Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 151

‫علم السكان‬

‫يف البحث التطبيقي واإلحصايئ‬


‫عطيه‬
‫د‪ .‬شوقي ّ‬

‫عـلـم الســكان‬
‫في البحث التطبيقي واإلحصائي‬
‫علم السكان‬
‫يف البحث التطبيقي واإلحصايئ‬

‫الكتاب‪ :‬علم السكان‪ ،‬يف البحث التطبيقي واإلحصايئ‬


‫املؤلف‪ :‬د‪ .‬شوقي عط ّيه‬
‫املوضوع‪ :‬علم السكان‬
‫القياس‪22,5X15,5 :‬‬
‫سنة النرش‪( 2017 :‬تعديل ‪)2020‬‬
‫اإلهداء‬

‫إىل نصفي اآلخر‪...‬‬


‫للمؤلف‪:‬‬
‫السكان يف لبنان‪ ،‬من الواقع السيايس إىل التغري االجتامعي واالقتصادي‪ ،‬دار‬
‫نلسن‪ ،2014 ،‬بريوت‪.‬‬
‫الوجه اآلخر لإلعالم‪ ،‬االتصال والتواصل بني الرسالة والتسويق‪ ،2016 ،‬دار‬
‫نلسن‪ ،‬بريوت؛ جروس برس‪ ،‬طرابلس‪.‬‬
‫جغرافية السكان‪ ،‬االتجاهات والتحديات البيئية املعارصة‪( ،‬باملشاركة مع د‪.‬‬
‫عاطف عطيه)‪ ،‬جروس برس‪.2016 ،‬‬
‫مقدمة‬

‫الدميوغرافيا‪ ،‬هي من العلوم الحديثة نسبيا ً يف مجال العلوم االجتامعية‪.‬‬


‫وهي أقرب إىل اإلحصاء لناحية استخدام األرقام والتحليل الكمي‪ ،‬إال أنها ال‬
‫تبتعد عن علم االجتامع ملاحية املنهج والتقنيات واألساليب املتبعة يف‬
‫التفسري‪ .‬ونظرا ً لصغر سن هذا العلم‪ ،‬فإن اإلهتامم به ال يزال يف بداياته‪ ،‬إال‬
‫أنه أخذ بالتزايد يف العقود األخرية نظرا ً ملا من ارتباط بني السكان وكافة‬
‫املسائل االجتامعية واالقتصادية وحتى السياسية والرتفيهية يف املجتمع‪ .‬ونظرا ً‬
‫لألهمية املتزايدة هذه‪ ،‬ال بد من تقديم عمل يسهم يف إيصال تقنيات‬
‫وأساليب الدميوغرافيا األساسية للجميع‪.‬‬
‫ال تخلو املكتبة العربية من مؤلفات تعالج املسائل والتقنيات يف العلوم‬
‫االجتامعية‪ .‬وال تخلو حتى من األعامل التي تبحث يف مسائل علم السكان‬
‫أو الدميوغرافيا‪ .‬إال أن هذا الكتاب أىت من همني اثنني‪ ،‬األول علمي بحثي‪،‬‬
‫بحيث يضع التقنيات األساسية الالزمة للتحليل الدميوغرايف يف متناول‬
‫الجميع‪ ،‬من خاصة وعامة‪ .‬أما الهم الثاين فهو أكادميي‪-‬تعليمي بحيث يأيت‬
‫الكتاب ليساعد الدارسني يف الدميوغرافيا‪ ،‬وخاصة من غري املتخصصني‪ ،‬يف فهم‬
‫هذا العلم الذي يرتكز‪ ،‬بشقه اإلحصايئ‪ ،‬عىل الرقم والوصف والتحليل‪ .‬ولهذا‬
‫أيت الكتاب عىل ما ميكن من التبسيط‪ ،‬وإن كانت هذه املهمة بالغة الصعوبة‬
‫عند تقديم أو رشح بعض املعادالت املستخدمة يف التحليل الدميوغرافية‪ ،‬إال‬
‫أننا قمنا برشح املعادلة كاملة مع إعطاء مثل عىل سياق تطبيقها‪ ،‬لعلنا‬
‫نتمكن من توضيحها أكرث أمام القراء‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫يتكون الكتاب من مثانية فصول موزعة عىل ثالثة أقسام‪.‬‬
‫خصص القسم األول لعرض نظري حول الدميوغرافيا كعلم قائم بذاته‬
‫واملناهج املستخدمة فيه‪ .‬فالقسم األول يقدم ملحة تاريخية موجزة عن والدة‬
‫الدميوغرافيا كام نعرفها اليوم‪ ،‬وعن أهم مصادر املعطيات السكانية التي‬
‫يستخدمها الباحث يف هذا العلم‪ .‬أما الفصل الثاين فهو يعرض منهج البحث‬
‫الدميوغرايف وأنواع املعطيات‪ .‬والفصل الثالث يرشح مفهوم البنية السكانية‪،‬‬
‫وخاصة بنى العمر والجنس‪ ،‬باإلضافة إىل أنواع البنى األخرى‪.‬‬
‫بعد االنتقال من املنهج‪ ،‬ال بد أن نرشح التقنيات األساسية يف الدميوغرافيا‪،‬‬
‫وخاصة ما يتعلق بكيفية متثيل‪ ،‬أو وضع املعطيات االحصائية عىل جداول‬
‫ورسوم بيانية خاصة بعلم السكان‪ .‬فالفصل األول مخصص لهرم السكان‪،‬‬
‫كيفية رسمه وتحليله‪ .‬أما الفصل الثاين‪ ،‬فيرشح مخطط ليكسيس وجدول‬
‫الوفيات‪.‬‬
‫يف القسم الثالث‪ ،‬واألخري‪ ،‬عرض تفصييل ملركبات النمو السكاين وأثرها عىل‬
‫النمو‪ .‬فالفصل األول مخصص ملؤرشات الخصوبة وأبرز املؤثرات عليها‪ .‬أما‬
‫الفصل الثاين فيرشح مسألة الوفاتية وعواملها‪ ،‬يف حني خصص الفصل الثالث‬
‫ملسألة الهجرة‪ .‬وأخريا ً يقدم الفصل الرابع العالقة بني هذه املركبات يف مسألة‬
‫النمو السكاين‪.‬‬

‫شوقي عطيه‪ ،‬النخلة‪ ،‬الكورة‬


‫‪2016-9-24‬‬

‫‪8‬‬
‫القسم األول‬
‫املنهج يف علم السكان‬
‫الفصل األول‬
‫مصادر البيانات السكانية‬

‫اهتم الفكر اإلنساين منذ القدم بالظواهر السكانية التي جذبت انتباهه‪ .‬فرتك‬
‫لنا الفالسفة واملفكرون كتابات تجلت يف فكر سكاين‪ ،‬لواله ما وصلت دراسة‬
‫السكان يف املراحل الحديثة إىل ما حقّقته من تقدم ونضوج ووضوح‪ .‬ونعني‬
‫بالفكر السكاين مجمل اآلراء ووجهات النظر التي تناولت مختلف الظواهر‬
‫السكانية بالتحليل والتفسري‪ .‬ومن يقرأ الفكر اإلنساين القديم‪ ،‬يلحظ هذا‬
‫االهتامم املبكر بالظواهر السكانية‪ ،‬بدءا ً من كتابات الفالسفة االجتامعيني‬
‫والسياسيني الذين كانوا قد اهتموا يف األصل بأثر السكان عىل األنساق‬
‫االقتصادية والسياسية‪ .‬نذكر من بني هؤالء‪ :‬كونفوشيوس بني الصينيني‪،‬‬
‫وأفالطون وأرسطو بني اليونانيني‪ ،‬وإبن خلدون بني العرب‪.‬‬
‫نشأت النظريات السكانية القدمية‪ ،‬مثلها مثل الفلسفة والنظريات‬
‫االجتامعية‪ ،‬لإلجابة عن مسائل مح ّددة وخاصة بكل مجتمع أو مدينة عىل‬
‫حدة‪ .‬هكذا‪ ،‬فإن هذه النظريات والفلسفات حني تط ّبق عىل املجتمع الذي‬
‫ُوضعت فيه تربز وكأنها صحيحة يف املطلق‪ .‬إال أن خطأ هذه األفكار رسعان‬
‫ما ي ّتضح حني نحاول أن نطبقها بشكل عام وشامل‪ .‬من هنا‪ ،‬فإن املشاكل‬
‫التي طرحها تنظيم املدن ‪ -‬الدول اليونانية نشأ عن صعوبة ح ّد السكان يف‬
‫رقعة جغرافية صغرية ومستقلة عن املدن األخرى‪ .‬ويف مقلب آخر‪ ،‬تنبه ابن‬
‫خلدون إىل واقع املجتمعات العربية واالختالف القائم بني البدو والحرض‬
‫‪11‬‬
‫يفّس‬
‫(وهي مسألة خاصة ببعض املجتمعات العربية التي عارصها)‪ ،‬ليك ّ‬
‫عالقة العمران بعدد السكان‪.‬‬
‫هكذا‪ ،‬مل يولد علم السكان‪ ،‬شأنه يف ذلك شأن معظم العلوم‪ ،‬إال بعد مخاض‬
‫طويل نقل معارفه ومجاالته من نطاق األفكار الفلسفية إىل النسق املعريف‬
‫املنسق الذي يربط بني املس ّببات والنتائج‪ ،‬ويحلّلها بطرقه الخاصة‬ ‫ّ‬
‫الدميوغراف ّية‪ ،‬وإن كان بعضها مشرتكا ً مع غريه من العلوم‪.‬‬

‫‪ .1‬من األفكار إىل العلم‬


‫بدأ التحديد الحديث لعلم السكان‪/‬الدميوغرافيا فعلياً مع االنكليزي “جون‬
‫غرانت” والفرنيس “أشيل غيارد”‪ .‬استخدم غرانت‪ ،‬وألول مرة‪ ،‬جداول‬
‫الوفيات التابعة ملدينة لندن‪ ،‬وذلك يف القرن السابع عرش‪ ،‬واستنتج من‬
‫خاللها أن هناك نظاماً يحكم الظواهر السكانية‪ .‬وكانت الجداول التي اعتمد‬
‫عليها مبن ّية عىل معلومات مجمعة عىل مدى ‪ 70‬عاماً‪ .‬كمنت عبقرية غرانت‬
‫يف أنه اعترب أن هذه األرقام قابلة للدراسة والتحليل من خالل تطبيق بعض‬
‫النامذج الحسابية الخاصة عليها‪ .‬وضع غرانت األرقام التابعة ألعداد املتوفني‬
‫يف جداول بسيطة ومن ثم وصف محتواها ببضعة أسطر من دون أن يطيل‬
‫الرشح يف مسبباتها أو نتائجها‪ .‬ودرس أيضا ً نسب الذكورة عند الوالدة‪،‬‬
‫باإلضافة إىل نسب الوالدات للزيجات وغريها من املؤرشات السكانية‪-‬‬
‫االحصائية‪ .‬قارن غرانت أيضاً بني األرقام الناتجة عن املعدالت يف املدينة مع‬
‫تلك الناتجة عن املعدالت يف القرية‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬درس بعض املسائل‬
‫املتعلقة بالهجرة أو النزوح إىل املدينة‪ ،‬وتوقّع الزيادة السكانية يف الدولة‪.‬‬
‫وصل غرانت‪ ،‬وقبل سميلش ببضعة عقود‪ ،‬إىل أن والدات الذكور أعىل من‬
‫‪12‬‬
‫والدات اإلناث‪ .‬إال أن نسبة الوفيات عند الذكور هي األعىل يف كل األعامر‬
‫عن نسبة الوفيات عند اإلناث‪ ،‬مام يعيد التوازن إىل العدد الكيل للسكان‪.‬‬
‫يعترب غرانت‪ ،‬تاريخياً‪ ،‬األب األول للدميوغرافيا من خالل استخدامه‬
‫للمعطيات السكانية الحيويّة يف وصف حركة السكان ودينام ّيتهم‪.‬‬
‫ومن جهته‪ ،‬اهتم الفرنيس غيارد (‪ )Achille Guillard‬بتعريف حقل علمي‬
‫ومركزي لكل الدراسات املتعلقة باملجتمع‪ ،‬أي دراسة السكان يف هذا‬
‫املجتمع‪ .‬أعطى غيارد هذه الدراسات (وللمرة األوىل) مصطلح الدميوغرافيا‬
‫(‪ ،)Démographie, Demography‬أي وصف السكان‪ ،‬وذلك يف كتابه‬
‫"عنارص االحصاء البرشي" (‪ )Eléments de Statistique Humaine‬عام‬
‫‪ .1855‬ع ّرف غيارد هذا العلم الجديد عىل أنه "املعرفة‪ ،‬املستنتجة باملالحظة‪،‬‬
‫للقوانني التي يتشكل السكان تبعاً لها ويحافظون عىل استمراريتهم‬
‫وتجددهم"‪.1‬‬

‫أ‪ -‬توماس مالتوس‬


‫ولعل أهم املحاوالت العلمية (وإن كانت تعود إىل قبل مصطلح الدميوغرافيا)‬
‫هي تلك التي متثلت يف ظهور أول طبعة من مؤلف بعنوان "مقال يف‬
‫السكان"‪ .‬وهو الكتاب الذي نرش يف انكلرتا للقس "توماس روبرت مالتوس"‬
‫الذي يعترب أبا ً للدراسة العلمية للسكان‪ .‬اعتربت هذه الدراسة ثورة يف‬
‫موضوع السكان‪ ،‬ال لقيمتها العلمية فحسب‪ ،‬بل أيضاً‪ ،‬ألنها كانت املنطلق‬
‫الذي فتح الباب عىل مرصاعيه لربوز علم السكان‪ .‬وما زالت حتى اآلن تجذب‬
‫االنتباه ملا تنطوي عليه من مسحة تشاؤمية يف نظرتها إىل تزايد السكان‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪. Catherine Rollet, Introduction à la Démographie, Nathan, Paris, 2001, p: 9.‬‬
‫‪13‬‬
‫أ‪ -‬نظرية مالتوس‬
‫تتلخص نظرية مالتوس بالتايل‪:‬‬
‫الطعام رضوري لإلنسان ومنوه‪ .‬العاطفة الجنسية طبيعية ورضورية لبقاء‬
‫البرشية‪ .‬لكن املوارد الطبيعية محدودة بينام الغريزة غري محدودة‪ .‬يتضاعف‬
‫عدد املوارد الغذائية تبعاً ملتوالية حسابية(‪ ،2)...6-5-4-3-2-1‬بينام يتضاعف‬
‫عدد السكان مبتوالية هندسية‪.)...16-8-4-2-1(،‬‬
‫بنا ًء عىل هذه األرقام‪ ،‬فإن عدد السكان‪ ،‬وفقا ً ملالتوس‪ ،‬سيتضاعف كل ‪25‬‬
‫سنة مرة‪ .‬أما كمية الغذاء فلن تزيد إال مبقدار وحدة يف الفرتة نفسها‪ .‬ينتج‬
‫عن هذا الواقع نقص يف نسبة الغذاء للبرش‪ ،‬وصوالً إىل املجاعة والفقر‬
‫والبؤس‪ .‬مام ينتج الرذيلة وانتشار االوبئة والحروب‪ ،‬فالرشور اإلنسانية التي‬
‫تنتج عن اختالل التوازن بني زيادة السكان وموارد العيش املتاحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحل يف نظر مالتوس‬
‫وفقاً ملالتوس‪ ،‬يكمن يف نوعني من املوانع‪:‬‬
‫وتبرصه‬
‫ب‪ :1-‬املوانع األخالقية‪ :‬وهي موانع وقائية محورها تعقّل اإلنسان ّ‬
‫وبعد نظره‪ ،‬مثل العفة والرهبنة والزهد وتأخري سن الزواج‪ .‬لكن هذه املوانع‬
‫الوقائية‪ ،‬وملا تتطلبه من نظرة ثاقبة وبصرية نافذة‪ ،‬ال تتوفر إال عند أبناء‬
‫الطبقات العليا الذين يؤ ّخرون سن الزواج‪ ،‬ويفكّرون ملياً قبل الدخول يف‬
‫الحياة الزوجية‪ .‬أضف إىل ذلك‪ ،‬أ ّن مع هذه املوانع ميكن أن يزداد عدد‬

‫‪ .2‬المتوالية الحسابية هي في جمع الرقم األول من المتوالية برقم ثابت (ن)‪ ،‬مثالً‪ :‬إذا ن=‪ ،1‬وأول رقم من‬
‫المتوالية هو ‪ ،1‬تصبح المتوالية‪ ،4=1+3 ،3=1+2 ،2=1+1 :‬وهكذا‪ ....6-5-4-3-2-1 :‬أما المتوالية‬
‫الهندسية فهي في ضرب الرقم برقم ثابت (ن)‪ .‬مثالً‪ ،‬إذا كانت ن=‪ ،8=2*4 ،4=2*2 ،2=2*1 ،2‬وهكذا‪:‬‬
‫‪...32-16-8-4-2-1‬‬
‫‪14‬‬
‫الفقراء عىل حساب الطبقة الغنية‪ .‬لذلك رفض مالتوس قانون الفقراء يف‬
‫انكلرتا ألنه يساهم يف زيادة عددهم‪.3‬‬
‫ب‪ :2-‬املوانع اإليجابية الطبيعية‪ :‬وهي املوانع التي تفرضها الطبيعة‪ .‬وميكن‬
‫حرصها يف البؤس والرذيلة‪ ،‬مثل املهن غري الصح ّية والفقر املدقع الذي ال‬
‫يساعد عىل الزواج باعتباره يتطلب استقرارا ً‪ .‬وإذا حدث الزواج‪ ،‬فإن نسبة‬
‫الوفيات تكون مرتفعة جدا ً‪ ،‬لعدم وجود الرعاية الصحية‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫األمراض والقحط واملجاعات والحروب الطاحنة والثورات‪.‬‬
‫يشري مالتوس إىل أن املوانع الوقائية هي من سامت الطبقات الغنية‪ ،‬أما‬
‫املوانع الطبيعية فهي أكرث انتشارا ً بني الطبقات الفقرية‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن مالتوس‬
‫يدعو إىل الحد من النمو السكاين عن طريق املوانع االخالقية إن أمكن‪ ،‬وإال‬
‫فإن املوانع الطبيعية ال بد أن تذهب بعدد كبري من السكان يف كل فرتة‪ ،‬كام‬
‫حصل يف أوروبا عندما انترش الطاعون يف القرن الرابع عرش‪.4‬‬
‫مل تكن كل النظريات تشاؤمية بقدر نظرية مالتوس‪ .‬فقد رأى بعض املفكرين‬
‫يف علم السكان أن أثر السكان إيجايب‪ ،‬ال بل رضوري‪ ،‬يف تحسني االقتصاد يف‬
‫أي دولة‪ .‬فاملدرسة التجارية (املركنتيلية) مثالً‪ ،‬تنظر إىل ثروة الدولة عىل أنها‬
‫كمية املعدن النفيس يف هذه الدولة‪ ،‬إن كان يف باطن األرض أو يف الخزينة‪.‬‬

‫‪ .3‬نص قانون ‪ ،1601‬أو "القانون القديم للفقراء" على مساعدة الفقراء وخاصة الكبار في السن والمعوقين‬
‫وتأمين العمل ل لفقراء من القادرين على العمل‪ .‬واعتبر مالتوس أن هذا القانون ال يشجع الفقراء على تحسين‬
‫أوضاعهم أو على الحد من نسلهم ألن الدولة ستعتني بهم‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪Poor Law 1601, Socialist Health Association, Retrieved from:‬‬
‫‪/http://www.sochealth.co.uk/national-health-service/health-law/poor-law-1601‬‬
‫‪ . 4‬للمزيد من المعلومات حول نظرية مالتوس‪ ،‬وخاصة في ما يتعلق بالموانع الطبيعية واألخالقية‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪T.R Malthus, An Essay on the Principle of Population. Chapter IX, p 72.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Donald Winch, Malthus: A very short introduction, Oxford University‬‬
‫‪Press, Oxford, 2013 (eBook Edition), p: 57.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Rollet, Introduction à la Démographie, opt.cit, p:13-15.‬‬
‫‪15‬‬
‫وبالتايل فإن الرثوة تزداد مع زيادة املعدن النفيس‪ .‬لتحقيق هذه الزيادة‬
‫يجب أن يكون امليزان التجاري للدولة رابحاً‪ .‬لتحقيق هذا الربح ال بد من‬
‫زيادة الصناعة واالنتاج‪ .‬من هنا تأيت أهمية الزيادة السكانية يف املدرسة‬
‫التجارية‪ :‬عدد سكان مرتفع يعني عددا ً مرتفعاً من اليد العاملة املنتجة‪،‬‬
‫باإلضافة إىل جيش كبري لتنفيذ املخططات االستعامرية والتوسعية للدولة‪.‬‬
‫من جهته‪ ،‬ربط كارل ماركس قوانني السكان بالقوانني التي تحكم التطور‬
‫االقتصادي واالجتامعي والسيايس ملجتمع ما‪ .‬واستنادا ً إىل ذلك رفض الكالم‬
‫عىل عدد أمثل للسكان يجب التق ّيد به‪ .‬واعترب أن ما سمي مبشكلة تزايد‬
‫السكان‪ ،‬وما نجم عنها من بؤس‪ ،‬ما هو إال نتيجة لسوء التنظيم االجتامعي‬
‫والسياسات املرتبطة بتوزيع الدخل واألجر‪ .‬ويعترب أن الزيادة السكانية تعني‬
‫زيادة القوة العاملة‪ ،‬وبالتايل زيادة اإلنتاجية‪ .‬كل ما يف األمر‪ ،‬أن هناك سوء‬
‫توزيع للدخل والرثوة‪ ،‬وسوء استغالل للموارد الطبيعية التي ما زالت بكرا ً‪.5‬‬
‫توالت إذن‪ ،‬النظريات السكانية وتن ّوعت مشاغلها األساسية‪ ،‬فاهتم بعضها‬
‫بأثر السكان عىل املجتمع واالقتصاد‪ ،‬وتفر ّغ غريها لبحث تأثري السكان عىل‬
‫البيئة أو عىل الحروب والسياسة‪.‬‬
‫لن ندخل هنا يف رشح مختلف النظريات السكانية‪ ،‬بل سنكتفي بعرض‬
‫تعريف علم السكان وعالقته بالعلوم األخرى‪ ،‬ومصادر الدراسات السكانية‬
‫األساسية‪ ،‬باإلضافة إىل عرض الظواهر السكانية األساسية يف فصول مستقلة‪.‬‬

