Professional Documents
Culture Documents
عريب الدمي دمحم سنة اوىل ماسرت عالقات دولية وقانون دويل[ ]حماضرات مقياس نظرية العالقات الدولية
محاضرات مقياس نظرية العالقات الدولية .للسنة اولى ماستر عالقات دولية وقاون
دولي
المحور االول :ماهية النظرية في العالقات الدولية
/1تعريف النظرية في العالقات الدولية
/2تصنيف النظريات في عالقات الدولية
/3وحدات ومستويات التنظير في العالقات الدلية
المحور الثاني :النظريات التفسيرية /الوضعية والحوارين االول والثاني في التنظير
للعالقات الدولية
/1المدرسة المثالية
/2النظرية الواقعية والواقعية الجديدة في العالقات الدولية
/3المدرسة السلوكية
/4النظرية الماركسية والماركسية الجديدة في العالقات الدولية
/5النظرية اللبرالية واللب ارلية الجديدة في العالقات الدولية
ولحوار النظري الثالت في المحور الثالث:النظريات التكوينية /ما بعد الوضعية
التنظير للعالقات الدولية
/1النظرية النقدية
/2النظرية البنائية
/3النظرية ما بعد الحداثية
/4االتجاه النسوي
المحور الرابع:ازمة التنظير في العالقات الدولية
وعرفها الدكتور "عبد الباسط دمحم حسن" في كتابه "اصول البحث االجتماعي "
بانها":مجموعة مترابطة من المفاهيم والتعريفات والقضايا التي تكون رؤية منظمة للظواهر
والتنبؤ بمستقبلها".3
_1عبد الصمد سعدون الشمري،النظرية السياسية الحديثة ،عمان :/دار الحامد للنشر والتوزيع ،2112،ص31
_2انور دمحم فرج،نظرية الواقعية في العالقات الدولية دراسة نقدية مقارنة في ضوء النظريات المعاصرة.السليمانية :مركز
كردستان للدراسات االستراتيجية ،2112،ص01
3
_عبد الناصر جندلي .التنظير في العالقات الدولية بين االتجاهات التفسيرية والنظريات التكوينية .القبة :دار الخلدونية
للنشر ,2112.ص15
وهناك من يعرف النظرية بانها "مجموعة البيانات او التصريحات حول السلوكية العقالنية
،مبنية على حوافز مهيمنة كالقوة ،مثال ذلك نظرية القوة عد "هانس مورغانتو ".1
وتعرف النظرية ايضا بانها"مجموعة القيم وقواعد السلوك والمبادئ التي تدل على ما يجب
ان ان تكون عليه سلوكية االطراف السياسية وتدخل في ذلك دراسة العالقات الدولية من
منظور ما يفترض ان تكون عليه اخالقيا.2
من خالل التعريفين السابقين نجد ان االتجاهين مختلفين في تعريف النظرية في العالقات
الدولية ،فالتعريف االول يفسر العالقات الدولية تفسي ار واقعيا ،اما الثاني فيفسر هذه
الظاهرة تفسي ار اخالقيا مثاليا .
وكينونيتها ،وبعبارة اخرى فان وظيفة الوصف هي اجابة واضحة عن سؤال :ماذا
نبحث؟".1
_ لماذا حدث؟ وماذا سيحدث ؟
وتجيب النظرية في العالقات الدولية على بعد الواقع الدولي المحتمل ،من خالل
تفسير الواقائع وفقا لما حدث وما يمكن حدوثه ،وهذا وفقا لمستويي التفسير والتنبؤ
للنظرية
ماذا يجب ان يكون ؟
على بعد الواقع الدولي المرغوب ،من خالل وتجيب النظرية في العالقات الدولية
تفسير الواقائع وفقا لما حدث وما يراد حدوثه ،وهذا وفقا لمستويي التفسير والتنبؤ.
اذا يمكن تصنيف 4ابعاد للواقع الدولي المراد دراسته من خالل النظرية في
العالقات الدولية :
بعد حقيقي ....وصف
بعد ممكن ....االدراك
بعد محتمل ....امكانية حدوث الشي
بعد مرغوب ....مايجب ان يكون
1
_ عبد الناصر جندلي ،اثر الحرب الباردة على االتجاهات الكبرى والنظام الدولي.القاهرة:مكتبة مدبولي ،2111،ص53
المحاضرة الثانية
/2تصنيف النظريات :هناك عدة معايير لتنصيف النظريات :
نظريات وفقا للهدف ،نظريات موجهة من اجل الفعل.
ا/نظريات وفقا للهدف
نظريات تجريبية (سببية)
نظريات فلسفية
النظريات التجريبية السببية موجهة لدراسة الظواهر الواقعية ،مثال خلق المنظمات
الدولية التي تؤدي الى تلطيف الجو الدولي (يمكن التاكدمنه)
النظريات الفلسفية معيارية تقوم على اسس اخالقية موجهة لتحقيق دراسة مثالية ،
مثال نظرية السلم الديمقراطي ،منطلق مثالي اي ان الدول الديمقراطية ال تدخل في
حروب فيما بينها والعالقة فيما بينها تقوم على اساس تعاوني
ب/نظريات موجهة من اجل الفعل :
دراسة الواقع من اجل فهم كيفية العمل ،ماذا يمكن ان نعمل (نظريات استرشادية من
اجل تحقيق الممكن والمرغوب ) لتحقيق االهداف .
مثال االستراتيجيات العسكرية
ج/تصنيف ستانلي هوفمان :يصنف هوفمان النظريات في العالقات الدولية من
خالل ثنائيت متقابلة
نظريات تجريبية نظريات فلسفية
نظريات جزئية (وسيطة) نظريات عامة
نظريات استقرائية نظريات استنتاجية
النظريات العامة تنطلق من خالل مفهوم معين وتسقطه على فهم مختلف الظواهر
الدولية (.المدرسة الواقعية)
نظرية جزئية :تتناول جانب معين من الظواهر الدولية واعطاء تفسيرات حوله.
مثال:نظرية النظم ،نظرية صناعة القرار (المدرسة السلوكية)
النظريات االستنتاجية والنظريات االستقرائية
النظرية االستنتاجية تسعى الى بناء بناء نماذج مجردة وتنطلق منمسلمات معينة (عام
الى الخاص) فالنظرية االستنتاجية تنطلق م االستدالل العقلي .
النظريات االستقرائية تنطلق من واقع محدد وحاالت معينة وتحاول ابراز السمات
العامة ثم التوصل الحكام عامة حولها .
1
) (Michael Sullivanفيعتبر أنه من الضروري التفرقة بين أما مايكل سوليفان
عدة أنواع من النظريات:
_1النظريات المعيارية ) (normativeو هي تلك التي تحاول تحديد ما يجب أن
يكون عليه اإلنسان و ما يجب أن تكون عليه األشياء ،و عادة ما يكون ذلك طبقا
لمعايير أخالقية .فعلى الناس احترام قوانين معينة ألن ذلك السلوك "صحيح )" (just
أو "حق) ،" (rightفالنظام الديمقراطي هو أحسن نظام سياسي ألنه يفسح المجال
أمام االختيار الشخصي و يقف في وجه استبداد أقلية معينة و هذا "جيد " (good).
على الدول أن تعتمد على نظام ميزان القوة لموازنة القوى األخرى و ذلك بهدف منع
هيمنة دولة واحدة .فباعتمادها على مسلمات تعتبرها معقولة تجريبيا فإن النظرية
المعيارية رغم ذلك تقوم على وصف ما يجب أن يكون(what ought to be)..
