‫المملكة العربية السعودية‬

‫جامعة‬

‫اختصاص‬

‫بحث في‬

‫حقوق الطفل عند ابن تيمية‬

‫إعداد الطالب‬

‫رقم الطالب‬

‫اسم المشرف‬

‫العام الدراسي‬
 ‫مقـدمــــة‬

‫لم يترك لنا اإلسالم أمرًا إال وقام بتحديده تحديدًا دقيقًا وإعطاءه حقه كامًال وفرض واجباته عليه‪،‬‬
‫وخصوصًا إذا ما تحدثنا عن االنسان‪ ،‬فقد قام اإلسالم من خالل الشريعة اإلسالمية بتخصيص اهتمام‬
‫كبير لإلنسان‪ ،‬وتحديدا في مرحلة الطفولة‪ ،‬فهي المرحلة األولى لإلنسان في بناء كيانه‪ ،‬سواء كان بناء‬
‫إيجابيًا أم سلبيًا‪ ،‬للخير أم للشر‪ ،‬وهذا يعتمد على بيئته التي تربى فيها‪ ،‬وعليه قام اإلسالم بتحديد كال‬
‫الحقوق والواجبات للطفل‪ ،‬وال يمكن بتاتًا تجاهلها أو التغافل عنها‪.‬‬

‫لقد كان اإلسالم سباقًا _ كالعادة _ في وضع مواثيق الطفل قبل أكثر ما يقارب ‪ 1400‬عام‪ ،‬وهذا كان‬
‫قبل أن تقوم الدول المتطورة والحديثة بوضع هذه المواثيق‪ ،‬ويتوضح اهتمام اإلسالم بالطفل وحقوقه‬
‫من خالل اهتمامه بها قبل نشوئه أو والدته‪ ،‬وتجسد ذلك حتى قبل والدته من خالل اشتراط اإلسالم‬
‫على الزوج اختيار مرأة صالحة تضمن تربية سليمة وصالحة للطفل لينطلق بعدها إلى الحياة‪.‬‬

‫كما أن اإلسالم قام بتحريم اإلجهاض فحفظ بذلك حق الطفل في الحياة‪ ،‬وقام بفرض الدية على من يقوم‬
‫بقتله‪ ،‬كما أن اإلسالم قام بتيسير أمور الصيام للمرأة الحامل من خالل إعطاء المرأة الحامل إجازة أن‬
‫‪1‬‬
‫تفطر في رمضان إن كان ذلك يؤثر على حملها‪.‬‬

‫ينظر اإلسالم إلى األطفال على أنهم زينة الحياة‪ ،‬وسعادة النفوس‪ ،‬وتمتد مرحلة الطفولة من لحظة‬
‫والدة االنسان إلى بلوغه سن الرشد‪ ،‬حينها يكون كًال من جسمه وعقله قد اكتمال النمو‪ ،‬وفي تلك‬
‫المرحلة يصبح مكلفًا بأمور دينه‪ ،‬وهكذا فإن اهتمام اإلسالم بإنشاء أسرة مترابطة صالحة تجعل من‬
‫الطفل أن ينشأ فيها ويعيش حياته هنيئًا‪.‬‬

