Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 15

‫جامعة العلوم اإلسالمية الماليزية‬

‫كلية دراسات القرآن والسنة‬


‫السمستر الثالث العام الدراسي ‪ 2024/2023‬م‬
‫__________________________________________________‬
‫تفسير آيات األحكام‬
‫(‪)QQT2103‬‬
‫__________________________________________________‬
‫‪:‬موضوع‬
‫تعدد الزوجات وحكمته يف اإلسالم‬
‫‪ :‬االسم المحاضر‬
‫الدكتور‬
‫رقم الطالب‬ ‫االسم الطالب‬ ‫رقم‬
‫‪1221105‬‬ ‫حممد اكمل بن كفلي‬ ‫‪1.‬‬
‫‪1221249‬‬ ‫نك حممد فرحان بن نك عصري‬ ‫‪2.‬‬
‫‪3.‬‬
‫تعدد الزوجات وحكمته في اإلسالم‬

‫ق??ال تع ??الى‪َ{ :‬ي ا َأُّيَه ا الَّن اُس اَّتُق وا َر َّبُك ْم اَّل ِذ ي َخ َلَق ُك ْم ِم ْن َنْف ٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َل َق ِم ْنَه ا َز ْو َجَه ا َو َبَّث‬

‫ِم ْنُه َم ا ِر َج اًال َك ِثًريا َو ِنَس اًء َو اَّتُقوا الَّلَه اَّلِذي َتَتَس اَءُلوَن ِبِه َو اَألْر َح اَم ِإَّن الَّلَه َك اَن َعَلْيُك ْم َر ِقيًبا (‪َ )١‬و آُتوا‬

‫اْلَيَت اَم ى َأْم َو اُهَلْم َو َال َتَتَب َّد ُلوا اَخْلِبيَث ِب الَّطِّيِب َو َال َت ْأُك ُلوا َأْم َو اُهَلْم ِإىَل َأْم َو اِلُك ْم ِإَّنُه َك اَن ُح وًبا َك ِب ًريا (‪)٢‬‬

‫َو ِإْن ِخ ْف ُتْم َأَّال ُتْق ِس ُطوا يِف اْلَيَتاَم ى َفانِكُح وا َم ا َطاَب َلُك ْم ِم َن الِّنَس اِء َم ْثىَن َو ُثَالَث َو ُرَباَع َفِإْن ِخ ْف ُتْم َأَّال‬

‫ِط‬ ‫ِهِت‬ ‫ِل‬ ‫ِح‬ ‫ِد‬


‫َتْع ُلوا َفَو ا َد ًة َأْو َم ا َم َلَك ْت َأَمْياُنُك ْم َذ َك َأْد ىَن َأَّال َتُعوُلوا (‪َ )٣‬و آُتوا الِّنَس اَء َص ُد َقا َّن ْحِنَل ًة َف ِإْن َنْب‬
‫َلُك ْم َعْن َش ْي ٍء ِم ْنُه َنْف ًس ا َفُك ُلوُه َه ِنيًئا َم ِر يًئا}( ‪.)٤‬‬

‫(سورة النساء ‪)٤ -١‬‬

‫سبب النزل‬

‫أواًل ‪ :‬القصة اليت مت ذكرها يف هذا احلديث تعود إىل الفرتة النبوية يف اإلسالم‪ ،‬حيث يروي أن رجًال‬

‫من قبيلة غطفان كان حيتجز ماًال كثريًا ينتمي البن أخ يتيم بعد أن بلغ سن الرشد وطلب ماله منه‪،‬‬

‫ولكنه منعه من ذلك‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬قام اليتيم بالشكوى إىل النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم وخاصم‬

‫الرجل الذي كان حيتجز ماله‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬نزلت آية من القرآن الكرمي يف سورة النساء تأمر‬

‫بإعطاء األموال‬

‫لأليتام وتأكيد حقوقهم‪ .‬وهذه اآلية هي‪:‬‬


‫"َو آُتوْا اْلَيَتاَم ى َأْم َو اُهَلْم َو َال َتَتَبَّد ُلوْا اَخْلِبيَث ِبالَّطِّيِب َو َال َتْأُك ُلوْا َأْم َو اُهَلْم ِإىَل َأْم َو اِلُك ْم ِإَّنُه َك اَن ُح وًبا َك ِب ًريا"‬

‫(النساء‪ .)٢ :‬مبوجب هذه اآلية‪ ،‬جيب على الناس أداء حقوق األيت‪33‬ام وع‪33‬دم االس‪33‬تيالء على أمواهلم أو‬

‫استبدال ما هو خبيث مبا هو طيب‪ ،‬وهو تأكي‪3‬د على أمهي‪3‬ة محاية حقوق األيت‪3‬ام ورع‪3‬ايتهم يف اجملتم‪3‬ع‪.‬‬

‫تعترب هذه القصة واآلية النبوية معيارًا للعدل والرمحة يف التعامل مع األيتام‪ ،‬وحتث على رعايتهم ومحاية‬