‫‪ . 5‬للتوسع حول موقف ماركس من قضايا السكان‪ ،‬أنظر‪:‬‬


‫علي عبد الرزاق جلبي‪ ،‬علم اجتماع السكان‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1984 ،‬ص ص‪.101-99 :‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ .2‬تعريف علم السكان‬
‫تع ّرف الدراسة العلمية للسكان باسم علم الدميوغرافيا‪ .‬وهو علم وصفي‬
‫وتحلييل يهتم بدراسة حجم‪ ،‬وتوزيع‪ ،‬وتركيب السكان‪ ،‬ومكونات التغيري‬
‫الرأيس واألفقي يف هذه العنارص الثالث‪:‬‬
‫والدات – وفيات ‪-‬هجرة‪.‬‬
‫كام تهتم الدميوغرافيا بالتغيري االجتامعي للفرد يف املجتمع بصوره املتعددة‬
‫اجتامعياً وثقافياً واقتصادياً‪" .‬أشيل جويارد" هو أول من استخدم لفظة‬
‫"دميوغرافيا" يف كتابه "مبادئ االحصاء البرشي" فع ّرفها بأنها "التاريخ الطبيعي‬
‫واالجتامعي للجنس البرشي‪ .‬فهي الدراسة العددية للسكان وتحركاتهم‬
‫العامة وظروفهم الطبيعية وأحوالهم املدنية وصفاتهم العقلية واألخالقية"‪.6‬‬
‫حاول بعض الباحثني استخدام لفظة "دميولوجيا" بدال من دميوغرافيا ألن هذا‬
‫املفهوم الجديد يعطي داللة عىل املضمون العلمي لعلم السكان حيث أن‬
‫كلمة ‪ logie‬تعني "علم" بينام كلمة ‪ graphie‬تعني "وصف"‪ .‬إال أن هذا‬
‫االستخدام مل يشع‪ ،‬وأصبح مصطلح دميوغرافيا هو األكرث شيوعا ليعني‬
‫مجموعة املعلومات املنظمة التي نصل اليها بتطبيق املنهج العلمي يف دراسة‬
‫بيانات السكان‪ .‬وتشمل هذه الدراسة جمع‪ ،‬وتنظيم‪ ،‬وتحليل‪ ،‬ووصف‬
‫البيانات املتعلقة بخصائص السكان الدميوغرافية‪.‬‬
‫لكن التمييز بني الدميوغرافيا‪ ،‬كدراسة وصفية للسكان‪ ،‬وبني علم السكان‪،‬‬
‫مهم من الناحيتني التحليلية والتطبيقية‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪. Rollet, Introduction à la Démographie, opt. cit, p: 10‬‬


‫‪17‬‬
‫فالدميوغرافيا تقف عند وصف بنية املجتمع البرشي من حيث تركيب‬
‫السكان العمري والجنيس وحركته الذاتية واملكانية‪ ،‬ومناشط السكان‬
‫ووظائفهم وتوزيعاتهم حسب الحالة املهنية والعملية والنشاط االقتصادي‪.‬‬

‫أما علم السكان فيهتم‪ ،‬باإلضافة إىل ما تقدم‪ ،‬مبجموعة الدراسات التي تبحث‬
‫يف تطوير وتنمية املوارد البرشية‪ .‬فعلم السكان من هذه الناحية ال يهتم‬
‫بوصف وتحليل البيانات السكانية فحسب‪ ،‬بل يتعدى ذلك إىل االلتزام بطرح‬
‫سياسة سكانية تنموية‪ ،‬تعمل عىل تفجري الطاقات البرشية الكامنة‪ ،‬فيحقّق‬
‫تكامالً عىل الصعيد االقتصادي‪ ،‬وعىل املستويات االجتامعية والبرشية أيضا‪.‬‬

‫‪ .3‬عالقة الدميوغرافيا بالعلوم االخرى‬


‫من البديهي أن يكون مثة عالقة بني علم السكان والعلوم االنسانية‬
‫واالجتامعية األخرى التي تتعاطى يف شؤون االنسان واملجتمع يف شكل عام‪،‬‬
‫منها‪ :‬العالقة مع علم االجتامع‪ ،‬واالحصاء واالقتصاد‪ ،‬والجغرافيا‪ ،‬والسياسة‪،‬‬
‫والتنمية‪.‬‬

‫أ‪ -‬عالقة علم السكان بعلم االجتامع‬


‫تهتم الدميوغرافيا‪ ،‬كعلم‪ ،‬باملسائل املرتبطة بالسكان‪ .‬فتدرس حجمهم‬
‫والتغريات التي تطرأ عليهم باإلضافة إىل حركتهم‪ .‬وتتشارك الدميوغرافيا مع‬
‫علم االجتامع يف عدد من االهتاممات‪ .‬فالسكان هم الجامعات التي يهتم‬
‫علم االجتامع بدراستهم‪ .‬وحجم السكان‪ ،‬وإن كان يف صلب اهتامم‬
‫الدميوغرافيا‪ ،‬شديد التأثري عىل املجتمع وعىل العالقات االجتامعية فيه‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫وبالتايل يدخل يف نطاق اختصاص علم االجتامع‪ .‬حتى أن عامل االجتامع‬
‫األمرييك "كينجزيل دايفس" يشري إىل أن عددا ً من املجاالت البحثية يتطلب‬
‫معرفة معمقة يف علم السكان وعلم االجتامع يف آن واحد‪ ،‬مثل الخصوبة‬
‫والتغريات السكانية ومك ّونات قوى العمل‪ .7‬حتى أن دايفس ذهب أبعد من‬
‫ذلك‪ ،‬فابتكر مصطلحاً جديدا ً‪ ،‬أو حتى فرعاً علمياً جديدا ً‪ ،‬حني أدخل عبارة‬
‫"الدميوغرافيا االجتامعية" إىل علم االجتامع األمرييك عام ‪ .1963‬وما ذلك إال‬
‫للداللة عىل االرتباط العميق بني العلمني‪ .8‬يعترب البعض أن الدميوغرافيا هي‬
‫الدراسة الكم ّية للمجتمع‪ ،‬يف حني أن علم االجتامع هو الدراسة النوعية له‪.‬‬
‫إال أن هذه املقولة غري صحيحة ألن علم االجتامع يستعني باألبحاث الكمية‬
‫كجزء من األدوات التي يعتمد عليها‪ ،‬لإلجابة عن الفرضيات التي انطلق منها‪.‬‬
‫ميكن اإلشارة إىل عدد من االختالفات بني العلمني‪ .‬فعلم االجتامع يدرس‬
‫الزواج والهجرة والعائلة لكونها جزءا ً من مؤسسات اجتامعية‪ ،‬وبالتايل يهتم‬
‫بدراسة تأثريها عىل املجتمع‪ .‬أما الدميوغرافيا فإنها تدرس هذه املسائل ضمن‬
‫تأثريها عىل حجم السكان وبنيتهم‪ .‬هكذا‪ ،‬فإن علم االجتامع يدرس العالقات‬
‫االجتامعية‪ ،‬يف حني أن الدميوغرافيا تدرس العالقات االجتامعية التي تؤثر يف‬
‫بنية السكان‪.‬‬

‫ب‪ -‬عالقة علم السكان باإلحصاء‬


‫تعتمد الدميوغرافيا بشكل أسايس عىل اإلحصاء يف تحليل املعلومات‬
‫املج ّمعة‪ ،‬إن كان من امليدان‪ ،‬أو من التسجيالت الحيوية‪ .‬حتى أن عددا ً من‬

‫‪7.‬‬ ‫‪Charles Hirschman, Stewart E. Tolnay, Social Demography, in Handbook of‬‬


‫‪Population,‬‬ ‫‪p:‬‬ ‫‪419.‬‬ ‫‪Retrieved‬‬ ‫‪from:‬‬
‫‪http://faculty.washington.edu/charles/new%20PUBS/A103.pdf‬‬
‫‪8 . Charles Hirschman, Stewart E. Tolnay, Social Demography, opt. cit, p: 421.‬‬

‫‪19‬‬
‫الدميوغرافيني هم يف األصل علامء احصاء قاموا بتطوير بعض املعادالت أو‬
‫الوسائل الخاصة لتحليل مسألة سكانية محددة‪ .‬نذكر هنا مثالً‪ ،‬هرم األعامر‬
‫الذي هو عبارة عن رسمني إحصائيني مالصقني لبعضهام بعضاً‪ .‬وتعتمد‬
‫الدميوغرافيا عىل التوقعات واالحتامالت بشكل أسايس‪ ،‬وخاصة يف إجراء‬
‫االسقاطات السكانية‪ ،‬وهي معرفة عدد السكان بعد فرتة من الزمن‪ .‬وتحولت‬
‫الدميوغرافيا‪ ،‬من خالل الوسائل اإلحصائية‪ ،‬من علم كيفي إىل علم كمي‬
‫تحلييل‪ .‬ويحلّل الدميوغرايف املعلومات االحصائية للسكان عىل ضوء النظرية‬
‫االجتامعية والتحوالت االقتصادية واالجتامعية‪ ،‬ليصل إىل النتائج التي يهدف‬
‫إليها‪.9‬‬

‫ج‪ -‬علم السكان وعلم االقتصاد‬


‫من املسلّم به أن لالقتصاد تأثريا ً مبارشا ً عىل دينامية السكان‪ .‬فاألوضاع‬
‫االقتصادية تؤثر عىل حجم السكان وحركتهم‪ .‬حتى أن العديد من النظريات‬
‫السكانية انطلقت يف األصل من هموم اقتصادية‪ ،‬حاولت التوفيق بني الحجم‬
‫األمثل للسكان والحاجات األساسية لهم‪ ،‬أو تأمني الرفاهية والرخاء لهم‪.‬‬
‫وتتشابك العالقة بوضوح بني العلمني‪ ،‬فلمعرفة الحجم األمثل للسكان‪ ،‬ينبغي‬
‫عىل عالِم السكان أن يستعني باملعلومات االقتصادية عن حجم وقوة‬
‫االقتصاد‪ .‬ويف الوقت نفسه يستعني عامل االقتصاد باملعلومات الدميوغرافية‬
‫الحال ّية واملستقبلية ليحدد عىل أساسها االتجاه املستقبيل القتصاد البلد‪،‬‬

‫‪9.‬‬‫‪Hans-Peter Kohler and James Vaupel, Demography and its Relation to Other‬‬
‫‪Disciplines, in Position of Demography Among Other Disciplines (Edited by Zdenek‬‬
‫‪Pavlik), Charles University, Prague, 2000, p p: 22-23.‬‬
‫‪20‬‬
‫وينصح عىل ضوء هذه املعلومات بإجراء التعديالت الالزمة‪ ،‬إما عىل االقتصاد‬
‫أو عىل السياسة السكانية للدولة‪.10‬‬
‫إال أن العالقة تقف عند هذا الحد‪ .‬فاالقتصاد يدرس اإلنتاج كنشاط مادي‬
‫للبرش‪ ،‬بينام تدرس الدميوغرافيا هذا االنتاج ملعرفة تأثريه عىل نوعية السكان‪.‬‬
‫والدميوغرافيا تدرس معدل الوالدات ملعرفة تأثريه عىل حجم السكان‪ ،‬بينام‬
‫يهتم االقتصاد مبعدل الوالدات لكونه مؤثرا ً يف سوق العمل واالستهالك‬
‫واألسعار وحركة العرض والطلب‪.‬‬

‫د‪ -‬علم السكان والجغرافيا‬


‫مل تعد الجغرافيا‪ ،‬كعلم‪ ،‬مقترصة عىل وصف مك ّونات األرض‪ .‬فقد دخلت‬
‫اهتاممات جديدة عىل هذا العلم‪ ،‬لعل أبرزها البيئة واملناخ‪ .‬وال يخفى عىل‬
‫أحد التأثري الكبري للسكان عىل البيئة‪ .‬هكذا‪ ،‬فإن الجغرافيا‪ ،‬والجغرافيا‬
‫البرشية عىل الخصوص‪ ،‬أصبحت تدرس توزع السكان مع االهتامم بالنواحي‬
‫االقتصادية واالجتامعية والثقافية لهؤالء السكان‪.‬‬
‫يف املقلب اآلخر‪ ،‬فإن التعدادات واالحصاءات الدميوغرافية تتم دامئا ً ضمن‬
‫مقسم إىل جزر احصائية‪ ،‬بشكل يتم فيه حرص السكان‬ ‫نطاق جغرايف محدد‪ّ ،‬‬
‫بني عدد من جامعي املعلومات‪ .‬وال ميكن للدميوغرايف أن يتجاهل أوجه‬
‫الشبه التي تنجم التي تظهر بني سكان مناطق متشابهة جغرافياً‪.‬‬

‫‪10.‬‬‫‪Kauhler and Vaupel, Demography and its Relation to Other Disciplines, opt. cit,‬‬
‫‪p: 24.‬‬
‫‪21‬‬
‫ه‪ -‬علم السكان والسياسة‬
‫برزت التعدادات السكانية يف األصل‪ ،‬ومنذ القدم‪ ،‬كه ّم سيايس ‪ -‬عسكري‬
‫وإداري‪-‬تنظيمي‪ .‬فالحاكم‪ ،‬إن كان ملكاً أو والياً‪ ،‬اهتم مبعرفة عدد السكان‬
‫ليبني عىل أساسه طموحاته العسكرية والتوسعية‪ .‬فالعدد املرتفع من‬
‫السكان يعني جيشا ً قوياً‪ .‬ويف الوقت نفسه‪ ،‬العدد املرتفع من السكان يعني‬
‫رضائب أعىل لتمويل الدولة‪ .‬وقد ظهر أن العديد من املؤرخني استخدموا‬
‫عدد الجيوش ليستنتجوا عدد السكان‪.‬‬
‫ويف الدول الدميوقراطية تح ّولت العالقة بني السكان والسياسة إىل مقلب‬
‫آخر‪ .‬فالدميوقراطية هي حكم الشعب للشعب‪ ،‬باألساس‪ .‬أما يف التطبيق‪،‬‬
‫فإنها حكم أكرثية الشعب لكل الشعب‪ .‬وهذه األكرثية تعتمد عىل‬
‫االحصاءات والدراسات الدميوغرافية للتث ّبت من صحة أكرثيّتها‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن‬
‫القوى السياسية يف الدول الدميوقراطية دامئة اإلستعانة باإلحصاءات السكانية‬
‫ملعرفة حجم ق ّوتها الحالية واملستقبلية‪ ،‬وتخطيط تحركاتها عىل هذا األساس؛‬
‫ال بل أن دوالً‪ ،‬حيث تكرث فيها األقليات‪ ،‬مهام كان نوعها‪ ،‬باتت تعترب أن‬
‫االحصاءات السكانية هي من املح ّرمات ملا تظهره من واقع متغري حسب‬
‫تغري حجم هذه األقليات مع الزمن‪ ،‬وما لبنان وتعداده األخري الذي أبرص‬ ‫ّ‬
‫‪11‬‬
‫النور عام ‪ ،1932‬إال املثل األوضح عىل ذلك ‪.‬‬
‫ويف الوقت الراهن‪ ،‬وبسبب األزمات التي تعصف بالعامل‪ ،‬أصبحت حركة‬
‫الهجرة‪ ،‬وخاصة غري الرشعية منها‪ ،‬من أبرز األزمات التي ته ّدد العامل‪،‬‬

‫‪ .11‬للم زيد من المعلومات حول العالقة الحساسة بين السياسة والديموغرافيا في لبنان‪ ،‬يمكن االطالع على‬
‫ما جئنا به في كتاب سابق‪:‬‬
‫شوقي عطيه‪ ،‬السكان في لبنان‪ :‬من الواقع السياسي إلى التغير االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫نلسن‪ ،‬بيروت‪ .2014 ،‬وخاصة في الفصل الثاني من الكتاب‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫وبالتحديد العامل املها َجر إليه‪ .‬فالنازحون‪ ،‬وخاصة القّسيون منهم‪ ،‬يحملون‬
‫معهم أزماتهم إىل الدول املضيفة‪ .‬وتجهد الدول يف محاولة إدماجهم يف‬
‫املجتمع‪ .‬إال أن هذا االندماج ما دونه عوائق وصعوبات شتى‪ .‬فال عجب أن‬
‫تنشأ أحزاب وتيارات تدعو إىل إغالق الحدود وإعادة املهاجرين وترحيلهم‪،‬‬
‫وذلك لهاجسني‪ :‬األول‪ ،‬آين وهو بسبب األزمات التي تعصف بالبالد‬
‫املستقبلة‪ ،‬وعىل رأسها البطالة وصدام الثقافات‪ .‬أما الثاين فهو مستقبيل‪،‬‬
‫تغري الوجه اإلثني للدول املضيفة يف‬
‫لتخ ّوف هذه القوى السياسية من ّ‬
‫املستقبل غري البعيد‪.‬‬

‫و‪ -‬الدميوغرافيا والتنمية‬


‫اشتد هذا االرتباط يف النصف الثاين من القرن العرشين‪ ،‬عندما برزت‬
‫مفاهيم أساسية يف العامل تربط بني حجم السكان وتطور املجتمعات‪.‬‬
‫فالتنمية تعترب أن االنسان هو غايتها ووسيلتها‪ .‬والتخطيط للتعليم والصحة‬
‫واإلسكان يتطلب املعرفة بأحوال السكان وأعدادهم واتجاه من ّوهم‪ .‬واألمر‬
‫نفسه ينطبق عىل مسائل سكانية أخرى مثل البحث يف مواضيع الهجرة‪،‬‬
‫وتنقّل األيدي العاملة‪ ،‬ودراسة تحركات السكان بني الريف واملدينة‪ ،‬وكذلك‬
‫بني املدن واألقطار والدول‪ .‬ذلك أن الظواهر الدميوغرافية تتشابك معها‬
‫سياسات تنموية تسعى جاهدة للتوفيق بني السكان وتنمية املجتمع‪ .‬ويف‬
‫قمة ذلك الرتابط تربز مسألة السياسة السكانية‪ ،‬وما تشمله من محاوالت‬
‫لتنظيم النسل‪ ،‬أو تحديد الحجم األمثل للسكان‪ ،‬وتشجيع الزواج أو الح ّد‬
‫منه‪ ،‬والربط بني كل تلك الظواهر الدميوغرافية ومسائل التخطيط والتقدم‬
‫االقتصادي واالجتامعي‪ .‬وما مؤمترات التنمية العاملية‪ ،‬وخاصة تلك التي‬

‫‪23‬‬
‫تقيمها األمم املتحدة‪ ،‬والتي تربط بشكل مبارش بني السكان والتنمية‪ ،‬إال‬
‫املثل األكرب عىل ذلك‪.12‬‬

‫‪ .12‬لل مزيد من المعلومات حول اهتمام المؤتمرات العالمية للتنمية بحجم السكان وعالقته بالتنمية‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫عاطف عطيه‪ ،‬شوقي عطيه‪ ،‬جغرافية السكان‪ :‬االتجاهات والتحديات البيئية المعاصرة‪ ،‬جروس‬ ‫‪-‬‬
‫برس‪ ،‬طرابلس‪ ،2016 ،‬ص ص‪184-179 :‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل الثاين‬
‫منهج البحث يف علم السكان‬

