمجراىا المعتاد‪ ،‬فمن أراد اهلل تعالى‬
‫كسوفو منهما سقط من العجلة في غمد ذلك البحر‪ ،‬فينكسف قدر انغماسها إما كبل أك بعضا‪،‬‬
‫كانجبلؤىا رفع المبلئكة عليهم السبلـ إياىا إلى ظهر العجلة) قاؿ في (عجائب الملكوت)‪ :‬كإذا‬
‫انكسفت الشمس صارت مبلئكة الشمس فريقين‪ ،‬فريقا يجركنها إلى العجلة بالتسبيح‪ ،‬كفريقا يجركف‬
‫العجلة إليها بالتسبيح‪ .‬قاؿ الكسائي [في الكشاؼ‪ .‬نخ]‪ :‬كالمنجموف يعللوف الكسوؼ بأف يحجبها‬
‫رأس نجم يسمى الجوزاء‪ ،‬كذنبو؛ إذ يصير حائبل بينها كبين األرض على حساب يذكركنو‪ .‬كىذا ال كجو‬
‫لو؛ إذ لو كاف بحائل حجب عنا جرـ الشمس‪ .‬كالحكمة في ذلك إفزاع العباد ليتلطفوا‪ )*( .‬كال خطبة‬
‫فيها‪ .‬خبلؼ الشافعي‪( .‬بياف)‪ )*(.‬لفظ (البياف) (مسألة) كالجماعة فيها سنة‪( .‬قرز) )كجهرا‪ ،‬ك) يصح‬
‫أف تصلى (عكسهما)( ) كاألكلى مطابقة الوقت‪ ،) .‬كىو فرادل‪ ،‬كمخافتة‪ ،‬كلو كانت في جماعة‪ ،‬نص‬
‫على ثبوت التخيير بين الجهر‪ ،‬كالمخافتة الهادم عليو السبلـ‪ ،‬لكن قاؿ أبو العباس‪ :‬ىذا التخيير إنما‬
‫ىو في خسوؼ القمر‪ ،‬فأما كسوؼ الشمس فالمخافتة أكلى‪ .‬كقاؿ أبو جعفر عكس ذلك‪.‬‬

‫(‪)498/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالصحيح ما ذكره المؤيد باهلل من تبقية كبلـ الهادم على ظاىره‪ ،‬كىو أف‬
‫التخيير فيهما جميعا( ) قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬ككذا سائر النوافل‪ ،‬مؤكدة كغير مؤكدة (‪( .)7‬بياف) إال الوتر‬
‫فالمشركع [ أم‪ :‬المسنوف‪( .‬قرز) ] الجهر جميعو‪ ،‬إجماعا ك(قرز) (‪ )7‬سواء صليت ليبل‪ ،‬أك نهارا‪.‬‬
‫(بياف) (قرز) )‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫إذا جاء البلحق كقد فاتو بعض الركوعات‪ .‬فقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالسيد يحيى بن الحسين‪ :‬يداخلو في‬
‫حاؿ القياـ( ) كال تفسد عليو بمخالفة القياـ‪ ) .‬فإف تعذر أتى بو بعد تسليم اإلماـ‪ ،،‬كفي الشامل‬
‫ألصحاب الشافعي‪ :‬إذا فات بعض الركوعات لم يعتد بهذه الركعة التي فات بعض ركوعاتها‪ ،‬فيأتي بركعة‬
‫كاملة بعد التسليم‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالقياس أف يعزؿ صبلتو إذا ىول اإلماـ ( ) كال يصح تداخلو حاؿ القياـ؛ إذ‬
‫فيو مخالفة لئلماـ‪ )*( .‬كالقياس عند أف يرفع رأسو من الركوع‪ ،‬كلهذا قاؿ في (الهداية)‪ :‬عند التسميع‪.‬‬
‫(*) كينظر في الخليفة المسبوؽ إذا استخلفو اإلماـ كقد فاتو بعض الركوعات‪ ،‬فإف القياس أنو يتم بهم‪،‬‬
‫يجبر ما فاتو من الركوعات في الركعة األكلى من الثانية‪ ،‬كيلغي باقيها‪ ،‬كإذا قعد لتشهدىم كسلموا قاـ‬
‫كأتى بركعة كاملة بركوعاتها‪( .‬سماع) لكن يقاؿ‪ :‬التجبير إنما يكوف للمتركؾ سهوا‪ ،‬كما تقدـ في سجود‬
‫السهو‪ ،‬فالقياس يقدـ غيره‪ ،‬كما إذا قدـ اإلماـ من ال يحسن القراءة‪ ،‬أك من ال يعرؼ كم قد أتى اإلماـ‪.‬‬
‫) للسجود‪ ،‬كقد ذكر الفقيو علي أيضا أف القياس ذلك‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬يحتمل أف يجزئو ( ) قيل‪ :‬ىذا إذا دخل في الثانية مع اإلماـ‪ ،‬كفعل في‬
‫ثانيتو كما فعل في األكلى؛ ألف خبلؼ ذلك يؤدم إلى خبلؼ اإلجماع؛ ألنو قد ركع معو الركوعات‪ ،‬كقد‬
‫صار مذىبا لو؛ ألنو قد عمل بو‪.‬‬

‫(‪)499/0‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ (المفتي)‪ :‬كتغير االجتهاد‪ ،‬فبل فرؽ بين أف يدخل معو في الركعة ألكلى أك في الثانية‪( .‬معيار) )‪،‬‬
‫كلو نقص؛ ألنو يوافق بعض ما ركم‪ ،‬فقد ركم ركعتين( ) أبو حنيفة‪ ،‬كالباقر‪ ) .‬من غير زيادة ركوع( )‬
‫مالك‪ ،‬كالشافعي‪ ،) .‬كبركوعين( ) حذيفة‪ ،) .‬كثبلثة( ) أبو يوسف‪ ،) .‬كأربعة( ) ابن عباس‪ ،‬اإلماـ يحي‪.‬‬
‫)‪ ،‬كخمسة( ) كستة زفر‪ .‬كسبعة‪ ،‬كثمانية‪ .‬ركاه في (تعليق الفقيو علي) ك (تعليق الفقيو حسن) (*) كىو‬
‫مذىبنا‪.) .‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا صحيح إذا فعل ذلك‪ ،‬كال مذىب لو‪ ،‬أك ظن أنو مذىبو( ) يعني‪ :‬كلم‬
‫يعلم إال بعد الفوات‪ .‬ك(قرز) )‪ ،‬كأما إذا مذىبو بخبلفو‪ ،‬كىو يعلم ذلك فالقياس ما ذكرناه من العزؿ‪.‬‬
‫(ك) يصلي (كذلك) أم‪ :‬مثل ىذه الصبلة (لسائر األفزاع) ( ) كىذه مستحبة‪ ،‬كتلك سنة‪ ،‬كتصح‬
‫جماعة‪ ،‬كفرادل‪( .‬قرز) (*) حيث استمرت‪ ،‬أك ترددت‪( .‬قرز) ) كالزلزلة‪ ،‬كالريح الشديدة‪ ،‬ككل حادث‬
‫عظيم( ) من جهة اهلل تعالى‪( .‬قرز) [ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا رأيتم ذلك فاسجدكا)] )‪.‬‬

‫(‪)522/0‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كالظلمة الشديدة ( ) في النهار‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪( .‬قرز) )‪ ،‬كالريح الزعزع‪ ،‬كالبرؽ ( )‬
‫كتكره اإلشارة إلى البرؽ باالصبع؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬من أشار إلى برؽ قوـ فقد ظلمهم) (*)‬
‫كالرعد‪ )*( .‬قاؿ في (البستاف)‪ :‬كيكره أف يقاؿ‪ :‬مطرنا بنوء كذا‪ ،‬أم‪ :‬نجم كذا؛ لقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪( :‬أتدركف ما قاؿ ربكم ? قالوا‪ :‬اهلل كرسولو أعلم‪ .‬قاؿ‪ :‬أصبح من عبادم مؤمن بي ككافر‬
‫بالكوكب‪ ،‬فمن قاؿ‪ :‬مطرنا بفضل اهلل كرحمتو‪ ،‬فذلك مؤمن بي‪ ،‬ككافر بالكوكب‪ .‬كمن قاؿ‪ :‬مطرنا بنوء‬
‫كذا ) فالعكس‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬من قاؿ‪ :‬النجم ىو المطر‪ ،‬فذلك كافر‪ ،‬كأف المراد أف اهلل تعالى‬
‫أجرل العادة بمجيء المطر فيو فيكره‪ ،‬كال يكفر قائلو‪( .‬بستاف) (*) كيكره سبها لنهيو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم عن ذلك‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ألنها مأمورة‪ ،‬كال تخرج إال بإذف ربها‪ ،‬رحمة كعذابا‪ .‬كلقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪( :‬ال تسبوا الريح فإنو من نفس الرحمن) يريد أنها تفرجالكرب‪ ،‬كتنشيء السحاب‪ ،‬كتنشر‬
‫الغيث‪ .‬كالرياح أربع‪ :‬يجمعها قولو‪:‬‬
‫شملت بشاـ كالجنوب تيامنت ***كصبت بشرؽ كالذبوب بمغرب (حاشية ىداية)‪ ) .‬المخالف للعادة‪،‬‬
‫كاألمطار التي يخشى منها التلف( ) أك الضرر‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫(أك) يصلي (ركعتين) ( ) فرادل‪( .‬ىداية) كقيل‪ :‬جماعة‪ ،‬أك فرادل‪ .‬كىو ظاىر األزىار‪ ،‬كمثلو في‬
‫(الحفيظ) ك(المعيار)‪( .‬قرز) ) كركعتي النوافل (لها) أم‪ :‬لؤلفزاع خاصة‪ ،‬يعني‪ :‬أف المكلف عند حدكث‬
‫شيء من ىذه األفزاع غير الكسوفين مخير إف شاء صلى ألجلو مثل صبلة الكسوؼ‪ ،‬كإف شاء صلى‬
‫ركعتين كسائر النوافل‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫أما لو تعذرت الصبلة لوجو من الوجوه‪ ،‬أك كاف الكسوؼ ( ) يعني‪ :‬كسوؼ الشمس‪ ) .‬في الوقت الذم‬
‫تكره الصبلة فيو اقتصر على الذكر هلل تعالى‪ ،‬كالدعاء‪.‬‬
‫قاؿ في الركضة‪ ) (:‬البن سليماف‪ ) .‬كقد ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو‪ :‬أف أفضل ما يفعل قراءه القرآف‪.‬‬

‫(‪)7/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(كندب) لئلماـ( ) أك غيره من المؤتمين‪( .‬قرز) ) إذا فرغ من الصبلة أف يثبت مكانو‪ ،‬مع (مبلزمة‬
‫الذكر) هلل تعالى بالتكبير كاالستغفار‪ ،‬كالتهليل( ) كالتعوذ بقراءة الفلق‪ ،‬كالناس‪( ) .‬حتى ينجلي) ( ) كال‬
‫تثنى ىذه الصبلة‪ ،‬كلو لم يزؿ الذم فعل ألجلو‪( .‬كواكب) ك(بحر) (قرز) ) ذلك األمر الحادث‪ ،‬من‬
‫كسوؼ أك غيره‬
‫تنبيو‬
‫اعلم أف صبلة العيد‪ ،‬كالكسوؼ‪ ،‬كاالستسقاء ال أذاف فيها( ) كال إقامة‪ ،) .‬كإنما ينادل لها بالصبلة‬
‫جامعة( ) ندبا مرة كاحدة‪ .‬كقيل‪ :‬ثبلثا (*) نصب األكؿ على اإلغراء‪ ،‬كالثانى على الحاؿ‪( .‬تكميل)‬
‫كالناصب لو احضركا‪ ،‬كلو صرح بالعامل لجاز لعدـ العطف كالتكرار‪ .‬كيقاؿ‪ :‬برفعهما على اإلبتداء‬
‫كالخبر‪ ،‬كبرفع األكؿ على اإلبتداء كحذؼ الخبر‪ ،‬كنصب جامعة على الحاؿ‪ ،‬كنصب األكؿ على‬
‫اإلغراء‪ ،‬كرفع الثاني على الخبرية لمبتدأ محذكؼ‪( .‬تلويح) (*) كفي استحباب ىذا النداء في الصبلة‬
‫الجنازة كجهاف األصح‪ :‬ال يستحب‪( .‬ركضة) كإنما يقاؿ‪ :‬الصبلة يرحكم اهلل‪ )*( .‬كإذا قاؿ‪ :‬حى على‬
‫الصبلة‪ ،‬أك ىلموا إلى الصبلة ػ فبل بأس بذلك‪ .‬ك(قرز) ) بالفتح فيهما‬

‫(‪)0/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيستحب( ) كندب تقديم األمر برد المظالم‪ ،‬كالصلح‪ ،‬كالصدقة‪ ،‬كالخركج ببل زينة‪ ،‬كال طيب‪ ،‬كندب‬
‫الغسل‪ ،‬كالسواؾ‪ ،‬كيقدـ من حضر من فضبلء أىل البيت عليهم السبلـ‪ ،‬ثم غيرىم‪( .‬بحر) (*) كركم‬
‫أف سليماف بن داكد عليو السبلـ خرج يستسقي‪ ،‬فرأل نملة كاقفة على ظهرىا قد رفعت يدىا إلى‬
‫السماء‪ ،‬كقالت‪ :‬اللهم أنت خلقتنا فارزقنا‪ ،‬كإال أىلكتنا‪ .‬كركم أنها قالت‪ :‬أنا من خلقك‪ ،‬ال غنى لنا‬
‫عن رزقك‪ ،‬فبل تهلكنا بذنوب بنى آدـ‪ .‬فقاؿ سليماف عليو السبلـ‪ :‬ارجعوا فقد كفيتم بغيركم‪ .‬فسقوا‪.‬‬
‫(بستاف) (*) كتعاد إذا تأخرت اإلجابة‪ ،‬كيطالب الكف إذا سقوا كاستمر‪ .‬كيشرع لنضوب بئر‪ ،‬أك غيل‪.‬‬
‫(ىداية) ك(حاشية سحولي) (*) (مسألة) كيكرر االستسقاء من الغد إف لم يسقوا في يومهم‪ ،‬كفي‬
‫استئناؼ الصوـ تردد‪ .‬األصح‪ :‬يؤمركف بو‪ ،‬كبالخركج في الرابع إف لم يسقوا‪( .‬بحر) ك(قرز) (*)‬
‫الهادم‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ :‬كال خطبة فيها لفعل ابن عباس‪ ،‬كلم يخطب‪( .‬بحر) كقيل‪ :‬بل يخطب؛ لفعل ابن‬
‫الزبير‪ ،‬كلم ينكر‪ .‬قلت‪ :‬كىو قوم‪( .‬بحر معنى) كقيل‪ :‬بل يخطب قبلها‪ ،‬كفي األذكار بعدىا‪)*( .‬‬
‫كاألصل في مشركع االستسقاء قولو تعالى‪{ :‬كإذا استسقى موسى لقومو} اآلية‪ .‬قاؿ اإلماـ يحيى‪:‬‬
‫كشرائع من قبلنا تلزمنا ما لم تنسخ‪( .‬شرح أثمار) (*) ككجهو‪ :‬أف النبي صلى اهلل عليو كآلو استسقى يوـ‬
‫الجمعة فأقاموا الخطبتين مقاـ ركعتين‪( .‬لمع) فلهذا إذا صلى في غير الجمعة صبلىا أربعا‪ ،‬قاؿ‪ :‬كألنو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو لم يقتصر فيها على صفة كاحدة‪ ،‬بل اختلف فعلو‪ ،‬فمرة كما ذكرنا‪ ،‬كمرة صبلىا‬
‫ركعتين‪ ،‬كدعا‪ ،‬كاستغفر‪ .‬كمرة اقتصر على الدعاء‪ ،‬فلهذا صح فيها االستحباب للزيادة على أقل النفل؛‬
‫ألف كل صبلة تختص باإلجتماع فهي تختص بأمر زائد‪ ،‬كصبلة العيد زيد فيها الخطبة‪ ،‬كالزيادة التي‬
‫تختص بها ىذه الصبلة زيادة العدد‪ ،‬فتكوف أربعا‪( .‬شرح بحر) ) لبلستسقاء أربع)‬

‫(‪)3/3‬‬

‫_____________________________‬

‫( ) قاؿ الصادؽ‪ :‬كيستحب فعلها يوـ االثنين‪( .‬ىداية)‪ )*(.‬قاؿ في (ىامش البياف) ثم يأمرىم اإلماـ‬
‫بالخركج من المظالم‪ ،‬كالدماء‪ ،‬كاألمواؿ‪ ،‬كأف من عليو دين ال يدخل الجنة‪ ،‬فأكلى كأحرل أف ترد‬
‫دعوتو‪ ،‬كيأمرىم بالصلح ذات بينهم؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال يهجرف أحدكم أخاه فوؽ‬
‫ثبلث‪ ،‬فمن ىجر أخاه فوؽ ثبلث فهو من أىل النار) كيأمرىم بالصدقة لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(الصدقة تطفئ غضب الرب) كالقحط من الغضب‪ .‬ركم أف موسى عليو السبلـ خرج يستسقي فأكحى‬
‫اهلل إليو أف قل لبني إسرائيل‪ :‬من كاف لو ذنب فليرجع‪ ،‬فنادل فيهم موسى بذلك فرجع الناس كلهم‪،‬‬
‫حتى لم يبق معو إال رجل أعور‪ ،‬فقاؿ لو موسى‪ :‬أما سمعت النداء ? فقاؿ‪ :‬بلى‪ .‬فقاؿ‪ :‬أما لك ذنب ?‬
‫فقاؿ‪ :‬ال‪ ،‬نظرت بهذه العين إؿ امرأة مرة كاحدة فقلعتها‪ .‬فدعا موسى‪ ،‬فأمن األعور على دعائو فسقوا)‬
‫فدؿ على أف الذنوب تسد باب اإلجابة‪ .‬كلهذا قاؿ الشاعر‪:‬‬
‫كيف نرجو إجابة لدعاء *** قد سددنا طريقو بالذنوب (بستاف) ) ركعات (بتسليمتين)‪.‬كقاؿ المؤيد‬
‫باهلل‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كمالك‪ :‬ىي ركعتاف( ) كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬الدعاء فقط‪ ،‬كال تشرع فيها الصبلة‪( .‬بحر) )‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬ىي كصبلة العيدين( ) يعني‪ :‬في الحكم‪ ،‬فتكوف سنة‪ ،‬كفي الصفة‪ ،‬فيكبر في األكلى‬
‫سبعا‪ ،‬كفي الثانية خمسا‪( .‬حاشية مرغم) )‪ ،‬كيخطب ( ) كقبل‪ :‬ال يخطب‪( .‬قرز) )‪ .‬كىكذا في الشفاء‬
‫عن زيد بن علي عليو السبلـ‪.‬‬
‫كاألصل فيها أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم خرج لبلستسقاء متضرعا‪ ،‬متواضعا‪ ،‬متبذال ( ) البسا لثياب‬
‫البذلة‪ ) .‬فصلى ركعتين ( ) إذ استسقى صلى اهلل عليو كآلو يوـ الجمعة‪ ،‬كىي بالخطبة أربع‪ ،‬فإذا لم‬
‫يقتصر فيها على صفة‪ ،‬بل اختلف فعلو فيصح فيها االستحساف بالزيادة على أقل الفعل؛ لشرع الجماعة‬
‫فيها‪ ،‬كالعيد زيد فيو الخطبة‪( .‬بحر) )‪.‬‬

‫(‪)4/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ في مهذب الشافعي‪ :‬يعظهم اإلماـ قبل الخركج‪ ،‬كيأمرىم بالتوبة من المعاصي؛ ألف ذلك يمنع‬
‫القطر‪ ،‬ثم يأمرىم بصوـ ثبلثة أياـ ( ) متوالية‪ ) .‬قبل الخركج‪ ،‬كيخرج في اليوـ الرابع( ) كيتموف؛ لقولو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬دعوة الصائم ال ترد) )‪ ،‬كىم صياـ‪ ،‬كيستسقى باألخيار من أقرباء ( ) ألف عمر‬
‫استسقى بالعباس عاـ الرمادة‪ ،‬فسقوا في ذلك اليوـ (‪ )7‬سنة ثمانية عشر‪ ،‬كقد كاف استسقى قبل ذلك‬
‫عمر خمسا كعشرين جمعة فلم يسقوا‪ ،‬كالرمادة‪ :‬الهبلؾ‪ ،‬كلهذا سمي عاـ الرمادة‪( .‬شرح ىداية) (‪[ )7‬‬
‫كفي ذلك قاؿ حساف‪:‬‬
‫سأؿ الخليفة إذ تتابع جدبو *** فسقوا الغماـ بعزة العباس (ىداية) ]‬
‫كركم أف العباس قاؿ‪ :‬اللهم إنو لم ينزؿ ببلؤؾ إال لذنب‪ ،‬كال يكشفو إال التوبة‪ ،‬كقد توجو القوـ بي‬
‫إليك لمكاني من نبيك صلى اهلل عليو كآلو‪ ،‬كىذه أيدينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث‪ .‬فأرخت السماء مثل‬
‫الجباؿ‪ ،‬حتى أخصيت األرض‪( .‬توشيح) كقاؿ علي عليو السبلـ في ذلك شعرا‪:‬‬
‫بعمى سقى اهلل الحجاز كأىلها *** عشية استسقى بشيبتو عمر‬
‫توجو بالعباس في الجدب داعيا *** فما كر حتى جاء بالديمة الدرر‬
‫فمنا رسوؿ اهلل كفينا تراثو *** فهل بعد ىذا الفخر آخر يفتخر‬
‫كالديمة‪ :‬السحاب‪ ) .‬رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كيستحب خركج المشائخ ( ) من عمره ثمانوف سنة يسمى شيخا (*) كذلك لما في‬
‫الخبر (لوال مشائخ ركع‪ ،‬كشباف خشع) كفي ركاية (كصبياف رضع‪ ،‬كبهائم رتع‪ ،‬لصب عليكم الببلء صبا)‬
‫كألف اإلنساف إذا بلغ عمره ثمانين تساقطت ذنوبو؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا بلغ الرجل‬
‫ثمانين سنة غفر لو ذنوبو‪ ،‬ما تقدـ كما تأخر) كمن قلت ذنوبو قبل منو الدعاء‪( .‬شرح بحر)‪ ) .‬كالصبياف‪،‬‬
‫كمن ال ىيئة لها من النساء( ) كىي التي ال تفتن بجماؿ‪ ،‬كال لباس‪.) .‬‬

‫(‪)5/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كفي إخراج البهائم تردد‪ .‬المختار إخراجها( ) كما فعل قوـ يونس لما جاءىم العذاب أخرجوا البهائم‪،‬‬
‫كفرقوا بينهن‪ ،‬كبين أكالدىن‪ ،‬كفرقوا بين النساء أيضا كأكالدىن‪ ،‬ثم دعوا‪ ،‬ككاف من دعائهم‪ :‬ياحى حين‬
‫ال حي‪ ،‬يا حي تحيى الموتى‪ ،‬ياحى ال إلو إال أنت )‪ .‬ذكره في (الكشاؼ) كأكثركا الضجيج‪ ،‬كالصياح‪،‬‬
‫كصرؼ اهلل عنهم العذاب‪( .‬نجرم) (*) كيفرؽ بينها كبين أكالدىا‪ ،‬ككذا االطفاؿ يفرؽ بينهم كبين‬
‫أمهاتهم ليكثر العج‪ .) .‬كيكره ( ) تنزيو‪ ) .‬خركج الكفار( ) كالفساؽ‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫(نعم) كصفة ىذه الصبلة أف يخرج المسلموف إلى ساحة البلد ( ) ندبا‪ ) .‬الذم أصابهم الجدب فيو‪،‬‬
‫فيتقدـ اإلماـ فيصلي بهم (في الجبانة) أربع ركعات بتسليمتين‪ ،‬كما مر‪ ،‬يقرأ في كل ركعة الفاتحة‪ ،‬كما‬
‫أحب معها( ) مما فيو؛ تفاؤال‪.) .‬‬
‫كاختار الهادم عليو السبلـ أف يقرأ مع الحمد سورة النصر ( ) في كل ركعة‪( .‬بحر) )‪ ،‬كىذه اآليات‬
‫التي أكلها {كىو الذم أرسل الرياح بشرا بين يدم رحمتو} إلى {كفورا} ( ) كآخر سورة الحشر من‬
‫قولو‪{ :‬ال يستوم} كآية الكرسي‪( .‬أحكاـ) (*) كاف صلى اهلل عليو كآلو كسلم إذا استسقى‪ :‬يقوؿ‪:‬‬
‫اللهم اسقنا غيثا‪ ،‬مغيثا‪ ،‬ىنيئا‪ ،‬مريئا‪ ،‬غدقا‪ ،‬مجلبل‪ ،‬اللهم أسقنا الغيث‪ ،‬كال تجعلنا من القانطين‪ ،‬اللهم‬
‫ربنا إف بالببلد كالعباد كالبهائم كالخلق من الؤلكاء كالجهد ما لم نشتك بو إال إليك‪ ،‬اللهم أنبت لنا‬
‫الزرع‪ ،‬كأدر لنا الضرع‪ ،‬كأسقنا من بركات السماء‪ ،‬كأنبت لنا من بركات األرض‪ ،‬اللهم ارفع عنا الجهد‪،‬‬
‫كالجوع‪ ،‬كالعرم‪ ،‬كاكشف عنا من الببلء ما لم يكشفو غيرؾ‪ ،‬اللهم إنا نستغفرؾ إنك كنت غفارا‪ ،‬فأرسل‬
‫السماء علينا مدرارا‪( .‬شرح بحر) )‪.‬‬
‫(ك) تصح (لو) صليت (سرا) لكن األكلى فيها الجهر( ) ألف المشركع فيها اإلعبلـ كالتضرع‪ ،‬كىو من‬
‫جملتو‪.) .‬‬
‫(ك) تصح (فرادل) كاألكلى االجتماع‪.‬‬
‫(‪)6/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) إذا سلموا من الصبلة جعل اإلماـ كالمؤتموف (يجأركف بالدعاء) ( ) اعلم أف الجأر بالدعاء مكركه‬
‫إال في مواضع منها ىذا الموضع‪ ،‬كفي عشر ذل الحجة‪ ،‬كالدعاء في الحج‪ ،‬كدعاء المظلوـ خاص‬
‫بالدليل‪ ،‬كإال فهو يكره إظهار الدعاء‪( .‬كواكب) (*) بباطن األكف للرغب كالرىب‪ ،‬كقاؿ الشافعي‪:‬‬
‫ببطونهما للرغب‪ ،‬كظهورىما للرىب‪( .‬شرح ىداية) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬اسألوا اهلل ببطوف‬
‫أكفكم‪ ،‬كاستعيذكه بظهورىا‪ ،‬كإذا فرغتم فامسحوا بها كجوىكم‪ ،‬فإف اهلل إذا بسطتموىا يستحي أف‬
‫يردىا صفرا) أم‪ :‬عطبل (*) (فائدة) كيكره رفع اليدين إلى محاذاة الصدر؛ ألف ذلك ىو االبتهاؿ‪ ،‬كلم‬
‫يفعلو صلى اهلل عليو كآلو إال عند االستسقاء‪ ،‬كاالستنصار‪ ،‬كليلة عرفة كاف يرفعها حتى يرل بياض إبطو‪.‬‬
‫(تخريج بحر) قيل‪ :‬كعند رؤية البيت‪ ،‬كعلى الصفا كالمركة‪ ،‬كفي الصبلة‪ ،‬كعند الجمرتين‪ .‬حكاه في‬
‫االنتصار (*) كالمستحب في الدعاء أف يبسط يديو على فخذيو‪ ،‬كالتضرع أف يرفعهما قليبل‪ ) .‬إلى اهلل‬
‫سبحانو كتعالى (كاالستغفار) من الخطايا أم‪ :‬يعجوف بذلك رافعي أصواتهم (ك) إذا فرغوا من الصبلة‬
‫كالدعاء استحب أف (يحوؿ اإلماـ رداءه)( ) كيقوؿ‪" :‬اللهم حوؿ الجدب عنا خصبا‪ ،‬كما حولت ردائي‬
‫ىذا" قاؿ في االنتصار‪ :‬كيستحب ترؾ األردية[ محولو حين تنزع مع الثياب] (*) كيقوؿ إمامهم في‬
‫دعائو‪ :‬اللهم إياؾ دعونا كقصدنا‪ ،‬كمنك طلبنا‪ ،‬كلرحمتك تعرضنا‪ ،‬أنت إلهنا‪ ،‬كسيدنا‪ ،‬كخالقنا‪ ،‬كراحمنا‪،‬‬
‫فبل تخيب عندؾ دعاءنا‪ ،‬كال تقطع منك رجاءنا فأنت أرحم الراحمين)‪( .‬صعيترم) نص على ذلك في‬
‫األحكاـ (*) كأما القوس المعترض في السماء األخضر كاألحمر ػ تبارؾ اهلل أحسن الخالقين ػ فذكر في‬
‫(األذكار) أف العامة تسمية (قوس قزح) كقد نهي صلى اهلل عليو كآلو كسلم عن ىذه التسمية؛ ألنها‬
‫تسمية شيطاف‪ ،‬كإنما يسمى قوس اهلل؛ ألنو أماف ألىل األرض‪ .‬كمثلو في (التنوير)‪.‬‬

‫(‪)7/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) كغيره‪ ،‬كيستمر على ذلك حتى يضع ثوبو في منزلو‪ ) .‬فيجعل الشق الذم على يمينو على يساره‪،‬‬
‫كالذم كاف أيسره على يمينو‪ ،‬كإف جعل أعبله أسفلو جاز( ) ال كجو للجواز‪ ،‬بل يقاؿ‪ :‬قد أتى‬
‫بالمشركع‪ ) .‬يفعل ذلك تفاؤال‪ ،‬كإنما يفعلو إذا قد صار (راجعا) إلى البلد‪ ،‬أم‪ :‬حين يريد االنصراؼ‬
‫إليو‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬رأل العترة أف ذلك مختص باإلماـ؛ ألف الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو حوؿ‪ ،‬كلم يحوؿ‬
‫أصحابو( ) كفي (البحر)‪ :‬حولوا معو‪ )*( .‬ينظر كيف قاؿ‪ :‬حوؿ رسوؿ اهلل‪ ،‬كلم يحوؿ أصحابو‪ ،‬ثم قاؿ‪:‬‬
‫كالمختار أنهم يحولوف جميعا‪ .‬فتأمل‪( .‬مفتي) )‬
‫كالمختار‪ :‬أنهم يحولوف جميعا‪ .‬كىو قوؿ مالك‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫كفى الشرح عن أبي حنيفة‪ :‬ال يفعل ذلك كاحد ( ) يقاؿ‪ :‬إف أبا حنيفة يقوؿ‪ :‬إف صبلة االستسقاء ال‬
‫تشرع‪ .‬فينظر‪ .‬التحويل المشركع عنده‪ :‬الدعاء‪ ،‬كما تقديم في حاشية البحر‪ ،‬فحينئذ ال يقوؿ بالتحويل‪.‬‬
‫) منهم‪.‬‬
‫(نعم) كيكوف في رجوعو( ) ككذا المؤتم‪( .‬قرز) ) (تاليا للمأثور) كىو سورة {يس} كآخر آية من سورة‬
‫البقرة( ) من قولو‪{ :‬ال يكلف اهلل نفسا} اآلية [ كفي البحر من قولو‪{ :‬آمن الرسوؿ}]‪.) .‬‬
‫[النوافل]‬
‫فصل‬
‫(كالمسنوف من النفل)( ) (مسألة) ككل ما شرعو الشارع نفبل أك فرضا غير مقيد بحدكث سبب ػ فإنو‬
‫يصح من العبد التنفل بو؛ إذ إطبلؽ شرعيتو إشارة إلى أف جنسو مما ينبغي للعبد التنفل بو‪ ،‬ال ما شرع‬
‫لسبب‪ ،‬كصبلة الكسوؼ‪ ،‬كالجنازة‪ ،‬كالعيد‪ ،‬كالجمعة‪ ،‬كنحوىا؛ ألف ترتيب فعلها على أسبابها‪ ،‬صفة‬
‫مقصودة منها‪( .‬فرغ) كال يصح التنفل من العبد بسجدتي السهو؛ ألنهما شرعتا لسبب مخصوص‪ ،‬كال‬
‫بمثل سجود التبلكة كالشكر كذلك‪( .‬معيار)‬

‫(‪)8/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) قاؿ في بهجة المحافل ما لفظو‪ :‬كأحسن ما يمكن الدكاـ عليو بغير ملل‪ ،‬كال إخبلؿ‪ ،‬كيطيقو كل‬
‫أحد في عموـ األحواؿ اعتياد قراءة ختمتين في كل شهر‪ :‬أحدىما في صبلتو بالليل في كل ليلة جزأ‪،‬‬
‫كاألخرل خارج الصبلة‪ ،‬كاهلل كلي التوفيق‪ ،‬ىذا في حق من يحفظ القرآف‪ ،‬كأما غيره فيقرأ من السور‬
‫القصار ما أمكنو‪ ،‬كأحسن األكراد لو قراءة {قل ىو اهلل أحد} في كل ركعة ثبلثا‪ ،‬فقد كرد في الصحاح‬
‫(أف من قرأىا ثبلثا‪ ،‬فكأنما قرأ القرآف كلو) ككاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو ربما قرأ السورة في‬
‫ركعة‪ ،‬كاقتصر عليها‪ ،‬كربما قرأ سورتين أك أكثر في كل ركعة‪ ،‬كما في الحديث السابق‪ ،‬كحديث (إني‬
‫ألعرؼ النظائر التي كاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو يقرف بينهن‪ ،‬فذكر عشرين من المفصل‪ ،‬في عشر‬
‫ركعات)‪( .‬بلفظو)‬

‫(‪)9/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) (مسألة) كتصح الصبلة من قعود لكن لو نصف ثواب القياـ‪ ،‬كال فرؽ بين نوافل الصبلة كغيرىا‬
‫كالوتر كغيره‪ :‬أنو يجوز أف يصلي من قعود‪ .‬قاؿ في (الزكائد)‪ :‬كلو افتتح صبلة النفل من قياـ جاز أف‬
‫يتمها من قعود عندنا‪ ،‬كأبي حنيفة‪ .‬قاؿ أبو يوسف‪ ،‬كمحمد‪ :‬قد تحتم اإلتياف بها قائما‪ .‬كمن خصائص‬
‫النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أف تطوعو قاعدا في الصبلة كتطوعو قائما في الثواب‪( .‬من بهجة‬
‫المحافل) (*) كنفل الصبلة أفضل النفل‪ ،‬كفرضها أفضل الفركض بعد اإلسبلـ؛ لقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو‪( :‬اعلموا أف خير أعمالكم الصبلة ) كنحوه‪( .‬بحر بلفظو) (*) كسمى النفل نفبل؛ لما كا زائدا على‬
‫الفرض‪ ،‬كلذا سمي كلد الولد نافلة؛ لما كاف زئدا على الولد‪ .‬كسميت األنفاؿ أنفاال لما كانت زائدة على‬
‫ما يستحقو المجاىد‪( .‬صعيترم) قاؿ تعالى‪{ :‬ككىبنا لو إسحق كيعقوب نافلة} ) في عرؼ أىل الشرع‬
‫ىو (ما الزمو الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو‪ ،‬كأمر بو)( ) كبين كونو مسنونا أم‪ :‬غير كاجب‪( .‬بياف لفظا)‬
‫كما الزمو‪ ،‬كأمر بو‪ ،‬كلم يبين كونو مسنونا فواجب‪ .‬كما الزمو‪ ،‬كلم يأمر بو‪ ،‬أك أمر بو كلم يبلزمو‪.‬‬
‫فمستحب‪ .‬ك(قرز) (*) إلى أف مات‪( .‬بياف) )‪ ،‬كذلك كركاتب الفرائض كغيرىا‪ ،‬مما كرد فيو أثر يخصو‬
‫بعينو ( ) كالكسوفين فقط‪( ) .‬كإال) يرد فيو أثر خاص ( ) صوابو‪ :‬كإال يكمل الشرطاف‪( .‬قرز) ) لو‬
‫(فمستحب) ألنو قد كرد في النوافل على سبيل الجملة ما يقضي بندبها‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬الصبلة خير موضوع ( ) يركل (موضوع) بالرفع نعتا لػ (خير)‪ .‬يريد أنها خير خاص‪ ،‬فاستكثركا‬
‫منو‪ ،‬كيركل بالجر بإضافة خير إليو‪ ،‬يريد أنها أفضل ما كضع في الطاعات‪ ،‬كشرع من العبادات‪ .‬ذكره‬
‫علماء األثر‪( .‬شرح ىداية) (*) فمن أحب أف يأخذ من دنياه آلخرتو سيما بين العشائين‪ )*( .‬لما ركم‬
‫في التنفل في ساعة الغفلة‪ ،‬كىي ما بينهما‪ ،‬كالحديث في األمالى‪ .‬كاألثر (أحيوا بين العشائين)‪( .‬شرح‬
‫ىداية) (*) كفي‬

‫(‪)72/3‬‬

‫_____________________________‬

‫غير موضع المكتوبة‪ ،‬كجوؼ الليل األخير‪( .‬ىداية) ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو أنو قاؿ‪( :‬ركعتاف في‬
‫ثلث الليل األخير خير من الدنيا كما فيها) كقد بوب في (األحكاـ) بابا في فضل األعماؿ في السحر‪،‬‬
‫كساؽ األحاديث في ذلك‪( .‬شرح ىداية) (*) (كمن فراغو لشغلو) كأنشد في (اللمع) شعرا‪:‬‬
‫اغتنم ركعتين قبل فراغ *** فعسى أف يكوف موتك بغتة‬
‫كم صحيح رأيت من غير سقم *** ذىبت ركحو الصحيحة فلتة (شرح ىداية) ) يستكثر منو( ) أم‪ :‬من‬
‫الخير‪) .‬من شاء)‪.‬‬
‫(ك) النفل (أقلو مثنى)( ) كأفضلو‪ :‬األربع قبل الظهر؛ لوركد األثر فيها‪ )*( .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬إذا‬
‫زاد في النفل على أربع بطلت مطلقا‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كال يصح بثبلثية‪ ،‬كمثلو في الكافي للمذىب‪.‬‬
‫كالمقرر الصحة؛ ألنو من صفة الصبلة‪ ،‬كتجوز الزيادة في النفل‪ ،‬فلو أحرـ باثنتين جاز أف يتمها أربعا‪،‬‬
‫كلو أف يقتصر منها ػ [مستقيم إذا أحرـ بثبلث‪ ،‬كاقتصر على اثنين‪( .‬قرز)] ػ ذكره في (شمس الشريعة)‬
‫ك(التمهيد) كذا في (البياف) كركل في (شرح الذكيد) عن الذريعة‪ :‬أنو يجوز أف يجعل األربع اثنتين‪ ،‬أك‬
‫ثبلثا‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كالقياس خبلؼ ذلك‪ ،‬كأنو ال يصح‪ )*( .‬كأفضلو‪( .‬كواكب) ) فبل تجزئ الركعة‬
‫الواحدة( ) خبلؼ الشافعي‪.) .‬‬
‫كأما أكثره ػ ففي االنتصار‪ :‬إف زاد على أربع في النهار بطلت‪ ،‬كأما في الليل فيجوز أف يحرـ بست‪ ،‬أك‬
‫ثماف( ) كالمذىب أنو ال يزاد على أربع في الليل كالنهار‪( .‬بحر معنى) (قرز) (*) متصلة‪ ،) .‬كال تجوز‬
‫الزيادة على الثماف‪.‬‬

‫(‪)77/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كاختلف في األفضل من النافلة ىل ىي مثنى مثنى‪ ،‬أك رباع ? فركل النيركسي ( ) من فقهاء القاسم عليو‬
‫السبلـ‪ ،‬كاسمو جعفر بن محمد النيركسي‪ ،‬كصاحب المؤيد باهلل النيركسي اسمو‪ :‬الحسن بن زيد‪ .‬من‬
‫(تعليق الفقيو يوسف) ) عن القاسم عليو السبلـ‪ :‬أف النوافل مثنى مثنى( ) لفعلو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪ ،‬كألف فيو زيادة تشهد كتسليمتين‪ ،) .‬كسواء صبلة الليل كالنهار‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ىذا ما ( ) بمعنى الذم‪.‬‬
‫) صح عندنا عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪.‬‬
‫كقالت الحنفية‪ :‬صبلة الليل مثنى‪ ،‬كصبلة النهار رباع‪.‬‬
‫(كقد يؤكد ( ) يعني‪ :‬أىم‪ ) .‬النفل من الصلوات‪ ،‬كذلك (كالركاتب) التي مع الفرائض‪ ،‬كىي الوتر‪،‬‬
‫كسنة الفجر‪ ،‬كسنة المغرب‪ ،‬كسنة الظهر‪ ،‬ككصبلة الكسوفين‪ ،‬كاالستسقاء في قوؿ( ) أنها سنة‪)*( .‬‬
‫(فائدة) قاؿ في (كتاب البركة) ما لفظو‪ :‬كقاؿ أبو ىريرة‪ :‬قاؿ لى النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(اسكنبدرـ‪ .‬قلت‪ :‬نعم‪ .‬فقاؿ‪ :‬فصل إف الصبلة شفاء) ففي ىذا فائدتاف ػ أحدىما‪ :‬تكلمو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم بالفارسية‪ ،‬كمعناه‪ :‬توجعك بطنك‪ .‬كالثانية‪ :‬أنها شفاء تبرئ من ألم الفؤاد‪ ،‬كالمعدة‪،‬‬
‫ككثير من اآلالـ‪ .‬ككثرة الصبلة كالتهجد تحفظ الصحة؛ ألنها تشتمل على انتصاب كركوع‪ ،‬كسجود‪،‬‬
‫كغير ذلك‪ ،‬فيتحرؾ معها أكثر االعضاء‪ ،‬كال سيما المعدة‪،‬كاألمعاء‪( .‬عن حاشية من المقصد الحسن)‪.‬‬
‫)‪ ،‬كالعيد في قوؿ( ) أنها سنة‪ ) .‬فهذه جملة السنن المؤكدة‪.‬‬
‫كاختلف في تعيين األفضل منها‪ .‬فقاؿ في مهذب الشافعي‪ :‬ماسن لو الجماعة فهو أفضل( ) ككاف سنة‪.‬‬
‫(قرز) كالكسوفين‪( .‬قرز) [ال االستسقاء‪( .‬قرز)] (*) قلت‪ :‬كىو األقرب‪ ،) .‬كأفضلو صبلة العيدين‪ ،‬ثم‬
‫الكسوؼ‪ ،‬ثم االستسقاء‪ ،‬كىذا بناء على مذىبهم في العيدين‪ ،‬كاالستسقاء‪ ،‬كالمذىب في ىذه التي‬
‫ليست مضافة أنها آكد من المضافة ( ) إلى الفرائض (*) في الكسوفين‪ ،‬ال في االستسقاء ألنو‬
‫مستحب‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار كقيل‪ :‬الركاتب أفضل؛ ألنها تكرر‪.‬‬
‫(‪)70/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كأفضل الركاتب الوتر‪ ،‬ثم ركعتا الفجر‪ .‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ثم ركعتا المغرب( ) كأما سنة العشاء‬
‫فكاف تارة يصليها‪ ،‬كتارة يتركها‪ ،‬كىي ركعتاف‪( .‬كابل)‪ .‬كتارة يصليها قاعدا‪ ،‬كىي دكف الركاتب‪ ،‬كيصح‬
‫الكل من قعود‪( .‬بياف)‪ )*( .‬لقولو ‪( :‬ال تدع ركعتين بعد المغرب في سفر كال حضر فإنهما قولو‬
‫تعالى‪{:‬فسبحو كإدبار السجود})‪( .‬غيث)‪ .‬كتستحب المبادرة بهما بعد صبلة المغرب‪ ،‬كيقرأ فيهما بػ‬
‫{قل يا أيها الكافركف} ك(الصمد)‪( .‬بياف) فإف صلى العشاء قبلها فبل ترتيب بينهما كبين الوتر‪ ،‬كيحتمل‬
‫أف الترتيب مشركع؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬صلوا كما رأيتموني أصلي) كلم يصلهما بعده‪،‬‬
‫كالمشركع فيهما التعجيل‪( .‬بحر) ) ثم ركعتا الظهر‪.‬‬
‫كقاؿ أبو طالب‪ :‬إف سنة الظهر( ) كاختاره في البحر؛ ألف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم صبلىا بعد‬
‫العصر محافظة عليها‪ ) .‬آكد من سنة المغرب‪.‬‬
‫تنبيو‬

‫(‪)73/3‬‬

‫_____________________________‬

‫اختلف في حكم صبلة الوتر‪ ،‬كعددىا‪ .‬أما حكمها فعندنا‪ :‬أنها سنة( ) لما ركم عن علي عليو السبلـ‬
‫(الوتر ليس بفريضة كالصبلة المكتوبة إنما ىي سنة سنها رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو) قلنا‪ :‬كىي‬
‫ثبلث ركعات بتسليم كاحد‪ ،‬لما ركم عن أمير المؤمنين عليو السبلـ أنو قاؿ‪( :‬كاف رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم يوتر بثبلث ركعات‪ ،‬ال يسلم إال آخرىن‪ ،‬يقرأ في األكلى (سبح اسم ربك األعلى) كفي‬
‫الثانية بػ(قل يأيها الكافركف) كفي الثالثة بػ(قل ىو اهلل أحد) كالمعوذتين‪ ،‬كقاؿ‪ :‬إنما نوتر باإلخبلص إذا‬
‫خفنا الصبح فنبادره)‪( .‬شرح نكت) (*) قاؿ في (البياف)‪ :‬كندب فيو الجهر بالقراءة في الركعات كلها‪.‬‬
‫(بلفظو) بل سنة‪( .‬مفتي) ك(مصابيح) فإف تركو سجد للسهو‪( .‬مفتي) كبنى عليو في البحر‪ )*( .‬كفي‬
‫ركاية الحاكم كاف النبي صلى اهلل عليو كآلو يوتر بثبلث ال يقعد إال في آخرىن‪( .‬من شرح السيد صبلح‬
‫بن أحمد على الهداية) كمثلو في (التحفة البن حجر) كال يتشهد في الوتر إال في آخره‪ ،‬كفي بعض‬
‫الركايات‪( :‬كال تشبهوا الوتر بالمغرب) كقواه السيد محمد بن عز الدين المفتى‪ ،‬كاعتمده‪ .‬كمثلو (البن‬
‫كماؿ باشا من الحنفية في سؤاالتو)‪ .‬كفي (مشارؽ األنوار)‪ :‬يتشهد األكسط‪ .‬كقواه المتوكل على اهلل‪.‬‬
‫قاؿ (المفتي)‪ :‬لم أجده في (مشارؽ األنوار) فيحقق‪ ،) .‬كىو قوؿ الشافعي‪ ،‬كمالك‪ ،‬كأبي يوسف‪،‬‬
‫كمحمد‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إنها كاجبة غير فرض( ) ألف الفرض عندىم ما ثبت كجوبو بطريق مقطوع بو‪ .‬كالواجب‬
‫يكوف كاجبا‪ ،‬كإف ثبت كجوبو بطريق مظنوف‪ ،‬كلهذا قالوا في الوتر‪ :‬إنو كاجب‪ ،‬كلم يقولوا‪ :‬فرض؛ لما لم‬
‫يثبت كجوبو بطريق مقطوع‪ ،‬كإنما بثبت بطريق يؤدم إلى غالب الظن‪( .‬من محاسن األزىار) من شرح‬
‫قولو عليو السبلـ‬
‫كمن أتى حبريل بالماء حتى *** قاـ بالفرض كمنو سقاء )‪.‬‬
‫كركم ذلك عن الناصر أيضا‪ ،‬كعندنا أف الواجب كالفرض بمعنى كاحد‪.‬‬

‫(‪)74/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كعند أبي حنيفة‪ :‬أف الواجب ما ثبت كجوبو بدليل ظني‪ ،‬كالفرض ما ثبت كجوبو بدليل قطعي‪ .‬قيل‪:‬‬
‫كالفرض يكفر مستحل تركو‪ ،‬كيفسق المخل بو‪ ،‬كيجب قضاؤه‪ ،‬كالواجب عكسو في جميع ذؿ‪.‬‬
‫كأما عددىا‪ :‬فعندنا أنها ثبلث ركعات متصلة ( ) كيتشهد األكسط‪ ،‬كىو ظاىر األزىار في قولو‪ :‬كىو في‬
‫النفل نفل‪ ،‬فيفهم منو ثبوت التشهد؛ ألنو يسجد في النفل‪ ،‬لما يسجد لو في الفرض‪ .‬فلما أنو يسجد‬
‫لترؾ تكبير النقل‪ ،‬كنحو ذلك‪ ،‬كذلك التشهد األكسط‪( .‬بياف) (*) كىو في اختيارات المنصور باهلل‪،‬‬
‫كلفظو‪( :‬مسألة) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬صبلة الوتر سنة مؤكدة إلى أف قاؿ‪( :‬مسألة) قاؿ عليو السبلـ‬
‫كيتشهد فيها التشهد األكؿ‪ ،‬كصبلة المغرب؛ ألنها جرت السنة بتشهد على كل ركعتين‪ ،‬كليس في‬
‫النوافل صبلة ثبلثية غيرىا‪ ،‬فأشبهت المغرب في كوف التشهد مسنونا‪( .‬اختيارات بلفظو) (من خط‬
‫الفقيو حسن الشبيبي) ككاف يرل ىذا إلى آخر مدتو‪ ،‬ثم رأل أف األكلى عدـ تشهد األكسط‪ ،‬كنقل ما‬
‫لفظو‪ :‬اعلم أف الوتر اختلفت فيو الركايات‪ ،‬كمن أراد أف يقف على اختبلؼ العدد بحسب ما جاء في‬
‫الحديث فعليو بالمنتقى‪ ،‬كمن ذلك ما لفظو‪ :‬عن عائشة قالت‪( :‬كاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو‬
‫يصلي من الليل ثبلث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس‪ ،‬ال يجلس في شيء منهن إال في آخرىن) متفق‬
‫عليو‪( .‬منتقى بلفظو) قولو‪" :‬متفق عليو" ىذا رمز للبخارم‪ ،‬كمسلم‪ .‬فلعلو أصح ما جاء في ذلك [من‬
‫خط سيدنا حسن رحمو اهلل ] ) يسلم في آخرىا‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬أقلو ركعة كاحدة‪ ،‬كأكثره إحدل عشرة( ) كيتشهد على عشر‪ ،) .‬كاألفضل أف يسلم بين‬
‫كل ركعتين( ) إال التي يوتر بها فواحدة ? )‪ ،‬كإف كصل جاز‪.‬‬
‫كقالت اإلمامية‪ :‬ىو ثبلث ركعات‪ ،‬لكن يسلم على ركعتين‪ ،‬ثم ركعة‪.،‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كقد حكى ذلك عن علي بن الحسين‪ ،‬كالصادؽ‪ ،‬كالباقر‪.‬‬

‫(‪)75/3‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) قد (يخص)( ) كالمؤكد أفضل من المخصوص‪ ) .‬بعض النفل بأثر خاص يرد فيو ( ) كلم يبلغ‬
‫السنة‪ ،) .‬كذلك (كصبلة التسبيح)( ) كعن النبي صلى اهلل عليو كآلو أنو قاؿ‪( :‬كالذم نفس محمد بيده‬
‫لو كانت ذنوب من صلى ىذه الصبلة عدد نجوـ السماء‪ ،‬كعدد قطر السماء‪ ،‬كعدد أياـ الدنيا‪ ،‬كعدد‬
‫الشجر‪ ،‬كعدد المدر‪ ،‬كعدد رمل عالج لغفر اهلل لمن صبلىا) (إرشاد) قاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل ػ بأبي أنت‬
‫كأمى ػ من يطيق ذلك ? قاؿ‪ :‬افعلها في كل شهر مرة‪ .‬قاؿ‪ :‬كمن يطيق ذلك ? قاؿ‪ :‬افعلها في كل سنة‬
‫مرة‪ .‬قاؿ‪ :‬كمن يطيق ذلك ? قاؿ‪ :‬افعلها في عمرؾ مرة)‪ .‬كال ينبغي تركها‪ ،‬كلو في السبع‪ ،‬أك الشهر‬
‫مرة‪ ،‬سيما للشباب كالكهل‪ ،‬كال يضيعها إال ذك كسل‪ ،‬أك جهل‪( .‬غاية لفظا) كقد ركم أف الفقيو حاتم‬
‫بن منصور رحمو اهلل تعالى مات كىو يصليها من اضطجاع‪ ،‬كذا في مطلع البدكر (*) كيستحب لها‬
‫التعوذ‪ ،‬كالتوجهاف‪ ،‬كيقرأ في األكلى (الزلزلة) كفي الثانية (الهاكم) كفي الثالثة (النصر) كفي الرابعة (قل‬
‫ىو اهلل أحد)‪( .‬بياف) [ ك(كابل) كقواه سيدنا حسين بن علي المجاىد‪ ،‬كركاه حاؿ قراءة شرح األزىارز‬
‫عن (حثيث) ك(الجربي) ك (الشارح)‪ ،) ] .‬كصفتها‪ :‬أربع ركعات‪ ،‬كل ركعتين بتسليم ػ قاؿ في التذكرة‪:‬‬
‫أك موصولة ػ يقوؿ ( ) كيتشهد األكسط‪( .‬قرز)(*) لظاىر السنة‪ ،‬كاألكؿ أظهر‪ ) .‬بعد قراءة الحمد‪،‬‬
‫كسورة‪ :‬الحمد هلل‪ ،‬كال إلو إال اهلل‪ ،‬كسبحاف اهلل‪ ،‬كاهلل أكبر‪.‬‬

‫(‪)76/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ البيهقي‪ ) (:‬القاضي زيد بن علي بن الحسن بن علي بن أحمد بن عبد اهلل البيهقي الخراساني‪،‬‬
‫شيخ المتوكل على اهلل أحمد بن سليماف‪ ،‬كالقاضي جعفر‪ ،‬كليس الشافعي صاحب السنن‪ ،‬كما توىم‬
‫بعضهم‪ ) .‬بل يقوؿ‪ :‬سبحاف اهلل ( ) قاؿ المنصور باهلل‪ :‬قد ركم عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم كل‬
‫ذلك‪ ،) .‬كالحمد هلل‪ ،‬كال إلو إال اهلل‪ ،‬كاهلل أكبر خمس عشرة مرة‪ ،‬ثم يركع فيقولها عشرا‪ ،‬ثم يعتدؿ‬
‫فيقولها عشرا‪ ،‬ثم يسجد فيقولها عشرا‪ ،‬ثم يعتدؿ فيقولها( ) قاعدا‪ ) .‬عشرا‪ ،‬ثم يسجد فيقولها عشرا‪،‬‬
‫ثم يعتدؿ فيقولها عشرا‪ ،‬ثم كذلك في كل ركعة‪.‬‬
‫كىل يأتي بتسبيح الركوع‪ ،‬كالسجود قبل ذلك ? قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬ظاىر قولو في الحديث‪( :‬ثم‬
‫يركع فيقولها عشرا) أنو ال يأتي بو‪ ،‬كقد ذكره السيد يحيى بن الحسين‪.‬‬
‫كعن الصادؽ أنو يأتي بو‪ .‬قاؿ أبو الفضل الناصر‪ :‬كيقضي ( ) أم‪ :‬يفعلو‪ ) .‬ما فات من تسبيح ركن‬
‫حيث ذكره‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كإذا زاد عن العشر‪ ،‬أك الخمس عشرة‪ ،‬أك نقص ( ) كيسبح في‬
‫سجود السهو تسبيح الصبلة المشركع؛ ألنو لم يرد فيو إال ثبلثمائة‪( .‬صعيترم) ك(قرز) ) سجد للسهو‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬أما في النقص ففيو نظر( ) كالمختار أنو يجبره من الركن الذم بعده ملغيا ما‬
‫تخلل‪( .‬مفتي) كعن المتوكل على اهلل‪ :‬أنو يجبر‪ ،‬كال يلغى‪ .‬كفي بعض الحواشى عن (النجرم)‪ :‬يلغى‬
‫التسبيح‪ ،‬كركوعو‪ ،‬كسجوده‪ .‬المقرر أنو يعود إلى الركن الذم ترؾ بعض التسبيح منو‪ ،‬كيلغي ما تخلل‪،‬‬
‫نحو أف يذكر كقد صار ساجدا فيعود إلى القياـ‪ ،‬كيبني على ما قد كاف فعل‪( .‬عامر)‪( .‬قرز) لفظ البحر‪:‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬القياس في ذلك كنحوه أف يعود كالقدر الواجب‪ ،‬ملغيا ما تخلل من القراءة كغيرىا‪.‬‬
‫(تجرم) كمثلو (في تعليق الشرح) حيث قاؿ‪ :‬لو ترؾ التسبيح كأنسي شيئا منو‪ ،‬فإف تركو ناسيا عاد إليو‪،‬‬
‫كإف تركو عامدا لم تكمل صبلة التسبيح‪ ) .‬إذا لم يقضو‪.‬‬

‫(‪)77/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) مما كرد فيو أثر مخصوص ركعتا (الفرقاف)( ) كركعتا الفرقاف ال كقت لهما‪ ،‬لكن جرت العادة‬
‫بفعلهما بعد المغرب لفضيلة ذلك الوقت‪( .‬بستاف) كقيل‪ :‬كقتهما بين العشائين‪ ،‬لما ركم عنو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪( .‬إرشاد عنسي)‬
‫(*) فلو قرأ ناسيا خبلؼ المأثور في النوافل‪ ،‬كالخصوص‪ ،‬نحو أف يقرأ (قل ىو اهلل أحد) في الفرقاف‪،‬‬
‫كذكر راكعا‪ ،‬أك ساجدا‪ ،‬أك نسي في صبلة التسبيح ركنا‪ ،‬أك بعضو ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬القياس أف يرجع‬
‫لفعل المأثور‪ ،‬كما يرجع للقدر الواجب من الفركض‪( .‬نجرم) إال أف يركع بعد علمو أنو ترؾ مشركعا‬
‫فإنها قد بطلت‪ .‬حاشية(*) كتسبيحو بتسبيح الهادم كفاقا‪ ) .‬كصفتهما‪ :‬أف يقرأ في األكلى بعد الفاتحة‬
‫{تبارؾ الذم جعل في السماء بركجا}( ) كيبسمل‪ ،‬كيقصد بها من أكؿ السورة‪ ) .‬إلى آخر السورة‪ ،‬كفى‬
‫الثانية بعد الفاتحة من أكؿ سورة المؤمنين‪ ،‬إلى {أحسن الخالقين}‪.‬‬

‫(‪)78/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) مما كرد فيو أثر مخصوص ركعات (مكمبلت) ( ) ككذا صبلة الحاجة‪ :‬فإنها مندكبة في يوـ الجمعة‪،‬‬
‫ركم عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو أنو قاؿ‪( :‬من كانت لو حاجة عند اهلل فليصل يوـ الجمعة عند‬
‫ارتفاع النهار أربع ركعات‪ ،‬يقرأ في األكلى فاتحة الكتاب كسبح اسم ربك األعلى‪ ،‬كخمس عشرة مرة قل‬
‫اهلل أحد‪ ،‬كفي الثانية فاتحة الكتاب‪ ،‬ك(إذا كلزلت األرض) ك (قل ىو اهلل أحد) خمس عشرة مرة‪ .‬كفي‬
‫الثالثة فاتحة الكتاب ك (ألهاكم التكاثر) ك (قل ىو أحد) خمس عشرة مرة‪ ،‬كفي الرابعة (فاتحة الكتاب)‬
‫ك (إذا جاء نصر اهلل) ك (قل ىو اهلل أحد) خمس عشرة مرة‪ ،‬فإذا فرغ من صبلتو رفع يديو إلى السماء‬
‫كسأؿ حاجتو فإف اهلل يقضيها)‪( .‬شرح فتح) ينظر في صحة ىذا الحديث(*) كلو قاصدا لكماؿ‬
‫الفضيلة‪ ) .‬لصبلة اليوـ كالليلة‪ ،‬حتى تبلغ جملة صبلة اليوـ كالليلة (الخمسين ( ) كصبلة الرغائب‪:‬‬
‫كىي أف يصلي في أكؿ ليلة جمعة من رجب اثنتي عشرة ركعة‪ ،‬يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب كسورة‬
‫االخبلص عشر مرات‪ ،‬كإنا أنزلناه في ليلة القدر ثبلث مرات‪ ،‬فإذا فرغ صلى على النبي صلى اهلل عليو‬
‫كآلو سبعين مرة‪ ،‬يقوؿ‪ :‬اللهم صل على النبي األمي‪ ،‬الطاىر الزكي‪ ،‬كعلى كآلو كسلم‪ ،‬ثم يسجد‪ ،‬كيقوؿ‬
‫في سجوده‪ :‬سبوح قدكس رب المبلئكة كالركح‪ ،‬سبعين مرة‪ .‬ثم يرفع رأسو كيقوؿ‪ :‬رب اغفر كارحم‬
‫كتجاكز عما تعلم إنك أنت اهلل العلي األعظم‪ ،‬سبعين مرة‪ ،‬ثم يسجد فيقوؿ‪ :‬سبوح قدكس رب المبلئكة‬
‫كالركح‪ ،‬سبعين مرة ) ذكره في االنتصار‪( .‬شرح فتح) قلت‪ :‬قد صرح النقاد بأف الحديث المركم في‬
‫صبلة الرغائب موضوع‪ ،‬كأنها حدثت في آخر القرف الخامس‪ ،‬في بيت المقدس فابحث تعثر على‬
‫الصواب‪( .‬محمد بن علي الشوكاني) (*) كيستحب صبلة ركعتين بعد كل كضوء‪( .‬شرح فتح) (*)‬
‫كتستحب التحية قبل أف يجلس‪ ،‬فإف حصل الفرض قدمو‪ ) .‬ركعة‪ ،‬فالفرائض سبع عشرة ( ) ما يقاؿ في‬
‫المسافر‪ ،‬فالفرائض في حقو إحدل عشرة‪ ،‬فكيف التكميل في حقو ? أك يقاؿ‪ :‬ىي‬

‫(‪)79/3‬‬

‫_____________________________‬

‫مكملة في حقو تقديرا‪ ،‬فبل يحتاج إلى زيادة نافلة‪( .‬منقولة من خط سيدنا حسن رحمة اهلل تعالى) )‪،‬‬
‫كثماف قبل الفجر( ) مفصولة‪ ،‬تصلى قبل دخوؿ الوقت‪(.‬تذكرة) (*) صبلة السحر‪( )*(.‬نعم) كقد كرد‬
‫في الثماف قبل الفجر‪ ،‬ركم عن زاذاف‪ ،‬عن سليماف‪ ،‬قاؿ سمعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫يقوؿ‪ :‬من صلى ثماف ركعات من آخر الليل‪ ،‬كالوتر يداكـ عليهن حتى يلقى اهلل بهن فتح اهلل لو اثنا‬
‫عشر بابا من الجنة يدخل من أيها شاء ) قيل‪ :‬أراد من داخل الجنة‪ ،‬كأما الخارجة فليس إال ثمانيو‪،‬‬
‫كركل زيد بن علي عن أبيو عن جده عن علي عليو السبلـ قاؿ‪( :‬من صلى من آخر الليل ثماف ركعات‬
‫فتح اهلل لو ثمانية أبواب من الجنو يدخل من أيها شاء) كركل عمر بن خالد [أبو خالد الواسطي] عن‬
‫زيد بن علي‪ ،‬عن أبيو عن جده عن علي عليهم السبلـ قاؿ‪( :‬ركعتاف في ثلثي الليل األخير خير من‬
‫الدنيا كما فيها) قاؿ يحيى عليو السبلـ‪ :‬بلغنا عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪( :‬ركعتاف‬
‫في نصف الليل األخير خير من الدنيا كما فيها) يعني‪ :‬أنفع من الدنيا‪( .‬غيث) )‪ ،‬كثماف قبل الظهر( )‬
‫أربع متصلة‪ ،‬كاثنتين ثم اثنتين‪( .‬بحر) كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬اثنتاف‪ ،‬ثم أربع‪ ،‬ثم اثنتاف‪ ،‬كيقرأ في‬
‫اآلخرتين من األربع مثل ما قرأ في األكلتين الفاتحة‪ ،‬كسورة‪( .‬غيث)(*) بعد دخوؿ كقتو‪ ،) .‬كىي صبلة‬
‫األكابين( ) كىم الراجعوف إلى اهلل بالتوبة‪ ،) .‬كأربع بعد الظهر بسنتو‪ ،‬كأربع قبل العصر( ) مفصولة‪،) .‬‬
‫كأربع بعد المغرب بسنتو‪ ،‬كالوتر‪ ،‬كسنة الفجر‪.‬‬
‫(فأما) صبلة (التراكيح جماعة) فبدعة عند القاسم‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كىي عشركف ركعة‪ ،‬بعشر تسليمات‪ ،‬في‬
‫كل ليلة( ) يقرأ في كل ليلة جزأ من القرآف‪( .‬رياض) ) من ليالي رمضاف‪.‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬ك عبد اهلل بن الحسن‪ ،‬كعبد اهلل بن موسى بن جعفر‪ :‬إنها سنة‪.‬‬
‫كىو قوؿ الفقهاء‪ ،‬كاختاره في االنتصار‪.‬‬

‫(‪)02/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قولو‪" :‬جماعة" يعني‪ :‬كأما فرادل فمستحب( ) ما لم يقصد السنة‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫(ك) صبلة (الضحى) كىي من ركعتين( ) كأكثرىا اثنا عشرة ركعة‪( .‬راكع) ك(ركضة مؤلف) ) إلى ثماف‪،‬‬
‫ككقتها من زكاؿ الوقت المكركه إلى قبل الزكاؿ إذا صبلىا المصلي (بنيتها) أم‪ :‬بنية كونها سنة‬
‫(فبدعة)( ) بنية كونها سنة‪ :‬كىو أف يعتقد أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أمر بها‪ ،‬ككاظب عليها‪.‬‬
‫(*) قاؿ اإلماـ يحي‪ :‬البدعة قسماف قبيحة‪ :‬كىي كلما يصادـ السنو‪ ،‬كالواجب على اإلماـ كعلى سائر‬
‫المسلمين دفعها ككفها‪ ،‬كقد دخل في األقواؿ كاألفعاؿ كالمذاىب‪ .‬كغير قبيحة‪ :‬كىي ما لم تصادـ‬
‫السنو‪ ،‬كقد ركاه الناصر‪ )*( .‬كحقيقة البدعو‪ :‬ىي الطاعة التي يؤتى بها مختلطو يمنهي عنو‪ .‬ليدخل في‬
‫ذلك ما زاد على المشركع في غسل أعضاء الوضوء كنحوىا‪.) .‬‬
‫كقاؿ في االنتصار‪ :‬المختار أنها سنة( ) كىو الذم في سيرة الكينعى حيث قاؿ عنو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫أنو قاؿ‪ :‬ثبلث علي كاجب‪ ،‬كعليكم سنة‪ ،‬الضحى‪ ،‬كاإلضحى‪ ،‬كالوتر) قاؿ‪ :‬كمن البعيد أف يكوف ما‬
‫كجب على رسوؿ اهلل كحبيبو بدعة‪( .‬شرح فتح) ) كما ىو رأل علي بن الحسين زيد العابدين‪ ،‬كالباقر‪،‬‬
‫كأدريس بن عبد اهلل‪ ،‬كأبي حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬

‫(‪)07/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(فائدة) قاؿ( ) كعن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من أحيا ليلة العيد‪ ،‬كليلة النصف من شعباف لم‬
‫يمت قلبو يوـ تموت القلوب) كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال يترؾ العباده في ىذه الليلو إال‬
‫منافق‪ ،‬كمن ال يكوف لو نصيب من رحمة اهلل تعالى) كأما ما ركم فيها من الصبلة‪ ،‬فركم عن النبي صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪( :‬من صلى ليلو النصف من شعباف مائة ركعة بألف قل ىو اهلل أحد لم يمت‬
‫قلبو يوـ تموت القلوب‪ ،‬كلم يمت حتى يرل مائة ملك يؤمنونو من عذاب اهلل تعالى‪ ،‬ثبلثوف منهم‬
‫يبشركنو الجنو‪ ،‬كثبلثوف كانوا يعصمونو من الشيطاف‪ ،‬كثبلثوف يستغفركف لو آناء الليل كالنهار‪ ،‬كعشرة‬
‫يكيدكف من كاده ) كبعض الركايات (في كل ركعة عشرا) (إرشاد عنسي رحمو اهلل) كمن فضائلها ما ذكره‬
‫في الكشاؼ في تفسير‪{ :‬إنا أنزلناه في ليلو القدر} الذم ذكره في الكشاؼ أنما ىو في فضائل ليلة‬
‫القدر‪ ،‬ال في ليلو النصف من شعباف‪ .‬كإنما ذكره في أكؿ سورة الدخاف على قولو تعالى‪{ :‬إنا أنزلناه في‬
‫ليلة مباركة}‪ .‬كليلة النصف من شعباف تسمى ليلة الصك‪ ،‬كىي ليلة يغفر اهلل فيها أكثر من شعر غنم بني‬
‫كلب‪( .‬من عجائب المخلوقات) قاؿ في الكشاؼ‪ :‬كلها أربعة أسماء‪ :‬الليلة المباركو‪ ،‬كليلة البراءة‪،‬‬
‫كليلة الصك‪ ،‬كليلة الرحمة‪ .‬كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إف اهلل يرحم من أمتي في ىذه الليلو بعدد‬
‫شعر أغناـ بني كلب) كقاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إف اهلل يغفر لجميع المسلمين في تلك الليلة إال‬
‫لكاىن‪ ،‬أك ساحر‪ ،‬أك مشاحن (‪ )7‬أك مدمن خمر‪ ،‬أك عاؽ للوالدبن‪ ،‬أك مصر عل الزنى)‪( .‬كشاؼ)‬
‫كمن عادة اهلل تعالى في ىذه الليلة أف يزيد فيها ماء زمزـ زيادة ظاىره‪( .‬كشاؼ) (‪[ )7‬المشاحن‪:‬‬
‫المضاغن‪ ،‬كالشحناء الضغينو‪( .‬كشاؼ)] ) أبو العباس‪ :‬كيكره عند أئمة اآلؿ النوـ بعد صبلة الفجر ( )‬
‫لما ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو أنو مر بفاطمة‪ ،‬كىي نائمة بعد الفجر فحركها برجلو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو‪ ،‬كقاؿ لها‪:‬‬

‫(‪)00/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(قومي شاىدم رزؽ ربك‪ ،‬كال تكوني من الغافلين‪ ،‬إف اهلل يقسم رزؽ العباد من طلوع الفجر إلى طلوع‬
‫الشمس)‪( .‬لمعة) قيل‪ :‬يؤخذ من ىذا جواز تنبيو النائم للمصالح التي ليست بواجبة‪ ،‬كأما الواجبة‬
‫كخشية فوت الصبلة ? فقاؿ المنصور باهلل‪ :‬إف ذلك كاجب‪ ،‬كإليو أشار المؤيد باهلل‪( .‬نجرم) قلت‪ :‬في‬
‫إيقاظ النائم يصلي دقة إف لم يكن عليو نص أك إجماع؛ ألف النائم في نومو غير مكلف بالصبلة‪)*( .‬‬
‫(فائدة) قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬النوـ على ستو أضرب‪ :‬نوـ الغفلو‪ ،‬كنوـ الشقاكة‪ ،‬كنوـ اللعنو‪ ،‬كنوـ العقوبة‪،‬‬
‫كنوـ الرخصو‪ ،‬كنوـ الراحو‪ .‬فنوـ الغفلو في مجلس الذكر‪ ،‬كنوـ الشقاكة في كقت الصبلة‪ ،‬كنوـ اللعنة‬
‫في كقت صبلة الفجر‪ ،‬كنوـ العقوبة بعد صبلة الفجر‪ ،‬كنوـ الرخصة بعد صبلة العشاء‪ ،‬كنوـ الراحو‬
‫كقت القيلولة‪ ،‬كىو النوـ قبل الزكاؿ‪ .‬قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬نوـ القيلولة يورث الغنى‪ ،‬كنوـ‬
‫بعد صبلة الفجر يورث الفقر) (*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬الصبيحو تمنع الرزؽ) يعني‪:‬‬
‫المشركط‪ ،‬ال المحتوـ‪( .‬بستاف) قاؿ الشاعر‪:‬‬
‫أال إف نومات الضحى تترؾ الفتى *** فقيرا كنومات العشي جنوف ) إلى طلوع الشمس‪ ،‬كبعد العصر إلى‬
‫غركب الشمس ( ) ألنو يورث زكاؿ العقل‪.) .‬‬
‫كفى االنتصار‪ :‬كاف صلى اهلل عليو كآلو كسلم يكره النوـ قبل العشاء‪ ،‬كالكبلـ بعده( ) إال للمسافر‬
‫تخفيفا‪( .‬بياف) ككااليناس للضيف‪ ،‬كما يرغب الدرس ألجل القراءة؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال‬
‫سمر إال لمصل‪ ،‬أك مسافر) كالسمر‪ :‬ىو الكبلـ بالليل‪( .‬كواكب) ) إال بخير( ) لقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪( :‬ال سمر إال لثبلث‪ :‬طالب علم‪ ،‬أك مجابرة ضيف أك عركس‪ ،‬أك مسافر) كإنما خص‬
‫المسافر تخفيفا عليو‪( .‬بستاف) )‪.‬‬
‫(كتاب الجنائز)‬

‫(‪)03/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ في الضياء‪ :‬الجنازة بالفتح لما ثقل على اإلنساف‪ ،‬كاغتم بو‪ ،‬كالجنازة بالفتح‪ :‬الميت‪ ،‬كبالكسر‪:‬‬
‫النعش‪ .‬كقيل‪ :‬ىما لغتاف بالفتح‪ ،‬كالكسر في الميت‪ ،‬كالنعش‪ .‬كال يقاؿ للنعش‪ :‬جنازة إال إذا كاف عليو‬
‫الميت( ) فإف لم يكن فهو سرير‪ ،‬أك نعش‪.) .‬‬
‫فصل‬
‫(يؤمر المريض بالتوبة ( ) قاؿ في (الهداية)‪ :‬كىي مقبولة ما لم يغرغر بالموت‪[ .‬يغرغر‪ :‬بكسر الغين‬
‫اآلخر‪ ،‬كفتحها تصحيف‪( .‬شرح الدرر)] [ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إف اهلل يقبل التوبة من‬
‫العبد ما لم يغرغر بالموت) ركاه أحمد في مسنده‪ ،‬كالترمذم‪ ،‬كابن حباف‪ ،‬كالبيهقي في شعب‬
‫اإليماف](*) يستحب استجبلب الدعاء من المريض؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا دخلت على‬
‫مريض فمره أف يدعو لك‪ ،‬فإف دعاءه كدعاء المبلئكة)‪( .‬بستاف) (*) (التائب من الذنب كمن ال ذنب‬
‫عليو) كمن (الشفاء) عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم (لرد دانق من حراـ أفضل من سبعين حجة‬
‫مبركرة) كقد نظم بعضهم في شركط التوبة حيث قاؿ‪:‬‬
‫ندـ كإقبلع كرد ظبلمة *** كأداء مفركض كنطق لساف‬
‫كالعزـ أنك ال تعود لمثلها *** كلتخلص األعماؿ للرحمن‬
‫كيكوف قبل بلوغها نطق بها *** كطلوع شمس من مكاف ثاني‬
‫ىذم شرائط توبة أحصيتها ***فاسمع كتب يا راكب العصياف‬
‫(*) فرض كفاية‪ ،‬إال إذا لم يحضر إال ىو فيجب كجوبا عينيا‪( .‬قرز) )‪ ،‬كالتخلص عما عليو) كىذا األمر‬
‫قد يكوف كاجبا‪ ،‬كذلك حيث تحقق منو إخبلؿ بواجب‪ ،‬أك فعل قبيح مع تكامل شركط األمر بالمعركؼ‬
‫كالنهي عن المنكر‪.‬‬
‫كقد يكوف مستحبا‪ ،‬كذلك حيث يكوف المريض من العواـ الصرؼ‪ ،‬أك من أىل المعرفة‪ ،‬كقد أصابو‬
‫ذىوؿ كغفلة‪ ،‬كلم يتحقق منو إخبلؿ‪.‬‬
‫كقد يكوف قبيحا‪ ،‬كذلك حيث يؤدم إلى قبيح( ) كقد يحصل باألمر مفسدة بأف يمتنع من كاجب‪ ،‬أك‬
‫يتأذل من غير حصوؿ فائدة‪.) .‬‬

‫(‪)04/3‬‬

‫_____________________________‬
‫كقد يكوف مكركىا ( ) حيث لم يحصل فائدة بأمره‪ ،‬كال مصلحة [ بل يحصل مجرد شغل المريض‪ ،‬كال‬
‫يتأذل‪ ،‬كإال كاف محضورا إذا لم يتحقق منو إخبلؿ بواجب‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ]‪ ،) .‬كذلك حيث يؤدم إلى‬
‫مكركه‪.‬‬
‫(كاعلم) أف التوبة ىي الندـ على ما أخل بو من الواجب لوجوبو‪ ،‬كعلى ما فعلو من القبيح لقبحو‪ ،‬كالعزـ‬
‫على أف ال يعود( ) كشركطها ىو اإلصبلح بما يتعلق باآلدمي‪ ،‬من تسليم النفس‪ ،‬كاألطراؼ للقصاص‪،‬‬
‫كاألرش‪ ،‬كالديوف‪ ،‬كالودايع‪ ،‬كنحو ذلك‪ .‬أك العزـ أف لم يتمكن من ذلك حالها‪(.‬من حقائق المعرفة)‬
‫كىكذا في اإليناس‪ ،‬كسيأتي إف شاء اهلل تعالى في الغصب في (البحر) ك (البياف) كلفظو‪ :‬فصل‬
‫كالمظلمة إما في نفس كالقتل‪ .‬إلخ‪ ) .‬إلى شيء من ذلك كذلك‪.‬‬

‫(‪)05/3‬‬

‫_____________________________‬

‫فأما لو ندـ‪ ،‬كعزـ خوفا من عذاب اهلل‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬فكبلـ المعتزلة يقضي بأف ذلك ليس‬
‫بتوبة‪ .‬قاؿ‪ :‬كاألقرب عندم أنو توبة( ) كتب اإلماـ المهدم األصولية ناطقة بخبلفو فليحقق‪ )*( .‬كأما‬
‫التوبة من ذنب دكف آخر فبل يصح؛ ألف توبتو عن فعل مثبل من الوجو الذم يستحق عليو العقاب كىو‬
‫القبح مع اإلصرار على قبح آخر ينقض ذلك‪ ،‬كاالعتذار في الشاىد؛ إذ ال يصح من إساءة دكف أخرل‪،‬‬
‫فلو تاب من قتل النفس المحرمة مع إصرار على غصب عشرة دراىم‪ ،‬أك خمسة ال يكوف تائبا‪ ،‬كال‬
‫يزكؿ عنو عقاب القتل‪( .‬إرشاد عنسي) لكن يلزـ على ىذا لو أسلم ذمي إسبلما محققا‪ .‬كاإلجماع على‬
‫خبلفو‪ .‬قلنا‪ :‬إسبلـ الذمي موقوؼ على اختياره‪ ،‬فبل يصح منو مكرىا‪ ،‬بخبلؼ التوبة فتصح مع اإلكراه‪،‬‬
‫كيجب األمر بها مع تكامل شركطو كفاية‪ ،‬كعينا‪ ،‬كيؤيد ىذا ما سيأتي في السير‪ .‬كيصح إسبلـ الحربي‪،‬‬
‫كالمرتد كرىا؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬أمرت أف أقاتل الناس حتى‪ )..‬الخبر‪ ،‬ال الذمي فإنو‬
‫محترـ الدـ فبل يصح إكراىو على اإلسبلـ‪( .‬بحر) كلفظ (البياف) (فرع) فلو تاب من معصية دكف أخرل‬
‫? فقاؿ أبو ىاشم‪ ،‬كالقاسم‪ ،‬كالحسن‪ :‬ال يصح [ كىو أنو ال يصح‪ ،‬كشبهو بمن قتل أحد ابني رجل‪ ،‬ثم‬
‫يعتذر إليو‪ ،‬كىو عازـ على قتل اآلخر‪ ،‬فإنو ال يقبل عذره‪( .‬شرفي) ] كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كالمنصور باهلل‪:‬‬
‫بل تصح‪ .‬كقاؿ أبو علي‪ :‬تصح إذا كانا من جنسين‪ ،‬ال من جنس كاحد‪ ،‬كعلى التائب أف يظهر توبتو‬
‫إلى كل من علم بمعصيتو لتزكؿ عنو التهمة بالبقاء عليها إلخ‪( .‬بياف لفظا) (مسألة) كندب استجبلب‬
‫الدعاء من المريض‪ ،‬كأف يؤمر بالصبر‪ ،‬كالتداكم‪ ،‬كأف يوصي في أكالده [أم‪ :‬يجعل لهم كصيا‪ ،‬كأف‬
‫يوصي أىلو بالصبر من الجزع] كأف يستجلب الدعاء‪ ،‬كأنواع البر من إخوانو المسلمين ليلحق ثواب ما‬
‫أبركه بو‪ ،‬فإف لم يوص بذلك لم يلحق ثواب‪ ،‬بل يكوف لفاعلو‪ .‬ذكره في (الشفاء) عن الهادم‪.‬‬
‫كقالتالفقهاء‪ :‬بل يلحقو مطلقا‪ ،‬من غير كصية‪.‬‬
‫(‪)06/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كاألمير الحسين‪ :‬إنو يلحقو من أكالده(‪ )7‬ال من غيرىم‪( .‬بياف بلفظو) إال الدعاء‬
‫فيلحقو مطلقا؛ لقولو تعالى‪{ :‬ربنا اغفر لنا كإلخواننا} اآلية‪[ .‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬أال كأف كلد‬
‫االنساف من سعيو)]‪.) .‬‬
‫(نعم) أما األمر بالتخلص فينبغي لمن أرأد تذكير المريض أف يسألة ىل عليو حق آلدمي‪ ،‬أك ىل عنده‬
‫كديعة‪ ،‬أك ىل عليو حق هلل تعالى من زكاة‪ ،‬أك فطرة‪ ،‬أك خمس‪ ،‬أك مظلمة‪ ،‬أك نذر‪ ،‬أك كفارات‪ ،‬أك ىل‬
‫عليو صياـ‪ ،‬أك حج‪ .‬كيسألو عن كل شيء بعينو؛ ليكوف أقرب إلى أف يذكر‪ ،‬فإذا كاف عليو شيء من ىذه‬
‫أمره بالتخلص عنو (فورا) ( ) كحد الفور‪ :‬أف ال يشتغل بشيء غيره‪ ،‬فإذا كاف يأكل‪ ،‬ترؾ األكل‪ .‬ذكره‬
‫المؤيد باهلل‪ .‬إال أف يخشى التلف أخذ ما يسد رمقو‪ .‬كقيل‪ :‬التضرر‪( .‬كواكب) (*) إذا كاف مطالبا بو‪ ،‬أك‬
‫في حكمو‪ ،‬كإف كاف غير مطالب بو جاز التراخي عن قضائو مع الوصية بو بعد موتو‪( .‬كواكب) كقيل‪ :‬ال‬
‫يجوز التراخي مع المرض‪( .‬بياف بلفظو) ) في ساعتو تلك‪ ،‬سواء كاف ممن يقوؿ بالفور( ) كالهادم‪،‬‬
‫كالمؤيد باهلل‪ ،‬كالحنفيو‪)*(.‬بالتراخي‪ :‬كالقاسم‪ ،‬كأبي طالب‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ) .‬أك بالتراخي؛ ألنو إف كاف‬
‫من أىل الفور فقد ازداد تأكيدا‪ ،‬كإف كاف من أىل التراخي فهذا نهاية جواز التراخي‪.‬‬

‫(‪)07/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) إف كاف ال يتمكن من التخلص في الحاؿ لزمو أف (يوصي) ( ) كإذا أكصى كتمرد الموصى إليو عن‬
‫اإلخراج فقد سقط عنو الحق‪( .‬مفتي) كفي بعض الحواشى‪ :‬ال يسقط عنو‪ ،‬كأما التخلص فقد حصل‬
‫بالوصية‪ )*( .‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬من مات على غير كصية مات ميتو جاىليو‪ ،‬كال يجوز‬
‫للوصي كال للشهود بغير الوصية؛ لقولو تعالى‪{ :‬فمن بدلو بعد ما سمعو فإنما إثمو على الذين يبدلونو)‪.‬‬
‫(شفاء معنى) كتستحب العيادة للمريض؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من عاد مريضا‪ ،‬أك زار أخا‬
‫لو في اهلل نادل مناد من السماء طبت كطاب ممشاؾ‪ ،‬كتبوأت من الجنة منزال)‪( .‬زىور) كعنو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪( :‬ما من مسلم يعود مسلما إال صلى عليو سبعوف ألف ملك حتى يمسي‪ ،‬كإف أعاد‬
‫عشية صلى عليو سبعوف ألف ملك حتى يصبح) كركم عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو كاف يعود‬
‫المريض‪ ) .‬بذلك (للعجز) عن تنفيذه في الحاؿ‪ ،‬فأما إذا لم يعجز فهو عاص بالتأخير‪ ،‬كلو أكصى‪ ،‬كإذا‬
‫أكصى لزمو أف يشهد على كصيتو ( ) كأما إذا كاف الوصي من أىل الورع‪ ،‬فبل يجب عليو اإلشهاد‪( .‬قرز)‬
‫) إشهادا( ) قاؿ القاضي عبد اهلل (الدكارم)‪ :‬ال يجب عليو اإلشهاد‪ ،‬إال إذا عرؼ أف الوصي ال يفعل‬
‫ذلك‪( .‬حاشية سحولي) من الوصايا‪ ) .‬يعرؼ أنو يتم معو التنفيذ‪ ،‬كىذا إذا كاف لو ماؿ‪ ،‬فإف كاف فقيرا‬
‫ففي ذلك خبلؼ سيأتي( ) في "كيجب اإلشهاد"‪ ) .‬إف شاء اهلل تعالى( ) المذىب ال يجب على‬
‫المعدـ‪ ،‬بل يندب فقط‪( .‬قرز) ) (ك) إذا اشتد عليو المرض حتى خشي عليو دنو الموت فينبغي( ) ندبا‪.‬‬
‫) أف (يلقن ( ) كيكوف غير كارث‪ ،‬كغير حاسد كعدك‪ ،‬كيكوف ببل أمر‪ .‬قاؿ اإلماـ يحي‪ :‬كالمستحب أف‬
‫ال يقوؿ لو‪ :‬قل‪ :‬ال إلو إال اهلل‪ .‬كلكن المستحب أف يقوؿ ذلك عنده‪ ،‬فيذكر قولها؛ ألنو ربما ضاؽ‬
‫صدره إذا أمره فيردىا فيأثم‪ ،‬كال يكثر بل يقولها ثبلث مرات عنده‪ ،‬كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (من‬
‫قاؿ‪ :‬ال إلو إال اهلل آخر كبلمو دخل الجنة كىذا‬

‫(‪)08/3‬‬

‫_____________________________‬

‫محموؿ على من تجنب الكبائر أك كاف كافرا فأسلم أك انضاؼ إلى ذلك توبة كركم أف عليا عليو السبلـ‬
‫كررىا حاؿ نزاعو حتى مات‪( .‬شرح) (*) ندبا حيث كاف من أىل الشهادتين‪ ،‬ككجوبا إذا لم يكن منهم‪،‬‬
‫كلعلو حيث لو تأثير‪ ،‬كإال فندب‪ .‬ك(قرز) ) الشهادتين) فإذا قالهما أمر بتكرير( ) لما ركل أبو سعيد‬
‫الخدرم قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬لقنوا موتاكم ال إلو إال اهلل ) كركم أف أمير‬
‫المؤمنين صلوات اهلل عليو ما زاؿ يكررىا حتى كانت آخر كبلمو‪( .‬شفاء) كعن معاذ قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم (من كاف آخر كبلمو الإلو إال اهلل دخل الجنة) كفي (الشفاء) عنو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪( :‬من كاف آخر كبلمو ال إلو إال اهلل مخلصا دخل الجنة)‪ ) .‬ال الو إال اهلل حتى يعجز عن‬
‫ذلك‪.‬‬

‫(‪)09/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كيستحب للمريض ذكر الموت‪ ،‬كأف يجب لقاء اهلل( ) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬من أحب لقاء اهلل أحب اهلل لقاءه)‪( .‬قولو)‪ :‬كأف يتداكل لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(تداككا فما من داء إال كقد أنزؿ اهلل تعالى لو دكاء) قاؿ في األذكار‪ :‬كيستحب الثناء للمريض بمحاسن‬
‫أعمالو؛ ليحسن الظن باهلل‪( .‬نجرم) كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال يموت أحدكم إال كىو يحسن‬
‫الظن باهلل) لقولو تعالى‪( :‬أنا عند حسن ظن عبدم بي‪ ،‬فليظن بي ما شاء)‪( .‬بستاف) )كأف يصبر على‬
‫األلم‪ ،‬كأف يتداكل( ) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إف الذم أنزؿ الداء أنزؿ الدكاء)‪ ) .‬كيستحب‬
‫للزائر أف يطيب نفسو‪ ،‬كيبشره( )كيستحب أف يقوؿ‪ :‬أسأؿ اهلل العظيم‪ ،‬رب العرش العظيم‪ ،‬أف يشفيك‪.‬‬
‫سبع مرات؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من قاؿ ذلك سبع مرات عند مريض لم يحضر أجلو‬
‫عافاه اهلل من مرضو)‪( .‬بستاف معنى) ) بالعافية( ) إذا كانت ترجى لو‪( .‬قرز) ) (كيوجو المحتضر القبلة) (‬
‫) ندبا (قرز) لما ركاه علي عليو السبلـ قاؿ‪( :‬دخل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم على رجل من‬
‫كلد عبد المطلب كىو يجود بنفسو‪ ،‬كقد كجهوه إلى غير القبلة‪ ،‬فقاؿ‪ :‬كجهوه القبلة) ىكذا في أصوؿ‬
‫األحكاـ ك(الشفاء) كزاد في مجموع اإلماـ زيد بن علي عليهما السبلـ (فإنكم إذا فعلتم ذلك أقبلت‬
‫عليو المبلئكة بوجهو‪ ،‬فلم يزؿ كذلك حتى يقبض)‪( .‬ضياء ذكم األبصار) ) كالمحتضر‪ :‬ىو الذم قد‬
‫حضرتو مبلئكة الموت‪ ،‬كأمارة ذلك أف ال يطبق بصره‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاألكلى أف يقاؿ‪ :‬المحتضر ىو الذم قد حضره الموت؛ إذ ال طريق لنا إلى معرفة‬
‫حضور المبلئكة‪ .‬كأما الموت فأمارات حضوره معركفة( ) يقاؿ‪ :‬حضور المبلئكة أمارات حضور الموت‪،‬‬
‫لوركد الخبر بحضورىم فما كجو األكلوية ?‪( .‬نجرم) )‬

‫(‪)32/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) فمتى احتضر المريض‪ ،‬كجو إلى القبلة (مستلقيا)( ) لفعل فاطمة عليها السبلـ بنفسها‪ ) .‬على‬
‫ظهره‪ ،‬كيصف قدماه إلى القبلة ليكوف‪ ،‬كجهو إليها كالقائم‪ ،‬ىذا مذىب الهادم عليو السبلـ‪ ،،‬كركاه في‬
‫الشرح عن المؤيد باهلل‪.‬‬
‫كقاؿ في اإلفادة‪ :‬على جنبو األيمن( ) خبلؼ في األفضل‪ ،‬كالكل جائز‪ ،) .‬كىو قوؿ أبي حنيفة‪ ،‬كذكره‬
‫للشافعي في مهذبهم‪.‬‬
‫(كمتى) عرؼ أنو قد (مات( ) كيوضع على بطن الميت ما يمنع النفخ من حديد‪ ،‬أكخلب؛ لفعل أنس‪.‬‬
‫(بحر) كىذا حيث ال يمكن تجهيزه في الحاؿ لعارض‪ .‬كقيل‪ :‬ال يحل‪ ) .‬غمض) ( ) لئبل تنفتح عيناه؛‬
‫ألنو يستحب أف يكوف على ىيئة جميلة‪( .‬غيث معنى) (*) ألنو دخل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم على أبي سلمة كقد شق بصره فأغمضو‪ .‬كقاؿ‪( :‬إف الركح إذا قبض تبعو البصر)‪( .‬ضياء ذكم‬
‫األبصار) (*) (فائدة) كاعلم أف كقوع الموت في األكقات الشريفة من عبلمات السعادة إذا كاف الميت‬
‫تائبا‪ ،‬نحو رمضاف‪ ،‬كعرفة‪ ،‬كالعيد‪ ،‬كالجمعة‪ ،‬كنحوىا‪ ،‬ككذلك الدفن في مكاف شريف‪ ،‬نحو جوار‬
‫الصالحين‪ .‬كقد ركم في بعض األخبار (أنو ال يعذب جوار الصالحين أربعين قبرا لحرمتهم)‪( .‬من شرح‬
‫أبي مضر) (*) (فائدة) في األمارات التي يظن معها كوف الميت مغفورا لو أك غير مغفور‪ ،‬في الحديث‬
‫عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم ما معناه‪( :‬ارقبوا الميت عند ثبلث‪ ،‬إذا رشح جبينو‪ ،‬كذرفت عيناه‪،‬‬
‫كتقلصت شفتاه‪ ،‬فارجو لو الخير‪ ،‬كإف احمر كجهو‪ ،‬كأزيد شدقاه‪ ،‬كغط البكر فخافوا عليو)‪( .‬تعليق‬
‫دكارم) (*) لفعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم في أبي سلمة‪ ) .‬عيناه (كلين) كل مفصل منو بالتغميز‪،‬‬
‫كالقبض‪ ،‬كالمد‪ ،‬كيكوف ذلك (برفق) ( ) لقولو عائشة رضى اهلل عنها عن النبي صلى اهلل عليو كآلو‪:‬‬
‫(كسر عظم الميت ككسره حيا) ركاه مسلم‪ ،‬كغيره‪( .‬بحر) يعني‪ :‬في األلم‪ ،‬ال في الضماف‪ ) .‬عقيب‬
‫الموت (ك) إذا قد صح موتو (ربط من ذقنو إلى قمتو بعريض)( ) قمتو بفتح القاؼ‪( .‬قاموس) كقولو‪:‬‬
‫بعريض؛ لئبل‬

‫(‪)37/3‬‬

‫_____________________________‬

‫يؤثر في العضو‪ ) .‬كيكوف ذلك عقيب الموت لئبل ينفغر فوه‪ ،‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب أف االستقباؿ‪،‬‬
‫كالتغميض‪ ،‬كالتليين( ) كالتلقين‪( .‬شرح أثمار) )‪ ،‬كالربط مستحب؛ إذ ال دليل على كجوبو( ) قاؿ‬
‫القاضي عبد اهلل الدكارم‪ :‬يجب االستقباؿ‪.) .‬‬
‫(ك) إذا كاف الميت امرأة حامبل فإنو (يشق) بطنها ( ) كجوبا‪ ) .‬من أيسره( ) كأجرة الشق من ماؿ‬
‫الجنين(‪ )7‬إف كاف لو ماؿ إف خرج حيا‪ ،‬كإف خرج ميتا فمن بيت الماؿ‪ ،‬كإال فمن أبيو‪ ،‬أك منفقو‪.‬‬
‫كأجرة الخياط‪ ،‬كثمن الخيط من ماؿ الميت؛ ألنو من كماؿ تجهيزه‪ ،‬كال يلزـ الزكج؛ إذ ليس من الكفن‪.‬‬
‫(‪ )7‬المقرر أف أجرة الشق ال شيء فيو؛ ألنو كإنقاذ الغريق‪ .‬كقيل‪ :‬يجب‪( .‬تهامي) (*) ألنو أقرب إلى‬
‫سبلمتو من السكين؛ ألنو في الشق األيمن‪( .‬رياض) ك(صعيترم) ) أم‪ :‬من الجانب األيسر (الستخراج‬
‫حمل)( ) قاؿ في الكافي‪ :‬كلو بكسر ضلع إذا احتيج إلى ذلك؛ ألف الحى آكد‪( .‬غيث معنى) (*)‬
‫ككذا سائر الحيوانات (‪ )7‬المحترمة إذا علم أنو يعيش (‪ )0‬بعد خركجو؛ ألنو من باب إنقاذ الغريق‪.‬‬
‫(شرح أثمار) كلو مما يؤكل؛ ألنو يذبج كيؤكل (‪ )7‬كقيل‪ :‬ال فرؽ بين المأكوؿ كغيره‪( .‬قرز) (‪ )0‬كقيل‪:‬‬
‫ال فرؽ‪( .‬قرز) ) عرؼ أنو قد (تحرؾ) ( ) فإف مات الجنين كأمو حية احتيل في إخراجو‪ ،‬كلو بتقطيعو‬
‫لحرمة األـ‪( .‬نجرم) (*) عبارة األثمار‪" :‬يتحرؾ"‪ ) .‬بعد الموت‪.‬‬
‫قاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ ،‬كالفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬كلو علم أنو يموت( ) كالفرؽ بينو كبين‬
‫المفخذؿ كنحوه‪ ،‬مما يعلم أنو يموت ػ الخبر الذم كرد في الجنين (أنو يرث إذا خرج حيا‪ ،‬كلو علم أنو‬
‫يموت)‪ ،) .‬كذلك حيث لم يبلغ ستة أشهر؛ ألف للحي حرمة‪ ،‬كلو ساعة كاحدة‪.‬‬
‫قاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬ك ألنو بخركجو حيا( ) كيعمل بخير عدلة‪( .‬كواكب) (قرز)‪ ) .‬يرث‬
‫كيورث‪.‬‬

‫(‪)30/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كعن أبي الفضل الناصر‪ :‬أنما يشق لو إذا بلغ ستة أشهر‪ ،‬ال دكنها فيترؾ ساعة حتى يموت‪ ،‬أما لو‬
‫تحرؾ قبل الموت كسكن بعده ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فاألقرب أنو ال يدفن الميت حتى يغلب في الظن‬
‫موت الجنين‪.‬‬
‫(نعم) ىذا مذىبنا في صفة استخراج الحمل المتحرؾ‪ .‬كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬بل يشق الجانب األيمن‪،‬‬
‫كيستخرج منو‪ ،‬كقاؿ مالك‪ ،‬كالشافعي‪ :‬تعالجو النسوة من الفرج( ) في القبر (*) قلنا‪ :‬يخشى عليو من‬
‫ذلك‪( .‬بحر) )‪.‬‬
‫[دفن المرأة كفي بطنها كلد يتحرؾ]‬
‫تنبيو‬
‫لو دفنت المرأة‪ ،‬كالولد يتحرؾ فمات‪ ،‬فقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬يضمن الدافن دية أنثى؛ ألنو‬
‫المتيقن‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفيو نظر‪.‬‬

‫(‪)33/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ‪ :‬كالقياس أنو يضمن الغرة( ) إذا عرؼ بخركج يد‪ ،‬أك نحوىا‪( .‬حاشية سحولي معنى) ك(المفتي)‬
‫ك(شكايدم) كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬فلو دفنت المرأة كالولد يتحرؾ‪ ،‬كلم يتحقق بخركج يد أك نحوىا‬
‫فبل شيء؛ إذ األصل براءة الذمة‪ ،‬كإف تيقن الحمل بنحو ذلك كجبت الغرة‪ )*( .‬كالصحيح أنو ال شيء؛‬
‫ألف األصل براءة الذمة؛ لجواز أف يكوف ريحا‪( .‬بياف) كمن ضرب إنسانا ملفوفا في ثوب ضربة غير‬
‫قاتلة‪ ،‬ثم كجد ميتا فبل ضماف؛ ألف األصل براءة الذمة‪( .‬زىور) ك(قرز) كقيل‪ :‬ال فرؽ بين أف يكوف يقتل‬
‫أـ ال‪( .‬قرز) ) (أك) الستخراج (ماؿ علم بقاؤه( ) كإنما قيد بالعلم؛ ألنو مع عدـ العلم تعارض حرمتاف‪،‬‬
‫حرمة الماؿ كالميت‪ ،‬فبل تهتك حرمة الميت من دكف تيقن حفظ الماؿ‪( .‬شرح بحر) فيما عدا الحمل‬
‫المتحرؾ‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) (*) قاؿ في (الحفيظ)‪ :‬أك ظن‪ .‬خبلؼ (حاشية سحولي) كقيل‪:‬‬
‫القياس أف يشق‪ ،‬ما لم يعلم خركجو‪ ،‬أك يظن؛ ألف الظاىر بقاؤه في البطن‪( .‬صعيترم) ) في بطنو (غالبا)‬
‫احترازا من أف يكوف ثلث ( ) كأما ماؿ الغير بغير رضائو فيخرج من غير تفصيل‪( .‬قرز)‪ ) .‬مالو فما‬
‫دكف‪ ،‬كابتلعو( ) قاصدا أنو يموت‪ ،‬كىو في بطنو؛ ألنو يجرل مجرل الوصية‪ ،‬بخبلؼ مالو ازدرده‬
‫ليحفظو (‪)7‬إذا خاؼ عليو‪ ،‬كأف يكوف في مخافة فيشق‪ ،‬كلو قل‪( .‬عامر) (‪ )7‬كيكوف بغير اختياره‪.‬‬
‫ك(قرز) ) باختياره‪ ،‬كال دين عليو يستغرؽ مالو فإنو في ىذه ال يستخرج‪ .‬كقاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬بل‬
‫يستخرج( ) قوم‪ .‬كقواه في البحر‪ .‬كاإلماـ شرؼ الدين‪ ) .‬ألنو تركو اضاعة للماؿ( ) لفظ البحر‪ :‬كيشق‬
‫أيسره الستخراج ماؿ علم بقاؤه‪( .‬بلفظو) سواء كاف للميت‪ ،‬أك لغيره‪ ،‬زائدا على الثلث أـ ال‪ ،‬ابتلعو‬
‫باختياره أـ ال‪ ،‬أجاز الوارث أـ ال‪( .‬شرح بحر) )‪.‬‬

‫(‪)34/3‬‬

‫_____________________________‬
‫(ثم يخاط) ذلك الشق بخيط( ) طاىر‪( .‬قرز) ) كثيق‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كظاىر كبلمهم كجوب الخياط‪،‬‬
‫ككجهو المحافظة على الطهارة‪ .‬قاؿ‪ :‬كينبغي( ) أم‪ :‬يجب‪( .‬قرز) ) أف يكوف الشق قبل الغسل لذلك (‬
‫) فإف شق بعد الغسل غسل موضع الشق‪ ،‬سيأتي على شرح قولو‪" :‬بوؿ أك غائط" أنو ال يجب غسل‬
‫الموضع‪ ،‬فكذا ىنا‪( .‬سماع شرح) ك(قرز) ) (كيعجل التجهيز) ( ) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(ثبلث ال تؤخر‪ ،‬الصبلة إذا حاف كقتها‪ ،‬كاأليم إذا حضر كفؤىا‪ ،‬كالجنازة إذا آف كقتها)‪( .‬صعيترم)‬
‫كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬أسرعوا بالجنائز فإف تك صالحة فخير تقدمونها إليو‪ ،‬كإف تك غير‬
‫ذلك فشر تضعونو عنكم)‪( .‬شفاء) ) للميت من غسل كتكفين‪ ،‬كصبلة‪ ،‬كدفن‪.‬‬
‫قاؿ في اللمع‪ :‬كالمستحب لمن مات في أكؿ الليل أف ال يصبح إال في قبره‪ ،‬كمن مات في أكؿ النهار‬
‫فبل يبيت إال في قبره( ) ألف مبلئكة النهار أرفق من مبلئكة الليل ذكر ىذا في البحر علة لقوؿ البصرم‪:‬‬
‫بأنو يكره الدفن ليبل‪ ،‬كاألكلى االستدالؿ على من مات بالنهار‪ ،‬ال يبيت إال بقبر قولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪( :‬من مات بالغداة فبل يقل ػ من القيلولة ػ إال في قبره‪ ،‬كمن مات بالعشي فبل يبيت إال في‬
‫قبره)‪ .‬من (ىامش البحر) )‪.‬‬

‫(‪)35/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالقياس كجوب التعجيل؛ ألنو كاجب مطلق غير مؤقت‪ ،‬فبل كجو لجواز‬
‫التراخي مع انتفاء األعذار (إال) التجهيز (للغريق كنحوه) كصاحب الهدـ ( )قاؿ في (المصباح المنير‬
‫‪ )636/0‬ىدمت البناء ىدما من باب ضرب‪ ،‬أسقطتو‪،‬فانهدـ‪ ،‬ثم استعير في جميع األشياء فقيل‬
‫ىدمت ما أبرمو من األمر‪ ،‬كنحوه كالهدـ بفتحتين‪ :‬ما تهدـ فسقط‪ ) .‬كالمبرسم‪ ،‬كصاحب السكتة‪،‬‬
‫كالبرساـ( ) قاؿ في البحر‪ :‬ىو بخار يصعد من القلب إلى الرأس يكوف سبب ىذياف المحموـ‪ ،‬كقاؿ في‬
‫(القاموس المحيط ‪ :)7395 /‬البرساـ ػ بالكسر‪ :‬علة يهذل فيها‪ ) .‬نوع من الجنوف‪ ) (،‬يشبو الموت‪.‬‬
‫) كصاحب السكتة ىو المستعجم( ) ذكره الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪( .‬زىور) ) فإف ىؤالء يجب‬
‫التثبت( ) حتى بحصل تغير ريح‪ ،‬أك نحوىا [انتفاخ‪( .‬قرز)] (ركضة معنى) ) في أمرىم‪ ،‬كالتأنى في‬
‫تجهيزىم؛ ألنو قد يلتبس حالهم بحاؿ الموتى ثم يفيقوف‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ ،‬كالفقيو علي‪ :‬فلو لم يتثبت في أمرىم فبل ضماف‪ .‬قاؿ الفقيو علي بن‬
‫يحيى الوشلي‪ :‬ألف الظاىر الموت‪ ،‬كالحياة مجوزة‪ .‬كقاؿ الفقيو محمد بن سليماف‪ :‬ألف األصل براءة‬
‫الذمة‪.‬‬
‫[عبلمات الموت]‬
‫تنبيو‬
‫(‪)36/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كعبلمات الموت( ) ظاىر ىذا أف حصوؿ ىذه األمارات تقتضي موتو‪ ،‬فيجوز أف‬
‫يدفن‪ ،‬كلهذا قاؿ في البحر ما لفظو‪ :‬كال يدفن حتى تظهر فيو العبلمات‪ .‬كقاؿ (الدكارم)‪ :‬ىذه‬
‫العبلمات يغلب الظن معها أف المريض يموت‪ ،‬كمثلو في (شرح ابن بهراف) (كفائدة) الخبلؼ بينهما أف‬
‫صاحب البحر يقوؿ‪ :‬من التبس موتو ككجدت فيو ىذه العبلمات فإنها تفيد العلم بموتو فيدفن‪.‬‬
‫ك(الدكارم) يقوؿ‪ :‬ال تفيد فيأثم الدافن‪( .‬ىامش تكميل) (*) ىذه العبلمات عقيب الموت‪ ) .‬خمس‪:‬‬
‫ميل أنف‪ ،‬كانخساؼ صدع‪ ،‬كامتداد جلدة الوجو‪ ،‬كانخبلع الكف( ) من الساعد‪( .‬مصباح) ) كاسترخاء‬
‫القدـ ( ) من الساؽ‪( .‬بياف) ) بأف ينصب فبل ينتصب‪ ،‬ككذا عن المنصور باهلل ( ) كاسوداد األظفار‪،‬‬
‫كارتفاع البيضتين‪ ،‬كانقباض العينين‪ .‬كقاؿ في (بعض كتب الشافعية)‪ :‬كمن أقول عبلمات الموت أف‬
‫ينظر االنساف إلى عين الذم قد ظن موتو‪ ،‬فإف كجد شخصو فهو حي‪ ،‬كإال فقد مات‪.) .‬‬
‫(كيجوز البكاء) ( ) قاؿ في (النهاية)‪ :‬كيجوز تقبيل الميت لفعلو صلى اهلل عليو كآلو (*) قبل الموت‬
‫كبعده‪( .‬قرز) (*) دمع العينين‪ ،‬كما ال يمكن دفعو من الصوت‪( .‬بياف) ) على الميت لفعلو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم يوـ مات كلده( ) لما ركاه صاحب (اإلرشاد) لما ماتت رقية بنت رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم بكت النساء فضربهن عمر‪ ،‬كأخذ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم بيده‪ ،‬كقاؿ‪:‬‬
‫(دعهن يبكين) كقاؿ لهن‪( :‬ابكين‪ ،‬كإياكن كصوت الشيطاف فإنهن مهما بكين من العين كالقلب فمن‬
‫اهلل‪ ،‬كمهما بكين من اليد كاللساف فمن الشيطاف) فبكت فاطمة عليها السبلـ على شفير القبر‪ ،‬فجعل‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم يمسح الدموع من عينها بطرؼ ثوبو‪.‬‬

‫(‪)37/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) كيجوز تعداد محاسن الميت من غير أف يقترف بو محضور‪ ،‬كالحجة في ذلك أف فاطمة صلوات اهلل‬
‫عليها بكت أباىا‪ ،‬كندبتو‪ :‬يا أبتاه‪ ،‬من ربو ناداه‪ ،‬يا أبتاه إلى جبريل أنعاه‪ ،‬يا أبتاه من جنة الفردكس‬
‫مأكاه‪ ،‬يا أبتاه أجاب ربا دعاه ) كىي عليها السبلـ معصومة‪ ) .‬إبراىيم( ) فقيل لو في ذلك ?‪ .‬فقاؿ‪:‬‬
‫(إنما نهيت عن صوتين أحمقين) الخبر تمامو (فاجرين‪ ،‬صوت نغمة (‪ )7‬لهو كلعب‪ ،‬كمزامير الشيطاف‪،‬‬
‫كصوت عند نزكؿ مصيبة كخوؼ‪ ،‬كشق جيوب‪ ،‬كىذا رحمة‪ ،‬كمن ال يرحم ال رحم)‪( .‬صعيترم) (‪)7‬‬
‫بالغين المعجمة‪ ،‬كما ىو المسموع‪ .‬يقاؿ‪ :‬نغمة الدؼ كغيره من آالت المبلىي‪ ،‬كىو مذكور في (ضياء‬
‫الحلوـ) كسمعتو بالكسر‪ ،‬كالرفع‪ ،‬كقد ذكره في شرح (مرغم)‪( ) .‬ك) يجوز (اإليذاف( ) كالفرؽ بينو كبين‬
‫النعي أف االيذاف مجرد اإلعبلـ بالموت ألصحابو‪ ،‬كإخوانو‪ ،‬كمعارفو‪ .‬كالنعي‪ :‬ىو الذم يفعلو الناس من‬
‫الصياح للجنازة بموت الميت‪ ،‬كالنعى في األسواؽ كالطرقات‪)*( .‬كلفظ الػ (لصعيترم) كأما اإليذاف‬
‫فجائز؛ ألنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم زار قبرا حديثا‪ ،‬فقاؿ‪( :‬أال آذنتموني) كمرضت سكينة فقاؿ صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا ماتت فآذنوني)‪ ،) .‬كىو اإلعبلـ بموتو‪ ،‬كلو بصوت شهير ال يمكن اإلعبلـ‬
‫لمن قصدا إعبلمو إال بذلك‪ ،‬كأف يقوؿ من مئذنة أك نحوىا‪ ) ( :‬مكاف عاؿ‪ ) .‬رحم اهلل من حضر‬
‫الصبلة على فبلف‬

‫(‪)38/3‬‬

‫_____________________________‬

‫ك (ال) يجوز (النعى) للميت( ) قاؿ (المفتي)‪ :‬األقرب جوازه ألىل الفضل‪ ،‬كعلماء الدين‪( .‬قرز) ) كىو‬
‫اإلعبلـ بالصوت الشهير المؤذف بالتفجع على الميت (ك) ال يجوز (توابعو) أم‪ :‬توابع النعي( ) كلفظ‬
‫(البياف) (فرع) فيلزـ الرجل منع زكجتو [ كعبده‪ ،‬كقريبتو حيث ىو الولي] من حضور ذلك‪ ،‬كمن بيت‬
‫كليمة‪ ،‬أك حماـ فيهما منكر‪ ،‬إال من بيت جارتها [كلو سمعت حاؿ الدخوؿ كالخركج‪ ،‬فتخرج فورا‪.‬‬
‫(تذكرة) (قرز)] لتعزم‪ ،‬أك تهني‪ ،‬كال تقف مع حصوؿ المنكر [لعل الحجة أف ذلك من حق القياـ بحق‬
‫الجار] ككذا في الرجل مع جاره؛ ألف الحضور عند المنكر ال يجوز إذا كاف على كجو الرضاء بو‪ ،‬أك‬
‫يتهم بالرضاء‪ ،‬فإف كاف لحاجة داعية جاز‪ ،‬كيلزـ اإلنكار إذا كملت شرائطو‪ ،‬كإف لم نكمل أظهر من‬
‫نفسو كراىتو؛ لئبل يتهم بالرضاء بو‪ ،‬كإف حضر ال لينكر‪ ،‬كال لحاجة‪ ،‬كال للرضاء بو‪ ،‬كال تلحقو التهمة‬
‫بالرضاء‪ ،‬كال أمكنو إنكاره ? فقاؿ الحاكم‪ :‬كقاضي القضاة‪ :‬ال يجوز‪ .‬كقاؿ أبو علي‪ ،‬كأبو ىاشم‪ :‬يجوز‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يوسف‪ :‬فأما النظر إلى أىل المنكر من بعيد بحيث ال يتهم بالرضاء فيجوز‪( .‬بياف) ىذا‬
‫ضعيف ألف في تكميل لمرادىم‪ .‬كالمذىب‪ :‬ال يجوز‪ ) .‬كىي النواح( ) كفي الحديث (تخرج النائحة‬
‫من قبرىا شعثاء غبراء‪ ،‬عليها جلباب من نار‪ ،‬كدرع من لعنة اهلل تعالى‪ ،‬يدىا على رأسها تقوؿ‪ :‬يا كيبله‪،‬‬
‫كجبريل عليو السبلـ يقوؿ‪ :‬آمين)‪ .‬كفي بعض الحديث (لعن اهلل النائحة كمن حولها)‪( .‬لمعة) )‬
‫بالصوت( ) كيلزـ الزكج منع زكجتو من النواح‪ ،‬كمن بيت كليمة حيث فيها منكر‪ ،‬كحماـ‪ ،‬لقولو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪( :‬من أطاع امرأتو في أربع كبو اهلل على كجهو‪ :‬المشي إلى الحماـ‪ ،‬كالنياحات‪،‬‬
‫كالعرسات‪ ،‬كلبس الثياب الرقاؽ البلمعة)‪( .‬صعيترم) ينظر في الخنثى‪ )*( .‬إف قيل‪ :‬إف النساء نحن‬
‫على قتلى أحد‪ .‬قاؿ‪( :‬لكن الحمزة ال بواكي لو) فاجتمعن فنحن علي الحمزة رضى اهلل عنو‪ ،‬فلما‬
‫انصرفن اثنى عليهن النبي صلى اهلل عليو‬

‫(‪)39/3‬‬

‫_____________________________‬
‫كآلو كسلم لما نحن‪ .‬قلنا‪ :‬نحن نركم ذلك‪ ،‬كنرل نسخو‪ ،‬فإنو صلى اهلل عليو كآلو نهى عن النوح‬
‫يومئذ‪( .‬شفاء لفظا) )‪ ،‬كالصراخ‪ ،‬كاللطم‪ ،‬كشق الجيب‪ ،‬كحلق الشعر لذلك( ) ككذا لبس السواد‪ ،‬كترؾ‬
‫الزينة إال يوما للرجل‪ ،‬كثبلثا للمرأة‪( .‬قرز) إذا كاف ممن يحزف عليو‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫[ غسل الميت]‬
‫(فصل)‬
‫(كيجب( ) كاألكلى أف يقاؿ‪ :‬كيجب غسل غير الفاسق‪ ،‬كالكافر؛ ليدخل في ىذه العبارة مجركح العدالة‬
‫بغير مفسق‪ ،‬فيغسل؛ إذ ال يخرج بتلك من المواالة‪ ) .‬غسل المسلم) ( ) فإف كاف الميت من أىل‬
‫العاىات فالواجب على أىل عاىتو إف كجدكا‪ ،‬كإال كاف على المسلمين بالصب فقط؛ إذ ال يسقط‬
‫الواجب إال لضرر‪ ،‬كال ضرر‪ ،‬كمثلو عن اإلماـ عز الدين‪ ،‬كالمختار أنهم كسائر المسلمين على سواء‪.‬‬
‫(عامر) كقواه (الشامي) ك (التهامي)‪ ) .‬العدؿ ( ) كلو مجركح العدالة بغير فسق‪ ) .‬غير الشهيد‪ ،‬على‬
‫أم صفة كاف موتو‪ ،‬كلو غريقا( ) يجمع الشهداء الستة قولو‪:‬‬
‫طعين كمبطوف غريق كميت ***بهدـ كامرأة نفاس كعاشق‬
‫[تمامو للقاضي حسين بن محمد المغربي‪:‬‬
‫لديغ كذات الجنب كالمرء طالب ***تعلم علم في الحياة كحارؽ‬
‫فقد أخبر المختار أصدؽ قائل ***بأف أكلى حكم الشهادة الحق ]‬
‫(شرح ىداية) * كممن مات بالعشق‪ :‬محمد بن داكد الظاىرم‪ ،) .‬كنفساء‪ ،‬كمبطونا‪ ،‬كذا ىدـ‪ ،‬كلو‬
‫سمي ىؤالء شهداء‪ ،‬كىكذا من تاب من الزنى‪ ،‬ثم رجم‪ ) (،‬كالفرؽ بين أف يثبت الزنى كالقصاص‬
‫باإلقرار‪ ،‬أك بالبينة‪( .‬قرز) ) ككذا من قتل قصاصا بعد التوبة (كلو) كاف ذلك الميت (سقطا) ( )‬
‫بالحركات الثبلث‪( .‬كواكب) فبالضم الولد لغير تمامو‪ ،‬كبالفتح الثلج‪ ،‬كبالكسر عين النار حين تقدح‪.‬‬
‫قاؿ في مثلثة قطرب‪:‬‬
‫ناكؿ برد السقط ***من فيو غير سقط ***فبلح رمي السقط***من خده كالشهب‬

‫(‪)42/3‬‬

‫_____________________________‬

‫فالفتح ثلج كبرد***كالكسر نار تتقد***كالضم اسم للولد*** قبل تماـ األرب ) فإنو يجب غسلو إذا‬
‫(استهل)( ) كيثبت لو ذلك بخبر عدلة كلو العدالة أمو‪ ،‬كلعلو يقبل خبرىا فيما يرجع إلى السقط (‪ )7‬ال‬
‫فيما يرجع إليها من اإلرث كنحوه‪( .‬حاشية سحولي بلفظو) (قرز) (‪ )7‬من غسل‪ ،‬كتكفين‪ ،‬كصبلة‪،‬‬
‫كدفن‪ )*( .‬لما ركاه جابر عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا استهل السقط صلي عليو‪ ،‬ككرث) كعن‬
‫أبي ىريرة عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ .‬كذكره في التلخيص عن الترمذم‪ ،‬كالنسائي‪ ،‬كابن‬
‫ماجة‪ ،‬كالبيهقي‪( .‬ضياء ذكم األبصار) (*) بفتح التاء‪ ،‬كالهاء‪( .‬قاموس) )‪ ،‬كاالستهبلؿ بأحد أمور‪ :‬إما‬
‫بعطاس‪ ،‬أك بصياح‪ .‬كال خبلؼ في ىذين‪ ،‬أك بحركة( ) ال الرعشة‪( .‬قرز) ) تدؿ على أنو خرج حيا( )‬
‫جميعو‪ ،‬أك بعضو‪( .‬قرز) )‪ ،‬كفى ىذا خبلؼ‪.‬‬
‫قاؿ في الكافي‪ :‬عند زيد بن علي‪ ،‬كالقاسمية‪ ،‬كالفريقين‪ :‬أنو استهبلؿ‪ .‬كعند الناصر‪ ،‬كمالك‪ :‬أنو ليس‬
‫باستهبلؿ‪ .‬ككذا في الزكائد عن الهادم‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأبي حنيفة‪.‬‬

‫(‪)47/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) فإذا استهل( ) ظاىره كلو استهل قبل انفصالو ثبتت لو ىذه األحكاـ‪ ،‬كسيأتي في فصل الصبلة‬
‫على الجنازة ما يؤيده‪ .‬كفي (حاشية سحولي) ما لفظو‪ :‬كال بد أف يكوف استهبلؿ الحمل بجركة‪ ،‬أك‬
‫نحوىا بعد خركجو‪ ،‬أك بعضو‪ ،‬كلو قل‪ .‬ك(قرز) كلو خرج باقية كقد مات‪ ،‬كما في (الخالدم)‪( .‬سماع‬
‫شرح) ك(قرز) ) كجب غسلو عندنا‪ ،‬كيكفن‪ ،‬كيصلي عليو‪ ،‬كيدفن( ) كأما إذا لم يستهل لف بخرقة‪،‬‬
‫كدفن استحبابا‪ ،‬ال كجوبا؛ ألنو ال حرمة لو‪ ،‬كال فرؽ بين أف يخرج قبل موت أمو أك بعده‪ ،‬على‬
‫الصحيح‪ ،‬كمثل معناه في (الزىرة) كفي (الكواكب) ما لفظو‪ :‬كحيث ال يستهل يدفن بين التراب‪ .‬يعني‪:‬‬
‫يلف في خرقة‪ ،‬كما يلف المتاع؛ ألنو ال يكفن‪ ،‬كال يلحد لو‪ ،‬كال تكوف لو حرمة‪( .‬زىور) ك(قرز) )‪،‬‬
‫كيرث‪ ،‬كيورث( ) كىذا ليس من أحكاـ الجنازة؛ ألف الغرة تورث‪ .‬يقاؿ‪ :‬استطرادا‪ ،‬فبل اعتراض‪،) .‬‬
‫كيودل( ) إذا كاف خركجو بجناية‪( .‬كواكب)‪ .‬قولو‪" :‬يسمى" أم‪ :‬ندبا‪( .‬قرز) )‪ ،‬كيسمى‪ ) (،‬ينظر‬
‫خبلفو مع عدـ االستهبلؿ‪ .‬إذ الحركة عنده ليست باستهبلؿ‪ )*( .‬كلو مات بساعتو‪.) .‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال يثبت لو شيء من ذلك‪.‬‬

‫(‪)40/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(أك) إذا كجد مسلم ميت كقد (ذىب أقلو) ( ) فإف التبس الذاىب فلعلو يجب غسلو كفاقا بين‬
‫الهادم‪ ،‬كالمؤيد باهلل ألف الهادم يعتبر األصل الثاني كىو عدـ الذىاب لؤلكثر‪ ،‬كالمؤيد باهلل األصل‬
‫األكؿ كىو الوجوب‪ .‬كاألكلى أف يقاؿ‪ :‬ال يجب غسلو؛ ألنو تعارض جنبة الحظر‪ ،‬كىو الترطب‬
‫بالنجاسة‪ ،‬كجنبة اإلباحة‪ ،‬كىو غسلو؛ لجواز أف الذاىب األقل‪ ،‬فترجح جنبة الحظر‪ ،‬كأيضا فإف الشرع‬
‫لم يرد إال بغسل الميت إذا كاف جميعو‪ ،‬أك ذىب أقلو‪ ،‬كىذا الذم التبس علينا كلم يعلم أف الذاىب‬
‫أقلو لم يرد في الشرع جواز الترطب بو‪ ،‬فبل يغسل‪( .‬سماع مجاىد) ك(قرز) (*) كالعبرة بالمساحة‪ ،‬ال‬
‫بالوزف‪( .‬تعليق لمع) ك(قرز) (*) عبارة (األثمار)‪" :‬كلو ذىب"‪ ،‬كإنما عدؿ عن عبارة األزىار؛ ألنها توىم‬
‫رجوع الضمير إلى السقط‪ ،‬كليس كذلك‪ ،‬بل العدؿ‪ .‬أثمار (*) كأما من قطعت يده قصاصا فبل تغسل‬
‫كفاقا‪( .‬قرز) (*) أك لحمو لم يجب غسل العظاـ‪ .‬كقيل‪ :‬الصحيح أنو يغسل اللحم كالعظاـ إذا كجد‪،‬‬
‫كىو ظاىر الكتاب‪ ،‬ككاف أكثره الباقي‪ .‬ك(قرز) فعلى ىذا لو بقي الجلد كأكثره غسل‪ ،‬كالعبرة باألكثر‬
‫مساحة‪ ،‬ال بالوزف‪ ،‬ككثرة األعضاء ال عبرة بها‪( .‬تعليق لمعة) ) بأف أكلتو السباع أك نحو ذلك فإنو إذا‬
‫كاف الذاىب األقل( ) أما لو قطع نصفين‪ ،‬أك أثبلثا‪ ،‬كلم يذىب منو شيء غسل‪ ،‬كصلي عليو‪ ،‬ما لم‬
‫يتفسخ بالغسل ترؾ غسلو‪( .‬حاشية سحولي لفظا) ك(قرز) ) كىو دكف النصف فإنو يجب غسل الباقي‬
‫فلو ذىب أكثره لم يغسل ( ) كال يصلى عليو‪ ،‬كأما دفنو كتكفينو فيجب كفاقا‪ .‬كقيل‪ :‬ال يجب‪ .‬قاؿ‬
‫الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كالوجو فيو أنو يؤدم إلى غسلين‪ ،‬كصبلتين‪ ،‬كذلك ال يجب‪ ،‬كأما الجواز‬
‫فيجوز‪( .‬كشلي) كىذه العلة تقتضي أنو لو أمن ذلك‪ ،‬بأف يسقط باقية في البحر‪ ،‬أك تأكلو السباع ػ جاز‬
‫غسلو‪ ،‬كاألكلى أنو يقاؿ‪ :‬نجس‪ ،‬لكن كرد الشرع في كل البدف فيقر حيث كرد‪ ،‬كاألكثر يلحق بالكل‪.‬‬
‫(تعليق الفقيو حسن) كىذا أكلى‪ ،) .‬ككذا لو ذىب نصفو‪،‬‬

‫(‪)43/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كلو بقي ما تممو الرأس نصفا على ظاىر الكتاب‪ ،‬كىو قوؿ السيد يحيى بن الحسين‪ ،‬كالفقيو علي‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬بل يغسل؛ ألف للرأس مزية‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب أف غسل البعض‪ ،‬كالسقط الذم لم يستهل محظور؛ ألف الميت‬
‫كبعضو نجس‪ ،‬فمهما لم يرد في الشرع جواز الترطب بو ( ) ال يعلل بالترطب؛ ألنو يلزـ منو أنو يجوز‬
‫بآلة‪ ،‬كإنما المراد أف الغسل إنما كرد في غسل الميت جميعو‪ ،‬كاألكثر في حكم الكل فبل يجوز‪ ،‬كلو‬
‫لم يحصل ترطب‪( .‬كمعناه في حاشية سحولي)‪ ) .‬كاف محظورا‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يوسف‪ :‬إنو غير محظور إذا لم يعتقده الغاسل مشركعا‪.‬‬
‫(كيحرـ) الغسل (للكافر ( ) ككلده‪ )*( .‬كذلك ألنو تشريف‪ ،‬كال تشريف لهم‪ .‬كحجة أبي حنيفة‪،‬‬
‫كالشافعي‪ :‬أف الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم أمر أمير المؤمنين عليا عليو السبلـ أف يغسل أباه‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬أمره بمواراتو‪ ،‬كلم يذكر الغسل في المشهور من الركاية‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬أك ألف تحريم غسل‬
‫الكافر إنما كاف بالمدينة‪ ،‬ال في مكة؛ ألف الشريعة لم تكن قد اتسعت‪ ،‬كإنما كاف اتساعها بالمدينة‪.‬‬
‫كذىب الناصر‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كغيرىما من سادات أىل البيت إلى أف أبا طالب مات مسلما لتصريحو‬
‫بتصديق النبي اهلل عليو كآلو كسلم فيما جاء بو‪ ،‬كيدؿ على ذلك قولو في شعره‪:‬‬
‫ألم تعلموا أنا كجدنا محمدا *** نبيا كموسى خط في أكؿ الكتب‬

‫(‪)44/3‬‬
‫_____________________________‬

‫كنحو ذلك من أشعار‪ ،‬كلمدافعتو عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كألف تعالى ال ينسى ما كاف من جهتو‬
‫من الحنو كالشفقة على الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كلذا لم يصل الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو‬
‫على خديجة رضى اهلل عنها (‪ )7‬ألف الصبلة ما قد كاف فرضت؛ ألف موتها كاف بمكة قبل الهجرة‪ ،‬كلم‬
‫تكن الصبلة على الموتى قد فرضت‪ .‬كذىب بعض علماء العترة‪ ،‬كالفقهاء‪ ،‬كأىل التاريخ كالسير إلى أنو‬
‫مات مشركا؛ ألنو لما مات جاء أمير المؤمنين عليو السبلـ إلى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬إف‬
‫عمك الشيخ الضاؿ مات‪ ،‬فسماه ضاال‪ ،‬كألنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم لم يحضر دفنو‪ .‬كقولو صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬إف أبا طالب لفي ضحضاح (‪ )0‬من نار‪ ،‬كلوال مكاني منو لكاف في الطمطانة‪،‬‬
‫كغسل أبي طالب كاف بمكة‪ .‬لكن يقاؿ‪ :‬الذم كرد في المدينة ىو تحريم الصبلة‪ ،‬كلم يذكر الغسل‬
‫بتصريح تحريم‪ ،‬كتحريم الصبلة ال يتناكؿ تحريم الغسل‪( .‬غيث بلفظو) (‪[ )7‬كألف كفاة خديجة رضي‬
‫اهلل عنها بعد موت أبي طالب بثبلثة أياـ ذكره (الدميرم) ] (‪ )0‬الضحضاح‪ :‬الماء اليسير‪ ،‬أك إلى‬
‫الكعبين‪ ،‬أك نصف السوؽ جمع ساؽ‪ ،‬أك ما ال غرؽ فيو‪( .‬قاموس) كالطمطاـ‪ :‬كسط البحر‪( .‬قاموس)‬
‫)‪ ،‬كالفاسق)( ) ال كلده‪( .‬قرز) ) كقاؿ الشافعي كأبو حنيفة‪ :‬يجوز لولي الكافر المسلم أف يغسلو‪.‬‬
‫كحكى في الشفاء عن األخوين أف غسل الفاسق مباح‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬األكلى غسلو تشريفا للملة ( ) قلنا‪ :‬ال شرؼ مع استحاؽ اللعنة‪( .‬بحر بلفظو) )‪.‬‬

‫(‪)45/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقلنا (مطلقا) ليدخل فيو أطفاؿ الكفار( ) ألنو يحكم لهم بحكم آبائهم في الدنيا‪،‬‬
‫يقبركف في مقابرىم‪ ،‬كيسبوف مع آبائهم‪ ،‬كنحو ذلك‪ ،‬كالرطوبة كغيرىا‪ ،) .‬كليدخل كفار التأكيل كفساقو‪،‬‬
‫كلتدخل الكافرة التي في بطنها كلد مسلم ( ) كإذا دفنت الكافرة التي في بطنها كلد مسلم ػ جعل‬
‫ظهرىا إلى القبلة‪ ،‬ليوجو الجنين إلى القبلة؛ ألف كجو الجنين على ما ذكر إلى ظهر أمو‪( .‬ركضة نواكم)‬
‫كالمختار أنو ال حكم لو قبل انفصالو‪ ،‬فيدفن في مقابر الكفار‪( .‬شامي) كقواه اإلماـ في البحر‪ )*( .‬لعل‬
‫القبر في الكافرة التي في بطنها كلد مسلم ندبا فقط؛ ألف القبر ال يجب إال إذا قد خرج الجنين حيا إذا‬
‫كانت مرتدة‪ ،‬ال الذمية فيجب القبر‪ ،‬كالكفن‪ .‬ك(قرز) (*) بالتنوين [في كلد]؛ ليدخل من حمل بو في‬
‫اإلسبلـ‪.) .‬‬

‫(‪)46/3‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) يحرـ الغسل أيضا (لشهيد ( ) حاؿ الجناية‪( .‬قرز) (*) قاؿ في (النهاية)‪ :‬كسمي الشهيد شهيدا؛‬
‫ألف مبلئكتو يشهدكف لو بالجنة‪( .‬بياف) كقيل‪ :‬ألنو حي‪ ،‬فكأنو شاىد‪ ،‬أم‪ :‬حاضر‪ .‬كقيل‪ :‬ألف مبلئكة‬
‫الرحمة تشاىده‪ .‬كقيل‪ :‬لقيامو بشهادة الحق في أمر اهلل حتى قتل‪ .‬كقيل‪ :‬ألنو يشهد ما أعد اهلل لو من‬
‫الكرامة بالقتل‪ ،‬كغير ذلك‪( .‬بستاف) ) مكلف ( ) كالعبرة بالتكليف حاؿ الجناية‪ ،‬كالعدالة حاؿ الموت‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬العبرة بالتكليف حاؿ القتل كالموت‪ ،‬ككذلك العدالة (*) كلو عبدا‪( .‬قرز)‪ .‬كمثلو في (حاشية‬
‫سحولي) كلفظ حاشية‪ :‬كالصحيح أف العبد ال يغسل؛ ألنو إف احتيج إليو فهو شهيد‪ ،‬كإف لم يحتج إليو‬
‫فهو آبق‪ .‬أم‪ :‬فاسق‪ .‬كفي (المعيار) يغسل‪ .‬كىو قوم (*) (مسألة) كإذا كاف على شهيد نجاسة غير‬
‫دمو غسلت‪ .‬ذكره في الشرح‪( .‬بياف لفظا) ك(معيار) كفي (الغيث)‪ :‬ال تغسل‪ .‬كىو ظاىر الحديث‪،‬‬
‫كاألزىار‪ .‬كلو أدل إلى غسلو جميعا‪( .‬حاشية سحولي) (*) المراد إزىاؽ الركح على أم صفة كانت‪،‬‬
‫كلو بزحاـ‪ ،‬أك عطش‪ ،‬أك بمنع نفس‪ ،‬أك بأف يرمي العدك فيصيب نفسو‪ .‬ك(قرز) كىذا حيث كاف في‬
‫المعركة‪( .‬قرز) ) ذكر)( ) حاؿ الموت‪ ) .‬عدؿ (قتل) في سبيل اهلل( ) كلو قتل بالسم‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كقولنا "مكلف" احترازا من الصبى‪ ،‬كالمجنوف فأنهما يغسبلف إذا كانا مسلمين‪،‬‬
‫كلو قتبل مع أىل الحق‪.‬‬
‫كقولنا‪( :‬ذكر) احتراز من األنثى( ) كلو احتيج إليها في الجهاد‪( .‬نجرم) (قرز) ككذا الخنثى‪( .‬قرز) )‬
‫فإنها تغسل‪ ،‬كلو قتلت في الجهاد‪.‬‬
‫كقولنا في الشرح "عدؿ" احتراز من الفاسق فإف ترؾ غسلو ليس ألجل الشهادة‪ ،‬بل ألجل عصيانو‪.‬‬
‫كقولنا‪" :‬قتل في سبيل اهلل" احتراز ممن يسمي شهيدا ال ألجل القتل‪ ،‬كالغريق‪ ،‬كصاحب الهدـ( ) ككذا‬
‫صاحب الطاعوف للخبر‪ ،‬ككذا العاشق‪( .‬شرح مرغم) ) فإنو يغسل‪ ،‬كلو سمي شهيدا‪.‬‬

‫(‪)47/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) فإذا كاف الشهيد جامعا لهذه القيود حرـ غسلو عندنا( )لماركاه عبد اهلل بن ثعلبة قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ‬
‫اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬زملوىم بدمائهم‪ ،‬فإنو ليس كلم يكلم في اهلل إال أتى يوـ القيامة جرحو‬
‫يدمى‪ ،‬لونو لوف الدـ‪ ،‬كريحو ريح المسك) أخرجو النسائي في سننو الكبرل ج‪/7‬ص‪/647‬ح‪،0709‬‬
‫ج‪/3‬ص‪/02‬ح‪ 4356‬كعن زيد بن علي عليهما السبلـ في مجموعو عن أبيو عن جده عن علي عليو‬
‫السبلـ قاؿ‪( :‬لما كاف يوـ أحد أصيبوا‪ ،‬فذىبت رؤكس عامتهم‪ ،‬فصلى عليهم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪ ،‬كلم يغسلهم‪ ،‬كقاؿ‪ :‬انزعوا عنهم الفراء) كىذا الحديث ركاه المؤيد باهلل عليو السبلـ في‬
‫(شرح التجريد) كىو في (أصوؿ األحكاـ) ك(الشفاء)‪ .‬من (ضياء ذكم األبصار) ) كىو قوؿ أبي حنيفة‪،‬‬
‫كالشافعي‪ ،‬كاألكثر‪.‬‬
‫(‪)48/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الحسن‪ ،‬كسعيد بن جبير‪ :‬يغسل الشهيد (أك) شهيد لم يمت في موضع القتاؿ‪ ،‬لكنو ذىب منو‪،‬‬
‫كقد (جرح في) موضع (المعركة ( ) ظاىره كلو الجارح لو من أصحابو خطأ‪ )*( .‬كالمعركة‪ :‬بضم الراء‬
‫كفتحها‪ .‬كالمعركة‪ :‬ىي موضع القتاؿ‪ ،‬حيث تصل السهاـ‪ ،‬كجوالف الخيل‪ .‬ذكره في (الضياء)‪( .‬بستاف)‬
‫ك(قرز) ) بما) يعرؼ ( ) ال لو كجد في المعركة‪ ،‬كال جرح فيو‪( .‬قرز) ) من طريق العادة أنو (يقتلو‬
‫يقينا)( ) كلو غير مقاتل‪ ،‬كالمتفرج على المختار؛ ألف التسويد كاؼ‪( .‬ىبل) (*) كلو بالسراية‪( .‬حاشية‬
‫سحولي) كعن سيدم (المفتي)‪ :‬يغسل‪ ) .‬نحو رميو‪ ،‬أك ضربو بسيف‪ ،‬أك عصا ( ) أك كجد فيو أثر‬
‫القتل‪ ،‬كدـ في عينو‪ ،‬أك أذنو‪ ،‬أك جوفو (‪ )7‬فبل يغسل‪ ،‬ال فمو‪ ،‬كفرجو‪ ،‬كأنفو فيغسل‪( .‬بياف معنى) (‪)7‬‬
‫كذلك ألف الغالب أف الدـ ال يخرج من ىذه المواضع إال لما كقع فيو من الضرب‪ ،‬أك الجرح‪.‬‬
‫(صعيترم) كيعرؼ كونو من الجوؼ كونو مزيدا‪ .‬ك(قرز) (*) أك بسم‪ ،‬كنحوه‪( .‬حاشية سحولي) كعن‬
‫التهامي‪ :‬يغسل‪ ) .‬أك رضخو‪ ،‬أك طعنو في معمد‪ ،‬كلم يمت منها في الحاؿ‪ ،‬فإف ىذا ال يغسل‪ ،‬كلو‬
‫مات في بيتو على فراشو‪ .‬ذكره المنصور باهلل‪ ،‬كعلي خليل‪ .‬كظاىر قوؿ الهادم عليو السبلـ‪ :‬أنو إذا‬
‫نقل كبو رمق( ) أم‪ :‬حياة‪ ) .‬غسل‪ .‬كحكى في الزكائد للقاسمية‪ :‬أنو إذا أكل‪ ،‬أك شرب‪ ،‬أك دكم ( )‬
‫مع تجويز الحياة‪ ) .‬غسل كإال فبل‪ .‬كمثلو عن أبي طالب‪.‬‬

‫(‪)49/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(أك) شهيد قتل أك جرح( ) مكلف‪ ،‬ذكر‪ ،‬عدؿ‪( .‬قرز) ) كما مر‪ ،‬ككاف ذلك (في المصر)( ) أك غيره‪.‬‬
‫(ىداية) (قرز) ) يعني‪ :‬من دكف قتاؿ‪ ،‬بل قتلو البغاة (ظلما)( ) أك قتل نفسو غير عامد‪ .‬ذكره في (سنن‬
‫أبي داكد) في سياؽ (رجل جرح في الجهاد‪ ،‬فانثنى عليو سيفو فقتلو) (*) كأما إذا قتلو السبع فيغسل‪،‬‬
‫ككذا قتيل الصبى كالمجنوف يغسل‪( .‬تهامي) (قرز) ككذا من قتل خطأ فيغسل‪( .‬قرز)‪ )*( .‬ينظر ما‬
‫حقيقة الظلم ? يقاؿ‪ :‬ىو العارم عن جلب نفع‪ ،‬أك دفع ضرر‪ ،‬كاستحقاؽ ) فانو ال يغسل‪ .‬كقاؿ‬
‫الشافعي‪ :‬بل يغسل( ) كحجتو‪ :‬غسل الصحابة لعلي عليو السبلـ‪ ،‬كعمر‪ ،‬مع كونهما شهيدين‪،‬‬
‫مظلومين‪( .‬غيث) ك(نجرم) )‬
‫(أك) شهيد قتل أك جرح كما مر في حاؿ كونو (مدافعا ( ) آلدمي‪ ،‬ال سبع فيغسل‪( .‬قرز) (*)سواء كاف‬
‫نفسو‪ ،‬أك نفس الغير‪ ،‬كلو ذميا‪ ،‬أك مالو غيره كلو قل‪ .‬ك(قرز) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من قتل‬
‫على عقاؿ بعير فهو شهيد)‪ ) .‬عن نفس أك ماؿ) فإنو ال يغسل‪.‬‬
‫كألبي طالب احتماالف في ىذه( ) أحدىما‪ :‬يغسل‪ ،‬كما غسل علي عليو السبلـ‪ ،‬كعمر‪ .‬كقيل‪ :‬ال‬
‫يغسل؛ للخبر (من قتل دكف مالو فهو شهيد) قاؿ في (الهداية)‪ :‬كغسل علي عليو السبلـ لتراخى موتو‬
‫[كقيل‪ :‬الجتهاد من الحسن عليو السبلـ] ألنو عليو السبلـ تكلم بعد‪ ،‬كخاض في أمر ابن ملجم لعنو‬
‫اهلل‪( .‬ىداية) ) المسألة‪ ،‬كفي األكلى‪.‬‬