‫من أهم الحقوق التي حفظها اإلسالم للطفل هي ما يلي‪:‬‬

‫توثيق النسب الثابت للطفل‪ :‬حيث باعتبار أركان الزواج وشروطه هي الطريقة الصحيحة‬ ‫‪-‬‬
‫والوحيدة والمشروعة لإلنجاب‪ ،‬وبالتالي ضمن اإلسالم للطفل حق معرفة أبويه‪.‬‬
‫حضانة الطفل‪ :‬لقد ضمن اإلسالم للطفل العيش تحت رعاية والديه‪ ،‬حيث سيقوم والديه بعنايته‬ ‫‪-‬‬
‫واالهتمام به في كافة النواحي‪ ،‬سواء في مجال الصحة أو النفس أو االجتماع‪ ،‬أي كّلف‬
‫اإلسالم الوالدين برعاية الطفل وإحسان تربيته‪.‬‬
‫المساواة بين األطفال‪ :‬لقد أنكر و رفض اإلسالم التمييز بين أي أحد‪ ،‬بل ساوى بين الجميع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سواء ولد الشخص أسودُا أم أبيضًا‪ ،‬فقيرًا أم غنيًا‪.‬‬
‫‪ 1‬د‪ .‬سرجاني‪ ،‬حقوق الطفل في اإلسالم‪ ،‬موقع اسالم ستوري‪.‬‬
‫الرضاعة الطبيعية‪ :‬حيث كلف اإلسالم وأوصى بإرضاع الطفل رضاعة طبيعية سواء من أمه‬ ‫‪-‬‬
‫أو من غيرها‪.‬‬
‫حق النفقة‪ :‬أوجب اإلسالم على األب اإلنفاق على طفله‪ ،‬وتشمل هذه النفقة جميع الجوانب‬ ‫‪-‬‬
‫واالحتياجات التي يستلزمها الطفل‪ ،‬من أكل وشرب و مسكن‪.‬‬
‫حق التعلم‪ :‬أوجل اإلسالم على األبوين حق تعليم طفلهما‪ ،‬وحرص على أن يتعلم الطفل منذ‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫صغره أمور دينه ودنياه‪.‬‬
‫رعاية اليتيم‪ :‬أولى اإلسالم رعاية خاصة باألطفال اليتامى‪ ،‬وأمر عامة المسلمين باالهتمام بهم‬ ‫‪-‬‬
‫واإلحسان إليهم‪ ،‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أنا وكافل اليتيم في الجنة كهذا" وأشار‬
‫‪3‬‬
‫بالسبابة والوسطى‪.‬‬

‫ابــن تيميـــة وحقــــوق الطفـــل‪:‬‬

‫كان البن تيمية رحمه هللا العديد من اإلسهامات في مجال حقوق الطفل وتربيته بشكل عام‪ ،‬وكانت‬
‫نظرياته ورؤيته تتجه لإلصالح التربوي وتعديل سلوك األطفال‪ ،‬وأسند مبادئ تربوية معتمدًا من‬
‫خاللها على الشرائع السماوية القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة‪.‬‬

‫وقد تجلت هذه المبادئ فيما يلي‪:‬‬

‫مبدأ الفطرة‪ :‬حيث أن كل مولود يولد على الفطرة‪ ،‬والمعنى األول للفطرة هو اإلسالم‪ ،‬أي أن‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلسالم غريزي‪ ،‬وأيضًا مبدأ الفطرة هو سليم من كل انحراف‪ ،‬وكانت التربية اإلسالمية‬
‫واجبة على كل شخص مربي من أجل إحياء وتعزيز الفطرة التي يولد عليها الطفل‪.‬‬
‫مبدأ الفروق الفردي‪ :‬حيث اعتبر ابن تيمية أن هناك فروق بين األطفال‪ ،‬وتتجسد هذه الفروق‬ ‫‪-2‬‬
‫إما في قلة االستيعاب بين األطفال‪ ،‬أو في تفاوت القدرات والمواهب‪ ،‬وكان من أوائل من أبرز‬
‫هذا المبدأ اإلسالمي‪ ،‬أي انه بحسب الفروقات تختلف درجة التكليف‪.‬‬
‫مبدأ وجوب طلب العلم‪ :‬ويجب ذلك حتى يبلغ الطفل درجة اليقين‪ ،‬استنادُا إلى قول رسول هللا‬ ‫‪-3‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪"" :‬طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"‪ ،‬واعتمد ابن تيمية على ان‬
‫طبيعة اإلسنان أن يعرف نفسه أنه قد وصل إلى العلم اليقيني أم ليس بعد‬
‫مبدأ تصديق العلم بالعمل‪ :‬حيث أن اإليمان ال يتم وال يكتمل بدون تصديق العمل‪ ،‬والعلم النافع‬ ‫‪-4‬‬
‫هو األساس لبناء حياة رشيدة صالحة‪ ،‬وإال فإن الضالل مصير كل إنسان‪.‬‬
‫مبدأ استمرارية التعلم وإلزامية نشره‪ :‬يجب على العلماء وأهل العلم عامة أن يقوموا بتبليغ‬ ‫‪-5‬‬
‫العلم ونشره وعدم إضاعة منه شيئا حتى ُت بنى األجيال على العلم والعقيدة‪.‬‬

