Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫ص ‪ -‬ص‪883.

-867:‬‬ ‫اجمللد السابع ‪،‬العدد الرابع ‪ ،‬ماي ‪2022‬‬

‫التسرب يف املدرسة اجلزائرية األسباب والنتائج واحللول املقرتحة‪.‬‬


‫‪Dropout in the Algerian school causes, results and proposed‬‬
‫‪solutions.‬‬
‫‪‬‬
‫العيد جغل‬ ‫احلسني صاحلي‬
‫جامعة الشهيد محو خلضر‪ -‬الوادي‪( ،-‬اجلزائر)‪،‬‬ ‫جامعة دمحم دلني دابغني سطيف_‪( ،_2‬اجلزائر)‪،‬‬
‫‪laid.djeghel39@gmail.com‬‬ ‫‪salhih37@gmail.com‬‬

‫اتريخ النشر‪2022/05/ 11 :‬‬ ‫اتريخ القبول‪2022/03/ 05 :‬‬ ‫اتريخ االستالم‪2021/10/ 04 :‬‬


‫هتدف ىذه ادلداخلة إىل إعطاء قراءة واضحة ألىم ادلشاكل اليت تعاين منها ادلدرسة اجلزائرية‬
‫وىي مشكلة التسرب ادلدرسي والتعرف على أسبابو ونتائجو واحللول ادلقًتحة للحد منو‪ ،‬إذ تعد‬
‫ادلدرسة الركيزة األساسية يف عملية التعليم اليت تبين عليها معظم الدول أسسها وزبطيطها لبناء جيل‬
‫متماسك حيمل لواء التقدم والرايدة والتحضر‪ ،‬ولكن قد تعًتض ادلدرسة مشاكل تعيق ربقيقها‬
‫ألىدافها التنموية ادلسطرة وتثبط من نشاطها‪ ،‬منها ظاىرة العنف ادلدرسي وضعف التحصيل‬
‫الدراسي والرسوب‪ ،‬وأيضا ظاىرة التسرب ادلدرسي‪ ،‬ولقد استحوذت ىذه األخرية اىتمام العديد‬
‫من الباحثني االجتماعيني يف وقتنا احلايل‪ ،‬وىذا على صعيد الساحة االجتماعية والثقافية والسياسية‬ ‫ادللخص‬
‫واالقتصادية‪ ،‬حيث أصبحت ظاىرة التسرب ادلدرسي منتشرة يف معظم بلدان العامل الثالث على‬
‫حد سواء‪ ،‬فعقدت من أجلها الندوات وادللتقيات‪ ،‬إذ أصبح العامل اليوم على قناعة أبن التسرب‬
‫ادلدرسي ىو ظاىرة تشكل خطرا وتؤثر يف تقدم اجملتمع الواحد وتطوره‪ ،‬والسيما أهنا تساىم بشكل‬
‫كبري وأساسي يف تفشي األمية‪ ،‬وعدم اندماج األفراد يف التنمية‪ ،‬لذا اعتربىا البعض دبثابة آفة تربوية‬
‫واجتماعية يؤدي استمرارىا إىل تقويض دعائم اجملتمع إن مل تسارع الدول ادلتضررة إىل استدراك‬
‫خطورهتا‪.‬‬
‫التسرب‪ ،‬ادلعلم‪ ،‬ادلدرسة‪ ،‬التلميذ‪ ،‬األسرة‪.‬‬ ‫الكلمات الدالة‬

‫‪This intervention aims to give a clear reading of the most important‬‬


‫‪problems that the Algerian school suffers from, which is the problem of‬‬
‫‪school dropout and to identify its causes and consequences and the‬‬
‫‪proposed solutions to reduce it, as the school is the main pillar in the‬‬
‫‪Abstrac:‬‬
‫‪education process upon which most countries build their foundations and‬‬
‫‪planning to build a coherent generation that holds the banner of progress,‬‬
‫‪leadership and urbanization However, the school may encounter‬‬
‫‪problems that hinder its achievement of its ruler developmental goals and‬‬

‫‪867‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬البحث العلمي يف اجلامعة اجلزائرية بني الواقع واملأمول‬

‫‪discourage its activity, including the phenomenon of school violence and‬‬


‫‪poor academic achievement and failure, as well as the phenomenon of‬‬
‫‪school dropout, and the latter has captured the attention of many social‬‬
‫‪researchers in the past. Our current, and this is at the level of the social,‬‬
‫‪cultural, political and economic arena, where the phenomenon of school‬‬
‫‪dropout has become widespread in most countries of the third world‬‬
‫‪alike, for which seminars and forums were held, as the world today is‬‬
‫‪convinced that school dropout is a phenomenon that constitutes a threat‬‬
‫‪and affects the progress of society The one and its development,‬‬
‫‪especially that it contributes significantly and mainly to the spread of‬‬
‫‪illiteracy, and the lack of integration of individuals in development, so‬‬
‫‪some considered it as an educational and social scourge, the continuation‬‬
‫‪of which leads to undermining the pillars of society if the affected‬‬
‫‪countries do not accelerate to realize its seriousness.‬‬
‫‪Keywords:‬‬ ‫‪drop out, teacher, school, student, family.‬‬

‫_________________________________________‬
‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫تعترب ادلدرسة أىم مؤسسات التنشئة بعد األسرة واليت تعمل على تنشئة األفراد ورعايتهم من‬
‫خالل تزويدىم دبختلف ادلعارف واخلربات‪ ،‬وتعمل على تفتح قدراهتم ومهاراهتم فهي اليت توفر‬
‫ذلم ادلناخ ادلالئم والضروري لذلك‪ ،‬ويف ىذا السياق عرفت ادلدرسة اجلزائرية عدة إصالحات‬
‫تربوية من اجل تطوير التعليم‪ ،‬لكن ابلرغم من تطور ادلدرسة اجلزائرية وما حققتو من اصلازات‬
‫من حيث اذلياكل القاعدية وعدد ادلدرسني واخلرباء وعدد ادلؤطرين إال إن ادلنظومة الًتبوية‬
‫أصبحت تعاين من عدة ظواىر أثرت على احلياة االجتماعية و احلياة الًتبوية بصفة خاصة‬
‫نذكر منها ظاىرة التسرب ادلدرسي‪ ،‬إذ يعد التسرب ادلدرسي من اخطر اآلفات اليت تواجو‬
‫ادلدرسة اجلزائرية لكوهنا ىذه الظاىرة تعد ىدرا تربواي ال يقتصر أثره على التلميذ فحسب‪ ،‬بل‬
‫ديس ادلدرسة ابلدرجة األوىل واجملتمع كذلك فهي تزيد من معادالت األمية والبطالة وتضعف‬
‫البنية االجتماعية والثقافية واالقتصادية للمجتمع والفرد‪ ،‬كما تفرز ظواىر خطرية كعمالة‬
‫األطفال واستغالذلم وبروز اآلفات االجتماعية وزايدة حجم ادلشكالت كالفقر والتسول وتعاطي‬
‫ادلخدرات وانتشار اجلرائم ادلختلفة‪ ،‬إذ تعد مشكلة التسرب ادلدرسي ىدراً مباشرا للطاقات‬
‫البشرية وادلاديـ ـ ــة فغياب التالميذ دون عذر أو بعذر غري مقبول عن ادلدارس‪ ،‬حيتـ ــاج إىل يقظة‬
‫‪868‬‬
‫ص ‪ -‬ص‪883.-867:‬‬ ‫اجمللد السابع ‪،‬العدد الرابع ‪ ،‬ماي ‪2022‬‬