‫حقوقهم يف اجملتمع‪.‬‬

‫ثانًيا‪ :‬قص‪33‬ة التيتم‪33‬ة ال‪33‬يت ذكرهتا عائش‪33‬ة رض‪33‬ي اهلل عنها توض‪33‬ح حال‪ً3‬ة اجتماعي‪ً3‬ة حتت‪33‬اج إىل ع‪33‬دل ورمحة‪.‬‬

‫يتحدث احلديث عن رج ‪ٍ3‬ل ت‪33‬زوج تيتم ‪ً3‬ة‪ ،‬ولكنه ك‪33‬ان ميسك عليها مرياثها‪ ،‬أي مل ُيعطها ماهلا ال‪33‬ذي‬

‫ورثت‪33‬ه من أبيها‪ ،‬وك‪33‬ان حيتف‪33‬ظ ب‪33‬ه‪ .‬يف هذه احلال‪33‬ة‪ ،‬ن‪33‬زلت آية من القرآن الك‪33‬رمي يف س‪33‬ورة النساء توج‪3‬ه‬

‫إىل الناس ب ‪33‬أهنم جيب عليهم أن يكون ‪33‬وا ع ‪33‬ادلني ورمحاء يف التعامل مع األيت ‪33‬ام‪ ،‬وأهنم جيب عليهم أداء‬

‫حقوق األيتام وعدم الظلم هلم‪ ،‬حىت لو كانوا يف وصاية شخص ما‪ .‬وهذه اآلية هي‪:‬‬

‫ِإ ِخ‬ ‫ِء‬ ‫ِم‬ ‫ِك‬ ‫ِس‬ ‫ِإ ِخ‬


‫"َو ْن ْف ُتْم َأَّال ُتْق ُطوْا يِف اليتامى َفان ُح وْا َم ا َطاَب َلُك ْم َن الِّنَس ا َم ْثىَن َو ُثاَل َث َو ُرَباَع َف ْن ْف ُتْم‬
‫َأَّال َتْع ِدُلوْا َفَو اِح َد ًة َأْو َم ا َم َلَك ْت َأَمْياُنُك ْم َذِلَك َأْد ىَن َأَّال َتُعوُلوْا" (النساء‪.)٣ :‬‬

‫ت‪33‬وجهت هذه اآلية بأن‪33‬ه إذا ك‪33‬ان األشخاص خيش‪33‬ون أال يكون‪33‬وا ع‪33‬ادلني يف التعامل مع األيت‪33‬ام‪ ،‬فيمكن‬

‫هلم أن يتزوجوا من النساء األخريات بش‪33‬كل معقول‪ ،‬وإن مل يستطيعوا أن يكون‪33‬وا ع‪33‬ادلني يف التعامل‪،‬‬

‫فيجب عليهم أن يتزوجوا امرأة واح‪33 3 3 3‬دة أو ما ملكت أمياهنم‪ ،‬لتجنب الظلم واإلس‪33 3 3 3‬اءة لأليت‪33 3 3 3‬ام‪.‬‬
‫باختص‪3‬ار‪ ،‬هذه القص‪3‬ة واآلية ُتظهر أمهي‪3‬ة الع‪3‬دل والرمحة يف التعامل مع األيت‪3‬ام‪ ،‬وتوجي‪3‬ه الناس إىل أداء‬

‫حقوقهم وعدم الظلم هلم‪ ،‬سواء كان ذلك يف التزويج أو يف التعامل املايل واملرياث‪.‬‬

‫ثالث ?ًا ‪ :‬وروى البخ ‪33‬اري عن ( ع ‪33‬روة بن الزب ‪33‬ري ) أن ‪33‬ه س ‪33‬أل عائش ‪33‬ة عن قول اهلل تع ‪33‬اىل {َو ِإْن ِخ ْف ُتْم َأَّال‬

‫ُتْق ِس ُطوْا يِف اليت ‪33‬امى } فقالت ‪ :‬يا ابن أخيت هذه اليتيم ‪33‬ة تك ‪33‬ون يف حج ‪33‬ر وليها ‪ ،‬تش ‪33‬ركه يف مال ‪33‬ه‪،‬‬

‫ويعجبه ماهلا ومجاهلا ‪ ،‬فرييد وليها أن يتزوجها بغ‪33‬ري أن يقسط يف صداقها ‪ ،‬فيعطيها مثل ما يعطيها‬

‫غريه ‪ ،‬فنهوا عن ذلك إّال أن يقسطوا هلن ‪ ،‬ويبلغ‪3‬وا هلن أعلى س‪3‬نتهن يف الص‪3‬داق ‪ ،‬ف‪3‬أمروا أن ينكحوا‬

‫ما طاب هلم من النساء سواهن ‪ . .‬وإن الناس اس‪33‬تفتوا رس‪33‬ول اهلل صلى اهلل علي‪33‬ه وس‪33‬لم بع‪33‬د هذه اآلية‬

‫فأنزل اهلل { َو َيْس َتْف ُتوَنَك يِف النسآء ‪ [ } . . .‬النساء ‪ ] ١٢٧ :‬اآلية ‪.‬‬

