Professional Documents
Culture Documents
Tafsir Ayat Hukum Taadud Zaujat
Tafsir Ayat Hukum Taadud Zaujat
ق??ال تع ??الىَ{ :ي ا َأُّيَه ا الَّن اُس اَّتُق وا َر َّبُك ْم اَّل ِذ ي َخ َلَق ُك ْم ِم ْن َنْف ٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َل َق ِم ْنَه ا َز ْو َجَه ا َو َبَّث
ِم ْنُه َم ا ِر َج اًال َك ِثًريا َو ِنَس اًء َو اَّتُقوا الَّلَه اَّلِذي َتَتَس اَءُلوَن ِبِه َو اَألْر َح اَم ِإَّن الَّلَه َك اَن َعَلْيُك ْم َر ِقيًبا (َ )١و آُتوا
اْلَيَت اَم ى َأْم َو اُهَلْم َو َال َتَتَب َّد ُلوا اَخْلِبيَث ِب الَّطِّيِب َو َال َت ْأُك ُلوا َأْم َو اُهَلْم ِإىَل َأْم َو اِلُك ْم ِإَّنُه َك اَن ُح وًبا َك ِب ًريا ()٢
َو ِإْن ِخ ْف ُتْم َأَّال ُتْق ِس ُطوا يِف اْلَيَتاَم ى َفانِكُح وا َم ا َطاَب َلُك ْم ِم َن الِّنَس اِء َم ْثىَن َو ُثَالَث َو ُرَباَع َفِإْن ِخ ْف ُتْم َأَّال
سبب النزل
أواًل :القصة اليت مت ذكرها يف هذا احلديث تعود إىل الفرتة النبوية يف اإلسالم ،حيث يروي أن رجًال
من قبيلة غطفان كان حيتجز ماًال كثريًا ينتمي البن أخ يتيم بعد أن بلغ سن الرشد وطلب ماله منه،
ولكنه منعه من ذلك .بعد ذلك ،قام اليتيم بالشكوى إىل النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم وخاصم
الرجل الذي كان حيتجز ماله .ويف هذا السياق ،نزلت آية من القرآن الكرمي يف سورة النساء تأمر
بإعطاء األموال
(النساء .)٢ :مبوجب هذه اآلية ،جيب على الناس أداء حقوق األيت33ام وع33دم االس33تيالء على أمواهلم أو
استبدال ما هو خبيث مبا هو طيب ،وهو تأكي3د على أمهي3ة محاية حقوق األيت3ام ورع3ايتهم يف اجملتم3ع.
تعترب هذه القصة واآلية النبوية معيارًا للعدل والرمحة يف التعامل مع األيتام ،وحتث على رعايتهم ومحاية
حقوقهم يف اجملتمع.
ثانًيا :قص33ة التيتم33ة ال33يت ذكرهتا عائش33ة رض33ي اهلل عنها توض33ح حالً3ة اجتماعيً3ة حتت33اج إىل ع33دل ورمحة.
يتحدث احلديث عن رج ٍ3ل ت33زوج تيتم ً3ة ،ولكنه ك33ان ميسك عليها مرياثها ،أي مل ُيعطها ماهلا ال33ذي
ورثت33ه من أبيها ،وك33ان حيتف33ظ ب33ه .يف هذه احلال33ة ،ن33زلت آية من القرآن الك33رمي يف س33ورة النساء توج3ه
إىل الناس ب 33أهنم جيب عليهم أن يكون 33وا ع 33ادلني ورمحاء يف التعامل مع األيت 33ام ،وأهنم جيب عليهم أداء
حقوق األيتام وعدم الظلم هلم ،حىت لو كانوا يف وصاية شخص ما .وهذه اآلية هي:
ت33وجهت هذه اآلية بأن33ه إذا ك33ان األشخاص خيش33ون أال يكون33وا ع33ادلني يف التعامل مع األيت33ام ،فيمكن
هلم أن يتزوجوا من النساء األخريات بش33كل معقول ،وإن مل يستطيعوا أن يكون33وا ع33ادلني يف التعامل،
فيجب عليهم أن يتزوجوا امرأة واح33 3 3 3دة أو ما ملكت أمياهنم ،لتجنب الظلم واإلس33 3 3 3اءة لأليت33 3 3 3ام.
