Professional Documents
Culture Documents
Cours2023 Paper
Cours2023 Paper
الزراعة الصحراوية
الجزائرية
جانفي 2022
3
4
وحدة
5
مقدمة
أهمية الزراعة تتجلى في كونها المصدر الساسي الذي يمد العالم بالغذاء و المواد الولية ،حيث أن النباتات و
الحيوانات هي المصدر الوحيد الذي يعتمد عليه في الحصول على البروتينات و النشويات و الدهون بالكميات التي
يحتاجها العنصر البشري] ،[1تنظيم الزراعة على أنها قطاع إقتصادي خاص ل يعني أنها منفردة أو مستبعدة عن باقي
إشكاليات التنمية المحلية ،حيث أن التنمية القتصادية الحقيقية يجب أن يرافقها بعث زراعة عصرية فعالة قادرة على
تقييم مخزون النتاجية التي يتوفر عليها هذا القطاع بطريقة صحيحة ،و ذلك بهدف مواجهة التحديات المتمثلة أساسا
في ضمان أمن غذائي وطني ،تحسين المستوى المعيشي الريفي للمزارعين ،تحسين أداء الميزان التجاري
الزراعي ،تشجيع الستثمارات و خلق فرص عمل] .[3لتزال الزراعة حتى اليوم واحدة من بين القطاعات الرئيسية
للقتصاد الجزائري ،حيث أنها تسمح بتحقيق تغذية جيدة للسكان و إستخدام نسبة كبيرة من اليد العاملة ،و يترافق
نمو الزراعة مع نمو القتصاد لن بقاء النتاج الزراعي في حالة ركود أمام توسع بقية القطاعات غير الزراعية ينتج عنه
زيادة في الطلب على الغذية ،و هو ما يؤدي إلى إرتفاع أسعار هذه الخيرة ،وهذا بدوره يخفض من نمو بقية
القطاعات القتصادية ،و عليه يمكن القول أن تطور النتاجية الزراعية هو شرط من شروط نمو الصناعة و بالتالي
النهوض بالقتصاد].[4
7
الموارد الزراعية في -I
I
الصحراء الجزائرية
تعني كلمة صحراء المنطقة المهجورة أو القاحلة ،و لكن الكثير من الصحاري ليست مهجورة و تمثل مأوى
للعديد من البشر .تبلغ مساحة الصحاري ) المناطق الجافة ( و السهب ) شبه الجافة ( بالعالم حوالي 48
مليون كيلومتر مربع أي ما يقارب ثلث مساحة سطح الكرة الرضية ،و بالنظر إلى التوزيع الجغرافي
للصحاري و السهب نجد أنها ترتكز في المناطق المتوسطة و شبه الستوائية] .[5إن العيش في الصحراء
يتطلب توفر المياه حيث أن المطار نادرة ،فمياه الصحراء هي مياه جوفية تجري في باطن الرض ،و قد تخرج
إلى سطحها فتصبح منابعا ،كما قد يستلزم استخراجها حفر آبار .يتجمع السكان حول منابع المياه والبار
فتقام المساكن وتزرع التربة ،هذا التجمع السكاني حول الماء الذي يسمح بزراعة مساحة خضراء في
وسط صحراوي جاف يسمى واحة ،حيث كانت تتميز الزراعة الصحراوية في الواحات بطابعها التقليدي
والمعاشي ،غير أنه في السنوات الخيرة أدخلت طرق عصرية لستغلل الراضي التي يتوفر باطنها على
مياه وفيرة] .[6تغطي الصحراء الجزائرية مساحة هائلة بالنظر إلى المساحة الجمالية للجزائر ،و إذا أخذنا
أزمة الغذاء التي تعيشها الدولة بعين العتبار ،فإن تفكيرنا يقودنا إلى الزراعة الصحراوية التي أثبتت نجاحها
خاصة في السنوات الخيرة ،و هذا ما دفع الجزائر إلى ضخ مبالغ هائلة من أجل إستصلح المزيد من
الراضي و تطوير الزراعة في المناطق الصحراوية بهدف تكثيف النتاج ،و بالتالي يمكن القول أن النهوض
بالزراعة الصحراوية قد يساهم في حل مشكلتين؛ الولى تكمن في تحقيق المن الغذائي الوطني و الثانية
في تشغيل اليد العاملة.