‫يصل علم السكان إىل معلوماته وبياناته ومعطياته عن طريق املالحظة‬


‫وتسجيل األحداث التي تنشأ بطريقة طبيعية يف العامل الخارجي‪ .‬وتُجمع هذه‬
‫املعطيات مبعرفة مالحظني مدربني يف عمليات الع ّد يغطون مساحات كبرية‬
‫من االرض‪ ،‬أو مبعرفة فرق من املوظفني املدربني عىل التسجيل لجمع‬
‫وتسجيل األحداث الحيوية أو الحركات السكانية يف هذا املكان‪.‬‬

‫‪ .1‬أنواع املعطيات السكانية‬


‫تقسم املعطيات واملعلومات والحقائق والبيانات التي يتعامل معها الباحث‬
‫يف قضايا السكان إىل مجموعات أربع‪:‬‬
‫املجموعة األوىل تشمل الخصائص السكانية األساسية الالزمة والتي تتعلق‬
‫باملواليد والوفيات والهجرة وحجم السكان وتوزيعهم‪ .‬هذه املعطيات نجدها‬
‫يف تقارير التعدادات ويف امللخصات اإلحصائية ويف الكتاب السنوي لإلحصاء‬
‫وغريها‪.‬‬
‫املجموعة الثانية تتكون من الخصائص االجتامعية للسكان مثل العمر‬
‫والجنس أو العنرص‪ .‬وهذه الخصائص تؤثر وتتأثر بعوامل املواليد والوفيات‬
‫‪25‬‬
‫والهجرة وتكوين السكان‪ .‬هذه الخصائص نجدها متوفرة يف املصادر املشار‬
‫اليها نفسها يف املجموعة األوىل‪.‬‬
‫املجموعة الثالثة تشمل األحداث االجتامعية وأحوال السكان‪ ،‬مثل الزواج‬
‫والطالق‪ ،‬والدخل السنوي‪ ،‬ومستوى التعليم‪ ،‬واملهنة‪ ،‬واإلسكان‪ ،‬والعمل‬
‫والبطالة‪ ،‬والسلوك االنتخايب‪ ،‬وعضوية الحزب‪ ،‬والصحة‪ ،‬ومعدل املرض‪،‬‬
‫والجرمية‪ ،‬واإلقامة يف الريف والحرض‪ ،‬وملكية املنازل والسيارات الخ‪...‬‬
‫وعىل الرغم من أنه يجب البحث عن البيانات واملعطيات املتعلقة مبتغريات‬
‫املجموعة الثالثة حسب املوضوع‪ ،‬فإن غالبية هذا املعطيات نجدها متوفرة‬
‫يف تقارير التعدادات‪ ،‬ويف مكاتب االحصائيات الحيوية والتسجيل الحيوي‪،‬‬
‫خاصة بيانات الزواج والطالق وامليالد والوفاة‪ .‬أما املعلومات املتعلقة‬
‫بالجنوح والجرمية‪ ،‬فنجدها يف إحصائيات وتقارير البحث الجنايئ والبوليس‬
‫واملحاكم‪ ،‬واحصائيات السجون‪ ،‬ومكاتب رعاية األحداث‪ .‬كام نجد البيانات‬
‫املتعلقة بالقوى العاملة واملوارد البرشية يف مكاتب العمل والتعبئة‪.‬‬
‫املجموعة الرابعة تنطوي عىل البيانات املتعلقة باملكونات البنائية للمجتمع‪،‬‬
‫مثل درجة التحرض‪ ،‬والتصنيع والتنمية‪ ،‬والطبقة االجتامعية‪ ،‬واألرسة والقيم‬
‫والثقافة‪ .‬هذه املتغريات هي األكرث أهمية ألنها متثل تصورات لتفسري‬
‫االختالف يف متغريات املجموعات األوىل والثانية والثالثة‪ .‬فيفّس‪ ،‬مثالً‪ ،‬التباين‬
‫يف معدل الجرمية بإرجاعه إىل درجة التحرض‪ ،‬أو تفسري االختالف يف معدل‬
‫الصحة يف ضوء درجة التصنيع‪ ،‬الخ‪...‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ .2‬املصادر األساسية للمعطيات السكانية‬
‫يتم الحصول عىل معظم املعطيات السكانية من خالل عملية االتصال املبارش‬
‫بالسكان‪ ،‬فرادى‪ ،‬لتقديم املعلومات الخاصة بهم يف ظل ظروف معينة‪.‬‬
‫وتنطوي املصادر املبارشة للمعطيات السكانية عىل مصادر تتصل بحالة‬
‫السكان‪ ،‬ومصادر تتصل بحركة السكان‪ .‬فاملصادر املتعلقة بحالة السكان‬
‫تشمل التعداد‪ ،‬املسح بالعينة‪ ،‬واالستقصاءات امليدانية‪ .‬أما املصادر املتعلقة‬
‫بحركة السكان‪ ،‬فتشمل التسجيل الحيوي لألحوال الشخصية‪ ،‬وسجالت‬
‫اإلدارات الرسمية واالحصاءات والبيانات الجاهزة التي توفرها الدولة‪ ،‬أو‬
‫املؤسسات الكربى مثل دوائر االحصاء‪ ،‬ومؤسسات االمم املتحدة الخ‪...‬‬

‫أ‪ -‬التعداد العام للسكان‬


‫للتعداد العام‪ ،‬كطريقة يف توفري املعطيات السكانية‪ ،‬تاريخ طويل‪ .‬فالبعض‬
‫ير ّد عملية حرص السكان أو ع ّدهم إىل العام ‪ 3800‬ق‪.‬م‪ ،‬حيث عرف البابليون‬
‫أهمية هذا العد‪ .‬ويف عام ‪ 3000‬ق‪.‬م‪ .‬عرف الصينيون رضورة التعداد‪ .‬وكان‬
‫الغرض من التعداد معرفة القادرين عىل دفع الرضائب‪ ،‬وتحديد امكانية‬
‫توفري الجيوش للدولة‪ .‬لكن طريقة العد كانت غري دقيقة‪ ،‬وغامضة‪ .‬وقد‬
‫اختلفت أهدافها من دولة إىل أخرى‪ .‬ويحدد البعض عام ‪ 1666‬كتاريخ أول‬
‫تعداد يف العامل قامت مقاطعة الكيبك الكندية‪ .‬ثم أجري تعداد يف الواليات‬
‫املتحدة عام ‪ ،1790‬يليه تعداد يف انكلرتا عام ‪ ،1801‬ثم يف الهند عام ‪،1881‬‬
‫ثم يف مرص عام ‪ .1882‬إال أن حقيقة األمر تكمن يف إدراك املجتمعات القدمية‬

‫‪27‬‬
‫ألهمية التعداد يف تنظيم أمور الدولة وخاصة لناحية جمع الرضائب وتكوين‬
‫الجيوش وتنظيم شؤون الحكم واإلدارة‪.13‬‬
‫ونظرا ً ألهمية التعداد‪ ،‬قامت معظم دول العامل بإجرائه مرة واحدة عىل األقل‬
‫يف تاريخها الحديث‪ .‬ويف الحقيقة‪ ،‬فإن دولة واحدة فقط مل تقم بأي تعداد‬
‫لغاية عام ‪ 1990‬وهي تشاد‪ .14‬أما لبنان‪ ،‬وبسبب الظروف السياسية‬
‫املتمفصلة عىل واقع االنتامء الطائفي‪ ،‬مل تقم الدولة بإجراء أي تعداد شامل‬
‫منذ اإلحصاء األخري الذي أجراه االنتداب الفرنيس عام ‪.151932‬‬
‫أ‪ 1-‬تعريف التعداد‬

‫يع ّرف التعداد العام للسكان‪ ،‬بأنه "العملية الشاملة لجمع وتجهيز‬
‫ونرش البيانات الدميوغرافية واالقتصادية واالجتامعية املتعلقة بكل األفراد يف‬
‫دولة ما‪ ،‬أو يف جزء مح ّدد منه‪ ،‬يف لحظة زمنية معينة"‪ .16‬ويتم التعداد كل‬
‫خمس أو عرش سنوات‪ .‬ويعترب التعداد من أفضل املصادر للحصول عىل‬
‫إجاميل عدد السكان‪ ،‬سيام عدد الذكور واإلناث‪ ،‬وعدد األفراد يف كل فئة‬
‫عمرية‪ ،‬وعدد املتعلمني‪ ،‬وعدد األفراد داخل قوة العمل وخارجها‪ ،‬وكذلك‬
‫عدد األفراد يف كل مهنة الخ‪...‬‬
‫إن لتعداد السكان نوعني‪ :‬تعداد فعيل أو واقعي‪ ،‬وتعداد نظري أو قانوين‪.‬‬
‫فالتعداد الفعيل يعني حرص السكان كام هم يف أماكنهم عند التعداد‪ ،‬برصف‬
‫النظر عن كونهم من سكان مكان التعداد أو غرباء عنه‪ .‬فاألفراد الوافدون‬

‫‪. Michel Dupaquier, Démographie, PUF, Paris, 2001 , p : 17.13‬‬


‫‪Catherine Rollet, Introduction à la Démographie, opt. cit, 2001, p: 19 .14‬‬
‫‪Ibid, p: 18.15‬‬
‫‪Ibid, p: 19.16‬‬
‫‪28‬‬
‫إىل مكان التعداد منذ وقت قريب أو بعيد يدخلون يف التعداد الفعيل‬
‫للسكان‪.‬‬
‫أما التعداد النظري‪ ،‬فيعني حرص السكان بحسب مكان قيدهم‪ ،‬أي أن أفراد‬
‫األرسة الغائبني أو املهاجرين يدخلون يف التعداد مع األفراد املوجودين‪.‬‬
‫ويسجل التعداد خصائص األفراد الذين تم ع ّدهم حسب السن‪ ،‬والجنس‪،‬‬
‫والحالة الزوجية ومصدر املعيشة‪ ،‬ومحل امليالد وعدد األطفال‪ ،‬الخ‪...‬‬
‫ويصنف األفراد تبعا ً لهذه الخصائص يف جداول إحصائية خاصة‪ .‬إال أن تحديد‬
‫هذه الخصائص ليس سهالً‪ ،‬فتصنيف األفراد حسب النشاط االقتصادي يخلق‬
‫بعض اإلشكاالت يف وضع هذا الفرد يف هذا النشاط أو ذاك‪ ،‬وكذلك تقدير‬
‫عمر الفرد كثريا ً ما يكون موضع شك‪ ،‬حتى أن بعض الدول وضعت جداول‬
‫تقديرية بتواريخ ذات أهمية ليقارن الفرد تاريخ ميالده عىل أساسها‪ ،‬وذلك‬
‫يف الدول التي تغيب فيها تسجيالت تواريخ امليالد‪ .‬إن البيانات التي نحصل‬
‫عليها من التعداد ال تخلو من الثغرات‪ .‬وال بد أن نأخذ هذا األمر بعني االعتبار‬
‫عند تصنيف الجداول السكانية وتبويبها وكذلك عند تحليل تلك البيانات‪.‬‬
‫أ‪ 2-‬أهمية التعداد‬
‫استنادا ً إىل هذا التعريف‪ ،‬ميكن تحديد أهمية التعداد وفائدته يف تعيني‬
‫االلتزامات العسكرية والرضيبية والعملية لألفراد يف املجتمع‪ ،‬ويف التعرف‬
‫عىل عوامل الهجرة والخصوبة والخصائص االقتصادية‪ ،‬وتوفري املعطيات حول‬
‫الخصائص الهامة للسكان التي تحتاجها الحكومات واملصالح والتعليم‬
‫والعمل واملواطنني سواء يف التخطيط والسياسة‪ ،‬أو التنفيذ‪ ،‬أو يف مواجهة‬
‫وحل املشاكل اليومية واملل ّحة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫أ‪ 3-‬الخصائص الجوهرية للتعداد‬
‫يتميز التعداد الجديد مبا ييل‪:‬‬
‫الرقابة‪ ،‬مبعنى أن كل تعداد تراقبه وتجريه الدولة بالتعاون مع‬ ‫‪-‬‬
‫أجهزتها املحلية‪.‬‬
‫الشمول‪ ،‬مبعنى أن ما يغطيه التعداد يجب أن يشمل منطقة‬ ‫‪-‬‬
‫محددة مثل دولة بأكملها‪ ،‬عىل أن يشمل العد كل األفراد داخل‬
‫هذه الوحدة‪.‬‬
‫العد الفردي‪ ،‬بحيث يجب أن تشمل عملية العد كل عضو يف‬ ‫‪-‬‬
‫املجتمع داخل نطاق التعداد بدون حذف أو تكرار‪ ،‬وبشكل منفصل‬
‫عن غريه‪.‬‬
‫التوقيت‪ ،‬وذلك بأن يجري التعداد يف لحظة زمنية محددة‪ ،‬كأن‬ ‫‪-‬‬
‫يكون يف يوم محدد تختاره الدولة‪ ،‬وتكون حركة السكان خالله أقل‬
‫تعرب البيانات عن توزيع السكان بدقة‪.‬‬
‫ما ميكن‪ ،‬حتى ّ‬
‫الدورية‪ ،‬وهذه تعني أن التعدادات يجب أن تجري عىل فرتات‬ ‫‪-‬‬
‫منتظمة حتى ميكن مقارنة املايض بالحارض‪ .‬وقد اعتمدت معظم‬
‫الدول عىل النموذجني الخميس أو العرشي يف التعداد‪ ،‬علامً أن األمم‬
‫املتحدة تويص بالنموذج العرشي من أجل تتبّع أفضل للتغريات‬
‫السكانية‪.17‬‬

‫ب‪ -‬املسح بالعينة‬


‫أصبح استخدام املسح بالعينة من العوامل املك ّملة للتعدادات السكانية يف‬
‫سبيل الحصول عىل بيانات توضّ ح كل أو بعض خصائص السكان‪ .‬ويتميز‬

‫‪. Rollet, optcit, p: 20.17‬‬


‫‪30‬‬
‫املسح بالعينة عن التعداد الشامل بأنه يوفر جزءا ً من الجهد والنفقات‪ .‬كام‬
‫أن البيانات التي تنتج عن العينة تكون دقيقة‪ .‬وكثري من األخطاء التي قد‬
‫تقع أثناء التعداد مثل حذف بعض الوحدات‪ ،‬أو عد البعض اآلخر مرتني أو‬
‫أكرث‪ ،‬ميكن الحكم عليها بعد إجراء التعداد‪ ،‬بأخذ عينة منها ودراستها‪ ،‬ملعرفة‬
‫مدى دقة التعداد‪ .‬أضف إىل ذلك‪ ،‬أن بعض الدول‪ ،‬مثل لبنان‪ ،‬قد استبدلت‬
‫التعداد الشامل باملسح بالعينة ألسباب خاصة بها‪.‬‬

‫ج‪ -‬التسجيل الحيوي‬


‫هو تسجيل األحداث الحيوية التي تقع خالل سنة ميالدية‪ ،‬من مواليد‬
‫ووفيات وهجرة وحاالت الزواج والطالق‪ .‬ويختلف التسجيل الحيوي عن‬
‫التعداد بأنه تسجيل لألحداث‪ ،‬أما التعداد فإنه تسجيل لألشخاص‪ .‬وعملية‬
‫التسجيل إجبارية بحكم القانون‪ ،‬وهي عمل مكتبي موزّع عىل العامل كله‪.‬‬
‫ويعترب عمالً روتينياً‪ .‬وهي عملية مستمرة‪ ،‬يف حني أن التعداد يتم يف تاريخ‬
‫محدد وعىل فرتات متباعدة‪ .‬وهكذا فإذا كان التعداد كالصورة الفوتوغرافية‬
‫الثابتة‪ ،‬فإن التسجيل هو فيلم ال تتوقف فيه هذه الصور عن الحركة‪.18‬‬
‫يعتمد التسجيل الحيوي عىل رشوط ثالثة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫حسن التنظيم اإلداري‪ ،‬وهو ما يقع عىل عاتق الدولة‪.‬‬
‫سهولة التواصل واالنتقال للتبليغ عن األحداث الدميوغرافية‪.‬‬

‫‪. Ibid, p: 22.18‬‬


‫‪31‬‬
‫وأخريا ً‪ ،‬عىل درجة الوعي واالدراك ألهمية التسجيل عند املواطنني‪ .‬وعليه‬
‫فإن أي خلل ميس أحد هذه الرشوط سينعكس سلباً عىل جودة التسجيل‪.19‬‬
‫تتمثل أهمية التسجيل الحيوي يف اعتباره مصدرا ً هاماً وأساسياً ومبارشاً‬
‫للمعطيات السكانية حول عوامل منو وتغيري السكان‪ ،‬خاصة عوامل املواليد‬
‫والوفيات والهجرة‪ .‬كام تساعدنا عىل قياس التغيريات يف السكان بني الفرتات‬
‫املختلفة وعىل معرفة حجم األرسة وتكوينها بالنظر إىل وقائع الزواج والطالق‬
‫والتبني واالنفصال والهجر‪.‬‬

‫د‪ -‬البحوث امليدانية‬


‫ميكن أن يلجأ الباحث إىل نوع آخر من املعلومات املستقاة من امليدان لعدة‬
‫أسباب‪ ،‬نذكر منها‪ :‬غياب التعداد الشامل ورداءة التسجيالت الحيوية‪ ،‬أو‬
‫حتى غياب معلومات محددة يريدها الباحث‪ .‬يف هذه الحاالت‪ ،‬يلجأ الباحث‬
‫إىل إجراء بحث يف ميدان محدد للوصول إىل النتائج التي يبتغيها‪ .‬وتتيح‬
‫االستقصاءات امليدانية أو الدراسات الواقعية للباحث معلومات ال توفرها‬
‫مصادر أخرى للمعطيات السكانية‪ .‬فمن طبيعة البحوث امليدانية أنها تعتمد‬
‫عىل افرتاضات نظرية تجمع البيانات عىل أساسها‪ ،‬بعكس مصادر التعداد‪ ،‬أو‬
‫االستقصاء بالعينة‪ ،‬أو السجالت الحيوية والرسمية التي تعرض الواقع كام‬
‫هو‪ ،‬دون االعتامد عىل افرتاض يربط ما بني املتغريات‪.‬‬
‫تتميز هذه الدراسات باملتغريات املستقلة التي ميكن للباحث أن يدرس‬
‫تأثريها عىل حركة السكان‪ ،‬كدرجة الوعي والتصنيع واملستوى التعليمي‬
‫واالقتصادي‪ .‬وتتيح له إدخال متغريات ال ميكن للبحوث أو التسجيالت‬

‫‪Ibid, p: 2319‬‬
‫‪32‬‬
‫الحيوية أن تحصل عليها‪ .‬ويرجع اختيار هذه املتغريات للباحث ولحاجاته‬
‫العلمية‪.‬‬

‫ه‪ -‬البيانات الجاهزة‬


‫دفع حرص الباحثني عىل االقتصاد يف الوقت والجهد واملال يف عملية البحث‪،‬‬
‫ودراسة الظواهر السكانية‪ ،‬إىل التفكري يف استخدام بيانات جاهزة‪ ،‬أهمها‬
‫السجالت اإلحصائية والتقارير الرسمية والسجالت االدارية املختلفة‪،‬‬
‫معتمدين عىل تحليل تلك البيانات التي توفّر لهم معطيات سكانية هامة‪.‬‬
‫فالسجالت اإلحصائية التي تصدر عن تعدادات السكان‪ ،‬والتقارير الرسمية‬
‫التي تصدرها املؤسسات الصحية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والحكومية‪ ،‬والصناعية‪،‬‬
‫والتعليمية‪ ،‬والرتبوية‪ ،‬والجوازات والهجرة‪ ،‬واملؤسسات التجارية‪ ،‬واملرصفية‪،‬‬
‫والسياسية‪ ،‬والنقابية‪ ،‬والقوى العاملة والعسكرية وغريها‪ ،‬كلها تنطوي عىل‬
‫بيانات تتعلق بالسكان وجنسهم‪ ،‬وأعامرهم‪ ،‬ومهنهم ومستوياتهم الصحية‪،‬‬
‫وبيانات تتعلق باملواليد‪ ،‬والوفيات‪ ،‬واألجور وساعات العمل‪ ،‬والكفاية‬
‫االنتاجية‪ ،‬ومعدالت الجرمية‪ ،‬ومعدالت التعليم‪ ،‬والقوى العاملة‪ ،‬واالنتاج‬
‫القومي‪ ،‬الخ‪...‬‬