باختص3ار ،هذه القص3ة واآلية ُتظهر أمهي3ة الع3دل والرمحة يف التعامل مع األيت3ام ،وتوجي3ه الناس إىل أداء
حقوقهم وعدم الظلم هلم ،سواء كان ذلك يف التزويج أو يف التعامل املايل واملرياث.
ثالث ?ًا :وروى البخ 33اري عن ( ع 33روة بن الزب 33ري ) أن 33ه س 33أل عائش 33ة عن قول اهلل تع 33اىل {َو ِإْن ِخ ْف ُتْم َأَّال
ُتْق ِس ُطوْا يِف اليت 33امى } فقالت :يا ابن أخيت هذه اليتيم 33ة تك 33ون يف حج 33ر وليها ،تش 33ركه يف مال 33ه،
ويعجبه ماهلا ومجاهلا ،فرييد وليها أن يتزوجها بغ33ري أن يقسط يف صداقها ،فيعطيها مثل ما يعطيها
غريه ،فنهوا عن ذلك إّال أن يقسطوا هلن ،ويبلغ3وا هلن أعلى س3نتهن يف الص3داق ،ف3أمروا أن ينكحوا
ما طاب هلم من النساء سواهن . .وإن الناس اس33تفتوا رس33ول اهلل صلى اهلل علي33ه وس33لم بع33د هذه اآلية
فأنزل اهلل { َو َيْس َتْف ُتوَنَك يِف النسآء [ } . . .النساء ] ١٢٧ :اآلية .
تفسير اآليات
(َيا َأُّيَه ا الَّناُس اَّتُق وا َر َّبُك ْم اَّلِذ ي َخ َلَق ُك ْم ِم ْن َنْف ٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم ْنَه ا َز ْو َج َه ا َو َبَّث ِم ْنُه َم ا ِر َج اًال
اآلية ال33يت ذكرهتا هي اآلية األوىل من س33ورة النساء يف القرآن الك33رمي .ويف هذه اآلية ،يوج33ه اهلل تع33اىل
خطابه إىل الناس مجيًعا ،مدعوهم إىل تقوى اهلل وخش3ية عقاب3ه ،ويذكرهم ب3أهنم مجيًع ا خلقوا من نفس
واحدة .اهلل ُيشري يف هذه اآلية إىل أن البشر مجيًعا ينتمون إىل نسل واحد ،إذ خلقهم من نفس واحدة،
ومن مث خلق من هذه النفس زوجها ،وبث منهما رجااًل كثًريا ونساًء .هذه اآلية تعكس فكرة الوحدة
اإلنسانية والتسامح واملساواة بني مجي33ع البش33ر ،حيث أن اهلل خل33ق الناس مجيًع ا من نفس واح33دة ،دون
تفض33يل أح33د على آخر بناًء على أصله اجلسدي .باإلض33افة إىل ذل33ك ،يتض33من هذا اخلطاب دع33وة إىل
اتقاء اهلل وتقوية العالقة بني الناس على أساس التقوى والع33دل واإلنص33اف ،وع33دم الظلم والتعص33ب ،مما
يعكس قيم العدال 33ة والتسامح ال 33يت جيب أن يتحلى هبا املسلمون يف تع 33املهم مع بعض 33هم البعض ومع
مجيع البشر.
(َو آُت وا اْلَيَت اَمى َأْم َو اَلُه ْم َو َال َتَتَب َّد ُلوا اْلَخ ِبيَث ِب الَّطِّيِب َو َال َت ْأُك ُلوا َأْم َو اَلُه ْم ِإَلى َأْم َو اِلُك ْم ِإَّن ُه َك اَن
هذه اآلية الكرمية توج3ه بالع3دل والرمحة يف التعامل مع األيت3ام ومحاية حقوقهم املالي3ة .اهلل يأمر األولي3اء
واألوصياء بتسليم أموال األيتام إليهم عندما يبلغون سن الرشد ،وحيذرهم من الغش والظلم يف التعامل
مع أمواهلم:
َ" .١و آُت وا اْلَيَت اَم ى َأْم َو اُهَلْم " :يأمر اهلل بتسليم أموال اليت33امى إليهم عندما يك33ربون ويص33بحون قادرين
َ" .٢و َال َتَتَب َّد ُلوا اَخْلِبيَث ِب الَّطِّيِب " :ينبه اهلل إىل ع 33دم الغش والتالعب يف التعامل مع أموال األيت 33ام،
وعدم استبدال األموال النقدية القيمة بأموال أخرى غري قيمة أو بضائع رديئة.