‫(‪)52/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(أك) رجل (غرؽ( ) ككاف راجيا للسبلمة‪ ،‬ككاف يجوز لو الهرب‪ ،‬كإال فسق‪( .‬بياف) ألف من رمى بنفسو‬
‫البحر كنحوه خوؼ القتل فهو فاسق‪ )*( .‬حيث يحل‪( .‬قرز) أك رمى نفسو حيث كاف مجوزا السبلمة )‬
‫لهرب) من جيش الكفار‪ ،‬أك من رميهم بالنفط( ) لعلها حيث دىن بها خرقة‪ ،‬ثم أعلقها في النار ثم رمى‬
‫بها‪ )*( .‬قيل‪ :‬آلة من النحاس يرمى بها‪ ،‬كال يطفيها إال التراب‪( .‬قاموس) ككاف يلف خرؽ مبلولة‬
‫بالنفظ‪ ،‬ثم تشعل كترمى بالمنجنيق‪( ) .‬كنحوه) ( ) كاف تطأه دكاب العدك‪ ،‬أك دكاب المجاىدين عند‬
‫االزدحاـ‪ ) .‬أف يكوف جهاده في سفينة فغرؽ زلقا( ) أك رمى بنفسو‪ ) .‬في القتاؿ‪ ،‬أك رمي بحجر‬
‫المنجنيق أك نحوه( ) الوظف كالمدفع‪ ) .‬فإنو شهيد ال يغسل‪.‬‬
‫[الشهيد الجنب]‬
‫تنبيو‬
‫اختلف العلماء إذا استشهد المسلم كىو جنب ىل يغسل ألجل الجنابة أـ ال ? فحصل األخواف‬
‫للمذىب‪ ،‬كىو قوؿ الشافعي‪ ،‬كأبي يوسف‪ ،‬كمحمد‪ :‬أنو ال يغسل ( ) كيدخل المسجد؛ ألنو قد سقط‬
‫حكم الجنابة بالموت‪ ،‬ككذا حكم الحائض‪ ،‬كالنفساء سقط بالموت‪( .‬حاشية سحولي) )‪ ،‬كىذا ىو‬
‫الذم اقتضاه كبلـ األزىار‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬كدؿ عليو قوؿ القاسم‪ :‬إنو يغسل‪ .‬كىو قوؿ ( ) كغسل المبلئكة (حنظلة بن الراىب)‬
‫قلنا‪ :‬فعل البلئكة ال يلزمنا؛ إذ تكليفنا غير تكليفهم‪ .‬قالوا‪ :‬ال يسقط بالقتل‪ .‬قلنا‪ :‬بل سقط كالصبلة‪.‬‬
‫(بحر) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إف صاحبكم قد غسلتو المبلئكة)‪ ) .‬المنصور باهلل‪.‬‬
‫(كيكفن) الشهيد (بما قتل) كىو (فيو)( ) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬زملوىم بكلومهم) [الكلوـ‪:‬‬
‫الجراح‪ ،‬كلذا قاؿ في المستطرؼ يقاؿ‪ :‬ما كلمت فبلنا‪ ،‬أم‪ :‬جرحتو‪ .‬قاؿ‪ :‬الكلوـ الجراح‪( .‬منو)] ) من‬
‫اللباس إذا كاف يملكو‪.‬‬

‫(‪)57/3‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كظاىر كبلمهم أف ثيابو ال تنزع‪ ،‬كلو زادت على السبعة‪ ) (،‬كلوزادت‬
‫على الملك‪ ) .‬كاألكلى إف لم يصبها دـ أف يترؾ لو كفن مثلو ( ) قلنا‪ :‬كفن مثلو ما قتل فيو‪ ،‬كلو زادت‬
‫على الثلث‪ ) .‬فقط‪ ،‬ككذا إذا أصابها دـ كعليو دين( ) غير مستغرؽ‪ ،‬فأما إذا كاف مستغرقا كفن بثوب‬
‫كاحد‪( .‬دكارم) )‪ ،‬أك زادت على الثلث ( ) كلو كرثة‪( ) .‬إال آلة الحرب) كالدرع (ك) إال (الجورب( )‬
‫كىو ما يتخذ من الجلود‪ ،‬كيكوف إلى فوؽ الركبتين‪ ،‬كالخف إلى تحت الساؽ‪( .‬صعيترم)‬
‫(*) اعلم أف ما كاف على الميت منها ما ىو من جنس الكفن كصفتو‪ ،‬كالقميص‪ ،‬كالعمامة‪ ،‬كالثوب‪،‬‬
‫فيترؾ‪ ،‬فبل ينزعاف أصابهما دـ أـ ال‪ )7(.‬كالثانى‪ :‬ال على جنس الكفن كال صفتو‪ ،‬كالخف‪ ،‬كالمنطقة‪،‬‬
‫فينزعاف أصابهما دـ أـ ال‪ .‬كالثالث‪ :‬من جنسو‪ ،‬ال على صفتو‪ ،‬كالسراكيل‪ ،‬كالفرك فينزعاف‪ ،‬إال أف‬
‫يصيبهما دـ‪ .‬كالرابع على صفتو‪ ،‬كال من جنسو‪ ،‬كالدرع‪ ،‬كالحرير [مع كجود غيره‪( .‬قرز) ]فينزع مطلقا‪،‬‬
‫أصابو دـ أـ ال‪( .‬تعليق إفادة) (‪ )7‬إال أف يكوف ال يملكو‪ ،‬أك عليو دين مستغرؽ لتركتو‪ ،‬أك زاد على‬
‫الثلث‪ ،‬كلم يجز الورثة‪( .‬تعليق) ) فإنهما ينزعاف عنو (مطلقا) أم‪ :‬سواء أصابهما دـ أـ ال‪ ،‬كىكذا‬
‫الحرير( ) مع كجود غيره‪( .‬كواكب) ك(بياف) فإف قيل‪ :‬ىل يجوز للشهيد لبس الحرير في ىذه الحالة‪? .‬‬
‫قلنا‪ :‬إنما جاز لئلرىاب‪ ،‬كقد زاؿ بالموت‪( .‬كواكب معنى) ) كما كاف للغير( ) كلم يرض‪( .‬شرح أثمار)‬
‫)‪ ،‬كالمتنجس بغير دمو ( ) بل يغسل‪ ،‬كيكفن بو (قرز)‪.) .‬‬

‫(‪)50/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) أما (السراكيل‪ ،‬كالفرك)( ) كالمراد بالفرك ىنا ما كاف من القطن كنحوه‪ ،‬كأما الجلود‪ ،‬كما لم يكن من‬
‫جنس الكفن فإنو ينزع مطلقا‪ ،‬كىو المراد بقولو‪( :‬انزعوا عنهم الفراء) يعني‪ :‬الجلود‪( .‬ضياء ذكم‬
‫األبصار) ) فإنهما ينزعاف( ) كالقلنسوة‪( .‬قرز) ) (إف لم ينلهما دـ)( ) لما ركاه اإلماـ زيد بن علي عليو‬
‫السبلـ في مجموعو عن أبيو عن جده عن علي عليو السبلـ قاؿ‪( :‬ينزع عن الشهيد الفرك‪ ،‬كالخف‪،‬‬
‫كالقلنسوة‪ ،‬كالعمامة‪ ،‬كالمنطقة‪ ،‬كالسراكيل‪ ،‬إال أف يكوف أصابو دـ ترؾ) كذكره في شرح التجريد للمؤيد‬
‫باهلل عليو السبلـ‪( .‬ضياء ذكم األبصار) ) من جراحات الشهيد‪ ،‬كأما إذا أصابهما دـ فإنهما ال ينزعاف (‬
‫) بشرط أف يكونا من جنس الكفن؛ لتخرج الجلود‪( .‬نجرم) (قرز) )‪.‬‬
‫(كتجوز الزيادة) على ثيابو التي قتل فيها‪ .‬قاؿ في الوافي‪ :‬حكى علي بن العباس إجماع أىل البيت‬
‫عليهم السبلـ( ) في الزيادة‪ ،‬ال في النقصاف‪( .‬قرز) ) أف لهم أف يزيدكا ما شاءكا‪ ،‬كأف ينقصوا ما شاءكا‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كلعلو أراد بالزيادة( ) ليؤمن منو على العورة‪ ،‬كينظفة من نجاسة كنحوىا‪ ) .‬ما لم‬
‫يجاكز السبعة‪ ،‬كبالنقصاف حيث لم يصبو دـ( ) ككجهو قد تقدـ في قولو‪" :‬كيكفن بما قتل فيو"‪ )*( .‬ما‬
‫لم يخرج عن كفن مثلو‪( .‬فتح) (*) كالمذىب‪ :‬أنو ال يجوز النقصاف عن كفن المثل‪ ،‬ككفن المثل ما قتل‬
‫فيو‪ ،‬كأما الزيادة على السبعة فيجوز‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫[صفة الغاسل ]فصل‬

‫(‪)53/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(كليكن الغاسل) ( ) كالميمم‪( .‬قرز) ) للميت المسلم (عدال) ( ) مكلفا‪( .‬قرز) (*)كالمراد من ليس‬
‫بفاسق؛ ليدخل مجركح العدالة‪ .‬كظاىر األزىار خبلفو‪( .‬قرز) (*) فإف غسلو غير عدؿ‪ ،‬أك غير مكلف‬
‫أسقط الواجب (‪ )7‬ذكره في (التذكرة) ك(البياف) كلعلو حيث تحقق منو الغسل‪ ،‬بأف أخبر بعد التوبة‪ ،‬أك‬
‫حضر عدؿ معذكر‪ ،‬أك جاىل (‪ )7‬كالمذىب اشتراط العدالة‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪ .‬ك(قرز) ) فبل يجوز أف‬
‫يغسل الميت فاسق( ) كال يجزئ‪( .‬بحر) )‪ ،‬كال بد أف يكوف ذلك الغاسل أيضا (من جنسو) أم‪ :‬من‬
‫جنس الميت إف كاف رجبل فرجل‪ ،‬كإف كاف أنثى فأنثى (أك جائز الوطء) ( ) صوابو‪ :‬جائز االستمتاع؛‬
‫لتدخل األمة المستبرأة‪ .‬يقاؿ‪ :‬ىو جائز الوطء بينهما في الجملة‪ ،‬فبل كجو للتصويب‪.‬‬
‫(*) ينتقض بالخنثى المشكل فإنها تغسلو أمتو‪ ،‬مع كوف الوطء غير جائز‪( .‬مفتي) (قرز)‬
‫(*) كلو مظاىرة‪ ،‬أك مولى منها‪ ،‬كأما أمتو المحرمة (‪ )7‬فتغسلو‪ ،‬كالتي قد كطئ أختها ػ أك نحوىا فتغسلو‬
‫كيغسلها (‪( )0‬سحولي لفظا) ػ كأما ىي فلم يطأىا‪( .‬قرز) (‪ )7‬كلفظ (البياف) كال يمنع اإلحراـ‪ ،‬كاإليبلء‪،‬‬
‫كالظهار‪ )0( .‬كظاىر األزىار كشرحو‪ :‬أنو ال يغسل أحدىما صاحبو‪.‬‬

‫(‪)54/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) قاؿ في (شرح األثمار)‪ :‬كلو نكح أختا يعني‪ :‬كلو كاف الزكج أك السيد عقد بأخت زكجتو‪ ،‬أك‬
‫مملوكتو بعد موتهما‪ ،‬فإف ذلك ال يمنع من جواز غسلو لهما‪ ،‬كىذه المسألة من (زكائد األثمار) ككذا لو‬
‫عقد بأربع نسوة بعد موتها‪ ،‬فإف ذلك ال يمنع‪ ،‬فلو ماتت زكجتو غير المدخولة جاز لو غسلها(‪ )7‬كنكاح‬
‫ابنتها‪ .‬ذكر معناه في (التذكرة) قاؿ‪ :‬في (الغيث) كىو جار على القياس؛ ألف النظر إليها قد حل بالعقد‪،‬‬
‫كىي غير مدخولة‪ ،‬كال في حكمها‪ ،‬كلو نظر إليها لشهوة إذا قد حرـ االستمتاع‪ ،‬كالمقتضي للتحريم‬
‫االستمتاع‪( .‬كواكب) (‪ )7‬إنما ذكر ىذه الصورة؛ ألف الحنفية قالوا‪ :‬ال يغسل؛ ألنو يؤدم إلى نظر فرج‬
‫امرأة كبنتها‪ ،‬كىي ىذه الصورة‪ .‬كقد قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال ينظر اهلل لرجل نظر إلى فرج‬
‫امرأة كبنتها) قلنا‪ :‬أراد نظرا محرما‪ .‬يعني‪ :‬االستمتاع‪( .‬كواكب) ) كالمرأة مع زكجها‪ ،‬كالمملوكة التي‬
‫ىي غير مزكجة( ) كأما المزكجة فكأمة الغير‪( .‬قرز) ) مع مالكها‪ ،‬فيجوز أف يغسل كل كاحد منهما‬
‫صاحبو‪.‬‬
‫كىل الزكجة أكلى من الرجاؿ‪ ،‬كالزكج أكلى من النساء ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ال كبلـ أنهما سواء في‬
‫الجواز‪ ،‬فأما األكلوية فاألقرب أف الجنس أكلى؛ الرتفاع حكم االستمتاع بالموت‪ ،‬كتسويغ نظر العورة‬
‫تبع لو( ) كالصحيح أف الزكجة أكلى؛ إذ ال عورة بينهما‪( .‬بحر بلفظو) ك(قرز) (*) كعلى ىذا يلزـ‬
‫التحريم‪ ،‬كالمذىب خبلفو‪( .‬قرز) )‪ ،‬كلئلجماع على جوازه‪.‬‬
‫(نعم) كإنما يغسل الزكجة زكجها‪ ،‬كالعكس مع عدـ الطبلؽ بينهما‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال يجوز لو غسلها‪ .‬كمثلو عن زيد بن علي‪.‬‬

‫(‪)55/3‬‬

‫_____________________________‬

‫فإف كاف بينهما طبلؽ بائن لم يغسل كاحد منهما صاحبو‪ ،‬كإف كاف رجعيا فالمذىب أف لكل كاحد منهما‬
‫أف يغسل صاحبو ( ) قاؿ في (تعليق اإلفادة)‪ :‬أما الزكجة فلها أف تغسل زكجها‪ ،‬كال خبلؼ فيو (‪ )7‬لما‬
‫ركم عن عائشة أنها قالت‪" :‬لو استقبلت من أمرم (‪ )0‬ما استدبرت ما غسل النبي صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم غيرم" كلم ينكر عليها أحد‪ .‬كأما أف للرجل أف يغسل زكجتو؛ فؤلنو قاؿ في (الزىور)‪ :‬إف عليا‬
‫عليو السبلـ غسل فاطمة عليها السبلـ؛ كألف عائشة قالت‪ :‬كارأساه‪ .‬فقاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(ما عليك‪ ،‬لو مت لغسلتك‪ ،‬ككفنتك)‪( .‬بستاف) [ىو طرؼ من حديث أخرجو البخارم‪ ،‬كليس فيو‬
‫(لغسلتك) (انظر ىامش البحر ‪ )7( )99/0‬حكاه عليو السبلـ في البحر عن العترة عليهم السبلـ‪.‬‬
‫كالزكج يغسل زكجتو كذلك‪ ،‬كما ركم أف أسماء بنت عميس غسلت زكجها أبا بكر‪ ،‬كركل الهادم عليو‬
‫السبلـ أف عليا عليو السبلـ غسل فاطمة عليو السبلـ‪ .‬كمثلو في أمالي أحمد بن عيسى‪ ،‬كالجامع‬
‫الكافي‪ ،‬كأصوؿ األحكاـ ك(الشفاء)‪ .‬من (ضياء ذكم األبصار)‪ )0( .‬قالوا‪ :‬ظنت أف أباىا يغسل النبي‪،‬‬
‫فلما غسلو أىلو قالت ذلك‪ ،‬كىذا مما ال يعوؿ عليو أحد؛ ألنو أكصى عليا عليو السبلـ أف يغسلو‪.‬‬
‫(منقولة) ) ألف الوطء جائز( ) قبل الموت‪( .‬قرز) ال بعده‪ ،‬فحراـ‪( .‬قرز) ) بينهما (ببل تجديد عقد) ( )‬
‫لو قاؿ‪" :‬ببل تجديد أمر" كاف أكلى؛ لتخرج األمة الممثولة‪ ،‬كالمعتدة‪ ،‬كأمتو المزكجة إذا زاؿ ذلك األمر‬
‫جاز الوطء‪ ،‬كاألزىار ال يقضي بهذا فتأمل‪ )*( .‬تكرار لزيادة إيضاح‪ ،‬كحذؼ المؤلف "ببل تجديد عقد"‬
‫ألنو قد استغنى بقولو‪" :‬أك جائز الوطء"‪( .‬أثمار) قلنا‪ :‬ألجل ذكر الخبلؼ‪ ) .‬نكاح‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬ال يغسل أحدىما صاحبو( ) خبلفو في الطبلؽ الرجعي‪.) .‬‬

‫(‪)56/3‬‬

‫_____________________________‬
‫كأما المملوكة مع المالك فإف لم يكن الوطء بينهما جائزا نحو أف تكوف مزكجة‪ ،‬أك نحو ذلك( )‬
‫كالمشتركة‪ ،‬أك معتدة‪ ،‬أك حامل من غيره‪ ،‬أك ممثوؿ بها‪ ،‬أك رضيعة‪( .‬قرز) [في (حاشية سحولي)‪ :‬إال‬
‫الرضيعة فكالمحرـ‪( .‬قرز) ) لم يجز ألحدىما أف يغسل صاحبو ( ) فيما يحرـ النظر إليو‪ ،‬كأما ما يجوز‬
‫النظر إليو فيجوز لها كلو‪ .‬صرح بذلك (الدكارم) كمثلو في (الكواكب) قلت‪ :‬فيلزـ في أمة الغير‪.‬‬
‫(حماطي) كظاىر الشرح أف حكمها حكم األجنبية‪ .‬كقرره القاضي (عامر) كاختار (الهبل) أنها كالجنس‪،‬‬
‫كظاىر كبلـ األزىار ىنا يقوم كبلـ القاضي (عامر) كالذم في اللباس يقول كبلـ (الهبل)‪ ،) .‬كإف كاف‬
‫بينهما جائزا جاز لكل كاحد منهما أف يغسل اآلخر‪.‬‬

‫(‪)57/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كيجوز للسيد أف يغسل أـ كلده ( ) أما ىو فالوجو في أنو يغسلها ظاىر‪ ،‬كأما كونها تغسلو فإنها كالباقية‬
‫على ملكو‪ .‬فإف قيل‪ :‬لم قلتم‪ :‬إنها تغسلو‪ ،‬كىي بعد الموت قد خرجت عن ملكو ? قلنا‪ :‬إنها في حكم‬
‫الباقية‪ ،‬بدليل أنو يجهز منها‪ ،‬كيقضى منها ديونو‪ ،) .‬كيجوز لها أف تغسلو أيضا‪ ،‬كيجوز لو أف يغسل‬
‫مدبرتو‪ ،‬كأما مكاتبتو( ) سواء سلمت شيئا أـ ال‪ ) .‬فبل تغسلو‪ ) (،‬ككذا الممثوؿ بها‪( .‬قرز) ) كال‬
‫يغسلها؛ ألف الوطء بينهما غير جائز ما لم تعجز( ) كلو بعد موتو‪( .‬قرز) كينظر لو كطئ مملوكتو‪ ،‬ثم‬
‫انكشفت أخت مملوكتو‪ ،‬مع كونها موطوءة أكال كنحوىا‪ ،‬ثم ماتت األكلى فبل يغسلها لتحريم الوطء؛‬
‫ألنها غير جائزة الوطء في الحاؿ‪ ،‬مع إمساكو أختها‪ ،‬كلو غسل الثانية لجواز الوطء بينهما‪( .‬قرز) )‬
‫نفسها( ) ينظر لو عجزت المكاتبة نفسها بعد صب الماء عليو‪ ،‬أك فسخت المبيعة‪ ،‬أك كىبت لو أمة‬
‫لقضاء دينو‪ ،‬أك كجد الجنس‪ ،‬ىل يعاد الغسل أـ قد سقط ? القياس‪ :‬اإلعادة‪ ،‬ما لم يدفن‪ ،‬كتعاد‬
‫الصبلة أيضا‪ ،‬كلو قد صليت‪ ،‬كلو األكلى بالوضوء‪ ،‬كالثانية بالتيمم‪ .‬كقيل‪ :‬ال؛ إذ قد فعل ما ىو‬
‫مخاطب بو؛ ألف الفراغ مما ال كقت لو كخركج كقت المؤقت‪ .‬كمثلو في (الغيث) في باب التيمم‪.‬‬
‫ك(قرز) ) كما سيأتي إف شاء اهلل تعالى( ) ككذا المشتراه بعقد فاسد فبل يغسلها‪ ،‬كال تغسلو؛ لتحريم‬
‫الوطء‪ ،‬كأمالمشتراه بخيار‪ ،‬فيفصل في ذلك‪ ،‬فإف كاف الخيار لهما‪ ،‬أك ألحدىما‪ .‬إف كاف لهما‪ ،‬أك‬
‫للبائع لم يجز‪ ،‬كإف كاف الخيار للمشترم جاز‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫(نعم) كفى الكافي أف المملوكة ال تغسل سيدىا‪ ،‬كال يغسلها( ) ألنها قد انتقلت إلى ملك الورثة‪ .‬قلنا‪:‬‬
‫حق مستثنى‪( .‬زىور) )‪ ،‬كىكذا عن المغني‪.‬‬
‫كفى الكافي أيضا عن زيد بن علي‪ ،‬كأبي حنيفة‪ :‬أف أـ الولد ال تغسل سيدىا‪ ،‬كال يغسلها‪ ،‬كادعى في‬
‫الكافي اإلجماع على أف المدبرة ال تغسل سيدىا‪ ،‬كال يغسلها‪.‬‬

‫(‪)58/3‬‬
‫_____________________________‬

‫(كاعلم) أنو لما دخل في عموـ قولو عليو السبلـ‪" :‬أك جائز الوطء" أف للمدبرة أف تغسل سيدىا‪ ،‬كىو‬
‫ال يجوز لها استثناه عليو السبلـ بقولو‪( :‬إال المدبرة ( ) كالموقوفة‪( .‬بهراف) (قرز) فبل يغسل كل منهما‬
‫صاحبو‪ ) .‬فبل) يجوز لها أف (تغسلو( ) قلت‪ :‬إال أف تكوف أـ كلد‪( .‬مفتي) (قرز) ) ألنها قد عتقت‬
‫بالموت‪ ،‬كال عدة عليها‪ ،‬بخبلؼ أـ الولد فإنها‪ ،‬كلو عتقت بموتو فلها أف تغسلو ألف عليها عدة( ) فإف‬
‫قيل‪ :‬سيأتي أف عدتهما كبلىما استبراء فيلزـ بطبلف الفرؽ ? لعل الفرؽ‪ :‬أف أـ الولد لما كانت عدتها‬
‫استبراؤىا من جهة سيدىا سميت عدة؛ لشبهها بالعدة‪ ،‬بخبلؼ المدبرة فعدة استبرائها تعبد‪ ،‬ال من جهة‬
‫سيدىا‪( .‬زكائد) ) كما سيأتي إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬

‫(‪)59/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ثم) إذا مات ميت‪ ،‬كتعذر حضور جنسو( ) ينظر‪ .‬فظاىر ىذا أف المحرـ ال يجوز لو أف يغسل محرمو‬
‫إال مع تعذر الجنس‪ ،‬كىو يجوز للمحرـ أف يغسل ما يجوز لو نظره‪ .‬فقيل‪ :‬ىو ندب‪ .‬كقيل‪ :‬المراد فيما‬
‫ال يجوز لو نظره‪ .‬فأما يجوز لو نظره فيجوز كلو كجد الجنس‪ )*( .‬في الميل‪ ،‬في الحاؿ‪ ،‬كىو األكلى؛‬
‫ألف سرعة التعجيل مشركعة في الحاؿ‪( .‬قرز) (*) أم‪ :‬حضور أحدىما؛ كقولو تعالى‪{ :‬كال تطع منهم‬
‫آثما أك كفورا} فبل إشكاؿ في لفظة أك‪( .‬لطف اهلل الغياث) (*) في العورة‪( .‬قرز) ) أك من لو كطؤه‬
‫كرجل بين نساء‪ ،‬أك امرأة بين رجاؿ فإنو يغسل ىذا الميت (محرمو)( ) كيدخل في ذلك الربيبة بعد‬
‫الدخوؿ‪ ،‬أك نحوه‪ .‬كأما أـ الزكجة فمطلقا‪( .‬قرز) (*) ألف الجنس يجوز لو من الرؤية كاللمس أكثر مما‬
‫يجوز للمحرـ‪ ،‬فكاف أكلى‪ ،‬ثم المحرـ يجوز لو من ذلك ما اليجوز لؤلجنبي فكاف أكلى‪ .‬من (ضياء‬
‫ذكم األبصار) ) إف أمكن حضوره كاألخ في حق المرأة‪ ،‬كاألخت في حق الرجل‪ ،‬كيجوز لو أف يغسل‬
‫(بالدلك) بيده (لما) يجوز لو أف (ينظره) ( ) ما جاز نظره لنسب‪ ،‬أك رضاع‪ ،‬أك مصاىرة جاز لمسو‪ ،‬كما‬
‫كاف لغير ذلك فيجوز نظره‪ ،‬ال لمسو‪( .‬كواكب) ك(تذكرة) كأمة الغير‪ ،‬كالقاعدة‪ ) .‬من المحرـ فاألخت‬
‫تدلك من أخيها جسده إال ما بين السرة كالركبة مقببل كمدبرا‪ ،‬كاألخ يدلك منها ما عدا بطنها‪ ،‬كظهرىا(‬
‫) يقاؿ‪ :‬كم حد الظهر ? قاؿ في (التذكرة) في الحدكد‪ :‬إلى حذاء ثديها‪( .‬مفتي) كقيل‪ :‬حده ما حاذل‬
‫الصدر إلى حذاء السرة‪( .‬منقولة) كفي (حاشية سحولي) ما لفظو‪ :‬كما حاذل الصدر كالبطن من المحرـ‬
‫من الظهر لم يجز لمسو‪ ،‬بل يكوف بالصب كسائر العورة‪( .‬باللفظ) (قرز) )‪ ،‬كالعورة المغلظة‪ ،‬كىذا‬
‫ذكره الفقيهاف محمد بن سليماف‪ ،‬كعلي بن يحيى الوشلي‪ .‬كقاؿ في الزكائد‪ :‬بل لو أف يغسل بطنها‬
‫كظهرىا بالخرقة‪ .‬كاختاره الفقيو س في التذكرة‪.‬‬

‫(‪)62/3‬‬
‫_____________________________‬

‫(ك) يكفي (الصب) للماء (على العورة( ) ىذا حيث كاف الصب ينقيو من النجاسة كالوسخ (‪ )7‬كإال‬
‫يمم فقط‪( .‬بياف بلفظو) (‪ )7‬إذا كاف يمنع كصوؿ الماء إلى البشرة‪( .‬مفتي) (*) قاؿ الفقيو علي بن‬
‫يحيى الوشلي‪ :‬كالفرؽ بين الغسل كغيره‪ :‬فإنهم قد قالوا‪ :‬يجوز أف يركب محرمة‪ ،‬كأف ينزلها إلى قبرىا ػ‬
‫أف الغسل أكثر مباشرة‪( .‬زىور) ) التي ال يجوز لو لمسها‪ ،‬كيجب أف تكوف العورة (مستترة( ) (فائدة)‬
‫ىل يجوز أف يشترم للميت أمة تغسلو حيث لم يوجد من يغسلو إال أجنبي غير جنسو‪ ،‬ككذا حيث كاف‬
‫الميت خنثى مشكبل‪ ،‬كيكوف الثمن من مالو إف كاف‪ ،‬أك من بيت الماؿ إف لم يكن ? قيل‪ :‬ذكر الفقيو‬
‫يحيى البحيبح أنو يشترم لو‪ .‬كىكذا في التقرير‪ .‬حكى علي بن العباس اإلجماع على ذلك‪ .‬كقيل‪ :‬ال‬
‫يشترم لو؛ ألف الميت ال يملك‪ .‬قاؿ في (الغيث)‪ :‬كفيو نظر‪ .‬كقاؿ في البحر لئلماـ يحيى‪ :‬كإنما يملك‬
‫الجارية بعد الموت إذا أكصى‪( .‬شرح بهراف بلفظو) المذىب‪ :‬أنو يشترم لو كإف لم يوص للضركرة‪.‬‬
‫(قرز)‪ .‬كتصير بعد ذلك للورثة إف كاف الثمن من التركة‪ .‬كقيل‪ :‬تكوف مردكدة إلى بيت الماؿ إف كاف‬
‫منو‪ .‬ينظر؛ ألف قد ملكت ىنا بالشراء‪ ،‬بخبلؼ الكفن إذا سبع الميت فإنو يكوف مردكدا إلى من ىو‬
‫منو‪ .‬بل يكوف للورثة‪ ،‬كوقف انقطع مصرفو‪ ،‬كما سيأتي (للمفتي) على قولو‪" :‬كيعوض إف سرؽ"‪ ) .‬من‬
‫رؤية المحرـ حاؿ الغسل بخرقة أك نحوىا ( ) كالظلمة‪ ،‬كالتغميض‪ ،‬كالعمى‪.) .‬‬

‫(‪)67/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ثم) إذا لم يوجد محرـ لذلك الميت مع تعذر الجنس‪ ،‬كالزكجة جاز( ) بل يجب‪ ) .‬أف يغسلو (أجنبي)‬
‫فيغسل الرجل امرأة أجنبية‪ ،‬كالمرأة رجبل أجنبيا‪ ،‬كيكوف ىذا الغسل (بالصب) للماء (على جميعو) كال‬
‫يجوز الدلك لشيء من الميت ىنا ال بحائل ( ) كحكم األمة بين األجانب‪ ،‬ككذا الرجل بين اإلماء حكم‬
‫الحرة في الغسل‪ ،‬كإف اختلف الحكم في النظر‪( .‬حاشية سحولي لفظا) ك(قرز) (*) فإف قيل‪ :‬لم ال‬
‫يجوز أف يغسل بخرقة‪ ،‬كما يجوز أف يغسل عورة الرجل ? كالجواب‪ :‬أف عورة الجنس مع جنسو أخف‪.‬‬
‫(غيث) (*) فإف فعل أسقط الواجب إف كاف جاىبل لذلك؛ اذ لو تعمد مع علمو سقطت عدالتو‪ ،‬بل كلو‬
‫كاف متعمدا؛ إذ ال يبلغ فعلو ىذا حد الفسق‪ ،‬بل يكوف مجركح العدالة‪ ،‬كمجركح العدالة يغسل الميت‪،‬‬
‫كالمذىب اشتراط العدالة‪ ،‬كىو صريح األزىار‪ .‬كقيل‪ :‬القياس اإلعادة‪( .‬قرز) )‪ ،‬كال غيره‪.‬‬

‫(‪)60/3‬‬

‫_____________________________‬
‫كال بد أف يكوف حاؿ صب الماء (مستترا) جميعو عن رؤية ىذا الذم يصب الماء إما بثوب ( ) كيكوف‬
‫الصب من تحت الثوب‪( .‬قرز) ) يلقى عليو أك نحوه ( ) كالظلمة‪ ،‬كالعمى‪( .‬قرز) ) (كالخنثى‬
‫المشكل) الذم لم يتميز إلى الذكور‪ ،‬كال إلى األناث‪ ،‬بل لو ذكر رجل( ) أك ثقب‪ [ .‬أك أثقاب‪( .‬قرز)‬
‫]فقط يعني‪ :‬كلم يكن لو آلة كآلة الرجاؿ‪ ،‬كال آلة النساء‪ ،‬بل ثقب فقط‪ ،) .‬كفرج امرأة يخرج بولو‬
‫منهما جميعا‪ ،‬كال يسبق من أحدىما فإف حكم غسلو حكم غسل الرجل‪ ،‬حيث تغسلو امرأة أجنبية‪،‬‬
‫كىو أف يغسلو بالصب دكف الدلك‪ ،‬كيكوف مستترا‪ ،‬كىذا الحكم انما يثبت للخنثى (مع غير أمتو ( )‬
‫فإف كانت أمتو خنثى فبل يغسل أحدىما اآلخر‪ ،‬بخبلؼ المحرـ فإنو يعتبر بالغاسل‪ ،‬فإف كاف أنثى غسل‬
‫ما عدا ما بين السرة كالركبة‪ ،‬كإف كاف العكس غسل ما عدا البطن‪ ،‬كالظهر‪ ،‬كالعورة المغلظة‪ ،‬كإف كاف‬
‫خنثى غلب جانب الحظر‪ ،‬فيغسل ما عدا البطن‪ ،‬كالظهر‪ ،‬كالعورة المغلظة‪ .‬ك(قرز) (*) غير المزكجة‪) .‬‬
‫كمحرمو) فأما إذا كاف لو أمة فإنها تغسلو‪ ،‬كال تنظر( ) كتلف يدىا لغسل عورتو بخرقة‪( .‬شرح أثمار) )‬
‫إلى ما بين الركبة كالسرة؛ لجواز أف يكوف امرأة ( ) كالجنس مع جنسو‪ ) .‬كىكذا محرمو كأخيو‪ ،‬أك‬
‫أختو‪ ،‬فإنهما يغسبلنو‪ ،‬كما مر في غسل المحرـ لمحرمو‪.‬‬

‫(‪)63/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(فإف كاف) عليو نجاسات غليظة ( ) أك كسخ‪( .‬بياف) إذا كاف يمنع الماء‪( .‬مفتي) ك(قرز) ) بحيث (ال‬
‫ينقيو الصب) ( ) جميعو‪( .‬بياف) ال بعضو‪( .‬حاشية سحولي) كىو ظاىر األزىار‪ ،‬فلو أنقى البعض دكف‬
‫البعض عدؿ إلى التيمم‪ ،) .‬كلم يحضر من يجوز لو دلكو‪ ،‬كالمرأة مع األجنبي‪ ،‬كالرجل مع األجنبية‪،‬‬
‫كالخنثى مع غير أمتو كمحرمو ترؾ صب الماء عليو ك (يمم)( ) مع صرؼ يصره كجوبا‪( .‬بياف) ) بأف‬
‫يلف األجنبي يديو (بخرقة)( ) قيل‪ :‬كفارؽ التيمم كالغسل؛ ألف المباشرة في الغسل أكثر لرطوبة‬
‫الغاسل‪( .‬زىور) ) كيضرب بهما على التراب‪ ،‬ثم يمسح أعضاء التيمم‪ ،‬كال يكشف شيئا من شعره‬
‫كبدنو‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال يغسل المحرـ محرمو‪ ،‬كال يصب الماء عليو‪ ،‬كلو كاف ينقيو الصب بل ييممو‪،‬‬
‫ككذلك األجنبي‪.‬‬
‫(فأما) لو مات (طفل ( ) كأما الكبير كالكبيرة فكاألجانب‪ ،‬كإف زالت الشهوة‪ .‬كىو ظاىر األزىار‪.‬‬
‫(ديباج) إذ الحرمة باقية؛ ألف االعضاء قد كانت عورة‪ ،‬فبل يخرجها عن ذلك‪ ،‬إال أف تستحيل ترابا‪.‬‬
‫(دكارم) ) أك طفلة ال يشتهي) جماع أيهما ( ) كال استمتاع‪ ) .‬لصغره (فكل مسلم () ) حيث كاف‬
‫عدال‪ ) .‬يصح أف يغسلو‪ ،‬كلو كاف أجنبيا منو ( ) كالجنس أكلى‪( ) .‬كيكره)( ) تنزيو‪ ) .‬أف يغسل الميت‬
‫(الحائض‪ ،‬كالجنب)( ) إال لعدـ غيرىم [فبل كراىة‪( .‬قرز)]فيستحب للجنب أف يغتسل‪ ،‬كالحائض‬
‫كالنفساء أف يغسبل أيديهما‪( .‬بياف بلفظو) (*) كالنفساء‪( .‬شرح ىداية) (قرز) ) ألنهما ممنوعاف من كثير‬
‫من القرب‪ ،‬كألف اشتغاؿ الجنب بطهارتو أكلى‪ ) (،‬لئبل يؤدم كاجب كعليو كاجب‪( .‬ىداية) ) كالحائض‬
‫ال يمتنع أف يبدك عليها الدـ فتشتغل عن غسل الميت‪.‬‬
‫(فصل) في صفة غسل الميت‬

‫(‪)64/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(اعلم) أنو إذا أريد غسلو كضع في مغتسلو بثياب موتو‪ ،‬كيلقى على ظهره مستقببل بوجهو القبلة‪ ،‬ثم‬
‫تنزع ثيابو( ) في جميعها ندبا‪ .‬كقيل‪ :‬في القبلة كجوبا‪ )*( .‬خبلؼ الشافعي فإنو يغسل في ثوبو؛ ألنو لم‬
‫ينزع ثوبو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ .‬قلنا‪ :‬مخصوص بو‪ ،‬كقد ركم (ال تنزعوىا)‪( ) .‬كتستر عورتو( )‬
‫كجوبا‪ ) .‬ك) إذا أراد غسل العورة كجب أف (يلف)( ) لما ركم أف عليا عليو السبلـ غسل النبي صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كبيده خرقة يتتبع بها ما تحت القميص‪ .‬ذكره في (الشفاء) كغيره‪ .‬كفي (التلخيص)‬
‫ما لفظو كركل الحاكم عن عبد اهلل بن الحارث قاؿ‪ :‬غسل النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم علي‪ ،‬كعلى‬
‫يده خرقة‪ ،‬فغسلو‪ ،‬كأدخل يده تحت القميص فغسلو كالقميص عليو‪ .‬كال خبلؼ بين علماء الحديث أف‬
‫عليا عليو السبلـ غسل النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كالفضل بن العباس‪ ،‬كاختلف في أسامة بن‬
‫زيد‪ ،‬كالعباس‪ .‬قاؿ ابن حجر‪ :‬كركل البزار من طريق يزيد بن ببلؿ‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ علي عليو السبلـ‪( :‬أكصى‬
‫النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أف ال يغسلو أحد غيرم) الحديث‪ .‬من (ضياء ذكم األبصار) (كانظر‬
‫ىامش البحر‪ ) )727/0‬الغاسل ( ) قيل‪ :‬كيستحب لو أف يغسلو برفق‪ ،‬مائبل إلى خلفو‪ ،‬كيسند ظهره‬
‫إلى ركبتو اليمنى‪ ،‬كيضع يده اليمنى على كتفو‪ ،‬كإبهامو في كىدة قفاه؛ لئبل يميل عنقو‪ ،‬ثم يمسح بطنو‬
‫بيده اليسرل ثبلثا‪ ،‬كما تقدـ‪( .‬شرح أثمار) ) إذا كاف من (الجنس ( ) كيكره حضور من ال يحتاج إليو‬
‫حاؿ الغسل‪( .‬بياف) ) يده لغسلها بخرقة) ( ) مما يستر للصبلة‪( .‬قرز) )‪ ،‬كنعني بالجنس‪ :‬الرجل يغسل‬
‫الرجل‪ ،‬كالمرأة تغسل المرأة‪ ،‬فأما إذا لم يكن من الجنس نظر‪ ،‬فإف كاف الزكج مع زكجتو أك أمتو لم‬
‫يجب ذلك؛ ألف لكل كاحد منهما أف يلمس العورة بغير حائل‪ ،‬كإف كاف غير ذلك كاألخ مع أختو لم‬
‫يجز لو (مسألة) العورة بالخرقة‪ ،‬كال بغيرىا( ) بل يكوف بالصب‪ ،‬كما تقدـ‪ ) .‬كما تقدـ‪.‬‬

‫(‪)65/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كينبغي( ) ندبا‪ ) .‬من كل كاحد من الزكجين أف يتقي نظر العورة ( ) المغلطة‪(.‬تذكرة)‬
‫يعني‪ :‬بذلك الفرجين‪ ،‬ككجهو‪ :‬ما قدمنا أف النظر إليهما ليس إال لبلستمتاع فيحرـ بعد الموت‪.‬‬
‫(صعيترم) (*) ندبا‪ ) .‬كما يتقيو في الحياة( ) ينظر‪ .‬فإف ما يتقى في الحياة إال باطن الفرج فقط‪.‬‬
‫(تذكرة) بل يكره ظاىره كباطنو ىنا‪ ،‬بخبلؼ الحياة فالباطن فقط‪ )*( .‬فإف قارف غسل الزكجة مع الدلك‬
‫شهوة فإنو يحتمل أف يترؾ الغسل؛ ألف الشرع قد حرـ االستمتاع بالميت‪ ،‬فكذلك المقدمات للشهوة‪،‬‬
‫كيحتمل أف ال يترؾ؛ إذ المحرـ ىو الوطء‪( .‬غيث) ك(قرز) )‪ ،‬كأشار في الشرح إلى التحريم في الفرج‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كلعل ذلك مع الشهوة ( ) ال فرؽ‪ ،) .‬كإال فبل كجو للفرؽ بينو كبين سائر‬
‫العورة‪ .‬قاؿ‪ :‬كيستحب للزكج( ) ككذلك السيد‪ ،‬كأمتو‪( .‬بهراف) (قرز) ) كالزكجة اتخاذ الخرقة للعورة‬
‫لبعد مظنة الشهوة‪.‬‬
‫(كندب) ثبلثة أشياء األكؿ‪( :‬مسح بطن)( ) كندب إقعاده قبل المسح‪ ،‬ثم يمسح‪( .‬بحر) ك(كواكب)‬
‫كفي (الرياض)‪ :‬يمسح مقعدا‪ ) .‬الميت قبل إفراغ الماء عليو( ) كأف ال يحضر من ىو مستغنى عنو‪.‬‬
‫(شرح ىداية) ) ثبلث مسحات لتخرج النجاسة التي ال يؤمن أف تخرج بعد الغسل‪ ،‬فيبطل الغسل‪،‬‬
‫كيكوف ذلك مسحا رفيقا؛ لئبل ينقطع شيء من البطوف‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬مسحا بليغا ( ) كفسر البليغ بزائد على الثبلث بقدر الحاجة‪ ،‬ال المبالغة في التحامل‬
‫فعلى ىذا الخبلؼ في المعنى‪( .‬شرح أثمار) )‪.‬‬
‫كإنما يندب ىذا المسح في بطن (غير الحامل) ( ) حيث ال يجب الشق‪( .‬نجرم) (*) كىذا حيث لم‬
‫يتحرؾ الولد‪ ،‬فإف تحرؾ فلعل ذلك أكلى في حقها‪( .‬ديباج) ) فأما إذا كاف الميت امرأة حامبل لم يمسح‬
‫بطنها( ) لئبل يخرج الولد‪( .‬تعليق) )‪.‬‬

‫(‪)66/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثاني أف يجعل (ترتيب غسلو) (كا) لترتيب في غسل (الحي) ( ) قلت‪ :‬كينقض شعرىا كالدمين‬
‫(‪ )7‬ككذا الرجل الجنب‪ .‬كيظفر رأس المرأة ثبلث ظفائر‪ ،‬كيرسل من خلقها عند أئمة العترة‪( .‬بحر‬
‫معنى) كيكره مشط الشعر‪ ،‬كتقليم األظفار (‪ )0‬كما يسقط من ذلك كلو أدخل في كفنو ندبا‪ ،‬كيكره‬
‫غسلو بالنورة‪ ،‬كتسخين الماء إال لشدة برد‪ ،‬أك كسخ في الميت (‪( .)3‬بياف) (‪ )7‬فإف كاف ال يمكن‬
‫نقض الشعر لم يجب قطعو‪( .‬قرز) (‪ )0‬ألف ذلك من زينة األحياء‪ ،‬ال األموات‪( .‬شرح ىداية) (‪)3‬‬
‫فيندب‪( .‬قرز) ) فيبدأ بإزالة النجاسة( ) كجوبا‪ .‬كقيل‪ :‬ندبا‪ .‬كىو ظاىر األزىار‪( .‬قرز) ) من فرجيو على‬
‫حسب ما تقدـ( ) كندب غسل ما غسل بو العورة‪ ،‬أك تبديلو؛ لفعل علي عليو السبلـ في غسلو للنبي‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كإثارة البخور لدفع ريح كريهة‪( .‬بحر‪ ) )727/0‬في جواز دلكهما‪ ،‬فإذا‬
‫زالت النجاسة كضأه كوضوء الصبلة( ) كيمضمضو‪ ،‬كينشقو مائبل رأسو برفق؛ لئبل يدخل الماء إلى باطنو‬
‫(‪( .)7‬شرح نمازم على األثمار) (‪)7‬كيدخل إحدل أناملو في أنفو ليزيل ما فيها‪( .‬بحر) (*) إال الرأس‪،‬‬
‫كغسل القدمين فيغسلهما‪( .‬شامي) (قرز)‪ )*( .‬ندبا إلى آخره‪( .‬بياف) )‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال يمضمض( ) عائد إلى الغسل كالوضوء‪ ،‬قياسا على السواؾ‪ ،) .‬كال ينشق‪.‬‬
‫ثم يغسل رأسو‪ ،‬ثم سائر جسده‪ ،‬كيبدأ بميامنو ( ) كينقي ما تحت أظفاره ندبا‪( .‬قرز) )‪.‬‬

‫(‪)67/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثالث‪ :‬أف يغسلو (ثبلثا)( ) كعن أـ عطية رضي اهلل عنها‪ ،‬قالت‪ :‬دخل علينا رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم كنحن نغسل ابنتو فقاؿ‪( :‬اغسلنها ثبلثا‪ ،‬أك خمسا‪ ،‬أك أكثر من ذلك إف رأيتن ذلك‪،‬‬
‫بماء كسدر‪ ،‬كاجعلن في اآلخرة كافورا) أخرجو البخارم‪ ،‬كمسلم‪ .‬كىو في (أصوؿ األحكاـ) ك(الشفاء)‬
‫كفي ركاية (ابدأف بميامنها‪ ،‬كمواضع الوضوء منها) كفي لفظ البخارم (فظفرنا شعرىا ثبلثة قركف فألقيناه‬
‫خلفها) كفي ركاية (فلما فرغن فألقى إلينا حقوه (‪ )7‬كقاؿ‪ :‬أشعرنها (‪ )0‬إياىا) كفي بعض األخبار‬
‫(اغسلنها كترا ثبلثا‪ ،‬أك خمسا‪ ،‬أك أكثر إف رأيتن ذلك)‪( .‬ضياء ذكم األبصار) * حقوه ػ أم‪ :‬إزاره‪)0( .‬‬
‫أم‪ :‬اجعلنها شعارا‪ ،‬يلي البشرة‪( .‬انظر ىامش البحر ‪ ) )720 ،727/0‬أم‪ :‬ثبلث غسبلت‪ ،‬كصفة‬
‫ىذه الثبلث أف يوضئو أكال كما تقدـ‪ ،‬ثم يطلى رأسو‪ ،‬كجسده (بالحرض) ( ) (فائدة) الحرض ػ بضم‬
‫الحاء كالراء‪ :‬األشناف المجموعة من األذخر بأخبلطو‪ ،‬من نورة‪ ،‬كزرنيخ كغيرىما‪ .‬كقيل‪ :‬إف الحرض‬
‫شجر (‪ )7‬تبيض الثياب إذا غسلت بو‪ ،‬كاألذخر‪ :‬شجر ينقي الدرف‪ ،‬كال يبيض الثياب كبياضها من‬
‫الحرض‪( .‬إيضاح) (‪ )7‬ينبت بنواحي الكوفة‪ ،‬ىكذا في كتب الطب‪ .‬كفي كتاب (عجائب المخلوقات)‪.‬‬
‫(*) فإف لم يكن ثم حرض‪ ،‬فالسدر‪ ،‬ثم الصابوف‪ ،‬ثم الكافور‪( .‬حاشية سحولي لفظا) ك(قرز) ) كىو‬
‫األشناف( ) بضم الهمزة ككسرىا‪( .‬قاموس) ) فإذا استكملو غسلو بالماء‪ ،‬كىذه غسلة (ثم) يطلى جسمو‬
‫(بالسدر)( ) ألنو يلين الجسد‪ ) .‬مضركبا كما طبله بالحرض‪ ،‬فإذا استكملو غسلو بالماء‪ ،‬كىذه الغسلة‬
‫الثانية (ثم) يوضع (الكافور)( ) كىو نوعاف نوع يباع في الهند بوزنو فضة‪ ،‬كىو يزيد في النكاح زيادة‬
‫عظيمة‪ .‬كالنوع الثاني‪ :‬الموجود في ببلدنا يبطل النكاح‪ ،‬كفيو بركدة شديدة‪ )*( .‬فإف لم يوجد شيء من‬
‫ىذه فثبلثا بالماء‪( .‬بياف) كالواجب مرة كاحدة [فقط إجماعا‪( .‬بحر) ]بعد إزالة النجاسة‪ ،‬كظاىر‬
‫المذىب أنو يصح الغسل قبل غسل النجاسة‪.‬‬

‫(‪)68/3‬‬

‫_____________________________‬

‫مطلقا ػ سواء كانت طارئة أـ أصلية‪ .‬كإنما ىذا على كبلـ الفقيو يوسف‪ ،‬كعبد اهلل بن زيد‪ .‬كفي (ىامش‬
‫البياف)‪ :‬يريد أنو ال يصح غسل موضع النجاسة إال بعد إزالتها‪ ،‬كأما سائر البدف فيصح قبلها‪ ،‬كال فرؽ‬
‫بين النجاسة األصلية كالطارئة‪( .‬قرز) ) بين الماء يمزج بو‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬على كجو ال يتغير بو طعم الماء‪ ،،‬كال لونو( ) ال فرؽ‪( .‬دكارم) قواه‬
‫(المفتي) كىو ظاىر األزىار‪ ،) .‬كأما الريح فيعفى عنو( ) قاؿ (الدكارم)‪ :‬ككذا الطعم‪ ،‬كاللوف يعفى‬
‫لذلك‪ .‬كقواه (المفتي) ك(الشامي) كىو ظاىر األزىار‪ ) .‬ألف الرائحة مقصودة‪.‬‬
‫ثم يغسل بهذا الماء الممزكج بالكافور ليشتد جسم الميت‪ ،‬كىذه الثالثة‪.‬‬
‫كإنما يغسل عندنا بالكافور إذا لم يكن محرما‪ ،‬فأما إذا مات كىو محرـ غسل الثالثة بالماء القراح؛ ألف‬
‫حكم اإلحراـ باؽ ( ) فإف فعل لزمت الفدية الفاعل‪( .‬بياف) ) عندنا‪ ،‬خبلؼ أبي حنيفة‪.‬‬

‫(‪)69/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(فإف خرج)( ) كلو من أحد قبلي الخنثى‪( .‬حاشية سحولي) ال ما عدا ذلك (*) فإف استمر الخركج قبل‬
‫الغسل كبعده‪ ،‬كأراد أف يأتي بالواجب ػ غسلو ثبلثا فقط‪( .‬نجرم بلفظو) لعل المراد باالتصاؿ خركجو‬
‫بعد األكلى‪ ،‬ثم بعد الثانية‪ ،‬ثم بعد الثالثة‪ ،‬فيقتصر على الثبلث فقط‪ .‬فأما لو غسل مرة ػ كاالتصاؿ قبلها‬
‫ػ لم تجب الثانية‪ ،‬كالثالثة‪ ،‬بل ندب ػ كاهلل أعلم‪( .‬سيدنا حسن بن أحمد رحمو اهلل آمين) ) من فرجو قبل‬
‫التكفين بوؿ أك غائط( ) كاختار في األثمار أف خركج النواقض يوجب الغسل لعدـ الفرؽ بين ناقض‬
‫كناقض في ايجاب استئناؼ الغسل‪( .‬أثمار) (*) فلو كاف الفرض في الميت التيمم‪ ،‬كخرج من فرجو ما‬
‫ذكره‪ ،‬فهل يكرر التيمم إلى الثبلث ? لعلو كذلك كالثبلث الواجبات‪ .‬ػ كاهلل أعلم‪( .‬حاشية سحولي‬
‫لفظا) (*) ظاىره كلو كاحدا‪ .‬كفي (الهداية) ك(التذكرة)‪ :‬قبل تماـ الكفن‪ ،‬فإف نقض الكفن أعيد كجوبا‪.‬‬
‫(قرز) ) انتقض الغسل( ) كأقلو ما ينقض الوضوء‪( .‬قرز) ) عندنا فتجب إعادتو( ) كالصبلة‪( .‬حفيظ)‬
‫ك(حاشية سحولي) (قرز) )‪ ،‬كإنما يجب ذلك بشركط أحدىا‪ :‬أف يكوف ذلك الحادث بوال أك غائطا‪.‬‬
‫فلو خرج من جسمو دـ‪ ،‬أك من الفرجين ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬األقرب أنو ال يوجب غسبل( ) كيغسل‬
‫المحل‪ .‬كقيل‪ :‬ال يجب‪ .‬كىو ظاىر األزىار‪ ،) .‬كيحتمل أف يكوف حكمو حكم البوؿ كالغائط‪.‬‬
‫الشرط الثاني أف يخرج ذلك قبل التكفين‪ ،‬فلو خرج بعد إدراجو في الكفن لم يعد الغسل لكن يحتاؿ‬
‫في استمساكو‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أف ال يكوف خركجو بعد أف قد خرج مرتين‪ ،‬كغسل لكل مرة حتى استكملت الغسبلت‬
‫سبعا‪ ،‬فإنو إذا خرج بعد ذلك لم تجب إعادة الغسل كما سيأتي إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬

‫(‪)72/3‬‬

‫_____________________________‬
‫(نعم) فإذا خرج ىذا الحادث‪ ،‬كقد كاف غسل ثبلث مرات ( ) قاؿ في (الكواكب)‪ :‬أما لوخرج بعد‬
‫الغسلة األكلى ػ كجب غسلو إلى ثبلث فقط [يعني‪ :‬كاجبة ]كإف خرج بعد الثالثة كجبت الرابعة‪ ،‬كندبت‬
‫الخامسة‪ .‬كإف خرج بعد ذلك رد بالكرسف الستكماؿ الثبلث الواجبة‪ .‬ك(قرز) يحقق كبلـ (الكواكب)‬
‫غير مشكل؛ ألف مراده لم يخرج بعد الثانية‪ ،‬فبل معنى لقولو‪ :‬يحقق‪( .‬سماع سيدنا عبد اهلل المجاىد‬
‫رحمو اهلل)‪ ) .‬كملت الغسبلت (خمسا)( ) كندب إعادة الوضوء كلما أعيد الغسل‪( .‬حاشية سحولي‬
‫لفظا) ) فيزاد بعد خركج الحدث غسلتاف‪ ،‬فتكمل خمسا بالثبلث األكؿ (ثم) إذا حدث بعد الخمس‬
‫شيء كملت الخمس (سبعا) ( ) كىذا إذا تفرؽ الخركج‪ ،‬فأما لو غسل األكلى ثم خرج‪ ،‬كالثانية ثم‬
‫خرج‪ ،‬كالثالثة ثم خرج لم يتعدد بتعددىا؛ ألف الواجب ثبلث فقط‪( .‬من تعليق الفقيو علي بالمعنى) قاؿ‬
‫في (الهداية)‪ :‬فلو خرج بعد كل كاحدة فوجب إلى السبع‪ ) .‬بأف يزاد غسلتاف بعد الخامسو (ثم) إذا‬
‫خرج شيء بعد السابعة لم تجب إعادة الغسل‪ ،‬بل يحتاؿ فيو بأف (يرد) في دبره ( ) صوابو‪ :‬فرجو‪،) .‬‬
‫كيختم (بالكرسف)( ) كقولنا‪ :‬إنو إف حدث بعد السابعة حدث أحتيل في رده بالكرسف كغيره‪ ،‬ككفن؛‬
‫ألف الحي أيضا إذا لزمو حدث من األحداث كسلس البوؿ كنحوه ترؾ‪ ،‬كاحتيل في رده‪ ،‬كلم يوجب‬
‫تكرير الغسل‪ ،‬فكاف الميت بذلك أكلى‪( .‬شرح تجريد) (*) بعد غسل مخرج النجاسة‪( .‬ديباج) كظاىر‬
‫األزىار‪ :‬ال فرؽ‪ )*( .‬كىو القطن‪ ) .‬أك نحوه ( ) الصوؼ‪.) .‬‬

‫(‪)77/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) اعلم أف ىذه الغسبلت السبع ليست كلها كاجبة‪ ،‬كإنما (الواجب منها) ثبلث فقط‪ ،‬كىي الغسلة‬
‫(األكلى‪ ،‬كالرابعة‪ ،‬كالسادسة ( ) كإنما لم يغسل بعد الحدث ثبلثا‪ ،‬كما قيل‪ :‬قبل الحدث؛ القتصاره‬
‫على السبع في حديث أـ عطية‪ ،‬كلو غسل ثبلثا بعد خركج الحدث لزـ تعدم السبع‪ ،‬كقد نص الشرع‬
‫عليها‪ ،‬فلذلك اقتصرنا من المسنوف بعد الحدث بواحدة‪( .‬شرح أثمار) كمثلو في (الغيث)‪ )) .‬أما‬
‫األكلى فظاىر‪ ،‬كأما الرابعة فؤلف األكلى قد بطلت بالحدث فوجب استئناؼ غسلة أخرل فوجبت‬
‫الرابعة‪ ،‬كندبت الخامسة بعدىا‪ ،‬ثم لما أحدث بعد الخامسة بطل الغسل األكؿ‪ ،‬ككجب استئناؼ مرة‬
‫فلزمت السادسة‪ ،‬كندبت السابعة( ) فإف خرج بعد التيمم كمل ثبلثا فقط‪ .‬ك(قرز) ) بعدىا (كتحرـ‬
‫األجرة)( ) ألنها على كاجب كالجهاد‪ )*( .‬كضابط ما يحرـ من األجرة عليو‪ :‬ىو كل ما كجب تعبدا‪،‬‬
‫كغسل الميت كنحوه‪ ،‬كلهذا لم يصح إال من المسلم‪ ،‬كما لم تكن فيو شائبة عبادة حلت عليو األجرة‪،‬‬
‫كحفر القبر‪ ،‬كحملو‪ ،‬كدفنو‪( .‬قرز) كلهذا صح من الكافر‪( .‬نظرا من سيدل شرؼ اإلسبلـ الحسين بن‬
‫القاسم) كقد تقدـ مثلو في صبلة العليل لصنوه المتوكل على اهلل عليهما السبلـ‪ )*( .‬إال من باب‬
‫الوصية‪ ) .‬على غسل الميت ( ) الغسل الواجب‪ ،‬كأما المندكب‪ ،‬كإزالة النجاسة فيحل أخذ األجرة‬
‫عليو‪( .‬مفتي) قاؿ السحولى‪ :‬تحل األجرة على إزالة النجاسة‪ ،‬كغسل كفنو‪ .‬كقاؿ (الشامي)‪ :‬ال تحل؛‬
‫ألنو ال يصح غسل محلها إال بعد غسلها‪( .‬شامي) ك(قرز) ىذا حيث شرطها‪ ،‬أك اعتادىا‪ .‬كتحرـ األجرة‬
‫أيضا في حق الفاسق‪ ،‬كالكافر مطلقا؛ ألنها أجرة على محظور‪ .‬ك(قرز) (*) ككذا التيمم‪( .‬قرز) )‪ ،‬كسواء‬
‫كاف كافرا‪ ،‬أك فاسقا‪ ،‬أك مؤمنا‪ ،‬كسواء تعين غسلو على الغاسل أـ ال على المختار في الكتاب‪.‬‬
‫كعند أبي حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬أنها تجوز على غسل الكافر‪.‬‬
‫كعند األخوين‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬أنها تجوز على غسل الفاسق‪.‬‬

‫(‪)70/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كفى أحد قولي أبي طالب‪ :‬أنها تجوز على غسل المؤمن حيث لم يتعين عليو غسلو‪.‬‬
‫كعند المنصور باهلل‪ :‬كلو تعين‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كإذا جوز القاسم أخذ األجرة على تعليم القرآف فكذا على الغسل‪.‬‬
‫(كال تجب النية) أم‪ :‬ال يجب على الغاسل أف ينوم ( ) ككذا الميمم‪( .‬قرز) ) الغسل‪ .‬ذكره الحقينى‪،‬‬
‫كالمنصور باهلل‪ ،‬كحكى الفقيو محمد بن يحيى عن الجرجاني ( ) الجرجاني‪ :‬ىو اإلماـ أبو عبد اهلل‬
‫الحسن بن اسماعيل‪ ،‬كالد اإلماـ المرشد باهلل‪ ،‬من أىل البيت عليهم السبلـ‪( .‬شفاء) من كتاب السير‬
‫مصنف سلوة العارفين‪ ،‬كذكر محقق االعتبار السيد العبلمة عبد السبلـ بن عباس الوجيو في مقدمة‬
‫الكتاب نسبو فقاؿ‪ :‬ىو اإلماـ الموفق باهلل أبو عبد اهلل الحسين بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن‬
‫جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجرم بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن‬
‫بن علي بن أبي طالب كرـ اهلل كجهو‪ ،‬عرؼ بالشجرم‪ ،‬كالجرجاني‪ ،‬كالموفق باهلل‪ ،‬يلتقي مع اإلمامين‬
‫األخوين المؤيد باهلل كأبي طالب عند القاسم بن الحسن بن زيد‪ ،) .‬كأبي جعفر‪ :‬أف النية تجب‪ .‬فعلى‬
‫القوؿ األكؿ يصح من الصبى( ) ككذا الفاسق إذا علمنا أنو استكمل للغسل‪( .‬مفتي) ك(سحولي)‬
‫كغيرىما‪ ،‬كظاىر الكتاب أنو ال يصح مع أنو عبادة‪ .‬فنقوؿ‪ :‬إف العلة أف الفاسق كالصبى غير مأمونين‬
‫على العورات‪ ،‬كذلك ظاىر شرح موالنا عليو السبلـ‪( .‬نجرم) كلفظ حاشية‪ :‬شكل عليو‪ .‬ككجو‬
‫التشكيل‪ :‬أنو ال يصح منو الشتراط العدالة‪ ،‬كالصبى ال يوصف بأنو عدؿ‪ ،‬كال فاسق‪ ) .‬أف يغسل‬
‫الميت‪ ،‬ال على القوؿ الثاني‪.‬‬

‫(‪)73/3‬‬

‫_____________________________‬
‫(نعم) كغسل الميت في ىذين الحكمين‪ ،‬كىما تحريم األجرة على الغاسل‪ ،‬كسقوط نية كجوب الغسل‬
‫(عكس) غسل (الحي) فإف الحى إذا غسلو غيره باألجرة جاز للغاسل أخذىا ؛ ألف الوجوب على غيره‪،‬‬
‫كىذا إذا لم يحصل( ) أم‪ :‬جواز أخذ األجرة على غسل الحي‪ ) .‬في الغسل محظور‪ ،‬من لمس ( )‬
‫كىذا مع عقد األجارة على المحظور‪ ،‬كإال جاز‪ ) .‬أك غيره‪ ،‬كتجب النية في غسل الحي لكن كجوبها‬
‫على المغسوؿ‪ ،‬ال على الغاسل‪.‬‬
‫(ك) إذا لم يوجد ( ) في الميل‪( .‬قرز) (*) كإذا لم يوجد الماء لغسل الميت إال بأكثر من قيمتو مع‬
‫استغراقو بالدين‪( .‬بياف) كظاىر إطبلؽ أىل المذىب أنو يشترم‪ ،‬كلو زاد على ثمن المثل‪ ،‬كلو استغرؽ‪.‬‬
‫ذكره في (الحفيظ) ك(قرز) ) ما يغسل بو الميت فإنو (ييمم) ( ) كإذا كجد الماء قبل إىالة أكثر التراب‬
‫أعيد الغسل‪ .‬كىل تعاد الصبلة أـ ال ? الصحيح أنها تعاد‪( .‬قرز)‪ .‬كمثل معناه للسحولى (*) كيجب‬
‫االستجمار‪( .‬تكميل) (قرز) ) بالتراب (للعذر) كما ييمم للصبلة فإف كجد ما يكفي بعضو غسل بو‬
‫بعضو‪.‬‬

‫(‪)74/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ ،‬كاألقرب عندم أنو يفعل بالماء اليسير كما قدمنا في باب التيمم ( ) كال يجب تأخير‬
‫أعضاء التيمم ىنا؛ ألنها ال تيمم‪ .‬ك(قرز) (*) (مسألة) كإذا أبيح الماء لؤلحق من ثبلثة‪ :‬جنب‪ ،‬كحائض‪،‬‬
‫كميت (‪ )7‬كاف لمن ضاؽ (‪ )0‬عليو الفرض[ألنو األحق] فإف استوكا في الضيق فلمن يكفيو‪ ،‬فإف‬
‫استوكا فللحائض (‪ )3‬كإف استوكا في عدـ الضيق فالميت أكلى‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬إف الميت (‪ )4‬أكلى بو‬
‫مطلقا‪( .‬بياف لفظا‪ )43/7‬من التيمم‪ ،‬من قبل باب الحيض (‪ )7‬التضييق في حق الميت حيث يقبر أك‬
‫يدفن (‪ )0‬ككذا في العراة إذا أبيح الثوب لؤلحق منهم‪ ،‬كىو من صغر جسمو‪ ،‬بحيث يستره دكف غيره‪،‬‬
‫كإف استوكا قرع بينهم‪( .‬بياف) أما إذا كاف فيهم ميت فيأتي قوؿ الشافعي أنو أحق‪ )3( .‬لتعلق حق الزكج‬
‫بها‪ ،‬كىو الوطء‪ ،‬كلتعهدىا بالتنظيف إف لم يكن لها زكج (‪ )4‬كذلك لضيق الوقت في حقو‪ ،‬كحجة‬
‫الشافعي أف ىذه خاتمة أمر الميت‪ ،‬كال يرجى لو طهارة بعد ىذه‪ ،‬كىما يرجى لهما الطهارة‪( .‬بستاف) )‪،‬‬
‫كال ييمم حيث غسل( ) كمهما أمكن غسل بعض جسم الميت لم يعم؛ لئبل يجمع بين البدؿ كالمبدؿ‬
‫منو‪ ،‬كيفرؽ بين غسلو حيا إذا اجتنب كلم يكفو الماء ػ أنو يغسل بو أينما بلغ في غير أعضاء التيمم‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬ىناؾ للصبلة‪ ،‬كىنا لطهارة مخففة‪( .‬ذكره اإلماـ شرؼ الدين) ) بعضو( ) كقد ادعى في (الشفاء)‬
‫إجماع أىل البيت عليهم السبلـ (*) لعل ىذا لئلماـ المهدم عليو السبلـ‪ ،‬كأما على كبلـ أىل المذىب‬
‫فييمم البعض اآلخر كما تقدـ في التيمم‪( .‬تعليق ابن مفتاح) (*) ألف التيمم إنما ىو الستباحة الصبلة‪،‬‬
‫كما ثمة صبلة ىنا‪ .‬فإف قيل‪ :‬فبل ييمم رأسا؛ إذ ال صبلة‪ .‬قلت‪ :‬تعبدا بالماء‪ ،‬كالتراب عند عدمو‪ .‬كإذا‬
‫كجد بعض البدؿ كفى؛ إذ ال صبلة‪( .‬ىداية) (*) كال يجمع بين الماء كالتراب ىنا يعني‪ :‬حيث يكوف‬
‫التيمم بدؿ الغسل في جميع األحواؿ؛ ألف ذلك أنما شرع للحي كما تقدـ‪( .‬عامر) )‪.‬‬

‫(‪)75/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيترؾ) الميت ال يغسل‪ ،‬كال ييمم (إف) كاف إذا غسل أك يمم (تفسخ) جسده أك بعضو ( ) كحده ما‬
‫يتألم بو الحي‪ )*( .‬كجهو‪ :‬أنو يغسل البعض الذم ال يتفسخ‪( ) .‬بهما) كذلك نحو أف يكوف محترقا‬
‫بالنار‪ ،‬أك بالصاعقة‪ ،‬أك نحو ذلك( ) الباركد‪ ) .‬بحيث يتفسخ إف لمس‪ ،‬فأما لو أمكن صب الماء عليو‪،‬‬
‫كال يضره كجب غسلو بالصب( ) ثم المسح‪ ،‬أك االنغماس حيث ال نجاسة‪ .‬ك(قرز) )‪.‬‬
‫[التكفين]‬
‫فصل‬
‫(ثم يكفن ( ) كال يجب تجفيف الميت‪ ،‬كيكوف حكمو كثوب سلس البوؿ‪( .‬سماع) كفي (البحر) يجب‬
‫التجفيف لئبل يبتل الكفن فيفسد‪( .‬بحر‪ ) )724/0‬الميت كجوبا‪ ،‬كيكوف كفنو ( ) ككذا سائر‬
‫المقدمات من األحجار كغيرىا (‪ )7‬فتكوف من رأس الماؿ‪ ،‬كأما المقدمات المندكبة‪ ،‬كالحنط كنحوه‬
‫فمن الثلث‪ ،‬مع الوصية‪( .‬قرز) كقاؿ في (الشفاء) ما لفظو‪ :‬كثمن الحنط كالكفن يقدـ على نفقة زكجتو‪،‬‬
‫كديونو‪ ،‬ككصاياه‪ ،‬كال يعرؼ فيو خبلؼ عن أحد من أئمتنا عليهم السبلـ (‪ )7‬كالبقعة‪ ،‬كالماء‪ ،‬كالحراسة‬
‫من النباش‪ ،‬كأجرة الحفر‪ ،‬كحمل الميت‪ ،‬ككذا عمارة القبر المعتادة‪ ،‬فهذا كلو من رأس الماؿ‪ ،‬كإف لم‬
‫يوص‪( .‬قرز) ك(قرز) (*) الكفن‪ :‬بفتح الكاؼ‪ .‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كلم يوجد بالضم إال عن أبي جعفر‪.‬‬
‫(غاية) قاؿ في (الضياء) بفتح الكاؼ‪ ،‬كالفاء‪( ) .‬من رأس مالو)( ) كالفرؽ بين ىذا كبين ما سيأتي في‬
‫الزكاة أنها تقدـ على كفنو كدينو المستغرؽ ػ أف الدين ىنا في الذمة فيقدـ الكفن عليو‪ ،‬كفي الزكاة معينة‬
‫في الماؿ‪ ،‬أم‪ :‬باقية بعينها‪ .‬كسيأتي نظيره في الزكاة حيث قاؿ‪" :‬قدمت على كفنو" قاؿ المحشي‪ :‬ىذا‬
‫إذا كانت العين باقية‪( .‬قرز) (*) حكاه عليو السبلـ عن العترة‪ ،‬كالفقهاء؛ لما ركم عن ابن عباس قاؿ‪:‬‬
‫بينما رجل كاقف مع النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم إذ كقع من راحلتو‪ .‬قاؿ أيوب‪ :‬فأكقصتو‪ .‬أكقاؿ‪:‬‬
‫فأقصعتو‪ ،‬فذكر ذلك للنبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم فقاؿ‪( :‬اغسلوه بماء‪ ،‬كسدر‪ ،‬ككفنوه في ثوبيو‪ ،‬كال‬
‫تحنطوه‪ ،‬كال تخمركا رأسو)‬

‫(‪)76/3‬‬

‫_____________________________‬
‫كفيو زيادة أخرجو الستة إال الموطأ [كاللفظ للصحيحين]‪ ،‬فقاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬في ثوبيو)‬
‫كأطلق سواء كاف موسرا أكمعسرا‪ .‬من (ضياء ذكم األبصار) (انظر ىامش البحر الزخار ‪ ) )97/0‬إف‬
‫كاف لو ماؿ (كلو) كاف الماؿ (مستغرقا) أم‪ :‬على الميت دين يستغرؽ جميع مالو فإف الكفن مستثنى (‬
‫) ما لم يكن قد تعلق بو حق كالرىن‪ ،‬كالعبد الجاني [فالحق الذم فيهما أقدـ‪( .‬بياف) (قرز)] كنحو‬
‫ذلك‪ .‬ذكره في (الدرر)‪( .‬نجرم) كما لزـ العبد المأذكف (‪ .)7‬ذكره في (الدرر)‪ .‬كفي (الوسيط)‪ :‬يقدـ‬
‫تجهيز الميت على غرماء عبده المأذكف (‪ )7‬إف كاف عليو دين يتعلق برقبتو‪ ،‬كما في يده فهو أقدـ بو‪،‬‬
‫كبما في يده‪( .‬قرز) كالمراد بالمأذكف‪ :‬المأذكف لو في التجارة‪ ،‬كاألخماس‪ ،‬كاألعشار المعينة‪ .‬ذكره في‬
‫(الدرر)‪( .‬قرز) (*) كال خبلؼ فيو‪ ،‬كلو استغرؽ الماؿ؛ كألنو آكد من الدين بدليل أنو يجب على بيت‬
‫الماؿ‪ ،‬كالدين ال يجب‪ .‬ذكره في الشرح‪ ) .‬للميت‪ ،‬كلو لم يبق ألىل الدين شيء‪.‬‬

‫(‪)77/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كىكذا لو كاف لو زكجات( ) كتقدـ نفقتهن على الدين؛ ألف عليهن حقا مستقببل‪ ،‬كلفظ حاشية‪ :‬ثم من‬
‫بعد تجهيزه نفقة عدة زكجاتو إذا طلبنها (‪ )7‬للمستقبل (‪ )0‬ال للماضي (‪ )3‬فكسائر الديوف‪.‬‬
‫(بياف‪ )707/7‬ك(قرز) (‪ )7‬كيطلب للصغيرة‪ ،‬كالمجنونة كلي مالها‪ ،‬كإذا لم يطلبها لم تسقط؛ إذ الحق‬
‫لغيره‪ ،‬كال يصح منو إسقاط لو أسقطو‪( .‬قرز) (‪ )0‬كسلمت‪( .‬قرز) (‪ )3‬إال أف تكوف الزكجة قد طالبت‬
‫فمطلت‪ ،‬بأف حصل من الورثة تمرد من التسليم بعد الطلب قدمتو على سائر الديوف؛ ألنها قد صارت‬
‫كالشريك في الزكاة‪ ،‬بخبلؼ ما لو مطلها الزكج فكسائر الديوف يتعلق ذلك بذمتو‪( .‬ىامش‬
‫بياف‪( )707/7‬قرز) ) يحتجن إلى اإلنفاؽ‪ ،‬فإف الكفن يقدـ على نفقتهن( ) كيجب الكفن المثل‪ ،‬كلو‬
‫أجحف بنفقة الزكجات‪ ،‬كىو الذم بنى عليو األزىار‪ .‬ك(قرز) ) لكن ال يكفن من عليو دين مستغرؽ‬
‫لتركتو إال (بثوب) كاحد (طاىر( ) قاؿ في (البحر) قلت‪ :‬ككجهو أف الغسل للصبلة‪ ،‬فأشبو المصلي‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يؤخذ من ىذه العبارة أف طهارة الكفن شرط في صحة الصبلة‪ ،‬ككذا المكاف‪ ،‬ككذا ستر العورة‬
‫حاؿ الصبلة‪ ،‬كقد صرح بو المؤلف‪ .‬ككذا في (ركضة) النواكل‪ .‬كقيل‪ :‬ال يشترط ذلك‪ ،‬كمثل معناه عن‬
‫(السحولي) كمثلو في (المعيار)‪( .‬قرز) (*) كلعل كجوب طهارتو كونو من تحسين الكفن‪( .‬حاشية‬
‫سحولي) كقد قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬فليحسن كفنو)‪ )*( .‬ينظر لو لم نجد إال ثوبا متنجسا‪،‬‬
‫كلم نجد ماء يغسل بو‪ ،‬ىل يكفن بو أـ ينتقل إلى الشجر كنحوه ? قيل‪ :‬يكفن بالشجر‪ .‬كقيل‪ :‬يكفن بو‪.‬‬
‫(شامي) ك(قرز) قاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬فإف كجد ماء ال يكفي إال لغسل الميت‪ ،‬أك الكفن‪،‬‬
‫غسل الكفن‪ ،‬كييمم الميت‪ .‬ظاىره كلو كاف على الميت نجاسة‪ ،‬كيحتمل أف يغسل الميت‪ .‬قاؿ عليو‬
‫السبلـ‪ :‬كاألقرب عندم تقديم نجاسة بدف الميت كالحي‪ ،‬كلعل السيد يحيى بن الحسين يوافق في‬
‫غسل النجاسة‪ ،‬كإنما خالف في الغسل ألجل الموت‪( .‬سماع) ) ساتر لجميعو)‪.‬‬

‫(‪)78/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كعن األستاذ‪ :‬أنو يكفن بثبلثة‪.‬‬


‫كيجب أف يكوف ذلك الكفن (مما) يجوز لو (لبسو) ( ) على اإلطبلؽ‪ ،‬ال لعارض فقد يجوز لبس الحرير‬
‫كنحوه‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (*) كيقدـ الحرير كالمصبوغ على الجلد‪ ،‬كالسلب‪ ،‬كالحصير‪ .‬قيل‪ :‬إال‬
‫أف يكوف ذلك مما يعتاد لبسو‪( .‬حاشية سحولي لفظا) ك(قرز) (*) قاؿ الفقيو يوسف في (المنتزع)‪:‬‬
‫كيستحب تكفين الخنثى فيما يكفن فيو المرأة‪ .‬كفي (البحر) كيكفن الخنثى كالمرأة‪ .‬يعني‪ :‬كجوبا‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬كالرجل تغليبا لجانب الحظر‪ )*( .‬كيجوز في الحرير إف لم يوجد غيره‪ ،‬لكن ينظر ىل يجوز مع‬
‫كجود الجلود‪ ،‬كالصوؼ‪ ،‬كالشعر‪ ،‬أك ال يكوف إال مع عدمها‪ .‬قيل‪ :‬يعتبر ما يلبس في العادة‪ .‬كمثلو عن‬
‫سيدنا (عامر) كلعلو أقرب‪ .‬كقرره (الشامي)‪ ) .‬في حاؿ كونو حيا فبل يجوز تكفين الرجل بالحرير( ) إال‬
‫لعدـ‪ ) .‬كنحوه( ) المشبع صفرة كحمرة‪ ) .‬مما يحرـ عليو لبسو‪ ،‬كالمرأة يجوز أف تكفن بو‪ ،‬كبالثياب‬
‫المصبوغة‪.‬‬
‫كالبياض أكلى بالرجاؿ‪ .‬قاؿ الشافعي‪ :‬كبالنساء‪ .‬قاؿ في االنتصار‪ :‬كال فرؽ بين القطن كالصوؼ( ) إذا‬
‫كاف يعتاده‪ .) .‬لكن المستحب حسن الكفن كإكمالو؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا كفن‬
‫أحدكم أخاه فليحسن كفنو) ( ) أخرجو الترمذم‪.) .‬‬

‫(‪)79/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يجب أف (يعوض) الكفن (إف سرؽ) ( ) كلو مرارا‪( .‬بياف) ك(بحر) (قرز) (*) فإف سبع الميت‪،‬‬
‫أكجره السيل‪ ،‬كبقي الكفن فإف كاف من ماؿ الميت فحكمو حكم التركة‪ ،‬كإف كانت مستغرقة بالدين‬
‫فللغرماء‪ ،‬كإف لم فللورثة‪ ،‬كإف كاف من بيت الماؿ رد إليو‪ ،‬كإف كاف من الغير رد لو‪ ،‬كإف كاف مسببل رد‬
‫مسببل‪( .‬بياف معنى‪ )707/7‬كقاؿ (المفتي)‪ :‬إنو يرجع للورثة (‪ )7‬ألف الميت قد ملكو‪ ،‬بدليل أنو يقطع‬
‫سارقو (‪ )7‬مطلقا‪ ،‬كىو ظاىر إطبلؽ البحر‪ ،) .‬كسواء سرؽ قبل الدفن أك بعده بأف ينبش‪ ،‬كيكوف‬
‫المعوض من رأس الماؿ أيضا‪ ،‬كلو كاف مستغرقا بالدين‪ ،‬فإف كاف الغرماء قد استوفوا ديونهم( ) كلهم‪ ،‬ال‬
‫بعضهم فينقص‪( .‬سماع) (قرز) (*) بخبلؼ ما لو سرؽ كقد اقتسم الورثة فإنو يكفن منو ثانيا‪ ،‬كثالثا؛‬
‫ألف القسمة كالمشركط بأف ال يسرؽ الكفن‪( .‬سماع مفتي) (قرز) (*) فإف قبض البعض منهم حصتو‬
‫كفن من الباقي‪ ،‬كحصة الباقي في المقبوض الذم في أيدم الغرماء‪( .‬بياف) قاؿ في (ىامش البياف) ما‬
‫لفظو فإف قبض البعض منهم حصتو كفن من الباقي‪ ،‬كقسط الباقي كالمقبوض مع الغرماء بين الجميع‪.‬‬
‫(قرز) ) قبل ذلك لم ينقض‪ ،‬ككانوا أكلى بو( ) قاؿ في (البياف‪ )707/7‬ككذا الموصى لو إذا قد قبضو‪،‬‬
‫كقاؿ (الدكارم)‪ :‬كالموصى لو كالوارث فيرد إف كاف باقيا‪ ،‬كإال ضمن حيث قد تلف؛ ألنو أخذ ما لم‬
‫يستحق‪.) .‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كينتقل كجوب التكفين إلى القرابة‪ ،‬أك بيت الماؿ على ما سيأتي‪.‬‬

‫(‪)82/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يكفن (غير المستغرؽ بكفن مثلو)( ) في بلده قدرا كصفة‪ ،‬فإف لم يوجد لو مثل ? يرجع إلى‬
‫المشركع‪ .‬كقيل‪ :‬يكفن بأعلى كفن من ىو أدنى منو‪ .‬كفي (البياف) في الوصايا‪ :‬يعمل باألكسط كىو‬
‫األكلى (قرز)‪ ) .‬فإف كاف في الورثة صغير‪ ،‬أك غائب‪ ،‬أكال كارث لو لم تجز الزيادة عليو( ) بناء أف بيت‬
‫الماؿ كارث حقيقة‪ .‬كقيل [قوم]‪ :‬إذا لم يكن لو كارث لم تجز الزيادة عند الجميع‪ ) .‬فإذا زاد المكفن‬
‫ضمن الزائد على كفن المثل( ) حيث ىو الدافن‪ ،‬فإف علم كاف عليو‪ ،‬كمع جهل الدافن يكوف على‬
‫المكفن إف علم‪ ،‬كإال فعلى من غره‪ .‬ك(قرز) (*) إف كاف لو كالية‪ ،‬كإال ضمن الكل‪ .‬كقيل‪ :‬ىو مأذكف‬
‫من جهة الشرع فبل يضمن إال الزائد‪ .‬ك(قرز) )‪.‬‬
‫كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬إذا كاف للميت كرثة صغار فاألكلى أف يكفن بأقل األكفاف‪ ،‬فمفهومو ال يزاد على‬
‫كاحد‪.‬‬
‫كفي التذكرة( ) تذكرة أبي طالب‪ :) .‬كحيث ال يستغرؽ‪ ،‬كالورثة صغار كفن بكفن مثلو‪.‬‬
‫كىذا يقتضي أنو إذا كاف مثلو يكفن بسبعة كفن بسبعة‪.‬‬
‫كعن أبي طالب‪ :‬أنو يكفن في قميص‪ ،‬كإزار‪ ،‬كلفافة( ) كىو الدرج‪ ) .‬حيث الوارث صغير‪ ،‬أك غائب‪.‬‬
‫كمفهوـ ىذا أنو ال يزاد على الثبلثة‪ ،‬كىذا يخالف إطبلؽ كفن مثلو‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فينظر في تحقيق حكاية كفن مثلو ( ) كلم أظفر في موضع ىذه الحكاية من غير‬
‫كتاب (التذكرة) ك(الكفاية) فيحقق ذلك‪( .‬سلوؾ) كلعلو اختبلؼ عرؼ‪ ،‬فكل بنى على عرؼ جهتو‪.) .‬‬
‫كإف كاف الورثة كبارا حاضرين كفنوا بما شاؤا ( ) كإذا كاف للميت ماؿ كأراد أحد تكفينو من غير تركتو لم‬
‫يلزـ الورثة قبوؿ ذلك‪ ،‬لما فيو من المنة عليهم‪( .‬شرح أثمار لفظا)) (*) يعني‪ :‬في الزيادة على كفن‬
‫المثل‪ ،‬كأما النقص فبل يجوز‪ .‬ك(قرز) )‪.‬‬

‫(‪)87/3‬‬

‫_____________________________‬
‫(كالمشركع) في عدد الكفن أف يكوف من كاحد ( ) كالحجة على الواحد‪ :‬أف النبي صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كفن عمو الحمزة عليو السبلـ في برد إذا غطي رأسو بدت رجبله‪ ،‬كإف غطيت رجبله بدا رأسو‪ ،‬فغطي‬
‫رأسو‪ ،‬كجعل على رجليو حشيش‪( .‬شفاء) كالحجة في الثبلثة‪ :‬أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم كفن‬
‫في ثبلثة أثواب‪ ،‬ثوبين يمانيين‪ ،‬أحدىما سحق [أم‪ :‬باؿ أبيض]كقميص كاف يتجمل فيو‪ .‬كالحجة على‬
‫الخمسة‪ :‬أف النبي صلى اهلل عليو كآلو أمر أف تكفن أـ كلثوـ ابنتو رضى اهلل عنها في خمسة أثواب (‪)7‬‬
‫كالحجة على السبعة‪ :‬قياسا على الغسبلت السبع‪ .‬قاؿ في (الغيث)‪ :‬كفي ىذا القياس نظر (‪ )0‬كقد‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كالمختار أف السبعة مكركىة؛ ألف ذلك إسراؼ‪ ،‬كلم ينقلو أحد من المحدثين‪( .‬شرح‬
‫بهراف) قلت‪ :‬كالحجة ما ركل ابن أبي شيبة‪ ،‬كأحمد‪ ،‬كالبزار عن علي عليو السبلـ (أنو كفن النبي صلى‬
‫اهلل عليو كآلو في سبعة أثواب) كبو قاؿ الهادم عليو السبلـ‪ .‬كما ركاه في الصحيحين من حديث عائشة‬
‫(أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كفن في ثبلثة أثواب سحولية) (‪ )3‬من كرسف أبيض‪ ،‬ليس فيها‬
‫قميص كال عمامة ػ محموؿ على أنها لم تطلع إال على ذلك‪ ،‬كأنو زيد عليو‪ .‬قاؿ المؤلف عليو السبلـ‪:‬‬
‫كال ينبغي التجاسر على كبار األئمة‪ ،‬ال سيما القدماء فإف أصولهم قوية‪ ،‬كمن يبحث كجدىم على قدـ‬
‫صدؽ في أخذىم (‪ )7‬قاؿ‪ :‬كقد ذكر ىذه الركاية ابن حجر في تلخيصو‪ ،‬قاؿ‪ :‬كىي ركاية عبد اهلل بن‬
‫محمد بن عقيل‪ ،‬عن ابن الحنفية‪ ،‬عن علي عليو السبلـ‪ .‬قاؿ‪ :‬كركل الحاكم من حديث أيوب‪ ،‬عن‬
‫نافع‪ ،‬عن عمر ما يعضد ركاية ابن الحنفية‪ .‬من (ضياء ذكم األبصار) (‪ )0‬ألف الغسبلت أنما كجبت‬
‫لحدكث حادث‪( .‬حاشية سحولي) (‪ )3‬السحل‪ :‬بالسين غير معجمة ػ الثوب األبيض‪ ،‬كجمعو سحوؿ‪.‬‬
‫(شفاء) [كقيل‪ :‬منسوبة إلى موضع في اليمن كانت تنسج فيو ىذه األثواب‪( .‬ىاشمي) (*) كندب ثبلثة‬
‫للرجل‪ ،‬كسبعة للمرأة‪(.‬تذكرة) ألنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم كفن في‬

‫(‪)80/3‬‬

‫_____________________________‬

‫ثبلثة‪ ،‬كأمر أف تكفن ابنتو في خمسة‪( .‬صعيترم) ) (إلى سبعة) ( ) كلو صغيرا‪( .‬قرز) ) ال يتعداىا‪ ،‬ىذا‬
‫عند الهادم عليو السبلـ‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ال يزاد للرجل على ثبلثة‪ :‬قميص‪ ،‬كإزار‪ ،‬كلفافو( ) كىي الدرج‪ ،) .‬كالمرأة ال يزاد لها‬
‫على خمسة‪ :‬قميص‪ ،‬كإزار‪ ،‬كخرقة على صدرىا‪ ) (،‬يعني‪ :‬الثدم‪ ) .‬كخمار‪ ،‬كلفافة‪ ،‬كىو الدرج‪.‬‬
‫كالمشركع في الكفن أيضا أف يكوف (كترا) إما كاحدا‪ ،‬أك ثبلثة‪ ،‬أك خمسة‪ ،‬أك سبعة‪ ،‬كيكره( ) تنزيو‪) .‬‬
‫خبلؼ ذلك‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ثم إنا نذكر كيفية التكفين فنقوؿ‪ :‬أما إذا كاف كاحدا فإنو يستر بو حتى ال يبقى شيء‬
‫من جسمو ظاىرا‪ .‬فإف طاؿ من ناحية الرأس ردت الفضلة على الوجو‪ ،‬كإف كاف من ناحية الرجلين ردت‬
‫إلى ناحية الظهر‪ .‬كىل األكلى قسمتها‪ ،‬أك جعلها في جانب ?‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬األقرب جعلها في جانب الرأس؛ ألف حرمتو آكد من حرمة الرجلين‪ ،‬فإف صغر قدمت‬
‫العورة( ) ثم القبل‪( .‬نجرم) كقيل‪ :‬الدبر؛ ألنو أفحش‪ ) .‬فما فاض عليها كاف ما فوؽ السرة أكلى‪ ،‬مما‬
‫تحت الركبة ( ) ندبا‪ )*( .‬كما بقي ستر بما أمكن‪ ،‬كلو من من نبات األرض‪ ،‬كما فعل النبي صلى اهلل‬
‫عليو كآلو في عمو الحمزة فإنو كفنو في برد‪ ،‬كبقيت رجبله‪( .‬بحر) )‪ ،‬كستر الرأس أقدـ ( ) في نسخة‪:‬‬
‫أكلى (*) كلمخالفة اليهود؛ ألنهم يكشفوف الرأس‪ ) .‬من ستر الرجلين‪.‬‬
‫كأما إذا كفن بثبلثة أزر بمئزر‪ ) (،‬كمن شرطو أف يستره من ركبتيو إلى تحت السرة‪ ) .‬كأدرج في اثنين ( )‬
‫كال عمامة في الثبلثة إجماعا‪ ،‬كال قميص‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ ) (،‬قوم (مفتي) ك(سحولي) ك(حثيث)‪ ) .‬كأبو طالب‪ :‬قميص‪ ،‬كدرج‪ ،‬كإزار‪.‬‬
‫كأما الخمسة فيكوف قميصا غير مخيط‪.‬‬
‫ػ قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬فإف كاف مخيطا فتق من تحت الكمين( ) إلى أسفلو‪ .‬ذكره الفقيو حسن‪.‬‬
‫كقاؿ (المفتي)‪ :‬قليبل‪.) .‬‬

‫(‪)83/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ األمير الحسين[قوم]‪ :‬ال كراىة في المخيط؛ ألنو لم يرك أنو فتق القميص الذم كفن بو رسوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو كآلو‪ .‬ػ‬
‫كعمامة للرجل( ) كتكوف ثبلث ليات‪ ) .‬أك خمار للمرأة ( ) لفافة لجميع رأسها‪ .‬ذكر معناه في‬
‫(الكشاؼ)‪ .‬كلفظ حاشية‪ :‬كىو الذم تغطى بو المرأة رأسها ككجهها‪ ) .‬ىذاف اثناف‪ ،‬كثبلثة دركج( )‬
‫كالمقرر ما في (شرح النكت) أف الخمسة فميص‪ ،‬كإزار‪ ،‬كعمامة للرجل‪ ،‬أك خمار للمرأة‪ ،‬كدرجاف‪.‬‬
‫(بياف) كعن الهادم عليو السبلـ في (المنتخب) قميص‪ ،‬كإزار‪ ،‬كثبلثة دركج للرجل كالمرأة‪ .‬قاؿ الفقيو‬
‫يحيى البحيبح‪ :‬كىو أكلى‪.) .‬‬
‫كأما السبعة‪ :‬فقميص‪ ،‬كإزار‪ ،‬كعمامة‪ ،‬كأربعة دركج‪.‬‬
‫كصفة المئزر‪ :‬أف يكوف فوؽ القميص‪ ،‬كتحت الدرج‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كمن شرط القميص أف يكوف إلى تحت الركبتين ( ) ككذا المئزر‪ .‬كفي‬
‫(البياف)‪ :‬من السرة إلى الركبة‪.) .‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬العمامة في األكفاف‪ .‬قاؿ الشافعي‪ :‬كال قميص أيضا‪.‬‬
‫(نعم) ككيفية األدراج أف يعمد إلى أعرض الثياب فيفرش‪ ،‬ثم يفرش بعضها على بعض‪ ،‬كيذر الذريرة( )‬
‫كيسد منافسو بقطن مطيب‪ ،‬ككذا بين أصابعو (*) كىي الحنوط‪( .‬شفاء) ) عليها( ) كبينها‪ ،) .‬كيجمر‬
‫بعود‪ ،‬ثم يوضع عليها الميت‪ ،‬كيلف فيها‪ ،‬كيخرج رأسو من القميص‪ ،‬كيعمم( ) كصفتها‪ :‬أف يلف بها‬
‫من ذقنو إلى قمتو‪( .‬بحر) كتكوف ثبلث ليات‪ .‬كقيل‪ :‬ليتاف على رأسو كالثالثة يلثم بها‪ .‬قاؿ الفقيو‬
‫يوسف‪ :‬كتكوف من تحت الدرج‪( .‬شرح) )‪ ،‬كيعطف عليو الثوب الذم يليو من جنبو األيمن ( ) كالوجو‬
‫فيو‪ :‬أنو أقرب إلى أف يبقى عليو الكفن عند كضعو في اللحد‪ ،‬بخبلؼ العكس‪ ) .‬ثم من جنبو األيسر‪،‬‬
‫ثم يفعل كذلك بسائر الثياب‪ ،‬كيضم على كجهو ما عند رأسو‪ ،‬كيضم على ظهره ما عند رجليو‪.‬‬

‫(‪)84/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كيكوف الرد إلى الوجو كالظهر( ) ىكذا في (الكواكب) كفي (النجرم) ك(الزىور)‬
‫ك(الغيث) ذكر الرد مقصورا على الظهر‪ ) .‬بعد عصره ( ) يعني‪ :‬على كجو ال ينكشف‪ ) .‬فإف كاف‬
‫الميت محرما لم يغط رأسو( ) كال قميص حيث ىو مخيط‪ ،‬كال عمامة‪ ،‬بل مئزر‪ ،‬كأربعة دركج (*) كإف‬
‫كانت امرأة فبل يغطى كجهها‪( .‬قرز) كإذا كانت خنثى مشكبل لم يغط رأسو‪ ،‬كال كجهو‪ ،‬فإف فعل كانت‬
‫الفدية على الفاعل‪( .‬غاية) (قرز) كالذم سيأتي في الحج على قوؿ اإلماـ‪" :‬ككجو المرأة" ما لفظو‪:‬‬
‫كالخنثى يغطى رأسو‪ ،‬كيكشف كجهو‪ ،‬كال يلزـ الدـ إال بمجموعهما‪( .‬بحر) أك بعضهما‪( .‬بياف) كفي‬
‫(الحفيظ) كجوب الكشف لهما‪( .‬قرز) ) ثم تشد األكفاف بخرقة إف احتيج إلى ذلك‪.‬‬
‫(كيجب) أذا أكصى الميت بأف يكفن بأكثر من السبعة( ) صوابو‪ :‬بأكثر من كفن المثل‪ .‬كلفظ حاشية‪:‬‬
‫كفي (التذكرة) ما زاد على كفن المثل‪ ،‬كلو زاد على السبعة فمن الثلث‪ .‬ككذا معناه في (البحر)‪ ) .‬أك‬
‫بفاخر من الثياب أف يمتثل قولو‪ ،‬كيزاد (ما زاده) إذا كاف ذلك الزائد في العدد أك في الصفة يخرج (من‬
‫الثلث () ) إف كاف لو كارث‪ ،‬فإف لم يكن لو كارث فمن رأس الماؿ‪ )*( .‬ما زاد على الثلث فباإلجازة‪.‬‬
‫(حاشية سحولي) (قرز) (*) إلى السبعة‪ ،‬ثم على قوؿ السيد يحيى بن الحسين‪ .‬كالمختار خبلفو‪ ) .‬ألف‬
‫لو أف يوصي من الثلث بما شاء‪ .‬كيجب امتثالو إال أف يكوف محظورا‪ .‬كالزيادة ليست محظورة‪ ،‬كإنما ىي‬
‫مكركىة( ) تنزيو‪ ) .‬ألنها من باب المغاالة‪.‬‬

‫(‪)85/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ ) (:‬كقواه في (الفتح) كالفقيو محمد بن يحيى في (شرح الدرر)‬
‫ك(المفتي) ك(حثيث) ك(عامر) ك(السحولي) ك(اإلماـ شرؼ الدين) ك (المتوكل على اهلل)‪ ) .‬ال تمتثل‬
‫الوصية بالزائد على السبعة؛ ألف ذلك إتبلؼ ماؿ( ) قلنا‪ :‬يلزـ مثل ذلك في مغاالة الصفة‪ ،‬كالصحيح‬
‫كجوب االمتثاؿ‪( .‬غيث لفظا) ) (كإال) يمتثل ما أكصى بو (أثم الورثة) إذا كانوا ىم الممتنعين (كملكوه)‬
‫( ) بعد الدفن‪( .‬قرز) (*) كلو معينا‪ ،‬ككذا في البقعة إذا عينها لقبره‪ ،‬كخالفوه‪( .‬حاشية سحولي) ) أم‪:‬‬
‫يملكوف ذلك الزائد‪ .‬ذكره الفقيو يحيى البحيبح‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو قوم من جهة القياس على الوقف إذا انقطع مصرفو‪.‬‬

‫(‪)86/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) كفن المرأة( ) كلو كتابية‪ )*( .‬فإف ماتا في حالة كاحدة‪ ،‬فبل كفن‪ ،‬كال ميراث‪ .‬كقيل‪ :‬يلزـ الزكجة‪.‬‬
‫كقرره (الشامي) فإف التبس موتها عمل كالغرقى كالهدمى‪ .‬كمثلو عن (الشامي) ك(قرز) لعلو يريد في‬
‫الميراث‪ ،‬كأما الكفن فينظر فيو [الظاىر لزكمو على الزكج؛ إذ نحن من لزكمو عليو بيقين فبل تنتقل عنو‬
‫إال بيقين]‪ )*( .‬ككذا يجب على الزكج تعويض كفن زكجتو‪ ،‬كإحراسها من السباع؛ ألف الواجب عليو‬
‫دفنها في موضع يمنعها من السباع‪ ،‬كما ال يتم الواجب إال بو يجب كوجوبو‪ .‬ك(قرز) (*) كفن زكجتو‪،‬‬
‫ككذا توابع الكفن‪ ،‬كسواء كاف معسرا أمكنو القرض‪ ،‬أك يقترض لو الحاكم‪( .‬حاشية سحولي لفظا) )‬
‫(يلزـ الزكج)( ) كلو كتابية‪( .‬قرز) (*)كسواء كانت باقية تحتو‪ ،‬أـ ناشزة‪ ،‬أك مطلقة رجعيا (‪ )7‬ال بائنا‬
‫(‪ )0‬ككذا لو كانت أمة‪ ،‬كسواء سلمت مستداما أـ ال‪ ،‬ككذا لو كانت كتابية‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫ألنو قد سقط بالموت‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪ ،‬كمثل معناه في (حاشية سحولي) (‪ )7‬كماتت في العدة‪.‬‬
‫(قرز) (‪ )0‬كالمتوفي عنها كفنها من مالها‪ ،‬كما سيأتي في العدة على قولو‪" :‬كال سكنى"‪( .‬قرز) (*) كفن‬
‫مثلها من مثلو‪( .‬قرز) ) كلو كانت موسرة‪ ،‬ىذا تخريج أبي العباس للهادم عليو السبلـ‪ .‬كخرج المؤيد‬
‫باهلل للهادم( ) تخريج أبي العباس للهادم عليو السبلـ‪ ،‬من قوؿ الهادم عليو السبلـ‪" :‬كفن أـ الولد‬
‫على موالىا" كتخريج المؤيد باهلل من قوؿ الهادم عليو السبلـ‪" :‬كفن الميت من رأس مالو"‪( .‬صعيترم)‬
‫كالجامع بينهما الوطء‪ ) .‬أنو من مالها‪.‬‬

‫(‪)87/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كحاصل المسألة‪ :‬أنهما إف كانا غنيين( ) كالمراد بالغنى ىنا كجود الكفن‪ ،‬ال الغنى الشرعي‪ ،‬ذكره الفقيو‬
‫علي‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح‪ ،‬غير ما استثني للمفلس‪( .‬قرز) ) معا أك الزكجة فالخبلؼ بين السيدين( )‬
‫قلت‪ :‬على الزكج مما كرثو من زكجتو‪ ،) .‬كإف كانا فقيرين فقاؿ الفقيو علي‪ :‬على كرثتها( ) كإذا أكصت‬
‫المرأة أف تكفن من مالها سقط الوجوب على الزكج‪( .‬قرز) كالفطرة إذا أخرجت عن نفسها‪ .‬كمثلو عن‬
‫سيدنا حسين المجاىد‪ .‬مع أف الحجة مع المؤيد باهلل؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬كفن الميت‬
‫من رأس مالو)‪ ) .‬أك بيت الماؿ؛ ألنو ال يمكن انتظار كسب الزكج‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬لكن يقاؿ‪ :‬إذا أمكن الحاكم يقترض( ) ندبا‪ ) .‬للزكج لزمو ( ) أم‪ :‬الزكج‪( .‬قرز) )‬
‫ذلك عند أبي العباس؛ ألنو يجعل ذلك كالنفقة‪.‬‬
‫كإف كاف الزكج ىو الغني فقاؿ األمير الحسين‪ :‬يتفق أبو العباس‪ ،‬كالمؤيد باهلل ىنا‪ :‬أنو عليو‪.‬‬
‫كقاؿ محمد بن الحسن‪ :‬ال شيء على الزكج مطلقا‪ .‬كىو قوؿ المنصور باهلل‪.‬‬
‫(ك) يلزـ (منفق الفقير) ( ) ألف الكفن يتبع النفقة‪ )*( .‬كفن [قوم]المثل‪ ،‬كما أفهمو (البحر) كىو‬
‫المحفوظ المقرر‪ ،‬ال ما يفهم من عبارة األزىار‪ ،‬ككما في شرحو‪ ،‬كمثلو عن سيدنا (محمد السبلمي)‬
‫كالنفقة‪( .‬مفتي) كلعلو يفهمو األزىار بقولو‪" :‬كغير المستغرؽ يكفن بكفن مثلو" كلو كاف الميت فاسقا‪،‬‬
‫خبلؼ ما ذكره الفقيو علي‪ ،‬كفي بعض الحواشى‪ :‬األقل من األكفاف‪ .‬ذكره في (األثمار) (*) كأما إذا‬
‫كاف لرجل كلد صغير‪ ،‬كلو ماؿ‪ ،‬كمات ىل يجب كفنو من مالو على مفهوـ الكتاب ? أك على أبيو ? ينظر‬
‫ػ لعلو على األب كالنفقة‪ ،‬كالمختار أنو يكوف من مالو‪ ،‬كلو كجبت نفقتو على أبيو على ظاىر األزىار‪.‬‬
‫كمعناه في (حاشية سحولي) كقرره؛ ألف نفقتو لمكاف الوالية‪ ،‬كقد بطلت بالموت‪ ) .‬تكفينو( ) بثوب‬
‫كاحد‪( .‬شرح فتح) كقيل‪ :‬كفن مثلو‪( .‬عامر) ك(سحولي) ) ذكره أبو العباس‪.‬‬

‫(‪)88/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كال فرؽ بين أف يكوف الفقير مؤمنا( ) كيكوف على حسب النفقة‪ ،‬ال قدر اإلرث‪( .‬صعيترم) يحترز من‬
‫األكالد فقط‪ ،‬كبنت كابن فالنفقة كالكفن نصفاف‪ .‬كما يأتي في "غالبا" في النفقات‪ ) .‬أك فاسقا‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬لكن الفاسق كفنو قدر ما يستر( ) كلو من مالو‪ ) .‬عورتو ( ) قاؿ في‬
‫(البياف)‪ :‬كال يكفن الحربي‪ ،‬كالباغى [بل يجب أف تستر عورتهم ]كالمرجف [كىومن يقوؿ في جيش‬
‫اإلماـ‪ :‬ىزموا‪ ،‬قتلوا‪ ،‬فيهم قتلة]كالمرتد‪ .‬كيكفن الذمي‪ ،‬كالمعاىد‪ ،‬ككذا المنافق إلظهاره اإلسبلـ‪ ،‬كما‬
‫أنو يرث المسلمين كيرثونو‪ .‬ذكر ذلك السيد يحيى بن الحسين‪ .‬كال يكفن الفاسق؛ لكن تستر عورتو‬
‫فقط‪ .‬بل يستر جميعو‪( .‬بياف)‪ .‬كفي (اللمعة)‪ :‬ككذا الكافر‪ ،‬كالباغى على اإلماـ‪ ،‬كالمرتد‪ ،‬كالمرجف‬
‫فإف ىؤالء يجب ستر العورة فيهم من غير تكفين‪( .‬لمعة) الستحقاقهم القتل‪ .‬قلت‪ :‬في ىذا نظر؛ ألنو‬
‫إف كاف قد ظهر نفاقو من دكف لبس فكافر تجرم عليو أحكاـ الكفار‪ ،‬كأما عبد اهلل بن أبي فلم يكشف‬
‫أمره إال بعد الموت‪ ،‬كىذه المسألة لها ذيوؿ كأطراؼ‪ ) .‬فقط؛ ألف ستر العورة كاجب‪ ،‬بخبلؼ الغسل‬
‫فانو محظور عند يحيى عليو السبلـ‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كظاىر كبلـ أىل المذىب خبلؼ ما ذكره الفقيو علي‪ ،‬كىو أنو يستر جميعو‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬ككبلمو قوم من جهة القياس ( ) على الغسل كالصبلة‪ .‬قلنا‪ :‬الغسل كالصبلة محظوراف على‬
‫الفاسق‪.) .‬‬
‫(‪)89/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ثم) إذا لم يكن للفقير قريب تلزمو نفقتو ( ) في الميل‪( .‬قرز) ) أك كاف كلكنو معسر( ) قدخرج من‬
‫قولو‪" :‬يلزمو نفقتو"‪ .‬يقاؿ‪ :‬النفي راجع إلى المقيد‪ ،‬ال إلى المقيد فبل يتوىم أنو تكرار‪ ) .‬فكفنو يجب‬
‫من (بيت الماؿ)( ) ىذا القيد اآلخر ال حاجة إليو؛ ألف االعسار مسقط للنفقة‪ ،‬كالكفن تابع لها‪)*( .‬‬
‫في الميل بثوب كاحد(‪( .)7‬شرح فتح) ككاف يحل لو؛ ليخرج الهاشمي‪ ،‬كالفاسق‪ .‬كقيل‪ :‬بكفن مثلو‪.‬‬
‫(شامي) (‪ )7‬إذا لم يتغير الميت‪ ،‬كأما إذا خشي عليو التغير فبل يشترط‪ ،‬بل من حضر‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫كقاؿ أبو مضر‪ :‬الظاىر من قوؿ المؤيد باهلل أنو ال شيء على القريب بعد الموت‪ ،‬بل على بيت الماؿ‪.‬‬
‫(ثم) إذا لم يكن ثم بيت ماؿ( ) في الميل‪ .‬كفي (البياف) من حضر بثوب كاحد‪( .‬قرز) ) كجب تكفين‬
‫الفقير (على المسلمين)( ) كيتعين بتعيين اإلماـ أك الحاكم‪( .‬قرز) ) فرض كفاية ( ) ما لم يكن مصرفا‬
‫للزكاة‪ ،‬ككاف معهم زكاة‪( .‬قرز)‪ .‬سيأتي في الهبة أنو يصح تكفين الهاشمي من الزكاة؛ ألف ذلك من باب‬
‫الصرؼ في المصلحة‪ .‬كلو زكاة نفسو‪( .‬قرز) ) من خالص أموالهم (ثم) إذا تعذر من الجميع( ) في‬
‫الميل‪ ) .‬كجب مواراتو (بما أمكن من شجر ( ) طاىر‪( .‬قرز) فإف تعذر صح بالمتنجس كالكفن‪ ) .‬ثم)‬
‫إذا لم يوجد فما أمكن من (تراب) ( ) طاىر‪ ) .‬كىل يكفي حثو تراب القبر عليو ?‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬األقرب أنو إذا لم يوجد الشجر‪ ،‬كأمكن الخلب ( ) ظاىر الكتاب يستر جميعو‪،‬‬
‫كمثلو في (التذكرة) ك(قرز) (*) فإف لم يوجد شيء من ذلك قبر على أيمنو‪ ،‬كصلي عليو في القبر‪ ،‬فإف‬
‫لم يكن في اللحد غضوا أبصارىم‪ ،‬كصلوا عليو خارجا‪ ،‬فإف تعذر الخلب حثى عليو التراب‪ ،‬كيدفن‬
‫العارل مستقببل كغيره؛ إذ لم يفصل الدليل‪ ) .‬ستر بو عورتو‪ ،‬ثم دفن‪.‬‬
‫تنبيو‬

‫(‪)92/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ في الياقوتة‪ :‬كفن المكاتب من كسبو إف كاف‪ ،‬كإف لم [يكن] فعلى السيد إف لم يؤد شيئا‪ ،‬كإف أدل‬
‫شيئا فعلى السيد( ) حيث لم يخلف الوفاء‪ ،‬أك أكفي عنو‪ ،‬كإال كاف على الورثة‪( .‬مفتي) ك(قرز) أك‬
‫المنفق‪ ،‬كما تقدـ‪ ) .‬بقدر الباقي‪ ،‬كعلى الورثة بقدر ما أدل‪.‬‬
‫ككفن الموقوؼ على الواقف إف كاف باقيا‪ ،‬كإال فعلى الموقوؼ عليو‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬القياس في كفن الموقوؼ( ) فيكوف على الموقوؼ عليو‪( .‬قرز) ) أف يتبع ( )‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬لعلو كالموصى بخدمتو‪ ،‬فيأتي فيو الخبلؼ‪ ،‬فيكوف عندنا على الموقوؼ عليو‪) .‬‬
‫النفقة (كتكره المغاالة)( ) كذلك ألنو عن قريب يصير إلى البلى (‪ )7‬فيكوف فيو نوع تبذير‪ ،‬كيسلب‬
‫سريعا‪ ،‬فإف كاف من أىل الجنة كفن من الجنة‪ ،‬كإف كاف من أىل النار كفن من النار (‪ )7‬لكن يستحب‬
‫أف يكوف جديدا‪ ،‬أك أقرب إلى أنو جديد‪( .‬بياف بلفظو‪ )700/7‬كالمركم عن عليو السبلـ أنو قاؿ‪ :‬ال‬
‫تغالوا في كفن‪ ،‬فإني سمعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم يقوؿ‪( :‬ال تغالوا في الكفن فإنو يسلب‬
‫سريعا) أخرجو أبو داكد‪( .‬ضياء ذكم األبصار) ) في األكفاف أما في العدد بأف يزاد على سبعو‪ ،‬أك في‬
‫الصفة بأف يعمد إلى أفخر الثياب كأغبلىا‪ ،‬كالظاىر أف الكراىة للتنزيو( ) كالتعليل بإضاعة الماؿ يقتضي‬
‫الحظر‪( .‬غيث) ما لم يقصد المفاخرة فحظر‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫(كندب البخور) ( ) لغير من مالو مستغرؽ‪ ) .‬لؤلكفاف‪ ،‬ال لجسد الميت‪ ،‬كإنما تبخر قبل كضع الميت‬
‫عليها‪.‬‬
‫كالمندكب أف تجمر بالعود كنحوه ( ) العنبر‪ ) .‬مما غبل من أنواع البخور‪.‬‬

‫(‪)97/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ندب (تطييبو) ( ) قاؿ في (البحر) كيسقط إالحداد على الميتة؛ إذ سببو في الحياة كوف الطيب‬
‫يبعث الداعي إلى النكاح‪ ،‬كفي أحد قولي الشافعي‪ :‬ال يسقط كاإلحراـ‪ .‬كالفرؽ ظاىر ػ كاهلل أعلم‪)*( .‬‬
‫ال خبلؼ في ذلك‪ .‬ركم عن زيد بن علي عليو السبلـ عن أبيو عن جده عليو السبلـ قاؿ‪( :‬كاف عند‬
‫علي عليو السبلـ مسك فضل من حنوط رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم فأكصى أف يحنط بو) كفي‬
‫(الشفاء) عن الناصر عليو السبلـ أنو قاؿ‪ :‬إف ىذا المسك المذكور كاف من حنوط الجنة قسمو أثبلثا‪،‬‬
‫لو‪ ،‬كلعلي‪ ،‬كلفاطمة عليها السبلـ‪ .‬كعن عبد اهلل بن مسعود كقالو الهادم عليو السبلـ‪ .‬يجعل الحنوط‬
‫على مساجده‪( .‬ضياء ذكم األبصار) ) أم‪ :‬تطييب الميت كأكفانو بأنواع الطيب( ) كلو مسكا‪ ،‬أك‬
‫عنبرا‪ ،‬ال زبادا [ كالصحيح الذم عليو السلف كالخلف أنو من طيب الرجاؿ كالنساء فتطيب بو‪( .‬قرز)]‬
‫) غالبا( ) لعلو يحترز من الورس‪ ،‬كالزعفراف في حق الرجل مطلقا‪ ،‬كالمرأة المحرمة ػ كاهلل أعلم‪( .‬حفيظ)‬
‫ك(قرز) كال يجوز تطييب الميت كأكفانو بهما‪ ،‬كىو الذم تفهمو عبارة (التذكرة) كلفظ (التذكرة)‪ :‬كيجوز‬
‫في الحنوط كل طيب حتى المسك‪ ،‬كمنعو الناصر إال الورس كالزعفراف للرجل‪ .‬فاستثناؤه من الجائز‬
‫يفهم عدـ الجواز‪ .‬قاؿ في (الصعيترم)‪ :‬كذلك ألنهما محرماف على الرجاؿ في الحياة‪ ،‬مختصاف‬
‫بالنساء‪ ،‬كلذلك أنو يحرـ على الرجاؿ لبس الثياب المصبوغة بالورس كالزعفراف‪( .‬بستاف بلفظو) ) ال‬
‫(سيما مساجده( ) كلو طفبل‪( .‬حاشية سحولي لفظا) )‪ ،‬كىي األعضاء السبعة فإنو يستحب أف يوضع‬
‫عليها الطيب؛ ألنها تكرمت على األعضاء باالعتماد عليها في عبادة اهلل سبحانو‪ ،‬كيستحب أف يكوف‬
‫ذلك الذم ضمخت بو كافورا؛ ألنو يشد جسم الميت إال أف يكوف الميت محرما لم يحنط بطيب‪(.‬ثم)‬
‫إذا فرغ من تجهيز الميت ( ) ىذا صريح أف الصبلة ليست من تجهيز الميت‪ ) .‬فإنو (يرفع) لحملو( )‬
‫كيحرـ حمل جنازة المسلم على ىيئة ال يحمل عليها الميت‪،‬‬

‫(‪)90/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كحملو في غرارة أك نحو ذلك‪ ،‬إال لضركرة‪ ،‬ككذا حملو على ىيئة ال يؤمن سقوطو معها‪ ،‬لما في ذلك‬
‫من تعريضو لئلىانة‪( .‬شرح بهراف) (قرز) كفي (البياف) بل من الميامن من الميت‪( .‬قرز) (*) قاؿ في‬
‫(ركضة النوكم)‪ :‬ليس في حمل الجنازة دناءة‪ ،‬كال إسقاط مرتبة‪ ،‬بل ىو إكراـ للميت‪ ،‬كال يتواله إال‬
‫الرجاؿ ذكرا كاف أك أنثى‪ .‬كفي الحديث عن النبي صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬من حمل بجوانب السرير األربع‬
‫كفر اهلل عنو أربعين كبيرة) ركاه في (الجامع الصغير) قاؿ في الشرح‪ :‬كيكره الحمل بين العارضين‪.‬‬
‫(زىور) كيكره الركوب إال لعذر؛ لحديث ثوباف (خرجنا مع رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو في جنازة فرأل‬
‫أناسا ركبانا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬إال تستحيوف ! إف مبلئكة اهلل على أقدامهم كأنتم على ظهور الدكاب) أخرجو‬
‫الترمذم‪( .‬شرح بهراف) كيجوز الركوب في الرجوع(‪ .)7‬اإلماـ يحيى‪ :‬كللمسلم اتباع جنازة قريبة الكافر‪.‬‬
‫(بحر) (‪ )7‬لما ركم أف النبي صلى اهلل عليو كآلو أتي إليو بداية كىو مع جنازة فأبي أف يركب‪ ،‬فلما‬
‫انصرؼ أتي إليو بداية فركب‪( .‬شرح بهراف) ) إلى القبر‪.‬‬
‫كندب أف يكوف الرفع (مرتبا)( ) ىذا في أكؿ مرة‪ ،‬ال إذا كضع ثم رفع من بعد‪ ،‬كال يندب الترتيب‪ .‬ذكره‬
‫في (الشفاء بالمعنى) ك(قرز) ) فيبدأ من يحملو برفع مقدـ الميامن من الميت ( ) بل من السرير‪ .‬كما‬
‫في (األحكاـ) ك(البياف)‪( .‬قرز) (*) قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬المراد أف ىذا كلو بعد أف يرفع الميت‪( .‬نجرم)‬
‫ألنو يندب لمن أراد الحمل أف يحمل بمقدـ الميامن‪ ،‬ثم بمؤخرىا‪ ،‬ثم بمقدـ المياسر‪ ،‬ثم بمؤخرىا‬
‫كذلك‪ ،‬ال كما ذكره في (الغيث) أنو حاؿ أف يرفع من األرض‪ .‬فبل يستقيم؛ ألنو يستحب أف يدكر‬
‫الحامل على أرباعو‪ .‬بل ككذا عند إبتداء رفعو‪ ،‬كحملو‪( .‬مفتي) ) ثم بمؤخرىا‪ ،‬ثم بمقدـ المياسر‪ ،‬ثم‬
‫بمؤخرىا‪.‬‬

‫(‪)93/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كيقدـ رأس الميت( ) ركل ىذا زيد بن علي عن أبيو عن جده عليو السبلـ‪ .‬كلقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬إذا لبستم‪ ،‬أك توضأتم فابدأكا بميامنكم) ركاه في (الشفاء) كغيره‪.) .‬‬
‫(ك) إذا رفعوه‪ ،‬كأخذكا في السير فالمستحب أف (يمشى خلفو) ( ) (فائدة) ذكر السيد العبلمة جماؿ‬
‫الدين علي بن إبراىيم صاحب الشامل من ببلد الشرؼ رحمو اهلل تعالى عن اإلماـ القاسم بن إبراىيم‪،‬‬
‫كالهادم عليهما السبلـ‪ :‬أف التهليل جهرا على الجنازة ال يجوز‪ .‬ركاه (الدكارم) في (تعليقو على اللمع)‬
‫كذكر في (الهداية) أف رفع الصوت بالذكر مكركه‪ .‬كفي (حاشية الهداية) بدعة (‪ )7‬مستحسنة‪ ،‬من خط‬
‫سيدنا (صبلح بن علي السبلمي رحمو اهلل تعالى) (‪ )7‬كالمختار أنو ال كراىة لقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬ما رآه المسلموف حسنا فهو عند اهلل حسن) كسيأتي ما يؤيد ىذا على حاشية أكلها قولو‪" :‬كأما‬
‫تقبيل القبر فإف المسلمين ما رأكه حسنا فهو عند اهلل حسن"‪ )*( .‬لقوؿ علي كرـ اهلل كجهو‪( :‬أما كاهلل‬
‫إف فضل المشي خلف الجنازة على المشي أمامها كفضل الصبلة المكتوبة على النافلة) تمامو (سمعتو‬
‫من رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم) كعن ابن مسعود عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪:‬‬
‫(الجنازة متبوعة‪ ،‬كليست بتابعة) ذكره في (أصوؿ األحكاـ)‪( .‬شرح بهراف) (*) كفي الحديث عنو صلى‬
‫اهلل عليو كآلو (من مشى خلف جنازة حافيا كاف لو بكل قدـ يرفعو كيضعو ستمائة ألف حسنة‪ ،‬كيمحى‬
‫عنو ستمائة ألف سيئة‪ ،‬كيرفع اهلل لو ستمائة ألف درجة) ذكره في (المنهاج) كفي بعض الركايات (ستمائة‬
‫ألف ألف)‪ ) .‬أم‪ :‬يكوف مشي المشيعين للميت خلفو‪ ،‬ال أمامو‪ ،‬كال خبلؼ في جواز ذلك‪ ،‬لكن‬
‫اختلف في األفضل‪ .‬فالمذىب أف المشى خلف الجنازة أفضل‪ .‬كىو قوؿ أبي حنيفة؛ ألنو يتعظ بذلك‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬إف المشى قدامها أفضل؛ ألنو شافع‪.‬‬

‫(‪)94/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كالمستحب أف يكوف المشي بها‪ ،‬كخلفها (قسطا) ( ) القسط ػ يكسر القاؼ‪ :‬العدؿ‪ .‬كبالفتح‪:‬‬
‫الجور‪ .‬كبالضم‪ :‬طيب معركؼ‪ ) .‬ليس بالحثيث المسرع‪ ،‬كال الخفيف المبطئ‪.‬‬
‫كيستحب أف يمشي حافيا‪ ) (،‬في الذىاب‪ ،‬كيخير في الرجوع‪ ) .‬كعن علي عليو السبلـ‪( :‬أنو كاف‬
‫يمشي حافيا( ) ركاه في المجموع‪( .‬ىداية) ) في خمسة مواطن‪ ،‬كيقوؿ‪( :‬ىذه مواطن اهلل عز كجل) إذا‬
‫عاد مريضا‪ ،‬أك شيع جنازة‪ ،‬كفي العيدين‪ ،‬كالجمعة)‪.‬‬
‫(كترد النساء( ) كيجب منعهن من اإلجتماع لذلك‪ ،‬كمنع زكجتو من الخركج لذلك‪ ،‬كللحماـ‪ ،‬كالعرس‬
‫إف كاف فيها منكر‪ ،‬كلبس الثياب الرقاؽ البلمعة؛ ألنو كرد النهي عن ذلك‪ ،‬كىو مبني على أنو ثمة منكر‪،‬‬
‫كىكذا عند كل منكر فإف الحضور عنده على أربعة كجوه األكؿ‪ :‬من يحضر راضيا بالمنكر‪ ،‬أك متلذذا‬
‫بو فهذا كفاعلو‪ .‬الثاني‪ :‬من يحضر عنده لينكر فهذا يجوز‪ ،‬كيجب إذا كملت شركطو‪ .‬الثالث‪ :‬من‬
‫يحضر عنده لقضاء حاجة داعية إلى الحضور‪ ،‬فهذا يجوز لكنو يلزمو أف ينكره إذا كملت شركط النهي‪،‬‬
‫كإف لم تكمل أظهر من نفسو كراىتو؛ لئبل يتهم بالرضاء بو‪ .‬الرابع‪ :‬من يحضر ال لرضاء‪ ،‬كال لينكر‪ ،‬كال‬
‫لحاجة فإف كانت تلحقو التهمة بالرضاء بذلك لم يجز لو الحضور‪ ،‬كإف كانت ال تلحقو التهمة‪ ،‬كال‬
‫أمكنو إنكاره ? فقاؿ الحاكم‪ ،‬كقاضي القضاة‪ :‬ال يجوز لو الحضور؛ لقولو تعالى‪{:‬إنكم إذا مثلهم} كقاؿ‬
‫ابن عياش‪ ،‬كأبو علي‪ ،‬كأبو ىاشم‪ :‬يجوز‪( .‬كواكب لفظا) قاؿ في األـ‪ :‬من نسخة سيدنا إبرىيم (حثيث)‬
‫رحمو اهلل تعالى (*) قيل‪ :‬إنما كرد الترىيب للنساء في زيارة القبور حيث يخرجن للنياحة‪ ،‬أك للتبرج‪،‬‬
‫كأما من يخرج منهن لبلتعاظ‪ ،‬كالبر للميت‪ ،‬كالدعاء لو‪ ،‬كاالستغفار كنحو ذلك‪ ،‬فبل حظر في ذلك‬
‫[كلعلو األكلى؛ إذ ال يستحقين اللعن بمجرد الزيارة‪( .‬بياف)]كال كراىة حيث ال منكر‪ .‬كفي (الشفاء)‬
‫شيء من ذلك‪ .‬كفي (تلخيص ابن حجر) ما لفظو‪( :‬تنبيو) مما يدؿ على الجواز بالنسبة إلى النساء ما‬
‫ركاه مسلم عن‬

‫(‪)95/3‬‬

‫_____________________________‬

‫عائشة رضى اهلل عنها قالت‪ :‬كيف أقوؿ يا رسوؿ اهلل إذا زرت القبور ? قاؿ‪( :‬قولي‪ :‬السبلـ على أىل‬
‫الديار من المؤمنين) كللحاكم من حديث علي بن الحسين عليهما السبلـ (أف فاطمة بنت رسوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كانت تزكر قبر عمها الحمزة كل جمعة‪ ،‬فتصلي‪ ،‬كتبكي عنده)‪( .‬شرح أثمار) ) عن‬
‫الخركج مع الجنازة للتشييع إذا استغني عنهن‪ ،‬ككذا يمنعن من زيارة القبور؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪:‬‬
‫(لعن اهلل زكارات القبور) كيكره القياـ قبل حمل الجنازة لمن ال يحملها‪ ،‬كالقعود قبل كضعها( ) كعن‬
‫عبادة بن الصامت قاؿ‪( :‬كاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو إذا كاف في جنازة لم يجلس حتى توضع‬
‫في لحدىا‪ ،‬فاعترض بعض اليهود فقاؿ‪ :‬إنا نفعل ذلك‪ .‬فجلس الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو‪ ،‬كقاؿ‪:‬‬
‫(خالفوىم)‪( .‬شرح فتح) (*) على األرض‪( .‬شرح ىداية) ك(حفيظ) ك (تهامي) (قرز) )‪ ،‬ككذلك لحوقها‬
‫بالمجامر( ) ككذلك الدخاخين في األبواب‪ ،‬كأخذ خيوط من أكفاف الموتى‪ ،‬فإف الجهاؿ يعتقدكف أف‬
‫ذلك يؤثر من قبيل النفية التي يعتقدكف‪ ،‬فإف ذلك ردة توجب الكفر مع اإلعتقاد‪ ،‬كإف لم يحصل اعتقاد‬
‫فيكوف يدعة‪ ) .‬؛ ألف ذلك من فعل المجوس‪.‬‬
‫[صبلة الجنازة]‬
‫فصل‬

‫(‪)96/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(كتجب( ) لفعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كالصحابة‪ ،‬كالتابعين‪ ،‬كمن بعدىم‪ ،‬فوجوبها معلوـ من الدين‬
‫ضركرة‪( .‬ضياء ذكم األبصار) (*) قاؿ في (ركضة النوكم)‪ :‬كتجوز الصبلة قبل الكفن مع كراىة‪ ،‬كأما‬
‫كلد الفاسق فيصلى عليو عندنا‪ ،‬خبلؼ الفقيو علي‪)*( .‬كحكي عن أبي طالب أف صبلة الفاسق‪ ،‬كالمرأة‬
‫كحدىا ال يعتد بها‪ ،‬بل تعاد‪ .‬كنظره في (الغيث)؛ ألنها فرض كفاية‪ ،‬كليست ساقطة عنهما‪ ،‬كإذا فعلها‬
‫أحدىما صحت‪ ،‬كسقطت عن غيره‪ ،‬ككذا حيث صلين النساء عليها جماعة‪ ،‬كما ذكره المنصور باهلل‬
‫كغيره‪ .‬قاؿ‪ :‬كلما كاف المختار عندنا في ىذه الصورة مذىب المنصور باهلل‪ ،‬كأبي طالب احترز في‬
‫األزىار عنها‪ .‬قيل‪ :‬كيسقط الفرض في صبلة الجنازة بصبلة المرأة كالنساء مع عدـ الرجاؿ‪ ،‬ال مع‬
‫حضور رجل‪ ،‬كيسقط عنهن بصبلة الخنثى‪ ،‬ال عنو بصبلتهن‪ ،‬الحتماؿ كونو ذكرا‪ ،‬كال عن خنثى بصبلة‬
‫مثلو‪ ،‬الحتماؿ اختبلفهما بأف يكوف أنثى‪ ،‬كاآلخر ذكرا‪( .‬أثمار)‬

‫(‪)97/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) (مسألة ) كال تصح في األكقات المكركىة‪ ،‬خبلؼ الشافعي‪ .‬كأفضل األكقات لها كللدفن أكقات‬
‫الصبلة‪ ،‬كتكره في المساجد‪ .‬كقاؿ المنصور باهلل‪ :‬كالشافعي‪ :‬ال تكره‪( .‬بياف بلفظو‪ )705/7‬كىو‬
‫القوم‪ .‬حجتنا قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من صلى على جنازة في مسجد فبل شيء لو) قاؿ عليو‬
‫السبلـ‪ :‬أراد من األجر كالثواب‪ .‬كألف الميت نجس‪ ،‬كال يؤمن أف يخرج منو ما ينجس المسجد‪.‬‬
‫كحجةاآلخرين‪ :‬أف عائشة أمرت بجنازة سعد بن أبي كقاص أف تدخل المسجد‪ ،‬كيصلى عليو‪ ،‬فأنكر‬
‫عليها ذلك‪ ،‬فقالت‪ :‬ما أسرع ما ينسى الناس‪ ،‬ما صلى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم على سهيل‬
‫بن أبي بيضاء إال في المسجد‪( .‬بستاف بلفظو) كحمل الحديث المقتضي للكراىة على أنو خيف على‬
‫المسجد التنجيس‪( .‬غيث) (انظر ىامش البياف ‪ ) .)705/7‬الصبلة ( ) يقاؿ‪ :‬إذا قامت جماعة في‬
‫صبلة الجنازة‪ ،‬ثم افتتح آخر الصبلة فرادل ىل تصح صبلتو بعد دخولهم فيها ? ثم إذا أتم قبلهم ىل‬
‫تبطل صبلتهم ? أك أتم الجماعة الصبلة قبلو‪ ،‬ما يكوف الحكم في صبلتو? كما يقاؿ إذا افتتح جماعتاف‬
‫على جنازة في كقت كاحد‪ ،‬ىل يصح أـ ال ? أجاب (السيد أحمد الشامي)‪ :‬الظاىر الصحة في جميع‬
‫األطراؼ‪ .‬قاؿ‪ :‬ألف الداخل بعد من تقدمو دخل قبل سقوط الفرض‪ ،‬فصبلتو صحيحة‪ ،‬كما لو دخل في‬
‫الجماعة الحقا‪ ،‬كبتقدـ أحدىم بالتسليم ال يضر بالمتأخر‪ .‬كلقائل أف يقوؿ‪ :‬القياس على ما قيل فيما لو‬
‫حضر المؤذف بعد أف شرع المستناب في اإلقامة أنو ال حق لو‪ ،‬يقتضي أف ال حق لهذا المبتدئ في‬
‫صبلة الجنازة فرادل‪ ،‬فصبلتو غير صحيحة‪ ،‬كاالعتداد بصبلتهم‪ ،‬سواء أتم قبلهم أك بعدىم‪ .‬كالقياس‬
‫أيضا في صبلة الجماعتين في كقت كاحد على جنازة كاحدة‪ ،‬أك جنائز على مسألة الجمعتين المتفقتين‬
‫في كقت كاحد ػ أنهما يبطبلف جميعا‪ ،‬كالجامع بينهما معركؼ‪ )*( .‬كإنما لم يأت بثم في ىذا الفصل‪،‬‬
‫كما أتى بها في الفصل األكؿ؛ ألف الترتيب بين الغسل كالصبلة كاجب‪ ،‬بخبلؼ بين التكفين‬

‫(‪)98/3‬‬

‫_____________________________‬
‫كالصبلة‪( .‬أثمار معنى) فعلى ىذا كلما انتقض الغسل كأعيد أعيدت الصبلة‪.‬‬
‫(*) عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪( :‬من صلى على جنازة فلو قيراط‪ ،‬كمن صلى عليها كلم يرجع‬
‫حتى تدفن فلو قيراطاف‪ ،‬أصغرىما مثل جبل أحد)‪( .‬شفاء) كيكره الذبح على القبر؛ لقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو‪( :‬ال عقر في اإلسبلـ) ركاه أنس‪ .‬ألنهم كانو يعقركف عند القبر بقرة‪ ،‬أك شاة‪ .‬ذكره في السنن ألبي‬
‫داكد‪ )*( .‬كال تصح من فاسق؛ ألنو غير مأموف على النية إال في صورة كاحدة‪ ،‬كىي إذا صلى‪ ،‬ثم تاب‬
‫كأجبر باستيفاء األركاف‪ ،‬فإنها تسقط عنا‪( .‬شرح أثمار) كفي (البياف‪ :)704/7‬ال تصح الصبلة على‬
‫الميت من فاسق مطلقا‪ ،‬كال من مجركح العدالة‪ .‬ك(قرز) (*) كتكره [كراىة تنزيو]الصبلة على الميت في‬
‫المساجد‪ ،‬كالوجو فيو ما ذكره في اللمع عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من صلى على الجنازة‬
‫في المسجد فبل شيء لو من األجر) كألنو ال يؤمن أف يخرج منو شيء فينجس المسجد‪( .‬زىور) كقاؿ‬
‫المنصور باهلل‪ ،‬كالشافعي‪ :‬ال يكره ذلك‪ .‬كقواه موالنا عليو السبلـ‪ ،‬كأظنو لئلماـ يحيى‪( .‬نجرم) ) على‬
‫الميت‪ ،‬كىي فرض (كفاية) ( ) كلو امرأة‪ ،‬أكخنثى‪ ،‬أك مقعدا‪( .‬قرز) ) إذا قاـ بها البعض ( ) قاؿ‬
‫العلماء المحققوف‪ :‬كفرض الكفاية أفضل من فرض العين‪ ،‬كركم آكد؛ ألنو يأثم بتركو جميع الناس‪،‬‬
‫كترؾ فرض العين ال يأثم بو إال التارؾ كحده‪( .‬تذكرة) كعن (الشامي) أف فرض العين آكد‪ ) .‬سقط‬
‫كجوبها عن الباقين‪ ،‬كإنما يصلى (على المؤمن) دكف الكافر‪ ،‬كالفاسق ( ) كأما من في حكم الفاسق‪،‬‬
‫كىو مجركح العدالة فيجب غسلو‪ ،‬كالصبلة عليو‪( .‬حاشية سحولي لفظا) )‪.‬‬

‫(‪)99/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كيدخل في قولنا‪" :‬المؤمن" كل مؤمن صغير أـ كبير‪ ،‬كالسقط الذم استهل‪ ،‬أك خرج‬
‫بعضو حيا‪ ،‬ثم خرج باقيو كقد مات‪ ،‬كيدخل فيو ما يصح أف يغسل من الميت على التفصيل الذم‬
‫تقدـ‪ ،‬كيدخل فيو الشهيد( ) خبلفا للشافعي في الشهيد؛ إذ لم يرد عنو صلى اهلل عليو كآلو أنو صلى‬
‫على شهداء أحد‪ .‬حجتنا أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم صلى عليهم‪ ،‬كركم أنو كبر على الحمزة عليو‬
‫السبلـ حتى بلغت التكبيرات سبعين‪ ،‬كإف صح الخبر فلعلو أمر غيره لما حصل معو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫من المانع‪( .‬زىور) كقاؿ اإلماـ يحيى عليو السبلـ‪ :‬كالعجب من الشافعي مع اختصاصو بالفضل‪ ،‬كتبحره‬
‫في علوـ الشريعة كأسرارىا كدقائقها حيث منع من الصبلة على الشهداء‪ ،‬كأكجبها على اللصوص‪،‬‬
‫كاألكراد‪ ،‬كالسبلبين‪ ،‬كقطاع الطريق‪ ،‬كالظلمة‪ ،‬كسائر الفرؽ ػ مع اختصاصهم بالجرأة على اهلل تعالى‪،‬‬
‫كاخنصاص الشهداء بعلو المنزلة عند اهلل تعالى‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كنحن ال ننكر تصويب اآلراء في‬
‫المسائل االجتهادية‪ ،‬لكن ربما كاف النظر منحرفا عن القواعد الشرعية ػ فبل جرـ كاف ضعيفا‪( .‬بستاف‬
‫بلفظو) )‪ ،‬كيدخل فيو من أكالد الكفار من جرل عليو حكم اإلسبلـ كما سيأتي إف شاء اهلل تعالى‪ ،‬فإف‬
‫ىؤالء مؤمنوف فيصلي عليهم‪.‬‬

‫(‪)722/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) إذا كجد ميت (مجهوؿ) الحاؿ في اإلسبلـ كعدمو لم تجب الصبلة ( ) أم‪ :‬ال تجوز‪ ) .‬عليو‪ ،‬إال‬
‫إف (شهدت قرينة بإسبلمو( ) ألف الظاىر مع القرينة أنو مؤمن‪ )*( .‬ككذا سيماء الفساؽ من كاف عليو فبل‬
‫يصلي عليو‪( .‬كواكب) ككذا دار الفسق يحكم بها‪ ،‬كما يحكم بدار الكفر‪ )*( .‬يعني‪ :‬بإيمانو‪ ،) .‬كأقول‬
‫القرائن ما اختص بو( ) أم‪ :‬اإلسبلـ‪ ) .‬كالختاف ( ) كيجوز النظر إليو للضركرة‪( .‬مفتي) كالنصارل‪،‬‬
‫كالمجوس ال يختتنوف‪ ،‬كاليهود يختتنوف‪ ،‬كال يخضبوف الشعر‪ ) .‬كخضاب الشيب‪ ،‬كقص الشارب‪،‬‬
‫كفرؽ الرأس‪ ،‬فإف لم يظهر فيو شيء من ىذه الخصاؿ نحو أف تكوف امرأة أك رجبل لم يتبين فيو شيء‬
‫من ذلك رجع إلى الدار التي مات فيها ( ) فأما إذا كاف في دار اإلسبلـ ككجد فيو شعار الكفر حكم‬
‫بالكفر‪ ،‬ككذا إذا كجد في دار الكفر كفيو شعار اإلسبلـ كالختاف ػ حكم باإلسبلـ‪( .‬غيث بلفظو) (قرز)‬
‫)‪ ،‬فإف كانت دار إسبلـ ( ) ما لم يكن في كنيسة‪ ،‬أك بيعة‪ ،‬أك صحيفة ػ لم يرجع إلى الدار‪ ،‬بل ال بد‬
‫من قرينة‪ .‬كقيل‪ :‬العبرة بالدار‪( .‬سبلمي) ) فمسلم يصلى عليو‪ ،‬كإف كانت دار كفر( ) أك فسق‪( .‬بياف‬
‫معنى) (قرز) ) فالعكس‪.‬‬
‫كإف كجد في فبلة ال يحكم عليها بأنها دار كفر‪ ،‬كال دار إسبلـ‪ ،‬كال ظهر فيو سيماء أم الفريقين ?‬