‫‪ .3‬نظرة نقدية ملصادر املعطيات السكانية‬


‫عىل الرغم من أن املصادر املذكورة آنفا متد الباحث مبعطيات سكانية بالغة‬
‫األهمية‪ ،‬إال أنها ال تخلو من الصعوبات أو الثغرات أو حتى السلبيات‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫أ‪ -‬صعوبات التعداد الشامل واإلحصاء‬
‫ال شك أن التعداد الشامل واإلحصاء الدقيق صعب للغاية‪ ،‬ومن شبه‬
‫املستحيل إقامته‪ ،‬وإذا أقيم‪ ،‬فمن شبه املستحيل أيضاً أن يعرب بصدق عن‬
‫األحوال السكانية للمجتمع‪ ،‬لألسباب التالية‪:‬‬
‫التعداد عمل ال تقدر عليه إال الحكومات‪ ،‬فهو بحاجة ملجهود وموارد ضخمة‬
‫غري متاحة إال عند السلطة املركزية‪ .‬أضف إىل ذلك ما يحتاجه التعداد من‬
‫تنظيم إداري ومواكبة وتنسيق أمنيني‪.‬‬
‫مت ّدنا املعطيات السكانية التي يوفرها التعداد بأوصاف توزيعية للتجمعات‬
‫السكانية أكرث مام متدنا بحقائق بنائية عن الجامعات واملواقف االجتامعية‪،‬‬
‫إذ يفتقر التعداد إىل إحصاءات تتعلق باألرسة‪ ،‬مثالً‪ ،‬أو مواقف الناس من‬
‫مختلف قضايا املجتمع‪.‬‬
‫يتوقف صدق وثبات معطيات التعداد عىل قدرة القامئني به يف تحديد‬
‫االشخاص الذين يجب أن يحصل منهم عىل املعلومات الالزمة‪ .‬كام يتوقف‬
‫عىل قدرة االشخاص عىل اإلدالء باملعلومات الدقيقة والصادقة‪ .‬فقد يدلون‬
‫بإجابات متناقضة‪ ،‬أو غري صحيحة‪ ،‬يف ما يتعلق ببعض البيانات‪ ،‬كبيانات‬
‫العمر مثالً أو الدخل‪.‬‬
‫يتأثر إدالء املعلومات بثقافة املجتمع أو عاداته أو املستوى التعليمي للفرد‪.‬‬
‫لذلك فإن الحقائق التي تجمع بواسطة التعداد ال تخلو من الغموض واالبهام‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ب‪ -‬صعوبات التسجيل الحيوي‬
‫يواجه التسجيل الحيوي صعوبات كبرية‪ ،‬حيث إن هذه العملية تنطوي عىل‬
‫بعض العيوب‪ .‬فقد تستبعد أجزاء هامة من املجتمع نتيجة اإلهامل‪ .‬وقد‬
‫يكون هناك تراخٍ يف تنفيذ قوانني وتعليامت التسجيل‪ ،‬فتحذف بعضها‪ .‬كام‬
‫تختلف مستويات الدقة من بلد إىل بلدن‪ ،‬ومن منطقة إىل منطقة أخرى‬
‫داخل البلد الواحد‪ .‬ويتعرض ألخطاء تسجيل األحداث حسب زمانها ومكانها‪،‬‬
‫أو يتأخر التسجيل لفرتة زمنية نتيجة اإلهامل يف التبليغ‪ ،‬أو تعطى معلومات‬
‫غري دقيقة أو ناقصة إلخ‪ ...‬وقد ال يس ّجل املواليد بأكملهم‪ ،‬كام هي الحال يف‬
‫املناطق البعيدة عن املواصالت‪ .‬وقد ال يسجل املواليد اإلناث العتبارات‬
‫اجتامعية‪ ،‬كام أن كثريا ً من وفيات األطفال الرضع ال تسجل ضمن املواليد أو‬
‫الوفيات‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫بنى السكان‬

‫تعترب بنى السكان من أبرز اهتاممات الباحث يف الدميوغرافيا‪ .‬ال بل أن هذه‬


‫البنى هي عتبة االنطالق يف التحليل الدميوغرايف‪ .‬ويقصد بالبنى السكانية‬
‫توزيع السكان حسب متغريات محددة‪ .‬مثل متغريي الجنس والعمر‪ ،‬وهم‬
‫األكرث استخداماً‪ ،‬أو وفق متغريات أخرى كالعرق واملستوى التعليمي‬
‫واالجتامعي‪-‬االقتصادي وصوالً إىل تركيب سكان املجتمع وفقاً ملتغريي‬
‫الطائفة والدين‪.‬‬

‫‪ .1‬تركيب السكان حسب العمر والجنس‬


‫تعد دراسة الرتكيب العمري والجنيس عىل قدر كبري من األهمية يف دراسة‬
‫السكان‪ .‬ذلك ألنها توضح املالمح الدميوغرافية للمجتمع ذكورا ً وإناثاً‪ ،‬وتحدد‬
‫الفئات املنتجة فيه التي يقع عىل عاتقها عبء إعالة باقي أفراده‪ .‬كذلك فإن‬
‫الرتكيب العمري والجنيس نتاج للعوامل املؤثرة يف النمو السكاين من مواليد‬
‫ووفيات وهجرة‪ .‬وهي العوامل التي ال ميكن اعتبار أحدها مستقالً عن اإلثنني‬
‫الباقيني‪ ،‬بل يؤدي أي تغيري يف أحد هذه العوامل إىل التأثري يف العاملني‬
‫اآلخرين‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫أ‪ -‬الرتكيب الجنيس للسكان‬
‫ينقسم السكان من حيث الرتكيب الجنيس إىل إناث وذكور‪ .‬وبالرغم من أن‬
‫أعداد الذكور واإلناث ليست متباينة تبايناً واسعاً يف املجتمعات املختلفة‪،‬‬
‫فإن تحليل الرتكيب الجنيس مسألة هامة يف دراسة السكان‪ ،‬وذلك ملا له من‬
‫نتائج عىل دراسة العاملة والهجرة‪ ،‬ولكون جنس الفرد ي ّحمله أدوارا ً أساسية‬
‫تختلف من مجتمع إىل آخر‪ .‬كام أن عدم توازن نسبة الجنس يف السكان تؤثر‬
‫يف تكوين شكل جامعة معينة ودينامياتها‪ ،‬وأمناط العالقات االجتامعية التي‬
‫تسود فيها‪ .‬ومل ّا كان كل تعداد للسكان يقوم بتحديد أعداد الذكور واإلناث‪،‬‬
‫ومل ّا كان االستفسار عن جنس الفرد هو أبسط األسئلة يف استامرة التعداد‪،‬‬
‫كان التبويب الجنيس للسكان هو أكرث التبويبات صحة ودقة‪ .‬فالخطأ محتمل‬
‫الوقوع عند ذكر العمر وليس األمر كذلك بطبيعة الحال عند ذكر الجنس‪.‬‬
‫وإن كانت بعض الجامعات‪ ،‬يف عدد من الدول‪ ،‬ال تزال تكتم قيد األنثى وال‬
‫تسجلها يف بعض املناطق النائية ته ّرباً من الواجبات االجتامعية املرتتّبة عن‬
‫هذا التسجيل‪.‬‬
‫تحسب نسبة الجنس بشكل عام بقسمة عدد الذكور عىل عدد اإلناث ورضب‬
‫الناتج يف مئة‪.‬‬
‫ذكور‬
‫نسبة الجنس‪ :‬اناث ‪100 x‬‬

‫إذا كانت نسبة الجنس (‪ )100‬فهذا يشري إىل التوازن التام بني أعداد الذكور‬
‫واإلناث‪ .‬أما إذا تجاوزت النسبة املئة‪ ،‬فهذا يعني أن النسبة ارتفعت لصالح‬
‫الذكور‪ .‬وإذا انخفضت عن املئة فهذا يعني أن النسبة ارتفعت لصالح اإلناث‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫واملثال عىل ذلك‪ :‬إذا كانت نسبة الذكور ‪ ،%105‬فهذا يعني أن مقابل كل‬
‫‪ 105‬من الذكور هناك ‪ 100‬من اإلناث‪ .‬وإذا كانت نسبة الذكور ‪ ،%95‬فهذا‬
‫يعني أن هناك ‪ 95‬ذكرا ً مقابل كل ‪ 100‬أنثى‪ .‬ويف الحقيقة فإن الباحث يف‬
‫علم السكان غالباً ما يجد النسبة قريبة من ‪ %105‬عند الذكور واإلناث يف‬
‫العمر صفر‪ ،‬أي أن والدات الذكور أعىل بقليل من والدات اإلناث‪.‬‬
‫ال يقترص حساب نسبة الجنس ملجموع السكان فحسب‪ ،‬بل يتعداه إىل‬
‫حساب نسبة الجنس يف كل فئة عمرية‪ .‬وهذه النسبة هي عبارة عن عدد‬
‫الذكور لكل مئة أنثى هن من الفئة العمرية ذاتها‪.‬‬
‫وتتأثر نسبة الجنس يف املجتمعات زيادة أو نقصاناً ببعض العوامل أهمها‪:‬‬
‫الهجرة الوافدة أو املغا ِدرة لكل من الذكور واإلناث‪ .‬فالهجرة‪ ،‬بنوعيها املغادرة‬
‫والوافدة‪ ،‬أكرث انتشارا ً بني الذكور‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن نسبة الذكورة يف بنغالدش‪،‬‬
‫وهو بلد يهاجر أبناؤه للعمل خارجاً‪ ،‬هي ‪ %97.3‬عند مجموع السكان‪ .‬ولكن‬
‫النسبة تنخفض إىل حدود الـ‪ %90‬يف سن الهجرة والعمل‪ ،‬أي بني ‪49-20‬‬
‫عاماً‪ .‬أما يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬وهي دولة مستقبلة للعاملة‬
‫األجنبية وبشكل كثيف‪ ،‬فإن نسبة الذكورة العامة بلغت ‪ ،%217.5‬وترتفع‬
‫لتصل إىل ما يقرب من ‪ %388‬يف الفئة العمرية ‪.2049-45‬‬
‫تباين معدالت الوفيات بالنسبة لكال الجنسني من األعامر املختلفة‪ .‬صحيح‬
‫أن نسبة الذكور عند الوالدة أعىل من نسبة اإلناث‪ ،‬إال أن الوفيات يف الفئات‬
‫العمرية عند الذكور أعىل من مثيلتها عند اإلناث‪ .‬فالوفيات يف األعامر الشابة‬

‫‪ 20‬المصدر من معلومات المكتب األميركي لإلحصاء‪ ،‬على الموقع‪:‬‬


‫‪http://www.census.gov/population/international/data/idb/region.php‬‬
‫‪39‬‬
‫التي تعود يف أكرثيتها إىل الحوادث‪ ،‬كحوادث السري وحوادث العمل‬
‫واستهالك املخدرات والكحول‪ ،‬هي األعىل بني الذكور‪ ،‬وإن كان السبب يعود‬
‫إىل التنشئة االجتامعية التي تع ّود الذكور عىل منط من الحياة يرتكز عىل‬
‫"الشجاعة" والتحدي أكرث من منط حياة اإلناث القائم عىل الحذر والتعاون‪.‬‬
‫أضف إىل ذلك‪ ،‬الحروب وأعامل القتال التي تحصد ضحاياها من بني الذكور‬
‫املشاركني فيها‪ .‬أما يف األعامر املتوسطة واملتقدمة فإن نسب الذكور تبدأ‬
‫بالرتاجع بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع الوفيات الناجمة عن الذبحات القلبية‬
‫التي تصيب الذكور أكرث من اإلناث‪.‬‬
‫األخطاء يف البيانات التي يشملها التعداد مثل النقص يف تسجيل عدد اإلناث‪.‬‬
‫وهذا النقص قد يكون متع ّمدا ً بسبب إخفاء األهل اإلناث من التسجيل‪ ،‬إما‬
‫ملعتقدات ثقافية ته ّمش دور األنثى‪ ،‬أو ملزيج من هذه املعتقدات والرغبة‬
‫يف التملّص من واجباتهم االجتامعية واالقتصادية يف ما يتعلق بإلزامية تعليم‬
‫اإلناث‪ ،‬وما يرتّب عليهم ذلك من خسارة مادية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الرتكيب العمري للسكان‬


‫تضاهي أهمية الدراسة والتحليل املتعلقني بالعمر تلك التي تعود إىل تحليل‬
‫الرتكيب الجنيس‪ .‬وتفصح دراسة الرتكيب العمري لسكان املجتمع عن حجم‬
‫القوة البرشية فيه‪ ،‬الحالية واملستقبلية التي تؤثر يف حجم الناتج املحيل‬
‫والدخل القومي ومستوى املعيشة‪ ،‬كام أنه يشري إىل معدل الخصوبة‬
‫والوالدات املستقبلية‪.‬‬
‫ينقسم السكان إىل ثالث فئات عمرية عريضة هي‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫صغار السن (صفر – ‪ 14‬سنة)‪ .‬متثل هذه الفئة قاعدة هرم السكان الذي‬
‫سنشري اليه الحقاً‪ .‬تعترب هذه الفئة غري منتجة‪ .‬ومتيل نسبة صغار السن إىل‬
‫التناقص يف املجتمعات املتقدمة‪ ،‬بينام تتزايد بصورة واضحة يف الدول النامية‪،‬‬
‫حيث تصل هذه النسبة إىل أكرث من ‪ %40‬من جملة سكان معظم الدول‬
‫النامية‪ ،‬بينام تقل يف معظم الدول املتقدمة عن ‪ .%20‬يقدم الجدول أدناه‬
‫بعض األمثلة عن نسبة فئة صغار السن من مجمل السكان يف املجتمع‪.‬‬

‫جدول ‪ :1‬نسبة الفئة العمرية ‪ 14-0‬من إجاميل عدد السكان يف عدد من الدول‪،‬‬
‫‪21‬‬
‫‪2016‬‬
‫الواليات‬
‫أثيوبيا‬ ‫مرص‬ ‫تركيا‬ ‫لبنان‬ ‫اليابان‬ ‫أملانيا‬
‫املتحدة‬ ‫الدولة‬

‫الفئة‬ ‫نسبة‬
‫العمرية‬
‫‪43.7‬‬ ‫‪33.2‬‬ ‫‪125.‬‬ ‫‪24.6‬‬ ‫‪18.8‬‬ ‫‪13.3‬‬ ‫‪12.8‬‬
‫من‬ ‫‪14-0‬‬
‫مجمل السكان‬

‫متوسطو السن (‪ .)64 - 15‬هي الفئة املنتجة يف املجتمع‪ ،‬كام أنها املسؤولة‬
‫عن منو السكان‪ ،‬وتعتمد عليها الفئتان األخريان‪ .‬هذه الفئة هي األكرث قدرة‬
‫عىل الحركة والهجرة‪ ،‬ونسبتها أكرب من الفئتني األخريني‪ ،‬أقله لآلن‪ .‬وتزداد‬
‫النسبة بصورة أكرب يف املجتمعات التي تستقبل املهاجرين ذوي األعامر‬
‫املتوسطة‪ .‬وميكن أن تنقسم هذه الفئة يف بعض الدراسات إىل فئتني ثانويتني‬
‫هام‪ :‬البالغون الصغار (‪ 44 -15‬سنة)‪ ،‬والبالغون الكبار (‪ 64 -45‬سنة)‪ .‬وال‬

‫‪ .21‬المصدر السابق‪Census.gov :‬‬


‫‪41‬‬
‫تختلف نسبة البالغني الصغار بني دول العامل اختالفا ً جوهرياً‪ ،‬بل تتشابه مع‬
‫بعضها بعضا ً إىل حد كبري‪ .‬ويرجع ذلك إىل أن هذه الفئة هي أقل الفئات‬
‫العمرية تأثرا ً بعامل الوفاة‪ .‬لكن الفارق بني الدول يف األعامر الوسطى يبدو‬
‫واضحاً يف فئة البالغني الكبار (‪ ،)64 - 45‬وذلك ألن الفرق بني مستويات‬
‫الوفاة بني الدول ينعكس عىل هذه الفئة‪ ،‬وما ينتج عنه من ارتفاع أمد الحياة‬
‫يف الدول املتقدمة‪ ،‬وانخفاضه يف الدول النامية واملتخلفة‪.‬‬

‫جدول ‪ :2‬نسبة الفئة العمرية ‪ 64-15‬من إجاميل عدد السكان يف عدد من الدول‪،‬‬
‫‪22‬‬
‫‪2016‬‬
‫الواليات‬
‫أثيوبيا‬ ‫مرص‬ ‫تركيا‬ ‫لبنان‬ ‫اليابان‬ ‫أملانيا‬ ‫الدولة‬
‫املتحدة‬

‫نسبة الفئة العمرية‬


‫‪53.4‬‬ ‫‪62.6‬‬ ‫‪67.6‬‬ ‫‪68.7‬‬ ‫‪65.9‬‬ ‫‪59.7‬‬ ‫‪65.4‬‬ ‫‪15-64‬من مجمل‬
‫السكان‬

‫كبار السن (‪ 65‬سنة وما فوق)‪ .‬ال تعد من الفئات املنتجة‪ ،‬وتشمل أعداداً‬
‫كبرية من اإلناث األرامل‪ ،‬وهي األخرى تعد انعكاساً لظروف الخصوبة‬
‫والوفيات يف املجتمع‪ ،‬ذلك ألن نسبتها تقل بتزايد نسبة صغار السن‪ ،‬وارتفاع‬
‫معدل النمو الطبيعي للسكان‪ .‬وتعترب دراسة النسبة املئوية لكبار السن (‪65‬‬
‫وما فوق) ذات أهمية خاصة يف التعرف عىل الظروف الصحية واالقتصادية‬
‫يف املجتمع‪ ،‬كام أنها تشري إىل تاريخ األحداث التي م ّر بها البلد وخاصة‬

‫‪ .22‬المصدر السابق‪Census.gov :‬‬


‫‪42‬‬
‫الظروف التي من شأنها أن تزيد من الوفيات كالحروب واألزمات العسكرية‬
‫الطويلة األمد‪ .‬ويعترب السكان صغار السن إذا كان بينهم أقل من ‪ %4‬فوق‬
‫سن الرابعة والستني‪ .‬ويعتربون ناضجني إذا تراوحت النسبة املشار اليها بني‬
‫‪ .%7 – 4‬ويعتربون مسنني إذا تجاوزت هذه النسبة ‪ .%7‬وتتفاوت نسبة‬
‫التعمري يف العامل تفاوتاً كبريا ً يف الوقت الحارض‪ .‬ويشري الجدول أدناه إىل ذلك‪:‬‬

‫جدول ‪ :3‬نسبة الفئة العمرية ‪ +65‬من إجاميل عدد السكان يف عدد من الدول‪2016 ،‬‬
‫أثيوبيا‬ ‫مرص‬ ‫تركيا‬ ‫لبنان‬ ‫الواليات املتحدة‬ ‫اليابان‬ ‫أملانيا‬ ‫الدولة‬

‫نسبة الفئة العمرية‬


‫‪2.9‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪15.3‬‬ ‫‪27.3‬‬ ‫‪21.8‬‬
‫‪ +65‬من مجمل السكان‬

‫ج‪ -‬نسبة اإلعالة‪:‬‬


‫ترتبط نسبة اإلعالة بالرتكيب العمري للسكان‪ .‬واملقصود باملعال هو الشخص‬
‫الذي يعتمد يف معاشه عىل غريه‪ ،‬أما املعيل فهو الذي يعمل أو ينتج أو‬
‫يحصل عىل إيراد يعتمد عليه يف حياته ويعيل فيه أفرادا ً آخرين‪ .‬وال بد هنا‬
‫من توضيح التعريف‪ ،‬فمعدل اإلعالة يتعلق بكل الذين هم يف سن العمل‪،‬‬
‫بغض النظر إذا كانوا يعملون فعليا ً أم ال‪ .‬لذلك فإن هذا املعدل يعطي فكرة‬
‫عن املجتمع‪ ،‬وعن نسبة فئات األعامر العريضة إىل بعضها بعضا ً أكرث مام‬
‫يوضح النشاط االقتصادي الفعيل يف البلد‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن البلد الذي تزيد فيه‬
‫نسبة السكان الذين هم يف سن النشاط أفضل حا ًال من البلد الذي تقل فيه‬
‫هذه النسبة‪ ،‬وذلك بافرتاض تساوي الظروف االجتامعية والدميوغرافية‬

‫‪43‬‬
‫األخرى‪ .‬إال أن الواقع يقول إن نسبة العاملني فعلياً‪ ،‬هي األكرث إيضاحا ً يف‬
‫هذا التحليل بدل االكتفاء بعرض معدل اإلعالة العام‪ ،‬وحسب‪.‬‬
‫تختلف دول العامل يف نسبة األفراد املنتجني فيها اختالفاً كبريا ً‪ .‬ويرجع ذلك‬
‫لعدة أسباب منها‪ ،‬أن صغار السن من اإلناث والذكور يف بعض الدول‪ ،‬وخاصة‬
‫الدول النامية‪ ،‬يدخلون سوق العمل مبكرا ً‪ .‬وذلك بعكس الحال يف دول أخرى‬
‫يلتحق الصغار فيها باملدارس حتى بلوغهم أواخر العقد الثاين من العمر‪.‬‬
‫كذلك فإن هناك مجتمعات يستمر املسنون يف االنتاج فيها‪ ،‬بينام يتوقفون‬
‫عن ذلك يف مجتمعات أخرى‪.‬‬
‫مييز الدميوغرافيون بني املنتجني واملعالني وفقاً لنوع الدولة‪ .‬فسن العمل يف‬
‫الدول املتطورة هو أكرب من مثيله يف الدول النامية‪ .‬كام أن الحال نفسه‬
‫ينطبق يف عمر الخروج من العمل‪ .‬هكذا‪ ،‬فإن الفئات الفتية والهرمة تختلف‬
‫بالتعريف بني دولة وأخرى‪ .‬نجد مثالً أن فئة املعولني الصغار هي "دون الـ‬
‫‪ 20‬يف الدول املتطورة‪ ،‬ودون الـ ‪ 15‬يف الدول األقل تطورا ً‪ ،‬والتعليل يف ذلك‬
‫أنه نادرا ً ما يعمل الفرد عمالً دامئاً قبل االنتهاء من دراسته املدرسية عىل‬
‫األقل‪ .‬أما "املعولون الكبار أو املسنون" فهم يف عمر ‪ 65‬وأكرث يف الدول‬
‫املتطورة‪ ،‬و‪ 60‬وأكرث يف الدول األقل تطورا ً‪ ،‬والسبب يعود إىل اختالف توقعات‬
‫الحياة عند الوالدة بني الدول‪ .‬إال أن أكرث األبحاث تأخذ عمر النشاط بني ‪-15‬‬
‫‪ 64‬كحل وسطي‪ .‬وبالتايل فإن نسب اإلعالة عند الصغار تحسب وفقاً للشكل‬
‫التايل‪:‬‬
‫عدد السكان أقل من 𝟓𝟏 سنة‬
‫‪100 x‬‬ ‫نسبة اإلعالة عند الصغار=‬
‫عدد السكان يف املدى العمري 𝟓𝟏‪𝟔𝟒−‬‬