‫تفسير اآليات‬

‫(َيا َأُّيَه ا الَّناُس اَّتُق وا َر َّبُك ْم اَّلِذ ي َخ َلَق ُك ْم ِم ْن َنْف ٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َلَق ِم ْنَه ا َز ْو َج َه ا َو َبَّث ِم ْنُه َم ا ِر َج اًال‬

‫َك ِثيًر ا َو ِنَس اًء ‪)....‬‬

‫اآلية ال‪33‬يت ذكرهتا هي اآلية األوىل من س‪33‬ورة النساء يف القرآن الك‪33‬رمي‪ .‬ويف هذه اآلية‪ ،‬يوج‪33‬ه اهلل تع‪33‬اىل‬

‫خطابه إىل الناس مجيًعا‪ ،‬مدعوهم إىل تقوى اهلل وخش‪3‬ية عقاب‪3‬ه‪ ،‬ويذكرهم ب‪3‬أهنم مجيًع ا خلقوا من نفس‬

‫واحدة‪ .‬اهلل ُيشري يف هذه اآلية إىل أن البشر مجيًعا ينتمون إىل نسل واحد‪ ،‬إذ خلقهم من نفس واحدة‪،‬‬

‫ومن مث خلق من هذه النفس زوجها‪ ،‬وبث منهما رجااًل كثًريا ونساًء‪ .‬هذه اآلية تعكس فكرة الوحدة‬
‫اإلنسانية والتسامح واملساواة بني مجي‪33‬ع البش‪33‬ر‪ ،‬حيث أن اهلل خل‪33‬ق الناس مجيًع ا من نفس واح‪33‬دة‪ ،‬دون‬

‫تفض‪33‬يل أح‪33‬د على آخر بناًء على أصله اجلسدي‪ .‬باإلض‪33‬افة إىل ذل‪33‬ك‪ ،‬يتض‪33‬من هذا اخلطاب دع‪33‬وة إىل‬

‫اتقاء اهلل وتقوية العالقة بني الناس على أساس التقوى والع‪33‬دل واإلنص‪33‬اف‪ ،‬وع‪33‬دم الظلم والتعص‪33‬ب‪ ،‬مما‬

‫يعكس قيم العدال ‪33‬ة والتسامح ال ‪33‬يت جيب أن يتحلى هبا املسلمون يف تع ‪33‬املهم مع بعض ‪33‬هم البعض ومع‬

‫مجيع البشر‪.‬‬

‫(َو آُت وا اْلَيَت اَمى َأْم َو اَلُه ْم َو َال َتَتَب َّد ُلوا اْلَخ ِبيَث ِب الَّطِّيِب َو َال َت ْأُك ُلوا َأْم َو اَلُه ْم ِإَلى َأْم َو اِلُك ْم ِإَّن ُه َك اَن‬

‫ُح وًبا َك ِبيًر ا (‪))٢‬‬

‫هذه اآلية الكرمية توج‪3‬ه بالع‪3‬دل والرمحة يف التعامل مع األيت‪3‬ام ومحاية حقوقهم املالي‪3‬ة‪ .‬اهلل يأمر األولي‪3‬اء‬

‫واألوصياء بتسليم أموال األيتام إليهم عندما يبلغون سن الرشد‪ ،‬وحيذرهم من الغش والظلم يف التعامل‬

‫مع أمواهلم‪:‬‬

‫‪َ" .١‬و آُت وا اْلَيَت اَم ى َأْم َو اُهَلْم "‪ :‬يأمر اهلل بتسليم أموال اليت‪33‬امى إليهم عندما يك‪33‬ربون ويص‪33‬بحون قادرين‬

‫على إدارة أمواهلم‪.‬‬

‫‪َ" .٢‬و َال َتَتَب َّد ُلوا اَخْلِبيَث ِب الَّطِّيِب "‪ :‬ينبه اهلل إىل ع ‪33‬دم الغش والتالعب يف التعامل مع أموال األيت ‪33‬ام‪،‬‬

‫وعدم استبدال األموال النقدية القيمة بأموال أخرى غري قيمة أو بضائع رديئة‪.‬‬
‫‪َ" .٣‬و َال َت ْأُك ُلوا َأْم َو اُهَلْم ِإىَل َأْم َو اِلُك ْم "‪ :‬حيذر اهلل من إض‪33 3 3‬افة أموال األيت‪33 3 3‬ام إىل أموال األولي‪33 3 3‬اء أو‬

‫األوصياء‪ ،‬حىت يف احلاالت اليت حتتاج فيها إىل النفقة‪.‬‬

‫‪ِ" .٤‬إَّن ُه َك اَن ُح وًب ا َك ِب ًريا"‪ :‬يش ‪33‬ري اهلل إىل أن أخذ أموال اليت ‪33‬امى دون حقهم يع ‪33‬د إًمثا كبًريا وظلًم ا‬