‫(‪)727/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فاألقرب أنو يحكم لو بأقرب الجهتين( ) مع عدـ التصرؼ‪ ،‬كإال فالعبرة بالتصرؼ كلو‬
‫بعد‪ .‬ك(قرز) ) إليو‪ ،‬فإف استويا( ) أك التبس‪( .‬قرز) ) فاإلسبلـ؛ ألف كل مولود يولد على الفطرة ( )‬
‫كالفطرة‪ :‬الخلقة؛ ألف اهلل تعالى خلقهم قابلين التوحيد‪ ،‬كدين اإلسبلـ؛ لكونو موافقا للعقل‪ ،‬كمن غوم‬
‫منهم فئلغواء الشيطاف لعنو اهلل‪( .‬تجريد) كقيل‪ :‬المراد بالفطرة‪ :‬العهد الذم أخذه اهلل عليهم في‬
‫أصبلب آبائهم‪ ،‬فقاؿ‪{ :‬ألست بربكم قالوا بلى} ثم إف أبويو أكسبانو خبلؼ ذلك‪ .‬ذكره (حماد بن‬
‫سلمة) كقاؿ (ابن المبارؾ)‪ :‬أراد بالفطرة الذم جبل عليها‪ .‬قاؿ (الخطابي)‪ :‬الفطرة السليمة التي تفيد‬
‫الدين إذا لم يعرض شيء من اآلفات‪( .‬معالم) ) (فإف التبس)( ) كالمسألة على أربعة أطراؼ‪ :‬الكفن‬
‫يجوز مطلقا‪ [ .‬بل يجب‪( .‬قرز)] كالغسل ال يجوز مطلقا‪ ،‬كالصبلة تجب بنية مشركطة‪ ،‬كالمقبرة تعتبر‬
‫الغلبة‪ ،‬فإف استويا فالخبلؼ في مقابر الكفار‪( .‬حاشية سحولى) ك(قرز) كقيل‪ :‬يعتبر الغالب في الكفن‪،‬‬
‫فإف استويا فستر العورة‪ .‬كذا عن (القاضي عامر) كقيل‪ :‬إف أمكن جعلهم في مقبرة كحدىم فهو أكلى‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كىو قوم‪( .‬بحر) كيكوف الكفن الشرعي‪ ،‬كمثل معناه في (حاشية سحولي)‪ .‬ك(قرز) كيكوف من‬
‫بيت الماؿ‪( .‬قرز) ) المسلم (بكافر) أك فاسق‪ ،‬نحو أف يختلط قتلى المسلمين( ) أك موتاىم‪( .‬ىاجرم)‬
‫(قرز) ) كالكفار‪ ،‬أك الفساؽ (فعليهما) ( ) كيكوف بينو كبين طرؼ الجنائز قامة فما دكف؛ لجواز أف‬
‫يكوف المتوسط جنائز الكفار‪ ،‬كىذا في غير المسجد‪ .‬كقيل‪ :‬ال يضر البعد‪ .‬ىذا في غير المسجد؛‬
‫ألجل الضركرة‪( .‬نجرم) ألنو يكوف عذرا لو‪ .‬بل ألنو لم يتحقق البطبلف مع اللبس‪ ) .‬تصح الصبلة (كإف‬
‫كثر الكافر)( ) ىبل قيل‪ :‬يعتبر باألكثر‪ ،‬كما تقدـ في مسألة اآلنية ?‪( .‬حماطي) يقاؿ‪ :‬الصبلة ىنا‬
‫ممكنة على الجميع بنية مشركطة‪ ،‬بخبلؼ ما تقدـ‪( .‬سماع سيدنا علي رحمو اهلل) ) أم‪ :‬تجب الصبلة‬
‫عليهم‪ ،‬كلو كاف الكفار‬

‫(‪)720/3‬‬

‫_____________________________‬

‫أكثر من المسلمين‪ ،‬لكن يأتي المصلي (بنية ( ) فإف قطع أثم‪ ،‬كأجزأ‪( .‬قرز) ) مشركطة) فينوم إف‬
‫صلى عليهم دفعة كاحدة أف صبلتو كدعاءه ( ) كال يقاؿ‪ :‬إف الدعاء يجوز من غير شرط أخذا بالظاىر؛‬
‫إذ ال بد من الشرط في الدعاء غير المعصومين‪( .‬نجرم معنى) ) على المسلم منهم‪ ،‬كإف صلى على كل‬
‫كاحد منهم كحده نول أف صبلتو كدعاءه لو إف كاف مسلما‪ ،‬كىذا ذكره في الشرح عن أحمد بن يحيى‪،‬‬
‫كالشافعي‪ ،‬كىكذا في الوافي عن المرتضى‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إنما يصلى إذا كاف المسلموف أكثر‪.‬‬
‫كقاؿ في الكافي‪ ،‬كأحد قولي الشافعي‪ :‬إنو يصلى على الجميع مطلقا ( ) من غير نية؛ إذ اإلسبلـ يعلو‪.‬‬
‫)‪ ،‬كيقبركف في مقابر المسلمين‪.‬‬
‫كعند أصحابنا‪ ،‬كأبي حنيفة‪ :‬تعتبر الغلبة‪ ،‬فإف استوكا( ) أك التبس‪ ) .‬فعند زيد‪ ،‬كالهادم‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كأبي‬
‫حنيفة يدفنوف في مقابر الكفار‪ ،‬كال يصلى عليهم تغليبا لجانب الحظر ( ) قلنا‪ :‬ال حظر مع تمييز النية‪.‬‬
‫(سلوؾ) )‪.‬‬
‫كعند المؤيد باهلل‪ ،‬كالشافعي عكس ذلك‪.‬‬
‫(كتصح) صبلة الجنازة (فرادل)( ) لعدـ الدليل على اشتراط الجماعة‪ )*( .‬كلو افتتح جماعة الصبلة‬
‫على الميت دفعة‪ ،‬فرادل ػ صح ذلك‪( .‬حاشية سحولي لفظا) بشرط أف بفتتح اآلخر قبل تسليم األكؿ‪،‬‬
‫كيكوف من تأخر كالبلحق‪ ،‬فيتم‪( .‬قرز) (*) كلو امرأة‪ ،‬أك خنثى‪ ،‬أك مقعدا‪( .‬قرز) ) ىذا [ىو] الصحيح‬
‫من المذىب‪ ،‬ذكره المنصور باهلل‪.‬‬
‫كحكى في الكفاية‪ :‬أف من شرطها الجماعة عند يحيى ( ) مع اإلمكاف‪ ) .‬عليو السبلـ‪ ،‬كأشار إليو في‬
‫الشرح‪.‬‬

‫(‪)723/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) أما (األكلى ( ) صوابو‪ :‬الصبلة‪ .‬سواء كانت جماعة‪ ،‬أك فرادل‪( .‬عامر) كلو كاف األكلى متيمما‪،‬‬
‫كغيره متوضئ‪( .‬قرز) ) باإلمامة) ( ) حكاه عليو السبلـ عن أكثر العترة عليهم السبلـ‪ .‬قاؿ‪ :‬لما حكاه‬
‫في اإلنتصار عن علي عليو السبلـ‪( :‬إذا حضر اإلماـ الجنازة فهو أكلى من أكليائها بالصبلة عليها)‪.‬‬
‫(ضياء ذكم األبصار) ) فهو (اإلماـ) األعظم ( ) (فائدة) لو فسدت اإلماـ الذم ىو األكلى ىل يعزلوف‬
‫? أك يستخلفوف أـ ال لعدـ الوالية ? الجواب‪ :‬أنو إذا كاف الفساد مما يمكن إصبلحو في الصبلة كاللحن‬
‫لم يستخلفوا كإف كاف حدثا أك نحوه ػ فإف تضيق الوقت حتى خشى دفنها ػ جاز االستخبلؼ‪ ،‬بعد أف‬
‫تعذر االستخبلؼ ممن ىو أكلى‪ .‬كاهلل أعلم‪ .‬كقاؿ اإلماـ المتوكل على اهلل ػ عادت بركاتو ػ‪ :‬يعزلوف‬
‫مطلقا؛ ألنو قد ثبت لهم حق بالدخوؿ في الصبلة‪( .‬قرز) (*) إذا حضر موضع الصبلة‪( ) .‬ككاليو)( )‬
‫كلو عبدا‪( .‬قرز) ) كالحاكم( ) من جهة اإلماـ‪ ،‬ال من جهة الصبلحية‪( .‬قرز) ) فإنهما أكلى من قرابة‬
‫الميت عندنا‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف الولي أكلى من اإلماـ‪.‬‬

‫(‪)724/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ثم) إذا لم يكن ثم إماـ‪ ،‬أك لم يحضر القبر ( ) بل موضع الصبلة‪( .‬قرز) ) فاألكلى بالتقدـ (األقرب) (‬
‫) نسبا‪ .‬يخرج السيد‪)*( .‬كلو امرأة‪ .‬كقاؿ (المفتي)‪ :‬الحظ لها في الصبلة‪( .‬قرز) (*) يعني‪ :‬قرب‬
‫النسب كالنكاح؛ إذ ىي كالية‪ ،‬فيكوف الجد أكلى من األخ‪ .‬كقيل‪ :‬على ترتيب اإلرث‪ )*( .‬كلو كاف‬
‫القريب مقعدا فإنو أكلى بالصبلة‪ ،‬لكن لو أراد الدخوؿ في الصبلة ىل تصح خلفو أـ ال ? قيل‪ :‬تصح‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬ال‪ .‬كىو األكلى (*) فإف استوكا في القرب إليو فاألكبر سنا أكلى بالتقديم‪( .‬تبصرة) كلفظ‬
‫(البحر)‪ :‬كاألصح تقديم األسن على األفقو؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬إف اهلل يستحي أف ترد للشيخ‬
‫دعوة) كأما صبلة الجماعة فحق هلل ػ فقدـ األفقو؛ ألنو أعرؼ بحقو‪( .‬بلفظو) ) نسبو إلى الميت‬
‫(الصالح) ( ) الذكر الحر‪( .‬ىداية) قيل‪ :‬كلو عبدا‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪( .‬قرز) ) لئلمامة في الصبلة (من‬
‫العصبة) ( ) (مسألة) كالعصبة البعيدة أكلى من نائب العصبة القريب؛ إذ ال توكيل‪ .‬الشافعي‪ :‬النائب‬
‫أكلى‪ .‬قلنا‪ :‬الصبلة عبادة فبل يصح التوكيل فيها‪( .‬بحر) (*) كالعصبة أكلى من الزكج‪ ،‬ككذا من السيد‬
‫على ظاىره‪ .‬كقيل‪ :‬السيد أكلى‪ .‬كىل الزكج مقدـ على سائر الناس مع عدـ العصبة ? قلت‪ :‬كال كبلـ‪.‬‬
‫أما السيد فمقدـ على سائر الناس ببل مرية‪ ،‬كالقياس تقديمو على العصبة؛ إال أف يمنع دليل‪ )*( .‬كينظر‬
‫في الوصي ىل يقدـ على سائر الناس مع عدـ العصبة ? ال يبعد فيو‪ .‬كتدخل عصبة السبب بعد النسب‪،‬‬
‫كقد ذكركا ذلك‪ .‬كينظر في التعصيب الطارئ‪ .‬قاؿ في البحر‪ :‬العم الحر أكلى من األخ العبد‪ .‬قلت‪:‬‬
‫كىو صحيح‪ ،‬كيقتضي أف األخ العبد كنحوه أقدـ من سائر الناس‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كذكك‬
‫األرحاـ أكلى من سائر الناس‪ ،‬كىو موافق لما ذكركا في النكاح‪ ،‬كالمسألة مشتملة على أطراؼ كثيرة‪.‬‬
‫(حثيث) (*) كال حق لعصبة السبب‪ ،‬كالمعتق؛ إذ ال قرابة‪ ) .‬أم‪ :‬من عصبة الميت( ) كفي مجموع‬
‫اإلماـ زيد بن علي‬

‫(‪)725/3‬‬

‫_____________________________‬

‫عليو السبلـ عن أبيو عن جده‪ ،‬عن علي عليو السبلـ في رجل توفت امرأتو أيصلي عليها ? قاؿ‪( :‬ال‪.‬‬
‫عصبتها أكلى بها) كىو في (أمالي أحمد بن عيسى) ك (أصوؿ األحكاـ) ك(الشفاء) كعن اإلماـ زيد بن‬
‫علي قاؿ‪ :‬كاف تحت أبي امرأة من بني سليم فماتت‪ ،‬فاستأذف عصبتها في الصبلة عليها‪ ،‬فقالوا‪ :‬صل‬
‫عليها رحمك اهلل‪ .‬ذكره في (أصوؿ األحكاـ) قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬كال خبلؼ أف الولي أكلى بالصبلة من كل‬
‫أجنبي‪ ،‬ليس بإماـ الحق‪ .‬من (ضياء ذكم األبصار) (مسألة ) كاألمة المسبية يجوز كطؤىا‪ ،‬كيصلي‬
‫عليها‪ ،‬كلو لم تظهر اإلسبلـ‪ ،‬ما لم تظهر البقاء على الكفر‪ .‬ذكره القاسم‪ .‬كقاؿ الفقيو محمد بن يحي‪:‬‬
‫ال يجوز كطؤىا حتى تظهر اإلسبلـ‪ ،‬إال أف تكوف صغيرة (‪ )7‬جاز كطؤىا‪ ،‬كلو بعد بلوغها‪ ،‬ما لم تظهر‬
‫الكفر (‪ )0‬بعد‪( .‬بياف) (‪ )7‬ما لم يكن أبواىا‪ ،‬أك أحدىما معها في دار اإلسبلـ فبل يجوز‪( .‬قرز) (‪)0‬‬
‫فإف أظهرت فردة‪( .‬قرز) ) فيقدـ األقرب فاألقرب على حسب درجهم في القرب‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فإف عدمت العصبة فاألقرب من ذكم رحمو ( ) المذىب‪ :‬أنو ال كالية لذكم األرحاـ‪،‬‬
‫كال لذكم السهاـ‪ ،‬كاألخوة ألـ‪ ) .‬إذ العلة القرب‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كاألقرب أنو ال يستحب مؤاذنة القريب الفاسق‪ ،‬ككذا الذم ال يحسن الصبلة؛ إذ ال كالية لو‪.‬‬
‫(ك) يجب أف (تعاد) ( ) كالوجو في اإلعادة‪ :‬أف األجنبي عاص بالتقدـ فلم تصح صبلتو‪ ) .‬الصبلة إذا‬
‫صلى بالناس غير األكلى باإلمامة (إف لم يأذف) ( ) أك يعرؼ رضاؤه قبل الصبلة‪ ،‬ال لو رضي بعدىا فبل‬
‫حكم لرضائو فتعاد‪( .‬حاشية سحولي لفظا) ) لو بالتقدـ من ىو (األكلى) ( ) ظاىره كال يكفي ظن‬
‫الرضاء؛ ألنها كالية محققة‪ ،‬كالجمعة‪ ،‬بخبلؼ األذاف‪ .‬كقيل‪ :‬يكفي ظن الرضاء‪ ،‬كالعبرة باإلنتهاء‪( .‬قرز)‬
‫(*) مع حضوره قبل الصبلة‪ ) .‬بها‪ ،‬ذكره أبو جعفر‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫أما لو أكصى الميت أف يصلي عليو فبلف ? قاؿ في الياقوتة‪ :‬كاف أكلى من سواه‪.‬‬

‫(‪)726/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ في االنتصار‪ :‬القريب أحق( ) من الوصي؛ ألنو أكصى بحق غيره‪ ) .‬على ظاىر المذىب ( ) ككذا‬
‫في الغسل‪ ،‬كاإلدالء‪ ،‬كالتجهيز‪ ،‬كالكفن‪( .‬قرز) )‪ ،‬كىو قوؿ الفقهاء‪.‬‬
‫كقاؿ أحمد‪ ،‬كإسحق‪ ) ( ،‬كبلـ ىؤالء مثل كبلـ الياقوتة فبل كجو إلفراد خبلفهم‪ ) .‬كأنس بن مالك‪،‬‬
‫كزيد بو أرقم‪ :‬الوصي أكلى ( ) األكلى إلصاؽ كبلـ أحمد كمن بعده بكبلـ الياقوتة التحادىما‪ ،‬كقد نقلو‬
‫كذلك في (الكواكب)‪.) .‬‬
‫(كفركضها)( ) (فرع) كلما كانت الصبلة غير مقصودة في نفسها اكتفي بأكؿ أركانها‪ ،‬كىو القياـ‪،‬‬
‫كجعلت التكبيرات بدال عن الركعات لتكمل فيها أجزاء الصبلة حكما‪ ،‬ككانت أربعا بعد تكبيرة اإلحراـ؛‬
‫إذ الرباعية أكثر الصلوات‪ ،‬كاستفتحت بالتكبير كختمت بالتسليم كسائر الصلوات‪ ،‬ككانت فرض كفاية؛‬
‫ألنها حق على المؤمنين في الجملة‪ ،‬كبعضهم يقوـ مقاـ بعض‪ ،‬كسائر الحقوؽ التي تقتضيها األخوة في‬
‫اهلل‪ ،‬كإبتداء السبلـ كرده‪ ،‬كنصرة المظلوـ‪ ،‬كنحو ذلك‪( .‬معيار لفظا) ) أربعة‪:‬ػ األكؿ‪( :‬النية) كقد تصح‬
‫في الوسط‪ ،‬كما سيأتي‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬يكفي نية الجنازة كالظهر‪ ،‬فإف قاؿ‪ :‬أصلي على ىذا الرجل فإذا ىي المرأة‪ ،‬أك‬
‫العكس ? فقاؿ المسعودم‪ ) ( :‬من أصحاب الشافعي‪ ) .‬ال تصح‪ .‬كىذا ال كجو لو؛ ألف اإلشارة أقول (‬
‫) فلو صلى على جماعة كفى قصدىم كإف لم يعرؼ عددىم‪ ،‬فلو نول الصبلة على بعضهم كلم يعينو‪،‬‬
‫ثم صلى على الباقين كذلك لم تصح‪ .‬كلو اعتقد أنهم عشرة فبانوا أحد عشر أعاد الصبلة عليهم‬
‫الجميع؛ ألف فيهم من لم يصل عليو‪ ،‬كىو غير معين‪ ،‬كلو اعتقد أنهم أحد عشر فبانوا عشرة فاألظهر‬
‫الصحة‪( .‬بهراف) ك(قرز) )‪ ،‬كتعيين المصلي عليو ال يجب ( ) بل العبرة بالنية‪ ،‬ما لم يشترط لفظا أك نية‪،‬‬
‫كخالف‪( .‬قرز) )‪.‬‬

‫(‪)727/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثاني‪( :‬خمس( ) كال تجب الطمأنينة بين كل تكبيرتين‪ ،‬كالمذىب الوجوب‪ ،‬كىو األكلى؛ لتشبيههم‬
‫التكبيرات بالركعات‪( .‬سماع) قلنا‪ :‬ليس المشبو كالمشبو بو في كل كجو‪)*( .‬فلو شارؾ إمامو في‬
‫تكبيرات الجنازة األربع األخر لم يضر‪ ،‬ال لو شاركو في األكلى كتكبيرة اإلحراـ فمفسد‪( .‬حاشية‬
‫سحولي) (قرز) كال يرفع المصلي يده في شيء منها عند الهادم عليو السبلـ‪ ،‬كقاؿ القاسم‪ ،‬كالناصر‪،‬‬
‫كالمؤيد باهلل‪ :‬بل يرفعهما ندبا عند التكبيرة األكلى‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬في الكل‪( .‬بياف) ) تكبيرات)( )‬
‫كندب التعوذ‪ ،‬كالتوجهاف‪( .‬ىداية) كمثلو في (البياف) ك(الغيث) ك (الكواكب) (*) كال بد [قوم] أف‬
‫يكوف بين كل تكبيرتين قدر تسبيحة‪ ،‬فإف كبر رسبل صح تكبيرة اإلحراـ‪ .‬كالثالثة‪ ،‬كالخامسة‪ ،‬فيلزمو‬
‫إعادة تكبيرتين بينهما قدر تسبيحة‪ .‬قيل‪ :‬إذا كبرىن سهوا‪ ،‬ال عمدا‪ .‬كقيل‪ :‬ال يجب على المقرر‪.‬‬
‫(سحولي) فيصح مطلقا‪ ،‬اطمأف أـ ال‪ ،‬سهوا كاف أـ عمدا‪( .‬قرز) (قرز)‪ .‬كىو األكلى لتشبيههم‬
‫التكبيرات بالركوع‪( .‬سماع)‬

‫(‪)728/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) (فائدة) قاؿ في (الجامع الكافي) ما لفظو‪ :‬كقاؿ الحسن بن يحيي‪ ،‬كمحمد ػ يعني‪ :‬ابن منصور ػ‪:‬‬
‫أجمع آؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم على أف التكبير على الجنازة خمس تكبيرات‪ .‬من (ضياء‬
‫ذكم األبصار) [كىوما عرؼ بالناسخ كالمنسوخ من األحاديث]قاؿ في حاشية الفصوؿ‪ :‬قاؿ في‬
‫األمالي‪ :‬أجمع آؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم على الجهر ببسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬كالقنوت‬
‫بالقرآف‪ ،‬كالتكبير على الجنائز خمسا ػ ككبلـ زيد بن علي من غير نظر إلى تكبيرة اإلحراـ ػ كعلى سل‬
‫الميت من قبل رحليو‪ ،‬كعلى تربيع القبر‪ ،‬كعلى تفضيل علي بن أبي طالب بعد النبي صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( .‬بلفظو) [كأجمع آؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم على األذاف بحي على خير العمل‬
‫](*) جهرا‪ ،‬ندبا حيث كانت فرادل‪ ،‬كإف كاف إماما فوجوبا على ما تقدـ للمنصور باهلل‪ .‬كالمذىب‪:‬‬
‫الندب من غير فرؽ‪( .‬قرز)‪ )*( .‬كاللحن في غير التكبيرات الخمس ال يفسدىا‪ ،‬كال فيها إف أعادىا‪،‬‬
‫ككاف لو مثل؛ ألنها ليست صبلة حقيقة؛ لجواز الدعاء فيها‪ .‬كقاؿ (السحولي)‪ :‬تفسد باللحن في‬
‫التكبير‪ ،‬كالتسليم‪ ،‬ككذا في القراءة إذا كاف ال نظير لو‪ ،‬كالخطاب‪ ،‬كالفعل الكثير‪( .‬حاشية سحولي‬
‫لفظا) (قرز) ) بتكبيرة اإلحراـ‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ :‬أربعا‪ .‬قاؿ في الزكائد‪ :‬كىو مركم عن زيد بن علي ( ) شكل عليو‪ .‬ككجهو‪:‬‬
‫أف الركاية فيها ضعف؛ ألف الهادم عليو السبلـ قد ركل إجماع أىل البيت عليهم السبلـ في أف‬
‫التكبيرات خمس‪( .‬صعيترم) )‪.‬‬

‫(‪)729/3‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) الثالث (القياـ)( ) كتصح من اضطجاع للعجز‪ ،‬كالخمس‪( .‬غاية) (*) فإف كاف أخرس ال يحسن‬
‫التكبيرات كجب عليو أف يثبت قائما قدر خمس تكبيرات‪( .‬كابل) ك(برىاف) كما في الصبلة‪ ،‬كفيو تأمل؛‬
‫ألف التكبيرات بمنزلة الركعات فهي ىنا‪ ،‬كالصبلة‪ ،‬فبل تصح من األخرس‪ )*( .‬إذ المأثور عن النبي صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم أنو كاف يصلي على الجنائز من قياـ‪ ،‬كقد قاؿ‪(:‬صلوا كما رأيتموني أصلي) كألنها‬
‫صبلة مفركضة فوجب القياـ فيها كسائر الصلوات‪ ) .‬حاؿ الصبلة‪ .‬قاؿ في الياقوتة‪ :‬ال تجزل من قعود(‬
‫) كال تجزئ من قعود‪ ،‬كال راكبا لغير عذر‪ ،‬كال يأتم القائم بالقاعد‪ ،‬كال بالراكب عند العذر‪( .‬بياف بلفظو)‬
‫) مع اإلمكاف‪ ،‬ذكره القاضي زيد‪ .‬كقاؿ أبو العباس‪ :‬تجزئ‪.‬‬
‫(ك) الرابع‪( :‬التسليم)( ) كالخامس‪ :‬استقباؿ القبلة‪ .‬كالسادس‪ :‬استقباؿ جزء من الميت‪ .‬كالسابع‪:‬‬
‫الطهارة‪ ،‬كلو صلى على الميت مكشوفا ما تحت سرتو لم تصح الصبلة إال لعذر‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‬
‫كقيل‪ :‬يصح‪ ،‬كال يشترط ستر العورة‪ .‬يعني‪ :‬عورة الميت‪( .‬قرز) (*) قاصدا للملكين كمن في ناحيتهما‬
‫من المسلمين في الجماعة‪ ،‬كما مر‪( .‬نجرم) (قرز) (*) كيأتي فيو الخبلؼ المتقدـ‪ ) .‬على اليمين‬
‫كاليسار‪.‬‬
‫كقد تسقط عن بعض الجنائز( ) قولو‪ :‬كقد تسقط عن بعض الجنائز‪ .‬يؤخذ من ىذا أف الفساد ال‬
‫ينعطف‪ .‬كالمختار‪ :‬أنو ينعطف الفساد على األكلى؛ [ألنها صبلة كاحدة‪( .‬قرز)] )‪ ،‬كذلك حيث تجتمع‬
‫جنائز فترفع التي كمل عليها خمس تكبيرات على ما سيأتي (كندب بعد) التكبيرة (األكلى) ( ) لئلماـ‪،‬‬
‫كالمؤتم‪( .‬قرز) )‪ ،‬كىي تكبيرة اإلحراـ قراءة (الحمد) لكن يستحب أف يقوؿ قبل قراءتها بعد أف يكبر‪:‬‬
‫ال الو إال اهلل‪ ،‬كحده ال شريك لو‪ ،‬لو الملك‪ ،‬كلو الحمد‪ ،‬يحيى كيميت‪ ،‬كىو حي ال يموت‪ ،‬بيده‬
‫الخير‪ ،‬كىو على كل شيء قدير‪ .‬ثم يقرأ الحمد‪ ،‬ثم يكبر‪.‬‬

‫(‪)772/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ندب (بعد) ىذه التكبيرة (الثانية) أف يقرأ سورة (الصمد) لكن يستحب أف يقوؿ قبل قراءتها بعد أف‬
‫كبر‪ :‬اللهم صل على محمد عبدؾ كرسولك‪ ،‬كخيرتك( ) كظاىره أنو أفضل من المبلئكة صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪ .‬كركل (السيد أحمد بن علي الشامي) عن شيخو (محمد بن عز الدين المفتي) ىذا اللفظ‪.‬‬
‫إال جبريل فإنو أفضل‪ ،‬كالصحيح أف المبلئكة أفضل‪ ،‬كذلك لقولو تعالى‪{ :‬ال أعلم الغيب كال أقوؿ أني‬
‫ملك} كركم (أف ثواب ملك أفضل من ثواب ألف نبي)‪( .‬بستاف) كيمكن أف يقاؿ‪ :‬عموـ مخصوص من‬
‫بعض المبلئكة‪ ) .‬من خلقك‪ ،‬كعلى أىل بيتو الطاىرين األخيار‪ ،‬الصادقين األبرار‪ ،‬الذين أذىب اهلل‬
‫عنهم الرجس كطهرىم تطهيرا‪ ،‬كما صليت على إبراىيم كعلى آؿ إبراىيم إنك حميد مجيد‪ ،‬ثم يقرأ‬
‫الصمد‪ ،‬كيكبر الثالثة‪.‬‬
‫(ك) ندب (بعد) ىذه التكبيرة (الثالثة) قراءة سورة (الفلق) لكن يستحب أف يقوؿ قبلها‪ :‬اللهم صل على‬
‫مبلئكتك المقربين‪ ،‬اللهم شرؼ بنيانهم ( ) يعني‪ :‬منازلهم في الجنة‪ ،) .‬كعظم أمرىم‪ ،‬اللهم صل على‬
‫أنبيائك المرسلين‪ ،‬اللهم أحسن جزاءىم‪ ،‬كارفع عندؾ درجاتهم‪ ،‬اللهم شفع ( ) كالظاىر أنو يجوز أف‬
‫يشفع لغير أمتو‪ ،‬كما يشفع ألمتو؛ إذ ال مانع‪ ،‬كالظاىر أف غيره من االنبياء عليهم السبلـ يشفع إذا‬
‫استشفع‪ ،‬ككذا بعض األكلياء كالصالحين إذ قد كرد في اآلثار ما يقضى بذلك‪ ،‬نحو قولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪( :‬إف أكيسا يشفع بعدد ربيعة كمضر‪ ،‬كإف الطفل يشفع في كالديو) كنحو ذلك كثير‪( .‬غايات)‬
‫) محمدا في أمتو‪ ،‬كاجعلنا ممن تشفعو فيو‪ ،‬اللهم اجعلنا في زمرتو‪ ،‬كأدخلنا في شفاعتو‪ ،‬كاجعل مأكانا‬
‫الجنة‪ .‬ثم بعد قراءة الفلق يكبر الرابعة‪.‬‬

‫(‪)777/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الناصر‪ :‬إف القراءة غير مشركعة في صبلة الجنازة‪ ،‬كإنما المشركع الدعاء( ) كىو‪( :‬اللهم اغفر‬
‫ألحيائنا كأمواتنا‪ ،‬كأصلح ذات بيننا‪ ،‬كألف بين قلوبنا‪ ،‬كاجعل قلوبنا على قلوب أخيارنا)‪ .‬ركم ذلك عنو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( .‬لمعة) (*) بعد التكبيرة األكلى‪.) .‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬إف المشركع القراءة‪ ،‬كإنها شرط كاجب( ) الفاتحة مرة كاحدة‪ ،‬بعد التكبيرة األكلى‪.‬‬
‫(بستاف) ك(لمعة) )‪.‬‬
‫(ك) ندب (بعد) التكبيرة (الرابعة الصبلة على النبي ( ) المتقدـ في شرح قولو‪" :‬كبعد الثانية الصمد"‪.‬‬
‫كفي حاشية‪ :‬كما في التشهد األخير في الصبلة إلى قولو‪" :‬حميد مجيد" (*) ىكذا في(تذكرة الفقيو‬
‫حسن) فأما في (اللمع) فذكر أنو يقوؿ بعد الرابعة‪ :‬سبحاف من سبحت لو السموات كاألرضوف‪ ،‬سبحاف‬
‫ربنا األعلى سبحانو كتعالى‪ ) .‬كآلو‪ ،‬كالدعاء ( ) عبارة (األثمار) كالدعاء للميت بحسب حالو‪ ،‬فحذؼ‬
‫قولو في األزىار‪" :‬للميت" كالضمير إليو؛ ألف الدعاء في الطفل لنا كلوالديو‪ ) .‬للميت بحسب حالو)( )‬
‫قيل‪ :‬الدعاء؛ ال يختص بالميت‪ ،‬بل يشمل األحياء كاألموات‪ ،‬كقد يختص األحياء‪ ،‬كالدعاء في صبلة‬
‫جنازة األطفاؿ‪ ) .‬فإف كاف طفبل قاؿ‪ :‬اللهم اجعلو لنا كلوالديو( ) إذا كانا مؤمنين‪ ) .‬ذخرا كسلفا كفرطا(‬
‫) الفرط‪ :‬بالفتح للثواب المتقدـ‪ .‬كبالضم‪ :‬الظلم كالتعدم‪ .‬قاؿ تعالى‪{ :‬ككاف أمره فرطا}‪) .‬كأجرا‪،‬‬
‫كالذخر‪ ) ( :‬سواء كانت في مقابل عمل‪ ،‬أك تفضل‪ ،‬أك نحوىما‪ .‬قاؿ سيدنا‪ :‬ػ الذخر‪ :‬الخبية‪ .‬كالسلف‪:‬‬
‫التقديم‪ .‬كالفرط‪ :‬النجاة‪ .‬كاألجر‪ :‬الثواب‪ .‬كقيل‪ :‬معناىا كاحد‪( .‬زىور) ) الذخيرة( ) أم‪ :‬الخبية‪.) .‬‬
‫كالسلف‪ :‬القرض‪ .‬كالفرط‪ :‬الذم يتقدـ الواردة فيهيء لهم الدالء‪ ،‬كيمؤل الحياض‪ .‬كفى الحديث (أنا‬
‫فرطكم على الحوض) كالمعنى ىنا( ) أم‪ :‬في الدعاء المذكور ىنا‪ )*( .‬ال في غيره فالمراد بو النجاة‪) .‬‬
‫أجرا متقدما نرد عليو‪ .‬كاألجر قريب منو( ) أم‪ :‬من الفرط‪ ) .‬كإف كاف بالغا مؤمنا ( ) كلو‬
‫(‪)770/3‬‬

‫_____________________________‬

‫امرأة‪ ) .‬قاؿ‪ :‬اللهم إف ىذا عبدؾ‪ ،‬كابن عبديك( ) (نعم) كليس الدعاء مقصورا على ما ذكرنا‪ ،‬بحيث‬
‫أنو إذا زاد أك نقص أك دعا بخبلفو فسدت الصبلة‪ ،‬بل يدعو بما يطابق تلك الحاؿ بأم دعاء شاء‪ ،‬كلو‬
‫مخترعا من قلبو‪ ،‬ىذا ىو الذم يقتضيو ظاىر كبلـ أصحابنا‪ ،‬كال أحفظ في ذلك خبلفا‪( .‬غيث) (قرز)‬
‫)‪ ،‬كقد صار إليك‪ ،‬كقد أتينا معو مستشفعين لو‪ ،‬سائلين لو المغفرة فاغفر لو ذنوبو‪ ،‬كتجاكز عن سيآتو‪،‬‬
‫كألحقو بنبيو محمد صلى اهلل عليو كآلو‪ ،‬اللهم كسع عليو قبره‪ ،‬كأفسح لو أمره‪ ،‬كأذقو عفوؾ كرحمتك‪،‬‬
‫يا أكرـ األكرمين‪ ،‬اللهم ارزقنا حسن االستعداد لمثل يومو‪ ،‬كال تفتنا بعده‪ ،‬كاجعل خير أعمالنا خواتمها‪،‬‬
‫كخير أيامنا يوـ نلقاؾ ( ) أم‪ :‬نلقى المقاـ الذم ال حكم ألحد فيو سواؾ (*) ثم يكبر كيسلم‪.) .‬‬
‫كإف كاف فاسقا ػ كاضطر إلى الصبلة عليو ػ دعا عليو ( ) كما فعل الحسين بن علي عليو السبلـ حين‬
‫صلى على سعيد بن العاص لعنو اهلل فإنو قاؿ‪( :‬اللهم العنو لعنا كبيبل‪ ،‬كعجل بركحو إلى جهنم تعجيبل)‬
‫فقاؿ لو من يجنبو‪ :‬ىكذا صبلتكم على موتاكم ? فقاؿ‪( :‬ال‪ ،‬بل على أعدائنا) ذكره في (الشفاء) كغيره‪.‬‬
‫كفي ركاية الجامع عن مولى لبنى ىاشم‪ ،‬عن دعاء الحسين بن علي على سعيد بن العاص‪( :‬اللهم امؤل‬
‫جوفو نارا‪ ،‬كامؤل قبره نارا‪ ،‬كأعد لو عندؾ نارا‪ ،‬فإنو كاف يوالي عدكؾ‪ ،‬كيعادم كليك‪ ،‬كيبغض أىل بيت‬
‫نبيك ) فقلت‪ :‬ىكذا تصلوف على الجنازة ? قاؿ‪ :‬ىكذا نصلي على عدكنا‪ .‬كمن ىذا القبيل تقديم‬
‫الحسين لسعيد بن العاص في الصبلة على أخيو الحسن‪ .‬كقاؿ‪ :‬لوال أنها سنة ما تقدمت‪ ،‬كقد اختلف‪.‬‬
‫فقيل‪ :‬تقية‪ .‬كقيل‪ :‬بوصية من الحسن عليو السبلـ‪ :‬أف ال يراؽ بسببو دـ محجمة‪ .‬فيكوف المراد بقولو‪:‬‬
‫(لوال السنة) في إمضاء الوصية‪.) .‬‬

‫(‪)773/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كيكفي من الخوؼ( ) كىو أف يحصل عليو بترؾ الصبلة من قوؿ أك فعل ال يرضاىما‪.‬‬
‫) المبيح للصبلة عليو ما يخرج عن حد االختيار ( ) خاص ىنا (‪ )7‬كفي حضور جمعة الظلمة‪ .‬ذكره‬
‫الفقيو حسن‪ .‬قاؿ في (تعليق الدكارم)‪ :‬الخوؼ ما يخشى معو التلف (‪ )0‬أك إذىاب عضو [أك حاسة‬
‫من حواسو‪( .‬قرز)] أكنحو ذلك‪ .‬ألف اإلقداـ على القبيح ال يجوز‪( .‬قرز) (‪ )7‬كينظر‪ .‬فظاىر كبلـ أىل‬
‫المذىب أنو ال فرؽ بين جميع المحظورات‪ )0( .‬كىو ظاىر األزىار في باب اإلكراه‪ ،‬كمثلو في (شرح‬
‫األثمار)‪ .‬كقيل‪ :‬يجوز تقية‪ ،‬كال يأثم‪ ،‬كدليل اشتراطو ظنى فبل يأثم المخالف‪( .‬ىداية) )‪ ،‬قاؿ‪ :‬كلعل‬
‫الهدكية يوافقوف ىنا‪.‬‬
‫(‪)774/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كإف كاف ملتبسا ( ) يعني‪ :‬معصية ملتبسة‪ ،‬ال يعلم صغرىا‪ ،‬كال كبرىا‪( .‬تعليق الفقيو حسن) (*) فإف‬
‫قلت‪ :‬ألستم مع اللبس ترجعوف إلى الدار فتغسلونو‪ .‬فهبل أجزتم الدعاء لو كالمؤمن‪ ،‬كما جاز غسلو ?‬
‫قلت‪ :‬الدعاء للفاسق أشد تحريما من غسلو‪ ،‬كأدلتو أظهر‪ .‬كفي الحديث (من دعا لظالم بالبقاء فقد‬
‫أحب أف يعصى اهلل في أرضو) [كفي ركاية (فقد أعاف على ىدـ اإلسبلـ)‪( .‬بياف) ]كذكر الفقيو يحيى‬
‫حميد في (العمدة) أف الدعاء للظلمة على رؤكس المنابر كفر فحسن االحتياط فيو مع اللبس‪)*( .‬كلم‬
‫يستغن بالقرينة الضعيفة مع حصوؿ الغرض بالشرط؛ ألنو إف كاف محسنا فقد دعا لو‪ ،‬بخبلؼ الغسل‬
‫فإنو ال يتهيأ فيو ما يتهيأ في الدعاء من الشرط‪ ،‬بحيث لو تهيأ كاف ذلك ىو األكلى‪ ،‬فلم يحسن تركو مع‬
‫حصوؿ القرينة الشاىدة باإلسبلـ‪ ،‬كلو ضعيفة‪( .‬غيث) (بلفظو) (قرز) كاحتياطا من القطع في موضع‬
‫الشك‪ .‬كفيو نظر؛ ألنو ال بد من الشرط في الدعاء مطلقا‪( .‬زىور)‪ ،‬كقاؿ القاضي (عبد اهلل الدكارم)‪:‬‬
‫يدعو لو‪ ،‬كىو في التحقيق مشركط‪ ،‬كإف لم يشرط‪( .‬ديباج) (*) كعن الصادؽ عليو السبلـ يقاؿ في‬
‫الملتبس‪ :‬اللهم إنا ال نعلم بو إال خيرا‪ ،‬كأنت أعلم بو منا فولو ما تولى‪ ،‬كاحشره مع من أحب‪.‬‬
‫(صعيترم) ) قاؿ‪ :‬اللهم إف كاف محسنا فزده إحسانا‪ ،‬كإف كاف مسيئا فأنت أكلى بالعفو عنو( ) ىذا‬
‫رجاء‪ ،‬كبو نطقت السنة المطهرة‪ ،‬كبين الرجاء كاإلرجاء فرؽ‪ ،‬كالمنهي عنو اإلرجاء‪( .‬مفتي) (*) (فائدة)‬
‫منقولة من كتاب (االيثار) للسيد محمد بن إبراىيم الوزير‪ :‬الفرؽ بين الرجاء كاإلرجاء ػ أف الرجاء ىو‬
‫القوؿ بأف اهلل تعالى ال يغفر أف يشرؾ بو‪ ،‬كيغفر ما دكف ذلك لمن يشاء‪ .‬كأما اإلرجاء فهو القوؿ بأف اهلل‬
‫يغفر ما دكف ذلك ألىل التوحيد قطعا‪ )*( .‬ىذا ألبي طالب‪ ،‬كقد خرج لو من ىذا أنو يقوؿ باإلرجاء‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬ال يعارض بأف فيو إرجاء؛ ألف اهلل تعالى حكى عن عيسى بن مريم عليو السبلـ في دعائو بقولو‪:‬‬
‫{إف تعذبهم فإنهم عبادؾ كإف‬

‫(‪)775/3‬‬

‫_____________________________‬

‫تغفر لهم} الخ‪.) .‬‬


‫(ك) ندب (المخافتة) في القراءة‪ ،‬كالدعاء‪ ،‬ال التكبير( ) فإف قرأ جهرا أجزأ عن المؤتم‪ .‬كقيل‪ :‬ال‬
‫يجزئ؛ ألف الجهر غير مشركع‪ ،‬كىو أكلى‪ .‬كقرره (المفتي) (*) ظاىر ىذا أنو ال يجب الجهر‪ ،‬لكن‬
‫يقاؿ‪ :‬فبم يعرؼ أف اإلماـ كبر حيث كانت جماعة ? قاؿ اإلماـ المهدم‪ :‬يجهر إذا كاف إماما‪،‬‬
‫كالمذىب الندب‪ ،‬من غير فرؽ بين اإلماـ كغيره‪( .‬قرز) )‪ ،‬كالتسليم‪.‬‬
‫(ك) ندب (تقديم االبن لؤلب) ( ) ظاىره كلو إماما؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال يتقدـ االبن‬
‫أباه) كقيل‪ :‬ما لم يكن إماما (*) (فائدة) إذا كاف الميت على مركوب من دابة‪ ،‬أك راحلة لم تجز الصبلة‬
‫عليو حتى ينزلوه إلى القرار‪( .‬شرح ابن راكع) كعن (الشامي)‪ :‬الظاىر الصحة؛ ألف ما الممنوع من‬
‫الصبلة على الحيواف إال في حق المصلي‪ ،‬بخبلؼ المصلى عليو‪ ،‬فلذا لم نعده من الشركط‪ ،‬كال من‬
‫المفسدات‪ ) .‬حيث االبن ىو األكلى‪ ،‬كلذلك صورتاف إحداىما‪ :‬أف يكوف للميت ابن كأب‪ ،‬كىما‬
‫جميعا صالحاف لئلمامة‪ ،‬فإف االبن أحق بالصبلة لكونو أقرب إلى الميت من األب‪ ،‬لكن يستحب لبلبن‬
‫أف ال يتقدـ على أبيو إجبلال‪ ،‬ككذا لو لم يكن األب أبا للميت( ) كابن ابن للميت‪ ،‬كجد أب أبيو‪ ،‬كجد‬
‫الميت‪ ،‬كأبيو‪ ،‬فإنو يقدـ ابن االبن على الجد‪ ،‬لكن يستحب البن االبن أف يقدـ الجد‪ ،‬ككذا لو ماتت‬
‫امرأة كتركت زكجها كابنها فإنو يستحب لبلبن أف يقدـ أباه‪ .‬ككذا يندب لئلماـ أف يقدـ أباه‪ .‬كإف كاف‬
‫أفقو منو‪( .‬رياض) )‪ ،‬كال االبن ابنا لو‪ ،‬لكن االبن أقرب إلى الميت من األب‪ ،‬فإنو يستحب لبلبن أف ال‬
‫يتقدـ أباه‪ ،‬كالجد كاألب( ) ككاالبن المدعى إذا مات أخوه من أبيو الثاني‪ ،‬ككاألخ من األـ على القوؿ‬
‫بأف لو كالية‪( .‬ىامش تكميل) )‪.‬‬

‫(‪)776/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(كتكفي صبلة) ( ) إال أف األفضل اإلفراد لكل جنازة صبلة‪ ،‬إال أف يخشى على بعضها‪ ،‬كتغير أك نحو‬
‫ذلك‪ ،‬فالجميع أكلى‪ ،‬ككجو ذلك أف المقصود بصبلة الجنازة الدعاء‪ ،‬كالجمع فيو ممكن‪( .‬بهراف)‬
‫(قرز) ) كاحدة (على جنائز) ( ) كيكفي لهم تيمم كاحد‪( .‬قرز) ) كثيرة‪ ) (،‬كتفريقها أفضل إف أمكن‪) .‬‬
‫كتكوف صفتها كما سيأتي( ) في التنبيو األخير‪ ،) .‬لكن إف افتتح اإلماـ الصبلة عليها أجمع كفى خمس‬
‫تكبيرات لهن جميعا‪.‬‬
‫(ك) أما إذا جاءت شيئا فشيئا‪ ،‬كىو في حاؿ الصبلة( ) قاؿ في الشرح‪ :‬كىي صبلة كاحدة‪ .‬كقاؿ في‬
‫(الزىور)‪ :‬بل صلوات متعددة‪( .‬كفائدة) الخبلؼ تظهر ىل تصح بتيمم كاحد أـ ال ? كإذا فسدت بعد‬
‫رفع األكلى‪ ،‬ىل ينعطف الفساد أـ ال ? كإذا أتم التكبيرات على األكلى خمسا‪ ،‬ثم يشرؾ األكلى في‬
‫تكبيرات الثانية‪ ،‬ىل تفسد األكلى كاألخرل ? كىكذا لو جاء البلحق كقد كبر اإلماـ بعض التكبيرات‪،‬‬
‫ثم أتي بجنازة أخرل‪ ،‬ىل يشرؾ المؤتم مع اإلماـ‪ ،‬أك يعزؿ صبلتو ? فعلى كبلـ (الزىور) ال يصح تيمم‬
‫كاحد‪ ،‬كإذا فسدت لم ينعطف الفساد‪ ،‬كإذا شرؾ في التكبير فسدت على األخرل‪ .‬كعلى كبلـ الشرح‬
‫تفسد األكلى‪ ،‬كالبلحق يجب عليو العزؿ‪ ،‬كإذا شرؾ مع إمامو فسدت صبلتو على القولين معا‪( .‬عامر) )‬
‫فإنو ال يجب عليو استئناؼ الصبلة من أكلها للجنازة التي تأتى في حاؿ صبلتو‪ ،‬بل يكفي (تجديد ( )‬
‫كينظر ؿ شرؾ ىل للمؤتم أف يخرج إذا أتمت خمس تكبيرات‪ ،‬كلو قد شرؾ اإلماـ الثانية‪ ،‬أك يلزمو‬
‫متابعة اإلماـ ? لعلو يقاؿ‪ :‬يجب عليهم متابعة اإلماـ‪ ،‬كما قالوا في سجود السهو‪ ،‬في حق المؤتم‪ :‬أنو‬
‫يجب عليو متابعة اإلماـ‪ ،‬كيقطع سجود السهو لنفسو‪ .‬كينظر ػ لو خشي خركج كقت صبلة الفجر مثبل‬
‫كلم يكن قد صبلىا‪ ،‬ىل يخرج ? أك يتم مع اإلماـ ? القياس‪ :‬يخرج‪ ،‬فيكوف ذلك عذرا في الخركج قبل‬
‫اإلماـ‪ )*( .‬فلو شرؾ اإلماـ دكف المؤتمين‪ ،‬فلعلهم يسلموف بعد تماـ صبلتهم على األكلى‪ ،‬كما في‬
‫الخليفة المسبوؽ كإف شرؾ‬

‫(‪)777/3‬‬

‫_____________________________‬

‫بعضهم دكنو‪ ،‬أتم المشرؾ بعد تسليم اإلماـ‪ ،‬حيث بينو كبين الجنازة قامة فما دكف‪ ،‬في غير المسجد‪.‬‬
‫ىذا الذم يقتضيو النظر‪ ،‬أك ىي بمنزلة صلوات‪ ،‬كأيضا ليست كالصبلة من كل كجو‪ .‬ينظر؛ ألنو إف شرؾ‬
‫المؤتموف دكنو‪ ،‬فقد تأخركا بأركاف‪ ،‬كإف شرؾ اإلماـ دكنههم خرجوا قبلو‪ ،‬كالقياس الفساد عليهم‪)*( .‬‬
‫حكم المؤتمين حكم اإلماـ في التشريك كالعزؿ‪( .‬قرز) (*) فحيث أتي بجنازة أخرل في حاؿ الصبلة‬
‫فينوكف الدخوؿ في الصبلة على الثانية عند أكؿ تكبيرة بعد كضعها‪ ،‬ككذلك فيما جاء من بعد‪( .‬بياف) )‬
‫نية تشريك كل جنازة) ( ) كاألصل في ذلك ما ركم أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم لما صلى على‬
‫عمو الحمزة كانت توضع جنازة بعد جنازة‪ ،‬كىو صلى اهلل عليو كآلو يصلي عليها‪ ،‬كجنازة عمو الحمزة‬
‫موضوعة‪ ،‬فحصل لو سبعوف (‪ )7‬تكبيرة‪ ،‬كلم يستأنف الصبلة لكل كاحدة منها‪ ،‬كىذا النقل يدؿ على‬
‫صحة التشريك‪( .‬أنهار) كيكوف ىذا الحكم خاصا في الحمزة عليو السبلـ‪( .‬غيث معنى) (‪ )7‬يقاؿ في‬
‫الصبلة على الحمزة‪ :‬إنو صلى كىم سبعوف‪ ،‬عشرة عشرة‪ ،‬فالحمزة مكمل عشرة‪ ،‬كلعلها سبع صلوات‬
‫على تسعة تسعة‪ ،‬كالحمزة العاشر‪ ،‬فيكوف القتلى ثبلثة كستين‪ ،‬كالتكبيرات سبعا في كل صبلة‪ ،‬الجملة‬
‫تسعة كأربعوف‪ ،‬كصلى صبلتين على فريقين‪ ،‬كىم ستة فكمل القتلى بالحمزة سبعوف كالتكبيرات األكلى‬
‫تسعة كأربعوف كالصبلتاف أربعة عشر كعلى الحمزة كحده سبع الجملة سبعوف‪ ،‬ككاف يؤتى بهم عشرة‬
‫عشرة‪ .‬كاهلل أعلم‪ )*( .‬ما يقاؿ في من صلى على جنازة بعض التكبيرات‪ ،‬ثم أتت جنازة أخرل‪ ،‬كشركها‬
‫ماذا يقرأ بين التكبيرتين ? الجواب‪ :‬أنو يقرأ على حالتو األكلى مستمرا‪( .‬حثيث) ك(المفتي) (قرز)‪)*( .‬‬
‫فإف لم يشرؾ المؤتم مع اإلماـ فسدت صبلتو‪ ،‬أم‪ :‬المؤتم لمخالفتو إمامو‪ ،‬كخركجو قبلو‪ ،‬ككذا لو شرؾ‬
‫المؤتم كلم يشرؾ اإلماـ‪ .‬ك(قرز) ) (أتت خبللها) ( ) كال يحتاج إلى تجديد نية اإلمامة كاالئتماـ على‬
‫ظاىر األزىار‪ .‬كقيل‪ :‬ينزؿ على الخبلؼ‪ ،‬ىل‬

‫(‪)778/3‬‬

‫_____________________________‬
‫ىي صبلة ? أـ صلوات ?‪( .‬مفتي) كال ينعطف الفساد أيضا‪.‬‬
‫(*) كالخبلؿ حيث بقي لو تكبيرة فصاعدا‪ ،‬كأما لو قد كبر الخامسة فبل يشرؾ‪ .‬كقاؿ (المفتي)‪ :‬كلو‬
‫قبل التسليم‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪ ) .‬أم‪ :‬خبلؿ الصبلة‪.‬‬
‫(كتكمل) التكبيرات في صبلة الجنازة (ستا) في بعض األحواؿ‪.‬‬
‫كصورة ذلك تظهر (لو) افتتح اإلماـ الصبلة على الجنازة أك جنائز‪ ،‬ثم (أتت) جنازة أخرل فوضعت مع‬
‫األكلى للصبلة عليها (بعد) أف كبر (تكبيرة) اإلحراـ على األكلى‪ ،‬فإنو ينوم بقلبو تشريك ىذه اآلتية في‬
‫الصبلة‪ ،‬فإذا أتم التكبيرات خمسا فقد كملت الصبلة على األكلى‪ ،،‬كىذه األخرل لم يكبر عليها بعد‬
‫مجيئها إال أربعا‪ ،‬فيزيد كاحدة ليكمل عليها خمس تكبيرات‪.‬‬

‫(‪)779/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(كترفع)( ) قاؿ الفقيو علي‪ :‬فإف كاف بينو كبين الثانية أكثر من قامة بطلت (‪ )7‬الصبلة إال أف يتقدـ‬
‫حيث يمكن‪ ،‬فإف كاف قامة صحت‪ ،‬رفعت أـ ال‪( .‬زىور) كمثلو في (البياف‪ ،)704/7‬كقاؿ بعض‬
‫المتأخرين‪ :‬تصح‪ ،‬ككأف الصفوؼ باقية بين يديو تقديرا لصحة صبلتو؛ لكونو قد تلبس بها‪ ،‬كىي باقية‪.‬‬
‫(ديباج) (قرز) فإذا لم يتمكن من التقدـ بفعل يسير‪ ،‬كال قدمت إليو‪ ،‬فظاىر كبلـ الفقيو يحيى البحيبح‪:‬‬
‫أنها تفسد‪ ،‬كلم يجعل عدـ تمكنو من القرب عذرا ػ كاهلل أعلم‪ .‬كفي حاشية‪ :‬فإف لم يمكن الرفع كالتقدـ‬
‫كاف عذرا‪ ،‬أك كاف في المسجد‪ ،‬كلو زاد على القامة‪ )*( .‬كال بد من نية العزؿ مع الرفع‪( .‬قرز) )‬
‫الجنازة (األكلى) حين كمل عليها خمس تكبيرات (أك تعزؿ بالنية) ( ) فإف لم يعزؿ فسدت عليها‪،‬‬
‫كعلى الثانية أيضا على الصحيح‪( .‬بستاف) [كإذا فسدت على األخيرة لم تفسد على ما قد عزؿ قبلها‪.‬‬
‫(تعليق الفيو حسن)] أما األكلى فؤلجل الزيادة‪ ،‬كأما الثانية فؤلجل التشريك‪ .‬كقيل‪ :‬يحتمل البطبلف على‬
‫الثانية فقط‪ .‬كىو قوم‪( .‬ديباج) ) أم‪ :‬إذا تعذر رفعها ( ) ال فرؽ بين التعذر كغيره‪ )*( .‬ظاىر ىذا أنو‬
‫يكفي الرفع كإف لم يعزؿ بالنية‪ ،‬كليس كذلك‪ ،‬بل العزؿ مشركع [أم‪ :‬كاجب]كلو مع الرفع‪ ،‬كظاىر‬
‫األزىار التخيير‪ ) .‬ألمر عزلها اإلماـ بقلبو‪ ،‬بأف يريد أف التكبير الزائد ىو على األخرل كحدىا‪.‬‬
‫(ثم) يفعل المصلي (كذلك) في كل جنازة جاءت من بعد‪ ،‬فلو جاءت بعد تكبيرتين كمل التكبير سبعا‪،‬‬
‫فإف جاءت بعد ثبلث كملت ثمانيا‪ ،‬ثم كذلك‪ .‬ىذا مذىبنا‪.‬‬

‫(‪)702/3‬‬

‫_____________________________‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ال يصح التشريك بعد إحرامو بالصبلة‪ ،‬فإذا جاءت جنازة تركت حتى يفرغ من الصبلة‬
‫على األكلى‪ ،‬كيستأنف الصبلة على الثانية (فإف زاد) المصلي على خمس تكبيرات فسدت( ) فإف كبر‬
‫المؤتم قبل إمامو عمدا أكسهوا ? فقيل‪ :‬تبطل صبلتو؛ ألف كل تكبيرة بمنزلة ركعة‪( .‬لمعة) كقيل‪ :‬ال‬
‫تبطل‪ ،‬لكن ال يعتد بها‪( .‬بياف) كىو المختار‪ )*( .‬ظاىر األزىار‪ ،‬كصريح الشرح‪ :‬أنو ينتظر بتكبيرة‬
‫اإلحراـ‪ .‬كفي (شرح الفتح)‪ :‬ال ينتظر بتكبيرة اإلحراـ‪ ،‬كإنما ينتظر بما بعدىا‪ ،‬كىو األكلى‪ ،‬بدليل ما‬
‫ذكره من اإلحتمالين في شرح األزىار [القاضي زيد] فإف االحتمالين ال يتصوراف إال حيث كبر تكبيرة‬
‫اإلحراـ‪ ،‬كزاد تكبيرة أخرل‪( .‬حاشية سحولي لفظا) كعن (المفتي) ال فرؽ بين تكبيرة اإلحراـ كغيرىا‪.‬‬
‫يعني‪ :‬بتكبيرة اإلحراـ بالنظر إلى المؤتم‪ ،‬ككبلـ (شرح الفتح) ىو المختار بالنظر إلى اإلماـ‪ ،‬فبل ينتظر‪.‬‬
‫(سماع) ) إذا فعل ذلك (عمدا) فإف فعلو سهوا لم تفسد‪ ،‬كال سجود للسهو فيها ( ) إجماعا‪.) .‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كلعل الزيادة على الخمس ال تفسد إذا لم يزدىا تظننا‪ ،‬فأما لو زادىا تظننا فقد تقدـ‬
‫أف المتظنن إذا تيقن الزيادة ( ) كظاىره اإلطبلؽ في المبتدم كالمبتلى‪ .‬كقيل‪ :‬المذىب التفصيل‪ ،‬كما‬
‫تقدـ‪( .‬بياف) فإف قلنا‪ :‬إنها كالركن فكالمبتلى‪ ،‬كإف قلنا‪ :‬إنها كالركعة أعاد‪( .‬حثيث) ) أعاد‪ .‬كاهلل أعلم‪.‬‬

‫(‪)707/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(أك) إذا (نقص) من الخمس التكبيرات فسدت أيضا (مطلقا) أم‪ :‬سواء نقص عمدا‪ ،‬أك سهوا( ) قاؿ‬
‫في حواشى اإلفادة‪ :‬كلو للتأليف‪ .‬أشار إلى ما ذىب إليو اإلماـ إبرىيم بن عبد اهلل عليو السبلـ في جواز‬
‫ترؾ التكبيرة الخامسة للتأليف‪ ،‬كذلك أنو صلى على جنازة بالبصرة فكبر عليها أربعا‪ ،‬فقاؿ عيسى بن‬
‫زيد‪ :‬خالفت أىلك‪ .‬فقاؿ‪ :‬إنى رأيت ترؾ تكبيرة أىوف من انفضاض أربعين ألفا‪ ،‬المراد بانفضاضهم‬
‫تفرقهم‪ )*( .‬قيل‪ :‬من نقص عن األربع فيعيد‪ ،‬ال في األربع فبل إعادة؛ ألجل الخبلؼ؛ ألف الفراغ مما ال‬
‫كقت لو كخركج كقت المؤقت‪ .‬يقاؿ‪ :‬كقتها إلى الدفن فتعاد‪( .‬شامي) كمثلو في (البياف بالمعنى) (*)‬
‫ينظر لو نقص اإلماـ األكلى سهوا فأتمها المؤتم خمسا ىل قد صحت الصبلة ? كبطلت كالية األكلى ?‬
‫أجاب موالنا المتوكل على اهلل‪ :‬أنها قد سقطت فبل تعاد‪( .‬قرز) مع نية العزؿ‪ ،) .‬كإذا فسدت بزيادة أك‬
‫بنقص أك نحوىما ( ) الفعل الكثير‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‪( ) .‬أعاد) المصلي الصبلة على الجنازة إذا‬
‫انكشف فسادىا (قبل الدفن ( ) ألف الدفن بمنزلة خركج الوقت‪ ،‬كقد كافق في صبلتو قوؿ من يجعل‬
‫التكبيرات أربعا‪ ،‬كقد قدمنا أف اإلخبلؿ بفرض مختلف فيو سهوا ال يوجب اإلعادة بعد الوقت‪( .‬غيث)‬
‫(*) كالمعنى بالدفن ىنا بأف يكوف قد أىيل عليو أكثر التراب (‪ )7‬كإال صلي‪ ،‬كيبقى مكانو في القبر‪.‬‬
‫(سماع) ككذا لو كاف عاريا؛ إذا كاف قدر القامة (‪ )7‬كإال أخرج‪ ،‬كغضوا أبصارىم ك(قرز) ينظر في‬
‫التقرير فهومخالف لما في (حاشية سحولي) كلم يكن في (شرح سيدنا حسن) (‪ )7‬أك فوؽ القامة؛ ألف‬
‫حكمها حكم اإلماـ إذا انخفض عن المؤتم (‪ )7‬كقيل‪ :‬ما يحتاج إلى عناية‪( .‬بياف معنى)‪.‬‬

‫(‪)700/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كلفظ (البياف‪( )779/7‬مسألة) إذا دفن الميت بالتراب‪..‬إلى أف قاؿ‪ :‬أك مع تراب يسير (‪ )7‬ال يحتاج‬
‫إلى عناية كىذه المسألة السابعة عشر من أكؿ الكتاب‪ )7( .‬فإف لم يهل التراب‪ ،‬بل كضع الحجارة‬
‫على اللحد لم يمنع‪( .‬ديباج) ) ال) إذا انكشف (بعده) فإنو ال ينبش لئلعادة‪.‬‬
‫كال يصلى على القبر عندنا( ) خبلفا للشافعي‪.) .‬‬
‫تنبيو‬
‫قاؿ في الياقوتة‪ :‬لو صلى من يرل أنها أربع خلف من يرل أنها خمس خير بين أف يكبر معو الخامسة( )‬
‫المختار االنتظار كإال فسدت؛ ألنها بمثابة ركعة‪ .‬كقيل‪ :‬يخير إما انتظر‪ ،‬أك يسلم كالمؤتم مع الخليفة‬
‫المسبوؽ‪( .‬عامر) لكن يقاؿ‪ :‬مخصوص فبل يقاس عليو‪ ) .‬أك ينتظر( ) كجوبا‪ .‬ك(قرز) )‪ ،‬كفي العكس‬
‫يكبر لنفسو الخامسة ( ) بعد التسليم‪.) .‬‬
‫(ك) إذا جاء (البلحق)( ) (تنبيو) البلحق من سبقو اإلماـ ببعض التكبيرات بعد تكبيرة اإلحراـ‪ ،‬ال‬
‫المسبوؽ بتكبيرة االفتتاح فقط‪ ،‬فهو كمن أدرؾ اإلماـ في الركعة األكلى فبل يجب عليو االنتظار‪( .‬شرح‬
‫بحر) كمثلو في (الغيث) ك (الفتح) ىذا ىو المذىب؛ إذ ليس كركعة‪ ،‬بل كتكبيرة اإلحراـ‪ ،) .‬كقد كبر‬
‫اإلماـ بعض التكبيرات فالواجب عليو أف (ينتظر( ) قاؿ في البحر‪ :‬كإنما كجب االنتظار‪ ،‬كما ىو‬
‫المذىب‪ ،‬كبو قاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كمحمد؛ ألف كل تكبيرة كركعة‪ ،‬كإذا لم ينتظر كاف كمن كبر كاإلماـ‬
‫ساجد‪ ) .‬تكبير اإلماـ) الذم يريد أف يكبره‪ ،‬كلو كانت الخامسة (ثم يكبر) معو تكبيرة اإلحراـ‪ ،‬ىذا ما‬
‫صححو أبو طالب للمذىب‪.‬‬
‫فلو لم ينتظر ? قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬فيحتمل أف تبطل( ) أم‪ :‬ال تنعقد‪ ) .‬صبلتو( ) إذا دخل معو‬
‫بعد الثانية‪ ،‬ال بعد األكلى فبل ينتظر‪( .‬حاشية سحولي) )‪ ،‬كأف ال تبطل‪ ،‬لكنو ال يعتد بتلك التكبيرة‪.‬‬

‫(‪)703/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما لو أنتظر فكبر اإلماـ‪ ،‬كتأخرت تكبيرة البلحق عن تكبيرتو ? فقاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪) (:‬‬
‫لبعض المذاكرين‪ ) .‬يعفى عن تأخره بقدر آية( ) كلم يفرقوا بين أف تكوف اآلية طويلة أك قصيرة‪( .‬تعليق‬
‫لمع) )‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬يعفى عن قدر نصف ما بين التكبيرتين ( ) من قراءة‪ ،‬أكدعاء تحقيقا أك‬
‫تقديرا‪ .‬كقيل‪ :‬قدر [قوم]نصف الفاتحة (*) كذلك ألف ما بين التكبيرتين كحالة الركوع كالسجود في‬
‫الصبلة‪ ،‬كحالة التكبير كحالة القياـ‪ ،‬فكما ال يصح أف يدخل مع اإلماـ ساجدا‪ ،‬ال يصح أف يدخل معو‬
‫بعد مضى أكثر من النصف‪ ،‬فإذا دخل معو لم تنعقد عندنا‪ .‬كمن قاؿ‪ :‬إنو يصح أف يكبر حاؿ السجود‬
‫قاؿ بذلك ىنا‪( .‬غيث) )‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىكذا حكم غير البلحق ( ) يعني‪ :‬إذا تأخر في أحد التكبيرات فيعفى عن نصف ما‬
‫بين التكبيرتين‪ ،‬ال أكثر فتفسد‪( .‬قرز) ) من المؤتمين‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬إف البلحق يكبر في الحاؿ( ) كقواه اإلماـ شرؼ الدين‪ ،‬كالمتوكل على اهلل عليهما‬
‫السبلـ‪ ،‬كفرقوا بين السجود كالتكبيرات ىنا بأف السجود كاجب فتفسد الصبلة بتركو‪ ،‬بخبلؼ ىذا‪،‬‬
‫فكما لو كبر ىنا رسبل أجزأ‪ ،) .‬كال ينتظر تكبير اإلماـ‪.‬‬
‫(كيتم) البلحق (ما فاتو) من التكبيرات (بعد التسليم) ( ) إذ كل تكبيرة كركعة‪ ،‬فبل يتحمل اإلماـ‪،‬‬
‫بخبلؼ تكبير صبلة العيد فليست كل تكبيرة كركعة فيتحمل اإلماـ‪( .‬بحر) ) أم‪ :‬بعد تسليم اإلماـ‪ ،‬كال‬
‫بد أف يكوف اتماـ التكبير كالتسليم (قبل الرفع)( ) ال حالو فتفسد‪ )*( .‬ألنو لو كبر كقد ارتفعت لم يكن‬
‫التكبير عليها‪( .‬غيث معنى) (*) فإف خشي البلحق رفعها عزؿ كأتم‪( .‬قرز) فإف رفعت قبل إتمامو‬
‫بطلت؛ إذ ال يكوف مصليا‪.‬‬

‫(‪)704/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(فائدة) إذا جاء البلحق كأدرؾ اإلماـ في ثبلث تكبيرات‪ ،‬ثم أتي بجنازة أخرل فشركها اإلماـ في‬
‫التكبيرتين ككمل عليها ثبلث تكبيرات لتكمل خمسا‪ ،‬فحيث رفعت الجنازة األكلى ىل يعزؿ‪ ،‬كيتم‬
‫عليها قبل رفعها‪ ،‬أـ ال ? الجواب‪ :‬أنو يعزؿ‪ ،‬كيكمل األكلى خمسا‪ ،‬كيلحق اإلماـ في الصبلة األخرل‬
‫التي على الجنازة األخرل‪ ،‬كيدرؾ معو ما أمكن‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬إف ذلك مخالفة لئلماـ؛ ألف ذلك عذر لو‬
‫كونو لو لم يعزؿ فسدت صبلتو على األكلى‪ ،‬كخشية الفساد عذر ظاىر‪ ،‬ككما ذكر أىل المذىب في‬
‫صبلة الكسوؼ أنو يعزؿ عن اإلماـ حسبما ذكر ذلك اإلماـ المهدم عليو السبلـ‪ ،‬كالفقيو يحيى بن‬
‫حسن البحيبح‪ ،‬كيكوف عزلو عقيب الركوع الخامس من الركعةاألكلى حيث كاف مسبوقا ببعض ركوعاتها‪.‬‬
‫(من بعض الهوامش) كنسبت إلى القاضي (سعيد الهبل) رحمو اهلل‪ ) .‬للجنازة‪.‬‬
‫(كترتب الصفوؼ) ( ) كجوبا في الكبار‪ ،‬كندبا في الصغار‪( .‬قرز) ) في صبلة الجنازة (كما مر) في‬
‫صبلة الجماعة‪ ،‬فيقدـ الرجاؿ‪ ،‬ثم الخناثى‪ ،‬ثم النساء‪ ،‬كيلي كبل صبيانو‪ ،‬كال تخلل المكلفة صفوؼ‬
‫الرجاؿ كما تقدـ (إال أف) الصف (اآلخر أفضل) ( ) من كل جنس غير اإلماـ‪( .‬راكع) (قرز) (*) كأما‬
‫اإلماـ فهو أفضل إلمامتو‪( .‬زىور) بالنظر إلى كل جنس‪ ،‬فيكوف من الرجاؿ اآلخر أفضل‪ ) .‬في صبلة‬
‫الجنازة‪ ،‬دكف صبلة الجماعة‪ .‬قيل‪ :‬للبعد عن النجاسة( ) فيو نظر ػ إال كانت صبلة الموتم أفضل من‬
‫اإلماـ‪ ،‬ككذا صبلة النساء‪ .) .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬بل لندب تكثير الصفوؼ ( ) لقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو‪( :‬من صلي عليو ثبلثة صفوؼ كجبت لو الجنة)‪( .‬منتزع) ) على الجنازة‪.‬‬

‫(‪)705/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) من صفة الصبلة على الجنازة ( ) بل كلو فرادل‪ ) .‬في جماعة أف (يستقبل اإلماـ) ( ) كلو امرأة‪.‬‬
‫(سحولي) كقيل‪ :‬إنو ينعكس الحكم في حق االمرأة‪ ،‬فتستقبل سرة المرأة‪ ،‬كثدم الرجل‪( .‬مفتي) (*)‬
‫كلو صلي على جنازة منخفضة‪ .‬فلعل حكمها حكم اإلماـ إذا انخفض عن المؤتمين‪ .‬ػ كاهلل أعلم‪.‬‬
‫(حاشية سحولي) (قرز)‪ )*( .‬ندبا‪( .‬مفتي) كقيل‪ :‬كجوبا‪ .‬كىو ظاىر األزىار؛ لفعل علي عليو السبلـ‬
‫(‪ )7‬كىو توقيف‪( .‬بحر) يعني‪ :‬ىذه الهيئة‪ ،‬كأما استقباؿ جزء من الميت فبل بد منو (قرز)(‪[ )7‬ركل‬
‫ىذا زيد بن علي عليو السبلـ‪ ،‬كالمؤيد باهلل عليو السبلـ في (شرح التجريد) كىو رأم‪ :‬أىل البيت‬
‫عليهم السبلـ‪ .‬يعني‪ :‬استقباؿ سرة الرجل كثدم المراة‪( .‬ضياء ذكم األبصار)]‬
‫(*) كال بد أف تكوف الجنازة في مكاف طاىر‪ .‬ذكره (مجاىد) ك(عامر) ك(سعيد الهبل) كقرره شيخنا‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬ال يشترط‪( .‬سماع حاشية سحولي) (قرز) ) حاؿ صبلتو عليها (سرة الرجل)( ) كيكوف رأس‬
‫الميت عن يمين اإلماـ‪ ،‬كرجبله عن يساره‪ ،‬كإف عكس جاز‪ ،‬ذكره في الشرح‪( .‬بياف) )‪ ،‬كالمراد كسطو‬
‫(ك) يستقبل( ) ندبا‪( ) .‬ثدم المرأة) ( ) كالخنثى‪ .‬ك(قرز) ) كالمراد حذاء الصدر منها‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬يقف حذاء الصدر منهما جميعا‪ .‬كقاؿ مالك عند الرأس منهما جميعا‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬يقف حذاء الرأس من الرجل‪ ،‬كحذاء العجيزة من المرأة‪.‬‬
‫(ك) إذا حضر جنائز ػ فإف كانوا جنسا كاحدا متساكين في الفضل ػ رتبها كيف شاء‪ ،‬كإف كانوا أجناسا أك‬
‫مختلفين في الفصل فإف صفوفهم ترتب‪.‬‬
‫ك (يليو األفضل( ) ندبا‪ ) .‬فاألفضل)( ) ىذا إذا كردكا معا‪ ،‬كإال قدـ األكؿ فاألكؿ‪.‬‬

‫(‪)706/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) (تنبيو) فلو اجتمع طفل ككبير فإنو يلي اإلماـ الكبير؛ ألنو أفضل‪( .‬غيث) (*) في الدين‪ ،‬كالورع‪.‬‬
‫(*) لما ركاه زيد بن علي عن أبيو عن جده عليهم السبلـ عن علي عليو السبلـ قاؿ‪( :‬إذا اجتمعت‬
‫جنائز الرجاؿ كالنساء جعل الرجل مما يلي اإلماـ‪ ،‬كالنساء مما يلي القبلة) ذكره في (الشفاء) ك (أصوؿ‬
‫األحكاـ) كمثلو عن ابن عمر‪ ،‬كىو الذم ذكره الهادم عليو السبلـ في (األحكاـ)‪( .‬ضياء ذكم‬
‫األبصار) ) فتقدـ جنائز الرجاؿ األحرار مما يلي اإلماـ‪ ،‬ثم جنائز الصبياف‪ ،‬ثم جنائز العبيد( ) ثم‬
‫الخناثى‪( .‬بحر) (قرز) )‪ ،‬ثم جنائز النساء( ) كذلك ندبا‪ ) .‬ذكر ذلك الهادم عليو السبلـ في األحكاـ‪،‬‬
‫كصححو السادة‪.‬‬
‫كقاؿ في المنتخب‪ :‬تقدـ جنائز النساء على جنائز العبيد‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالصحيح األكؿ‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫يقاؿ‪ :‬على مذىبنا إذا كثرت الجنائز‪ ،‬كجعلت صفوفا ىل يكوف كل صف جنازة كاحدة ال سول‪ ،‬أـ‬
‫جنائز ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬األقرب أف كل صف جنازة ( ) كصف األصابع (قرز)‪ )*( .‬كيكوف بين كل‬
‫جنازتين قامة فما دكف إذا كانت الصبلة في غير المسجد‪ ،‬كفي المسجد كلو أكثر من قامة‪ ،‬كال يضر‬
‫تخلل جنائز النساء بين جنائز الرجاؿ‪ ،‬كجنائز األطفاؿ تسد الجناح ىنا؛ لكوف الصبلة على الجميع‬
‫سواء في الفرضية‪( .‬حاشية سحولي لفظا) ك(قرز) (*) فإف جعل الصف جنائز استقبل أحدىا ككجب أف‬
‫تكوف متصلة فبل يكوف ما بين الجنازتين ما يتسع للقائم‪ ،‬كصفوؼ الجماعة في الصبلة‪( .‬حاشية سحولي‬
‫لفظا) (*) كجوبا‪ ) .‬كاحدة‪.‬‬
‫[صفة القبر]فصل‬

‫(‪)707/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ثم)( ) كىذا صريح بأف الصبلة ليست من التجهيز‪ ) .‬بعد كماؿ تجهيزه‪ ،‬كالصبلة عليو حسب اإلمكاف‬
‫ػ يجب أف (يقبر)( ) كجوبا‪( .‬قرز) (*) الدفن فرض إجماعا‪ ،‬ككذا كضعو على أيمنو في القبر مستقببل‬
‫القبلة‪ .‬كفي (أمالي أحمد بن عيسى عليو السبلـ) بإسناده إلى ابن عباس قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا مات ألحدكم الميت فأحسنوا كفنو‪ ،‬كعجلوا إنفاذ كصيتو‪ ،‬كأعمقوا لو في قبره‪،‬‬
‫كجنبوه جار السوء) فقيل‪ :‬يارسوؿ اهلل‪ ،‬كىل ينفع الجار الصالح في اآلخرة ? فقاؿ‪( :‬ىل ينفع في‬
‫الدنيا) ?قيل‪ :‬نعم‪ .‬قاؿ‪( :‬ككذلك ينفع في اآلخرة) كمثلو في (الجامع الكافي) عن علي عليو السبلـ‪.‬‬
‫كعن زيد بن علي عن أبيو عن جده عن علي عليهم السبلـ قاؿ‪( :‬آلخر جنازة صلى عليها رسوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم رجل من بني عبد المطلب صلى عليو‪ ،‬ثم جاء حتى جلس على شفير القبر‪،‬‬
‫ثم أمر بالسرير فوضع من قبل رجلي اللحد‪ ،‬ثم أمر بو فسل سبل) ثم قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(ضعوه لجنبو األيمن مستقبل القبلة‪ ،‬كقولوا‪ :‬بسم اهلل‪ ،‬كباهلل‪ ،‬كفي سبيل اهلل‪ ،‬كعلى ملة رسوؿ اهلل‪ .‬ال‬
‫تكبوه لوجهو‪ ،‬كال تلقوه لقفاه‪ ،‬ثم قولوا‪ :‬اللهم لقنو حجتو‪ ،‬كصعد بركحو‪ ،‬كلقو منك رضوانا) فلما ألقي‬
‫عليو التراب قاـ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم فحثى في قبره ثبلث حثيات‪ ،‬ثم أمر بقبره فربع‪،‬‬
‫كرش عليو قربة من ماء‪ ،‬ثم دعا بما شاء اهلل أف يدعولو‪ ،‬كىو في (أصوؿ األحكاـ) ك (التجريد)‬
‫ك(الشفاء)‪ )*( .‬كأقلو حفرة يحجب فيها الميت‪ ،‬كتمنع السباع‪ ،‬كتمنع الرائحة من أف تظهر‪( .‬شرح‬
‫أثمار) يؤخذ من ىذا أنو يجب حفظو من السباع‪ ،‬كاألجرة من ماؿ الميت إف لم يكن لو منفق‪ ،‬كما تقدـ‬
‫في الزكج‪( .‬قرز)‪ .‬كال يجزئ البناء عليو؛ ألنو خبلؼ المشركع‪( .‬بهراف) ألنو ليس بدفن؛ إذ الدفن القاؤه‬
‫في حفرتو‪( .‬بهراف) كما أشار إليو في االية الكريمة في قولو تعالى‪{ :‬فبعث اهلل غرابا يبحث في األرض}‬
‫(*) (فصل) كالدفن فرض كفاية‬

‫(‪)708/3‬‬

‫_____________________________‬

‫إجماعا لقولو تعالى‪{ :‬فأقبره} قاؿ ابن عباس أم‪ :‬فأكرمو بالقبر‪ .‬قلت‪ :‬كلقولو تعالى‪{ :‬فبعث اهلل غرابا‬
‫يبحث في األرض ليريو كيف يوارم سوأة أخيو} فنبو على العلة‪ ،‬كىي مواراة السوأة على حاؿ مستداـ‪،‬‬
‫كاألكلى دفن النهار لمن مات فيو‪ .‬الهادم كالفقهاء كال يكره في الليل لدفنو صلى اهلل عليو كآلو ليبل‪،‬‬
‫كفاطمة ليبل‪ ،‬كأكصت بذلك‪ ،‬كقبرىا بمسجد دارىا‪ .‬أم‪ :‬مصلى دارىا‪ ،‬أك خوخة دار منبو(‪ )7‬أك‬
‫بالجادة على باب دار محمد بن زيد بن علي‪ .‬على اختبلؼ الركاية‪ ،‬كدفن أمير المؤمنين على كرـ اهلل‬
‫كجهو ليبل مخافة أف ينبشو العدك‪ ،‬كقبره عليو السبلـ برحبة [أم‪ :‬صحن ]مسجد في الكوفة‪ ،‬أك جامع‬
‫الكوفة‪ ،‬أك الغرم (‪ )0‬كىو المشهور اآلف‪( .‬بحر لفظا) (‪ )7‬اسم بقعة في المدينة‪ ،‬كقيل‪ :‬قبرىا في‬
‫البقيع‪ ،‬في المسجد الذم يصلي فيو الناس على الجنائز (‪ )0‬قولو‪" :‬كقبره في الغرم" كما يدعيو‬
‫أصحاب الحديث من االختبلؼ في قبره‪ ،‬كأنو حمل إلى المدينة‪ ،‬أك أنو دفن في رحبة الجامع‪ ،‬أك عند‬
‫باب قصر األمارة‪ ،‬أك أنو نب بو البعير الذم حمل عليو فأخذتو األعراب فباطل كلو‪ ،‬ال حقيقة لو‪،‬‬
‫كأكالده أعرؼ بقبره‪ ،‬كأكالد الناس كلهم أعرؼ بقبور آبائهم من األجانب‪ ،‬كىذا القبر ىو الذم زاره بنوه‬
‫لما قدموا العراؽ‪ ،‬منهم جعفر بن محمد عليو السبلـ كغيره من أكابرىم كأعيانهم‪ .‬كركل أبو الفرج في‬
‫(مقاتل الطالبين) بإسناد ذكره ىناؾ‪ :‬أف الحسين عليو السبلـ لما سئل أين دفنتم أمير المؤمنين ? قاؿ‪:‬‬
‫خرجنا بو ليبل من منزلو بالكوفة‪ ،‬حتى مررنا بو على مسجد األشعث‪ ،‬حتى انتهينا بو إلى الظهر بجنب‬
‫الغرم (‪( )3‬متن شرح النهج) كركم أف الصادؽ عليو السبلـ مر مسافرا فأمر صفواف الجماؿ أف ينيخ‬
‫بو في الموضع المسمى بالغرم‪ ،‬كقاؿ‪:‬‬
‫قف إذا زرت الغريا ***كابك موالؾ عليا‬
‫كقاؿ‪ :‬ركم ذلك عن الشافعي‪.‬‬

‫(‪)709/3‬‬
‫_____________________________‬

‫(*) إال الكافر‪ ،‬كالحربي‪ ،‬كالفاسق فبل يجب إال أف يتأذل (‪ )7‬ببقائهما دفنا‪( .‬بياف) كأما الذمي‬
‫كالمعاىد فقاؿ في (اإلرشاد)‪ :‬يدفن الذمي‪ .‬قاؿ في شرحو‪ :‬كجوبا؛ لحرمة الذمة (‪ )7‬كإنما ىذا كبلـ‬
‫الفقيو علي المتقدـ في الكفن‪ ،‬كالمختار خبلفو في الفاسق‪ ،‬كىو ظاىر الشرح في قولو‪" :‬ثم بعد‬
‫تجهيزه كالصبلة عليو" الخ أف ىذا في حق من يصلي عليو‪ ،‬كالفاسق ال يصلى عليو‪ ،‬كاألكلى بقاء‬
‫الكتاب على ظاىره‪.‬‬
‫(*) (فائدة) من مات من أىل الذمة تولى دفنو أىل ملتو‪ ،‬كيدفن في مقابرىم‪ ،‬كإف لم يحضر أحد من‬
‫أىل ملتو دفنو أىل اإلسبلـ مستقببل نحو بيت المقدس إلى جانب الغرب‪ ،‬إف كاف من اليهود‪ ،‬كإف كاف‬
‫من النصارل فإلى جانب الشرؽ‪ ،‬كإف كاف من المجوس فيدفن إلى قبلو اليهود أك النصارل‪ ،‬كمن مات‬
‫مرتدا أك زنديقا دفن على حسب اعتقاده الذم رجع إليو‪ .‬ذكر جميع ذلك (السيد أبو عبد اهلل)‪ .‬من‬
‫(كفاية ابن أصفهاف) كالمذىب أنو يستقبل بالذمي قبلتنا‪ ،‬ال قبلتهم‪ ) .‬أم‪ :‬يوضع في القبر (على أيمنو)‬
‫( ) كجوبا‪( .‬قرز) (*) ندبا‪( .‬بحر) ك(ىداية) كفي (الصعيترم) كجوبا‪ ،‬كمثلو في (األثمار) ألنو المعموؿ‬
‫عليو من حاؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ) .‬أم‪ :‬على جنبو األيمن (مستقببل) ( ) كجوبا‪)*( .‬‬
‫كقاؿ (القاضي أبو الغيث)‪ :‬بل ىو مسنوف‪( .‬كابل) ) بوجهو القبلة‪ ،‬كىذا ال خبلؼ فيو ( ) كيكره‬
‫المبيت في المقابر لما فيها من الوحشة‪( .‬غيث) كقاؿ (القاضي أبو العربي)‪ :‬بل ىو مسنوف‪( .‬كابل) )‬
‫(كيواريو) أم‪ :‬يدخلو حفرتو (من) يجوز (لو غسلو)( ) قاؿ في (األثمار)‪ :‬كيندب الترتيب‪ ،‬فيقدـ‬
‫الجنس‪ ،‬ثم جائز الوطء‪ ،‬ثم من يجوز لو غسلو من المحارـ‪ )*( .‬كقيل‪ :‬من يجوز لو لمسو؛ ليدخل‬
‫الزكج الفاسق فإنو يقبر زكجتو‪ ،‬كال يغلسها‪ ،‬كتخرج أمة الغير كالقاعدة‪( .‬حاشية سحولي) كقاؿ في‬
‫(األثمار)‪" :‬من لو النظر إليو" ليدخل الفاسق‪ .‬ذكره المؤلف‪ ،‬كبنى عليو‪ .‬كقاؿ (المفتي)‪ :‬من جاز لو‬
‫النظر على اإلطبلؽ جازت لو‬

‫(‪)732/3‬‬

‫_____________________________‬

‫المواراة؛ لتدخل أمتو المزكجة‪ ،‬كأمة الغير‪ ) .‬باللمس‪ ،‬فيوارم الرجل رجل‪ ،‬أك زكجتو‪ ،‬أك أمتو‪ .‬كالمرأة‬
‫امرأة‪ ،‬أك زكجها‪ ،‬أك محرمها حسب ما تقدـ تفصيلو في الغسل على ذلك الترتيب (أك) إذا لم يوجد ( )‬
‫في الميل‪ .‬كعن (المفتي) في المجلس‪ ) .‬من يجوز لو غسلو باللمس حالة القبر جاز أف يدليو (غيره‬
‫للضركرة) كىو عدـ حضور األكلى( ) في المجلس‪( .‬قرز) عند القبر‪ ) .‬باإلدالء‪ ،‬أك تعذره منو ألمر من‬
‫األمور‪.‬‬
‫قاؿ في شرح اإلبانة في إلحاد المرأة ( ) يعني‪ :‬إنزالها اللحد‪ :) .‬فإف لم يوجد نساء كال محارـ فإف‬
‫الرجاؿ األجانب يدلونها بالحباؿ على كجو ال يلمسونها‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬فلو لم يتمكنوا من الحباؿ ( ) بل كلو تمكنوا‪( .‬قرز) ) جاز لهم اللمس‬
‫بالحائل الكثيف ( ) فإف تعذر الحائل الكثيف جاز‪ ،‬كلو لم يكن إال الكفن‪( .‬قرز) (*) كإنما جاز إنزاؿ‬
‫األجنبية اللحد بالحائل دكف الغسل؛ ألف الغسل لو بدؿ‪ ،‬بخبلؼ الدفن‪( .‬حاشية سحولي) ) إف أمكن‬
‫فيدلونها‪.‬‬
‫كعن المنصور باهلل‪ ،‬كاألمير الحسين‪ :‬يجوز لؤلجانب إنزالها بحائل ( ) كلو غير كثيف‪ ،‬كالطبيب‪ .‬كقواه‬
‫(المفتي) ك(حثيث) ك(عامر) كىو ظاىر الكتاب في باب اللباس‪ )*( .‬كلو مع كجود القريب‪ .‬كفي‬
‫(الصعيترم) عند الصركرة‪.) .‬‬
‫(كتطيب أجرة الحفر) ( ) كضابطو‪ :‬أنها تحل أخذ األجرة في جميع ما يحتاج إليو الميت إال الغسل‬
‫فتحرـ األجرة (‪ )7‬عليو؛ ألنو من أحكاـ الصبلة‪ ،‬فهو تابع لها‪( .‬مجاىد) (‪ )7‬في الواجب‪( .‬قرز) )‬
‫للقبر إذا طلبها الحافر (ك) ىكذا يجوز أخذ األجرة على (المقدمات) كىي حمل الميت‪ ،‬كحمل‬
‫األحجار‪ ،‬كتأدية الماء‪ ،‬كاإلدالء في القبر( ) كأما أجرة التكفين كالقبر [كالدفن‪ .‬نخ] فبل تحل‪)7( .‬‬
‫كقيل‪ :‬تحل‪( .‬قرز) (‪ )7‬إذ ىو كاجب في نفسو‪ ،‬كغيرىا لم يجب إال تتميما لواجب فقط‪ ،‬فاألجرة أنما‬
‫حرمت على الواجب نفسو‪ ،‬ال على ما يتم إال بو‪ ) .‬كالحمل من البيت‪.‬‬

‫(‪)737/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(كندب) في التقبير تسعة أشياء األكؿ‪ :‬أف يتخذ (اللحد)( ) إال لمانع‪( .‬ىداية) كالرمل فإنو ال يحتمل‬
‫اللحد‪ ،‬أك كاف المدفوف بدينا ال يسعو إال الضرح‪ ،‬كما فعل بالباقر بأمر الصادؽ عليهما السبلـ‪.‬‬
‫(حاشية ىداية) (*) كندب سد اللحد باللبن‪ ،‬أك الحجارة‪ ،‬كسد الخزكؽ؛ لئبل يدخل عليو التراب‪.‬‬
‫(بحر) (*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬اللحد لنا‪ ،‬كالضرح لغيرنا)(‪ )7‬كىم الجاىلية‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )7‬ركاه في (أصوؿ األحكاـ) ك(شرح التجريد) ك (أمالي أحمد بن عيسى) ك(الشفاء) عن علي عليو‬
‫السبلـ‪ ) .‬في القبر‪.‬‬
‫كاللحد‪ :‬ىو أف يحفر في جانب القبر الذم يلي القبلة ( ) فلو جعل اللحد في الجانب الذم ال يلي‬
‫القبلة لم يكره؛ لدخولو تحت قولو‪ :‬صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬اللحد لنا‪ ،‬كالضرح لغيرنا)‪( .‬شرح‬
‫أثمار) ) حفرا‪ ،‬عارضا‪ ،‬مستطيبل ( ) كندب توسيع موضع الرأس كالرجلين؛ ألمره عليو السبلـ‪ ) .‬يكوف‬
‫الميت على جنبو األيمن فيو‪ .‬كالضرح‪ :‬ىو الشق في كسط القبر‪.‬‬
‫قاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالشافعي‪ :‬كيعمق( ) كيستحب توسيع القبر‪ ،‬كإعماقو قدر رجل معتدؿ يقوـ‪ ،‬كيبسط‬
‫يده مرفوعة‪ .‬قالو (المحاملي) كالقامة كالبسط قدر ثبلثة أذرع كنصف‪ .‬كقاؿ عبد اهلل بن زيد‪ :‬نصف‬
‫قامة‪ .‬كقاؿ الجمهور‪ :‬قدر أربعة أذرع كنصف‪ ،‬كىو الصواب‪ ،‬كالمذىب نصف قامة‪( .‬قرز)‪ .‬كعرضو‬
‫قدماف‪ ) .‬القبر استحبابا قدر ثبلثة أذرع كنصف‪.‬‬

‫(‪)730/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثاني‪( :‬سلو من مؤخره)( ) كيستحب أف يكوف المواركف [السالوف‪.‬نخ] لو كترا‪ ،‬إما ثبلثة‪ ،‬أك‬
‫خمسة؛ لما ركم أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم كاراه علي عليو السبلـ‪ ،‬كالعباس‪ ،‬كالثالث مختلف‬
‫فيو‪ .‬فقيل‪ :‬الفضل‪ .‬كقيل‪ :‬أسامة‪ ،‬كىو الصحيح‪ .‬كيقاـ عند القبر بعد الدفن لقراءة‪ ،‬أك دعاء‪ ،‬كذلك‬
‫ألنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم كاف إذا قبر ميتا كقف عند قبره كقاؿ‪( :‬استغفركا ألخيكم‪ ،‬كاسألوا اهلل لو‬
‫النثبيت‪ ،‬فإنو اآلف يسأؿ) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ككاف من مضى من العلماء كالفضبلء يفعلوف ذلك‪ ،‬فأما‬
‫اآلف فقد صار نسيا منسيا‪( .‬بستاف) (*) يعني‪ :‬يبدأ برأسو‪ ،‬كإال فهو يدخل من موضع رجليو‪( .‬زىرة)‬
‫(*) كإذا أكصى الميت أف يقبر في تابوت لم يمتثل أمره إال لضركرة داعية (‪ )7‬ذكره أبو مضر‪ .‬قاؿ‪ :‬ألف‬
‫ذلك معصية‪( .‬نجرم) (‪ )7‬كمن مات في بلد‪ ،‬كأكصى بدفنو في موضع منو معين‪ ،‬أك في غيره عمل‬
‫بوصيتو إاللمانع‪ ،‬كخوؼ فتنة‪ ،‬اقتداء بوصية الحسن عليو السبلـ‪( .‬ىداية) كاف الحسن عليو السبلـ قد‬
‫أكصى أخاه الحسين عليو السبلـ أف يدفنو إلى جنب جده صلى اهلل عليو كآلو كسلم إال أف يخاؼ أف‬
‫يراؽ في ذلك دـ فيقبره إلى جنب فاطمة عليها السبلـ‪ ،‬فامتنعت عائشة من ذلك‪ ،‬كخرج مركاف كمن‬
‫معو من بني أمية‪ ،‬كبقية األحزاب من قريش في السبلح‪ ،‬فماؿ أىل المدينة إلى الحسين‪ ،‬كسألوه أف ال‬
‫يفعل‪ ،‬فقبره إلى جنب أمو الزىراء في البقيع‪( .‬شرح ىداية) )‪ ،‬كصورة ذلك‪ :‬أف توضع الجنازة عند‬
‫موضع الرجلين من القبر‪ ،‬كيدخل الميت إلى القبر من جهة رأسو‪ ،‬كيسل سبل رفيقا‪ ،‬كيستحب أف يقوؿ‬
‫عند سلو إلى القبر‪ :‬بسم اهلل‪ ،‬كباهلل‪ ،‬كعلى ملة رسوؿ اهلل‪ ،‬اللهم( ) ىذا في حق الكبير‪( .‬ىامش ىداية)‬
‫) لقنو حجتو‪ ،‬كصعد بركحو‪ ،‬كلقو منك خيرا( ) المؤمن‪ ،‬كالطفل فقط‪.) .‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬يؤتى بالميت من جهة القبلة فيدلى إلى القبر عرضا ال طوال‪.‬‬

‫(‪)733/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كعن( ) مشكل على قولو‪ :‬كعن زيد‪ ،‬كجو النشكيل‪ :‬أنو قد اجمع آؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫على سل الميت من مؤخره‪ ،‬كالركاية عن زيد بن علي عليو السبلـ غير صحيحة‪) .‬زيد بن علي عليو‬
‫السبلـ في الرجل كقولنا‪ ،‬كفى المرأة( ) ألنو أسهل‪ .‬قلنا‪ :‬إيثار السنة أكلى من إيثار السهولة‪( .‬بستاف) )‬
‫كقوؿ أبي حنيفة‪.‬‬
‫(ك) الثالث‪( :‬توسيده ( ) كيرزح؛ لئبل يستلقي‪( .‬بحر) (قرز) ) نشزا) ( ) ككجهو فعل الرسوؿ صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪( .‬بحر) ) كىو المرتفع من األرض (أك ترابا)( ) أك ترابا طاىرا‪ ،‬أك لبنا‪ ) .‬كال يوسد شيء‬
‫من الوسائد( ) كلو أكصى‪ .‬كقيل‪ :‬ما لم يوص‪( .‬قرز) )‪.‬‬
‫(ك) الرابع‪( :‬حل العقود)( ) لما ركاه زيد بن علي في مجموعو عن أبيو عن جده عن علي عليهم السبلـ‬
‫أنو قاؿ‪( :‬ينزع عن الشهيد الفرك‪ ،‬كالخف) …إلى أف قاؿ‪( :‬كلم يترؾ عليو معقودا إال حلو)‪( .‬ضياء‬
‫ذكم األبصار)‪ )*( .‬في المكلف‪ .‬كقيل‪ :‬كلو صغيرا‪ ،‬كما قالوا في تطييب مساجده‪ )*( .‬إال التقطيع‬
‫فيكره‪ .‬كيندب أف يقوؿ‪ :‬اللهم أحلل ذنوبو كما حللت عقوده‪( .‬كواكب) (*) كالتلقين (‪ )7‬للميت‬
‫بدعة‪( .‬ىداية) كذكر (ابن بهراف) أخبارا كاردة في التلقين (‪ )7‬كىو أف يلقن بعد دفنو بالشهادتين‪ ،‬كما‬
‫بعدىما‪( .‬شرح ىداية) ) التي في الكفن عند رأسو كرجليو‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كفى تعليق اإلفادة يكشف كجهو‪ ،‬كخده األيمن‪ ،‬كيوضع على التراب(‬
‫) كظاىر المذىب خبلفو‪ ،‬فبل يكشف كجهو‪ ،‬كال يوضع خده على األرض‪( .‬عامر) (قرز) )‪.‬‬

‫(‪)734/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الخامس‪( :‬ستر القبر)( ) كمنها أنو يستحب أف يجعل على سرير المرأة خيمة؛ لئبل ترل‪ .‬ذكره في‬
‫(الشفاء) ك(االنتصار) كأما نصب حجر على قبر الميت الرجل‪ ،‬كحجرين علي المرأة فمن بدع العواـ‪،‬‬
‫فإف قصدكا بذلك العبلمة كلم يعتقدكه سنة‪ ،‬فبدعة مباحة‪( .‬نجرم) قاؿ في (البحر‪ :)706/0‬ال بأس بو‬
‫لقصد التمييز؛ لنصبو صلى اهلل عليو كآلو كسلم على قبر عثماف بن مظعوف‪ .‬كلفظ الحديث في ركاية أبي‬
‫داكد‪ ،‬من ركاية عبد المطلب بن أبي كداعو قاؿ‪ :‬لما مات عثماف بن مظعوف خرج بجنازتو‪ ،‬كدفن‪،‬‬
‫فأمرالنبي صلى اهلل عليو كآلو رجبل أف يأتيو بحجر فلم يستطع حملو‪ ،‬فخرج إليو النبي صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كحشر ذراعيو كحملو‪ ،‬فوضعو على رأسو‪ ،‬كقاؿ‪( :‬اعلم بو قبر أخي ألدفن إليو من مات من أىلي)‪.‬‬
‫(شرح أثمار) كعثماف بن مظعوف رضي اهلل عنو أكؿ من مات من المهاجرين في المدينة‪ .‬قيل‪ :‬ىو أخو‬
‫النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم من الرضاع‪ ) .‬بأف يسجى عليو بثوب‪ ،‬كالذم يتولى مواراة الميت يكوف‬
‫تحت الثوب‪ ،‬كال يزاؿ الثوب ممدكدا على القبر (حتى توارل المرأة) ( ) ككذا الخنثى‪ ،‬ككذا الصغيرة‪،‬‬
‫كاألمة‪ ،‬كلو كانت مع محرمها‪ ،‬فتوضع السترة‪ ) .‬في لحدىا‪ ،‬بأف ينضد عليها اللبن‪ ،‬أك الحجارة‪ ،‬أك‬
‫القصب ( ) الفارسى‪ )*( .‬الجبلؿ‪ ،‬كيسمى اليراع‪ ) .‬أك التراب‪ .‬كال يستحب ذلك( ) لما ركم عن أبي‬
‫قتادة أنو مر برجل يدفن‪ ،‬كقد سجي على قبره بثوب‪ ،‬فأخذ الثوب كمزقو [كفي (البستاف)‪ :‬كىم‬
‫بتمزيقو]كقاؿ‪ :‬ال يسجى قبر الرجل‪ .‬كمثل ىذا ال يكوف توقيفا؛ ألنو ال مساغ لئلجتهاد فيو‪ ،‬دؿ على ما‬
‫نص عليو أئمتنا عليهم السبلـ أنو ال يسجى على قبر الرجل‪( .‬شفاء) ) في حق الرجل عندنا إال أف‬
‫يكوف قد تغير ريحو( ) لما ركم أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم سجى على قبر (سعد بن معاذ) ألنو‬
‫أصيب بسهم في أكحلو رحمو اهلل فارتث‪ ،‬كتغيرت رائحتو‪( .‬شفاء) باللفظ ) فإنو يسجى عليو كالمرأة‪.‬‬

‫(‪)735/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الشافعي‪ :‬يسجى قبر الرجل كالمرأة جميعا‪.‬‬


‫(ك) السادس‪ :‬أف يحثى على القبر (ثبلث حثيات) ( ) لقوؿ على (‪ )7‬عليو السبلـ‪( :‬من حثى على ميت‬
‫ثبلث حثيات من تراب كفر اهلل عنو ذنوب عاـ) (‪ .)0‬تجرل (‪ )7‬كفي (الغيث) لقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪( :‬من حثا) إلخ‪ )0( ..‬قيل‪ :‬من الصغائر (كمن فعل ذلك كاف لو بكل ذرة من تراب حسنة)‬
‫ركاه الهادم عليو السبلـ عن علي عليو السبلـ‪ .‬قاؿ الفقيو علي‪ :‬كما زاد على ذلك كاف زيادة في‬
‫الثواب‪( .‬زىور) كيكوف كترا‪ )*( .‬كىل يصح التوكيل في الحثو ? قيل‪ :‬ال يصح‪( .‬عامر) كقيل‪ :‬يصح‪.‬‬
‫(معيار) ك(زىرة)ككنس المسجد‪ ،‬كاألضحية‪ .‬كقرره كثير من مشايخ اليمن‪( .‬ىامش تكميل) كىو قوؿ‬
‫الهادم عليو السبلـ‪ ) .‬من التراب‪ ،‬كيستحب ذلك (من كل حاضر) على القبر‪ ،‬كيكوف في حاؿ‬
‫الحثيات (ذاكرا) هلل تعالى بأف يقوؿ‪ :‬اللهم إيمانا بك‪ ،‬كتصديقا برسلك‪ ،‬كإيقانا ببعثك‪ ،‬ىذا ما كعدنا‬
‫اهلل كرسولو‪ ،‬كصدؽ اهلل كرسولو‪ ،‬كىذا كاف يقولو على عليو السبلـ إذا حثى على ميت‪.‬‬
‫قاؿ في األذكار( ) قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬إذا أردنا الجمع بين الركايتين حملنا ما ركم عن علي عليو‬
‫السبلـ أنو قبل‪ .‬كالذم في األذكارػ مقارف‪ )*( .‬أم‪ :‬من األرض خلق أصلهم‪ ،‬كىو آدـ عليو السبلـ‪.‬‬
‫كركل في (الكشاؼ) ك (الحاكم)‪ :‬أف الملك يأخذ من تراب القبر الذم يدفن فيو الميت فيذره على‬
‫النطفة‪ ،‬فلذلك قاؿ تعالى‪{:‬منها خلقناكم} اآلية‪( .‬أعقم) ) عن أصحاب الشافعي‪ :‬يكوف الحثو باليدين‬
‫معا‪ ،‬كيقوؿ في األكلى‪{ :‬منها خلقناكم} كفي الثانية‪{ :‬كفيها نعيدكم} كفي الثالثة‪{ :‬كمنها نخرجكم تارة‬
‫أخرل}‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬كال يزاد على التراب الذم خرج من القبر( ) إال لحاجة إليو‪.) .‬‬

‫(‪)736/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) السابع‪( :‬رشو) ( ) كما حولو من القبور‪ )*( .‬لرشو صلى اهلل عليو كآلو كسلم لقبر كلده إبراىيم‪،‬‬
‫كرش حولو إلى سبعة قبور‪ .‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬كاإلماـ يحيى‪ :‬كألف صب الماء البارد تفاؤال؛ لما فيو من‬
‫البرد‪ ،‬كالركح‪ ،‬كالرائحة‪ ،‬فلعل اهلل يجعل للميت في قبره ركحا‪ ،‬كرائحة‪ .‬ذكره في (شرح البحر) كىو‬
‫يفهم من كضع النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم للجريد األخضر‪ ،‬كألنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم رفع‬
‫قبر ابنو إبراىيم بيده‪ ،‬كرش عليو الماء ثبلث مرات‪( .‬شرح فتح) (فرع ) قاؿ (القرطبي) استدؿ بعض‬
‫علمائنا على نفع الميت بالقرآف عند القبر بحديث العسيب (‪ )7‬الذم شقو النبي صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم اثنين‪ ،‬كغرسو كقاؿ‪( :‬لعل اهلل يخفف عنهما ما لم ييبسا)‪ .‬قاؿ الخطابي‪ :‬ىذا عند أىل العلم‬
‫محموؿ على أف األشياء مادامت على أصل خلقها كخضرتها كطراكتها أنها تسبح حتى تجف رطوبتها‪،‬‬
‫أك تحوؿ خضرتها‪ ،‬كتنقطع عن أصلها‪ .‬قاؿ غير الخطابي‪ :‬إذا خفف عنهما بتسبيح الجريدتين‪ ،‬فكيف‬
‫بقراءة المؤمن القرآف‪ .‬قاؿ‪ :‬كىذا الحديث أصل في غرس األشجار عند القبور‪ .‬من كتاب يسمى (شرح‬
‫الصدكر في أحواؿ الموتى كالقبور لبلسيوطي)‪[ )7( .‬عن طاكس ػ قاؿ ابن عباس رضي اهلل عنهما‪( :‬مر‬
‫النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم على قبرين فقاؿ إنهما ليعذباف كما يعذباف من كبير‪ ،‬ثم قاؿ‪ :‬بلى أما‬
‫أحدىما فكاف يسعى بالنميمة‪ ،‬كأما أحدىما فكاف ال يستتر [ال يستبرئ] من بولو‪ .‬قاؿ‪ :‬ثم أخذ عودا‬
‫رطبا فكسره اثنتين‪ ،‬ثم غرز كل كاحد منهما على قبر‪ ،‬ثم قاؿ‪ :‬لعلو يخفف عنهما ما لم ييبسا ) أخرجو‬
‫البخارم في صحيحو ‪ 464 /7‬رقم ‪ ) ]7370‬أم‪ :‬رش القبر بعد استكماؿ كضع التراب كالحصى‬
‫عليو‪.‬‬
‫كالثامن‪( :‬تربيعو) ( ) لفعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم في قبر كلده إبراىيم‪ ،‬كعمو الحمزة‪ ،‬فإنو ربعهما‪.‬‬
‫حكاه في (الشفاء)‪ ) .‬كصورتو أف يكوف لو أربعة أركاف‪.‬‬

‫(‪)737/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬التسنيم أفضل‪ .‬كركم ذلك عن القاسم( ) قاؿ في (المقنع)‪ :‬أجمع آؿ رسوؿ اهلل صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم على تربيع القبر‪ ،‬كعلى سل الميت من مؤخره‪ .‬فينظر في الركاية عن القاسم‪ ،‬كزيد‬
‫بن علي عليهما السبلـ‪.) .‬‬
‫(ك) التاسع‪( :‬رفعو)( ) كقد يجب رفعو حيث يؤدم تركو إلى استطراقو‪( .‬شامي) ) من فوؽ األرض بأف‬
‫يوضع عليو تراب‪ ،‬أك حصى‪ ،‬أك حجارة قدر ما يرفعو فوؽ األرض (شبرا) ( ) كال يرفع إذا خشي أخذ‬
‫كفنو‪ )*( .‬ركاه أمير المؤمنين عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ) .‬ليعرؼ‪.‬‬
‫(ككره) في القبر سبعة أشياء األكؿ (ضد ذلك) ( ) صوابو‪ :‬خبلؼ ذلك‪( .‬مفتي) (*)فيما لو ضد‪ ،‬كأما‬
‫ما ال ضد لو فالمكركه فيو تركو‪ .‬ك(قرز) (*) يعني‪ :‬كره تركها؛ ألف الترؾ ليس بضد‪( .‬سيدنا صبلح بن‬
‫محمد السبلمي رحمو اهلل) ) المندكب الذم تقدـ في التسعة األشياء إال لعذر‪.‬‬

‫(‪)738/3‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) الثاني‪( :‬اإلنافة( ) كيقاؿ‪ :‬قد دخلت اإلنافة في قولو‪" :‬ضد ذلك" كإنما ذكر اإلنافة ليستثنى منو‬
‫الفاضل‪ ) .‬بقبر) الميت‪ ،‬كىو أف يرفع بناءه زائدا على شبر‪ ،‬فإف ذلك مكركه( ) ما لم يخش أف‬
‫يستطرؽ فبل كراىة‪ ،‬كال يبعد كجوب ذلك‪( .‬شامي) )‪ ،‬كإنما يكره إذا كاف الميت (غير فاضل)( ) كال‬
‫بأس بما يكوف تعظيما لمن يستحقو‪ ،‬كالمشاىد‪ ،‬كالقباب (‪ )7‬التي تعمر لؤلئمة كالفضبلء‪ ،‬فلو أكصى‬
‫من ال يستحق القبة كالتابوت بأف يوضع على قبره ? قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬يمتثل؛ ألنو مباح‪ .‬كقيل‪ :‬ال‪.‬‬
‫(بياف) (قرز)‪ .‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬فلو قبر ميت في دار كجب رفع ما فوقو من سقوفها المملوكة‪ ،‬حيث‬
‫دفن برضاء مالكها‪( .‬بياف لفظا) (قرز) (‪ )7‬إذا كاف ذلك في ملك فاعلو‪ ،‬أك مباح من دكف كراىة‪ ،‬كأما‬
‫فعل ذلك في المقبرة المسبلة ػ فيحرـ ذلك‪ ،‬سواء كانت موقوفة‪ ،‬أك مجعولة لدفن المسلمين عموما من‬
‫دكف كقف؛ ألف ذلك خبلؼ مالو (شرح أثمار بلفظو)‪ .‬كفي حاشية‪ :‬في ملك‪ ،‬أك مباح‪ ،‬أك جرل العرؼ‬
‫بحيث يرضى المسبل بذلك فبل بأس‪( .‬قرز) ) مشهور الفضل‪.‬‬

‫(‪)739/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثالث‪( :‬جمع جماعة)( ) (مسألة ) كندب جمع موتى أقارب في موضع كاحد؛ لقولو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم في عثماف بن مظعوف‪( :‬ألجمعن إليو من مات من أىلي)‪( .‬بحر‪ ) )706/0‬أك اثنين في قبر‬
‫كاحد (إال لتبرؾ) بجمعهم‪ ،‬كما ركم أنو قبر الحسن بن علي‪ ،‬كعلي بن الحسين‪ ،‬كالصادؽ‪ ،‬كالباقر إلى‬
‫جنب فاطمة( ) ليس قبرا كاحدا‪ )*( .‬لعل المراد ألصقت قبورىم بقبرىا‪ ،‬ال أف قبرىا نبش‪ ،‬ككذا قبر من‬
‫بعدىا‪ ،‬ال أنو نبش القبر إلدخاؿ ميت آخر‪ ،‬فهو حراـ؛ لما فيو من ىتك الحرمة‪( .‬بستاف) ) (عليهم‬
‫السبلـ) (أك ضركرة ( ) كذلك نحو أال يوجد مكاف إال موضع كاحد‪ ،‬ككثر الموتى‪ ،‬أك ال يوجد من يحفر‬
‫لهم‪( .‬تعليق لمع) ) داعية إلى أف يقبر جماعة في قبر جاز ذلك‪ ،‬كال كراىة( ) كما أمر الرسوؿ صلى اهلل‬
‫عليو كآلو يوـ أحد أف يدفن في القبر الواحد االثناف‪ ،‬كالثبلثة‪ ،‬لما أصابهم الجهد‪ ،‬ككثر القتلى‪( .‬غيث)‬
‫)‪ ،‬كيحجز( ) كجوبا‪( .‬مفتي) ك(زىور) كلو بين الرجل كامرأتو‪( .‬قرز) كال فرؽ بين العورة كغيرىا‪ ) .‬بين‬
‫كل اثنين بتراب أك حجارة‪ ،‬كيقدـ إلى القبلة أفضلهم ( ) ندبا‪ )*( .‬كالوجو في األمرين‪ :‬أما الحجز‬
‫فللمحافظة على اإلفراد‪ .‬كأما التقدـ فليلي الزائر‪ ،‬كما يلي المصلي األفضل‪.) .‬‬
‫(ك) الرابع (الفرش)( ) كأما ما ركم أف شقراف مولى النبي صلى اهلل عليو كآلو ألقى في قبر النبي صلى‬
‫اهلل عليو كآلو قطيفة كاف يجلس عليها في حياتو‪ ،‬فذلك مخصوص بو‪( .‬غيث) ألف شقراف كره أف‬
‫يجلس عليها غيره‪ ،‬كلم ينكر عليو‪( .‬ديباج معنى) (انظر ىامش البحر ‪ ) )708/0‬في القبر كالوسائد؛‬
‫ألف ذلك إضاعة ماؿ‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كظاىر إطبلؽ أصحابنا أف الكراىة للتنزيو‪ ،‬كال يبعد أنها للحظر؛ ألف إضاعة الماؿ‬
‫محظورة‪.‬‬

‫(‪)742/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الخامس‪( :‬التسقيف) للقبر؛ ألف ذلك من البناء ( ) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال تبنوا القبور‪ ،‬كال‬
‫تجصصوىا) ركاه جابر‪ ،) .‬كقد نهي عنو‪ ،‬فلو سقف القبر من داخلو‪ ،‬ككاف على ىيئة السقف ال على‬
‫صفة كضع اللبن كره‪.‬‬
‫(ك) السادس‪ :‬إدخاؿ (اآلجر)( ) قاؿ في الشرح‪ :‬ألنو من البناء‪ ،‬كقد نهي عنو‪ .‬كقيل‪ :‬ألنو قد أحرؽ‬
‫ففي استعمالو تفاؤؿ [تشاؤـ‪ .‬ظ] بالحريق نعوذ باهلل منو‪ )*( .‬ككذا فوقو‪( .‬قرز) ) فيما يوارل بو الميت‬
‫في قبره‪ ،‬فإنو يكره‪ ،‬فإف لم يوجد غيره زالت الكراىة‪.‬‬
‫(ك) السابع‪( :‬الزخرفة)( ) كال كتبو من داخل مطلقا‪ ،‬كخارجو لمن ال فضل لو‪( .‬قرز) ) للقبر‪ ،‬كىي تزيينو‬
‫بالتجصيص كالقضاض كنحوىما؛ ألنو قد كرد النهي عن ذلك (إال رسم االسم) ( ) ليعرؼ؛ فيقصد‬
‫بالدعاء كالزيارة لو‪ ،‬كلما مر من حديث عثماف بن مظعوف‪ )*( .‬ألمره صلى اهلل عليو كآلو بالزيارة‪ ،‬بقولو‪:‬‬
‫(كنت نهيتكم عن زيارة القبور أال قزكركىا) كال يمكن زيارتها إال بأف تكوف متعينة‪ ،‬متميزة‪( .‬غيث) ) في‬
‫لوح من حجارة أك خشب يكتب فيو اسم الميت‪ ،‬كالصخر ( ) ألنو من جنس األرض‪ ) .‬أكلى‪.‬‬
‫(كال ينبش) الميت بعد أف نضد عليو اللبن( ) بكسر البلـ كالباء‪( .‬ضياء) كقيل‪ :‬بفتح البلـ‪ ،‬ككسر‬
‫الباء‪ ،) .‬كأىيل التراب( ) أكثره‪ .‬كفي (البياف) الذم يحتاج إلى عناية‪ ) .‬كلو كاف النبش (لغصب ( )‬
‫كإذا نبش من قبر في مغصوب كاف الغاصب أحق بو من المالك‪ ،‬مع دفع القيمة‪ .‬بل مالكو أكلى (‪)7‬‬
‫ألنها قيمة حيلولة‪ .‬كلفظ (البياف) (مسألة) من أعار أرضو للقبر إلخ‪ )7( .‬ككذا الكبلـ في الكفن‪.‬‬

‫(‪)747/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) ألنو يملك موضع القبر مع الغصب‪ ،‬ال مع العارية كنحوىا كاإلجارة فإنو ال يملك (‪ )7‬كإذا قبر في‬
‫غير موضعو الذم أكصى أف يقبر فيو لم ينبش‪ .‬ذكره المؤيد باهلل‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬لكن تحرـ المخالفة‬
‫في ملكو‪ ،‬ال في المباح فتكره فقط‪( .‬نجرم) (قرز) (‪ )7‬فيصح رجوعو‪ ،‬كيكوف لو األجرة من يوـ‬
‫الرجوع حتى يندرس‪( .‬شرح أثمار) (قرز) ) قبر) ( ) كلو في مسجد‪ ،‬كلو ذميا‪ ) .‬ذكره المؤيد باهلل‪ ،‬كأبو‬
‫طالب؛ ألف دافنو استهلكو بالدفن( ) كعليو قيمة الحيلولة‪ ،‬كعلى الحافر أرش الحفر‪ .‬ك(قرز) )‪ .‬كعن‬
‫القاضى زيد‪ :‬ال يكوف استهبلكا( ) كىو أحد قولي المنصور باهلل‪ ،‬كاختاره موالنا المتوكل على اهلل‪ ،‬كبنى‬
‫عليو السيد أحمد الشرفي في شرحو على األزىار‪ .‬قاؿ الشرفي رحمو اهلل‪ :‬ألنو إذا جاز نبش القبر لمتاع‬
‫سقط‪ ،‬فباألكلى أف يجوز‪ ،‬بل يجب لغصب القبر كنحوه‪ .‬قلنا‪ :‬جنسهما عبادة‪ ،‬كللميت إليهما حاجة‬
‫بخبلؼ المتاع‪( .‬صعيترم) (قرز) ) (أك) غصب (كفن ( ) فلو نبش ىل يعود الثوب لمالكو؛ ألف القيمة‬
‫للحيلولة أـ ال ? قاؿ في (البياف)‪( :‬مسألة) من أعار أرضو للقبر ثم زاؿ عنو الميت انتفع بو مالكو‪ ،‬ككذا‬
‫في الغاصب المستهلك لو‪ ،‬كلعل الكفن مثل القبر‪ ،‬كإال فما الفرؽ‪ )) .‬ألف ذلك استهبلؾ أيضا‪ ،‬ذكره‬
‫اإلماـ يحيى بن حمزة‪ ،‬كيستقر ضمانو على الدافن( ) ما لم يكن مغركرا فعلى المكفن‪( .‬قرز) (*) كيرجع‬
‫على من غره‪ ،‬فإف جهل‪ ،‬أك لم ينحصر فبل ضماف‪ .‬فينظر في الرجوع على من غره؛ ألنو جاف‪ .‬ال كجو‬
‫للتنظير؛ ألنو مما يصح التوكيل فيو‪ ،‬كيكوف من صور قولو في الغصب‪" :‬غالبا"‪( .‬قرز) [في قولو‪" :‬أك‬
‫جنى (غالبا)"‪ .) .‬كقيل على المكفن‪.‬‬

‫(‪)740/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال) ينبش (لغسل ( ) كلعلو في الثبلثة إجماع‪( .‬ضياء ذكم األبصار) (*)قاؿ سيدنا جماؿ الدين‪ :‬كإذا‬
‫خرج منو ناقض بعد النبش ػ غسل‪ ،‬ككفن‪ ،‬كصلي عليو؛ ألف الصبلة مترتبة على الغسل‪ ،‬كقد بطل‪.‬‬
‫ك(قرز) )‪ ،‬كتكفين‪ ،‬كاستقباؿ‪ ،‬كصبلة) ألف ىذه يسقط كجوبها بعد الدفن( ) كإذا نبش بعد الدفن عاد‬
‫عليو كل ما كجب قبل الدفن إذا لم يفعل ذلك‪ .‬كإف كاف قد يمم كصلي عليو ثم نبش‪ ،‬فبل يعاد الغسل‬
‫كالصبلة؛ إذ قد فعل ما أمر بو الشرع في ذلك الوقت‪.) .‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬فأما لو صلي عليو كرأسو في موضع رجليو فإف الصبلة تصح( )‬
‫كتكره‪( .‬بستاف) )‪ ،‬كلو تعمد ذلك‪ ،‬ذكره في الشرح‪.‬‬
‫(كال تقضى)( ) لما ركم عن علي عليو السبلـ قاؿ‪( :‬صلى بنا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم على‬
‫جنازة‪ ،‬فلما فرغنا من دفنها جاء رجل فقاؿ‪ :‬يارسوؿ اهلل إني لم أدرؾ الصبلة أفأصلي على القبر ? قاؿ‪:‬‬
‫ال‪ .‬كلكن قم على قبر أخيك‪ ،‬كترحم عليو‪ ،‬كاستغفر لو) حكاه في (الشفاء) كغيره‪( .‬ضياء ذكم‬
‫األبصار) ) الصبلة إذا دفن قبلها‪ ،‬كقضاؤىا أف يصلي على القبر‪.‬‬
‫كقاؿ أبو العباس‪ :‬إنو إذا لم يكن قد صلى عليو أحد صحت الصبلة على القبر‪ ،‬كلم يحد( ) قلنا‪ :‬قد‬
‫حد بيوـ‪.) .‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كمالك‪ ،‬كصاحب الوافي‪ :‬تصح إلى كقت محدكد‪.‬‬
‫فقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالوافي‪ :‬قدر ثبلثة أياـ( ) غير اليوـ الذم مات فيو‪ .) .‬كقاؿ مالك‪ ،‬كىو قوؿ‬
‫الشافعي‪ :‬إلى شهر‪.‬‬

‫(‪)743/3‬‬
‫_____________________________‬

‫كقاؿ بعض أصحاب الشافعي‪ :‬إلى أف يبلى( ) قيل‪ :‬الميت‪ .‬كقيل‪ :‬الكفن‪ .) .‬كقاؿ محمد‪ :‬إلى أف‬
‫يتمزؽ( ) قيل‪ :‬الكفن‪ .‬كقيل‪ :‬الميت‪( )*( .‬مسألة) كيجوز نقل الميت من قبره إلى موضع آخر لمصلحة‬
‫لو‪ ،‬أك لغيره حي أك ميت‪ .‬يعني‪ :‬مصلحة دينية‪ ،‬نحو نقل المسلم من بين قبور الكفار أك الفساؽ‪ ،‬أك‬
‫إلى موضع يجتمع فيو المسلموف للطاعات‪ ،‬أك عند الخوؼ من عدك‪ ،‬أك سبيل‪ ،‬أك غيره‪ .‬ككذلك يجوز‬
‫نقل الكفار من بين قبور المسلمين‪ ،‬ككذلك الفاسق إذا سمع عذابو‪( .‬بستاف) ذكره السيد يحيى بن‬
‫الحسين في الياقوتة‪ .‬كاألكلى‪ :‬كإف لم يسمع عذابو‪( .‬قرز) كما نقل اإلماـ يوسف بن يحيى بن الناصر‬
‫بن الهادم عمو المختار لدين اهلل القاسم ابن الناصر بن أحمد من قبره الذم في ريدة إلى صعدة‪ ،‬ككاف‬
‫قتل (‪ )7‬شهيدا عليو السبلـ‪ .‬كنقل المنصور باهلل من كوكباف‪ ،‬إلى ضفار كغيره‪( .‬شرح فتح) (‪ )7‬قتلو‬
‫بنو الضحاؾ بريدة‪ ،‬كدفن فيها‪ ،‬ثم نقل إلى صعدة [بعد أكثر من ثبلثين عاما] كقبره بالمشهد المقدس‬
‫مشهد جده الهادم‪( .‬شرح ىداية)‪.‬‬

‫(‪)744/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كممن نقل اإلماـ أحمد بن الحسين عليو السبلـ نقل بعد أف قتل بشوابة‪ ،‬فأقاـ في الموضع الذم قبر‬
‫فيو ثبلث سنين‪ ،‬ثم نقل إلى ذيبين‪ ،‬ثم نقل كدفن إلى جنب الشريفة الفاضلة زينب(‪ )7‬بنت حمزة بن‬
‫أبي ىاشم‪ )7( ،‬في نسخة زبانة‪ ،‬كىي الشريفة الفاضلة العالمة ابنة أبي ىاشم‪ ،‬كزينب ابنة أخيها حمزة‬
‫بن أبي ىاشم‪ ،‬كعمتها أعلم منها‪ ،‬فكانت ممن يرغب عن األزكاج‪ ،‬كالتي قبر اإلماـ المهدم إلى جنبها‪،‬‬
‫ىي زبانة‪ ،‬قد شرح المنصور باهلل أمرىما في رسالة (البياف كالثبات إلى كافة البنين كالبنات)‪( .‬شرح‬
‫ىداية) ككذلك اإلماـ المهدم عليو السبلـ محمد بن المطهر نقل من ذل مرمر إلى جامع صنعاء‪ ،‬كبذؿ‬
‫أىل صنعاء في دخولو خمسين ألف دينار‪ ،‬كاإلماـ المهدم علي بن محمد توفي في ذمار‪ ،‬ككاف قد‬
‫أكصى إلى كلده الناصر عليو السبلـ أف يدفنو في صعدة فوقف في تابوت في الدار التي توفي فيها‬
‫شهرين كعشرة أياـ‪ ،‬كنقل إلى صعدة‪( .‬ىامش ىداية) كاألصل في نقل الميت شرع من قبلنا كصية‬
‫يعقوب ليوسف لما صار بمصر أمر أف يدفن بالشاـ إلى جنب أبيو إسحق عليهم السبلـ‪.‬‬
‫(*) قاؿ في المنهاج‪ :‬كيحسن من الزائر قراءة الحمد‪ ،‬كالصمد‪ ،‬كآية الكرسي‪ .‬كركم عنو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم أف الزائر إذا قرأ (قل ىو اهلل أحد) ثبلث مرات يخط في كل مرة خطا على القبر لم تزؿ‬
‫الرحمة تنزؿ ماداـ ذلك الخط‪ ،‬كإف طاؿ الوقوؼ حسن قراءة (يس) ك(تبارؾ)‪( .‬منهاج)‪.‬‬
‫كفي (شرح ابن (بهراف) ما لفظو‪ :‬كيكره للزائر مسح لوح القبر‪ ،‬كالتماس أركانو‪ ،‬كالتخطيط على ترابو‬
‫كنحو ذلك كما يفعلو العواـ؛ ألف ذلك جميعو بدعة‪ ،‬ككل بدعة ضبللة‪( .‬بلفظو)‪.‬‬
‫(‪)745/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(مسألة) كندبت زيارة القبور لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬زكركىم) الخبر (‪ )7‬كلزيارة أمو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪ .‬كيسلم على المؤمنين‪ ،‬كيستغفر لهم‪ ،‬كفعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ .‬اإلماـ يحيى‪ :‬كتحرـ‬
‫على النساء؛ للعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم الزائرات‪ .‬قلت‪ :‬ليس على اإلطبلؽ إال حيث ثم زينة؛ لعدـ‬
‫نكير السلف زيارتهن قبره صلى عليو كآلو كسلم كغيره‪ ،‬كال يكره االنتعاؿ في القبور عند األكثر؛ لقولو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إف الميت ليسمع خفق نعالهم)‪( .‬بحر بلفظو) (‪ )7‬كىي دكاء قسوة القلب‪.‬‬
‫(ىداية) ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو كاف إذا دفن ميتا كقف عند قبره كقاؿ‪( :‬استغفركا‬
‫ألخيكم‪ ،‬كاسألوا اهلل لو التثبيت فإنو اآلف يسأؿ)‪( .‬شرح بحر) [ىامش البحر ‪ )*( ]730/0‬ركل‬
‫األمير الحسين مسندا إلى النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪( :‬من كقف على قبر مسلم فقاؿ‪:‬‬
‫الحمد هلل الذم ال يبقى إال كجهو‪ ،‬كال يفنى إال خلقو‪ ،‬كال يدكـ إال ملكو‪ ،‬كأشهد أف ال الو إال اهلل كحده‬
‫ال شريك لو‪ ،‬إلها كاحدا أحدا‪ ،‬فردا صمدا‪ ،‬كترا لم يتخذ صاحبة كال كلدا‪ ،‬كلم يكن لو كفؤا أحد‪،‬‬
‫كأشهد أف محمدا عبده كرسولو صلى اهلل عليو كآلو جزل اهلل محمدا عنا خيرا بما ىو أىلو‪ ،‬كصلى اهلل‬
‫عليو كعلى عترتو الطاىرين األخيار المصطفين األبرار‪ ،‬الذين أذىب اهلل عنهم الرجس كطهرىم تطهيرا‪،‬‬
‫كأصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو المحقين آمين غفر اهلل للميت ذنوب خمسين سنة‪ ،‬ككتب لقائلو‬
‫خمسة كأربعين درجة في الجنة) كفي ركاية (غفر للميت ذنوب خمسين سنة‪ ،‬ككتب لقائلو خمسة‬
‫كأربعين ألف حسنة‪ ،‬كمحي عنو مثلها‪ ،‬كرفع لو مثلها في الجنة)‪ .‬عن الفقيو حسين بن محمد الشظبي‪،‬‬
‫عن كالده‪ ،‬عن الهادم بن تاج الدين‪ ،‬عن األمير الناصر للحق الحسين بن محمد قدس اهلل ركحو‪ ،‬يرفعو‬
‫إلى النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪.) .‬‬
‫تنبيو‬
‫أما من قد صلى على الميت فإنو ال يعيد الصبلة عليو إجماعا دفن أـ ال‪.‬‬

‫(‪)746/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما من لم يصل فعند الشافعي‪ :‬لو أف يصلي دفن أـ ال‪ ،‬صلي عليو أـ ال‪.‬‬
‫كمذىبنا أنو إف صلي عليو لم يصل أحد بعد ذلك‪ ،‬دفن أـ ال‪.‬‬
‫(بل) يجوز( ) بل يجب‪( .‬قرز) ) أف ينبش ( ) فإف قيل‪ :‬ىبل كاف الكفن المغصوب‪ ،‬كالمغصوب من‬
‫األرض كالمتاع ينبش لهما ? قلنا‪ :‬جنسهما عبادة‪ ،‬كللميت إليهما حاجة‪ .‬بخبلؼ المتاع‪ ،‬فليس من‬
‫جهاز الميت فافترقا‪( .‬صعيترم) ك(قرز) ) (لمتاع سقط)( ) ككذا من علق طبلؽ زكجتو بالحمل‪ ،‬كأف‬
‫يقوؿ‪ :‬إف كاف ذكرا فأنت يا فبلنة طالق‪ ،‬كإف كاف أنثى فأنت يا فبلنة طالق فإنو ينبش‪( .‬قرز) (شرح‬
‫أثمار) كفي (حاشية سحولي)‪ :‬المذىب ال ينبش‪ )*( .‬لخبر المغيرة بن شعبة حين أسقط خاتمة في قبر‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ليكوف آخر الناس عهدا بو‪ ) .‬في القبر‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬إذا كاف لو قيمة ( ) أك ال يتسامح بمثلو‪( .‬قرز) ) (كنحوه) ( ) كىل ينبش الميت‬
‫ليعرؼ ىل بو أثر القتل أـ ال‪ .‬ظاىر (البستاف)‪ :‬ال ينبش بعد الدفن لذلك‪ .‬يقاؿ‪ :‬قد صح أف الميت‬
‫ينبش للمتاع كنحوه‪ ،‬كما ذكر‪ ،‬فهبل كاف كذلك‪ .‬كقد ذكره في بعض الحواشى؛ ألف فيو تفويت حق‬
‫الغير‪ .‬فيحقق‪ .‬كفي (شرح ابن بهراف) ما لفظو‪ :‬الثالثة‪ :‬أف يشهد على من يعرؼ صورتو ال نسبو‪ ،‬ثم‬
‫يموت فينبش ليعرؼ إذا عظمت الواقعة‪ ،‬كاشتدت الحاجة‪ ،‬كلم تتغير صورتو (ذكره الغزالي)‪( .‬حاشية‬
‫سحولي)‬

‫(‪)747/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(*) كأجرة النبش‪ ،‬كالدفن على صاحب المتاع إف سقط باختياره‪ ،‬كإف سقط بغير اختياره فيحتمل أف‬
‫األجرة عليو مع جهل الدافن‪ .‬ك(قرز) كيحتمل أف األجرة (‪ )7‬على الدافن مع علم الدافن (‪( .)0‬شرح‬
‫حفيظ) (‪ )7‬قياس ما يأتي في الغصب أف ال شيء على الدافن إال األرش‪ ،‬كىو ىنا غير متعد بالدفن فبل‬
‫شيء عليو ال أرش كال أجرة‪ )0( .‬كالفرؽ بين األرض‪ ،‬كالمتاع‪ ،‬كالكفن المغصوبة‪ :‬أف األرض كالكفن‬
‫من تجهيز الميت يملكو‪ ،‬فكاف استهبلكا‪ ،‬بخبلؼ المتاع فلم يستهلكو‪ .‬كقد ذكر معنى ذلك في‬
‫(الصعيترم)‪ ) .‬كىو أف ينكشف أف الميت كاف ابتلع جوىرة لغيره أك لو‪ ،‬كىو مستغرؽ بالدين أك غير‬
‫مستغرؽ‪ ،‬كزادت على الثلث‪ ،‬كلم يجز الورثة فإنو ينبش‪ ،‬كيشق بطنو لذلك كما تقدـ‪.‬‬
‫(كمن مات في) السفينة في (البحر‪ ،‬كخشي تغيره) بالريح أك غيره( ) يتفسخ‪ ) .‬إذا ترؾ حتى يدفن في‬
‫البر (غسل‪ ،‬ككفن) كصلي عليو (كأرسب)( ) لئبل يطفو‪( .‬شرح ىداية) (*)بمثقل على أيمنو كجوبا‪،‬‬
‫مسقببل كجوبا‪ .‬ك(قرز) (شرح ىداية) ) في البحر‪ .‬ككذا إذا خشى أخذ الماؿ ( ) يعني‪ :‬مع عدـ تغيره‪.‬‬
‫(*) كلو قل‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز) ) عليو أك على غيره‪.‬‬

‫(‪)748/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) حرمة (مقبرة المسلم ( ) كيكره المبيت فيها‪ ،‬كبناء مسجد فيها؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(ال تتخذكا قبرم كثنا) كتفصل القباب عن المسجد‪ .‬قلت‪ :‬كتكره الصبلة فيها للخبر‪( .‬بحر بلفظو)‬
‫ك(قرز) (*) القبر جميعو‪ ،‬حيث ىو المعتاد‪ ،‬ال موضع الميت فقط‪( .‬قرز) ألف جدار القبر منو بخبلؼ‬
‫جدار المسجد‪ ،‬حيث كانت العمارة خارجة من عرصة المسجد‪( .‬قرز) )‪ ،‬كالذمي) ثابتة (من الثرل إلى‬
‫الثريا ( ) كظاىر الكتاب أف حرمة المقبرة كحرمة المسجد‪ ،‬فيحرـ االستعماؿ‪ ،‬فعلى ىذا التهوية عليها‪،‬‬
‫كما ذكركا في المسجد‪ ،‬كأما البصق فيها‪ ،‬أك في ىوائها‪ ،‬فهل ىو كذلك ? أـ ذلك خاص في المسجد‬
‫للخبر ? فينظر‪( .‬حاشية سحولي لفظا) ) فبل) يجوز أف (تزدرع( ) بعد الدفن فيها‪ ،‬كأما قبلو‪ ،‬أك قد قبر‬
‫في بعضها فتزرع للمصلحة‪ ،‬كيعتبر أذف المتولي‪ ،‬كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬كاألذف يتصور فيما لم يكن‬
‫قد قبر فيها‪( .‬قرز) (*) كال رعى نباتها؛ ألنو يفسدىا كيخربها‪( .‬ىداية) (قرز) كأما أخذ الشجر فيجوز‬
‫على كجو ال يستعمل‪ )*( .‬إذ ىو استعماؿ‪ ،) .‬كال) يستعمل (ىواؤىا) فبل يمد عليها عنب‪ ،‬كال يتخذ‬
‫فوقها سقف( ) مملوؾ‪ ،‬يحترز ممن يستحق التعظيم فتجوز القباب كما مر‪ ،) .‬كال شيء مما يشغل‬
‫الهواء‪.‬‬

‫(‪)749/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كال تزاؿ ىذه الحرمة ثابتة للمقبرة (حتى يذىب قرارىا) ( ) كالعبرة بأجزاء الميت ال بالقرار‪( .‬قرز)‬
‫) بأف يخدده السيل‪ ،‬كيذىب بما فيو من العظاـ فإذا صارت كذلك زالت الحرمة (كمن فعل) أثم‪ ،‬ك‬
‫(لزمتو األجرة)( ) أجرة المثل‪( .‬قرز) ) كتكوف (لمالك المملوكة) حيث يكوف مالكها معركفا منحصرا‪،‬‬
‫كلم يسبلها للقبر‪ ،‬بل أعارىا( ) أك غصبت عليو فقبر فيها‪( .‬ىداية) (قرز) ) (ك) إف لم تكن مملوكة‪ ،‬بل‬
‫مسبلة صرفت األجرة في (مصالح المسبلة) بأف يعمر( ) في مقابر المسلمين يعمر بها عليها إف‬
‫احتاجت العمارة جملة أك تفصيبل (‪ )7‬كيتولى ذلك من لو كالية‪ ،‬فإف لم يحتج إلى عمارة صرؼ إلى‬
‫مصالح المسلمين‪ ،‬ككاليتو إلى من ىو عليو عند الهدكية‪( .‬بياف لفظا) من باب اإلحياء كالتحجر (‪)7‬‬
‫الجملة‪ :‬عمارة داير عليها‪ .‬كالتفصيل‪ :‬عمارة القبور‪( .‬زىور) (قرز) ) ما خرب منها ( ) كيسلم ذاؾ‬
‫للمتولي‪ ) .‬كيسددىا (فإف استغنت) بأف تكوف عامرة (فلمصالح) األحياء من المسلمين( ) كصورة ذلك‬
‫أف يوقفها المسلم ليوارل فيها جيفة من مات من الذميين فتكوف قربة‪ ،‬كمن القربة دفع األذية عن‬
‫المسلمين فيصح ذلك‪ ،‬أك كاف على ذمي معين‪( .‬ىداية) (قرز) ) كالذميين‪ ،‬لكن تكوف لمصالح (دين‬
‫المسلمين) ( ) كدنياىم‪( .‬تذكرة) (قرز) ) كالمساجد‪ ،‬كالمدارس‪ ،‬كنحوىما( ) العلماء كالمتعلمين‪)*( .‬‬
‫كإليو الوالية عند الهدكية‪ ،‬حيث دفع إلى من يتملك‪ ،‬ال إلى مصالح المسجد كنحوه فإلى المتولي‪.‬‬
‫(قرز) ) (ك) أجرة مقابر الذميين ( ) كتكوف كالية ذلك إلى اإلماـ‪ )*( .‬ينظر من الواقف على أىل الذمة‬
‫? يقاؿ‪ :‬الواقف مسلم لدفع أذية جيفتهم عن المسلمين‪( .‬سماع مفتي) ) لمصالح (دنيا)( ) فإف لم‬
‫يوجد فلمصالح ديننا أك دنيانا أك دنيانا‪ .‬فإف لم توجد فلمصالح ديننا‪( .‬كواكب) من باب اإلحياء‪ ،‬كلعلو‬
‫حيث ال بيت ماؿ لهم‪ ،‬كإال كاف لو على قوؿ يحيى عليو السبلـ‪ ) .‬األحياء من (الذميين) كالطرؽ( )‬
‫فإف استغنت فلمصالح‬

‫(‪)752/3‬‬

‫_____________________________‬

‫المسلمين عند المؤيد باهلل‪ ،‬كلبيت الماؿ عند الهادم‪( .‬بياف) )‪ ،‬كالمناىل( ) التي للشرب ال للتطهير‪.‬‬
‫(قرز) ) دكف البيع( ) البيع للنصارل‪ ،‬كالكنائس مساجد اليهود‪ ،‬كبيوت النار مساجد المجوس‪( .‬دكارم)‬
‫)‪ ،‬كالكنائس‪.‬‬
‫(كيكره اقتعاد القبر)( ) فإف فعل فكفارتو قراءة آية (قل ىو اهلل أحد)‪ )*( .‬كالكراىة للحظر‪( .‬قرز)‪)*( .‬‬
‫كالوجو فيو ما ركم عن النبي صلى اهلل عليو كآلو أنو قاؿ‪( :‬ألف يجلس أحدكم على جمرة فتحرؽ ثيابو‬
‫حتى تصل إلى جلده خير لو من أف يجلس على قبر)‪( .‬لمعة) قاؿ األمير الحسين‪ :‬دؿ ذلك أنو ال يجوز‬
‫استطراؽ القبور‪ ،‬كالمركر عليها؛ ألف ذلك محرـ‪ .‬ثم قاؿ أصحاب الشافعي‪ :‬كتزكؿ الكراىة للعذر‪ ،‬نحو‬
‫زيارة قبر لم يمكن إال بالسير على غيره من القبور‪ ،‬فينبغي لمن اضطر أف ينوم الزيارة‪ .‬كفي (الموطأ)‬
‫عن علي عليو السبلـ أنو كاف يتوسد القبور‪ ،‬كيضطجع عليها (‪ )7‬كفي البخارم أف عمر كاف يجلس‬
‫عليها‪( .‬شرح أثمار) قلت‪ :‬الزيارة مندكبة‪ ،‬كالوطي مجظور‪ .‬كقيل‪ :‬يجوز مطلقا‪ ،‬كما يجوز الوطي على‬
‫السقف التي تحتها قرآف‪ ،‬فليس بأبلغ من مصحف القرآف‪ ،‬كىو مذىب جماعة من العلماء المعتمدين‪،‬‬
‫كاختار (المفتي) جواز الوطي ما لم يكن على كجو االستهانة‪ ،‬ككذا عن القاسم بن محمد‪ ،‬كالقاضي‬
‫سعيد في قبور الفسقة‪( .‬إمبلء شامي) )‪ ،‬كىو القعود فوقو‪ ،‬ىذا مذىبنا‪ ،‬كىو قوؿ أبي حنيفة‪،‬‬
‫كالشافعي‪.‬‬
‫كعند مالك‪ :‬يجوز الجلوس عليو من غير كراىة إال أف يقعد للبوؿ( ) فيحرـ قوال كاحدا‪ )*( .‬قيل‪:‬‬
‫الكراىة للتنزيو على قوؿ من صحح الصبلة على القبر‪ ،‬كللحظر على قوؿ من منع الصبلة على القبر‪.‬‬
‫(قرز) )‪.‬‬
‫(ك) يكره أيضا (كطؤه)( ) بالراحة‪ ،) .‬كالمشي عليو ( ) باألقداـ‪.) .‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬فإف كاف القبر في الطريق فبل كراىة ( ) المختار الكراىة‪ )*( .‬ىذا بناء على أنو لم‬
‫يستهلك‪ ،‬كالصحيح أنو استهبلؾ‪ ،‬فبل يجوز كطؤه‪ .‬فتحوؿ الطريق إف أمكن‪ ،‬كإال نبش للضركرة‪.‬‬
‫(عامر) (قرز) )‪.‬‬