‫‪44‬‬
‫هكذا‪ ،‬فإن الدولة التي تصل نسبة اإلعالة فيها إىل ‪ %45‬مثالً‪ ،‬يعني إن فيها‬
‫‪ 45‬نسمة دون سن الـ ‪ 15‬لكل ‪ 100‬نسمة يف سن اإلنتاج ‪.64 – 15‬‬
‫وبالطريقة نفسها تحسب نسبة إعالة الكبار عىل النحو التايل‪:‬‬
‫عدد السكان يف عمر 𝟓𝟔 سنة وأكرث‬
‫نسبة اإلعالة عند الكبار= عدد السكان يف املدى العمري 𝟓𝟏‪100 x 𝟔𝟒−‬‬

‫فإذا كانت نسبة املعولني للكبار يف مجتمع ما‪ ،‬هي ‪ %10‬مثال‪ ،‬فمعنى ذلك‬
‫أن هناك ‪ 10‬أفراد يف سن ‪ 65‬فأكرث لكل مئة فرد يف سن االنتاج ‪.64 – 15‬‬
‫ومن البديهي أن نسبة اإلعالة الكلية هي مجموع نسبة إعالة الصغار ونسبة‬
‫إعالة الكبار‪ .‬فإذا كانت نسبة إعالة الصغار ‪ 45‬ونسبة إعالة الكبار ‪ ،10‬فإن‬
‫نسبة اإلعالة الكلية هو ‪.%55‬‬
‫عدد السكان يف عمر 𝟎‪+𝟏𝟒−‬عدد السكان يف عمر 𝟓𝟔 وأكرث‬
‫‪100 x‬‬ ‫نسبة اإلعالة الكلية=‬
‫عدد السكان يف املدى العمري 𝟓𝟏‪𝟔𝟒−‬‬

‫مثة تفاوت شديد بني دول العامل يف نسب اإلعالة‪ .‬فترتاوح هذه النسب بني‬
‫‪ %16.4‬يف حدها األدىن يف هونك كونغ‪ ،‬بالنسبة ملعدل إعالة الصغار‪ ،‬وصوالً‬
‫إىل ‪ %107.4‬بالنسبة للنيجر‪ .‬وهناك ارتباط سلبي بني نسب إعالة الصغار‬
‫والعمر الوسيط‪ .‬فالبالد التي ترتفع فيها نسبة إعالة الصغار (‪ 65‬فأكرث) تتوزع‬
‫يف كل قارات العامل باستثناء أوروبا‪ .‬كام أنها تزداد يف قارات أمريكا الالتينية‬
‫وأفريقيا وآسيا ذات املعدل العايل من املواليد‪ ،‬والعمر الوسيط املنخفض‪.‬‬
‫وبصفة عامة فإن نسبة إعالة الصغار تنخفض يف الدول املتقدمة‪.‬‬
‫أما نسبة إعالة الكبار فترتاوح بني ‪ 1.34‬فردا ً يف اإلمارات العربية املتحدة‬
‫و‪ 43.32‬فردا ً يف اليابان‪ .‬وتبدو العالقة بني العمر الوسيط ونسبة إعالة الكبار‬
‫‪45‬‬
‫عالقة طردية‪ ،‬ففي كل البالد االوروبية ترتفع األعامر الوسيطة وتنخفض نسبة‬
‫إعالة الصغار وترتفع نسبة اعالة الكبار‪.‬‬
‫جدول ‪ :4‬توزع بعض الدول حسب نسب اإلعالة الخام األدىن واألعىل مقارنة بلبنان‪،‬‬
‫‪23‬‬
‫‪2015‬‬
‫نسبة‬ ‫نسبة‬ ‫نسبة‬
‫الدولة‬ ‫الدولة‬ ‫الدولة‬
‫اإلعالة‬ ‫إعالة‬ ‫إعالة‬
‫الكلية‬ ‫الكبار‬ ‫الصغار‬

‫‪17.71‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫‪1.34‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫‪16.39‬‬ ‫هونك كونغ‬

‫‪20.05‬‬ ‫قطر‬ ‫‪1.42‬‬ ‫قطر‬ ‫‪16.41‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‬

‫‪28.2‬‬ ‫ماكاو‬ ‫‪2.6‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪16.68‬‬ ‫ماكاو‬

‫‪30.04‬‬ ‫عامن‬ ‫‪3.16‬‬ ‫البحرين‬ ‫‪18.63‬‬ ‫قطر‬

‫‪31.38‬‬ ‫البحرين‬ ‫‪3.35‬‬ ‫عامن‬ ‫‪19‬‬ ‫البوسنة والهرسك‬

‫‪47.33‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪11.98‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪35.35‬‬ ‫لبنان‬

‫‪99.85‬‬ ‫أنغوال‬ ‫‪32.24‬‬ ‫أملانيا‬ ‫‪95.14‬‬ ‫مايل‬

‫‪100.18‬‬ ‫مايل‬ ‫‪32.4‬‬ ‫فنلندا‬ ‫‪95.23‬‬ ‫أنغوال‬

‫‪100.68‬‬ ‫تشاد‬ ‫‪33.43‬‬ ‫اليونان‬ ‫‪95.77‬‬ ‫تشاد‬

‫‪102.34‬‬ ‫أوغندا‬ ‫‪35.08‬‬ ‫إيطاليا‬ ‫‪97.31‬‬ ‫أوغندا‬

‫‪107.4‬‬
‫‪112.97‬‬ ‫النيجر‬ ‫‪43.32‬‬ ‫اليابان‬ ‫النيجر‬
‫‪8‬‬

‫‪ . 23‬معلومات هذا الجدول مأخوذة من معطيات البنك الدولي‪ ،‬المنشورة على موقعه وفق الروابط التالية‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪http://data.worldbank.org/indicator/SP.POP.DPND‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪http://data.worldbank.org/indicator/SP.POP.DPND.YG‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪http://data.worldbank.org/indicator/SP.POP.DPND.OL‬‬
‫‪46‬‬
‫ولكن ينبغي القول بأن نسب اإلعالة السابقة التي تتحدد فقط بحدود‬
‫الفئات العمرية‪ ،‬هي يف الواقع نسب خام‪ ،‬ألنها تعترب كل السكان ما بني‬
‫العمر ‪ 64 - 15‬سنة منتجني وكل ما عداهم مستهلكني‪ .‬ولكن ذلك يتناىف مع‬
‫الرتكيب االقتصادي الفعيل للسكان‪ .‬ذلك ألن قوة العمل تشمل األفراد الذين‬
‫يسهمون مبارشة يف إنتاج السلع والخدمات يف الفئات العمرية املختلفة من‬
‫الذكور واإلناث معاً‪ .‬أما السكان الخارجون عىل قوة العمل فهم الذين ال‬
‫يسهمون يف هذا االنتاج‪ ،‬وبالتايل فإنهم معولون بواسطة األفراد الداخلني يف‬
‫هذه القوة‪( .‬مثل الشباب الذين يتابعون دراساتهم الجامعية واملرأة)‪ .‬ولذلك‬
‫فإن ما يقصد بنسبة اإلعالة الحقيقية هو نسبة عدد األشخاص الذين ال‬
‫تضمهم القوة العاملة لكل مئة من أفراد هذه القوة‪ .‬ويتم حسابها كام ييل‪:‬‬
‫نسبة اإلعالة الحقيقية‪:‬‬
‫عدد السكان غري العاملنب‬
‫‪100 x‬‬ ‫عدد السكان العاملني‬

‫ومن املالحظ أن عدد املعولني ال يشكل عبء اإلعالة فقط‪ ،‬بل أن توزيعهم‬
‫العمري والجنيس له أهميته هو اآلخر‪ ،‬حيث يتأثر هذا العبء بسن التعليم‬
‫وسن الزواج لإلناث وعدد املتعلمني‪ ،‬ونسبة الزواج‪ ،‬وكذلك ما يتطلبه‬
‫املعولون من الشباب من رعاية صحية واجتامعية وإسكانية وغريها‪ ،‬يف‬
‫الوقت الذي يكونون فيه خارج القوة العاملة‪ .‬وينبغي عىل املجتمع أن يوفر‬
‫لهم هذه الخدمات حتى دخول معظمهم يف عداد املنتجني‪ .‬وال ريب يف أن‬
‫ارتفاع معدل املواليد والزواج املبكر‪ ،‬وضعف دخول املرأة إىل ميدان العمل‬
‫يف الدول النامية‪ ،‬يزيد بدوره من أعباء اإلعالة الواقعة عىل عاتق الفئات‬
‫املنتجة فيها‪ .‬يف حني أن زيادة نسبة املساهمة يف قوة العمل‪ ،‬وبخاصة اإلناث‪،‬‬

‫‪47‬‬
‫يخفّض من نسبة اإلعالة‪ .‬ويعترب ذلك مؤرشا ً ايجابياً للتطور االقتصادي‬
‫واالجتامعي يف املجتمع‪ ،‬كام هو الحال يف الدول املتقدمة‪.‬‬

‫‪ .2‬تركيب السكان االقتصادي واملدين والديني‬


‫باإلضافة إىل ما سبق‪ ،‬ميكن البحث يف الرتكيب االقتصادي واملدين والديني‬
‫للسكان ملا يف ذلك من إضاءة عىل أوضاع السكان‪ ،‬وما يفيد يف التعمق يف‬
‫التحليل وإظهار أقىص ما ميكن من خصائص ومميزات مجتمع السكان يف أي‬
‫بلد‪.‬‬

‫أ‪ -‬الرتكيب االقتصادي للسكان‬


‫تعد مسألة البنية االقتصادية للسكان بالغة األهمية‪ ،‬ألنها متكن الدميوغرايف‬
‫من توقع حركتهم اآلنية واملستقبلية‪ .‬أضف إىل ذلك ما للوضع االقتصادي‬
‫من أثر بارز يف حركة السكان من وفيات ووالدات‪ .‬ميكن أيضاً تحديد شكل‬
‫النشاط االقتصادي والتعرف عىل شكل القوى العاملة وكيفية توزع هذه‬
‫القوى حسب العمر والجنس‪ ،‬باإلضافة إىل نوع املهن ومستوى الدخل‬
‫وغريها‪ .‬ميكن أيضاً‪ ،‬من خالل دراسة الرتكيب االقتصادي للسكان‪ ،‬التعرف‬
‫عىل من هم خارج قوة العمل من ربات منازل وطالب وأطفال وعجزة‪.‬‬

‫ب‪ -‬الرتكيب املدين للسكان‬


‫وذلك من خالل التعرف عىل نسب األفراد الذين مل يسبق لهم الزواج‪ ،‬ونسب‬
‫املتزوجني حالياً وأولئك املطلقني أو األرامل‪ .‬ويؤثر الرتكيب العمري ونسبة‬
‫الجنس تأثريا ً مبارشا ً عىل نسب السكان الذين تضمهم هذه الفئات األربع‪.‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك تلعب العوامل االقتصادية والرتبوية دورا ً أساسياً يف التأثري‬

‫‪48‬‬
‫عىل هذه الفئات األربع‪ .‬هكذا‪ ،‬فإن الحالة الزواجية دامئة التغري‪ ،‬وهي تعطي‬
‫تصورا ً مستقبلياً عام ميكن أن تكون عليه حالة الخصوبة يف السنوات القادمة‪.‬‬

‫ج‪ -‬الرتكيب التعليمي للسكان‬


‫تبدأ الدراسات بالتوجه إىل األفراد منذ عمر السادسة لتسألهم عن إلتحاقهم‬
‫بالتعليم‪ .‬وتتوزع النتائج الصادرة عن هذه األسئلة حسب العمر والجنس‪،‬‬
‫حيث يسهل حسابها للذكور واإلناث كل عىل حدة‪ ،‬ووفقا للفئات العمرية‬
‫املختلفة‪ .‬ولهذه البيانات أهمية خاصة يف أنها تعد مؤرشا ً ملستوى التطور‬
‫داخل املجتمع‪ ،‬وتشري إىل مدى الوعي الثقايف واالجتامعي‪ ،‬ومن ثم اإلنجايب‪،‬‬
‫داخل هذا املجتمع‪ .‬ويف الدول التي تتزايد فيها نسبة األمية‪ ،‬فإن بيانات‬
‫الرتكيب السكاين حسب الحالة التعليمية تكون ذات فائدة مبارشة يف‬
‫التخطيط ملحو األمية يف مناطق الدولة‪.‬‬
‫ويرتبط بالرتكيب التعليمي تقسيم السكان حسب مستوى التعليم والعمر‬
‫والجنس‪ .‬يف هذه الحالة ينقسم السكان البالغون حسب درجة التحصيل‬
‫العلمي وفقاً لعدة فئات‪ ،‬وبشكل خاص لكل جولة وفقاً للمراحل التعليمية‬
‫املتّبعة فيها‪ .‬ويعطي ذلك التقسيم داللة هامة لقدرة البلد عىل التنمية‬
‫االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬كام ميكن تحديد االحتياجات املتوقعة مستقبالً من‬
‫املتعلمني حسب األنشطة االقتصادية املختلفة‪.‬‬

‫د‪ -‬الرتكيب الديني وحسب الجنسية واللغة والعرق للسكان‬


‫وباإلضافة إىل الرتكيب االقتصادي والتعليمي واملدين‪ ،‬هناك أيضا الرتكيب‬
‫الديني‪ ،‬والرتكيب حسب الجنسية‪ ،‬والرتكيب حسب اللغة أو االنتامء العرقي‪.‬‬
‫وهي كلها تقل يف األهمية عام ذكر أعاله‪ ،‬إال يف املجتمعات ذات االنتامءات‬

‫‪49‬‬
‫املتعددة‪ ،‬فهذا التعدد عندها يشكّل أهمية كربى‪ .‬فالواليات املتحدة وأسرتاليا‬
‫والصني كلها دول تتعدد فيها االنتامءات العرقية والدينية واللغوية‪ .‬وميكن‬
‫لهذه االختالفات بني السكان أن تؤدي إىل مشاكل واضطرابات خطرية‪ .‬فتعمل‬
‫الدول عىل التعرف أوالً عىل حجم التعدد فيها‪ ،‬لتقوم بتطبيق سياسات‬
‫تختلف يف نوعها‪ ،‬وتهدف إىل دمج املواطنني كلهم ضمن انتامء واحد بعيداً‬
‫عن تن ّوعاتهم وتعدداتهم املختلفة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫القسم الثاين‬

‫متثيل اإلحصاءات الدميوغرافية‬


‫الفصل األول‬
‫منحنى الذكورة وهرم األعامر‬

‫تتعدد التمثيالت اإلحصائية والبيانية للمعلومات الدميوغرافية‪ ،‬فمنها ما هو‬


‫خاص بهذا العلم‪ ،‬مثل هرم األعامر ومخطط لكسيس‪ ،‬ومنها ما هو مشرتك‬
‫مع بقية العلوم الرياضية واالحصائية مثل الرسوم البيانية والجداول‬
‫االحصائية‪ .‬وأول ما ميكن متثيله ضمن رسوم خاصة هو املعلومات املتعلقة‬
‫بالجنس والعمر خالل وقت محدد‪.‬‬

‫‪ .1‬منحنى الذكورة‬
‫أول ما ميكن تحليله يف بنى السكان هو توزيع هؤالء حسب الجنس‪ .‬وتفيد‬
‫دراسة نسبة جنس إىل آخر يف التعرف عىل بعض الخصائص األساسية للسكان‪.‬‬
‫وتعتمد معظم الدراسات الدميوغرافية عىل نسبة الذكورة‪ ،‬وهي عدد الذكور‬
‫عىل عدد اإلناث مرضوباً مبئة‪ .‬وتحسب نسب الذكورة لكل عمر عىل حدة‪،‬‬
‫أو بشكل عام‪ .‬ومن خالل رسم منحنى الذكورة ميكن للباحث‪ ،‬وبنظرة‬
‫رسيعة‪ ،‬من التعرف عىل خصائص التوزيع الجنيس يف املجتمع‪.‬‬
‫لرسم املنحنى ينبغي أوالً حساب نسبة الذكورة لكل فئة عمرية‪ .‬أما الخطوة‬
‫الثانية فتقوم بوضع كل نسبة ضمن رسم بياين ذي محورين‪ ،‬األفقي ميثل‬

‫‪53‬‬
‫الفئة العمرية‪ ،‬والعمودي مخصص للنسب املئوية‪ .‬واصطالحاً يرسم خط‬
‫أفقي عند نسبة الـ‪ %100‬فيقسم الرسم إىل قسمني‪ :‬كل ما هو أعىل من‬
‫الخط األفقي للـ‪ 100‬تكون فيه نسبة الذكورة أعىل من ‪ .100‬أما كل ما هو‬
‫تحت هذا الخط فيكون للفئات التي تقل عن ‪.100‬‬

‫‪110%‬‬
‫‪105%‬‬
‫‪100%‬‬
‫‪95%‬‬
‫‪90%‬‬
‫‪85%‬‬
‫‪80%‬‬
‫‪14-10‬‬
‫‪19-15‬‬
‫‪24-20‬‬
‫‪29-25‬‬
‫‪34-30‬‬
‫‪39-35‬‬
‫‪44-40‬‬
‫‪49-45‬‬
‫‪54-50‬‬
‫‪59-55‬‬
‫‪64-60‬‬
‫‪69-65‬‬
‫‪74-70‬‬
‫‪79-75‬‬
‫‪84-80‬‬
‫‪ 85‬وأكثر‬
‫‪4-0‬‬
‫‪9-5‬‬

‫الرسم‪ : 1‬منحنى الذكورة‪ ،‬لبنان‪2004 ،‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ .2‬هرم األعامر‬
‫يسمح هرم السكان‪ 24‬للباحث باكتشاف البنية العمرية والجنسية ألي‬
‫مجتمع وبلمحة واحدة‪ .‬وتكفي هذه اللمحة‪ ،‬للخبري يف هذا املجال‪ ،‬باستنتاج‬
‫جملة من املعطيات السكانية واالقتصادية واالجتامعية عن املجتمع‬
‫املدروس‪ .‬كام يستطيع أن يعرف ما مير بالسكان عموماً من أحداث طبيعية‪،‬‬
‫كا لوالدات والوفيات والهجرة‪ ،‬وما يطرأ عليهم من حوادث طارئة كاألوبئة‬
‫والحروب واملجاعات واألزمات االقتصادية‪ .‬ويشمل تحليل الهيكل الرتكيبي‬
‫للسكان بنية السكان العمرية‪ ،‬وتركيبها الجنيس‪ ،‬وتوزعها بني الريف والحرض‪،‬‬
‫وتركيبها التعليمي والزواجي‪ .‬وتكمن أهمية هذا التحليل يف ما ميكن أن‬
‫يُستدل منه من دالالت اقتصادية واجتامعية‪ ،‬إىل جانب دالالته الدميوغرافية‪.‬‬
‫يتم متثيل الرتكيب العمري والجنيس للسكان بأشكال متعددة تربز عىل شكل‬
‫جداول إحصائية‪ ،‬أو رسوم بيانية‪ ،‬أو صور إيضاحية‪ .‬ويعد هرم العمر‬
‫والجنس للسكان أسهل أنواع التمثيل البياين فهامً‪ ،‬الختالفات الرتكيب العمري‬
‫النوعي بني املجموعات السكانية يف الدولة الواحدة‪ ،‬أو بني الدول‪ .‬فعندما‬
‫ترسم الفئات حسب العمري والجنس رسامً بيانياً تكون النتيجة هرماً‪ ،‬متثل‬
‫قاعدته أصغر األعامر‪ ،‬ووسطه األعامر الوسطى‪ ،‬وقمته متثل األعامر األعىل‬
‫أو الهرمة‪ .‬وقد يرسم الهرم السكاين عىل أساس املجموع العام‪ ،‬أو عىل أساس‬
‫األعداد املطلقة للسكان‪ .‬ويقصد بالرقم املطلق نسبة عدد السكان إىل رقم‬