‫جسيًم ا‪.‬‬

‫تتضمن هذه اآلية توجيهات وحتذيرات صارمة حبماية حقوق األيتام وعدم الظلم هلم‪ ،‬مع التأكي‪3‬د على‬

‫أن اهلل يراقب تعامل األولياء واألوصياء مع أموال اليتامى ويعاقبهم على أي ظلم يقعون فيه‪.‬‬

‫(َو ِإْن ِخ ْف ُتْم َأَّال ُتْق ِس ُطوا ِفي اْلَيَت اَمى َف انِكُح وا َم ا َط اَب َلُك ْم ِم َن الِّنَس اِء َم ْثَنى َو ُثَالَث َو ُرَب اَع َف ِإ ْن‬

‫ِخ ْف ُتْم َأَّال َتْع ِد ُلواَفَو اِح َد ًةَأْو َما َمَلَك ْت َأْيَم اُنُك ْم َذِلَك َأْدَنى َأَّال َتُعوُلوا (‪))3‬‬

‫هذه اآلية الكرمية توج ‪33‬ه بت ‪33‬وازن وعدال ‪33‬ة يف التعامل مع األيت ‪33‬ام‪ ،‬وحتث على اختاذ القرارات حبكم ‪33‬ة‬

‫وعدال‪33 3‬ة‪ .‬إذ ُيعطى الرج‪33 3‬ل ال‪33 3‬ذي ُي رغب يف ال‪33 3‬زواج بيتيم‪33 3‬ة خي‪33 3‬ارات متع‪33 3‬ددة ت‪33 3‬تيح ل‪33 3‬ه حتقي‪33 3‬ق الع‪33 3‬دل‬

‫واإلنصاف يف التعامل معها‪ .‬إذا ك‪3‬ان الرج‪3‬ل خيش‪3‬ى ع‪3‬دم القدرة على الع‪3‬دل يف التعامل مع اليتيم‪3‬ة من‬

‫حيث املهر أو التساوي يف املعامل ‪33‬ة‪ ،‬فل ‪33‬ه اخلي ‪33‬ار أن يتزوج امرأتني‪ ،‬أو ثالث نساء‪ ،‬أو ح ‪33‬ىت أربع ‪33‬ة‪،‬‬

‫حسب ما يراه مناسًبا وما ميكن أن يسهم يف حتقي‪3‬ق الع‪3‬دل والرفاهي‪3‬ة لليتيم‪3‬ة ولنفسه‪ .‬ولكن يف ال‪3‬وقت‬

‫ذاته‪ ،‬إذا كان الرج‪3‬ل خيش‪3‬ى ع‪3‬دم الع‪3‬دل يف التعامل مع هذه النساء أو ع‪3‬دم القدرة على الع‪3‬دل بينهن‪،‬‬

‫فعلي ‪33‬ه أن يقتص ‪33‬ر على زواج واح ‪33‬دة فقط‪ ،‬أو على ما ملكت أميان ‪33‬ه من نساء‪ .‬هذا النص ُيظهر أن‬
‫اإلس ‪33‬الم يش‪33 3‬جع على التع‪33 3‬اطف والعدال‪33 3‬ة يف التعامل مع األيت‪33 3‬ام‪ ،‬وحُي ث على اختاذ القرارات حبكم ‪33‬ة‬

‫وتوازن‪ ،‬مع توفري حقوقهم واحلفاظ على مصاحلهم‪ ،‬دون إحلاق الظلم هبم يف أي شكل من األشكال‪.‬‬

‫) َو آُتوا الِّنَس اَء َص ُد َقاِتِه َّن ِنْح َلًة َفِإ ْن ِط ْبَن َلُك ْم َعْن َش ْي ٍء ِم ْنُه َنْف ًس ا َفُكُلوُه َه ِنيًئا َمِر يًئا} (‪( .)٤‬‬

‫هذه اآلية الكرمية تأيت يف سياق تنظيم الزواج يف اإلسالم وحتديد حقوق الزوجة والزوج‪ .‬توج‪33‬ه اهلل يف‬

‫هذه اآلية بض ‪33‬رورة إعطاء النساء مهورهن بسخاء وك ‪33‬رم‪ ،‬وأن يك ‪33‬ون ذل ‪33‬ك من طيب نفس وإرادة‬

‫حسنة‪.‬‬

‫‪َ" .١‬و آُت وا الِّنَس اَء َص ُد َقاِهِتَّن ْحِنَل ًة"‪ُ :‬يش ‪33‬ري هذا اجلزء من اآلية إىل واجب الرج ‪33‬ال يف إعطاء النساء‬

‫مهورهن‪ ،‬وتكرميهن مبا يستحقنه من حقوق يف الزواج‪.‬‬

‫‪َ" .٢‬فِإْن ِط َنْب َلُك ْم َعْن َش ْي ٍء ِم ْنُه َنْف ًس ا َفُك ُلوُه َه ِنيًئا َم ِر يًئا"‪ :‬يف حالة تنازل الزوج‪33‬ة عن ج‪33‬زء من مهرها‬