_2النظريات الحدسية ) (intuitiveو تعتمد على اإلحساس العام حول قضية معينة.
معظم الناس لهم نظرياتهم المفضلة حول أسباب الجريمة مثل "كل سارق يفعل ذلك
1
_ التصنيف منقول من محاضرة لالستاذ يخلف عبر الموقع www.freewebs.com/ikhlef
ألنه شرير ،هذه نظريتي" و لكنهم ال يلجئون إلى التحقق من نظرياتهم الحدسية
باالحتكام إلى الواقع.
_3النظرية السببية ) (causalو هي تجريبية ) (empiricalو ترى أن كل ظاهرة
نتاج ظاهرة أخرى و بالتالي فإنها تسبب ظهورها .كل النظريات في الواقع سببية و
لكن النظرية السببية التجريبية ال تكتفي بتقديم فكرة معينة بل تتعدى ذلك إلى التأكد
من صحتها بمقارنتها بالواقع .فمفهوم السياسة الذي قدمه جيمس كابورازو (James
)Caporasoو آلن بيلوفسكي ) (Alan Pelowskiيبين هذا جيدا ألن عالم
السياسة يعد بمثابة المخبر لألحداث ،فوراء كل عملية تشريع أو عملية تغيير أوخطة
سياسية (و هنا تأتي الخطة السياسية الدولية) هناك تكهن "فرضية )" (hypothesis
بالنتائج التي سوف تؤدي إليها .أي تغير في (أ) يؤدي إلى تغيير (ب) ،أي مثال كل
تغير في شكل نظام الحكومة المحلية يؤدي إلى القضاء على الرشوة .إن خلق
منظمات دولية مثل عصبة األمم أو هيئة األمم المتحدة سوف يؤدي إلى التقليل من
عدد الحروب في العالقات الدولية.
وعلى العموم ،هناك نظريات عامة ونظريات جزئية في العالقات الدولية ،مثل ماهو
موضح في الشكل ادناه :
ظاهرةالعالقات الدولية
فهم وتفسير جوانب جزئية ضمن ظاهرة فهم وتفسير العالقات الدولية كظاهرة كلية
العالقات الدولية
النظرايت العامة
النظريات الجزئية
النظرية الواقعية ،النظرية املثالية
نظرية صنع القرار في السياسة
الخارجية ،املدرسة القانونية ،الليربالية ،املاركية
نظرية الردع ،نظرية المباريات ،نظرية التظم ،نظرايت التكامل
،نظرية االحتواء ....
،نظرايت الصراع
المصدر:عبد الناصر جندلي ،اثر الحرب الباردة على االتجاهات الكبرى والنظام
الدولي .القاهرة :مكتبة مدبولي ،2111،ص(51بتصرف)
/3وحدات ومستويات التنظير:
أ/وحدة التحليل:
تتنوع وحدات التحليل وفقا لرؤية كل نظرية للفاعل ونطاق البحث ،فتصنف وحدات
التحليل الى الدولة ،والمنظمات الدولية ،والفرد او بمعنى اخر ،وحدات تحت الدولة
،الدولة ،ووحدات فوق الدولة ،وتعتمد كل نظرية في العالقات الدولية نوع واحد او
عدة انواع من وحدات التحليل ،وه ما سنكتشفه في المحاضرات الالحقة.
ب/مستويات التحليل :
عرف "مستوى التحليل" -لدى بعض الباحثين -باعتباره يتعلق" بكيفية تحديد
األنماط المختلفة للمواقع أو المناطق ) (locationsالتي قد تكمن فيها (أو تنبثق
منها) مصادر تفسير الظواهر التي يمكن مالحظتها ،وكيفية التعامل البحثي معها"1
ويبرز تصنيف شائع يشير إلى ثالثة مستويات من التحليل :الدولي ،والداخلي،
والفردي .على أي مستوى يتعين على التحليل أن يركز؟ من ناحية ،الجواب البديهي
هو دراسة العالقات الدولية .فيتمثل منتدى الحوار في الحلبة الدولية التي تؤدي فيها
الدول دور الالعبين الرئيسين .ولكن ليس ضروريا أن تكون الدولة المستوى المناسب
الذي يرتكز عليه التحليل .فخير تفسير يمكن التوصل إليه حول تصرف الدول على
الحلبة الدولية هو القول إنه ثمرة عمليات سياسية داخلية بين مجموعات أو منظمات
في داخل الدول ،أو ثمرة تصرف أفراد معينين يؤلفون جزءا من هذه المجموعات أو
المنظمات.
في كتاب "االنسان والدولة والحرب " يحاجج والتز ()1050بان الدراسات المتعلقة
بموضوع مستوى التحليل كشفت عن ثالث مستويات مختلفة للتحليل (او ثالث
2
صور) وهي:
أ.الطبيعة البشرية ،ب.بنية النظم السياسية ،ج.طبيعة النظام الدولي .
وقد فسر والتز موضوع الحرب وفقا للمستويات الثالث السابقة الذكر كما و موضح
في الجدول التالي :
_1أماني صالح " .األمة ،كمستوى للتحليل في العالقات الدولية".مجلة المسلم المعاصر .العدد .131 / 131ص101
_2نظريات العالقات الدولية ،سكوت بوريتشل،ريتشارد ديفيتاك واخرون (.تر:دمحم صفار).القاهرة:المركز القومي للترجمة
،2114.ص33
جدول يوضح تفيسر موضوع الحرب لدى النظريات الواقعية واللبرالية والماركسية
حسب مستتويات التحليل الثالث:
التحليل مستوى التحليل االول +مستوى التحليل الثاني مستوى
الثالث الفرد +بنية النظم السياسية(الدولة)
النظام الدولي
العدوانية الطبيعة نتاج الحرب الواقعيون
لالجناس البشرية
الحرب نتاج الحكم االوتوقراطي اللبراليون
يمكن تفادي الحرب عن طريق بناء
انظمة حكم ليبرالية
الحرب نتاج للراسمالية الماركسيون
يمكن تفادي الحرب عن طريق بناء
انظمة حكم اشتراكية
ديفيتاك واخرون المصدر :نظريات العالقات الدولية ،سكوت بوريتشل،ريتشارد
(.تر:دمحم صفار).القاهرة:المركز القومي للترجمة ،2114.ص(32_33بتصرف)
المحاضرة الثالثة
المحور الثاني :الحوارين النظريين االول والثاني
/1المدرسة المثالية The Idealist School
تعريف المدرسة المثالية .......................................................:
هي كل تفكير مبني على تصور رغبوي أو تمنيات ذاتية تتغلب فيه النزعة الفلسفية
واألخالقية واإلنسانية وهو غير مؤسس على معطيات وحقائق واقعية رغم موضوعيته
ومنطقيته وسالمة تفكيره ونبل أهدافه.1
إذا التفكير المثالي يقوم على استخدام مقاييس الصواب والخطأ في إطار من القيم
األدبيةواألخالقية التي تعكس األوضاع الحقيقية للمجتمع الدولي واالبتعاد به عن حالة
الفوضى و الصراع.