‫‪ . 24‬للتعمق في فهم كيفية رسم الهرم‪ ،‬وتحتليله‪ ،‬يمكن االطالع على المراجع التالية‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Léon Gani, Laurence Simmat-Durand, Démographie Expliquée :‬‬
‫‪Méthodes d’Analyse et Etudes de Cas, Nathan, Paris, 2001, p p : 17-27‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Michel Dupaquier, Démographie, PUF, Paris, 2001, p p :31-41.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Jaques Vallin, La Démographie, 3eme Edition, La Découverte, Paris,‬‬
‫‪2002, p p : 16-17‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Catherine Rollet, Introduction à la Démographie, opt. cit, p p : 38-41‬‬
‫‪55‬‬
‫معياري‪ ،‬وهو عادة ‪ ،10.000‬فيتم بذلك تحويل مجموع عدد سكان أي دولة‬
‫إىل ‪ 10.000‬واستنتاج نسبة كل فئة من هذا املجموع‪ .‬تفيد هذه القاعدة‬
‫عند م قارنة هرمني لدولتني يختلف فيهام عدد السكان بشكل واضح‪ ،‬كأن‬
‫نقارن هرمي األعامر يف الصني ويف لبنان‪ .‬ال ميكن إجراء هذه املقارنة إال عند‬
‫رسم هرمني مبجموع معياري واحد‪ ،‬ومشرتك‪ ،‬وهو عادة ‪.10.000‬‬
‫عند رسم الهرم ال بد من اتباع مجموعة من القواعد األساسية‪:‬‬
‫ميثل املحور األفقي أعداد السكان‪ ،‬إن كانت األعداد الفعلية أو املطلقة‬
‫واملنسوبة إىل رقم معياري معني‪ .‬ويقسم املحور األفقي إىل قسمني‪ :‬األول‬
‫وهو عىل اليمني متثل فيه أعداد اإلناث‪ .‬أما الثاين وهو عىل اليسار‪ ،‬فتمثل‬
‫فيه أعداد الذكور‪.‬‬
‫يخصص املحور العمودي لإلعامر‪ ،‬ويبدأ من األسفل عند الرقم صفر‪ ،‬أي عند‬
‫إلتقاء املحورين العمودي واألفقي‪ ،‬وينتهي يف رأس املحور عند آخر عمر يف‬
‫كل مجتمع عىل حدة‪ .‬هكذا فإن بعض األهرام تنتهي بالعمر ‪ 100‬وغريها‬
‫ينتهي بالعمر ‪ 80‬أو ‪.85‬‬
‫ميكن لفئات األعامر أن تكون أحادية‪ ،‬أي كل سنة عىل حدة‪ ،‬وميكن أن تكون‬
‫عرشية بحيث تكون فئات األعامر من ‪ 10‬سنوات‪ .‬إال أن الشكل األكرث‬
‫استخداماً هو يف متثيل األعامر يف فئات خمسية تضم كل فئة األفراد يف مدى‬
‫من خمس سنوات‪.‬‬
‫ومن الحقائق الهامة التي ينبغي إدراكها يف الحديث عن األهرام السكانية‪،‬‬
‫أن السكان يف أي مجتمع يتغريون باستمرار‪ ،‬حيث تتغري نسب الفئات‬
‫العمرية والجنسية بفعل العوامل الدميوغرافية‪ ،‬كالوفيات واإلنجاب والهجرة‬
‫‪56‬‬
‫وفودا ً أو نزوحاً‪ .‬ومبا أن الهرم يعطي صورة لحظية عن سكان املجتمع فهو‬
‫صحيح يف حينه‪ ،‬إال أنه ميثل تاريخاً من األحداث التي تعيد الباحث إىل تاريخ‬
‫ميالد أكرب األفراد املمثلني عىل الهرم‪.‬‬

‫أ‪ -‬تصنيف إهرام العمر‬


‫هناك ثالثة مناذج من األهرام السكانية تكشف عن الجوانب الدميوغرافية يف‬
‫املجتمع كام يبينها الرسم ‪:2‬‬

‫الرسم‪ : 2‬النامذج الرئيسية ألهرام األعامر‬

‫‪57‬‬
‫أ‪ 1-‬الهرم ذو القاعدة العريضة والجوانب املنحدرة برفق نحو القمة (الشكل األول)‪.‬‬
‫متثل هذه األهرام املجتمعات التي ينمو فيها السكان مبعدل كبري‪ ،‬نتيجة‬
‫انخفاض وفيات األطفال وعدم انخفاض معدل املواليد لديها‪ .‬ويف الوقت‬
‫عينه مل تتمكن هذه الدول من كبح معدالت الوفيات يف األعامر املتوسطة‬
‫واملتقدمة‪ .‬يتزايد السكان بشكل رسيع‪ ،‬وتعرف املجتمعات بأنها مجتمعات‬
‫فت ّية‪ ،‬تزيد فيها معدالت اإلعالة بشكل ملحوظ‪ ،‬وال سيام معدل إعالة الصغار‪.‬‬
‫تنخفض املستويات االجتامعية واالقتصادية يف هذه الدول بشكل ملحوظ‬
‫وهي عادة ما تشهد اضطرابات اجتامعية واقتصادية‪ .‬ويتمثل هذا الهرم يف‬
‫الدول النامية بصفة عامة‪ ،‬أي يف قارات أمريكا الالتينية وأفريقيا وآسيا‪.‬‬
‫أ‪ 2-‬الهرم ذو القاعدة املتوسطة‪.‬‬
‫وهو يف موقع متوسط بني الهرمني املسنن واملقلوب‪ ،‬ويشبه يف شكله الجرس‬
‫(الشكل الثاين)‪ .‬يتمثل هذا النوع يف الدول التي حدث لرتكيبها السكاين تغري‬
‫واضح‪ ،‬كام هو الحال يف الواليات املتحدة وكندا وأسرتاليا‪ .‬يشري هذا النوع‬
‫من األهرام إىل ازدياد نسبة من هم يف األعامر الوسطى‪ ،‬أي من فئة املنتجني‪،‬‬
‫عىل نسبة األعامر الفتية والهرمة‪ .‬يأيت ذلك كنتيجة للسياسات السكانية‬
‫الواعية التي تقوم بها الدولة مربوطة باملامرسات االجتامعية والثقافية‬
‫للسكان‪ ،‬ومنها املخطط له (وسائل تنظيم األرسة) ومنها ما هو متأثر بنمط‬
‫الحياة (عمل املرأة‪ ،‬تأخر سن الزواج)‪ .‬تحولت معظم الدول‪ ،‬نامية كانت أو‬
‫متقدمة‪ ،‬إىل هذا النمط من األهرام‪ .‬ال بل هي أصبحت عىل طريق التحول‬
‫الثاين بأن تتحول فيها األهرام إىل الرتاجع يف عدد السكان‪ .‬نذكر هنا لبنان‬
‫والواليات املتحدة وفرنسا وغريها من األمثلة‪.‬‬
‫أ‪ 3-‬الهرم ذو القاعدة الضيقة والقمة املح ّدبة (الشكل الثالث)‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫وميثل البالد التي تتميز بانخفاض معدالت املواليد وانخفاض معدالت‬
‫الوفيات‪ .‬ويعرف املجتمع الذي ميثله هذا الهرم باملجتمع املسن أو الهرِم أو‬
‫التأخري‪ ،‬حيث ترتفع السن الوسيطة‪ ،‬وتنخفض نسبة اإلعالة الكلية إىل‬
‫حدودها الدنيا يف العامل‪ ،‬وترتفع نسبة املسنني يف املجتمع‪ .‬يرتافق هذا النمط‬
‫من األهرام مع منو سكاين سلبي‪ ،‬بحيث يتناقص عدد السكان سنة عن سنة‪.‬‬
‫ومن األمثلة عىل ذلك نذكر أملانيا واليابان وروسيا‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الرسم‪ : 3‬تصنيف األهرام حسب تطور حجم السكان‬
‫ميكن تصنيف األهرام وفق طريقة أخرى أو تسميات أخرى‪ ،‬وذلك بنا ًء عىل‬
‫تطور حجم السكان‪ ،‬فتقسم عندها إىل أهرام ممتدة أو متوسعة‪ ،‬وأهرام‬
‫مستقرة وأهرام ضيقة أو مرتاجعة‪.‬‬
‫األهرام املمتدة‪ :‬تشري إىل مجتمع فتي‪ ،‬ترتفع فيه الوالدات‪ ،‬ويرتكز معظم‬
‫السكان يف األعامر الفتية‪ .‬يكون شكل الرسم األقرب إىل املثلث أو الهرم‪.‬‬

‫‪ . 25‬مصدر هذه المعلومات من موقع ‪ ،Population Education‬على الرابط التالي‪:‬‬


‫‪https://www.populationeducation.org/content/what-are-different-types-‬‬
‫‪population-pyramids‬‬
‫‪59‬‬
‫وتكون كل فئة عمرية‪ ،‬عادةً‪ ،‬أصغر من الفئة األصغر منها‪ .‬تصف هذه‬
‫األهرام الدول األقل تطورا ً‪.‬‬
‫األهرام املستقرة‪ :‬وهي متثل املجتمعات املستقرة لناحية حجم السكان‪ ،‬أي‬
‫تلك التي ال تحدث فيها تطورات ملحوظة يف بنية السكان خالل فرتات من‬
‫الزمن‪ .‬وتتميز هذه املجتمعات بنسب متامثلة لناحية الفئة العمرية‪.‬‬
‫األهرام املرتاجعة أو الضيقة‪ :‬وهي تصف املجتمعات الهرمة أو التي يرتاجع‬
‫فيها عدد السكان بحيث يرتكز معظم السكان يف األعامر األعىل‪ .‬وهي متيز‬
‫الدول التي حققت مستويات متقدمة من التطور االجتامعي واالقتصادي‪.‬‬
‫مرت كل الدول مبراحل من التغري الدميوغرايف بحيث تحولت بنيتها السكانية‪،‬‬
‫ممثلة بهرم األعامر‪ ،‬من الفتوة إىل النشاط فالكهولة‪ .‬ويتضح ذلك من خالل‬
‫أهرام األعامر بني ‪ 1900‬و ‪ 2050‬يف الواليات املتحدة األمريكية‪:‬‬

‫الرسم‪ : 4‬تطور هرم األعامر يف الواليات املتحدة بني عام ‪ 1900‬وعام ‪205026‬‬

‫‪ . 26‬مصدر الرسم من مقالة منشورة على االنترنت بعنوان تعمر المجتمع األمريكي‪ ،‬على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪60‬‬
‫من املالحظ أن الشكلني األوسط والخارجي يتميزان مبجموعة من النتوءات‪،‬‬
‫وهي متثل ظواهر سكانية تعرف بانفجار الوالدات وجيل صدى االنفجار‪،‬‬
‫وهو ما سنأيت عىل ذكره الحقاً يف سياق هذا الفصل‪.‬‬

‫ب‪ -‬قراءة الهرم وتحليله‬


‫يعرب هرم األعامر عن دينام ّية دامئة التغري لسكان املجتمع‪ .‬وتتأثر هذه‬ ‫ّ‬
‫الدينامية بجملة من املعطيات االجتامعية واالقتصادية‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن الوالدات‬
‫والخصوبة والهجرة ستظهر بشكل واضح يف الهرم‪ ،‬وما عىل الباحث إال أن‬
‫يعرف كيف يقرأها‪ .‬وعليه‪ ،‬فإنه من املهم جدا ً التعرف عىل أهم العوامل‬
‫التي تؤثر يف سكان املجتمع‪ ،‬وبالتايل يف شكل الهرم‪ ،‬قبل القيام بأي قراءة‬
‫تحليلية يف هذا املجال‪..‬‬
‫لتحليل هرم األعامر يجب احرتام رشطني أساسيني‪ :‬وهام معرفة السنة التي‬
‫يعود إليها الهرم‪ ،‬باإلضافة إىل الدولة التي يقوم الباحث بدراسة هرمها‪ ،‬وذلك‬
‫ألن تاريخ الهرم يفيد يف تحليل املعلومات من خالل التعرف عىل السنة التي‬
‫ولد فيها أفراد إحدى الفئات؛ مثالً‪ :‬الفئة العمرية ‪ 34-30‬لهرم العام ‪2014‬‬
‫هي ملواليد‪ 1984 =30 -2014 :‬و ‪ .1980 =34 -2014‬أي مواليد ‪-1980‬‬
‫‪ ،1984‬وبالتايل فإن جميع األحداث التي حصلت يف هذه الفرتة الزمنية ستؤثر‬
‫حكامً يف مواليد الفرتة نفسها‪.‬‬
‫ال ميكن تحليل أي هرم إال مبعرفة البلد الذي يعود إليه‪ .‬وذلك مهم جدا ً‬
‫لربط التغريات أو التحوالت التي من املمكن أن تؤثر ببنية األعامر‬
‫وباملحطات التاريخية التي مرت بها الدولة؛ مثالً‪ :‬تأثرت البنية السكانية يف‬

‫‪https://thesocietypages.org/socimages/2010/03/08/the-graying-of-america/‬‬

‫‪61‬‬
‫لبنان بشكل مبارش بالحرب اللبنانية (‪ .)1990-1975‬باإلضافة إىل األحداث‬
‫التي أث ّرت يف الدولة املعنية‪ ،‬فإن معرفة ثقافة هذه الدولة رضورية لفهم‬
‫بعض التغريات التي ال ميكن تفسريها يف سياقها التاريخي املعطوف عىل‬
‫التحوالت االجتامعية واالقتصادية فحسب‪ .‬ففي بعض الدول قد نجد نقصانا ً‬
‫يف أعداد اإلناث‪ ،‬ولكن هذا النقص ال يعني أن اإلناث غري موجودات‪ ،‬بل أن‬
‫ذويهم امتنعوا عن تسجيلهم رسمياً ألسباب لها عالقة بذهنيتهم الثقافية‪.‬‬
‫وبربط عاميل الزمان واملكان مع بعضهام بعضاً يصبح باإلمكان تحليل الهرم‪.‬‬
‫ميكن مثالً تفسري الفجوة يف هرم األعامر يف لبنان عام ‪ 1970‬يف الفئة العمرية‬
‫‪ 54 -50‬كام ييل‪:‬‬
‫هذه الفئة هي مواليد ‪ .1916 =54 -1970 ،1920 =50 -1970‬هذه الفئة‬
‫هي من مواليد ‪ .1920 -1916‬وقد تأثر مواليد هذه الفرتة بشكل مبارش‬
‫باملجاعة التي رضبت لبنان عامي ‪ ،1916 -1915‬مام أدى إىل ارتفاع الوفيات‪،‬‬
‫أوالً‪ ،‬وخاصة بني الصغار والرضع؛ وإىل انخفاض الوالدات‪ ،‬ثانياً؛ وهي من‬
‫بديهيات الظروف الصعبة التي مرت بها املناطق التي ستصبح دولة لبنان‬
‫الكبري بعد بضع سنوات‪.‬‬
‫مام تقدم‪ ،‬نستنتج أنه ال بد من معرفة تاريخ الدولة التي يعود إليها الهرم‪.‬‬
‫وعىل األخص ما يتعلق باألحداث التي تؤث ّر مبارشة ببنية السكان‪ :‬الحروب‪،‬‬
‫األزمات االقتصادية‪ ،‬السياسات السكانية الهامة‪...‬‬

‫ج‪ -‬أهم العوامل املؤثرة يف شكل الهرم‬


‫مثة عوامل كثرية تؤثر يف شكل الهرم‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪62‬‬
‫ج‪ :1-‬الحروب‪ :‬وهي تؤثر بشكل مبارش وغري مبارش عىل بنية السكان حيث‬
‫تؤدي الحروب إىل وفيات مبارشة بسبب األعامل الحربية‪ ،‬وخاصة بني الذكور‬
‫املشاركني يف الحرب (‪ 55 -18‬أو ‪ 60‬عاماً) وبشكل أقل عىل اإلناث والفئات‬
‫األخرى من الذكور‪ ،‬أي األطفال والشيوخ (ضحايا من املدنيني)‬
‫تؤدي الحرب إىل ظاهرة انخفاض الخصوبة لسببني‪ :‬األول هو انخفاض‬
‫الوالدات‪ ،‬وخاصة املخططة منها‪ ،‬بحيث يسعى األهل إىل تجنب الوالدات‬
‫لعدة أسباب؛ منها‪ ،‬اقتصادية ومنها أمنية‪ .‬أما السبب الثاين‪ ،‬فهو تأجيل‬
‫الزيجات إىل ما بعد انتهاء الحروب‪ ،‬إذا أمكن ذلك‪.‬‬
‫يؤدي التأجيل إىل واحدة من الظواهر األساسية يف الدميغرافيا‪ ،‬وهي ظاهرة‬
‫انفجار الوالدات ‪ ،Baby Boom‬بحيث يعمد السكان إىل تعويض الوالدات‬
‫والزيجات مبارشة بعد انتهاء الحرب‪ ،‬األمر الذي يزيد من عدد املواليد بشكل‬
‫واضح‪ .‬ومن أبرز األمثلة عىل انفجار الوالدات ما حصل يف الدول التي شاركت‬
‫يف الحرب العاملية الثانية‪ ،‬وذلك بعد انتهاء الحرب وخاصة يف خمسينات‬
‫القرن العرشين‪ .‬أو ما حصل يف لبنان بعد انتهاء الحرب األهلية‪ ،‬وخاصة ما‬
‫بني عامي ‪ 1990‬و‪.1996‬‬
‫ترتبط ظاهرة االنفجار السكاين الحقاً بأجيال الصدى ‪ ،Baby Echo‬بحيث‬
‫تتكرر ظاهرة االنفجار السكاين ( وإن بشكل أقل حدة من الظاهرة األصلية)‬
‫مرة كل جيل‪ .‬تحدد هذه املدة من خالل إضافة العمر املتوسط عند الزواج‬
‫األول عىل فئة جيل االنفجار السكاين‪ .‬مثالً يف لبنان‪ ،‬حدثت هذه الظاهرة‬
‫بعد انتهاء الحرب عام ‪ ،1990‬ومن املتوقع أن تحصل ظاهرة جيل الصدى‬

‫‪63‬‬
‫بني عامي‪ 2022 =32+1990 :‬و ‪ .272027 =32+1995‬أما يف الواليات املتحدة‬
‫فإن جيل الصدى‪ ،‬ويطلق عليه أيضاً الجيل "ي" ‪ ، Generation Y‬فهم من‬
‫مواليد ‪ 1977‬إىل ‪ .1994‬وهكذا فإن جيل الصدى يتميز بارتفاع عدده نسبة‬
‫إىل ما قبله وما بعده‪ ،‬ألنهم متح ّدرون من جيل ميتاز أصالً بارتفاع عدد‬
‫أفراده‪ .‬يظهر جيال االنفجار والصدى عىل شكل نتوء يف الهرم‪.‬‬
‫تؤدي الحروب أيضاً إىل الهجرة‪ ،‬وخاصة يف األعامر الشابة ‪ 40-20‬عاماً هربا ً‬
‫من األعامل الحربية‪ .‬تخفّض الهجرة من عدد السكان يف هذه األعامر‪ ،‬مام‬
‫يؤدي إىل أغوار يف الهرم‪.‬‬
‫ج‪:2-‬األوضاع االقتصادية‪ :‬تؤثر األوضاع االقتصادية يف شكل ف ّعال يف بنية‬
‫السكان‪ ،‬وذلك عىل أكرث من صعيد‪.‬‬
‫تؤدي األزمات االقتصادية إىل انخفاض الزيجات والوالدات بشكل واضح‪ :‬مثالً‬
‫ما حدث يف الغرب إثر األزمات االقتصادية عام ‪ 1929‬أو عام ‪ .1973‬أو ما‬
‫يحصل يف لبنان منذ عام ‪ 2000‬إىل اليوم‪ .‬إال أن منحى التأثري‪ :‬أزمة اقتصادية‬
‫= انخفاض الخصوبة‪ ،‬يفرتض وجود مستوى من الوعي عند أبناء املجتمع‪.‬‬
‫أما غياب الوعي فله التأثري العكيس‪ ،‬ففي املجتمعات الفقرية‪ ،‬وتلك التي ال‬
‫تزال تعتمد عىل الزراعة‪ ،‬يرتبط تدهور الوضع االقتصادي بغياب التعليم‪،‬‬
‫وبالتايل غياب الوعي‪ ،‬وخاصة فيام يتعلق بتنظيم األرسة‪ ،‬األمر الذي يؤدي‬
‫إىل ارتفاع عدد السكان‪.‬‬