‫ب ‪33‬إرادة ح ‪33‬رة ومن غ ‪33‬ري إك ‪33‬راه‪ ،‬جيوز لل ‪33‬زوج أن يتناول هذا اجلزء ويستخدمه مبوافقة ورض ‪33‬ا الزوج ‪33‬ة‪.‬‬

‫ويشجع اهلل الزوجني على التسامح والتفاهم يف املسائل املالي‪3‬ة والشخص‪3‬ية‪ ،‬ويؤك‪3‬د على ح‪3‬ق ال‪3‬زوج يف‬

‫استخدام هذا املهر مبا يناسب األخالق والعادات احمللية‪.‬‬

‫هذه اآلية تؤك‪33‬د على أن ال‪33‬زواج يف اإلس‪33‬الم يقوم على أس‪33‬اس التع‪33‬اون والتف‪33‬اهم املتبادل بني ال‪33‬زوجني‪،‬‬

‫وتش‪33‬جيع الرج‪33‬ل على إظهار الك‪33‬رم والسخاء يف تعامل‪33‬ه مع زوجت‪33‬ه‪ ،‬وأن يك‪33‬ون هذا التع‪33‬اون والتف‪33‬اهم‬

‫مبنًيا على مبادئ احلالل والطيب واإلرادة احلرة من الطرفني‪.‬‬


‫الحكم االول‪ :‬هل يعطى اليتيم ماله قبل البلوغ؟‬

‫تش‪33‬دد آية القرآن ال‪33‬يت تقول‪" :‬وآت‪33‬وا اليت‪33‬امى أمواهلم" على وج‪3‬وب تسليم ال‪33‬ثروة لأليت‪33‬ام‪ .‬اتف‪33‬ق العلم‪3‬اء‬

‫باإلمجاع على أن‪33‬ه جيب أن ال ُيسلم مال الي‪33‬تيم إلي‪33‬ه ح‪33‬ىت يبل‪33‬غ س‪33‬ن الرشد‪ ،‬ويأيت هذا اس‪33‬تناًدا إىل قول‪33‬ه‬

‫تع‪33‬اىل يف اآليات التالي‪33‬ة‪" :‬وابتل‪33‬وا اليت‪33‬امى ح‪33‬ىت إذا بلغ‪33‬وا النك‪33‬اح ف‪33‬إن آنستم منهم رشدًا ف‪33‬ادفعوا إليهم‬

‫أمواهلم"‪ .‬وقد ُش رط يف هذا السياق بلوغ الش‪3‬خص وحص‪3‬وله على رشد‪ ،‬ويكمن احلكم يف أن الص‪3‬غري‬

‫قد ال يدير أموال ‪33‬ه بش ‪33‬كل مسؤول وقد يسيء اس ‪33‬تخدامها‪ .‬ويف تفسري هذه اآليات‪ ،‬قدم العلم ‪33‬اء‬

‫وجهتني نظر‪.‬‬

‫الوج??ه األول‪ :‬قد يك‪33‬ون املقص‪33‬ود باليت‪33‬امى هنا هم األف‪33‬راد البالغني ال‪33‬ذين جتاوزوا س‪33‬ن الرشد واطل‪33‬ق‬

‫عليهم لقب "اليتامى" يف سياق اجملاز‪ ،‬بناًء على وضعهم السابق كأطفال يتيمني‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬ميكن أن يرتبط املراد باليتامى هنا باألطفال الصغار الذين مل يصلوا إىل سن البلوغ‪ ،‬وقد‬

‫يكون املقصود باإليتاء هو إما إنفاق املال على احتياجاهتم من طعام وكساء‪ ،‬أو ت‪3‬رك األموال واحلف‪3‬اظ‬

‫عليها لص ‪33‬احلهم دون التالعب هبا بش ‪33‬كل غ ‪33‬ري مالئم‪ .‬يظهر هذا السياق أن بعض األوصياء ك ‪33‬انوا‬

‫يستعجلون يف اس‪33‬تهالك ثروة الي‪33‬تيم وإس‪33‬رافها‪ ،‬وبالت‪33‬ايل مت توجي‪33‬ه التوجي‪33‬ه باحلف‪33‬اظ على هذه األموال‬
‫واس‪33‬تثمارها يف ما يع‪33‬ود ب‪33‬النفع على الي‪33‬تيم‪ ،‬ح‪33‬ىت يص‪33‬لوا إىل س‪33‬ن الرشد ويتم تسليمهم هلم بك‪33‬ل أمان‪33‬ة‬

‫وكمال‪ .‬ميكن أن يكون الوجه األول أقوى وأكثر قوة‪.‬‬

‫الحكم الثاني‪ :‬فانكحوا َما َطاَب َلُك ْم ‪ ,‬للوجوب أو لإلباحة؟‬

‫ذهب اجلمهور إىل أن األمر يف قول‪33 3‬ه تع‪33 3‬اىل ‪ { :‬ف‪33 3‬انكحوا } لإلباح‪33 3‬ة مثل األمر يف قول‪33 3‬ه تع‪33 3‬اىل ‪:‬‬