‫(‪)757/3‬‬

‫_____________________________‬
‫(ك) يكره أيضا (نحوىما) أم‪ :‬نحو القعود‪ ،‬كالوطء‪ ،‬كىو أف يوضع عليو شيء من األحماؿ‪ ،‬أك يشرؽ‬
‫عليو ثوب‪ ،‬أك يتكأ إليو‪ ،‬أك نحو ذلك‪.‬‬
‫(كيجوز الدفن)( ) مع اتفاؽ الملة‪ ،‬كالصفة‪ ،‬كلو اختلف الجنس؛ ألنو تجديد حرمة‪( .‬قرز) يعني‪:‬‬
‫مؤمنين‪ ،‬أك فاسقين (قرز) ) في القبر الذم قد دفن فيو‪ ،‬كإنما يجوز (متى ترب) ( ) كيكفي الظن في أف‬
‫األكؿ قد ترب‪ ،‬كالعبرة باالنكشاؼ‪ ،‬فإذا كجد في القبر عظاما حجر بينها كبينو ذكره في (الركضة)‬
‫(راكع) كال يجوز النظر إليها؛ تغليبا لجانب الحظر‪ .‬كقيل‪ :‬ال يجوز أف يدفن إذا كجد عظاما رميمة‪ ،‬كىو‬
‫ظاىر األزىار‪ ) .‬الميت األكؿ أم‪ :‬متى صار ترابا‪ ،‬ك (ال) يجوز (الزرع) ( ) كالفرؽ بين الدفن كالزرع‪:‬‬
‫أف الدفن تجديد حرمة‪ ،‬كالزرع ىتك الحرمة‪( .‬قرز) ) على القبر‪ ،‬كلو قد صار المدفوف فيو ترابا؛ ألف‬
‫حرمة أجزائو باقية‪ ،‬كلو قد التبست بالتراب (كال حرمة ( ) ككذا من أبيح دمو لكفر‪ ،‬كالباطنية‪ ،‬كالمرتد‪.‬‬
‫) لقبر)( ) كىل يجوز أف يزرع قبر كلد الحربي أـ ال ? الجواب‪ :‬أنو يجوز‪ ،‬كقواه الناصر‪ .‬كقيل‪ :‬ال‬
‫يجوز؛ ألنو قد صار من أىل الجنة‪ ) .‬كافر (حربي) ( ) ككلده‪( .‬قرز) ككذا المرتد فقط‪( .‬قرز) (*) قيل‪:‬‬
‫إذا كاف مكلفا ذكرا فينظر فيو‪ .‬كظاىر األزىار ال فرؽ‪ )*( .‬ككذا من ال حرمة لو ممن أبيح دمو (‪ )7‬قبل‬
‫التوبة‪ .‬لعلو إذا كاف ألجل الردة فقط‪ .‬كقواه (التهامي) (‪ )7‬كالباغي‪ ،‬كقاطع الطريق‪ ،‬كالمرتد‪ ) .‬فيجوز‬
‫ازدراعو‪ ،‬كاستعمالو ( ) ال الصبلة عليو فبل يجوز تشريفا لها‪( .‬قرز) كال تصح للخبر‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪( :‬ال تصلوا على القبور)‪ ) .‬بوجوه االستعماؿ‪ ،‬على ما ذكره المؤيد باهلل‪ ،‬كاإلماـ يحيى‪.‬‬
‫كعند أحمد بن يحيى‪ :‬أنو ال يجوز‪.‬‬
‫كلقبورىم حرمة؛ العتياد المسلمين احترامها‪.‬‬

‫[التعزية]فصل‬

‫(‪)750/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(كندبت التعزية)( ) كسواء كانت آدميا‪ ،‬أك حيوانا‪ ،‬أك غيره‪ ،‬على المقرر‪ .‬كيقوؿ‪( :‬خلفو اهلل عليك‬
‫بخير)‪ )*( .‬قاؿ في (البياف)‪ :‬كالتعزية إلى جميع أىل الميت صغيرا‪ ،‬أك كبيرا‪ ،‬الذكور‪ ،‬كاألناث‪ ،‬إال‬
‫الشواب فبل يعزل لهن إال المحارـ خشية االفتتاف‪( .‬بستاف) (قرز) (*) للحاضر‪ ،‬لثبلثة أياـ إال أف يقع‬
‫شيء في قلب المعزل لم يكره‪ ،‬كالغايب لشهر (‪ )7‬الغيبة‪ :‬الخركج من الميل‪ .‬كالتعزية كلو في سائر‬
‫الحيواف‪ .‬ك(قرز) (‪ )7‬كإف زادت على الشهر كرىت‪ .‬قاؿ في االنتصار‪ :‬كيكره جلوس أىل الميت لمن‬
‫يأتي ليعزم‪ ،‬بل يقوموف؛ إذ لم يؤثر‪ ،‬كلو قيل‪ :‬بل ىو [يعني‪ :‬االجتماع‪] .‬األكلى تخفيفا على من أراد‬
‫التعزية لم يبعد‪( .‬غيث) كيقوؿ في غير اآلدميين‪ :‬خلفو اهلل عليك بخير‪ )*( .‬أصل العزاء الصبر‪ .‬يقاؿ‪:‬‬
‫عزيتو فتعزل تعزيا‪ ،‬كمعناه‪ :‬التسلية لولي الميت‪ ،‬كندبو إلى الصبر‪ ،‬ككعظو بما يزيل الحزف‪ .‬كمنو‬
‫الحديث (من لم يتعز بعزاء اهلل فليس منا) قيل‪ :‬معناه التأسي كالتصبر عند المصيبة‪.‬‬

‫(‪)753/3‬‬

‫_____________________________‬

‫كإذا أصاب المسلم مصيبة قاؿ‪ :‬إنا هلل كإنا إليو راجعوف‪ .‬كعن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪:‬‬
‫(لم يعط من األمم عند المصيبة إنا هلل كإنا إليو راجعوف إال أمة محمد صلى اهلل عليو كآلو) أال ترل إلى‬
‫يعقوب حين أصابو ما أصابو لم يسترجع‪ ،‬بل قاؿ‪{ :‬يا أسفا}‪( .‬كشاؼ) ) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪:‬‬
‫(من عزل ( ) أم‪ :‬صبره‪ ،‬كسبله‪ ،‬كدعا لو‪( .‬شرح المهذب) ) مصابا كاف لو مثل أجره) كينبغي أف يعزل(‬
‫) كعن الحسين بن علي عليهما السبلـ عن النبي صلى اهلل عليو كآلو أنو قاؿ‪( :‬ما من مسلم كال مسلمة‬
‫يصاب بمصيبة فيذكرىا كإف قدـ عهدىا فيحدث لذلك استرجاعا إال جدد اهلل تبارؾ كتعالى لو عند‬
‫ذلك‪ ،‬فأعطاه مثل أجزىا يوـ أصيب) ركاه أحمد‪ ،‬كابن ماجو‪( .‬شفاء بلفظو) ) (لكل بما يليق بو) فيقوؿ‬
‫إذا عزل المسلم في مسلم‪ :‬عظم اهلل أجرؾ‪ ،،‬كأحسن( ) أم‪ :‬كفقك لحسن التعزية‪ ،‬كىو الصبر‪.‬‬
‫(سلوؾ) ) عزاءؾ‪ ،‬كغفر لميتك‪ .‬فإف كاف الميت فاسقا‪ ،‬أك كافرا ( ) كالكافر في الكافر‪ :‬خلف اهلل‬
‫عليك‪ ،‬كال نقص عددؾ‪( .‬زىور) كألهمك اهلل الصبر كالهداية‪ .‬كجو تكثير العدد؛ لتكثير الجزية‪.‬‬
‫(لفظ) سؤاؿ من القاضي العبلمة عند الجبار بن جابر رحمو اهلل تعالى إلى السيد العبلمة الشهير محمد‬
‫بن اسمعيل األمير رحمو اهلل لفظو‪ :‬ثم (مسألة) كاردة فيما صار الناس يحدثونو في المقابر المسبلة‬
‫للقبر‪ ،‬من حفر قبور لؤلحياء‪ ،‬كيسقفونها‪ ،‬كتبقي السنة كالسنتين ىل ذلك جائز أـ ال ? ككذلك الحوط‬
‫التي يفعلونها ىل ينبغى تحجر ذلك‪ ،‬كالحاؿ أنها ليست في مباح‪ ،‬بل في مسبل للقبر (‪ )7‬اهلل‬
‫يحميكم‪.‬‬

‫(‪)754/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(الجواب) الحمد هلل‪ :‬إعداد القبور لؤلحياء بدعة‪ ،‬ككل بدعة ضبللة‪ ،‬كفي ذلك نوع معارضة ألحاديث‬
‫أنو يدفن كل أحد في التراب الذم منو خلق‪ ،‬كمع كونو بدعة يجب إنكارىا‪ ،‬فهو إذا كاف في أرض‬
‫مسبلة كما ذكرتم غصب لحق عاـ‪ ،‬فإنو ال أخصية منها لؤلحياء إنما الحق فيها لمن مات‪ ،‬فالحي‬
‫غاصب لحق غيره‪ ،‬كالتحويط تحجر محرـ؛ لما فيو من المعصية‪ ،‬كبالحفر كالتحويط كلو ال يثبت حق‪،‬‬
‫كأما الدفن فيما حفره الغير فجائز ببل ريب‪ ،‬فإف كاف الحافر جاىبل لتحريم ما فعلو استحق األجرة التي‬
‫غرمها‪ ،‬كإف كاف عالما فبل يستحق؛ ألنو أضاع مالو‪ ،‬كحفر أرض غيره‪ .‬كأما حديث (أنو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كضع حجرا على قبر عثماف بن مظعوف لما دفن بالمدينة‪ ،‬كقاؿ أللحق بو من مات من قرابتي) أك‬
‫نحو ىذه العبارة فمراده صلى اهلل عليو كآلو إف مات أحد من قرابتو‪ ،‬كالمحل خاؿ دفن عند عثماف من‬
‫يحيو‪ .‬انتهى كالحمد هلل حرر يوـ االثنين غرة شهر ربيع أكؿ سنة ‪7039‬ىػ‪ ) .‬لم يقل‪ :‬كغفر لميتك‪،‬‬
‫فإف كاف الميت مؤمنا‪ ،‬كالمعزل إليو فاسقا أك كافرا قاؿ‪ :‬غفر اهلل لميتك‪ ،‬كأحسن عزاءؾ‪ .‬فإف كانا‬
‫كافرين‪ ،‬أك فاسقين قاؿ‪ :‬اصبر فإنا هلل كإنا إليو راجعوف‪.‬‬
‫قاؿ في مهذب الشافعي‪ :‬يستحب أف يعزل بتعزية الخضر( ) كقد قيل إف النبي صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم قاؿ‪( :‬كسيأتيكم الخضر فيعزيكم) قاؿ اإلماـ يحيى عليو السبلـ كذلك لما توفي رسوؿ اهلل صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬سمعوا صوتا كال يركف أحدا يقوؿ‪ :‬السبلـ عليكم يا أىل البيت كرحمة اهلل كبركاتو‬
‫(ذكره في الكتاب)‪( .‬شرح فتح) ) ألىل البيت في الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كىي‪ :‬إف في اهلل عزاء‬
‫من كل مصيبة( ) تسلية‪ ،‬كصبرا‪ ،‬كقيل‪ :‬عوضا‪ .‬كالمعنى متحد‪( .‬صعيترم) )‪ ،‬كخلفا( ) يعني‪ :‬عوضا‪،‬‬
‫كالخلف ما جاء بعد ىالك‪ ) .‬من كل ىالك‪ ،‬كدركا من كل فائت‪ ،‬فباهلل فثقوا‪ ،‬كإياه فارجوا‪ ،‬فإف‬
‫المصاب من حرـ الثواب ( ) ثم يقوؿ بعد‪ :‬عظم اهلل أجرؾ‪.) .‬‬

‫(‪)755/3‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا النقل يحتاج إلى تصحيح؛ ألنو ال طريق إلى أنو الخضر إال الوحي‪ ،‬كقد‬
‫انقطع( ) قلنا‪ :‬علمنا بخبر المعصوـ‪ ،‬أك بأف النبي صلى اهلل عليو كآلو أخبر بما سيكوف‪( .‬مفتي) ) بموتو‬
‫( ) (فائدة) قاؿ في الثمرات‪ :‬كمن الناس من يقوؿ‪ :‬إف الخضر عليو السبلـ حي ػ سهو فاسد؛ ألنو نبي‪،‬‬
‫كال نبي بعد نبينا صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كرأيت في بعض الحواشي ما لفظو‪ :‬قاؿ‪ :‬إف صح ذلك فقد‬
‫صار يتعبد بشريعة نبينا صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كما يقاؿ في نزكؿ عيسى عليو السبلـ في آخر‬
‫الزماف فهذا أحسن ما يجاب بو على كبلـ الحاكم‪ ،‬كإنما الممنوع أف يكوف نبيا بعث‪ ،‬كداعيا إلى ربو‬
‫بعد نبينا صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬أك على القوؿ بأنو رجل صالح‪ ،‬كليس بنبي‪ ) .‬صلى اهلل عليو كآلو‪.‬‬
‫(كىي) يعني‪ :‬التعزية (بعد الدفن أفضل) كذلك ألف الحزف يعظم بمفارقتو‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إنها قبل الدفن أفضل‪.‬‬

‫(‪)756/3‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ندب (تكرار الحضور ( ) كندب حمل الطعاـ ألىل الميت من األقارب كالجيراف‪ ،‬ال غيرىم فهو‬
‫مكركه‪ ،‬منهي عنو‪ ،‬كيكوف ذلك يوـ كليلة؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬اصنعوا آلؿ جعفر طعاما‬
‫لشغلهم بميتهم)‪( .‬ىداية) كأما اتخاذ أىل البيت طعاما فهو بدعة لم يقل بو أحد‪ ،‬فإف كاف في الورثة‬
‫يتميم أك غائب ككاف من التركة فهو محظور (بحر‪ )733/0‬ك(بستاف) إال إذا كانت العادة جارية‪ ،‬ككاف‬
‫في تركو غضاضة عليهم كنقص ػ فبل بأس بذلك؛ إذا لم نقل بوجوبو‪ ،‬كما قالوا في الصغيرة‪ :‬إنو يولم لها‬
‫بما اشترط من الطعاـ كالغنم كغيرىما‪( .‬حاشية على البحر للسيد أحمد الشامي) (قرز) (*) العبرة‬
‫باألىل‪ ،‬ال بالميت‪ ،‬كلوكاف مسلما‪( .‬قرز) ) مع أىل) الميت (المسلم) إذا كاف أىلو من (المسلمين) كال‬
‫تكرر التعزية( ) كأما التقبيل‪ ،‬كالتمسح بو‪ ،‬كاالجتماع للقراءة حولو‪ ،‬كفي المساجد‪ ،‬كإيقاد الشمع‬
‫كالمصابيح فبدعة‪ ،‬ككذا الضيافة‪( .‬ىداية) كلكن ما رآه السلموف حسنا فهو عند اهلل حسن‪ ) .‬كإف كرر‬
‫الحضور؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬التعزية مرة)‪.‬‬
‫قاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬فإف كاف الميت كأقاربو الجميع فساقا فبل ينبغي ذلك إال لمصلحة( ) أك‬
‫تقية‪ ،‬أك مكافأة‪ ،‬أك مجاكرة‪ .‬ك(قرز) )‪.‬‬

‫(‪)757/3‬‬

‫_____________________________‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫(كتاب الصياـ } (‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كعليو قوؿ الشاعر ‪:‬‬
‫خيل صياـ(‪ )7‬كخيل غير صائمة(‪ ***)0‬تحت العجاج كخيل تعلك (اللجما)(‪)3‬‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬لم تهيأللركوب‪ )0( .‬ىي المستعملة في حاؿ القتاؿ‪ )3( .‬كىي المهيأة لئلستعماؿ‬
‫لير(كواكب) عليها مما يحتاج إليو في استعمالها من سرج كلجاـ كنحو ذلك‪( .‬حاشية على (الغيث))‪.‬‬
‫(*)كأكؿ ما فرض صوـ عاشوراء‪ ،‬كقيل‪ :‬كاف تطوعا‪ ،‬كقيل‪ :‬كاف ثبلثة أياـ في كل شهر‪ ،‬ثم نسخ‬
‫برمضاف‪ ،‬ككانت المفطرات تحرـ من بعد صبلة العشاء‪ ،‬كالنوـ بعد الغركب‪ ،‬ثم نسخ بقولو تعالى‪{ :‬أحل‬
‫لكم ليلة الصياـ الرفث إلى نسائكم} ككانوا مخيرين بين الصوـ كالفدية فنسخ بقولو تعالى‪{ :‬من شهد‬
‫منكم الشهر فليصمو}‪( .‬شرح بحر)‬
‫(*) (مسألة) كالمناسبة للمعقوؿ من شرعية الصوـ ىو امتحاف النفوس بمنعها من مشتهياتها‪ ،‬كحبسها‬
‫على منفوراتها؛ كسرا لهيجانها‪ ،‬كحطا لها عن عتوىا كطغيانها؛ ليكوف ذلك أقرب إلى الذلة كالخضوع‬
‫كاالستكانة لربها؛ كلئبل تسترسل فتتنأكؿ شهواتها‪ ،‬كتتهور في طلب مستلذاتها‪ ،‬فتعظم بذلك غفلتها عن‬
‫آخرتها‪ ،‬كما خلفت لو من أمر معادىا‪ ،‬كما نبو عليو الشارع‪.‬‬
‫(فرع) فيؤخذ من ذلك أف الزىد في الطيبات أكبل كلباسا كغيرىما مشركع؛ حيث يقصد بو ذلك‪ ،‬ال كما‬
‫قاؿ بعض علماء الشافعية ‪ :‬إنو غير مشركع أصبل‪ .‬كال كما قاؿ بعضهم ‪ :‬إنو مشركع لقصور العبد عن‬
‫الشكر‪.‬‬
‫(فرع) فأما النكاح فالزىد فيو غير مشركع إجماعا؛ ألنو شرع للتحصين عن المعاصي‪ ،‬ككلما قوم‬
‫المحصن بعد العصياف‪ ،‬بخبلؼ األكل كالشرب كنحوىما فإف فضبلتهما تجر إلى فضبلت األفعاؿ‪.‬‬
‫(معيار بلفظو)‪.‬‬

‫(*) ككاف صلى اهلل عليو كآلو كسلم يقوؿ إذا دخل رمضاف‪( :‬اللهم سلمني من رمضاف‪ ،‬كسلمو لي‪،‬‬
‫كسلم رمضاف مني)قاؿ في النهاية‪" :‬سلمني من رمضاف" أم‪ :‬ال يصيبني فيو ما يحوؿ بيني كبين صومو‪،‬‬
‫كقولو‪" :‬كسلم رمضاف لي" أم‪ :‬ال يغم علي الهبلؿ في أكلو كآخره‪" .‬كسلمو مني" أم‪ :‬اعصمني فيو من‬
‫المعاصي‪( .‬نهاية)‬

‫(‪)7/4‬‬

‫_____________________________‬

‫{)‬
‫ىو في اللغة‪ :‬عبارة عن اإلمساؾ‪ ،‬أم‪ :‬إمساؾ كاف‪ ،‬كأكثر ما يستعمل في اللغة اإلمساؾ عن الكبلـ‬
‫فقط‪ ،‬كمنو قولو تعالى‪{ :‬فقولي إنى نذرت للرحمن صوما} أم‪ :‬إمساكا عن الكبلـ(‪)7‬‬
‫كفي الشرع‪ :‬اإلمساؾ عن المفطرات (‪ )0‬من طلوع الفجر إلى غركب الشمس مع النية(‪.)3‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىو معلوـ من دين الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم ضركرة‪ ،‬فبل يحتاج إلى‬
‫االستدالؿ على إثباتو من دين النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم بالكتاب(‪ )4‬كالسنة كاإلجماع كما يفعلو‬
‫األصحاب‪.‬‬
‫كاعلم أف الصياـ المشركع (ىو) عشرة (أنواع) تسعة(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنهم كانوا ال يتكلموف في صيامهم‪ ،‬كقد نهي صلى اهلل عليو كآلو عن صوـ الصمت؛ ألنو نسخ في‬
‫أمتو‪( .‬بستاف)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىذا الحد يذكره األصحاب‪ ،‬كفيو نظر ؛ ألف أصل المفطرات الشرعية ال تمكن معرفتها إال بعد‬
‫معرفة الصوـ الشرعي ‪ ،‬فيلزـ الدكر‪( .‬نعم) يمكنهم الجواب بأف المفطرات يمكنهم معرفتها بالتعداد‪،‬‬
‫كإف لم يعرؼ الصوـ فبل دكر‪( .‬غيث)‪.‬‬
‫(‪ )3‬من شخص مخصوص في كقت مخصوص‪.‬‬
‫(‪ )4‬أما الكتاب فقولو تعالى‪{ :‬كتب عليكم الصياـ كما كتب على الذين من قبلكم} كقولو تعالى‪:‬‬
‫{فمن شهد منكم الشهر فليصمو} كمن السنة قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬صوموا لرؤيتو كأفطركا‬
‫لرؤيتو) إلى غير ذلك من األخبار ‪ ،‬كأما اإلجماع فظاىر بين األمة (لمع)‪.‬‬
‫(‪ )5‬بالنظر إلى أسبابو ‪ ،‬كإال فهو شيء كاحد ‪ ،‬كأنواعو ثبلثة ‪ :‬كاجب ‪ ،‬كمسنوف‪ ،‬كمندكب‪ .‬كقد جمعها‬
‫السيد صارـ الدين في قولو‪:‬‬
‫الصوـ تسعة أنواع كعاشرىا***شهر الصياـ الذم ما في إفطار‬
‫نذر تطوعهم كفارة كفداء***تمتع كجزاء ثم إحصار‬

‫(ىداية)‪.‬‬

‫(‪)0/4‬‬

‫_____________________________‬

‫منها كاجبة‪ ،‬كالعاشر منها مستحب‪ ،‬كىذه العشرة (منها) تسعة أنواع (ستأتي) في أثناء أبواب الكتاب‪،‬‬
‫كىي صياـ النذر‪ ،‬ككفارة اليمين‪ ،‬ككفارة الظهار‪ ،‬ككفارة القتل‪ ،‬كصوـ التمتع‪ ،‬كصوـ اإلحصار‪ ،‬كصوـ‬
‫الجزاء عن قتل الصيد‪ ،‬كصوـ المحرـ فدية لما يمنع منو اإلحراـ‪ ،‬كتدعو(‪ )7‬الضركرة اليو‪ ،‬فهذه‬
‫الثمانية كاجبة‪ ،‬كالتاسع صوـ التطوع كسيأتي تفصيلو (كمنها) أم‪ :‬كمن أنواع الصوـ العشرة صوـ‬
‫(رمضاف)(‪ )0‬كىو كاجب‪.‬‬
‫(فصل )(يجب(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو ‪ :‬أك تدعو‪ .‬كلفظ حاشية ‪ :‬أك لم تدعو‪.‬‬
‫(‪ )0‬مسألة) كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (ال تقولوا‪ :‬جاء رمضاف فإف رمضاف من أسماء اهلل تعالى‪،‬‬
‫كلكن قولوا‪ :‬جاء شهر رمضاف) كعنو صلى اهلل عليو كآلو (أنو قاؿ‪ :‬جاء رمضاف الشهر المبارؾ) فالنهي‬
‫حينئذ للكراىة‪ ،‬أك مع عدـ القرينة‪( .‬بحر بلفظو) بل ال يكره أف يقاؿ‪ :‬رمضاف من دكف إضافة إلى‬
‫الشهر ؛ لوركد ذلك في األحاديث الصحيحة‪ ،‬كحديث الصحيحين كنحوىما (إذا دخل رمضاف فتحت‬
‫أبواب السماء‪ ،‬كغلقت أبواب جهنم‪ ،‬كحبست الشياطين) كفي معناه ركايات كأحاديث أخرل‪.‬‬
‫(*)كسمي رمضاف؛ ألنو يرمض الذنوب ‪ ،‬أم‪ :‬يحرقها كيزيلها‪ .‬عن أنس‪ ،‬كعبد اهلل بن عمر (كافي نزكؿ‬
‫رمضاف في أياـ شديدة الحر ‪ ،‬فكاف يرمض الفصيل(‪ )7‬فيها من شدة الحر)‪( .‬حاشية‬
‫البحر)(‪)7‬كالرمض‪ :‬شدة الشمس على الحجارة ‪ ،‬كيرمض الفصيل أم‪ :‬يحرؽ ‪ ،‬كمعناه ‪ :‬شدة الخر‪.‬‬
‫(‪ )3‬قلت‪ :‬األكلى كيجب على كل مكلف‪ ،‬قادر‪ ،‬مقيم‪ ،‬لم يخش على نفسو أك غيره تلفا‪ ،‬كال ضررا‪،‬‬
‫مع طهارة من حيض كنفاس ػ أف يصوـ كيفطر لرؤية الهبلؿ‪( .‬مفتي) (قرز)‪.‬‬
‫(*) إيجاب انعقاد؛ لتخرج الحائض كالنفساء‪.‬‬

‫(‪)3/4‬‬

‫_____________________________‬

‫على كل مكلف) كىو البالغ العاقل (مسلم) احتراز من الكافر فإنو ال يجب عليو على كجو يصح منو‬
‫فعلو كىو على كفره‪ ،‬كإف كاف مخاطبا بالشرعيات (‪ )7‬في األصح‪ ،‬خبلؼ أبي حنيفة‪ ،‬فمتى كاف‬
‫الشخص مكلفا مسلما كجب عليو (الصوـ) أم‪ :‬صوـ رمضاف (كاإلفطار (‪ ) )0‬في أكؿ شواؿ ‪ ،‬عند‬
‫حصوؿ أحد خمسة أسباب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىل يجوز إطعاـ الذمي في نهار رمضاف? قاؿ في المعيار‪ :‬ذلك يتنزؿ على الخبلؼ بين العلماء‬
‫ىل ىم مخاطبوف بالشرعيات أـ ال ? فإف قلنا ‪ :‬إنهم غير مخاطبين جاز ػ كاهلل أعلم‪ .‬كقيل‪ :‬يجوز مطلقا‬
‫؛ إذ ىم مقركف على الفطر فيو‪ ،‬كال تحريم علينا في إطعامهم‪.‬‬
‫(*) كقد قيل‪ :‬إنو إذا مات الذمي كلو كديعة عند مسلم فإنو يسلمها إلى كرثتو على توريث الذميين ؛ ألف‬
‫الذمة قضت بذلك ذكره في (الزىور) في كتاب السير عن الفقيو يحيى البحيبح‪ .‬كلعل تمكينو من األكل‬
‫في رمضاف مثل ىذا‪)*( .‬كأما الفاسق فبل يجوز إطعامو‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬ال يعتقد شرعيتو‪ ،‬ال أنو يلزمو أف يتنأكؿ مفطرا‪( .‬قرز)‬

‫(‪)4/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(األكؿ)‪ :‬قولو (لرؤية الهبلؿ (‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬كال عبرة بالحساب كغيره من األمور المستندة إلى أمور التجربة‪ ،‬كال يقصدىا شرعا‪ ،‬كما ركل‬
‫الشوربي (‪)7‬كالعدكم من علمائنا أنهما عرفا بالتجربة أف الهبلؿ متى طلع مع الفجر فاليوـ الرابع من‬
‫أكؿ الشهر الثاني كأنهما جربا ذلك أربعين سنة فلم يختلف‪ .‬قلنا لم يعتبر ذلك الشارع قاؿ صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم صوموا لرؤيتو كأفطركا لرؤيتو‪ .‬شرح (ىداية)‪ )7( .‬الشتوم نخ‪ .‬قيل‪ :‬إف الشتوم من‬
‫علماء حوث‪ ،‬كالعدكم صاحب الهجرة المعركفة غربي حصن بكر‪( .‬ىداية)‪ .‬كركل النجرم في شرح‬
‫الخمس المائة عن الحاكم أنو قاؿ‪ :‬قوؿ الباطنية ػ أم‪ :‬اإلمامية ػ أف تعمل بالحساب خبلؼ اإلجماع ‪،‬‬
‫يعني‪ :‬حساب الفلك ‪ ،‬األشهر الركمية ‪ ،‬كخبلؼ ما علم من الدين ضركرة‪ ،‬ككل من قاؿ بذلك كفر ؛‬
‫إلنكار ما علم من الدين ضركرة‪ ،‬كقد غلط في شرح اإلبانة من ركل عن الصادؽ ذلك‪ ،‬كقاؿ ‪ :‬إنو فرية‬
‫عليو‪( .‬منها مع زيادة)‪.‬‬

‫(*)مما يقاؿ في الدعاء عند رؤيتو‪" :‬سبحاف من صورؾ ‪ ،‬كدكرؾ‪ ،‬كقوسك‪ ،‬فإذا شاء كورؾ"‪ .‬كمن الدعاء‬
‫عند رؤية ىبلؿ رمضاف في الحديث أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم كاف إذا رأل الهبلؿ قاؿ‪( :‬اللهم أىلو‬
‫علينا باألمن كاإليماف‪ ،‬كالسبلمة كاإلسبلـ‪ ،‬كالتوفيق لما تحب كترضى‪ ،‬ربنا كربك اهلل)‪"[ .‬اللهم اجعلو‬
‫ىبلؿ خير كرحمة"‪ .‬قلت‪ :‬كما أحسن دعاء زين العابدين عليو السبلـ في الصحيفة عند رؤية الهبلؿ‬
‫كىو ‪" :‬أيها الخلق المطيع" …إلخ كبلمو عليو السبلـ‪.‬‬

‫(‪)5/4‬‬

‫_____________________________‬

‫) أم‪ :‬ىبلؿ رمضاف في الصوـ‪ ،‬كىبلؿ شواؿ في اإلفطار‪ ،‬فإذا رأل الشخص بنفسو الهبلؿ كجب عليو‬
‫الصوـ كاإلفطار‪ ،‬فإف رآه (‪ )7‬بعد الزكاؿ فهو للشهر المستقبل ببل خبلؼ‪ ،‬إال عن اإلمامية (‪ )0‬فأنهم‬
‫يقولوف‪ :‬إذا رؤم قبل الشفق(‪ )3‬فهو ليومو‪ ،‬كأما إذا رآه (‪ )4‬قبل الزكاؿ(‪ )5‬فعند الناصر‪ ،‬كالصادؽ‪،‬‬
‫كالباقر‪ ،‬كزيد بن علي‪ :‬أف ذلك اليوـ من الشهر المستقبل‪ ،‬كقاؿ الهادم(‪)6‬كاألخواف(‪)7‬كأبو العباس‪،‬‬
‫كالشافعي(‪ : )8‬إنو لغده (‪.)9‬‬
‫(ك) السبب الثاني‪( :‬تواترىا (‪)72‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو اختيار الظهر بعد الشمس‪ ،‬ال متقدما فهو للماضي اتفاقا‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألف عندىم ابتداء الشهر يكوف من عقيب انفصاؿ القمر عن الشمس بعد اجتماعهما‪( .‬شرح بحر)‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬قبل الغركب متأخرا عن الشمس‪.‬‬
‫(‪ )4‬كعليو قوؿ الشاعر‪:‬‬
‫كرؤيتو قبل الزكاؿ كبعده *** سواء لدينا فهو يلحق أكال‬
‫كقبل زكاؿ عند داع كزندب(‪***)7‬يكوف من الثاني صياما كمأكبل‬
‫(‪)7‬الزام لزيد‪ ،‬كالنوف للناصر‪ ،‬كالداؿ للصادؽ‪ ،‬كالباء للباقر‪.‬‬
‫(‪ )5‬متأخرا عن الشمس ال متقدما فهو من الماضي اتفاقا‪.‬‬
‫(‪ )6‬كالقاسم‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )7‬المؤيد باهلل‪?،‬كأبو?طالب?‪(.‬بياف)‬
‫(‪ )8‬كأبو حنيفة‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )9‬يعني‪ :‬أف ذلك اليوـ الذم رأل فيو الهبلؿ قبل الزكاؿ من الشهر األكؿ ال من الثاني‪ ،‬كىذا ىو‬
‫المذىب‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )72‬كحده‪ :‬ما أفاده العلم الضركرم (‪ )7‬كلو كفارا أك فساقا‪ ،‬كال بد أف يكوف المخبر مستندا إلى‬
‫المشاىدة‪ ،‬كليس لو حد يقدر في عدد المخبرين على األصح‪ .‬كقيل‪ :‬حدىم خمسة‪ .‬كقيل‪ :‬أكثر‪.‬‬
‫(كواكب معنى) قلت‪ :‬حصوؿ العلم ثمرتو فاعتبرناىا‪ ،‬دكف العدد لعدـ الفائدة‪( .‬أساس للقاسم عليو‬
‫السبلـ)‪ )7( .‬أم‪ :‬االستداللي ‪ ،‬كأما الضركرم فهو الذم يشاىده بنفسو‪ .‬ينظر‪[ .‬في نسخة "سماع‬
‫سيدنا عبد القادر رحمو اهلل (قرز)]‪.‬‬

‫(*) كحقيقة التواتر ‪ :‬نقل جماعة عن جماعة بحيث يحيل العقل تواطئهم على الكذب ‪ ،‬سواء كانوا‬
‫كفارا أك فساقا‪ ،‬أحرارا أك عبيدا‪ ،‬ذكورا أك أناثا‪ ،‬كبارا أك صغارا ‪ ،‬مميزين عقبلء‪ ،‬أك مجانين مميزين‪.‬‬
‫(قرز)‬

‫(‪)6/4‬‬

‫_____________________________‬

‫) أم‪ :‬تواتر األخبار برؤية الهبلؿ‪ ،‬فمتى تواترت لشخص كجب عليو الصوـ لرمضاف‪ ،‬كاإلفطار لشواؿ‪.‬‬
‫(ك) السبب الثالث (مضى الثبلثين) يوما‪ ،‬فإذا عرؼ أكؿ شعباف كمضت ثبلثوف يوما كجب عليو الصياـ‬
‫من الحادم كالثبلثين‪ ،‬كىكذا إذا عرؼ أكؿ رمضاف فصاـ ثبلثين يوما(‪ )7‬كجب عليو إفطار الحادل‬
‫كالثبلثين‪ ،‬كلو لم تحصل لو رؤية الهبلؿ‪ ،‬كاإلخبار بذلك؛ إذ المعلوـ أف الشهر ال يزيد على ثبلثين يوما‪.‬‬
‫(ك) السبب الرابع (بقوؿ مفت (‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك لم يصم‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف عارضو ثقة أخر عمل بالمثبت؛ ألنو ناقل (*)كلو أعمى ‪ ،‬أك مقلدا‪ ،‬أك امرأة (قرز) كفي‬
‫األثمار‪ :‬مجتهد‬
‫(*)كإنماكجب العمل بقولو ‪ ،‬بخبلؼ غيره فبل يجب العمل بقولو ? قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬لجرل عادة‬
‫المسلمين في األمصار‪( .‬زىور) كادعى الدكارم اإلجماع على ذلك‪( .‬تكميل)‪ .‬كذكره في الشرح ‪ ،‬كما‬
‫لو أفتى في مسألة‪ ،‬كىذا ال يستقيم إال إذا كاف مقلدا لو‪ .‬كقيل‪ :‬يجب العمل بقولو؛ ألنو ال يوجد من‬
‫يفتي بخبلؼ قولو؛ ألنو مثبت كغيره ناؼ‪ ،‬كالنافي ال يقبل مع المثبت ‪ ،‬فأشبو قوؿ المفتي في مسألة‬
‫قطعية (كشلي) (*)قاؿ في البستاف‪ :‬كال يشترط في المفتي أف تكوف عدالتو كعدالة الشاىد‪ ،‬كاإلماـ‪،‬‬
‫كالمحتسب‪ ،‬كالحاكم‪ ،‬بل كعدالة إماـ الصبلة‪ ،‬كالمؤذف‪ ،‬كىي عدـ فعل الكبيرة‪ ،‬كعدـ اإلقداـ على‬
‫الصغيرة (*) فإف قيل‪ :‬فلم يجب العمل بقوؿ المفتي في شهر رمضاف? قلنا‪ :‬فيو محاذرة‪ ،‬كىو أف يصوـ‬
‫عيده كىو محرـ‪ ،‬أك يفطر يوما من رمضاف كىو أيضا محرـ ‪ ،‬فلهذا كجب‪ ،‬كيقاؿ‪ :‬فلم احتجنا إلى قوؿ‬
‫المجتهد‪" :‬صح عندم" كما يحتاج إلى ذلك إال في المعامبلت? قلنا ‪ :‬فيو منازعة كمحاذرة ؛ ألنو‬
‫كالمشوب فاحتيج إلى ذلك ؛ إذ قد اعتبر فيو عدد الشهادة فاحتيج إلى ذلك لمشابهتو بحق الغير‪.‬‬
‫فإف قيل‪ :‬فلم قاؿ‪" :‬عرؼ مذىبو" كىبل كاف قولو‪" :‬صح عندم" يقطع الخبلؼ ‪ ،‬فيصير كالمجمع عليو‬
‫? قلنا‪ :‬فيو مشابهة في بعض كجوىو؛ كألف المستفتى ال يجب عليو أف يعمل في العبادات بقوؿ المفتي‬
‫إال إذا قد كافق مذىبو‪ ،‬فاحتجنا إلى ذلك‪( .‬غيث)‬

‫(‪)7/4‬‬

‫_____________________________‬

‫عرؼ مذىبو (‪ ))7‬في رؤية الهبلؿ قبل الزكاؿ ىل يعتد بها أـ ال? كىل يصحح قبوؿ خبر الواحد(‪)0‬في‬
‫الرؤية أـ ال ? كإنمايكوف سببا حيث قاؿ ‪( :‬صح عندم (‪ ))3‬رؤية الهبلؿ‪ ،‬أك أف أكؿ الشهر كذا‪،‬‬
‫كسواء كاف ذلك المفتي حاكما أـ غير حاكم فإنهما سواء‪ ،‬كإف كاف الحاكم أكلى(‪ ، )4‬فأما لو قاؿ‬
‫المفتي‪ :‬رأيت الهبلؿ لم يجز العمل بقولو كحده‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني كافق ‪ ،‬كلفظ (األثمار كالفتح)‪ :‬موافق في المذىب ككذا في (الهداية)‬
‫(‪ )0‬كىو أبو حنيفة‪ ،‬كداكد‪ ،‬كأحد قولي المؤيد باهلل‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )3‬كسواء قاؿ‪ :‬صح لو بالشهادة‪ ،‬أك برؤيتو لو‪( .‬ذكره ابن أبي الفوارس)‪( .‬كواكب)‪ .‬ألنو إذا رآه‬
‫كحده فقولو‪" :‬صح عندم" يجرم مجرم الحكم بعلم نفسو‪ ،‬كىكذا عند أكثر العلماء‪( .‬ديباج) (*)سئل‬
‫اإلماـ عز الدين عليو السبلـ‪ :‬إذا اختلف اإلماـ كحاكمو‪ ،‬فقاؿ الحاكم‪ :‬صح عندم رؤية الهبلؿ‪ ،‬كقاؿ‬
‫اإلماـ‪ :‬ما صح لي‪ .‬من الذم يجب عليو الرجوع منهما إلى قوؿ صاحبو? فأجاب عليو السبلـ‪ :‬على أف‬
‫المعتبر بقوؿ من صح لو أمر الهبلؿ (قرز) (*)كلو بالكتابة ذكره القاضي عبد اهلل الدكارم‪( .‬ديباج) إذا‬
‫تكاملت شركطها‪ ،‬ككتاب القاضي‪ ،‬كمن القراءة عليهم ‪ ،‬كأمرىم بالشهادة (قرز)‬
‫(*)ليخرج عن كونو خبرا‪.‬‬
‫(‪ )4‬لما لو من الوالية(*)لم يصح نخ‪.‬‬

‫(‪)8/4‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬كلو قاؿ رجل كبير من العلماء‪ )7(:‬قد صح عندم رؤية الهبلؿ‪ ،‬يجوز العمل على‬
‫قولو‪ ،‬قاؿ ‪ :‬كىكذا إف قاؿ الحاكم‪ :‬قد صح عندم رؤية الهبلؿ‪ ،‬كىو أكلى من قوؿ المفتي(‪، )0‬‬
‫كاختلف المذاكركف في قوؿ المؤيد باهلل‪ :‬يجوز العمل على قولو‪ ،‬قاؿ الفقيو حسن‪ :‬ىو على ظاىره‪،‬‬
‫كأراد أنو يعمل المستفتي بقولو (جوازا (‪ ))3‬ال كجوبا‪ ،‬فإنو ال يجب على المستفتي العمل بقوؿ المفتي‬
‫كما في غير رؤية الهبلؿ‪ ،‬كقاؿ الفقيو علي كالفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪ :‬أراد بالجواز الوجوب‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪[ :‬ك]األكلى أف يقاؿ‪ :‬أراد بالجواز (‪ )4‬الصحة لئبل يتناقض اللفظاف(‪ )5‬بمعنى‬
‫أنو يصح األخذ بقولو في ىذه الصورة‪ ،‬كإذا صح كجب‪ ،‬قاؿ‪ :‬كاألصح عندنا أنو يجب العمل بقولو‬
‫ىنا(‪.)6‬‬
‫السبب الخامس‪ :‬قولو (كيكفي خبر?(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أراد كثير العلم‪ ،‬كىو المجتهد‪.‬‬
‫(‪ )0‬لما لو من الوالية‪ K‬فإف تعارضا عمل بقوؿ المثبت من قاض كمفت‪( .‬غيث) ك(زىور) كقيل‪ :‬يعمل‬
‫بقوؿ الحاكم‪.‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ (المفتي)‪ :‬الجواز يطلق على الوجوب‪ ،‬كقد تقدـ ما أشبو ىذا في الصبلة (‪ )7‬في شرح قولو‪:‬‬
‫"أك خلل طهارة" (‪ )7‬حيث قاؿ ‪ :‬إنو يجوز لك ترؾ اإلعتداؿ مع أنو يجب‪.‬‬
‫(‪ )4‬قلت‪ :‬ال يلزـ من الصحة الوجوب‪ ،‬كلذا يصح العمل بفتواه ‪ ،‬كقبولها ‪ ،‬كال يجب فيما عدا رؤية‬
‫الهبلؿ‪.‬‬
‫(‪ )5‬الجواز ‪ ،‬كالوجوب(*) أقوؿ‪ :‬الجواز يطلق على الوجوب ‪ ،‬فبل تناقض‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬في أمر الدين‪.‬‬
‫(‪ )7‬لما ركاه المؤيد باهلل عليو السبلـ في شرح التجريد عن أبي شيبة ‪ ،‬بإسناده ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬قدـ على رسوؿ‬
‫اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم رجبلف كافداف أعرابياف ‪ ،‬فقاؿ لهما النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(أمسلماف أنتما?) قاال‪ :‬نعم ‪ ،‬قاؿ لهما‪( :‬أىللتما) قاال‪ :‬نعم‪ .‬فأمر الناس فأفطركا أك صاموا ‪ ،‬كىو في‬
‫أصوؿ األحكاـ‪ ،‬كفي الشفاء إال أنو اقتصر في الشفاء على قولو‪( :‬فأمر الناس فأفطركا)‪( .‬ضياء ذكم‬
‫األبصار)‪.‬‬

‫(*) كلفظ (البياف)‪( :‬فرع)كيعتبر في الشهادة ىنا العدالة كالعدد‪ ،‬ال لفظها فبل يعتبر‪ ،‬ذكره القاضي زيد‪،‬‬
‫كابن الخليل‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(*)ينظر لم قاؿ اإلماـ‪" :‬كيكفي خبر عدلين" كىبل كاف القياس "كخبر عدلين"‪ .‬يقاؿ‪ :‬زيادة إيضاح كال‬
‫مشاحة في العبارة‪.‬‬
‫(‪)9/4‬‬

‫_____________________________‬

‫عدلين (‪ )7‬قيل‪ :‬أك عدلتين(‪ )0‬عن أيها) أم‪ : :‬أنو إذا أخبر عدالف أك عدلتاف بحصوؿ أم‪ :‬ىذه‬
‫األسباب األربعة‪ ،‬نحو أف يخبرا برؤية الهبلؿ‪ ،‬أك أنها قد تواترت لهما رؤية الهبلؿ‪ ،‬أك يخبرا بأنو قد‬
‫مضى ثبلثوف يوما من يوـ رؤية ىبلؿ شعباف أك رمضاف‪ ،‬أك يخبرا أف حاكما أك مفتيا عرؼ مذىبو قاؿ ‪:‬‬
‫صح عندم رؤية الهبلؿ‪ ،‬أك أف أكؿ الشهر كذا ػ فإنهما إذا أخبرا بأم‪ :‬ىذه الوجوه كجب على السامع‬
‫العمل بقولهما‪.‬‬
‫قولو‪ :‬قيل "أك عدلتين" ىذا القوؿ للقاضي زيد‪ ،‬كظاىر كبلمو أنو على أصل الهدكية‪ .‬كقاؿ الفقيو علي‪:‬‬
‫بل ىو للقاضي زيد‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأما عند الهدكية فبل بد من رجل كامرأتين‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما العدؿ الواحد فبل يكفي‪ ،‬كالوجو فيو كركد األخبار في العدد‪( .‬غيث معنى) كىو قولو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا شهد ذكم عدؿ أنهما رأيا الهبلؿ فصوموا كأفطركا) كمثلو عن علي عليو السبلـ‪.‬‬
‫(بستاف)‪.‬‬
‫(*)يقاؿ ‪ :‬ما الفرؽ بين رؤية ىبلؿ رمضاف ‪ ،‬كبين ما إذا قاؿ‪ :‬رأيت الكوكب الليلي في الصبلة‪ ،‬فإنو‬
‫يعمل بو‪ ،‬ككذا سائر العبادات فيعمل فيها بخبر العدؿ‪ ،‬كفي رمضاف ال بد من عدلين? كىو يقاؿ ‪ :‬الفرؽ‬
‫أنو يعمل بخبر العدؿ في الصبلة لكثرة ترددىا‪ ،‬بخبلؼ رمضاف‪ ،‬كألف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫كتم حتى أخبر غيره‪ ،‬فقاؿ صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬كآخر معك) كلم يكتم صلى اهلل عليو كآلو كسلم إال‬
‫ليعلم الشرائع‪ ،‬كإال فقولو مقبوؿ‪( .‬لمعة معنى)‪ .‬كقاؿ ابن بهراف‪ :‬إف ىذا الحديث ال أصل لو‪.‬‬
‫(*) كيصح نقل رجلين عن رجلين ‪ ،‬كل كاحد عن كاحد ال كما في اإلرعاء‪( .‬بياف لفظأ) كيصح كلو‬
‫بالكتابة‪ .‬تعليق الفقيو علي (قرز)‪.‬‬
‫(*)عرؼ مذىبهما في الرؤية كنحوىا‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‬
‫(*)كعدالة إماـ الصبلة‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫(‪ )0‬أك عدؿ كعدلة‪.‬‬

‫(‪)72/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كقد أشرنا إلى ما ذكره الفقيو علي من تضعيف كوف ذلك للهدكية بقولنا‪" :‬قيل‪:‬‬
‫أك عدلتين" قاؿ ‪ :‬كإف كاف األقرب عندم صحة كبلـ(‪ )7‬القاضي زيد (كلو) كاف ذلك العدالف أك‬
‫العدلتاف أخبرا بالرؤية كنحوىا (‪ )0‬في حاؿ كونهما (مفترقين(‪ ))3‬كجب العمل بقولهما‪ ،‬كال يضر‬
‫االفتراؽ ‪ ،‬نحو أف يخبر أحدىما بالرؤية في موضع‪ ،‬كاآلخر أخبر في موضع آخر (‪( )4‬كليتكتم (‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كسيأتي للهدكية نظيره في الشهادات في قولو‪" :‬تعريف عدلين أك عدلتين"‪ .‬يقاؿ‪ :‬خاص ىناؾ‪ ،‬فبل‬
‫يقاس عليو‪ )*( .‬كال يتحداف ‪ ،‬فيقاؿ‪ :‬يجب العمل بقوؿ الواحد‪ .‬قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬كقوؿ‬
‫القاضي زيد ضعيف؛ ألف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم لما رأل الهبلؿ كتم حتى أخبر غيره‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬
‫(كآخر معك) فلم يتكتم صلى اهلل عليو كآلو كسلم إال ليعلم الشرائع ‪ ،‬كإال فقولو مقبوؿ ‪ ،‬كمعناه في‬
‫(البحر)‪.‬‬
‫(‪ )0‬التواتر‪.‬‬
‫(‪ )3‬مع اتحاد السبب‪ ،‬ال لو أخبرا عن سببين مختلفين ‪ ،‬كرؤية ىبلؿ رمضاف ‪ ،‬كرؤية ىبلؿ شواؿ‪ ،‬أك‬
‫رؤية الهبلؿ‪ ،‬كقوؿ الحاكم ‪ ،‬أك أخبر أحدىما عن حاكم‪ ،‬كاآلخر عن حاكم آخر ‪ ،‬فبل يلتئم خبرىما‪،‬‬
‫ىذا تقرير الوالد أيده اهلل عن مشايخو للمذىب ‪ ،‬كالنجرم ركل عن اإلماـ المهدم عليو السبلـ أف‬
‫افتراؽ السبب ال يضر (قرز) كاختاره في األثمار ‪ ،‬كحوؿ العبارة إلى قولو‪" :‬كلو غير متفقين"‪( .‬حاشية‬
‫سحولي لفظا) (*)أبداف‪ ،‬أك أقواؿ ؛ ألف السبب كاحد‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ككذا لو أخبر أحدىما بالرؤية‪ ،‬كالثانى بمضي الثبلثين يوما ‪ ،‬أك نحو ذلك ‪ ،‬ىذا معنى االفتراؽ ‪،‬‬
‫قاؿ الفقيو علي ‪ :‬قاؿ النجرل ‪ :‬سمعتو من موالنا عليو السبلـ‪.‬‬
‫(‪ )5‬بخبلؼ ىبلؿ عرفة(‪ )7‬فيقف ‪ ،‬كلو تظهر بمخالفة الناس ‪ ،‬ذكره اإلماـ يحي‪( .‬بحر) كالفرؽ بين‬
‫ىذا كبين الوقوؼ أنو يمكن التكتم في الصوـ ال في الوقوؼ‪( .‬بحر) (‪ )7‬كقيل‪ :‬ال فرؽ بين رمضاف‬
‫كغيره‪.‬‬

‫(*)قاؿ الهادم عليو السبلـ‪ :‬كإنما أمرنا بالتكتم ؛ ألف من رآه كىو يأكل ‪ ،‬كالمسلموف صياـ ربما‬
‫يتصور فيو اإللحاد كالزندقة ‪ ،‬كقد قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال يحل لرجل يؤمن باهلل كاليوـ اآلخر‬
‫يقف مواقف التهم) ككمن سافر في رمضاف فإنو ينبغي لو إذا أفطر أف يكوف ذلك سرا عن الناس(‪)7‬‬
‫ككذا فيمن أبيح لو األكل من ماؿ الغير فإنو إذا أراد أف يتنأكؿ منو شيئا كاف سرا إذ يخشى أف يراه من‬
‫ينكر عليو ككذا في مواضع التهمة (قرز) (‪ )7‬إذا كاف السفر غير ظاىر‪)*( .‬كجوبا (قرز)‪.‬‬

‫(‪)77/4‬‬

‫_____________________________‬

‫من انفرد بالرؤية } (‪ ) )7‬أم‪ :‬إذا رأل الهبلؿ شخص كلم يره غيره فإنو يصوـ كيفطر‪ ،‬كيكتم صومو‬
‫كإفطاره لئبل يتظاىر بمخالفة(‪ )0‬الناس‪ ،‬فأما الرؤية فبل يكتمها‪ ،‬بل يحدث (‪ )3‬بها كجوبا؛ لجواز أف‬
‫يشهد بذلك معو غيره‪.‬‬
‫[صوـ يوـ الشك]‬
‫(كيستحب صوـ يوـ الشك (‪ ) )4‬عندنا ‪ ،‬كىو يوـ الثبلثين من شعباف إذا لم تثبت رؤية الهبلؿ في ليلتو‬
‫ألجل الغيم‪ ،‬فإف كانت السماء مصحية كلم ير الهبلؿ فإنو يتيقن أنو من شعباف‪ ،‬فبل يكوف اليوـ يوـ‬
‫شك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقوؿ علي عليو السبلـ‪( :‬إياؾ كما كاف عند الناس استنكاره كإف كاف عندؾ اعتذاره)‪( .‬بستاف)‬
‫(فليس كل سامع منكر يمكنك أف تبلغو عذرؾ) ىذا تماـ الحديث ذكره أحمد الشرفي رحمو اهلل (*)‬
‫في غير (المفتي) كالحاكم‪( .‬غيث)‪ .‬إذا قاؿ‪ :‬صح عندم‪ ،‬كإال فكسائر الناس‪( .‬قرز) (*)ككذلك سائر‬
‫األسباب‪( .‬مفتي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬فيتهم ؛ ألف دفع التهمة كاجب‪ ،‬كالدخوؿ فيها محظور‪( .‬بستاف)‪.‬‬
‫(‪ )3‬بأف يقوؿ‪ :‬إف رجبل رأم الهبلؿ‪ ،‬ال أنو يقوؿ‪ :‬رأيتو ؛ ألنو ينافي كتم اإلفطار‪( .‬من شرح الينبعي)‬
‫كمثلو في (الوابل) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىاىنا فرع ‪ ،‬كىو أف يقاؿ ‪ :‬إذا قلنا ‪ :‬بترجيح صومو اآلف فقد صار ذلك عادة للباطنية ? قلنا ‪:‬‬
‫قد ركم عن اإلماـ علي بن محمد ‪ ،‬كالفقية علي ما ذكرنا ‪ ،‬كالمسألة محل نظر ؛ ألف ترؾ ما يثبت‬
‫شرعا لمخالفة المبتدعين ال يصح‪ .‬كأيضا فقد صار ترؾ صومو شعارا للنواصب‪( .‬مفتي)‪ )*( .‬لفعلو‬
‫صلى اهلل عليو كآلو ‪ ،‬كلقوؿ علي عليو السبلـ ‪( :‬ألف أصوـ يوما من شعباف أحب إلي من أف أفطر يوما‬
‫من رمضاف) كركت أـ سلمة رضي اهلل عنها أف الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كاف يصوـ يوـ الشك (ذكره‬
‫في شرح البحر ‪ ،‬كاالنتصار ‪ ،‬كالشفاء ‪ ،‬كشرح التجريد) قاؿ في (شرح البحر)‪ :‬لنا إجماع العترة على‬
‫استحباب صومو في الغيم مطلقا (من شرح الهداية) كذره الهادم عليو السبلـ في األحكاـ (*)كعند ابن‬
‫حنبل يجب (*)بإجماع العترة‪( .‬شفاء)‪.‬‬

‫(‪)70/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كىكذا لو منع مانع مع الصحو من التماس رؤية الهبلؿ (‪ )7‬كاف يوـ شك في حق‬
‫الممنوع‪ ،‬ما لم يخبره مخبر (‪ )0‬أنو قد التمس رؤيتو فلم يره ػ كاهلل أعلم‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬يكره صوـ يوـ الشك (‪ )3‬إال أف يصوـ الشهر كلو‪ ،‬أك يوافق صوما كاف يصومو‪،‬‬
‫كالكراىة للحظر ‪ ،‬ذكره في مهذب الشافعي‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأف يكوف في أكىاط األرض أك محبوسا في سجن‪.‬‬
‫(‪ )0‬عدؿ أك عدلة (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من صاـ يوـ الشك فقد عصى أبا القاسم)? قلنا‪ :‬مع نية القطع ‪،‬‬
‫كأيضا فقد قيل‪ :‬إف ىذا الحديث غير مرفوع ‪ ،‬بل من كبلـ عمار ‪ ،‬كال يلزمنا اجتهاده ‪ ،‬فإف صح‬
‫فالمراد حيث صاـ‪ ،‬كقطع بالنية جمعا بين األدلة‪( .‬تعليقة)‪.‬‬

‫(‪)73/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كيستحب صوـ يوـ الشك (بالشرط (‪ ) )7‬فينبغي لمن أراد صوـ يوـ الشك أف ينوم في صومو‬
‫أنو فرض (‪ )0‬إف كاف اليوـ من شهر رمضاف‪ ،‬كإال فهو تطوع‪ ،‬قاؿ الفقيو حسن‪ :‬كالنية المشركطة ىنا‬
‫فيها قوؿ كاحد للمؤيد باهلل ‪ :‬إنها تصح فإف نول على القطع (‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كتصح النية المشركطة بمشيئة اهلل تعالى؛ إذ ىو يشأكه قطعا‪ ،‬فلو نول إف جاء زيد أك نحوه لم‬
‫يجزه ؛ إذ لم يخلص هلل تعالى ‪ ،‬بخبلؼ إف صح جسمي ‪ ،‬أك إف أقمت‪ .‬كقيل‪ :‬ال يصح ؛ إذ من شرط‬
‫النية الجزـ ‪ ،‬كال جزـ ‪ ،‬كلو علم صوما كالتبس عليو نوعو نول عما عليو ‪ ،‬كلو قاؿ ‪ :‬أصوـ غدا يوـ‬
‫اإلثنين فإنكشف األربعاء أجزأ عندنا(**)‪( .‬بحر) (قرز) إذ قولو غدا كاإلشارة كلو نوت كىي حائض ثم‬
‫طهرت أجزت عندنا‪( .‬بحر) (قرز)‪)*( .‬ندبا ‪ ،‬كقيل‪ :‬كجوبا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬من رمضاف‪.‬‬
‫(‪ )3‬إذا باف منو كإف نول صيامو إف كاف من رمضاف كلم يزد ‪ ،‬فإف باف من شعباف كقع نفبل ‪ ،‬خبلؼ‬
‫المعتزلة (‪ )7‬ككذا في الصبلة كالزكاة إذا نول قضاءىما إف كانت عليو كقع‪( .‬بياف) أما الزكاة فتبقى على‬
‫ملكو(قرز) يعني‪ :‬في التعجيل‪ .‬كلفظ حاشية‪ .‬يعني‪ :‬فيكوف نفبل ك(البياف) بنى على أنو قطع بالنية من‬
‫دكف شرط ‪ ،‬كأما لو شرط فقد تقدـ في الزكاة أف الفقير يردىا فبل تكوف نفبل‪( .‬قرز) (‪ )7‬فيثاب عندىم‬
‫ثواب فرض‪.‬‬

‫(*)يقاؿ ‪ :‬إف الطاعة كالمعصية ال يجتمعاف ? جوابو ‪ :‬مطيع بالنية ‪ ،‬عاص باالعتقاد ‪ ،‬كىما غيراف‪.‬‬
‫(ىاجرل)‪.‬‬

‫(‪)74/4‬‬

‫_____________________________‬
‫أثم كأجزأه‪ ،‬فإف نول أف صومو من رمضاف إف كاف اليوـ منو أك تطوع لم يجزه(‪ )7‬ألجل التخيير (فإف‬
‫انكشف) أف يوـ الشك كاف (منو) أم‪ :‬من رمضاف‪ ،‬كذلك أف يشهد (‪ )0‬من يصح العمل بقولو على‬
‫رؤية الهبلؿ في تلك الليلة أك نحو ذلك(‪ ، )3‬فمن حصل لو ذلك في يوـ الشك (أمسك (‪ ))4‬عن‬
‫المفطرات في بقية يومو كجوبا (كإف) كاف (قد أفطر) بناء على أنو يوـ الشك ‪ ،‬كإنماكجب اإلمساؾ كلو‬
‫قد أفطر ألنو بمنزلة من أفطر ناسيا (‪ )5‬في كسط الشهر (‪ )6‬كأما إذا لم يكن قد أفطر فإنو يلزمو إتماـ‬
‫الصياـ‪ ،‬كينوم أنو من رمضاف مهما بقى جزء من النهار (‪ )7‬كيجزئو ذلك عن رمضاف (‪ )8‬عندنا‪ .‬كعند‬
‫المؤيد باهلل (‪ )9‬يلزمو اإلمساؾ كال يجزئو عن رمضاف بناء على كجوب تبييت النية‪.‬‬
‫[كجوب النية]‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يكوف نفبل لبطبلف النية بالتخيير ‪ ،‬يعني‪ : :‬إذا استمر على النية‪ ،‬ال إذا حوؿ نيتو ‪ ،‬فتجزيو عما‬
‫نواه (قرز)(*) إال أف ينوم في بقية في النهار‪( .‬القاضي زيد) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬صوابو‪ :‬يخبر‪.‬‬
‫(‪ )3‬من سائر األسباب‪.‬‬
‫(‪ )4‬كيقطع بالنية؛ إذ ال يكفي اإلمساؾ من دكف قطع ‪ ،‬أشار إليو في األثمار ‪ ،‬ظاىره كلو قد شرط النية‬
‫فيقطع بالنية‪ ،‬كال يكفي اإلمساؾ من دكف قطع (‪ )7‬كفي (شرح األثمار)‪ :‬تجزم مع الشرط كإف لم‬
‫يقطع‪)7( .‬قلت‪ :‬أك شرط ‪ ،‬فقد صرح بو ابن بهراف في (شرح األثمار) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالجامع بينهما أنهما مخطئآف باألكل في علم اهلل ‪ ،‬كال يصح القياس على المسافر إذا قدـ كطنو‪،‬‬
‫كالمريض إذا صح ‪ ،‬كقد كانا أكبل ؛ ألنهما غير مخطئين في علم اهلل‪( .‬تبصرة)‪ .‬قلت‪ :‬فيلزـ في المكره‬
‫إف قلنا بأنو يمسك‪.‬‬
‫(شامي) كقيل‪ :‬الفرؽ أنو لم يبح للمكره إال كقت اإلفطار‪ ،‬كفيهما اإلباحة متنأكلة لليوـ‪.‬‬
‫(‪ )6‬صوابو‪ :‬في كسط النهار‪.‬‬
‫(‪ )7‬يسع النية‪.‬‬
‫(‪ )8‬كلو قد كاف نواه عن غيره (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )9‬في أحد قوليو‪.‬‬

‫(‪)75/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيجب) على من صاـ رمضاف (تجديد (‪ )7‬النية لكل يوـ) أم‪ :‬لو نول صوـ الشهر كلو لم يكف‪ ،‬بل‬
‫ال بد من النية لكل يوـ‪ ،‬ىذا مذىبنا ‪ ،‬كىو قوؿ أبي حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ .‬قاؿ األخواف‪ :‬كالقدر الكافي من‬
‫النية أف ينول أف صومو من رمضاف‪ ،‬كذلك ألنو إذا نول أف صومو من رمضاف (‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬إنشاء (*)خبلؼ زفر كاألكزاعي كالزىرم كعطاء‪( .‬بحر) (*)قاؿ اإلماـ المهدم عليو السبلـ ‪:‬‬
‫كتعلق النية برد ما يعرض من المفطرات‪ ،‬فيصح على قوؿ البهشمية ؛ألف النية ال بد من فعل تعلق بو ‪،‬‬
‫كالترؾ ليس بفعل عندىم ‪ ،‬خبلؼ أبي علي ‪ ،‬كأبي يوسف ‪ ،‬كال يقوؿ‪ :‬تعلق بكراىة الفطر ؛ إذ ال‬
‫يستقيم في صوـ النفل‪( .‬غيث) (*)ألف صوـ رمضاف عبادة متجددة ‪ ،‬كالليالي فاصلة‪( .‬غيث) خبلؼ‬
‫زفر ‪ ،‬كعطاء ‪ ،‬كمجاىد ‪ ،‬كحجتهم قولو تعالى‪{ :‬فمن شهد منكم الشهر فليصمو}‪( .‬بستاف)‪ .‬فبل تجب‬
‫النية عندىم ‪ ،‬فدؿ كبلـ أىل المذىب على أف موافقة المخالف في الصوـ ال تفيد ‪ ،‬كما لو أكل ناسيا‬
‫كنحو ذلك ؛ ألف كقت العبادة إذا كاف ال يتسع إال لها لم يفد خركج الوقت‪ ،‬كمثلو في الفتح ما لفظو‪:‬‬
‫ككمن ترؾ النية في رمضاف في كل يوـ ‪ ،‬ممن ىو مذىبو ‪ ،‬كقد نول ذلك في أكلو يعيد صومو ‪ ،‬كال‬
‫ينفعو قوؿ قائل‪ ،‬كلعل ىذا فيمن لو مذىب‪ ،‬ال من ال مذىب لو فتكفي النية األكلى ‪ ،‬كمثلو عن‬
‫(السحولي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كال بد من ذكر رمضاف ‪ ،‬فإف قاؿ‪ :‬فرضا‪ ،‬أك كاجبا كلم ينوه من رمضاف ػ فإف كاف عليو صوـ كاجب‬
‫لم يجزه ؛ ألنو يتردد بين األداء (‪ )7‬كالقضاء ‪ ،‬كإف لم يكن عليو صوـ أجزأه ‪ ،‬ذكره الفقيو علي ‪ ،‬كيرد‬
‫على كبلـ الفقيو علي ‪ ،‬كقيل‪ :‬إف الوقت [الواجب نخ ]إذا كاف ال يتسع إال لتلك العبادة كحدىا لم‬
‫يحتج إلى تعيينها‪ ،‬كما ذكره أصحابنا في الصبلة إذا تمحض الوقت لها كالظهر كنحوىا‪ ،‬فقالوا‪ :‬ال‬
‫يحتاج إلى نية األداء؛ لكونو ال يصلح إال لها ‪ ،‬كال يصح فعل غيرىا فيو ‪ ،‬كإال صح أنو ال بد من نية‬
‫الظهر كنحوه في الصبلة ‪ ،‬كال بد من نية رمضاف‪( .‬حثيث) (‪ )7‬كظاىر كبلمهم فيما تقدـ أنو يجزم عن‬
‫األداء ؛ ألف ذلك الوقت ال يصلح إال لؤلداء‪( .‬قرز)‬

‫(‪)76/4‬‬

‫_____________________________‬

‫فقد صرح بأنو كاجب إذ ال رمضاف في الشرع إال كاجب‪ ،‬كقاؿ المزني‪ :‬ال بد مع ذلك من نية الفرض‬
‫(‪.)7‬‬
‫(نعم) كقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كالمهدم (‪ )0‬كالمطهر بن يحيى‪ ،‬كمالك‪ )3(:‬إنو إذا نول صوـ رمضاف كلو‬
‫(‪ )4‬في الليلة األكلى اغنتو ىذه النية عن التجديد (‪.)5‬‬
‫[كقت النية]‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قلنا‪ :‬نية رمضاف تضمنتها‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )0‬أحمد بن الحسين‪.‬‬
‫(‪ )3‬في أحد قوليو‪.‬‬
‫(‪ )4‬ىذا الخبلؼ يفيد الجاىل الصرؼ الذم ال مذىب لو‪.‬‬
‫(‪ )5‬قالوا‪ :‬ألنها عبادة كاحدة فكفت نية كاحدة كالصبلة‪ ،‬كإف تعددت الركعات‪ .‬قلنا‪ :‬لم يتخلل في‬
‫الصبلة ما ليس بصبلة ‪ ،‬بخبلؼ الصوـ فإنو يتخلل ما ليس بصوـ‪( .‬غيث)‬

‫(‪)77/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) النية (كقتها من الغركب (‪ ))7‬أم‪ :‬من غركب شمس اليوـ األكؿ‪ ،‬فلو نول قبل غركب شمس اليوـ‬
‫األكؿ لم تجزة لليوـ الثاني‪ ،‬فالنية تجزئ من الغركب (إلى) أف يبقى (بقية من النهار (‪ ))0‬الذم يريد‬
‫صومو‪ ،‬فمهما نول قبل غركب شمس اليوـ الذم يصومو صحت نيتو‪( ،‬إال في) صوـ (القضاء ك {‬
‫?صوـ (النذر المطلق(‪ ))3‬نحو‪ :‬أف ينذر صوـ يوـ من األياـ‪ ،‬أك شهر من الشهور‪ ،‬أك جمعة من الجمع‬
‫(ك) صوـ (الكفارات) أم‪ :‬كفارات اليمين كالظهار كنحوىما(‪( )4‬فتبيت (‪ ))5‬النية لهذه الصيامات‬
‫الثبلثة كجوبا إجماعا‪ ،‬كأما نية صوـ رمضاف‪ ،‬كالنذر المعين كالنفل فالمذىب ما اختاره عليو السبلـ في‬
‫الكتاب ػ من أنها تجزئ من الغركب إلى بقية من النهار‪ ،‬كىو قوؿ الهادم عليو السبلـ‪ .‬كقاؿ الناصر‪،‬‬
‫كمالك‪ )6(،‬كىو المشهور من قوؿ المؤيد باهلل أف الصوـ ال يجزئ إال بتبييت النية (‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إليو‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬تسع النية‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككجهو ‪ :‬أنو حق في الذمة فبل يصح إال بحصوؿ النية عند أكؿ جزء منو (أنوار) كلقولو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم‪( :‬الصوـ لمن ال يبيت النية)‪( .‬تعليق الفقيو حسن)‪.‬‬
‫(‪ )4‬الخطأ (*) األنواع التي تقدمت في أكؿ الكتاب‪( .‬رياض)‬
‫(‪ )5‬فرع) من نول الصياـ قبل الفجر عن القضاء أك النذر غير المعين فهل لو رفضو قبل طلوع الفجر?‬
‫قيل‪ :‬يصح كما في نية الصبلة ‪ ،‬كاألقرب أنو ال يصح ؛ ألف قد لزمو حكم كما في نية (‪ )7‬اإلحراـ ‪ ،‬إذا‬
‫قلنا‪ :‬ال يجب معها الذكر ‪ ،‬بخبلؼ نية الصبلة فإنو ال يلزمو حكمها بمجرد النية ‪ ،‬بل مع التكبيرة‪.‬‬
‫(بياف) (‪ )7‬قلت‪ :‬قد ثبت أف الحج مخالف سائر العبادات أنو يلزمو االستمرار مع اإلفساد ‪ ،‬بخبلؼ‬
‫غيره فافترقا‪( .‬مفتي) (*) قبل الفجر‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬ىذا حيث لم ينو في أكؿ الشهر عنده؛ ألنو قد تقدـ لو أنها تكفي النية في أكلو (*) أحد قوليو‪.‬‬
‫(‪ )7‬حجتنا أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أمر أىل العوالي في يوـ عاشوراء (من أكل فليمسك ‪ ،‬كمن لم‬
‫يأكل فليصم) فتصح نية الصوـ في النهار ‪ ،‬كصوـ عاشوراء كاف كاجبا‪ .‬كنسخ الحكم ال يدؿ على نسخ‬
‫أحكامو ‪ ،‬فهي ثابتة في رمضاف كنحوه ‪ ،‬أما كجوب التبييت في صوـ النذر المطلق كنحوه فلقولو صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم ػ ما معناه ػ ‪(:‬الصوـ لمن ال يبيت نيتو)‪( .‬تعليق الفقيو حسن) كفي حديث آخر‬
‫(لمن لم يجمع الصياـ من الليل)‪( .‬غيث)‪ .‬فإف قلت‪ :‬إف عموـ ىذين الخبرين يوجب التبييت في‬
‫المعين كغير المعين ‪ ،‬فما كجو الفرؽ ? قلت‪ :‬كجو الفرؽ حديث يوـ عاشوراء ‪ ،‬فهو كالمخصص لهذا‬
‫العموـ ‪ ،‬لكن إذا كاف خبر يوـ عاشوراء متقدما على ىذا الخبر العاـ فقياس كبلـ أىل المذىب في‬
‫أصوؿ الفقو[أنو نخ] ال يبنى العاـ على الخاص حيث تأخر العاـ‪ ،‬خبلؼ الشافعي فينظر تصحيح‬
‫احتجاج أىل المذىب ? قلت‪ :‬كتصحيحو أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم لم يبيت في عاشوراء كقت‬
‫كجوبو ‪ ،‬فقسنا عليو رمضاف الشتراكهما في كوف كل كاحد منهما لو كقت معين‪( .‬مفتي) كالعموـ يصح‬
‫تخصيصو بالقياس ‪ ،‬كنسخ الوجوب ال يستلزـ جواز عدـ التبييت ‪ ،‬فيستلزـ أف الواجب المعين ال يجب‬
‫التبييت فيو‪ ،‬كأما النفل فقد كرد عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو كاف يطوؼ على بيوتو كقت الغداء ‪،‬‬
‫فإف كجد طعاما أكل كإال نول الصياـ ‪ ،‬كفي ىذا تخصيص لذلك العموـ‪( .‬غيث بلفظو )‬

‫(‪)78/4‬‬

‫_____________________________‬

‫‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كىو مركم عن المؤيد باهلل‪ :‬إف النية تجزئ قبل الزكاؿ البعده(‪.)7‬‬
‫(ككقت الصوـ من الفجر إلى الغركب(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في النفل ‪ ،‬كالنذر المعين‪( .‬رياض)‬
‫(‪ )0‬قاؿ في شرح القاضي زيد‪ :‬كال خبلؼ اآلف‪ .‬كقاؿ أبو موسى األشعرم‪ ،‬كاألعمش ‪ ،‬كأبو بكر بن‬
‫عياش‪ ،‬كعبد اهلل بن عباس‪ ،‬كالحسن بن صالح ‪ ،‬كعائشة‪ :‬من طلوع الشمس‪ .‬كىل الخبلؼ الذم قد‬
‫اجمع بعده[قبلو نخ] ينقرض باإلجماع أـ ال? قاؿ سيدنا شرؼ الدين‪ :‬على أصل الهادم عليو السبلـ ال‬
‫ينقرض ‪ ،‬كقد أشار المؤيد باهلل في مسائل على أنو ينقرض‪.‬‬

‫(*) أعلم أف إلى في قولنا‪" :‬إلى الغركب" لبلنتهاء ‪ ،‬كجئنا بها ىنا مطابقة لآلية الكريمة في قولو تعالى‪:‬‬
‫{كأتموا الصياـ إلى الليل} فبل يقاؿ‪ :‬في الكبلـ تسامح‪( .‬غيث)‬

‫(‪)79/4‬‬

‫_____________________________‬
‫) أم‪ :‬إنما يجب اإلمساؾ عن المفطرات في رمضاف كنحوه من طلوع الفجر إلى غركب الشمس‪ ،‬فمتى‬
‫غربت جاز اإلفطار‪ ،‬لكن يعرؼ غركبها عندنا بظهور الكوكب ‪ ،‬على ما تقدـ من الخبلؼ في أكقات‬
‫الصبلة (كيسقط) كجوب(‪( )7‬األداء عمن التبس شهره) أم‪ :‬إذا كاف شخص في سجن أك نحوه (‪)0‬‬
‫كالتبس عليو شهر رمضاف متى ىو ؛ لعدـ ذكره للشهور الماضية‪ ،‬كلعدـ من يخبره بذلك (‪ )3‬فإنو‬
‫يسقط عنو كجوب صوـ شهر رمضاف أداء‪ ،‬كيلزمو (‪ )4‬القضاء‪ ،‬كال يعمل أسير الكفار (‪ )5‬بخبرىم‪،‬‬
‫بخبلؼ أسير البغاة(‪ )6‬فلو أف يعمل (‪ )7‬بخبرىم (أك) علم شهر رمضاف لكن التبس (ليلو بنهاره (‪))8‬‬
‫لكونو أعمى‪ ،‬أكفي مكاف مظلم ‪ ،‬فلم يتميز لو الليل من النهار‪ ،‬كلم يجد من يخبره فإنو يسقط عنو‬
‫األداء أيضا (‪ )9‬كيلزمو القضاء (فإف ميز (‪)72‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقولو تعالى‪{ :‬ال يكلف اهلل نفسا إال كسعها} كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا أمرتم بأمر فأتوا‬
‫منو ما استطعتم)‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‬
‫(‪ )0‬المكاف الذم ال تبلغو الشرائع (*)الذاىل عن عدد الشهور‪.‬‬
‫(‪ )3‬في الميل كلو بأجرة ما لم يجحف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬خبلؼ األمير علي؛ ألنو لم يتضيق عليو األداء ؛ كألنو تكليف ما لم يعلم‪( .‬غيث) يقاؿ ‪ :‬ىذا أشبو‬
‫بصبلة المدافع ‪ ،‬فالمانع غير راجع إلى اآلية الكريمة ‪ ،‬كما ذكر ىناؾ ‪ ،‬فبل معنى لما ذكره األمير علي‪.‬‬
‫(‪ )5‬ما لم يغلب في الظن‪ ،‬أك يفيد التواتر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كعلى الجملة إف أسير البغاة يصوـ بصومهم‪ ،‬كيفطر بفطرىم‪ ،‬كإف كاف مع الكفار أك الظلمة أك‬
‫فساؽ التصريح فإف حصل بذلك تواتر عمل بو ‪ ،‬أك غلب الظن بصومهم كإال فبل‪( .‬قرز) (*) ألف‬
‫خبرىم مقبوؿ إذا كاف فسقهم بالبغي فقط‪( .‬بستاف) كمانص عليو في المقدمة ‪ ،‬ككذا شهادتهم ‪ ،‬كما‬
‫سيأتي في قولو‪" :‬كفاسق جارحة" …إلخ‪.‬‬
‫(‪ )7‬إذا كاف فسقهم بالبغي ال بالجوارح‪( .‬زىور) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )8‬ككذا الصبلة (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )9‬ككذا الصبلة‪.‬‬
‫(‪ )72‬فإف لم يتميز‪ ،‬بل بقي اللبس حتى مات فبل شيء عليو كال كفارة‪( .‬شامي)‪ .‬ينظر في الكفارة‬
‫فالقياس لزكمها(‪ )7‬كما يأتي إف شاء اهلل تعالى كاهلل أعلم‪( .‬سيدنا حسن الشبيبي) (قرز)(‪ )7‬كلفظ‬
‫(حاشية سحولي)‪ :‬كيوصي بالكفارة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)02/4‬‬

‫_____________________________‬
‫) الشهور فغلب في ظنو تعيين شهر رمضاف‪ ،‬كميز الليل من النهار بأمارة (صاـ) كجوبا‪ ،‬كيكوف صيامو‬
‫(بالتحرل (‪ ) )7‬للوقت (‪)0‬كالتحرم على كجهين ػ أحدىما‪ :‬أف يتحرل أكؿ شهر رمضاف كال يلتبس‬
‫عليو الليل من النهار ‪ ،‬كذلك بأف يكوف في سجن (‪ )3‬فيخبره من يغلب في ظنو (‪ )4‬صدقو أف ىذا‬
‫الشهر الذم نحن فيو شهر جمادل (‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لفظ (البياف) كإف غمت شهور متقدمة كالتبس أكؿ رمضاف أك آخره رجع إلى التحرم‪ .‬كغلبة(‪)7‬‬
‫الظن بكبر الهبلؿ كتأخر غركبو في أكؿ الشهر ؛ ألنو إذا غرب بعد ذىاب الشفق األبيض فهو ابن‬
‫ليلتين ‪ ،‬كإف غرب بعد الشفق اآلخر‪ ،‬فقاؿ المؤيد باهلل ‪ :‬ىو ابن ليلة‪ .‬كقاؿ الصادؽ [قوم ]كالناصر ‪،‬‬
‫كالداعي ‪ ،‬كاإلماـ يحي‪ :‬ىو ابن ليلتين‪ .‬كيعتبر بكماؿ البدر كاستدارتو في ليلة رابع عشر ؛ ألنو‬
‫األغلب‪( .‬بلفظو)‪ .‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (إذا غرب الهبلؿ قبل الشفق فهو لليلة‪ ،‬كإف غرب‬
‫بعد الشفق فهو لليلتين)قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إف صح الخبر حمل على الشفق األبيض ‪ ،‬قاؿ اإلماـ يحيى‬
‫عليو السبلـ‪ :‬بل خبرنا ذلك كسبرناه فوجدنا من أقول األمارات ما ذكره الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( .‬بستاف) (‪)7‬فإذا علم أكؿ الشهر ‪ ،‬بنيت الشهور على الكماؿ عندنا ‪ ،‬ما لم يحصل ظن بأف‬
‫فيها ما ىو ناقص قاؿ القاسم‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كالصادؽ‪ :‬تبني على شهر كامل كشهر ناقص ‪ ،‬فإف التبس‬
‫كميتها ‪ ،‬أك غلب الظن أف فيها ما ىو ناقص رجع إلى التحرم كما في الكتاب‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ في الياقوتة ‪ :‬إنو يسقط عنو فرض الصوـ ؛ ألنو ال يصح تكليف ما ال يعلم‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )3‬أك غمت شهور [شهراف فصاعدا] متقدمة كالتبس أكؿ رمضاف أك آخره ذكره في (البياف)‬
‫ك(التذكرة) ك(الزىور) ك(الغيث) ك(الكواكب)‪( .‬تكميل) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬الفرؽ ‪ ،‬ما لم يغلب في الظن كذبو إذا كاف عدال (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬لعل ىذا المخبر أخبره بأف ىذا جمادم األخرل ‪ ،‬كلم يذكر لو كم قد مضى منو ‪ ،‬أك ذكر لو ذلك‬
‫كنسي‪ ،‬كأما لو أخبره أف ىذا جمادل كلم يعينو ىل األكؿ أـ اآلخر ‪ ،‬كلم يحصل لو ظن فلعلو يبني أنو‬
‫األكؿ ‪ ،‬ثم يحسب إلى رمضاف ‪ ،‬كيصوـ بنية مشركطة باألداء كالقضاء ‪ ،‬كأما إذا أخبره بالشهر المعين ‪،‬‬
‫كذكر لو كم قد مضى منو كلم ينسو حسب منو إلى رمضاف ‪ ،‬كال يرجع إلى كبر الهبلؿ كصغره ‪ ،‬كىذا‬
‫نظر مني كفقنا اهلل لصحتو‪( .‬إمبلء سيدنا صبلح بن محمد الفلكي)‪[ .‬قاؿ سيدنا حسن‪]:‬كبلـ القاضي‬
‫صبلح الفلكي جار على القواعد ‪ ،‬إال في قولو في آخر الكبلـ‪" :‬كال يرجع إلى كبر الهبلؿ كصغره" الخ‬
‫ظاىره كلو ظن أف فيها نقصا‪ ،‬كىو خبلؼ ما في (الغيث) حيث غمت شهور ماضية ‪ ،‬كلفظ (التذكرة)‪:‬‬
‫كإف غمت شهور صاـ بالتحرم بكبر الهبلؿ كتأخر غركبو في أكلو‪ ،‬كفي الليالي البيض‪ .‬قاؿ في‬
‫(الكواكب) قولو‪" :‬كإف غمت شهور" يعني‪ :‬حيث يغلب في الظن أف قد تخلل فيها ما ىو ناقص‪ ،‬كإف‬
‫لم يحصل ذلك الظن فإنو يبنى على الكماؿ ‪ ،‬كيعد من أقرب شهر عرؼ أكلو‪ ،‬كيعد كاملة كلها الخ‪.‬‬
‫(كواكب لفظا)‪.‬‬
‫(‪)07/4‬‬

‫_____________________________‬

‫مثبل ‪ ،‬فيحسب منو إلى رمضاف ‪ ،‬فإف التبس عليو أكؿ رجب رجع إلى كبر الهبلؿ كصغره ‪ ،‬كطلوعو (‪)7‬‬
‫كغركبو‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫عن الناصر أنو إذا غاب الهبلؿ بعد الشفق (‪ )0‬فهو ابن ليلتين ‪ ،‬كركل في ذلك خبرا(‪ )3‬قاؿ المؤيد‬
‫باهلل ‪ :‬إف صح ىذا الخبر حمل على الشفق األبيض (‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ ) 7‬يعني ‪ :‬في أكؿ الشهر ‪ ،‬فإف رآه فوؽ المنزلتين ‪ ،‬أك مكونا في االستواء فهو لليلتين ‪ ،‬كإف كاف في‬
‫المنزلتين فما دكف غير مكوف فهو لليلة‪ .‬قاؿ الناصر ‪ :‬أك غركبو قبل الشفق‪ .‬كقولو‪" :‬كطلوعو" يعني ‪:‬‬
‫في آخر الشهر ‪ ،‬فإذا طلع من المشرؽ قبل الفجر فهو لسابع كعشرين ‪ ،‬كإف كاف بعد الفجر فهو لثامن‬
‫كعشرين ‪ ،‬كإف لم يره فهو لتاسع كعشرين ‪ ،‬قولو‪" :‬كغركبو" يعني‪ :‬كسط الشهر ‪ ،‬فهو يغرب في ثالث‬
‫عشر قبل الفجر ‪ ،‬كرابع عشر قبل طلوع الشمس ‪ ،‬كفي خامس عشر بعد طلوع الشمس ‪ ،‬كىذه‬
‫األمارات قوية مع اللبس‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )0‬األحمر (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬إذا غرب الهبلؿ قبل الشفق فهو لليلة ‪ ،‬كإف غرب بعد الشفق‬
‫فهو لليلتين‪( .‬بستاف) (ركاه ابن عمر)‪.‬‬
‫(‪ )4‬المختار األحمر [قوم] كأما األبيض فبل يذىب إال بعد ثلث الليل ‪ ،‬قاؿ اإلماـ يحيى عليو‬
‫السبلـ‪ :‬بل قد خبرنا ذلك كسبرناه فوجدناه من أقول األمارات[على ما ذكره الرسوؿ صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم ]‪( .‬بستاف)‬

‫(‪)00/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كالوجو الثاني ‪ :‬أف يلتبس عليو الليل من النهار‪ ،‬ثم يحصل لو تمييز بينهما من دكف يقين فإنو يتحرل‬
‫حينئذ(‪( )7‬ك) إذا صاـ بالتحرل من التبس شهره أك ليلو بنهاره (‪ )0‬كحصل لو تمييز (ندب) لو (التبيت)‬
‫للنية ‪ ،‬بحيث أنو ينول قبل الفجر في غالب ظنو ؛ ألنو ال يأمن أف يكوف ذلك اليوـ من غير رمضاف‬
‫فيكوف قضاء (ك) يندب لو أيضا (الشرط (‪ ))3‬في النية فينوم أنو إف كاف من رمضاف فأداء كإال فقضاء‬
‫إف كاف قد مضى (‪)4‬رمضاف ‪ ،‬كإال فتطوع إف لم يكن قد مضى ‪ ،‬ىذا حيث التبس شهره ‪ ،‬كأما حيث‬
‫التبس ليلو بنهاره كحصل لو ظن بالتمييز فإنو ينول الصياـ إف كاف مصادفا للنهار‪ ،‬كإال فبل ‪ ،‬فيقوؿ إذا‬
‫نطق بالنية ‪ :‬نويت الصياـ إف كاف نهارا (ك { ?إذا صاـ بالتحرل فهو (إنما يعتد) بعد انكشاؼ اللبس‬
‫(‪( )5‬بما انكشف) أنو (‪( )6‬منو) أم‪ : :‬من رمضاف ‪ ،‬فإذا انكشف أف ذلك اليوـ الذم صامو من‬
‫رمضاف اعتد بو ‪ ،‬كلم يلزمو القضاء (أك) انكشف أف اليوـ الذم صامو بالتحرم كقع(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيصوـ كجوبا‪.‬‬
‫(‪ )0‬لعلو يعني مع التباس شهره‪ ،‬أما إذا التبس ليلو بنهاره فالتبييت غير معقوؿ فيو‪.‬‬
‫(‪ )3‬كإنمالم يجب الشرط ىنا كما في يوـ الشك ؛ ألف الظن ىنا قائم مقاـ العلم في كجوب الصوـ ‪،‬‬
‫كالشرط (‪ )7‬ال يجب مع القطع ذكر معنى ذلك في (الغيث) كقيل‪ :‬يجب الشرط ذكره اإلماـ شرؼ‬
‫الدين ؛ ألف القطع في موضع الشك ال يجوز ‪ ،‬كاستضعف ما ذكره (‪ )7‬كلفظ حاشية‪ :‬كإنمالم يجب‬
‫الشرط كالتبييت ؛ قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ألف حكم غالب الظن كاليقين في كجوب الصوـ ؛ لكن الشرط‬
‫كالتبييت أحوط ؛ ألف األصل عدـ المضى‪.‬‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬دخل‪.‬‬
‫(‪ )5‬الصواب حذؼ قولو‪" :‬بعد انكشاؼ اللبس" لئبل يناقض عليو قولو‪" :‬أك التبس"‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )6‬بعلم أك ظن‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬مع تبييت النية‪( .‬غيث)‪ .‬كشرطها (‪ )7‬باألداء كالقضاء‪( .‬زىور) كمثلو في (الغيث) كعن سيدنا‬
‫محمد العنسي ‪ :‬أنو ال يحتاج إلى شرط بل التبييت كاؼ كغايتو أنو يكوف قطع في موضع الشك ‪ ،‬كىو‬
‫يجزئ ‪ ،‬كمثلو عن المتوكل على اهلل عليو السبلـ (‪ )7‬ال إذا لم يبيت كال شرط لم يعتد بو إذا كقع بعد‬
‫رمضاف ‪ ،‬فيلزـ القضاء‪( .‬غيث معنى) أما لو تحرل فغلب في ظنو أف شهر رمضاف قد مضى فصاـ بنية‬
‫القضاء من دكف شرط ‪ ،‬ثم انكشف أنو صادؼ صومو رمضاف ىل قد أجزأ[ذلك] كلو صاـ األداء بنية‬
‫القضاء ? قلت‪ :‬األقرب أنو يجزئو ىنا ؛ ألنو قد نول الصوـ في كقتو الذم ضرب لو كفرض عليو ‪،‬‬
‫كتلغو نية القضاء‪( .‬غيث) فإف نول األداء فإنكشف أنو في شواؿ لم يجزه ذكره اإلماـ[المهدم]‬
‫كالنجرم ‪ ،‬كفي (البحر) أنو يجزم كإف لم ينو القضاء مع التبييت‪ .‬كقرز أنو ال يجزئ في الصورتين ؛‬
‫ألف نية األداء كالقضاء مغيرة ‪ ،‬كما تقدـ في الصبلة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)03/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(بعده) أم‪ : :‬بعد شهر رمضاف فإنو يعتد بو ‪ ،‬كيكوف قضاء إذا كاف (مما) يجوز (لو صومو (‪ ) )7‬فأما لو‬
‫انكشف أنو كقع بعد رمضاف لكنو كافق األياـ التي ال يجوز صومها كالعيدين ‪ ،‬كأياـ التشريق (‪ )0‬فإنو ال‬
‫يعتد بو ‪ ،‬بل يلزمو القضاء (أك) إذا (التبس) عليو الحاؿ ىل كافق رمضاف (‪ )3‬أـ بعده أـ قبلو ‪ ،‬فإنو‬
‫يعتد بو ‪ ،‬كالحكم للبس (‪ )4‬بعد أف تحرل كعمل بغالب الظن (‪( )5‬كإ) ف (الفبل (‪ ))6‬أم‪ : :‬كإف‬
‫خالف صومو ىذه الصور الثبلث (‪ )7‬كىي موافقتو لرمضاف أك بعده مما لو صومو أك التبس (‪ )8‬لم يعتد‬
‫بو‪ ،‬كذلك في صورتين ػ إحداىما ‪ :‬أف ينكشف (‪ )9‬أنو كقع قبل رمضاف (‪ )72‬فإنو ال يجزئو (‪.)77‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيصح ‪ ،‬كإف لم ينو القضاء ‪ ،‬كلم يبيت ؛ ألنو مع التحرم ‪ ،‬فحصوؿ الظن بموافقتو رمضاف بمنزلة‬
‫المؤدم؛ إذ ذلك فرضو حينئذ‪( .‬شرح بهراف) ىذا ظاىر إطبلؽ (األزىار) كاألثمار أيضا كفي (الغيث) ما‬
‫يقضي بأنو إذا لم ينو القضاء ‪ ،‬أك لم يبيت كانكشف أنو يعتبر رمضاف لم يجزه عن القضاء فينظر‪( .‬من‬
‫إمبلء موالنا الحسين بن أمير المؤمنين عليو السبلـ)‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك أياـ قد نذر بصيامها (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك التبس ىل ليبل أـ نهارا أجزأ (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كلو لم يبيت‪.‬‬
‫(‪ )5‬ألنو فرضو في ىذه الحالة ؛ ألنو ال يكلف بغيره‪.‬‬
‫(‪ )6‬فإف قيل‪ :‬ما الفرؽ بينو كبين الوقوؼ بعرفة أنو إذا كقف قبل يوـ الوقوؼ أجزأه‪ ،‬كفي الصوـ إذا‬
‫تبين التقديم لم يجزه? الفرؽ بينهما أنو يمكن أف يأتي بو في الصوـ على التحقيق ‪ ،‬كأما الوقوؼ فبل‬
‫يمكنو أف يأتي بو على اليقين ؛ ألنو يجوز لو في السنة الثانية مثل ما حصل في السنة األكلى‪( .‬تعليقة)‬
‫(قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كيعلم ذلك ال بالظن فبل ؛ ألنو يدخل فيو باجتهاد فبل ينقض بمثلو‪( .‬شرح فتح) معنى) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )8‬أم‪ :‬خالف اللبس بل تبين‪.‬‬
‫(‪ )9‬بعلم أك خبر عدؿ‪.‬‬
‫(‪ )72‬أك ليبل‪.‬‬
‫(‪ )77‬كذلك إجماع‪( .‬غيث) كالصبلة قبل دخوؿ الوقت‪( .‬تكميل)‪.‬‬

‫(‪)04/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كالثانية ‪ :‬أف ينكشف أنو بعده ‪ ،‬لكن صادؼ اليوـ الذم ال يجوز صيامو (‪ )7‬فإنو ال يعتد بو أيضا‪.‬‬
‫(كيجب) على الصائم (التحرم(‪ ))0‬إذا شك (‪( )3‬في الغركب) أم‪ :‬ال يفطر كىو شاؾ في غركب‬
‫الشمس ‪ ،‬بل يؤخر اإلفطار حتى يتيقن (‪ )4‬غركبها ‪ ،‬فإذا أفطر كىو شاؾ في الغركب ‪ ،‬كلم يتبين لو ؛‬
‫أف إفطاره كاف بعد غركبها فسد صومو ؛ ألنو على يقين من النهار‪.‬‬
‫تنبيو‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك لم يبيت ‪ ،‬أك لم يشرط‪( .‬زىور) (*) بعلم ال بظن‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيعمل بخبر العدؿ في دخوؿ الوقت كخركجو ‪ ،‬كسائر الواجبات‪( .‬معيار ) (قرز) كقرره سيدنا‬
‫حسين المجاىد‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك ظن عند الهدكية في الصحو‪( .‬مفتي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬اليقين في الصحو كالظن في الغيم (قرز)‪.‬‬

‫(‪)05/4‬‬

‫_____________________________‬

‫األكلى (‪ )7‬للصائم تقديم اإلفطار على الصبلة إذا خشي أف يشغلو(‪ )0‬الجوع (‪ )3‬فإف لم يخش‬
‫فمفهوـ كبلـ القاسم عليو السبلـ أف تقديم الصبلة أكلى‪ .‬كقاؿ أحمد بن يحيى(‪ : )4‬مخير‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كإذا أمكن تعجيل اإلفطار بشيء يسير(‪ )5‬ال يشغل عن أكؿ الوقت فذلك‬
‫مستحب (‪)6‬لوركد اآلثار في تعجيل اإلفطار كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (أحب‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ندبا ‪ ،‬بل يجب إذا خشي أف ال يمكنو أك يفوت عليو بعض أركانها (قرز) (*)كندب تأخير السحور‬
‫؛ ألنو كاف بين سحوره كصبلتو صلى اهلل عليو كآلو كسلم قدر خمسين آية‪( .‬شرح فتح) (*) كندب‬
‫للصائم أف يدعو بهذا الدعاء المأثور "الحمد هلل الذم عافاني فصمت ‪ ،‬كرزقني فأفطرت ‪ ،‬اللهم فلك‬
‫صمت‪ ،‬كعلى رزقك أفطرت‪ ،‬كبك آمنت‪ ،‬كعليك توكلت فاغفر لي ما قدمت كما أخرت‪ ،‬كما أسررت‬
‫كما أعلنت‪ ،‬كما أنت أعلم بو مني‪ ،‬ال إلو إال أنت) ثم إذا أراد أف يفطر فيقوؿ عند أكؿ لقمة ‪" :‬يا كاسع‬
‫المغفرة اغفر لي " (بستاف) كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬إذا قرب أحدكم إلى طعاـ كىو صائم‬
‫فليقل ‪ :‬بسم اهلل ‪ ،‬كالحمد هلل‪ ،‬اللهم لك صمت ‪ ،‬كعلى رزقك أفطرت‪ ،‬سبحانك فتقبلو مني‪ ،‬إنك‬
‫أنت السميع العليم)‪ .‬ثم إذا أفطر عند أحد قاؿ ‪" :‬أفطر عندكم الصائموف ‪ ،‬كأكل طعامكم األبرار‪،‬‬
‫كصلت عليكم المبلئكة‪ ،‬كذكركم اهلل فيمن عنده"‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىو أف يخل بشيء من أعماؿ الصبلة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك العطش ‪ ،‬قاؿ الفقيو علي ‪ :‬كلو فاتت الجماعة ‪ ،‬كلو فات كقت االختيار‪( .‬كواكب) [زىور‪.‬‬
‫نخ] ك(بياف لفظا)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ىو اإلماـ الناصر أحمد بن اإلماـ الهادم يحيى بن الحسين عليهم السبلـ‪.‬‬
‫(‪ )5‬كيستحب أف يفطر بالحالى ‪ ،‬فإف لم يجد فعلى الماء‪ .‬ذكره في (البحر)(*) بما ال تمسو النار‪.‬‬
‫(ىداية)‪.‬‬
‫(‪ )6‬كيكره أف يصوـ الضيف بغير إذف المضيف‪( .‬بياف)‪.‬‬

‫(‪)06/4‬‬

‫_____________________________‬

‫عباد اهلل إليو أسرعهم فطرا) أك كما قاؿ (‪.)7‬‬


‫(كندب) التحرل (في الفجر) أم‪ : :‬إذا شك في طلوع الفجر ندب لو أف يترؾ المفطرات ‪ ،‬كلو لم‬
‫يتيقن طلوع الفجر عمبل باالحتياط ‪ ،‬فلو تسحر كىو شاؾ في طلوعو(‪ )0‬كلم يتبين لو أنو تسحر بعد‬
‫الطلوع كاف صومو صحيحا؛ ألنو على يقين من الليل (‪.)3‬‬
‫(ك) ندب للصائم أيضا (توقى مظاف اإلفطار) كيكره خبلؼ ذلك(‪ )4‬فيكره للصائم مضاجعة أىلو (‪)5‬‬
‫في النهار ‪ ،‬كمقدمات الجماع ‪ ،‬سيما للشباب ‪ ،‬كال كراىة لمن ال تتحرؾ شهوتو (‪.)6‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقد دخل في قولنا‪" :‬كتوقى مظاف اإلفطار" مسائل ‪ ،‬ذكرىا أىل المذىب‪.‬‬
‫منها ‪ :‬أنو ينبغى (‪ )7‬للصائم أف يتحفظ في نهاره (‪ )8‬لئبل يسهو فيصيب ما يمنع الصوـ من اصابتو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬ال يزاؿ ىذا الدين ظاىرا ما عجل الناس الفطر ‪ ،‬ألف اليهود‬
‫كالنصارل لعنهم اهلل يؤخركف الفطر) كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (ال يزاؿ الناس بخير مهما عجلوا‬
‫الفطر)ركاه سهل بن سعد الساعدم‪( .‬شفاء)‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك ظاف في الصحو (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلعل حكم الصوـ حكم الصبلة ‪ ،‬في أنو يعمل بخبر العدؿ في الصحة مطلقا ‪ ،‬كفي الفساد مع‬
‫الشك‪( .‬حاشية سحولي) (*) ما لم يخبره عدؿ بطلوع الفجر‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬خبلؼ المندكب‪.‬‬
‫(‪ )5‬قاؿ اإلماـ المهدم أحمد بن الحسين ‪ :‬بل يجب عليو االحتراز من مثل ىذا ؛ (ألف من رعى حوؿ‬
‫الحما يوشك أف يقع فيو)(‪ .)7‬كندب أف يدىن ‪ ،‬كيتجمر ذكره في (البحر) لقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم تحفة الصائم الدىن ‪ ،‬كالمجمرة ؛ ألف الدىن يرطب الجسم فيكوف سببا في قلة العطش ‪ ،‬كأما‬
‫الطيب فيشد الجسم عن ضعف الصياـ‪( .‬بستاف معنى) (*)ىذا حديث عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم‪( .‬ضياء ذكم األبصار) لكن ال يدؿ إال على الكراىة‪.‬‬
‫(‪ )6‬كلو شابا‪.‬‬
‫(‪ )7‬للندب‪.‬‬
‫(‪ )8‬من الطعاـ كالشراب‪.‬‬
‫(‪)07/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كمنها ‪ :‬أنو ينبغى لو أف يتحرز عند تمضمضو (‪ )7‬كاستنشاقو من دخوؿ الماء إلى حلقو‪ ،‬ككصولو إلى‬
‫خياشيمو ‪ ،‬فإف نزؿ إلى جوفو من فيو أك خياشيمو فسد صومو ‪ ،‬كعليو القضاء‪ ،‬كيعفى عما بقى بعد‬
‫االستقصاء‪ .‬كعن أبي مضر أف االستقصاء بأف يبصق ثبلث مرات عند المؤيد باهلل ‪ ،‬كغسل النجاسة ‪،‬‬
‫قيل لو ‪ :‬كيلزـ على قوؿ طالب أنو يعتبر بغالب الظن‪> .‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفي ىذا كلو نظر (‪.)0‬‬
‫كمنها ‪ :‬أنو ينبغي لو أف يتحرز من دخوؿ الغبار كالذباب فمو ؛ ألنو ربما اجتمع فصار بحيث يمكنو‬
‫إخراجو (‪ )3‬من فيو ‪ ،‬فيصل مع ذلك إلى جوفو فيفسد صومو ‪ ،‬فإف دخبل بغير اختياره (‪)4‬لم يفسد‬
‫صومو (‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كتكره المبالغة فيهما ؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ( إال أف تكوف صائما)‪( .‬شفاء) لفظ‬
‫(الشفاء) خبر كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ( :‬بالغ في االستنشاؽ إال أف تكوف صائما) كالمبالغة أف‬
‫يكمل ذلك ثبلثا ندبا ‪ ،‬قلنا‪ :‬كره للصائم ؛ لئبل يؤدل إلى كصوؿ الماء إلى خياشيمو ‪ ،‬كيدخل حلقو‬
‫فيفسد صومو‪( .‬شفاء)(*)فلو ازدرد من ماء المضمضة كاالستنشاؽ شيء بغير اختياره أفسد ؛ ألنو اختار‬
‫سببو ذكره في (البياف) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬بل الواجب عليو دفع ما بقئ حتى يتيقن (‪ )7‬أنو لم يبق شيء إال ما يعفى عنو‪( .‬غيث) كىو الذم‬
‫ال يصل الجوؼ على أنفراده (قرز) (‪ )7‬كلو حصل ذلك ببصقة كاحدة (قرز)‬
‫(‪ )3‬باليد أك بالريق‪ .‬دكارل (قرز) (*)يفهم من ىذا أف الغبار اليسير الذم ال يمكن إخراجو بيده ‪ ،‬أك‬
‫بذلو لم يفطر ‪ ،‬كما ىو في الديباج (*)ينظر فيو ؛ ألف الظاىر إذا لم يمكنو اإلخراج لم يفسد ‪ ،‬كلو‬
‫كصل الجوؼ فينظر‪ .‬ال كجو للتنظير ‪ ،‬بل ال بد أف يصل الجوؼ الذم يمكن إخراجو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬المراد بغير فعلو‪.‬‬
‫(‪ )5‬كال اختار سببو كما يأتي (قرز)‬

‫(‪)08/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كمنها ‪ :‬أنو إذا استاؾ نهارا توقى أف يدخل حلقو مما جمعو السواؾ من خبلؼ (‪ )7‬ريقو ؛ ألف ذلك‬
‫يؤدل إلى فساد صومو‪.‬‬
‫كمنها ‪ :‬أنو يكره مضغ العلك (‪ )0‬كىو الكندر ‪ ،‬كالكندر ‪ :‬ىو اللباف الشحرم(‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بكسر الخاء ‪ ،‬كالمعنى من غير ريقو ‪ ،‬كأما بضم الخاء فبل يصح ىاىنا ؛ ألف خلوؼ على كزف‬
‫سجود اسم لتغير رائحة الفم‪( .‬غيث) بضم الخاء المعجمة ؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬لخلوؼ‬
‫فم الصائم أطيب عند اهلل من ريح المسك) كفي ركاية لمسلم (كالذم نفس محمد بيده لخلوؼ فم‬
‫الصائم أطيب عند اهلل من رائحة المسك يوـ القيامة)‪( .‬حياة الحيواف) قاؿ الشيخ أبو عمرك بن‬
‫الصبلح‪ :‬ىو عاـ في الدنيا كاآلخرة ‪ ،‬كاستدؿ بقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (أعطيت أمتي في شهر‬
‫رمضاف ىذا خمسا) إلى أف قاؿ‪( :‬كأما الثانية فإنهم يمسوف كخلوؼ أفواىهم عند اهلل أطيب من ريح‬
‫المسك)قاؿ الخطابي ‪ :‬طيبو عند اهلل رضاؤه ‪ ،‬كقاؿ ابن عبد البر ‪ :‬معناه أذكى عند اهلل كأقرب إليو ‪،‬‬
‫كأرفع عنده من ريح المسك‪ .‬كقاؿ البغوم في شرح السنة ‪ :‬معناه الثناء على الصائم ‪ ،‬كالرضاء بفعلو‬
‫كذا قالو اإلماـ القدركم إماـ الحنفية‪( .‬من حياة الحيواف من حرؼ الصاد)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىو لكل ما يعلك في الفم من الكندر ‪ ،‬كالمصطكى‪ ،‬كالمومة ‪ ،‬كىو الشمع‪)*(.‬ما لم يتغير ريقو ‪،‬‬
‫فإف تغير ريقو بما مضغو كازدرده فسد صومو (*)بفتح العين كسكوف البلـ‪( .‬ضياء) كفي (المصباح) ‪:‬‬
‫مثل حمل كل صمغ يعلك‪.‬‬
‫(‪ )3‬كيكره لو مضغ ما لو طعم ‪ ،‬ذكره المؤيد باهلل كالمنصور باهلل‪( .‬بياف معنى) كقواه في (البحر) إال‬
‫لحاجة كمضغ المرأة لطفلها‪.‬‬

‫(‪)09/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(كالشاؾ (‪ )7‬يحكم باألصل (‪ ))0‬أم‪ : :‬من شك في فساد صومو بعد صحة انعقاده حكم باألصل‬
‫كىو الصحة ‪ ،‬فلو شك ىل تناكؿ شيئا من المفطرات لم يفسد صومو (‪)3‬ألف األصل الصحة ‪ ،‬كىكذا‬
‫لو تسحر (‪)4‬كىو شاؾ في طلوع الفجر (‪)5‬حكم باألصل ‪ ،‬كىو بقاء الليل ‪ ،‬فيصح صومو (‪، )6‬‬
‫كىكذا لو أفطر كىو شاؾ في غركب الشمس حكم باألصل ‪ ،‬كىو بقاء النهار فيفسد صومو (كيكره‬
‫(‪ ))7‬للصايم (الحجامة (‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالظاف حيث فرضو اليقين كإال عمل بو (قرز) (*)أما لو شك في يومو ىل ىو صامو أـ لم يصمو‬
‫حكم باألصل ‪ ،‬كىو عدـ الصوـ ‪ ،‬كاليقاؿ ‪ :‬الصياـ ىو اإلمساؾ عن المفطرات ‪ ،‬كاألصل عدـ األكل‬
‫كنحوه ألنا نقوؿ‪ :‬إف مجرد اإلمساؾ ال يكفي في صحة الصوـ ‪ ،‬بل من شرطو النية ‪ ،‬كاألصل عدـ النية‬
‫‪ ،‬فكاف األصل عدـ الصوـ‪( .‬غيث) لفظا ‪ ،‬ككذا لو شك ىل قد كمل رمضاف أـ ال ? فاألصل البقاء‬
‫(‪ )7‬كقيل‪ :‬ىذا يأتي على كبلـ الفقيو يوسف في نية الصبلة في قولو‪" :‬كال حكم للشك بعد الفراغ" كأما‬
‫ظاىر المذىب فبل فرؽ بين شك ‪ ،‬كشك (‪ )7‬كما ىو المقرر كاهلل أعلم‪)7( .‬يعني‪ :‬في النية إذا شك‬
‫فيها فبل حكم للشك ‪ ،‬كسائر األركاف ‪ ،‬كما ذكر ىناؾ في الهامش‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كلعل حكم الصوـ حكم الصبلة في أنو يعمل بخبر العدؿ في الصحة مطلقا ‪ ،‬كفي الفساد مع‬
‫الشك‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال لو شك ىل صاـ أـ ال فبل بد من اليقين‪..‬‬
‫(‪ )4‬ال لو شك ىل نول أـ ال فاألصل عدـ النية‪( .‬شرح فتح)‪.‬‬
‫(‪ )5‬مسألة) من طلع الفجر كىو مخالط ألىلو ‪ ،‬أك في فمو طعاـ أك شراب فعليو أف يتنحى ‪ ،‬كيلقي ما‬
‫في فمو‪ ،‬كيصح صومو ‪ ،‬كالمراد بذلك حيث كاف على رأس جبل عاؿ يشاىد الفجر ‪ ،‬ال من كاف في‬
‫موضع منخفض ‪ ،‬أك سمع المؤذف(‪ )7‬كىو كذلك فقد بطل صومو‪( .‬بياف) (‪)7‬حيث المؤذف بصير‪.‬‬
‫(‪ )6‬خبلؼ مالك‪.‬‬
‫(‪ )7‬تنزيو‪.‬‬
‫(‪ )8‬كقد قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬أفطر الحجاـ كالمحجوـ لو) كقيل‪ :‬إنو منسوخ‪ .‬كقيل‪ :‬قالو‬
‫في اثنين كانا يغتاباف الناس ‪ ،‬فبين أنهما قد أبطبل ثواب صيامهما‪( .‬شرح القاضي زيد) (*)كالحماـ ؛ إذ‬
‫ىما حاراف يابساف ‪ ،‬كالفصد كالسباحة‪.‬‬

‫(‪)32/4‬‬

‫_____________________________‬

‫) إذا خشي(‪ )7‬الضعف (‪ )0‬ألجلها ‪ ،‬كال يفسد صومو (‪ )3‬إذا حجم بالنهار عندنا (‪ ، )4‬كىو قوؿ‬
‫األكثر من األمة‪.‬‬
‫(ك) يكره صوـ (‪( )5‬الوصل (‪ ))6‬كىو أف يصوـ يوما ‪ ،‬ثم ال يفطر بشيء من المفطرات حتى يأتي اليوـ‬
‫الثاني كيصومو ‪ ،‬فإف ذلك إذا فعل من غير نية الوصل مع التمكن من اإلفطار بين اليومين كاف مكركىا ؛‬
‫لما يؤدل إليو من الضعف‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف لم يخش الضعف فبل كراىة؛ لما ركاه في أمالي أحمد بن عيسى بإسناده إلى بن عباس قاؿ‪:‬‬
‫احتجم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم كىو صائم محرـ ‪ ،‬كمثلو ركاه المؤيد باهلل في شرح التجريد‬
‫‪ ،‬كمثلو في البخارم ‪ ،‬كركاه ابن حجر في بلوغ المراـ ‪ ،‬عن ابن عباس (أنو احتجم كىو صائم ‪،‬‬
‫كاحتجم كىو محرـ ‪ ،‬كاحتجم كىو محرـ صائم )‪ .‬كفي (أصوؿ األحكاـ) عن أبي سعيد أف رسوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو كآلو كسلم قاؿ ‪( :‬ثبلث ال يفطرف الصائم ‪ ،‬الحجامة ‪ ،‬كالقيء ‪ ،‬كاالحتبلـ ) أخرجو‬
‫الترمذم ‪ ،‬كركاه ابن بهراف‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ : :‬حيث شك في ضعفو ‪ ،‬فإف علم الضعف في اليوـ الثاني أك ظن حرمت عليو الحجامة‪.‬‬
‫(لمعة) كمعناه في (حاشية سحولي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم احتجم كىو صائم ‪ ،‬كرخص للصائم فيها‪( .‬بستاف)‪.‬‬
‫(‪ )4‬خبلؼ أحمد بن حنبل ‪ ،‬كاسحق بن راىويو ‪ ،‬كاألكزاعي‪( .‬غيث) فإنو يفسد عندىم‪.‬‬
‫(‪ )5‬لقوؿ النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬تسحركا فإف السحور بركة) كركل ابن عباس عنو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم أنو قاؿ ‪( :‬استعينوا بقيلولة النهار على قياـ الليل ‪ ،‬كبأكل السحور على صياـ النهار)‬
‫(*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال كصاؿ في صياـ) (نحرل) فقيل‪ :‬يارسوؿ اهلل ‪ :‬إنك تواصل ?‬
‫فقاؿ ‪ :‬لست كأحدكم إني أبيت فيطعمني ربى كيسقيني)‪( .‬تحربر) (*)كلقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫‪( :‬افصلوا بين صيامكم كصياـ اليهود بالسحور)‪.‬‬
‫(‪ )6‬تنزيو‪.‬‬

‫(‪)37/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيحرـ) صوـ الوصل إذا فعل ذلك } بنيتو?(‪? { )7‬أم‪ :‬إذا أمسك عن المفطرات بنية صوـ الوصل‬
‫كاف ذلك الصوـ محظورا‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كفي إجزائو تردد ػ يجزئو (‪ )0‬إذ قد فعل الصوـ (‪ )3‬في كقتو (‪)4‬كال يجزئو الختبلؿ‬
‫نيتو ؛ لكونها محظورة فيلزمو(‪ )5‬القضاء‪.‬‬
‫[مفسدات الصوـ]فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في االعتصاـ ما لفظو ‪ :‬كمن ال يجد العشاء كال السحور يفطر ‪ ،‬كعليو القضاء كال فدية عليو ‪،‬‬
‫أما إباحة الفطر فلما سبق ذكره من النهي عن الوصاؿ ‪ ،‬كأما أنو ال فدية عليو فؤلنو مع النهي عن‬
‫الوصاؿ ممنوع عن الصياـ شرعا ‪ ،‬فهو في حكم من تعذر عليو الصياـ كاهلل أعلم‪ .‬من (ضياء ذكم‬
‫األبصار)‪ .‬كلفظ حاشية ‪ :‬كنقل من خط القاضي أحمد سعد الدين بعد أف سمع منو إمبلء ما لفظو‪ :‬لكنو‬
‫في اللمعة للسيد صبلح ابن الجبلؿ ما لفظو‪( :‬فائدة) الصياـ في الحطمة غير كاجب إذا لم يجد‬
‫المكلف طعاما ؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال صياـ في مجاعة) أفادني بذلك اإلماـ أمير‬
‫المؤمنين المؤيد باهلل رب العالمين‪ ،‬كقاؿ ‪ :‬انقلو إف أحببت‪ .‬كذلك عند سماع (ىداية) األفكار‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالكبلـ في اليوـ الثاني ‪ ،‬كأما األكؿ فبل تردد أنو يجزئو‪( .‬قرز) (*) كقواه في (البحر) إذا عاش ‪،‬‬
‫فإف مات لم يجزه ‪ ،‬كيجب عليو اإليصاء بالكفارة (‪ )7‬كال يصلي عليو إال أف يتوب‪( .‬عامر)‪ )7( .‬لعلو‬
‫حيث مات بعد الغركب ‪ ،‬كإف مات قبل الغركب فقد بطل صومو فبل شيء عليو‪( .‬غيث)‪ )*( .‬كال يجوز‬
‫اإلفطار في اليوـ الثاني إال لخشية الضرر‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كألف العبرة باإلنتهاء ‪ ،‬كألنو عصى بغير ما بو أطاع‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬مع تجديد النية في اليوـ الثاني‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬قوم‪.‬‬

‫(‪)30/4‬‬

‫_____________________________‬

‫في بياف ما يفسد (‪ )7‬الصوـ كما يلزـ من فسد صومو‬


‫أما ما يفسد الصوـ فقد دخل تحت قولو‪( :‬كيفسده)?أحد أمور ثبلثة األكؿ(‪( )0‬الوطء)(‪ )3‬كىو التقاء‬
‫الختانين (‪)4‬مع توارم الحشفة (‪ )5‬كما تقدـ‪ ،‬كعلى الجملة فما أكجب الغسل أفسد الصوـ(‪، )6‬‬
‫كىكذا يعتبر في الخنثى(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬سئل اإلماـ الحسن بن عز الدين ‪ :‬إذا قدر أف صائما ترؾ الصبلة إلى آخر الوقت ‪ ،‬كمع ذلك كقع‬
‫في فيو ما يمنعو عن الكبلـ ‪ ،‬فإف حأكؿ إخراجو أفطر ‪ ،‬كإف ترؾ لم تمكنو الصبلة ؛ لعدـ قدرتو على‬
‫الكبلـ مع بقائو في فيو ‪ ،‬الجواب ‪ :‬أنو يترؾ في فيو لئبل يقع في المحظور ‪ ،‬كىو إفساد الصوـ ‪ ،‬كيأتي‬
‫بالصبلة من غير قراءة كاهلل أعلم‪( .‬من جواباتو عليو السبلـ) كقياس ما ذكركه في الصبلة أنهما كاجباف‬
‫تعارضا ‪ ،‬فيأتي مثلو ىنا كاهلل أعلم‪( .‬سيدنا حسن رحمو اهلل تعالى) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالردة حيث كاف مسلما‪ ،‬كالحيض ‪ ،‬كالنفاس‪( .‬شفاء علة الصادم)‪..‬‬
‫(‪ )3‬فيمن يصلح‪ .‬كقيل‪ :‬الفرؽ (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬لئلجماع على ذلك ‪ ،‬كلمفهوـ قولو تعالى‪{ :‬أحل لكم ليلة الصياـ الرفث إلى نسائكم}كلما سيأتي‬
‫من خبر المجامع‪.‬‬
‫(‪ )5‬كقدرىا من المقطوع‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬مع الوطء‪ )*( .‬ينقض بالمكره ‪ ،‬حيث لم يبق لو فعل فهو يجب عليو الغسل(‪ )7‬كال يفسد الصوـ‬
‫(قرز)‪ )7( .‬ينظر فهو ال يجب على المكره ‪ ،‬كما سيأتي في باب اإلكراه في قولو ‪" :‬كمن لم يبق لو فيو‬
‫فعل فكبل فعل" (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬حيث أتاىا ذكر غير خنثى ‪ ،‬كأتت أنثى غير خنثى ‪ ،‬أك يأتيها في دبرىا ذكر غير خنثى‪( .‬غيث)‬

‫(‪)33/4‬‬

‫_____________________________‬
‫الثانى ‪ :‬قولو (كاإلمناء(‪ ))7‬كىو إنزاؿ المني (لشهوة) كلو لم يكن بجماع(‪ )0‬إذا كقع ذلك (في يقظة‬
‫(‪ ))3‬ال لو أمنى من غير شهوة ‪ ،‬أك ألجل احتبلـ ‪ ،‬أك جومعت كىي نائمة(‪ ، )4‬كال خبلؼ في أف‬
‫اإلمناء مفسد إذا كاف بسبب مباشرة أك مماسة‪ ،‬كتقببل‪ ،‬كلمس ‪ ،‬كأما إذا كقع ألجل النظر لشهوة ‪ ،‬أك‬
‫ألجل فكر فاختلف فيو ‪ ،‬أما النظر فالمذىب كىو قوؿ مالك ‪ :‬أنو يفسد أيضا‪ .‬كقاؿ أبو حنيفة‪،‬‬
‫كالشافعي ‪ :‬إنو ال يفسد‪ .‬كأما األفكار‪ ،‬فقاؿ القاضي جعفر ‪ ،‬كأحد احتمالي السيدين ‪ ،‬كحكاه أبو‬
‫جعفر عن الهادم‪ ،‬كالقاسم‪ ،‬كالناصر ‪ :‬إنو يفسد أيضا ‪ ،‬كأحد احتمالي السيدين أنو ال يفسد(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة)كلو رأل الخنثى دما من آلة النساء ‪ ،‬كاستمر أقل مدة الحيض ‪ ،‬كأمنى من آلة الرجل عن‬
‫مباشرة حكم بإفطاره ‪ ،‬كذلك ظاىر‪ .‬قلت ‪ :‬كال كفارة عليو لبلحتماؿ‪( .‬بحر)‪ .‬أم ‪ :‬احتماؿ أنو أنثى ‪،‬‬
‫كالدـ حيض فبل كفارة لذلك الوطء‪( .‬شرح بحر) حيث كاف في يوـ كاحد ‪ ،‬ال في يومين‪ .‬إف قيل‪ :‬ىو‬
‫إما ذكر ‪ ،‬أك أنثى فقد فسد أحد اليومين ‪ ،‬إما الذم حاضت فيو ‪ ،‬كإما الذم أمنت فيو قطعا ‪ ،‬فيجب‬
‫عليها قضاء يوـ فتأمل ‪ ،‬كىذه تشبو مسألة الطائر‪( .‬شامي) (قرز)(*)ػ ال المذم فبل يفسد‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ في اإلنتصار ‪ :‬كلو أمنى من حرؾ ذكره فسد صومو ؛ ألف ذلك مباشرة‪( .‬زىور) ك(بستاف) كعن‬
‫(شامي) ال يفسد‪.‬‬
‫(‪ )3‬بثبلث فتحات‪( .‬ديواف أدب)‬
‫(‪ )4‬ىذا ليس عدـ فساده لكونها نائمة‪ ،‬بل ألنها لم يبق لها فيو فعل ‪ ،‬كإال لزـ أف النائم كلو كطئ ال‬
‫يفسد صومو ‪ ،‬كليس كذلك بل يفسد(‪ )7‬صومو كما لو أكل كىو نائم‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‪ )7( .‬ما‬
‫لم يستدخل ذكره كىو نائم ‪ ،‬كال فعل لو فبل يفسد صومو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬فلو حك ذكره حتى يمني لم يفسد‪.‬‬

‫(‪)34/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قولو‪( :‬غالبا) احتراز ممن جومعت مكرىة ‪ ،‬من دكف أف يكوف منها تمكين كال استطاعة(‪ )7‬للمدافعة‬
‫(‪ )0‬كممن جومعت كىي مجنونة(‪ )3‬جنونا عارضا (‪ )4‬كلم يكن منها فعل فإنو ال يفسد صومهما‪.‬‬
‫(ك) الثالث ‪ :‬مما يفسد الصوـ ىو (ما كصل(‪ )5‬الجوؼ (‪ ))6‬سواء كاف مما يؤكل أـ ال‪ ،‬كالحصاة‬
‫كالدرىم (‪)7‬كنحوىما ‪ ،‬كإنما يفسد الصوـ بشركط (األكؿ) ‪ :‬أف يكوف (مما يمكن { ?‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬غالبا) تحتاج إلى غالبا ‪ ،‬احتراز ممن دخلت قاصدة للوطء‪ ،‬ثم أكرىت على كجو لم يبق لها فعل‬
‫كال تمكين فإنو يفسد صومها ؛ ألف السبب كالفعل‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )0‬كالسبب (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك سكرانة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬طارئ‪ ،‬كىو ما أتى بعد النية‪( .‬كواكب) ك (إيضاح) أك قبل النية ‪ ،‬كأفاقت قبل الغركب كنوت فبل‬
‫يفسد صومها (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬الفطر مما كصل الجوؼ)‪( .‬ضياء ذكم األبصار) حكاه في‬
‫اإلنتصار‪.‬‬
‫(‪ )6‬كىو المعدة‪( .‬فتح ك أثمار)‪ )*( .‬كإف ابتلع طرؼ خيط كبقي طرفو خارجا أفسد الصوـ ‪ ،‬خبلؼ‬
‫أبي حنيفة ‪ ،‬كال تجزئو الصبلة كىو كذلك؛ لنجاسة(‪ )7‬داخل الخيط‪( .‬بياف) (‪ )7‬لعلو إذا بلغ الخيط‬
‫المعدة‪( .‬مفتي) (قرز) (*)من ثغرة النحر إلى المثانة ىنا ‪ ،‬ك(في تعليق التذكرة)‪ :‬مستقر طعامو كشرابو‬
‫(قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬خبلؼ أبي طلحة‪ ،‬كالحسن بن صالح‪.‬‬

‫(‪)35/4‬‬

‫_____________________________‬

‫الصائم (االحتراز منو) فإف كاف مما يتعذر االحتراز منو كالدخاف لم يفسد(‪ ، )7‬كىكذا الغبار إذا كاف‬
‫يسيرا بحيث ال يمكن (‪ )0‬االحتراز منو ‪ ،‬كلو تعمد دخولهما‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬أف يكوف (جاريا في الحلق(‪ ))3‬فلو كصل الجوؼ من دكف أف يجرم في الحلق لم‬
‫يفسد عندنا ‪ ،‬كذلك كالحقنة(‪ )4‬كالطعنة ‪ ،‬كالرمية ‪ ،‬كدكاء الجائفة بما يصل إلى الجوؼ‪ .‬كقاؿ أبو‬
‫حنيفة‪ ،‬كالشافعي ‪ :‬بل يفسده الحقنة ‪ ،‬كعند الشافعي ‪ :‬إف طعن نفسو(‪ )5‬أك طعن باختياره فسد‬
‫صومو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو كثر‪( .‬بياف) (قرز) كفي (البحر) لحملو على اليسير‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالذم يمكن االحتراز منو ما اجتمع من الغبار في الفم ‪ ،‬ككاف يمكنو اخراجو ببصق أك بيده‪.‬‬
‫(ديباج) (قرز)‪ .‬فعلى ىذا لو ازدرده بعد اإلمكاف أفسد فتأمل (قرز)‪ .‬ال ماجتمع في الحلق فبل يفسد‬
‫كإف كثر ‪ ،‬ذكره الفقيو يوسف‪( .‬بياف) (قرز) (*) قاؿ أصحابنا‪ :‬ىذا إذا كاف الغبار يسيرا ‪ ،‬بحيث ال‬
‫يمكن االحتراز منو ‪ ،‬فإف قلت‪ :‬فهبل أفطر إذا تعمد إدخاؿ اليسير كىو يمكنو االحتراز منو ? قلت‪ :‬إف‬
‫ذلك مقيس على الريق فإنو لما كاف االحتراز منو شيئا شاقا فاعفي عنو في العمد كالسهو ‪ ،‬فكذا ما‬
‫أشبهو في مشقة االحتراز‪( .‬غيث بلفظو)‬
‫(‪ )3‬كذكر سيدنا عامر‪ :‬أنو ال يجوز للصائم شرب التتن ؛ ألنو يتعصر منو قطراف‪ ،‬ككذا غيره مما يشرب‬
‫على صفتو ؛ ألنو يمكن االحتراز منو‪( .‬عامر ) كظاىر المذىب خبلفو ؛ ألنو ال يجتمع لرطوبة الحلق‬
‫كالفم ‪ ،‬كال ينعقد منو ما ذكر إف سلم إال مع البقاء كاالجتماع ‪ ،‬كما يقع من سائر الدخاف‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىو إدخاؿ الدكاء من الدبر أك غيره‪.‬‬
‫(‪ )5‬ألنها فسق‪.‬‬

‫(‪)36/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(الشرط الثالث)‪ :‬أف يكوف جاريا في الحلق (من خارجو (‪ ))7‬فلو جرل في الحلق كلم يجر من خارجو‬
‫‪ ،‬بل نزؿ من الدماغ‪ ،‬أك العين(‪ )0‬أك الخيشوـ (‪ ، )3‬كالنخامة إذا نزلت من مخرج الخاء فإنو ال يفسد‬
‫‪ ،‬ككالقئ لو رجع من مخرج الخاء كلو عمدا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىذا مطلق مقيد بما يأتي في السعوط (*)قلت‪ :‬الظاىر كاهلل أعلم أف المراد بما نزؿ من الدماغ‬
‫كالعين كاألنف كاألذف ما نزؿ من الفضبلت الحادثة فيها إلى الحلق فبل يضر ‪ ،‬إال أف يخرج إلى محل‬
‫التطهير ‪ ،‬كيرجع بفعلو أك بسببو أفسد ‪ ،‬من غير فرؽ بين النخامة كغيرىا‪( .‬تكميل) (قرز) (*) كقد‬
‫يقاؿ‪ :‬من خارج ؛ ليدخل ما دخل من األنف ‪ ،‬كنزؿ إلى الحلق ‪ ،‬كعبارة (التذكرة) من خارج ػ بحذؼ‬
‫الضمير‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالكحل ‪ ،‬كالذركر‪( .‬تذكرة)‪ .‬كىو التشم الذم يذر في العين للرمد ‪ ،‬ككاف القياس أف يفطر ؛ ألنو‬
‫جار في الحلق من خارجو ‪ ،‬لكن لوركد الدليل ‪ ،‬كىو أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم كاف يكتحل‬
‫كىو صائم ‪ ،‬قاؿ سيدنا ‪ :‬ككذا سائر الكحاالت من الصبر كغيره ‪ ،‬كيستحب للصائم استعماؿ الزينة في‬
‫الكحل كغيره ؛ لخبر عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( .‬زىور)‪ .‬كلفظ حاشية ‪ :‬ككاف القياس يفسد ؛ ألنو‬
‫قد جمع المفسدات للصوـ ‪ ،‬لكن ترؾ القياس للخبر ‪ ،‬كما لم يكن فيو دكاء للعين فإنو يفسد‪( .‬عامر)‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬ال يفسد مطلقا ؛ ألنو مخصوص بفعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪)*( .‬كلعل الفرؽ بين ىذا ‪ ،‬كبين‬
‫الرضاع أنو إذا دخل اللبن من العين أك األذف إلى الجوؼ حرـ ال ىنا ‪ ،‬فعن النبي صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم أنو كاف يكتحل نهارا‪( .‬سحولي)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالخارج من الحلق يفسر تارة بما خرج عن جملة الشخص فيفسد ما دخل منو إلى الحلق ‪ ،‬من‬
‫أم موضع ‪ ،‬إال من العين مطلقا ‪ ،‬أك من األنف إذا كاف من صعود الليل‪( .‬تكميل) (قرز) (*) ملتقى‬
‫األنف كاألذف‪( .‬لمعة) (قرز) ك(بياف)‪ .‬كقيل‪ :‬يفسد ؛ ألنو جار في الحلق من خارجو‪.‬‬

‫(‪)37/4‬‬

‫_____________________________‬
‫الشرط الرابع ‪ :‬أف يكوف جريو في حلق الصائم (بفعلو أك سببو(‪ ))7‬فأما لو كاف ذلك بغير فعلو كالسببو‬
‫لم يفسد صومو ‪ ،‬كمن أكجر ماء فدخل بغير اختياره(‪ )0‬ككمن جومعت(‪ )3‬مكرىة الفعل لها ‪ ،‬أك نائمة‬
‫ػ فإف ذلك ال يفسد ‪ ،‬كفعلو نحو أف يزدرده ‪ ،‬كأما سببو فنحو أف يفتح فاه(‪ )4‬لدخوؿ قطر المطر أك‬
‫البرد(‪ )5‬فيدخل كلم يزدرده ‪ ،‬فإف ذلك مفسد(‪)6‬ألف السبب كالفعل ‪ ،‬فأما لو فتح فاه للتثأكب لم‬
‫يفسد ‪ ،‬كأما لو فتحو لغير غرض رأسا فدخلو ذباب (‪ )7‬أك مطر أك نحوىما لم يفسد صومو ‪ ،‬ذكره‬
‫األخواف للمذىب كىو قوؿ الشافعي‪ .‬كقاؿ أبو حنيفة‪ )8(:‬يفسد‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاصدا بفعلو السبب في دخوؿ الشيء إلى حلقو فيفسد ‪ ،‬سواء حصل ما قصد أـ ال‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬بغير فعلو‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬الكبلـ في المفسد مما دخل الحلق من خارجو ‪ ،‬كالمراد قياسو على ما بعد الواك فترؾ العطف‬
‫أكلى‪[ .‬يقاؿ‪ :‬استطرد المسألة ؛ ألف حكمهما كاحد فبل اعتراض]‪.‬‬
‫(‪ )4‬كحاصل الكبلـ إف فتح فاه لدخوؿ ما يفطر ‪ ،‬فإف دخل ما ال يفطر ال يضر ‪ ،‬كإف دخل ما يفسد‬
‫الصوـ أفطر ‪ ،‬كسواء كاف الذم دخل قصده أـ ال ‪ ،‬كإف قصد ماال يفطر لم يفسد مطلقا ‪ ،‬سواء دخل‬
‫ما يفطر أـ ال‪( .‬كشلي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬أك غيره‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كمن ذلك أف تدخل المرأة كىي عالمة أك ظانة أنو يفعل بها ما يفسد صومها ففعل ذلك فإنو يفسد‬
‫‪ ،‬ككذا من دخل على قوـ كىو عالم بأنهم يجبركنو على الفطر ففعلوا فإنو يفطر ‪ ،‬كمثلو في (البحر)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كقد قيل في الذباب ‪ :‬ال يفسد صومو ‪ ،‬كلو قصد دخولو ؛ ألنو سبب ‪ ،‬كالذباب مباشر ‪ ،‬قلنا ‪ :‬ال‬
‫حكم لمباشرة الذباب ‪ ،‬كما في طفل كضعت عنده الحاضنة سما فشربو ‪ ،‬أك نحو ذلك‪( .‬حاشية‬
‫سحولي لفظا)‬
‫(‪ )8‬قوم ‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪.‬‬

‫(‪)38/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كمن السبب أف يتعمد القئ (‪ )7‬فيرجع منو شيء فإنو يفطر (‪ )0‬بذلك ‪ ،‬كمنو أف يتعمد استخراج‬
‫النخامة فنزلت الجوؼ من فمو فإنها تفسد(‪ )3‬؛ ألنها قد مرت في الحلق من خارجو بسببو‪ ،‬قاؿ الفقيو‬
‫يحيى البحيبح‪ :‬كالمراد بالفم حيث يبلغو التطهير (‪ ،)4‬كقاؿ الغزالي‪ :‬بل إذا رجعت من مخرج الخاء‬
‫المعجمة فسد الصوـ ‪ ،‬كاختاره الفقيو حسن في التذكرة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كحاصل الكبلـ في القئ أنو إف لم يرجع منو لم يفسد مطلقا ‪ ،‬كإف رجع منو شيء باختيار الصائم‬
‫يفسد مطلقا ‪ ،‬كبغير اختيار يفسد إف تعمد القئ الختيار سبب اإلفطار ‪ ،‬كإف لم يتعمد القئ بل ابتدره‬
‫لم يفسد ؛ ألنو لم يصل إلى جوفو بفعلو كال سببو ‪ ،‬لنا قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ثبلث ال يفطرف‬
‫الصائم ‪ ،‬القئ ‪ ،‬كالحجامة‪ ،‬كاالحتبلـ)‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )0‬سواء رجع باختياره أـ ال ‪ ،‬فإف لم يتعمد لم يفسد إال إذا رجع باختياره‪( .‬بحر معنى) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كضابط النخامة ‪ :‬إف تعمد الدخوؿ أك الخركج أفسد ‪ ،‬كإال فبل (قرز)‪( .‬مسألة) من جامع قبل‬
‫الفجر كأمنى بعده ? فوجهاف ‪ :‬أصحهما أنو ال يفطر ؛ لتولده عن مباح كاالحتبلـ‪( .‬بحر) كاحتمل أف‬
‫يفسد ؛ ألف السبب كالمقارف‪( .‬غيث) ككذا من احتلم كلم يمن إال كقد استيقظ فبل يفسد صومو‪.‬‬
‫(غيث) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىو ما يصلو الماء عند المضمضة‪.‬‬

‫(‪)39/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كفيو نظر ؛ ألنو مخالف إلطبلؽ أىل المذىب ‪ ،‬من اعتبار رجوعها(‪)7‬من الفم‬
‫‪ ،‬المن الحلق ‪ ،‬كالحاء كالخاء جميعا من حركؼ الحلق (كلو)أفطر بأم‪ :‬أسباب اإلفطار ‪ ،‬ككاف في‬
‫تلك الحاؿ (ناسيا(‪ ))0‬لصومو ‪ ،‬فإف الناسي في ىذا (‪ )3‬الباب كالعامد ‪ ،‬كعند زيد بن علي‪ ،‬كالناصر‬
‫(‪ )4‬كالفقهاء ‪ :‬أنو إذا أكل ناسيا‪ ،‬أك جامع ناسيا فبل قضاء عليو ‪ ،‬كال يفسد صومو (‪ )5‬عندىم (أك)‬
‫أفطر بأم‪ :‬أسباب اإلفطار (مكرىا) على ذلك فإنو يفسد صومو إذا كقع اإلفطار بفعلو(‪ )6‬أك فعل سببو‬
‫‪ ،‬كلو كاف مكرىا بالوعيد ‪ ،‬على أف يفعل ذلك فبل تأثير لئلكراه في عدـ الفساد ‪ ،‬فأما لو أكره على‬
‫كجو لم يبق لو فعل لم يفسد صومو (‪ )7‬كما تقدـ‪ .‬كقاؿ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالصحيح أنو ال يفطر إال ما رجع من موضع التطهير‪( .‬بحر) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كلم يكن للخبلؼ تأثير في حق الجاىل كالناسي ‪ ،‬ألف العبادة إذا كانت ال تتسع إلعادتها في‬
‫كقتها لم يكن للخبلؼ تأثير‪( .‬زىور)‪ .‬مسلم في حق من لو مذىب ‪ ،‬فأما من ال مذىب لو فيفيده إذ ىو‬
‫مذىبو‪( .‬سيدنا حسن رحمو اهلل )‪)*( .‬فاف قيل‪ :‬ما الفرؽ بين ىذا كبين الصبلة ? ففي الصبلة إذا أكل‬
‫ناسيا أك فعل ناسيا أفسد الصبلة‪ ،‬كذكر بعد خركج الوقت لم يجب عليو القضاء ‪ ،‬كىاىنا يجب القضاء‬
‫? كالجواب ‪ :‬أف الصوـ أصلو اإلمساؾ ‪ ،‬كإف كاف مشركطا بغيره ‪ ،‬كمن أكل أك جامع لم يمسك ‪ ،‬كإذا‬
‫لم يمسك لم يكن صائما ‪ ،‬كإذا لم يكن صائما لزمو القضاء ‪ ،‬ذكره في الشرح ‪ ،‬كألنو ال يفيد موافقتو‬
‫أىل الخبلؼ في الصوـ بخبلؼ الصبلة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كجناية الخطأ ؛ إذ ىو جناية‪ ،‬كخطأ الجناية كعمدىا في باب الضمانات‪( .‬معيار )‬
‫(‪ )4‬كالمهدم أحمد بن الحسين‪ ،‬كالصادؽ‪ ،‬كالباقر كأحمد بن عيسى‪.‬‬
‫(‪ )5‬حجتهم قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬اهلل اطعمو كسقاه) فيتم صومو‪ .‬قلنا ‪ :‬يمسك لحرمة‬
‫الوقت‪ .‬قلنا ‪ :‬اإلثم فقط ‪ ،‬كأما القضاء فيجب كالحج‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )6‬كىو االزدراد‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كالمحتلم‪.‬‬

‫(‪)42/4‬‬

‫_____________________________‬

‫الشافعي‪ :‬في أحد قوليو ‪ :‬إف الصوـ ال يفسد باإلكراه على اإلفطار ‪ ،‬سواء كقع منو فعل أـ ال‪ .‬كقاؿ أبو‬
‫حنيفة‪ :‬إف المكره يفسد صومو مطلقا‪.‬‬
‫(نعم) فكل ما كصل إلى الجوؼ جاريا في الحلق من خارجو ‪ ،‬بفعل الصائم أك سببو أفسد الصوـ (إال)‬
‫ثبلثة أشياء األكؿ ‪( :‬الريق (‪ )** )7‬فإف ابتبلعو ال يفسد الصوـ إذا ابتلعو الصائم (من موضعو (‪))0‬‬
‫كموضعو ىو الفم ‪ ،‬كاللساف ‪ ،‬كاللهوات(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬طاىر كلو طهر عنده المحل‪( .‬قرز)‪ )*( .‬إذا كاف معتادا ‪ ،‬ال ما زاد على المعتاد ‪ ،‬كلو كاف يسيرا‬
‫بالنظر إلى غيره ‪( ،‬ذكره في الرياض)‪ .‬كفي (البياف)‪ :‬يكره الزائد على المعتاد ؛ ألنو يمكن االحتراز عنو‬
‫‪ ،‬كىو المذىب‪ .‬كذلك ألف المعلوـ من النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم كأصحابو كمن يعتد بهم أنهم‬
‫كانوا يبتلعوف الريق كىو صائموف كألنو يشق اإلحتراز منو‪( .‬ضياء ذكم األبصار) (*)قاؿ في ركضة‬
‫النوكم ابتبلع الريق ال يفطر بشركط األكؿ أف يتمحض الريق فلو اختلط بغيره‪ ،‬كتغير بو أفطر بابتبلعو ‪،‬‬
‫سواء كاف المغير طاىرا ‪ ،‬كمن فتل خيطا مصبوغا تغير بو ريقو ‪ ،‬أك نجسا كمن دمت لثتو‪ ،‬كتغير ريقو ‪،‬‬
‫فلو ذىب الدـ كابيض الريق ىل يفطر بابتبلعو ? كجهاف أصحهما ‪ :‬عند األكثر الفطر ؛ ألنو نجس ال‬
‫يجوز ابتبلعو ‪ ،‬بل يجوز ابتبلعو ؛ ألنو طاىر ‪ ،‬كال يفطر كاهلل أعلم (قرز) (*) كأما البلغم فيفسد مطلقا ‪،‬‬
‫كىو ظاىر (األزىار) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كنحوه ‪ ،‬كما على السواؾ ما داـ داخل الفم‪( .‬غاية) لفظ الغاية قلت‪ :‬كلو كقع في رأس اصبعو ‪،‬‬
‫أك سواكو ‪ ،‬أك حصاة ‪ ،‬أك نحوه ‪ ،‬ما دامت المذكورة داخل الفم كاللساف ‪ ،‬كلو اخرج اللساف عن‬
‫الشفتين‪( .‬غاية بلفظها)‪ .‬ينظر ألف ظاىر (األزىار) خبلفو(‪( )7‬سيدنا حسن) (قرز)‪ )7( .‬فيفسد ‪،‬‬
‫مستقيم في غير اللساف‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬اللهوات بالفتح جمع لهاة ‪ ،‬كىو ما بين الشفتين ‪ ،‬ذكره في (مثلثة قطرب)‪ .‬كقيل‪ :‬اللحمة المشرفة‬
‫على الحلق‪( .‬شرح الجزرية) كقيل‪ :‬ىو اللحم المتصل باللساف‪( .‬من خط أحمد الجربي)‬