‫‪ .27‬يمثل العدد ‪ 32‬متوسط سن الزواج في لبنان للجيل الحالي‪ ،‬أي إننا اذا افترضنا أن إناث وذكور اليوم من‬
‫مواليد ‪ 1990‬سيتزوجون سيكون هذا في عام ‪ 2022‬ألن المتوسط الحالي هو ‪ 32‬عاماً‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫عادة ما ترتبط األزمات االقتصادية بارتفاع معدالت البطالة التي تدفع‬
‫بالشباب إىل الهجرة بحثاً عن عمل‪ ،‬وخاصة الذكور يف األعامر ‪ 50 -20‬عاماً‪،‬‬
‫مام يحدث انخفاضاً واضحاً يف نسب الذكور يف هذه األعامر‪ .‬أما يف الدول‬
‫املستقبلة للهجرة‪ ،‬وخاصة دول الخليج‪ ،‬فإن نسب الذكور تتف ّوق عىل نسب‬
‫اإلناث بعدة أضعاف‪ ،‬بحيث يكون معظم الذكور من العامل األجانب‪.‬‬
‫ج‪:3-‬السياسات السكانية‪ :‬تؤدي السياسات السكانية إىل تغري ملحوظ يف بنية‬
‫الهرم؛ مثالً سياسة الولد الوحيد يف الصني التي طبقت ابتدا ًء من عام ‪.1979‬‬
‫وهي السياسة التي من املقدر أنها ساهمت يف منع ‪ 200‬مليون والدة بني‬
‫عام ‪ 1979‬و‪ ،2009‬قبل أن تعود الدولة لتخفف هذه اإلجراءات بشكل واضح‬
‫مع بداية العام ‪ .2016‬وعىل صعيد مناقض‪ ،‬ساهمت سياسية منع وسائل‬
‫تنظيم األرسة التي طبقت يف رومانيا من عام ‪ 1966‬إىل عام ‪ ،1984‬يف زيادة‬
‫واضحة للوالدات وارتفاع ملحوظ يف عدد السكان‪ .‬وعند االطالع عىل هرمي‬
‫األعامر يف الصني ورومانيا يتضح تأثري هذه السياسات يف تغيري مسار املجتمع‪،‬‬
‫دميوغرافياً‪ ،‬منذ لحظة تطبيق هذه السياسات‪ ،‬وصوالً إىل لحظة التخفيف‬
‫من حدتها أو إلغائها نهائياً‪( .‬أنظر الرسمني ‪ 5‬و ‪)6‬‬
‫ج‪ :4-‬ثقافة املجتمع‬
‫ال ميكن تهميش دور الثقافة يف التأثري عىل بنية السكان‪ .‬فال تزال بعض‬
‫الجامعات‪ ،‬يف عدد من الدول‪ ،‬تحجم عن تسجيل بناتها اإلناث يف سجالت‬
‫الدولة‪ ،‬هرباً من واجباتها االجتامعية تجاهها‪ ،‬كالتعليم اإللزامي‪ .‬وهذا ما‬
‫يجعل التوازن مفقودا ً يف الهرم لصالح الذكور‪ ،‬وخاصة يف األعامر الصغرية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الرسم‪ : 5‬هرم األعامر‪ ،‬رومانيا‪2015 ،‬‬

‫الرسم‪ : 6‬هرم األعامر‪ ،‬الصني‪2015 ،‬‬

‫‪66‬‬
‫‪28‬‬
‫أ‪ -‬هرم األعامر يف لبنان والعامل‬
‫من املهم يف هذا املجال إظهار أشكال األهرام لعدد من الدول العربية‬
‫واألوروبية واآلسيوية واألمريكية‪ ،‬يف فرتتني متباعدتني نسبياً‪ ،‬ملعرفة مؤرشات‬
‫تغري األعامر السكانية لدى كل فئة عمرية‪ ،‬والتغري يف كل منها زمنياً‪ ،‬من‬
‫ناحية؛ ولرتسيخ كيفية قراءة ما يبينه الهرم وتحليل معطياته‪ ،‬من ناحية ثانية‪.‬‬

‫‪ . 28‬كل األهرام أدناه مأخوذة كما هي من موقع إدارة اإلحصاء المركزي األميركية‪ ،‬على الموقع التالي‪:‬‬
‫‪http://www.census.gov/population/international/data/idb/region.php‬‬
‫‪67‬‬
‫الرسم‪ : 7‬هرم األعامر‪ ،‬لبنان‪1995 ،‬‬

‫الرسم‪ : 8‬هرم األعامر‪ ،‬لبنان‪2015 ،‬‬

‫‪68‬‬
‫الرسم‪ : 9‬هرم األعامر‪ ،‬سوريا ‪1995‬‬

‫الرسم‪ : 10‬هرم األعامر‪ ،‬سوريا ‪2015‬‬

‫‪69‬‬
‫الرسم‪ : 11‬هرم األعامر‪ ،‬االمارات العربية املتحدة ‪1995‬‬

‫الرسم‪ : 12‬هرم األعامر‪ ،‬االمارات العربية املتحدة ‪2015‬‬

‫‪70‬‬
‫الرسم‪ : 13‬هرم األعامر‪ ،‬فرنسا ‪1995‬‬

‫الرسم‪ : 14‬هرم األعامر‪ ،‬فرنسا ‪2015‬‬

‫‪71‬‬
‫الرسم‪ : 15‬هرم األعامر‪ ،‬الواليات املتحدة ‪1995‬‬

‫الرسم‪ : 16‬هرم األعامر‪ ،‬الواليات املتحدة‪2015‬‬

‫‪72‬‬
‫الرسم‪ : 17‬هرم األعامر‪ ،‬اليابان ‪1995‬‬

‫الرسم‪ : 18‬هرم األعامر‪ ،‬اليابان ‪2015‬‬

‫‪73‬‬
‫الرسم‪ : 19‬هرم األعامر‪ ،‬أملانيا ‪1995‬‬

‫الرسم‪ : 20‬هرم األعامر يف أملانيا ‪2015‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاين‬
‫مخطط ليكسيس‬

‫يهتم الباحث الدميوغرايف بتحليل املعلومات اإلحصائية حول دينام ّية السكان‪.‬‬
‫ومبا أن معظم الجداول والرسوم البيانية متثل املعلومات ضمن متغريين‪ ،‬كان‬
‫ال بد من ابتكار بياين ميثل املتغريات الثالث يف الدميوغرافيا‪ ،‬وهي العمر‬
‫والتاريخ والجيل‪ .‬ولهذا تم ابتكار مخطط بياين يُعرف مبخطط لكسيس‬
‫‪ Diagramme de Lexis‬توضع فيه البيانات وفقاً للجيل والعمر والتاريخ‪.‬‬

‫‪ .1‬مخطط لكسيس‬
‫مخطط لكسيس من أهم األدوات التي يستخدمها الدميوغرايف يف عمله‬
‫البحثي‪ .‬ميثل عليه نوعني من املعطيات‪ :‬النوع األول هو عبارة عن مجموعة‬
‫األحداث الدميوغرافية (الوالدات‪ ،‬الوفيات‪ ،‬حاالت الهجرة‪ ،‬الزيجات‪ .)...‬أما‬
‫النوع الثاين من املعطيات فيتمثل يف أعداد جامعات من البرش لها خصائص‬
‫مشرتكة يف عمر معني‪ .‬تتوزع كل املعطيات يف رسم بياين خاص‪ ،‬ال يُح ّد‬
‫مبحورين فحسب‪ ،‬بل يضاف إليهام محور ثالث‪ .‬هكذا‪ ،‬فإن كل املعطيات يف‬
‫مخطط لكسيس تحد من خالل معرفة السنة والعمر باإلضافة إىل سنة الوالدة‬
‫أو الجيل‪ .‬تجدر اإلشارة إىل أن الجيل ‪ Génération‬يستخدم عند الحديث‬
‫عن الوالدات التي حصلت يف سنة معينة‪ .‬أما عند الحديث عن مجموع‬
‫‪75‬‬
‫األفراد الذين يتشاركون بحدث حصل يف عام معني‪ ،‬نستخدم مصطلح الرهط‬
‫أو ‪ ،Cohorte‬كأن نتحدث عن رهط الخ ّريجني لعام ‪.2016‬‬

‫أ‪ -‬أمنوذج املخطط‬


‫يخصص املحور األفقي يف املخطط للسنوات‪ ،‬بحيث تبدأ كل سنة يف أول يوم‪،‬‬
‫ّ‬
‫أي ‪ ،1/1‬وتنتهي يف آخر يوم‪ ،‬أي‪ .12/31‬هكذا فإن كل مربع ميثل‪ ،‬أوالً‪ ،‬سنة‬
‫كاملة‪ .‬يخصص املحور العمودي لألعامر‪ ،‬بحيث ميثل كل مربع سنة عمرية‬
‫كاملة‪ .‬وبهذا يصبح كل مربع ممثالً لسنة ميالدية واحدة وسنة عمرية‬
‫واحدة‪ .‬يقطع كل مربع‪ ،‬وبشكل مائل ‪ ،Diagonal‬خط ميثل جيالً معينا ً‬
‫لسنة محددة‪.‬‬

‫الرسم‪ : 21‬منوذج عن مخطط لكسيس فارغ‬

‫‪76‬‬
‫يقسم كل مربع إىل قسمني‪ :‬األول (القسم أ)‪ ،‬وهو تحت الخط األفقي ميثل‬
‫عمرا ً محددا ً (العمر صفر) يف سنة محددة (سنة ‪ )2014‬ولجيل محدد (جيل‬
‫‪( )2014‬يكون الجيل التابع للخط املائل تحت الخط وليس فوقه)‪ .‬أما القسم‬
‫األعىل (القسم ب) من املربع فيكون للعمر نفسه (العمر صفر) وللسنة‬
‫نفسها (السنة ‪ )2014‬ولكن من الجيل السابق بسنة عن الجيل املحدد يف‬
‫القسم األسفل (أي الجيل ‪.)2013‬‬

‫ب‪ -‬الصورة القطعية للمخطط‬


‫إذا أخذنا مربعًا واحدًا أو خلية واحدة من المخطط نحصل على ما يلي‪:‬‬

‫الرسم‪ : 22‬صورة قطعية من مخطط لكسيس‬

‫تستخدم الخطوط األفقية لعرض األحداث الحاصلة يف سنة ‪،‬‬


‫ويخصص الخط العمودي لعرض عدد السكان يف لحظة محددة‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن‬
‫الخط العمودي يف الرسم أعاله‪ ،‬يخصص لعدد السكان يف يوم محدد (عدد‬
‫السكان يف ‪ ،2014/1/1‬للعمر صفر هو ‪ 12587‬نسمة)‪ .‬أما عدد الحاالت‬
‫‪77‬‬
‫الحاصلة خالل عام معني وعمر معني توضع عىل الخط األفقي (مثالً ‪1148‬‬
‫حالة وفاة يف العمر صفر خالل العام ‪.)2014‬‬

‫ج‪ -‬طرق وضع البيانات‬


‫لوضع المعلومات على مخطط لكسيس نتبع الطرق التالية‪:‬‬

‫الرسم‪ : 23‬طرق وضع البيانات عىل مخطط لكسيس‬

‫‪78‬‬
‫توضع مجموعة األحداث (زيجات‪ ،‬وفيات‪ ،‬هجرات‪ )...‬يف مساحات (وهنا‬
‫من الـ‪ 1‬إىل ‪ ،)4‬أما األعداد (‪ a‬و ‪ )b‬فهي ممثلة بخطوط‪ :‬عمودي يف حالة‬
‫التاريخ املحدد (‪ ،)a‬وأفقي يف حالة عدد خالل عمر مضبوط (‪.)b‬‬

‫الرسم‪ : 24‬طرق متثيل املعلومات يف جدول لكسيس حسب العمر والجيل‬


‫والتاريخ‬

‫‪79‬‬
‫د‪ -‬التعريفات‪:‬‬
‫من أجل قراءة مفهومة ألي جدول من الجداول املتعلقة باملواليد واألعامر‬
‫والسنوات ال بد من إيراد بعض التعريفات التي تس ّهل هذا الفهم وتساعد‬
‫عىل التحليل‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الجيل ‪ ،Génération‬فوج ملواليد من العام نفسه‪ .‬مثالً جيل ‪ 1978‬هم‬
‫جميع املواليد يف هذا العام‪.‬‬
‫العمر بالسنوات الكاملة ‪ ،Age Révolu‬هو العمر األخري الذي أمتّه الفرد يف‬
‫آخر عيد ميالد له‪ .‬مثالً‪ ،‬إذا ولد أحدهم يف ‪ 1‬آذار ‪ ،2000‬فإن عمره بالسنوات‬
‫الكاملة يف شباط ‪ 2016‬هو ‪ 15‬عاماً كامالً‪ .‬ويصبح عمره ‪ 16‬عاماً كامالً يف ‪1‬‬
‫آذار ‪.2016‬‬
‫العمر املضبوط ‪ ،Age Exacte‬هو العمر الذي يبلغه الفرد يف لحظته أي‬
‫بالسنوات وكسورها (أشهر وأيام‪ )...‬فالفرد الذي ولد يف ‪ 1‬آذار ‪ 2000‬يبلغ‬
‫من العمر ‪ 15‬سنة و‪ 11‬شهرا ً يف األول من شباط ‪.2015‬‬
‫العمر املستوىف ‪ ،Age Atteint‬هو العمر املضبوط الذي يستوفيه جيل‬
‫بكامله خالل فرتة (عىل األغلب خالل عام)‪ ،‬مثالً جيل ‪ 2000‬سيبلغون من‬
‫العمر ‪ 16‬عاماً خالل عام ‪.2016‬‬
‫تحليل طويل ‪ ،Analyse Longitudinal‬تحليل معطيات لجيل تكون بشكل‬
‫خط مائل ‪.Diagonale‬‬
‫تحليل قطعي ‪ ،Transversal‬ويكون ألحداث خالل فرتة زمنية معينة (غالبا ً‬
‫سنة) وتوضع األحداث يف عمود داخل املخطط‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫‪ .2‬جدول الوفاتيّة‬
‫يعرض جدول الوفات ّية‪ ،‬أو جدول البقاء‪ ،‬لوفاتية أو بقاء جيل محدد‪ .‬وميكن‬
‫استخدام جداول مشابهة لجداول الوفاتية يف التعرف عىل عزوبية أو زواجية‬
‫األفراد‪ ،‬فيطلق عليه تسمية جدول الزواجية‪ .‬أو حتى ميكن استخدام جدول‬
‫مشابه يف عرض توظيف خريجي فوج أو رهط من الجامعة‪ ،‬مثالً متابعة‬
‫خريجي عام ‪ 2016‬والسنوات التي يقضونها عاطلني عن العمل‪.‬‬

‫أ‪ -‬جدول وفيات الجيل‬


‫يتبع جدول وفيات الجيل كل أفراد الجيل‪ ،‬منذ العمر صفر إىل آخر عمر بقي‬
‫نخصص جدوالً‬ ‫فيه أحد أفراد هذا الجيل عىل قيد الحياة‪ .‬فمثالً‪ ،‬ميكن أن ّ‬
‫للوفاتية لجيل ‪ ،1910‬حيث يبدأ بأفراد الجيل الكافة منذ وفاة أول فرد‬
‫منهم‪ ،‬وينتهي مع وفاة آخر فرد ولد عام ‪ .1910‬ينطلق الجيل برقم موحد‪،‬‬
‫أو قاعدة موحدة‪ ،‬ألفراد الجيل‪ ،‬مثالً ‪ ،100000‬وينتهي بالرقم صفر‪ .‬فإذا كان‬
‫عدد الوالدات يف جيل ‪ 1910‬هو ‪ 55678‬حالة يحول هذا الرقم إىل أقرب رقم‬
‫قاعدي وهو ‪ ،100000‬أما إذا كانت وفيات هذا الجيل يف العمر هي ‪897‬‬
‫حالة فتستخدم القاعدة الثالثية لنحصل بالتايل عىل‪:‬‬
‫(‪ 1611 =55678\)100000*897‬حالة‪ .‬يوضح ذلك الجدول‪.5‬‬
‫جدول ‪ :5‬وفيات جيل ‪1910‬‬
‫الوفيات‬ ‫األحياء‬ ‫العمر‬

‫‪dx‬‬ ‫‪Sx‬‬ ‫‪Agex‬‬


‫‪1611‬‬ ‫‪100000‬‬ ‫صفر‬
‫‪98389‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪81‬‬
‫بعد إزالة عدد املتوفني يف العمر صفر من عدد األحياء األصليني يف هذا‬
‫العمر‪ ،‬نحصل عىل عدد الباقني عىل قيد الحياة يف العمر التايل (وهنا العمر‬
‫‪ .)1‬وبالتايل تكون هذه الوفيات هي للذين كانوا يف العمر صفر وقبل أن‬
‫يصلوا إىل العمر ‪ ،1‬وهي هنا وفيات الرضع‪ .‬وبالتايل‪ ،‬فإن احتامل الوفاة يف‬
‫العمر صفر‪ ،‬ويرمز إليه بـ ‪ 1q0‬هو احتامل الوفاة يف عمر صفر قبل أن يتم‬
‫الفرد سنة من عمره‪ ،‬يكون‪:‬‬
‫‪1611‬‬ ‫‪d0‬‬ ‫عدد املتوفني يف عمر صفر‬
‫‪ =1q0‬عدد األحياء يف عمر صفر = ‪0.01611 =100000 = 𝑠0‬‬

‫وبالتايل فإن االحتامل املعاكس يكون احتامل البقاء عىل قيد الحياة يف العمر‬
‫صفر خالل عام واحد‪.0.98389 =0.01611-1 =1q0-1 =1p0 :‬‬
‫وبعبارات أخرى‪ ،‬ميكن حساب احتامل البقاء ‪ 1p0‬بطريقة أخرى بكونه عدد‬
‫الباقني عىل قيد الحياة يف العمر ‪( 1‬الحاالت املفضلة أو املطلوبة) عىل العدد‬
‫األصيل (الحاالت املمكنة)‪:‬‬
‫‪98389‬‬ ‫‪𝑆1‬‬ ‫عدد الباقني عىل قيد الحياة يف عمر واحد‬
‫عمر صفر = ‪.0.98389 =100000 =𝑆0‬‬ ‫‪=p‬‬
‫‪ 1 0‬عدد الباقني عىل قيد الحياة يف‬

‫هكذا‪ ،‬ميكن إضافة عمودين إىل جدول الوفاتية‪ :‬احتامل الوفاة واحتامل‬
‫البقاء‪.‬‬

‫ب‪ -‬جدول الوفاتية واحتامل الوفاة واحتامل البقاء‬


‫توزع املعطيات الخاصة بالوفيات واحتامالت البقاء والوفاة عىل جدول‪.‬‬
‫يستخدم الباحث الدميوغرايف عادة جدوالً مخترصا ً للوفيات يبني الفئة‬
‫العمرية صفر‪ ،‬و‪ 4-1‬أو ‪ 9-1‬ثم ينتقل إىل فئات خمسية أو عرشية‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫جدول ‪ :6‬جدول الوفاتية واحتامل الوفاة والبقاء‬
‫احتامل البقاء‬ ‫احتامل الوفاة‬ ‫الوفيات‬ ‫األحياء‬ ‫العمر‬

‫‪p‬‬
‫‪a x‬‬ ‫‪q‬‬
‫‪a x‬‬ ‫‪dx‬‬ ‫‪Sx‬‬ ‫‪Agex‬‬

‫‪98389‬‬ ‫‪𝑆1‬‬ ‫‪1611‬‬ ‫‪d0‬‬


‫‪=100000‬‬ ‫= ‪=𝑆0‬‬ ‫‪= 𝑠0‬‬
‫‪100000‬‬ ‫‪1611‬‬ ‫‪100000‬‬ ‫صفر‬
‫‪0.98389‬‬ ‫‪0.01611‬‬

‫‪98389‬‬ ‫‪1‬‬

‫يتابع جدول الوفاتية يف عرض جميع الوفيات الحاصلة لهذا الجيل‪ ،‬وصوالً‬
‫إىل العمر األخري‪ .‬تتألف الجداول الكالسيكية من أعامر خمسية أو عرشية‪،‬‬
‫إال أنها تخصص صفني لتفصيل الفئة األوىل‪ ،‬أي تلك الواقعة بني الصفر والعمر‬
‫الخميس أو العرشي التايل‪ ،‬والسبب يف ذلك يكمن يف أهمية التعرف عىل‬
‫الوفيات يف عمر صفر‪ ،‬ملا لها من داللة حول الواقع االجتامعي واالقتصادي‬
‫للمجتمع‪.‬‬