‫وانتباه ومتابعة من بداية العام الدراسي من ادلدرسة واألسرة معا‪ ،‬حىت ال يًتتب على ذلك‬
‫أتخرىم دراسيا أو تكرار رسوهبم أو اضلرافهم واستنفاد ادلدة ادلسموح هبا لغياهبم وابلتايل شطبهم‚‬
‫وىذا حيتاج إىل جهد ومتابعة مجيع العاملني ابدلدرسة‪.‬‬
‫‪ .2‬مفهوم التسرب الدراسي‪:‬‬
‫ىناك عدة تعاريف تربوية ألساتذة وابحثني نذكر منها كل من ترك التعليم يف أي مستوى يطبق‬
‫عليو متسرب و يقصد بذلك ترك سلك التعليم بغض النظر عن األسباب سواء كانت صحية‬
‫أو اقتصادية أو اجتماعية(دمحم حسني اللقاين‪ ،1999،‬ص ص‪.)88,87‬‬
‫ويعرفو دمحم أرزقي بركان التسرب ادلدرسي ىو انقطاع عن الدراسة قبل إسبام ادلرحلة الدراسية‬
‫(دمحم‪،1991،‬ص ‪.)27‬‬
‫كما يقصد ابلتسرب انقطاع التلميذ عن الدراسة وعدم العودة إليها مرة اثنية(مرسي‪،‬‬
‫‪،1998‬ص ‪.)145‬‬
‫ويقول عبد الرحيم نصر هللا جيب أن نفرق بني التسرب والتسريب فالتسرب ىو انقطاع عن‬
‫الدراسة وعدم إهناء ادلرحلة التعليمية اليت التحق هبا أما التسريب ىي احلالة اليت يكون فيها‬
‫الطالب رلربا على ترك ادلدرسة لعدة أسباب وعوامل(عمر‪ ،2001 ،‬ص ‪.)346‬‬
‫وخيتلف مفهوم التسرب ادلدرسي من بلد إىل أخر حسب سياسة التعليم يف البلد نفسو‪ ،‬ففي‬
‫بعض الدول يعين التسرب ترك التلميذ للمدرسة قبل إهناء الصف السادس االبتدائي‪ ،‬فيما‬
‫يشمل يف دول أخرى كل تلميذ ترك ادلدرسة قبل إكمال ادلرحلة ادلتوسطة‪ ،‬وتذىب بعض‬
‫الدول يف أن التسرب ينطبق على كل تلميذ ترك ادلدرسة قبل إكمال ادلرحلة الثانوية‪ ،‬علماً أن‬
‫ىناك عدد من الدول مل توثق أنظمتها التعليمية مفهوم التسرب ادلدرسي(عبد هللا‪،1979 ،‬‬
‫ص‪.)273‬‬
‫عرف اليونسيف التسرب عام ‪ 1992‬بعدم التحاق األطفال الذين ىم بعمر التعليم ابدلدرسة‬
‫أو تركها دون إكمال ادلرحلة التعليمية اليت يدرس هبا بنجاح ‪ ،‬سواء كان ذلك برغبتهم أو نتيجة‬
‫لعوامل أخرى ‪ ،‬وكذلك عدم ادلواظبة على الدوام لعام أو أكثر‪.‬‬

‫‪869‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬البحث العلمي يف اجلامعة اجلزائرية بني الواقع واملأمول‬

‫إن التسرب ىو االنقطاع عن ادلدرسة قبل إسبامها ألي سبب أو بدون سبب (ابستثناء الوفاة)‬
‫وعدم االلتحاق أبي مدرسة أخرى‪ ،‬لقد أاثر تفشي ىذه الظاىرة قلق الكثري من ادلربني‬
‫وادلثقفني والسياسيني ولقد أولت الكثري من احلكومات ىذه ادلشكلة اىتماماً خاصاً من أجل‬
‫دراسة ىذه الظاىرة اليت تؤثر سلباً ليس على ادلتسربني فقط بل على اجملتمع ككل ألن‬
‫التسرب يؤدي إىل زايدة تكلفة التعليم ويزيد من معدل البطالة وانتشار اجلهل والفقر وغري ذلك‬
‫من ادلشاكل االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ .2‬أسباب التسرب املدرسي‪:‬‬
‫‪ . 1.2‬األسباب الذاتية‪:‬‬
‫وىي أسباب تعود للطالب نفسو وتتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬شخصية الطالب وتركيبتو النفسية دبا ديتلكو من استعدادات وقدرات وميول ذبعلو ال يتقبل‬
‫العمل ادلدرسي وال يقبل عليو‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعاقات والعاىات الصحية والنفسية ادلالزمة للطالب واليت سبنعو عن مسايرة زمالئو فتجعلو‬
‫موضعاً لسخريتهم فتصبح ادلدرسة ابلنسبة لو خربة غري سارة شلا يدفعو إىل البحث عن وسائل‬
‫حياول عن طريقها إثبات ذاتو(حامد‪ ،1998 ،‬ص‪.)23‬‬
‫‪ -‬عدم قدرة الطالب على استغالل وتنظيم وقتو وجهل أفضل طرق االستذكار‪ ،‬شلا يسبب لو‬
‫إحباطاً وإحساسا ابلعجز عن مسايرة زمالئو ربصيلياً(مدحت‪ ،1990 ،‬ص‪.)117‬‬
‫‪ -‬الرغبة يف أتكيد االستقاللية وإثبات الذات فيظهر االستهتار والعناد وكسر األنظمة والقوانني‬
‫اليت يضعها الكبار(ادلدرسة وادلنزل) واليت يلجأ إليها كوسائل ضغط إلثبات وجوده‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الدافعية للتعلم وىي حالة تتدىن فيها دوافع التعلم فيفقد الطالب االستثارة ومواصلة‬
‫التقدم شلا يؤدي إىل اإلخفاق ادلستمر وعدم ربقيق التكيف الدراسي والنفسي‪.‬‬
‫_ األسباب املدرسية‪:‬‬
‫وىي أسباب تعود لطبيعة اجلو ادلدرسي والنظام القائم والظروف السائدة اليت ربكم العالقة بني‬
‫عناصر اجملتمع ادلدرسي مثل‪:‬‬