‫‪ 2‬صالح‪" ،‬حقوق الطفل في اإلسالم"‪ ،‬موقع موضوع‪.‬‬

‫‪ 3‬أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الزهد والرقائق‪ ،‬باب اإلحسان إلى األرملة والمسكين واليتيم‪ ،‬برقم (‪)2983‬‬
‫مبدأ التربية النظرية والعلمية بحيث يتم التوسع في التعليم وليس فقط تقديم معلومات بل توفي‬ ‫‪-6‬‬
‫فرص لتطبيق ما تم تعلمه من قبل الطفل‪.‬‬
‫مبدأ تكامل كًال من العلوم الشرعية والعقلية‪ :‬حيث كان ابن تيمية قد قسم العلوم إلى عقلية‬ ‫‪-7‬‬
‫كالطب والصناعة والحساب والتجارة‪ ،‬وهي ما يلزم استخدام الحواس‪ ،‬وأيضًا العلوم الدينية‪،‬‬
‫وهي مما يفيد منه األدلة العقلية‪ ،‬وتستلزم التصديق واالعتقاد‪ ،‬وأنه ال تعارض بين الشرع‬
‫والعقل‪.‬‬

‫آراء ابن تيمية في حقوق الطفل وتربيته‪:‬‬

‫تقديم العون واإلرشاد للطفل‪ ،‬والمالحظة الدقيقة له وتعزيز حل مشكالته األخالقية داخل‬ ‫‪-1‬‬
‫وخارج األسرة‪.‬‬
‫تأصيل القيم األخالقية اإلسالمية‬ ‫‪-2‬‬
‫غرس القيم األخالقية واإلسالمية في حياة الصحابة في الطفل‪ ،‬من خالل اإلرشاد اللفظي‬ ‫‪-3‬‬
‫وتعليمه حياة الرسول الكريم صلى هللا عليه وسلم ومواقفه وجعل حياة النبي الكريم والصحابة‬
‫والشهداء المثل األعلى‪.‬‬
‫يجب أن تكون خبرات الطفل منسجمة بشكل متوافق مع التعليم الخلقي‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫يعتقد ابن تيمية أن الطفل يولد صفحة بيضاء وعلى نوعية الميراث الخلقية التي يتلقاها من‬ ‫‪-5‬‬
‫البيئة التي يعيش في وسطها على قدر اكتسابه القيم األخالقية أو اتجاهات نحو الشر وهذا ما‬
‫يتعلق باألسرة‪.‬‬
‫يجب أن يتم إعطاء الطفل حرية ولكن مقيدة ويجب أن يتم تعويده على أن الحرية المطلقة‬ ‫‪-6‬‬
‫الكاملة ليست مفيدة بل ضارة في الحياة‪.‬‬
‫استخدام مبدأ الثواب والعقاب‪ ،‬مع التأكيد على أن األسلوب التوعوي أفضل من العقاب‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫القدوة الحسنة من قبل األبوين مهمة جدا في مجال التربية األخالقية‬ ‫‪-8‬‬