‫(‪)47/4‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ ،‬فلو أخرجو إلى كفو ‪ ،‬ثم ابتلعو فسد صومو ‪ ،‬ذكره أصحاب الشافعي‪ .‬قاؿ السيد أبو طالب‪ :‬كىكذا‬
‫يجب على أصلنا ‪ ،‬كىكذا حكى في االنتصار عن الهادم‪ ،‬كالناصر‪ .‬كقاؿ أبو مضر‪ :‬ال يفسد‪ ،‬كىكذا‬
‫لو أخرجو إلى خارج الشفتين(‪ )7‬ثم نشفو كابتلعو (‪.)0‬‬
‫(ك) الثاني ‪ :‬من المستثنيات ىو (يسير الخبللة (‪ ))3‬كىو اللحم كنحوه ‪ ،‬الذم يبقى بين األسناف بعد‬
‫األكل فإنو ال يفسد الصوـ إذا كاف يسيرا بحيث يجرم (معو) أم‪ : :‬مع الريق‪ ،‬كسواء ابتلعو عمدا أك‬
‫سهوا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ينظر في العبارة‪ .‬مقتضى النظر ‪ :‬أنو يفسد كلو دخل بغير اختياره (قرز) (*) كىو ما زاد على‬
‫أنطباقهما‪( .‬قرز)‪)*( .‬كلو ناسيا‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كأما إذا أخرج الريق على طرؼ اللساف ثم ابتلعو فإنو ال يفسد ‪ ،‬خبلؼ األستاذ‪( .‬كواكب لفظا)‬
‫ك(زىور) فإف أخرج لسانو كاسترسل الريق منها في الهواء كىو متصل كابتلعو فسد صومو ؛ إذ قد خرج‬
‫عن موضعو‪(.‬عامر)‪ .‬كقيل‪ :‬ال يفسد ‪ ،‬ذكره اإلماـ عز الدين‪( .‬زكائد)‪.‬‬
‫(‪ )3‬المرتضى‪ :‬كيسير الخبلؿ كالخبللة ‪ ،‬كنظره في (الغيث) ألف دخولو بسببو ‪ ،‬قاؿ النجرم ‪ :‬ألف‬
‫ذلك من خارج الفم ‪ ،‬كىو مما يمكن االحتراز منو‪ .‬يقاؿ‪ :‬الخبللة داخلة من خارج حلقو فيلزـ أف ال‬
‫فرؽ‪ .‬كالمقرره أنو يفسد (*) الذم ال يمكن بذلو على أنفراده‪( .‬زىور)(‪ .)7‬كفي (الصعيترم) ‪ :‬ماال‬
‫يوجد لو أثر زائد على إجراء الريق‪ )7( .‬ألنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم لم يوجب التخلل بعد السحور ‪،‬‬
‫كال المضمضة ؛ كألنو المعلوـ من فعلو كالصحابة كمن بعدىم‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‪.‬‬

‫(‪)40/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كليس المقصود بقولنا‪" :‬كيسير الخبللة معو) أف ينزؿ مصاحبا للريق(‪ )7‬كإنما‬
‫المقصود أنو يعفى عنو مهما بقي مع الريق ‪ ،‬أم‪ : :‬في موضعو ‪ ،‬يعني ‪ :‬من داخل الفم‪ ،‬فأما لو بذؿ‬
‫الخبللة اليسيرة إلى يده (‪ )0‬ثم ابتلعها عمدا(‪ )3‬فسد صومو ‪ ،‬كالريق‪ .‬قاؿ‪ :‬فهذا ىوا المقصود بقولنا‪:‬‬
‫"معو"‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬من المستثنيات قولو ‪( :‬أك) إذا نزؿ من الخيشوـ إلى الجوؼ شيء (من سعوط الليل)(‪ )4‬فإنو‬
‫ال يفسد الصوـ ‪ ،‬فأما سعوط النهار (‪ )5‬فإنو يفسده (‪()6‬فيلزـ) من أفطر بأم‪ :‬تلك األسباب لغير عذر‬
‫أربعة (‪ )7‬أحكاـ ‪ :‬اثناف يعماف الناسي كالعامد ‪ ،‬كاثناف يخصاف العامد‪ .‬األكؿ ‪( :‬اإلتماـ(‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل ال بد من ذلك ‪ ،‬كىو ظاىر (األزىار) (قرز)‬
‫(‪ )0‬مع الريق (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬الفرؽ (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬بالسين مفتوحة ‪ ،‬كالطاء الدكاء الذم يصب في األنف ‪ ،‬كبالصاد كالداؿ ‪ :‬نقيض الهبوط‪( .‬بستاف)‬
‫(*)كضابطو أنو إذا استصعد في كقت يباح لو لم يفسد ‪ ،‬كلو نزؿ في النهار ‪ ،‬كإف كاف في كقت ال يباح‬
‫لو أفسد ‪ ،‬كلو تخلل الليل‪( .‬عامر)‪ .‬كفي (البياف) ما لفظو ‪ :‬كنزؿ في يومو‪( .‬قرز) مفهومو أنو إذا نزؿ‬
‫بعد تخلل ليل لم يفسد ‪ ،‬كلو كاف في كقت ال يباح لو (قرز)‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ ‪ :‬كالسعوط في‬
‫التحقيق قد خرج بقولنا‪" :‬جاريا في الحلق من خارجو" لكن ذكرناه ىنا تنبيها على الفرؽ بينو كبين صعود‬
‫النهار ‪ ،‬كتوصبل إلى كبلـ الهادم عليو السبلـ ‪ ،‬فإف ظاىره يقتضي أنو مفطر مطلقا‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )5‬كأما اإلثمد فبل يفسد ‪ ،‬سواء كاف ليبل أك نهارا (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬ألنو فعلو في كقت ليس لو استدخالو فيو ‪ ،‬كىذا إذا نزؿ في يومو فقط (ذكره في شرح الفقيو‬
‫حسن علي الحفيظ)‪.‬‬
‫(‪ )7‬صوابو ثبلثة ‪ ،‬إذا الرابع كىو الكفارة مندكب ‪ ،‬كليس ببلزـ ‪ ،‬إال أف يكوف دخولو على جهة‬
‫التوسيع‪( .‬تكميل) كقيل‪ :‬الرابع التوبة‪.‬‬
‫(‪ )8‬كالوجو أنو مخاطب باإلمساؾ في كل جزء من النهار ‪ ،‬فإف عصى بالبعض لم يسقط الخطاب في‬
‫الباقي‪( .‬دكارم) كلقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم لمن جامع امرأتو في رمضاف (إف فجر ظهرؾ فبل‬
‫يفجر بطنك)‪( .‬بستاف) (‪ )7‬يريد بقولو ‪ :‬إف فجر ظهرؾ بالوطء فبل يفجر بطنك باألكل (‪ )7‬ركاه في‬
‫الغيث ‪ ،‬كقيل ‪ :‬إنو إجماع (*)كال يجب اإلتماـ في صوـ القضاء على من أفطر‪( .‬تذكرة)‪)*( .‬في غير‬
‫القضاء‪( .‬قرز) كالكفارات ‪ ،‬كالنذر غير المعين فبل يلزـ‪( .‬قرز) كأما المعين فيلزـ‪( .‬قرز)‬

‫(‪)43/4‬‬

‫_____________________________‬

‫) للصوـ رعاية لحرمة الشهر ‪ ،‬كلو كاف يسمى مفطرا غير صائم‪.‬‬
‫(ك) الثاني ‪ :‬كجوب (القضاء (‪ ))7‬كيجزئو قضاء يوـ مكاف يوـ عندنا(‪ )0‬فهذاف الحكماف يعماف العامد‬
‫كالناسي‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ ، )7‬كقاؿ الناصر ‪ :‬ال يجب عليو القضاء‪.‬‬
‫(‪ ) 0‬حجتنا ‪ :‬قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬من أفطر يوما ثم استغفر أجزأه يوـ مكاف يوـ)‪( .‬تخريج‬
‫بحر) كقاؿ ابن المسيب ‪ :‬شهر‪ .‬كقاؿ النخعي ‪ :‬ثبلثة آالؼ يوـ ‪ ،‬كعن ربيعة ‪ :‬اثنا عشر يوما ‪ ،‬كركاية‬
‫عن علي عليو السبلـ ‪ ،‬كابن مسعود ‪ :‬أنو ال يجزئو صوـ الدىر ‪ ،‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬من‬
‫أفطر يوما من رمضاف لغيره رخصة لم يجزه صوـ الدىر)‪( .‬غيث) ركاه أبو ىريرة‪.‬‬

‫(‪)44/4‬‬

‫_____________________________‬

‫ثم ذكر عليو السبلـ الحكمين اللذين يختصاف بالعامد‪ ،‬فقاؿ‪( :‬كيفسق العامد)(‪ )7‬أم‪ :‬المتعمد‬
‫لئلفطار ‪ ،‬كلو يوما كاحدا (‪ )0‬عندنا (فيندب (‪ )3‬لو كفارة (‪ ))4‬أم‪ :‬كتندب(‪ )5‬الكفارة لمن أفطر في‬
‫رمضاف بجماع ‪ ،‬أك أكل ‪ ،‬أك غيرىما عامدا ال ناسيا(‪ )6‬كالمستحب أف يرتبها }‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬على القوؿ بالتفسيق بالقياس على الزكاة فإنو يفسق باالخبلؿ بها ‪ ،‬كيجب حربو‪( .‬غيث بلفظو)‬
‫(*)(فائدة)كمن أفطر لغير عذر ثم تاب ثم أفطر ثانيا في ذلك اليوـ لغيرعذر لم يقطع بفسقو على الثاني‬
‫؛ ألف الحرمة قد ضعفت بالفطر األكؿ‪( .‬تكميل) (*)قاؿ القاضي زيد‪ :‬كيفسق العامد في قضاء رمضاف‬
‫‪ ،‬كالنذر المعين‪ ،‬اإلماـ يحيى ‪ :‬ال دليل على ذلك‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )0‬خبلؼ اإلماـ شرؼ الدين صاحب المتخوؿ (‪ )7‬فقاؿ‪ :‬ال يفسق إال بشهر ‪ ،‬كقبره في القفل من‬
‫ببلد الشرؼ في اليمن (‪ )7‬بالخاء المعجمة كىو مختصرا للمع للفقيو علي ابن سليماف الحجورل‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال فرؽ بين الواطئ كالموطوء في ندب الكفارة‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬لما ركل عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو أتاه رجل في رمضاف‪ ،‬فقاؿ‪ :‬إني أفطرت يوما في‬
‫رمضاف? فقاؿ صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬تصدؽ كاستغفر اهلل‪ ،‬كصم يوما مكانو) كلم يوجب الكفارة ‪ ،‬كىو‬
‫في موضع التعليم‪( .‬بحر معنى) ك (نجرم)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كيتعلق بوجوب الكفارة فوائد األكلى‪ :‬قاؿ أبو مضر ‪ :‬عن أبي طالب‪ :‬إذا كرر الوطء في يوـ كاحد‬
‫لم تكرر الكفارة ‪ ،‬كفي أياـ لكل يوـ كفارة ‪ ،‬قاؿ في االنتصار ‪ :‬كىو قوؿ الشافعي ‪ ،‬كاختار ىذا في‬
‫(البحر) ك(التذكرة) كعن أبي حنيفة ‪ :‬ال تكرر ‪ ،‬سواء كطئ في يوـ كاحد ‪ ،‬أك في أياـ كىو األظهر على‬
‫المذىب ‪ ،‬كقاؿ أحمد‪ :‬يكرر بتكرير الوطء في يوـ كاحد ‪ ،‬كقاؿ اإلماـ يحيى ‪ :‬إذا كرر الوطء في أياـ‬
‫بعد الكفارة كجبت كفارة الوطء الثاني في اليوـ الثاني‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )6‬كتكرر الكفارة بتكرر الوطء ‪ ،‬كنحوه في األياـ ال في اليوـ ‪ ،‬كلو تخللو إخراج‪( .‬بستاف) إذ الثاني‬
‫في غير صياـ‪.‬‬

‫(‪)45/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كالظهار(‪ ))7‬أم‪ :‬كما ترتب كفارة الظهار ‪ ،‬فإف أمكنو العتق قدمو على الصوـ ‪ ،‬كإف لم يمكنو قدـ‬
‫الصوـ على اإلطعاـ ليكوف آخذا باإلجماع(‪ .)0‬كقاؿ الشافعي‪ :‬إف الكفارة تجب مرتبة (‪ )3‬على‬
‫المجامع عامدا في الفرج(‪ )4‬دكف اآلكل(‪ )5‬كالمجامع في غير الفرج(‪.)6‬‬
‫(قاؿ الفقيو حسن‪ )7(:‬ك) إذا جامع الصائم في رمضاف ‪ ،‬ثم تعقب الجماع مرض ‪ ،‬أك حيض ‪ ،‬أك سفر‬
‫في ذلك اليوـ فإنو (يعتبر اإلنتهاء(‪ ))8‬فتسقط الكفارة عن المجامع في ىذه الصور كلها ؛ ألنو انكشف‬
‫أف اإلفطار في ذلك اليوـ جائز ‪ ،‬كأف الجماع فيو جائز ‪ ،‬ذكر ذلك الفقيو حسن‪ ،‬قاؿ الفقيو يوسف‪:‬‬
‫كفي ذلك نظر‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬أما على القوؿ باالستحباب ففي سقوطها ضعف ؛ ألنو يستحب األحوط‪،‬‬
‫كاألحوط التكفير(‪.)9‬‬

‫[المرخص لهم االفطار]فصل‬


‫(كرخص (‪)72‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في القدر كالترتيب‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )0‬ال في االخراج ‪ ،‬ال في الترتيب فهو كاجب ىناؾ‪.‬‬
‫(‪ )3‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬عليك الكفارة)‪.‬‬
‫(‪ )4‬فرج آدمي‪.‬‬
‫(‪ )5‬يعني ‪ :‬فبل كفارة‪.‬‬
‫(‪ )6‬في بنى آدـ‪.‬‬
‫(‪ )7‬قوم في الفسق ‪ ،‬فبل يفسق‪.‬‬
‫(‪ )8‬كيتفقوف أنو يأثم ‪ ،‬لكن ىل يكوف كبيرة أـ ال ? ينظر فيو‪( .‬بستاف) ذكر في (الهداية ) أنو يقطع‬
‫بفسقو اعتبارا بحاؿ الفعل‪.‬‬
‫(‪ )9‬قاؿ القاسم ‪ ،‬كمالك ‪ :‬ال تسقط الكفارة ؛ ألنو أفطر قبل عركض العارض المبيح فوجبت ‪،‬‬
‫كعركض العارض الطارئ بعد كجوبها ال يسقطها (فتح) كلفظ (المعيار)‪( :‬فرع) كال كفارة على من أفطر‬
‫ناسيا ‪ ،‬كال حيث تعقبو حيض ‪ ،‬أك مرض ؛ لنقصاف الحرمة ‪ ،‬كال حيث تعقبو سفر عند بعضهم ‪ ،‬كقيل‪:‬‬
‫بل يلزـ ؛ ألف السفر باختياره‪.‬‬
‫(‪ )72‬كالمرخص لهم في الفطر ثمانية يجمعهم قولو ‪:‬‬
‫يجوز في الشرع فطر من ثمانية *** كىم جريح بصوـ مسو ألم‬
‫مسافر كمريض ثم مكرىهم *** كمرضع حامل مستعطش ىرـ‬
‫(ىامش ىداية)‬

‫(‪)46/4‬‬

‫_____________________________‬

‫فيو(‪ )0( ) )7‬لثبلثة أمور ػ األكؿ‪( :‬للسفر (‪ ))3‬إذا كانت مسافتو توجب القصر كما تقدـ ‪،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬في اإلفطار المستفاد من قولو في (األزىار) ‪" :‬كيفسق العامد"‪.‬‬
‫(‪ )0‬عبارة الفتح ‪ :‬كرخص في فطره ‪ ،‬ككذا عبارة األثمار ‪ ،‬كإنماعدؿ المؤلف عن قولو في (األزىار)‬
‫"فيو" إذ ليس في رجوع الضمير إلى اإلفطار تصريح ؛ إذ لم يتقدـ لو ذكر ‪ ،‬كإنماتقدـ ذكر ما يفسد‬
‫الصوـ ‪ ،‬فيتوىم أف الضمير راجع إليو ‪ ،‬فإف قيل‪ :‬إف الضمير راجع إلى الصوـ فذلك يوىم كوف الصوـ‬
‫رخصة ‪ ،‬كحكم الرخصة أنو ال يجب قضاؤىا ‪ ،‬كما ذكركه في رخصة القصر للسفر كنحو ذلك ‪ ،‬كأيضا‬
‫فإف قولو في (األزىار) بعد ذلك ‪" :‬كيجب" ال يستقيم رجوع الضمير فيو إلى الصوـ ‪ ،‬كإنما يستقيم إلى‬
‫اإلفطار ‪ ،‬كما صرح بو المؤلف‪( .‬كابل) (*)حقيقو الرخصة ‪ :‬ما خير المكلف بين فعلو كتركو لعذر ‪ ،‬مع‬
‫صحة فعلو منو لو فعلو ‪ ،‬كمع بقاء سبب الوجوب كالتحريم ‪ ،‬كصبلة الجمعة بعد صبلة العيد جماعة ‪،‬‬
‫ككذا الصوـ في السفر ‪ ،‬فقولنا ‪" :‬مع صحة فعلو منو لو فعلو" يحترز من صوـ الحائض كالنفساء فإنو ال‬
‫يكوف رخصة في حقهما ‪ ،‬كقولنا ‪" :‬مع بقاء سبب الوجوب" يحترز مما لوقد نسخ الوجوب ‪ ،‬كصوـ يوـ‬
‫عاشوراء فإنو كاف في األصل كاجبا ‪ ،‬ثم نسخ الوجوب ػ فبل يكوف رخصة ‪ ،‬بل مندكبا ‪ ،‬كقولنا ‪:‬‬
‫"كالتحريم" يحترز مما لوقد نسخ التحريم كوطء الليل في رمضاف فإنو كاف في األصل محرما ثم نسخ‪.‬‬
‫(*)كالصوـ أفضل عندنا إذا لم يخش الضرر ‪ ،‬بخبلؼ الوضوء ‪ ،‬يعني‪ :‬كلو خشي الضرر ‪ ،‬فهو أفضل‬
‫آلثار كردت فيو (*) كىذه الحيلة فيمن حلف ليجامع أىلو في نهار رمضاف ‪ :‬أنو يسافر كيجامعها ‪ ،‬كفي‬
‫ذلك خبر عن علي عليو السبلـ (ذكره في التقرير ) كىو ما ركل أف رجبل أتى إلى علي عليو السبلـ‬
‫فقاؿ‪ :‬إنى حلفت بطبلؽ امرأتي ثبلثا إف لم أجامعها في نهار رمضاف? فقاؿ علي عليو السبلـ‪ :‬سافر بها‬
‫إلى المدائن كقع عليها ‪ ،‬كال تحنث‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )3‬كلو لمعصية (قرز)‪.‬‬
‫(‪)47/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كاليجوز اإلفطار إال إذا خرج من الميل كالقصر ‪ ،‬كعند المؤيد باهلل‪ :‬إذا خرج من العمراف ‪ ،‬فلو خرج‬
‫من الميل فأفطر ‪ ،‬ثم أضرب عن السفر لم يلزمو اإلمساؾ بقية اليوـ(‪ )7‬ذكره السيد يحيى بن الحسين‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو موافق ألصوؿ أىل المذىب (‪.)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بل يندب (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬فرع) كالمقيم دكف العشر يلزمو الصوـ ‪ ،‬كالجمعة [تلزـ النازؿ] كقيل‪ :‬ال ؛ لتسميتو مسافرا كاألكؿ‬
‫أقرب‪( .‬بحر) كمثل اآلخر في (الزىور) ك(الغيث) كقرره (المفتي) للمذىب‪)*( .‬ألنو بمنزلة المسافر‬
‫الذم انقطع سفره ‪ ،‬فإنو ال يلزمو اإلمساؾ بقية اليوـ الذم انقطع فيو سفره ‪ ،‬كقد أفطر ‪ ،‬كإنمايندب ‪،‬‬
‫ككذلك ىنا ؛ ألنو قد شاركو في جواز اإلفطار ألجل السفر ‪ ،‬كاإلضراب ال تأثير لو بعد ذلك‪( .‬غيث)‪.‬‬
‫(*)ينظر لو كاف السفر في الليل ىل يرخص لو أـ ال ?‪ .‬الجواب ‪ :‬أنو يرخص لو ؛ ألف حكمو حكم‬
‫المسافر‪( .‬سماع شامي) (قرز) بل مسافرحقيقة‪.‬‬

‫(‪)48/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثاني‪( :‬اإلكراه (‪ ))7‬على الفطر ‪ ،‬كذلك بأف يتوعده من ىو قادر على إنفاذ ما توعده بو ‪ ،‬بأف‬
‫يحبسو ‪ ،‬أك يضربو(‪ )0‬أك يضره ضررا مجحفا إف لم يفطر فإنو حينئذ يجوزه لو اإلفطار ‪ ،‬كاختلف في‬
‫حد االجحاؼ‪ ،‬فقاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬أف يخشى التلف فقط ؛ ألف ىذا إكراه على فعل محظور ‪،‬‬
‫كىو ال يباح باإلكراه ‪ ،‬إال أف يخشى المكره التلف‪ ،‬كقاؿ الفقيو محمد سليماف‪)3(:‬بل المراد‬
‫باالجحاؼ ىنا خشية الضرر ‪ ،‬فمتى خشي من القادر اإلضرار بو جاز لو اإلفطار ؛ ألنو ترؾ كاجب(‪.)4‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا ىو القوم عندم ‪ ،‬كىو الذم يقتضيو كبلـ األزىار(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (حاشية على الزىور) ‪ :‬كإذا أكره على اإلفطار ثم عجز عن القضاء ككفر ػ ىل يرجع‬
‫بالكفارة ? قاؿ سيدنا ‪ :‬يرجع‪ .‬كقاؿ بعض المذاكرين ‪ :‬ال يرجع (من باب النذر )‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك يأخذ ماال يحصل عليو ضرر بأخذه‪( .‬سحولي لفظا) (قرز)‪ .‬قلت‪ :‬في القياس يجوز اإلفطار كلو‬
‫قل الماؿ‪ ،‬إذا كاف اآلخذ آدميا‪.‬‬
‫(‪ )3‬كفاقا للفقيو حسن‪ ،‬كالفقيو محمد بن يحي‪.‬‬
‫(‪ )4‬يقاؿ ‪ :‬كلو قدرنا أنو فعل محظور ‪ ،‬كيفرؽ بينهما أف ىذا محظور ألجل مانع غيره ‪ ،‬كىو كونو في‬
‫رمضاف ‪ ،‬كالمحظورات اآلتية ألجل تحريمها في نفسها ‪ ،‬فبل يباح الضرر فيو بخبلؼ ىذا فيباح لخشية‬
‫الضرر كاهلل أعلم ‪ ،‬كقيل‪ :‬إف كاف بعد النية فمحظور ‪ ،‬كإف كاف قبل ذلك فترؾ كاجب‪( .‬سماع السيد‬
‫محمد بن عز الدين المفتي رحمو اهلل) يقاؿ‪ :‬ىو ترؾ كاجب ‪ ،‬كلو بعد الدخوؿ فيو ‪ ،‬كما يأتي في‬
‫اإلكراه‪.‬‬
‫(‪ )5‬في مطلقا الذم سيأتي في باب اإلكراه‪.‬‬

‫(‪)49/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثالث‪( :‬خشية (‪ )7‬الضرر) من الصوـ‪ ،‬كذلك كالمريض يخشى إف صاـ حدكث علة أك زيادة فيها‬
‫‪ ،‬ككالشيخ الكبير يخشى ذلك ‪ ،‬كنحوىما كالمستعطش (‪ )0‬فإنو يرخص لهؤالء في اإلفطار لخشية‬
‫المضرة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فيدخل في جواز اإلفطار لخشية الضرر من كاف يزاكؿ األعماؿ الشاقة فإنو إذا خشي الضرر عند‬
‫مزاكلتها جاز لو اإلفطار ‪ ،‬كلو كانت من األعماؿ المباحة ‪ ،‬كال يلزـ ترؾ ذلك العمل ألجل الصوـ‪.‬‬
‫(سماع سحولي عن من نقل عن خط سيدنا علي بن أحمد شاكر) [قوم] ينظر فإف األعماؿ الشاقة غير‬
‫مرخصة ‪ ،‬فإذا فعل ما يوجب الضرر فقد تعدل في ذلك ‪ ،‬كما ال يتم الواجب إال بتركو كجب‬
‫تركو[قلت‪ :‬كىذا كبلـ حسن ال غبار عليو‪( .‬ضياء)] (*)كلو كاف في المستقبل كالسدـ‪( .‬زىور) كيكفي‬
‫الظن في حصوؿ الضرر (بياف) (قرز)‪ )*( .‬كىل يباح للمريض الذم يأتيو المرض نصف النهار مثبل أف‬
‫يفطر من أكلو ‪ ،‬ككذا في حق المستعطش لو كاف ال يضره العطش إال من نصف النهار كنحوه فيجوز لو‬
‫اإلفطار ? الظاىر جواز تقديم ذلك‪( .‬حاشية سحولي لفظا) كقيل‪ :‬ال يجوز ؛ لجواز أف يشفيو اهلل‪.‬‬
‫(شامي) (*)كيكره الصوـ مع خشية الضرر ‪ ،‬ذكره المؤيد باهلل‪ ،‬كقاؿ أبو العباس ‪ :‬إنما يستحب ‪،‬‬
‫كالوضوء مع خشية المضرة ‪ ،‬قاؿ الفقيو محمد سليماف ‪ :‬إنما افترقا لؤلخبار ‪ ،‬كىو أنو صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم حث على إسباغ الوضوء في السبرات ‪ ،‬كأما الصوـ فقد قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪:‬‬
‫(ليس من امبر امصياـ في امسفر)‪( .‬صعيترم) ىذا في النفل ‪ ،‬كأما في صياـ الفرض(‪ )7‬فيستحب في‬
‫السفر ؛ ألف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم صاـ في السفر في غزكة تبوؾ‪( .‬بستاف) ما لم يتضرر(‪)7‬‬
‫إال النفل فيكره‪( .‬بياف) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كلو أف يأكل ؛ ألف الصوـ قد بطل بالشرب ‪ ،‬بخبلؼ سلس البوؿ ؛ ألف صبلتو صحيحة‪.‬‬

‫(‪)52/4‬‬

‫_____________________________‬
‫قولو‪( :‬مطلقا (‪ ))7‬أم‪ :‬سواء سافر قبل الفجر أـ بعده ‪ ،‬كسواء كاف اإلكراه يخشى معو التلف(‪ )0‬أك‬
‫الضرر(‪ ، )3‬كعند أبي حنيفة‪ ،‬كالشافعي أنو ال يجوز للمسافر الفطر إذا سافر بعد الفجر (كيجب)‬
‫اإلفطار (لخشية (‪)4‬التلف(‪ ))5‬فإذا خشي الصائم التلف جوعا‪ ،‬أك عطشا‪ ،‬أك من علة تحدث بسبب‬
‫الصياـ (‪ )6‬أك تقول لزمو اإلفطار ‪ ،‬فإف صاـ كتلف لم يصح صومو(‪ ، )7‬كإف لم يتلف ػ فقاؿ الفقيو‬
‫حسن‪ :‬احتمل أف يأتي قوؿ اإلبتداء(‪ )8‬كاإلنتهاء (أك) إذا خشي من الصياـ حصوؿ(‪)9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كاف األكلى تقديم مطلقا ‪ ،‬على قولو‪" :‬خشية الضرر" ألنو لم يشمل ‪ ،‬كإنما ىو عائد إلى السفر‬
‫كاإلكراه ‪ ،‬كقاؿ مالك‪ ،‬كأىل الظاىر ‪ ،‬كالسيد يحيى بن الحسين ‪ :‬إنو يجوز الفطر بمجرد المرض‬
‫كالسفر‪ ،‬كقاؿ الحسن ‪ ،‬كابن سيرين‪ ،‬كإسحق ‪ :‬إنو يجوز للوجع الخفيف كالرمد ‪ ،‬ككجع الضرس ‪،‬‬
‫كاإلصبع‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )0‬كيجب‪.‬‬
‫(‪ )3‬كيجوز‪.‬‬
‫(‪ )4‬كلو كاف في صومو إعزاز للدين ‪ ،‬كقدكة للمسلمين ‪ ،‬كيفرؽ بين ىذا كبين الجهاد ‪ ،‬كالنهي عن‬
‫المنكر ‪ ،‬حيث فيو إعزاز للدين ؛ ألف ىنا ىو المدخل على نفسو ضررا ‪ ،‬كقد نهاه الشارع ‪ ،‬كفي‬
‫المنكر المدخل غيره فافترقا‪( .‬تعليق الفقيو علي)‪.‬‬
‫(‪ )5‬ككذا إنقاذ الغريق من سائر الحيوانات المحترمة ‪ ،‬فإف لم يفعل أثم كصح صومو ‪ ،‬ذكره في حاشية‬
‫(البياف) ألف الصوـ ال يمنع ‪ ،‬بخبلؼ الصبلة‪ )*( .‬كالعبرة بغالب الظن‪ .‬لقولو ‪{ :‬كال تقتلوا أنفسكم}‪.‬‬
‫(‪ )6‬مع خشية التلف (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬فإف كاف في تلفو إعزاز للدين صح صومو على ذلك ‪ ،‬يعني‪ : :‬إذا كاف الممتنع قدكة‪( .‬غيث)‪.‬‬
‫(*)كيلزمو اإليصاء بالكفارة ‪ ،‬حيث مات بعد مضى اليوـ ال قبلو ؛ ألف الصوـ ال يتبعض‪.‬‬
‫(‪ )8‬قيل‪ :‬كفيو نظر ‪ ،‬كالقياس اإلثم ‪ ،‬كتحريم اإلجزاء ؛ ألنو عاص بالخشية ‪ ،‬كىي حاصلة انتهاء‬
‫كابتداء‪( .‬غيث) ‪ ،‬كمثلو في (البحر)‪.‬‬
‫(‪ )9‬كلما ركم في مجموع زيد بن علي عن أبيو عن جده ‪ ،‬عن علي عليو السبلـ قاؿ‪( :‬لما أنزؿ اهلل‬
‫سبحانو فريضة شهر رمضاف أتت النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم امرأة حبلى ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا رسوؿ اهلل إني‬
‫امرأة حبلى ‪ ،‬كىذا شهر رمضاف مفركض ‪ ،‬كىي تخاؼ على ما في بطنها إف صامت? فقاؿ لها رسوؿ‬
‫اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ :‬انطلقي فأفطرم ‪ ،‬فإذا أطقتي فصومي‪ .‬كأتت امرأة ترضع‪ ،‬فقالت ‪:‬‬
‫يارسوؿ اهلل ىذا شهر رمضاف مفركض ‪ ،‬كىي تخاؼ إف صامت أف ينقطع لبنها فيهلك كلدىا? ‪ ،‬فقاؿ‬
‫لها رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪ :‬انطلقي فأفطرم ‪ ،‬فإذا أطقت فصومي)‪ .‬كىذا في أمالي أحمد‬
‫بن عيسى ‪ ،‬كركاه الهادم عليو السبلـ في (األحكاـ) كالمؤيد باهلل في (شرح التجريد)‪ .‬كفي (أصوؿ‬
‫األحكاـ) كفي (الشفاء)‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‪.‬‬
‫(‪)57/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(ضرر الغير(‪ )7‬كرضيع(‪)0‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬يقاؿ ‪ :‬ىل يجب عليها أف تفعل ما يمنع تضرره لعدـ الرضاع فيها ‪ ،‬كأف تسقيو لبن السائمة أك غيره‬
‫أـ ال ? قاؿ سيدنا صارـ الدين إبراىيم بن يحيى رحمو اهلل ‪ :‬ال يرخص لها في اإلفطار مع ذلك‪ .‬كقاؿ‬
‫غيره ‪ :‬بل الرضاع مرخص لئلفطار ‪ ،‬كلو أمكنها فعل ذلك ‪ ،‬لكنو يستحب ‪ ،‬كمثلو عن (الهبل)‪.‬‬
‫(‪ )0‬ال غير الرضيع كالجنين ‪ ،‬كأف يقوؿ لو ‪ :‬أف تفطر كإال قتلت زيدا فإنو ال يجوز اإلفطار (*)كلو‬
‫ىلك الجنين بذلك كالرضيع لزـ في األكؿ الغرة ‪ ،‬كفي الثاني الدية‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز)‬
‫(*)كىل يلزـ في ضررىما فقط حكومة ‪ ،‬كمن أطعم غيره شيئا ضره [بياض]‪ ..‬في (حاشية سحولي) عن‬
‫(الشامي) ‪ :‬يلزـ حكومة حسب ما يراه الحاكم (قرز) (*)(مسألة ( ىل يجوز للمرأة أف تمكن زكجها من‬
‫نفسها حيث خشيت عليو الضرر أـ ال ? أجاب بعض شيوخنا ‪ :‬أنو يجوز (‪ )7‬كما يجب عليها ترؾ‬
‫الصياـ لضرر الرضيع كالجنين ‪ ،‬كىل يقبل قولو أـ ال ?‪ .‬قيل‪ :‬يقبل قولو ؛ إذ ال يعرؼ إال من جهتو ‪،‬‬
‫ذكره (السيد حسين محمد التهامى) (‪ )7‬كعن اإلماـ عز الدين أنو ال يجوز ‪ ،‬كما ليس لو نقض إحرامها‬
‫لذلك كما يأتي للشامي على (حاشية سحولي) في قولو ‪" :‬كال تمنع الزكجة كالعبد" الخ‪ )*( .‬كلو مرضعة‬
‫بأجرة‪( .‬حماطي) (قرز)‪ .‬كتفسخ االجارة (قرز)‪.‬‬

‫(*) كال يعتبر ىنا اإلبتداء أك اإلنتهاء ‪ ،‬بل لو صامت كىي تظن حصوؿ المضرة عليها فلم يضر لم يجز‬
‫؛ ألف الحق ىنا للغير‪.‬‬

‫(‪)50/4‬‬

‫_____________________________‬

‫أك جنين(‪ ))7‬خافت أمهما أنها إذا صامت لحقهما(‪ )0‬بصيامها ‪ ،‬من قلة لبن أك نحو ذلك(‪ )3‬فإف‬
‫صامت مع خشية الضرر عليهما(‪ )4‬لم يصح صومها‪ ،‬ذكر ذلك الفقيو علي‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو موافق لؤلصوؿ (كال تجزئ الحائض كالنفساء فيقضياف (‪ ))5‬أم‪ :‬ال‬
‫يصوماف رمضاف كنحوه(‪ )6‬في حاؿ حيضهما‪ ،‬فإف صامتا لم يجزىما‪ ،‬كلزمهما القضاء بعد مضي رمضاف‬
‫كنحوه(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) كمن ال يمكنو إنقاذ غريق إال بأف يفطر ‪ ،‬أك يقطع الصبلة كجب عليو ذلك ‪ ،‬ككذلك يأتي‬
‫في سائر الحيوانات المخترمة‪( .‬بياف)‪ .‬ينظر لو ترؾ إنقاذ الغريق ىل يصح صومو أـ ال قاؿ ? (المفتي) ‪:‬‬
‫ال يصح كالرضيع ‪ ،‬كالجنين ‪ ،‬فإذا لم يصح صومها ىناؾ ‪ ،‬فكذا ىنا‪ .‬يقاؿ ‪ :‬فرؽ بينهما ‪ ،‬فإف المؤثر‬
‫في الرضيع كالجنين ىو نفس الصوـ كىو فعلها ‪ ،‬بخبلؼ ىذا فبل يفسد على المقرر ؛ ألف المؤثر ىنا‬
‫ىو الترؾ‪( .‬شامي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬ضرر‪.‬‬
‫(‪ )3‬تغير المزاج‪[.‬أك خشية الحرارة‪] .‬‬
‫(‪ )4‬كتضمنو إف مات‪( .‬كواكب)‪ .‬الدية أك الغرة (*) كتقتل(‪ )7‬بو إذا كانت غير أصل ‪ ،‬كتكوف الدية‬
‫من مالها على المقرر ‪ ،‬حيث كانت عالمة ‪ ،‬كقصدت قتلو ‪ ،‬ذكر معناه في (البحر) (قرز) كقيل‪ :‬على‬
‫عاقلتها ؛ ألنها فاعلة سبب ك(قرز)‪ .‬مع الجهل (قرز)‪ )7( .‬ينظر فيو ؛ إذ ىي فاعلة سببا متعدل فيو‪.‬‬
‫[شكل على ينظر‪ ،‬كقاؿ‪ :‬كجو التشكيل أف ىذا السبب في حكم المياشر فبل كجو للتنظير‪)*( .‬فإف‬
‫سلما كتضررا لم يصح صومها ‪ ،‬كإف لم يتضررا جاء على قوؿ اإلبتداء كاإلنتهاء ‪ ،‬كقيل‪ :‬يفسد صومها‬
‫على المذىب ؛ ألف اإلفطار فيو حق للغير ‪ ،‬كمثلو للفقيو يوسف (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬إشارة إلى خبلؼ ابن عمر ‪ ،‬كابن عباس ‪ ،‬كالبستى ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ال قضاء ‪ ،‬بل فدية كالهم‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )6‬النذر المعين إذا صادؼ أياـ حيضها أك نفاسها لزمها القضاء كرمضاف‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬النذر المعين ‪ ،‬كالعيد ‪ ،‬كأياـ التشريق‪.‬‬

‫(‪)53/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(كندب لمن زاؿ عذره اإلمساؾ(‪ )7‬كإف قد أفطر) يعني‪ :‬أف المسافر إذا قدـ ‪ ،‬كالحائض إذا‬
‫طهرت(‪ )0‬ككل من جاز لو اإلفطار لعذر فزاؿ ذلك العذر ‪ ،‬كفي اليوـ بقية ػ فإنو يستحب لو أف يمسك‬
‫بقية اليوـ ؛ رعاية لحرمة الشهر ؛ كلئبل تلحقو تهمة(‪.)3‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬بل يجب اإلمساؾ‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬ال يجب ‪ ،‬كال يستحب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىذه الواك للحاؿ‪( .‬مرغم) كاألكلى‪ :‬إف كاف قد أفطر‪ )*( .‬كجو قولنا باإلمساؾ؛ ليخرج عن التهمة‬
‫لئبل يعتقد فيو أف ال دين لو‪( .‬لمعة)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيدخل في ذلك من أكره على الفطر فأفطر ‪ ،‬كمن خشي العطش فأفطر‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬لئبل يعتقد فيو أف ال دين لو‪( .‬لمعة)‪ )*( .‬قلة الرغبة في الثواب‪.‬‬

‫(‪)54/4‬‬

‫_____________________________‬
‫(كيلزـ مسافرا أك مريضا(‪ )7‬لم يفطرا) في أكؿ اليوـ أف يمسكا إذا زاؿ عذرىما في آخره‪ ،‬ككذلك كل‬
‫من رخص لو(‪ )0‬في اإلفطار(‪ )3‬كلو صاـ صح منو ‪ ،‬بخبلؼ من ال يصح منو الصوـ في أكؿ اليوـ(‪)4‬‬
‫كالحائض(‪ )5‬كالصبى(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بخبلؼ المجنوف األصلي‪ ،‬كالصبي إذا بلغ في بقية اليوـ فبل يلزمو اإلمساؾ؛ ألف أكلو ساقط‪.‬‬
‫(بياف) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالمرتد إذا ارتد بعد عقد الصوـ فإنو يلزمو اإلمساؾ إذا أسلم كلما يفطر ‪ ،‬النعقاده منو في أكلو‪.‬‬
‫كعبارة األثمار كالفتح تدؿ عليو ؛ ألف عبارتهما من صح إلى آخره ‪ ،‬كقد ذكره الفقيو يوسف في‬
‫(الثمرات) حيث قاؿ ‪ :‬إنها ال تنافي اإلجزاء كإف بطل ثوابو كالفاسق‪ .‬يقاؿ‪ :‬الفسق ال يبطل الطاعة ‪،‬‬
‫بخبلؼ الكفر فإنو محبط‪( .‬شامي) (قرز)‪ )*( .‬فبل يلزمو اإلمساؾ ‪ ،‬بل يندب‪( .‬سيدنا حسن رحمو اهلل)‬
‫(قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالمكره‪ ،‬كالجنوف الطارئ‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ككاف القياس حذؼ قولو‪" :‬في أكؿ اليوـ" النتقاضو بمن ىو مجنوف طارئا أكؿ اليوـ؛ إذ يلزمو‬
‫اإلمساؾ كما مر ‪ ،‬مع أنو ال يصح منو الصوـ في أكؿ اليوـ ‪ ،‬بل في اليوـ جملة ‪ ،‬حيث لم يكن قد‬
‫أفطر ؛ إذ الجنوف العارض أشبو بالمرض‪( .‬غاية)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كأما المرضعة كالحامل إذا خافت عليهما الضرر في أكؿ اليوـ ‪ ،‬كأمنت عليهما في آخره ‪ ،‬كلم‬
‫تكن قد أفطرت فإنو يلزمها اإلمساؾ ‪ ،‬كتنويو عن رمضاف مع أنو ال يصح منها في أكؿ يوـ‪( .‬سماع‬
‫حاشية سحولي) كلعلو يأتي على قوؿ اإلبتداء كاإلنتهاء‪ .‬كقيل‪ :‬يفسد صومها ؛ ألف فيو حقا للغير ‪ ،‬كإذا‬
‫فسد فبل يلزمها اإلتماـ‪( .‬قرز)‪)*( .‬كنحوىا‪.‬‬
‫(‪ )6‬قاؿ أبو طالب‪ :‬كالصبى إذا بلغ ‪ ،‬كالكافر إذا أسلم ‪ ،‬كالمجنوف األصلي إذا أفاؽ فعلى أصلنا ال‬
‫يلزمهم اإلمساؾ‪ ،‬كال يلزمهم قضاء اليوـ ؛ ألنو قد سقط عليهم لسقوط بعضو ‪ ،‬فإف قلت‪ :‬إف الكافر‬
‫مخاطب بالصوـ على الصحيح فكيف قلت‪ :‬صومو في أكؿ اليوـ ساقط عنو ? قلت‪ :‬ىو كإف كاف‬
‫مخاطبا بو فقد سقط عنو فرض ما مضى من اليوـ باإلسبلـ ‪ /‬كإذا سقط بعضو سقط كلو ؛ ألنو ال‬
‫يتبعض ‪ ،‬كقاؿ أصحاب الشافعي‪ :‬يجب صوـ اليوـ الذم أسلم فيو الكافر ‪ ،‬كبلغ الصبي‪ .‬ككافقهم‬
‫اإلماـ يحيى في الكافر دكف الصبى‪( .‬غيث)‪)*( .‬كنحوه‪.‬‬

‫(‪)55/4‬‬

‫_____________________________‬
‫‪.‬‬
‫[قضاء الصوـ]فصل‬
‫(ك) يجب (على كل(‪ )7‬مسلم ترؾ الصوـ(‪ )0‬بعد تكليفو كلو لعذر أف يقضى بنفسو) قولو ‪" :‬على كل‬
‫مسلم" احتراز من الكافر فإنو ال يلزمو القضاء ‪ ،‬ككذلك لو كاف مسلما كأفطر في رمضاف لغير عذر‬
‫مستحبل(‪ )3‬لذلك فإنو ال يلزمو القضاء ؛ ألنو قد كفر باستحبلؿ ذلك ‪ ،‬كقد خرج بقولو‪" :‬مسلم"‬
‫كقولو‪" :‬بعد تكليفو" احتراز من الصبى(‪ )4‬كالمجنوف األصلى (‪ )5‬الذم لم يكلف فإنهما إذا كلفا بعد‬
‫مضي رمضاف عليهما ال يلزمهما القضاء‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مستمرا ‪ ،‬فلو ارتد فبل قضاء عليو لما فاتو في اإلسبلـ قبل الردة‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك النية (قرز) أك النذر المعين‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك مستخفا‪( .‬بياف) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كال يلزـ صوـ يوـ بلغ فيو كال قضاه ألنو ال يتبعض‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كاألخرس الذم ال يهتدم إلى التعليم (قرز)‪.‬‬

‫(‪)56/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كقولو‪" :‬كلو لعذر" أم‪ : :‬كلو ترؾ الصوـ لعذر ‪ ،‬كالمسافر ‪ ،‬كالمريض ‪ ،‬كالحائض(‪ )7‬كالمجنوف(‪)0‬‬
‫كل الشهر(‪ )3‬أك بعضو ‪ ،‬فإف ىؤالء كنحوىم (‪ )4‬متى زاؿ عذرىم لزمهم القضاء‪ .‬كقولو ‪" :‬بنفسو"‬
‫يعني ‪ :‬فبل يصح أف يقضى عنو غيره‪ .‬أما قبل الموت أك ما في حكمو (‪ )5‬فبل خبلؼ في ذلك ‪ ،‬كأما‬
‫بعد الموت أك اليأس(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لئلجماع (*) للنص‪.‬‬
‫(‪ )0‬الطارئ الذم بعد التكليف ‪ ،‬كلو أعواما كثيرة ‪ ،‬فإف قيل‪ :‬ما الفرؽ بين ىذا كبين الصبلة ? ففيها‬
‫إذا زاؿ عقلو لم يجب القضاء ‪ ،‬كىاىنا يجب القضاء ? فالجواب ‪ :‬أف ىذا يشبو المريض العاجز‪ .‬ذكره‬
‫الفقيو يحيى البحيبح‪ .‬كذكر في الشرح ‪ :‬أف األصل فيو اآلية كىي قولو تعالى‪{ :‬فمن كاف منكم مريضا‬
‫أك على سفر فعدة من أياـ أخر} كالجنوف ضرب من المرض‪( .‬زىور) كالفرؽ أيضا بين الطارئ كاألصلي‬
‫أف الطارئ قد تجدد عليو التكليف بخبلؼ األصلى فلم يتجدد عليو التكليف فأشبو الصبى‪( .‬لمعة)‬
‫باللفظ ‪ ،‬قاؿ المفتي‪ :‬أما قولهم ‪ :‬إف الجنوف كاإلغماء مرض فضعيف ؛ إذ ال خطاب على زائل العقل ‪،‬‬
‫بخبلؼ المريض فينظر في كجو الوجوب ‪ ،‬كالقضاء عندنا بأمر جديد‪ .‬قاؿ (الشامي)‪ :‬فبل فرؽ بين‬
‫طارئ كأصلي ؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬رفع القلم) الخ‪ ،‬كقولهم ‪" :‬من جنس المرض" دعول‬
‫فتأمل‪ )*( .‬يقاؿ‪ :‬قياسا على النائم لو ناـ يومين أك أكثر مثبل فإنو يجب عليو القضاء ‪ ،‬ككجو الشبو‬
‫بينهما ظاىر‪( .‬سيدنا فخر اإلسبلـ عبداهلل بن أحمد المجاىد رحمو اهلل)‪.‬‬
‫(‪ )3‬إنما قاؿ‪ :‬كل الشهر إشارة إلى خبلؼ أبي حنيفة‪ ،‬فإنو يقوؿ ‪ :‬إف جن كل الشهر فبل قضاء عليو‪،‬‬
‫كإف جن بعضو فعليو القضاء‪( .‬راكع)‪.‬‬
‫(‪ )4‬النفساء ‪ ،‬كالمغمى عليو ‪ ،‬كالحامل ‪ ،‬كالمرضعة‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )5‬كىو اليأس‪ )*( .‬العلة المأيوسة‪ .‬بل المرجوة‪.‬‬
‫(‪ )6‬شكل عليو ‪ ،‬ككجهو ‪ :‬أنو إذا كاف قبل الموت كلو بعد اليأس فبل خبلؼ فيو (*) كفي (البحر)‬
‫ك(الكواكب) ك (البياف) أنو ال يجزئ التصويم في حاؿ الحياة كفاقا ‪ ،‬فينظر في عبارة الشرح(*) فيو نظر‬
‫؛ ألنهم ال يختلفوف إال بعد الموت ‪ ،‬كأما قبلو فوفاؽ أنو ال يصح‪ .‬كفي (البياف) ما لفظو (مسألة) من‬
‫أمر غيره أف يصوـ عنو قضاء ففي حياتو ال يصح كفاقا‪.‬‬

‫(‪)57/4‬‬

‫_____________________________‬

‫من إمكاف القضاء فاختلف الناس فيو ‪ ،‬فالمذىب أنو ال يصوـ أحد(‪ )7‬عن أحد ‪ ،‬ذكره القاسم ‪ ،‬كىو‬
‫قوؿ أبي حنيفة‪ ،‬كمالك‪ ،‬كالشافعي في الجديد(‪ ، )0‬كىو تحصيل أبي طالب للهادم عليو السبلـ‪ .‬كقاؿ‬
‫الناصر‪ ،‬كالصادؽ‪ ،‬كالباقر ‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :)3(:‬إنها تصح النيابة(‪ )4‬في الصوـ‪.‬‬
‫(نعم) كال بد أف يكوف قضاؤه (في) زماف (غير) الزمن الذم ىو (كاجب(‪ ))5‬فيو (الصوـ) فبل يقضى‬
‫رمضاف في رمضاف(‪*)6‬كال في أياـ نذر بصيامها بعينها(‪( )7‬ك) في غير الزماف الذم يجب فيو (اإلفطار)‬
‫كأياـ الحيض(‪)8‬كالعيدين ‪ ،‬كأياـ التشريق ‪ ،‬فإف القضاء في ىذه األياـ ال يصح ‪ ،‬أما أياـ الحيض‬
‫كالعيدين فبل خبلؼ(‪ )9‬أنو ال يصح القضاء فيها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إال أف يقوؿ الميت قبل موتو‪ :‬صوموا عنى كجب امتثاؿ أمره ‪ ،‬كما سيأتي ؛ ألنو كالملتزـ لهذا‬
‫القوؿ(‪( .)7‬نجرم) (‪ )7‬أم‪ :‬قوؿ الناصر‪ ،‬كالصادؽ‪..‬إلخ‬
‫(‪ )0‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من مات كعليو صياـ أطعم عنو كليو مكاف كل يوـ مسكينا)‪.‬‬
‫(زىور)‪ .‬ركاه ابن عباس ‪ ،‬كابن عمر‪ .‬كفي التحرير ‪ :‬عن أبي خالد ‪ ،‬عن زيد بن علي مثلو‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىو تخريج المؤيد باهلل ‪ ،‬كصاحب الوافي للهادم عليو السبلـ‪( .‬غيث)‪.‬‬
‫(‪ )4‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من مات كعليو صوـ صاـ عنو كليو)‪( .‬زىور)‪ .‬قلنا ‪ :‬خبرنا أرجح‬
‫لموافقتو دليل العقل‪( .‬بستاف) (*) في القضاء ‪ ،‬كأما في رمضاف فبل يستقيم إال في قضاءه فقط‪.‬‬
‫(‪ )5‬فرع) فلو فاتو أكؿ يوـ من رمضاف فنول القضاء في اليوـ الثاني لم يجزه عندنا ؛ إذ نول غير ما‬
‫كجب‪ .‬المركزل‪ :‬يجزئ إذ تعيين القضاء ال يجب‪ .‬قلنا‪ :‬األعماؿ بالنيات‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )6‬كلو في السفر (قرز)‪ )*( .‬خبلؼ المنصور باهلل‪.‬‬
‫(‪ )7‬فإف فعل لم يجزه أليهما ‪ ،‬إال أف ينول في بقية يومو كونو عن النذر المعين (قرز )‪.‬‬
‫(‪ )8‬كأياـ النفاس‪.‬‬
‫(‪ )9‬بل فيو خبلؼ المهدم أحمد بن الحسين في العيدين‪.‬‬

‫(‪)58/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما أياـ التشريق فأحد قولي أبي العباس ػ كصححو أبو طالب للمذىب ‪ :‬أنو ال يصح أيضا‪ ،‬كأحد قولي‬
‫أبي العباس‪ ،‬كىو قوؿ المؤيد باهلل ‪ ،‬كالمرتضى ‪ :‬أنو يصح القضاء فيها(‪.)7‬‬
‫(ك) من التبس عليو قدر ما فاتو من الصياـ فإنو (يتحرل(‪ )0‬في ملتبس الحصر) أم‪ :‬ال يزاؿ يصوـ‬
‫حتى يغلب في ظنو أنو قد أتى بكل ما فات عليو‪ ،‬قاؿ الفقيو علي ‪ :‬التحرم إنما ىو في الزائد على‬
‫المتيقن(‪ )3‬كيقضي المتيقن بنية القطع(‪ )4‬كالزائد(‪ )5‬بنية مشركطة(‪( )6‬كندب(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلم تجز الصبلة عنده في الوقت المكركه ؛ ألف النهي في ذلك أشد من أياـ التشريق؛ ألنها راجعة‬
‫إلى نفس الوقت كالصوـ أخف‪( .‬بستاف)‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألف الظن حين عدـ اليقين طريق إلى الخركج من عهدة األمر في كثير من العبادات ‪ ،‬كإال أدل إلى‬
‫الحرج‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككذا المظنوف‪( .‬ذكره في تعليق الفقيو علي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬الذم في تعليق الفقيو علي أنو يقضى المتيقن كالمظنوف بنية القطع ‪ ،‬كالمشكوؾ فيو بنية مشركطة‪.‬‬
‫(لمعة)‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬الذم يقتضيو كبلـ موالنا عليو السبلـ فيما تقدـ أف المظنوف كالمقطوع ‪ ،‬في قولو‪" :‬كندب التبييت‬
‫كالشرط" بل صرح بذلك‪( .‬نجرم) قاؿ في الفتح ‪ :‬ال جامع بين الموضعين ‪ ،‬بل فرؽ ظاىر ‪ ،‬كىو أف‬
‫البلزـ في ىذه غير متيقن ‪ ،‬كفيما مر أمر متيقن ‪ ،‬كإنما التبس زمانو ‪ ،‬كما حققو في (الوابل)‪.‬‬
‫(‪ )6‬المقرر أنو يقضي المظنوف بنية القطع‪ ،‬كيشرط في المشكوؾ‪.‬‬
‫(‪ )7‬لما ركل زيد بن علي عن آبائو عن علي عليو السبلـ أنو قاؿ في المريض كالمسافر يفطراف في‬
‫شهر رمضاف‪ ،‬ثم يقضياف ‪( :‬يتابعاف بين القضاء ‪ ،‬فإف فرقا أجزأىما)‪ .‬كفي أمالي أحمد بن عيسى عن‬
‫علي عليو السبلـ (أنو قاؿ‪ :‬اقض رمضاف متابعا ‪ ،‬كإف فرقت أجزأؾ)‪ .‬كفي شرح التجريد للمؤيد باهلل‬
‫عليو السبلـ بإسناده عن محمد بن المنكدر‪ ،‬قاؿ‪ :‬بلغني أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم سئل عن‬
‫تقطيع قضاء رمضاف? فقاؿ‪( :‬ذلك إليك ‪ ،‬أرأيت لو كاف على أحدكم دين فقضى الدرىم كالدرىمين ألم‬
‫يكن قضاء ! فاهلل أحق أف يعفو كيغفر)‪ .‬كىو في (أصوؿ األحكاـ) ك(الشفاء)‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‬

‫(‪)59/4‬‬

‫_____________________________‬

‫الوالء (‪ ))7‬أم‪ :‬أف المستحب(‪ )0‬لمن يقضي ما فاتو من رمضاف أف يقضيو متواليا غير متفرؽ(‪ )3‬كلو‬
‫كاف ما فاتو متفرقا ‪ ،‬لكن إذا فات الفائت مجتمعا كاف التفريق في القضاء مكركىا‪ ،‬كإف كاف الفائت‬
‫متفرقا لم يكن تفريق القضاء مكركىا(‪ )4‬كلو كاف األكلى المواالة ‪ ،‬ىذا ىو المذىب ‪ ،‬كىو قوؿ أبي‬
‫حنيفة‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كمالك‪ ،.‬كقاؿ ‪ :‬الناصر‪ :‬يجب أف يكوف القضاء متتابعا‪ .‬قاؿ في اإلبانة‪ :‬سواء فاتو‬
‫مجتمعا أـ مفترقا ‪ ،‬فإف فرؽ لغير عذر لم يصح القضاء (فإف) فاتو من رمضاف شيء ثم لم يقضو في بقية‬
‫السنة حتى (حاؿ عليو(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىذا عاـ لجميع األحكاـ إال أف ال يبقا من المدة إال قدر ما فاتو كجبت المواالة (أثمار)‪ .‬فإف‬
‫فاتو أعواـ كثيرة ففوره أف يقضى مع كل عاـ شهرا (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كال يقاؿ‪ :‬ىذا ال يستقيم على المذىب ؛ ألف الواجب على الفور ‪ ،‬ألنا نقوؿ‪ :‬فور قضاء رمضاف‬
‫العاـ ‪ ،‬كما في فور قضاء الصلوات الخمس اليوـ كالليلة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلو في السفر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬بل مكركه (قرز) (*) يقاؿ‪ :‬ترؾ المندكب مكركه ليس على اإلطبلؽ ‪ ،‬كإال لزـ أف اإلنساف ال ينفك‬
‫عن المكركىات ؛ لتركو النوافل كالقراءة كنحوىا‪( .‬بحر)‪ .‬فيكوف ترؾ المندكب مكركىا إذا كاف‬
‫مخصوصا ‪ ،‬ال مندكبا على العموـ (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬فائدة)لو فاتو رمضاف كحاؿ عليو ‪ ،‬ثم تم الحوؿ األكؿ كلم يصم رمضاف الثاني‪ ،‬ثم صاـ بعده شهرا‬
‫كلم يعينو لؤلكؿ كال لآلخر حتى حاؿ الحوؿ الثالث ‪ ،‬ىل يكوف القضاء ? لرمضاف اآلخر فبل كفارة ‪ ،‬أك‬
‫لؤلكؿ فتلزمو الكفارة للحوؿ الثاني ؛ لعل األكؿ أقرب أنو يكوف للحوؿ الثاني فبل كفارة ‪ ،‬ألف األصل‬
‫براءة الذمة ‪ ،‬فيكوف الصوـ عنو‪ .‬كقيل‪ :‬بينهما ‪ ،‬كما ذكركا في الدين‪( .‬سماع) كقيل‪ :‬كما سيأتي في‬
‫الظهار في التنبيو إذا أخرج كفارة كلم يعينها أليهما ‪ ،‬فعلى الخبلؼ الذم سيأتي (‪ )7‬كلفظ حاشية ‪:‬‬
‫فلو كاف عليو عشرة أياـ حاؿ عليها رمضاف‪ ،‬كعشرة أياـ لم يحل عليها ‪ ،‬كقضى عشرة أياـ من دكف أف‬
‫ينوم أيهما ? فالقياس أف ذلك كالدين ‪ ،‬فيقع عليو من كل عشرة خمس كيبقى عليو عشرة أياـ‪ ،‬فيجب‬
‫عليو فدية خمسة أياـ‪( .‬عامر)‪ .‬كقيل‪ :‬إنو يقع عن العشر التي لم يحل عليها ؛ ألف األصل براءة الذمة‪.‬‬
‫كقرره المتوكل على اهلل (*) ككذا الشهر المعين ‪ ،‬كاليوـ المعين (قرز)‪.‬‬

‫(‪)62/4‬‬

‫_____________________________‬

‫رمضاف(‪ ))7‬المستقبل (لزمتو فدية(‪)0‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف نول يوما معينا أبدا ىل يكوف الحوؿ فيو بمضي مثل ذلك اليوـ المعين? أك ال بد من من‬
‫الحوؿ(‪ )7‬كالشهر ? قيل‪ :‬ال بد من الحوؿ‪( .‬قرز)‪ .‬كسيأتي في قولو ‪" :‬فصل كال يجب الوالء"‪)7(.‬‬
‫لكن ال تجب الفدية إال أف يقوؿ‪ :‬كل رجب ‪ ،‬أك جمعة ‪ ،‬أك نحو ذلك ‪ ،‬كما يأتي على شرح قولو‪:‬‬
‫"كرمضاف أداء أك قضاء"‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالدليل عليو قولو تعالى‪{ :‬كعلى الذين يطيقونو فدية طعاـ مساكين}(‪)7‬كاف مخيرا فنسخ التخيير‬
‫(‪ )0‬قاؿ أبو طالب‪ :‬كنسخ التخيير ال يوجب نسخ الفدية‪ ،‬بل على من حاؿ عليو الحوؿ القضاء‬
‫كالفدية‪ ،‬كقالت الحنفية‪ :‬ال يجب مع القضاء الفدية ؛ لظاىر قولو‪{ :‬فعدة من أياـ أخر} كنحن نحتج‬
‫بقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬من أفطر رمضاف لمرض كصح كلم يصمو حتى أدركو رمضاف آخر فليصم ما‬
‫أدركو‪ ،‬كليقض ما فاتو ‪ ،‬كليطعم عن كل يوـ مسكينا) ركاه أبو ىريرة‪ .‬كقيل‪ :‬المراد ال يطيقونو ‪ ،‬كما في‬
‫قراءة عائشة ‪ ،‬كابن عباس ‪ ،‬كتحمل على الهرـ كاآليس من زكاؿ علتو ‪ ،‬أك على كل من أفطر لعذر إذا‬
‫حاؿ عليو الحوؿ‪(.‬شرح آيات بلفظو)‪ )7( .‬أم‪ :‬كعلى المطيقين للصياـ الذين ال عذر لهم إف أفطركا‪.‬‬
‫(كشاؼ معنى) ? (‪ )0‬كاف في ابتداء اإلسبلـ بعد فرض الصوـ من شاء صاـ كمن شاء أفطر كأفدل‬
‫طعاـ مسكين ثم نسخ كعين الصوـ بقولو ? فمن شهد منكم الشهر فليصمو ?‪ .‬تجريد فكاف ىو الناسخ‪.‬‬
‫(جبللين)‬
‫(*) عبارة األثمار‪ :‬من أدركو (قرز)‪ .‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو فإف ادركو رمضاف الخبر كىذا لم يدركو‬
‫كيتفقوف أنو إذا دخل يوـ من رمضاف أنو يلزمو إذ قد أدركو رمضاف‪ .‬كعبارة (البياف)‪( :‬مسألة) من لم‬
‫يقض ما فاتو حتى دخل(‪ )7‬عليو رمضاف فعليو القضاء من بعد كالكفارة‪ .‬كىي أكلى من عبارة‬
‫(األزىار)‪ )7(.‬كالمعتبر أكؿ جزء منو‪.‬‬

‫(*)كيخرجها بعد فجر كل يوـ من رمضاف؛ ألنو ال يجزئ التعجيل‪ .‬ىذا على قوؿ اإلماـ ‪ ،‬كأما على قوؿ‬
‫الفقيو محمد بن يحيى فبل يستقيم‪ .‬بل يخرجها كلها جميعها بإدراكو أكؿ رمضاف‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(*)كتكوف فدية حوؿ الحوؿ من رأس الماؿ؛ ألنها جبر للعبادة ‪ ،‬فأشبو الفدية البلزمة في الحج ‪ ،‬ذكره‬
‫الفقيو يوسف‪ ،‬فعلى ىذا تجب كإف لم يوص بها‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز)‪.‬‬
‫(*)ىذا فيمن فرضو القضاء ‪ ،‬كأما لو لزمتو الكفارة لعذر مأيوس ‪ ،‬كلم يخرجها حتى حاؿ عليو رمضاف‬
‫فإنها ال تلزمو فدية للحوؿ‪(.‬عامر) ‪ ،‬كفي (الثمرات)‪ :‬تلزمو‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(*)حيث كاف حرا ‪ ،‬فإف كاف عبدا بقت في ذمتو ‪ ،‬ككذلك الفقير (قرز)‪.‬‬

‫(‪)67/4‬‬

‫_____________________________‬

‫) مع القضاء (مطلقا) سواء ترؾ القضاء لعذر أـ لغير عذر ‪ ،‬كسواء أفطر لعذر أك لغير عذر ‪ ،‬ىذا قوؿ‬
‫الهادم عليو السبلـ في األحكاـ ‪ ،‬كىو قوؿ مالك‪ .‬كقاؿ في المنتخب‪ :‬ال تجب الفدية ‪ ،‬كىو قوؿ أبي‬
‫حنيفة كأصحابو‪.‬‬
‫القوؿ الثالث‪ :‬تلفيق أبي العباس‪ )7(:‬أنو إف ترؾ األداء لغير عذر كجبت كإال فبل‪.‬‬
‫القوؿ الرابع‪ :‬للشافعي أنو إف ترؾ القضاء في ذلك العاـ لعذر فبل فدية عليو ‪ ،‬كإف تركو لغير عذر‬
‫كجبت‪.‬‬
‫كقدر الفدية عندنا (نصف صاع(‪ )0‬من أم‪ :‬قوت(‪ )3‬عن كل يوـ) قولو‪" :‬من أم‪ :‬قوت" أم‪ : :‬مما‬
‫يستنفقو حاؿ إخراجها ‪ ،‬أك غيره ‪ ،‬كما تقدـ في الفطرة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو مذىبو‪.‬‬
‫(‪ )0‬كال يستثنى لو إال قوت يوـ كليلة ‪ ،‬كيخرج الزائد إذا كاف نصف صاع ‪ ،‬كإف كاف أقل أخرجو ‪،‬‬
‫كالباقي في ذمتو‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلو من جنسين ‪ ،‬كتجزئ القيمة كلو أمكن الطعاـ ‪ ،‬كيجزئ صرفها إلى كاحد(‪ )7‬كيكوف تمليكا ال‬
‫إباحة (قرز)‪ )7( .‬ما لم يصر بها غنيا‪.‬‬

‫(‪)60/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) إذا حالت عليو أعواـ كثيرة كلم يقض فقد قاؿ المنصور باهلل‪ :‬إنها (ال تكرر بتكرر(‪ )7‬األعواـ(‪))0‬‬
‫فبل يجب عليو إال فدية كاحدة لكل يوـ‪ .‬كفي مهذب الشافعي كجهاف ‪ :‬أحدىما مثل قوؿ المنصور باهلل‬
‫‪ ،‬كالثانى ‪ :‬أنها تكرر لكل عاـ (فإف) كاف عليو شيء من رمضاف كلم يقضو في شواؿ كما بعده من‬
‫الشهور المستقبلة حتى (مات) في (آخر) شهر(‪( )3‬شعباف(‪ )4‬فمحتمل(‪ ))5‬أم‪ : :‬يحتمل أف تلزمو‬
‫الفدية ‪ ،‬أم‪ : :‬فدية حوؿ الحوؿ ؛ ألنو في حكم من قد حاؿ عليو رمضاف؛ ألنو لو عاش [كقد] حاؿ‬
‫عليو لتعذر القضاء في رمضاف‪ ،‬كيحتمل أف ال فدية عليو ؛ ألنو لم يحل عليو رمضاف‪ .‬قاؿ الفقيو محمد‬
‫بن يحي‪)6(:‬كاألكلى أف الفدية عليو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألف العقوبة ال تكرر بتكرر سببها ‪ ،‬كالحد ‪ ،‬كلو تخلل اإلخراج ‪ ،‬كتكرر الحنث‪( .‬صعيترم)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كلو تخلل التكفير (قرز)‪ .‬يعني‪ :‬كلو تأخر الصوـ بعد التكفير حتى حاؿ عليو حوؿ آخر‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كإنما يلزـ فدية كل يوـ بطلوع فجره ‪ ،‬فلو مات في نصف رمضاف لزمو كفارة حوؿ النصف فقط‪.‬‬
‫كالمختار ‪ :‬أنها تلزمو جميع الفدية بإدراؾ أكؿ الشهر ‪ ،‬يعني ‪ :‬شهر رمضاف‪( .‬شامي)‪ .‬كظاىر الخبر‬
‫خبلفو ‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬فمن لم يقض حتى دخل شهر رمضاف الثاني فإنو يقضي‬
‫ما فاتو‪ ،‬كيطعم عن كل يوـ مسكينا)‪( .‬غيث)‪.‬‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬قبل طلوع فجر رمضاف‪( .‬حاشية سحولي) كقيل‪ :‬قبل غركب شمس آخر يوـ شعباف ‪ ،‬كىو‬
‫ظاىر (األزىار) (قرز)‪)*( .‬فإف تقارف الموت كغركب الشمس فاألصل برائة الذمة فبل يجب شيء‪.‬‬
‫(قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬بفتح الميم الثانية ‪ ،‬كضم األكلى‪ .‬أم‪ :‬ذلك موضع احتماؿ للزكـ الفدية كعدمها‪.‬‬
‫(‪ )6‬كقواه في (البحر) ألف حوؿ رمضاف سبب كجوب‪.‬‬

‫(‪)63/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألظهر عندم لزكمها(‪ )7‬ألف العلة في كجوبها تأخير القضاء إلى آخر أياـ‬
‫إمكانو قبل حوؿ رمضاف(‪ )0‬كىذا قد كقع منو تأخيره على ىذا الوجو ‪ ،‬كال تأثير لعدـ حوؿ رمضاف؛‬
‫ألنو لو بقي لزمتو قطعا‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كلعل ىذه الفدية كفدية دماء الحج ؛ ألنها جبر للعبادة ‪ ،‬فيأتي فيها الخبلؼ ىل‬
‫تكوف من رأس الماؿ أـ من الثلث(‪.? )3‬‬
‫[كفارة من عجز عن الصوـ]فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كقد رجح في (البحر) عدـ لزكمها ‪ ،‬قاؿ فيو ‪ :‬كاألقرب أنها ال تجب الفدية ؛ إذ يحتمل كيحتمل ‪،‬‬
‫كاألصل براءة الذمة ؛ كألف الحوؿ سبب ‪ ،‬كال خطاب قبل حصوؿ السبب (سماع مفتي كسحولى)‬
‫(*)كاختاره اإلماـ شرؼ الدين‪.‬‬
‫(‪ )0‬قلت‪ :‬فيلزـ على ىذا أنو لو مات بعد يوـ أك يومين أف تجب الفدية بقدر ما مضى ? قاؿ عليو‬
‫السبلـ‪ :‬كيلزـ على كبلـ الفقيو محمد بن يحيى لو مات قبل آخر يوـ من رمضاف أف ال تلزـ الفدية؛ ألنو‬
‫لم يحل عليو رمضاف‪ ،‬كإنما حاؿ بعضو ‪ ،‬كحوؿ بعضو ليس بحوؿ لكلو ‪ ،‬كالفقيو محمد بن يحيى‬
‫يلتزمو‪( .‬نعم) كعلى القوؿ بوجوبها يلزـ أف يوصي بفدية ككفارة ‪ ،‬فيخرج عن كل يوـ نصف صاع كفارة‬
‫للصوـ ‪ ،‬كنصف صاع آخر فدية للتأخير ذكره في (الغيث)‪.‬‬
‫(‪ )3‬بل من رأس الماؿ‪( .‬شرح فتح) (قرز)‪ .‬كإف لم يوص (قرز)‪.‬‬

‫(‪)64/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يجب على (من أفطر(‪ ))7‬في رمضاف (لعذر مأيوس) من زكالو إلى الموت (أك) فاتو شيء من‬
‫رمضاف لغير عذر(‪)0‬أك لعذر مرجو الزكاؿ كلم يقضو حتى (أيس عن قضاء ما أفطره(‪ ))3‬كصاحب‬
‫العذر المأيوس ىو (كا) لشيخ (الهم(‪ ))4‬الذم قد ضعف بالشيخوخة عن الصياـ(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك ترؾ النية (قرز) أك النذر المعين (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬أف يكفر بنصف صاع‪.‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ في (البحر) من أفطر الشهر لعذر مرجو فمات منو فبل قضاء كال فدية(‪ )7‬إذ لم يتمكن من‬
‫األداء كالقضاء‪ ،‬فبل كجوب‪ .‬كاختاره في االنتصار ‪ ،‬كحكاه عن أئمة العترة كالفريقين‪ .‬لفظ (البحر)‬
‫مسألة[(اإلماـ يحيى ‪ ،‬كالعترة ‪ ،‬كالفريقاف‪ ،‬كمالك)] كمن أفطر الشهر لعذر مرجو فمات منو فبل قضاء‬
‫كال فدية ؛ إذ لم يتمكن من أداء كال فضاء فبل كجوب‪( .‬قتادة ‪ ،‬كطاككس) ‪ :‬يفدل عنو كالهم(‪ .)0‬قلنا‪:‬‬
‫فرض الهم الفدية ‪ ،‬كىذا فرضو القضاء حينئذ كلم يتمكن ‪ ،‬فإف تمكن كلم يفعل لزمتو‪( .‬لفظا (البحر‬
‫‪ )7( .)056/0‬كقيل‪ :‬يفدل عنو كالهم ‪ ،‬كىو ظاىر (األزىار) في قولو‪" :‬أك أيس عن قضاء ما أفطره"‪.‬‬
‫(‪ )0‬الهم ‪ :‬بكسر الهاء ‪ ،‬كتشديد الميم ‪ :‬الشيخ الهرـ‪( .‬ىامش بحر)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كمثلو المستعطش‪ ،‬كالمستأكل المأيوس عن زكاؿ علتهما ‪ ،‬فيجوز للمستعطش الفطر [الوطء‪ .‬نخ]‬
‫كتناكؿ سائر المطعومات ‪ ،‬ككذا المستأكل‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (*)لما ركم أنو أتى شيخ كبير إلى‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪ ،‬كىو يتوكأ بين اثنين‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يارسوؿ اهلل ىذا رمضاف مفركض ‪ ،‬كال‬
‫أطيق الصياـ? فقاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬انطلق ‪ ،‬كأفطر ‪ ،‬كأطعم عن كل يوـ نصف صاع‬
‫للمساكين) كفي قراءة عائشة ‪ ،‬كابن عباس (كعلى الذين ال يطيقونو فدية طعاـ مساكين) كقراءة اآلحاد‬
‫تجرم مجرل خبر اآلحاد‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )5‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كليس يراد بالشيخ الكبير أنو الذم ال يمكنو اإلمساؾ‪ ،‬فما من أحد إال‬
‫كيمكنو اإلمساؾ ‪ ،‬كلكنو بمشقة شديدة ‪ ،‬فيجوز لو اإلفطار حينئذ ؛ لقولو تعالى‪{ :‬ما جعل عليكم في‬
‫الدين من حرج} كقولو تعالى‪{ :‬يريد اهلل بكم اليسر كال يريد بكم العسر}‪( .‬بستاف)‬
‫(‪)65/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كالشيخوخة ال يرجى زكالها إلى الموت ‪ ،‬كىكذا من كاف بو علة ضعف بها عن الصوـ ‪ ،‬كىي ال يرجى‬
‫زكالها حتى الموت فإف ىذا يسقط عنو الصوـ‪ ،‬كيجب عليو (أف يكفر بنصف(‪ )7‬صاع (‪ ))0‬من أم‪:‬‬
‫قوت كاف (عن كل يوـ) ىذا تخريج أبي العباس(‪ ،)3‬كأبي طالب ليحيى عليو السبلـ‪ ،‬كقاؿ الشافعي‪،‬‬
‫كمالك ‪ :‬مد(‪ .)4‬كقاؿ المؤيد باهلل‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬نصف صاع من بر‪ ،‬أكصاع من غيره‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬كقاؿ المنصور باهلل ‪ :‬مد من البر ‪ ،‬كنصف صاع من سائر الحبوب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك يطعم مسكينا؛ إذ ىي ككفارة يمين‪( .‬تعليق) مع التمليك‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كالفرؽ بين الصبلة كالصوـ عند أىل المذىب في لزكـ الكفارة في الصوـ دكف الصبلة ػ أف الصوـ‬
‫ينتقل إلى الماؿ في الحياة عند العجز ‪ ،‬كىو أف يفدم للعجز ‪ ،‬كلم يوجد أف الصبلة تنتقل إلى الماؿ ‪،‬‬
‫بل تسقط عنو للعذر‪ ،‬كخصو الخبر أيضا في سؤاؿ المرأة‪( .‬غيث)‪ .‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬من مات كعليو صوـ صاـ عنو كليو) كركم عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ المرأة سألتو‬
‫عن أـ لها ماتت كعليها صوـ? فقاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬أرأيت لو كاف عليها دين) الخبر‪ .‬كألنو‬
‫عبادة تنتقل إلى الماؿ عند الهرـ فصح قضاءه بعد الموت كالحج‪( .‬صعيترم) كقيل‪ :‬الخبر (من مات‬
‫كعليو صوـ أطعم عنو كليو عن كل يوـ نصف صاغ)‪( .‬غيث)‪.‬‬
‫(*) كلو من أجناس ‪ ،‬كتجزئ القيمة ‪ ،‬كيصح أف تصرؼ في شخص كاحد‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‬
‫(قرز)‪.‬‬
‫(*) كيكوف تمليكا كما مر ‪ ،‬كال يجزئ اإلطعاـ إباحة كفدية الحج‪( .‬غيث) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬خرج لو من كفارة الظهار ؛ ألف الهادم عليو السبلـ ذكر في (األحكاـ) أف كفارة الظهار نصف‬
‫صاع‪( .‬كواكب) يعني‪ : :‬عن كل يوـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬ربع صاع‪.‬‬

‫(‪)66/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كلعل ىذا الخبلؼ في كفارة صوـ اليوـ ‪ ،‬كصبلة اليوـ(‪( )7‬كال يجزئ‬
‫التعجيل(‪ ))0‬أم‪ :‬ال يصح أف يخرج الكفارة عن كل يوـ قبل إفطاره(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬عند من يوجبها ‪ ،‬كىو زيد بن علي‪ ،‬كالمؤيد باهلل ‪ ،‬كأبو يوسف ‪ ،‬كمحمد في صبلة اليوـ كالليلة‬
‫نصف صاع (‪ )7‬كصوـ اليوـ ‪ ،‬كقد قاؿ الصادؽ ‪ ،‬كاإلمامية ‪ :‬يصح أف يصلي اإلنساف عن غيره بعد‬
‫الموت‪( .‬زىور)‪ .‬يعني ‪ :‬خمسة فركض ‪ ،‬كلو فرضا كاحدا من خمسة أياـ عندىم ‪ ،‬ال دكف ذلك إذا‬
‫أكصى بها ‪ ،‬كال يجزئ فيما دكف الخمس‪ )7( .‬إذا أكصى بها ‪ ،‬كإال فالواجب فيها القضاء فقط إذا‬
‫أمكن‪( .‬معيار)‪.‬‬
‫(*)كالليلة‪( .‬زىور)‪.‬‬
‫(‪ )0‬في الصورة األكلى ‪ ،‬كال يتأتى التعجيل في حق الذم أيس عن قضاء ما أفطره‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(*) كلعل فدية صوـ رمضاف كذلك‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬قبل أف يتناكؿ شيئا من الطعاـ‪ ،‬كإال فهو مفطر من األصل ‪ ،‬أك خركج اليوـ بغير نية (قرز)‪.‬‬

‫(*)ككذا في الحوؿ ال يخرجها إال بعد فجر كل يوـ ‪ ،‬كىذا على قوؿ اإلماـ يحيى عليو السبلـ ‪ ،‬كأما‬
‫على قوؿ الفقيو محمد بن يحيى فبل بد من حوؿ رمضاف جميعو ؛ ألنو السبب في كجوبها ‪ ،‬فبل يصح‬
‫التعجيل قبل حصوؿ األسباب‪ ،‬كعلى المختار قد لزمتو بدخوؿ رمضاف (*) ألف اإلفطار سبب الكفارة ‪،‬‬
‫كالعذر شرط‪ .‬كالتعجيل ال يصح قبل حصوؿ األسباب‪ )*( .‬في (شرح األثمار) عن غده‪ ،‬كأما التعجيل‬
‫عن يومو فيصح ‪ ،‬كلو قبل أف يفطر‪( .‬كمعناه في التكميل )‪.‬‬

‫(‪)67/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كإنما يخرجها بعد أف قد أفطر(‪()7‬ك) إذا مرض من عليو صوـ كلما يقضو ‪ ،‬أك كفارة صوـ كلما يخرجها‬
‫فإنو (يجب)عليو (اإليصاء(‪ )0‬بها) أم‪ :‬بالكفارة‪ .‬كعند الناصر‪ ،‬كالشافعي ‪ :‬أنو من عجز عن القضاء‬
‫كاألداء لم يجب عليو اإليصاء بالكفارة ‪ ،‬كاخناره في االنتصار ‪ ،‬كحكاه عن أئمة العترة(‪( )3‬كيحمل‬
‫عليو?(‪ )4‬علي صوـ (‪ ))5‬أم‪ :‬إذا قاؿ الموصي ‪ :‬علي صوـ ‪ ،‬أك خلصوني من صوـ ‪ ،‬حمل ىذا القوؿ‬
‫على اإليصاء بإخراج كفارة الصوـ عنو ‪ ،‬كال يحمل على أنو أكصى أف يستأجر من يصوـ عنو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كحاصل الكبلـ في ذلك أنو إما أف يكفر عن يومو ‪ ،‬أك عن أمسو ‪ ،‬أك عن غده ‪ ،‬إف كفر عن يومو‬
‫بعد الفطر ‪ ،‬أك عن أمسو أجزأه ‪ ،‬كإف كفر عن غده أك عن يومو قبل إفطاره كنحو ذلك لم يجزه‪( .‬غيث‬
‫معنى) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كإف لم يوص كجب على الورثة إخراجها؛ ألنها من رأس الماؿ ‪ ،‬يعني‪ :‬حيث أفطر لعذر مأيوس‪.‬‬
‫(قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كفي الزكائد أيضا أف من عجز عن الصوـ لزمو اإليصاء بالكفارة ‪ ،‬قاؿ السيد يحيى بن الحسين‪:‬‬
‫كىو كبلـ أصحابنا‪( .‬زىور)‪ )*( .‬كبنى عليو في (البحر)‪.‬‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬على اإليصاء بالكفارة‪.‬‬
‫(‪ )5‬فإذا قاؿ ذلك حمل على يوـ كاحد ‪ ،‬كأما لو قاؿ‪ :‬علي صيامات حمل على ثبلث ‪ ،‬كعند المؤيد‬
‫باهلل على يومين ‪ ،‬كإذا قاؿ ‪ :‬صياماف‪ .‬فيوماف (قرز)‪.‬‬

‫(‪)68/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيهاف يحيى بن حسن البحيبح ‪ ،‬كمحمد بن يحي‪( :‬ال) إذا قاؿ ‪( :‬صوموا(‪ )7‬عني(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف مات المكلف مثبل كعليو صياـ شهر رمضاف كأكصى بالتصويم عنو‪ ،‬فهل يجزئ أف يصوـ عنو‬
‫ثبلثوف رجبل في يوـ كاحد أـ ال ? قاؿ الحسن البصرم ‪ :‬يجزئ ‪ ،‬كأفتى بو حي أحمد بن محمد بن‬
‫عثماف ‪ ،‬كاختاره في شرح الحفيظ ‪ ،‬كالفقيو حسن‪ ،‬قاؿ ‪ :‬كال مانع من ذلك ‪ ،‬كمثلو في الديباج‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫ال يجزئ‪( .‬من حاشية من الزىور) كصرح بو اإلماـ عز الدين ؛ ألف الصوـ لم يكن إال في يوـ كاحد‪.‬‬
‫(‪ )0‬ىذا إذا أصدر ممن لو مذىب معين كإال فبل حكم لو ذكر معناه في (الغيث) كلعلو يرجع إلى‬
‫مذىب كصيو حيث لو كصي‪ ،‬كإال فاإلماـ كالحاكم كنحوىما‪ ،‬كالصحيح أنو إف عرؼ لو قصد عمل بو ‪،‬‬
‫كإال عمل بمقتضى اللفظ كما ذكره في الكتاب‪( .‬قرز) (*)فلو أكصى بأف يصوـ عنو شهر رمضاف فصوـ‬
‫كاحدا ثبلثين يوما أجزأ على كبلـ من يقوؿ بالتصويم ‪ ،‬كإف صوـ عنو ثبلثين رجبل (‪)7‬فاحتماالف‬
‫يجزئ(‪ )0‬كاختاره في شرح الحفيظ للفقيو حسن ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬كال مانع منو ‪ ،‬كال يجزئ‪ ،‬كىو األقرب ‪ ،‬كقد‬
‫اختاره الفقيو يوسف ؛ ألف تعدد األشخاص كتعدد األياـ (دكارل)‪( .‬قرز) (‪ )7‬يصوموف يوما كاحدا جاز‪،‬‬
‫فيحقق صحة ذلك ‪ ،‬كأما من أكصى بأف يستأجر عنو بحجج متعددة فلعلو يصح أف يستأجر عنو جماعة‬
‫في سنة كاحدة ‪ ،‬فإذا صح ىذا قيل‪ :‬ما الفرؽ بينو كبين الصياـ? (حاشية سحولي لفظا)‪ .‬كلفظ (البياف)‬
‫(مسألة)من نذر بيومين في يوـ كاحد لزمو يوـ فقط ‪ ،‬بخبلؼ الحجتين أك أكثر في عاـ كاحد فتلزمو‬
‫الكل ؛ ألنو يمكنو فعل الكل ‪ ،‬لكن الشرع منع فيحج في كل عاـ حجة ‪ ،‬فلو مات ثم حجج عنو‬
‫كصيو جماعة في عاـ كاحد فاألقرب صحتو‪( .‬بياف لفظا) ككذلك الصوـ (قرز)‪ )0( .‬كعن السيد أحمد‬
‫الشامي إف قيل‪ :‬إف النائب فرع عن المناب عنو ‪ ،‬فكما ال يصح من األصل ال يصح من الفرع فينظر‪.‬‬
‫كىو ظاىر (األزىار) في قولو ‪" :‬كما ليس لؤلصل توليو بنفسو " إال ما استثناه في غالبا‪.‬‬

‫(‪)69/4‬‬

‫_____________________________‬
‫) فإنو قد عين أف يستأجر(‪ )7‬من يصوـ عنو ‪ ،‬فيعمل بذلك(‪ )0‬ال بمذىب الوصي‪ ،‬إذا كاف مذىبو أف‬
‫التصويم ال يصح؛ ألنو الحكم(‪ )3‬لمذىب الوصي ‪ ،‬مع تعيين الموصي‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬ككبلـ الفقيهين موافق للقياس(‪ )4‬إال أنو قد ذكر في البياف(‪)5‬أنو إذا قاؿ ‪:‬‬
‫صوموا عني ‪ ،‬فعند أبي طالب يكفر عنو ‪ ،‬كعند المؤيد باهلل ‪ :‬يصاـ عنو ‪ ،‬فجعل أبو طالب قوؿ الميت‬
‫‪ :‬علي صوـ‪ ،‬كصوموا عني‪ ،‬ككفركا عنى سواء في أف الواجب على الوصي إخراج الكفارة ال التصويم ‪،‬‬
‫كىذا ىو المفهوـ من كبلـ شرح اإلبانة(‪)6‬كشرح القاضي زيد‪ ،‬كىذا يخالف قوؿ الفقهين يحيى بن‬
‫حسن البحيبح ‪ ،‬كمحمد بن يحيى‪.‬‬
‫(ك) يجب أف (تنفذ) الكفارة (في األكؿ من رأس الماؿ(‪ ))7‬كىو حيث أفطر لعذر مأيوس؛ ألنو قد صار‬
‫الواجب عليو حقا هلل تعالى ماليا (كإال فمن الثلث(‪ ))8‬كذلك حيث أفطر لعذر يرجى زكالو ‪ ،‬أك لغير‬
‫عذر كترؾ القضاء حتى مات ‪ ،‬أك حتى عرض لو عذر مأيوس الزكاؿ بعد إف كاف يقدر عليو(‪)72()9‬‬
‫فإف كفارة ىذا تكوف من الثلث؛ ألنها لم تجب ماال من أكؿ األمر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيكوف األجير عدال (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كسواء كاف يعرؼ ىذه األلفاظ أـ ال (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىو أنو ال حكم لمذىب الوصي مع التعيين‪.‬‬
‫(‪ )4‬على الزكاة كنحوىا‪.‬‬
‫(‪ )5‬بياف معوضو)‪.‬‬
‫(‪ )6‬قاؿ فيو‪ :‬كالصبلة ‪ ،‬كالمعلوـ أنو لو أكصى أف يصلي عنو ال يصلى عنو‪( .‬غيث)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كإف لم يوص (أثمار) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )8‬أما لو أفطر لعلة مأيوسة لكنو تراخى عن إخراج الفدية فزالت العلة[المانعة ] المأيوسة في العادة‬
‫قبل أف يكفر فإنو يجب عليو القضاء ببل إشكاؿ كال كفارة‪( .‬حاشية سحولي)‪ )*( .‬إف أكصى (قرز)‪ .‬كإال‬
‫فبل شيء ألجل الخبلؼ‪.‬‬
‫(‪ )9‬صوابو‪ :‬يرجو زكاؿ علتو‪( .‬قرز) (*)صوابو‪ :‬بعد أف كاف يتمكن‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )72‬صوابو‪ :‬بعد أف كاف يرجو زكالو (سماع سحولي)‪ .‬ألف مفهوـ عبارة الشرح أنو لو أيس عن القضاء‬
‫قبل أف يقدر عليو أف الكفارة تجب من رأس الماؿ كليس كذلك‪( .‬عامر)‪.‬‬

‫(‪)72/4‬‬

‫_____________________________‬
‫[اآليس من زكاؿ العلة]تنبيو‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬فإف أيس(‪)7‬من زكاؿ علتو فكفر(‪ )0‬ثم زالت كاف ذلك كمن حجج لعذر‬
‫مأيوس ثم زاؿ عذره ‪ ،‬فيأتي فيو الخبلؼ(‪ )3‬كذكر في الكفاية أف األقرب ىنا(‪ )4‬أنها قد أجزتو‬
‫الكفارة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو عندم قوم جدا ‪ ،‬كيفرؽ بينها كبين الحج بأف الحج كقتو العمر‪ ،‬فإذا زاؿ‬
‫العذر تجدد عليو الخطاب في كقت أدائو ‪ ،‬كالمتيمم إذا زاؿ عذره ‪ ،‬كفي الوقت بقية ‪ ،‬بخبلؼ الصوـ‬
‫فلم يزؿ عذره كالوقت باؽ‪ ،‬بل قد فعل ماكاف مخاطبا بو(‪.)5‬‬
‫(باب)(كشركط النذر بالصوـ) نوعاف‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كقواه (السحولي) ك(المفتي) كمثلو في (الفتح)‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف لم يكفر قضى ببل إشكاؿ‪.‬‬
‫(‪ )3‬المختار يجب القضاء‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىل تقع ىذه الكفارة التي أخرجها عن صياـ األداء عن كفارة الحوؿ على القوؿ باستئناؼ الصوـ‬
‫? قيل‪ :‬ال تقع عنها ؛ ألف السبب مختلف‪ .‬قيل‪ :‬إال أف يشرط عند اإلخراج صح ‪ ،‬مع تجديد القبض‪.‬‬
‫(قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كاألكلى التفصيل[قوم ] كىو أف يقاؿ‪ :‬إف كاف قد كفر عن األداء كىو حيث أفطر لعذر مأيوس‬
‫كزاؿ عذره(‪ )7‬فبل إعادة عليو؛ ألنو قد فعل ما ىو مخاطب بو ‪ ،‬كإف اخرج الكفارة عن القضاء كزاؿ‬
‫عذره كجب عليو اإلعادة (‪ )0‬كالحج‪( .‬شرح أثمار)‪ )7( .‬يقاؿ‪ :‬العبرة في األياس باالنكشاؼ ‪ ،‬كقد‬
‫انكشف مرجوا ‪ ،‬كالمعتبر الحقيقة كما ذكره أبو طالب‪ ،‬كقد أطلق الفقيو محمد بن يحيى كجوب‬
‫الكفارة‪ )0( .‬فإف لم يقض ىل تلزمو الكفارة إذا مات أـ ال ? سيأتي في الحج أنو إذا طاؼ للزيارة على‬
‫غير طهارة ثم عاد كجب عليو اإلعادة ‪ ،‬فإف لم يعد فبل شيء عليو ‪ ،‬سول ما قد كاف لزمو ‪ ،‬كأما ىنا‬
‫ماذا يقاؿ ?‪ .‬يقاؿ ‪ :‬تجب عليو الكفارة ؛ ألنو أيس عن قضاء ما أفطره قبل النزاع ‪ ،‬كقد ذكر معنى ذلك‬
‫في (الغيث)‪.‬‬

‫(‪)77/4‬‬

‫_____________________________‬

‫أحدىما‪( :‬ما سيأتي) في باب النذر إف شاء اهلل تعالى ‪ ،‬كىي التكليف‪ ،‬كاإلسبلـ‪ ،‬كاالختيار(‪ )7‬كاللفظ‬
‫باإليجاب(‪( )0‬ك) النوع الثاني ‪ :‬يختص بالصوـ دكف غيره ‪ ،‬كىو شرطاف األكؿ منهما‪( :‬أف ال يعلق‬
‫بواجب(‪ )3‬الصوـ) أم‪ :‬الينذر الناذر بصياـ أياـ قد كجب صيامها عليو من طريق آخر ‪ ،‬نحو أف ينذر‬
‫بصياـ رمضاف (‪ ، )4‬كمثل أف يوجب على نفسو صياـ يوـ الخميس مستمرا ‪ ،‬ثم يقوؿ في بعض‬
‫األكقات ‪ :‬إف قدـ فبلف فعلي هلل صياـ يوـ الخميس مرة كاحدة‪ ،‬فإف ىذا النذر ال ينعقد(‪( )5‬إال أف‬
‫يريد غير ما(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬حاؿ النذر ال حاؿ الحنث تم (قرز)‪ )*( .‬إذ ال تنعقد من المكره إال أف ينويو‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كباإلشارة ػ [المفهمة من األخرس (قرز)] ػ كالكتابة تكوف كناية[ كال بد من النية‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )3‬كإف رخص فيو كرمضاف في السفر فبل يصح النذر بو حيث قصد إيجاب الواجب‪ ،‬كال كفارة عليو‪.‬‬
‫(حاشية سحولي لفظا) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬بعد كجوب الصوـ‪( .‬بياف لفظا)‪ .‬ألنو ال يجب إال بعد دخوؿ كل يوـ كقتو ‪ ،‬فيصح النذر بو ‪ ،‬لكن‬
‫متى دخل رمضاف كصار كاجبا بإيجاب اهلل تعالى تعذر عليو صومو عن النذر ؛ لتقديم صوـ رمضاف‬
‫فيلزمو قضاؤه‪( .‬كواكب لفظا) كيؤيده ما سيأتي في غالبا‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )5‬إذا قصد إيجاب صياـ ىذا بعينو ‪ ،‬أعني رمضاف كاليوـ الذم نذر بو ؛ ألنو بمنزلة من أكجب على‬
‫نفسو صبلة الظهر فإنو ال تأثير إليجابو ؛ ألنها قد كجبت من قبل أف يوجبها ‪ ،‬فكذلك إذا نذر بصياـ‬
‫يوـ قد كجب صيامو من قبل فإف نذره ال ينعقد ‪ ،‬كال يفيد إال التأكيد‪( .‬غيث لفظا) (*)كيلزمو كفارة‬
‫يمين لفوات نذره‪( .‬ىاجرم) كقيل‪ :‬ال كفارة (حاشية سحولي) (قرز) كقرره الشامي؛ ألنو منع الشرع ‪،‬‬
‫كال محظور (*)كال كفارة عليو (قرز) [كقيل‪ :‬يجب عليو‪( .‬غيث) ألنو غير مقدكر شرعا]‪.‬‬
‫(‪ )6‬صوابو ‪ :‬إال أف ال يريد ما كجب فيو ليدخل ما خلي عن اإلرادة (شامي) كفي بعض الحواشى إف لم‬
‫يرد ما كجب فيو ليدخل فيو ذلك (مفتي) (*) أك ما يدخل ضمنا فيو ‪،‬كأف ينذر بصياـ سنة فيقضي‬
‫رمضاف كنحوه‪( .‬قرز)‬

‫(‪)70/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كجب فيو(‪ ))7‬كذلك نحو أف يقوؿ‪ :‬علي هلل(‪)0‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬كالمسألة على كجوه ثبلثة ‪ :‬األكؿ أف ينذر كيريد ما ىو كاجب‪ ،‬فهذا ال ينعقد‪ .‬أك ينذر بما ىو‬
‫كاجب الصوـ كيريد غيره فهذا يصح ‪ ،‬نحو أف يقوؿ‪ :‬علي هلل أف أصوـ رمضاف إف قدـ زيد ‪ ،‬كيريد غيره‬
‫‪ ،‬أك ال إرادة لو رأسا ‪ ،‬فهذه تصح فيلزمو القضاء في الصورتين األخيرتين كيسقط في األكلى‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬بخبلؼ مالو قاؿ‪ :‬متى قدـ فبلف فللو علي صياـ ذلك اليوـ‪ .‬فقدـ في رمضاف ‪ ،‬أك في يوـ قد نذر‬
‫بصومو فإنو ال يجب عليو قضاؤه ؛ ألنو لم يقع نذره إال عند قدكـ فبلف فأكجب ما ىو كاجب عليو ‪،‬‬
‫كال يصح تكرار النذر بصياـ يوـ معين‪( .‬كواكب) كظاىر األزىار كشرحو‪ :‬ال فرؽ بين متى كغيره‪.‬‬
‫(مسألة) من قاؿ‪ :‬علي هلل أف أصوـ ىذه السنة ‪ ،‬أك ىذا الشهر ‪ ،‬كما عاد منها إال بقية لم يلزمو إال تلك‬
‫البقية‪( .‬بياف معنى) إال أف يريد سنة كاملة صامها‪.‬‬
‫(*)كاألكلى لمن نذر بصياـ أف يقيد نذره بشرط أف يتم صومو؛ ألنو إف تم صومو أثبت ثواب كاجب ‪،‬‬
‫كإف لم يتم لم يأثم‪( .‬عيسى دعفاف)‪.‬‬

‫(*) (مسألة) من قاؿ‪ :‬علي هلل صياـ يومين في ىذا اليوـ لم يلزمو إال ذلك اليوـ ‪ ،‬كتلزمو كفارة يمين ؛‬
‫لفوات نذره ؛ كألنو غير مقدكر شرعا ‪ ،‬بخبلؼ ما لو قاؿ‪ :‬حجتين أك أكثر في سنة كاحدة لزمو ذلك ‪،‬‬
‫كما يأتي‪( .‬نجرم) (قرز)‪.‬‬

‫(‪)73/4‬‬

‫_____________________________‬

‫أف أصوـ يوـ يقدـ فبلف ‪ ،‬فيقدـ في يوـ من رمضاف فإف نذره ىذا ينعقد؛ ألنو لم يقصد بنذره الصياـ‬
‫الذم شرع في رمضاف ‪ ،‬كإنما أكجب صوما غير الصوـ الذم قد كجب في رمضاف ‪ ،‬فيلزمو أف يصوـ‬
‫يوما بعد رمضاف عن ىذا النذر(‪ )7‬كىكذا لو قدـ يوـ الخميس‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ينظر لو نذرت بأياـ الحيض كأرادت غيرىا قذرىا ىل يحتملو ? ظاىر (األزىار) أنو ال ينعقد أخذا‬
‫من مفهوـ قولو‪" :‬كاجب الصوـ " إال أف يريد غير ما كجب فيو ‪ ،‬فمفهومو ال كاجب اإلفطار ‪ ،‬كفيو‬
‫تأمل‪( .‬تهامى) كعن (عيسى دعفاف ) أنو مثل الصوـ إال أف تريد غير ما كجب فيو ‪ ،‬كال كفارة عليها؛‬
‫ألنو منع الشرع ‪ ،‬كال محظور‪( .‬مفتي)‪.‬‬

‫(‪)74/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الشرط الثاني‪ :‬أف (ال) يعلق النذر بما ىو كاجب (اإلفطار) نحو‪ :‬أف تنذر المرأة بصياـ أياـ(‪)7‬‬
‫حيضها ‪ ،‬أك نفاسها ػ فإف ىذا النذر ال ينعقد(‪ )0‬ككذا لو نذر الناذر بصياـ الليل(‪ )3‬لم ينعقد(‪( )4‬إال‬
‫{ ?أف يكوف ذلك الوقت الذم يجب إفطاره ىو (العيدين(‪ )5‬ك) أياـ (التشريق) فإف النذر بصيامها‬
‫ينعقد(‪ )6‬فيصوـ أياما } غيرىا(‪ )7‬قدرىا)?ألف?الصياـ فيها ال يجوز كال يجزئ عندنا‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل ‪ :‬إف صومها يجوز كيجزئ‪ ،‬كمثلو عن محمد بن يحيى‪ .‬كقاؿ الناصر‪ ،‬كالشافعي‪ :‬إف‬
‫النذر بصيامها ال ينعقد‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما أياـ عادتها فيصح لجواز تغيرىا ‪ ،‬كإال صامت غيرىا قدرىا‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬كعليها كفارة يمين ألنو محظور‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬ككذا لو نذر بصياـ أمس ‪ ،‬أك يوـ قد أكل فيو ؛ ألف النذر غير ممكن شرعا (‪ )7‬كعقبل ‪ ،‬كتلزمو‬
‫الكفارة؛ ألنو غير منذكر‪ .‬قاؿ عليو السبلـ في (الغيث) ‪ :‬لكن يستحب أف يصوـ الذم مثل امس ‪ ،‬فإف‬
‫كاف مثل أمس األحد صاـ يوـ األحد‪( .‬غيث)‪)*( .‬كال كفارة (قرز) ألنو ليس بمحظور (قرز)‪ )7(.‬إال أف‬
‫يريد اليوـ الذم مثل أمس لزمو‪.‬‬
‫(‪ )4‬ألنو ليس بمحل للصوـ‪.‬‬
‫(‪ )5‬ألف نذره قد انطول على قربة كىي النذر بالصياـ ‪ ،‬كعلى محظور‪ ،‬كىو صياـ ىذه األياـ ‪ ،‬فصح بو‬
‫ما ىو قربة ‪ ،‬كبطل المحظور‪( .‬بستاف) كألنو قد صح صيامها في حاؿ كىو التمتع‪ ،‬كألف النهي فيها‬
‫ألجل التنعم ‪ ،‬كالحيض مناؼ للصوـ إذ النهي لعينو‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )6‬كال كفارة‪.‬‬
‫(‪ )7‬كيكوف قضاء ‪ ،‬فيجب التبييت‪( .‬قرز)‪.‬‬

‫(‪)75/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(كمتى تعين) على الناذر كجوب صياـ (ما ىو فيو) نحو‪ :‬أف ينذر بصياـ اليوـ الذم يقدـ فيو فبلف ‪،‬‬
‫فقدـ يوـ الجمعة مثبل (أتمو)(‪ )7‬أم‪ :‬أتم (‪ )0‬صيامو (إف أمكن(‪ ))3‬صيامو عن ذلك النذر ‪ ،‬بأف لم‬
‫يكن قد أكل في ذلك اليوـ ‪ ،‬كلم ينو(‪ )4‬صيامو عن كاجب ‪ ،‬كرمضاف فإذا كاف كذلك لزمو أف يتم‬
‫صيامو عن نذره(‪ )5‬ألنو قد تعين (كإ) ف (ال) يمكنو إتمامو(‪ )6‬بأف يكوف قد أفطر(‪ )7‬أك نول صيامو‬
‫عن كاجب لزمو (قضاء ما يصح(‪ )8‬منو فيو االنشاء) فقط ‪ ،‬كصورة ذلك أف يقدـ في ذلك اليوـ قبل أف‬
‫يأكل فيو(‪ )9‬شيئا ‪ ،‬فإنو يصح منو فيو إنشاء الصوـ ؛ ألنو لما يأكل في نهاره(‪ )72‬شيئا ‪ ،‬فمهما لم‬
‫يصم في ىذه الحاؿ لزمو قضاؤه ‪ ،‬ككذا إف قدـ كقد نول صياـ ذلك اليوـ تطوعا فإنو قد انكشف‬
‫كجوبو بقدكـ الغائب فيلزمو أف ينويو عن الواجب دكف التطوع ‪ ،‬فإف لم يفعل لزمو قضاؤه(‪ )77‬ألنو كاف‬
‫يصح منو فيو اإلنشاء ‪ ،‬أما لو قدـ كقد نول صياـ ذلك اليوـ عن كاجب من رمضاف‪ ،‬أك غيره(‪)70‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬صوابو‪ :‬نواه‪.‬‬
‫(‪ )0‬كاليحتاج إلى التبييت ألنو كالمعين (قرز)‬
‫(‪ )3‬فإف قدـ كالناذر مجنوف كلما يفطر كجب عليو القضاء (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬صوابو‪ :‬كال تعين صيامو عن كاجب غير ما نواه أداء ‪ ،‬أك نذر معين (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬فإف لم يفعل أثم ‪ ،‬ككجب عليو قضاؤه ‪ ،‬كال كفارة (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬صوابو‪ :‬كإال يتمو إف أمكن ‪ ،‬أك ال يمكنو إتمامو‪.‬‬
‫(‪ )7‬بعد قدكمو (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )8‬مسألة)[قوم ] من نذرت بصوـ يوـ يقدـ زيد ‪ ،‬فقدـ يوـ حيضها لزمها قضاؤه‪( .‬بياف بلفظو)‬
‫كظاىر األزىار خبلفو ؛ ألنو ال يصح منها فيو اإلنشاء‪.‬‬
‫(‪ )9‬كلو في أياـ العيدين ‪ ،‬كأياـ التشريق‪( .‬حاشية سحولي)‪.‬‬
‫(‪ )72‬فإف كاف قد أفطر لم يلزمو قضاؤه ؛ ألف الوجوب فرع اإلمكاف‪( .‬بحر) [‪.]060/0‬‬
‫(‪ )77‬كيلزمو تحريف النية ‪ ،‬فإف لم يحرؼ لم يجزه أليهما‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )70‬نذر معين (قرز) (*)كمن نذر بصياـ نصف يوـ لم ينعقد ‪ ،‬كقيل[أنس ‪ ،‬كالطبرم‪ ،‬كبعض أصحاب‬
‫الشافعي]‪ :‬ينعقد ‪ ،‬كيصوـ يوما‪ .‬قلنا‪ :‬كيوـ قد أكل فيو (بحر) [‪.]060/0‬‬

‫(‪)76/4‬‬

‫_____________________________‬

‫فإنو في ىذه الحاؿ ال يلزمو صيامو عن النذر ؛ ألنو قد تعذر ذلك بتعيين كجوب صومو لسبب آخر ‪،‬‬
‫كال يمكن الجمع بين صيامين ‪ ،‬لكنو قد تعين عليو في يوـ يصح منو إنشاء الصوـ فيو في حاؿ(‪)7‬‬
‫فيلزمو قضاؤه(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو لو لم يكن عن كاجب فيلزمو قضاؤه‪ .‬لما شرعت أية األحكاـ ‪ ،‬كعرفنا محالها من األفعاؿ‬
‫كاف القياس أف ليس للعبد تغييرىا ‪ ،‬لكن كرد الشرع بصحة النذر ‪ ،‬فيصير بو غير الواجب كاجبا‪،‬‬
‫فاشترط لصحتو كجوب جنسو كجوبا أصليا على جنس ذلك المكلف؛ لئبل يزيد إيجاب العبد على‬
‫إيجاب اهلل تعالى‪( .‬معيار بلفظو )‪.‬‬
‫(‪ )0‬أعلم أف المسألة على كجوه أربعة ‪ :‬كىو إف قدـ الغائب كىو صائم عن رمضاف أك نذر معين فإنو‬
‫في ىاتين يستمر في صيامو ‪ ،‬كيقضي نذره ‪ ،‬كإف قدـ كىو صائم عن نذر غير معين ‪ ،‬أك قضاء ‪ ،‬أك‬
‫كفارة ‪ ،‬أك تطوع فإنو يحرؼ نيتو عن نذر غير المعين ‪ ،‬فإف استمر لم يجزه أليهما ‪ ،‬كيقضي (قرز)‪ .‬كإف‬
‫قدـ كقد أفطر ‪ ،‬أك قدـ ليبل ‪ ،‬أك التبس فبل شيء عليو ‪ ،‬كإف قدـ في يوـ العيد كلم [يكن] قد أكل‬
‫شيئا ‪ ،‬أك ىي حائض [قوم] أك نفساء كلم [يكن] قد أكلت‪ ،‬فالمقرر أف يلزـ في العيدين القضاء ؛ إذ‬
‫ىو عارض‪( .‬قرز)‪ .‬كظاىر (األزىار) خبلفو (‪ )7‬يستقيم في الحيض (قرز) فإف قدـ كالناذر مجنوف كلم‬
‫يفطر كجب القضاء (قرز)‪ )7( .‬كقيل‪ :‬ظاىر (األزىار) حيث قاؿ ‪" :‬إال أف يريد غير ما كجب فيو"‪.‬‬
‫(كواكب)‪.‬‬

‫(*)كعلى الجملة فبل يسقط القضاء إال حيث قدـ ليبل أك نهارا كقد أكل‪( .‬حاشية سحولي معنى) كال‬
‫كفارة‪( .‬حاشية سحولي) (قرز) أك ىي حائض أك نفساء (قرز)‬

‫(‪)77/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(كما تعين) صومو (لسببين فعن) السبب (األكؿ(‪ )7‬إف ترتبا(‪ ))0‬مثاؿ ذلك ‪ :‬من أكجب على نفسو‬
‫صياـ يوـ يقدـ فبلف ‪ ،‬كيوـ يشفي اهلل مريضو ‪ ،‬فيقدـ يوـ اإلثنين‪ ،‬كشفي مريضو ذلك اليوـ الذم قدـ‬
‫فيو ‪ ،‬فالواجب أف يصوـ ذلك اليوـ عن الشرط(‪ )3‬الذم أتفق أكال‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف صاـ عن اآلخر لم يجزه ‪ ،‬كيلزمو كفارة يمين لفوات نذره ‪ ،‬كقيل‪ :‬ال كفارة(‪ )7‬كيقضى لهما‬
‫جميعا‪ )7( .‬ألف كل نذر إذا فات فهو يقضى‪ ،‬أك لو بدؿ فبل كفارة فيو ‪ ،‬كما سيأتي في باب النذر‪.‬‬
‫(سيدنا عبد اهلل بن حسين دالمة رحمو اهلل)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كقوعا (قرز) كال عبرة باللفظ ‪ ،‬كسواء متى ‪ ،‬كعلى (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعني‪ : :‬السبب‪.‬‬

‫(‪)78/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالقياس يقتضي أنو يجب عليو قضاء يوـ؛ ألجل(‪ )7‬الشرط الثاني‪ ،‬كما قدمنا‬
‫فيمن نذر صياـ يوـ يقدـ فبلف فقدـ في رمضاف (كإ) ف (ال) يقع الشرطاف كاحدا بعد كاحد ‪ ،‬بل كقعا‬
‫(‪ )0‬جميعا في كقت كاحد (فمخير) في جعل الصياـ أليهما شاء(‪ ،)3‬كال يصح صومو عنهما جميعا ؛‬
‫ألف لكل كاحد منهما صوما ‪ ،‬كاليوـ ال يتنصف‪ ،‬فصار كما لو عينو(‪ )4‬لهما (كال شيء لآلخر) من‬
‫الشرطين(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو الصحيح ؛ ألنو أراد غير ما كجب فيو‪( .‬تكميل) (*) أم‪ :‬السبب‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك التبس ‪ ،‬أك علم ثم التبس‪ .‬القياس مع اللبس أف يصومو عن األكؿ في علم اهلل ‪ ،‬كيقضي عن‬
‫اآلخر كذلك في علم اهلل (قرز) ز‪.‬‬
‫(‪ )3‬كيقضى لآلخر [الذم لم يصم عنو ]كجوبا‪( .‬شرح فتح)‬
‫(‪ )4‬ليس كما لو عينو لهما ؛ ألنو ال شيء لآلخر في المعين لهما ‪ ،‬كفي ىذا يقضى لآلخر ‪ ،‬كىذا كجو‬
‫التشكيل لعلو يعني‪ : :‬في عدـ التنصيف فبل كجو للتشكيل (ذنوبي)‪ )*( .‬بل ال بد من القضاء لآلخر‬
‫(*) يعني‪ :‬في أنو ال يتنصف ‪ ،‬ال في القضاء فيجب‪.‬‬
‫(‪ )5‬أعلم أف التمكن من المنذكر بو يشترط في كل نذر مطلق أك مؤقت بماؿ أك غيره ‪ ،‬فعلى ىذا لو‬
‫نذر بصبلة في غد مثبل ثم مات قبل مجئ الغد لم تلزمو كفارة(‪ )7‬لفوات نذره ‪ ،‬كلعلو يؤخذ من قولو ‪:‬‬
‫"كمتى تعذر أكصى عن نحو الحج كالصوـ كالفرض" فتشبيهو بالفرض يقتضي عدـ اإليصاء بقضائو ؛‬
‫ألف الفرض ال يقضى إال بعد التمكن من أدائو (سماع سيدنا محمد بن على قيس) (‪ )7‬كال تجب عليو‬
‫ال وصية بالتكفير عن الصبلة الفائتة على قوؿ من أكجبو‪ ،‬كأما المطلق فكما لو نذر أف يصلى ركعتين‪ ،‬ثم‬
‫مات عقيب لفظو لم تجب عليو كفارة لفوات نذره ‪ ،‬ككذلك لو نذر لزيد بماؿ ‪ ،‬ثم إف الماؿ تلف قبل‬
‫أف يتمكن من تسليمو لزيد ‪ ،‬كعليو (األزىار) بقولو‪" :‬كيضمن بعده ضماف أمانة قبضت ال باختيار‬
‫المالك" كىذا يشكل ‪ ،‬فإنهم قد قالوا‪ :‬لو نذر بصوـ الدىر كجب عليو التكفير عن رمضاف ‪ ،‬مع أف‬
‫صوـ رمضاف عن النذر ال يمكن ‪ ،‬فكاف القياس أف ال كفارة فيو إال أنهم يفرقوف بين أف يندر بشيء‬
‫بعضو ممكن فعلو شرعا ‪ ،‬كبعضو ال يمكن ‪ ،‬كبين الذم ال يمكن فعلو جميعو ‪ ،‬كأف تنذر بأياـ حيضها ‪،‬‬
‫كإف قيل‪ :‬فإف المشركط اإلمكاف العقلي ال الشرعي اندفع ىذا‪( .‬سماع سيدنا محمد بن على قيس‬
‫رحمو اهلل) (قرز)‪.‬‬

‫(‪)79/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(إف عينو لهما) أم‪ :‬إذا قاؿ ‪ :‬هلل علي أف أصوـ غدا إف قدـ فبلف اليوـ ‪ ،‬ثم قاؿ ‪ :‬كهلل علي أف أصوـ‬
‫غدا إف شفى اهلل مريضي اليوـ فحصل قدكـ الغائب‪ ،‬كشفاء المريض في كقت كاحد‪ ،‬فإف الواجب عليو‬
‫أف يصومو(‪ )7‬عن أم‪ :‬النذرين(‪)0‬شاء ‪ ،‬كال شيء للنذر اآلخر(‪( )3‬كالماؿ) أم‪ :‬إذا نذر بماؿ معين‬
‫في أمرين ػ لم يجب إال ذلك الماؿ ‪ ،‬نحو أف يقوؿ ‪ :‬إف قدـ فبلف فللو علي أف أتصدؽ بهذا الدرىم ‪،‬‬
‫ثم قاؿ ‪ :‬إف شفى اهلل مريضى فللو علي أف اتصدؽ بهذا الدرىم ‪ ،‬فحصل الشرطاف في‬
‫كقت(‪)4‬كاحد(‪)5‬فإنو ال يجب عليو إال صرؼ ذلك الدرىم من دكف زيادة(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفي كقتين لؤلكؿ(‪ )7‬كال شيء لآلخر‪( .‬قرز) كتلزمو كفارة يمين كقيل‪ :‬ال كفارة (قرز) لفوات نذره‬
‫كقد ذكر معنى ذلك في (البياف) في آخر باب النذر كلفظو ىنا لك كإف حصبل في كقتين تعين للذل‬
‫حصل شرطو أكال كال شيء لآلخر‪( .‬لفظا)‪ )7( .‬كلفظ (حاشية سحولي) ‪ :‬فإف كقعا مرتين نواه عن األكؿ‬
‫منهما‪ ،‬كال شيء للثاني‪ ،‬فلو نواه عن الثاني لم يجزه‪ ،‬ككجب عليو قضاؤه‪ ،‬ككذلك لو كاف المنذكر بو‬
‫ماال‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز)‬
‫(‪ )0‬بل ينويو لهما معا ‪ ،‬حيث كقعا في حالة كاحدة‪( .‬شرح فتح)‪.‬‬
‫(‪ )3‬من القضاء‪ ،‬كأما الكفارة فتجب‪ .‬كقيل‪ :‬ال يلزمو شيء‪.‬‬
‫(‪ )4‬كفي كقتين للذم حصل شرطو أكأل‪ ،‬كال شيء لآلخر‪( .‬بياف) كلكن يلزمو كفارة يمين ‪ ،‬أما الصوـ‬
‫فلكونو كجب بحصوؿ الشرط األكؿ ‪ ،‬فبل يجب لحصوؿ الشرط الثاني ؛ ألنو يكوف إيجابا‪ .‬كأما في‬
‫الماؿ فكذا عند الهدكية؛ ألنو خرج عن ملكو‪( .‬بستاف)‪.‬‬
‫(‪ )5‬ككقتين ‪ ،‬لكن إف كقع نواه لهما ؛ ألف الماؿ يتنصف ‪ ،‬كإف ترتبا فلؤلكؿ ‪ ،‬فإف نواه لهما أكاستهلكو‬
‫لم يجزه‪ ،‬كلزمو كفارة يمين ‪ ،‬فإف التبس بعد أف علم ‪ ،‬كالقياس أف يقسم بين المصرفين‪ .‬كيكوف لؤلكؿ ‪،‬‬
‫كال شيء لآلخر‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬كينويو لهما (‪ )7‬فإف لم ينوه لزمو كفارة يمين ‪ ،‬حيث نواه ألحدىما ‪ ،‬ككذا لو صرفو كلم ينوه‬
‫ألحدىما لزمو كفارة يمين ‪ ،‬ككذا لو تلف الدرىم قبل صرفو ؛ ألنو يتعين النقد في النذر – ىذا قبل‬
‫التمكن ػ أنو تلزمو كفارة يمين ‪ ،‬كإذا تمكن تلزمو غرامة من مالو‪ )7( .‬كلعلو يقاؿ ‪ :‬ىذا يتعين فبل يحتاج‬
‫إلى نية‪( .‬سيدنا حسن رحمو اهلل) (قرز) كالمختار ‪ :‬ال كفارة ؛ ألنو يشترط التمكن‪.‬‬

‫(‪)82/4‬‬

‫_____________________________‬

‫‪.‬‬
‫[متى يجب الولى في الصوـ]فصل‬
‫(كال يجب(‪ )7‬الوالء(‪ ))0‬في صياـ النذر (إال) ألحد أمرين ‪ :‬إما (لتعيين(‪ ) )3‬كذلك أف يعين الوقت‬
‫الذم يصومو (كشهر كذا (‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لعد ـ الدليل عليو‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كلفظ (حاشية سحولي) فلو لم يعين ‪ ،‬كال نول التتابع لم يجب ‪ ،‬كال يقاؿ ‪ :‬القياس الوجوب؛ ألف‬
‫الواجبات على الفور ؛ ألنا نقوؿ فوره العاـ من يوـ نذره ؛ إذ ال يريد ما أكجبو على نفسو على ما أكجبو‬
‫اهلل‪( .‬حاشية سحولي من القضاء) كأما الكفارة فتجب ‪ ،‬كقيل‪ :‬ال يلزمو شيء (قرز) (*) نحو ‪ :‬أف يقوؿ‪:‬‬
‫علي هلل أف أصوـ شهرا ‪ ،‬أك قاؿ ‪ :‬سنة‪ .‬أك قاؿ ‪ :‬عشرا‪.‬‬
‫(‪ )3‬لفظا أك نية‪.‬‬
‫(‪ )4‬مسألة) كمن نذر بصوـ شهر أك نحوه متفرقا ‪ ،‬ثم صامو متتابعا أجزأ ‪ ،‬ذكره في االنتصار ‪ ،‬كالسيد‬
‫يحيى بن الحسين ؛ ألف ذلك زيادة صفة‪ ،‬كىي ال تمنع‪( .‬بياف)‪ .‬فهبل يجب التفريق ؛ ألنو قد كجب‬
‫جنسو متفرقا في صوـ التمتع ? قلت‪ :‬نادرا‪ .‬كاألحكاـ تعلق بالغالب ال بالنادر‪( .‬مفتي) (قرز)‪.‬‬

‫(*) كلو نذر بصوـ الشهر الفبلني معينا ‪ ،‬فحضره الشهر كقد صار مستعطشا ‪ ،‬أك ىرما [ىما‪ .‬نخ] ال‬
‫يقدر كاف حكمو في النذر حكمو في الفرض األصلي‪(.‬حاشية سحولي)‪ .‬ينظر ‪ ،‬فإف التمكن شرط في‬
‫الوجوب‪.‬‬

‫(‪)87/4‬‬

‫_____________________________‬

‫) نحو " أف يقوؿ ‪ :‬هلل علي أف أصوـ شهر رجب(‪ )7‬أك شهر ذم الحجة(‪ )0‬أك نحو ذلك (فيكوف)‬
‫النذر الذم على ىذه الصفة (كرمضاف(‪ )3‬أداء كقضاء(‪ ))4‬يعني‪ :‬أنو في األداء يلزمو المتابعة ‪ ،‬كلو لم‬
‫ينوىا في نذره(‪ )5‬كيلزمو اإلمساؾ(‪ )6‬كلو أفطر ناسيا أك عامدا لغير عذر ‪ ،‬كيندب في إفطاره‬
‫الكفارة(‪)7‬كما يندب في رمضاف ‪ ،‬كنحو ذلك(‪ )8‬من أحكاـ رمضاف التي تقدمت‪ ،‬كقضاؤه إذا فات‬
‫كقضاء رمضاف(‪)9‬يجوز تفريقو ‪ ،‬كيندب‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىذا‪( .‬لمع) كإنما قلنا‪" :‬ىذا " ألف أحكاـ التعيين ال تكوف إال فيما كاف كذلك‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫كقرره (التهامى) كفي (شرح األثمار)‪ :‬يتعين أكؿ رجب ‪ ،‬كينصرؼ إلى األكؿ عند من قاؿ ‪ :‬الواجبات‬
‫على الفور‪( .‬مفتي) ك(حثيث) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬ىذا‪.‬كفي (البحر) اليحتاج إلى ىذا؛ ألنو ينصرؼ إلى األكؿ‪ .‬كفي بعض الحواشي فحيث أكجب‬
‫على نفسو صوـ شهر رجب كلم يقل‪ :‬ىذا ‪ ،‬أف يصوـ شهر رجب ‪ ،‬كلو مفرقا ‪ ،‬كيصوـ في الثاني مثل ما‬
‫أفطر في األكؿ‪.‬‬
‫(‪ )3‬إال الفسق فبل يؤخد من مفهوـ الكتاب ؛ إذ ىو مقيس على رمضاف ‪ ،‬كنحن ال نفسق بالقياس‪.‬‬
‫(ىداية)‬
‫(‪ )4‬كال يكفر باستحبللو ‪ ،‬خبلؼ الفقيهين القاضي زيد كأبي مضر كىومن غير دليل‪.‬‬
‫(‪ )5‬فإف نول التتابع ىاىنا لم يكن لها تأتير فبل يستأنف‪( .‬مفتي) (قرز)‪ )*( .‬ألنو ال يمكنو االستيناؼ‬
‫ىنا بخبلؼ ما إذا كاف غير معين كنول التتابع فهو يمكن االستيناؼ‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬كال أحفظ في ذلك خبلفا بين من أكجب الوفاء بالنذر ‪ ،‬إال عن المنصور باهلل [قوم] فيمن أفطر‬
‫في النذر المعين‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬ال يلزمو إمساؾ بقية اليوـ ‪ ،‬كال يستحب ؛ ألنو ال حرمة لغير رمضاف‪( .‬غيث‬
‫لفظا)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كيلزمو الفداء‪.‬‬
‫(‪ )8‬لزكـ الكفارة إذا حاؿ عليو‪( .‬شرح أثمار) كفي حاشية‪ :‬ال تلزمو الفدية إال أف يقوؿ‪ :‬كل رجب ‪ ،‬أك‬
‫نحوه‪( .‬مفتي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )9‬فإف نول يوما معينا أبدا ىل يكوف الحوؿ فيو بمضي مثل ذلك اليوـ المعين أك ال بد من الحوؿ‬
‫كالشهر ? قيل‪ :‬ال بد من الحوؿ‪.‬‬

‫(‪)80/4‬‬

‫_____________________________‬

‫الوالء(‪( )7‬أك) لم ينو(‪ )0‬في نذره كقتا معينا ‪ ،‬بل أطلق لكن كقعت منو فيو (نية (‪ ))3‬التتابع ‪ ،‬نحو ‪:‬‬
‫أف ينذر بصوـ عشرة أياـ ‪ ،‬كينوم بقلبو(‪ )4‬أف تكوف متتابعة ‪ ،‬فإنو حينئذ يلزمو التتابع (فيستأنف إف‬
‫فرؽ) كذلك نحو ‪ :‬أف يفطر يوما من العشر(‪ )5‬فإنو ال يجزئو تتميم العشر‪ ،‬كالبناء على صيامو األكؿ ‪،‬‬
‫بل يستأنف(‪ )6‬صياـ العشر من أكلها (إال) أف يفطر ذلك اليوـ (لعذر(‪ ))7‬فإنو ال يلزمو االستئناؼ ‪ ،‬بل‬
‫يبنى متى زاؿ (كلو) كاف ذلك العذر (مرجوا) زكالو ثم (زاؿ(‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألف ما أكجبو العبد على نفسو فرع على ما أكجبو اهلل ‪ ،‬كمشبو بو‪.‬‬
‫(‪ )0‬صوابو ‪ :‬أك لم يعين ؛ ألنو لم يتقدـ للنية ذكر‪.‬‬
‫(‪ )3‬كحيث لم ينو التتابع ‪ ،‬كال لفظ بو ‪ ،‬كال ىو مما يجب فيو التتابع ؛ لكنو أكجب على نفسو التتابع ‪،‬‬
‫كجعلو نذرا ثانيا? فقاؿ المؤيد باهلل ‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح ‪ :‬ال يصح النذر بو ؛ ألنو صفة للصوـ ‪ ،‬كال‬
‫يصح النذر بها كحدىا‪ ،‬كقاؿ الفقيو حسن ‪ :‬بل يصح ؛ ألف جنسو كاجب في الشرع ‪ ،‬كىكذا فيمن‬
‫أكجب على نفسو التتابع في قضاء رمضاف ‪ ،‬أك كوف الرقبة التي يكفر بها مسلمة‪( .‬بياف لفظا)‬
‫ك(تكميل) (*)مقارنة للنذر (قرز)‪ )*( .‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إنما األعماؿ بالنيات)‪.‬‬
‫(‪ )4‬أك يلفظ مع القصد (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كلو ناسيا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كيلزمو التبييت إجماعا؛ لكونو نذرا مطلقا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬كمن العذر النسياف‪ .‬كقيل‪ :‬ليس بعذر عند أصحابنا‪.‬‬
‫(‪ )8‬فإف لم يزؿ كفر للباقى‪( .‬غيث) كأجزأه ما قد صامو (‪ )7‬كمن انتقل حالو من أعلى إلى أدنى‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬بل يأتي على قوؿ اإلبتداء كاإلنتهاء‪( .‬صعيترم) قاؿ سيدنا‪ :‬ىذا كفاؽ بين السادة ‪ ،‬أعني بناء‬
‫الكفارة على الصياـ‪ ،‬كال معنى لئلبتداء كاإلنتهاء في ىذه المسألة‪( .‬زىور) (‪ )7‬كلفظ (الكواكب) ‪ :‬كإذا‬
‫لم يزؿ العذر فإنو يجزئو ما قد صامو كيكفر عن باقى الصوـ ػ [يعني كفارة صياـ‪( .‬قرز)] ػ كيجزئو ذلك‬
‫كفاقا ػ [كيلزمو كفارة يمين‪( .‬قرز) لفوات نذره] ػ سواء كاف راجيا لزكاؿ عذره أك غير راج‪(.‬لفظا )‪.‬‬
‫(*) يقاؿ‪ :‬ما الفرؽ بين ىذا كبين من حجج لعذر مأيوس ثم زاؿ ػ فضبل عن ىذا المرجو ػ ? كجو الفرؽ‬
‫‪ :‬أنو أتى ىنا بالعبادة األصلية ‪ ،‬فما فات عليو منها إال الهيئة ‪ ،‬يعني‪ :‬المواالة كىناؾ أتى بها بدلية‬
‫ففاتت عليو بذاتها‪( .‬ذكر معناه في (الغيث) في كتاب الحج فخذه من ىناؾ موفقا إف شاء اهلل تعالى )‪.‬‬

‫(‪)83/4‬‬

‫_____________________________‬

‫) فإنو ال فرؽ بينو كبين المأيوس في أف اإلفطار ألجلو ال يوجب االستئناؼ على ما حصلو أبو العباس‪،‬‬
‫كأبو طالب للمذىب‪ .‬كقاؿ المؤيد باهلل ‪ :‬بل إذا كاف مرجوا استأنف ‪ ،‬لكن عند أبي طالب ‪ ،‬كأبي‬
‫العباس أنو ال يصح البناء بعد اإلفطار للعذر المرجو ‪ ،‬إال (إف) كاف (تعذر الوصاؿ) ألجل ذلك العذر ‪،‬‬
‫نحو ‪ :‬أف يكوف عذره المرض الذم يخشى معو من الصوـ المضرة(‪ )7‬بخبلؼ غير ذلك ‪ ،‬كالسفر فإنو‬
‫يستأنف(‪.)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فرع) كمثل ذلك أف يوجب المسافر[على نفسو] صياـ رمضاف الذم ىو فيو قإنو ال يسقط‬
‫بالرخصة‪ ،‬فبل يباح لو اإلفطار إال بما يبيح ترؾ الواجب ‪ ،‬كىو خشية الضرر‪( .‬معيار) ظاىر المذىب أنو‬
‫ال ينعقد إذا علقو بواجب الصوـ ‪ ،‬كمثل ىذا في (البحر) في باب النذر‪ .‬كتلزمو كفارة يمين‪.‬‬
‫(‪ )0‬إذا أفطر ألجل الترخيص في السفر ‪ ،‬ال إذا أفطر فيو لخشية الضرر فإنو يبني كال يستأنف‪.‬‬

‫(‪)84/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) (فيبني(‪ ))7‬إذا أفطر لعذر(‪)0‬تعذر معو الوصاؿ (ال) إذا أفطر } لتخلل { ?زماف (كاجب‬
‫اإلفطار?(‪ ))3‬كأياـ الحيض ‪ ،‬كالعيدين ‪ ،‬كالتشريق (فيستأنف) إذا فرؽ الصياـ الذم نول فيو التتابع‬
‫ألجل تخللها (غالبا) احتراز من أف ينذر مدة طويلة ال بد فيها من تخلل ما يجب إفطاره ‪ ،‬نحو ‪ :‬أف‬
‫تنذر المرأة بصياـ شهرين متتابعين فإنها في ىذه المدة يتعذر عليها االحتراز من تخلل أياـ الحيض(‪)4‬‬
‫إال أف تنتظر مدة اليأس(‪ )5‬كانتظارىا ال يجب اتفاقا(‪ )6‬فيجوز لها في مثل ذلك أف تبني إذا تخللت‬
‫أياـ الحيض(‪)7‬ككذلك لو نذر الرجل أك المرأة صياـ سنة(‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فورا ‪ ،‬يعني‪ : :‬عقيب زكاؿ العذر ‪ ،‬كإال بطل ما قد صاـ ‪ ،‬كلزمو اعادتو جميعا متتابعا‪( .‬بياف) فإف‬
‫كاف في الليل نول الصياـ قبل الفجر ‪ ،‬كإف كاف في النهار عفي لو عن بقية يومو ‪ ،‬كإف تراخى استأنف‬
‫(قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬فحاصل ما تضمنتو ىذه المسألة أف الناذر إف عين المنذكر بصومو كاف كرمضاف أداء كقضاء ‪ ،‬كما‬
‫تقدـ‪ ،‬سواء نول التتابع أـ ال ‪ ،‬كإف لم يعين ػ فإف نول التتابع ػ لزمو ‪ ،‬سواء لفظ بو أـ ال ‪ ،‬فإف فرؽ لغير‬
‫عذر استأنف ‪ ،‬كإف فرؽ لعذر ال يرجى زكالو بنى إف زاؿ ‪ ،‬كإف لم يزؿ كفر(‪ )7‬عن الباقي على الصحيح‬
‫‪ ،‬كإف كاف لعذر مرجو الزكاؿ بنى على األصح أيضا إف زاؿ ‪ ،‬فإف لم يزؿ كفر عن الباقي‪( .‬شرح أثمار)‬
‫(قرز)‪)7( .‬كفارة صياـ ‪ ،‬كيلزمو كفارة يمين لفوات نذره‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬ككذا كاجب الصوـ‪( .‬بحر) ك(كابل)‬
‫(‪ )4‬إلمكانو‪ ،‬بخبلؼ النفاس لندكره فتستأنف (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬أك الحمل‪.‬‬
‫(‪ )6‬بين السادة (*)ػ كلو قربت‪.‬‬
‫(‪ )7‬ال النفاس لندكره‪( .‬بحر معنى) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )8‬صوابو غير معينة ‪ ،‬كنول التتابع (نجرم) ألف المعينة ال تلزمو االستئناؼ ‪ ،‬كلو أفطر لغير عذر ‪،‬‬
‫بخبلؼ غير المعينة فيلزمو حيث نول التتابع (نجرم) كمع ذلك ال خبلؼ أف صوـ المتركؾ أداء عن‬
‫رمضاف كغيره‪( .‬عامر) كقد يقاؿ ‪ :‬ال كجو للتصويب ؛ ألنو نزؿ الخبلؼ في (البياف) ك(الغيث) كغيرىما‬
‫من كتب أىل المذىب بيننا كبين الناصر كمن معو‪ ،‬كابن أبي الفوارس ‪ ،‬كاألستاذ في السنة المعينة ‪ ،‬فبل‬
‫كجو للتصويب حينئذ ‪ ،‬كأبلغ من ذلك أف يكوف عطفا على أكؿ الفصل قولو ‪" :‬إال لتعيين كشهر كذا"‬
‫فتأمل‪( .‬ىامش تكميل )‬

‫(‪)85/4‬‬

‫_____________________________‬

‫معينة ‪ ،‬فإنو ال بد فيها من تخلل ما يجب إفطاره ‪ ،‬كال يمكن االحتراز من ذلك فيجوز لهما البناء في‬
‫ىذه الحاؿ اتفاقا ‪ ،‬لكن تقضي العيدين كأياـ التشريق خبلفا للناصر‪ ،‬كالشافعي ‪ ،‬كتقضي رمضاف(‪)7‬‬
‫خبلفا البن أبي الفوارس ‪ ،‬كتقضي أياـ الحيض (‪ )0‬خبلفا لبلستاذ (كال تكرار) يجب في المنذكر بو ‪،‬‬
‫نحو أف يقوؿ ‪ :‬هلل علي أف أصوـ جمعة ‪ ،‬أك خميسا ‪ ،‬أك نحو ذلك فإنو يبرأ بصوـ جمعة كاحدة ‪ ،‬كال‬
‫يلزمو التكرار (اال لتأبيد(‪)4())3‬كىو أف ينذر بصوـ يوـ السبت أبدا (‪ )5‬أك نحوه ‪ ،‬فإنو (‪ )6‬يلزمو‬
‫تكرار صومو مدة عمره كلها ‪ ،‬ما لم يصادؼ يوـ عيد(‪)7‬فإنو يجب إفطاره ‪ ،‬كفي قضائو الخبلؼ(‪)8‬‬
‫المتقدـ‪ .‬قولو‪( :‬أك نحوه) أم‪ :‬أك نحو التأبيد ‪ ،‬كىو أف يأتي بلفظ عموـ ‪ ،‬نحو أف يقوؿ ‪ :‬هلل علي أف‬
‫أصوـ كل اثنين ‪ ،‬أك كل جمعة ‪ ،‬أك نحو ذلك(‪ )9‬فإنو يلزمو التكرار (فإف) أكجب صوـ يوـ معين أبدا ‪،‬‬
‫ثم (التبس) ذلك اليوـ (المؤبد (‪ ))72‬أم األياـ ىو ‪ ،‬مثاؿ ذلك أف يقوؿ ‪ :‬هلل علي أف أصوـ يوـ يقدـ‬
‫زيد أبدا(‪ )77‬فقدـ(‪ )70‬زيد ‪ ،‬ثم التبس أم األياـ(‪)73‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو أكجبو على نفسو قبل إيجاب اهلل عليو فيصح نذره بو ‪ ،‬إال أف يستثنيو بالنية لم يلزمو‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )0‬كإنما كجب أياـ الحيض عندنا كإف كاف النذر ال ينعقد بذلك ألف النذر إذا عين صار كرمضاف ‪،‬‬
‫كىي تقضي أياـ حيضها في رمضاف‪( .‬كابل)‬
‫(‪ )3‬لفظا أك نية (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كلو نذر بصياـ يوـ أبدا ‪ ،‬ينظر فيو‪ .‬القياس الصحة ‪ ،‬كإليو التعيين‪.‬‬
‫(‪ )5‬كينول مدة عمره ‪ ،‬كإال كاف نذره باطبل‪( .‬قرز)‪ .‬كعليو كفارة يمين‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬مادمت ‪ ،‬أك دائما‪.‬‬
‫(‪ )7‬أك حيض أك نفاس‪.‬‬
‫(‪ )8‬عندنا يقضى كال كفارة‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )9‬مطلق التعريف للعموـ‪ ،‬أك دائما ‪ ،‬أك مستمرا‪.‬‬
‫(‪ )72‬ينظر لو نول يوما أبدا ‪ ،‬فالجواب أنو يعين أم األياـ شاء ‪ ،‬كمتى صامو تأبد عليو صيامو‪( .‬مفتي)‬
‫ك(ىبل) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )77‬حيا (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )70‬الميل ‪ ،‬كقيل‪ :‬الموضع (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )73‬فإف التبس ىل قدـ ليبل أك نهارا فبل شيء عليو‪( .‬لمعة) كإف قدـ ليبل بطل نذره ‪ ،‬كإف قدـ نهارا‬
‫كقد أكل سقط عنو ذلك اليوـ فقط ال غيره‪( .‬سماع)‪.‬‬

‫(‪)86/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كاف قدكمو فيو‪ .‬فقاؿ السيد يحيى بن الحسين‪ :‬األقرب أنو يبطل نذره(‪ )7‬قاؿ‪ :‬كيحتمل أف يصوـ‬
‫السبت أبدا ؛ ألنو آخر األياـ(‪ )0‬كقاؿ الفقيو حسن‪ :‬بل يصوـ في األسبوع األكؿ من يوـ يخبر بقدكمو‬
‫آخر األسبوع(‪ )3‬ألف كل يوـ يجوز أنو قدـ فيو ‪ ،‬كأنو ما قدـ فيو ‪ ،‬كاألصل براءة الذمة حتى يتعين‬
‫اآلخر(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كعليو كفارة يمين‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألف اهلل خلق الحلق يوـ األحد ‪ ،‬فكاف السبت آخر األسبوع‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬كىو يوـ علم بقدكمو فيو ‪ ،‬بنبة مشركطة مبينة ندبا ‪ ،‬كظاىر (البياف) [األزىار‪ .‬نخ]كجوبا (قرز)‪ .‬ثم‬
‫يستمر على صياـ ذلك اليوـ في كل أسبوع ‪ ،‬ىذا إذا التبس عليو يوـ علم بقدكمو ‪ ،‬ىل ىو قدـ في‬
‫ذلك اليوـ أك قبلو ‪ ،‬كإف علم أف قدكمو قبلو ‪ ،‬لكن التبس عليو في أم‪ :‬يوـ فإنو يصوـ في األسبوع‬
‫الثاني اليوـ األكؿ قبل اليوـ الذم علم فيو ‪ ،‬ثم يستمر على صيامو في كل أسبوع كما مر‪( .‬بياف معنى)‬
‫(*) إف دخل في تجويزه (قرز) كإف لم فالذم دخل في تجويزه‪)*( .‬كمثاؿ ذلك ‪ :‬إذا أخبر بقدكمو يوـ‬
‫االثنين كقد قدـ قبل ذلك ‪ ،‬كلم يعلم أم يوـ قدـ ‪ ،‬كلكن يوـ اإلثنين الذم حصل عنده الخبر [فيصوـ‬
‫]يوـ األحد اآلتى ؛ ألنو آخر األسبوع بالنظر إلى يوـ االإثنين الذم حصل عنده الخبر بقدكمو ‪ ،‬كأما يوـ‬
‫قدكمو في أم يوـ فلم يعلم ‪ ،‬أك علم كالتبس (*) كإنماكجب التبييت ىنا بخبلؼ ما تقدـ في قولو‪:‬‬
‫"كندب التبييت كالشرط" ألنو حصل لو ىناؾ ظن ‪ ،‬بخبلؼ ىنا فافهم الفرؽ‪( .‬كابل)‪.‬‬
‫(‪ )4‬فإذا علم يوـ اإلثنين مثبل أنو قدـ في كعده الماضي‪ ،‬فما من يوـ إال كيجوز أنو قدـ فيو فيتعين‬
‫األحد‪ ،‬فيصوـ في المستقبل األحد‪ ،‬كأما الماضي فبل يلزمو شيء ؛ ألف من الجائز أنو كصل كقد أكل ‪،‬‬
‫إال أف يكوف صائما لذلك الوعد صوما كاجدا لزمو قضاء يوـ؛ ألنو يصح منو فيو اإلنشاء كما مر‪ ،‬كإف‬
‫كاف لو منذ كصل أسبوعاف لزمو يوماف قضاء حيث كاف ممسكا (‪ )7‬فيهما فقط ‪ ،‬فافهم ىذه النكتة‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪" :‬كيجب عليو قضاء صياـ يومين في األسبوع األكؿ؛ ليتيقن براءة ذمتو" كلم يفصل‬
‫عليو السبلـ‪ ،‬كلعلو التفصيل الذم تقدـ ‪ ،‬أك يكوف ممسكا آخر الوعد الذم تعين عليو صومو أكال‪ ،‬كىو‬
‫األحد في المثاؿ كما تقدـ (نجرل) كقيل‪ :‬يصوـ الوقت كلو؛ لبراءة ذمتو (‪ )7‬كعن السراجى ‪ :‬أنو ال‬
‫يشترط أف يكوف ممسكا إال في ذلك األسبوع الذم قدـ فيو فقط‪ ،‬كإال قضاء ما بعد األسبوع األكؿ‬
‫(قرز)‪.‬‬