أطلق على التيار المثالي وصف ʺالغائي والطوباوي ʺ ،فهو غائي ألنه يريد تحقيق
هدف معين ،وهو السالم .وانشغاله بهذا الهدف يفوق اهتمامه بفهم الواقع.ووصفه ب
الطوباوي ألنه يهدف إلى تحقيق أهداف خيالية ،2من خالل اهتمام المدرسة المثالية
بدراسة وتحليل الظواهر الدولية ليست كما هي موجودة في الواقع الدولي المعيش وانما
كما يجب ان تكون ،انطالقا من تفسيرها للنظام الدولي المرغوب وليس النظام الدولي
القائم.3خاصة ما تعلق بتحقيق سالم شامل و إقامة حكومة عالمية ،وهذه الصفة تقود
إلى األصل الفكري للتيار المثالي،والمنطلق أساسا من مبادئ األخالق والدين والقانون.
كما ينطلق رواد المثالية من مرتكزات أساسية في تحليلهم للعالقات الدولية وهي:1
_ اعتبار الضمير اإلنساني بمثابة الحكم األعلى في القضايا األخالقية.
_ اعتبار المصير اإلنساني في تطابق مع العقل والحكمة ،كما يقول "جيرمي بنتهام
"والذي يعرف الخير بأنهʺإعطاء اكبر درجة من السيادة ألكبر عدد من الناس".
_ الدعوة إلى إقامة نظم ديمقراطية ،وابرز من نادى بذلك "روسو" " وكانت" .الن
األمراء يشنون
حروبا لمصلحتهم الذاتية وليس من اجل مصلحة شعوبهم.
_ التركيز على أولوية األخالق على السياسة واالقتصاد واإليديولوجية،عكس المدرسة
الواقعية .
_ التركيز على مسلمة انسجام المصالحThe harmony of interstes
_االلتزام بمبدأ عدم االعتداءThe non aggrission
_االلتزام بمبدأ عدم التدخلThe non intervention
_مبدأ المساواة بين األمم.
خصائص المدرسة المثالية :
_ تعتمد المدرسة المثالية على منهج "ما يجب ان يكون" وان تناقض مع منهج" ماهو
كائن " .،اي انها تعتمد على "كيف يجب ان يتصرف السياسيون في العالقات الدولية ؟
ال على اساس "كيف يتصرف هؤالء فعال؟"
_تزودنا المثالية بافكار تمكننا من استيعاب الواقع الدولي واالستشراف له .
_ تقوم المثالية على تصورات في تفسير العالقات الدولية باالعتماد على القانون
الدولي واالستناد الى سلطة التنظيم وااللتزام بالمواثيق الدولية .
_ تبدأ المثالية باالعتقاد بأن الطبيعة اإلنسـانية تقـوم علـى اإلحسـان والمساواة بين الناس
والدول بوصفهم العبين في السياسة الدوليـة .إنهـاتĉعي بأن الدول هي امتداد لإلنسان
وتسعى من أجـل تحقيـق اإلنسـان المثالي ،إنها تركز على الناس أكثر من الدول وان
اهتمامها الرئيس ينص على أن التشابه بين الالعبين الدوليين ـ األفراد والدول ـ هو من
1
أجـل تعزيز المثاليات اإلنسانية.
اهداف المثالية
تهدف المدرسة المثالية الى تحقيق كل ماهو اخالقي ينقل العالم الى ماو هو افضل
من خالل تحقيق االهداف التالية :
_الحكومة العالمية :حيث تعتبرها المدرسة المثالية انها النموذج العالمي للبنى
والعمليات الخاصة بتوجيه وحل الصراعات ووضع القواعد وتطبيقها ،وضمن هذه
الصورة للعالم تذوب كل الفوارق بين مكونات المجتمع الدولي
_ تحقيق السالم الدائم ،وهو من اسمى االهداف التي دعى لها رواد المدرسة
المثالية وذلك انطالقا من طبيعة البشرية الخيرة والتعاونية ، ،وفكرة السالم الدائم ال
تتوفر اال بوجود الدول الديمقراطية التي تقود العالم للسالم (ويلسون وكانط).
_ تحقيق المصلحة العالمية المشتركة .
والقيم الدينية.وترتكز على كل ماله عالقة بالواقع والمالحظات الملموسة التي تشاهد
وتمارس في الواقع العملي بين األفراد والجماعات ،أو بين وحدات المجتمع الدولي من
دول ومؤسسات.وهي تمثل االتجاه الليبرالي العلماني في تفكيره والمادي في ممارسته ،و
تشير من الناحية السياسية الى تلك العالقات المؤسسة على القوة والمصالح المادية بين
الفاعلين السياسيين.1
األصول الفكرية للواقعية الكالسيكية
تعود أصول الواقعية الكالسيكية إلى عقود ما قبل الميالد باعتبارها قائمة على فكرة
القوة ،إذ يعتبر كوتيليا )) (kotilia312_203ق.م(بالهند أول كتاب الواقعية السياسية
في العالقات الدولية.فقد كتب عندما كان وزي ار لدى اإلمبراطور الهندي حول الحرب
والتحالف ،ودور العوامل الجغرافية ومفهوم القوة.والوظائف التي تقوم بها الدولة ومفهوم
القوة ونظام توازن القوى.2
يمكن القول ان الواقعية الكالسيكية قديمة وظهرت بظهور االنسان ،النها تعتمد اساسا
على مفهوم القوة ،والقوة كانت وال زالت الشغل الشاغل لالفراد والجماعات والدول ،الن
الطبيعة االنسانية تميل الى العنف والصراع والبحث عن القوة وتحقيق المصلحة الذاتية،
وعدم إعطاء أي أهمية لآلخرين.
وابرز منظري الفكر الواقعي الكالسيكي في العالقات الدولية في القرن السادس
عشر نيكوالي ميكيافلي الذي ركز على فكرة القوة في كتابهʺاألمير ʺالذي عرض فيه
دور القوة في المحافظة على الملك وتوسيع نطاقه ودور الحصون في حماية
اإلمارة.باإلضافة إلى ميكيافليي،توماس هوبز الذي أكد على أن القوة عامل حاسم في
السلوك اإلنساني ،ومن رواد هذه النظرية كذلك نجد كال من كوينسي
_3توزيع أهداف السياسة الدولية على ثالثة أقسام :الحفاظ على القوة ،الزيادة في القوة و
الهيمنة.1
_2ضرورة توظيف المعلومات التاريخية لتفحص األعمال السياسية وما يترتب عنها.2
/ مبادئ الواقعية الكالسيكية:
يمكن تلخيص مبادئ الواقعية الكالسيكية في النقاط التالية :3
_ العالقات الدولية تحكمها قواعد قانونية موضوعيةكامنة في الطبيعة البشرية .
_القائد السياسي يجب ان يفكر ويتصرف طبقا للمصلحة القومية .
_على االمم ذات السيادة الكاملة ان تحقق امن بقائها وهو ادنى مصالحها الوطنية في
سياستها الخارجية .
_ رفض تطبيق المبادئ االخالقية على سلوكيات الدول وانشطتها.
_تتحدد قوة او ضعف دولة معينة من خالل تحقيقها للمصلحة الوطنية لها في سياستها
الخارجية .
_ المصلحة القومية تتمحور حول :
أ/الحفاظ على القوة (سياسة الحفاظ على الوضع القائم ).