9
الموارد الزراعية في الصحراء الجزائرية
10
الموارد الزراعية في الصحراء الجزائرية
.1تضاريس الصحراء
الصحراء إقليم شاسع أغلب تكويناته صخور قديمة بركانية تمتاز بالرتابة والنبساط ،من أهم التشكيلت
التضاريسية للصحراء]: [7
أ -نطاق المنخفضات :في الشمال الشرقي حيث منخفض ملغيغ 32متر تحت مستوى سطح البحر،
وتنتشر هنا أهم واحات الجزائر في كل من وادى ريغ ،وادي سوف و الزيبان.
ب -نطاق الهضاب الصخرية :يحتل مناطق وسط الصحراء و أهمها هضبة تادمايت 836متر فوق سطح
البحر ،حمادة تينرهرت قرب الحدود الليبية وحمادة الذراع غرب تندوف ،هذا النطاق تكويناته صلبة تغطيها
صخور جيرية رملية على شكل صفائح طبقية تسمى الحمادة.
ت -نطاق المرتفعات في الجنوب الغربي للصحراء :في منطقة الطاسيلي؛ أغلب تكويناته الجبلية ناتجة عن
إضطرابات بركانية ل تزال فوهاتها بارزة ،وهي شاهقة الرتفاع حوالي 2254م متقطعة ،بها وادي جرات
الذي يشكل معلما أثريا عالميا حيث رسوم الطاسيلي القديمة ،وفي منطقة الهقار الشاسعة حوالي 0,5
مليون كلم ²المكونة من الصخور البركانية ،أعلى قمة في كتلة التاكور شمال تمنراست في تاهات حوالي
2 918م وهو أعلى إرتفاع في الجزائر.
ث -نطاق الرمال :عبارة عن سهول تغطيها الرمال تشمل أكبر أجزاء الصحراء وأهمها الرق و العرق.
.2المناخ
من النادر أن تمطر في الصحراء؛ فالبيئة المناخية في هذه الخيرة تتميز بالجفاف ،السعة الحرارية و الرياح
الحارة] ،[8و يعتبر المناخ من العوامل الساسية التي تساهم في خلق سمات البيئة الجافة ،إذ أنه يتحكم
في الكيفية التي تختلف بها ظاهرات السطح ،النبات ،الحيوان ،التربة و أساليب الحياة عن مثيلتها في
المناطق الرطبة على سطح الرض] ،[9و تتميز المناطق الصحراوية بتذبذ كميات المطار مع عدم إنتظام
سقوطها و سوء توزيعها خلل فصل الهطول ،تتميز هذه المناطق كذلك بتذبذب درجات الحرارة و مستويات
عالية من أشعة الشمس] .[1تسود الصحراء الجزائرية مناخ شديد الجفاف ما عدا مناطق" الحجار "
11
الموارد الزراعية في الصحراء الجزائرية
المدارية التي تتمتع بفصلين مختلفين :صيف ممطر و شتاء جاف على عكس الشمال] ،[10و يشكل
الطلس الصحراوي الجزائري الحد المناخي الفاصل بين شمال وجنوب البلد ،فالمطار قليلة وغير منتظمة،
حيث تقل عن 200ملم/سنة ،الجو جاف ،الحرارة عالية و الفوارق الحرارية اليومية والفصلية مرتفعة،
بإستثناء منطقة الهقار المتأثرة بالمناخ المداري ،أين المطار تسقط صيفا والحرارة معتدلة ،و يتغير هذا
المناخ تدريجيا إبتداء من السفوح الجنوبية للطلس الصحراوي الذي يقدم صورة مناخية فريدة ،حيث
السفوح الشمالية تكسوها الغابات وقممها تغطيها الثلوج ،بسبب وصول التأثيرات البحرية الرطبة الباردة،
وبمعدل مطري يتراوح ما بين 800و 900ملم /سنة ،والسفوح الجنوبية المواجهة للصحراء التي تتأثر
بالمناخ الصحراوي القاحل ،وهكذا تتعايش غابات الصنوبر والسدر مع واحات النخيل على بعد 30كلم].[11
.3الراضي الصحراوية
تختلف الراضي الصحراوية عن أراضي القاليم الرطبة ،و تتميز بالعديد من الخصائص التي من أهمها
النخفاض في النشاط البيولوجي و محتوى المادة العضوية ،و كثيرا ما يزيد رقمها الهيدروجيني عن الثمانية،
و عادة ما تحتوي هذه الراضي على تراكمات كربونات الكالسيوم و أحيانا على أملح ذائبة و جبس ،و من
الظواهر الشائعة في الراضي الصحراوية وجود طبقة ملحية قرب سطح الرض ،تمسك الطبقات السطحية