‫‪870‬‬
‫ص ‪ -‬ص‪883.-867:‬‬ ‫اجمللد السابع ‪،‬العدد الرابع ‪ ،‬ماي ‪2022‬‬

‫‪ -‬عدم سالمة النظام ادلدرسي وأترجحو بني الصرامة والقسوة وسيطرة عقاب كوسيلة للتعامل‬
‫مع الطالب أو الًتاخي واإلمهال وعدم توفر وسائل الضبط ادلناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬سيطرة بعض أنواع العقاب بشكل عشوائي وغري مقنن مثل تكليف الطالب بكتابة الواجب‬
‫عدة مرات واحلرمان من بعض احلصص الدراسية والتهديد ابإلجراءات العقابية ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم اإلحساس ابحلب والتقدير واالحًتام من قبل عناصر اجملتمع ادلدرسي حيث يبقى‬
‫الطالب قلقاً متوتراً فاقداً األمن النفسي(دمحم قريشي‪ ،2002 ،‬ص‪.)72‬‬
‫‪ -‬إحساس الطالب بعدم إيفاء التعليم دلتطلباتو الشخصية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توفر األنشطة الكافية وادلناسبة دليول الطالب وقدراتو واستعداداتو اليت تساعده يف‬
‫خفض التوتر لديو وربقيق ادلزيد من اإلشباع النفسي‪.‬‬
‫‪ -‬كثرة األعباء والواجبات ‪ ،‬خاصة ادلنزلية اليت يعجز الطالب عن اإليفاء دبتطلباهتا‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تقبل الطالب والتعرف على مشكالتو ووضع احللول ادلناسبة ذلا شلا أوجد فجوة بينو‬
‫وبني بقية عناصر اجملتمع ادلدرسي فكان ذلك سبباً يف فقد الثقة يف سلرجات العملية التعليمية‬
‫برمتها واللجوء إىل مصادر أخرى لتقبّلو(العايب‪،1998 ،‬ص‪.)184‬‬
‫_ األسباب األسرية‪:‬‬
‫وتتمثل يف طبيعة احلياة األسرية والظروف ادلختلفة اليت تعيشها والروابط اليت ربكم العالقة بني‬
‫أعضائها ‪ ،‬وشلا يالحظ يف ىذا الشأن ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اضطراب العالقات األسرية وما يشوهبا من عوامل التوتر والفشل من خالل كثرة اخلالفات‬
‫وادلشاجرات بني أعضائها شلا يشعر الطالب ابحلرمان وفقدان األمن النفسي‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف عوامل الضبط و الرقابة األسرية بسبب ثقة الوالدين ادلفرطة يف األبناء أو إمهاذلم‬
‫وانشغاذلم عن متابعتهم الذين وجدوا يف عدم ادلتابعة فرصة الزباذ قراراهتم الفردية بعيدا عن‬
‫عيون اآلابء(جودت‪ ،2001 ،‬ص‪.)309‬‬
‫‪ -‬سوء ادلعاملة األسرية واليت تتأرجح بني التدليل واحلماية الزائدة اليت ذبعل الطالب إتكالياً‬
‫سريع االصلذاب وسهل االنقياد لكل ادلغرايت وبني القسوة الزائدة والضوابط الشديدة اليت ذبعلو‬

‫‪871‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬البحث العلمي يف اجلامعة اجلزائرية بني الواقع واملأمول‬

‫زلاطاً بسياج من األنظمة والقوانني ادلنزلية الصارمة شلا جيعل التوتر والقلق ىو مسة الطالب الذي‬
‫جيعلو يبحث عن متنفس آخر بعيد عن ادلنزل وادلدرسة(دمحم‪ ،1991 ،‬ص ‪.)33‬‬
‫‪ -‬عدم قدرة األسرة على اإليفاء دبتطلبات واحتياجات ادلدرسة‪ ،‬وحاجات الطالب بشكل عام‬
‫‪ ،‬شلا يدفع الطالب للتسرب ادلدرسي منعاً لإلحراج وزلاولة للبحث عما يفي دبتطلباتو‪.‬‬
‫عوامل أخرى‪:‬‬
‫وتتمثل يف غري ما ذكر مسبقا ومن أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬مجاعة الرفاق وما يقدمو أعضاؤىا للطالب من مغرايت تدفعو جملاراهتم واالنصياع لرغباهتم يف‬
‫اذلروب من ادلدرسة وإشغال الوقت قضاء ادللذات الوقتية‪.‬‬
‫‪ -‬عوامل اجلذب ادلختلفة اليت تتوفر للطالب وتصبح يف متناول يده دبجرد خروجو من ادلنزل‬
‫مثل األسواق العامة وشواطئ البحر وأماكن التجمع ومقاىي اإلنًتنت‪.‬‬
‫‪ -‬قد يًتك الطالب ادلدرسة لشعوره أبنو أكرب سناً من زمالئو على الرغم من أنو مل يرسب أو‬
‫يعيد أي سنة(اللقاين‪ ،1995 ،‬ص‪.)34‬‬
‫وقد يتسرب التالميذ ألسباب كثرية وسلتلفــة حبيث ركــزت عنها معظـم البحوث والدراسات‬
‫خالل السنوات ادلاضية على األسباب التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬املنهج الدراسي‪:‬‬
‫‪ -‬طول ادلنهج‪.‬‬
‫‪ -‬كثرة ادلواد ادلقررة وصعوبتها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم ارتباط ادلنهج ببيئة الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تلبية احتياجات الطالب ومراعاة ميوذلم الشخصية(عبد هللا‪ ،1979 ،‬ص‪.)86‬‬
‫‪ -‬طرق التدريس‪:‬‬
‫‪ -‬عدم استعمال الوسائل التعليمية اليت ذبذب الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصار بعض ادلعلمني على طريقة تدريس واحدة تفتقر لعنصر التشويق‪.‬‬
‫‪ -‬يعتمد بعض ادلعلمني على طرق تدريس شللة ال ذبذب الطالب‪.‬‬