‫{ َو ُك لوا واشربوا } [ البقرة ‪ ] 187 :‬ويف قوله ‪ُ { :‬ك ُلوا ِم ن َطِّيَباِت َم ا َر َز ْقَن اُك ْم } [ البقرة ‪57 :‬‬

‫]‬

‫وقال أهل الظاهر ‪ :‬النكاح واجب ومتسكوا بظاهر هذه اآلية ‪ ،‬ألن األمر للوج‪33‬وب ‪ ،‬وهم حمجوب‪33‬ون‬

‫بقول‪33 3‬ه تع‪33 3‬اىل ‪َ { :‬و َم ن ْمَّل َيْس َتِط ْع ِم نُك ْم َط ْو ًال } إىل قول‪33 3‬ه ‪َ {:‬و َأن َتْص ُرِبوا َخ ْيٌر َّلُك ْم } [ النساء ‪:‬‬

‫‪. ] 25‬‬

‫قال اإلمام الفخر ‪ " :‬فحكم تع‪33‬اىل ب‪33‬أن ت‪33‬رك النك‪33‬اح يف هذه الص‪33‬ورة خري من فعل‪33‬ه‪ ،‬وذل‪33‬ك يدل على‬

‫أنه " ليس مبندوب‪ ،‬فضًال عن أن ُيقال إنه واجب‪.‬‬

‫ما معنى قوله تعالى ‪ { :‬مثنى وثالث ورباع } ؟‬

‫اتف‪33‬ق علم‪33‬اء اللغ‪33‬ة على أن هذه الكلم‪33‬ات من ألف‪33‬اظ الع‪33‬دد ‪ ،‬وت‪33‬دل ك‪33‬ل واح‪33‬دة منها على املذكور من‬

‫نوعها ‪ ،‬فمثىن ت‪33‬دل على اثنني اثنني ‪ ،‬وثالث ت‪33‬دل على ثالثة ثالثة ‪ ،‬ورب‪33‬اع ت‪33‬دل على أربع‪33‬ة أربع‪33‬ة ‪،‬‬
‫واملع‪33‬ىن ‪ :‬انكحوا ما اشتهت نفوس‪33‬كم من النساء ‪ ،‬ثنتني ثنتني ‪ ،‬وثالثًا ثالثًا ‪ ،‬وأربع ‪ً3‬ا أربع ‪ً3‬ا حسبما‬

‫تريدون‪.‬‬

‫ويف هذه اآلية داللة على حرمة الزيادة على أربع ‪ ،‬وقد أمجع العلماء والفقهاء على ذلك وال يقدح يف‬

‫هذا اإلمجاع ما ذهب إلي‪3‬ه بعض املبتدع‪3‬ة من ج‪3‬واز ال‪3‬تزوج بتسع نسوة بناء على أن ال‪3‬واو للجم‪3‬ع وأن‬

‫املراد أن جيمع اإلنسان اثنتني وثالثًا وأربعًا ‪.‬‬

‫قال العالمة القرطيب ‪ « :‬اعلم أن هذا العدد ( مثىن وثالث ورباع ) ال يدل على إباح‪3‬ة تسع كم‪3‬ا قال‪3‬ه‬

‫َمْن َبُعد للكتاب والسنة ‪ ،‬وأعرض عما كان عليه س‪3‬لف هذه األمة ‪ ،‬وزعم أن ال‪3‬واو جامع‪3‬ة ‪ ،‬وعض‪3‬د‬

‫ذلك بأن النيب صلى اهلل عليه وسلم نكح تسعًا ومجع بينهن يف عصمته ‪ ،‬والذي صار إىل هذه اجلهال‪33‬ة‪،‬‬

‫وقال هذه املقال ‪33‬ة ‪ ،‬الرافض ‪33‬ة وبعض أهل الظ ‪33‬اهر ‪ ،‬وذهب بعض ‪33‬هم إىل أقبح من ذل ‪33‬ك‪ ،‬فقالوا بإباح ‪33‬ة‬

‫اجلمع بني مثان عشرة ( وهذا كله جهل باللسان والسنة ‪ ،‬وخمالفة إلمجاع األمة‪ ،‬إذ مل يسمع عن أح‪33‬د‬

‫من الصحابة والتابعني أنه مجع يف عصمته أكثر من أربع ‪ ،‬وقد أس‪3‬لم (غيالن) وحتت‪3‬ه عش‪3‬ر نسوة ف‪3‬أمره‬

‫عليه السالم أن خيتار أربعًا منهن ويفارق سائرهن‪.‬‬

‫وقد خاطب تع‪3‬اىل الع‪3‬رب بأفص‪3‬ح اللغ‪3‬ات ‪ ،‬والع‪3‬رب ال ت‪3‬دع أن تقول (تسعة) وتقول ‪ :‬اثنني وثالثة‬