من الرض و تكون قشرة صلبة تسمى القشرة الصحراوية .غالبا ما تكون الراضي الصحراوية غنية
بالكالسيوم ،المغنيزيوم و البوتاسيوم و فقيرة للنيتروجين ،كما يوجد بعض العناصر الخرى بوفرة مثل الحديد
و الزنك ،و لكنها تكون غير متاحة للنبات بسبب قلوية الرض ،و قد توجد في بعض الراضي الصحراوية بعض
الخصائص التي توجد أيضا في أراضي المناطق الرطبة ،مثل طبقات تراكم طين تحت سطحية و ضحلة ،و
تختلف الراضي الصحراوية إختلفا كبيرا في العمر؛ حيث يتراوح بين الراضي الحديثة جدا إلى الكثر قدما ،و
تجدر الشارة إلى أن إستصلح و تحسين الراضي الرملية يتطلب]: [12
.1حماية الرض الرملية من النجراف .
.2حماية المناطق التي سوف تستصلح من زحف الكثبان الرملية .
.3إختيار الطريقة المناسبة للري .
.4تحسين الخواص الطبيعية للرض.
.4الثروة المائية
تعتبر المياه أهم الموارد الطبيعية في المناطق الجافة ،لنها تتحكم في وجود ،توزيع و كثافة كل من
النسان ،النبات و الحيوان ،كما أن إستغلل المناطق الجافة في الرعي ،الزراعة ،التجارة و إنشاء المراكز
العمرانية يتوقف على توفر المياه بكميات تتناسب مع الحتياجات .هناك موردين مائيين هامين في الصحراء
هما]: [12
.1المياه الجوفية :تعد مصدرا متناقصا في بعض المناطق الجافة ،للماء الجوفي ثلثة أنواع :
-المياه الجوفية الرتوازية.
-المياه الجوفية تحت سطح الرض المنحدرة بين الودية.
-المياه الجوفية تحت سطح الودية.
.2النهار الدائمة :تستمد مياهها ذات الكميات الكافية من المناطق الممطرة أو م††ن ج††زر رطب††ة ف††ي
المناطق الجافة ،بحيث تجري هذه النهار على سطح الرض في ظل ظروف تجعل مستوى التبخ††ر
شديدا ،و من الممكن إستغلل ماء النهر في ري الصحاري.
تغذى الزراعة الصحراوية الجزائرية من الينابيع ،المياه الجوفية العميقة ،بعض السدود المائية و الودية
المؤقتة الجريان و التي من أهمها :وادي جدي الذي يصب في شط ملغيغ ،وادي غير الذي أقيم عليه سد
غير و يروي سهل عبادلة الشهير ،وادي عبدي ،العرب ،البيض الذي أقيم عليه سد فم الغرسة الذي يروي
حوالي 10آلف هكتار من أراضي سيدي عقبة الزراعية و وادي الساورة .كما تسيل عدة أودية مؤقتة
الجريان في منطقة الحجار مثل :غرغر ،جارات ،عوف ،تافاست....إلخ ،و التي تسمح بقيام حياة زراعية
محدودة في هذه المناطق ،كما تقف الصحراء الجزائرية فوق خزانات جيولوجية من المياه تصل إلى 50مليار
متر مكعب على مساحة نصف مليون متر مربع].[10
12
الموارد الزراعية في الصحراء الجزائرية
العرب ،ينقسم البربر إلى مجموعتين بارزتين الولى وهي تلك التي رضخت للسيطرة العربية وتعيش على
زراعة الواحات ،أحيانا لحسابها الخاص وفي غالبها لحساب أصحابها ،والمجموعة الثانية والمتميزة بأنها أكثر
جرأة و إقداما و أكثر حب للحرب والقتال ،فقد تمركزت بمناطق ل يستطيع العرب الوصول إليها ،هذه
المجموعة هي الطوارق]« [7
عادة ما تكون كثافة السكان في المناطق الجافة منخفضة بسبب ظروف البيئة ،و تعتمد التجمعات السكنية
في الراضي الجافة مهما كانت أحجامها على طرق المواصلت ،فكلما كانت التجمعات كبيرة وجب زيادة
كفاءة هذه الطرق].[9
13
النتاج النباتي في -II
II
الصحراء الجزائرية
حرارة الصحراء لم تمنع نجاح الزراعة في الجنوب؛ حيث تعتمد هذه الخيرة على توفر المياه و خاصة
الجوفية ،لهذا لجأت الدولة إلى تخصيص مبالغ هائلة للنهوض بالزراعة الصحراوية ،و هذا من خلل دعم
التنمية الزراعية في بعض وليات الجنوب و منها غرداية ،ورقلة ،الوادي ،الغواط و بسكرة.