‫‪872‬‬
‫ص ‪ -‬ص‪883.-867:‬‬ ‫اجمللد السابع ‪،‬العدد الرابع ‪ ،‬ماي ‪2022‬‬

‫‪ -‬عدم التزام بعض ادلعلمني ابخلطة الدراسية(دمحم مجال‪ ،1995 ،‬ص ‪.)78‬‬
‫_ املعلم‪:‬‬
‫‪ -‬قلة خربة بعض ادلعلمني‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مراعاة الفروق الفردية للطالب من قبل بعض ادلعلمني‪.‬‬
‫‪ -‬عدم قدرة بعض ادلعلمني على فهم مشاكل الطالب التعليمية والتعامل معها بطريقة‬
‫صحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال الشدة على الطالب من قبل بعض ادلعلمني شلا يسبب تنفريىم من الدراسة‪.‬‬
‫التلميذ‪:‬‬
‫‪ -‬بعض الطالب قدراهتم زلدودة‪.‬‬
‫‪ -‬البعض من الطالب ليس عنده االستعداد للتعلم‪.‬‬
‫‪ -‬عدم ادلباالة أبعمال ادلدرسة وأنظمتها‪.‬‬
‫‪ -‬االنشغال أبعمال أخرى خارج ادلدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬الرسوب ادلتكرر للطالب(الرفاعي‪ ،1982 ،‬ص ‪.)125‬‬
‫‪ -‬كثرة ادلغرايت يف ىذا العصر واليت تشد الطالب وذبذبو إليها‪.‬‬

‫املرشد الطاليب‪:‬‬
‫‪ -‬عدم ادلتابعة الدقيقة من ادلرشد الطاليب‪.‬‬
‫‪ -‬القصور يف العمل اإلرشادي والتوجيو‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف التنسيق بني ادلرشد الطاليب وإدارة ادلدرسة وادلنزل‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف إعداد وأتىيل بعض ادلرشدين الطالبيني‪.‬‬
‫املدرسة‪:‬‬
‫إن ادلدرسة تسعى إىل تكوين تنمية شخصية ادلتعلم فكراي‪ ،‬ووجدانيا وجسداي وذلك عن طريق‬
‫ما يتلقاه من علوم ومعارف ومهارات متنوعة‪ ،‬شلا يعطيو قـ ــوة جسدية وقدرات فكرية وتوازان‬

‫‪873‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬البحث العلمي يف اجلامعة اجلزائرية بني الواقع واملأمول‬

‫عاطفيا وجدانيا ديكنو من أداء دوره االجتماعي ووظيفتو يف احلياة وادلدرسة ال تنجح يف أداء‬
‫وظيفتها إال إذا مجعت بني عملييت الًتبية والتعليم" إن دمج ادلراىق يف الوسط ادلدرسي اجلديد‬
‫الذي ينخرط فيو‪ ،‬يستدعي منو ابتكار أساليب جديدة من التكيف قد زبتلف عن األساليب‬
‫اليت كان يواجو هبا سلتلف مواقف ادلؤسسات اليت كان ينتمي إليها فما الذي تتيحو ادلؤسسة‬
‫ادلدرسية للمراىق؟‪ ،‬إهنا تتيح لو فرص التدرب على االستقالل الذايت‪ ،‬وفرص االحتكاك‬
‫ابدلشاكل ادلختلفة داخل الفصل الدراسي وبناء اذلوية الذاتية واذلوية الثقافية‪ ،‬وبناء نسقو‬
‫الفكري‪ ،‬كل ىذه ادلعطيات واكتساب ادلهارات والقدرات تساىم يف بناء شخصيتو يف سلتلف‬
‫جوانبها اجلسمية والنفسية واالجتماعية واألخالقية‪ ،‬وىكذا تصبح وظيفة ادلدرسة ليس التعليم‬
‫فقط بل الًتبية دبفهومها الشامل‪ ،‬فهي رلال نفسي اجتماعي‪ ،‬رلال لتأثر ادلتعلم بسلوك‬
‫اآلخرين وأتثريه فيهم‪.‬‬
‫وحىت ينشأ الطفل نشأة سليمة صحيحة وال حيس تناقضا بني ادلدرسة واألسرة جيب أن يكون‬
‫ىناك تقارب وتوازن بني البيئتني‪ ،‬ولعل ىذا التباعد بني ادلدرسة وزليطها ابجملال القروي يعترب‬
‫من أىم األسباب ادلؤدية إىل العزوف عن الدراسة بل االنقطاع عنها كلية‪ ،‬إن غياب الشروط‬
‫الكفيلة إبحداث التوازن "ذبعل ادلدرسة ادلشيدة يف نقطة الوسط عن الكل‪ ،‬أي أهنا على‬
‫ادلستوى النظري تنتمي للجميع‪ ،‬ولكنها على مستوى الواقع ال تنتمي ألية جهة‪ ،‬إذ ال أحد‬
‫يشعر دبسؤولياتو إزاءىا‪ ...‬إهنا حلقة مفرغة‪ ،‬والنتيجة ىي أن ادلدرسة تبقى بعيدة ابلنسبة‬
‫للكل‪ ...‬إن جل الدراسات والبحوث سبيل إىل التأكيد على أن ادلدرسة عرب نظامها وبنيتها‬
‫ومقرراهتا سبرر النموذج األسري وديكن توضيح ىذا من خالل‪ :‬توقيت العمل‪ ،‬ووتريتو داخل‬
‫األسرة يف البادية ومدرستها‪ ،‬والكتاب ادلدرسي الذي يتواصل برومانسية مع الواقع القروي‪.‬‬
‫ولعل فتور العالقة بني ادلدرسة وزليطها ىو الذي أدى إىل فتور عالقة األسرة القروية ابدلدرسة‬
‫إذ يالحظ عزوف األسرة عن سبدرس أبنائها وخاصة بناهتا ‪.‬وادلؤسف حقا أن العزوف عن‬
‫التمدرس تصاحبو ىجرة اإلانث عن القرى ضلو ادلدن شلا يتيح يف هناية ادلطاف ىذا التساؤل‪:‬‬