ب/زيادة القوة (سياسة التوسع وتحقيق الهيمنة)
ج/اظهار القوة (سياسة تحقيق الهيبة)
_ استقاللية الظاهرة السياسية ،وعدم التداخل بين العالقات الدولية والعلوم األخرى،كما
يؤكد ذلك مورغانتو في قولهʺ...والسياسي الواقعي يسأل :كيف تؤثر هذه السياسة على
قوة الدولة ʺ1،هو يعني بذلك أن السياسة الدولية تعنى بتحقيق القوة ،وهذه العملية
مستقلة عن الجوانب االقتصادية واالجتماعية.
المحاضرة الرابعة
/3مجاالت النقاش الواقعي _المثالي( الحوار النظري االول)
يعتبر هذا النقاش األول من نوعه في مجال التنظير للعالقات الدولية ،حيث بعد
الحرب العالمية األولى برز الفكر المثالي لتحقيق السالم واالستقرار الدوليين ،لكن
اندالع الحرب العالمية الثانية أدى بالمفكرين بالبحث عن نظرية تعالج الواقع الدولي
بمختلف تناقضاته واكتسح الفكر الواقعي مجال التنظير في العالقات الدولية ما نتج عنه
هذا النقاش المو ضحة معالمه في الجدول التالي ،والتي سنتناولها بالتفصيل في
المطالب التي تليه،
الملحق رقم ٧:جدول يلخص أهم االفتراضات التي تناولها الحوار األول بين الواقعية
والمثالية.
أ/المجال القيمي الفلسفي :
.1النقاش حول القيم واألخالق واستقالليتها عن السياسة:
يرى ʺكار ʺان التشديد المفرط على المبادئ المجردة التي ينتهجه المثاليون ساهم في
عدم القدرة ال سيما في العالم االنجلوساكسوني على فهم األحداث الدولية والسيطرة عليها
خالل فترة الحربين العالميتين،وهو السبب المباشر لفشل المثاليين في تجنيب العالم حربا
عالمية ثانية 2 .كما أن الواقعيين لم يؤمنوا بالمبادئ واألخالق ،وذهبوا إلى بناء العالقات
الدولية على أساس المصلحة الوطنية ،والتي يفسرها ʺكارʺبأنها انعكاسات ال شعورية
للسياسات القومية التي تقوم على أساس تفسير معين للمصلحة القومية في وقت
معين.وذهب "فريدريك شومان" إلى انه على صانع القرار أن ينظر في النتائج ألي قضية
موضع خالف ال على أساس البعد األخالقي وانما على أساس مقارنة اثر مختلف البدائل
على ميزان القوى ،أما المبادئ األخالقية فهي ذات قيمة عدائية أو هي مقبولة إذا
تطابقت مع بناء القوة .1
إذا تتناقض رؤى كل من المثاليين والواقعيين حول مسألة إدراج المبادئ واألخالق ضمن
معادلة العالقات الدولية ،بحيث نجد المثاليين يعتمدون عليها بشكل أساسي ،أما
الواقعيون فيستبعدون األخالق والقيم من هذه المعادلة.
.2النقاش حول مسالة التاريخ وعالقته بالتنظير.
يعتبر التاريخ من أهم النقاط التي أثارت النقاش بين الواقعيين والمثاليين .فالمثاليون
يتجاهلون دروس التاريخ ويوجهون اهتمامهم نحو المستقبل ،باعتبار أن األحداث
التاريخية هي منفصلة و فجائية وال عالقة لإلنسان بها ،كما أن الواقع معطى ويجب أن
تتعايش فيه الشعوب وفقا لالحترام والحرية والديمقراطية ،بعيدا عن الحروب .أما
الواقعيون فيعتبرون التاريخ مخب ار ألبحاثهم ،وفي هذا اإلطار يقول "هانس مورغانتو انه
ʺفي التنظير للسياسة الدولية من الضروري أن نوظف المعلومات التاريخية لتفحص
األعمال السياسية و نتائجها .ʺ2
.3النقاش حول األهداف
تتناقض أهداف المثاليين والواقعيين وذلك وفقا للمنطلقات التي تركز عليها كل نظرية،
فالمثالية تهدف إلى حكومة عالمية وفقا لنظام امن جماعي وانسجام المصالح .أما
الواقعية فهدفها الوحيد هو تعظيم القوة وفق نظام تو ازن القوى.
فالمثاليون يرون العالم في حالة انسجام مصالح ما يسمح بإنشاء حكومة عالمية ،وهذا
المشروع يمكن أن يتحقق من خالل تنازل الدول عن جزء من سيادتها لكيان دولي اشمل
والذي سموه حكومة عالمية ،نظ ار لعدم تعارض المصالح بين الدول1،وهو ما ينشأ عنه
مفهوم التراتبية في النظام الدولي .أما الواقعيون فيرون أن القائد السياسي يفكر ويتصرف
طبقا للمصلحة المتمثلة في القوة ،ويوضح مورغانتو مفهوم المصلحة القومية بالقول ʺإن
مفهوم المصلحة القومية ال يفترض التناسق الطبيعي أو السالم العالمي وال حتمية الحرب
كنتيجة لسعي كل الدول لتحقيق مصالحها ...بل تفترض صراعا مستم ار وتهديدا مستم ار
بالحرب يساهم العمل الدبلوماسي في تقليل احتماالته من خالل التسوية المستمرة
للمصالح المتعارض ʺ.2وهنا يبين مورغانتو مدى التأصيل لمفهوم المصلحة الوطنية في
الفكر الواقعي،والذي من خالله تتسم عالقات الدول بالصراع المستمر.
:.4النقاش حول طبيعة العالقات الدولية.
يرى المثاليون ان الدول في حالة تعاون وانسجام في المصالح انطالقا من الطبيعة الخيرة
للبشرية ،وهذا التعاون فطري وهو حالة طبيعية .اما الصراع فهو حالة عارضة وليست
طبيعية ،وهذا التعاون يساهم بشكل كبير في تحقيق هدف الحكومة العالمية.كما يرى
3
المثاليون ان المجتمعات الجيدة والمتماثلة والمتعاونة يمكنها الوصول الى مجتمع دولي
وهذا عكس الطرح الواقعي الذي ينطلق من أن الطبيعة الشريرة للبشرية تؤدي الى حدو
ث الصراع بينهم ،وهذا ينطبق كذالك على الدول باعتبارها متكونة من مجتمعات مختلفة
ومتناقضة ،وهو ما يعطي صفة الطبيعة للصراع حسب الواقعيين.
ب/المجال التحليلي.
وفي هذا المجال سنحاول إبراز أهم نقاط االختالف التي دار حولها النقاش الواقعي
_المثالي في تحليلهما للواقع الدولي والعالقات الدولية.
األحقية . 1وان المنظمات الدولية ال يمكن أن تؤثر في النظام الدولي مثل تأثير الدولة
عليه.
كما يمكن تلخيص النقاش الواقعي_المثالي مثل ما تم تناوله سابقا في الجدول ادناه:
المحاضرة الخامسة
_1دمحم منذر ،مبادئ في العالقات الدولية:من النظريات إلى العولمة.بيروت:مجد المؤسسة الجامعية للنشر
والتوزيع2112،،ص٧٧
تعرف النظرية الواقعية الجديدة (البنيوية)بانها تلك الطريقة المنهجية العلمية للتفكير
لفهم النظام الدول واستمرايته وديناميكيته .1من ابرز رواد هذه النظرية نجد كل من
:كينيث وولتز ،روبرت جيلين،باري بوزان ،جاك سنايدر ،ستيفن فان ايفرا ،جون
ميرشايمر ،مايكل ماستانديمو.