‫(‪)87/4‬‬

‫_____________________________‬

‫إما أداء إذا كاف ىو الواجب أك قضاء إف كاف الواجب قد تقدـ‪.‬‬


‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا القوؿ ىو الذم اخترناه في األزىار ‪ ،‬كنصصنا عليو بقولنا‪( :‬صاـ(‪ )7‬ما‬
‫يتعين) عليو(‪()0‬صومو) إما (أداء) كذلك حيث يقدر أنو ىو الذم قد كجب صومو أبدا (أك قضاء (‪))3‬‬
‫كذلك حيث يقدر أنو قد مضى في األياـ التي قد مضت فيجب قضاؤه فورا(‪( )4‬قاؿ الفقيو حسن‪)5( :‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيأتي بنية معينة ‪ ،‬مبيتة ‪ ،‬مشركطة‪( .‬بياف) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬ما دخلو التجويز في يومو أك أمسو أك قبلهما‪( .‬قرز) كإف لم فالذم دخل في تجويزه‪.‬‬
‫(‪ )3‬كيجب التبييت ‪ ،‬كيستحب الشرط كقيل‪ :‬ندبا‪ )*(.‬قاؿ الوالد‪ :‬كإنماقلنا‪ :‬يستحب كال يجب؛ ألنو‬
‫ال يعلم كجوب األداء عليو في ذلك اليوـ ‪ ،‬كلو أخر صومو فيو ألجزأه‪( .‬من ىامش البياف)‪.‬‬
‫(‪ )4‬يقاؿ‪ :‬فور القضاء عند الهادم عليو السبلـ في العاـ ‪ ،‬فينظر في ذلك‪ .‬يقاؿ‪ :‬إنما تعين عليو آخر‬
‫األسبوع الحتماؿ كونو أداء ‪ ،‬كقد قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم (إذا أمرتم بأمر فأتوا بو [منو‪.‬نخ] ما‬
‫استطعتم) كيحمل كبلـ الهادم عليو السبلـ في القضاء المحقق‪( .‬شامي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كىذا القيل من القيبلت المقويات في األزىار ‪ ،‬كقوم لوجهين‪ .‬أحدىما أف صومو مع القهقرل‬
‫أكثر إذ يصوـ معها السادس مستمرا كمع غير القهقرل السابع [الثامن‪ .‬نخ] الوجو الثاني‪.‬‬

‫(*) كقد قيل‪ :‬إف ذلك ال يستقيم على كبلـ أىل المذىب؛ ألنو قد يصوـ في كل أسبوع يوما [يوما في‬
‫األسبوع‪ .‬نخ] ػ ال أداء كال قضاء ‪ ،‬مثالو‪ :‬لو أخبر مثبل يوـ الخميس أنو قدـ في كعده فإنو يصوـ اليوـ‬
‫الذم يتعين صومو‪ ،‬كىو يوـ األربعاء ‪ ،‬كفي الوعد الثاني يصوـ يوـ الثبلثاء على القهقرل ‪ ،‬فإف كاف في‬
‫علم اهلل أنو قدـ يوـ الثبلثاء فهو أداء ‪ ،‬كإف قدـ اإلثنين فهو قضاء ‪ ،‬كإف قدـ األربعاء فهو ال أداء كال‬
‫قضاء ‪ ،‬كظهر لك من ىذا أنو يحصل يوـ ال أداء كال قضاء في كل يوـ يصومو ‪ ،‬فاألكلى تبقية األزىار‬
‫على حالو (‪ )7‬من غير قهقرل‪ ،‬كضعف كبلـ الفقيو حسن من ىذا الوجو‪( .‬إمبلء مفتي) كمثلو (عن‬
‫سيدنا عامر الذمارل) () كىو أنو يجب عليو أف يصوـ ما تعين صومو أداء أك قضاء‪.‬‬

‫(‪)88/4‬‬

‫_____________________________‬

‫ثم) أنو يجب في األسبوع الثاني أف (يقهقر إليو(‪ ))7‬فيصوـ فيو اليوـ المتقدـ على ذلك اليوـ الذم‬
‫صامو في األسبوع األكؿ‪ ،‬فإذا صاـ مثبل في األسبوع األكؿ الخميس صاـ في األسبوع الثاني األربعاء‬
‫(كيستمر) يقهقر (كذلك) في كل أسبوع طوؿ عمره‪ ،‬كال يزاؿ في كل صياماتو يأتي بنية(‪ )0‬مشركطة(‪)3‬‬
‫بأنو إف كاف عنده ىو الذم كجب عليو فأداء‪ ،‬كإف كاف غيره فقضاء‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو حسن‪ :‬سمعت ىذا عن بعض شيوخي(‪ )4‬كال أعرؼ كجو القهقرل(‪.)5‬‬
‫تنبيو‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األكلى منو‪.‬‬
‫(‪ )0‬كجوبا‪.‬‬
‫(‪ )3‬مبيتة ندبا‪ ،‬كقيل‪ :‬كجوبا (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬قيل‪ :‬ىو القاضي حسين المحاملى من أصحاب الشافعي من جبل صبر‪[ .‬من جبل ضين‪ .‬نخ]‪.‬‬
‫(‪ )5‬قاؿ اإلماـ المهدم عليو السبلـ‪ :‬كجهو أف مع القهقرل يتيقن في صيامو سبعة أياـ من سبعة أسابيع‬
‫أنو قد صاـ يوما أداء ‪ ،‬ال إذا لم يقهقر فمن الجائز أنو يقضي مستمرا (نجرم) كقد قاؿ صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم (إذا أمرتم بأمر فاتوا بو ما استطعتم) كإنو أيضا مع القهقرل يصوـ السادس ‪ ،‬كإذا لم يقهقر‬
‫صاـ السابع ‪ ،‬ففي الشهر يبطل عليو يوماف لم يصمهما ‪ ،‬كإذا قهقر لم يبطل عليو شيء من ذلك ‪،‬‬
‫فالقهقرم أقرب إلى تحصيل الواجب؛ إذ التقدـ يحصل لو في الشهر خمسة أياـ ‪ ،‬مع القهقرل كمع‬
‫عدمو ال يحصل لو أربعة ‪ ،‬إال في اثنين كثبلثين يوما ‪ ،‬فهذا كجهو ػ كاهلل أعلم‪( .‬كلفظ األثمار) كالثانى‪:‬‬
‫أف صومو مع القهقرل أكثر منو مع خبلفو ؛ إذ يصوـ مع القهقرل اليوـ السادس ‪ ،‬كمع خبلفو الثامن إف‬
‫تأخر ‪ ،‬أك السابع إف صاـ مثل اليوـ الذم صامو في األسبوع األكؿ (منو باللفظ )‪.‬‬

‫(‪)89/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ المنصور باهلل‪ :‬من أكجب على نفسو صوـ الدىر ‪ ،‬كنول مدة الدنيا‪ ،‬أك ال نية لو كاف نذره باطبل(‪)7‬‬
‫كإف نول مدة عمره(‪ )0‬صاـ حتى يموت(‪ )3‬كعن المرتضى‪ :‬يصوـ أياـ البيض‪ .‬قاؿ القاضي المؤيد‪)4(:‬‬
‫ككاف علي خليل يفتي بذلك‪.‬‬
‫(باب االعتكاؼ)‬
‫االعتكاؼ في اللغة‪ :‬ىو اإلقامة(‪ )5‬كفي الشرع ‪ :‬لبث في المسجد مع شرائط‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كعليو كفارة يمين‪( .‬بياف) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬بقية عمره (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كما أفطر لعذر أك لغير عذر كفر عنو لتعذر قضائو‪( .‬بياف) ككذا رمضاف يكفر عنو (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ىو شيخ المؤيد باهلل ‪ ،‬كىو كالد أبي مضر ‪ ،‬كاسمو شريح‪.‬‬
‫(‪ )5‬قاؿ الشاعر ‪:‬‬
‫تظل الطير عاكفة عليو *** مربعة كآكنة عشارا‬
‫أم‪ :‬مرة تجئ أربعا ‪ ،‬كمرة عشرا ‪ ،‬كقد يراد بو االستدارة ‪ ،‬قاؿ الشاعر ‪:‬‬
‫فهن يعكفن عليو إذ حجا *** عكف النبيط يلعبوف الفنزجا‬
‫كالفنزج لعبة للنبيط ‪ ،‬كىم قوـ من العجم يأخذ كل كاحد منهم بيد صاحبو ‪ ،‬ثم يستديركف راقصين‪.‬‬
‫(شرح بحر) (*) كالفنزج ضبطو في القاموس بالفاء كالنوف ‪ ،‬كزام ‪ ،‬كجيم (قاموس)‪ )*( .‬صدره ‪:‬‬
‫يتبعن ذياال موشا مبرجا‪ .‬كبعده يرتض األرطى كحقف أعوجا‪..‬‬
‫"مبرجا" أم ‪ :‬تيتختر في مشيتو‪ .‬كقبل البيتين ‪:‬‬
‫ككل عين تزجي مخرجا***كأنو مسركؿ اندرجا‬
‫في نفحات من بياض نعجا***كما رأيت في المؤل البردجا‬
‫البردج ‪ :‬السخاؿ كلدىا ‪ ،‬كأنو التبس سراكيل لسواد قوائمو ‪ ،‬كاألندرج ‪ :‬جلود سود‪.‬‬
‫(‪)92/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كاألصل فيو من الكتاب قولو تعالى‪{ :‬كأنتم عاكفوف في المساجد} كمن السنة أنو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم كاف يعتكف العشر األكاخر من رمضاف‪ .‬كفي الحديث (من اعتكف فواؽ ناقة فكأنما أعتق‬
‫نسمة)(‪ .)7‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬الفواؽ‪)0( :‬قدر ما يرجع الحليب في الضرع بعد الحلب(‪.)3‬‬
‫(شركطو (‪ ))4‬أم‪ :‬شركط صحتو أربعة(‪ )5‬األكؿ‪( :‬النية)ألف الوقوؼ قد يكوف عادة ‪ ،‬كقد يكوف عبادة‬
‫‪ ،‬فبل يتميز للعبادة إال بنية‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كيجب التبييت(‪ )6‬ىنا(‪)7‬إجماعا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬من كلد إسماعيل عليو السبلـ ؛ ألنهم أفضل الناس‪.‬‬
‫(‪ )0‬بالفتح للفاء كالضم ‪ ،‬بعده ىمزة‪( .‬قاموس)‪.‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ في القاموس ‪ :‬قدر ما بين الحلبتين من الوقت ‪ ،‬أك ما بين فتح يدؾ كقبضها على الضرع‪،‬‬
‫كقاؿ في نجم الدين الصغير‪ :‬الفواؽ ما بين الحلبتين من الوقت؛ ألنها تحلب ‪ ،‬ثم تترؾ ساعة يرضعها‬
‫الفصيل لتدر ‪ ،‬ثم تحلب (ذكره في حواشى الكشاؼ)‪.‬‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬أركانو ‪ ،‬كأما شركطو ‪ :‬فالتكليف ‪ ،‬كاإلسبلـ ‪ ،‬كالتمكن (*) االعتكاؼ‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالخامس كونو مقدكرا ‪ ،‬فلو نول باعتكاؼ شهر قد مضى لم يصح ‪ ،‬كعليو كفارة يمين (قرز)‬
‫كسواء كاف عالما بمضيو أـ جاىبل‪( .‬مفتي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬كيجب التبييت في نية االعتكاؼ ال صومو إذا كاف معينا ‪ ،‬فيكفيو أف ينوم الصوـ قبل الغركب ‪،‬‬
‫فلو كاف االعتكاؼ متصبل ليبل كنهارا كفت نية كاحدة لبلعتكاؼ في أكلو ‪ ،‬كيجدد نية الصوـ في كل‬
‫يوـ‪( .‬حاشية سحولي) كلفظ (البياف) (مسألة ) من اعتكف شهرا أك نحوه بحيث يكوف متصبل ليلو‬
‫كنهاره تكفيو نية كاحدة في أكلو لبلعتكاؼ ‪ ،‬كينول الصياـ لكل يوـ ‪ ،‬كحيث يكوف النهار دكف الليل ال‬
‫بد من النية كل يوـ‪( .‬بياف) بلفظو (*) لبلعتكاؼ ال للصوـ فكما تقدـ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬لئبل يخلو جزء من النهار عن اإلعتكاؼ ‪ ،‬كىو ال يتبعض‪( .‬بياف)‪.‬‬

‫(‪)97/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬ال يجب إذا كاف النذر معينا ؛ لكن يدخل المسجد قبل طلوع الفجر ‪،‬‬
‫كينوم قبل غركب الشمس(‪ )7‬كالصوـ(‪.)0‬‬
‫(ك) الثاني‪( :‬الصوـ (‪ ))3‬فبل يصح االعتكاؼ إال بصوـ عندنا‪ ،‬كأبي حنيفة‪ ،‬كمالك‪ .‬كقاؿ الشافعي‪)4(:‬‬
‫يصح من دكف صوـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىكذا حكاه في (أصوؿ األحكاـ) عن العترة جميعا ؛ لما ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو‬
‫قاؿ‪( :‬ال اعتكاؼ إال بصوـ) (ركاه في الشفاء ‪ ،‬كنحوه) عن علي عليو السبلـ‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‪.‬‬
‫(‪ )0‬يقاؿ‪ :‬إنما جاز في الصوـ لحديث العوالي ‪ ،‬كأيضا فالصوـ فيو تابع ‪ ،‬كالقصد المتبوع‪( .‬حاشية في‬
‫الزىور)‬
‫(‪ )3‬كلو أف يصوـ االعتكاؼ عن أم صوـ شاء‪( .‬تذكره كنجرل كراكع) حيث كاف االعتكاؼ نفبل ال‬
‫فرضا‪( .‬مذاكرة) (*)كيلزمو الصوـ في إيجاب االعتكاؼ ‪ ،‬فبل يجزئ اعتكاؼ العيدين كأياـ التشريق ‪،‬‬
‫فمن أكجبها قضاىا (قرز)‪ )*( .‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال اعتكاؼ إال بصوـ)‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )4‬كأحمد بن الحسين ‪ ،‬كإسحاؽ ‪ ،‬كالحسن ‪ ،‬كابن مسعود‪)*( .‬خبلفهم إذا كاف تطوعا ‪ ،‬كأما إذا كاف‬
‫فرضا فبل بد من الصوـ‪( .‬بحر)‬

‫(‪)90/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثالث‪( :‬اللبث(‪ *)7‬في أم مسجد(‪ ))0‬كاف(‪ ،)3‬كقاؿ الزىرم‪ ،‬كاألكزاعي‪ :‬ال يصح إال في‬
‫الجوامع(‪.)4‬‬
‫كقاؿ حذيفة‪ :‬ال يصح إال في المساجد الثبلثة‪.‬‬
‫كقاؿ ابن مسعود‪ :‬ال يصح إال في المسجد الحراـ فقط‪.‬‬
‫كالفرؽ عندنا بين الرجاؿ كالنساء‪ ،‬لكن يكره للشابة(‪ )5‬قاؿ في الشرح‪ :‬كاليكره للعجائز‪ ،‬كفي اللمع‬
‫إشارة إلى أنو يكره للعجائز ؛ لكن في الشواب أشد كراىة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىو ماىية االعتكاؼ ‪ ،‬كفي المسجد شرط‪( .‬سماع) (*) "اللبث" ‪ :‬بفتح البلـ‪..‬‬
‫(‪ ) 0‬كمن نذر باعتكاؼ كلم يجد مسجدا كجب عليو أف يسبل مسجدا بما ال يجحف ‪ ،‬على قولنا‪ :‬إف‬
‫المسجد شرط للصحة ال للوجوب‪( .‬شامي) (قرز) (*)كيجزئ على سطحو؛ إذ ىو مسجد ال في جدار‬
‫المسجد ‪ ،‬ما لم يكن مسببل (قرز) (*)كمن نذر باعتكاؼ في مسجد معين فقاؿ المنصور باهلل‪ ،‬كأبو‬
‫مضر ‪ :‬يتعين‪ .‬كقيل‪ :‬ال يتعين‪( .‬بياف بلفظو) (*)كال يصح النذر باالعتكاؼ في غير مسجد ‪ ،‬كقيل‪ :‬بل‬
‫يصح ‪ ،‬كيعتكف في المسجد (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬اشتراط المسجد معلوـ من فعلو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪ ،‬كقولو تعالى‪{ :‬كأنتم عاكفوف في‬
‫المساجد} كيصح االعتكاؼ في كل مسجد ؛ لعموـ اآلية ‪ ،‬عن العترة جميعا ‪ ،‬كالشافعي‪( .‬ضياء ذكم‬
‫األبصار)‬
‫(‪ )4‬التي يصلى فيها جماعة‪.‬‬
‫(‪ )5‬حيث كاف المسجد مدخوال للرجاؿ (قرز)‪.‬‬

‫(‪)93/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كأبو طالب‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬إف المرأة تعتكف في مسجد دارىا(‪( )7‬أك) يلبث المعتكف‬
‫في (مسجدين(‪ ))0‬في أحدىما بعض اليوـ‪ ،‬كفي الثاني بعضو فإنو يصح إذا كانا (متقاربين(‪ ))3‬قاؿ‬
‫عليو السبلـ‪ :‬كحد التقارب إال يكوف بينهما ما يتسع(‪)4‬للرجل(‪ )5‬قائما؛ ألنو إذا كاف بينهما ذلك أك‬
‫أكثر منو استلزـ فساد االعتكاؼ بالخركج إلى الثاني ال لحاجة سول الوقوؼ فيو (كأقلو يوـ(‪))6‬‬
‫فيدخل المسجد قبل الفجر‪ ،‬كيخرج منو بعد الغركب‪ ،‬كال يصح االعتكاؼ دكف(‪ )7‬يوـ عندنا(‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بالفتح ‪ ،‬كىو المكاف الذم تصلى فيو ‪ ،‬كال يصح في غيره‪( .‬تقرير) كذكره ابن الصبلح ‪ ،‬كىو في‬
‫الصحاح‪.‬‬
‫(‪ )0‬بناء على أف الجدار مسببل‪(.‬قرز)‬
‫(‪ )3‬حيث ال يخرج من األكؿ إال كقد دخل في الثاني بعضو ‪ ،‬يعني‪ : :‬أكثره‪( .‬عامر) كقيل‪ :‬بكل بدنو‪.‬‬
‫(بياف) كلفظ (البياف) (مسألة) كإذا خرج من المسجد بكل بدنو ال لعذر فسد اعتكافو كلو لحظة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬فعلى ىذا ال بد أف يكوف الجدار الذم بينهما مسببل ‪ ،‬كإف كاف لكل كاحد منهما جدار فبل بد أف‬
‫يكوف كل كاحد منهما مسببل ‪ ،‬بشرط أف ال يكوف بينهما متسع يتسع المعتكف‪( .‬أفاده سيدنا عبداهلل‬
‫حسين دالمة رحمو اهلل)‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬المتوسط [قوم] ‪ ،‬كقيل‪ :‬المعتكف كىذا بناء على أف جدار المسجد الذم ىو فيو كالثانى‬
‫مسببلف ‪ ،‬كإال كاف أكثر مما يسع الرجل‪( .‬مفتي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬فإذا نذر باعتكاؼ يوـ كنصف لزمو يوماف كليلتاف ‪ ،‬ككذا الصبلة إذا نذر بركعة لزمو ركعتاف‪( .‬بحر)‬
‫(قرز) ككذا لو نذر باعتكاؼ نصف يوـ‪( .‬مفتي) كقد تقدـ في الصوـ لو نذر بصوـ نصف يوـ لم ينعقد‬
‫‪ ،‬فينظر في الفرؽ ‪ ،‬كلعل اإلعتكاؼ كالركعة ‪ ،‬إذ يلزـ مما ال يتم الواجب إال بو كما يأتي في كتاب‬
‫اإليماف في النذر في الحاشية التي على قولو‪( :‬جنسو كاجب)‪.‬‬
‫(‪ )7‬ألنو ال يتبعض ‪ ،‬بخبلؼ الليل فيتبعض ‪ ،‬فإف قاؿ ‪ :‬يوـ كعشر ليلة أك نحوه صح ؛ ألف الليل‬
‫يتبعض‪( .‬حثيث) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )8‬خبلؼ الشافعي‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يصح قدر ما يطمئن ؛ لظاىر الحديث ‪ ،‬كفي ركاية كلو عابرا‪( .‬بحر)‬
‫(‪)94/4‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ ،‬كأبي حنيفة‪.‬‬
‫(ك) الرابع‪( :‬ترؾ الوطء(‪ ))7‬للنساء(‪ )0‬كغيرىن(‪ ، )3‬كما في حكمو من اإلمناء لشهوة في اليقظة‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي (‪)4(:‬كإذا كاف االعتكاؼ كاجبا كجامع في الليل كجب أف يعيد يوما(‪ )5‬كليلة ؛ ألف‬
‫االعتكاؼ ال يصح إال بصوـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقولو تعالى‪{ :‬كال تباشركىن كأنتم عاكفوف في المساجد} كالنهي يدؿ على فساد المنهي عنو‪.‬‬
‫(‪ )0‬الحرائر‪.‬‬
‫(‪ )3‬اإلماء‪.‬‬
‫(‪ )4‬قاؿ الفقيو يوسف نخ‪.‬‬
‫(‪ )5‬حيث تقدـ اليوـ ‪ ،‬كإال فبل معنى لئلعادة‪(.‬قرز)‪ .‬كإف تقدـ الليل ‪ ،‬ثم النهار ‪ ،‬ثم كطئ في الليلة‬
‫الثانية لم يبطل إال ىي ‪ ،‬فيعتكف اليوـ كالليلة التي بعده‪( .‬قرز)‬

‫(‪)95/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قيل‪ :‬ككذا لو جامع نهارا بطل ذلك اليوـ كالليلة التي قبلو(‪( )7‬كاألياـ في نذره تتبع(‪ )0‬الليالى ) أم‪:‬‬
‫لو قاؿ ‪ :‬هلل علي أف أعتكف ليلتين لزمو يوماف كليلتاف ‪ ،‬فيدخل اليوماف تبعا لليلتين(‪( )3‬ك) كذا في‬
‫(العكس) كىوأف ينذر باعتكاؼ يومين فإف الليلتين تدخبلف تبعا لليومين ‪ ،‬فيلزمو ليلتاف مع اليومين(‪)4‬‬
‫(إال الفرد(‪ ))5‬فإف اليوـ ال تدخل فيو الليلة‪ ،‬ككذا الليلة ال يدخل فيها اليوـ‪ ،‬فلو نذر باعتكاؼ يوـ لزمو‬
‫من الفجر إلى الغركب‪ ،‬كلو نذر باعتكاؼ ليلة لم يصح نذره(‪ )6‬ألف من شرطو الصوـ ‪ ،‬كال صوـ في‬
‫الليل (كيصح استثناء(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إذا لم يكن قبلها يوـ يبنى عليو االعتكاؼ‪( .‬بياف) (*) إذ ال يصح الليل إال مع يوـ قبلو‪ .‬كىل‬
‫يجب اعتكاؼ النهار مع الليل ‪ ،‬أـ الصوـ فقط ? ينظر‪ .‬قيل‪ :‬ال بد من االعتكاؼ فيو ‪ ،‬كذكر معناه في‬
‫(البياف) (قرز)‪ .‬كقيل‪ :‬ال يجب عليو االعتكاؼ‪.‬‬
‫(‪ )0‬مسألة) من نذر باعتكاؼ عشرين ‪ ،‬يوما كعشرين ليلة لزمو أربعوف يوما بليالها ‪ ،‬إال أف يريد ليالى‬
‫األياـ لم يلزمو إالعشركف يوما بلياليها فقط‪( .‬بياف) (قرز) (*)كالوجو في ذلك أف العرب تعبر باألياـ عن‬
‫الليالى كبأحدىما عنهما ‪ ،‬كمنو قولو تعالى‪( :‬ثبلثة أياـ إال رمزا) ‪ ،‬كقاؿ في موضع آخر‪( :‬ثبلث لياؿ‬
‫سويا) كالقصة كاحدة‪( .‬صعيترم) كاليوماف مقيساف على الثبلث؛ لما قاما مقاـ الثبلث في الحجب‬
‫كاإلسقاط ‪ ،‬كأقل الجمع على قوؿ المؤيد باهلل‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك يقدـ أيهما شاء إما األياـ أك الليالي‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬كيبتدم بأيهما شاء ‪ ،‬إما باليوـ ‪ ،‬أك بالليلة‪( .‬كواكب معنى) كفي (الزىور) يقدـ الليلة ؛ إذ ليلة كل‬
‫يوـ قبلو‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )5‬للعرؼ كقيل‪ :‬لعدـ الدليل‪.‬‬
‫(‪ )6‬كال كفارة عليو‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬لفظا أك نية في غير المنصوص ‪ ،‬ك"لفظ" قيد‪( .‬قرز) فبل يكفي النية في المنصوص‪( .‬قرز)‪.‬‬

‫(*)كسواء استثنى باللفظ أك بالنية‪ ،‬كقاؿ أبو حنيفة ‪ ،‬كأبي الفوارس ‪ :‬ال يصح االستثناء إال باللفظ ‪ ،‬ذكر‬
‫معناه في (الهداية) إال في عدد منصوص ‪ ،‬فبل يصح االستثناء إال باللفظ ‪ ،‬ككبلـ أىل المذىب مطلق ‪،‬‬
‫مقيد بما سيأتي في األيماف ‪ ،‬في قولو ‪" :‬فصل كيحنث المطلق" إلخ‪ .‬كلفظ حاشية ‪ :‬لفظا أك نية ‪ ،‬إال‬
‫في عدد إلخ‬

‫(‪)96/4‬‬

‫_____________________________‬

‫جميع(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أما لو قاؿ‪ :‬علي هلل أف اعتكف ثبلثين ليلة إال عشرين ليلة إال عشرة أياـ ? الجواب ‪ :‬أنو يلزمو‬
‫عشرة أياـ بليالها ‪ ،‬كعشرة أياـ من دكف لياليها ‪ ،‬كيحتمل أف يقسم االستثناء بين العشرة األياـ بالليالى ‪،‬‬
‫كبين العشرين من دكف لياؿ ‪ ،‬فيجب عليو ستة عشر يوما من دكف لياؿ (‪ )7‬كأربعة أياـ بلياليها(‪.)0‬‬
‫(ذيباج) كالمختار(‪ )3‬أانو يلزمو عشركف يوما بلياليها ؛ ألف االستثناء من النفي إثبات ‪ ،‬كما يأتي ‪ ،‬كيلزمو‬
‫عشرة أياـ من غير لياؿ (‪ )7‬كلعل الوجو أنك تجمع المستثنى األكؿ كىو العشركف ‪ ،‬كالمستثنى منو‬
‫كىو الثبلثوف ‪ ،‬كتقسم العشرة األياـ على الخمسين ‪ ،‬فتحط عن العشرة األياـ بلياليها بحسب نسبة‬
‫المثبت ‪ ،‬كىو الثبلثوف من المجتمع كىو الخمسوف ‪ ،‬كنسبتو ثبلثة أخماس‪ ،‬فتسقط من العشرة األياـ‬
‫بالليالى ستة أياـ ‪ ،‬كيبقى أربعة أياـ بلياليها ‪ ،‬كيسقط من المستثنى كىو العشركف بحسب نسبتو من‬
‫المجموع كىو الخمسوف ‪ ،‬كنسبتو خمساف ‪ ،‬فتحط من العشرين خمسي العشرة أربعة أياـ ‪ ،‬كيبقى ستة‬
‫عشر يوما من دكف لياؿ ػ كاهلل أعلم (‪ .‬سيدنا حسن الشبيبي رحمو اهلل) (قرز)‪[ .‬لم يظهر كجو االحتماؿ‬
‫؛ ألنو لم يدؿ عليو مفهوما كال منطوقا ‪ ،‬كالظاىر ما ذكر أكال من أنو يلزمو عشرة أياـ بلياليها لؤلستثناء‬
‫األكؿ ‪ ،‬ثم استثنى من العشرين المخرجة من المخرج األكؿ ‪ ،‬نظير قولك‪ :‬علي لو ثبلثوف درىما إال‬
‫عشرين درىما إال عشرة ‪ ،‬فهذا أثبت عليو عشرين درىما‪( .‬سيدنا إسحق بن يوسف)] (‪ )0‬ألف‬
‫االستثناء ال يكوف من النفي إثبات إال إذا كاف من جنس المستثنى منو ‪ ،‬كىذا ليس من جنسو كال من‬
‫لفظو ‪ ،‬فاحتمل أف يكوف قولو ‪ :‬إال عشرة أياـ كما األصل ‪ ،‬كىو "الثبلثين" ‪ ،‬أك من المستثنى كىو‬
‫"العشرين" ‪ ،‬فتقسم كما ترل‪ )3( .‬كلعل كجو كبلـ الديباج كاهلل أعلم ػ فيمن قاؿ ‪ :‬علي اعتكاؼ ثبلثين‬
‫ليلة إال عشرين ليلة ‪ ،‬إال عشرة أياـ ػ إلى أف قاؿ ‪ :‬يجب عليو ستة عشر يوما مجردة من الليالي ‪ ،‬كأربعة‬
‫أياـ بلياليها أف يقوؿ ‪ :‬لما استثنى عشرة أياـ بلياليها ‪ ،‬فتقسطها على قدر ما عليو قبل االستثناء ‪ ،‬كىو‬
‫عشركف يوما مجردة ‪ ،‬كعشرة أياـ بلياليها فتعطي العشرين ست لياؿ كثلثي ليلة ‪ ،‬يسقطها من الليالي‬
‫تبقى عليو حصة العشرة األياـ بالليالي ‪ ،‬كذلك ثبلث ليالي بأيامها كثلث ‪ ،‬كقد قالوا ‪ :‬من أكجب على‬
‫نفسو صياـ يوـ كثلث كفي يومين ‪ ،‬فحينئذ يجب عليو ىنا توفية الثبلث كالثلث بثلثي ليلة ‪ ،‬يصح عليو‬
‫أربعة أياـ بلياليها ‪ ،‬كست عشر يوما مجردة عن الليالي‪( .‬من خط سيدنا زيد بن عبداهلل األكوع رحمو‬
‫اهلل)‪ )*( .‬لفظا أك نية ‪ ،‬إال في عدد منصوص(‪ )7‬كال فرؽ ىنا كفيما يأتي في األيماف (‪ )7‬كأف يذكر‬
‫األياـ كالليالي لم يصح األستثناء بالنية ألنو استثناء من عدد منصوص‪( .‬قرز)‪)*( .‬كاالستثناء من اإلثبات‬
‫نفي ‪ ،‬كمن النفي إثبات‪.‬‬

‫(‪)97/4‬‬

‫_____________________________‬

‫الليالى من األياـ) نحو أف يقوؿ‪ :‬هلل علي اعتكاؼ ثبلثين يوما إال ثبلثين ليلة فإف ىذا يصح ‪ ،‬كتلزمو‬
‫األياـ دكف االستثناء(‪( )7‬ال العكس) كىو أف يستثنى جميع األياـ من الليالى‪ ،‬نحو أف يقوؿ‪ :‬هلل علي‬
‫اعتكاؼ ثبلثين ليلة إال ثبلثين يوما ‪ ،‬فإف ىذا االستثناء ال يصح ؛ ألف االعتكاؼ إنما يصح مع الصوـ ‪،‬‬
‫فإذا استثنى جميع األياـ لم يبق ما يصح صومو فيبطل االستثناء(‪ )0‬؛ ألف االستثناء المستغرؽ ال يصح‪،‬‬
‫كقاؿ الكرخي‪ :‬بل يصح(‪ )3‬االستثناء ‪ ،‬كيبطل النذر ‪ ،‬كمثلو عن المنصور باهلل ‪ ،‬كاألحكاـ (إال) أف‬
‫يستثنى (البعض)في ىذه الصورة األخيرة فإنو يصح ‪ ،‬نحو ‪ :‬أف ينذر بعشرين ليلة إال عشره أياـ(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في نسخة (كتلزمو األياـ دكف الليالي)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيصح نذره‪ )*( .‬كيجب صوـ الثبلثين كأعتكافها بلياليها‪( .‬قرز) اعتبارا يالملفوظ بو‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالمذىب أنو يبطل من االستثناء ما كاف مستغرقا للمقصود ‪ ،‬سواء كاف ملفوظا بو أـ ال ‪ ،‬كعن‬
‫المنصور باهلل ‪ ،‬كاألحكاـ ‪ ،‬كالكرخي ‪ :‬ما كاف مستغرقا للملفوظ بو ‪ ،‬سواء كاف مقصودا أـ ال ‪،‬‬
‫كالمستثنى على أربعة أطراؼ ػ األكؿ ‪ :‬أف يقوؿ ‪ :‬علي هلل أف اعتكف ثبلثين يوما إال ثبلثين يوما ‪ ،‬فهذا‬
‫االستثناء ال يصح عند أبي طالب‪ ،‬كالكرخي‪ .‬الثاني ‪ :‬أف يقوؿ ‪ :‬علي هلل أف أعتكف ثبلثين يوما إال‬
‫ثبلثين ليلة ‪ ،‬فهذا يصح عند أبي طالب؛ ألنو لم يستغرؽ المقصود ‪ ،‬كيصح عند الكرخي ؛ ألنو لم‬
‫يستغرؽ الملفوظ بو‪ .‬الثالث ‪ :‬أف يقوؿ ‪ :‬علي هلل أف أعتكف ثبلثين ليلة إال ثبلثين يوما ‪ ،‬فهذا ال يصح‬
‫عند أبي طالب؛ ألنو استغرؽ المقصود ‪[ ،‬كيلزمو األياـ مع الليالي ] كيصح عند الكرخي ‪ ،‬كيبطل النذر‬
‫؛ ألنو لم يستغرؽ الملفوظ بو‪ .‬الرابع ‪ :‬أف يقوؿ ‪ :‬علي هلل أف أعتكف ثبلثين ليلة إال ثبلثين ليلة ‪ ،‬فهذا‬
‫يصح عند أبي طالب ؛ ألنو لم يستغرؽ المقصود ‪ ،‬كال يصح عند الكرخي ؛ ألنو استغرؽ الملفوظ بو‪.‬‬
‫(شرح أثمار) (*) اعتبارا بالملفوظ بو‬
‫(‪ )4‬متوالية‪.‬‬

‫(‪)98/4‬‬

‫_____________________________‬

‫فإف ىذا االستثناء يصح ‪ ،‬كيبقى عليو اعتكاؼ عشرة أياـ بلياليها (ك) يجب أف (يتابع) (‪ )7‬أياـ‬
‫االعتكاؼ(‪( )0‬من نذر) أف يعتكف(شهرا (‪ ))3‬فيعتكف ثبلثين يوما بلياليها متوالية (كنحوه) أم ‪ :‬نحو‬
‫الشهر ‪ ،‬كىو األسبوع ‪ ،‬كالسنة(‪ )4‬فمن أكجب أسبوعا أك سنة لزمو(‪ )5‬ذلك متتابعا‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد سليماف ‪ :‬إال أف يستثني الليالي سقط كجوب التتابع‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف نول التفريق لم يجب التتابع‪( .‬كواكب) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف لم يتابع أثم كأجزأ؛ إال أف ينوم التتابع استأنف إف فرؽ إال لعذر‪ .‬كالوجو في لزكـ المتابعة أف‬
‫الليالي رابطة ىنا دكف الصياـ‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )3‬بخبلؼ ما تقدـ في نذر الصياـ ‪ ،‬كإنمافرؽ بين الصوـ كاالعتكاؼ ػ كإف كاف الشهر في الفرؽ‬
‫عبارة عن ثبلثين يوما كثبلثين ليلة على سبيل التوالى ػ أف الليالى ال تدخل في الصوـ ‪ ،‬فإذا لم تدخل‬
‫فقد حصل التفريق‪ ،‬كىي تدخل في االعتكاؼ ‪ ،‬فلم يحصل منو تفريق ‪ ،‬ككذلك األسبوع يطلق عليو‬
‫اإلسم مع التوالى ‪ ،‬بخبلؼ العشر كنحوىا فإف االسم يطلق عليها ‪ ،‬سواء تتابعت أك تفرقت‪( .‬بياف معنى‬
‫)‬
‫(‪ )4‬كضابطو ‪ :‬أف ما كاف لو طرفاف يكشفإنو كاألسبوع ‪ ،‬كالسنة ‪ ،‬كالشهر فإنو يجب التتابع إال أف ينوم‬
‫التفريق‪( .‬بستاف) إال العشر كنحوىا فبل يجب التتابع [فيها‪( .‬قرز) ما لم ينوم التتابع أك لفظ‪( .‬قرز) ]‬
‫(‪ )5‬بخبلؼ العشرة األياـ فبل يلزمو التتابع إال مع النية‪ ،‬كذلك لعدـ الخاص‪( .‬كواكب) ألنو كجب‬
‫حيث كجبت المتابعة بالنية ‪ ،‬ال فيما كجب بغير نية التتابع ‪ ،‬كالمعين كنحوه‪( .‬رياض) (*) كحيث كجب‬
‫التتابع إذا فرؽ لغير عذر أثم كأجزأ ‪ ،‬إال حيث أكجب التتابع بالنية أك باللفظ فبل يجزئو‪.‬‬
‫(كواكب)[لفظا] (قرز)‪.‬‬

‫(‪)99/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬إنو ال يسقط ؛ ألف المتابعة قد كجبت في األصل بنفس اللفظ‪ ،‬فإذا‬
‫أخرجت الليالى بقى الواجب(‪*)7‬األخر (كمطلق(‪ )0‬التعريف(‪ )3‬للعموـ) أم‪ :‬إذا نول(‪ )4‬اعتكاؼ‬
‫الجمعة(‪ )5‬مثبل ‪ ،‬كلم يقصد جمعة معهودة(‪ )6‬قد تقدـ لها ذكر(‪ )7‬لزمو اعتكاؼ كل جمعة ‪ ،‬فإف‬
‫قصد العهد نحو أف يقاؿ ‪ :‬إف آخر جمعة في رمضاف فيها فضل فيقوؿ‪ :‬هلل علي أف اعتكف الجمعة(‪)8‬‬
‫كمراده تلك الجمعة لم يلزمو إال ىي(‪( )9‬كيجب قضاء معين(‪)72‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لكن يقاؿ‪ :‬ال نحكم بحكم اللفظ إال بعد تماـ ما يقتضيه (حاشية زىور)(*) إال أف ينوم التفريق لم‬
‫يجب التتابع‪( .‬كواكب) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬كاللفظ المعرؼ للعموـ‪( .‬قرز) (*)أم‪ :‬كاللفظ المعرؼ بقيد العموـ ؛ ليفرؽ بينو كبين المتقدـ‬
‫في غالبا ‪ ،‬كال تكرار ؛ ألف ىناؾ قاؿ ‪ :‬أف أصوـ جمعة ‪ ،‬أك خميسا ‪ ،‬كأما ىنا فهو قاؿ ‪ :‬الجمعة بأؿ‬
‫التعريف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬ألف التعريف إذا أطلق في اسم الجنس أفاد العموـ ؛ ألف اللفظ يقتضي أنو للعهد‪.‬‬
‫(‪ )4‬أم‪ :‬نذر ؛ ألف النية مجردىا ال تفيد الوجوب‪.‬‬
‫(‪ )5‬فإف فاتت الجمعة المعينة قضاىا في أم كقت شاء ‪ ،‬لكن يستحب أف يقضيها في جمعة أخرل ‪،‬‬
‫ذكره الهادم عليو السبلـ‪ .‬فقيل‪ :‬يؤخذ من ىذا أف القضاء على التراخي ‪ ،‬كقيل‪ :‬إف تراخى لغرض‬
‫أفضل جاز‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )6‬أك معينة كقصده بذلك التنكير فجمعة فقط (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كاألكلى أف يقاؿ ‪ :‬معينة بقصده ‪ ،‬كال حاجة إلى قولو ‪ :‬تقدـ لها ؛ ألف تقدـ الذكر ليس بشرط‪.‬‬
‫(بياف معنى) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )8‬أما اإلرادة فبل فرؽ بين أف يتقدـ لها ذكر أـ ال ؛ ألف اإلرادة مخصصة ‪ ،‬كإنماتظهر فائدة تقدـ‬
‫الذكر ‪ ،‬ككونو صارفا عن العموـ حيث ال نية‪ .‬فينظر‪( .‬بستاف) كنظره في (الغيث) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )9‬ككذا لو نول جمعة منكرة فلو نيتو ‪ ،‬كلو جاء بها معرفو‪( .‬بياف) (*)مستمرا‪( .‬بستاف) كالمقرر أنو ال‬
‫يلزـ إال تلك الجمعة فقط مرة كاحدة‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )72‬مسألة) من نذر بصوـ يوـ معين أك شهر معين ثم مات قبل أف يصلو فبل شيء (‪)7‬عليو ‪ ،‬كقاؿ‬
‫األستاذ‪ :‬يلزمو اإليصاء بالكفارة ‪ ،‬ككذا حيث يكوف النذر في الذمة كمات قبل مضي شيء منو ‪ ،‬كإف‬
‫مات بعد مضيو أك بعضو لزمو اإليصاء بالكفارة [كفارة صوـ‪( .‬قرز)] عما مضى منو‪( .‬بياف بلفظو)‬
‫كظاىره سواء تمكن من فعلو أـ ال ‪ ،‬بأف يكوف مريضا أك نحوه ‪ ،‬كفي (حاشية سحولي) على قولو كمتى‬
‫تعذر أكصى عن نحو الحج … إلخ بعد التمكن(‪ )7‬قيل‪ :‬كعليو كفارة يمين كقيل‪ :‬ال شيء عليو‬
‫(رياض)‪.‬‬

‫(‪)722/4‬‬

‫_____________________________‬

‫فات(‪ ))7‬أم‪ :‬إذا نذر اعتكاؼ يوـ أك شهر معين ‪ ،‬نحو شهر رجب ‪ ،‬أك نذر باعتكاؼ غد مثبل ‪ ،‬ثم‬
‫فات عليو ذلك المعين ‪ ،‬كلم يعتكفو لزمو القضاء ‪ ،‬كىكذا إذا أكجب اعتكاؼ رمضاف معين فلم يعتكفو‬
‫فإنو يقضيو‬
‫قاؿ الشيخ عطية‪ ،‬كالفقيو يحيى البحيبح ‪ ،‬كأبو يوسف ‪ :‬كلو في رمضاف المستقبل‪.‬‬
‫كقاؿ في الكافي‪ ،‬كالوافي(‪ : )0‬ال يصح قضاؤه في شهر قد كجب(‪)3‬صيامو بسبب آخر؛ ألنو ال بد أف‬
‫يفعلو في صوـ غير مستحق(‪ )4‬إذا فات الوقت الذم أكجبو فيو (ك) يجب (اإليصاء(‪)5‬بو (‪ ))6‬أم‪:‬‬
‫بقضاء ما فات (‪( )7‬كىو) أم‪ :‬الفائت تكوف‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بعد إمكانو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كاختاره في (البحر) كقواه (المفتي) ك(عامر) ك(الهبل) ك(حثيث) ك(راكع) ك(السحولي)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلفظ (البياف)‪( :‬مسألة) من أكجب اعتكاؼ رمضاف معين ثم فاتو ػ قضاه بصياـ منفرد لو ‪ ،‬فلو‬
‫قضاه في رمضاف ‪ ،‬أك في صوـ كاجب عليو لم يجزه‪( .‬بياف بلفظو) يعني ‪ :‬فاتو اإلعتكاؼ فقط ‪ ،‬فإف‬
‫فاتو اإلعتكاؼ كالصوـ صح االعتكاؼ في صوـ القضاء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬إال أف يكوف قد فاتو (‪ )7‬رمضاف المنذكر باعتكافو فإنو إذا قضاه معتكفا فيو صح عند الجميع‪.‬‬
‫(صعيترم)‪ .‬كفي (البحر)‪ :‬المذىب‪ ،‬كالشافعي ػ فإف أكجب شهر الصوـ ففاتو فاعتكف في شهر صوـ‬
‫القضاء لم يجزه ؛ إذ ليس (‪ )0‬بشهر الصوـ‪( .‬بلفظو) كقيل‪ :‬كبلـ (البحر) معطوؼ على غير ذلك (‪)7‬‬
‫أم‪ :‬لم يصمو‪ )0(.‬يستقيم حيث لم يفتو اإلعتكاؼ فقط دكف الصوـ فقد فعلو‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالفرؽ بين االعتكاؼ كالحج كالصبلة‪ :‬أف ما كاف ال يصح تأديتو إال في مكاف مخصوص صح‬
‫اإليصاء بو‪ ،‬كاإلستئجار عليو ‪ ،‬كما كاف يصح تأديتو في مكاف غير مخصوص يجب اإليصاء بو ‪ ،‬كال‬
‫يصح اإلستيجار عليو‪( .‬صعيترم)‬
‫(‪ )6‬حيث قد تمكن من فعلو ‪ ،‬ال لو مات عقيب النذر أكصى بكفارة يمين ‪ ،‬كقيل‪ :‬ال شيء عليو‪.‬‬
‫(رياض) (قرز)‪)*( .‬كلعلو يصح االستنابة في االعتكاؼ كالحج لعذر مأيوس (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬ككذا ما في الذمة بشرط أف يمضى كقت يمكن فيو األداء قبل الموت‪.‬‬

‫(‪)727/4‬‬

‫_____________________________‬

‫األجرة عليو تخرج (من الثلث(‪ )* )7‬أم‪ :‬أجرة المعتكف عن الميت‪ ،‬فإف لم يوص لم يجب (ك) يجوز‬
‫(للزكج(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالمختار أنو إف أكصى كىو متمكن من فعل ما نذر بو ‪ ،‬فإف كاف معينا فبل بد من تمكنو منو في‬
‫كقتو‪ ،‬كإال فبل شيء عليو ‪ ،‬كإف كاف النذر مطلقا فإف مضى كقت يمكنو فيو العمل كجبت الوصية‪،‬‬
‫كيكوف من الثلث ‪ ،‬كإف نذر كىو ال يتمكن لزمتو كفارة يمين ؛ ألنو نذر كىو ال يتمكن ‪ ،‬فعرفت الفرؽ‬
‫بين التمكن كاإلمكاف أف التمكن من الفعل شرطو أف يكوف مقدكر العمل ‪ ،‬كإال لزمو الكفارة ‪ ،‬كاإلمكاف‬
‫الذم ىو شرط في اللزكـ أف ينذر بشيء يمكنو فعلو ‪ ،‬كلكن لم يتمكن من فعلو ‪ ،‬كأف ينذر بيوـ‬
‫مستقبل فيموت قبلو ‪ ،‬كلعلو في المطلق مثل ذلك ػ كاهلل أعلم ػ نحو ‪ :‬أف ينذر بيوـ في الذمة ‪ ،‬كىو‬
‫يتمكن من فعلو ‪ ،‬ثم مات قبل مضى يوـ ‪ ،‬ففي ىذا ال يلزمو شيء ‪ ،‬كلعلو يفهم من لفظ الحاشية ‪،‬‬
‫حيث قاؿ ‪ :‬كإف نذر كىو يتمكن الخ‪ .‬فشرط لزكـ الكفارة عدـ القدرة على الفعل حاؿ النذر ػ كاهلل‬
‫أعلم‪( .‬من خط سيدنا حسن رحمو اهلل )‪ )*( .‬األكلى أف يقاؿ ‪ :‬إف كاف لعذر مأيوس (‪ )7‬كلم قد يتمكن‬
‫فمن رأس الماؿ ‪ ،‬كإف كاف قد تمكن فمن الثلث (‪ )7‬كالعذر المأيوس غير مرض الموت ‪ ،‬ال لو فمن‬
‫الثلث ‪ ،‬بل ال شيء عليو إف لم يتمكن‪ .‬يقاؿ ‪ :‬ىو معين كال يشترط التمكن ? كقد ذكر ذلك في‬
‫(حاشية سحولي) بالمعنى ‪ ،‬كلفظها ‪ :‬إال أف تكوف العلة مأيوسة من األصل فمن رأس الماؿ كالصوـ ‪،‬‬
‫كيستأجر لذلك عدال كالحج‪( .‬لفظا) كفيو نظر ‪ ،‬كاألكلى أنها تجب عليو كفارة يمين ؛ ألنو نذر بما ال‬
‫يقدر عليو‪( .‬شامي)‪ )*( .‬كحيث يوجب على نفسو اعتكاؼ كل جمعة كلم يأت ذلك الوقت إال كقد‬
‫ضعف عن الصوـ فلعلو يصح منو االستنابو‪ ،‬كاألجرة من رأس الماؿ ‪ ،‬بخبلؼ من نذر كىو مستعطش‬
‫فعليو كفارة‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىذا مبني على أضعف احتمالين في الزكجة ‪ ،‬كأقواىما في العبد ‪ ،‬كجو ذلك أنو يؤخذ من قولو‪:‬‬
‫"ما لم يأذنا " أف الزكجة لو كانت أكجبت قبل الزكجية أنو يجوز لو المنع ‪ ،‬كليس كذلك ؛ ألف أضعف‬
‫االحتمالين اآلتيين للفقيو حسن ‪ ،‬كجو ذلك‪ :‬أنو يؤخذ من قولو ‪" :‬ما لم يأذنا " أنو يجوز لو منع عبده‬
‫مما أكجبو العبد بغير أذنو ‪ ،‬كال فرؽ بينهما ‪[ ،‬سواء] أكجبو قبل التملك ‪ ،‬أك حاؿ التملك ‪ ،‬فإف للسيد‬
‫المنع لو ؛ ألف لو أف يمنع مما منع منو السيد األكؿ ‪ ،‬فكاف ىذا أقول االحتمالين‪ ،‬كقاؿ في الحج ‪ :‬كال‬
‫تمنع الزكجة [ كالعبد]حتى قاؿ ‪ " :‬إال ما أكجب معو ال بأذنو" كفيو االحتماالف ‪ ،‬كجو ذلك أف قولو ‪:‬‬
‫"ما أكجب معو" يؤخذ منو ما أكجبت الزكجة ‪ ،‬فليس لو المنع من ذلك ‪ ،‬كلذلك كاف أقول االحتمالين‬
‫(‪( )7‬لفظ حاشية)‪ :‬ألف ظاىر ىذا أف للزكج أف يمنع مطلقا ‪ ،‬كلو أكجبا معو ‪ ،‬أك مع غيره ‪ ،‬كىذا‬
‫اإلطبلؽ ال يستقيم في الزكجة ‪ ،‬بل في العبد فقط ؛ لخركجو من ملك إلى ملك ‪ ،‬بخبلؼ الزكجة فهي‬
‫تخرج إلى يد نفسها ‪ ،‬كليس للثاني أف يمنع (قرز) (‪ )7‬يعني‪ : :‬في الزكجة‪ .‬كأضعفهما في العبد ‪ ،‬كجو‬
‫ذلك ‪ :‬أنو يؤخذ من قولو ‪" :‬إال ما أكجب معو" أف السيد ال يجوز لو منع عبده مما أكجبو العبد قبل‬
‫ملك مالكو ‪ ،‬كليس كذلك ‪ ،‬بل لو أف يمنعو مما منع األكؿ ‪ ،‬كلذلك كاف االحتماالف ضعيفين ‪ ،‬كتحقيق‬
‫ىذا في شرح األزىار‪.‬‬

‫(‪)720/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كالسيد أف يمنعا) الزكجة(‪)7‬كالمملوؾ من االعتكاؼ كنحوه(‪ )0‬مما يشغلهما(‪ )3‬من منافع الزكج‬
‫كالسيد‪ ،‬أك يضعفاف(‪ )4‬بو كالصوـ ‪ ،‬كنعني بالمملوؾ الرؽ‪ ،‬كأـ الولد ‪ ،‬كالمدبر ‪ ،‬كأما المكاتب فليس‬
‫لسيده منعو(‪* )5‬كإنما يجوز للزكج كالسيد المنع (ما لم(‪ )6‬يأذنا(‪ ))7‬فإف أذنا لهما بإيجاب اعتكاؼ‬
‫أك نحوه فأكجبا كدخبل(‪ )8‬فيو لم يجز للزكج كالسيد أف يمنعا بعد ذلك ‪ ،‬كأما إذا أكجبا من غير إذف‬
‫الزكج كالسيد فلهما أف يمنعا(‪)9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو مطلقة رجعيا ؛ ألف لو االستمتاع‪.‬‬
‫(‪ )0‬سائر التطوعات غير الواجبة (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال فرؽ (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ال فرؽ (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬ما لم يضعفو عن التكسب فلسيده منعو‪( .‬زىور) (*) فلو أكجب على نفسو ثم رجع في الرؽ فليس‬
‫لسيده منعو‪( .‬حاشية سحولي) كلعلو بناء على أف عوده في الرؽ نقض من حينو ‪ ،‬كالمختار أنو نقض من‬
‫أصلو فيكوف لو المنع‪( .‬لمعة) (*)كإف رجع في الرؽ‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬اإلماـ يحيى ‪ :‬كليس للزكج المنع بعد اإلذف بالتطوع ؛ إذ قد أسقط حقو‪( .‬الشافعي) أذف صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم لعائشة ‪ ،‬ثم منع بعد الدخوؿ فيو ? قلت‪ :‬كىو قوم‪( .‬بحر)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كال ينفع أذف أحد الشريكين في العبد إال أف يكوف في نوبتو‪( .‬لمعة) ما لم يضر باآلخر ‪ ،‬فإف ضر‬
‫فلو المنع‪( .‬لمعة) (*)فلو كانت األمة مزكجة فبل بد من أذف الزكج كالسيد ‪ ،‬فإف أذف أحدىما كاف‬
‫لآلخر المنع (قرز)ككذا الموصى بخدمتو ‪ ،‬كأما الموقوؼ فبأذف الموقوؼ عليو ‪ ،‬كاألذف كالمنع يكوف‬
‫لصاحب الخدمة دكف صاحب الرقبة‪( .‬حاشية سحولي) [(حثيث) نخ](*)كأما إذا أذف بإيجاب مطلق ‪،‬‬
‫كال عين ‪ ،‬كال كقت بمدة معلومة فليس لهما إال أقل ما يصح ‪ ،‬كىو يوـ السول (ذكره في حاشية‬
‫الزىور)‪.‬‬
‫(‪ )8‬أك لم يدخبل ؛ ألف الواجبات على الفور ‪ ،‬كالعبرة بمذىب العبد‪.‬‬
‫(‪ )9‬فإف فعبل لم ينعقد مع المنع ‪ ،‬كأف ال يمنعاف انعقد ‪ ،‬كإف كانا آثمين ‪ ،‬بل ال يجزئهما الصوـ كإف‬
‫لم يمنعا ‪ ،‬كما يأتي على قولو في الحج ‪" :‬إف نسى أك اضطر" الخ‪( .‬سيدنا حسن) (قرز)‪.‬‬

‫(‪)723/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(فيبقى ما قد أكجب في الذمة) أم‪ :‬يبقى في ذمة الزكجة حتى تخرج من الزكجية‪ ،‬أك يحصل لها أذف‪،‬‬
‫كفي ذمة المملوؾ حتى يعتق أك يحصل لو(‪ )7‬أذف (ك) يجوز للزكج كالسيد إذا أذنا (أف يرجعا(‪ ))0‬عن‬
‫ذلك األذف (قبل) أف يقع (اإليجاب(‪ ))3‬من الزكجة كالمملوؾ‪ ،‬فأما بعد كقوع اإليجاب فبل رجوع ‪ ،‬أما‬
‫إذا أذنا لهما بإيجاب كقت معين فبل إشكاؿ أنو ال تأثير لرجوعو بعد أف أكجباه ‪ ،‬كلو كاف أذف لهما‬
‫بإيجابو دكف فعلو ‪ ،‬كإف كاف غير معين فليس لو أف يمنعهما من فعلو بعد أف أكجباه عند من جعل‬
‫الواجبات على الفور ‪ ،‬ذكره الفقيو علي(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف فعبل لم يصح‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كلو رجع السيد كالزكج ‪ ،‬كجهلت الزكجة كالعبد ذلك فأكجبا فبل حكم للجهل ‪ ،‬كبقي في الذمة‪.‬‬
‫(حاشية سحولي)‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإف كقع اإليجاب كالمنع في حالة كاحدة فلعلو يقاؿ‪ :‬إف المنع أكلى (ظاىر األزىار) يقتضي ترجيح‬
‫اإليجاب ‪ ،‬فإف التبس ؛ قاؿ في حاشية ‪ :‬يرجح اإليجاب‪( .‬حاشية سحولي) كقيل‪ :‬يرجح الرجوع‪.‬‬
‫(شامي) كإف علم ثم التبس رجح اإليجاب (*) فأما لو أذف بإيجاب ثبلثين يوما ‪ ،‬كأطلق فأكجباىا متتابعة‬
‫? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فاألقرب أنو لو المنع من المواالة ؛ ألنها صفة زائدة على ما أذف لو‪( .‬غيث) كما‬
‫قالوا‪ :‬إذا ككل بالطبلؽ لم يكن للوكيل أف يخالع؛ ألف ذلك صفة زائدة‪( .‬زىور بلفظو) المذىب أف ليس‬
‫لو المنع ؛ ألف الواجبات على الفور‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالعبرة بمذىب العبد ‪ ،‬فإف تشاجرا عمل على المرافعة كالحكم (قرز) (*) بل ال فرؽ ‪ ،‬كلو كاف‬
‫مذىبو التراخي ‪ ،‬كقولو في (األزىار) ‪" :‬كال تمنع الزكجة كالعبد" الخ يفيده (قرز)‪( .‬مسألة) لو زاد‬
‫المعتكف على الثبلث في الوضوء بطل اعتكافو إذا كاف يعلم ذلك غير ساه ‪ ،‬ككذا إذا كاف للمسجد‬
‫باباف ‪ ،‬فدخل من البعيد بطل اعتكافو ‪ ،‬ذكره بعض الناصرية‪( .‬حاشية حفيظ) (قرز) كالظاىر أنو يعفى‬
‫عنو ‪ ،‬كلعلو يفهمو (األزىار) بقولو‪" :‬حسب المعتاد"‪( .‬شامي)‬

‫(‪)724/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو المذىب ‪ ،‬كلهذا أطلقنا في األزىار أف ليس لو الرجوع بعد اإليجاب ‪،‬‬
‫أم‪ :‬سواء أذف بمعين أـ بغير معين(‪.)7‬‬
‫[مفسدات االعتكاؼ ]فصل‬
‫(كيفسده) ثبلثة أمور(‪ )0‬أحدىا (الوطء‪ ،‬أكاإلمناء كما مر) تفصيلو في باب الصوـ(‪ )3‬كسواء كقع في‬
‫النهار أـ في الليل إذا كاف معتكفا بالليل مع النهار‪ ،‬فأما حيث يعتكف نهارا فقط فبل يفسده الوطء‬
‫بالليل‪.‬‬
‫(ك) الثاني (فساد الصوـ) بأم األمور التي يفطر بها الصائم ؛ ألف الصوـ شرط في صحة االعتكاؼ ‪،‬‬
‫فإذا بطل الشرط بطل المشركط‪.‬‬
‫(ك) الثالث (الخركج(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فأما إذا أكجباه بغير أذنو ‪ ،‬فمتى أذف لهما بفعلو فلو الرجوع قبل شركعهما ‪ ،‬كأما بعد الشركع فبل‬
‫رجوع في اليوـ الذم ىما فيو ؛ لئبل يبطل ‪ ،‬كأما فيما بعده فإف كاف النذر معينا أك متتابعا فبل رجوع لو‬
‫مع علمو بالتتابع أك بالتعيين ‪ ،‬كإف لم يكن كذلك فلو الرجوع (‪ .)7‬رياض لكن يقاؿ ‪ :‬قد أسقط حقو‬
‫كإف جهل‪ .‬كمثلو (في حاشية في البياف) [عن (المفتي)‪( .‬قرز) ] على قولو في (البياف) في االعتكاؼ ‪:‬‬
‫"(مسألة) كيصح نذر المكاتب" إلى أخر المسألة (‪ )7‬بل ليس لو الرجوع على المختار (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالرابع الردة (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلهذه العلة أفردىما بالذكر ‪ ،‬كإالفقد دخبل في مفسدات الصوـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالخركج إلقامة الحد عليو عذر ‪ ،‬حيث كجب عليو بالبينة ‪ ،‬فبل يلزمو االستئناؼ ‪ ،‬كحيث كجب‬
‫باإلقرار يجب االستئناؼ على األرجح (قرز) (*) مختارا‪( .‬قرز)‪ .‬ال مكرىا لم يبق لو فعل‪( .‬ىامش بياف)‬
‫(قرز)‪.‬‬

‫(*) بكلية البدف عمدا ‪ ،‬كلفظ الفتح كلو ناسيا‪ .‬ككبلـ (الغيث)‪ :‬فلو خرج ناسيا العتكافو لم يفسد ؛‬
‫ألف النسياف عذر ‪ ،‬كقضاء الحاجة‪( .‬غيث) ك(بياف)‪ .‬كفي (البحر) خبلفو ‪ ،‬كىو ظاىر (األزىار) كما لو‬
‫أكل ناسيا‪.‬‬
‫(‪)725/4‬‬

‫_____________________________‬

‫من المسجد(‪ ))7‬الذم اعتكف فيو لغير حاجة رأسا فإنو يفسد بذلك(‪ )0‬اعتكافو ‪ ،‬كلو لحظة كاحدة‬
‫(إال) أف يخرج (لواجب) سواء كاف فرض عين كالجمعة(‪ )3‬كنحوىا(‪ )4‬أـ كفاية كصبلة الجنازة ‪،‬‬
‫كاألمر بالمعركؼ ‪ ،‬كالنهي عن المنكر (أك(‪ )5‬مندكب)(‪ )6‬كعيادة المرضى (أك) لمباح دعت إليو‬
‫(حاجة(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو خرج ناسيا‪ ،‬فقاؿ في (البحر) عن اإلماـ يحيى للعترة فبل يفسد ألنو عذر ‪ ،‬كقوؿ للشافعي ‪:‬‬
‫يفسد‪ .‬قلت‪ :‬معذكر فبل يفسد ‪ ،‬كلو خرج لمباح ‪ ،‬كلعموـ قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬رفع)‬
‫الخبر‪ .‬كالظاىر أف المسألة مشكلة على قاعدة (البحر) فيكوف القوم قوؿ الشافعي‪ ،‬كىو ظاىر‬
‫(األزىار) كما لو أفطر ناسيا كنحوه‪( .‬شرح فتح)‪.‬‬
‫(‪ )0‬يقاؿ ‪ :‬لو فسد االعتكاؼ ىل يجب إتماـ الصوـ ? أجاب السيد عبد اهلل بن أحمد ‪ :‬أنو ال يجب‬
‫‪ ،‬قاؿ شيخنا ‪ :‬يجب عليو إتمامو ‪ ،‬كقيل‪ :‬إذا كاف الصوـ كاجبا معينا ‪ ،‬نحو أف ينذر بالصوـ معتكفا ‪،‬‬
‫‪،‬فإذا بطل االعتكاؼ لزمو إتماـ الصوـ كيقضي يوما معتكفا ‪ ،‬كإف كاف دخل بالتبعية ‪ ،‬نحو أف يقوؿ‪:‬‬
‫علي هلل أف أعتكف شهر كذا صائما ‪ ،‬أك أطلق جاز لو اإلفطار‪( .‬شامي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬على القوؿ بصحتها في غير مسجد ‪ ،‬كإال فهو سيأتي ‪ ،‬كيرجع من غير مسجد ‪ ،‬لكن ال يخرج‬
‫للجمعة إال إذا كاف يظن أنو يصادؼ أكؿ الخطبة ‪ ،‬أك القدر الواجب منها‪( .‬بياف معنى) فإف خرج لندب‬
‫التبكير لم يضر‪ .‬كىو ظاىر (األزىار) (*) كلو في غير المسجد‪ .‬حيث ىو مذىبو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬أداء الشهادة[ كتحملها إذا خشي فوات الحق‪( .‬قرز) ]‪.‬‬
‫(‪ )5‬كيجب التحرم في الوقت في الجمعة ‪ ،‬كالجنازة ػ كقتا يصادؼ كصولو الشركع في الخطبة‪ .‬أما‬
‫الجمعة فبل نسلم ؛ إذ المندكب فيها التبكير‪( .‬مفتي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬كلو الخركج للمرض ‪ ،‬كالتمريض‪( .‬بياف) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )7‬كإذا خرج لقضاء حاجة لم يبعد مع كجود مكاف أقرب يصلح لذلك شرعا كعادة‪( .‬بياف لفظا)‬
‫كالخركج لؤلذاف في المئذنة المعتادة ‪ ،‬كلو طاؿ صعودىا‪( .‬بياف) (*) كالشرع ‪ :‬البعد قدر فناء المسجد‬
‫‪ ،‬كما تقدـ في باب قضاء الحاجة ‪ ،‬كالعادة ‪ :‬حيث يكوف ثمة محل معتاد لقضاء الحاجة فيو‪.‬‬

‫(‪)726/4‬‬

‫_____________________________‬
‫) نحو‪ :‬أف يخرج ليأمر أىلو كينهاىم‪ ،‬أك يقضي لهم حاجة‪ ،‬أك يخرج لقضاء الحاجة ‪ ،‬فإف ىذه كلها‬
‫إذا خرج لها لم يفسد اعتكافو عندنا(‪ )7‬بشرط أف ال يلبث خارج المسجد إال (في األقل(‪ )0‬من كسط‬
‫النهار) أما لو خرج لها أكؿ جزء من النهار كآخر جزء منو‪ ،‬كذلك عند الغركب أك لبث أكثر(‪ )3‬كسط‬
‫النهار خارج المسجد فسد بذلك اعتكافو ‪ ،‬كلو كاف لهذه األمور الثبلثة(‪.)4‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ىذا ىو الصحيح من المذىب عندنا‪ .‬قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إال أف يعتكف(‪)5‬‬
‫من أكؿ الليل(‪ )6‬ثم تعرض لو حاجة عند طلوع الفجر فخرج لها فإنو ال يفسد بخركجو في أكؿ جزء‬
‫من النهار(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬خبلؼ أبي حنيفة في النفل ‪ ،‬كقوؿ للشافعي في الشرط‪( .‬لمعة) يعني‪ :‬شرط الخركج‪.‬‬
‫(‪ )0‬كىو ما دكف النصف ‪ ،‬أك نصفو ؛ ألف األكثر ما زاد على النصف‪( .‬قرز) (*)ككذا في األقل من‬
‫كسط الليل‪ ،‬حيث ىو معتكف فيو‪( .‬بحر)‪ .‬ظاىر (األزىار) خبلفو (*) كال بد أف يكوف في المسجد‬
‫أكثر اليوـ ‪ ،‬مع طرفيو ‪ ،‬ذكره في (البياف) عن الفقيو حسن (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬بناء على أنها تصح في غير المسجد‪ .‬لكن ال يخرج للجمعة إال إذا كاف يظن أنو يصادؼ …إلخ‬
‫(‪ )4‬يقاؿ‪ :‬ىو ال يباح الخركج إال لها‪.‬‬
‫(‪ )5‬كقواه (عامر) ك(الهبل) ك(الشامي) ألنو صار اليوـ كالليلة كاليوـ الواحد‪ .‬قلنا‪ :‬بل ال فرؽ ؛ ألنو‬
‫يلزـ لو اعتكف شهرا أف ال يفسد لو لبث خارج المسجد أقلو (*) [قول] كظاىر (األزىار) [المذىب‪.‬‬
‫نخ] خبلفو (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬يعني ‪ :‬قبل طلوع الفجر‪( .‬تبصرة)‬
‫(‪ )7‬ككذا لو خرج آخر جزء من النهار كفي عزمو اعتكاؼ الليلة المستقبلة لم يفسد اعتكافو[كظاىر‬
‫األزىار خبلفو]‪.‬‬

‫(‪)727/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو صحيح(‪ )7‬قوم (كال يقعد إف كفى القياـ) في الحاجة التي يخرج لها‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬إال إذا جرت العادة بالقعود لها كاألكل كالشرب(‪ )0‬فيقعد إذا خرج لو في‬
‫الليل‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬ككذا حاؿ خطبة الجمعة‪ ،‬قاؿ ‪ :‬كقد أشرنا إلى ذلك بقولنا‪( :‬حسب المعتاد‪،‬‬
‫ك) إذا فرغ من الحاجة التي خرج لها فإنو (يرجع) إلى موضع االعتكاؼ إذا كاف رجوعو (من غير‬
‫مسجد) فأما إذا كانت الحاجة التي خرج لها في مسجد فإنو ال يجوز لو الرجوع منو إلى المسجد الذم‬
‫ابتدأ فيو االعتكاؼ إال إذا عرضت لو حاجة أخرل(‪ )3‬كإال لزمو إتماـ االعتكاؼ في المسجد الذم‬
‫خرج إليو‪ ،‬كأما إذا كانت الحاجة التي خرج لها في غير مسجد لزمو الرجوع إلى مسجده(‪ { )4‬فورا ‪،‬‬
‫كإال بطل { ?اعتكافو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬على أصل الفقيو يحيى بن حسن البحيبح‪[.‬كظاىر األزىار خبلفو‪( .‬قرز) ]‪.‬‬
‫(‪ )0‬قلت‪ :‬ككذا القراءة على الشيخ (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أك يكوف ىناؾ غرض أفضل كجماعة ‪ ،‬أك يكوف مسجده األكؿ أفضل فإنو يجوز لو الرجوع من‬
‫ذلك المسجد إلى مسجده ‪ ،‬كال يفسد اعتكافو‪( .‬شرح أثمار) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )4‬من أقرب باب‪( .‬قرز)‪)*(.‬فإف كاف للمسجد باباف أحدىما أقرب إليو لزمو الدخوؿ من األقرب‪.‬‬
‫(مجاىد)‪.‬‬

‫(‪)728/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬إذا كاف لو غرض في المسجد(‪ )7‬الذم ابتدأ االعتكاؼ فيو رجع إليو‪ ،‬فإف لم يكن‬
‫لو غرض فيو ككجد مسجدا(‪ )0‬أقرب إليو في تلك الحاؿ لزمو(‪)3‬إتماـ االعتكاؼ فيو(‪ )4‬فإف رجع إلى‬
‫األكؿ فسد اعتكافو(‪ )5‬كىكذا إذا انهدـ المسجد(‪ )6‬الذم ىو فيو إف أكره على الخركج منو انتقل إلى‬
‫أقرب مسجد إليو ‪ ،‬كيبني‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬نحو أف يخلو بنفسو ‪ ،‬ككذا صبلة الجماعة (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كبلـ الفقيو يوسف قوم ‪ ،‬كالمقرر ما في (األزىار) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬بل مخير‪.‬‬
‫(‪ )4‬بل مخير ]‪ )*( .‬ظاىر (األزىار) خبلؼ كبلـ الفقيو يوسف ‪ ،‬كىو أنو إذا رجع من غير مسجد فإنو‬
‫يرجع إلى مسجده األكؿ ‪ ،‬كلو كجد مسجدا أقرب منو ‪ ،‬كىو المختار ‪ ،‬سواء كاف لو غرض في األكؿ‬
‫غير االعتكاؼ ‪ ،‬أك لمجرده‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬كالمختار أنو ال يفسد (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬كخشي الضرر‪( .‬قرز)‪ )*( .‬قلت‪ :‬ال يحرج لؤلنهداـ ‪ ،‬كإنما المراد خشية الضرر‪( .‬مفتي) (قرز)‪.‬‬
‫يقاؿ ‪ :‬أك دكف ذلك ؛ ألنو نتيجة الحاجة التي تعرض كلو مباحة‪( .‬شامي)‪.‬‬

‫(‪)729/4‬‬

‫_____________________________‬
‫(كمن) اعتكفت ثم (حاضت(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كتحصيلو أف يقاؿ‪ :‬إف كاف ما نذرت بو معينا أك في حكم المعين كشهر‪ ،‬أك أسبوع ‪ ،‬أك سنة ‪ ،‬فهو‬
‫يجب التتابع فيو ‪ ،‬فإف طهرت ليبل دخلت المسجد فورا للتماـ ؛ ألف الليل يتبعض ‪ ،‬فلو تراخت بطلت‬
‫تلك الليلة ككجب قضاؤىا بليلة كيوـ ؛ ألف الليلة ال تنفرد باالعتكاؼ ‪ ،‬كإف طهرت نهارا استحب لها‬
‫الدخوؿ فورا ‪ ،‬كال يجب ؛ ألف النهار ال يتبعض ‪ ،‬كتدخل قبل الغركب (‪ )7‬كإف كاف غير معين كعشر ‪،‬‬
‫أك نحوىا ‪ ،‬فإف كانت نوت التتابع فكاألكلى أيضا ‪ ،‬لكن حيث تراخى في الليل بطل اعتكافها من أكلو‬
‫‪ ،‬فتستأنف الكل ‪ ،‬كإف لم تنو التتابع فلها التراخي ‪ ،‬كال يبطل ما كانت قد اعتكفت من األياـ األكلة ‪،‬‬
‫كلو كثر التراخي‪( .‬كواكب لفظا) (قرز) كاليوـ الذم خرجت فيو عند العذر يبطل إف كاف العذر حيضا أك‬
‫نفاسا ‪ ،‬ال إف كاف عدة ‪ ،‬أك خوفا ‪ ،‬أك نحوه ‪ ،‬إال على القوؿ بأنو يجب أف يكوف طرفي النهار في‬
‫المسجد‪( .‬كواكب) [أك على القوؿ بأنو يجب أف تكوف أكثر النهار في المسجد كما سيأتي (كواكب‬
‫لفظا) (قرز)‪ )7( .‬فإف تراخت أثمت ‪ ،‬كال يجب االستئناؼ إال حيث أكجبت التتابع باللفظ أك النية‬
‫فتستأنف (قرز) كمعناه في (الكواكب)‪.‬‬
‫(*)كيخرج المحتلم للغسل ‪ ،‬كيرجع فورا حيث أمكنو ‪ ،‬كإال استأنف (‪ .‬تكميل)‪ .‬ككذا إذا تعذر عليو‬
‫البوؿ فحكمو حكم الحايط‪( .‬قرز)‪)*( .‬أك تنفست أك طرت عليها عدة‪( .‬بياف)‪.‬‬

‫(‪)772/4‬‬

‫_____________________________‬

‫) قبل اإلتماـ (خرجت(‪ ))7‬من المسجد (ك) أتمت اعتكافها‪ ،‬ك(بنت (‪ ))0‬على ما قد كانت اعتكفت‬
‫(متى طهرت(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كذلك ألف الحيض مانع من اللبث في المسجد ‪ ،‬كينافي الصبلة ‪ ،‬كأما طرك العدة فلقولو تعالى‪:‬‬
‫{يتربصن بأنفسهن ثبلثة قركء} كالتربص ‪ :‬ىو الوقوؼ في البيوت‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )0‬حيث لم تنو التتابع ‪ ،‬أك نوت ككانت المدة طويلة كما تقدـ ‪ ،‬كإال استأنفت (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كتجبر أكؿ الليل بآخره ‪ ،‬كالعكس ‪ ،‬كال يعفى من قدر أجزأئو شيء ‪ ،‬بل يجب استكمالو‪.‬‬
‫(ذمارم)‪ .‬كقيل‪ :‬ال تجبر ‪ ،‬بل يتعين مثل الفائت‪( .‬ىبل) كفي حاشية ما لفظو ‪( :‬فائدة) من نذرت‬
‫باعتكاؼ خمسة أياـ مثبل بلياليها‪ ،‬فبدأت باليوـ ‪ ،‬فدخلت قبل الفجر ‪ ،‬فلما كاف نصف الليل من آخر‬
‫ليلة من أياـ نذرىا حاضت ‪ ،‬ثم طهرت قبل الفجر في المستقبل ‪ ،‬لزمها صوـ ذلك اليوـ كاعتكافو ‪،‬‬
‫كلكن ىل يجزئها أف تصل اعتكاؼ النصف األكؿ من الليل عوضا عن النصف األخير الذم فاتها أكال ?‬
‫أك ال يجزئها إال النصف األخير ? ينظر في ذلك‪ .‬عن (القاضي عامر ) كينجبر أكؿ الليل بآخره ‪،‬‬
‫كالعكس ‪ ،‬فبل يعفى من قدر أجزأئو شيء ‪ ،‬بل يجب استكمالو‪ .‬كقاؿ (الهبل)‪ :‬ال ينجبر ‪ ،‬بل يتعين مثل‬
‫الفائت ‪ ،‬كىو األكلى‪( .‬شامي) (قرز)‪.‬‬
‫(*)فإف كانت في الليل لم تتراخ ساعة ؛ ألف الليل يتبعض‪( .‬بياف) لكنها تبني اليوـ على اليوـ ‪ ،‬كالليلة‬
‫على الليلة ‪،‬كبعض الليل على بعض الليل إذا كاف بناء تلك الليلة أك بعضها مضافا إلى يوـ قبلها ‪ ،‬أك‬
‫بعدىا‪( .‬كابل) (*) كتطهرت(‪ )7‬أك نحوه كانقضاء العدة‪( .‬حاشية سحولي لفظا)(‪ )7‬كلو بالتراب‪ .‬فإف‬
‫دخلت من غير تطهر صح اعتكافها كتأثم ‪ ،‬كىبل قيل‪ :‬عصت بنفس الطاعة فبل يصح‪ .‬كىو األكلى ؛‬
‫ألف الوقوؼ على ىذه الحالة التي ىي عليها محرـ ‪ ،‬ككيف يسقط بو كاجب‪( .‬سيدنا علي رحمو اهلل)‪.‬‬

‫(‪)777/4‬‬

‫_____________________________‬

‫) كال يلزمها االستئناؼ ‪ ،‬ىذا إذا كانت أكجبت يومين فصاعدا ‪ ،‬فأما إذا أكجبت يوما كاحدا فحاضت‬
‫كقد اعتكفت فإنها تستأنف ذلك اليوـ‪ ،‬فإف أكجبت يوما كليلة فحاضت في النهار(‪ )7‬استأنفتهما‬
‫جميعا‪.‬‬
‫(كندب فيو مبلزمة(‪ )0‬الذكر(‪ ) )3‬هلل تعالى‪ ،‬كيكره للمعتكف االشتغاؿ بما ال قربة فيو‪ ،‬سيما البيع‬
‫كالشراء ؛ لما كرد فيو من النهي في المسجد‪ ،‬كالكبلـ المباح‪.‬‬
‫فصل في صوـ التطوع عموما كخصوصا‬
‫كاعلم أنو ال خبلؼ أنو يستحب التطوع بالصوـ‪ ،‬كاختلف الناس في صوـ الدىر كلو ‪ ،‬فعندنا أف ذلك‬
‫مندكب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفي الليل أيضا إذا كاف متقدمل (سماع) فإف كاف اليوـ متقدما على الليل صح البناء ‪ ،‬كتصوـ يوما‬
‫‪ ،‬كال يلزمها اعتكافو ‪ ،‬كقيل‪ :‬بل يلزمها اعتكافو‪( .‬حثيث) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كدرس القرآف كالعلم أفضل من النفل ؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬أفضل الذكر القرآف)‪.‬‬
‫(بحر) كاختار اإلماـ يحيى أف درس العلم أفضل من القرآف ؛ ألف درس القرآف عمل ‪ ،‬كالعلم علم‬
‫كعمل ‪ ،‬كالعلم أفضل من العمل‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالعلم أفضل ‪ ،‬كىو أكلى من النفل ؛ ألف أفضل الذكر القرآف لو كلغيره ‪ ،‬كلكن ثوابو أكثر‪.‬‬
‫(كواكب) يقاؿ ‪ :‬قد كرد (أفضل الذكر ال إلو إال اهلل ‪ ،‬كأفضل الدعاء االستغفار)‪.‬‬

‫(‪)770/4‬‬

‫_____________________________‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقد أكضحناه بقولنا‪( :‬كندب صوـ(‪ ))7‬الدىر كلو (غير) أياـ (العيدين كالتشريق(‪))0‬‬
‫لوركد النهي(‪ )3‬في ىذه األياـ‪ ،‬كفي شرح اإلبانة للناصر ‪ :‬أنو يكره‪ ،‬كقالت اإلمامية‪ :‬إنو يحرـ(‪.)4‬‬
‫(نعم) كإنما يستحب التطوع بالصوـ (لمن ال يضعف بو(‪ )5‬عن كاجب) فأما من يضعف بالصوـ عن‬
‫القياـ ببعض الواجبات(‪ )6‬فإنو ال يندب في حقو بل يكره(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من صاـ الدىر فقد كىب نفسو من اهلل)‪( .‬غيث) فإف قيل‪ :‬فقد‬
‫قاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬ال صاـ كال أفطر من صاـ الدىر) ? فالجواب ‪ :‬أنو محموؿ على من‬
‫يضر بجسمو‪( .‬ذكره األخواف في التقرير)‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬لغير الممتنع‪.‬‬
‫(‪ )3‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬ال تصوموا ىذه األياـ فإنها أياـ أكل كشرب كبعاؿ) كالبعاؿ‪:‬‬
‫مبلعبة الرجل ألىلو‪( .‬شفاء)‬
‫(‪ )4‬كحجتهم أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم نهي أىل الصفة لما أرادكا ذلك ‪ ،‬كقاؿ ‪( :‬أما أنا فأناـ ‪،‬‬
‫كأقوـ‪ ،‬كأصوـ ‪ ،‬كآكل ‪ ،‬كأشرب‪ ،‬كأنكح ‪ ،‬فمن رغب عن سنتى فليس مني) قلنا ‪ :‬أخبار النهي تحمل‬
‫على من يضعف بو عن كاجب ‪ ،‬أك على صياـ العيدين كالتشريق ‪ ،‬كقولو ‪( :‬فليس مني) بمعنى ‪ :‬ليس‬
‫من عملي كشأني كسنتى‪( .‬بستاف) ال بمعنى البراءة‬
‫(‪ )5‬كركل عن المنصور باهلل أنو صاـ خمسة عشر عاما حتى ضعف عن حمل الرمح‪( .‬محاسن األزىار)‬
‫(*) كال عن مندكب أرجح منو‪( .‬غاية) (*)كلو عن قضاء في الجميع‪( .‬شامي) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )6‬عين ‪ ،‬أك كفاية‪.‬‬
‫(‪ )7‬حظر‪( .‬بحر) (قرز)‪.‬‬

‫(‪)773/4‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كفي الدىر شهور كأياـ مخصوصة كردت آثار بفضل صيامها‪ ،‬كلهذا قلنا‪( :‬سيما‬
‫رجب(‪ ))7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من صاـ يوما من رجب فكأنما صاـ سنة)(‪ )0‬يعني‪ :‬ال‬
‫رجب فيها(‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فإف لم يمكنو الصوـ قاؿ تسبيح رجب‪ ،‬كىو سبحاف الملك الجليل ‪ ،‬سبحاف األعز األكرـ ‪،‬‬
‫سبحاف من ال ينبغى التسبيح إال لو ‪ ،‬سبحاف من لبس العز كىو لو أىل‪( .‬إرشاد) عن كل يوـ ثبلث‬
‫مرات (*)كمن صاـ يوـ سبعة كعشرين من رجب كتب لو صياـ ستين شهرا ‪ ،‬كىو أكؿ يوـ ىبط فيو‬
‫جبريل عليو السبلـ على النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم بالرسالة‪( .‬من محاسن األزىار)‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف قيل‪ :‬فالذم يصوـ سنة يحصل عليو من المشقة أكثر من مشقة من صاـ يوما كاحدا في رجب‬
‫? الجواب‪ :‬أنو تفضل من اهلل سبحانو كتعالى‪( .‬إيضاح) (*)كإنما قاؿ ‪ :‬الرجب فيها ؛ ألنو لو لم يستثنو‬
‫لزـ أف يكوف صوـ يوـ كاحد أفضل من صوـ سنة فيها رجب ‪ ،‬كىذا فيو نوع من التناقض‪( .‬إرشاد‬
‫عنسي) كإنما سمى رجب األصم؛ ألنهم كانوا ال يسمعوف فيو قعقعة السبلح ‪ ،‬كقيل‪ :‬سمى األصم ؛ ألف‬
‫اهلل يأمر الحفظة ال يكتبوف الخطايا على ىذه األمة ‪ ،‬كأنو صم عن خطاياىم ‪ ،‬كسمى األصب ؛ ألف اهلل‬
‫يصب فيو الرحمة على من أطاعو من العباد صبا ‪ ،‬كمن عصاه صب عليو العقاب صبا‪( .‬ذلك من‬
‫السفينة) كمثلو في (النهاية )‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإف كاف فيها رجب كاف ثبلثين سنة كإحدل عشر شهرا‪.‬‬

‫(‪)774/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ندب صوـ (شعباف(‪ ))7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم لعلي عليو السبلـ‪( :‬شعباف شهرم‪ ،‬كرجب‬
‫شهرؾ يا علي ‪ ،‬كرمضاف شهر اهلل)(‪ )0‬يعني‪ :‬أنو حبب إليو صوـ شعباف كإلى علي صوـ رجب ‪ ،‬كحبب‬
‫اهلل صوـ رمضاف(‪)3‬إلى عباده‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ركم أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم قاؿ ألصحابو ‪( :‬أتدركف لما سمي شعباف ? قالوا ‪ :‬اهلل كرسولو‬
‫أعلم‪ .‬قاؿ ألنو يتشعب فيو خير كثير لرمضاف)‪( .‬تقرير) كمثلو في (أمالى أبي طالب عليو السبلـ)‬
‫(*)كيفصل بين شعباف كرمضاف بيوـ ‪ ،‬إال أف يكوف يوـ شك‪( .‬بحر) (*)قاؿ القاضي عبد اهلل الدكارل ‪:‬‬
‫ىذا ما ذكره في معنى الخبر ‪ ،‬كفيو نظر ؛ ألف الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم ال ينبغى لو أف يحب‬
‫شيئا أبلغ مما يحبو اهلل إلى خلقو ‪ ،‬كال ينبغى لعلي أف يحب شيئا أبلغ من شيء أحبو اهلل كرسولو ‪،‬‬
‫فاألكلى في الحمل أف يقاؿ ‪" :‬رمضاف شهر اهلل" أم‪ :‬الشهر الذم فرض اهلل صومو ‪ ،‬كما كرد في شعباف‬
‫كرجب محموؿ على أف اهلل علم أف صوـ شعباف أبلغ في تسهيل الطاعات إلى اهلل من غيره فحببو إلى‬
‫النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم على الوجو الذم ذكرتو فيو دكف غيره ‪ ،‬ككذلك الحكم في صوـ رجب‬
‫في حق علي ؛ إذ لو لم يكن كذلك لم يحب الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم أبلغ من الذم حببو اهلل‬
‫إلى خلقو ‪ ،‬كال علي شيئا غير الذم أحبو الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم إذا كاف الوجو كاحدا‪.‬‬
‫(ديباج)‪.‬‬
‫(‪ )0‬ركاه المرتضى‪.‬‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬أكجبو‪.‬‬
‫(‪)775/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ندب صوـ (أياـ البيض(‪ ))7‬كىي ثالث عشر(‪ )0‬كرابع عشر‪ ،‬كخامس عشر‪ ،‬من كل شهر ‪،‬‬
‫كسميت بيضا ػ قيل ‪ :‬ألف لياليها بيض كلها أك أكثرىا؛ ألجل القمر ‪ ،‬كال خبلؼ أنو يستحب صيامها؛‬
‫لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬من صامهن فقد صاـ الدىر)(‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم لعلي عليو السبلـ ‪( :‬يقوؿ لك جبريل عليو السبلـ‪ :‬صم من كل‬
‫شهر ثبلثة أياـ يكتب لك في أقل يوـ عشرة آالؼ حسنة ‪ ،‬كباليوـ الثاني ثبلثوف ألفا ‪ ،‬كباليوـ الثالث‬
‫مائة ألف حسنة) فقلت‪ :‬يارسوؿ اهلل إلى خاصة أـ للناس عامة? فقاؿ ‪( :‬يا علي يعطيك ىذا الثواب‬
‫كلمن عمل عملك) قلت‪ :‬فما ىي ? قاؿ‪( :‬أياـ البيض)‪ .‬تفسير األعقم‪ .‬كركم أف رجبل كاف يجلس إلى‬
‫بعض العلماء كال يتكلم ‪ ،‬فقيل لو يوما‪ :‬أال تتكلم ? قاؿ ‪ :‬نعم ‪ ،‬أخبرني ألم شيء يستحب صياـ األياـ‬
‫البيض من كل شهر‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬ال أدرم‪ .‬فقاؿ الرجل ‪ :‬لكني أدرم ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬كما ىو ? قاؿ ‪ :‬ألف القمر ال‬
‫ينكشف إال فيهن ‪ ،‬فأحب اهلل تعالى أف ال تحدث في السماء آية إال حدثت في األرض مثلها ‪ ،‬كىذا‬
‫أحسن ما قيل فيو‪( .‬من حياة الحيواف)‪.‬‬
‫(*)(فائده لغوية) قيل‪ :‬إف العرب تجزئ الشهر عشرة أجزأء كل جزء ثبلثة أياـ ‪ ،‬غرر ‪ ،‬ثم شهب ‪ ،‬ثم‬
‫بهر ‪ ،‬ثم عشر ‪ ،‬ثم بيض ‪ ،‬ثم درع ‪ ،‬ثم خنس ‪ ،‬ثم دىم ‪ ،‬ثم فحم ‪ ،‬ثم دادم‪( .‬من شركح الذىب)‬
‫كذلك باختبلؼ أحوالها بالنظر إلى اختبلؼ أحواؿ القمر (*)ككأنو قاؿ ‪ :‬أياـ الليالى البيض فحذؼ‬
‫المضاؼ إليو ‪ ،‬كأقاـ صفتو مقامو‪( .‬غيث) كقيل‪ :‬صفة األياـ ‪ ،‬كذلك أف آدـ عليو السبلـ لما أكل من‬
‫الشجرة أسود جسمو ‪ ،‬فلما تاب كصاـ ىذه األياـ ابيض في اليوـ األكؿ ثلث جسمو ‪ ،‬كفي اليوـ الثاني‬
‫ثلث جسمو ‪ ،‬كفي اليوـ الثالث ثلث جسمو فسميت بيضاء‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬غالبا احتراز من ثالث عشر من ذم الحجة فإنو ال يصح صومو‪.‬‬
‫(‪ )3‬ألف الحسنة بعشرة أمثالها‪.‬‬

‫(‪)776/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) ندب صوـ (أربعاء(‪ )7‬بين(‪ )0‬خميسين) كىو أف يصوـ أكؿ خميس من الشهر‪ ،‬كآخر خميس منو ‪،‬‬
‫كيصوـ بينهما أربعاء ‪ ،‬يخير بين األربعائين(‪ )3‬المتوسطين ‪ ،‬يستحب ذلك في كل شهر عندنا‪،‬‬
‫كالشافعي‪ .‬كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كمالك‪ :‬ال يستحب ذلك‪.‬‬
‫(كاإلثنين(‪ )4‬كالخميس) يستحب صومهما مستمرا لمن ال يضعف بذلك؛ ألنو صلى اهلل عليو كآلو كاف‬
‫يصومهما فسئل عن ذلك? فقاؿ‪( :‬إف أعماؿ(‪ )5‬الناس تعرض على اهلل(‪ )6‬يوـ اإلثنين ‪ ،‬كيوـ الخميس‬
‫فأحب أف يعرض عملي كأنا صائم)‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قيل‪ :‬ألف اهلل تعالى خلق جهنم يوـ األربعاء‪.‬‬
‫(‪ )0‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬كأما الصياـ فثبلثة أياـ في كل شهر ‪ ،‬الخميس في أكلو ‪،‬‬
‫كاألربعاء في كسطو ‪ ،‬كالخميس في آخره ) كخبره طويل ركاه الصادؽ عليو السبلـ ‪ ،‬كركل الصادؽ عن‬
‫آبائو عن علي عليو السبلـ أنو قاؿ ‪( :‬صوموا ثبلثة أياـ في كل شهر ‪ ،‬كىي تعدؿ صياـ أياـ الدىر ‪،‬‬
‫كنحن نصوـ خميسين بينهما أربعاء ؛ ألف اهلل خلق جهنم يوـ األربعاء )‪( .‬غيث بلفظو)‪.‬‬
‫(‪ )3‬صوابو األربعآءات المتوسطة ‪ ،‬كىي في (الغيث) كذلك‪.‬‬
‫(‪ )4‬لو قاؿ ‪ :‬علي هلل أف أصوـ أفضل األياـ ػ لزمو أف يصوـ اإلثنين كالخميس ؛ ألنهما أفضل ‪ ،‬قاؿ‬
‫سيدنا ‪ :‬كىذا مستقيم إف قاؿ ‪ :‬أفضل األياـ صياما ‪ ،‬كأما لو قاؿ ‪ :‬أفضل األياـ كأطلق لزمو الجمعة‪.‬‬
‫كذكر معناه في (الوابل)‪( .‬قرز)‪.‬كمثلو في (الكواكب) عن اإلماـ يحيى (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )5‬ىذا تجوز ‪ ،‬كإال فمعنى الخبر أف اهلل تعالى تعبد المبلئكة بعرض أعماؿ الناس ‪ ،‬كإال فهو عالم‬
‫بذلك تبارؾ كتعالى‪.‬‬
‫(‪ )6‬يعني‪ : :‬في الدنيا‪( .‬إرشاد) كقيل‪ :‬في اآلخرة‪( .‬مرغم)‪.‬‬

‫(‪)777/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يندب صوـ (ستة) أياـ(‪( )7‬عقيب الفطر) لما ركم عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو‪ ،‬قاؿ ‪( :‬من‬
‫صاـ رمضاف ‪ ،‬كأتبعو ستة أياـ من شواؿ فكأنو صاـ الدىر)(‪ )0‬كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كمالك ‪ :‬إنو يكره صياـ‬
‫ىذه األياـ‪.‬‬
‫(ك) يوـ (عرفة) يستحب صومو للحجيج ؛ كألىل سائر األمصار عندنا‪ ،‬كأبي حنيفة ؛ لما ركم عنو صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم أنو سئل عن صوـ يوـ عرفة? فقاؿ‪( :‬يكفر السنة الماضية كالباقية)(‪ .)3‬كقاؿ‬
‫الشافعي‪ :‬يكره صومو للحجيج؛ ألنو يضعف بو عن الدعاء في ىذا اليوـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىل يندب كإف لم يصم رمضاف لعذر ‪ ،‬أك بلغ في آخر يوـ من رمضاف ينظر‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫لعلو يستحب (قرز) كقيل‪ :‬ال يستحب ؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬من صاـ رمضاف) إلى آخره‬
‫‪ ،‬كقرره (المفتي) كقواه (التهامي) كقرره (الشامي) كمثلو عن (المفتي) ألف الحديث للمبالغة ‪ ،‬كقيل‪ :‬عن‬
‫(المفتي) ال يندب للحديث ‪ ،‬كلقولو‪( :‬فكأنما صاـ الدىر) كتعليلهم لذلك بما ىو معركؼ ‪ ،‬كإف أخرجو‬
‫مخرج األغلب‪)*( .‬متوالية (أثمار) من ثاني شواؿ (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألف رمضاف بثبلث مائة يوـ ‪ ،‬كالست التي في شواؿ ستين يوما ‪ ،‬يكمل عدد السنة ثبلث مائة‬
‫كستوف يوما‪.‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ اإلماـ يحيى ‪ :‬كمعنى تكفير السنة الماضية ‪ :‬أف اهلل يمحو ذنوب ما مضى ‪ ،‬كيعفو عنها ‪ ،‬كأما‬
‫تكفير السنة المستقبلة ‪ ،‬فيحمل أف اهلل يوفقو لؤلعماؿ الصالحة ‪ ،‬كيلطف بو في االنكفاؼ عن مواقعة‬
‫األعماؿ السيئة بسبب صومو يوـ عرفة‪( .‬شرح بحر) كيحتمل أف يقاؿ ‪ :‬إنو يكتب لو من الثواب مثل ما‬
‫سقط عنو في العاـ الماضي بسبب صومو يوـ عرفة (*) أم‪ :‬المستقبلة‪.‬‬

‫(‪)778/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يوـ(‪()7‬عاشوراء(‪ ))0‬يندب صومو ‪ ،‬كىو يوـ عاشر شهر محرـ ؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪:‬‬
‫(صوـ عاشوراء كفارة سنة) يعني‪ :‬من الصغائر ‪ ،‬فأما الكبائر فبل يكفرىا إال التوبة‪ .‬كقاؿ اإلماـ يحيى‪،‬‬
‫كالشافعي‪ :‬إنو يستحب صوـ يوـ التاسع(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىو يوـ معظم في جميع الملل ؛ ألف فيو تاب اهلل على آدـ عليو السبلـ ‪ ،‬كاستوت السفينة على‬
‫الجودم‪ ،‬ككلد الخليل ‪ ،‬كموسى ‪ ،‬كعيسى عليهم السبلـ ‪ ،‬كبردت النار على إبراىيم عليو السبلـ ‪،‬‬
‫كرفع العذاب عن قوـ يونس ‪ ،‬ككشف ضر أيوب ‪ ،‬كرد على يعقوب بصره ‪ ،‬كأخرج يوسف من الجب ‪،‬‬
‫كأعطي سليماف عليو السبلـ ملكو ‪ ،‬كأجيب زكريا حين استوىب يحيى ‪ ،‬كىو يوـ الزينة الذم غلب فيو‬
‫موسى السحرة ‪ ،‬كلما قدـ النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم المدينة كجد يهودىا يصوموف عاشوراء‬
‫فسألهم عن ذلك‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أنو اليوـ الذم غرؽ فيو فرعوف كقومو ‪ ،‬كنجي كموسى كمن معو‪ ،‬فقاؿ عليو‬
‫الصبلة السبلـ ‪( :‬أنا أحق بموسى منهم) فأمر بصوـ عاشوراء‪ ،‬ككاف اإلسبلميوف يعظموف ىذا الشهر‬
‫بأجمعهم ‪ ،‬حتى اتفق في ىذا اليوـ قتل الحسين رضي اهلل عنو مع كثير من أىل البيت عليو السبلـ ‪،‬‬
‫فزعم بنو أمية أنهم اتخذكه عيدا ‪ ،‬فتزينوا فيو ‪ ،‬كأقاموا فيو الضيافات ‪ ،‬كالشيعة اتخذكه يوـ عزاء ‪،‬‬
‫ينوحوف فيو ‪ ،‬كيجتنبوف الزينة‪( .‬من كتاب عجائب المخلوقات للقزكيني)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كالتناضخ بالماء فيو ‪ ،‬كاستحباب االكتحاؿ فيو بدعة أحدثتها قتلة الحسين الفجار‪( .‬ىداية) كقيل‪:‬‬
‫يستحب التناضخ فيو بالماء ‪ ،‬قاؿ في (الشفاء) ‪ :‬ألنو أكؿ يوـ نزؿ فيو المطر ‪ ،‬كمن سقي فيو شربة من‬
‫ماء ‪ ،‬فكأنو لم يعص اهلل طرفة عين (*) بالمد‪.‬‬
‫(‪ )3‬كيوـ غدير خم ‪ ،‬كىو يوـ ثامن عشر من ذم الحجة ‪ ،‬ذكره الناصر ‪ ،‬كركاه أبو جعفر ‪ ،‬كأبو مضر‬
‫‪ ،‬عن العترة ؛ كألنو يوـ عيد للمسلمين ؛ كألنو كرد فيو الحديث في كالية أمير المؤمنين علي عليو‬
‫السبلـ ‪ ،‬كيوـ المباىلة ‪ ،‬كىو اليوـ الرابع من شهر شواؿ‪( .‬بياف) قاؿ في الكافي‪ :‬كينبغي لمن صامو أف‬
‫يصلي في الصحراء ركعتين‪ ،‬يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة‪ ،‬كعشر مرات سورة اإلخبلص ‪ ،‬كعشر‬
‫مرات آية الكرسي ‪ ،‬ذكره في (إرشاد القاضي عبد اهلل [بن زيد] العنسي إلى آخرىا ‪ ،‬قاؿ أبو مضر ‪:‬‬
‫يستحب صومو عند أئمة العترة ‪ ،‬كىو يوـ عيد عندىم ‪ ،‬كيستحب صومو ‪ ،‬بخبلؼ يوـ العبد ‪ ،‬كمما‬
‫يؤثر فيو إذا فرغ المصلي من الصبلة قاؿ ‪ :‬الحمد هلل شكرا ػ عشرا ػ الحمد هلل الذم أكرمنا بهذا اليوـ ‪،‬‬
‫كجعلنا من الموقنين بعده ‪ ،‬كالميثاؽ الذم أكثقنا بو‪ ،‬كىذه الصبلة تعدؿ عند اهلل حجة ‪ ،‬كألف ألف‬
‫عمرة ‪ ،‬كما سأؿ المصلي ربو حاجة من حوائج الدنيا كاآلخرة إال قضيت ‪ ،‬كصيامو يعدؿ صياـ الدنيا ‪،‬‬
‫كىو عند اهلل يوـ العيد األكبر ‪ ،‬كفيو فضل يطوؿ ذكره (*)ألنو قاؿ‪ :‬كما ركم أنو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم لما صاـ العاشر ‪ ،‬كأمر بصيامو قيل لو ‪ :‬إف ىذا اليوـ يعظمو اليهود كالنصارل‪ ،‬كيقولوف ‪ :‬إف اهلل‬
‫أظهر فيو موسى على فرعوف‪ ،‬فقاؿ صلى اهلل عليو كآلو ‪( :‬إذا كاف العاـ القابل صمنا التاسع) فلم يأت‬
‫العاـ القابل حتى توفي الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪ ،‬فذلك محموؿ على ضم التاسع إلى العاشر‪.‬‬
‫(غيث) كقالت اإلمامية ‪ :‬يكره صومو ؛ ألنو قتل فيو الحسين عليو السبلـ‪( .‬زىور)‪)*( .‬يندب في يوـ‬
‫عاشوراء اثنا عشر خصلة ‪ ،‬صيامو ‪ ،‬كصبلة النافلة المخصوصة ‪ ،‬كصلة الرحم ‪ ،‬كعيادة المريض ‪ ،‬كزيارة‬
‫العالم ‪ ،‬كاالكتحاؿ ‪ ،‬كمسح رأس اليتيم ‪ ،‬كالتصدؽ ‪ ،‬كاالغتساؿ ‪ ،‬كالتوسيع على العياؿ ‪ ،‬كتقليم الظفر‬
‫‪ ،‬كقراءة سورة اإلخبلص ألف مرة‪ .‬كقد جمعها بعضهم ‪:‬‬
‫في يوـ عاشوراء عشر تتصل *** مع اثنتين كلها فضل نقل‬
‫صم صل زر عالما عد كاكتحل *** رأس اليتيم امسح تصدؽ كاغتسل‬
‫كسع على العياؿ قلم ظفرا*كسورة االخبلص ألفا تصل‬
‫(*) عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم (ليس ليوـ على يوـ عاشوراء فضل إال شهر رمضاف) كعنو صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم أنو قاؿ ‪( :‬إف اهلل تعالى افترض على بنى اسرائيل صوـ عاشوراء ‪ ،‬العاشر من محرـ ‪،‬‬
‫فصوموه ‪ ،‬ككسعوا على أىليكم ‪ ،‬فمن كسع على أىلو من مالو يوـ عاشوراء كسع اهلل عليو سائر سنتو ‪،‬‬
‫كمن صاـ ىذا اليوـ كانت لو كفارة أربعين سنة ‪ ،‬كما من أحد أحيا ليلة عاشوراء ‪ ،‬كأصبح صائما [ثم]‬
‫مات كلم يدر بالموت) ركاه في (الشفاء)‪( .‬ككجد) في ميزاف االعتداؿ في الجرح كالتعديل للذىبي‬
‫الحنبلى ‪ ،‬في ذكر الخامسة في [حرؼ الخاء ]ذكر ركاية الحديث ‪ ،‬إلى أف قاؿ ‪( :‬من صاـ عاشوراء‬
‫كتب اهلل لو عبادة سبعين سنة ‪ ،‬صيامها كقيامها ‪ ،‬كأعطي ثواب عشرة آالؼ ملك‪ ،‬كثواب [ أىل ]سبع‬
‫سموات ‪ ،‬كمن أفطر عنده مؤمن يوـ عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد[ كمن أشبع جائعا يوـ‬
‫عاشوراء فكأنما أشبع أمة محمد ] كمن مسح رأس يتيم يوـ عاشوراء رفعت لو بكل شعرة درجة في‬
‫الجنة ‪ ،‬كإف اهلل خلق العرش يوـ عاشوراء ‪ ،‬كالكرسي يوـ عاشوراء ‪ ،‬كالقلم يوـ عاشوراء ‪ ،‬كخلق الجنة‬
‫يوـ عاشوراء ) (*) ككلد النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم يوـ عاشوراء ػ ينظر ػ كالمشهور في ربيع (*) قلنا‬
‫‪ :‬ذلك أفضل ‪ ،‬كالعاشر للفضل ‪ ،‬كالتاسع لمخالفة اليهود‪( .‬بحر)‬
‫(‪)779/4‬‬

‫_____________________________‬

‫كالعاشر‪ ،‬كعليو دؿ تعليل الشرح‪.‬‬


‫(كيكره تعمد(‪ )7‬الجمعة(‪ ))0‬بالصوـ ‪ ،‬من غير أف يصوـ الخميس قبلها أك السبت بعدىا؛ لقولو صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال يصومن أحدكم يوـ الجمعة إال أف يصوـ يوما قبلو‪ ،‬أك بعده‪ ،‬كمن كاف منكم‬
‫متطوعا من الشهر أياما فليكن صومو يوـ الخميس ‪ ،‬كال يصم يوـ الجمعة فإنو يوـ طعاـ ‪ ،‬كشراب ‪،‬‬
‫كذكر ‪ ،‬فيجمع اهلل لو بين يومين صالحين ‪ ،‬يوـ صامو‪ ،‬كيوـ نسكو مع المسلمين) نسكو أم‪ :‬عيد‬
‫فيو(‪ .)3‬كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كمالك‪ :‬إنو ال يكره تعمد(‪ )4‬صوـ يوـ الجمعة (كالمتطوع أمير(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالسبت كاألحد‪( .‬ىامش ىداية) لقولو ‪( :‬ال تصوموا السبت إال فيما فرضو اهلل عليكم) كفي حاشية‬
‫‪ :‬كحديث النهي عن صوـ يوـ السبت منسوخ‪ .‬كىو ظاىر المذىب (*) تنفل ألثر كرد فيو خاص ‪ ،‬أما‬
‫تعمدىا بصوـ كاجب ‪ ،‬أك بما كرد فيو أثر خاص كيوـ عرفة ‪ ،‬كعاشوراء فبل كراىة‪( .‬حاشية سحولي‬
‫لفظا) (قرز) (*)كيكره صوـ الضيف دكف المضيف ‪ ،‬كالمضيف دكف الضيف ‪ ،‬كصوـ المرأة من دكف‬
‫زكجها ‪ ،‬أك من غير إذنو ؛ لما ركل عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أف رجبل دخل عليو كىو يأكل‬
‫فدعاه إلى األكل معو ‪ ،‬فقاؿ الرجل‪ :‬إنى صائم‪ ،‬فقاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم ‪( :‬يوما بيوـ ‪ ،‬كيسر‬
‫أخاؾ) أم‪ :‬صم إف شئت يوما غيره (*)كقياـ ليلتها‪( .‬شرح بحر) لخبر كرد في ذلك ‪ ،‬ذكره في المنتقى‬
‫[البن تيمية‪].‬‬
‫(‪ )0‬صوابو إفرادىا‪.‬‬
‫(‪ )3‬بفتح الباء الموحدة‪( .‬شرح فتح) كالعبادة صبلة الجمعة‪ .‬جامع أصوؿ (*) كفي (الشفاء) باثنتين‬
‫من أسفل ؛ ألف األكل فيو قربة‪.‬‬
‫(‪ )4‬ألف الصوـ جنة من النار‪.‬‬
‫(‪ )5‬كإذا سئل المتطوع قبل الزكاؿ استحب لو أف يفطر ‪ ،‬ال بعده فيكره للسائل ‪ ،‬كالمسئوؿ كإذا‬
‫استحب اإلفطار فهو أفضل من الصياـ ‪ ،‬فإف لم يفعل ذلك المسئوؿ فليس بفقيو ؛ لمخالفة األفضل إال‬
‫لغرض أفضل (نجرم) (كيكره الفطر) قبل الزكاؿ ‪ ،‬كبعده في األياـ المخصوصة بأثر ‪ ،‬مثل عاشوراء‬
‫كنحوه‪( ..‬حاشية سحولي) (قرز)‪.‬‬

‫(‪)702/4‬‬

‫_____________________________‬
‫نفسو) أم‪ :‬من صاـ تطوعا جاز لو اإلفطار من غير عذر ؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم ألـ ىانئ(‪)7‬‬
‫حين دخلت عليو ػ كفاطمة على يساره ‪ ،‬كجلست على يمينو(‪ )0‬فأتي بشراب فشرب منو ثم ناكلها‪،‬‬
‫فقالت‪ )3(:‬يارسوؿ اهلل إني كنت صائمة(‪ .)4‬فقاؿ‪( :‬الصائم المتطوع أمير نفسو‪ ،‬فإف شئت فصومي‪،‬‬
‫كإف شئت فأفطرم)(‪ )5‬كفي الزكائد للناصر ‪ :‬أنو إذا نول قبل الفجر فلو أف يضرب قبلو البعده(‪ )6‬كإف‬
‫نول بعده فلو أف يضرب إلى الزكاؿ (ال القاضي(‪ ))7‬أم‪ :‬إذا كاف الصوـ عن قضاء رمضاف ‪ ،‬أك نذر‬
‫معين أك غير معين(‪ )8‬كقد نول من الليل فليس بأمير نفسو (فيأثم(‪)9‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بالهمزة كالتنوين ‪ ،‬ىي أخت علي عليو السبلـ ‪ ،‬كاسمها فاختة ‪ ،‬كقيل‪ :‬ىند‪.‬‬
‫(‪ )0‬لعلو قبل نزكؿ آية الحجاب ‪ ،‬أك كانت أختو من الرضاع‪.‬‬
‫(‪ )3‬في (شرح األثمار) فأتي بشراب فشرب منو ‪ ،‬ثم ناكلني فشربت ‪ ،‬فقلت‪ :‬إنى أذنبت فاستغفر لى‪.‬‬
‫فقاؿ ‪ :‬كما ذاؾ ? قالت ‪ :‬إنى كنت صائمة الخ‪.‬‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬أنا صائمة ‪ ،‬كفي بعض األخبار أنها قالت ذلك للنبى صلى اهلل عليو كآلو كسلم بعد أف قد‬
‫أفطرت؛ ليستقيم ذلك من غير تأكيل‪.‬‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬أنو علمها الحكم في المستقبل ‪ ،‬كأما اآلف فقد أفطرت ‪ ،‬كيحتمل أف قولها ‪" :‬كنت" بمعنى‬
‫‪ :‬صرت صائمة‪( .‬شامي)‬
‫(‪ )6‬فلعلو على أحد قوليو ؛ ألنو قد تقدـ أنو يوجب التبييت‪( .‬صعيترم معنى)‪.‬‬
‫(‪ )7‬صوابو ‪ :‬ال من يجب عليو التبييت ؛ ليكوف أعم ‪ ،‬كفي النذر غير المعين ‪ ،‬كال متواؿ كذلك ‪ ،‬كأما‬
‫المعين فكرمضاف أداء ‪ ،‬كقضاء ‪ ،‬كترخيصا كما تقدـ‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )8‬ليس معطوفا على القضاء ‪ ،‬بل على الصوـ ليستقيم المعنى‪( .‬قرز)‪.‬‬
‫(‪ )9‬كىل يفسق ? ذكر القاضي زيد ‪ ،‬كأبو مضر أنو يفسق بذلك ‪ ،‬كجعبله مذىب يحيى عليو السبلـ ‪،‬‬
‫كىو ضعيف جدا ‪ ،‬حتى قاؿ اإلماـ يحيى في االنتصار ‪ :‬كليس للهادم عليو السبلـ‪ .‬قلت‪ :‬يقاؿ ‪ :‬إف‬
‫الهادم يفسق بالقياس ‪ ،‬الالمؤيد باهلل ‪ ،‬كما ىذا موضع استيفاء‪( .‬غيث لفظا) (*)قاؿ في (الزىور) ‪ :‬إال‬
‫أف يضرب قبل الفجر جاز لو ذلك ‪ ،‬كقرره الوالد أيده اهلل‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‪.‬‬

‫(‪)707/4‬‬

‫_____________________________‬

‫) إف أفطر (إال لعذر) يبيح اإلفطار كالسفر‪.‬‬


‫(كتلتمس(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬طلبها في ليالى رمضاف بإحيائها ؛ لؤلمر بو في األحاديث الصحيحة (من قاـ ليلة القدر إيمانا‬
‫كاحتسابا غفر اهلل لو ما تقدـ من ذنبو)‪ .‬من بعض مؤلفات السيوطي (*)كال خبلؼ أنها ال توجد إال في‬
‫رمضاف لحديث أبي ذر‪ .‬بل قاؿ جماعة ‪ :‬إنها في شعباف‪ .‬ليلة نصفو (*)كىي ليلة طلقة ‪ ،‬ال حارة كال‬
‫باردة ‪ ،‬تصبح الشمس من نورىا حمراء ضعيفة‪ .‬كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ ‪( :‬ينزؿ فيها‬
‫جبريل في كبكة(‪ )7‬من المبلئكة ػ أم‪ :‬جماعة ػ يسلموف على كل قائم كقاعد ‪ ،‬كيدعوف اهلل تعالى إال‬
‫لمدمن خمر ‪ ،‬أك قاطع رحم ‪ ،‬أك عاؽ كالديو‪ ،‬كالعمل في ىذه الليلة مضاعف ؛ لقولو تعالى‪{ :‬خير من‬
‫ألف شهر} فينبغي إحياء العشر األكاخر ؛ لعل اإلنساف يوافقها ‪ ،‬كاألعماؿ بالنيات ‪ ،‬كإنمايتقبل اهلل من‬
‫المتقين‪( .‬نجرم) (*)ال الشفع غالبا احتراز من أربعة كعشرين ‪ ،‬فقد كرد فيها أثر (أثمار) (ذكره في‬
‫الكشاؼ في سورة البقرة كالدخاف)‪ .‬كعن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ ‪ :‬إف بين الشعبانية‬
‫كليلة القدر أربعين ليلة‪( .‬شرح فتح) ىذا يأتي على أف (بين) لغو ‪ ،‬كيدخل الحد في المحدكد‪ ،‬كإال لزـ‬
‫أف تكوف في ستة كعشرين ‪ ،‬كأيضا بناء على الغالب من كماؿ الشهور‪ )*( .‬كسميت ليلة القدر ؛ ألنها‬
‫تقدر فيها األرزاؽ ‪ ،‬كاآلجاؿ‪ .‬قاؿ في (شرح األثمار)‪ :‬كىي الليلة المباركة التي ذكرىا اهلل تعالى بقولو ‪:‬‬
‫{انا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ‪ ،‬فيها يفرؽ كل أمر حكيم}‪ .‬قاؿ في (البحر) األكثر ‪ :‬كىي‬
‫باقية ؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم لمن سالو ‪( :‬بل ىي باقية إلى يوـ القيامة) قاؿ في التخريج ‪:‬‬
‫حكى في االنتصار عن أبي ذر ‪ ،‬قاؿ قلت‪ :‬يارسوؿ اهلل ليلة القدر رفعت مع األنبياء أك ىي باقية ? قاؿ‬
‫‪( :‬بل ىي باقية إلى يوـ القيامة) قاؿ في (البحر)‪ :‬كدليل فضلها كصفها بالبركة ‪ ،‬كتنزيل القرآف‬
‫كالمبلئكة فيها ‪ ،‬كأنها خير من ألف شهر ‪ ،‬جهادا ػ كعبادة‪ .‬أم‪ :‬إحياؤىا على حسب الركاية‪.‬‬
‫(فائدة) كىي إف كاف أكؿ شهر رمضاف األحد فليلة القدر ليلة سبعة كعشرين ‪ ،‬كإف كاف اإلثنين فتسعة‬
‫عشر ‪ ،‬كإف كاف الثبلثاء فليلة خمسة كعشرين ‪ ،‬كإف كاف األربعاء فليلة أربعة كعشرين ‪ ،‬كإف كاف‬
‫الخميس فليلة ثبلثة كعشرين ‪ ،‬كإف كاف الجمعة فليلة تسعة كعشرين ‪ ،‬كإف كاف السبت فليلة أحد‬
‫كعشرين‪ )7( .‬أم ‪ :‬األرض‪ .‬كمعو لواء أخضر ‪ ،‬فيركز اللواء على ظهر الكعبة ‪ ،‬كلو ست مائة جناح‪،‬‬
‫منها جناحاف ال ينشرىما إال في ليلة القدر ‪ ،‬فينشرىما في تلك الليلة فيتجاكزاف المشرؽ كالمغرب ‪،‬‬
‫كيبث جبريل المبلئكة في ىذه الليلة فيسلموف على كل قائم كقاعد كمصل كذاكر ‪ ،‬كيصافحونهم ‪،‬‬
‫كيؤمنوف على دعائهم حتى يطلع الفجر ‪ ،‬فإذا طلع الفجر قاؿ جبريل ‪ :‬يا معشر المبلئكة الرحيل الرحيل‬
‫‪ ،‬فيقولوف ‪ :‬يا جبريل ما صنع اهلل في حوائج المؤمنين ? فيقوؿ ‪ :‬إف اهلل نظر إليهم في ىذه الليلة ‪ ،‬كعفا‬
‫عنهم ‪ ،‬كغفر لهم ‪ ،‬إال أربعة ‪ ،‬رجل مدمن خمر‪ ،‬كعاؽ كالديو ‪ ،‬كقاطع رحم ‪ ،‬كمشاحن ‪ ،‬قيل‪ :‬كما‬
‫المشاحن يا رسوؿ اهلل ? قاؿ المصارـ ‪ ،‬كفي الحديث يغفر اهلل لكل بشر ‪ ،‬ماخبل مشرؾ ‪ ،‬كمشاحن ‪،‬‬
‫قيل ‪ :‬ألمشاحن صاحب البدعة ‪ ،‬المفرؽ للجماعة ‪ ،‬كاألمة ‪ ،‬كالكبكبة ‪ :‬بضم الكافين ‪ ،‬كسكوف الباء‬
‫األكلى معجمة بواحدة من أسفل‪( .‬شفاء) كقد ركم بفتح الكاؼ ‪ ،‬كىي الجماعة‪.‬‬
‫(*) (فرع) من علق طبلقا أك عتقا بليلة القدر ‪ ،‬فإف كاف قبل (‪ )7‬دخوؿ العشر األكاخر كقع في أكؿ‬
‫دخوؿ آخر ليلة منها ‪ ،‬كإف كاف بعد مضى ليلة منها لم يقع إال بانقضائها في السنة الثانية ‪ ،‬فإف عين‬
‫األكلى فبل شيء كالوجو جواز تنقلها‪( .‬بحر)‪ .‬يتأمل كبلـ (البحر) فليلة تاسع عشر من ليالي القدر قطعا‪.‬‬
‫(ىامش بياف) (قرز)‪ )7( .‬قبل دخوؿ يوـ تاسع عشر‪( .‬قرز)‪.‬‬

‫(‪)700/4‬‬

‫_____________________________‬

‫) ليلة (القدر في تسع عشرة‪ ،‬كفي األفراد بعد العشرين من رمضاف) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإنما قلنا‪:‬‬
‫تلتمس في ىذه الليالى أخذا باإلجماع ؛ ألف العلماء مختلفوف في ذلك‪ ،‬فقالت اإلمامية ‪ :‬تلتمس في‬
‫تسع عشرة ‪ ،‬كحادم‪ ،‬كثبلث ‪ ،‬كسبع(‪ .)7‬كقاؿ الناصر‪ :‬في حادل ‪ ،‬كثبلث‪ ،‬كسبع(‪ .)0‬كقاؿ القاسم‪،‬‬
‫كالمؤيد باهلل ‪ :‬في ثبلث‪ ،‬كسبع‪ .‬كقاؿ الشافعي‪ :‬في أفراد العشر األكاخر ‪ ،‬فإذا عمل بقولنا فقد أخذ‬
‫باالحتياط ‪ ،‬كىي باقية عند األكثر ‪ ،‬خبلؼ أبي حنيفة(‪ ،)3‬فقاؿ ‪ :‬قد رفعت بموتو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬بعد العشرين‪.‬‬
‫(‪ )0‬كتسع عشرة‪.‬‬
‫(‪ )3‬يحقق ‪ ،‬ففي كتبهم خبلؼ ىذا‪( .‬مفتي)‬

‫(‪)703/4‬‬

‫_____________________________‬

‫(كتاب (‪ )7‬الزكاة)‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬حقيقة الزكاة‪ :‬ىي صلة شرعها اهلل في أمواؿ عباده األغنياء مواساة إلخوانهم الفقراء؛ قضاء لحق‬
‫األخوة‪ ،‬كعمبل بما يوجب تأكيد األلفة لما أمر اهلل تعالى من المعاكنة كالمعاضدة‪ ،‬مع ما فيها من ابتبلء‬
‫ذكم األمواؿ التي ىي شقائق النفوس‪ ،‬كما ابتبلىم اهلل تعالى في األبداف بتلك العبادة البدنية‪ ،‬ففيها‬
‫شائبة عبادة كىي البدنية‪( .‬معيار) (*) كىل الزكوة طاعة أك عبادة ? قاؿ المنصور باهلل‪ :‬طاعة‪ ،‬كقواه‬
‫الفقيو محمد بن يحي‪ .‬كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬عبادة‪( .‬نجرم) كالفرؽ بين الطاعة كالعبادة ػ أف العبادة فيها‬
‫تذلل‪ ،‬كالطاعة ترفع على المعطى‪ .‬كقيل‪ :‬ىي صلة‪ ،‬كفيها شائبة عبادة؛ فؤلجل شائبة العبادة كجوب‬
‫النية‪ ،‬كلم تصح مع مشاركة المعصية‪ ،‬كلكونها صلة ػ صح االستنابة‪ ،‬كصح اإلجبار عليها‪( .‬فرع) كلما‬
‫فيها من العبادة كجبت فيها [النية] كلم تصح مع مشاركة معصية‪ ،‬ككاف المعتبرفي إجزائها ىو مذىب‬
‫الصارؼ‪ ،‬ال المصركؼ إليو‪ ،‬فلو الصرؼ في فقير عنده‪ ،‬كإف كاف ذلك المصركؼ إليو غنيا في مذىب‬
‫نفسو‪ ،‬كيجوز لو أخذىا‪ ،‬ال العكس فبل تجزئ‪ ،‬كإف كاف يجوز للمصركؼ إليو األخذ حيث ال شرط‪ ،‬كال‬
‫ما في حكمو‪( .‬معيار بلفظو)‬
‫(*) كأدلة الزكاة على ما ذكره اإلماـ يحيى ىي صريح في الطلب‪ ،‬مجملة في الوجوب في التفصيل‪.‬‬
‫(شرح راكع) قلت‪ :‬ال يخفى كبلمو ما فيو‪ ،‬أما قولو‪" :‬صريح في الطلب" فبل كبلـ‪ ،‬كأما احتماؿ الوجوب‬
‫فضعيف‪ .‬كقد تقرر في مواضعو أف األمر يقتضي الوجوب لغة كشرعا‪ ،‬كأما كونها مجملة في التفصيل‬
‫فنعم مجملة في آم القرآف‪ ،‬ال في السنة فمفصلة‪ ،‬خصوصا في زكاة المواشى‪ .‬قولو‪:‬‬
‫كما أحرزت من دنياؾ نقص ***كما أفنيت كاف لك الزكاة‬

‫(‪)7/5‬‬

‫_____________________________‬

‫ىي في اللغة مأخوذة من الزكاء‪ ،‬الذم ىو الزيادة؛ لما يحصل من الثواب‪ ،‬كبركة الماؿ(‪ )7‬كإف كانت‬
‫نقصاف (‪ )0‬جزء منو‪ ،‬كلهذا يقاؿ‪ :‬زكا الزرع إذا نما‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬مأخوذة من التزكية(‪ )3‬التي ىي التطهير؛ لما كانت تطهر صاحبها من المآثم‪.‬‬
‫كفى الشرع‪ :‬إخراج جزء معلوـ من ماؿ مخصوص مع شرائط (‪.)4‬‬
‫كالدليل عليها من الكتاب قولو تعالى‪{ :‬كآتوا الزكاة}‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بأف تقل الدكاعى إليو‪ ،‬كإف لم يخرج الزكاة كثرت الدكاعى‪( .‬نجرم)‬
‫(‪ )0‬قاؿ في الحديث‪( :‬ما نقص ماؿ من زكاة قط) كلعلو في الظاىر فقط‪( .‬غايات)‬
‫(‪ )3‬كلهذا شبهها صلى اهلل عليو كآلو كسلم بغسالة أكساخ الناس‪ )*( .‬كفي (حاشية الهداية) تطهرة‬
‫الماؿ؛ ألنو قاؿ‪ :‬يكوف صاحب الماؿ صغيرا‪ ،‬أك مجنونا‪ ،‬كزكوة الفطرة تطهرة للبدف‪ )*( .‬األكلى‪ :‬جزء‬
‫معلوـ‪ ،‬كحذؼ إخراج‪ .‬ألف اإلخراج فعل‪ ،‬كليس حقيقة الزكاة‪.‬‬
‫(‪ )4‬كىي النية‪ ،‬كاإلسبلـ‪ ،‬كملك النصاب‪ ،‬كالتمكن‪ )*( .‬من شخص مخصوص‪ ،‬في كقت مخصوص‪،‬‬
‫إلى شخص محصوص‪ ،‬بنية مخصوصة‪ )*( .‬كما في الشرح ليس بحد حقيقي‪ ،‬كإنما ىو تقريب‪ ،‬ال‬
‫تحديد‪( .‬بحر) كذلك ألف الحد من حقو أف يكشف عن ماىية المحدكد‪ ،‬على كجو المطابقة‪ ،‬كىذا‬
‫الحديث المذكور ليس كذلك‪ ،‬لما فيو اإلجماؿ في أكصاؼ الزكوة‪( .‬شرح بحر) (*) مع حصوؿ أمور‬
‫اعتبرىا الشرع‪ ،‬نحو إسبلـ المالك‪ ،‬ككماؿ النصاب‪ ،‬كصحة كالية المخرج‪ ،‬كمصير ذلك إلى مستحقو‪،‬‬
‫كما سيأتي‪( .‬شرح بحر بلفظو)‬

‫(‪)0/5‬‬
‫_____________________________‬

‫كمن السنة (بني اإلسبلـ على خمسة أركاف) الخبر‪ .‬كاإلجماع منعقد على كجوبها على سبيل الجملة‬
‫فمن أنكرىا كفر(‪ ،)7‬كمن تركها غير منكر فسق(‪.)0‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬إال أف يكوف قريب عهد باإلسبلـ‪ ،‬أك نشأ في بادية ال يعرؼ كجوبها لم يكفر(‪)3‬‬
‫لكن يعرؼ الوجوب (‪.)4‬‬
‫قاؿ في الشرح‪ :‬كال حق في الماؿ(‪ )5‬سول الزكاة (‪ )6‬عند عامة الفقهاء‪.‬‬
‫كقاؿ مجاىد‪ ،‬كالشعبي(‪ ،)7‬كالنخعي‪ :‬فيو حق غيرىا‪ ،‬كىو إطعاـ من يحضر الحصاد (‪.)8‬‬
‫[الذىب كالفضة]‬
‫فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في المجمع عليو؛ ألنو رد ما علم من الدين ضركرة (*) قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ال يفسق إال بزكاة مجمع‬
‫عليها‪ ،‬أك في مذىبو عالما‪.‬‬
‫(‪ )0‬بترؾ زكاة مجمع عليها‪ ،‬فإف أخرج بعض الواجبات كتمرد عن إخراج بعضو كىو ال يأتي قدر الزكاة‬
‫المجمع عليها فهو يفسق‪( .‬حاشية سحولي لفظا) كعزـ على المنع في المجمع عليو‪ ،‬كالمجمع عليو‬
‫أربعوف أكقية فضة خالصة‪.‬‬
‫(‪ )3‬قوم‪ .‬كال يفسق‪.‬‬
‫(‪ )4‬كما أف بنى حنفية لما أنكركىا لم يكفرىم أبو بكر‪ ،‬بل قاؿ‪" :‬كاهلل لو منعوني عقاؿ بعير" كركم‬
‫"عناقا مما أعطوا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم لقاتلتهم عليو"‪( .‬غيث) بل ظاىر (الكشاؼ) في‬
‫قولو تعالى‪{ :‬ستدعوف} الخ صريح بردتهم‪ .‬فينظر‬
‫(‪ )5‬تعبدم كأما غير التعبدم مثل سد الرمق‪ ،‬كإعانة اإلماـ في الجهاد‪ ،‬كمما تدعو الضركرة إليو فإنو‬
‫يجب‪.‬‬
‫(‪ )6‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال حق في الماؿ سول الزكاة) كلم يفرؽ‪ .‬كىذا نص‪ ،‬كحجة اآلخرين‬
‫قولو تعالى‪ { :‬كآتوا حقو يوـ حصاده} قلنا‪ :‬بين بذلك كقت كجوبها‪( .‬بستاف) ك(بحر)‬
‫(‪ )7‬منسوب إلى شعب الرحبة صنعاء بست ساعات‪ ،‬كاسمو (عامر) بن شرحبيل‪.‬‬
‫(‪ )8‬من المساكين‪ ،‬كىو قبضو من الطعاـ‪ ،‬أك سنبلتين من الذرة إجماعا [كعنقود من العنب‪ ،‬كعثكوؿ‬
‫من التمر]‪.‬‬

‫(‪)3/5‬‬

‫_____________________________‬
‫(تجب في الذىب‪ ،‬كالفضة‪ ،‬كالجواىر‪ ،‬كالآللي(‪ ،)7‬كالدر(‪ ،)0‬كالياقوت‪ ،‬كالزمرد (‪ ،)3‬كالسوائم‬
‫الثبلث)(‪ )4‬كىي اإلبل‪ ،‬كالبقر‪ ،‬كالغنم‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقلنا "الثبلث" إشارة إلى قوؿ أبي حنيفة فإنو يوجبها في الخيل(‪.)5‬‬
‫(كما أنبتت األرض‪ ،‬كالعسل)(‪ )6‬إذا حصل (من) نحل (ملك) (‪ )7‬ال إذا حصل من نحل مباح‪ ،‬كالتي‬
‫في الشواىق فإف فيو الخمس على ما سيأتي‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إجماعا‪ )*( .‬ككذا كل حجر نفيس‪ ،‬كالفصوص [كالعقيق كنحوه ] قاؿ في (شمس العلوـ)‪ :‬كال زكاة‬
‫في المرجاف‪ ،‬كالمرجاف جنس من الخرز األحمر‪ ،‬كىو قصبات شجر ينبت في البحر إذا اكتحل منو نفع‬
‫كجع العين‪ ،‬كالظاىر كجوب الزكاة في المرجاف‪( .‬من خط سيدل الحسين بن القاسم)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كبار اللؤلؤ‪.‬‬
‫(‪ )3‬الزمرد‪ ،‬كالزبرجد‪ ،‬كالفيركزج شيء كاحد‪ ،‬من الجواىر الخضر النفيسة‪( .‬برىاف) (*) بضم حركفو‬
‫كلها‪.‬‬
‫(‪ )4‬إجماعا‪.‬‬
‫(‪ )5‬إذا بلغت أربعين‪ ،‬ككانت إناثا‪ ،‬أك ذكورا‪ ،‬كإناثا‪ ،‬ال ذكورا فقط‪ ،‬فيخرج كاحدة‪ ،‬أكعن كل فرس‬
‫دينارا إف نقصت عن نصابها‪( .‬غيث) ك(زىور) أك عشرة دراىم‪( .‬شرح أثمار) أك ربع عشر قيمتها‪،‬‬
‫كيشترط السوـ‪( .‬كواكب) كال تجب الزكاة في العبيد‪ ،‬كالبغاؿ‪ ،‬كالحمير‪ ،‬كالبيوت‪ ،‬كاألراضي‪،‬‬
‫كالحديد‪ ،‬كالنحاس‪ ،‬كالرصاص‪ ،‬كالزجاج‪ ،‬كالكسوة‪ ،‬كاألثاث‪ ،‬إلى آخره كما سيأتي‪.‬‬
‫(‪ )6‬ألنو قد صح باألخبار عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم لزكـ العشر فيو‪ ،‬بركاية أبي سيارة‬
‫المتعي‪ ،‬ذكره في (أصوؿ األحكاـ) ك(الشفاء) كركاه ابن عمر عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫(أف فيو العشر) كأخرجو عدة من الناس‪.‬‬
‫(‪ )7‬قيد للكل فبل كجو للتخصيص‪( .‬مفتي) (قرز) (*)الملك مشترط في الكل‪( .‬مفتي) (قرز)‬

‫(‪)4/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كاعلم أف الزكاة تجب في ىذه األصناؼ (كلو) كانت (كقفا (‪ ،)7‬أك كصية‪ ،‬أك بيت ماؿ)‪.‬‬
‫أما الوقف فاعلم أف ما صح كقفو من ىذه األصناؼ كجبت فيو الزكاة على الصحيح من المذىب‪ ،‬كقد‬
‫ذكره أبو العباس فيما أنبتت األرض الموقوفة‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كال فرؽ بينها كبين غيرىا‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل(‪ )0‬كالشافعي‪ :‬ال تجب في الوقف على الطريق‪ )3(،‬كالمساجد‪ ،‬كالفقراء‪ ،‬ذكر ذلك‬
‫في غلة األرض الموقوفة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ الفقيو حسن‪ :‬كاألصح أنو ال يعتبر النصاب في غبلت األكقاؼ على الفقراء عموما‪ ،‬على قوؿ‬
‫من يوجب العشر؛ ألنو من المعلوـ أف من جنسها من أمواؿ اهلل تعالى جم غفير؛ إذ المالك ىو اهلل‬
‫تعالى فوجود النصاب معلوـ‪( .‬تبصرة) كقاؿ في حاشية‪ :‬إنو يعتبر النصاب‪ ،‬كمثلو عن اإلماـ المهدم؛‬
‫ألف المالك الفقراء‪ .‬كقيل‪ :‬العبرة بما يجمعو المتولي؛ ألنو أشبو بالمالك‪ ،‬كالخطاب متوجو إليو‪ ،‬كظاىره‬
‫كلو كاليتو في نواح‪ .‬كقيل‪ :‬ما جمعتو الناحية‪ .‬قيل‪ :‬إال في المسجد [أم‪ :‬الملك]ألنو مصرفو يختص‬
‫بو‪( .‬بستاف) كلفظ حاشية‪ :‬كيعتبر كماؿ النصاب في غلة كل مسجد بعينو‪ ،‬كال يضم إلى غلة غيره من‬
‫المساجد‪ ،‬ىذا في أمواؿ [المملوكة] المساجد يعتبر كل مسجد بعينو كالدمي‪ ،‬ال في األمواؿ الموقوفة‬
‫عليها فالعبرة بالمتولي عليها‪( .‬سيدنا حسن بن أحمد الشبيبي رحمو اهلل) (قرز)‬
‫(‪ )0‬ألف الزكاة ال تجب عنده إال على مالك معين‪ ،‬مكلف‪ ،‬أك معرض للتكليف‪ ،‬كالصبي‪ ،‬كالمجنوف‪.‬‬
‫(بستاف)‬
‫(‪ )3‬إذ ال مالك لها إال اهلل‪ ،‬كالوجوب فرع عن الملك‪ .‬قلت‪ :‬المالك المسلموف؛ إذ ىي لمصالحهم‪،‬‬
‫كالجملة مع عدـ االنحصار كالواحد‪ ،‬كلذا صرؼ في الجنس‪( .‬بحر) قلنا‪ :‬فيلزـ أف ال تجب الزكاة إال‬
‫إذا أتى لكل كاحد نصاب‪( .‬مفتي)‬

‫(‪)5/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كاعلم أف الوقف إذا كاف على فقير معين‪ ،‬أك غلتو مستثناة عن حق (‪ )7‬كاجب فإنو يجب فيها‬
‫العشر(‪ )0‬اتفاقا بيننا(‪ )3‬كبين المؤيد باهلل‪ ،‬كىكذا إذا دفعت األرض الموقوفة على الفقراء إلى فقير‬
‫معين(‪ )4‬ليستغلها لزمو العشر(‪ )5‬كإف كاف على خبلؼ ذلك ففيو الخبلؼ‪ ،‬كىو حيث يكوف‬
‫لمسجد(‪ )6‬أك طريق أك للفقراء على اإلطبلؽ‪ .‬ىذا في األرض الموقوفة‪.‬‬
‫فأما الحيواف(‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألف الغلة باقية على ملك الواقف‪ ،‬فبل يخرج إال بالصرؼ‪ .‬ك(قرز)‬
‫(‪ )0‬قاؿ المؤيد باهلل عليو السبلـ‪ :‬ألنو ال مالك لها معين يتوجو الخطاب إليو في المذكورة‪( .‬نجرم)‬
‫(‪ )3‬حيث كاف البذر من غلتها‪ ،‬أك قرضا للميت‪ ،‬أك تبرعا عنو‪ ،‬أك كاف مما يتسامح بو‪( .‬قرز) كإف كاف‬
‫البذرمن الزارع فالزكاة عليو‪( .‬قرز)‪ .‬كفي حاشية‪ :‬ال تبرعا‪ ،‬فبل يصح؛ ألف التبرع بحقوؽ اهلل تعالى ال‬
‫يصح‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كالبذر منو‪.‬‬
‫(‪ )5‬إذا كاف البذر من ملكو‪ ،‬كإف كاف من بيت الماؿ فالخبلؼ ثابت‪.‬‬
‫(‪ )6‬معين‪ .‬ال فرؽ (قرز)‬
‫(‪ )7‬كنقل من خط موالنا المتوكل‪ :‬فأما في الحيواف الموقوؼ فبل يبعد أف يقاؿ في الحيواف المأكوؿ‬
‫كالسوائم الثبلث‪ :‬إنو ال يصح كقفها؛ لما في ذلك من منع الزكاة من عينها‪ ،‬كلما في ذلك من التشبو‬
‫بالبحيرة (‪ )7‬كالسائبة‪ ،‬كالوصيلة‪ ،‬كالحاـ‪ ،‬كجو التشبيو‪ :‬أف تلك قد منع من ذبحها‪ ،‬ككذلك ىذه لو‬
‫صح كقفها منع من ذبحها كأكلها‪ ،‬كفيو تحريم ما أحل اهلل تعالى‪ )7( .‬البحيرة إذا نتجت الناقة خمسة‬
‫بطوف آخرىا ذكر بحركا أذنها أم‪ :‬شقوىا‪ ،‬كخلوا سبيلها ال تحلب‪ ،‬كال تركب‪.‬‬
‫كالسائبة‪ :‬كاف يقوؿ الرجل منهم‪ :‬إف شفيت فناقتي سائبة‪ .‬فتكوف كالبحيرة ال ينتفع بها‪.‬‬

‫كالوصيلة‪ :‬كاف إذا كلدت الشاة أنثى فهي لهم‪ ،‬كإف كلدت ذكرا فهو آللهتهم‪ ،‬كإف كلدتهما جميعا قالوا‪:‬‬
‫كصلت األنثى أخاىا‪ ،‬فبل يذبح لها الذكر‪ ،‬كإذا نتجت من صلب الفحل عشرة أبطن حرموا ظهره‪ ،‬فلم‬
‫يمنعوه ماء كال مرعى‪ .‬كقالوا‪ :‬قد حمى ظهره‪.‬‬