‫‪874‬‬
‫ص ‪ -‬ص‪883.-867:‬‬ ‫اجمللد السابع ‪،‬العدد الرابع ‪ ،‬ماي ‪2022‬‬

‫ىل قريتنا أصبحت فضاء ذكوراي ابمتياز ولعل األمر يفرض شراكو بني ادلدرسة واألسرة يف‬
‫العامل القروي لتجاوز العقبات‪.‬‬
‫إىل جانب ما ذكر خبصوص البيئة ادلدرسية ذبب اإلشارة إىل نقطة أخرى يف ىذا اجملال وىي‬
‫طرق وأساليب التعليم مث مضامينو وزلتوايتو فالتعليم جيب أن يسعى إىل إعداد ادلتعلم للحياة‬
‫وليس إىل تلقينو رلموعة من ادلعارف وادلعلومات النظرية البعيدة عن زليطو وبيئتو وحياتو‪ ،‬وأن‬
‫ربدث مراقبا تربواي نفسيا يقوم بدراسة احلاالت االجتماعية والنفسية للتالميذ قصد اقًتاح‬
‫احللول‪ ،‬ونقول مع ادلصلح االجتماعي السويسري بستا لوتزي" ليس اذلدف األمسى من الًتبية‬
‫الوصول إىل درجة الكمال يف األعمال ادلدرسية ولكن الصالحية للحياة" كما جيب ربسيس‬
‫اآلابء وربميلهم مسؤولياهتم ذباه أبنائهم وتطبيق تعاليم اإلسالم احلنيف لرسم الطرق وادلناىج‬
‫والسبل الكفيلة لتنشئة الطفل تنشئة سليمة صاحلة‪ ،‬ولن يتحقق لنا ذلك إال بتطبيق ادحمددات‬
‫الًتبوية اليت حددىا ادلصطفى عليو السالم حيث قال "العبو سبعا وأدبو سبعا وصاحبو سبعا مث‬
‫اترك حبلو على غاربـ ــو"(مربوك‪ ،2000 ،‬ص ‪.)145‬‬
‫وىناك أيضا عدة أسباب غريىا ىي‪:‬‬
‫‪ -‬بعد ادلدرسة عن مكان إقامة الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬قلة ادلدارس يف منطقة سكن الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توفر ادلواصالت‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تكيف الطالب مع جو ادلدرسة ألمر ما وابلتايل ينقطع عنها‪.‬‬
‫االمتحاانت‪:‬‬
‫صعوبة بعض االمتحاانت ينتج عنو الرسوب ادلتكرر للطالب وابلتايل ترك ادلدرسة‪.‬‬
‫العالقة بن ادلنزل وادلدرسة‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف العالقة بني ادلنزل وادلدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم متابعة بعض أولياء األمور ألبنائهم‪.‬‬
‫‪ -‬عدم حضور أولياء األمور إىل رلالس اآلابء دلتابعة أبنائهم‪.‬‬

‫‪875‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬البحث العلمي يف اجلامعة اجلزائرية بني الواقع واملأمول‬

‫‪ -‬عدم تواجد األب يف ادلنزل ابستمرار واحلرج من سلاطبة والدة الطالب‪.‬‬


‫أسباب عائلية‪:‬‬
‫قبل أن نتطرق إىل األسباب العائلية ال بد من تعريف األسرة‪ :‬إهنا أول زليط اجتماعي حيتك بو‬
‫الطفل‪ ،‬وىي ـ كما يقرر علماء الًتبية ـ العامل األساسي يف بناء مستقبل سليم للطفل وربقيق‬
‫سعادتو‪ ،‬ذلك أن البيئة األسرية بكل ظروفها وأحواذلا ومشاكلها وعالقات أفرادىا تؤثر يف‬
‫شخصية الطفل ادلستقبلية سلبا أو إجيااب‪ ،‬حيث أن سباسك األسرة واستقرارىا ماداي ومعنواي‪،‬‬
‫وارتباط أفرادىا بعضهم ببعض من شأنو أن يساعد على نشأة الطفل نشأة ىادئة‪ ،‬فالطفل أو‬
‫ادلراىق يتأثر بكل الذين حييطون بو ويعتربىم مثال حياكيهم ويتأثر بطبيعة العالقات بني أفراد‬
‫األسرة‪ :‬العالقة بني الوالدين‪ ،‬والعالقة بني األخوة والعالقة ابدحميط‪.‬‬
‫‪ -‬اعتقاد بعض أولياء األمور أن الًتبية والتعليم ىو من اختصاص ادلدرسة فقط‪.‬‬
‫‪ -‬انشغال األسرة وعدم متابعة دراسة ابنهم دلعرفة أدائو الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬مشاكل وظروف عائلية أخرى كالطالق مثالً(نصر هللا‪ ،2004 ،‬ص ‪.)78‬‬
‫وىناك مجلة من األسباب األخرى لظاىرة التسرب ادلدرسي ديكن تقسيمها إىل أسباب داخلية‪،‬‬
‫أسباب خارجية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫األسباب الداخلية‪:‬‬
‫‪ -‬املظاهر السكانية‪ :‬إن من ادلظاىر السكانية يف دولة اإلمارات اذلجرة اخلارجية غري العربية‪،‬‬
‫شلا سبب زايدة سكانية استطاعت أن تؤثر على التجارة والصناعة عامة‪ ،‬وثقافيا واجتماعيا‬
‫خاصة‪ ،‬ومن آثرىا تربواي وجود فجوة بني البناء القيمي ادلتعارف عليو بني اآلابء واألبناء‪،‬‬
‫والتحصيل الدراسي ومن مث التسرب‪.‬‬
‫‪ -‬اجلو املدرسي‪ :‬أن الضعف يف إدارة ادلدرسة قد يؤدي إىل استهتار الطالب ولعبو وعدم‬
‫اىتمامو دبتابعة دروسو‪ ،‬كماأن رفاق السوء ذلم أتثري واضح على سلوك الطالب داخل ادلدرسة‬
‫شلا يفوت عليو كثريا من الدروس ابدلدرسة‪ ،‬ويؤدي ابلتايل إىل فشلو‪ .‬انىيك عن ذاتية التعلم يف‬