‫المراجع‪:‬‬
 ‫األلباني ‪ ،‬محمد بن ناصر ‪ ،‬صحيح ابن ماجه ‪ ،‬مكتب التربيـة لـدول الخلـيج‪ ،‬الرياض‪١٤٠٨ ،‬هـ ‪١٩٨٨ ،‬م‬ ‫‪-1‬‬
‫ابن قيم الجوزية ‪ ،‬تحفة المودود ألحكام المولود‪ ،‬المكتب العالمي للطباعة والنـشر ‪ ،‬بيروت ‪١٤١٥ ،‬هـ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪١٩٩٥‬م‪.‬‬
‫سويد‪ ،‬محمد نور بن عبد الحفيظ‪ :‬منهج التربية النبوية للطفل‪ ،‬مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع‪ -‬مكتبة‬ ‫‪-3‬‬
‫المنار اإلسالمية ‪،‬بيروت ‪ -‬الكويت‪١٤١٤ ،‬هـ‪١٩٩٤،‬م‪.‬‬
‫علوان‪ ،‬عبد اهللا ‪ ،‬تربية األوالد في اإلسالم‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيـع والترجمة ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪١٤١٨‬هـ‪١٩٩٧ ،‬م‪ .‬وطبعة ‪١٩٨١‬م‪.‬‬
‫المعارف‪ ،‬وزارة ‪ ،‬التقرير السنوي للجنة الوطنية السعودية لرعاية الطفولـة لعـام ‪١٣٩٩‬هـ ـ ‪١٩٨٧‬م‪ ،‬وزارة‬ ‫‪-5‬‬
‫المعارف‪ ،‬الرياض‪١٣٩٩ ،‬هـ‬
‫مفتي‪ ،‬محمد أحمد؛ الوكيل‪ ،‬سامي صالح‪ ،‬النظرية السياسية اإلسالمية في حقـوق اإلنسان الشرعية ‪ ،‬دراسة‬ ‫‪-6‬‬
‫مقارنة ‪ ،‬سلسلة كتاب األمة ‪ ،‬العدد ‪،٢٥‬رئاسة المحـاكم الشرعية والشؤون الدينية ‪ ،‬قطر ‪١٤١٠ ،‬هـ‬
‫منظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬االتحاد النسائي بدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬جامعـة اإلمارات العربية المتحدة ‪،‬‬ ‫‪-7‬‬
‫الشؤون الثقافية بديوان رئيس دولة اإلمـارات ‪ ،‬بحـوث حلقة رعاية الطفولة واإلسالم ‪ ،‬أبو ظبي ‪١٤٠٢ ،‬هـ ‪،‬‬
‫‪١٩٨٢‬م‪ ٩-٦.‬ربيع الثـاني ‪١٤٠٢‬هـ ـ ‪ ٤-١‬فبراير ‪١٩٨٢‬م‪.‬‬
‫األشول ‪ ،‬عادل عز الدين ‪ ،‬علم النفس النمو ‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪١٩٨٩ ،‬م‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫المواقع اإللكترونية‪:‬‬

‫د‪ .‬السرجاني‪" ،‬حقوق الطفل في اإلسالم"‪ ،‬اطلع عليه بتاريخ ‪ ،4/10/2021‬رابط‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪https://www.islamstory.com/ar/artical/23410/%D8%AD‬‬
‫_‪%D9%82%D9%88%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84‬‬
‫‪%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85‬‬

‫صالح‪" ،‬حقوق الطفل في اإلسالم"‪ ،‬موقع موضوع‪ ،‬اطلع عليه بتاريخ ‪ ،3/10/2021‬على الرابط‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪/https://mawdoo3.com‬حق_الطفل_في_االسالم‪cite_note-nxFoFrCuEo-2#‬‬

‫الزواج الناجح‪ ،‬سلسلة المعارف اإلسالمية‪ ،‬مركز نون للتأليف والترجمة‪ ،‬جمعية المعارف اإلسالمية‬ ‫‪-3‬‬
‫الثقافية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2013 ،‬‬
‫الخطيب‪ ،‬محمد‪" .)( ،‬حقوق الطفل في اإلسالم في مرحلة الطفولة المبكرة"‪ ،‬قسم الدراسات‬ ‫‪-4‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وزارة التعليم‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ 1425 ،‬هـ‪.‬‬
‫آراء ابن تيمية في تربية الطفل‪ ،‬موقع المنتدى اإلسالمي العالمي للتربية‪ ،‬شوهد في ‪،2021-10-5‬‬ ‫‪-5‬‬
‫رابط‪:‬‬

‫‪https://montdatarbawy.com/show/124137‬‬

‫إسهامات ابن تيمية في تربية الطفل‪ ،‬موقع مرسال‪ ،‬شوهد في ‪ ،2021-10-4‬رابط‪:‬‬ ‫‪-6‬‬

‫‪https://www.almrsal.com/post/821085‬‬