‫وأربعة ‪ ،‬وكذلك تستقبح ممن يقول ‪ :‬أعط فالنًا أربعة ‪ ،‬ستة ‪ ،‬مثانية ‪ ،‬وال يقول ( مثانية عشر ) »‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬إن اإلمجاع قد حصل على حرمة الزيادة على أربع ‪ ،‬وانقضى عص‪33‬ر اجملمعني قبل ظهور هؤالء‬

‫الشذاذ املخالفني ‪ ،‬فال عربة بقوهلم فإمنا هو حمض جهل وغباء‬

‫شروط التعدد في اإلسالم تتضمن عدة جوانب‪ ،‬كما ورد في النص الذي قدمته‬

‫أواًل ‪ :‬العدل‪ ،‬والذي يظهر من خالل قوله تعاىل‪" :‬فإن خفتم أال تعدلوا فواحدة"‪ .‬يشري هذا‬

‫إىل أن العدل شرط أساسي إلباحة التعدد‪ ،‬حيث جيب على الرجل التسوية العادلة بني زوجاته يف‬

‫املسائل املادية كالنفقة والكسوة‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بالعدل يف احملبة‪ُ ،‬يشري النص إىل أنه ليس مكلًف ا هبا‪ ،‬ألهنا ال ميكن حتقيقها بنفس‬

‫القدر‪ُ .‬يظهر ذلك يف قوله تعاىل‪" :‬ولن تستطيعوا أن تعدلوا بني النساء ولو حرصتم‬

‫ثانًيا‪ :‬القدرة على اإلنفاق على الزوجات‪ ،‬ويتبني ذلك من خالل قوله تعاىل‪" :‬وليستعفف‬

‫الذين ال جيدون نكاحًا حىت يغنيهم اهلل من فضله هنا‪ ،‬يشري اهلل إىل أن القدرة على اإلنفاق على‬

‫الزوجات يعد شرًطا ضرورًيا ملن يرغب يف الزواج‪ .‬املراعاة الشرعية هلذه الشروط تعكس حكمة‬

‫اإلسالم يف تنظيم احلياة الزوجية واحلفاظ على العدالة واملساواة بني الزوجات‪.‬‬

‫حكمة تعدد الزواج في اإلسالم‬

‫تعترب مسألة تعدد الزواج يف اإلسالم قضية ذات أبعاد اجتماعية ودينية‪ ،‬وحتمل يف طياهتا حكمة‬

‫تتجلى من خالل عدة جوانب‪.‬‬


‫أواًل وقبل كل شيء‪ُ ،‬يَعّد التعدد سبًبا لتكثري األمة‪ .‬مبا أن الكثرة يف األمة تعتمد بشكل كبري‬

‫على الزواج‪ ،‬فإن التعدد يشجع على زيادة النسل أكثر مما حيدث يف حالة وجود زوجة واحدة‪ .‬ومن‬

‫خالل زيادة عدد السكان‪ ،‬يتحقق تعزيز األمة وتكثيف األيدي العاملة‪ ،‬مما يسهم يف رفع مستوى‬

‫االقتصاد‪.‬‬

‫ثانًيا‪ ،‬جند أن عدد النساء يفوق عدد الرجال‪ ،‬وإذا تزوج كل رجل امرأة واحدة‪ ،‬فإن ذلك‬

‫سيرتك بعض النساء بال زواج‪ .‬وهذا قد يؤدي إىل آثار سلبية على هؤالء النساء وعلى اجملتمع بشكل‬

‫عام‪ .‬ثالًثا‪ُ ،‬يعرض الرجال حلوادث قد تؤدي إىل فقدان حياهتم نتيجة للعمل يف مهن شاقة أو بكوهنم‬

‫جنوًد ا يف املعارك‪ .‬ونظًر ا الرتفاع معدل الوفيات بني الرجال‪ ،‬يعترب التعدد حال ملشكلة ارتفاع معدل‬

‫العنوسة بني النساء‪.‬‬

‫رابًعا‪ ،‬يظهر أن هناك رجااًل يكونون قويي الشهوة وال تكفيهم امرأة واحدة‪ .‬يف حالة منعهم من‬

‫الزواج التعدد‪ ،‬قد يلجأون إىل ُس ّد الباب والقيود‪ ،‬مما ميكن أن يؤدي إىل مشقة شديدة وقد يدفعهم‬

‫للوقوع يف سلوكيات حمرمة‪ .‬لذا‪ُ ،‬يباح التعدد عندما تتوفر القدرة على حتقيق العدل‪ .‬خامًس ا‪ ،‬يظهر‬

‫أن التعدد مل يكن مقتصًر ا على دين اإلسالم فقط‪ ،‬بل كان معروًفا يف األمم السابقة‪ .‬بعض األنبياء‬

‫كانوا متزوجني بأكثر من امرأة‪ ،‬وكانت هذه احلقيقة حاضرة أيًض ا يف عهد النيب صلى اهلل عليه‬

‫وسلم‪.‬‬
‫ويف اخلتام‪ ،‬يتبني أن هناك مصاحل مشروعة تدعو إىل اعتماد التعدد‪ ،‬كاحلاجة إىل توثيق روابط‬