‫‪876‬‬
‫ص ‪ -‬ص‪883.-867:‬‬ ‫اجمللد السابع ‪،‬العدد الرابع ‪ ،‬ماي ‪2022‬‬

‫الطالب نفسو‪ ،‬وضعف ادلدرس علميا وثقافيا وأخالقيا‪ ،‬وعدم مالءمة ادلنهج واالمتحاانت‬
‫وازدحام الفصول‪ ،‬كل ىذه العوامل تساعد على التسرب‪.‬‬
‫‪ -‬نقص املعلومات‪ :‬إن كثريا من األسر سبتنع عن تقدًن معلومات دقيقة حول حالة الطالب‬
‫وتصرفاتو‪ ،‬شلا يؤدي إىل ضعف ربصيلو الدراسي وتكرار الرسوب مث التسرب يف النهاية‪.‬‬
‫‪ -‬تعدد الزوجات‪ :‬أن زواج األب ألكثر من واحدة أحياانً خيلق خالفات عائلية‪ ،‬تؤدي إىل‬
‫تفكك أسري واىل عدم االستقرار لدى الطالب‪ ،‬نتيجة تعاطف األب مع البيت األول أو‬
‫البيت الثاين أوالبيت الثالث‪ ،‬فيصبح الطالب مشتت األفكار شارد الذىن‪ ،‬شلا يؤدي إىل‬
‫تسربو‪.‬‬
‫‪ -‬الطالق‪ :‬إن الطالق لو أثره السيئ واخلطري يف بنية اجملتمع‪ ،‬ويف تشتيت األبناء‪ ،‬وتشردىم‬
‫النفسي بني األبوين‪ ،‬واالنعكاسات اخلطرية ذلذا التشرد تؤدي إىل ضعف التحصيل الدراسي مث‬
‫التسرب‪.‬‬
‫‪ -‬التقليد‪ :‬إن ظاىرة التقليد خطرية جداً‪ ،‬فكثري من الطالب تركوا ادلقاعد الدراسية نتيجة‬
‫اإلمهال والالمباالة‪ ،‬واطلرطوا يف العمل دون وعي‪ ،‬شلا أدى على ادلدى البعيد إىل ربريض‬
‫زمالئهم على التسرب من ادلدرسة مث العمل معهم‪.‬‬
‫‪ -‬الزواج من أجنبيات‪ :‬تًتتب على الزواج من أجنبيات آاثر اجتماعية وثقافية سلتلفة‪ ،‬منها‬
‫أتثري ثقافة األم على الطالب وأتثر الطالب بلغة األم واعتماد لغتها يف التحدث سواء يف ادلنزل‬
‫أو ادلدرسة أو الشارع‪ ،‬شلا أفقده روح التعليم ومن مث التسرب‪.‬‬
‫األسباب اخلارجية‪ :‬أما األسباب اليت تنتج عن عوامل خارجية‪ ،‬فيمكن اختصارىا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التقدم يف املواصالت واالتصاالت‪ :‬إن ىذا التقدم بال شك يؤثر على نقل الثقافات من‬
‫قريب أو بعيد‪ ،‬وابلتايل تشكل خطراً على النسق الثقايف واالجتماعي والقيمي يف البالد‪ ،‬فعلى‬
‫سبيل ادلثال ال احلصر نظام (اإلنًتنت) يتم استخدامو من جانب الشباب بصورة خاطئة‬
‫وخاصة ادلعلومات اليت تشرد ذىن الطالب‪ ،‬شلا يكون لديو روح نبذ وكره التعليم مث التسرب‪.‬‬

‫‪877‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬البحث العلمي يف اجلامعة اجلزائرية بني الواقع واملأمول‬

‫‪ -‬القنوات الفضائية‪ :‬شهد مطلع التسعينات تزايداً يف القنوات الفضائية التلفزيونية الدولية‬
‫العابرة للحدودعرب الفضاء‪ ،‬وأصبحت جزءاً ال يتجزأ من حياة الفرد‪ ،‬وعلى ىذا يشكل وصول‬
‫ىذه القنوات حداثً اجتماعياً كبرياً قاد إىل أتثريات واسعة النطاق على األصعدة السياسية‬
‫واالجتماعية والنفسية والثقافية‪ .‬وكان التسرب نتيجة تلك التأثريات‪ .‬تلك كانت بعض‬
‫األسباب الداخلية واخلارجية اليت أثرت وفرضت على شباب الدولة تسرهبم من الدراسة‪،‬‬
‫وخاصة يف ادلرحلة اإلعدادية(دمحم‪ ،1991 ،‬ص ‪.)39‬‬
‫‪ -‬احللول لعالج مشكلة التسرب املدرسي‪:‬‬
‫على الرغم من التأثري السليب للتسرب ادلدرسي على التلميذ نفسو وعلى أسرتو واجملتمع بشكل‬
‫عام‪ ،‬إال أن أتثريه على ادلدرسة أكثر وضوحاً‪ ،‬ذلك أنو عامل كبري يساىم يف تفشي الفوضى‬
‫داخل ادلدرسة وتدين مستواىا واإلخالل بنظامها العام‪ ،‬فتكرار حاالت التسرب ادلدرسي‬
‫وبروزىا كظاىرة واضحة يف مدرسة ما يسبب خلالً يف نظام ادلدرسة وتدىور مستوى طالهبا‬
‫التعليمي والًتبوي‪ ،‬خاصة يف ظل عجز ادلدرسة عن مواجهة مثل ىذه ادلشكالت وقاية‬
‫وعالجاً‪ .‬ومن ىنا فعلى ادلدرسة أن تكون قادرة على ازباذ اإلجراءات اإلدارية والًتبوية ادلناسبة‬
‫وجادة يف تطبيقها واحلد من خطورهتا واليت قد تتجاوز أسوار‬ ‫لعالج مشكلة التسرب ادلدرسي ‪ّ ،‬‬
‫ادلدرسة إىل اجملتمع اخلارجي فتظهر حاالت السرقة والعنف وإيذاء اآلخرين والتخريب واالعتداء‬
‫على ادلمتلكات العامة وكسر األنظمة‪ ،‬وما إىل ذلك من مشكالت تصبح ادلدرسة وادلنزل‬
‫عاجزين عن حلّها ومواجهتها‪ ،‬ومن أىم ما ديكن أن تقوم بو ادلدرسة يف ىذا اجملال‪:‬‬
‫‪ -‬اإلجراءات الفنية‪:‬‬
‫تتمثل اإلجراءات اليت جيب أن تتبعها ادلدرسة للتغلب على مشكلة التسرب ادلدرسي‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة ادلشكالت الطالبية احلقيقية والتعرف على أسباهبا مع مراعاة عدم الًتكيز على أعراض‬
‫ادلشكالت وظواىرىا وإغفال جوىرىا‪ ،‬واعتبار كل مشكلة حالة لوحدىا متفردة بذاهتا‪.‬‬