َ" .٣و َال َت ْأُك ُلوا َأْم َو اُهَلْم ِإىَل َأْم َو اِلُك ْم " :حيذر اهلل من إض33 3 3افة أموال األيت33 3 3ام إىل أموال األولي33 3 3اء أو
ِ" .٤إَّن ُه َك اَن ُح وًب ا َك ِب ًريا" :يش 33ري اهلل إىل أن أخذ أموال اليت 33امى دون حقهم يع 33د إًمثا كبًريا وظلًم ا
جسيًم ا.
تتضمن هذه اآلية توجيهات وحتذيرات صارمة حبماية حقوق األيتام وعدم الظلم هلم ،مع التأكي3د على
أن اهلل يراقب تعامل األولياء واألوصياء مع أموال اليتامى ويعاقبهم على أي ظلم يقعون فيه.
(َو ِإْن ِخ ْف ُتْم َأَّال ُتْق ِس ُطوا ِفي اْلَيَت اَمى َف انِكُح وا َم ا َط اَب َلُك ْم ِم َن الِّنَس اِء َم ْثَنى َو ُثَالَث َو ُرَب اَع َف ِإ ْن
ِخ ْف ُتْم َأَّال َتْع ِد ُلواَفَو اِح َد ًةَأْو َما َمَلَك ْت َأْيَم اُنُك ْم َذِلَك َأْدَنى َأَّال َتُعوُلوا ())3
هذه اآلية الكرمية توج 33ه بت 33وازن وعدال 33ة يف التعامل مع األيت 33ام ،وحتث على اختاذ القرارات حبكم 33ة
وعدال33 3ة .إذ ُيعطى الرج33 3ل ال33 3ذي ُي رغب يف ال33 3زواج بيتيم33 3ة خي33 3ارات متع33 3ددة ت33 3تيح ل33 3ه حتقي33 3ق الع33 3دل
واإلنصاف يف التعامل معها .إذا ك3ان الرج3ل خيش3ى ع3دم القدرة على الع3دل يف التعامل مع اليتيم3ة من
حيث املهر أو التساوي يف املعامل 33ة ،فل 33ه اخلي 33ار أن يتزوج امرأتني ،أو ثالث نساء ،أو ح 33ىت أربع 33ة،
حسب ما يراه مناسًبا وما ميكن أن يسهم يف حتقي3ق الع3دل والرفاهي3ة لليتيم3ة ولنفسه .ولكن يف ال3وقت
ذاته ،إذا كان الرج3ل خيش3ى ع3دم الع3دل يف التعامل مع هذه النساء أو ع3دم القدرة على الع3دل بينهن،
فعلي 33ه أن يقتص 33ر على زواج واح 33دة فقط ،أو على ما ملكت أميان 33ه من نساء .هذا النص ُيظهر أن
اإلس 33الم يش33 3جع على التع33 3اطف والعدال33 3ة يف التعامل مع األيت33 3ام ،وحُي ث على اختاذ القرارات حبكم 33ة
وتوازن ،مع توفري حقوقهم واحلفاظ على مصاحلهم ،دون إحلاق الظلم هبم يف أي شكل من األشكال.
) َو آُتوا الِّنَس اَء َص ُد َقاِتِه َّن ِنْح َلًة َفِإ ْن ِط ْبَن َلُك ْم َعْن َش ْي ٍء ِم ْنُه َنْف ًس ا َفُكُلوُه َه ِنيًئا َمِر يًئا} (( .)٤
هذه اآلية الكرمية تأيت يف سياق تنظيم الزواج يف اإلسالم وحتديد حقوق الزوجة والزوج .توج33ه اهلل يف
هذه اآلية بض 33رورة إعطاء النساء مهورهن بسخاء وك 33رم ،وأن يك 33ون ذل 33ك من طيب نفس وإرادة
حسنة.
َ" .١و آُت وا الِّنَس اَء َص ُد َقاِهِتَّن ْحِنَل ًة"ُ :يش 33ري هذا اجلزء من اآلية إىل واجب الرج 33ال يف إعطاء النساء
َ" .٢فِإْن ِط َنْب َلُك ْم َعْن َش ْي ٍء ِم ْنُه َنْف ًس ا َفُك ُلوُه َه ِنيًئا َم ِر يًئا" :يف حالة تنازل الزوج33ة عن ج33زء من مهرها
ب 33إرادة ح 33رة ومن غ 33ري إك 33راه ،جيوز لل 33زوج أن يتناول هذا اجلزء ويستخدمه مبوافقة ورض 33ا الزوج 33ة.