تتفرع النظرية الواقعية الجديدة الى واقعية هجومية وواقعية دفاعية فالدفاعيون كمايكل
ماستناديمو ،وجوزيف جريكو ،وجاك سنايدر ،وكينث وولتز ،يرون انه ليس من
الحكمة للدول ان تحاول زيادة حصتها من القوة العالمية الى اقصى حد ،الن النظام
سيعاقبها اذا ما حاولتالحصول على قدر اكبر من الالزم من القوة ،وان السعي وراء
الهيمنة هو امر طائش الى حد كبير .2اذ ان اذا قوت اي دولة بشكل زائد عن اللزوم
فان عدم التوازن سيظهر ،ستعاظم القوى العظمى االخرى جيوشها العسكرية وتعززها
وستشكل تحالفا توازنيا يترك الدولة التي تطمح الى الهيمنة في وضع اقل امنا او حتى
انه قد يدمرها.
اما الواقعيون الهجوميون ك"روبرت كيبلين" ،و"جون ميرشايمر" ،يرون انه من
المنطقي استراتيجيا ان تحصل الدول على ما امكنها من القوة وان سنحت لها الظروف
ان تسعى الى نحو الهيمنة ،والحجة هنا ليست ان السيادة اوالسيطرة جيدة في حد ذاتها
،وانما ان الحصول على قوة هائلة هو افضل طريقة تضمن فيها الدولة بقاءها .3ينبغي
للدول ان تسعى وتبحث دوما عن الفرص للحصول على قوة اكبر وعليها ان تقوم بذلك
_1عبد الناصر جندلي ،اثر الحرب الباردة على االتجاهات الكبرى والنظام الدولي ،مرجع سابق،ص112
_2تيم دان واخرون ،نظريات العالقات الدولية التنوع واتخصص( .ترـدينا الخضرا).الدوحة:المركز العربي لالبحاث ودراسة
السياسات ، 2113،ص 2113
_3عبد الناصر جندلي ،اثر الحرب الباردة على االتجاهات الكبرى والنظام الدولي ،مرجع سابق212 ،
متى رات ذلك مجديا ،بانه ينبغي للدول ان تحقق الحد االقصى من القوة ،كما ينبغي
للدول ان يكون الهدف النهائي هو الهيمنة الن هذا افضل طريقة للبقاء .
_ يرى الواقعيون الجدد ان للطبيعة البشرية عالقة ضيئلة بالسبب الذي من اجله تريد
الدول امتالك القوة.
في حين ان بنية النظام الدولي او التصميم البنائي له ،هي التي تجبر الدولة على
السعي الى الحصول على القوة.1
_عالج الواقعيون الجدد مفهوم النظام الدولي ومميزاته البنيوية باستخدام المنهج
االستنباطي والمنهج االستقرائي ،فالمنهج االستنباطي طبق من طرف كينث وولتز على
النظام الدولي لتفسير سلوكيات الدول من خالل عالقاتها وتفاعالتها مع بعضها البعض
...اما المنهج االستقرائي فقد طبق من طرف روبرت كوبلن في دراسته وتحليله لمواقف
الدول منفردة .2
_تهمل الواقعية الجديدة االختالفات الثقافية بين الدول ،وكذلك االختالفات في انواع
انظمة الحكم.وذلك مبدئيا ،الن النظام الدولي يخلق الحوافز االساسية نفسها للقوى
العظمى جميعها ،وسواء اكانت الدولة ديمقراطية ام اتوقراطية استبدادية ،فان ذلك قليل
االهمية نسبيا عندما يتعلق االمر بالطريقة التي تتصرف بها الدولة تجاه دول اخرى .3
_1تيم دان واخرون ،نظريات العالقات الدولية التنوع واتخصص( .ترـدينا الخضرا).الدوحة:المركز العربي لالبحاث ودراسة
السياسات،2113،ص212،
_2عبد الناصر جندلي ،اثر الحرب الباردة على االتجاهات الكبرى والنظام الدولي ،مرجع سابق،ص112
_3سكوت بروتشيل واخرون ،مرجع سابق ،ص143
_ ال يمكـن إثبات أو دحض التحليالت المبنية على الطبيعة البشرية .ويعتقد "والتز" أن
نظريته عن العالقات الدولية يمكن إثباتها أو عدم إثباتها باعتبارها أكثـر قوة وعلمية من
أعمال الواقعيين التقليديين.1
القوى العظمى هي الجهات الفاعلة في السياسة الدولية وهي تعمل ضمن منظومة
فوضوية .
تفسير السياسـات الدولية يكون على أساس بنية النظام وحدها دون أي اعتبـار
علـى اإلطـالق للطابع الداخلي لالمم المكونة له.2
يجادل "والتز" واستنادا إلى "أميل دوركايم "Emil Durkheim،بـأن أي هيكل
سياسي ،في أي مستوى للتحليل ،يتم تعريفـه مـن خـالل ثالثـة عناصر ،وهي:3
أ .المبادئ المنظمة لترتيب الوحدات التي تتعايش في نظام ال مركـزي سمته
الفوضى.
ب .طبيعة الوحدات ووظائفها ،فالدول ستبقى األساس في التفاعل داخـل.
ج .توزيع عناصر القوة ،أي القدرات التي تتمتع بهـا الوحـدات داخـل النظام.
جميع الدول تمتلك قدرة عسكرية هجومية معينة ،اي ان كل دولة لديها القدرة
على الحاق االذى بجاراتها ،وتختلف هذه القدرة من دولة الى اخرى بالطبع .كما
انها تتغير من وقت الى اخر بالنسبة الى اي دولة كانت .4
القوة عند الواقعيين الجدد هي وسيلة وليست غاية بينما هي وسيلة وغاية في
ان واحد عند الواقعييون الكالسيكيون .
هدف الواقعيون الجدد هو تحقيق اقصى ما يمكن من االمن وليس القوة وانما
توازنها وفي هذا يقول والتز":ان االهتمام االخير للدول ليس من اجل القوة
وانما من اجل االمن ".
الصراع الدولي عند الواقعيين الجدد هو نتيجة حتمية للبيئة الدولية الفوضوية
وغير االمنة وبينما الصراع عند الكالسيكيين هو من طبيعة العالقات الدولية
التي هي صراع القوة ومن اجل القوة.
يختلف الواقعيون الجدد مع الكالسيكيين في طبيعة النظام الدولي وبنيته.
فالواقعيون الجدد يقرون بافضلية نظام الثنائية القطبية على نظام التعددية
القطبية النه اكثر مالئمة وتكيفا مع نظرية توازن القوى واكثر وضوحا
فيما يسمى بسوء التقدير او الخطأ وبساطة...بينما في النظام التعددي
االدراكي وما ينجم عنها من نتائج وخيمة .