‫‪878‬‬
‫ص ‪ -‬ص‪883.-867:‬‬ ‫اجمللد السابع ‪،‬العدد الرابع ‪ ،‬ماي ‪2022‬‬

‫‪ -‬هتيئة الظروف ادلناسبة لتحقيق مزيد من التوافق النفسي والًتبوي للطالب عن طريق هتيئة‬
‫الفرص لالستفادة من التعليم أبكرب قدر شلكن والكشف عن قدرات وميول واستعدادات‬
‫الطالب وتوجيهها بشكل جيد‪.‬‬
‫‪ -‬إاثرة الدافعية لدى الطالب ضلو التعليم بشىت الوسائل‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز اجلوانب اإلجيابية يف شخصية الطالب والتعامل حبكمة مع اجلوانب السلبية‪.‬‬
‫‪ -‬ادلوازنة بني ما تكلف بو ادلدرسة طالهبا وما يطيقون ربملو‪.‬‬
‫‪ -‬إاثرة التنافس والتسابق بني الطالب وتشجيع التعاون والعمل اجلماعي بينهم‪.‬‬
‫‪ -‬خلق ادلزيد من عوامل الضبط داخل ادلدرسة عن طريق وضع نظام مدرسي مناسب يدفع‬
‫مستوى معني من ضبط النفس يساعد على تاليف ادلشكالت ادلدرسية وعالجها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الطالب إىل‬
‫مع مالحظة أن يكون ضبطاً ذاتياً انبعاً من الطالب أنفسهم وليس ضبطاً عشوائياً بفرض‬
‫تعليمات شديدة بقوة النظام وسلطة القانون‪.‬‬
‫‪ -‬دعم برامج وخدمات التوجيو واإلرشاد ادلدرسي وتفعيلها وذلك من أجل مساعدة الطالب‬
‫لتحقيق أقصى حد شلكن من التوافق النفسي والًتبوي واالجتماعي وإجياد شخصيات متزنة من‬
‫الطالب تتفاعل مع اآلخرين بشكل إجيايب وتستغل إمكاانهتا وقدراهتا أفضل استغالل‪.‬‬
‫‪ -‬توثيق العالقة بني البيت وادلدرسة خللق ادلزيد من التفاىم والتعاون ادلشًتك بينها حول أفضل‬
‫الوسائل للتعامل مع الطالب والتعرف على مشكالتو ووضع احللول ادلناسبة لكل ما يعوق‬
‫مسرية حياتو الدراسية والعامة(علوان‪ ،1996 ،‬ص ‪.)19‬‬
‫بعض املقرتحات للتخفيف من حدة هذه املشكلة‪:‬‬
‫يف ضوء ما مت عرضو من تعريف للمشكلة وأسباهبا وإجراءات التخفيف من حدهتا‪:‬‬
‫‪ -‬مقرتحات بشأن املعلمني واملعلمات‪:‬‬
‫‪ -‬من الضروري توعية املعلمني وتدريبهم على األمور اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬إدراك ومراعاة الفروق الفردية بني الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على استخدام أساليب التعزيز ادلناسبة‪.‬‬

‫‪879‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬البحث العلمي يف اجلامعة اجلزائرية بني الواقع واملأمول‬

‫‪ -‬الدقة يف وضع درجات التحصيل‪.‬‬


‫‪ -‬العمل على عدم إرىاق الطالب ابلواجب ادلنزيل‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون مع إدارة ادلدرسة وأولياء األمور لعالج صعوابت التعلم لدى بعض التالميذ‪.‬‬
‫‪ -‬مقرتحات بشأن املناهج املدرسية‪:‬‬
‫‪ -‬االىتمام ابلكيف وزبفيف الكم يف ادلناىج‪.‬‬
‫‪ -‬تبسيط ادلناىج الدراسية ومناسبتها لقدرات وميول التالميذ‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن تتضمن ادلناىج الدراسية بعض األنشطة التعليمية‪.‬‬
‫‪ -‬ربط ادلناىج ابلبيئة ادحملية‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي مراجعة ادلناىج بشكل دوري وذبديد ادلوضوعات‪.‬‬
‫‪ -‬مقرتحات بشأن البيئة املدرسية‪:‬‬
‫‪ -‬االىتمام ابإلرشاد الطاليب وتفعيل دوره‪.‬‬
‫‪ -‬تفهم ظروف الطالب الذين يتغيبون عن ادلدرسة وعالجها‪.‬‬
‫‪ -‬ربسني الوسائل ادلساعدة لعملية التعليم‪.‬‬
‫‪ -‬التوسع يف إنشاء ادلباين ادلناسبة وادلهيأة‪.‬‬
‫‪ -‬ربسني العالقة مع التالميذ وزبفيف العقاب البدين‪.‬‬
‫‪ -‬مقرتحات بشأن ميول التالميذ حنو املدرسة‪:‬‬
‫‪ -‬تطبيق نظام ادلقررات االختيارية يف ادلدارس‪.‬‬
‫‪ -‬توعية التالميذ عن طريق وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬منح اجلوائز للطالب ادلتفوقني‪.‬‬
‫‪ -‬التوسع يف احلفالت الًتفيهية واألنشطة ادلناسبة دليول الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬مقرتحات حول عالج األسباب النفسية لتسرب التالميذ‪:‬‬
‫‪ -‬التخفيف من قلق االمتحاانت ابستخدام االختبارات الدورية‪.‬‬