ويشجع اهلل الزوجني على التسامح والتفاهم يف املسائل املالي3ة والشخص3ية ،ويؤك3د على ح3ق ال3زوج يف
هذه اآلية تؤك33د على أن ال33زواج يف اإلس33الم يقوم على أس33اس التع33اون والتف33اهم املتبادل بني ال33زوجني،
وتش33جيع الرج33ل على إظهار الك33رم والسخاء يف تعامل33ه مع زوجت33ه ،وأن يك33ون هذا التع33اون والتف33اهم
تش33دد آية القرآن ال33يت تقول" :وآت33وا اليت33امى أمواهلم" على وج3وب تسليم ال33ثروة لأليت33ام .اتف33ق العلم3اء
باإلمجاع على أن33ه جيب أن ال ُيسلم مال الي33تيم إلي33ه ح33ىت يبل33غ س33ن الرشد ،ويأيت هذا اس33تناًدا إىل قول33ه
تع33اىل يف اآليات التالي33ة" :وابتل33وا اليت33امى ح33ىت إذا بلغ33وا النك33اح ف33إن آنستم منهم رشدًا ف33ادفعوا إليهم
أمواهلم" .وقد ُش رط يف هذا السياق بلوغ الش3خص وحص3وله على رشد ،ويكمن احلكم يف أن الص3غري
قد ال يدير أموال 33ه بش 33كل مسؤول وقد يسيء اس 33تخدامها .ويف تفسري هذه اآليات ،قدم العلم 33اء
وجهتني نظر.
الوج??ه األول :قد يك33ون املقص33ود باليت33امى هنا هم األف33راد البالغني ال33ذين جتاوزوا س33ن الرشد واطل33ق
عليهم لقب "اليتامى" يف سياق اجملاز ،بناًء على وضعهم السابق كأطفال يتيمني.
الوجه الثاني :ميكن أن يرتبط املراد باليتامى هنا باألطفال الصغار الذين مل يصلوا إىل سن البلوغ ،وقد
يكون املقصود باإليتاء هو إما إنفاق املال على احتياجاهتم من طعام وكساء ،أو ت3رك األموال واحلف3اظ
عليها لص 33احلهم دون التالعب هبا بش 33كل غ 33ري مالئم .يظهر هذا السياق أن بعض األوصياء ك 33انوا
يستعجلون يف اس33تهالك ثروة الي33تيم وإس33رافها ،وبالت33ايل مت توجي33ه التوجي33ه باحلف33اظ على هذه األموال
واس33تثمارها يف ما يع33ود ب33النفع على الي33تيم ،ح33ىت يص33لوا إىل س33ن الرشد ويتم تسليمهم هلم بك33ل أمان33ة
ذهب اجلمهور إىل أن األمر يف قول33 3ه تع33 3اىل { :ف33 3انكحوا } لإلباح33 3ة مثل األمر يف قول33 3ه تع33 3اىل :
{ َو ُك لوا واشربوا } [ البقرة ] 187 :ويف قوله ُ { :ك ُلوا ِم ن َطِّيَباِت َم ا َر َز ْقَن اُك ْم } [ البقرة 57 :
]
وقال أهل الظاهر :النكاح واجب ومتسكوا بظاهر هذه اآلية ،ألن األمر للوج33وب ،وهم حمجوب33ون
بقول33 3ه تع33 3اىل َ { :و َم ن ْمَّل َيْس َتِط ْع ِم نُك ْم َط ْو ًال } إىل قول33 3ه َ {:و َأن َتْص ُرِبوا َخ ْيٌر َّلُك ْم } [ النساء :
. ] 25
قال اإلمام الفخر " :فحكم تع33اىل ب33أن ت33رك النك33اح يف هذه الص33ورة خري من فعل33ه ،وذل33ك يدل على
اتف33ق علم33اء اللغ33ة على أن هذه الكلم33ات من ألف33اظ الع33دد ،وت33دل ك33ل واح33دة منها على املذكور من
نوعها ،فمثىن ت33دل على اثنني اثنني ،وثالث ت33دل على ثالثة ثالثة ،ورب33اع ت33دل على أربع33ة أربع33ة ،
واملع33ىن :انكحوا ما اشتهت نفوس33كم من النساء ،ثنتني ثنتني ،وثالثًا ثالثًا ،وأربع ً3ا أربع ً3ا حسبما
تريدون.