15
النتاج النباتي في الصحراء الجزائرية
وطني فيما يخص منتجات الخضر ،خاصة و أن هناك إمكانيات توحي إلى قدرة رفع حجم النتاج بشكل أكبر
من خلل الزراعة البلستيكية .
16
النتاج الحيواني في -III
III
الصحراء الجزائرية
تعد تربية الحيوانات أو الماشية في الصحراء الجزائرية نشاطا مهما ،حيث يقوم المزارعين بتربية الحيوانات
في إسطبلت معدة بطرق تقليدية؛ وذلك بجلب العلف الصناعية وبقايا النباتات والحشائش الزراعية إليها،
أو من خلل إتباع طريقة الرعي؛ بحيث ترعى الماشية على ما تزخر به الصحراء من نباتاتها المحدودة ،و
يتميز المزارعين الصحراويين بتربية الماعز ،الغنام ،الخيول و البل التي لها إرتباط وثيق بالبيئة الصحراوية،
بالضافة إلى البقار التي توجه لستهلك اللحوم و إنتاج الحليب ،غير أنه يصعب تربيتها في السطبلت
نظرا لغلء أعلفها و قلة المراعي ،كما أن الظروف المناخية الصحراوية تعد غير ملئمة لتعايش البقار] ،[14و
بالتالي يتمثل النتاج الحيواني في الصحراء في كل من البقار ،الغنام ،الماعز ،البل و الخيول.
17
النتاج الحيواني في الصحراء الجزائرية
18
خاتمة
يزخر الجنوب الجزائري بإمكانيات طبيعية ضخمة؛ يمكن أن تجعل من الزراعة الصحراوية مشروعا واعدا و طموحا ،و لهذا
فقد قامت الدولة بتخصيص مبالغ هائلة و دعم التنمية الزراعية في العديد من وليات الجنوب و منها ولية غرداية،
ورقلة ،الوادي ،الغواط و بسكرة.
عرفت مساحة الراضي الزراعية بالوليات الصحراوية تطورا ملحوظا ،و هو ما يدل على وجود عمليات إستصلح
للراضي الصحراوية من أجل تطوير الزراعة ،كما عرف النتاج إرتفاعا في معظم الوليات الصحراوية؛ نتيجة الهتمام
الذي حظيت به الزراعة في الجنوب الجزائري ،بهدف تطويرها و زيادة حجم النتاج الذي من شأنه المساهمة في
تغطية الطلب المتزايد؛ مما قد يساعد على تحقيق أمن غذائي وطني.
إن تطور الزراعة الصحراوية يوحي إلى إمكانية الستفادة من النتاج المحقق بالصحراء الجزائرية في سد العجز الغذائي
الذي تعاني منه الدولة ،مما قد يمكنها من وضع حد لعملية إستيراد العديد من المنتجات الغذائية ،و هذا من خلل
توفير كل المكانيات التي من شأنها ضمان وصول المنتجات الزراعية إلى باقي وليات الوطن و خاصة الشمالية ،و
بالتالي يمكن القول أن النهوض بالزراعة الصحراوية قد يساهم في حل مشكلتين الولى تكمن في تحقيق المن
الغذائي و الثانية في تشغيل اليد العاملة أي حل مشكلة البطالة.
19