_1عبد الناصر جندلي ،اثر الحرب الباردة على االتجاهات الكبرى والنظام الدولي ،مرجع سابق،ص ص 113
/5المدرسة السلوكية
أ /ظهور المدرسة السلوكية :ظهرت المدرسة السلوكية في عقد الخمسينيات من القرن
الماضي ،بهدف إيجاد نظرية تنبؤية باعتمادها على قواعد ومناهج بحث ،تقوم بمجملها على
القياس الكمي للمتغيرات الواقعية في العالقات الدولية .وتنطلق من منهج دراسة تأثير عدد
قليل من المتغيرات على اكبر عدد ممكن من الحاالت بشكل منتظم الستخراج أوجه وأنماط
التشابه والتكرار الضرورية لبناء نظرية سياسية .1
كما تبلورت هذه النظرية في بحر الستينيات من القرن الماضي ،وحاولت إيجاد روابط بين
المفاهيم والنظريات الجديدة المختلفة،ويعتبر دافيد ايستن DAVID ESTANمن ابرز رواد
النظرية السلوكية من خالل استعماله لعناصر دقيقة في عملية البحث.2
ب/خصائص النظرية السلوكية:
تميزت النظرية السلوكية عن غيرها من النظريات في مجال العالقات الدولية بعدة خصائص
أهمها :3
_ اهتمت باستعمال المناهج العلمية واعتمدت على علم النفس االجتماعي الدولي ،وكذلك
االنتروبولوجيا االجتماعية لدراسة وفهم الظواهر الدولية.
_ اهتم السلوكيون باألنماط المتكررة ،وأهملوا الحاالت الفردية في بحوثهم.
_ النظرية السلوكية حسب ايستون ،نظرية تحليلية وعامة وليست خاصة وتفسيرية ،وليست
معيارية ،تهتم بدراسة سلوك الفرد والقادة المتميزين.
_ تلجأ السلوكية الثبات قدرتها على التعميم واطالق االحكام العامة ،واستعمال الحاسب
االلكتروني والرياضيات.
ج/مرتكزات النظرية السلوكية:
استعمل السلوكيون وعلى رأسهم دافيد ايستون عدة مرتكزات في تحليلهم للظاهرة السياسية،
باستخدامهم لالطر التقنية والكمية في مجاالت البحث ،واهم هذه المرتكزات :1
_مظاهر التماثل REGULARRITIEوالتي تعبر عنها بالتعميمات هو بالنظريات ذات
األهمية التفسيرية والتنبؤية.
_إمكانية االختبار VERIFICATIONوتعني التحقق من صحة التعميمات أوالنظريات من
خالل مدى تطابقها مع السلوكية الوثيقة الصلة بالظاهرة محل الدراسة والتحليل.
_استخدام األسلوب الكمي QUONTIFICATIONمن اجل الحصول على معلومات
وبيانات دقيقة ومضبوطة على غرار الوسائل واألدوات التي تمكن الباحث من الوصول إلى
نتائج علمية دقيقة بشأن موضوع بحثه.
_الفصل والتمييز بين االفتراضات المتعلقة بالتقييم األخالقيNORMATIVE
) (EVALUATIONوتلك المتصلة بالتفسير االمبريقي EMPRICAL
.EXPLATION
_إضفاء طابع النظامية SYSTEMATIZATIONعلى البحث ،وتعني النظامية اعتبار كل
من النظرية والبحث كأجزاء متماسكة ومتناسقة لجسد مترابط منطقيا في نسق موحد ومنظم
ومرتب للمعرفة السياسية.
_االهتمام بالعلم التجريدي البحث PUR SCIENCEفي مفهوم السلوك اإلنساني وتفسيره
قبل الجنوح نحو استخدام المعرفة العلمية السياسية من اجل التعامل مع مشكالت المجتمع
القائمة بغرض إيجاد حلول مناسبة لها.
_التكامل واالندماج INTEGRATIONبين البحث السياسي والبحوث العلمية األخرى في
مختلف فروع العلوم االجتماعية واإلنسانية.
المحاضرة السادسة
/6مجاالت النقاش السلوكي_ الواقعي
يعتبر هذا النقاش من أهم النقاشات في مجال العالقات الدولية ،فبعد الحرب العالمية الثانية
برز التيار السلوكي في العلوم االجتماعية بشكل عام ،ومجال التنظير في العالقات الدولية
بشكل خاص ما نتج عنه هذا النقاش الموضحة معالمه في الجدول التالي ،والتي سنتناولها
بالتفصيل في المطالب التي تليه.
أ /المجال المعرفي:
تناول "هيدل بول" عام ٧٧٦٦مدخالن لدراسة نظرية العالقات الدولية واعتبر أن معظم
الدراسات التي سبقت ذلك التاريخ تنتمي إلى المدخل التقليدي مثلما تطرق إلى ذلك كل من
ادوارد كار ،هانس مورغانتو ،ريمون ارون ومارتن وايت .واعتبر بول أن المدخل التقليدي
يعتمد على الفلسفة والتاريخ والقانون في التنظير وصياغة الحجج ،وذلك ما يوضح أن
العلماء الذين اهتموا بدراسة موضوع العالقات الدولية أكثر من منهجها تبنوا المدخل
التقليدي .أما الذين اهتموا بالمنهجMETHODأكثر من الموضوع قد تبنوا المدخل العلمي او
السلوكي.1
الفرع األول:النقاش حول طبيعة علم العالقات الدولية واستقالليتها
يرى السلوكيون ان علم العالقات الدولية ذو طبيعة شمولية ومرن ،يستفيد من العلوم
األخرى عكس الواقعيين الذين يرون أن حقل العالقات الدولية هو علم مستقل عن بقية
العلوم األخرى ومتميز عنها ،وال يمكن أن نستعين بالعلوم األخرى في هذا الحقل .
ويؤكد السلوكيون كذلك على ضرورة ربط علم السياسة _وضمنه علم العالقات
الدولية_من خالل تقنيات البحث السلوكي ومقترباته بالميوالت السلوكية الواسعة في العلوم
االجتماعية 1من حيث اعتماده على علم النفس االجتماعي وعلم النفس السياسي
واالنتروبولوجيا ،باعتبار ان سلوكات الدول هي باالساس نتاج سلوكات األفراد مثل ما
يوضحه الشكل التالي:
ب/التاريخ بين الواقعية والسلوكية :على عكس الواقعيون الذين يعتبرون التار يخ مخب ار
ألبحاثهم ودراساتهم ،وأـن النظرية السياسية نتاجا للتجارب التاريخية ودراسة التاريخ والممارسة
السياسية2،فإن السلوكيون يحذرون من الخلط بين التاريخ والنظرية ،وفي هذا الصدد يقول
سبيكمان ʺعلى الرغم من أن التاريخ يقدم المادة الرئيسية لمعرفة المجتمع الدولي،إال أن
اهتمام المؤرخ يختلف كثي ار عن اهتمام المنظر ،فالتاريخ يركز على حالة محددة ،أما
النظرية العلمية فإنها تبحث عن ما هو مشترك لحاالت مختلفة أي أنها تبحث عن قانون ʺ.3
وهذا التناقض يعود إلى نظرة كل من السلوكية والواقعية إلى الظاهرة السياسية ،فالسلوكية
تسعى إلى تعميم النتائج من خالل التجربة العلمية ومسح اكبر عدد ممكن من الحاالت
للوصول إلى نتائج اشمل ،أما الواقعية فهي تكتفي بحاالت قليلة في دراساتها .أما السلوكيون
فيحذرون من الخلط بين التاريخ و النظرية وفي هذا التصور يقول سبيكمان على الرغم من
أن التاريخ المادة الرئيسية لمعرفة المجتمع الدولي إال أن اهتمام المؤرخ يختلف كثي ار عن
اهتمام المنظر فالتاريخ يركز على حالة محددة أما النظرية العلمية فإنها تبحث
ج/المجال التحليلي
.1النقاش حول وحدة التحليل
يصر الواقعيون على أن الدولة هي الفاعل الرئيس و الوحيد في العالقات الدولية وهم بذلك
ال يعيرون االهتمام إلى تأثير األفراد والجماعات وحتى المنظمات الدولية وذلك انطالقا من
أن المتغير األساسي في دراسة العالقات الدولية هو القوة و بالتالي من خالل القوة تتحدد
المتغيرات األخرى كالمصلحة الوطنية ......وعليه فان القوة شيء مقدس وبالتالي ال يمكن
تحقيقها على مستوى األفراد وهم بذلك يقرون بأن القوة اليمكن أن تكون إال عند الدولة.