‫(‪)6/5‬‬

‫_____________________________‬

‫الموقوؼ فذكر في االنتصار‪ ،‬كالسيد يحيى بن الحسين‪ :‬أنو ال زكاة فيو؛ ألف فركع الوقف كقف‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب عندم أنو إذا أسامها(‪ )7‬المتولي أف الزكاة كاجبة من أصوافها(‪،)0‬‬
‫كألبانها لعموـ دليل كجوب الزكاة في السوائم‪ ،‬فإف لم يكن ثم صوؼ‪ ،‬كال لبن ففى بيت الماؿ(‪ ،)3‬كقد‬
‫ذكر ىذا الفقيو يوسف‪.‬‬
‫كأما الجواىر كنحوىا إذا كقفت لبلستغبلؿ(‪ )4‬مثبل‪ ،‬فحكمها ىكذا عند من يوجب الزكاة(‪ )5‬في‬
‫المستغبلت(‪ )6‬فتجب الزكاة من الغلة إف كانت‪ ،‬كإال ففي بيت الماؿ(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬المراد سامت‪ ،‬أك سامها الغير‪.‬‬
‫(‪ )0‬كيصح أف يخرج من ذكورىا‪ ،‬كما يأتي للفقيو علي في الوقف‪ ،‬سيأتي في الوقف أف ما صح‬
‫االنتفاع بو مع بقاء عينو فهو كقف‪ ،‬سواء كاف من الفركع أـ ال‪.‬‬
‫(*) لكن يقاؿ‪ :‬كيف كجبت في األصواؼ كاأللباف‪ ،‬كىي ملك للفقير‪ ،‬كالرقبة ليس فيها حق‪ .‬فينظر (*)‬
‫كليس المراد أنها تجب في الصوؼ كاللبن‪ ،‬بل تجب في السائمة بعينها‪ ،‬لكن منع من اإلخراج منها‬
‫الوقف‪ ،‬فيجب أف يشترم من الفائدة شاة أك نحوىا لتعذر اإلخراج من العين‪( .‬برىاف) ك(ذكيد) (قرز)‬
‫(‪ )3‬ال كجو إلخراجها من بيت الماؿ‪ ،‬بل تبقى حتى يحصل شيء من الفوائد؛ إال أف يكوف ثمة‬
‫مصلحة‪ ،‬بأف تكوف تصرؼ فضبلتها إليو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬يقاؿ‪ :‬ىي تجب في العين [كإف لم تكن مستغلة ]كإنما المراد عند من يوجب الزكاة في الوقف‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )5‬كلو لم يكن لبلستغبلؿ؛ إذ ىي تجب في عينها‪.‬‬
‫(‪ )6‬صوابو في الوقف‪( .‬كواكب) (قرز)‬
‫(‪ )7‬ىذا حيث كاف لبيت الماؿ مصلحة‪ ،‬بأف يكوف تصرؼ فيو فضبلتها‪( .‬لمعة) ك(عامر) فإف لم يكن‬
‫بيت ماؿ بقيت في العين حتى يتمكن من اإلخراج‪( .‬عامر)‬

‫(‪)7/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما الوصية فإف كانت آلدمي معين كلم يرد فبل إشكاؿ في كجوبها(‪ )7‬عليو‪ ،‬كإف رد الوصية‪ ،‬كحالت‬
‫في يد الوصي(‪ )0‬لزمو إخراج زكاتها(‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬سواء حاؿ الحوؿ قبل قبضها‪ ،‬أك بعده‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )0‬لعلو حيث كاف المردكد عليو راجيا للرد؛ ألف من شرطو أف يكوف متمكنا‪ ،‬أك مرجوا‪( .‬شامي) فإف‬
‫كاف الورثة صغارا أك نحوىم‪ ،‬ككل كاحد حصتو نصاب‪ ،‬أك الوارث كاحدا ػ أخرج عنهم الوصي‪ .‬كإف‬
‫كانوا كبارا كانت عليهم‪ ،‬كاإلخراج إليهم‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز) (*) كىل يعتبر الحوؿ بعد الرد‪،‬‬
‫كىل الرد فسخ من حينو‪ ،‬أك من أصلو ػ فإذا رد لزـ الوصي لما مضى من السنين ػ أك من حينو فيستأنف‬
‫التحويل من يوـ الرد ? األقرب أنو من حينو‪ ،‬على قياس ما يأتي في العتق (‪( .)7‬مفتي) كفي (شرح‬
‫البحر) في باب الفطرة‪ :‬أف الرد فسخ للعقد من أصلو‪ ،‬لكن يشترط الرجاء فيما قبل الرد‪( .‬شامي)‬
‫(قرز) في قولو‪ :‬إف اختار التمليك‪ )*( .‬أم‪ :‬حالت قبل الرد‪ .‬كالواك ال تقتضي الترتيب‪ ،‬كأما لو حالت‬
‫بعد الرد فبل خبلؼ أنها من الوصي‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬عن الوارث‪( .‬قرز) مع الرجاء للرد من الوصي أك الوارث‪ .‬شامي (قرز)‬

‫(‪)8/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كأما إذا كانت لغير معين بل للفقراء جملة أك لمسجد (‪ )7‬أك للحج ػ فإنو يجب على الوصي إذا‬
‫حالت(‪ )0‬في يده أف يخرج زكاتها(‪.)3‬‬
‫كعن األستاذ‪ ،‬كابن أصفهاف‪ :‬ال تجب زكاة في ماؿ الحج‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كاألقرب أف الخبلؼ في كصية المسجد‪ ،‬كالطريق‪ ،‬كالفقراء‪،‬كنحوىم كالخبلؼ‬
‫في الوقف(‪.)4‬‬
‫كأما بيت الماؿ الذم يجمعو اإلماـ كنحوه (‪ )5‬فحكى أبو العباس عن محمد بن يحيى كجوب الزكاة‬
‫فيو(‪ .)6‬قيل‪ :‬كالخبلؼ في بيت الماؿ كالخبلؼ في الوقف‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلو معينا‪( .‬كواكب) الظاىر أف المسجد المعين كاآلدمي المعين‪ ،‬فبل يستقيم أف يخرجها الوصي‬
‫فتكوف من الضرب األكؿ‪ ،‬كىو ظاىر الشرح حيث قاؿ‪" :‬أك لمسجد معين"‪( .‬سيدنا حسن رحمو اهلل)‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )0‬أم‪ :‬حالت‪.‬‬
‫(‪ )3‬عن الميت‪( .‬زىور) (*) كلعلو مبني على اعتبار القبوؿ‪ ،‬فأما لو لم نقل بو‪ ،‬كىو المختار‪ ،‬فإخراجها‬
‫عن الموصى لو‪ ،‬ال عن الميت‪ ،‬كما في (الزىور) مستقيم في ماؿ الحج؛ إذ ال يملكو األجير إال بالعقد‪.‬‬
‫(سيدنا حسن) (قرز) (*) حيث ال يمكنو التحجيج‪ ،‬كإال لزمو من مالو؛ ألنو غرـ لزمو بالتفريط‪.‬‬
‫(سحولي) ك (شكايدم) يقاؿ‪ :‬ليس بأبلغ من الغاصب‪ ،‬فبل يجب عليو شيء من مالو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كىو الخراج‪ ،‬كالمعاملة‪ ،‬كما يؤخذ من أىل الذمة‪ ،‬كماؿ الصلح‪ ،‬كالخمس‪ .‬كأما الزكاة كنحوىا‬
‫فؤلنها تؤدم إلى السلسلة‪( .‬زىور) كقاؿ أبو العباس كىو المذىب‪ ،‬كىو ظاىر الكتاب‪ :‬يجب‪ .‬كفائدتها‬
‫كجوب النية‪ ،‬كتحريمها علي بنى ىاشم‪ ،‬بخبلؼ سائر بيت الماؿ‪( .‬نجرم) كىذا كلو في النقدين‪ ،‬كفي‬
‫السوائم‪ ،‬ال في الطعاـ‪ ،‬كمثلو في (حاشية سحولي)‬
‫كقد جمع بيت الماؿ قوؿ الشاعر [ىو اإلماـ يحيى]‪:‬‬
‫إذا قيل بيت الماؿ فهو ثبلثة *** إلى خمسة نص اإلماـ ابن حمزة‬
‫خراج كفيء ثم صلح كلقطة ***كجزية ذمي ككل غنيمة‬
‫كمظلمة المجهوؿ كالخمس من *** بها حصر بيت الماؿ فافهم كصيتى [قضيتي‪.‬نخ]‬
‫(‪ )5‬المحتسب‪.‬‬
‫(‪ )6‬إذا كاف من النقدين‪ ،‬أك السوائم الثبلث‪ ،‬كأما الحبوب فبل‪.‬‬

‫(‪)9/5‬‬

‫_____________________________‬

‫ك (ال) تجب الزكاة (فيما عداىا) من األصناؼ كلها‪ ،‬فبل تجب في الخيل‪ )7(،‬كالبغاؿ‪ ،‬كالحمير‪،‬‬
‫كالعبيد‪ ،‬كالدكر‪ ،‬كالضياع‪ ،‬كالحديد‪ ،‬كالرصاص‪ ،‬كالنحاس‪ ،‬كنحو ذلك (‪( )0‬إال) أف يكوف شيء من‬
‫ىذه (لتجارة أك استغبلؿ) كجبت فيو الزكاة‪ ،‬ىذا قوؿ الهادم عليو السبلـ(‪ )3‬أعنى كجوب الزكاة في‬
‫المستغل(‪ .)4‬ككجهو‪ :‬القياس لمعاكضة المنافع(‪ )5‬على المعاكضة في األعياف(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لما ركاه زيد بن علي عن أبيو عن جده عن علي عليهم السبلـ قاؿ‪( :‬عفا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم عن ذلك)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كمعلوفة الغنم‪ ،‬كالصوؼ‪ ،‬كالحرير‪ ،‬كاأللباف‪ ،‬كاألدىاف‪ ،‬كأثاث البيت‪ .‬كقاؿ في االنتصار‪ :‬تجب‬
‫الزكاة في الحرير؛ ألنو شجر يستحيل في بطن حيواف فأشبو العسل‪.‬‬
‫(‪ )3‬لعموـ قولو تعالى‪{ :‬خذ من أموالهم}‬
‫(‪ )4‬قاؿ أبو جعفر‪ :‬لم يوجب الزكاة في المستغبلت إال الهادم‪( .‬بياف) كالمختار أف قوؿ الهادم ليس‬
‫مخالفا لئلجماع؛ ألف الصحابة كالتابعين إما أف يكونوا خاضوا في المسألة كاختلفوا فيها فهي خبلفية‪،‬‬
‫أك خاضوا كأجمعوا كلم ينقلو عنهم ناقل‪ ،‬أك لم يخوضوا فبل حرج عليو في استنباط مسألة بفكره‬
‫الصائب‪ ،‬كنظره الثاقب‪ .‬إف قلت‪ :‬ال استنباط مع صحة النص المذكور عنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫ىذا جواب غير مخلص؛ إذ ال تجمع األمة على إخبلؿ بواجب‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )5‬قلت‪ :‬كقياسو عليو السبلـ قوم في الماؿ المعد للكراء‪ ،‬كالماؿ المعد للبيع بيع المنفعة‪ ،‬كبيع‬
‫العين‪ ،‬ككلما أكراىا فكأنو باعها‪ ،‬إال أف القياس أف يقدر النصاب من الغلة التي ىي األجرة‪ ،‬كما ذكر‬
‫صاحب (الحاصر على مذىب الناصر) في مسائل األرحاء [جمع رحى‪ ،‬كىي المطحن] كالحوانيت‪،‬‬
‫كالدكر‪ ،‬كالمستغبلت إذا بلغ كراىا كغلتها في السنة مائتي درىم ففيها ربع العشر‪ ،‬كإف لم يبلغ ذلك‬
‫فبل شيء‪( .‬ضياء ذكم األبصار) كالمختار أف في المستغبلت ربع عشر قيمتها مطلقا‪.‬‬
‫(‪ )6‬كالقياس ضعيف؛ ألنهم أكجبوا الزكاة في قيمة العين‪ ،‬ال في قيمة المنفعة‪( .‬زىور) فكاف القياس أف‬
‫يقع في قيمة المنفعة‪ .‬كقيل‪ :‬كجو كجوبها عند الهادم عليو السبلـ عموـ األدلة من السمع‪ ،‬نحو قولو‬
‫تعالى‪{ :‬خذ من أموالهم صدقة} ال مجرد القياس‪ ،‬كقد أشار إليو في (شرح النكت)‪.‬‬

‫(‪)72/5‬‬

‫_____________________________‬

‫‪.‬‬
‫كقاؿ أكثر العلماء‪ :‬ال زكاة في المستغبلت؛ لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ليس على المرء في‬
‫عبده‪ ،‬كال في فرسو صدقو) ك ألنو ماؿ ال زكاة في عينو‪ ،‬فبل تجب(‪ )7‬في قيمتو كالمسكن‪.‬‬
‫[شركط المزكي]فصل‬
‫(كإنما تلزـ) الزكاة أم‪ :‬تجب(‪ )0‬بشركط(‪ )3‬األكؿ‪ :‬أف يكوف صاحب الماؿ (مسلما) (‪ )4‬فبل يصح‬
‫أداؤىا من الكافر؛ ألنها طهرة(‪ ،)5‬كال طهرة لكافر‪ ،‬كأما كجوبها عليو فعلى الخبلؼ في كوف الكفار‬
‫مخاطبين بالشرائع أـ ال‪ ،‬فمتى ثبت إسبلـ المالك لزمت الزكاة في مالو‪ ،‬عاقبل كاف أك غير عاقل‪،‬‬
‫فيجب (‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كبنى عليو في (البحر)‪.‬‬
‫(‪ )0‬كظاىر إطبلؽ أىل المذىب أنها شرط كجوب ػ يقتضي أنها ال تجب على الكافر‪ ،‬كقد توؤؿ‬
‫كبلمهم على أف مرادىم أنها ال تصح من الكافر‪ ،‬كأما الوجوب فهي كاجبة عليو‪( .‬غيث) كلفظ (شرح‬
‫األثمار)‪ :‬بأف مرادىم أنها ال تجب عليهم كجوبا يصح منهم تأديتو في حاؿ الكفر‪.‬‬
‫(‪ )3‬أربعة‪.‬‬
‫(‪ )4‬حرا‪( .‬ىداية) (مفتي) كلو محجورا‪)*( .‬كيشترط إسبلمو في جميع الحوؿ‪ ،‬ال طرفيو (قرز)‬
‫(*) ىذا الشرط فيما عدا ملك المسجد‪ ،‬كنحوه‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )5‬كلو سلمها الكافر لم تؤخذ منو؛ إذ ال صدقة‪ ،‬كال زكاة‪( .‬نجرم) (قرز) كلفظ (حاشية سحولي)‪:‬‬
‫فإف سلمها عالما أنها ال تجزيو كانت إباحة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬فإف كاف للصبي كلياف مختلفاف في المذىب ? قد أجيب‪ :‬بأف الصغير بعد بلوغو يعمل بمذىب‬
‫أيهما شاء‪ ،‬كالمقلد إلمامين‪( .‬مفتي) سيأتي في الوصايا‪ :‬أنو يعمل بمذىب نفسو؛ ألنو لم يتبعو عمل‪.‬‬
‫(شرح أثمار) كأما قبل البلوغ فلعلو يقاؿ‪ :‬يتحاكماف إلى الحاكم فما حكم بو لزـ اآلخر‪( .‬شامي) (قرز)‬
‫(*) كيعمل في الوجوب‪ ،‬كالسقوط‪ ،‬كالمصرؼ بمذىب نفسو‪ ،‬كلو بلغ الصبي قبل إخراج الولى كاف‬
‫اإلخراج إليو‪ ،‬كعمل بمذىب كليو فيما مضى قبل بلوغو؛ ألف االجتهاد األكؿ بمنزلة الحكم‪ ،‬كاجتهاده‬
‫في حاؿ صغره كوليو‪ ،‬كسيأتي ذكر ىذا في الوصايا إف شاء اهلل تعالى‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‬

‫(‪)77/5‬‬

‫_____________________________‬

‫على كلي الصبى‪ )7(،‬كالمجنوف إخراج الركاة من مالهما‪ ،‬ىذا مذىبنا‪ ،‬كىو قوؿ الشافعي‪ ،‬كمالك‪.‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كالباقر‪ ،‬كالناصر‪ ،‬كأبو حنيفة‪ :‬إنها ال تجب الزكاة في ماؿ الصبي‪ ،‬كالمجنوف(‪)0‬‬
‫كقاؿ االكزاعي‪ ،‬كالثورم‪ :‬ىي كاجبة لكن ال يخرجها الولي‪ ،‬بل الصبى بعد بلوغو(‪.)3‬‬
‫قاؿ أبو مضر‪ :‬كال خبلؼ أنو يجب العشر(‪ )4‬في مالو‪ ،‬ككذلك صدقة الفطر‪.‬‬
‫كحكى في الزكائد عن صاحب المسفر(‪ :)5‬أنو ال يجب العشر في غلة (‪ )6‬أراضيهم‪.‬‬
‫(الشرط الثاني)‪ :‬أف يكوف ذلك المسلم قد (كمل النصاب (‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ابتغوا في ماؿ اليتيم لئبل تأكلو الصدقة)‪( .‬زىور) كألف عليا عليو‬
‫السبلـ زكى ماؿ أكالد أبي رافع كىم صغار‪ )*( .‬كلي الماؿ‪ ،‬ال كلي النكاح‪( .‬بياف) (قرز)‬
‫(‪ )0‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬رفع القلم عن ثبلثة) قلنا‪ :‬الخطاب على الولي‪.‬‬
‫(‪ )3‬فإف مات قبل أف يخرج أخرجت من تركتو‪.‬‬
‫(‪ )4‬كإنما الخبلؼ فيما عدا العشر‪.‬‬
‫(‪ )5‬كتاب على مذىب الناصر‪ )*( .‬كصاحب المسفر‪ :‬ىو محمد بن علي األترابي‪ ،‬على مذىب‬
‫الناصر‪.‬‬
‫(‪ )6‬خبلفهم فيما كاف زكاتو ربع العشر‪ .‬كىذا اصطبلح الفقهاء؛ ألنهم يطلقوف الزكاة على ربع العشر‬
‫فقط‪ .‬كما عداه فمعشر‪ )*( .‬قلنا‪ :‬قد سبقو اإلجماع‪ ،‬فبل معنى لخبلفو‪ .‬قلنا‪ :‬بل صاحب المسفر‬
‫المتقدـ فلو معنى‪.‬‬
‫(‪ )7‬كىو إجماع في غير المعشر؛ لما ركاه علي عليو السبلـ (ليس فيما دكف عشرين مثقاال من الذىب‬
‫صدقة‪ ،‬فإذا بلغ عشرين مثقاال ففيو نصف مثقاؿ‪ ،‬كما زاد فبالحساب) ذكره في (أصوؿ األحكاـ) كفي‬
‫(الشفاء)‪( .‬ضياء ذكم األبصار) (*)حقيقة كالمالك‪ ،‬كمجاز كبيت الماؿ‪ ،‬كالوقف‪ ،‬كالوصية‪( .‬قرز)‬

‫(*) كلو ملك من محظور‪ ،‬كأجرة البغية‪ ،‬مع اإلضمار‪ ،‬ال حيث كاف مشركطا‪ ،‬فبل يملكو بل يرد لمن ىو‬
‫منو‪ ،‬كأرباح المغصوب؛ ألنو قد ملك‪ ،‬كلو لزـ التصدؽ بو‪( .‬بياف) كما ملك بالخلط‪ ،‬ال ما جمعو من‬
‫الربى؛ ألنو باؽ على ملك كالكو‪ ،‬فيرده لمالكو إف عرفو‪ .‬كىذا في غير ما أخرجت األرض‪( .‬معيار)‬
‫كلفظ (البياف)‪( :‬مسألة) كتجب الزكاة في ما ملكو من كجو محظور‪ ،‬كربح ماؿ مغصوب‪ ،‬كزرع بذره‬
‫مغصوب‪ ،‬كما ملك بالخلط كنحوه‪ ،‬ال فيما جمع من الربى(‪ )7‬ألنو باؽ على ملك مالكو يرد إليو‪( .‬بياف‬
‫بلفظو) (‪ )7‬يعني‪ :‬فيما عدا مثل ما سلمو‪ ،‬كأما ىو فيملكو‪ ،‬كيجب عليو زكاتو‪( .‬غيث معنى)‬

‫(‪)70/5‬‬

‫_____________________________‬

‫في ملكو) ملكا مستقرا فمن لم يكمل النصاب في ملكو لم تلزمو الزكاة‪ ،‬كمهما لم يستقر الملك‬
‫لشخص لم تلزمو الزكاة في الحاؿ(‪ )7‬كالمكاتب(‪ )0‬الذم لم يؤد جميع ماؿ الكتابة‪.‬‬
‫قاؿ في التذكرة‪ )3(:‬كإنما يلزمو متى عتق‪ ،‬كقد كاف حاؿ(‪ )4‬في يده‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بعد عتقو؛ ألنو ال يملك إال بعد العتق‪ ،‬ككذا زرعو ال يجب إال ما حصده بعد العتق‪ ،‬كأما السيد‬
‫فبلزمو زكاة ماؿ الكتابة؛ ألنو إف عتق فدين‪ ،‬كإف رؽ فمن مالو‪ ،‬إال أنو إف عتق كاف التحويل لماؿ الكتابة‬
‫من يوـ عقد الكتابة؛ ألنو دين‪ ،‬كإف رؽ فمن يوـ كسب العبد للماؿ‪ ،‬ال من يوـ عقد الكتابة‪( .‬بهراف)‬
‫(قرز) فيما لم يجب رده إلى أىلو‪ ،‬كأما ما كاف يجب رده إلى أىلو كالمأخوذ من بيت الماؿ‪ ،‬أكمن غيره‬
‫كالزكاة فيرد إلى أىلو‪ ،‬كلو كاف السيد مصرفا للزكاة فبل تطيب لو‪( .‬قرز) قاؿ في الشرح‪ :‬ككذا عشر‬
‫زرعو ال يؤخذ حتى يعتق‪( .‬بياف) القياس أف ما حصده من الزرع كنحوه مع المكاتب أف يزكيها السيد إف‬
‫رؽ العبد‪ ،‬كإف عتق فالظاىر أنو ال شيء عليها؛ ألنو لم يستقر ملكهما حاؿ الحصاد‪( .‬قرز) كعن‬
‫(الشامي) أف السيد ال يزكي إال ما قبضو‪ ،‬كحاؿ عليو الحوؿ بعد القبض‪ ،‬أك ضمو إلى حوؿ جنسو‪،‬‬
‫ككاف مما ال يجب رده ألىلو‪.‬‬
‫(‪ )0‬قاؿ في (الغيث)‪ :‬إنو ال يلزـ المكاتب شيء من الزكاة رأسا‪ ،‬إال ما حاؿ في يده بعد العتق‪،‬‬
‫كالفطرة‪ ،‬كما سيأتي‪ .‬كأما السيد فيحوؿ من يوـ عقد المكاتب‪.‬‬
‫(‪ )3‬تذكرة) أبي طالب‪.‬‬
‫(‪ )4‬بعد عتقو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)73/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(الشرط الثالث)‪ :‬أف يستمر ملكو للنصاب في (طرفي الحوؿ) (‪ )7‬فبل تجب الزكاة حتى يتم على ذلك‬
‫النصاب حوؿ كامل‪ ،‬كالعبرة بتمامو في طرفي الحوؿ‪ ،‬كال يضر نقصانو في كسط الحوؿ إال أف ينقطع‬
‫كما سيأتي(‪.)0‬‬
‫كقاؿ في الزكائد عن الناصر‪ ،‬كالصادؽ‪ ،‬كالباقر‪ ،‬كابن عباس‪ ،‬كابن مسعود‪ :‬من ملك نصابا زكاه في‬
‫الحاؿ(‪ ،)3‬كحوؿ بعد ذلك (‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في غير النابت كأما النابت فبل تحويل فيو‪ ،‬بل متى مك النصاب كجبت فيو الزكاة ببل إشكاؿ‪ .‬ففي‬
‫إطبلؽ العبارة نظر‪ .‬كمثلو العسل‪( .‬شرح أثمار) (*) ىذا في غير ما أخرجت األرض‪ ،‬كأما فيو فإنو ال‬
‫يشترط أف يستمر‪ ،‬كإنما يشترط أف يضم حصاده الحوؿ‪ ،‬كلو في أحد الطرفين‪ ،‬أك دفعات‪ ،‬كما سيأتي‪،‬‬
‫كمثلو العسل‪( .‬شرح أثمار) (*) قيل‪ :‬الوجو في اعتبار طرفي الحوؿ دكف كسطو ػ أف النقود كأمواؿ‬
‫التجارة غيره مستقرة الكمية؛ لكثرة عركض الزيادة كالنقصاف فيها بسبب المعاكضات كغيرىا‪( .‬شرح‬
‫أثمار)‬
‫(‪ )0‬عينا‪ ،‬ال قيمة‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ (قرز)‬
‫(‪ )3‬حجتنا قولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬ال زكاة في ماؿ حتى يحوؿ عليو الحوؿ) أخرجو الترمذم مرفوعا‪.‬‬
‫كفي (الشفاء) عن علي عليو السبلـ‪ .‬كفي (االعتصاـ) عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كأخرجو‬
‫أبو داكد من حديث إسحاؽ‪ .‬ذكره ابن حجر في بلوغ المراـ‪ .‬كحجة اآلخرين قولو صلى اهلل عليو كآلو‪:‬‬
‫(في الرقة ربع العشر) كلم يعتبر الحوؿ‪ .‬قلنا‪ :‬مقيد بالحوؿ للخبر الذم ركينا‪.‬‬
‫(‪ )4‬يعني‪ :‬زكاة أخرل‪.‬‬

‫(‪)74/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(الشرط الرابع) أف يكوف ذلك النصاب (متمكنا) منو في جميع الحوؿ (‪ ،)7‬كذلك حيث يكوف في يد‬
‫مالكو(‪ )0‬عارفا(‪ )3‬لموضعو(‪ )4‬غير ممنوع منو‪ ،‬أك في يد غيره بإذنو‪ ،‬كذلك الغير مصادؽ غير متغلب‬
‫(أك) في حكم المتمكن‪ ،‬كذلك حيث يكوف (مرجوا) (‪ )5‬غير مأيوس‪ ،‬كذلك حيث يكوف ضاال(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك بعضو مع كمالو طرفي الحوؿ‪( .‬سماع) ككجهو‪ :‬أف العبرة بتمكنة في الطرفين‪ ،‬كال عبرة بتمكنو‬
‫في الوسط‪ .‬ككجهو‪ :‬أنو ال بد من التمكن منو فيجميع الحوؿ‪ ،‬أك بعضو في كسطو‪ ،‬كلم ينقطع‪ ،‬ككاف‬
‫كامبل في الطرفين‪.‬‬
‫(‪ )0‬ال فرؽ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلفظ (البياف) (مسألة) كتجب الزكاة فيما ملك من كجو محظور‪ ،‬كربح ماؿ مغصوب‪ ،‬كزرع بذره‬
‫مغصوب‪ ،‬كما ملك بالخلط كنحوه‪ ،‬ال فيما جمع من الربا (‪ )7‬ألنو باؽ على ملك مالكو‪ ،‬فيرد لو‪.‬‬
‫(بياف) (‪ )7‬يعني‪ :‬فيما عدا ما سلمو‪ ،‬كأما ىو فيملكو فيجب عليو‪( .‬غيث معنى)‬
‫(‪ )4‬ال فرؽ‪.‬‬
‫(‪ )5‬ىذه اللفظة يصلح اعتبارىا لتضيق األداء فيما يجب إخراجو من العين‪ ،‬ال غير ذلك‪ ،‬كال في غيره‪.‬‬
‫(شرح محيرسي) (*) كعاد‪( .‬بياف) كإال فبل شيء‪( .‬بياف معنى) (قرز) (*) كجعل أبو طالب التمكن من‬
‫الماؿ تارة من شرائط الوجوب‪ ،‬كتارة من شرائط األداء‪ ،‬ىذاف كبلماف في التحرير مختلفاف‪ .‬فقيل‪ :‬ىما‬
‫قوالف أحدىما‪ :‬شرط في األداء‪ ،‬فإذا قبضو كجب عليو تأدية الزكاة لما مضى‪ .‬كقيل‪ :‬طرفاف‪ ،‬فحيث‬
‫يكوف راجيا يزكي لما مضى‪ ،‬كالقبض شرط أداء‪ ،‬كحيث يكوف آيسا ال يزكي لما مضى‪ ،‬كالقبض شرط‬
‫الوجوب‪( .‬زىور) (*) كالماؿ المنسي كالمأيوس‪ ،‬فبل تجب الزكاة لما مضى لو عاد‪ .‬ذكر ذلك اإلماـ‬
‫يحيى عليو السبلـ‪( .‬نجرم) كقيل‪ :‬بل تجب‪ )*( .‬كال بد أف بستمر الرجاء من أكؿ الحوؿ إلى آخره‬
‫(‪ )7‬فإف أيس في بعضو حوؿ من بعد الرجاء كلو يوما‪( .‬عامر) (قرز) (‪ )7‬كيرجع الماؿ المرجو‪ ،‬كإال فبل‬
‫شيء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬لو رجا حوال‪ ،‬كأيس حوال‪ ،‬ثم كذلك‪ ،‬ثم رجع الماؿ ػ فإنها تجب الزكاة للحوؿ المرجو‪ .‬كقيل‪ :‬ال‬
‫تجب؛ إذ اليأس كاالنقطاع‪.‬‬
‫(‪)75/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كلم ييأس من كجدانو‪ ،‬أك مغصوبا(‪ )7‬كلم ييأس من رده(‪ )0‬أك بدلو (‪ ،)3‬كمنو الوديع إذا جحد الوديعة‪،‬‬
‫كللمالك بينة(‪ )4‬يرجو حصوؿ الماؿ بها‪ ،‬فإف ىذا كنحوه يكوف مرجوا‪ ،‬فمهما لم يكن الماؿ متمكنا‬
‫كال مرجوا لم تجب فيو الزكاة لو عاد لما مضى من السنين التي كاف فيها خارجا عن يده‪ ،‬فيستأنف‬
‫التحويل بعد قبضو (‪ )5‬ىذا قوؿ المرتضى‪ ،‬كأبي العباس‪ ،‬كالمنصور باهلل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إال ما أخذه الكفار علينا قهرا فبل زكاة‪ ،‬كلو مرجوا؛ إذ يملكوف علينا‪( .‬بياف) (قرز) كأما الماؿ‬
‫المدفوف في دار الحرب فتجب فيو الزكاة إذا عاد إلى دار اإلسبلـ؛ إذ ال قهر حينئذ‪( .‬قرز) كلفظ‬
‫(البياف) (مسألة ) كما أخذه الكفار المحاربوف من أمواؿ المسلمين غصبا أك سرقا (‪ )7‬أك أدخلوه دارىم‬
‫ملكوه‪ ،‬فبل زكاة فيو على مالكو حتى يرجع لو‪( .‬بياف) (‪ )7‬بناء على أنهم يملكوف علينا‪ ،‬ما لم يدخل‬
‫دارىم قهرا‪ .‬كفي (حاشية سحولي) في كتاب السير‪ :‬أنهم ال يملكوف علينا ما أخذكه بالتلصص‪ ،‬كعليو‬
‫األزىار‪ .‬كقاؿ (القاضي عامر)‪ :‬إف ما ثبتت أيديهم عليو ملكوه‪ ،‬كلو لم يدخلوه قهرا‪ ،‬كيؤيده ما في‬
‫(البياف) ىنا (سيدنا حسن رحمو اهلل)‪.‬‬
‫(‪ )0‬يقاؿ‪ :‬عدـ اليأس غير كاؼ‪ ،‬بل ال بد من الرجاء على ظاىر المذىب‪ ،‬كليخرج ما كاف مترددا بين‬
‫الرجاء كاليأس‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬إذا كاف البدؿ مما يبنى حوؿ بعضو على بعض‪ ،‬كالدراىم‪ ،‬كأمواؿ التجارة‪ ،‬أك كاف األصل دراىم‪،‬‬
‫أك من أمواؿ التجارة‪ ،‬ال إذا كاف من غيرىا‪ ،‬كأف تكوف سائمة‪ ،‬أك نحوىا‪ ،‬فإنو ال يبنى حولها على‬
‫األصل‪ ،‬بل يستأنف لو التحويل من يوـ التلف إذا كاف راجيا‪ ،‬كإال فمن يوـ الرجاء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬أك علم الحاكم‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬قولو‪" :‬بعد قبضو أك رجائو"(‪ .)7‬ىبل قيل‪ :‬العبرة باالنتهاء فيزكى لما مضى ? يقاؿ‪ :‬ىذا نوع مما‬
‫خالفت الهدكية أصولهم‪ ،‬كالمؤيد باهلل أصلو‪ )7( .‬اللهم إال أف يرجو حوال كامبل ثم ييأس بعد ذلك زكى‬
‫لحوؿ الرجاء‪( .‬ذمارم) كىو ظاىر األزىار‪.‬‬

‫(‪)76/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ )7(:‬إف التمكن شرط لؤلداء‪ ،‬ال للوجوب‪ ،‬فمتى قبضو زكاه لما مضى من‬
‫السنين من غير فرؽ بين الرجاء كاليأس‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬كإنما يعتبر الفصل بين الرجاء كاليأس عند من اعتبرىما إذا رجع إليو بدؿ‬
‫الماؿ المأيوس(‪ )0‬كالدين‪ ،‬ال إذا رجع عين الماؿ كالدفين كالمغصوب فيزكيو متى ظفر بو‪ ،‬سواء كاف‬
‫راجيا أـ آيسا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالذم سيأتي للمؤيد باهلل أف التمكن شرط في الوجوب‪ ،‬كفرؽ بين الموضعين بأف ىنا قد كجب‬
‫عليو‪ ،‬كخركجو من يده ال يبطل الوجوب ػ فكاف القبض مستمرا إلى الوجوب‪ ،‬بخبلؼ ما سيأتي‪( .‬ركاع)‬
‫أك يقاؿ‪ :‬ىذه المسألة على أصلو من اعتبار األصل األكؿ‪ ،‬كىو الوجوب ىنا‪ ،‬كفيما يأتي ال كجوب‬
‫رأسا‪ ،‬حتى يتمكن من االداء؛ لكونها عبادة‪ ،‬كباستقراره (‪ )7‬الوجوب يصير أصبل ػ كاهلل أعلم‪( .‬كقيل‪:‬‬
‫الفرؽ أنو يمكن اإلخراج من غير الماؿ‪ ،‬كال يمكن مع عدـ المصركؼ إليو‪ ،‬فلذلك كاف شرط كجوب‪،‬‬
‫أك يقاؿ‪ :‬للمؤيد باهلل قوالف‪( .‬صعيترم) (‪ )7‬كقيل‪ :‬فرؽ عنده بين إمكاف األداء كالتمكن ػ أف في إمكاف‬
‫األداء تلف الماؿ كقت كجوب اإلخراج‪ ،‬فبل ماؿ لو حينئذ‪ ،‬كىنا كقت كجوب الزكاة كإخراجها الماؿ‬
‫باؽ‪ ،‬كلكن كاف غائبا‪( .‬تكميل)‬
‫(‪ )0‬حذؼ (الصعيترم) لفظة "المأيوس" ليستقيم التفصيل بين الرجاء كاألياس‪.‬‬

‫(‪)77/5‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ األمير الحسين ػ كىذا ىو الذم يقتضيو ظاىر إطبلؽ يحيى (‪ )7‬عليو السبلـ ػ‪ :‬كالذم حفظناه(‪)0‬‬
‫في الدرس أنو يعتبر الرجاء في المغصوب كنحوه‪ ،‬كالدين‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىذا الذم يقتضيو القياس(‪.)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬حيث قاؿ‪ :‬فلو أف رجبل ضاع مالو‪ ،‬أك ذىب منو بسرقة‪ ،‬أك غلب عليو غالب في ببلد المسلمين‪،‬‬
‫كغاب عنو سنين كثيرة فوجده ػ كجب عليو إخراج زكاتو لما مضى من السنين‪( .‬بحر) (*) في (الغيث)‬
‫(‪ )0‬حيث يقوؿ األمير الحسين‪ :‬الذم حفظناه في الدرس‪ ،‬فمراده في الدرس على شيخو األخير جماؿ‬
‫الدين علي بن الحسين‪ ،‬ال كما يتوىم كثير من الناس أف مراده بالدرس المطالعة‪ ،‬عرؼ ذلك من عبارتو‬
‫في التقرير (منقولة من شرح أزىار) من كتب بني الرصاص‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالعبد اآلبق إذا رجع في يوـ الفطر على كجوب الفطرة؛ ألنو اعتبر الرجاء في حقو مع كونو رجع‬
‫بعينو‪ .‬كالمذىب أنو إذا رجع في يوـ الفطر لزمو فطرتو مطلقا‪ ،‬راجيا لعوده أـ آيسا‪ ،‬ال إذا رجع بعده فبل‬
‫تجب‪ ،‬إال إذا كاف السيد راجيا‪( .‬قرز)‬

‫(‪)78/5‬‬

‫_____________________________‬
‫(كإف نقص) الماؿ(‪ )7‬عن النصاب (بينهما) أم‪ :‬بين طرفي الحوؿ لم يسقط كجوب الزكاة بهذا‬
‫النقصاف (ما لم ينقطع) (‪ )0‬النصاب بالكلية‪ ،‬فأما لو انقطع كسط الحوؿ (‪ )3‬سقطت الزكاة عن ذلك‬
‫التالف‪ ،‬كاستأنف التحويل للنصاب الذم بحصل بعد انقطاع األكؿ‪ .‬ىذا مذىبنا‪ )4(،‬كىو قوؿ أبي‬
‫العباس‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كأبي طالب‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ ،‬كالوافي‪ :‬ال بد أف يستمر كماؿ النصاب في جميع الحوؿ‪ ،‬فإف نقص في بعضو سقطت‬
‫الزكاة (‪.)5‬‬
‫(كحوؿ الفرع (‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىذا فيما تجب فيو الزكاة من المواشى كغيرىا‪ ،‬كما أفهمتو عبارة (الزىور)‪( .‬شرح فتح) فعلى ىذا‬
‫لو كاف معو أكؿ الحوؿ نصاب من الغنم فنقصت في كسطو عشركف‪ ،‬ثم اشترل عشرين‪ ،‬كجاء آخر‬
‫الحوؿ كىي تامة فعليو الزكاة‪ .‬كسيأتي ما يؤكد ذلك في قولو‪" :‬كيتبعها الفرع" فيها إف لم يتمم بو؛‬
‫ليستقيم التفصيل‪.‬‬
‫(‪ )0‬كاألياس كاالنقطاع‪ ،‬ككذا الكساد إذا لم يبق لو قيمة‪ ،‬ككذا الردة‪.‬‬
‫(‪ )3‬بالكلية في غير ما أخرجت األرض؛ إذ كقتو كقت الحصاد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كىذا في غير المواشي‪ ،‬كأما المواشي فبل بد من كماؿ النصاب في المدة التي يعتبر فيها السوـ‪،‬‬
‫كىي طرفا الحوؿ‪ ،‬كأكثر كسطو‪( .‬حاشية سحولي معنى)‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬العين‪ ،‬ال القيمة فوفاؽ أنها ال تسقط‪.‬‬
‫(‪ )6‬حيث كانت تكتفي بلبن أمهاتها‪ ،‬أك كانت سائمة‪ ،‬فإف رضعت من غير أمهاتها‪ ،‬بل من سائمة أخرل‬
‫فمعلوفة‪ ،‬كظاىر كبلمهم أنو ال فرؽ‪( .‬شكايدم) كلفظ حاشية‪ :‬فإف رضع من غير أمو فسائم على‬
‫المقرر‪ )*( .‬كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬كال يعتبر سوـ الفرع ىنا؛ لقياـ اللبن مقاـ السوـ‪ ،‬كال مؤنة فيو على‬
‫المالك‪ ،‬فكاف الفرع سائما‪ ،‬إال أف يبقى من الحوؿ مدة يحتاج فيها إلى السوـ في العادة‪ ،‬كلم يسم‬
‫الفرع فيو فبل شيء فيو‪( .‬لفظا) (قرز)‬
‫(*) كأما إذا كانت األمهات ناقصة عن النصاب‪ ،‬أك حيث كجد النتاج بعد الحوؿ؛ فإنو ال يجب ضمو‬
‫إلى األمهات مطلقا‪ ،‬ككذا حيث كاف النتاج غير سائم فإنو ال يضم‪ .‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬إال قبل أكلو‬
‫العلف فيضم‪( .‬بحر) (قرز)‪ .‬فإف رضعت من غير أمهاتها‪ ،‬بل من سائمة أخرل فظاىر كبلمهم أنو ال‬
‫فرؽ مع كماؿ النصاب‪( .‬قرز) (*) لقوؿ علي عليو السبلـ‪( :‬عد عليهم صغارىا ككبارىا) ذكره في‬
‫(أصوؿ األحكاـ) كغيره‪ .‬كقوؿ عمر‪( :‬عد عليهم السخلة كلو جاء بها الراعى في ضفة كفو)‪( .‬زىور)‬
‫ضفة‪ :‬بالضاد المعجمة مكسورة كتشديد الفاء‪.‬‬

‫(‪)79/5‬‬
‫_____________________________‬

‫حوؿ أصلو) فمن ملك نصابا من السوائم‪ ،‬ثم نتجت (‪ )7‬في آخر الحوؿ زكى ذلك النتاج كاألمهات‬
‫جميعا‪ ،‬ككاف حولو من حوؿ أمهاتو‪ ،‬كال يستانف لو تحويبل من يوـ كالدتو‪ ،‬كسواء كانت األمهات باقية‬
‫أك تالفة(‪ ،)0‬كىو إجماع في ىذه الصورة‪.‬‬
‫(كحوؿ البدؿ حوؿ مبدلو) (‪ )3‬كذلك نحو‪ :‬أف يشترم سلعة للتجارة بفضة أك ذىب فإنو يعتبر حوؿ‬
‫السلعة بحوؿ الثمن المدفوع فيها(‪ ،)4‬ال بحوؿ شرائها‪ ،‬كىكذا لو اشترل ذىبا بفضة‪ ،‬أك العكس(‪)5‬‬
‫فإف حوؿ البدؿ حوؿ المبدؿ‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬يستانف الحوؿ من كقت الشراء‪ ،‬سواء أبدؿ جنسا بجنسو أك بغير جنسو‪ ،‬كلو في‬
‫الصيارفة قوالف‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يجوز (فتح) النوف من نتجت‪ ،‬نص عليو في (نظاـ الغريب)‪.‬‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬تلفت بعد إتماـ الحوؿ‪ ،‬أك قبلو‪ ،‬ككاف الباقي نصابا‪ )*( .‬لعل ذلك حيث كضعت كل كاحدة‬
‫من األمهات اثنين‪ ،‬ككاحدة ثبلثة‪ ،‬فتكوف مائة كإحدل كعشرين‪ ،‬فصحت زكاة مع كماؿ النصاب‪ ،‬كإذا‬
‫تلفت األمهات بعد الوضع‪ ،‬فتكوف الصغار أربعين فيكمل النصاب‪ ،‬كيبنى حولها حوؿ أمهاتها‪ )*( .‬مع‬
‫البقاء‪ ،‬كمع التلف فيها خبلؼ زيد بن علي‪ ،‬كركاية عن محمد‪ ،‬كأبي حنيفة‪ ،‬كالنقد إذا انقطع في كسط‬
‫الحوؿ‪ .‬قلنا‪ :‬لم يفصل الدليل‪( .‬بحر‪)758/0‬‬
‫(‪ )3‬قياسا على النقد فكأنو ماؿ كاحد‪.‬‬
‫(‪ )4‬كتضم زيادة السعر إلى أصل الثمن إجماعا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كإف لم يكن للتجارة‪.‬‬

‫(‪)02/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(كاعلم) أنو ال يكوف حوؿ البدؿ كالمبدؿ منو كاحدا إال (إف اتفقا في الصفة)(‪ )7‬كذلك بأف يكوف كل‬
‫كاحد منهما تجب فيو الزكاة‪ ،‬كالنصاب كاحد(‪ ،)0‬كيتفق القدر المخرج منهما‪ ،‬نحو أف يبدؿ نقدا بنقد‬
‫كلو اختلف‪ ،‬أك نقدا بعرض للتجارة‪ ،‬أك عرضا للتجارة بنقد‪ ،‬أك سائمة بسائمة(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كضابط اتفاؽ الصفة الذم يوجب االتفاؽ فيها البناء‪ :‬أف تتفق في ثبلثة أمور األكؿ‪ :‬أنو يجب فيها‬
‫الزكاة‪ .‬الثاني‪ :‬أف يتفقا في النصاب المقدر‪ ،‬كلو اختلفا في نصاب أخر ألجل صفة لهما أخرل‪ .‬الثالث‪:‬‬
‫اتفاؽ المخرج‪ ،‬فلو اختلفا في أحدىما لم يجب البناء‪ .‬مثاؿ ذلك‪ :‬أف يشترم بنقد طعاما يأكلو‪ ،‬أك بيع‬
‫الطعاـ الذم ليس للتجارة بنقد‪ ،‬فإنو يحوؿ للنقد‪ ،‬كالوجو في ىذا أف البدلين لم يتفقا في الحوؿ‪.‬‬
‫كىكذا لو اختلفا في النصاب لم يجب البناء‪ .‬مثالو‪ :‬أف يشترم إببل سائمة بغنم‪ ،‬فإف الزكاة كإف كجبت‬
‫فيهما فالنصاب مختلف‪ ،‬فلو اشترل سائمة للتجارة بجنسها‪ ،‬ككاف ذلك للتجارة‪ ،‬فإنو ال يضر اختبلؼ‬
‫الجنس ىنا ألنهما نصاباف‪ ،‬نصاب السوـ كنصاب التجارة‪ ،‬فقد اتفقا في نصاب التجارة‪ ،‬كإف اختلفا في‬
‫نصاب السوـ‪ .‬الثالث‪ :‬ىو أف يتفقا في قدر المخرج‪ ،‬فإذا اختلفا لم يجب البناء‪ ،‬نحو أف يحصل من‬
‫نحلو عسل ما قيمتو مئتا درىم فباعو بدارىم‪ ،‬فإنو يستأنف الحوؿ للدراىم‪ ،‬ال ختبلؼ القدر المخرج‬
‫مثبل‪( .‬غيث) (قرز)‬
‫(‪ )0‬إال أف يبدؿ ذىب بفضة‪ ،‬فالنصاب ليس بواحد‪ ،‬مع أنو يبنى حوؿ بعضهما على بعض؛ التفاقهما‬
‫في قدر اإلخراج‪( .‬قرز) (*) على سبيل االستمرار ػ يحترز من زكاة الغنم فإنها قد تكوف ربع العشر في‬
‫صورة كاحدة‪ ،‬حيث تكوف الغنم أربعين‪ ،‬ككانت سائمة‪( .‬كواكب) ككذا البقر‪ ،‬حيث كانت أربعين‪ ،‬كفيما‬
‫بعد تجب في مائة ككاحد كعشرين‪ ،‬فقد اختلفا فافهم‪( .‬قرز) (*) ليخرج من باع العسل بذىب أك‬
‫فضة‪ ،‬فلم يتفق القدر المخرج‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬قصد إسامتها في المستقبل كإف لم تكن سائمة مع األكؿ‪( .‬قرز) بل ال بد من اإلسامة فبل‬
‫يكفي القصد‪ ،‬بل ال بد أف ترتعي ما تستعين بو‪ ،‬كما سيأتي إف شاء اهلل تعالى‪ .‬كقيل‪ :‬كلو ساعة‪)*( .‬‬
‫بلفظ كاحد؛ لئبل ينقطع في السائمة بجنسها‪ ،‬ال في أمواؿ التجارة؛ إذ ال انقطاع‪( .‬قرز) أك تقدـ الشراء‪.‬‬
‫(قرز)‬

‫(‪)07/5‬‬

‫_____________________________‬

‫من جنسها‪.‬‬
‫(ك) يعتبر الحوؿ (للزيادة) الحاصلة في الماؿ بأف يجعل حولها (حوؿ جنسها) نحو أف يستفيد(‪ )7‬غنما‬
‫إلى غنمو(‪ )0‬أك بقرا(‪ )3‬أك إببل(‪ )4‬أك ذىبا(‪ )5‬أك فضة(‪ )6‬فكل ما حصل لو من جنس قد كاف معو‬
‫منو نصاب كاف حوؿ الزيادة (‪ )7‬حوؿ ذلك النصاب‪ ،‬كإف لم يمض عليو ػ يعني‪ :‬على الماؿ الذم ىو‬
‫الزيادة ػ إال يوـ‪ ،‬أك ساعة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يلزـ إخراج المستفاد إال بعد قبضو‪ ،‬كسائر الديوف‪( .‬كواكب) (قرز)‬
‫(‪ )0‬فلو التبس متى استفاد ىل قبل تماـ الحوؿ أك بعده فبل زكاة؛ ألف األصل براءة الذمة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬إلى بقره‪.‬‬
‫(‪ )4‬إلى إبلو‪.‬‬
‫(‪ )5‬إلى ذىبو‪.‬‬
‫(‪ )6‬إلى فضتو‪.‬‬
‫(‪ )7‬أما زيادة اإلبل‪ ،‬كالبقر‪ ،‬كالغنم فيشترط أف تكوف الزيادة نصابا‪ ،‬أك موفية للنصاب [يعني‪ :‬نصابا‬
‫آخر غير الذم قد حوؿ لو من قبل‪ ،‬كأما لو لم يكمل النصاب إال الزيادة فبل زكاة عليو إال بعد تماـ‬
‫الحوؿ‪( .‬سماع سيدنا محمد بن أحمد رحمو اهلل)]كأما النقدين فتزكى الزيادة كإف قلت‪( .‬قرز)‬

‫(‪)00/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يعتبر للزيادة التي ليست من جنس النصاب الحاصل في أكؿ الحوؿ حوؿ (ما تضم (‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) من زكى نصابا من السائمة‪ ،‬أك الزرع‪ ،‬أك الثمر‪ ،‬ثم باعو بدراىم‪ ،‬أك دنانير ضمها إلى ما معو‬
‫من نصاب الفضة كنحوه‪ ،‬كزكاه معو‪( .‬بياف) (مسألة ) كما أكصى بو الميت للحج‪ ،‬أك يتصدؽ بو عنو‪ ،‬ثم‬
‫حاؿ عليو الحوؿ عند إخراجو فإنو يخرج زكاتو (‪ )7‬عن الميت‪ ،‬خبلؼ األستاذ‪ ،‬ك(التفريعات) ك(ابن‬
‫أصفهاف) ككذا (‪ )0‬فيما أك صى بو آدمي معين بعد سنة أكمطلقا كلم يقبلو(‪ )3‬الموصى لو إال بعد سنة‬
‫فأما إذا رده الموصى لو لزـ الوارث إخراج زكاتها حيث كاف راجيا للرد؛ ألف من شرطو أف يكوف متمكنا‬
‫أك مرجوا‪( .‬شامي) (قرز) (بياف‪[ )7( )737/7‬ألنها باقية على ملك الميت‪( .‬شرح أثمار) (قرز) ] (‪)0‬‬
‫[ الواك عطف على قولو فإنها تخرج زكاتو‪( .‬برىاف) (قرز) ] (‪[ )3‬لعلو يستقيم على القوؿ بأف الوصية‬
‫تفتقر إلى القبوؿ‪ ،‬كالمذىب أنو يكفي عدـ الرد‪ ،‬كما يأتي ػ فيلزـ الموصى لو تزكيتها؛ ألنو بعدـ الرد‬
‫انكشف أنو مالك لها من يوـ الموت‪( .‬سحولي) ك(قرز)] (انظر ىامش البياف ‪)737/7‬‬
‫(*) (فرع) كتضم زيادة السعر إلى زيادة أصل الثمن إجماعا‪( .‬بحر لفظا‪( )747/0‬قرز) (*) كضابطو‪:‬‬
‫ما كاف زكاتو ربع العشر ضم بعضو إلى بعض‪ ،‬كبني حوؿ بعضو إلى بعض‪ ،‬كأخرج بعضو عن بعض‪.‬‬
‫(كواكب) (قرز) ككذا يبنى حوؿ المستغل على حوؿ ماؿ التجارة‪ ،‬كالعكس‪( .‬ىداية) كصورتو لو كاف‬
‫معو نصاب للتجارة‪ ،‬كنواه لبلستغبلؿ فإنو إذا أضرب عن التجارة بنى باقي حوؿ االستغبلؿ على ما قد‬
‫مضى من حوؿ التجارة‪ ،‬ككذا لو لم يضرب بل تلف مالو فإنو يبني‪ ،‬كال يستأنف التحويل‪ .‬كأما إذا بقي‬
‫على نية التجارة زكى ماؿ التجارة كاالستغبلؿ حين يتم الحوؿ‪ ،‬كيبتدئ التحويل‪ ،‬كزكاه لهما معا متى تم‬
‫التحويل‪( .‬ىامش (كابل) (قرز)‬

‫(‪)03/5‬‬

‫_____________________________‬
‫إليو) نحو أف يتملك عرضا للتجارة فإنو يبنى حولو على حوؿ النصاب من الذىب كالفضة‪ ،‬كإف لم يكن‬
‫للتجارة(‪ )7‬ككذلك لو تملك ذىبا أك فضة ال للتجارة ػ فإنو يبني حولو على حوؿ ما التجارة‪ ،‬كإف‬
‫اختلف الجنس في الوجهين(‪.)0‬‬
‫(قيل‪ :‬كيعتبر بحوؿ الميت كنصابو) (‪ )3‬أم‪ :‬إذا مات ميت كترؾ نصابا بين كرثتو(‪ )4‬كقد كاف مضى‬
‫عليو بعض الحوؿ‪ ،‬ثم كمل الحوؿ قبل أف يقسمو الورثة فإنو يجب إخراج زكوتو‪ ،‬كيعتير بحوؿ الميت‪،‬‬
‫كنصابو‪ ،‬كيستمر على ذلك حتى يقسم(‪ ، )5‬كىذا قوؿ المنتخب(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬الذىب كالفضة‪.‬‬
‫(‪ )0‬في العرض‪ ،‬كالفضة كالذىب‪.‬‬
‫(‪ )3‬كينظر ما حالو لو بيعت الجربة‪ ،‬ىل تثبت الشفعة للورثة أـ ال ? المختار‪ :‬أنها تثبت؛ ألف الخبلؼ‬
‫في الزكاة فقط‪ ،‬كما ىو صريح (البياف)‪ .‬ينظر‪ )*( .‬إال أف يكوف مالو مستغرقا بالدين (‪ )7‬فإنو يعتبر‬
‫بحوؿ الميت كنصابو‪ ،‬كىذا على القوؿ بأف الوارث ليس بخليفة‪ ،‬كىذا مبني على قوؿ القاضي زيد‬
‫كالمذىب‪ :‬إف لهم ملكا ضعيفا (‪ )0‬فيلزـ عدـ الفرؽ بين المستغرؽ كغيره‪ ،‬كيأتي على قوؿ القاسمية‪:‬‬
‫إنو ال شفعة لهم‪ ،‬كما يأتي على قولو‪" :‬ال الشراء من كارث مسغرؽ مالو بالدين"‪( .‬قرز) (‪ )0‬يشفعوف بو‬
‫فقط فبل اعتراض‪ ،‬كيأتي على قوؿ القاسمية‪ :‬إنو ال شفعة لهم (‪ )7‬كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬أما لو كانت‬
‫التركة مستغرقة فلعل المختار قوؿ المنتخب‪ ،‬كتكوف كفاقية‪ ،‬كقد ذكره في (الزىور) كالمختار‪ :‬أنو قد‬
‫خرج عن ملك الميت‪ ،‬فإف سلم الوارث التركة إلى الغريم لزـ الغريم الزكاة‪ ،‬حيث ىو راج لقضاء الدين‪،‬‬
‫كلو بقي الماؿ في يد الوارث زمانا‪ ،‬كإف سلم الوارث عوضو استقر في ملكو فيبتدئ التحويل‪ ،‬كقبلو ال‬
‫شيء عليو كماؿ المكاتب‪ ،‬كإف أبرئ الغريم الوارث زكي لما مضى؛ ألنو ملكو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬فائدة ) لو غلب في ظن كارث أف أباه لم يخرج الزكاة كجب عليو أف يخرج حصتو من الزكاة فيما‬
‫مضى إف كاف يعرؼ أف أباه ال يزكي فيما مضى‪( .‬تذكرة علي بن زيد)‬
‫(‪ )5‬أكينتقص‪.‬‬
‫(‪ )6‬كمالك‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كالقاضي زيد‪ ،‬حجتهم‪ :‬أنو يجهز منو الميت‪ ،‬كدخوؿ الحمل في اإلرث‬
‫كالميراث فدؿ على بقاء ملكو‪.‬‬

‫(‪)04/5‬‬

‫_____________________________‬

‫‪.‬‬
‫كقاؿ في األحكاـ‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ )7(:‬إف الماؿ ينتقل بالموت إلى ملك الورثة‪ ،‬كيخرج عن ملك الميت‪،‬‬
‫سواء اقتسم أك ال‪ ،‬فبل يعتبر بحوؿ الميت‪ ،‬كال بنصابو‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو القول عندم‪ ،‬كقد أشرنا إلى ضعف القوؿ األكؿ بقولنا‪" :‬قيل"‪.‬‬
‫(كاعلم) أف التركة أنما تبقى على ملك الميت عند أىل القوؿ(‪ )0‬األكؿ (ما لم) يتفق أحد أمور‬
‫ثبلثة‪ )3(،‬كىي أف (يقسم الماؿ (‪ )4‬أك يكوف) الماؿ (مثليا) ال قيميا(‪( )5‬أك يتحد الوارث)(‪ )6‬كال‬
‫يتعدد‪ ،‬فمهما اتفق أحد أم ىذه األمور فقد خرج عن ملك الميت (‪ )7‬فبل يعتبر بحولو‪ ،‬كال نصابو(‪)8‬‬
‫(كتضيق(‪ )9‬بإمكاف األداء) (‪)72‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬حجتو عدـ دخوؿ من أسلم‪ ،‬أك عتق قبل قسمتهم‪ ،‬كصحت القسمة‪( .‬غيث) [لئلماـ المهدم‬
‫عليو السبلـ ينظر]‪.‬‬
‫(‪ )0‬مالك‪ ،‬كأحد قولي الشافعي‪.‬‬
‫(‪ )3‬بل أربعة‪ .‬كالرابع‪ :‬أف يكوف الموركث شيئا كاحدا‪.‬‬
‫(‪ )4‬قسمة صحيحة‪ ،‬أك فاسدة‪ ،‬كقبضت‪ )*( .‬أك يكوف مما ال ينقسم كالسيف‪( .‬زىور) (*) قبل‬
‫الحوؿ‪ ،‬ال بعده فالخبلؼ‪ ،‬أك يكوف مما ال ينقسم‪( .‬زىور) فيكوف حكم القيمي حكم المثلي فبل يعتبر‬
‫حوؿ الميت كنصابو‪.‬‬
‫(‪ )5‬ينقسم‪.‬‬
‫(‪ )6‬ألف الملك لو ال يتوقف على قسمة قساـ‪ ،‬أك اتحد الموركث‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )7‬ما لم يكن مالو مستغرقا بالدين‪( .‬حاشية سحولي) كقيل‪ :‬كلو مستغرقا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬حجة القوؿ األكؿ‪ :‬أف الحمل يرث‪ .‬كحجة القوؿ الثاني‪ :‬أنو قد خرج عن ملكو‪.‬‬
‫(‪ )9‬ألنها تجب عند تماـ الحوؿ‪ ،‬ككقت الحصاد‪ ،‬فإذا تمكن من األداء صار كالمطالب؛ لقولو تعالى‪:‬‬
‫{كآتوا حقو يوـ حصاده}‪( .‬ضياء ذكم األبصار) (*) كمثل إمكاف األداء لو سرؽ الزرع‪ ،‬أك الثمر بعد‬
‫الجفاؼ‪ ،‬كإمكاف الدياس كاإلخراج‪ .‬يعني‪ :‬فإنو يضمن‪ .‬كاهلل أعلم‬
‫(‪ )72‬كىل المراد إمكاف التجزئة بعد الحصاد كالدياس المعتاد في أنواع الزرائع‪ ،‬ككذا في العنب‬
‫كنحوه‪ ،‬أـ مجرد الحصاد‪ ،‬فإذا أمكن تجزئتو سبوال أك عنقودا كنحو ذلك كجبت عليو‪ ،‬كيتضيق عليو‬
‫اإلخراج‪ ،‬بل ال يتضيق إال بعد المعتاد‪ ،‬كترؾ الحصاد لئليناع المعتاد‪ ،‬ككذا تركو في الجرين المدة‬
‫المعتادة ال يكوف تفريطا‪( .‬حاشية سحولي) (قرز)‬

‫(‪)05/5‬‬

‫_____________________________‬
‫أم‪ :‬متى حصل إمكاف األداء كجبت الزكاة كجوبا مضيقا(‪ )7‬فبل يجوز تأخيرىا (فيضمن (‪ )0‬بعده) أم‪:‬‬
‫إذا لم يخرج بعد إمكاف األداء (‪ )3‬حتى تلف الماؿ‪ ،‬كلو بغير تفريط فإنو يضمن(‪ )4‬الزكاة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كفاقا بين السيدين‪.‬‬
‫(‪ )0‬ضماف غصب إال في األربعة‪( .‬سماع سحولي) بل في ثبلثة‪ ،‬دكف الرابع؛ ألف الرابع كىو الطلب ال‬
‫يحتاج إليو‪ .‬شامي (*) كىذا عند أىل الفور‪ ،‬ال عند أىل التراخي‪ .‬كفي حاشية‪ :‬اتفاؽ بين السادة‬
‫(‪ )3‬مسألة) كإذا سرؽ الزرع أك الثمر من الجرف بعد الجفاؼ‪ ،‬كإمكاف الدياس كاإلخراج كجب ضماف‬
‫زكاتو‪ ،‬خبلؼ المنصور باهلل‪ ،‬كأبي حنيفة‪ ،‬كإف كاف قبل اإلمكاف فكذا عند أبي العباس‪ ،‬ال عند المؤيد‬
‫باهلل‪ .‬كقاؿ أبو طالب‪ :‬يضمن إف فرط في حفظو‪ ،‬ال إف لم يفرط‪ ،‬كىكذا إذا برد الزرع أك الثمر‪ ،‬أك جرد‬
‫بعد إدراكو‪ ،‬أك كقع عليو المطر فتعيب‪( .‬بياف بلفظو‪[ )747/7‬يضمن نقص القيمة مع التفريط‪.‬‬
‫(قرز)]‪[ .‬قولو‪ :‬برد‪ .‬أك جرد‪ .‬أم‪ :‬أصابو البرد‪ ،‬كالجراد]‪.‬‬
‫(‪ )4‬إال أف يؤخر لغرض أفضل فبل يضمن‪( .‬راكع) ك(حميد) ك(ديباج) كلفظ (البياف) إال لغرض أفضل‬
‫كلذم رحم‪ ،‬أك لطالب علم‪ ،‬أك لمن ىو أشد حاجة‪( .‬بلفظو) قاؿ في ىامشو ما لفظو‪ :‬فلو تلفت في‬
‫الطريق‪ ،‬فقاؿ (القاضي عبد اهلل الدكارم)‪ :‬ال يضمن زكاة التالف كيضمن زكاة الباقي‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬إنو متعد‬
‫بنقلها كإخراجها من تلك البلد؛ ألف الشرع قد أذف لو‪ ،‬كمثلو عن (المفتي) ك(شرح بهراف) ك (شرح‬
‫راكع) كقيل‪ :‬يكوف عذرا في جواز التأخير‪ ،‬ال في الضماف الكل إذ قد تمكن من األداء‪ ،‬كظاىر األزىار‬
‫خبلفو‪.‬‬

‫(‪)06/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كإمكاف األداء‪ :‬ىو حضور مصرفها (‪ )7‬بعد كجوبها‪ ،‬كالتمكن من تجزئة الماؿ(‪ )0‬بمكياؿ‪ ،‬أك ميزاف‪،‬‬
‫أك نحو ذلك (‪.)3‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إف التمكن من األداء شرط في الوجوب(‪ )4‬فبل يضمن الزكاة إذا تلف الماؿ قبلو‪،‬‬
‫سواء تلف بتفريط (‪ )5‬أـ ال‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في الميل‪ .‬كقيل‪ :‬في المجلس‪( .‬عامر) (قرز)‪ .‬ألنو [أم‪ :‬المصرؼ]كاف كالشريك‪ .‬كقرره (حثيث)‬
‫ك(المفتي) ك(الشامي) كأما المكياؿ‪ ،‬كالميزاف فيعتبر فيهما الميل‪( .‬ذمارم) (قرز)‬
‫(‪ )0‬في الميل‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالدياس‪ ،‬كتقويم الخضراكات‪ ،‬كالتمكن من الحسبة‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالمصلي إذا دخل الوقت كلم يصل حتى مات فإنو ال يأثم؛ ألف الوقت موسع‪ ،‬ىذا حيث لم يظن‬
‫الموت‪ ،‬فأما لو ظنو فإنها تضيق عليو الصبلة (ذكره ابن الحاجب) قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كىو المذىب؛‬
‫ألف التأخير إنما يجوز بشرط العزـ على الفعل‪ ،‬كمع ظن الموت ال عزـ‪( .‬كواكب) ككجو قوؿ المؤيد‬
‫باهلل كمن معو‪ :‬أنها عبادة ال يجب فعلها إال بعد القدرة عليها‪ ،‬كسائر العبادات‪( .‬لمع) كحجتنا أف‬
‫األكامر المطلقة للفور؛ ألنها عبادة تؤدل كل سنة فكانت على الفور كالصوـ كالصبلة‪ .‬كحجة أبي‬
‫حنيفة‪ :‬أف المقصود سد خبلؿ الفقراء‪ ،‬كىو حاصل في جميع األكقات‪ ،‬ىذا في الباطنة‪ ،‬ككذا في‬
‫الظاىرة‪ ،‬ككذا قبل طلب اإلماـ‪ ،‬كبعده عنو ركايتاف‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )5‬كلو ستهلكو‪.‬‬

‫(‪)07/5‬‬

‫_____________________________‬

‫ك (ىي قبلو كالوديعة (‪ )7‬قبل طلبها) يعني‪ :‬أف الزكاة قبل إمكاف األداء كالوديعة قبل أف يطالب بها إذا‬
‫تلفت‪ ،‬فإنها ال تضمن إال أف تتلف بتفريط الوديع‪ ،‬أك بجنايتو‪ ،‬كإف تلفت من دكف تفريط كال جناية فبل‬
‫ضماف‪ ،‬ككذلك الماؿ إذا تلف قبل إمكاف أداء الزكاة ػ إف تلف بتفريط(‪ )0‬ضمن الزكاة‪ ،‬كإال فبل‪ .‬كىذا‬
‫قوؿ أبي طالب‪ .‬فلو تلف بعض الماؿ من دكف تفريط‪ )3( ،‬كبقي البعض ػ كجب إخراج زكاة الباقي(‪)4‬‬
‫كلو قل‪ ،‬كال يضمن زكاة التالف(‪ .)5‬كعلى قوؿ المؤيد باهلل ينظر في الباقي(‪ ،)6‬فإف كاف نصابا أخرج‬
‫زكاتو‪ ،‬كإال فبل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬غالبا) احتراز من بعض الصور فإنو ال يشترط فيها كماؿ التمكن‪ ،‬كىو أف اإلماـ ككاليو إذا طلبا‬
‫الزكاة لزـ المالك االيصاؿ كما سيأتي إف شاء اهلل تعالى‪ ،‬كإف لم يوصل ضمن‪ ،‬مع أف قد شرطوا في‬
‫التمكن حضور الفقير كالمصدؽ‪ ،‬كىنا لم يشترطوا حضوره‪ .‬كاحتراز من أف يجني أك يفرط فإنها تضمن‪،‬‬
‫كىذا االحتراز من المفهوـ‪ .‬كاحتراز من أف يعزؿ المالك الزكاة بإذف اإلماـ‪ ،‬أك من أذف لو باألذف فإنو ال‬
‫يضمنها إذا تلفت‪ ،‬كمما لو ترؾ الصرؼ لمراعات مصرؼ أفضل أك نحوه‪ ،‬كما سيأتي فبل ضماف إف‬
‫تلف جميع الماؿ‪ ،‬كإال سقط زكاة التالف فقط‪ ،‬كلزمو زكاة الباقي‪ ،‬كىاتاف الصورتاف احترز عنهما من‬
‫المنطوؽ‪( .‬بهراف) (بستاف لفظا) (قرز)‬
‫(‪ )0‬قبل إمكاف األداء‪.‬‬
‫(‪ )3‬كبقي البعض‪.‬‬
‫(‪ )4‬كما لو تلف بعض الوديعة كجب رد الباؽ‪.‬‬
‫(‪ )5‬كينظر إف تلف على كجو يضمن‪ ،‬ىل تجب الزكاة في العوض أـ ال ? قيل‪ :‬يجب؛ ألف العوض‬
‫تجب فيو الزكاة‪ .‬كفي حاشية ػ الجواب‪ :‬أنها تجب حيث كانت مما يجب اإلخراج فيو من العين‪ ،‬ثم‬
‫الجنس‪ ،‬ثم القيمة‪ ،‬حيث لم يبق قدر الزكاة كإال تعين إخراجها‪ .‬سيأتي ما يدؿ على كجوب الزكاة في‬
‫قولو‪" :‬إال عوض حب كنحوه" أنو يجب تزكية العوض؛ ألف المعوض قد كجبت فيو الزكاة‪ .‬كلفظ (البياف)‬
‫(مسألة) كإف أتلف الغاصب الماؿ‪.‬‬
‫(‪ )6‬كال شيء في التالف‪ .‬كلو الجزء العاشر‪.‬‬

‫(‪)08/5‬‬

‫_____________________________‬

‫‪.‬‬
‫(كإنما تجزئ) الزكاة مخرجها (بالنية) (‪ )7‬من المالك المرشد(‪ ،)0‬كىو البالغ(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنها عبادة كالصبلة‪ ،‬ال كقضاء الدين‪( )*( .‬فائدة) يقاؿ‪ :‬لو أخذ اإلماـ ذلك بغير نية‪ ،‬ككاف قدر‬
‫العشرة الدراىم ىل يفسق ? قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬إنو ال يفسق‪ ،‬إال إذا فعل ذلك عالما بوجوب النية‬
‫على مذىبو؛ ألف المسألة خبلفية‪ .‬قاؿ‪ :‬فلو تاب كىي باقية ػ أعنى العين المأخوذة ػ ثم جدد النية للزكاة‬
‫? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬األقرب أف ذلك يجزئ؛ ألنو باؽ على ملك المالك‪( .‬نجرم لفظا)) (قرز)‪ )*( .‬مع‬
‫العلم بوجوب النية في تلك الحاؿ‪ ،‬فلو تركها جاىبل‪ ،‬أك ناسيا لم يعدىا؛ ألف فيها خبلؼ األكزاعي (‪)7‬‬
‫كانقضاء ما ال كقت لو كخركج كقت الموقت‪ )7( .‬كىو عبد اهلل بن عمر بن األكزاعي‪ ،‬كاف من أىل‬
‫اليمن‪ ،‬كلم يكن من أىل األكزاع‪ .‬قالو أبو زياد‪ .‬أفتى األكزاعي في سبعين ألف مسألة‪ ،‬كأخذ العلم عنو‬
‫عبد اهلل بن المبارؾ كجماعة [قبره موجود في بيركت الغربية‪ ،‬في حي يسمى اآلف حي األكزاعي قرب‬
‫مطار بيركت‪( .‬ىاشمي]‬
‫(‪ )0‬كىل يصح التوكيل بالنية أـ ال ? عن أبي مضر‪ :‬ال يصح‪ .‬كقيل‪ :‬يصح‪ ،‬كما تصح نيابة الولي عن‬
‫الصبى‪ .‬كصورتو أف يقوؿ‪ :‬أخرج ىذا الماؿ عن بعض ما علي من الحقوؽ‪( .‬بياف معنى) (*) كيكفي في‬
‫النية أف يريدىا كقت إخراج مالو‪ ،‬فإف نواىا زكاة كأطلق أجزأ‪ ،‬كإف نول صدقة كأطلق لم تجزئو لترددىا‬
‫بين الواجب كالنفل‪ .‬كفي (شرح الذكيد) إذا نواىا صدقة مع الوجوب أجزأه‪( .‬قرز) (*) كلو أخرج الجزء‬
‫العاشر‪ ،‬كالصبلة في آخر الوقت فإنو ال يغني عن نيتها‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كلو أخرج السكراف إلى الفقير‪ ،‬أك بيت الماؿ لم يجزه‪ ،‬كيجب على الفقير الرد‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬ال‬
‫يجب؛ ألنها صدقة كافقت محلها‪( )*( .‬مسألة) قاؿ في (الكواكب)‪ :‬من أخرج ماال عن حقوؽ مختلفة‬
‫ػ فإف نواه عن بعضها من دكف تعيين‪ ،‬أك عن األكجب‪ ،‬فاألكجب منها فإنها ال تجزئو كفاقا بين أىل‬
‫المذىب‪ ،‬كيأتي على قوؿ الشافعي‪ ،‬كاإلماـ يحيى‪ :‬أنو يجزئ كما ذكر ذلك عنهما في الكفارات‪ .‬قلنا‪:‬‬
‫كسواء أخرج ذلك المالك‪ ،‬أك الوكيل‪ .‬كإف نول عنها الكل من دكف تمييز ما عن كل حق منها ? فقاؿ‬
‫أبو حنيفة‪ ،‬كأبو طالب‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كالشافعي‪ ،‬كالجرجاني‪ :‬إنو يجوز‪ ،‬كيقع عنها الكل عن كل حق‬
‫بقسطو‪ .‬كقاؿ أبو جعفر‪ ،‬كقوؿ للمؤيد باهلل‪ ،‬كالقاضي جعفر‪ :‬إنو ال يصح عن أيها إال أف يميز كل حق‬
‫بالنية‪ .‬قلت‪ :‬كىذا ىو الذم اعتمده في (التذكرة) كاألزىار في باب الظهار‪ ،‬كإف كاف المحفوظ ىنا ىو‬
‫األكؿ‪( .‬مقصد حسن)‬

‫(‪)09/5‬‬

‫_____________________________‬

‫العاقل‪ ،‬فلو أخرج عشر مالو إلى الفقير(‪ )7‬من دكف أف ينوم كونو زكاة لم يجزه ذلك (‪ ،)0‬كلم تسقط‬
‫عنو الزكاة (ككلي غيره)(‪ )3‬أم‪ :‬كتجب النية على كلي غير المرشد إذا أخرج زكاة ماؿ الصبى(‪ )4‬أك‬
‫المجنوف أك نحوىما(‪ ،)5‬سواء كاف الولي ىو األب أك غيره(‪ ،)6‬فإف لم ينو لم يصح اإلخراج‪،‬‬
‫كضمن(‪.)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك اإلماـ‪ ،‬أكالمصدؽ‪.‬‬
‫(‪ )0‬كلم يلزـ الفقير الرد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬لما ركاه عمرك بن شعيب عن أبيو عن جده أف النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم خطب الناس فقاؿ‪:‬‬
‫(من كلي يتيما لو ماؿ فليتجر في مالو‪ ،‬كال يتركو حتى تأكلو الصدقة) كقد ذكر الهادم عليو السبلـ‬
‫كغيره عن علي عليو السبلـ أنو كاف يزكي ماؿ ابناء أبي رافع‪( .‬ضياء ذكم األبصار) (*) فلو تنازع الفقير‬
‫كالولى‪ ،‬فقاؿ الولي‪ :‬لم أنو شيئا‪ .‬كقاؿ الفقير‪ :‬بل نويت‪ .‬فالقوؿ قوؿ الولي؛ ألنو ال يعرؼ إال من‬
‫جهتو‪( .‬عامر) كأما المالك فالقوؿ قوؿ الفقير؛ ألنو يصح من المالك ىبة ملكو‪ .‬كقيل‪ :‬ال معنى للتداعى‬
‫بين المالك كالفقير؛ ألنو إف سلمها إليو كىو ناس لنيتو فقد أجزتو ألجل الخبلؼ‪ ،‬كإف كاف عالما‬
‫بوجوب النية‪ ،‬كتركها فقد سلط عليها الفقير‪( .‬قرز) (*) فإف علم الفقير أنها زكاة صبي كنحوه‪ ،‬كصادقو‬
‫في عدـ النية كجب عليو ردىا مع البقاء كالتلف؛ إذ ىي غصب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كيجب عليو إعبلـ اإلماـ أك المصدؽ أنو زكاة ماؿ الصبى كنحوه؛ لئبل تثنى عليو‪ ،‬كإال ضمن (‪)7‬‬
‫إذا ثنيت عليو‪( .‬بياف) (قرز) (‪ )7‬كتبطل كاليتو مع العلم‪ .‬يقاؿ‪ :‬ما كجو بطبلف كاليتو‪ ،‬كقد أجزأت‬
‫الصغير زكاة ? كالضماف على المخرج من مالو‪ ،‬فالقياس عدـ البطبلف‪( .‬سماع عن سيدنا حسن رحمو‬
‫اهلل) من (ىامش البياف)‬
‫(‪ )5‬المسجد‪ ،‬كالوقف‪ ،‬كالطريق‪ ،‬كبيت الماؿ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كلو من صلح‪.‬‬
‫(‪ )7‬الصارؼ‪ ،‬كالمصركؼ إليو‪ ،‬كقرار الضماف على المتلف‪( .‬قرز)‬

‫(‪)32/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(أك) أذا أخذىا (اإلماـ‪ ،‬أك المصدؽ) فإف النية تجب على أيهما أخذىا؛ ليخرج عن أف يكوف غاصبا‪،‬‬
‫ثم ال تلزمو نية (‪ )7‬أخرل عند اإلخراج(‪ )0‬على ظاىر إطبلؽ الشرح‪ ،‬كصححو الفقيو يحيى البحيبح‪.‬‬
‫كقاؿ الحقيني‪ :‬بل تلزمو‪.‬‬
‫كال تجب النية على اإلماـ‪ ،‬كالمصدؽ إال في موضعين أحدىما‪( :‬حيث أجبرا)(‪ )3‬المالك‪ ،‬أك الولي‬
‫على التسليم فلم يسلمها برضائو (أك أخذا) الزكاة (من نحو كديع) (‪ )4‬كىو الذم ال كالية لو على‬
‫إخراجها‪ ،‬كالمضارب (‪ ،)5‬كالجد (‪ )6‬مع كجود األب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو أخذاىا برضاء الوديع كفت النية منهما‪ ،‬كال يحتاجاف إلى النية عند التسليم‪ ،‬بل النية األكلى‬
‫كافية‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬إلى مصارفها الثمانية‪( .‬بياف) (*) فلو أخذاىا باختيار المالك‪ ،‬فإف لم ينو المالك لم تجزه كإف‬
‫نويا‪ .‬كإف أخذاىا باختيار الولي ػ فإف نويا أجزت ػ كإف لم ينو الولي لبطبلف كاليتو لعدـ النية‪ ،‬كإف لم‬
‫ينويا كلم ينو ضمنوا جميعا‪( .‬قرز) (*) إلى المصرؼ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال تجزئ نيتهما مع الطوع‪( .‬ىداية)‬
‫(‪ )4‬كيجب على الوديع أف يبين (‪ )7‬أف الماؿ للغير‪ ،‬كإف لم يبين ضمن‪( .‬قرز) (‪ )7‬كليس شرطا‬
‫لئلجزاء‪ ،‬كإنما ىو لئبل تتثنى عليهما‪ .‬يقاؿ‪ :‬إذا لم يعلمهما فبل زكاة؛ لعدـ النية‪ .‬كاألكلى أنو لئلجزاء‪.‬‬
‫(سيدنا حسن رحمو اهلل) (قرز) (*) غصب‪ ،‬أك إجارة‪ ،‬أك رىن‪ ،‬أك عبد مأذكف‪ .‬ككذا المرتد يؤخذ من‬
‫مالو‪ ،‬كيلزـ اآلخذ النية‪ ،‬كما يأتي قريبا‪.‬‬
‫(‪ )5‬كال يزكي المضارب إال بإذف المالك إال الربح؛ ألنو بملكو بالظهور عندنا‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬كال ينتظر ذك‬
‫الوالية حيث يفوت غرض على بيت الماؿ بانتظار‪ ،‬كإف كاف خارج البريد‪ .‬كقيل‪ :‬كلو حاضرا على ظاىر‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫(‪ )6‬حيث كاف األب كالمضارب غائبا بريدا (‪ )7‬كإف كاف حاضرا فهو األكلى فبل فائدة‪ )7( .‬كقيل‪ :‬كلو‬
‫حاضرين على ظاىر الكتاب‪( .‬قرز) (*) كالعبد المأذكف‪.‬‬

‫(‪)37/5‬‬

‫_____________________________‬
‫كيصح أف تكوف النية مقارنة‪ ،‬أك متقدمة‪ .‬أما التي تكوف مقارنة فقد تكوف (مقارنة لتسليم)(‪ )7‬المالك‬
‫إلى الفقير(‪ )0‬أك اإلماـ‪ ،‬بأف يعطيو ناكيا كوف المعطى زكوة (أك) كانت النية مقارنة للفظ (تمليك)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فائدة) لو كاف يعرؼ أنو لو أخبر الفقير أنها زكاة لم يقبضها‪ ،‬فهل قد ملكها الفقير‪ ،‬كلو أكىمو أنها‬
‫غير زكاة ? قلنا‪ :‬نعم قد دخلت في ملكو‪ ،‬كلو كاف األمر كذلك‪( .‬نجرم) (قرز) (*) كلو بإرساؿ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كال يشترط علم الفقير‪ ،‬كال قبولو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬في المجلس قبل اإلعراض‪( .‬قرز) (*) كال بد للنية من متعلق إما بتسليم‪ ،‬كإما قوؿ‪ ،‬كوىبت‪ ،‬أك‬
‫نذرت (‪ )7‬أك تصدقت‪ ،‬أك ملكت‪ ،‬أك أخرجت (‪ )0‬أك دفعت‪ ،‬أك قضيت‪ ،‬حيث ال دين عليو لو مع نية‬
‫الزكاة في الكل‪( .‬بستاف) كيغني القبض عن القبوؿ‪ ،‬إال في نذرت فبل يحتاج إلى القبوؿ؛ ألنو بعوض‬
‫ىنا‪ ،‬كىو براءة الذمة‪ )0( .‬ظاىر األزىار كشرحو أنو ال بد من لفظ تمليك‪ ،‬فبل يكفي قولو‪ :‬أخرجت‪.‬‬
‫ك(قرز) (‪ )7‬كلفظ (الكواكب)‪ :‬كلو غير ما نول‪ ،‬كلو كاف لفظو يخالف نيتو‪ ،‬نحو أف ينوم بو الزكاة‪ ،‬أك‬
‫يقوؿ للفقير‪ :‬كىبتو لك‪ ،‬أك نذرت بو إليك‪ ،‬أك قضيتك إياه‪ ،‬أك نحو ذلك ػ فإنو يقع عن الزكاة‪ ،‬كيملكو‬
‫الفقير بالقبوؿ‪ .‬كأما جواز تصرفو فيو قبل قبضو ? فقاؿ سيدنا عماد الدين‪ :‬لعلو يكوف على الخبلؼ ػ‬
‫في الهبة قبل قبضها‪( .‬باللفظ) ػ ال يصح‪.‬‬

‫(*) لكن إذا تلف قبل القبض تلف من ماؿ المزكي كالمبيع قبل القبض‪ ،‬كيكوف التصرؼ فيو كالتصرؼ‬
‫في الموىوب قبل القبض‪ .‬فإف أتلفها الصارؼ قبل القبض ? ففي (الغيث)‪ :‬ال يصرؼ العوض إال إلى‬
‫المالك األكؿ‪ ،‬كتجب عليو زكاة أخرل‪ ،‬كيصرفها إلى ذلك الفقير أك غيره‪ ،‬كإذا عادت األكلى فهي‬
‫للفقير األكؿ‪ ،‬كال يرجع الصارؼ على الفقير اآلخر؛ ألنها تطوع‪ ،‬إال أف يشرط‪( .‬قرز)‬

‫(‪)30/5‬‬

‫_____________________________‬

‫نحو أف يقوؿ المالك للفقير‪ :‬قد ملكتك(‪ )7‬الطعاـ (‪ )0‬أك الدراىم (‪ )3‬التي في موضع كذا‪ ،‬ناكيا‬
‫ذلك عن زكاتو‪ ،‬كيقبل الفقير(‪ )4‬فإنو يملك بذلك‪ ،،‬كمتى كقعت النية مقارنة لتسليم أك تمليك (فبل‬
‫تتغير) إلى نية أخرل (بعد) أف قد كقعت مقارنة لتسليم‪ ،‬أك تمليك (كإف غير) (‪ )5‬المالك نيتو بعد لم‬
‫يؤثر تغييره‪ ،‬كسواء غيرىا إلى كاجب كالكفارة‪ ،‬أك إلى غير كاجب (‪)6‬؛ ألف الفقير قد ملك ذلك‪ ،‬فبل‬
‫تأثير لنية المالك فيما قد خرج عن ملكو (أك) كانت (متقدمة) (‪ )7‬على اإلخراج بوقت أك أكقات‪ ،‬غير‬
‫مقارنة لتسليم كال تمليك ػ فإف ىذه النية تصح‪.‬‬
‫كاعلم أف المتقدمة لها صورتاف‪ :‬ػ الصورة األكلى‪ :‬ال خبلؼ في صحتها‪ ،‬كذلك حيث يوكل(‪ )8‬بإخراج‬
‫زكاتو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ىذا يأتي على قوؿ المؤيد باهلل أف ذكر الحاضر كذكر المقدر عنده‪ ،‬كأما على أصل الهدكية فبل بد‬
‫أف يقوؿ‪ :‬عشرة أصواع‪ ،‬أك دراىم‪ ،‬كالمبيع‪ .‬كيحمل ما في الكتاب على المعين‪ ،‬كما يفهمو التعريف‪.‬‬
‫كأما قولو‪" :‬في مكاف كذا" فبل يشترط ذكره‪ ،‬بل المشترط كجوده في الملك‪( .‬محيرسي لفظا)‬
‫(‪ )0‬المعين‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬المعينة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬أك يقبضو‪( .‬قرز) إذا كاف عالما بتقدـ التمليك‪ ،‬ككاف القبض في مجلس التمليك‪ ،‬كالصدقة‪( .‬قرز)‬
‫فورا‪ ،‬في المجلس قبل اإلعراض‪ .‬كقيل‪ :‬كلو في غير المجلس؛ ألنو ليس بعقد حقيقة‪.‬‬
‫(‪ )5‬ألنها قد خرجت عن ملكو‪ )*( .‬في بعض النسخ مشكل على الواك‪ .‬كقيل‪ :‬ىي للحاؿ‪.‬‬
‫(‪ )6‬كالمتطوع‪.‬‬
‫(‪ )7‬ال متأخرة إجماعا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬كنول عند التوكيل‪ ،‬أك بعده قبل التسليم‪ ،‬كما يأتي قريبا‪ .‬كلفظ (الكواكب)‪ :‬أما في الوكيل فهو‬
‫كفاؽ أنها تصح متقدمة على إخراج الوكيل‪( .‬قرز)‬

‫(‪)33/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كالصورة الثانية‪ :‬مختلف فيها‪ ،‬كذلك حيث يكوف المخرج للزكاة ىو المالك‪ ،‬كيأتي بنية متقدمة على‬
‫التسليم فظاىر ما حكاه في اللمع عن أبي طالب أنها تصح(‪ ،)7‬كحكى في الكافي عن أبي طالب‪ :‬أنو‬
‫ال يجوز التقديم (‪ )0‬حيث أخرج المالك بنفسو‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كركل السيد يحيى بن الحسين قولين ألبي طالب‪.‬‬
‫كمثاؿ المتقدمة‪ )3(:‬أف يعزؿ المالك قسطا من مالو ناكيا كونو زكاة‪ ،‬ككذا لو لم يعزؿ‪ ،‬بل نول بقلبو أف‬
‫ما صار إلى الفقراء(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مع العزؿ؛ ألنها قد قارنت فعبل‪ ،‬كىو العزؿ‪.‬‬
‫(‪ )0‬إلمكاف المقارنة‪( .‬بياف) (*) أم‪ :‬ال يصح‪.‬‬
‫(‪ )3‬المختلف فيها‪( .‬قرز) ىذا المثاؿ للشرح‪ ،‬فبل يتوىم أنو تكرار‪.‬‬
‫(‪ )4‬مع التسليم إلى الفقراء‪ )*( .‬كالذم قرر للمذىب (‪ )7‬عدـ صحة ىذه الصورة؛ إذ ال تأثير لنيتو في‬
‫فعل غيره‪ ،‬أما لو قاؿ‪ :‬ما صيرتو إلى الفقراء من مالي فعن زكاتي فلعلو يصح؛ إذ الفعل لو‪ ،‬كالنية‬
‫تقدمت‪( .‬حاشية سحولي) (‪ )7‬كالمختار ما في شرح األزىار‪ ،‬لكن ال بد أف يعلم اآلخذ ذلك‪( .‬قرز)‬
‫(*) كىذا ال يستقيم على المذىب؛ ألف الفقير يصير كالوكيل‪ ،‬كالوكيل يشترط علمو‪ ،‬كأيضا لو قدرنا أنو‬
‫علم ال يصح؛ ألنو كالتمليك المشركط‪ ،‬كىو ال يصح‪ .‬كمثلو في (شرح الفتح) كالمختار أف ىذا ليس‬
‫بتمليك مشركط؛ ألف التمليك أنما يقع بالتسليم‪ ،‬كىو غير مشركط‪( .‬قرز)‬

‫(‪)34/5‬‬

‫_____________________________‬

‫من مالو فعن زكاة (‪ ،)7‬ككذا لو أمر ككيبل (‪ )0‬أف يدفع شيئا من مالو إلى الفقراء‪ ،‬كلم ينو حين أمره‪ ،‬بل‬
‫نول بعد ذلك قبل التسليم (‪ )3‬أف المدفوع زكاة (فتغير)(‪ )4‬ىذه النية المتقدمة (‪ )5‬التي ليست مقارنة‬
‫لتسليم أك تمليك إذا غيرىا المالك (قبل التسليم) (‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قلت‪ :‬كىذا يقتضي لو سمع الفقير قولو ما أخذه الخ جاز لهم األخذ من غير أذنو؛ ألنهم قد‬
‫صاركا ككبلء‪ ،‬كعلموا ذلك‪ .‬كفيو نظر؛ ألف من حق الوكالة أف تكوف متقدمة على الفعل‪ ،‬كىذه مقارنة؛‬
‫ألنو قد جعل األخذ شرطا في انعقاد الوكالة‪ ،‬كاألقرب أف ىذه النية ال تصح؛ ألنو إذا أراد اإلباحة لم‬
‫تجز‪ ،‬كإف أراد التمليك فهو مقيد بشرط‪ ،‬كىو ال يصح‪ .‬قالو في (الغيث) كمثلو في (شرح الفتح)‪.‬‬
‫(قلت)‪ :‬كيكوف ذلك ضمنا‪ ،‬كلعل ذلك تفويض‪ ،‬فمن ثمة صرؼ في نفسو‪ ،‬فكالتمليك الضمنى‪،‬‬
‫كالترتيب ذىني‪( .‬مفتي) ك(قرز)‬
‫(‪ )0‬كال بد من علم الوكيل؛ ألنو توكيل للفقراء فقط فبل تكفي النية‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )3‬كلم ينو عند التوكيل‪ ،‬كىو الفرؽ بين ىذه كاألكلى‪.‬‬
‫(‪ )4‬فأما لو عزؿ قسطا من مالو‪ ،‬كقاؿ‪ :‬جعلت ىذا القسط عن الزكاة فقد أكجب على نفسو الزكاة فبل‬
‫يجوز فعلو عن غير الزكاة‪ ،‬كلو نواىا لغيرىا بعد ذلك لم يصح‪ ،‬كلم يجز‪ ،‬ألنو يكوف عاصيا بنفس‬
‫الطاعة‪( .‬غيث) كأما لو أتلفو‪ ،‬أك غير إلى غير ذلك لزمتو كفارة يمين‪ ،‬بخبلؼ ما لو نول بقلبو فقط‪،‬‬
‫فلو التغيير‪ .‬قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬بل يصح الغيير‪ ،‬كيأثم‪ ،‬كتلزـ كفارة يمين؛ لفوات نذره (*) ال حالو فبل‬
‫تتغير‪ ،‬كما ىو ظاىر األزىار‪ ،‬كمثلو عن (المفتي)‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬ألنها باقية على ملكو حتى يقبضها المصدؽ‪.‬‬
‫(‪ )6‬فإف اتفق لم تتغير‪( .‬قرز) (*) مفهومو ال حالو‪ ،‬أك بعده‪ ،‬فبل تتغير‪ ،‬كمثلو عن المعين‪ )*( .‬فلو‬
‫التبس ىل نول قبل تسليمو أك بعده ? فيحتمل أف األصل عدـ التسليم فتجزئو عما نواه آخرا‪ ،‬كيحتمل‬
‫أف األصل الوجوب فبل تجزئو عنو‪ ،‬بل عن األكؿ‪ ،‬كيحتمل أف يأتي الخبلؼ بين الهادم‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪،‬‬
‫فالهادم عليو السبلـ يعتبر األصل الثاني‪ ،‬كىو التسليم‪ ،‬كاألصل عدمو فتجزئو عن الثاني‪ .‬كالمؤيد باهلل‪:‬‬
‫يعتبر األصل األكؿ‪ ،‬كىو الوجوب‪ ،‬فبل تجزئو عن الثاني‪ ،‬بل عن األكؿ‪( .‬كواكب لفظا) (من خط سيدنا‬
‫حسن رحمو اهلل) كفي بعض الحواشي اختبلؼ في حكاية األصلين‪ ،‬أعني‪ :‬أصل الهادم عليو السبلـ‪،‬‬
‫كالمؤيد باهلل عليو السبلـ‪ .‬كالظاىر االختبلؼ بين صاحب (الزىور) ك(الكواكب) ألف كل كاحد حكى‬
‫أصل كل إماـ‪ ،‬كاآلخر حكى حكاية مغايرة لما حكى األكؿ فتأمل‪ .‬كعبارة صاحب (الكواكب) أكلى‬
‫كأظهر‪( .‬سماع سيدنا حسن) رحمو اهلل‪ )*( .‬فإف اتفقا لم تتغير‪( .‬قرز)‪ )*( .‬كفي (الزىور) فلو غيرىا‬
‫كالتبس التغير ىل كقع بعد صرؼ الزكاة‪ ،‬أك قبلو ? فإنو يأتي على األصلين‪ .‬الخ (قرز) بين الهادم عليو‬
‫السبلـ‪ ،‬كالمؤيد باهلل عليو السبلـ فالهادم يعتبر الثاني‪ ،‬كالمؤيد باهلل يعتبر األكؿ‪ ،‬فعند الهادم األصل‬
‫أف ال تغيير حتى كقع الصرؼ فيجرم عن الزكاة‪ ،‬كعند المؤيد باهلل األصل أف ال صرؼ حتى كقع‬
‫التغيير‪ ،‬فيكوف لما نواه ثانيا‪( .‬زىور) كمثلو في (الكواكب) كلفظ حاشية‪ :‬فلو التبس إلخ كيقاؿ على‬
‫أصل الهدكية قد كقع عما أخرجو في نفس األمر‪ ،‬فتخرج عن الباقي عليو في علم اهلل تعالى؛ لصحة‬
‫النية المجملة عندىم‪ ،‬كما تقدـ‪ ،‬كىذا أكلى من اعتبار األصل الثاني؛ لتأدية القوؿ بو إلى الشك المانع‬
‫من االعتداد‪ )*( .‬ما لم يكن الجزء العاشر فبل يصح التغيير‪ ،‬كلكن ال تجزئو أليهما‪ ،‬ال لما نواه أكال‪،‬‬
‫كال آخرا‪ ،‬أما األكؿ فلعدـ النية‪ ،‬كأما الثاني فلتعينو للزكاة‪ ،‬إال أف تجديد نية الزكاة قبل اإلخراج أجزأه‪.‬‬
‫(قرز)‬

‫(‪)35/5‬‬

‫_____________________________‬

‫إلى المستحق‪.‬‬
‫مثاؿ ذلك‪ :‬أف يعزؿ شيئا من مالو ناكيا(‪ )7‬إخراجو متى حضر الفقراء عن زكاتو‪ ،‬ثم ترجح لو أف يجعلو‬
‫عن كفارة أك غير ذلك(‪ )0‬قبل أف يسلمو(‪ )3‬إليهم فإف ذلك جائز‪ ،‬ككذلك إذا أمر الوكيل أف يدفع‬
‫شيئا من مالو عن زكاتو‪ ،‬ثم ترجح لو أف يجعل ذلك عن كفارة أك غيرىا قبل أف يسلمو الوكيل(‪ )4‬للفقراء‬
‫فإف ذلك يصح؛ ألف الماؿ باؽ على ملكو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال يقاؿ‪ :‬ىذا تكرار؛ ألف ىذا مثاؿ التغيير‪.‬‬
‫(‪ )0‬المظالم‪ ،‬كاألخماس‪.‬‬
‫(‪ )3‬أما لو كاف قد تلف تسعة أعشاره‪ ،‬كبقي ذلك القدر فقط لم يجزه عن الكفارة؛ لتعينو للزكاة‪ ،‬كال‬
‫عن الزكاة لعدـ النية‪ .‬فإف كاف تلفها بغير جناية كال تفريط‪ ،‬كال قد تمكن أجزأ من ذلك ما زاد على قدر‬
‫الزكاة عن الكفارة‪ ،‬فقدرىا ال يجزئ عن أيهما‪ ،‬كىذا على القوؿ بأف الزكاة تعلق بالعين‪ ،‬كأف التمكن‬
‫شرط في األداء‪( .‬شرح ينبعي)‬
‫(‪ ) 4‬يقاؿ‪ :‬ىو عزؿ للوكيل قبل علمو ? يقاؿ‪ :‬مأمور بالتسليم فليس بعزؿ‪ ،‬كالتغيير للنية ال للتسليم فهو‬
‫باؽ‪( .‬قرز)‬

‫(‪)36/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(كتصح) النية (مشركطة)(‪ )7‬فإذا كاف لرجل ماؿ غائب(‪ )0‬فأخرج قدر الزكاة بنية كونو زكاة إف كاف‬
‫الماؿ سالما(‪ ، )3‬كإف كاف غير سالم فهو تطوع(‪ )4‬ػ أجزأ ذلك عن الزكاة إف كاف الماؿ باقيا‪ ،‬كإف لم‬
‫يكن باقيا(‪ )5‬فهو تطوع‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أما لو خير بين الزكاة أك الدين‪ ،‬فإنو ال يقع عن كاحد‪ ،‬كال يملك المدفوع إليو‪( .‬بياف) ككذا إذا‬
‫قاؿ‪ :‬عما علي‪ ،‬أك تطوعا(‪ )7‬للتردد‪( .‬بحر) كأما لو خير بين الزكاة كفطرتو لم تجزه عن أيهما‪ ،‬كيملك‬
‫الفقير‪ )7( .‬كيقع عن التطوع‪( .‬كواكب) كال يرجع إال حيث خير بين نحو زكاة أك دين فيرجع؛ ألنو لم‬
‫ينو التقرب‪ ،‬فبل يقع على كاحد‪ ،‬كال يملك المدفوع إليو‪( .‬زىور معنى) (قرز) (*) فلو نول على القطع‬
‫أجزأ‪ ،‬كال إثم؛ إذ األصل البقاء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كىو نصاب‪.‬‬
‫(‪ )3‬كيصح التوكيل بها‪( .‬قرز) كصورة ذلك‪ :‬أف يقوؿ لغيره‪ :‬أخرج ىذا الماؿ عن بعض ما علي من‬
‫الحقوؽ‪ ،‬كعينو أنت‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )4‬أك عن كاجب أجزأ‪.‬‬
‫(‪ )5‬فإف لم يقل‪ :‬فهو تطوع‪ ،‬فهو باؽ على ملكو‪( .‬غيث) كيرجع كلو مع التلف إذا فرط أك جنى‪( .‬قرز)‬

‫(‪)37/5‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كال بد في الشرط الذم يقيد بو أف يكوف حاليا (‪ )7‬ال مستقببل‪ ،‬فلو قاؿ‪ :‬صرفت‬
‫اليك ىذا عن زكاتي إف جاء زيد‪ ،‬أك إف دخلت دارل ػ لم يصح(‪ )0‬قولو (فبل يسقط (‪ )3‬بها المتيقن)‬
‫كذلك نحو‪ :‬أف يشك ىل عليو دين لفقير فأعطاه ماال عن الدين إف كاف‪ ،‬كإال فعن الزكاة‪ ،‬كالزكاة متيقن‬
‫لزكمها‪ ،‬فهذه النية تصح‪ ،‬لكن إف انكشف لزكـ الدين(‪ )4‬أخرج عن الزكاة ماال آخر‪ ،‬كإف انكشف‬
‫عدمو(‪ )5‬فقد أجزأه عن الزكاة‪ ،‬كإف التبس عليو أمر الدين ىل ثم شيء أـ ال‪ ،‬كلم ينكشف ػ لم يسقط‬
‫عنو المتيقن‪ ،‬كىو الزكاة فيلزمو أف يخرج عن الزكاة (‪ )6‬ماال آخر (‪ )7‬بنية مشركطة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كذلك أف يقوؿ‪ :‬إف كاف الماؿ باقيا‪ )*( .‬أك ماضيا‪ ،‬نحو أف يقوؿ‪ :‬إف قد خرجت القافلة من‬
‫البحر‪ .‬كنحوه‪ :‬إذا قد كصل الماؿ فهذا ماض‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألنو تمليك معلق على شرط‪ ،‬كالتمليك المعلق على شرط ال يصح‪( .‬كواكب) ألنو يعتبر في الزكاة‬
‫حقيقة التمليك‪.‬‬
‫(‪ )3‬عبارة األزىار في قولو‪" :‬فبل يسقط بها المتيقن كال يردىا" فيها إشكاؿ؛ ألف الضمير في بها إف‬
‫أعاده إلى النية لم يستقم قولو‪" :‬كال يردىا" كإف عاد إلى الزكاة فقد ال يكوف المخرج زكاة‪ ،‬كلهذا عدؿ‬
‫في األثمار إلى قولو‪" :‬كال رد مع لبس"‪( .‬شرح أثمار معنى)‬
‫(‪ )4‬بعلم‪ ،‬أك ظن‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬بعلم‪ ،‬أك ظن‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬كىو األكلى‪ .‬كفي (البياف) ما لفظو‪ :‬فإف باف لو بقاء الماؿ أك تلفو بعلم‬
‫أك ظن عمل بحسبو‪.‬‬
‫(‪ )6‬ذكره الفقيو محمد بن يحي‪ .‬كقاؿ الفقيو يوسف[قوم]‪ :‬ال يلزمو إخراج الزكاة ىنا؛ ألف األصل عدـ‬
‫الدين‪ .‬كاختاره (المفتي) يستقيم الكتاب حيث كاف متيقنا للدين‪ ،‬كشك في القضاء‪ ،‬كاألصل عدمو‪.‬‬
‫(كواكب) (*) بنية مشركطة أخرل‪.‬‬
‫(‪ )7‬إلى الفقير األكؿ أك غيره‪( .‬بياف) (قرز)‬

‫(‪)38/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال) يلزـ أف (يردىا الفقير) إلى المخرج (مع اإلشكاؿ) (‪ )7‬في أمر الدين(‪.)0‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬الفقير قد ملكو بيقين(‪ )3‬إما عن الدين إف كاف‪ ،‬كإال فعن الزكاة‪.‬‬
‫كىكذا الحكم في العكس‪ ،‬كىو أف يكوف المشكوؾ فيو ىو الزكاة‪ ،‬كالمتيقن ىو الدين فإذا أعطى‬
‫الفقير ماال عن الزكاة إف كانت‪ )4(،‬كإال فعن الدين‪ ،‬فإف انكشف(‪ )5‬الحاؿ عمل بحسبو‪ ،‬كإف التبس‬
‫كجب على المالك أف يسلم دين الفقير؛ ألنو متيقن لزكمو‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو محمد بن يحي‪ :‬لكن ليس للفقير أف يطالب بدينو ؛ ألنو ال يأمن أف يكوف ما أخذه ىو‬
‫الدين‪ ،‬كالزكاة ساقطة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيتحرل من التبس قدر ما عليو من الزكاة‪ ،‬كيعمل بالظن كأكثر األحكاـ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كضابط[قوم]ما ذكره الفقيو يوسف‪ :‬أنو إف كاف شاكا في أصل الثبوت‪ ،‬كأخرجو عنو كعن كاجب‬
‫آخر كقع عن الواجب المتيقن‪ ،‬كاألصل برأة الذمة عما شك في كجوبو‪ ،‬كإف كاف متيقنا لوجوبو كشك‬
‫في السقوط كعدمو فاألصل بقاؤه‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال يطالب بديتو ىنا‪.‬‬
‫(‪ )4‬األكلى إف كاف الماؿ سالما‪.‬‬
‫(‪ )5‬بعلم‪ ،‬أك ظن‪( .‬قرز)‬

‫(‪)39/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(قاؿ موالنا(‪ )7‬عليو السبلـ‪ :‬كفيو نظر(‪ ،)0‬بل لو المطالبة(‪ )3‬ألنو من لزكـ الدين على يقين(‪.)4‬‬
‫[سقوط الزكاة]فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لعل كبلـ اإلماـ حيث قاؿ‪ :‬صرفت إليك ىذا عن زكاتي إف كاف الماؿ سالما‪ ،‬فالظاىر البقاء‪ ،‬كأما‬
‫ما ذكره عليو السبلـ فالظاىر عدـ كجوبها‪ .‬كقرر ىذا (الشامي) لكن يقاؿ‪ :‬قضاء الدين شك؛ لجواز‬
‫كجوب الزكاة فبل يسقط الدين إال باليقين‪ ،‬كلم يقضو بيقين فكبلـ اإلماـ جيد‪.‬‬
‫(‪ )0‬ال كجو للتنظير‪( .‬قرز) (*) لكن إذا طالبنا المخرج بالرد‪ ،‬أك ترؾ المطالبة لزمو ما اختار من أم‬
‫األمرين‪ ،‬كلقائل أف يقوؿ‪ :‬إف للفقير أف يقوؿ‪ :‬قد زاؿ ملكك بيقين‪ ،‬كال حق لك في االسترجاع‪.‬‬
‫(‪ )3‬ما لم يغلب في الظن سقوط الزكاة‪( .‬ىداية)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ىذا الذم يذكره الوالد أيده اهلل تعالى تقريبا للمذىب‪ .‬كلقائل أف يقوؿ‪ :‬القياس في الصورتين براءة‬
‫الذمة في المشكوؾ؛ إذ ال يلزمو شيء بمجرد الشك‪ ،‬فبل يلزمو إجراج زكاة أخرل في الصورة األكلى كال‬
‫قضاء دين مرة أخرل في الصورة الثانية‪( .‬حاشية سحولي)‬

‫(‪)42/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال تسقط) الزكاة (كنحوىا) كالفطرة‪ ،‬كالكفارة‪ ،‬كالجزاء(‪ ،)7‬كالفدية (‪ )0‬فإف ىذه الحقوؽ(‪ )3‬كلها ال‬
‫تسقط (بالردة) فإذا ارتد المسلم‪ ،‬كقد كجب عليو شيء من ىذه الحقوؽ في حاؿ إسبلمو لم تسقط عنو‬
‫بالردة‪ ،‬بل يطالب بو (‪( )4‬إف لم يسلم) (‪ )5‬بعد ردتو‪ ،‬فإف أسلم سقطت عنو(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في قتل الصيد‪.‬‬
‫(‪ )0‬في اللبس‪.‬‬
‫(‪ )3‬بخبلؼ الحج؛ ألف الحج (‪ )7‬متعلق بالبدف‪ ،‬كالزكاة متعلقة بالماؿ فبل تسقط‪( .‬غيث لفظا) (‪)7‬‬
‫كما يأتي في قولو‪" :‬كيعيده من ارتد"‪.‬‬
‫(‪ )4‬كعن (القاضي عامر) أنها تؤخذ من مالو حاؿ ردتو‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪ .‬قاؿ في البحر‪ :‬ألنها تشبو‬
‫الدين‪ ،‬فإف أسلم ? قيل‪ :‬كالوارث ترد لو ما لم تستهلك‪( .‬مفتي) كقيل‪ :‬المختار أنو ال يرد لو شيئ‪ ،‬كلو‬
‫كاف باقيا‪( .‬كابل) (قرز)‪ )*( .‬ال يطالب إال حيث مات‪ ،‬أك قتل‪ ،‬أك لحق بدار الحرب‪( .‬زىور) (*)‬
‫كينظر لو أخذىا من ماؿ المرتد غيره ما تكوف النية ?‪( .‬مفتي) كفي (حاشية سحولي)‪ :‬كيأخذ ذلك من لو‬
‫الوالية‪ ،‬كتجب عليو النية كما لو أخذ من نحو كديع‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز) (*) أم‪ :‬يطالب من‬
‫ىو قائم مقامو بعد قتلو‪ ،‬أك لحوقو بدار الحرب‪ ،‬ال ىو في نفسو فبل يطالب في حاؿ ردتو؛ إذ ىي‬
‫تطهرة لكافر‪( .‬عامر) كفي (الغيث)‪ :‬يطالب بها [يعني‪ :‬تؤخذ منو قسرا‪] .‬حاؿ ردتو؛ ألنها كالدين‪.‬‬
‫(حاشية سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )5‬كىذا في الحقوؽ التي ال تجامع الكفر‪ ،‬كأما ما تجامعو فبل تسقط باإلسبلـ‪ ،‬كما سيأتي (‪( )7‬شرح‬
‫بهراف) غالبا‪ :‬احتراز من الحدكد غير حد القذؼ فإنها تجامع الكفر‪ ،‬كتسقط باإلسبلـ‪( .‬كواكب) (قرز)‬
‫(‪ )7‬في آخر الغصب‪ .‬قولو‪" :‬كال يسقط باإلسبلـ بعد الردة ما يجامع الكفر"‪ .‬كالمظالم‪ ،‬كما كاف‬
‫للمساجد معينة‪ ،‬أك غير معينة كما يأتي‪ )*( .‬إال كفارة الظهار فبل تسقط باإلسبلـ؛ ألف فيها حق آلدمي‬
‫(قرز) ككذا الخمس‪ ،‬كحد القذؼ ال يسقطاف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬ما لم تكن معينة‪ .‬كقيل‪ :‬ال فرؽ‪ ،‬كىو الصحيح‪ ،‬كما يأتي في آخر كتاب الغصب إف شاء اهلل تعالى‬
‫عن الفقيو علي‪.‬‬

‫(‪)47/5‬‬

‫_____________________________‬

‫؛ ألف اإلسبلـ يجب(‪ )7‬ما قبلو‪ ،‬ىذا ىو الصحيح‪ .‬ذكره في زكائد اإلبانة عن القاضي أبي اسحق(‪،)0‬‬
‫كشهر اشويو(‪ ،)3‬كأبي الفضل الناصر(‪.)4‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو القوم عندنا(‪.)5‬‬
‫كقاؿ الشافعي‪ :‬إف حقوؽ اهلل تعالى ال تسقط عن المرتد‪ ،‬سواء لزمتو حاؿ إسبلمو‪ ،‬أك حاؿ ردتو‪.‬‬
‫(كال) تسقط الزكاة أيضا كنحوىا(‪( )6‬بالموت) بل تخرج من تركتو (‪.)7‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كمالك‪ ،‬كأبو عبد اهلل الداعي(‪ :)8‬بل تسقط(‪ )9‬بالموت أيضا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ذكره في النهاية في باب الجيم فقاؿ ػ أم‪ :‬يقطعو‪ ،‬كيكفره‪( .‬شرح بهراف)‬
‫(‪ )0‬كىو ابن عبد الباعث‪ ،‬من أجل الزيدية‪ ،‬لو مصنفات كثيرة‪ ،‬كأسمع على اإلماـ المتوكل على اهلل‬
‫أحمد بن سليماف (أصوؿ األحكاـ) كقبره بصعدة مشهور‪ ،‬كالدعاء عنده مقبوؿ‪ )*( .‬من أصحاب‬
‫الهادم‪.‬‬
‫(‪ )3‬من أصحاب الناصر‪.‬‬
‫(‪ )4‬مصنف المدخل على مذىب الهادم‪ ،‬كىو من أكالد الناصر‪.‬‬
‫(‪ )5‬لقولو تعالى‪{ :‬إف ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}‪.‬‬
‫(‪ )6‬الفطرة‪( .‬بياف) كالخراج‪ ،‬كالمعاملة‪.‬‬
‫(‪ )7‬من الرأس‪ ،‬أكصى أـ لم يوص‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬كزيد بن علي‪( .‬بياف) من الوصايا‪.‬‬
‫(‪ )9‬المراد أنها ال تجب علىالورثة‪ ،‬كأما العقاب فيعاقب عليها‪ )*( .‬أم‪ :‬يسقط حكم تعيينها فيما خلفو‪،‬‬
‫كيبقى كبالها عليو‪ .‬كحجتهم قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ثم يخلفو لمن سعد بإنفاقو) كقولو عليو‬
‫السبلـ‪( :‬فالمهناة لو) فسماه سعيدا‪ ،‬كأنو ىنيئا لو‪ ،‬كال يكوف كذلك إال ما خلي من تعلق الحقوؽ بو‪.‬‬
‫(*) يعني‪ :‬إذا لم يوص‪( .‬بياف) كإف أكصى أخرج من الثلث‪( .‬بياف معنى) من الوصايا‪ .‬ىذا عندىم‪ ،‬كأما‬
‫في العشر‪ ،‬كالفطرة فبل يسقطاف بالموت إال في ركاية ألبي حنيفة‪.‬‬

‫(‪)40/5‬‬

‫_____________________________‬

‫قولو‪( :‬أك الدين) يعني‪ :‬أف الدين ال يسقط الزكاة‪ ،‬كسواء كاف (آلدمي) كالقرض كنحوه (‪( )7‬أك هلل‬
‫تعالى) كالكفارات كنحوىا (‪ )0‬فإف الزكاة ال تسقط بلزكـ الدين قبلها‪ ،‬أك بعد لزكمها أم دين كاف‪ ،‬ىذا‬
‫مذىبنا(‪.)3‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كالباقر‪ ،‬كأبو عبد اهلل الداعي‪ )4(:‬إف الدين(‪ )5‬يمنع الزكاة‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬كإنما يمنع عندىم بشرطين ػ األكؿ‪ :‬أف يكوف الدين آلدمي معين‪ ،‬ال هلل تعالى‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ثمن المبيع‪ ،‬كالغصب‪ )*( .‬مظلمة متعين أىلها‪( .‬ىداية) (قرز)‬
‫(‪ )0‬الهدم‪ ،‬كالجزاء‪.‬‬
‫(‪ )3‬فتشترؾ ديوف اآلدمي كديوف اهلل تعالى في الماؿ‪ ،‬فديوف اآلدميين ظاىرة‪ ،‬كنحو اآلدميين المسجد‬
‫المعين‪ ،‬كالنذر الملتبس أىلو‪ ،‬كديوف اهلل كالزكوات التي ىي ربع العشر‪ ،‬كاألعشار‪ ،‬كالفطر‪ ،‬كاألخماس‪،‬‬
‫كالمظالم الملتبس أىلها‪ ،‬كالنذر غير المعين إذا كاف في الذمة‪ ،‬ككفارة الصوـ للشيخوخة‪ ،‬ككفارة‬
‫الفوات‪ ،‬كدماء الحج‪ ،‬ككفارة حوؿ الحوؿ‪ ،‬كحيث أفطر لعذر مأيوس‪ ،‬ككفارات اليمين‪ ،‬كالظهار كحيث‬
‫حنث في الصحة‪ ،‬ككفارة القتل‪ ،‬فهذه جميعها من رأس الماؿ‪ ،‬كإف لم يوص‪ ،‬فتقسط التركة بينها‪ ،‬كال‬
‫ترتيب فيها‪ ،‬كأما الحج‪ ،‬ككفارة الصوـ‪ ،‬كالصبلة‪ ،‬كأجرة االعتكاؼ‪ ،‬فبل تجب إال باإليصاء‪ ،‬كتكوف من‬
‫الثلث‪ ،‬كسيأتي ىذا في الوصايا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬ككجو قولهم‪( :‬خبر) كىو ما ركاه ابن عمر قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا كاف‬
‫لرجل ألف درىم‪ ،‬كعليو ألف درىم فبل زكاة عليو) كىذا أكلى؛ ألف دليلو خاص لعموـ ما تقدـ‪( .‬براىين)‬
‫(*) بناء على تقدـ حق اآلدمى على حق اهلل تعالى‪.‬‬
‫(‪ )5‬يعني‪ :‬المستغرؽ؛ ألف الذمة ال تتسع للحقين‪ ،‬كفي حاشية‪ :‬ألف الماؿ ال يتسع لحقين‪ ،‬حق اهلل‬
‫تعالى كحق اآلدمي‪ .‬ركاه في (البياف) عن الفقيو حسن كالكافي‪.‬‬

‫(‪)43/5‬‬

‫_____________________________‬

‫الثاني‪ :‬أف ال يكوف للمديوف من العركض ما يفي بالدين (‪ ،)7‬كىذا الخبلؼ إنما ىو في الزكاة التي ىو‬
‫ربع العشر‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يوسف‪ :‬فأما العشر فيوافقوننا في أف الدين ال يمنع من كجوبو‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو حسن‪ :‬ككذا الفطرة(‪ )0‬كالنذر‪ ،‬كالكفارة‪.‬‬
‫(كتجب) الزكاة (في العين)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬غير ما قد كجبت الزكاة فيو‪ ،‬كغير ما استثني للفقير‪ ،‬كصورتو‪ :‬لو كاف لرجل ألف درىم‪ ،‬كعليو ألف‬
‫درىم‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )0‬كالخمس‪ ،‬كزكاة السائمة فبل تسقط باالتفاؽ بيننا كبينهم‪.‬‬
‫(‪ )3‬فيصير الفقراء مشاركين لرب الماؿ في ذلك الجزء‪ ،‬كلكنو ال يتعين لهم إال بتعيين رب الماؿ‪ ،‬أك‬
‫من يقوـ مقامو‪ ،‬كال يلزمو أف يشاركو الفقراء في النتاج كالنماء‪ ،‬كال يحرـ كطء الجارية التي للتجارة من‬
‫بعد حوؿ الحوؿ؛ ألف الفقراء غير معينين‪ ،‬بخبلؼ الشريك في البهائم‪ ،‬فيشارؾ في النتاج كالنماء‪ ،‬لما‬
‫كاف متعينا‪ ،‬ككذلك الشركة في الجارية ال يحل كطؤىا ألحد من الشركاء لما كانوا متعينين‪( .‬صعيترم)‬
‫(قرز) (*) لقولو تعالى‪{ :‬مما أخرجنا لكم من األرض} كمن للتبعيض‪ ،‬كقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬
‫لمعاذ حين بعثو إلى اليمن‪( :‬خذ الحب من الحب‪ ،‬كالشاة من الغنم‪ ،‬كالبعير من اإلبل‪ ،‬كالبقر من البقر)‬
‫أخرجو أبو داكد‪ .‬كلقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬فيما سقت السماء العشر) فأكجبو منو مشاعا‪.‬‬
‫(ضياء ذكم األبصار) (*) (غالبا) احتراز من الوقف (‪ )7‬فبل يتعلق في عينو(‪ )0‬كمما قيمتو نصاب من‬
‫المستغبلت‪ ،‬كمن أمواؿ التجارة‪ ،‬كمن زكاة األنعاـ فإنو ال يتعين في ذلك اإلخراج من العين‪ ،‬بل يجوز‬
‫اإلخراج من الجنس مع إمكاف العين (‪( .)3‬شرح أثمار)(‪ )7‬يقاؿ‪ :‬ىي كاجبة في العين كإنما أخرج‬
‫الجنس على سبيل البدؿ من الزكاة‪( .‬قرز) (‪ )0‬كقولو‪" :‬في عينو" يدفع ذلك‪ ،‬كإنما اإلشكاؿ لو قاؿ‪:‬‬
‫منها‪ .‬فتأمل‪( .‬شامي) (قرز) (‪ )3‬ال يحتاج إلى ىذا االحتراز؛ ألف ىذا فيما يمنع الزكاة ال في الوجوب‪.‬‬
‫كلفظ حاشية‪ :‬يقاؿ ػ ىي كاجبة في العين‪ ،‬كإنما إخراج الجنس من المبدؿ فتمنع الزكاة‪( .‬قرز) (*) كال‬
‫يصح إخراج منفعة عن الزكاة إجماعا‪( .‬قرز) ككجهو‪ :‬أنو يعتبر في الزكاة القبض‪ ،‬كقبض المنفعة غير‬
‫حقيقي‪( .‬قرز)‬

‫(‪)44/5‬‬

‫_____________________________‬

‫أم‪ :‬تجب في عين الماؿ المزكى‪ ،‬كال تنتقل إلى الذمة مهما بقيت عين الماؿ‪ ،‬ىذا قوؿ الهادم عليو‬
‫السبلـ‪ ،‬كالمؤيد باهلل‪ ،‬كالشافعي (فتمنع) كجوب (الزكاة)(‪ )7‬فإذا كاف لرجل مائتا درىم فلم يزكها حتى‬
‫حالت عليو سنوف فإنو ال يجب عليو أف يخرج(‪ )0‬إال زكاة السنة األكلى‪.‬‬
‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كعليو دؿ كبلـ أبي العباس‪ :‬إنها ال تعلق بالعين‪ ،‬بل متى كملت شركطها‬
‫انتقلت إلى ذمة رب الماؿ(‪ )3‬فتجب عندىم زكاة المائتين لكل حوؿ حاؿ عليها‪ ،‬كلم يخرج من عينها‬
‫شيئا‪ ،‬كلو أدل إلى أنو يلزمو أضعاؼ المائتين‪.‬‬
‫[كجوب زكاتين في ماؿ كاحد]‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كأما لو حاؿ على خمس من اإلبل حوؿ ثاف فيلزمو شاتاف على األصح؛ ألف زكاتها تخرج من‬
‫غيرىا‪( .‬شرح بهراف) ك(بستاف) (قرز) كذكر بعض المتاخرين‪ :‬أنها تجب شاة‪ ،‬كتمنع الزكاة‪ )*( .‬حيث‬
‫انخرـ النصاب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬ىذا في النقد‪ ،‬ككذا السوائم‪ .‬كإف حاؿ على خمس كعشرين من اإلبل أعواـ فإنها تجب فيها‬
‫كاحدة ألكؿ عاـ‪ ،‬كلما بعده عن كل خمس شاة‪ ،‬كإف كاف قد ذكر بعض المتأخرين أنها تمنع‪ )*( .‬حيث‬
‫انخرـ النصاب (قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالفطرة‪.‬‬

‫(‪)45/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(كقد تجب زكاتاف (‪ )7‬من ماؿ) كاحد (ك) على (مالك) كاحد (ك) في (حوؿ كاحد)(‪ )0‬كمثاؿ ذلك‪:‬‬
‫أف يملك حبا للتجارة فيبذر بو أرضا(‪ )3‬كىو غير مضرب عن التجارة‪ ،‬فإذا حصده كجب عليو‬
‫العشر(‪ )4‬ألجل الحصاد‪ ،‬كمتى تم عليو الحوؿ منذ ملكو بنية التجارة زكاه ربع الشعر ألجل الحوؿ‪،‬‬
‫ىذا إذا تم الحوؿ قبل الحصاد (‪ )5‬أك بعده‪ ،‬فإف اتفق(‪ )6‬كقت الحصاد‪ ،‬كتماـ الحوؿ لم يلزمو إال‬
‫زكاة (‪ )7‬أحدىما‪ ،‬لكن يتعين األنفع (‪)8‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬إال في حلية مستغلة (‪ )7‬فزكاة كاحدة‪(.‬تذكرة) ألف زكاتها ربع العشر‪ ،‬كما كاف زكاتو ربع العشر بنى‬
‫حولو على حوؿ بعض‪ ،‬لكن لذلك فائدة‪ ،‬كىو إذا كاف كزنها دكف مائتي درىم‪ ،‬كقيمتها مائتي درىم‬
‫كجب فيها الزكاة على قوؿ الهادم‪( .‬بياف) (قرز)‪ .‬ككذا لو كانت للتجارة كاستغلها لزمو زكاة كاحدة‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )0‬كقد تجب زكاتاف في ماؿ كاحد‪ ،‬كحوؿ كاحد‪ ،‬لكن على مالكين‪ ،‬كذلك نحو أف يزكي المالك‬
‫نصابا من الفضة بعد حولو‪ ،‬ثم يقبضو غريم معو نصاب‪ ،‬فإنو يجب على ىذا الغريم أف يضم ىذ الدين‬
‫إلى ذلك النصاب‪ ،‬كيزكيهما جميعا بحوؿ النصاب‪( .‬غيث)‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال يقاؿ‪ :‬البذر استهبلؾ؛ ألنو في حكم الماؿ المرجو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬إف كاف نصابا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )5‬كيقوـ زرعا‪ ،‬كتضم قيمتو إلى أمواؿ التجارة إذا جاء رأس الحوؿ كىو زرع‪( .‬زىور) كمتى أحصده‬
‫أخرج زكاتة للحصاد‪ )*( .‬كينظر إذا كاف قبل الحصاد كتأخر فإنو حوؿ آخر‪ ،‬كلم يطلق عليو حوؿ‬
‫كاحد‪( .‬تكميل) يقاؿ‪ :‬ىو حوؿ كاحد بالنظر إلى اإلخراج فبل اعتراض‪( .‬مفتي) ك(شامي)‪.‬‬
‫(‪ )6‬كاالتفاؽ في الشهر كاليوـ‪ ،‬كاألقرب اللحظة‪ ،‬كىو ظاىر األزىار‪ .‬ك(قرز) كإف قيل‪ :‬اليوـ لم يبعد‪.‬‬
‫(‪ )7‬كأما عبيد التجارة لوكمل حولهم يوـ الفطر كجبت الفطرة‪ ،‬كالزكاة‪( .‬قرز) قاؿ في الشرح‪ :‬ألف‬
‫أحدىما عن البدف‪ ،‬كاآلخر عن الماؿ فأشبو ذلك قيمة العبد‪ ،‬كالكفارة إذا قد أخطأ‪( .‬زىور) (قرز)‬
‫(‪ )8‬ينظر ما كجو سقوط أحد الواجبين بوجوب اآلخر فيسقط باإلجماع‪ .‬ذكره الفقيو يوسف‪ ،‬كقد ذكر‬
‫اإلجماع في (الغيث)‪ )*( .‬كإنما لم يقل‪ :‬العشر؛ ألنو قد يكوف ربع العشر أنفع‪ ،‬كىو حيث يوفي بو‬
‫نصابا ناقصا من ماؿ التجارة‪ ،‬فتكوف زكاتو التي من ذلك أكثر نحو أف يكوف معو مائة كثمانوف درىما‪،‬‬
‫كيبذر بشيء من الحب فيحصل خمسة أكسق قيمة كل كسق أربعة دراىم‪ ،‬فلو أخرج العشر لم يجب‬
‫إال نصف كسق‪ ،‬كإف أخرج ربع العشر فهو خمسة دراىم‪( .‬تكميل) كمثلو حيث يكوف العشر أنفع أف‬
‫يبذر بماؿ التجارة فيحصد‪ ،‬كيأتي لو منو عشركف كسقا قيمة كل كسق عشرة دراىم فالعشر أنفع عن‬
‫إخراج ربع العشر عن ماؿ التجارة‪.‬‬

‫(‪)46/5‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ .‬ذكره الفقيو يحيى البحيبح‪.‬‬


‫كقاؿ الفقيو يحيى بن أحمد‪ :‬بل تجب زكاة التجارة‪.‬‬
‫كىكذا لو اشترل غنما للتجارة فأسامها فاختلف حوؿ التجارة (‪ )7‬كحوؿ اإلسامة(‪.)0‬‬
‫(باب في زكاة الذىب كالفضة)(‪)3‬‬
‫(ك) يجب (في نصاب الذىب كالفضة)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كصورة ذلك‪ :‬أف يملك أربعين من الغنم للتجارة‪ ،‬كمعو إحدل كثمانوف سائمة لم يتم حولها فأساـ‬
‫التي يملكها فإنو إذا تم حوؿ السوـ أخرج عن الكل للسوـ شاتين‪ ،‬ثم متى تم حوؿ األربعين التي‬
‫للتجارة أخرج ربع عشرىا‪ ،‬فقد كجب في ىذه األربعين زكاتاف(‪ )7‬في حوؿ كاحد فافهم ىذه الصورة‬
‫فقد يصعب تمثيلها‪( .‬شرح فتح) (‪ )7‬أحدىما زكاة التجارة كىو ربع العشر‪ ،‬كاألخرل زكاة السوـ؛ إذ لو‬
‫لم يتملكها لم يلزمو عن األكلى إال شاة فقط‪ ،‬فهذه أكجبت شاة أخرل فافهم ىذه الصورة‪ ،‬فربما قد‬
‫يصعب تمثيلها‪( .‬تكميل)‬
‫(‪ )0‬كإذا اتفق حوؿ التجارة كالسوـ لم تجب زكاتاف؛ إذ جمع السبب الحوؿ فهو كاحد‪ .‬لكن يقاؿ‪:‬‬
‫يتعين األنفع‪ .‬مثالو‪ :‬لو كاف معو مائة كإحدل كعشركف من الغنم فاسأمها‪ ،‬كنول جعل إحدل كثمانين‬
‫للتجارة‪ ،‬فإنو إذا تم عليها الحوؿ كجب فيها شاتاف إف ضمت التي للتجارة إلى األربعين‪ ،‬كإف لم يضمها‬
‫كجب في اإلحدل كالثمانين ربع عشر قيمتها‪ ،‬كفي األربعين شاة‪ ،‬فهذه أنفع‪ ،‬كقس عليو‪.‬‬
‫(‪ )3‬كعن عمرك بن شعيب‪ ،‬عن أبيو‪ ،‬عن جده (أف امرأة أتت إلى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كمعها‬
‫بنت لها‪ ،‬كفي يد ابنتها مسكتاف غليظتاف من ذىب‪ ،‬فقاؿ لها‪ :‬أتعطي زكاة ىذا ? قالت‪ :‬ال‪ .‬قاؿ‪:‬‬
‫أيسرؾ أف يسورؾ اهلل بهما يوـ القيامة سوارين من النار‪ .‬قاؿ‪ :‬فخلعتهما‪ ،‬كألقتهما إلى رسوؿ اهلل صلى‬
‫اهلل عليو كآلو‪ ،‬كقالت‪ :‬ىما هلل كلرسولو)‪( .‬معتمد) (بلفظو)‬
‫(‪ )4‬النصاب من الذىب األحمر من المثاقيل عشركف‪ ،‬من الشعير اثنا عشر مائة‪ ،‬من القراريط ثبلثمائة‪،‬‬
‫كمن القفاؿ ثمانية عشر قفلة‪ ،‬كثبلثة أرباع قفلة‪ .‬من األكاؽ أكقيتاف إال ثمن أكقية‪.‬‬
‫كالنصاب من الفضة من الدراىم مائتاف‪ .‬من الشعير ثمانية آالؼ كأربعمائة‪ ،‬من القراريط أحد كعشركف‬
‫مائة‪ ،‬كمن القفاؿ مائة كإحدل كثبلثوف كربع‪ .‬من األكاؽ ثبلثة عشر أكقية كثمن‪ ،‬من القركش الفرانصة‬
‫ستة عشر قرشا كربع‪ ،‬يعجز خمسة أثماف سدس قفلة‪ ،‬كىذا مبني على ما صرح بو (سيدنا حسن بن‬
‫عبد الهادم)‪ .‬كىذه كزاف الفضة في كالقركش ثماف قفاؿ كنصف سدس قفلة؛ لزيادة الغش فيو‪( .‬بياف)‬
‫ذلك أنك تبسط فقاؿ القرش على مخرج نصف السدس‪ ،‬يكوف سبعة كتسعين نصف سدس فضة‬
‫خالصة‪ ،‬ثم تبسط فقاؿ النصاب على مخرج نصف السدس يبلغ خمس عشر مائة كخمسة كسبعين‬
‫نصف سدس قفلة‪ ،‬فكل سبعة كتسعوف بقرش‪ ،‬يخرج من خمس عشر مائة خمس عشر قرشا‪ ،‬ثم تنزع‬
‫الزيادة المجبر بها في كل مائة ثبلثة‪ ،‬كذلك خمسة كأربعوف تضم الخمسة كالسبعين الزائدة على‬
‫الخمس عشر المائة يكوف الجملة مائة كعشرين‪ ،‬منها سبعة كتسعوف القرش‪ ،‬كالباقي ثبلثة كعشركف يأتي‬
‫بربع القرش‪ ،‬تعجز نصف سدس‪ ،‬كربع نصف سدس‪ ،‬كذلك خمسة أثماف سدس قفلة؛ ألف نصف‬
‫السدس بأربعة أثماف السدس‪ ،‬كربع نصف السدس بثمن السدس‪ ،‬فيصح النصاب ستة عشر قرشا كربع‪،‬‬
‫يعجز خمسة أثماف سدس قفلة‪.‬‬

‫(‪)47/5‬‬

‫_____________________________‬

‫فصاعدا(‪( )7‬ربع العشر‪ ،‬ك) نصابهما (ىو عشركف مثقاال)(‪ )0‬من الذىب (كمائتا درىم) من الفضة‪ ،‬كال‬
‫تجب الزكاة حتى يكوف النصاب (كمبل(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لما ركم في أمالي أحمد بن عيسى‪ ،‬عن علي عليو السبلـ قاؿ‪( :‬قاـ فينا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫كآلو كسلم ذات يوـ فقاؿ‪ :‬ىاتوا ربع العشر‪ ،‬ىاتوا من أربعين درىما درىما‪ ،‬كليس فيما دكف المائتين‬
‫شيء‪ ،‬كفي عشرين مثقاال نصف مثقاؿ‪ ،‬كليس فيما دكف ذلك شيء)‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‬
‫(‪ )0‬كلم يكن كقت الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو ضريبو ألىل اإلسبلـ‪ ،‬بل كانوا يتبايعوف بضرائب العجم‬
‫إلى كقت عبد الملك بن مركاف‪ ،‬ككاف يكتب على عنواف الكتب‪ :‬ال إلو إال اهلل محمد رسوؿ اهلل ػ فشق‬
‫ذلك على صاحب الركـ لكفره‪ ،‬ككتب إلى عبد الملك بن مركاف إنك إف لم تترؾ الكتب الذم تذكر‬
‫فيها اسم الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ ،‬كإال كصل المسلمين ما يكرىوف على الدرىم كالدينار‪،‬‬
‫فاستشار علي بن الحسين عليو السبلـ فقاؿ‪ :‬اتخذ دينارا كدرىما‪ ،‬كامنع الناس من التبايع بغيرىما‪،‬‬
‫ففعل ذلك ليبطل كيد الركـ‪ ،‬كأخذ من ىذا أنو يجوز المنع من المباح لمصلحة دينية‪ ،‬كما أشار إليو زين‬
‫العابدين عليو السبلـ‪ .‬قاؿ يحيى عليو السبلـ‪ :‬كيحكى أف أكؿ من ضرب الدينار(‪ )7‬عبد اهلل بن الزبير‪،‬‬
‫كالمراد الصغير المعركؼ‪( .‬بستاف) (‪ )7‬في سنة سبعين من الهجرة‪ ،‬كالدرىم عبد الملك بن مركاف‪ ،‬سنة‬
‫خمس كسبعين من الهجرة‪ ،‬برأم علي بن الحسين عليو السبلـ‪( .‬من البحر‪)752/0‬‬
‫(‪ )3‬يعني‪ :‬إذا نقص في جميع الموازين‪ ،‬ككانت المعاملة تتفاكت ألجل ذلك‪ ،‬كأما إذا نقص في بعض‬
‫الموازين دكف بعض‪ ،‬ككانت المعاملة فيها على سواء ػ كجبت الزكاة‪ .‬كقيل‪ :‬ال تجب‪ ،‬كىو المختار‪ ،‬كىو‬
‫ظاىر األزىار‪( .‬قرز) (*) إذا كاف النقصاف في الموازين كلها‪ .‬كيعتبر في كل بلد بموازينها عند الهدكية‪،‬‬
‫كعند المؤيد باهلل موازين مكة‪ .‬ذكر ذلك في (اإلفادة كحواشيها)‪( .‬كواكب لفظا) كقاؿ في (البياف)‪:‬‬
‫كإذا اختلفت الموازين في البلد رجع إلى األصل‪ ،‬كىو كزف مكة على قوؿ الهدكية‪( .‬كواكب)‬

‫(‪)48/5‬‬

‫_____________________________‬
‫فلو نقص كزف حبة (‪ )7‬لم تجب تزكيتو‪ ،‬فأما ما زاد على النصاب فيجب تزكيتو مع النصاب‪ ،‬قليبل كاف‬
‫الزائد أـ كثيرا‪ ،‬ىذا مذىبنا‪ ،‬كىو قوؿ مالك‪ ،‬كالشافعي‪.‬‬
‫كقاؿ أبو حنيفة‪ ،‬كالصادؽ‪ :‬ال شيء في الزائد حتى يبلغ خمس النصاب (‪.)0‬‬
‫قولو‪( :‬كيف كانا) أم‪ :‬سواء كانا مضركبين دراىم‪ ،‬أك دنانير (‪ ،)3‬أك غير مضركبين حلية(‪ )4‬أـ غير‬
‫حلية‪ ،‬كسواء كانت الحلية للسيف أك لغيره‪ ،‬مهما أمكن انفصالهما(‪ )5‬فأما إذا صارا مموىين(‪ )6‬فبل‬
‫شيء فيهما(‪ )7‬ألنو في حكم المستهلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ذرة‪ .‬كقيل‪ :‬كلو شعيرا‪ ،‬كلو دكف حبة‪ ،‬كلو خردلة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬في أكؿ النصاب‪ ،‬ال في ما بعده فيجب في الزائد كلو قل‪( (.‬بحر) ك(غيث)‪.‬‬
‫(‪ )3‬المضركب من الفضة كرؽ‪ .‬كمن الذىب دينار كمثقاؿ‪ .‬كالرقة كالنقد يعم المضركب منهما‪ .‬كالتبر‬
‫لما لم يضرب منهما‪ .‬كالستوؽ كالبهرج ردمء العين‪ ،‬كىو المغشوش الذم خلط معو غير جنسو‪ .‬كدليل‬
‫كجوبها {خذ من أموالهم} كقولو صلى اهلل عليو كآلو‪( :‬في الرقة ربع العشر) كنحوىما‪ ،‬كاإلجماع‪( .‬بحر‬
‫بلفظو‪)748/0‬‬
‫(‪ )4‬كسواء كانت ملبوسة أـ ال‪ .‬كقاؿ الناصر‪ ،‬كالشافعي‪ :‬ال زكاة في كل حلية مباحة‪ ،‬إال المحظوره‬
‫فتجب إجماعا‪ ،‬كمعاضد الرجاؿ (‪ )7‬كالخاتم الثاني‪( .‬بهراف) كمعناه في (البياف) (‪ )7‬كاآلالت التي‬
‫تحرـ على الرجاؿ كالنساء كالمكاحل‪ ،‬كالمبلعق‪ ،‬كاألدكاء [جمع دكاة] كالشمعدانات‪ ،‬كالمسارج‪،‬‬
‫كنحو ذلك‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )5‬أم‪ :‬الذىب كالفضة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬في غير الجنس‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬كلفظ (الكواكب)‪ :‬إال ما كاف مموىا مطليا بو في غيره فبل حكم لو‪ )*( .‬ظاىره كلو الذىب على‬
‫الفضة‪ ،‬أك العكس‪ .‬كقيل‪ :‬تجب؛ ألنهما كالجنس الواحد‪ )*( .‬فعلى ىذا توزف الحلي المطلية بذىب‪،‬‬
‫كال يعتبر لو كاف قيمتها كثيرة معو‪ ،‬بل تعتبر بقيمتها غير مطلية؛ ألف الطبلء استهبلؾ‪ ،‬كقد عرض على‬
‫(الشامي) فأقره‪( .‬قرز)‬

‫(‪)49/5‬‬

‫_____________________________‬

‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ككذا تجب في جبر السن(‪ ،)7‬كاألنف‪ ،‬كللثلم(‪ )0‬على مقتضى عموـ كبلـ أىل‬
‫المذىب(‪ )3‬كال تجب الزكاة في الذىب كالفضة حتى يكوف نصاباىما كاملين من الخالص (غير‬
‫مغشوشين) بنحاس أك غيره‪ ،‬إذا كانا ال يكمبلف إال بالغش(‪ )4‬فأما إذا كاف الخالص منهما نصابا كامبل‬
‫لم يضر مداخلتو للغش‪ ،‬بل تجب الزكاة‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬إذا كاف الغش يسيرا (‪ )5‬كجبت الزكاة‪ ،‬كلو لم يكمل النصاب إال بو‪.‬‬
‫قيل‪ :‬مراده إذا كاف يتعامل بو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيكفي الظن‪( .‬قرز) يعني‪ :‬في قدره‪.‬‬
‫(‪ )0‬في اإلناء‪.‬‬
‫(‪ )3‬نكتة) إذا قدر شيء من األشياء من نصاب‪ ،‬أك أرش‪ ،‬أكدية بالدراىم‪ ،‬كأردت أف تعرؼ كم يكوف‬
‫من القركش فاقبض عشر الدراىم‪ ،‬كأسقط منو خمسو‪ ،‬كربع ربع خمسو‪ ،‬فما بقي فهو قركش‪ .‬مثاؿ‬
‫نصاب الزكاة من الدراىم مائتاف‪ ،‬فاقبض عشرىا فوجدناه عشرين‪ ،‬أسقطنا منو خمسو أربعة‪ ،‬كربع ربع‬
‫الخمس‪ ،‬كاف الساقط أربعة كربع‪ ،‬بقي ستة عشر إال ربع‪ ،‬كىو النصاب من القركش‪.‬‬
‫(نكتة أخرل) إذا كجد في شيء من األشياء من الدراىم‪ ،‬كقدر شيء بالدراىم‪ ،‬من نصاب أك غيره كاف‬
‫الواجب من الذىب في ذلك مثل عشر الدراىم من المثاقيل‪ ،‬مثبل النصاب من الدراىم مائتا درىم‪،‬‬
‫فالنصاب من المثاقيل مثل عشرىا‪ ،‬كذلك عشركف مثقاال‪ ،‬فإذا أردت أف تعرؼ القرش من المثاقيل إذا‬
‫كردت في الجنايات أك غيرىا فأسقط خمس المثاقيل‪ ،‬كأسقط مثل جملة عدد المثاقيل بقشا‪ ،‬يكوف‬
‫الباقي قركش‪ .‬مثالو‪ :‬نصاب الذىب من المثاقيل عشركف‪ ،‬فأسقط خمس العشرين أربعة مثاقيل‪ ،‬كأسقط‬
‫مثل العشرين المثقاؿ بقشا صغار بربع قرش؛ ألف القرش ثمانوف بقشة‪ .‬الباقي ستة عشر قرشا إال ربع‪،‬‬
‫كعلى ىذا فقس موفقا إنشاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫(‪ )4‬بكسر الغين‪.‬كفتحها‪ .‬كىو خلط الجنس بغير جنسو‪ ،‬أك بجنسو الدنيء‪.‬‬
‫(‪ )5‬نصف العشر‪ .‬كقيل‪ :‬العشر فما دكف‪( .‬كواكب) ك(حاشية سحولي)‬