‫‪880‬‬
‫ص ‪ -‬ص‪883.-867:‬‬ ‫اجمللد السابع ‪،‬العدد الرابع ‪ ،‬ماي ‪2022‬‬

‫‪ -‬توثيق العالقة بني ادلعلمني والتالميذ من انحية وبني التالميذ وزمالئهم من انحية اثنية عن‬
‫طريق االشًتاك يف األنظمة اجلماعية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استخدام العقاب اللفظي‪.‬‬
‫‪ -‬مقرتحات لعالج األسباب الصحية لغياب التالميذ‪:‬‬
‫‪ -‬تزويد كل مدرسة دبمرض لتقدًن اإلسعافات األولية‪.‬‬
‫‪ -‬نشر التوعية الصحية داخل ادلدارس وعمل بطاقات صحية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشراف الصحي على ادلقصف ادلدرسي‪.‬‬
‫‪ -‬مقرتحات حول األسباب املتعلقة ابألسرة املرتبطة بتسرب التالميذ‪:‬‬
‫‪ -‬توعية اآلابء أبمهية انتظام أبنائهم يف ادلدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬استمرار االتصال بني البيت وادلدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬توعية اآلابء أبمهية اجلو ادلناسب للمذاكرة يف البيت ومراعاة ظروف سن ادلراىقة‪.‬‬
‫‪ -‬توفري وسائل ادلواصالت للتلميذات من وإىل ادلدرسة (دمحم‪ ،1991 ،‬ص‪.)45‬‬
‫‪ .4‬خامتة‪:‬‬
‫من خالل ما سبق ذكره صلد أن للتسرب ادلدرسي أاثرا سلبية على ادلدرسة بشكل خاص وعلى‬
‫حاضر الطالب ومستقبلو ففي اللحظة اليت يغادر فيها ادلدرسة قد يعود إىل األمية اليت أتى‬
‫منها‪ ،‬وتنجر عنها أاثرا ال حصر ذلا على مستقبلو النفسي‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬واالقتصادي ونفس‬
‫األعراض سنلحظها على اجملتمع الذي يتواجد فيو أمثال ىؤالء‪.‬‬
‫وعالجا للظاىرة ادلدروسة نقدم التوصيات و ادلقًتحات اليت قدمها األستاذ زلند أرزقي بركان‬
‫واليت أوجزىا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬نشر وتعميق الوعي أبمهية ىذه الظاىرة وخطرىا لدى كافة األطراف ادلعنية مع مشاركة‬
‫وسائل اإلعالم ادلرئية وادلسموعة و ادلكتوبة يف ىذه العملية‪.‬‬

‫‪881‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬البحث العلمي يف اجلامعة اجلزائرية بني الواقع واملأمول‬

‫‪ -‬تبين السياسات اليت تسمح ابزباذ طائفة من اإلجراءات والتدابري الًتبوية اليت تنهض بكفاية‬
‫التعليم وفعالياتو – مضموان وطرائق ووسائل وأدوات –األمر الذي سيؤدي ابلضرورة إىل ربسني‬
‫ظروف وشروط التحصيل الدراسي لدى ادلتعلمني‪.‬‬
‫‪-‬إعطاء األولوية يف ظاىرة التسرب الدراسي إىل ادلرحلة األوىل من التعليم نظرا الستفحال‬
‫األخطاء واآلاثر النامجة عنها يف ىذا ادلستوى من الدراسة وأن أي جهد يبذل يف ىذا اجملال ىو‬
‫يف الوقت ذاتو جهد يعبأ من أجل استئصال جذور األمية وسد مصادرىا يف اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تغيري ادلوقف الفكري للمؤسسة الًتبوية وادلريب واألسرة من مسألة التسرب‬
‫والرسوب وتبين نظرة بيداغوجية جديدة إىل ىذه ادلشكلة تتوجو إىل استخدام معايري أكثر‬
‫إحكاما وعدالة يف تقرير إصلاز التالميذ ‪ ،‬ويف احلكم على طبيعة اإلىدار الذي يتعرضون لو‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .5‬قائمة املراجع‪:‬‬
‫جودت‪ ،‬عزت عطوي‪ :‬اإلدارة التعليمية واإلشراف الًتبوي‪ ،‬الدار العلمية والدولية ومكتبة دار الثقافة للنشر‪ ،‬االردن‪،‬‬
‫ط‪.2001 ،1‬‬
‫حامد ‪،‬عبد السالم زىران‪ ،‬التوجيو واالرشاد النفسي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬ط‪.1998 ، 3‬‬

‫الرفاعي نعيم‪ :‬الصحة النفسية‪ ،‬الرايض‪ ،‬مطبعة الرايض‪ ،‬الرايض‪ ،‬ط‪.1982 ،6‬‬

‫العايب رابح دمحم‪ :‬أسباب الفشل ادلدرسي لدى تالميذ الثانوايت من وجهة نظر االساتذة‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬مقال‬
‫منشور يف رللة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد‪.1998 ،10‬‬

‫عبد هللا عبد الدائم‪ :‬الًتبية يف البالد العربية‪ ،‬حاضرىا ومشكالهتا ومستقبلها‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬ط‪ ،3‬بريوت‪،‬‬
‫‪.1979‬‬

‫علوان سامي‪:‬ظاىرة تسرب الطلبة يف ادلدارس احلكومية يف منطقة اخلليل التعليمية‪ ،‬غزة فلسطني‪ ،‬رللة التقوًن والقياس‬
‫النفسي والًتبوي‪ ،‬جامعة االزىر‪ ،‬العدد‪.1996 ،8‬‬

‫‪882‬‬
‫ص ‪ -‬ص‪883.-867:‬‬ ‫اجمللد السابع ‪،‬العدد الرابع ‪ ،‬ماي ‪2022‬‬

‫عمر عبد الرحيم نصر هللا‪ :‬أساسيات يف الًتبية العلمية‪ ،‬دار وائل للطباعة والنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.2001 .1‬‬

‫اللقاين أمحد حسني‪ :‬مناىج التعليم‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪.1995 ،1‬‬

‫مربوك سحر علي ‪:‬اخلدمة االجتماعية يف اجملال ادلدرسي‪ ،‬دار عامل الكتب‪ ،‬بنها‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬

‫دمحم ارزقي بركان‪ :‬التسرب ادلدرسي وعواملو ونتائجو وطرق عالجو‪ ،‬ابنتة‪ ،‬اجلزائر ‪،‬العدد‪.1991 ،3‬‬

‫دمحم مجال صقر‪ :‬اذباىات الًتبية والتعليم‪ ،‬دار ادلعارف‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.1995 ،1‬‬

‫دمحم قريشي‪ :‬القلق وعالقتو ابلتوافق والتحصيل الدراسي‪ ،‬مذكرة شهادة ماجستري غري منشورة‪ ،‬ورقلة اجلزائر‪.2002 ،‬‬

‫مدحت عبد احلميد عبد اللطيف‪ :‬الصحة النفسية والتفوق الدراسي‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة و النشر‪ ،‬بريوت‬
‫لبنان‪ ،‬ط‪.1990 ،1‬‬

‫مرسي دمحم منري‪ :‬زبطيط التعليم واقتصادايتو‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬

‫‪883‬‬

You might also like