ويف هذه اآلية داللة على حرمة الزيادة على أربع ،وقد أمجع العلماء والفقهاء على ذلك وال يقدح يف
هذا اإلمجاع ما ذهب إلي3ه بعض املبتدع3ة من ج3واز ال3تزوج بتسع نسوة بناء على أن ال3واو للجم3ع وأن
قال العالمة القرطيب « :اعلم أن هذا العدد ( مثىن وثالث ورباع ) ال يدل على إباح3ة تسع كم3ا قال3ه
َمْن َبُعد للكتاب والسنة ،وأعرض عما كان عليه س3لف هذه األمة ،وزعم أن ال3واو جامع3ة ،وعض3د
ذلك بأن النيب صلى اهلل عليه وسلم نكح تسعًا ومجع بينهن يف عصمته ،والذي صار إىل هذه اجلهال33ة،
وقال هذه املقال 33ة ،الرافض 33ة وبعض أهل الظ 33اهر ،وذهب بعض 33هم إىل أقبح من ذل 33ك ،فقالوا بإباح 33ة
اجلمع بني مثان عشرة ( وهذا كله جهل باللسان والسنة ،وخمالفة إلمجاع األمة ،إذ مل يسمع عن أح33د
من الصحابة والتابعني أنه مجع يف عصمته أكثر من أربع ،وقد أس3لم (غيالن) وحتت3ه عش3ر نسوة ف3أمره
وقد خاطب تع3اىل الع3رب بأفص3ح اللغ3ات ،والع3رب ال ت3دع أن تقول (تسعة) وتقول :اثنني وثالثة
وأربعة ،وكذلك تستقبح ممن يقول :أعط فالنًا أربعة ،ستة ،مثانية ،وال يقول ( مثانية عشر ) ».
أقول :إن اإلمجاع قد حصل على حرمة الزيادة على أربع ،وانقضى عص33ر اجملمعني قبل ظهور هؤالء
شروط التعدد في اإلسالم تتضمن عدة جوانب ،كما ورد في النص الذي قدمته
أواًل :العدل ،والذي يظهر من خالل قوله تعاىل" :فإن خفتم أال تعدلوا فواحدة" .يشري هذا
إىل أن العدل شرط أساسي إلباحة التعدد ،حيث جيب على الرجل التسوية العادلة بني زوجاته يف
وفيما يتعلق بالعدل يف احملبةُ ،يشري النص إىل أنه ليس مكلًف ا هبا ،ألهنا ال ميكن حتقيقها بنفس
القدرُ .يظهر ذلك يف قوله تعاىل" :ولن تستطيعوا أن تعدلوا بني النساء ولو حرصتم
ثانًيا :القدرة على اإلنفاق على الزوجات ،ويتبني ذلك من خالل قوله تعاىل" :وليستعفف
الذين ال جيدون نكاحًا حىت يغنيهم اهلل من فضله هنا ،يشري اهلل إىل أن القدرة على اإلنفاق على
الزوجات يعد شرًطا ضرورًيا ملن يرغب يف الزواج .املراعاة الشرعية هلذه الشروط تعكس حكمة
اإلسالم يف تنظيم احلياة الزوجية واحلفاظ على العدالة واملساواة بني الزوجات.
تعترب مسألة تعدد الزواج يف اإلسالم قضية ذات أبعاد اجتماعية ودينية ،وحتمل يف طياهتا حكمة
على الزواج ،فإن التعدد يشجع على زيادة النسل أكثر مما حيدث يف حالة وجود زوجة واحدة .ومن
خالل زيادة عدد السكان ،يتحقق تعزيز األمة وتكثيف األيدي العاملة ،مما يسهم يف رفع مستوى
االقتصاد.