‫(‪)52/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ أبو حنيفة‪ :‬إذا كانت الغلبة(‪ )7‬للفضة كجبت الزكاة‪ ،‬ال إذا كاف الغش أكثر‪ ،‬أك مساكيا‪.‬‬
‫(كلو) كانا من جنسين (رديئين) يعني‪ :‬رداءة جنس فإنها تجب فيهما الزكاة‪ ،‬كما تجب في الجيد‪.‬‬
‫ثم بين عليو السبلـ قدر المثقاؿ(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬في التعامل بها‪.‬‬
‫(‪ )0‬كأما المثقاؿ فقد قدر بالوزف خمسة عشر قيراطا‪ ،‬يأتي قفلة‪ ،‬يعجز نصف الثمن‪ ،‬كضربة الوقت من‬
‫الذىب األحمر يأتي ثمانية عشر قيراطا‪ ،‬يأتي قفلة‪ ،‬كثمن‪ ،‬كيأتي النصاب بالقفاؿ ثماني عشرة قفلة‪،‬‬
‫كثبلثة أرباع قفلة‪ .‬كيأتي من الحركؼ الحمر سبعة عشر حرفا‪ ،‬إال ثلثا‪ .‬من القركش أربعة عشر قرشا‪،‬‬
‫كمن العددم سبعة كعشركف حرفا‪ .‬كيأتي النصاب من المصرم أربعة عشر حرفا كربع كثمن‪ ،‬يعجز‬
‫خمسة أثماف بقشة‪( .‬أحمد حابس) كذكر السيد أحمد (الشامي) أف النصاب من القركش ستة عشر‬
‫قرشا كثلث‪ ،‬كالذم قرر في النصاب من القركش ستة عشر قرشا إال ربع‪ .‬كمن الذىب ستة عشر حرفا‬
‫كثلثا حرؼ‪( .‬من خط سيدنا حسن رحمو اهلل تعالى) كقرره‪ ،‬كىو مستقيم حيث كاف كزف الحرؼ األحمر‬
‫ثمانية عشر قيراطا‪ ،‬فإف كاف كزنو ستة عشر قيراطا حططت من العشرين الحرؼ نصفثمنها‪ ،‬حرفا كربعا‪،‬‬
‫فيكوف الباقي ثمانية عشر حرفا كنصفا كربعا‪( .‬من إمبلء سيدنا حسن رحمو اهلل تعالى) (قرز)‬
‫(فائدة) كالنصاب الشرعي من الفضة مائتا درىم‪ ،‬الدرىم عشرة قراريط كنصف صنعاني‪ ،‬فيأتي النصاب‬
‫قراريط ألفي قيراط كمائة قيراط‪ ،‬يأتي قفاؿ مائة قفلة‪ ،‬كإحدل كثبلثين قفلة كربع قفلة‪ ،‬كل قفلة ستة‬
‫عشر قيراطا‪ ،‬يأتي أكاؽ ثبلثة عشر أكقية كثمن أكقية‪ ،‬ككل أكقية عشر قفاؿ‪ ،‬فيأتي نصاب الفضة من‬
‫القركش خمسة عشر قرشا كنصفا كربعا‪ ،‬ككل قرش ثماف قفاؿ كثلث مخلص‪ ،‬كالزائد غش‪ ،‬ال يعتبر بو‬
‫فعلى ىذا التقدير تأتي الدية من ىذه القركش المتعامل بها اآلف سبعمائة قرش‪ ،‬كسبعة كثمانين قرشا‬
‫كنصفا‪ .‬كقيل‪ :‬سبعمائة كخمسين‪ ،‬فيأتي المثقاؿ على ىذا قرشا إال ربعا‪ .‬كقيل‪ :‬قرش‪ .‬كقيل‪ :‬قرش كثمن‬
‫تقديرا‪ .‬كاهلل أعلم ػ ألف النصاب يأتي بالنسبة من الدية خمس عشر الدية‪ .‬بياف ذلك‪ :‬أف النصاب مائتا‬
‫درىم‪ ،‬كالدية عشرة آالؼ درىم‪ ،‬فنسبة النصاب ستة عشر إال ربع إذا ضاعفت النصاب خمس مرات‬
‫ليبلغ عشر الدية أتى بثمانية كسبعين قرشا كنصف كربع ػ كاهلل أعلم‪ .‬فقد قابل المثقاؿ أربعة أخماس‬
‫قرش إال بقشة رزين‪ ،‬على حساب التجار‪ ،‬كىي تأتي بثمن عشر قرش‪ ،‬فعلى ىذا في الموضحة خمسوف‬
‫مثقاال تصح من القركش بتسعة كثبلثين قرشا كربع كثمن‪ ،‬كنحو ذلك‪ ،‬كللناظر نظره‪ ،‬كال يبادر في‬
‫اإلعتراض‪ ،‬فقد كضعنا ذلك عن نظر كإمعاف‪ ،‬كفوؽ كل ذل علم عليم‪ ،‬كىو أعلم كأحكم‪( .‬سماع‬
‫سيدنا العبلمة الحسين بن الهادم دعفاف رحمو اهلل) كنصاب الذىب عشركف مثقاال‪ ،‬المثقاؿ خمسة‬
‫عشر قيراطا (‪ )7‬فيصح النصاب (‪ )0‬عشركف حرفا‪ )7( .‬أتى نسبة المثقاؿ من القركش (‪ )3‬ثبلث‬
‫كستوف بقشة رزين‪ ،‬يأتي قرشا إال ربعا‪ ،‬كثبلث بقش رزين عقيقا (‪ )3‬ألف المثقاؿ نصف عشرالنصاب من‬
‫الذىب فيقابلو نصف عشر النصاب من القركش (‪ )0‬فيحط السدس من العشرين‪ ،‬كذلك ثبلثة كثلث‪،‬‬
‫يأتي ستة عشر حرفا كثلثاف‪ ،‬ىذا نصاب الذىب‪( .‬سماع)‬
‫(فائدة) القفلة اإلسبلمية التي تذكر في الكتب المراد بها اإلسبلمية‪ ،‬كىي عشرة قراريط كنصف فضة‬
‫خالصة‪ ،‬كل قيراط أربع شعائر‪ ،‬تأتى اثنتاف كأربعوف شعيرة‪ .‬كقفلة الوقت المتعامل بها ستة عشر قيراطا‪،‬‬
‫كل قيراط أربع شعيرات‪ ،‬يأتي أربعة كستوف شعيرة‪ ،‬فتكوف القفلة اإلسبلمية ثلثي قفلة الوقت‪ ،‬يعجز‬
‫سدس قيراط‪ ،‬فإذا كاف الثلث غش في ضربة الوقت صارت القفلة اإلسبلمية كقفلة الوقت بغشها تقريبا‪.‬‬
‫(سماع بعض المشايخ‪ ،‬لعلو سيدنا زيد األكوع)‪.‬‬
‫(‪)57/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كالدرىم اللذين حد بهما النصاب فقاؿ‪ :‬كزف (المثقاؿ(‪ )7‬ستوف شعيرة معتادة (‪ )0‬في الناحية)(‪)3‬‬
‫أم‪ :‬ليست مخالفة لما يعتاد في الناحية في الثقل‪ ،‬كفى الخفة (كالدرىم اثناف كأربعوف) شعيرة‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ )4( :‬فإذا كاف في الناحية أعلى كأدنى أخذ باألدنى (‪ )5‬ألنو أنفع‬
‫للمساكين‪ .‬قاؿ‪ :‬فإف لم يكن في الناحية شعير اعتبر بما يحمل إليها‪ ،‬فإف لم يحمل إليها شعير فبأقرب‬
‫بلد إليها‪.‬‬
‫كقاؿ الفقيو حسن‪ )6( :‬العبرة بالوسط‪ ،‬كمن الوسط بوسطو‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في االنتصار‪ :‬المثقاؿ‪ ،‬كالدينار بمعنى كاحد‪ .‬قاؿ اهلل تعالى‪{ :‬كمنهم من إف تأمنو بدينار}‬
‫كقاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ال زكاة في الذىب حتى يبلغ عشرين مثقاال) كفي غير االنتصار قيل‪:‬‬
‫المثقاؿ ما كزنو ستوف حبة‪ ،‬مضركبا كاف أك غيره‪ .‬كالدينار للمضركب كإف نقص عنها‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )0‬المراد بالشعير المعركؼ اآلف‪( .‬قرز) كقاؿ أبو مضر‪ ،‬كعلي خليل‪ :‬ليس المراد بالشعير المعركؼ‪،‬‬
‫كإنما المراد كزنات عند البيوع اسمها شعاير‪ .‬كقيل‪ :‬ىي حب الشكلم‪ ،‬كىي حب القرنبيط المسمى‬
‫الخرنوب‪.‬‬
‫(‪ )3‬البريد‪ .‬كقيل‪ :‬الميل على تخريج أبي العباس‪ ،‬كأبي طالب‪.‬‬
‫(‪ )4‬كبلـ الفقيو علي حيث لم يوجد كسط (ىكذا في تعليقو) فحينئذ ال خبلؼ بينو كبين الفقيو حسن‪.‬‬
‫(مفتي)‬
‫(‪ )5‬بل نصف كنصف من كل كاحد‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬فإف لم يوجد إال أعلى كأدنى اعتبر بنصف كل كاحد منهما‪ ،‬كجعل النصاب المجموع‪ ،‬ككذا إذا لم‬
‫يوجد األعلى كاألدنى رجع إلى أقرب بلد‪ ،‬أك ما يجلب إليها‪ ،‬فإف كاف للوسطين أعلى كأدنى أخذ‬
‫بنصف كل كاحد منهما‪ )*( .‬لكن يقاؿ‪ :‬إنهم قد أكجبوا التقويم بما تجب معو الزكاة فيلزـ من التقدير‬
‫بالشعير كذلك‪( .‬غيث) (*) فإف لم يكن إال أعلى اعتبر بو على ظاىر الكتاب‪ ،‬أك أدنى فقط‪( .‬قرز) (*)‬
‫كىو السقلة؛ ألف الشعير خفيف كىو الجعرة‪ ،‬كثقيل كىو البكور‪ ،‬كمتوسط كىي السقلة‪( .‬صعيترم)‬

‫(‪)50/5‬‬

‫_____________________________‬

‫ك(ال) تجب الزكاة (فيما دكنو) أم‪ :‬فيما دكف النصاب من كل كاحد من الجنسين (كإف) ملك دكف‬
‫نصاب من جنس‪ ،‬ك (قوـ بنصاب) من الجنس (‪( )7‬اآلخر) فإف ذلك ال يوجب الزكاة نحو أف يملك‬
‫تسعة عشر مثقاال خالصة قيمتها مائتا درىم فضة‪ ،‬ككذا لو ملك دكف مائتي درىم فضة خالصة قيمتها‬
‫عشركف مثقاال (إال على الصيرفي ((‪ )0‬كىو الذم يشترم الذىب كالفضة ليبيعهما‪ ،‬فإنو إذا ملك من‬
‫الذىب ما قيمتو مائتا درىم كجبت فيو الزكاة‪ ،‬كلو كاف دكف عشرين مثقاال‪ ،‬ككذلك العكس؛ ألف نقود‬
‫الصيارفة كسلع التجارة(‪.)3‬‬
‫قاؿ أبو مضر‪ :‬فإف ملك الصيرفى نصابا من الذىب أك الفضة قيمتو من الجنس اآلخر دكف النصاب لم‬
‫تجب عليو الزكاة‪.‬‬
‫قاؿ في حواشى اإلفادة‪ :‬ىذا ىو القياس‪ ،‬كأما االستحساف(‪ )4‬فتجب الزكاة‪.‬‬
‫قاؿ في االنتصار‪ :‬المختار الوجوب‪ .‬قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو الصحيح عندم‪.‬‬
‫[الذىب كالفضة يكمبلف بعضهما البعض]فصل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك جنسو؛ ألجلو الصنعة‪( .‬زىور) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كيثبت صيرفيا بمرتين‪ .‬ذكره (الحماطي) كقيل‪ :‬ظاىره كلو مرة‪( .‬جربي) كقيل‪ :‬بمجرد الشراء‪)*( .‬‬
‫ككذا مؤجر الحلية‪ ،‬كما يأتي‪ ،‬كمعناه في (البياف) في قولو‪" :‬كالمستغبلت"‪.‬‬
‫(‪ )3‬األكلى في التعليل أف يقاؿ‪ :‬التجارة موجبة‪ ،‬ككونو ذىبا موجبا‪ ،‬فإذا كمل أحد الموجبين كجبت‬
‫الزكاة‪( .‬غيث معنى)‬
‫(‪ )4‬قيل‪ :‬ذكر المؤيد باهلل أف االستحساف ىو العدكؿ إلى أقول القياسين للداللة‪( .‬زىور) كلفظ حاشية‪:‬‬
‫كحقيقة القياس ىو حمل الشيء على الشيء لضرب من الشبو‪ .‬كحقيقة االستحساف أكلى عند أصحابنا‪،‬‬
‫كأصحاب أبي حنيفة‪ .‬كعند أصحاب الشافعي األخذ بالقياس أكلى‪ .‬ذكره في الشرح‪( .‬لمعة) لقولو صلى‬
‫اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إذا كاف لك مائتا درىم‪ ،‬كحاؿ عليها الحوؿ ففيها خمسة دراىم‪ ،‬كليس عليك في‬
‫الذىب حتى يكوف عشركف دينارا‪ ،‬ففيها نصف دينار كما زاد فبحسبو) كلم يفصل‪( .‬شرح بهراف)‬

‫(‪)53/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) إذا ملك دكف نصاب من أحد الجنسين‪ ،‬كدكف نصاب من الجنس اآلخر‪ ،‬ككاف مجموعهما(‪ )7‬يفي‬
‫نصابا فإنو (يجب) على المالك (تكميل الجنس با) لجنس (اآلخر) (‪ )0‬فتقوـ الفضة بالذىب‪ ،‬أك‬
‫العكس(‪ )3‬ليكمل نصابا‪ ،‬كتخرج زكاتو (كلو) كاف أحد الجنسين (مصنوعا)(‪ )4‬إما حلية أك غيرىا‪،‬‬
‫كاآلخر غير مصنوع لم يمنع ذلك من ضم الجنس إلى الجنس ألجل التزكية‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يعني‪ :‬بالتقويم‪.‬‬
‫(‪ )0‬فإف قيل‪ :‬ما الفرؽ بينو كبين ما أخرجت األرض في أف ما زكاتو العشر أك نصف العشر لم يجب‬
‫ضم بعضو إلى بعض ? (فالجواب)‪ :‬أنا لو خلينا كالقياس لم يجب الضم في الدراىم كالدنانير‪ ،‬إال أف‬
‫الداللة قد قامت على كجوب الضم فيهما‪ ،‬كلم يقم على الضم بين الحنطة كالشعير‪( .‬زىور) ىذا‬
‫مذىب العترة‪ ،‬كالحنفية‪ ،‬كمالك‪ ،‬كاستدلوا على ذلك بقولو تعالى‪{ :‬كالذين يكنزكف الذىب كالفضة كال‬
‫ينفقونها في سبيل اهلل}(‪ )7‬اآلية‪ .‬فجعلها كالجنس الواحد بالتشريك‪ ،‬ككسلع التجارة كإف اختلف‬
‫جنسها‪( .‬شرح بهراف) (‪ )7‬كلم يقل‪ :‬كال ينفقونهما‪ ،‬بل أفرد الضمير‪( .‬حاشية سحولي) إذا كاف الدليل‬
‫ىو إفراد الضمير لزـ أف تكوف التجارة كاللهو معنى كاحدا؛ لقولو تعالى { كإذا رأكا تجارة أك لهوا انفضوا‬
‫إليها}ككذا الصبر‪ ،‬كالصبلة {كإنها لكبيرة} كقد ذكر المفسركف أكجها حسنة ػ من أنو راجع إلى الكنوز‪،‬‬
‫كأنو جنس الفضة لكثرة نفعها‪ ،‬كلم يقل كاحد منهم‪ :‬إنو أفرده لكونهما جنسا كاحدا‪.‬‬
‫(‪ )3‬كأما لغير التزكية‪ ،‬كالسرقة ىل تضم ? ينظر‪ .‬سيأتي أف العبرة بالقيمة‪ ،‬فإذا كاف كذلك ضم‪ ،‬ككبلـ‬
‫الكتاب مبني على األغلب‪.‬‬
‫(‪ )4‬أك مصنوعين جميعا‪( .‬قرز)‬

‫(‪)54/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يجب أيضا تكميل نصاب الذىب كالفضة (با) لماؿ (المقوـ) إذا كاف مما تجب فيو الزكاة‪ ،‬كىو‬
‫من (غير المعشر)(‪ )7‬يعني‪ :‬أف كل ما كاف زكاتو ربع العشر (‪ )0‬ضم إلى الذىب كالفضو لتكميل‬
‫نصابهما بقيمتو المقدرة‪ ،‬كتخرج الزكاة عن الجميع‪ ،‬بخبلؼ المعشر كىو الذم زكاتو العشر(‪ )3‬فإنو ال‬
‫يضم اليهما ألجل الزكاة‪.‬‬
‫(ك) إذا ضم الذىب إلى الفضة أك العكس كجب أف يكوف (الضم بالتقويم) عندنا‪.‬‬
‫كقاؿ زيد بن علي‪ ،‬كأبو يوسف(‪ ،)4‬كمحمد‪ :‬يكوف الضم باألجزاء(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك نصف العشر‪( .‬قرز) (*)كغير السائمة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬مستمرا لتخرج زكاة الغنم‪ ،‬حيث يكوف ربع العشر إذا بلغت أربعين كلم تستمر‪( .‬كواكب) (*)‬
‫كسلع التجارة‪ ،‬كالمستغبلت‪ ،‬كالجواىر‪ ،‬كنحوىا‪.‬‬
‫(‪ )3‬كالخضراكات‪ ،‬كالعسل‪ ،‬كالزنجبيل‪.‬‬
‫(‪ )4‬كفائدة الخبلؼ تظهر حيث ملك مائة درىم‪ ،‬كعشرة مثاقيل‪ ،‬فعندنا ال زكاة إال إذا كانت المثاقيل‬
‫تسول مائة درىم‪ ،‬كعندىم تجب كإف لم تسو مائة درىم؛ ألنها نصف نصاب‪ ،‬كالمائة نصف نصاب‪.‬‬
‫ىكذا ذكره موالنا عليو السبلـ في (الغيث) كلعلو سهو؛ ألف الزكاة عندنا تجب سواء كانت المثاقيل‬
‫تسول مائة‪ ،‬أك دكف‪ ،‬أك فوؽ؛ ألف المثاقيل إذا كانت تسول دكف المائة قومت الدراىم بالمثاقيل‪ ،‬فتأتي‬
‫معو فوؽ مائتي درىم‪ ،‬كإف كانت تسول مائة قوـ أيهما شاء باآلخر‪ ،‬كإنما تظهر الفائدة لو ملك نصف‬
‫نصاب من جنس‪ ،‬كثلث نصاب من جنس آخر مثبل‪ ،‬ككاف الثلث ىذا يساكل قيمة نصف نصاب‪ ،‬فمن‬
‫اعتبر الضم باألجزاء لم يوجب شيئا‪ ،‬كمن اعتبر التقويم أكجب الزكاة‪.‬‬
‫(‪ )5‬كنصف كنصف‪ ،‬كثلث كثلثاف‪)*( .‬كحجتهما‪ :‬أنهما اشتركا في النقد كالنصاب‪ ،‬كفي كونهما أثمانا‬
‫للمقومات‪ ،‬كفيما يخرج منهما‪ ،‬كىو ربع العشر فكاف الضم باألجزاء‪ ،‬ككا لو ضح (‪ )7‬مع التبر (‪)0‬‬
‫كحجتنا القياس على ماؿ التجارة (‪ )7‬كىو المضركب من الذىب كالفضة‪( .‬بياف معنى) (‪ )0‬كىو تراب‬
‫المعدف من الذىب كالفضة‪ .‬كىو ما ليس بمضركب‪( .‬بياف)‬

‫(‪)55/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كيجب أف يكوف التقويم (باألنفع) (‪ )7‬للفقراء‪ ،‬فمن كاف معو مائة درىم كستو مثاقيل(‪ )0‬قيمة كل‬
‫مثقاؿ عشركف درىما ػ كجب عليو أف يقوـ الدنانير بالدراىم‪ ،‬كيلزمو زكاة مائتي درىم كعشرين درىما‪،‬‬
‫كال يجوز لو تقويم الدراىم بالمثاقيل؛ ألنها تكمل أحد عشر مثقاال فتسقط الزكاة‪ ،‬فلو كاف معو مائة‬
‫درىم كعشرة مثاقيل (‪ ،)3‬قيمة كل مثقاؿ ثمانية دراىم كجب عليو تقويم الدراىم بالدنانير فيحصل على‬
‫التقويم ما يفي باثنين كعشرين مثقاال(‪ )4‬كنصف مثقاؿ‪ ،‬كال يجوز ىنا تقويم الدنانير بالدراىم؛ ألنها‬
‫تكوف مائة كثمانين درىما فتسقط الزكاة‪ ،‬فلو كاف في ىذه الصورة قيمة كل مثقاؿ عشرة دراىم قوـ‬
‫أيهما شاء باآلخر؛ ألنهما سواء في كجوب الزكاة (كال) يجوز (‪)5‬أف (يخرج)(‪ )6‬في تزكية الذىب‬
‫كالفضة جنس منهما (ردمء (‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬اهلل في عوف العبد ما كاف في عوف أخيو)‪( .‬بستاف) (*) فإف قيل‪:‬‬
‫فيو ضرر على رب الماؿ‪ ،‬كإف اهلل أسمح الغرماء‪ ،‬كإف الحقوؽ لآلدميين أقدـ من حق اهلل تعالى ? قلنا‪:‬‬
‫الوجو أف الزكاة شرعت لنفع الفقير‪ ،‬كاعتبر بما يكوف أنفع‪( .‬ديباج) (*) فإف قيل‪ :‬قد اجتمع موجب‬
‫كمسقط‪ ،‬فحق اهلل تعالى يسقط ? قلنا‪ :‬كبلىما موجب (‪ )7‬لكن تم أحدىما كنقص اآلخر‪( .‬تعليق‬
‫زىور) (‪ )7‬كالسوائم الثبلث إذا أسيمت بعض الحوؿ‪ ،‬كعلفت بعضو‪ .‬فالجواب‪ :‬أف بين المسئلتين‬
‫فرقا؛ ألف في ىذا كل كاحد من التقويمين موجب‪ ،‬لكن أحدىما نقص عن النصاب‪ ،‬كمسألة السوـ‬
‫العلف ال توجب الزكاة فلذلك سقطت‪ ،‬فكاف مسقطا‪( .‬دكارم) (*) صوابو‪ :‬بالموجب‪.‬‬
‫(‪ )0‬ىذه فائدة الخبلؼ‪.‬‬
‫(‪ )3‬كال يتقدر خبلؼ ىنا إال على ركاية األمير الحسين التي ركاىا عنو في بعض الحواشي‪.‬‬
‫(‪ )4‬فيخرج نصف مثقاؿ‪ ،‬كنصف ثمن مثقاؿ‪.‬‬
‫(‪ )5‬كال يجزئ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كىذا عاـ للحبوب‪ ،‬كالنقود‪ ،‬كغيرىما‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬كال يجوز إخراج المنفعة عن الواجب إجماعا‪( .‬بياف) ككجهو‪ :‬أف الزكاة ال بد أف تكوف مقبوضة‪،‬‬
‫كالمنفعة ليست مقبوضة‪ ،‬كإنما ىي استهبلؾ‪( .‬بستاف) (قرز)‪ )*( .‬كال يجزئ‪ ،‬كىذا عاـ في جميع ما‬
‫يزكى‪ .‬كلفظ (البياف)‪ :‬كالحبوب كالنقود كغيرىا‪ ،‬كسواء فيو ردمء العين كردمء الجنس‪ ،‬لكن ردمء‬
‫العين يجزمء بقدر ما فيو من الخالص‪ ،‬كالباقي عليو‪ ،‬كال رجوع لو على الفقير في العشر في ردمء‬
‫العين كردمء الجنس‪( .‬بياف)‬

‫(‪)56/5‬‬

‫_____________________________‬

‫عن) زكاة جنس (جيد) (‪ )7‬إذا كاف الجيد (من جنسو) أم‪ :‬من جنس ذلك الردمء فبل يخرج فضة‬
‫رديئة الجنس عن فضة جيدة الجنس‪ ،‬ككذلك الذىب‪ ،‬فأما إذا اختلف الجنساف جاز ػ فيصح أف يخرج‬
‫فضة رديئة عن ذىب جيد (‪ )0‬لكن إخراج الفضة يكوف بالتقويم‪ ،‬مثالو‪ :‬لو أف رجبل ملك مائتي درىم‬
‫جيدة جاز أف يخرج ستة دراىم رديئة بنية كونها عن ذىب قيمتو خمسة دراىم جيدة‪ ،‬كذلك الذىب عن‬
‫المائتي درىم‪.‬‬
‫قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬كال يحتاج في ىذه الصورة أف ينوم(‪ )3‬أف الذىب عن خمسو جيدة ألنو‬
‫أصل‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ في (ركضة النواكم)‪ :‬المراد بالجودة النعومة‪ ،‬كالصبر على الضرب كنحوىما‪ ،‬كبالرداءة‬
‫الخشونة كالتفتت عند الضرب‪( .‬غيث) (*) لقولو تعالى‪ { :‬كال تيمموا الخبيث } إلخ‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك ردمء‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬حيث أخرج الذىب عن الفضة‪.‬‬

‫(‪)57/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ غيره‪ )7( :‬يحتاج‪ ،‬ككذا يصح أف يخرج عنها ذىبا رديئا قيمتو خمسة جيدة (‪( )0‬كلو) كاف الجيد‬
‫لم تكن جودتو إال (بالصنعة)(‪ )3‬نحو أف يصنع إناء من مائتي درىم (‪ )4‬رديئة الجنس فصارت قيمتو‬
‫ألجل الصنعة مائتي درىم جيدة فإنو كلو كاف جنس فضتو رديئا لم يصح أف يخرج عنو خمسة رديئة‪ ،‬بل‬
‫خمسة جيدة‪ ،‬أك ربع عشر ذلك (‪ )5‬اإلناء مشاعا‪ ،‬فإف كاف كزف اإلناء مائتين‪ ،‬كقيمتو ثلثمائة (‪)6‬‬
‫ألجل الصنعة فإف شاء أخرج ربع عشره (‪ )7‬مشاعا(‪ )8‬أك أخرج إناء كزنو خمسو(‪ )9‬كقيمتو سبعة‬
‫كنصف(‪ )72‬ألجل الصنعة(‪ ،)77‬أك أخرج من عركض التجارة ما قيمتو سبعة كنصف‪ ،‬أك أخرج ذىبا‬
‫يساكم سبعة‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الفقيو حسن‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك يخرج إناء من خمسة رديئة‪ ،‬قيمتو ألجل الصنعة تساكل خمسة جيدة‪( .‬زىور) (قرز)‬
‫(‪ )3‬بهما بالنوف كالعين المهملة‪ ،‬أك بالياء كالغين المعجمة‪.‬‬
‫(‪ )4‬فإف صنعو من دكف ذلك لم يجب زكاتو‪ ،‬كلو بلغت قيمتو مائتي درىم‪( .‬غيث) إال أف يكوف‬
‫صيرفيا‪ ،‬كبلغت قيمتو نصابا من غير جنسو‪( .‬صعيترم) ك(غيث) لفظ (الغيث) كحاصل الكبلـ في اإلناء‬
‫أف كزف اإلناء ال يخلو إما أف يبلغ مائتي درىم أـ ال‪ ،‬إف لم يبلغ فبل زكاة‪ ،‬كلو كانت قيمتو درىم‪ ،‬إال أف‬
‫يكوف صيرفيا كبلغت قيمتو نصابا من غير جنسو‪( .‬بلفظو)‬
‫(‪ )5‬االناء الذم اصطنعو يشترؾ ىو كالفقير فيو‪ ،‬فلو أراد كسر اإلناء لم يجزه ذلك‪( .‬أنهار) (*) كمن‬
‫ىنا يؤخذ جواز قبض المشاع كصرفو‪( .‬أثمار لفظا)‬
‫(‪ )6‬جيدة‪.‬‬
‫(‪ )7‬كفي ذلك ثماف صور‪.‬‬
‫(‪ )8‬كيقبضو المخرج إليو‪( .‬شرح أثمار) (قرز)‬
‫(‪ )9‬كلو رديئا إجماعا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )72‬جيدة‪( .‬نجرم) إجماعا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )77‬قاؿ اإلماـ يحيى عليو السبلـ‪ :‬فإف قاؿ رب الماؿ‪ :‬أنا أكسر اإلناء‪ ،‬كأعطى خمسة دراىم على‬
‫الوزف لذىاب الصنعة لم يكن لو ذلك؛ ألنو تفويت لحق الفقراء من الصنعة‪( .‬بستاف) كىذا بعد تماـ‬
‫الحوؿ ال قبلو فيجوز‪( .‬شامي) ىذا يأتي على أصل المؤيد باهلل في مسألة التحيل إلسقاطها‪ ،‬ال على‬
‫أصل أبي طالب‪.‬‬

‫(‪)58/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كنصفا(‪ ،)7‬أك أخرج سبعة(‪ )0‬كنصفا عن ذىب(‪ )3‬يساكيها‪ ،‬أك عن الواجب(‪ )4‬فأم ذلك فعل أزاه‬
‫عند أبي العباس‪ ،‬كأبي طالب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ردمء‪.‬‬
‫(‪ )0‬رديئة [شكل على الحاشية بعبلمة ضرب ]‬
‫(‪ )3‬جيدة‪ ،‬أك رديئة‪( .‬قرز) (*) إلى ىنا اتفق السادة‪( .‬شرح بهراف) ككذا ال يختلفوف إذا أخرج خمسة‬
‫جيدة تساكم من قيمة اإلناء سبعة كنصفا‪( .‬صعيترم) (*) ألنو إذا نول كأطلق فهو يحتمل أنو نول عن‬
‫الذىب‪ ،‬أك عن الفضة‪ ،‬كإذا احتمل حمل على الصحة‪ ،‬كىو المذىب فيكوف كفاقا‪( .‬زىور)‬
‫(‪ )4‬كىو سبعة كنصف‪ ،‬بتوسط الذىب‪.‬‬

‫(‪)59/5‬‬

‫_____________________________‬

‫ككذا لو أخرج سبعة كنصفا (‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬جيدة‪ )*( .‬ألف أبا العباس يجعل لزيادة القيمة تأثيرا‪ ،‬فيجرل مجرل زيادة الوزف‪ .‬كعند أبي طالب‪:‬‬
‫ال تجزئ؛ ألنو ال يعتبر إال بالوزف‪ ،‬بشرط أف يكوف قيمة فضة الخمسة في الجودة كالرداءة مثل قيمة‬
‫فضة اإلناء‪( .‬غيث) كلفظ حاشية‪ :‬كذلك ألف أبا العباس يوجب تقويم الصنعة فيما قد بلغ كزنو نصابا‪،‬‬
‫كىو قوؿ القاضي زيد‪ ،‬كعند أبي طالب‪ :‬اإلعتبار بالوزف‪ ،‬ال بالقيمة‪ ،‬فبل تجب عليو إال خمسة؛ ألنا لو‬
‫أكجبنا سبعة كنصفا استلزـ أف يكوف قد أخذ من المساكين نصيبهم‪ ،‬كىو خمسة بسبعة كنصف‪ ،‬كذلك‬
‫ربى ال يجوز‪ .‬ككجو قوؿ أبي العباس ما تقدـ من أنا لو لم نقوـ الصنعة كاف بمثابة إخراج الردئ عن‬
‫الجيد‪ ،‬كىو ال يجوز كما تقدـ‪( .‬رياض) (*) كفي المسألة سؤاؿ على قوؿ أبي العباس‪ ،‬كىو أف يقاؿ‪:‬‬
‫كيف قاؿ أبو العباس‪ :‬تخرج سبعة كنصف كىو ربى؛ ألنو قد ثبت أف الفضة إذا قابلها فضة فبل حكم‬
‫للصنعة ألحدىما‪ .‬كالجواب‪ :‬أنو ال حكم لها في باب المعامبلت‪ ،‬كالبيع‪ ،‬كالرىن‪ ،‬كنحوىما‪ ،‬كأما في‬
‫االستهبلكات كالجنايات فقد يجب عوضها‪ ،‬كيكوف معتبرا‪ ،‬كما قلنا في اإلكليل إذا انشدخ من غير‬
‫جنابة لم يضمن المرتهن نقصانو؛ ألنو ضماف معاملة‪ ،‬كلو شدخو المرتهن ضمن النقصاف؛ ألنو ضماف‬
‫جناية‪ ،‬كىنا ضماف جناية‪ ،‬كاستهبلؾ‪ ،‬فكانت الصنعة مضمونة‪ ،‬كذلك ألف الفقراء استحقوا ربع العشر‬
‫من عينو فلما اختار اإلخراج من غير عينو صار الضماف بمثابة االستهبلؾ لحقهم كإدخالو في ملكو ػ‬
‫فصار بمثارة الجناية‪ ،‬كإف كاف ذلك يجوز لو‪ ،‬فلذلك لزمو ضماف الصنعة‪( .‬تعليق الفقيو حسن على‬
‫اللمع) قلت‪ :‬كفي ىذا نظر‪ ،‬كفي المسألة سبعة أطراؼ‪ ،‬خمسة متفق عليها أبو طالب كأبو العباس‪،‬‬
‫كالصورتاف اآلخرتاف مختلفاف فيها‪ ،‬كالمختار قوؿ أبي العباس‪ )*( .‬الثامنة‪ :‬لو أخرج السبعة كالنصف‬
‫رديئة ? فعند أبي العباس‪ ،‬كأبي طالب‪ :‬ال تجزئ‪ .‬كعند المؤيد باهلل تجزئ‪ ،‬كتبقى في ذمتو ما بين الرديئة‬
‫كالجيدة‪( .‬نجرم)‬
‫(‪)62/5‬‬

‫_____________________________‬

‫فإنو يجزئو عند أبي العباس‪ .‬كقاؿ أبو طالب‪ :‬ال يجوز‪ .‬كظاىره أنو ال يجزئ عن الكل(‪ )7‬ألف ذلك‬
‫يقتضي الربى(‪ ،)0‬كأما لو أخرج خمسة دراىم(‪ ،)3‬فقاؿ أبو العباس‪ :‬ال يجزم(‪ ،)4‬بل يبقى في ذمتو‬
‫درىماف كنصف (‪.)5‬‬
‫كقاؿ أبو طالب‪ :‬بل يجزئ‪.‬‬
‫ككذا ال يجوز أف يخرج عن الوضح (‪ )6‬تبرا عند أبي العباس‪ ،‬خبلؼ أبي طالب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مع اعتقاد الوجوب عنده‪.‬‬
‫(‪ )0‬من حيث أف الفقراء صرفوا خمسة بسبعة كنصف‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )3‬كنواىا للزكاة‪)*( .‬جيدة‪.‬‬
‫(‪ )4‬عن الجميع‪.‬‬
‫(‪ )5‬كلفظ (البياف)‪ :‬كإف أخرج خمسة كنواىا [كأطلق]زكاة أجزتو‪ ،‬كبقي عليو درىماف كنصف‪ ،‬على قوؿ‬
‫أبي علي‪ ،‬كالقاضي زيد‪ ،‬كعلى قوؿ أبي طالب‪ ،‬كاألمير الحسين‪ :‬ال يبقى عليو شيء‪ .‬كإف نواىا عما‬
‫عليو في اإلناء أجزتو على قوؿ أبي طالب‪ ،‬ال على قوؿ أبي العباس‪ .‬لكن فيو الخبلؼ المتقدـ ىل‬
‫يسقط عنو خمسة كيبقى درىماف كنصف‪ ،‬كما ذكره في (البياف) كالفقيو يحيى البحيبح‪ ،‬أك ال يسقط عنو‬
‫شيء‪ ،‬كما ذكره الفقيو علي‪( .‬بياف) (*) حيث نواىا زكاة‪ ،‬كأما لو نواىا عن الواجب لم تجز‪( .‬قرز) كقد‬
‫ذكر معناه في (البياف) (*) كما ال بجزئ أف يخرج الجيد عن الردمء‪ )*(.‬حيث نواه زكاة‪.‬‬
‫(‪ )6‬المضركب‪ )*( .‬حيث كاف قيمة المضركب فيو زيادة‪ ،‬كإال صح‪ ،‬كلو تبرا‪( .‬قرز) كالتبر‪ :‬ىو الذم‬
‫لم يضرب‪ ،‬فإذا ضرب فهو عين‪ )*( .‬كىو بفتح الضاد‪ .‬قاؿ في االنتصار‪ :‬كىو المضركب من الذىب‬
‫كالفضة‪ .‬ككذا الرقة عاـ في الذىب كالفضة‪ .‬كالورؽ يختص بالفضة‪( .‬زىور)‬

‫(‪)67/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كقاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كالذم اخترناه في األزىار قوؿ أبي العباس حيث قلنا‪ :‬كال يخرج ردمء عن‬
‫جيد من جنسو‪ ،‬كلو بالصنعة (كيجوز العكس) كىو أف يخرج الجيد عن الردئ‪ ،‬نحو أف يكوف معو‬
‫مائتا درىم رديئة الجنس فإنو يجوز أف يخرج عنها خمسة رديئة‪ ،‬أك خمسة جيدة‪ ،‬بل الجيدة أفضل (ما‬
‫لم) يكن إخراج الجيد عن الردمء (يقتضي الربا) بين العبد كبين اهلل تعالى‪ ،‬نحو أف يخرج عن المائتين‬
‫الردية أربعة جيدة تساكل خمسة رديئة (‪ )7‬فإف ذلك ال يجوز عندنا (‪.)0‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل‪ :‬بل يجوز ذلك؛ ألنو ال ربى بين العبد كربو‪ ،‬فأما لو جعل األربعة عن ذىب يساكم‬
‫خمسة رديئة(‪ )3‬جاز ذلك اتفاقا بين السادة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كيجب على الفقير الرد مطلقا‪ ،‬كال يقاؿ‪ :‬قد تقرب بها فبل يرد؛ ألف ىذا ربى حراـ باطل‪ ،‬كالقربة‬
‫تنافي المعصية‪( .‬مفتي) ما لم ينو عن الواجب‪ ،‬فإف نواه أجزأه‪ ،‬كيبقى عليو درىم‪ .‬كقيل‪ :‬بل يجزئو‪ ،‬كال‬
‫يبقى عليو شيء‪ ،‬كإنما ذلك حيث نواه عن الزكاة فيبقى عليو درىم‪( .‬قرز) كإف نواه عن الخمسة التي‬
‫عليو ? فقاؿ الفقيو علي‪ :‬ال يجزئو عن شيء منها؛ ألف في ذلك ربى‪( .‬بياف بلفظو) (*) كال تجزئ‪.‬‬
‫(حاشية سحولي) كلفظ حاشية‪ :‬فإف أخرج األربعة الجيدة كنواىا عن الواجب ? فقاؿ في (البياف)‪ :‬ال‬
‫يجزئ ذلك‪ ،‬كىو يقاؿ‪ :‬ما الفرؽ بين ىذا كبين ما تقدـ‪ ،‬لو نول السبعة كالنصف عن الواجب فإنها‬
‫تجزئو ?‪( .‬بياف لفظا) كالمختار‪ :‬أنو إذا نواىا عن الواجب أجزأه‪( .‬مفتي)‬
‫(‪ )0‬كال تجزئ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬أك عن الواجب‪.‬‬

‫(‪)60/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يجوز (إخراج جنس عن جنس) آخر‪ ،‬نحو أف يخرج الذىب عن زكاة الفضة‪ ،‬أك العكس‪ ،‬كلو كاف‬
‫اإلخراج من العين ممكنا (‪ )7‬كإنما يصح ذلك إذا أخرجو (تقويما) يعني‪ :‬يقوـ الذىب بالفضة حيث‬
‫أخرجو عن الفضة‪ ،‬كيقوـ الفضة بالذىب حيث أخرجها عن الذىب‪ ،‬كأما لو أخرج عن الذىب أك الفضة‬
‫شيأ من السلع أك الطعاـ لم يجز ذلك (‪ )0‬عند الهادم‪ ،‬إال أف يكوف ذلك للتجارة‪ .‬كقاؿ المؤيد باهلل‪:‬‬
‫بل يجزئ(‪.)3‬‬
‫(كمن استوفي دينا مرجوا) (‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنهما كالجنس الواحد‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألنها تجب من العين إال لعذر‪.‬‬
‫(‪ )3‬لخبر معاذ (إيتوني بكل خميس كلبيس) الخميس‪ :‬دراىم منسوبة إلى ملك في اليمن‪ ،‬كاللبيس‬
‫الثياب‪ )*( .‬بالتقويم كلو أمكن من العين‪.‬‬
‫(‪ )4‬حكاه عليو السبلـ في (البحر) عن الهادم‪ ،‬كالقاسم‪ ،‬كالمؤيد باهلل عليهم السبلـ‪ .‬قاؿ‪ :‬لعموـ‬
‫تعالى‪{ :‬خذ من أموالهم صدقة} كلما ركاه في (أصوؿ األحكاـ) عن علي عليو السبلـ أنو قاؿ‪( :‬كإذا‬
‫كاف لك‪ ،‬أك لرجل دين سنين‪ ،‬ثم قبضو فليؤد زكاتو لما مضى من السنين) كمثلو في مجموع زيد بن‬
‫علي‪ ،‬كفي الجامع الكافي عن علي عليو السبلـ‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‬
‫(*) (فائدة) لو كاف راجيا‪ ،‬ثم أيس‪ ،‬ثم جاء الماؿ ىل تجب لمدة رجائو ? قلت‪ :‬ال تجب ألف سبيل‬
‫ىذا سبيل ما لو تلف الماؿ قبل إمكاف األداء‪ ،‬فكما ال يلزمو شيء‪ ،‬كذا ىنا‪( .‬شكايدم) كقاؿ القاضي‬
‫(عامر) في استمرار الرجاء فيما تقدـ‪ :‬اللهم إال أف يرجو حوال كامبل‪ ،‬ثم أيس‪ ،‬ثم يعود الماؿ كجبت‬
‫الزكاة لحوؿ الرجاء‪ ،‬كاألقرب أنو يكوف ذلك على الخبلؼ في مسائل االجتهاد‪ ،‬ىل بالثاني أـ األكؿ‪.‬‬
‫(بستاف) (*) يعني‪ :‬إذا كاف من النقدين‪ ،‬أك أمواؿ التجارة‪.‬‬

‫(‪)63/5‬‬

‫_____________________________‬

‫غير مأيوس (أك أبرأ)(‪ )7‬من دين كذلك ػ قاؿ عليو السبلـ‪ :‬ككذا لو كىب أك نذر(‪( )0‬زكاه لما‬
‫مضى)(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ الفقيو علي بن يحيى الوشلي‪ :‬كىذا مبني على أف المبرمء معو شيء من عركض التجارة مما‬
‫يجزئ إخراجو عن الدين الذم كجبت فيو‪ ،‬كإال لم يبرأ الذم عليو الدين من قدر الزكاة؛ ألنها تعلق‬
‫بالعين‪( .‬تعليق) ك(زىور) فصار قدر الزكاة في الدين مستحقا لغير المبرمء فلم يصح إسقاطو‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫يبرأ من الكل‪ ،‬كمشاركة الفقراء غير حقيقي‪ )*( .‬كمن لو ألف درىم على غيره‪ ،‬كمضى عليها حوؿ‪ ،‬ثم‬
‫صالح عنها بعرض يسول خمسة كعشرين درىما ػ لزمو إخراج خمسة كعشرين‪ ،‬أك الغرض إذا كاف‬
‫للتجارة‪ ،‬كىذا حيث كاف يمكنو استيفاء األلف‪ ،‬فإف لم يمكنو إال الذم صالح بو أخرج زكاتو خمسة‬
‫أثماف درىم‪( .‬شرح بهراف) حيث كاف مرجوا جميعا‪ ،‬أك قدر النصاب في جميع الحوؿ‪ ،‬أك كاف معو ما‬
‫يضم إليو ىذا المقبوض‪( .‬ىامش بياف) (قرز) (*) لكن يقاؿ‪ :‬لم صح البراء ىنا‪ ،‬كقد تعين فيو حق‬
‫الفقراء‪ ،‬فكاف القياس أال يصح البراء من نصيب الفقراء‪ ،‬كما سيأتي للهدكية في النذر‪ ،‬إذا نذر على زيد‬
‫بمالو الذم في ذمة عمرك‪ ،‬ثم أبرأ عمرا‪ ،‬فقالت الهدكية‪ :‬ال يصح البراء‪.‬فينظر ما كجو الفرؽ ? الجواب‪:‬‬
‫أف الزكاة غير متعينة في الدين‪ ،‬بل لو أف يخرجها منو أك من غيره‪ ،‬مما يجزئ‪( .‬عامر) يقاؿ‪ :‬قولهم‪:‬‬
‫يزكيو حتى ينقص النصاب ػ يدؿ على أنها تعلق بالعين فينظر‪ .‬كمثلو في (حاشية سحولي)‪ .‬كفي‬
‫(الصعيترم) ما لفظو‪ :‬كإنما صح البراء ىاىنا من قدر الزكاة على قوؿ الهدكية‪ ،‬مع كوف حق الفقراء قد‬
‫تعلق بها؛ ألنها ال تخرج عن ملك رب الماؿ إال باإلخراج‪ ،‬كلم يصح البراء من الدين عندىم بعد النذر‬
‫بو على الفقراء‪ ،‬لما كاف قد خرج عن ملكو بالنذر‪( .‬بلفظو) (*) كإنما صح البراء ىنا؛ ألف حق الفقير‬
‫غير معين؛ ألف شركو كملكو فيو ضعيف‪( .‬ديباج)‬
‫(‪ )0‬يعني‪ :‬بالدين الثابت في ذمتو‪.‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ في البحر‪ :‬كال يزكي ما في يده حاال إف نقص‪ ،‬كلو كملو الدين‪ ،‬كمتى قبض كجب عليهما‪.‬‬
‫(قرز)‬

‫(‪)64/5‬‬

‫_____________________________‬

‫من السنين (‪( )7‬كلو) كاف ذلك الدين (عوض ما ال يزكى) نحو‪ :‬أف ببيع دارا أك فرسا بدراىم أك دنانير‬
‫نصابا فصاعدا‪ ،‬فإذا حاؿ على ىذه الدراىم أك الدنانير الحوؿ‪ ،‬كىي في ذمة المشترم فقبضها البائع‬
‫زكاىا‪.‬‬
‫كمن ذلك عوض الخلع‪ ،‬كالمهر(‪)0‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬بعد قبضو حتى ينقص عن النصاب‪( .‬حاشية سحولي) ك (بياف)‬
‫(‪ )0‬حيث كانت دراىم أك دنانير‪ ،‬أك من غيرىما عنهما‪( .‬قرز) (*) (فائدة) فإف قيل‪ :‬إذا جهلت المرأة‬
‫كجوب الزكاة في الحلية كالمهر‪ ،‬كاعتقدت أنو ال كجوب‪ ،‬ثم علمت بعد سنين أنو كاجب في مذىبها‪،‬‬
‫ىل يكوف ذلك كمسائل االجتهاد أـ ال ? قلنا‪ :‬قد ذكر الفقيو حسن أنو يكوف كذلك فبل زكاة عليها (‪)7‬‬
‫كخركج الوقت في مسائل الخبلؼ (‪ )0‬كىو محتمل؛ ألف إخراج الزكاة بعد مضى الحوؿ ليس بانقضاء‬
‫لوقتها‪( .‬نجرم) (‪ )7‬كاألقرب أنو يكوف ذلك على الخبلؼ في تغير االجتهاد‪ ،‬ىل يعمل باالجتهاد‬
‫الثاني أـ باألكؿ‪( .‬بستاف) (‪ )0‬ىذا يستقيم حيث ال مذىب لها‪ ،‬فقد كافقت قوؿ من ال يوجب الزكاة‬
‫في ذلك‪ ،‬كىو قوؿ زيد بن علي عليهما السبلـ كغيره؛ ألنهم يقولوف‪ :‬ال زكاة في الحلية‪ ،‬كإف كاف‬
‫مذىبها الوجوب‪ ،‬لكنها ناسية‪ ،‬أك ظانة أف مذىبها عدمو‪ ،‬ثم تبين لها الوجوب‪ ،‬فاألكلى الوجوب؛ ألنو ال‬
‫كقت لئلخراج‪ .‬كاهلل أعلم‪ ،‬كمثلو لئلماـ المهدم‪ ،‬كالفقيو يوسف‪( .‬قرز) (*) فإف مات الزكجاف عن‬
‫األكالد‪ ،‬كالمهر على الزكج‪ ،‬فقبضهم للماؿ قبض عن الدين‪ ،‬ال عن اإلرث‪ ،‬فيزكونو عنها‪( .‬بحر)‬
‫ك(بياف) ك(غيث) (قرز) كلفظ البياف‪( :‬مسألة) من ماتت عن مهر لها على زكجها‪ ،‬كقد كجبت فيو الزكاة‪،‬‬
‫كملكو كرثتها عنها‪ ،‬فإذا مات أبوىم الذم ىو عليو من بعد استحقوا تركتو بالمهر (‪ )7‬ال باإلرث (‪)0‬‬
‫فيزكونو لما مضى قبل موت األـ عنها‪ ،‬كبعد موتها عنهم إذا كاف نصيب الواحد منهم نصابا‪ ،‬أك من كاف‬
‫منهم نصيبو نصابا‪ ،‬أك موفيا للنصاب‪( .‬بلفظو)‪( .‬قرز) (‪ )7‬ألنو دين‪ ،‬كالدين قبل الميراث‪ )0(.‬يعني‪:‬‬
‫الزائد على حصتو ػ باإلرث‪ ،‬أك يحمل على أنها قد كانت بانت منو‪( .‬قرز) ػ [أما ىو فينتقل إليهم‬
‫باإلرث من أبيهم‪ ،‬إال أنها تجب زكاة ما حاؿ عليو الحوؿ قبل موت األـ‪ ،‬فإف كانت األـ قد بانت قبل‬
‫موتها استقاـ الكبلـ في جميع المهر‪( .‬قرز) ] (*) إذا كاف نقدا‪ ،‬أك سائمة معينة‪( .‬قرز) فإف مات الزكج‬
‫كالزكجة عن األكالد‪ ،‬كالمهر على الزكج فقبضهم الماؿ عن الدين ال عن اإلرث فيزكونو إلى موتها‪ ،‬ثم‬
‫على أنفسهم‪(.‬تذكرة) ك(بحر) فإف قيل‪ :‬لم يجب إخراج الزكاة عن أمهم‪ ،‬كمن أصلكم أف الديوف من‬
‫األمواؿ الفانية ال يجب إخراج زكاتها إال مع القبض ? فإنها لو فاتت أك ىلكت فبل زكاة فيها‪ ،‬كذلك إذا‬
‫مات من تجب عليو قبل قبضها ? الجواب‪ :‬قيل أراد بالسنين في حقهم بعد موتها ال عنها‪ .‬أك قيل‪:‬‬
‫الجواب أف قبضهم باإلرث عنها ينزؿ منزلة قبضها‪( .‬ديباج) (*) حيث قبضت نقدا أك غيره عوضا عنو‪.‬‬
‫فإف قبضت حيوانا ?‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬األقرب أنو ال زكاة لما مضى؛ إذ ال سوـ حينئذ‪( .‬غيث) إال أف‬
‫يكوف الحيواف عوضا عن النقد‪ )*( .‬إذا كانت من النقد‪ ،‬أك سائمة معينة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)65/5‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ ،‬كالجنايات فإف أعواضها (‪ )7‬ما ال يزكى‪.‬‬


‫كقاؿ الناصر‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كالمؤيد باهلل في أحد أقوالو(‪ :)0‬إف المبرئ كالمبرئ يبرآف جميعا من‬
‫الزكاة لتلف الماؿ قبل تضيق الوجوب‪.‬‬
‫كقاؿ المؤيد باهلل (‪ )3‬في أحد أقوالو‪ :‬إف الذم عليو الدين يبرأ‪ ،‬إال من قدر الزكاة فبل يبرأ(‪ )4‬ألنها حق‬
‫هلل تعالى فبل يصح اإلبراء منها‪ .‬كقواه القاضي يوسف‪ ،‬كأبو مضر (إال) حيث يكوف المقبوض (عوض‬
‫حب (‪ )5‬كنحوه) من العركض(‪)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األكلى حذؼ "أعواضها"‪.‬‬
‫(‪ )0‬الثالث من أقوالو ىو األزىار‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينظر في الركاية عن الناصر‪ ،‬كالمنصور باهلل؛ ألنهم يقولوف‪ :‬ينتقل إلى الذمة‪ ،‬مثل أبي العباس فيما‬
‫تقدـ في قولو‪" :‬كتجب في العين"‪ .‬تعليق (زىور) يقاؿ‪ :‬ال نظر؛ ألف ىنا قبل أف تضيق‪ ،‬كفيما تقدـ قد‬
‫تضيق‪.‬‬
‫(‪ )4‬كيلزمو إخراجها إلى المالك‪ ،‬أك الفقراء بإذنو‪ ،‬أك اإلماـ‪ ،‬أك المصدؽ‪( .‬بياف)‬
‫(‪ )5‬كذلك ألف الحب يضمن بمثلو‪ ،‬كدين الحب ال زكاة فيو إذا لم يكن للتجارة‪.‬‬
‫(‪ )6‬قاؿ في شرح أبي مضر‪ :‬العرض بسكوف الراء‪ :‬ىي األمواؿ غير الذىب كالفضة‪ ،‬كالعرض بفتح‬
‫الراء‪ :‬جميع أمواؿ الدنيا من الذىب كغيرىما‪ ،‬كقاؿ في (الضياء) العرض بسكوف الراء خبلؼ النقدين‪،‬‬
‫كبالفتح حطاـ الدنيا قاؿ تعالى {لو كاف عرضا قريبا} كقاؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬الدنيا عرض‬
‫حاضر‪ ،‬يأكل منها البر كالفاجر) كقاؿ الشاعر‪:‬‬
‫من كاف يرجو بقاء ال نفاد لو *** فبل يكن عرض الدنيا لو شجنا‬
‫باللفظ من (تعليق الفقيو يوسف على الزيادات)‪.‬‬
‫(‪)66/5‬‬

‫_____________________________‬

‫المثليات(‪ )7‬أك القيميات حيث يصح ثبوتها في الذمة كالمهر‪ ،‬فإنها إذا كانت دينا‪ ،‬كقبض عوضها من‬
‫لو الدين(‪ )0‬لم يجب عليو إخراج زكاتو؛ ألف المعوض ال تجب فيو زكاة (‪ )3‬إذا كاف (ليس للتجارة)‬
‫فأما إذا كاف معو طعاـ أك نحوه للتجارة كأقرضو الغير من دكف إضراب عن التجارة بو لزمو تزكيتو بعد‬
‫قبض عوضو؛ ألنو كالنقدين حينئذ‪.‬‬
‫تنبيو [التحويل]‬
‫أختلف أىل المذىب في التحويل للدين إذا كاف دية من أم كقت يكوف ?‪.‬‬
‫فقاؿ األمير علي بن الحسين‪ :‬من يوـ القتل إذا كاف خطأ‪ ،‬كمن يوـ العفو إذا كاف عمدا‪.‬‬
‫كقاؿ بعض المذاكرين‪ :‬من يوـ القتل‪ ،‬سواء كاف عمدا أك خطأ (‪ )4‬ألف القود‪ ،‬كالدية أصبلف(‪.)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬المثليات ال تسمي عركضا‪ .‬ينظر فسيأتي في الشفعة في قولو‪ :‬قيمة العرض التالف أنها تسمى‬
‫عركضا فبل اعتراض حينئذ‪.‬‬
‫(‪ )0‬دراىم‪ ،‬أـ مثاقيل‪ ،‬أـ دنانير لم يجب عليو شيء؛ إذ المسمى مما ال تجب فيو‪.‬‬
‫(‪ )3‬كحاصل المذىب) أف الدين إف كاف من الذىب أك الفضة لزمو تزكيتو مطلقا‪ ،‬سواء قبض عوضو‬
‫نقدا أك عرضا‪ ،‬كأما إف كاف من غيرىا ػ فإف كاف للتجارة لزمو تزكيتو أيضا مطلقا‪ ،‬كإف لم يكن للتجارة فبل‬
‫يخلو إما أف يأخذ عوضو عرضا‪ ،‬نحو أ ف يقبض طعاما عوض الطعاـ كالمرأة إف كاف مهرىا عبدا‬
‫فقبضت عبدا‪ ،‬فإف كاف ىذا ال زكاة فيو مطلقا‪ ،‬كإف قبض عن تلك العركض نقدا فكذلك‪ )*( .‬كعلى‬
‫الجملة الذم في الذمة تجب فيو الزكاة كجبت تزكيتو كلو قبض عوضو ماال تجب فيو‪ ،‬كإف كاف مما ال‬
‫تجب فيو لم تجب‪ ،‬كلو قبضو مما يجب فيو‪ ،‬لكن يستأنف التحويل‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )4‬في النفس أك ما في دكنها‪.‬‬
‫(‪ )5‬لعلو حيث قبضو ذىبا‪ ،‬أك فضة‪ ،‬أك غيرىما عوضا عنهما‪ ،‬كإف قبضو عن سائر األصناؼ فبل شيء‬
‫فيها لما مضى‪( .‬بياف) فأما لو قبض حيوانا ? قاؿ عليو السبلـ‪ :‬فاألقرب أنو ال زكاة لما مضى؛ إذ ال‬
‫سوـ حينئذ‪( .‬غيث) (*) كأما لو قبضت الدية من اإلبل كنحوىا لم تجب الزكاة‪( .‬قرز)‬

‫(‪)67/5‬‬

‫_____________________________‬

‫[نصاب أمواؿ التجارة كالجواىر كالمستغبلت]فصل‬


‫(كما قيمتو) (‪ )7‬قدر (ذلك) النصاب الذم تقدـ ذكره‪ ،‬كىو (من) أحد ثبلثة أجناس‪.‬‬
‫األكؿ‪( :‬الجواىر(‪ ،)0‬كقد دخل تحتها الدر‪ ،‬كالياقوت(‪ ،)3‬كالزمرد‪.‬‬
‫(ك) الثاني‪( :‬أمواؿ التجارة) (‪ )4‬من أم ماؿ كاف‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالعبرة بقيمة البلد الذم الماؿ فيو‪( .‬كواكب) فإف لم يعرؼ فأقرب بلد إليو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬ألنو ال نصاب لو في نفسو‪ ،‬فوجب أف يكوف مقدارا بما ذكرناه (‪ )7‬كأمواؿ التجارة‪( .‬شفاء)‬
‫(بلفظو) (‪ )7‬قياسا على نصاب الذىب كالفضة؛ ألنو ال قائل‪ :‬إف الزكاة تجب في قليل ذلك ككثيره‪،‬‬
‫ككذلك القدر الواجب فيها فهو ربع العشر‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‬
‫(‪ )3‬كما كاف فيو نفاسة‪( .‬دكارم) ككل حجر نفيس‪ ،‬كالفصوص كنحوه‪ ،‬كلو من حيواف‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كلو نقدا‪( .‬قرز) كفي (الكواكب) خبلفو‪.‬‬

‫(‪)68/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) الثالث‪( :‬المستغبلت)(‪ )7‬كىي كل ما يؤجر من حلية (‪ ،)0‬أك دار‪ ،‬أك غيرىما(‪ ،)3‬فإذا بلغت‬
‫قيمتو أم ىذه الثبلثة (‪ )4‬نصاب ذىب أك نصاب فضة في (طرفي الحوؿ) (‪ )5‬الذم ملكو المالك فيو‬
‫(ففيهن ما فيو) أم‪ :‬ففي كل كاحد من تلك الثبلثة إذا كمل نصابو طرفي الحوؿ‪ ،‬كلم ينقطع بينهما مثل‬
‫ما في نصاب الذىب كالفضة‪ ،‬كىو ربع العشر‪.‬‬
‫كيكمل نصابهما بالذىب كالفضة‪ ،‬كما يكمل نصاب الذىب كالفضة بها‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كىذه المسألة ذكرىا الهادم عليو السبلـ‪ .‬كفيو نظر؛ ألنو أكجب الزكاة في قيمة المؤجر‪ ،‬كليس فيو‬
‫معاكضة‪ ،‬ككاف القياس أف الزكاة تكوف في قيمة المنفعة‪( .‬صعيترم) (*) (مسألة) كمن اشترل فرسا ليبيع‬
‫نتاجها متى حصل فإنو يلزمو الزكاة في قيمتها‪ ،‬كقيمة أكالدىا‪ .‬ذكره الهادم عليو السبلـ‪ .‬قاؿ المؤيد‬
‫باهلل‪ ،‬كأبو العباس‪ ،‬كأبو طالب‪ ،‬ككجهو‪ :‬أنها تصير للتجارة ىي كأكالدىا‪ .‬قاؿ المؤيد باهلل‪ :‬ككذلك من‬
‫اشترل دكد القز ليبيع ما يحصل منها‪ .‬قاؿ الحقينى‪ :‬ككذلك من اشترل الشجرة ليبيع ما يحصل منها‬
‫من الثمار‪ .‬قيل‪ :‬ككذا من اشترل بقرة ليبيع ما يحصل منها من السمن كاللبن‪ ،‬أك شاة ليبيع ما يحصل‬
‫من الصوؼ كالسمن كاألكالد‪( .‬كواكب لفظا)) (*) كحقيقة المستغل‪ :‬ما تجددت منفعتو مع بقاء عينو‪.‬‬
‫(تعليق)‬
‫(‪ )0‬ككاف كزنها دكف مائتي درىم كإال فقد كجبت في عينها‪.‬‬
‫(‪ )3‬كأرض‪ ،‬كحيواف‪ ،‬كخيل‪ ،‬كحمير‪ ،‬كبغاؿ‪ .‬فلو زرع أرض التجارة عشر زرعها‪ ،‬كزكى ثمنها‪ ،‬كإف أتفق‬
‫الحصاد كتماـ الحوؿ ىنا؛ ألف زكاة األرض غير زكاة الحب‪ ،‬بخبلؼ ما تقدـ‪ ،‬إال في حلية مستغلة‬
‫فزكاة كاحدة‪.‬‬
‫(‪ )4‬أك مجموعها‪( .‬كابل) (قرز)‬
‫(‪ )5‬كإنما زاد "طرفي الحوؿ" كإف كاف قد فهم من أكؿ الكتاب؛ ألف ىذا بالنظر إلى القيمة في الثبلثة‬
‫فهي كالجنس الواحد‪ ،‬كما يأتي‪( .‬شرح فتح)‬

‫(‪)69/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كتجب زكاة ىذه الثبلثة (من العين أك القيمة) (‪.)7‬‬


‫(اعلم) أنو ال خبلؼ أف ىذا التخيير ثابت في أمواؿ التجارة‪ ،‬لكن اختلفوا ىل ىما أصبلف معا ‪ ،‬أـ‬
‫األصل العين كالقيمة بدؿ ? فقاؿ أبو حنيفة‪ :‬ىما أصبلف‪ .‬كعند صاحبيو‪ :‬أف الزكاة تعلق بالعين‪ ،‬كالقيمة‬
‫بدؿ (‪ .)0‬كىذا ىو المذىب‪ ،‬كىو قوؿ الشافعي‪ ،‬ىكذا حكى الفقيو محمد بن يحي‪ ،‬فإذا شاء العدكؿ‬
‫إلى القيمة عدؿ إلى قيمتها (حاؿ الصرؼ) (‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنها جارية مجرل النقدين فاستوت فيها القيمة كالعين‪ )*( .‬لكن تكوف تلك القيمة منها‪ ،‬أك من‬
‫أحد النقدين‪ ،‬ال غيرىما حيث لم يكن اللتجارة‪( .‬شرح فتح) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كفائدة الخبلؼ تظهر فيما ذكره لو تغيرت القيمة عما كانت عليو عند حوؿ الحوؿ بزيادة أك‬
‫نقصاف‪ ،‬فعلى قوؿ أبي حنيفة يخرج ما شاء‪ ،‬إما ربع عشر العين أك قيمتها التي استقرت حاؿ حوؿ‬
‫الحوؿ‪ ،‬كال تأثير لتغيرىا من بعد؛ ألنها أصل‪ .‬كعلى قولنا‪ :‬يخرجها‪ ،‬أك قيمتها رائدة أك ناقصة عند‬
‫اإلخراج؛ ألنها بدؿ‪( .‬صعيترم) (*) كإذا قلنا‪ :‬إنها بدؿ فبماذا تنتقل الزكاة عن العين إلى القيمة ? فقاؿ‬
‫القاضي زيد باإلخراج‪ ،‬كما في التركة المستغرقة بالدين‪ .‬كقاؿ أكثر فقهاء المؤيد باهلل باالختيار‪ ،‬كالعبد‬
‫الجاني‪( .‬كواكب)‬
‫(‪ )3‬لكن إذا كانت العين من المثليات فالعبرة بالقيمة حاؿ الصرؼ‪ ،‬كسواء كانت العين باقية أـ تالفة‬
‫كالغاصب‪ ،‬كإف كانت قيمتو باقية فكذلك تعتبر بقيمتها حاؿ الصرؼ‪ ،‬كإف كانت تالفة لزمو أكفر القيم‬
‫من كقت تضيق الوجوب إلى التلف‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز) (*) كىذا بناء على أنو مثلي أك قيمي‬
‫باؽ‪ ،‬كأما لو كاف قيميا تالفا فقيمتو يوـ التلف (‪ )7‬بعد الوجوب‪( .‬بياف) حيث لم يمكنو اإلخراج‪ ،‬كإال‬
‫فالعبرة بما في الغصب فتضمن بأكفر القيم من كقت تضيق الوجوب إلى التلف (قرز) (‪[ )7‬إال أف يكوف‬
‫مضمونا بأكفر القيم من يوـ اإلخراج على يوـ التلف]‪[ .‬قاؿ موالنا عز الدين‪ :‬ال يخلو إما أف تتلف قبل‬
‫إمكاف األداء أك بعده ػ إف كاف بعده فضماف غصب‪ .‬كإف كاف قبل اإلمكاف فبل يخلو إما أف يكوف‬
‫بجناية أكال ػ إف كاف بجناية كاف ضماف جناية‪ ،‬كإف كاف ال بجناية فبل ضماف]‪.‬‬
‫(‪)72/5‬‬

‫_____________________________‬

‫أم‪ :‬يوـ إخراج الزكاة فإذا كاف ماؿ التجارة مائتي قفيز(‪ )7‬حنطة قيمتها مائتا درىم في آخر الحوؿ‪ ،‬ثم‬
‫كاف في الحوؿ الثاني كقيمتها مائة درىم‪ ،‬أك أربعمائة‪ ،‬ثم أراد إخراج زكاة الحوؿ األكؿ ػ فإف أخرج من‬
‫العين أخرج خمسة أقفزة‪.‬‬
‫قاؿ أبو طالب‪ :‬باالتفاؽ(‪ .)0‬كإف أحب العدكؿ إلى القيمة أخرج درىمين كنصفا حيث كانت قيمتها‬
‫مائة(‪ ،)3‬كحيث كانت قيمتها أربعمائة فعشرة‪.‬‬
‫كعلى قوؿ أبي حنيفة يخرج خمسة دراىم(‪.)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬القفيز اثنا عشر صاعا‪.‬‬
‫(‪ )0‬بين أبي حنيفة‪ ،‬كالمنصور باهلل‪.‬‬
‫(‪ )3‬ىبل يقاؿ قد فرط في حق الفقراء فهبل يضمن النقصاف ? اختلف في الجواب‪ .‬قاؿ الفقيو علي بن‬
‫يحيى الوشلي‪ :‬ليس حكمو يزيد على الغصب؛ ألنو ال يضمن السعر‪ .‬كقول ىذا موالنا عليو السبلـ‪.‬‬
‫كعن الناصر إذا تمكن ضمن‪ ،‬كقواه الفقيو يحيى البحيبح‪ .‬قاؿ الفقيو محمد سليماف فإف فرط ثم تلف‬
‫لزـ أكفر القيمتين‪( .‬نجرم)‬
‫(‪ )4‬إذ يتعلق بذمتو شيئاف‪ ،‬خمسة دراىم‪ ،‬كخمسة أقفزة ػ فيخرج أيهما شاء‪.‬‬

‫(‪)77/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيجب التقويم) (‪ )7‬للجواىر‪ ،‬كأمواؿ التجارة‪ ،‬كالمستغبلت (بما تجب معو)(‪ )0‬الزكاة‪ ،‬فإف كانت‬
‫السلعة تساكل مائتي درىم إذا قومت بالدراىم‪ ،‬كال تساكم عشرين مثقاال إذا قومت بالذىب بل أقل ػ‬
‫كجب تقويمها بالدراىم ليكمل النصاب فتجب الزكاة (كإ) ذا كانت السلعة تبلغ النصاب‪ ،‬سواء قومت‬
‫بالذىب أك بالفضة‪ ،‬لكن تقويمها بأحدىما أنفع للفقراء ػ كجب التقويم بػ (األنفع) (‪ )3‬نحو أف تكوف‬
‫قيمتها من الذىب عشرين مثقاال‪ ،‬كل مثقاؿ قيمتو اثنا عشر درىما‪ ،‬كقيمتها من الفضة مائتا درىم‬
‫فحينئذ يجب تقويمها بالذىب (‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ألنو األحوط‪ ،‬كألف موضوع الزكاة بيد الفقراء‪ )*( .‬فإف اختلفت القيمة زكاه على قيمة بلده‪ ،‬كال‬
‫اعتبار بما شرل بو‪( .‬غيث)‬
‫(‪ )0‬ألف الدراىم كالدنانير كالشيء الواحد‪ ،‬كجعلت ثمنا لؤلشياء‪ ،‬فإذا ثبت كوف المقوـ نصابا ألحدىما‬
‫فقد كجبت الزكاة‪ ،‬فإذا أردنا تقويمو غير نصاب بالجنس اآلخر كاف إسقاطا لها بعد كجوبها‪ ،‬كذلك ال‬
‫يجوز‪( .‬ضياء ذكم األبصار)‬
‫(‪ )3‬صوابو‪ :‬باألنفق قلت‪ :‬نظر؛ ألف اعتبار ما ينفق أنما ىو بالنظر إلى اإلخراج إلى الفقراء‪ ،‬ال بالنظر‬
‫إلى التقويم ػ كاهلل أعلم‪( .‬ىامش تكميل) لم يظهر كجو النظر فيحقق‪ )*( .‬الباء شرح‪ ،‬كاأللف من‬
‫المتن‪[ .‬كقد أصلحنا الكتابة على ىذه الحاشية ككانت مكتوبة ىكذا با (األنفع)]‪.‬‬
‫(‪ )4‬كفي ىذا المثاؿ بعد؛ إذ من البعيد أف تكوف قيمتها مائتي درىم من الفضة‪ ،‬كمن الذىب عشركف‬
‫مثقاال‪ ،‬مع كوف قيمة كل مثقاؿ اثني درىما؛ ألف الذىب إذا كاف غالبا لم تقوـ ىذه السلعة إال بقليل من‬
‫الذىب‪ ،‬فبل إشكاؿ‪ .‬فاألكلى أف يمثل كيقاؿ‪ :‬إذا كاف قيمتها مائتي درىم‪ ،‬أك عشرين مثقاال‪ ،‬كلكن ال‬
‫ينفق للفقراء في ىذه البلد إال أحد الجنسين فإنو يجب التقويم بالجنس الذم ينفق للفقراء؛ إذ ىو أنفع‬
‫لهم‪ ،‬كلو كاف ما قومت بو غير غالب في البلد‪ ،‬كقد عرض ذلك على سيدنا (علي الشكايدم) فأقره‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬بل يتصور بالنظر إلى الرغبة من آحاد الناس؛ كألنو ال يتسامح في األفراد ما يتسامح في الجملة‪.‬‬
‫(حثيث) (*) كلو مثاؿ آخر‪ :‬كىو أف يقاؿ[قوم]‪ :‬قيمتو كذا مضركبة‪ ،‬كقيمتو كذا غير مضركبة‪،‬‬
‫كالمضركبة أنفع‪ .‬أك حيث كانت جيدة كرديئة مع استواء التعامل بهما أف يكوف قيمتها من الرديئة مائتين‬
‫كأربعين‪ ،‬كقيمتها من الجيدة مائتين فالرديئة أنفع‪.‬‬

‫(‪)70/5‬‬

‫_____________________________‬

‫‪.‬‬
‫[متى يصير الماؿ للتجارة] فصل‬
‫(كإنما يصير الماؿ للتجارة (‪ )7‬بنيتها (‪ )0‬عند ابتداء ملكو (‪ )3‬باالختيار) مثاؿ ذلك‪ :‬أف‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) قاؿ الفقيو علي‪ :‬كما حصل من فوائد ماؿ التجارة كصوؼ الغنم‪ ،‬كألبانها‪ ،‬كسمنها ػ فبل‬
‫يصير للتجارة إال أف يكوف نول بيعو عند شرائها‪( .‬بياف لفظا) كفي (الزىرة) أف ىذه األشياء قاسها‬
‫المؤيد باهلل على دكد القز‪ ،‬كفي األصل كالفرع نظر‪ .‬من حيث أف الفوائد دخلت بغير اختيار‪ .‬كفي‬
‫(الحفيظ)‪ :‬أف حكم الفوائد حكم األصل‪ .‬كقواه (المفتي)‪.‬‬
‫(‪ )0‬لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬إنما األعماؿ بالنيات)‪ )*( .‬مقارنة‪ ،‬أك متقدمة بيسير (‪ )7‬ال‬
‫متأخرة‪ .‬كفي بعض الحواشي‪ :‬تكوف النية مقارنة‪ ،‬فلو تقدمت‪ ،‬أك تأخرت بيسير لم يكف ذلك‪)7( .‬‬
‫[كحد اليسير أف ال يعد معرضا‪( .‬قرز)] (*) أما لو نول بعضو من غير تعيين‪ ،‬أك ما زاد على الكفاية ?‬
‫قاؿ (المفتي)‪ :‬يصير الجميع للتجارة‪ ،‬كما لو شرل فرسا ليبيع نتاجها‪ .‬كلفظ (حاشية سحولي)‪ :‬كلو‬
‫شرل الدار للسكوف كاإلكراء‪ ،‬كالفرس للركوب كالتأجير‪ ،‬أك الغنم كنحوىا لئلنتفاع بصوفها كبيع لبنها أك‬
‫أكالدىا‪ ،‬أك العكس‪ ،‬أك بعض كبعض ػ كاف ذلك لبلستغبلؿ‪ ،‬كال حكم لنية اإلنتفاع لنفسو ػ فتجب الزكاة‬
‫عند الهادم عليو السبلـ‪( .‬حاشية سحولي لفظا)‬
‫(‪ )3‬فأما لو نول للتجارة ال عند إبتداء ملكو فإنها ال تكفي النية كحدىا حتى يبيعو (‪ )7‬قياسا على‬
‫السفر‪ ،‬فإف اإلنساف ال يصير مسافرا إال بالنية كالخركج‪ ،‬كيكفي نية اإلضراب عن التجارة؛ قياسا على‬
‫اإلقامة ػ فإنو يكفي نية اإلقامة؛ ألف كل كاحد منهما ترؾ‪( .‬بستاف) (‪ )7‬كلفظ (البياف) (مسألة) من‬
‫أخرج عشر زرعو كبقي الزرع في يده أعواما لم يجب فيو شيء‪ ،‬كلو نول بيعو‪ ،‬فبل يصير للتجارة حتى‬
‫يعاكض عليو ببيع أك قرض (‪ )0‬مع المعاكضة في ثمنو أك عوضو‪( .‬بياف بلفظو‪ )748/7‬كىي المسألة‬
‫العشركف في فصل ما أخرجت األرض‪ )0( .‬ألف باإلقراض ملك العوض فتعلقت نية التجارة بذلك‪.‬‬

‫(‪)73/5‬‬

‫_____________________________‬

‫يشترل السلعة بنية التجارة فقد صارت للتجارة ألجل نيتو لها عند ابتداء الملك‪ ،‬ككذا لو اتهب(‪)7‬‬
‫السلعة‪.‬‬
‫قولو‪" :‬باالختيار" احترازا مما دخل في ملكو بغير اختياره(‪ )0‬كالميراث إذا كاف الوارث كاحدا أك أكثر‪،‬‬
‫كالتركة من المثليات ػ فإنو كلو نول كونو للتجارة عند ابتداء (‪ )3‬ملكو لم يصر للتجارة‪ )4(،‬كأما إذا‬
‫كانت التركة من القيميات (‪ )5‬فإنو يصح أف ينوم ما صار إليو من نصيب(‪ )6‬شريكو للتجارة بعد (‪)7‬‬
‫القسمة؛ ألنها بيع‪ .‬ذكره الفقيو يحيى البحيبح‪.‬‬
‫قاؿ موالنا عليو السبلـ‪ :‬كىو محتمل(‪ )8‬إذ القسمة ليست كالبيع في جميع األحكاـ‪ ،‬إال ما دؿ عليو‬
‫دليل(‪.)9‬‬
‫[متى يصير المستغل مستغبل]‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالصدقة‪ ،‬كاإلحياء‪( .‬قرز) كعوض الخلع‪ ،‬كالمهر‪.‬‬
‫(‪ )0‬ككذا ما كىب للعبد‪ ،‬كجناية الخطأ‪ ،‬أك عمدا ال قصاص فيو‪( .‬قرز) ككذا النذر‪ ،‬كالوصية‪( .‬حاشية‬
‫سحولي) (قرز)‬
‫(‪ )3‬إال بالتصرؼ في أعوضها؛ ألف لكل كاحد أف يأخذ حصتو‪.‬‬
‫(‪ )4‬حتى يبيعو؛ ألنو ملكو بغير عوض‪.‬‬
‫(‪ )5‬ال فرؽ‪ .‬مثليا‪ ،‬أك قيميا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )6‬كىو نصف ما صار إليو حيث لو النصف‪ ،‬أك ثلثو حيث لو الثلثاف‪ ،‬أك ثلثاه حيث لو الثلث‪ ،‬أك ربعة‬
‫حيث لو ثبلثة أرباع‪ ،‬أك ثبلثة أرباع حيث لو الربع‪( .‬بياف) () صوابو‪ :‬عند‪.‬‬
‫(‪ )7‬قوم إذا كانت بالتراضي منهما‪.‬‬
‫(‪ )8‬قوم‪ ،‬كما يأتي في القسمة‪ .‬من فوائد اإلماـ يحيى عليو السبلـ‪.‬‬
‫(‪ )9‬فبل بد من المعاكضة في الكل‪( .‬سماع سيدنا زيد) (قرز)‪ )*( .‬كاألربعة التي في القسمة‪ ،‬كىي الرد‬
‫بالخيارات‪ ،‬كالرجوع بالمستحق‪ ،‬كلحوؽ اإلجازة‪ ،‬كتحريم مقتضي الربى‪.‬‬

‫(‪)74/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(ك) يصير (لبلستغبلؿ)(‪ )7‬بأحد أمرين‪ :‬إما (بذلك) الذم تقدـ ذكره‪ ،‬كىو أف ينويو لبلستغبلؿ عند‬
‫ابتداء الملك (أك االكراء بالنية) (‪ )0‬أم‪ :‬إذا لم يكن نواه لبلستغبلؿ عند ابتداء الملك فإنو يصح أف‬
‫يصير لبلستغبلؿ بوجو آخر‪ ،‬كىو أف يكرم الدار كنحوىا‪ ،‬مريدا البتداء استغبللها(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قاؿ الفقيو يحيى البحيبح‪ :‬فلو زارع في أرضو فإما مزارعة فاسدة أك صحيحة‪ .‬فإف كانت صحيحة‬
‫كجب أف يزكى الجزء الذم يكريو على قوؿ الهادم عليو السبلـ؛ لوجوب الزكاة في المستغبلت‪ .‬كإف‬
‫كانت فاسدة ػ فإف كاف البذر من المالك ػ فعليو العشر‪ ،‬كال زكاة للتجارة في األرض؛ ألنها غير مكراة؛‬
‫ألف الزراع أجير لو‪ .‬كإف كاف البذر كلو من الزراع فعلى المالك زكاة قيمة األرض؛ ألنها مكراة‪ ،‬كالعشر‬
‫على الزراع‪ .‬كإف كاف البذر منهما فعلى الزراع عشر حصتو‪ ،‬كعلى المالك عشر حصتو‪ ،‬كزكاة نصف‬
‫قيمة األرض إف كاف البذر منهما‪ .‬فإف زاد أك نقص فبحسابو‪( .‬صعيترم) (قرز)‬
‫(‪ )0‬كلعل فائدة النية عدـ خركجو عن االستغبلؿ إال باإلضراب‪ ،‬بخبلؼ إذا لم ينو فبل بد من أف‬
‫يكريها [قوم] سنة كاملة‪ ،‬كإال لم يجب تزكيتها‪( .‬غيث) كقرر ىذا المؤلف أيده اهلل تعالى‪ .‬ذكره في‬
‫(الوابل) ظاىر األزىار ال بد من النية‪ ،‬كإال لم يجب شيء‪( .‬مفتي) ك(حاشية سحولي) قاؿ في (شرح‬
‫البحر)‪ :‬المسألة على كجوه‪:‬ػ األكؿ‪ :‬أف ينوم االستغبلؿ حاؿ إبتداء الملك‪ .‬الثاني‪ :‬أف يكرم بالنية‪،‬‬
‫سواء أكرل سنة أـ ال‪ .‬الثالث‪ :‬أف يكريها سنة‪ ،‬سواء كاف بالنية أـ ال‪ .‬كمثلو في (البياف) كظاىر األزىار‪:‬‬
‫ال بد من النية‪( .‬قرز) (*) ينظر ما حكم األرض التي يغرس فيها الفوة‪ ،‬كاألشجار التي للتجارة‪ ،‬أك الزرع‬
‫للتجارة فالذم يرجح أنو ال زكاة فيها؛ ألف حكمها حكم حوانيت التجارة‪( .‬حثيث) إال أف يشترم‬
‫األرض ليغرس فيها كيبيع صارت للتجارة كالفرس التي اشتراىا ليبيع نتاجها‪ .‬كمثل معناه في (البياف)‬
‫(قرز)‪.‬‬
‫(‪ )3‬فلو حصل اإلكراء من دكف نية االستغبلؿ فبل شيء عليو‪ ،‬كلو طالت مدة اإلكراء‪ ،‬كالهائم في‬
‫السفر‪( .‬حاشية سحولي لفظا) كقول في (البياف) خبلفو‪.‬‬
‫(‪)75/5‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ ،‬كأنو قد صيرىا لذلك (كلو) كانت النية (مقيدة (‪ )7‬االنتهاء (‪ )0‬فيهما) أم‪ :‬في التجارة كاالستغبلؿ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فرع) فإف نول بيعو بعد حصوؿ شرط معلوـ أك مجهوؿ ػ فإف كاف الشرط مما يعلم حصولو كموت‬
‫زيد‪ ،‬أك نحوه ػ صار للتجارة في الحاؿ‪ .‬كإف كاف مما يجوز عدمو ػ فإف كاف من فعلو عازما عليو صار‬
‫للتجارة أيضا‪ ،‬كإف لم يكن عازما عليو‪ ،‬أك كاف من فعل غيره ػ لم يصر حتى يحصل الشرط‪ ،‬مع بقائو‬
‫على نيتو‪ ،‬كذلك نحو قدكـ زيد‪ ،‬أك قدكـ القافلة كنحوه‪( .‬بياف بلفظو) كظاىر األزىار كغيره‪ :‬أنو يكوف‬
‫للتجارة من الحاؿ‪ ،‬من غير تفصيل‪( .‬قرز) كىو مفهوـ قولو في األزىار‪" :‬كلو مقيدة اإلنتهاء"‪.‬‬
‫(‪ )0‬إشارة إلى قولو الفقيو حاتم بن منصور‪ :‬إف الماؿ ال يصير للتجارة بنية مقيدة اإلنتهاء‪( .‬صعيترم)‬

‫(‪)76/5‬‬

‫_____________________________‬

‫مثاؿ ذلك‪ :‬أف ينوم كوف الماؿ للتجارة أك لبلستغبلؿ سنة‪ ،‬ثم يصير(‪ )7‬للقنية(‪ )0‬فإف ىذا التقييد ال‬
‫تفسد بو النية بل يصح‪ ،‬كيصير للتجارة أك لبلستغبلؿ حتى تمضى السنة‪ ،‬كصار للقنية‪ ،‬بخبلؼ ما إذا‬
‫كانت مقيدة اإلبتداء فإف التقييد ال يصح‪ ،‬بل يلغو‪ ،‬كتصح النية‪ ،‬كذلك نحو أف ينوم عند الشراء (‪)3‬‬
‫أف المشترل للتجارة أك لبلستغبلؿ بعد مضى سنة أك نحو ذلك (‪ ،)4‬فإف ىذا التقييد يلغو‪ ،‬كيصير لهما‬
‫من يوـ الشراء(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬فلو نول عند إبتداء ملكو كونو للتجارة أكلبلستغبلؿ مدة معلومة كسنة أك نحوىا‪ ،‬ثم بعد ذلك نول‬
‫كونو للتجارة أك لبلستغبلؿ دائما ػ فبل حكم للنية الثانية؛ ألنها لم تقارف إبتداء الملك‪ ،‬فبل يكوف‬
‫للتجارة أك لبلستغبلؿ إال ما قد نواه أكال‪( .‬حاشية سحولي لفظا) (قرز)‬
‫(‪ )0‬قاؿ قي (الغيث)‪ :‬بهما‪ .‬قاؿ في القاموس‪ :‬القنية بضم القاؼ ككسرىا‪ :‬ما كسب‪ ،‬كجمعها" قنى‪.‬‬
‫(قاموس)‬
‫(‪ )3‬ككذا المعاليف للتجارة إذا كانت من غنمو ال زكاة عليو‪ ،‬كإف اشتراىا بنية العلف حتى تسمن كيبيع‬
‫فإنها تصير للتجارة فيلزمو الزكاة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كبعد أف يحج بالدابة‪ ،‬أك يحرث بالثور‪.‬‬
‫(‪ )5‬من يوـ العقد إف كاف صحيحا‪ ،‬كمن يوـ القبض إف كاف فاسدا؛ ألف الشراء ىنا بمنزلة الخركج من‬
‫الوطن بنية السفر فإف اإلنساف يصير مسافرا في الحاؿ‪( .‬شرح فتح) كال تجب إال زكاة كاحدة‪ ،‬كيتعين‬
‫األنفع‪( .‬نجرم) (*) ككجو ذلك‪ :‬أف من الزـ القنية نية تأبيد استبقائها إال لمانع‪ ،‬فإذا نول كوف الشيء‬
‫إلى مدة كذا للقنية بطل كونو للقنية بقييد النهاية‪ .‬كفي (شرح البحر البن مرغم )‪ :‬معنى ذلك سؤاؿ‬
‫يقاؿ‪ :‬ما الفرؽ الخ ? كلفظو يقاؿ‪ :‬ما الفرؽ ػ فإف الوطن إذا نول أنو يستوطن بلد كذا بعد سنتين مثبل لم‬
‫يصر كطنا حتى يبقى دكف سنة‪ ،‬كفي الزكاة إذا نول كذلك صارت للتجارة من اآلف‪ ،‬كيلغو قولو‪ :‬بعد سنة‬
‫? الجواب‪ :‬أف من الزـ القنية نية تأبيده الستبقائها إال لمانع‪ ،‬فإف نول كوف الشيء للقنية إلى مدة كذا‬
‫فقد بطل كونو للقنية لتقييد النهاية‪ ،‬فإذا بطلت ىذه ثبت كونو للتجارة من حين إبتداء الملك‪ .‬ذكر معناه‬
‫في (شرح البحر)‬

‫(‪)77/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(فيحوؿ منو) أم‪ :‬فيحسب حوؿ ما التجارة كاالستغبلؿ من الوقت الذم نول فيو كونو لذلك‪ ،‬كىو يوـ‬
‫الشراء بنية التجارة كلبلستغبلؿ‪ ،‬أك يوـ األكراء بنية ابتداء االستغبلؿ‪ ،‬فمتى كمل لو (‪ )7‬من ذلك اليوـ‬
‫حوؿ كجبت فيو الزكاة كلو لم يجر فيو(‪ )0‬تصرؼ من بعد النية‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك يصادؼ حوؿ نصاب يضم إليو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬لعلو أراد في الوجهين األكلين‪ ،‬كىو حيث اشتراه بالنية للتجارة أك االستغبلؿ‪ ،‬ككذا في الوجو‬
‫الثالث إذا أكراه‪ ،‬ثم تفاسخا‪ ،‬كلم يضرب عن اإلكراء‪ )*( .‬يعني‪ :‬في الوجهين األكلين‪ ،‬كأما االكراء فقد‬
‫حصل التصرؼ باإلكراء‪.‬‬

‫(‪)78/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(كيخرج) الماؿ عن كونو للتجارة كاالستغبلؿ (باإلضراب) (‪ )7‬عن ذلك‪ ،‬فإذا كانت معو بهيمة للتجارة‬
‫أك لبلكراء فأضرب عن جعلها لذلك بطل كونها للتجارة أك االستغبلؿ بمجرد نية اإلضراب‪ ،‬بشرط أف‬
‫يكوف ذلك اإلضراب مطلقا (غير مقيد) (‪ )0‬فأما لو كانت السلعة للتجارة فنول ترؾ التجارة بها مدة‬
‫سنة أك أكثر لم يبطل كونها للتجارة بذلك‪ ،‬ككذلك االستغبلؿ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كلعل الوجو أف اإلسم يطلق على الماؿ أنو ماؿ تجارة حتى يضرب عن التجارة منو بالكلية‪ ،‬كمهما‬
‫كاف اإلسم يطلق عليو دخل فيما تقدـ من الدليل على كجوب الزكاة في أمواؿ التجارة‪.‬‬
‫(‪ )0‬بوقت‪ ،‬أك شرط‪ ،‬ككذا بعد سنة‪ ،‬أك إذا جاء زيد تركت التجارة ػ فإنو ال يخرج بذلك أيضا إال أف‬
‫يحصل ما قيد بو (‪ )7‬كىو باؽ على تلك النية‪ ،‬أك بنحو بذلك‪ ،‬كىذه قد كقع في تفسيرىا في عبارة‬
‫(التذكرة) التصويب كاالختبلؼ‪( .‬شرح فتح) الحاصل أف التجارة أك االستغبلؿ أنما يبطبلف باإلضراب‬
‫المطلق؛ ألنو لو كقت لم يصح‪( .‬شرح فتح) (‪ )7‬قاؿ (المفتي)‪ :‬صح اإلضراب‪ ،‬كىو الذم تفهمو‬
‫عبارة األزىار‪( .‬قرز) ال لو كاف قد رجع عن اإلضراب فإنو يبطل اإلضراب بالرجوع عنو‪ ،‬كىذه فائدة‪.‬‬
‫(شامي) (قرز) (*) ال مؤقتا‪ ،‬كال مشركطا إال أف يحصل الشرط كىو باؽ(‪ )7‬على اإلضراب صح‬
‫اإلضراب‪( .‬بياف بلفظو) (‪ )7‬ال لو كاف قد رجع عن اإلضراب فإنو يبطلو اإلضراب عنو‪ .‬قاؿ (المفتي)‪:‬‬
‫كالذم يفهمو األزىار غير ىذا‪ ،‬كالمعتمد على كبلـ (البياف)‪( .‬قرز) (*) اإلنتهاء‪ ،‬كأما اإلبتداء فإنو يصح‬
‫بعد (‪ )7‬كماؿ المدة‪( .‬قرز) (‪ )7‬نحو‪ :‬أضربت بعد شهرين‪( .‬قرز)‬

‫(‪)79/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال) يجب (شيء) من الزكاة (في مؤنهما) (‪ )7‬أم‪ :‬في مؤف التجارة كاالستغبلؿ‪ ،،‬كلو بلغت قيمتها‬
‫نصابا‪ ،‬كذلك كآالت التجارة‪ ،‬كالحانوت‪ ،‬كالعبد الذم يتصرؼ‪ ،‬كالبهيمة التي يستعاف بها في الحمل‬
‫كالركوب‪ ،‬كاألقفاص‪ ،‬كالموازين(‪ ،)0‬كالجوالق(‪ ،)3‬كنحوىا‪ ،‬ككذا علف بهائم التجارة‪ ،‬كنفقة العبيد‬
‫الذين يرابح فيهم‪ ،‬ككسوتهم‪ ،‬كما‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬لعدـ الدليل‪ )*( .‬عبارة األثمار‪" :‬كال شيء في آالتها"‪ .‬قاؿ ابن (بهراف)‪ :‬كإنما عدؿ المؤلف أيده‬
‫اهلل تعالى عن قولو‪" :‬في مؤنهما" إلى قولو‪" :‬في آالتهما" ألف ىذه األشياء المذكورة ليست مؤنا‪ ،‬كإنما‬
‫ىي آالت‪( .‬لفظا) (*) عبارة (األثمار) "كال شيء في آالتهما؛ ألنو ال يتناكلها عقد المعاكضة"‪ )*( .‬قاؿ‬
‫في (تعليق الفقيو علي) تحصيلها‪ :‬أف ما كاف لنفع ماؿ التجارة إما أف يكوف مما يضم إليها أـ ال‪ .‬إف كاف‬
‫مما ال يضم إليها نحو الدكر‪ ،‬كالحوانيت‪ ،‬كالسفن‪ ،‬كالعبيد ػ لم تجب الزكاة في ذلك‪ ،‬كإف كاف مما‬
‫يضم إلى التجارة فإما أف يكوف الضم باالستهبلؾ أك بغيره‪ .‬إف كاف بغيره‪ ،‬نحو اآلجر‪ ،‬كاللبن‪ ،‬كالخشب‬
‫(‪ )7‬كجبت فيو الزكاة إذا حاؿ الحوؿ عليها قبل ضمها‪ ،‬كإف كاف الضم باالستهبلؾ فإف كاف مما يبقى‬
‫لو عين بعد استهبلكو [نحو الصباغة]كجبت فيو الزكاة إذا حاؿ عليو الحوؿ قبل ضمو؛ ألف البيع ينطول‬
‫على عين الصياع مع المصيوغ‪ ،‬كإف كاف مما ال يبقى لو عين بعد اإلستهبلؾ كالقرض (‪ )0‬كالسود‪،‬‬
‫كالحسيك للخيل ػ لم تجب فيو الزكاة‪ ،‬كلو حاؿ عليو الحوؿ؛ ألف البيع ال يتناكؿ شيأ مع العين‪( .‬زىرة)‬
‫ك(صعيترم) (قرز) (‪ )0‬أما الفرض فقد حصلت فيو مذاكره أياـ القراءة‪ ،‬فالذم صحح أنو إف كاف قبل‬
‫الدبغ قومت قيمتو منفردا‪ ،‬كإف كاف قد دبغ قومت السفر كغيرىا مدبوغة‪ .‬كاهلل أعلم (‪[ )7‬حيث مراده‬
‫يعمر بها حوانيت‪ ،‬كيبيعها‪ ،‬ال ليسكنها ىو كماؿ التجارة فبل زكاة فيها‪ ،‬قبل العمارة كبعدىا‪( .‬قرز)]‬
‫(‪ )0‬غير الذىب كالفضة فالزكاة في عينهما‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬الغرائر‪.‬‬

‫(‪)82/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(‪ )7‬يزين بو العبد‪ ،‬كالبهيمة لينفق‪ ،‬ال الصباغ (‪ ،)0‬كالحجارة (‪ ،)3‬كاألخشاب فتجب في ذلك الزكاة؛‬
‫إذ ليس بمؤنة‪ ،‬ك ألنو يتناكلو عقد المعاكضة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬حيث لم تدخل تبعا‪ ،‬كلم تكن ذىبا أك فضة‪ ،‬كإال كجب فيهما‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬كألف الصباغ كاألحجار كاألخشاب ىي من جملة ماؿ التجارة‪ ،‬كجزء الشيء ليس بمؤنة‪.‬‬
‫(‪ )3‬حيث مراده يعمرىا حوانيت كيبيعها‪ ،‬ال ليسكنها ىو كماؿ التجارة فبل زكاة فيها قبل العمارة كال‬
‫بعدىا‪( .‬قرز) (*) (فائدة) ما اشترم لنفع أمواؿ التجارة‪ ،‬كحاؿ الحوؿ قبل أف يستهلك في ماؿ التجارة‬
‫فإنو يقوـ في آخر الحوؿ إذا كاف مما إذا استهلك بقيت لو عين ظاىرة في أمواؿ التجارة‪ ،‬كالصباغ‪،‬‬
‫كالحجارة‪ ،‬كاآلجر‪ ،‬كماال يبقى لو عين ظاىرة بعد االنتفاع بو في أمواؿ التجارة كالحسيك‪ ،‬كالقرض‪،‬‬
‫كالسود فإنو ال يجب تقويمو لو كاف باقيا‪ ،‬كلم يكن قد انتفع بو في ماؿ التجارة‪ ،‬كأما بعد االنتفاع فقد‬
‫دخلت قيمتو في قيمة ما كضع لو من التجارة‪ ،‬كالوجو أف كلما تبقى لو عين بعد االنتفاع بو فإنو يكوف‬
‫للتجارة؛ ألنو يتناكلو عقد البيع‪ ،‬كعكسو في الذم لم يبق لو عين‪( .‬زىرة) ك(صعيترم)‪( .‬قرز)‬

‫(‪)87/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(كما) اشتراه المشترل بخيار‪ ،‬ك (جعل)(‪ )7‬مدة (خياره حوال) (‪ )0‬كامبل (فعلى من استقر لو‬
‫الملك)(‪ )3‬من البائع‪ ،‬أك المشترم (‪ )4‬أف يخرج زكاتو لهذا الحوؿ؛ ألنو ينكشف أنو كاف ملكو من‬
‫أكؿ الحوؿ(‪)5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أم‪ :‬شرط‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك متمم الحوؿ‪ ،‬حيث معو ما يضم إليو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬فإف تلف المبيع قبل القبض بعد الحوؿ فاألقرب أنو ال زكاة على أحدىما (‪ )7‬عند األخوين‪ ،‬كأما‬
‫الثمن حيث قد قبضو البائع فيزكيو (‪( .)0‬شرح حفيظ) كقيل‪ :‬ال يجب زكاة الثمن على البائع في ىذه‬
‫المدة‪ ،‬كلو قبضو؛ ألنو بتلف المبيع انكشف أنو غير مالك للثمن‪( .‬صعيترم) كيزكي المشترل الثمن إف‬
‫بطل البيع حيث ىو نقد‪ ،‬كقبضو البائع‪ ،‬أك لم يقبض إذا كاف معينا باقيا‪( .‬بياف) أك تالفا مرجوا‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )7‬ينظر لو أتلفو البائع‪ ،‬أك تلف بتفريطو ىل تجب عليو الزكاة أـ ال ? قيل‪ :‬إنها تجب عليو‪( .‬شامي)‬
‫كعن (الشامي)‪ :‬ال تجب‪( .‬قرز) (‪ )0‬كحاؿ عليو الحوؿ‪ .‬كحيث تلف المبيع‪ ،‬كرد الثمن على المشترل ػ‬
‫فالزكاة على المشترم ػ ذكره الفقيو محمد بن يحي؛ ألنو انكشف أف البائع غير مالك‪( .‬نجرم) ػ حيث‬
‫كاف راجيا رده‪( .‬قرز) (*) باالنكشاؼ‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬مع الرجاء للفسخ [من البائع]‪ ،‬كاإلمضاء [من المشترم]‪( .‬مفتي) ك(عامر)‬
‫(‪ )5‬كأما الثمن فيزكيو البائع حيث قد قبضو‪( .‬حفيظ) [حثيث‪ .‬نخ] كقيل‪ :‬ال تجب عليو التزكية‪ .‬فلو‬
‫اشترل خمس إبل بخيار‪ ،‬كالخيار لهما‪ ،‬ثم أخرج المشترم عنها شاة رأس الحوؿ زكاة‪ ،‬ثم رجع البائع ػ‬
‫فإنو ال يرجع المشترل على البائع بشيء (‪ )7‬بل يرجع على الفقراء؛ ألنو انكشف أنها غير كاجبة عليو‪،‬‬
‫كال ملك لو في اإلبل‪( .‬سماع) (‪ )7‬كال تسقط الزكاة على البايع‪.‬‬

‫(*) كإذا باع نافذا‪ ،‬ثم لم يقبض‪ ،‬فحاؿ عليو كىو في يد البائع‪ ،‬ثم تلف كىو في يده لم تجب الزكاة‬
‫على المشترل؛ لبطبلف البيع‪ ،‬كفي كجوبها على البائع نظر‪ .‬يحتمل أف تسقط؛ ألف الحوؿ حاؿ كىي في‬
‫غير ملكو (‪ )7‬ككذلك الثمن إذا لم يكن قد قبضو البائع لم تلزمو الزكاة‪ ،‬كبعد قبضو ثم تلف المبيع في‬
‫يده ففيو نظر‪( .‬تعليق لمعة) قاؿ في (بعض التعاليق)‪ :‬يلزـ الشترم بكل حاؿ زكاة الثمن إذا تلف المبيع‬
‫قبل قبضو‪ )7( .‬قالو (في بعض التعاليق) كىو الصحيح‪ .‬ذكره الفقبو يحيى بن حسن البحيبح [الفقيو‬
‫يوسف‪ .‬نخ]؛ ألنو لم يمض عليها كقت يمكن إخراجها كىي في ملكو‪( .‬قرز)‬

‫(‪)80/5‬‬

‫_____________________________‬

‫‪ ،‬كسواء كاف الخيار لهما جيمعا‪ ،‬أك ألحدىما‪ .‬ىذا قوؿ الحقيني‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كأبي مضر‪.‬‬
‫كقاؿ الوافي‪ :‬بل تجب الزكاة على البائع حيث الخيار لهما أك للبائع‪ ،‬سواء تم البيع أك انفسخ؛ ألف‬
‫الملك لو (كما) اشترم ثم (رد) على البائع (برؤية (‪ )7‬أك حكم) حاكم ألجل عيب (‪ )0‬أك فساد عقد‬
‫(مطلقا) أم‪ :‬سواء رد بهما قبل القبض (‪ )3‬أـ بعده (أك) بغير رؤية كحكم‪ ،‬بل ألجل (عيب) (‪ )4‬في‬
‫المبيع (أك) ألجل (فساد) في عقد البيع‪ ،‬ككاف الرد (قبل القبض) للمبيع (فعلى البائع) (‪ )5‬أف يزكي‬
‫ذلك المبيع المردكد في ىذه الوجوه كلها‪ ،‬كال يجب على المشترم‪.‬‬
‫فأما لورده بالعيب‪ ،‬أك فساد العقد بعد أف قبض المبيع‪ ،‬ككاف الرد بالمراضاة ال بالحكم كانت الزكاة‬
‫كاجبة على المشترل (‪.)6‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أك فقد صفة [قول] ألنو نقض للعقد من أصلو‪ .‬ذكره المنصور باهلل‪( .‬بياف) قيل‪ :‬إذا كاف بالحكم‪،‬‬
‫كما في خيار العيب‪ .‬كقد ذكر مثل ذلك الفقيو يوسف‪.‬‬
‫(‪ )0‬أك خيار شرط‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬أم‪ :‬قبل قبض المشترم‪ )*( .‬أم‪ :‬الثمن‪.‬‬
‫(‪ )4‬مجمع عليو‪( .‬شرح فتح) كقيل‪ :‬ال فرؽ‪.‬‬
‫(‪ )5‬حيث كاف راجيا لعوده‪ ،‬كالرد بالرؤية‪ ،‬أك عيب‪ ،‬أك شرط‪ ،‬ال فساد فبل يعتبر الرجاء‪( .‬قرز) (*)‬
‫كالمقاؿ يستأنف الحوؿ [التحويل‪ .‬نخ] من كقت اإلقالة؛ ألف عود المبيع ملك متجدد؛ سواء جعلناىا‬
‫بيعا‪ ،‬أك فسخا؛ ألنو فسخ للعقد من حينو‪( .‬نجرم)‬
‫(‪ )6‬ككذا لو تقايبل‪( .‬قرز)‬

‫(‪)83/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(باب زكاة اإلبل) (‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬الدليل علىما ذكره اإلماـ عليو السبلـ مرتبا كذلك‪ :‬عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم بركاية‬
‫أنس بن مالك‪ ،‬عن أبي بكر‪ ،‬عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم (أف الفرائض ىذه فرضها رسوؿ‬
‫اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم ككاف عليها خاتم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم ثبلثة أسطر محمد‬
‫سطر‪ ،‬كرسوؿ سطر‪ ،‬كاهلل سطر‪ ،‬كتحت الختم‪ :‬ىذه فريضة الصدقة التي فرضها رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو كآلو كسلم على المسلمين ػ من سألها من المسلمين فليعطها‪ ،‬كمن سأؿ فوقها فبل يعط ػ في أربعة‬
‫كعشرين من اإلبل فما دكنها من الغنم في كل خمس شاة‪ ،‬فإذا بلغت خمسا كعشرين إلى خمس‬
‫كثبلثين ففيها بنت مخاض) إلى آخر الحديث مرتبا‪ .‬إلى أف قاؿ‪( :‬في صدقة الغنم في سائمتها إذا‬
‫كانت أربعين إلى عشرين كمائة شاة شاة‪ ،‬فإذا زادت) إلى آخر الحديث على ما رتبو اإلماـ عليو‬
‫السبلـ‪ ،‬ىذا أخرجو البخارم‪ .‬كألبي داكد كالنسائي نحوه (ذكره ابن بهراف) كفي (أمالي أحمد بن‬
‫عيسى) عن عاصم بن ضمرة‪ ،‬عن علي عليو السبلـ عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪ .‬كعن‬
‫محمد بن منصور المرادم نحوه‪.‬‬
‫كفي البقر ما أخرجو أبوداكد‪ ،‬كالترمذم‪ ،‬كالنسائي‪ ،‬عن معاذ حين بعثو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم إلى اليمن قاؿ‪( :‬أمرني رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم أف آخذ من كل ثبلثين) إلى آخر‬
‫الحديث كمثلو في أصوؿ األحكاـ عن علي عليو السبلـ‪( .‬بالمعنى من ضياء ذكم األبصار)‪.‬‬
‫(*) لقولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم في اإلبل‪( :‬صدقتها) كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬في الخمس‬
‫من اإلبل شاة) كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬ليس فيما دكف خمس ذكد صدقة) [أخرجو مسلم من‬
‫ركاية جابر‪ ،‬كىو في (الشفاء) ك (أصوؿ األحكاـ)] الذكد من اإلبل بمنزلة النفر من الناس‪ .‬قاؿ في‬
‫(شمس العلوـ)‪ :‬الذكد من اإلبل من الثبلث إلى العشر‪ .‬قاؿ الشاعر‪:‬‬

‫نحن ثبلث كثبلث ذكد *** فقد جار الزماف على عيالي‪( .‬بستاف)‬

‫(‪)84/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال) يجب (شيء) من الزكاة (فيما دكف) النصاب منها‪ ،‬كالنصاب منها ىو (خمس من اإلبل‪ ،‬ك) متى‬
‫بلغت خمسا كجب (فيها) شاة‪ ،‬تلك الشاة (جذع) من (ضأف) (‪ ،)7‬كىو الذم أتى عليو حوؿ كاحد‬
‫(أك ثني) من (معز)(‪ ،)0‬كىو الذم أتى عليو حوالف‪ ،‬كال يزاؿ ىذا كاجبا في الخمس من اإلبل (مهما‬
‫تكرر (‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كظاىر كبلـ أىل المذىب‪ :‬أف الجذع ما تم لو حوؿ‪ ،‬كلو أجذع قبل ذلك الحوؿ‪ .‬أم‪ :‬سقط مقدـ‬
‫أسنانو‪ .‬كقاؿ أصحاب الشافعي‪ :‬إذا أجذع قبل ذلك أجزأ كاالحتبلـ قبل خمسة عشرة سنة‪ .‬قاؿ شارح‬
‫الترمذم‪ :‬المتولد بين شابين يجذع لستة أشهر إلى سبعة‪ ،‬كبين ىرمين لثمانية‪ ،‬كبين الخريفين لعاـ‪)*( .‬‬
‫أك كاحدة منها‪ ،‬كإف نقصت عن قيمة الشاة‪( .‬بياف) كال تجزئ بدنة عن عشر من اإلبل؛ ألف الواجب‬
‫فيها شاتاف‪ .‬كتبقى في ذمتو شاة‪ ،‬كقد أجزأه إخراجها عن كاحدة‪( .‬قرز) (*) سواء كاف الجذع من الضأف‬
‫أك الثني من المعز ذكرا‪ ،‬أك أنثى‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )0‬فائدة) قاؿ في االنتصار‪ :‬كإذا عجل عن خمس من اإلبل شاة ػ فجاء آخر الحوؿ كقد تلفت اإلبل‪،‬‬
‫كمعو أربعوف من الغنم ػ ىل تجزيو الشاة عن الغنم ? فوجهاف‪ .‬المختار‪ :‬أنها تجزئو (‪ )7‬ألنها لم تخرج‬
‫عن ملكو‪( .‬زىور) (قرز) (‪ )7‬إف كانت باقية مع المصدؽ‪ ،‬ال إف كانت تالفة [على كجو ال يضمن‪ ،‬كإال‬
‫كجب الضماف‪ ،‬كجدد القبض‪( .‬قرز)] أك مع الفقير [إال لشرط‪( .‬قرز)] (بياف) من أخر فرع قبل فصل‬
‫الفطرة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كلو شرارا‪ ،‬أك عجافا‪ ،‬أك صغارا‪( .‬قرز) (*) كمهما ىنا ليست على أصلها في الشرط‪ ،‬فيلزـ أف ال‬
‫يلزـ الزكاة إال إذا تكرر الحوؿ‪ ،‬كما ألزمو بعض المتأخرين‪ ،‬كإنما المراد تكرر حولها‪( .‬حاشية سحولي)‬
‫في ىذا إبهاـ أكثر مما في األزىار [ألنو يفهم منو أف ال يلزـ إال شاة كاحدة‪ ،‬كلو تكرر عليو أعواـ]‪.‬‬
‫كاألكلى‪ :‬كتكرر إذا تكرر حولها‪( .‬شامي)‬
‫(فائدة) إذا تكرر على خمس من اإلبل سوائم أعواـ ? فقاؿ في (التذكرة) ك(الحفيظ)‪ :‬تكرر الزكاة في‬
‫كل عاـ شاة‪ )7( .‬كقاؿ الفقيو يوسف‪ :‬ال تكرر؛ ألف الواجب في عينها‪ ،‬كالشاة بدؿ‪ ،‬كىو الذم يفهم‬
‫من كبلـ القاضي زيد‪ .‬قاؿ اإلماـ يحيى‪ :‬ككبل القولين جيد ال غبار عليو‪ ،‬خبل أف األكؿ أجود كأقيس‪،‬‬
‫كالثانى أدؽ كأنفس‪( .‬رياض) كمتى بلغت خمسا كعشرين كلم يخرج زكاتها لم تكرر بنت مخاض‪ ،‬فإف‬
‫تلفت قبل التمكن فبل شيء‪ ،‬كإف تلف بعضها كجب من الشاة حصة ما بقي (‪ )7‬كالشاة بدؿ‪ ،‬بدليل أنو‬
‫يجزئ إخراج أحدىا‪ ،‬كلو كانت قيمتها دكف قيمة الشاة‪( .‬معيار) (*) كلو استغرؽ الواجب قيمتها؛ ألنها‬
‫حينئذ لم تجب في عينها‪ ،‬كإنما تعلقت في ذمتو من غيرىا‪ .‬ىكذا ذكره اإلماـ في (البحر) كىو مفهوـ‬
‫كبلـ (الحفيظ) كما يأتي في (التذكرة) كقد ذكر اإلماـ يحيى في ذلك كجهين على قوؿ أىل المذىب‪:‬‬
‫أف الزكاة تمنع الزكاة‪ .‬كالثانى‪ :‬تكرر‪ .‬قاؿ‪ :‬ككبل الوجهين ال غبار عليو‪ ،‬خبل أف الوجو األكؿ أحق‬
‫كأقيس‪ .‬كالثانى أدؽ كأنفس‪ .‬قاؿ في (الغيث)‪ :‬كىذا يدؿ على أنو يختار الثاني‪ ،‬كىو التكرر‪( .‬شرح‬
‫فتح)‬

‫(‪)85/5‬‬

‫_____________________________‬

‫حولها) (‪)7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مسألة) كال يجب شيء في األكقاص التي بين الفريضتين كفاقا‪ ،‬نحو ما بين الخمس كالعشر‪ ،‬كما‬
‫بين خمسة كعشرين كست كثبلثين‪ ،‬كنحو ذلك‪ ،‬ككذا ال يتعلق بها شيء مما كجب‪ .‬خبلؼ أحد قولي‬
‫الشافعي‪ ،‬كمحمد‪ ،‬كزفر‪ .‬فلو حاؿ الحوؿ على تسع من اإلبل‪ ،‬ثم تلف منها أربع قبل إمكاف األداء ػ‬
‫كجب إخراج شاة على الخمس التي بقيت‪ .‬كعلى قولهم‪ :‬يسقط منها أربعة أتساعها بقدر ما تلف‪ .‬ككذا‬
‫لو حاؿ الحوؿ على أربعين‪ ،‬ثم تلف منها عشركف قبل إمكاف األداء ػ كجب بنت لبوف على قوؿ أبي‬
‫العباس‪ .‬كعندىم نصفها فقط‪ .‬كعند أبي طالب خمسة أتساعها‪ .‬كعند المؤيد باهلل أربع شياة؛ كإف تلفت‬
‫العشركف بعد إمكاف األداء ػ كجبت بنت لبوف عندنا‪ .‬كعند أبي حنيفة‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ :‬خمسة أتساعها؛‬
‫ألف إخراج الزكاة عندىما على التراخي‪ ،‬مالم يطلبها اإلماـ‪ .‬قاؿ المنصور باهلل‪ :‬أك يمضي عليها حوؿ‬
‫آخر‪( .‬بياف بلفظو‪)747/7‬‬
‫(*) فإف قلت‪ :‬أليست الزكاة تمنع الزكاة ? قلت‪ :‬إنما تمنع حيث تجب في العين‪ ،‬كىنا ال تجب في‬
‫العين‪ ،‬كإنما ىي كالرىن بالشاة فبل تنقص‪( .‬بحر)‬

‫(‪)86/5‬‬

‫_____________________________‬
‫كىي كاملة خمسا (ثم) يجب (كذلك) أم‪ :‬شاة (في كل خمس) من اإلبل (إلى خمس كعشرين‬
‫(‪،)7‬ك) متى بلغت خمسا كعشرين كجب (فيها) بنت مخاض(‪ ،)0‬كىي (ذات حوؿ) أم‪ :‬لها منذ‬
‫كلدت حوؿ كامل (إلى ست كثبلثين(‪)3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كمتى بلغت خمسا كعشرين كمضى عليها أعواـ لم تتكرر فيها بنت مخاض‪ ،‬بل تجب في السنة‬
‫األكلى بنت مخاض‪ ،‬كللسنين التالية شاة‪ .‬ذكر معناه في (التذكرة) كلفظ (الكواكب)‪ :‬ال متى كجب فيها‬
‫بدؿ‪ ،‬كذلك نحو أف يكوف معو خمس كعشركف‪ ،‬كتمضي عليها أعواـ‪ ،‬فإف كاف فيها بنت مخاض كجبت‬
‫للعاـ األكؿ‪ ،‬كيجب لما بعده شاة‪ ،‬كإف لم يكن فيها بنت مخاض فهكذا أيضا على ظاىر (التذكرة)‬
‫كمثلو في (االنتصار)‪ .‬كقاؿ في (الحفيظ)‪ :‬إنها تكرر بنت مخاض لكل عاـ؛ ألف حولها يتعلق بالذمة‪،‬‬
‫كىو يأتي قوؿ الناصر‪ ،‬كالمنصور باهلل‪ ،‬كأبي العباس مطلقا‪( )*( .‬نعم) كتعلق بعينها حينئذ كإف لم يوجد‬
‫سنها في تلك اإلبل فيمنع إف حرمت النصاب كأف ال يكوف معو إال خمس كعشركف‪ ،‬كإذا كانت معو‬
‫ستة كعشركف كجبت لعامين‪ ،‬ثم ال شيء في عين اإلبل‪ ،‬كإذا انخرـ النصاب من الخمس كالعشرين‬
‫كجبت عن كل خمس شاة‪ .‬ىكذا قرر في أياـ القراءة‪ ،‬كىو ظاىر كبلـ األزىار‪ ،‬كمعناه في الحواشى‪.‬‬
‫(قرز)‬
‫(‪ )0‬سميت بنت مخاض؛ ألف أمها قد تمخضت بالولد اآلخر‪ .‬كسميت بنت لبوف؛ ألف أمها قد صارت‬
‫ذات لبن‪ .‬كسميت الحقة حقة؛ ألنها تستحق أف يحمل عليها‪ ،‬كيطرقها الفحل‪ ،‬فهي ال تحمل‪ .‬ككذا‬
‫الذكر ال يلقح إال لهذا السن‪( .‬صعيترم) الذم بعد الجذعة الثني‪ :‬ما دخل في السادسة‪ ،‬كما دخل في‬
‫السابعة فرباع‪ ،‬كما دخل في الثامنة فسدس‪ ،‬كما دخل في التاسعة كطلع أنيابو فبازؿ عاـ‪ ،‬ثم بازؿ‬
‫عامين‪ ،‬ثم إذا دخل في العاشرة فمخلف‪(.‬تذكرة) ثم ال إسم لما بعد العاشرة‪ ،‬لكن يقاؿ‪ :‬بازؿ عامين‪،‬‬
‫كمخلف عامين‪ ،‬كثبلثة‪ ،‬ثم كذلك‪(.‬تذكرة) كمخلف‪ :‬بضم الميم‪ ،‬كسكوف الخاء‪ .‬ذكره في (الشرح) عن‬
‫(سنن أبي داكد)‪.‬‬
‫(‪ )3‬الوقص‪ :‬عشر‪.‬‬
‫) كالوقص‪ :‬تسع‪.‬‬
‫) الوقص‪ :‬أربعة عشر‪.‬‬

‫) الوقص‪:‬الوقص ‪ :‬عشر‪.‬‬

‫(‪)87/5‬‬

‫_____________________________‬
‫‪ ،‬ك) متى بلغت ستا كثبلثين كجب (فيها) بنت لبوف‪ ،‬كىي (ذات حولين إلى ست كأربعين(‪ ،)7‬ك) متى‬
‫بلغت ذلك كجب (فيها) حقة‪ ،‬كىي (ذات ثبلثة) أعواـ‪ ،‬كىي فيها حتى تنتهي (إلى إحدل كستين (‪،)0‬‬
‫ك) متى بلغت ذلك كجب (فيها) جذعة‪ ،‬كىي (ذات أربعة) أعواـ‪ ،‬كىي فيها حتى ينتهي العدد (إلى‬
‫ست كسبعين (‪ ،)3‬ك) متى بلغت ذلك كجب (فيها) ابنتا لبوف‪ ،‬كىما (ذاتا حولين) أم‪ :‬لكل كاحدة‬
‫منهما منذ كلدت حوالف‪ ،،‬كىما في الست كالسبعين حتى تنتهي (إلى إحدل كتسعين (‪ ،)4‬ك) متى‬
‫انتهت إلى ذلك كجب (فيها) حقتاف‪ ،‬كىما (ذاتا ثبلثة) أعواـ أم‪ :‬لكل كاحدة منهما ثبلثة‪ ،‬كىما فيها‬
‫حتى ينتهي العدد (إلى مائة كعشرين(‪ )5‬ثم) إذا بلغت مائة كعشرين فاختلف في ذلك‪:‬ػ‬
‫فالذم صححو األخواف‪ ،‬كأبو العباس أنك بعد بلوغ المائة كالعشرين (تستأنف)(‪ )6‬الفريضة‪ ،‬فتجعل‬
‫للخمس الزائدة على المائة كالعشرين شاة‪ ،‬ثم كذلك في كل خمس إلى خمس كعشرين‪ ،‬كفيها ذات‬
‫حوؿ على الترتيب الذم تقدـ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كالوقص ‪ :‬تسع‪.‬‬
‫(‪ )0‬الوقص ‪ :‬أربعة عشر‪.‬‬
‫(‪ )3‬أربعة عشر‪.‬‬
‫(‪ )4‬الوقص‪ :‬أربعة عشر‪.‬‬
‫(‪ )5‬كال يجب في المائة كالعشرين إال حقتاف‪( .‬قرز) (*) كما بين إحدل كتسعين إلى مائة كعشرين ليس‬
‫بوقص؛ ألف الوقص ما بين الفريضتين‪ ،‬كىذه فريضة أخرل‪ .‬يقاؿ‪ :‬الوقص ثبلثة كثبلثوف؛ ألف الوقص ما‬
‫بين الفريضتين‪ ،‬فبل بد من أربع على التسعة كالعشرين‪ .‬ذكر معناه في (التبصرة)‪.‬‬
‫(‪ )6‬لما ركاه في (أصوؿ األحكاـ) عن علي عليو السبلـ (إذا زادت اإلبل على عشرين كمائة استؤنفت‬
‫الفريضة) كمثلو في (الشفاء) عن عمرك بن حزـ‪ ،‬عن النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪.‬‬

‫(‪)88/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال يجزئ) إخراج (الذكر)(‪ )7‬من اإلبل (عن األنثى)(‪ )0‬فبل يجزئ ابن مخاض‪ ،‬كال ابن لبوف عن بنت‬
‫مخاض‪ ،‬كال ابن لبوف عن بنت اللبوف‪ ،‬ككذلك سائرىا (إال) أف يخرج الذكر عن األنثى (لعدمها) في‬
‫الملك (أك) ألجل (عدمهما في الملك) (‪ )3‬أجزأ‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كإنما لم نستغن بقولنا‪" :‬إال لعدمها" لنرفع كىم من يتوىم أنهما إذا عدما في الملك‬
‫تعين شراء بنت المخاض حيث ىي الواجبة‪ ،‬كليس كذلك‪ ،‬بل يشترل أيهما شاء‪.‬‬
‫كقاؿ مالك‪ :‬بل إذا عدمهما‪ ،‬ككجد ثمن بنت مخاض لزمو أف يشتريها؛ ألف كاجد الثمن كاجد المثمن‪،‬‬
‫كواجد ثمن الماء (‪( )4‬فابن حولين) يجزئ (عن بنت حوؿ) فيجزئ ابن لبوف عن بنت مخاض‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كال الخنثى‪( .‬قرز) ظاىره كلو كاف أنفع للفقراء‪.‬‬
‫(‪ )0‬ألف األنثى أفضل من الذكر‪ .‬ككذا الخنثى ال تجزئ عن األنثى‪( .‬قرز) كلفظ حاشية‪ :‬فإف كاف فيها‬
‫خنثى أك كانت كلها خناثى‪ ،‬نحو خمسة كعشرين خنثى‪ .‬قيل‪ :‬اشترل أنثى‪ ،‬كال يجزئو الذكر‪ .‬كفيو نظر‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬يجزئ الذكر‪ .‬كقرره (القاضي مهدل الحسوسة) (*) ىذا خاص في اإلبل‪( .‬قرز) كالمسنة في‬
‫البقر‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )3‬كينظر لو كانت موجودة في ملكو لكن خارج البريد‪ ،‬ىل يجزئ ابن حولين عن بنت حوؿ ? قيل‪:‬‬
‫يجزئ‪ .‬كظاىر األزىار خبلفو‪ .‬كقرر المتوكل على اهلل ما في األزىار‪ ،‬إال أف ال يمهلو المصدؽ لمصلحة‬
‫يراىا جاز ما ذكر‪( .‬قرز) (*) كلو بعد‪( .‬قرز) كقيل‪ :‬البريد‪.‬‬
‫(‪ )4‬قلنا‪ :‬ال قياس مع النص‪ ،‬فإف لم يجد فابن لبوف ذكر‪ .‬كفي (الغيث) قلنا‪ :‬ترؾ القياس للنص‪ ،‬كىو‬
‫قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬فإف لم يجد بنت مخاض فابن لبوف ذكر)‪( .‬غيث) قاؿ في (معالم‬
‫السنن)‪ :‬إنما قاؿ‪" :‬ذكر" لقولو تعالى‪{ :‬تلك عشرة كاملة} بعد ذكر الثبلث‪ ،‬كالسبع؛ كألف فيو غرابة‪،‬‬
‫كأراد أف يقرر معرفتو للمالك‪ ،‬كالمصدؽ‪ ،‬كلو أمكنو شراء األنثى؛ ألنو صلى اهلل عليو كآلو لم يذكر‬
‫شراءىا عند عدمها‪( .‬بستاف)‬

‫(‪)89/5‬‬

‫_____________________________‬

‫قولو‪( :‬كنحوه) أم‪ :‬كنحو ذلك‪ ،‬فيجزئ(‪ )7‬حق عن بنت لبوف‪ ،‬كجذع عن حقة‪ ،‬كال فرؽ بين أف يكوف‬
‫الذكر قيمتو قيمة األنثى أك أقل‪.‬‬
‫كقد غلط أبو طالب (‪ )0‬صاحب الوافي لما اشترط ذلك‪.‬‬
‫(باب زكاة البقر)(‪)3‬‬
‫(كال) يجب (شيء) من الزكاة (فيما دكف ثبلثين من البقر) (‪ ،)4‬كمتى بلغت ثبلثين (ك) جب (فيها ذك‬
‫حوؿ ذكر أك أنثى)‪ ،‬كلو كانت البقر جواميس(‪ ،)5‬كىي نوع من البقر‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬كينظر ىل يجزئ ثني عن جذعة ? قلنا‪ :‬القياس يجزئ‪( .‬مفتي) كالثني‪ :‬ما تم لو خمسة أعواـ‪.‬‬
‫(مفتي) كال تراد‪ ،‬كما سيأتي على قولو‪" :‬كالموجود"‪ )*( .‬فلو لم يجد حقا كنحوه‪ ،‬ىل يجزئ ما كاف‬
‫أعلى منو في السن ? أك ال فرؽ بين صغارىا ككبارىا ? اختار (سيدنا عبد القادرالتهامي) جواز ذلك‪،‬‬
‫كتكوف بالقيمة إذا عدـ السن المتعين أخرج غيره بالقيمة‪.‬‬
‫(‪ )0‬المغلط أبو طالب‪ .‬قاؿ (الصعيترم) ما لفظو‪ :‬قاؿ أبو طالب‪ :‬كىذا غلط على المذىب؛ ألف‬
‫القاسم‪ ،‬كيحيى عليهما السبلـ ذكرا ابن لبوف فقط‪ ،‬كلم يعتبرا القيمة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كاألصل فيو أنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم قاؿ لمعاذ‪( :‬خذ من كل ثبلثين بقرة تبيعا أك تبيعة‪ ،‬كمن‬
‫كل أربعين مسنة) كعنو صلى اهلل عليو كآلو كسلم أنو قاؿ‪( :‬ال شيء فيما دكف ثبلثين من البقر) (*)‬
‫البقر‪ :‬اسم جنس‪ ،‬سمي بذلك ألنو يبقر األرض‪ ،‬أم‪ :‬يشقها‪ .‬كمنو قيل لمحمد بن علي ػ الباقر ؛ ألنو‬
‫بقر العلم‪ ،‬أم‪ :‬شقو‪ ،‬ككسع فيو‪ .‬كهلل القائل‪:‬‬
‫يا باقر العلم ألىل التقى *** كخير من يمشى على األرجل‬
‫(‪ )4‬كال شيء في بقر الوحش عند أئمة العترة‪ ،‬خبلؼ ابن حنبل‪( .‬بحر)‬
‫(‪ )5‬قاؿ في االنتصار‪ :‬الجواميس لفظ فارسي معرب‪ ،‬كىي بقر سود عظاـ‪ ،‬لها قركف معكفة إلى رقابها‪،‬‬
‫كىي غزيرة اللبن قليلة السمن‪ ،‬كليست كحشية‪.‬‬

‫(‪)92/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(نعم) كال يزاؿ الواجب فيها تبيع أك تبيعة (إلى) أف تبلغ (أربعين‪ ،‬ك)(‪ )7‬متى بلغت أربعين كجب (فيها)‬
‫مسنة‪ ،‬كىي (ذات حولين‪ .‬قيل‪ :‬كذلك) أم‪ :‬ذكرا كاف أك أنثى‪ ،‬فالواجب في أربعين مسن‪ ،‬أك مسنة‪،‬‬
‫على ما ذكره في اللمع‪ ،‬كالشرح‪ .‬كقاؿ في البياف‪ )0(:‬مسنة‪ ،‬كلم يذكر المسن‪ .‬قاؿ في بعض حواشى‬
‫الشرح‪ :‬لعل ذكر المسن غلط؛ ألف األخبار لم ترد إال بذكر المسنة دكف المسن‪.‬‬
‫قاؿ عليو السبلـ‪ :‬كقلنا‪" :‬ذات حولين" اىتماما باألنثى‪ ،‬كتنبيها على االعتراض الوارد على الشرح‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الوقص‪ :‬تسعة‪.‬‬
‫(‪ )0‬بياف معوضة) كقيل‪( :‬بياف السحامي)‬

‫(‪)97/5‬‬

‫_____________________________‬

‫كال يزاؿ الواجب ذات الحولين (إلى) أف يبلغ (ستين‪ ،‬ك)(‪ )7‬متى بلغ عددىا ستين كجب (فيها‬
‫تبيعاف)(‪ )0‬لكل كاحد منهما حوؿ‪ .‬قاؿ عليو السبلـ‪ :‬أك تبيعتاف؛ ألف التبيع كالتبيعة بمنزلة كاحدة‪ .‬كال‬
‫يزاؿ الواجب تبيعين (إلى) أف ببلغ عددىا (سبعين ك) (‪ )3‬متى بلغ عددىا سبعين كجب (فيها تبيع‬
‫كمسنة)(‪ )4‬فالتبيع لو حوؿ‪ ،‬كالمسنة لها حوالف‪ ،‬ثم من بعد السبعين (‪ )5‬في كل ثبلثين تبيعة أك تبيع‪،‬‬
‫كفي كل أربعين مسنة (‪ )6‬أك مسن(‪ )7‬ففي ثمانين مسنتاف‪ ،‬كفى تسعين(‪ )8‬ثبلث تبايع‪ ،‬ثم كذلك‬
‫(كمتى) كثر عددىا (‪ )9‬حتى (كجب (‪ )72‬تبع‪ ،‬ك(‪ )77‬مساف(‪)70‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الوقص‪ :‬تسعة عشر‬
‫(‪ )0‬سمى التبيع تبيعا؛ ألنو يتبع أمو‪ ،‬أك ألف قرنيو تتبع أذنيو‪( .‬بستاف)‬
‫(‪ )3‬الوقص‪ :‬تسع‪ ،‬كبعد أف يبلغ سبعين ال يستقيم الوقص عشرات‪.‬‬
‫(‪ )4‬كسميت بذلك لتكامل أسنانها‪ .‬ذكره في (حياة الحيواف)‪.‬‬
‫(‪ )5‬ىذه العبارة توىم االستئناؼ‪ ،‬كليس بمقصود‪ ،‬كإنما المراد في كل أربعين مسنة‪ ،‬كفي كل ثبلثين‬
‫تبيع‪ ،‬باإلضافة إلى السبعين فافهم‪ ،‬كىو صريح المثاؿ فيما بعده‪( .‬شامي)‬
‫(‪ )6‬كىل يجزئ الذكر من السن األعلى إف لم يوجد األدنى (‪ )7‬قياسا على اإلبل ? قيل‪ :‬يجزئ‪( .‬قرز)‬
‫كقيل‪ :‬ال يجزئ (‪ )7‬في بعض الحواشي‪ :‬فإف لم يجدىا اشتراىا‪ ،‬كأخرج أنثى منها‪ ،‬كال تراد لعدـ‬
‫الدليل فيها‪ ،‬كلعدـ األسناف فيها‪.‬‬
‫(‪ )7‬على قوؿ القيل‪ .‬كالمذىب خبلفو‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )8‬كفي مائة تبيعاف كمسنة‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )9‬يعني‪ :‬حيث كانت إذا أخرج مساف كفت‪ ،‬ككذا إذا أخرج التبايع كفت‪ ،‬كأما إذا كانت مائة كعشرا‪،‬‬
‫أك مائة كخمسين فبل بد من التبايع كالمساف جميعا‪.‬‬
‫(‪ )72‬أم‪ :‬أمكن‪.‬‬
‫(‪ )77‬الواك ىنا للتقسيم‪ ،‬كال يلزـ فيو الجمع بل المعنى‪ :‬تبع‪ ،‬أك مساف‪.‬‬
‫(‪ ، )70‬بفتح الميم‪ .‬ذكره في (المستصفى للغزالي)‪ )*( .‬كقاؿ في (البحر)[قوم]‪ :‬يتعين األنفع‬
‫للفقراء؛ إذ القصد بها نفعهم‪ .‬كمثلو في (األثمار) كذلك حيث يكوف التبايع أفضل فيخرجها‬
‫[كاألزىارخبلفو ] كلذا عدؿ عن عبارة األزىار‪( .‬أثمار) كاختاره (المفتي)‪.‬‬

‫(‪)90/5‬‬

‫_____________________________‬

‫فالمساف) ىي الواجبة عندنا؛ ألنها أنفع للفقراء‪.‬‬


‫كقاؿ الشافعي‪ :‬يخير الساعي(‪.)7‬‬
‫كصورة المسألة‪ :‬أف تبلغ البقر مائة كعشرين‪ ،‬فإف الواجب فيها إما أربع تبايع(‪ )0‬أك ثبلث مساف(‪.)3‬‬
‫(باب زكاة الغنم)(‪)4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أعني‪ :‬المصدؽ‪.‬‬
‫(‪ )0‬عند الشافعي‪.‬‬
‫(‪ )3‬على المذىب‪( .‬قرز)‬
‫(‪ )4‬كالحجة في زكاة الغنم قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬من كاف لو أربعوف من الغنم كلم يزكها إال‬
‫كضعو اهلل تعالى يوـ القيامة في قاع قرقر (‪)7‬مستو‪ ،‬فتدكسو بأرجلها‪ ،‬كتنطحو بقركنها‪ ،‬كلما نفد أك لها‬
‫عاد عليو آخراىا) ككذلك النصاب من سائر المواشى‪ )7( .‬القرقر‪ :‬الذم ال نبات فيو‪.‬‬

‫(‪)93/5‬‬

‫_____________________________‬

‫(كال) يجب (شيء) من الزكاة (فيما دكف (‪)7‬‬


‫__________‬
‫(‪ )7‬خبر) كقوؿ النبي صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬كما كاف من الخليطين فإنهما يتراجعاف بينهما‬
‫بالسوية) دؿ ذلك على أف الرجلين لو كاف بينهما مائة شاة‪ ،‬ألحدىما ربعها‪ ،‬كآلخر ثبلثة أرباع أخذ‬
‫المصدؽ منها شاة‪ ،‬كرجع صاحب األقل على صاحب األكثر بقيمة ربع شاة؛ ألنو ال صدقة عليو في‬
‫حصتو (‪ )7‬كعلى أنو لو كاف بينهما مائة شاة‪ ،‬ألحدىما ثبلثة أخماسها‪ ،‬كلآلخر خمساىا ػ أخذ‬
‫المصدؽ منها شاتين‪ ،‬كرجع صاحب األكثر على صاحب األقل بقيمة خمس شاة‪ ،‬كعلى ىذا فقس‪،‬‬
‫كىو نص الهادم إلى الحق عليو السبلـ‪( .‬شفاء) (‪ )7‬كيعتبرفي النصاب بالملك‪ ،‬ال باالختبلط في‬
‫مشرب كمرعى كنحوىما‪( .‬ىداية) فإذا كانت ثمانين لرجل مع راعيين‪ ،‬مع كل كاحد أربعوف لم يفرؽ‬
‫المصدؽ بين ما قد جمعو الملك‪ ،‬حتى يأخذ منها اثنتين‪ ،‬ككذلك العكس لو كاف عشركف لمالك‪،‬‬
‫كعشركف لمالك لم يجمع بين ما فرقو الملك حتى يأخذ كاحدة‪ ،‬كىو المراد بقولو صلى اهلل عليو كآلو‬
‫كسلم‪( :‬ال يجمع بين مفترؽ‪ ،‬كال يفرؽ بين مجتمع)‪( .‬شرح ىداية) ك(ضياء ذكم األبصار) (*) (فرع)‬
‫لو كاف شريكاف بينهما مائة‪ ،‬لواحد منهما حمساىا‪ ،‬كالثانى ثبلثة أخماس‪ ،‬كأخذ المصدؽ منها اثنتين‬
‫عن كل كاحد منهما‪ ،‬كيضمن صاحب الخمسين لشريكو قيمة خمس كاحدة‪( .‬بياف)[ألف كل شاة‬
‫مشتركة بينهما‪ .‬كالوجو‪ :‬أف على كل كاحد منهما شاة‪ ،‬كالشاتاف المخرجتاف لصاحب الستين فيهاشاة‬
‫كخمس‪ ،‬كلصاحب األربعين أربعة أخماس شاة‪ ،‬فلذا ضمن قيمة خمس شاة‪( .‬ديباج) ]‪ .‬ككذا لو كانت‬
‫مائة كخمسين بين شريكين أثبلثا‪ ،‬أخذ المصدؽ منها اثنتين‪ ،‬كضمن صاحب الثلث لشريكو قيمة ثلث‬
‫كاحدة‪ ،‬كلعلو حيث استوت قيمتها‪ ،‬كإف اختلفت ػ فإف عين كل كاحد ما أخرج عن نفسو ػ ضمن‬
‫صاحب الثلث ما زاد من قيمة ثلثي شاتو (‪ )7‬على قيمة ثلث شاة صاحب الثلثين‪ ،‬كإف اختلفت القيمة‬
‫كلم يعين كل كاحد عن نفسو فقد استهلك كل كاحد منهما نصف الشاتين‪ ،‬فيقوـ (‪ )0‬كل نصف فيهما‬
‫بقيمتو‪ ،‬ثم يضمن صاحب الثلث لشريكو ثلث ما استهلكو من النصفين معا‪( .‬بياف) (‪ )7‬كأف تكوف قيمة‬
‫شاة صاحب الثلثين أربعة كعشركف درىما‪ ،‬كقيمة شاة صاحب الثلث ثمانية عشر درىما‪ ،‬فلصاحب‬
‫الثلثين في شاة صاحب الثلث اثنا عشر درىما‪ ،‬كلصاحب الثلث في شاة صاحب الثلثين ثمانية دراىم‪،‬‬
‫تسقط ثمانية ثمانية‪ ،‬كيرجع صاحب الثلثين بأربعة‪( .‬قرز) (‪ )0‬ألف صاحب الثلثين لو من كل شاة ثلثاىا‪،‬‬
‫كقد استهلك من كل كاحد نصفها‪ ،‬فقد استهلك النصف منهما‪ ،‬كىو ما بين النصف كالثلثين من كل‬
‫كاحدة‪ ،‬كىو سدس استهلكو عليو صاحب الثلث‪ ،‬كصاحب الثلث لو الثلث من كل كاحدة منهما‪ ،‬فقد‬
‫استهلكو كاستهلك على صاحب الثلثين ما بين النصف كالثلث‪ ،‬فهو سدس من كل كاحدة‪ ،‬كىو يأتي‬
‫ثلث ما استهلك‪ ،‬كما ذكره في الكتاب أم‪( :‬البياف) يأتي ذلك سدس الكل‪ .‬مثاؿ ذلمك‪ :‬أف تكوف‬
‫قيمة أحد الشاتين ستين‪ ،‬كاألخرل ثبلثين‪ ،‬فنصفهما خمسة كأربعوف‪ ،‬كىي التي استهلكها صاحب‬
‫الثلث‪ ،‬فيضمن ثلثها لصاحب الثلثين خمسة عشر‪ ،‬كىو سدس الكل‪ .‬كذلك ظاىر‪ .‬يستقيم إذا قلنا‪:‬‬
‫يصح إخراج نصف شاتين على جهة القيمة‪ ،‬كالمذىب ال يصح‪ ،‬كال يصح التحويل على من عليو الحق‪،‬‬
‫فما لزـ صاحب األقل من غير تحويل سلمو لصاحب األكثر‪ ،‬كاألصل براءة الذمة من الزائد‪ ،‬فيلزمو في‬
‫مثالنا ىذا المتقدـ في الحاشية أربعة دراىم؛ ألنها الزمة بيقين‪ ،‬فتسقط الثبلثة؛ ألنها إنما لزمت‬
‫بالتحويل؛ إذ األصل براءة الذمة من الزائد؛ ألنو ال تحويل على من عليو الحق على المختار‪ .‬كقد ذكر‬
‫مثل معنى ىذا عن (القاضي عامر) كقرره (الشامي)‪( .‬قرز) كال يعتبر أذف الشريك حيث اإلخراج إلى‬
‫المصدؽ للخبر‪ ،‬كىو قولو صلى اهلل عليو كآلو كسلم‪( :‬كما كاف من خليطين فإنهما يتراجعاف بينهما‬
‫بالسوية) كىذا خاص في المصدؽ‪( .‬بياف) كأما حيث اإلخراج فبل بد من أذف الشريك‪( .‬بياف) كقيل‪ :‬بل‬
‫يجوز لو اإلخراج إلى الفقير‪ ،‬كيضمن لشريكو‪( .‬بياف) قياسا على المصدؽ‪( .‬بستاف)‬

‫(‪)94/5‬‬

‫_____________________________‬

You might also like