أما السلوكيون فهم على نقيض الواقعيون يركزون على سلوك الفرد كوحدة تحليل أساسية
فهم يحاولون الدنو من الظاهرة السياسية عبر السلوك للتوصل إلى اإلحاطة بالجوانب
االمبريقية للحياة السياسية معتبرين أن اإلنسان هو جوهر النشاط السياسي .
_1عادل فتحي ثابت ،النظرية السياسية المعاصرة ،القاهرة:دار الجامعة الجديدة للنشر٧٧٧٤ ،ص٧٨١. ،
المصدر:اعداد الباحث
المحاضرة السابعة
أ.النظرية النقدية :أهم روادها روبرت كوكس ،مارك هوفمان ،واندرو ،يجمعون على
أن معرفة العالم االجتماعي يجب ان يفهم على ضوء المصالح المتصارعة لألفراد
والمنظمات الموجودين في سياق اجتماعي مدروس،وان النظرية دائما مكرسة لخدمة
بعض السياسات واألشخاص وتحقيق بعض االهداف1،وبهذا الخصوص يقول روربت
كوكس»ان النظرية دائما لشخص ما ولهدف معين « 2،وبهذا يؤكد كوكس العالئقية
بين النظرية وأطرها الزمانية والمكانية ،عكس رواد النظريات التفسيرية الذين يصرون
على االستقاللية بين النظرية والواقع .والنظرية والذات .
كما يصر النقديون على رفض ثالث منطلقات أساسية للنظريات التفسيرية وقاموا
بصياغة مشروع نظري في هذا اإلطار مبني على فكرة المعرفة المتصلة بكرامة
اإلنسان وتحريره حيث دعت إلى تفعيل اإلجراءات التالية:3
أ/اقتراح عالقة جدلية تفاعلية بين البنية التحتية والبنية الفوقية تبتعد عن الفكرة
التجزيئية التي نادى بها رواد النظريات التفسيرية.
ب/عدم النظر للمعرفة كعنصر محايد عن الجانب األخالقي السياسي واإليديولوجي
لإلنسان ،فالمعرفة مرتبطة بجميع الجوانب وهي انعكاس للمعتقدات ورغبات
اإلنسان،وليس هناك معرفة موضوعية.
ج /إضافة البعد العمودي للسلطة موازاة مع البعد األفقي المتصل بالصراع بين
1
_.Boniface E.S. Mgonja and Iddi A.M. Makombe, Debating international relations and its
relevance to the third world;P33
2
_Boniface E.S. Mgonja and Iddi A.M. Makombe.ibidem
_3جندلي عبد الناصر ،مرجع سابق ،ص
/2بنية النظام ال تتحدد فقط وفقا للبنية المادية وانما ينظر لها كأفكار وخطابات
وممارسات.
.3نظرية مابعد الحداثة:
1
_ Ole R. Holsti, Theories of International Relations essay
.4النظرية النسوية :جاءت النظرية النسوية كانتقاد حاد للنظريات التفسيرية وبالخصوص
الواقعية التي اعتبرتها نظرية رجولي ّة،وتتجلى هذه الفكرة حسبهم في المفاهيم المعتمدة في
التحليل كمفهوم الفوضى والصراع،معتبرين أن هذه المفاهيم سيطرة على مجال التحليل
وانعكست عليها نتيجة للطبيعة التي يتميز بها الرجال كالخشونة والصراع،ودعوا إلى ضرورة
إشراك النساء في الحياة السياسية وصناعة القرار الدوليين.
ودعت ʺتكنر ʺإلى االستفادة من حنكة النساء في إحالل السالم واالستقرار
الدوليين،بعدما تبين فشل الرجال في تحقيقها نظ ار لسيطرة الرجال على إدارة السياسة الدولية
لمدة عقود وظهور الصراعات والحروب.1
كما تتناول النظرية النسوية ضعف وعدم فعالية دور النساء في العالم الثالث مقارنة بمكانة
النساء في العالم الغربي المتقدم ،حيث نجد غياب دور المرأة ف العالم الثالث سياسيا خاصة
في مجال صناعة القر ار نظ ار للنظرة الدونية التي تنظر إليها بها ،واعتبار أن مجالها
الطبيعي هو المنزل فقط ،عكس المرأة الغربية التي تبوأت مكانة رفيعة على المستوى
السياسي ) الخصوص نالحظ تزايد المطالب من اجل تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية
في الداخل بشكل يجعلها تساهم في بلورة السياسة الدولية ،وهنا نجد أن من ابرز األمثلة
ʺكوندالي از رايس ʺو ʺهيالري كلينتون ʺاللتان تبوأتا مراكز مرموقة في الحياة السياسية
للواليات المتحدة األمريكية ،وتسييرهما ألهم و ازرة وهي و ازرة الخارجية.
المطلب الثاني :الفرضيات المشتركة للنظريات التكوينية
تعتبر النظريات التكوينية أن نظرياتنا تساعد فعال على بناء العلم)2فمع نهاية الثمانينات
وبداية التسعينيات من القرن الماضي بدأت تتعالى األصوات النقدية لتجاوز األطروحات
التقليدية بخصوص التنظير للعالقات الدولية ،وبذلك ظهرت النظريات التكوينية المناهضة
للتفسيرية ،وتشمل هذه النظريات كل من :النظرية النقديةاالجتماعية ،النظرية البنائية ،ما بعد
1
- Martin Griffiths,FIFTY KEY THINKERS IN INTERNATIONAL RELATIONS;P216
_2بيليس ،جون و سميث،المرجع نفسه،ص٧٧٧
أحدهما وبالتالي تهميش اآلخر؛ نجد من بين هذه الثنائيات ،الحقائق/القيم األنا/اآلخر
،العقل/المادة ،الذات/الموضوع ،،الذكر/األنثى ...،إن تحرير اإلدراك من هذا التفكير
اإلزدواجي يعني بالنسبة لما بعد الوضعيين االنتقال من التفكير القائم على التعارض إلى
التفكير القائم على العالئقية relational thinkingب 1اإلضافة إلى تركيز النظريات
التكوينية على اللغة التي
نستعملها والى المفاهيم التي نكونها كعوامل تساعدنا على بناء تلك الحقائق أو إعادة
بنائها.كما يسعى التكوينيون إلى إيجاد حل لمشكلة العالقة بين الفاعل والبنية ،فالبنائيون
يرون ان الفاعل والبنية غير قابلين للفصل بينهما عكس الواقعيون الذين يفصلون بينهما ،
ومن هنا تم توظيف مفهومي المعايير والمصالح،بالنظر لدور الوعي اإلنساني في السياسة
الدولية.