‫اجتماعية واقتصادية‪ ،‬واليت ُيعترب التعدد وسيلة لتحقيق هذه املصاحل بشكل فّعال ومباح‪.‬‬

‫لماذا لم يبح اإلسالم التعدد للمرأة؟‬

‫تعترب مسألة تعدد الزواج يف اإلسالم قضية تثري الكثري من النقاشات والتفاوت يف اآلراء‪ ،‬ولكن‬

‫يعترب اإلسالم أن التعدد للمرأة غري جمٍد وقد يؤدي إىل آثار سلبية‪.‬‬

‫أواًل ‪ ،‬يعترب اإلسالم أن حق تعدد األزواج للمرأة ال يفيدها بل حيّط من قدرها وكرامتها‪ُ .‬يؤكد‬

‫الدين على أمهية احلفاظ على كرامة املرأة واحرتام حقوقها الشخصية‪ ،‬وقد يكون التعدد عائًق ا يف‬

‫حتقيق هذا اهلدف‪.‬‬

‫ثانًيا‪ ،‬قد يؤدي تعدد األزواج إلشكاليات تتعلق بنسب األوالد ومسؤولية تربيتهم‪ .‬يعترب اإلسالم‬

‫أن األسرة هي الوحدة األساسية يف اجملتمع‪ ،‬وتفكك األسرة قد يؤدي إىل تشتت املسؤوليات وتأثري‬

‫سليب على النسل‪.‬ثالًثا‪ُ ،‬يظهر اإلسالم أمهية الروابط األبوية والعائلية‪ ،‬وحيث على تعزيز هذه العالقات‪.‬‬

‫تعدد األزواج للمرأة قد يؤدي إىل احنالل روابط األبوة مع األوالد‪ ،‬مما يتعارض مع املفهوم اإلسالمي‬

‫لألسرة املتماسكة‪.‬‬
‫يف اخلتام‪ ،‬يرى اإلسالم أن تعدد األزواج للمرأة ليس يف مصلحتها وال يف مصلحة الولد أو‬

‫اجملتمع بشكل عام‪ .‬يؤكد الدين على أمهية حتقيق التوازن والعدالة يف العالقات الزوجية واألسرية‪ ،‬وقد‬

‫يكون ذلك أفضل لتحقيق استقرار املرأة واألسرة يف إطار القيم اإلسالمية‪.‬‬

‫دروس وعبر من اآليات‬

‫حتمل اآليات القرآنية العديد من الدروس والعرب اليت تنمي الوعي وتوجه اإلنسان حنو سلوك‬

‫حياة مستقيم وفاعل باخلري‪.‬‬

‫أواًل ‪ُ ،‬تظهر اآليات أن مجيع البشر يرجعون إىل أصل واحد‪ ،‬وينتمون إىل أب واحد‪ ،‬وهو آدم‬

‫عليه السالم‪ُ .‬تعزز هذه الفكرة التواصل والتعايش بني أفراد البشرية‪.‬ثانًيا‪ ،‬يتعلم املسلمون من اآليات‬

‫جواز التساؤل باهلل تعاىل‪ ،‬حيث ُيشجع على الدعاء والنشد باهلل يف املواقف والتحديات‪ ،‬مما يعكس‬

‫االعتماد على اهلل يف كل شؤون احلياة‪.‬‬

‫ثالًثا‪ُ ،‬يشدد يف اآليات على أمهية الرمحة وصلة األرحام‪ ،‬وُيفرض واجب االهتمام بالعالقات‬

‫العائلية وعدم قطيعتها‪ ،‬مما يعكس رعاية اجملتمع لألفراد والرتكيز على التكافل والتواصل‪.‬رابًعا‪ُ ،‬تظهر‬

‫اآليات وجوب رعاية اليتيم واحلفاظ على ماله ودفعه إليه عند البلوغ‪ ،‬مما يعكس اهتمام اإلسالم‬

‫حبقوق الفرد وضرورة العدالة االجتماعية‪.‬‬


‫خامًس ا‪ُ ،‬تبنِّي اآليات إباحة نكاح النساء يف حدود معينة وبشرط العدل بينهن يف القسمة‪ ،‬مما‬

‫يربز توجيهات اإلسالم بالعدل واملساواة يف املعامالت‪.‬سادًس ا‪ ،‬يوجه اإلسالم إىل وجوب االقتصار‬

‫على واحدة من النساء إذا خشي اإلنسان عدم العدل بينهن‪ .‬هذا يعكس حكمة الدين يف تنظيم‬

‫األحوال الشخصية وضرورة العدل يف التعامل مع األزواج‪.‬‬

‫هبذا‪ ،‬تعد هذه اآليات مصدًر ا لإلرشاد والتوجيه يف احلياة اليومية‪ ،‬حيث تعزز القيم اإلنسانية‬

‫وتشجع على بناء جمتمع يستند إىل العدل والرمحة‪.‬‬

‫املصادر واملراجع‬

You might also like