ثانًيا ،جند أن عدد النساء يفوق عدد الرجال ،وإذا تزوج كل رجل امرأة واحدة ،فإن ذلك
سيرتك بعض النساء بال زواج .وهذا قد يؤدي إىل آثار سلبية على هؤالء النساء وعلى اجملتمع بشكل
عام .ثالًثاُ ،يعرض الرجال حلوادث قد تؤدي إىل فقدان حياهتم نتيجة للعمل يف مهن شاقة أو بكوهنم
جنوًد ا يف املعارك .ونظًر ا الرتفاع معدل الوفيات بني الرجال ،يعترب التعدد حال ملشكلة ارتفاع معدل
رابًعا ،يظهر أن هناك رجااًل يكونون قويي الشهوة وال تكفيهم امرأة واحدة .يف حالة منعهم من
الزواج التعدد ،قد يلجأون إىل ُس ّد الباب والقيود ،مما ميكن أن يؤدي إىل مشقة شديدة وقد يدفعهم
للوقوع يف سلوكيات حمرمة .لذاُ ،يباح التعدد عندما تتوفر القدرة على حتقيق العدل .خامًس ا ،يظهر
أن التعدد مل يكن مقتصًر ا على دين اإلسالم فقط ،بل كان معروًفا يف األمم السابقة .بعض األنبياء
كانوا متزوجني بأكثر من امرأة ،وكانت هذه احلقيقة حاضرة أيًض ا يف عهد النيب صلى اهلل عليه
وسلم.
ويف اخلتام ،يتبني أن هناك مصاحل مشروعة تدعو إىل اعتماد التعدد ،كاحلاجة إىل توثيق روابط
اجتماعية واقتصادية ،واليت ُيعترب التعدد وسيلة لتحقيق هذه املصاحل بشكل فّعال ومباح.
تعترب مسألة تعدد الزواج يف اإلسالم قضية تثري الكثري من النقاشات والتفاوت يف اآلراء ،ولكن
يعترب اإلسالم أن التعدد للمرأة غري جمٍد وقد يؤدي إىل آثار سلبية.
أواًل ،يعترب اإلسالم أن حق تعدد األزواج للمرأة ال يفيدها بل حيّط من قدرها وكرامتهاُ .يؤكد
الدين على أمهية احلفاظ على كرامة املرأة واحرتام حقوقها الشخصية ،وقد يكون التعدد عائًق ا يف
ثانًيا ،قد يؤدي تعدد األزواج إلشكاليات تتعلق بنسب األوالد ومسؤولية تربيتهم .يعترب اإلسالم
أن األسرة هي الوحدة األساسية يف اجملتمع ،وتفكك األسرة قد يؤدي إىل تشتت املسؤوليات وتأثري
سليب على النسل.ثالًثاُ ،يظهر اإلسالم أمهية الروابط األبوية والعائلية ،وحيث على تعزيز هذه العالقات.
تعدد األزواج للمرأة قد يؤدي إىل احنالل روابط األبوة مع األوالد ،مما يتعارض مع املفهوم اإلسالمي
لألسرة املتماسكة.
يف اخلتام ،يرى اإلسالم أن تعدد األزواج للمرأة ليس يف مصلحتها وال يف مصلحة الولد أو
اجملتمع بشكل عام .يؤكد الدين على أمهية حتقيق التوازن والعدالة يف العالقات الزوجية واألسرية ،وقد
يكون ذلك أفضل لتحقيق استقرار املرأة واألسرة يف إطار القيم اإلسالمية.
حتمل اآليات القرآنية العديد من الدروس والعرب اليت تنمي الوعي وتوجه اإلنسان حنو سلوك
أواًل ُ ،تظهر اآليات أن مجيع البشر يرجعون إىل أصل واحد ،وينتمون إىل أب واحد ،وهو آدم
عليه السالمُ .تعزز هذه الفكرة التواصل والتعايش بني أفراد البشرية.ثانًيا ،يتعلم املسلمون من اآليات
جواز التساؤل باهلل تعاىل ،حيث ُيشجع على الدعاء والنشد باهلل يف املواقف والتحديات ،مما يعكس
ثالًثاُ ،يشدد يف اآليات على أمهية الرمحة وصلة األرحام ،وُيفرض واجب االهتمام بالعالقات
العائلية وعدم قطيعتها ،مما يعكس رعاية اجملتمع لألفراد والرتكيز على التكافل والتواصل.رابًعاُ ،تظهر
اآليات وجوب رعاية اليتيم واحلفاظ على ماله ودفعه إليه عند البلوغ ،مما يعكس اهتمام اإلسالم
يربز توجيهات اإلسالم بالعدل واملساواة يف املعامالت.سادًس ا ،يوجه اإلسالم إىل وجوب االقتصار
على واحدة من النساء إذا خشي اإلنسان عدم العدل بينهن .هذا يعكس حكمة الدين يف تنظيم
هبذا ،تعد هذه اآليات مصدًر ا لإلرشاد والتوجيه يف احلياة اليومية ،حيث تعزز القيم اإلنسانية
املصادر واملراجع