المحاضرة التاسعة
1
) .Boniface E.S. Mgonja and Iddi A.M. Makombe,op.cit;P33
_2عبد الناصر جندلي ،مرجع سابق ،ص
/3المرحلة الوضعية
ففي المرحلة الالهوتية،كانت تفسر وتستوعب طبيعة الظواهر من خالل الدور الذ ي كانت
تضطلع به اآللهة،أما المرحلة الميتافيزيقية كانت تنسب الوقائع لقوى خفية غامضة ،أما
المرحلة الوضعية فقد تميزت باعتماد التفسيرية العلمية للظواهر باالعتماد على العقل
والتجريب.
وقد انعكست المرحلة الوضعية بشكل جلي على النظريات التفسيرية،فهذه األخيرة تنظر إلى
العالم بوصفه شيئايقع خارج نظر ياتنا ) .(speculativeتتقاسم هذه النظريات
الواقعية،التعددية/الليبرالية،الماركسية/البنيوية/الشمولية( عدة افتراضات أساسية من بينها :
أنها تتبنى النزعة الموضوعية العلمية المعتمدة على فكرة الحيادية،أي تناول الواقع
بعيدا عن التأثيرات الذاتية للباحث ومحاولة تفسيره بناء على مبدأ السببية في إطار فلسفي
وضعي ،باإلضافة إلى اعتماد التجريبية كاختيار منهجي .وترى هذه النظريات أن مهمة
النظرية هي وصف العالم الخارج عن نطاق نظرياتنا ،وتهتم بكشف األنماط المنتظمة في
السلوك اإلنساني و هي بذلك تفسر العالم االجتماعي مثلما ُيفسر عالم الطبيعة و العالم
الفيزيائي.
_ بيليس ،جون ،سميث ستيف .عولمة السياسة العالمية) .ترجمة ،مركز الخليج لألبحاث( .دبي :مركز الخليج لألبحاث،
1ط1، 2114.ص٧٧٦
_4تحديد حقيقة الموضوعات يتم عن طريق العودة إلى هذه الحقائق الحيادية.
إذا النظريات التفسيرية/الوضعية تعتمد أساسا على فكرة أن النظريات االجتماعية يمكنها أن
تستخدم المنهجيات واألدوات الخاصة بنظريات العلوم الطبيعية،وأن الحقائق المحايدة يمكن
أن تقوم بدور الحكم بين اإلدعاءات المتنافسة عن الحقيقة،ومن هذا المنطلق أهملت
النظريات التفسيرية ميوالت األفراد،وفهم الخطاب ،دور الهويات في توجيه أفعال الدول
وبالتالي التأثير على النظام الدولي ككل.
ب .المرجعية االبستيمولوجية للنظريات التكوينية
تتبنى النظريات التكوينية عدم اعتبار الواقع االجتماعي/الدولي شيئا طبيعيا اومعطى مسبقا،
بل تعتبره يبنى باستمرار بفضل اإلرادة اإلنسانية ،وال يمكن فهمه وتفسيره بناء على نظرة
موضوعية Objectiveبحتة ،بل يتطلب األمر نظرة تاذاتانية Inter-Subjectiveللواقع .
وبالتالي تتبنى نزعة مابعد وضعية post-positivistكخيار ابتسمولوجي ،مبني على فلسفة
النفي وفي هذا االطار يقول ʺهابر ماس»ʺ:المعرفة ليست حيادية بل هي نتاج سياق
تاريخي واجتماعي ونمط حضاري اذ ال تنفصل هوية العارف عن الموضوع المراد معرفته.
وهدف النظريات التكوينية ليس فقط مجرد فهم الواقع ولكن محاولة تكوينه وتغييره ووضع
واقتراح اطر بديلة عنه تقوم اساسا على اعادة االعتبار للقيم والهويات في حقل
1
العالقات الدولية«).
فاالبستملوجيا ما بعد الوضعية للتكوينيين تسعى إلى دفع منظري العالقات الدولية إلى
فهم كيف أن المعايير المحددة لطبيعة وآليات وأهداف المعرفة ليست من وحي الطبيعة ،وانما
هي من وحي اإلنسان ،وكيف أن هذه المعايير ال تعطى ولكنها تصنع ،وكيف أنها ال
تفرض من خالل الطبيعة ولكن يتم تبنيها باالتفاق بين أعضاء المجموعة المعرفية،
كما يسعى المشروع binaryاالبستمولوجي للتكوينيين إلى تحرير اإلدراك من التفكير القائم
logic،الذي يعد عنص ار أساسيا في الفلسفة الحداثية والذي على المنطق الثنائي
يقر بوجود أزواج ثنائية من المواقف المتسمة بالتعارض واإلقصاء المتبادل ،حيث
يتم بالضرورة تفضيل أحدهما وبالتالي تهميش اآلخر؛ نجد من بين هذه الثنائيات،
الحقائق/القيم األنا/اآلخر،العقل/المادة ،الذات/الموضوع ،،الذكر/األنثى، ...،إن تحرير
اإلدراك من هذا التفكير اإلزدواجي يعني بالنسبة لما بعد الوضعيين االنتقال من التفكير
القائم على التعارض إلى التفكير القائم على العالئقية
كما يسعى التكوينيين إلى إيجاد حل لمشكلة العالقة بين الفاعل والبنية ،فالبنائيون يرون
ان الفاعل والبنية غير قابلين للفصل بينهما عكس الواقعيون الذين يفصلون بينهما
تم توظيف مفهومي المعايير والمصالح،بالنظر لدور الوعي اإلنساني في هنا ،ومن
السياسة الدولية.
جدول يلخص أهم االفتراضات التي تناولها الحوار الثالث بين االتجاهات التفسيرية
والنظريات التكوينية:
المحاضرة العاشرة
الخاتمة:
إذا يعتبر ارتباط التنظير في العالقات الدولية بالتحوالت المستمرة للواقع الدولي وتبلور
وحدات جديدة
ومفاهيم أخرى متجددة ،وفقا لتك التحوالت ،المحرك األساسي لتبلور النظرية في العالقات
الدولية
وفقا للزمان والمكان المنطلقة منه،والظروف الناشئة فيها .وهذا ما شجع ظهور نظريات
مختلفة ومتناقضة
في كثير من األحيان ،وهذا التناقض يعود باألساس إلى المرجعيات الفكرية االبستيمولوجية
واالنطولوجية
والميتودولو جية لكل نظرية على حدا ،وهو ما ظهر بشكل جلي في المحاورات الثالث
الكبرى،الواقعية
الالسابقة الهدف االساسي لها هو محاولة بلورة نظرية عامة تقوم بالثالوث الوظائفي للنظرية
بشكل عام ،
النظريات التفسيرية،وحاولت عجزت عنه كل وهو ما والتنبؤ، الوصف االتفسير
النظريات التكوينية
تفسير الواقع انطالقا من الذات والهويات والنوع ،باالضافة الى ربط عالقة وثيقة بين
المعرفة والقوة
ِ
التنب بمستقبل العالقات الدولية،خاصة في االونة ،فهل ستنجح النظريات التكوينية في
االخيرة والتي
المراجع
أ.الكتب:
سميث )ستيف( ،عولمة السياسة العالمية) .ترجمة ،مركز _ ٧بيليس )جون(، ،
الخليج
_ 8دمحم فرج )أنور( ،نظريةالواقعية في العالقات الدولية :دراسة مقارنة في ضوء النظريات
ب_الدوريات والمجالت:
الرابع2111،ص11
الدوريات والمجالت-ب
Debating
at
www.academicjournals.org/ajpsir/pdf/Pdf2009/Jan/Mgonja
21%and%20Makombe.pdf
انتهى
بالتوفيق للجميع