‫ج‪ -‬أمنوذج جدول الوفاتية والبقاء‬


‫ميثل الجدول أدناه جدوالً منوذجياً للوفاتية‪،‬‬

‫‪83‬‬
‫جدول ‪ :7‬منوذج لجدول الوفاتية والبقاء‬
‫احتامل البقاء (باأللف)‬ ‫احتامل الوفاة (باأللف)‬ ‫الوفيات‬ ‫األحياء‬ ‫العمر‬
‫‪apx‬‬ ‫‪aqx‬‬ ‫‪dx‬‬ ‫‪Sx‬‬ ‫‪Agex‬‬
‫‪983.89‬‬ ‫‪16.11‬‬ ‫‪1611‬‬ ‫‪100000‬‬ ‫صفر‬
‫‪991.56‬‬ ‫‪8.44‬‬ ‫‪830‬‬ ‫‪98389‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪992.96‬‬ ‫‪7.04‬‬ ‫‪687‬‬ ‫‪97559‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪991.86‬‬ ‫‪8.14‬‬ ‫‪789‬‬ ‫‪96872‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪990.66‬‬ ‫‪9.34‬‬ ‫‪897‬‬ ‫‪96083‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪989.63‬‬ ‫‪10.37‬‬ ‫‪987‬‬ ‫‪95186‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪989.12‬‬ ‫‪10.88‬‬ ‫‪1025‬‬ ‫‪94199‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪986.50‬‬ ‫‪13.50‬‬ ‫‪1258‬‬ ‫‪93174‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪983.68‬‬ ‫‪16.32‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪91916‬‬ ‫‪35‬‬
‫‪971.39‬‬ ‫‪28.61‬‬ ‫‪2587‬‬ ‫‪90416‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪957.90‬‬ ‫‪42.10‬‬ ‫‪3698‬‬ ‫‪87829‬‬ ‫‪45‬‬
‫‪929.91‬‬ ‫‪70.09‬‬ ‫‪5897‬‬ ‫‪84131‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪899.08‬‬ ‫‪100.92‬‬ ‫‪7895‬‬ ‫‪78234‬‬ ‫‪55‬‬
‫‪859.61‬‬ ‫‪140.39‬‬ ‫‪9875‬‬ ‫‪70339‬‬ ‫‪60‬‬
‫‪834.83‬‬ ‫‪165.17‬‬ ‫‪9987‬‬ ‫‪60464‬‬ ‫‪65‬‬
‫‪796.78‬‬ ‫‪203.22‬‬ ‫‪10258‬‬ ‫‪50477‬‬ ‫‪70‬‬
‫‪711.90‬‬ ‫‪288.10‬‬ ‫‪11587‬‬ ‫‪40219‬‬ ‫‪75‬‬
‫‪581.34‬‬ ‫‪418.66‬‬ ‫‪11987‬‬ ‫‪28632‬‬ ‫‪80‬‬
‫‪383.72‬‬ ‫‪616.28‬‬ ‫‪10258‬‬ ‫‪16645‬‬ ‫‪85‬‬
‫‪281.82‬‬ ‫‪718.18‬‬ ‫‪4587‬‬ ‫‪6387‬‬ ‫‪90‬‬
‫‪8.33‬‬ ‫‪991.67‬‬ ‫‪1785‬‬ ‫‪1800‬‬ ‫‪95‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪105‬‬

‫‪84‬‬
‫د‪ -‬مكونات جدول الوفاتية والبقاء‬
‫يتألف الجدول من األعمدة التالية‪:‬‬
‫العمر‪ ،Age‬بدءا ً من العمر صفر إىل آخر عمر حيث ال يبقى أحد عىل قيد‬
‫الحياة‪.‬‬
‫الباقون عىل قيد الحياة‪ ، Sx‬وهم عدد الباقني عىل قيد الحياة يف كل عمر ‪،x‬‬
‫بدءا ً برقم قاعدي (‪ 10‬آالف أو ‪ 100‬ألف) وانتها ًء بصفر‪ .‬مثالً‪ S5 :‬هم الباقون‬
‫عىل قيد الحياة يف عمر ‪97559 =5‬‬
‫الوفيات )‪ ،d(x,x+n‬وهم عدد املتوفني يف كل عمر‪ .‬مثالً‪ d50 :‬هم املتوفون يف‬
‫العمر ‪.5897 =50‬‬
‫احتامل الوفاة‪ ، aqx‬وهو احتامل الوفاة يف عمر محدد ‪ x‬قبل الوصول إىل عدد‬
‫معني من السنوات ‪ .a‬مثالً‪ 4q1 :‬هي احتامل الوفاة ملن هم يف عمر‪ 1‬قبل أن‬
‫يصلوا إىل العمر ‪ 5‬أي قبل أن يعيشوا ‪ 4‬سنوات= ‪ 8.44‬باأللف‪.‬‬
‫احتامل البقاء ‪ ، apx‬وهو احتامل البقاء عىل قيد الحياة من عمر محدد ‪x‬‬
‫واالستمرار عىل قيد الحياة لعدد معني من السنوات ‪ .a‬مثالً‪ 5p20 :‬هو‬
‫احتامل البقاء عىل قيد الحياة للذين هم يف عمر ‪ 20‬ملدة ‪ 5‬سنوات أي وصوالً‬
‫لعمر ‪ 989.63 =25‬باأللف‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ه‪ -‬استخدام الجدول‪:‬‬
‫ميكن استعامل جدول الوفاتية والبقاء للحصول عىل ما ييل‪:‬‬
‫لحساب عدد الباقني عىل قيد الحياة يف عمر محدد ‪ a‬يكفي أن ننقص من‬
‫العدد األصيل ‪ S0‬كل الذين توفوا قبل أن يتموا العمر ‪Sa= S0 – d0-d1- :a‬‬
‫‪d2-d3-d4-d5-…-da-1‬‬
‫مثالً (من خالل الجدول أدناه)‪S20=S0-d0-d1-d5-d10-d15= 100000- :‬‬
‫‪1611-830-687-789-897= 95186‬‬
‫لحساب احتامل البقاء ‪( aPx‬أي احتامل أن يعيش شخص من العمر ‪ x‬مقدار‬
‫‪ a‬من السنوات)‪ ،‬أو لحساب احتامل الوفاة ‪( aQx‬أي أن يتوىف شخص يف‬
‫العمر ‪ x‬قبل أن يعيش ‪ a‬من السنوات) نتبع الخطوات التالية‪:‬‬
‫𝑎‪𝑆𝑥+‬‬
‫=‪P‬‬
‫‪a x‬‬ ‫>= ‪=> aPx=1-aQx => aQx=1-aPx‬‬
‫𝑥𝑆‬

‫𝑎‪𝑆𝑥+‬‬ ‫)𝑎‪𝑆𝑥 −𝑑(𝑥,𝑥+‬‬


‫(‪Q = 1-‬‬
‫‪a x‬‬ ‫(‪) => aQx=1-‬‬ ‫>= )‬
‫𝑥𝑆‬ ‫𝑥𝑆‬

‫𝑥𝑆‬ ‫)𝑎‪𝑑(𝑥,𝑥+‬‬ ‫)𝑎‪𝑑(𝑥,𝑥+‬‬


‫‪Q =1-(𝑆𝑥 −‬‬
‫‪a x‬‬ ‫‪) => aQx=1-1+‬‬ ‫>=‬
‫𝑥𝑆‬ ‫𝑥𝑆‬

‫)𝒂‪𝒅(𝒙,𝒙+‬‬
‫=‪aQx‬‬
‫𝒙𝑺‬

‫‪86‬‬
‫مثالً‬
‫𝑆‬ ‫)‪𝑆20−𝑑(20,50‬‬
‫(‪Q = 1-(𝑆50) => 30Q20=1-‬‬
‫‪30 20‬‬ ‫>= )‬
‫‪20‬‬ ‫‪𝑆20‬‬

‫‪𝑆20‬‬ ‫)‪𝑑(20,50‬‬ ‫)‪𝑑(20,50‬‬


‫‪Q =1-(𝑆20 −‬‬
‫‪30 20‬‬ ‫)‬ ‫>=‬ ‫‪Q =1-1+‬‬
‫‪30 20‬‬ ‫>=‬
‫‪𝑆20‬‬ ‫‪𝑆20‬‬
‫)𝟎𝟓‪𝒅(𝟐𝟎,‬‬
‫= ‪Q‬‬
‫‪30 20‬‬
‫𝟎𝟐𝑺‬

‫𝟓𝟓𝟎𝟏𝟏‬
‫=‪ 116.1430Q20=𝟗𝟓𝟏𝟖𝟔=0.11614‬باأللف‬
‫𝑺‬ ‫𝟏𝟑𝟏𝟒𝟖‬
‫=‪ 883.8530P20=𝑺𝟓𝟎=𝟗𝟓𝟏𝟖𝟔= 0.88385‬باأللف‪.‬‬
‫𝟎𝟐‬

‫‪87‬‬
‫القسم الثالث‬
‫مركبات النمو‬
4
‫الفصل األول‬
‫الخصوبة‬

‫يطلق مصطلح "خصوبة السكان" للداللة عىل ظاهرة اإلنجاب يف أي مجتمع‬


‫يعرب عنها بعدد املواليد األحياء‪ .‬وتختلف‬ ‫سكاين‪ .‬والخصوبة هي التي ر‬
‫الخصوبة من مجتمع إىل آخر‪ ،‬حيث إن العوامل التي تتحكم بالوالدة هي‬
‫اختيارية شخصية‪ ،‬تتصل بالثقافة ومستوى املعيشة واملستوى الصحي‪ ،‬ورمبا‬
‫برغبة الدولة‪ .‬فاإلنسان يستطيع أن يكرث أو يقلل من نسله‪ ،‬أي أنه ميلك‬
‫إمكانية التحكم به‪ ،‬عىل عكس الوفاتية‪ .‬فالوفاة حادثة حتمية خارجة عن‬
‫إرادة اإلنسان‪ ،‬وإن كان يحاول أن يقلل من حدوثها‪ ،‬أو عىل العكس من‬
‫ذلك‪ ،‬يتسبب بحدوثها عىل نفسه أو عىل اآلخرين‪ .‬وعىل مقلب آخر‪ ،‬فإن‬
‫الوفاة تحدث يف أي عمر‪ ،‬وهي تختلف عن الخصوبة يف أن النساء يلدن يف‬
‫فرتة زمنية معينة‪ ،‬باإلضافة إىل اختالف احتامالت الخصوبة واإلنجاب مع‬
‫اختالف العمر‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن الخصوبة هي حدث قابل للقياس‪ ،‬وبالتايل‬
‫للتحليل‪ .‬وتؤثر فيها مجموعة من العوامل صعودا ً أو هبوطاً‪.‬‬

‫‪ .1‬العوامل املؤثرة يف الخصوبة‬


‫تتأثر الخصوبة بعوامل متعددة‪ .‬يرتبط بعضها بالظروف االقتصادية للبلد‪،‬‬
‫ويرتبط البعض اآلخر بالعوامل االجتامعية‪ ،‬وعادات الزواج‪ ،‬وقوانني الطالق‪،‬‬
‫وحتى السلوك والوعي الجنيس واإلنجايب للرشيكني‪ .‬فكلام كان الزواج مبكرا ً‬

‫‪91‬‬
‫كلام ازدادت فرصة إنجاب عدد أكرب من األوالد‪ .‬أضف إىل ذلك‪ ،‬العادات‬
‫املتعلقة مبا بعد انتهاء الزواج األول‪ ،‬إن بالطالق أو بالرتمل‪ .‬فبعض‬
‫املجتمعات ال تشجع عىل الزواج ثاني ًة‪ ،‬وخاصة عند اإلناث‪ ،‬أما املجتمعات‬
‫األخرى فتشجع عكس ذلك‪ ،‬مام يتيح املجال أمام املرأة الستكامل مقدرتها‬
‫عىل اإلنجاب‪ .‬وعىل صعيد آخر‪ ،‬يلعب العمر عند الزواج األول دورا ً رئيسيا ً‬
‫يف التأثري بالخصوبة‪ ،‬وبدوره فإن هذا العمر يتأثر بعدة عوامل أخرى منها‬
‫الثقايف واالجتامعي واالقتصادي‪.‬‬
‫أما أبرز العوامل املؤثرة يف الخصوبة فهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الحالة الصحية‬


‫هناك ارتباط بني الصحة والقدرة عىل اإلنجاب‪ .‬فانتشار األمراض املعدية‪،‬‬
‫نتيجة لسوء األحوال الصحية‪ ،‬قد يؤدي إىل عقم جزيئ أو كيل‪ .‬باإلضافة إىل‬
‫ذلك‪ ،‬تشكل صحة األم‪ ،‬قبل الحمل وخالله وبعده‪ ،‬هامً أساسياً ملعظم الدول‬
‫املتقدمة واملنظامت غري الحكومية التي تعنى بصحة األم‪ .‬وأي إهامل لهذه‬
‫الصحة اإلنجابية قد يع ّرض األم للعقم املبكر‪ .‬وقد أظهرت الدراسات الحديثة‬
‫االرتباط القوي بني البدانة‪ ،‬وغريها من األمراض املرتبطة بنمط الحياة‬
‫الحديث‪ ،‬وانخفاض الخصوبة عند الرجال والنساء عىل حد سواء‪.29‬‬

‫‪ . 29‬للمزيد من المعلومات حول مسببات العقم عند النساء والرجال‪ ،‬يمكن اإلطالع على بعض األوراق‬
‫المنشورة حول هذا الموضوع‪ ،‬في‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪HFEA, Infertility, Human Fertilization and Embryology Authority, last‬‬
‫‪accessed‬‬ ‫‪18-9-2016,‬‬ ‫‪retrieved‬‬ ‫‪from:‬‬
‫‪http://www.hfea.gov.uk/infertility.html‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Ananya Mandal, Obesity and Infertility, News Medical, Last accessed 18-‬‬
‫‪9-2016, retrieved from: http://www.news-medical.net/health/Obesity-‬‬
‫‪and-Infertility.aspx‬‬
‫‪92‬‬
‫ب‪ -‬تركيب السكان‬
‫تركيب السكان من املؤثرات غري املبارشة‪ ،‬ولكن الشديدة األهمية‪ ،‬عىل نسب‬
‫الخصوبة‪ .‬فارتفاع نسبة اإلناث يف سن الخصوبة‪ ،‬أي ‪ 49-15‬عاماً‪ ،‬يؤثر إيجابياً‬
‫يف املواليد‪ .‬والهجرة تلعب دورا ً هاماً يف رسعة التغيريات الدميوغرافية‪ ،‬إذ إن‬
‫هجرة العامل من الريف إىل املدن‪ ،‬وترك النساء واألطفال والشيوخ يف القرى‪،‬‬
‫تؤثر سلباً يف نسبة اإلنجاب‪ .‬كذلك هجرة الذكور إىل أماكن عملهم البعيدة‬
‫عن موطنهم األصيل‪ ،‬وتركهم لزوجاتهم يؤثر سلبا ً يف اإلنجاب‪ .‬أضف إىل ذلك‬
‫أن ظاهرة تع ّمر السكان‪ ،‬كام يحدث يف اليابان أو أملانيا‪ ،‬ستؤدي إىل انخفاض‬
‫الخصوبة‪ ،‬إىل ما دون مقدرة املجتمع عىل االستمرار‪ .‬فحني تكون معظم‬
‫اإلناث قد تجاوزن عمر اإلنجاب يصبح من الصعب أن يزداد السكان يف‬
‫املجتمع‪.‬‬

‫ج‪ -‬التعاليم الدينية‬


‫تؤيد الديانات الساموية النمو الطبيعي داخل إطار الزواج‪ ،‬ال بل تعترب أن‬
‫الزواج يهدف إىل زيادة أبناء الرعية أو األمة‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن هذه األديان تعارض‬
‫بشدة وسائل تنظيم األرسة‪ ،‬وإن كانت تتغاىض عن وسائل تنظيم األرسة‬
‫الوقائية‪ .‬إال أنها تح ّرم كل وسيلة أو عملية من شأنها إنهاء عملية الحمل‪ .‬أما‬
‫يف املجتمعات ذات األديان املختلفة عن األديان الساموية‪ ،‬فإن النظرة تجاه‬
‫تنظيم األرسة واإلجهاض تختلف تبعاً للمجتمعات‪ .‬ففي املعتقد الهندويس ال‬
‫تحريم‪ ،‬بل عاقبة أخالقية قد تصيب من يقوم بعملية اإلجهاض‪ .‬أما يف اليابان‬

‫‪93‬‬
‫فإن الدين‪ ،‬وبتدخل من الدولة‪ ،‬ال ميانع يف اإلجهاض إن كان األمر يخدم‬
‫مصلحة األم أو الوالدين معاً‪.30‬‬

‫د‪ -‬تأثري القيم واملعايري االجتامعية‬


‫للقيم واملعايري االجتامعية‪ ،‬ولنظام الزواج والطالق‪ ،‬تأثري عىل الخصوبة‪.‬‬
‫فبعض املجتمعات تشجع كرثة الوالدات ملا فيها من قوة اجتامعية‪ ،‬يف‬
‫نظرهم‪ .‬أما يف دول أخرى‪ ،‬فإن كرثة الوالدات تدل عىل تخلف فكري وقيمي‪،‬‬
‫فيبتعد عنها أولئك الذين يعتربون أنفسهم من عل ّية القوم‪.‬‬

‫ه‪ -‬الحياة الحرضية والريفية‬


‫تختلف نسبة املواليد بني الريف والحرض‪ .‬ففي الريف ينظر اىل الطفل‬
‫كمساعد ألرسته يف الزراعة‪ .‬هذا ما يؤدي إىل دخول الطفل دائرة اإلنتاج يف‬
‫عمر مبكر أي أنه عادة ال يحصل عىل تعليم‪ ،‬مام يساهم يف بقاء القيم‬
‫التقليدية يف ذهنه‪ ،‬وخاصة تلك املرتبطة باإلنتاج والتعلق بالطبيعة والقدر‪،‬‬
‫مام يساهم يف إعادة الحلقة املفرغة نفسها عند األجيال الالحقة‪.‬‬

‫و‪ -‬التعليم‬
‫يؤثر انتشار التعليم تأثريا ً كبريا ً عىل الخصوبة‪ .‬فالتعليم بصورة عامة‪ ،‬يعني‬
‫وعياً باملسؤوليات‪ ،‬ووعياً اجتامعياً للتوفيق بني الحاجات واإلمكانات املتوفرة‪،‬‬
‫يتبعه وعي صحي مام يخفض مستوى الوفيات‪ .‬وتعليم املرأة ودخولها ميدان‬
‫العمل جعلها مدركة ملسؤوليات الحياة‪ ،‬فاتجهت نحو األخذ بنظام األرسة‬

‫‪ . 30‬لالطالع على المواقف المختلفة للتشريعات الدينية من مسألة االجهاض‪ ،‬يمكن اللجوء إلى ورقة منشورة‬
‫من قبل مركز ‪ ،PEW‬في‪:‬‬
‫‪-PEW, Religious Groups’ Official Positions on Abortion, Pew Research Center, 16-‬‬
‫‪1-2013, Retrieved from: http://www.pewforum.org/2013/01/16/religious-‬‬
‫‪groups-official-positions-on-abortion/‬‬
‫‪94‬‬
‫الصغرية‪ .‬كام أن عملها خارج البيت جعل من كرثة األطفال عبئا ً كبريا ً يزيد‬
‫من إرهاقها‪ ،‬ويجعلها غري قادرة عىل التوفيق بني املسؤولية خارج البيت‬
‫وداخله‪ .‬أضف إىل ذلك أن تعليم املرأة يعني تأخرها يف الزواج لفرتة مرتبطة‬
‫ببقائها يف التعليم‪ ،‬أي أن املواليد التي من املمكن أن تنجبهم سيتقلصون مع‬
‫تقلص سنوات الزواج‪ .‬والتعليم مهم أيضا ً للرجل‪ ،‬ويزيد الوعي يف قضايا‬
‫السكان ورضورة تنظيم عددهم مبا يتناسب مع مصلحة املجتمع‪.‬‬

‫ز‪ -‬مهنة الفرد وانتامؤه الطبقي‬


‫وهام من العوامل املؤثرة يف الخصوبة‪ .‬فالعامل مل يعد آلة‪ ،‬بل هو إنسان‬
‫يفكر يف حياته وسعادته وسعادة أرسته‪ .‬فالنمو االقتصادي‪ ،‬وتحسني مستوى‬
‫املعيشة يؤديان تلقائياً إىل الحد من اإلنجاب‪.‬‬

‫ح‪ -‬الدولة والسياسات السكانية‬


‫تعترب السياسات السكانية التي ترسمها الدولة عام ًال مؤثرا ً جدا ً يف الخصوبة‪.‬‬
‫فقد ترغب الدولة يف تقوية مركزها الحريب أو السيايس‪ ،‬كام حدث بالنسبة‬
‫ألملانيا وايطاليا واليابان قبل الحرب العاملية الثانية‪ ،‬فتضع ترشيعات وقوانني‬
‫تشجيعية لإلنجاب‪ .‬وقد ترغب الدولة يف الحد من النمو السكاين‪ ،‬إذا كانت‬
‫القدرة االنتاجية للبلد غري كافية ألعداد السكان‪ .‬فتصدر الترشيعات والقوانني‬
‫التي تبيح اإلجهاض‪ ،‬وتضبط النسل وتش ّجع عليه‪ ،‬كام حدث يف الصني‪ .‬أو‬
‫عىل العكس من ذلك‪ ،‬بحيث تصدر قوانني متنع تحديد النسل واستخدام‬
‫‪31‬‬
‫وسائله‪ ،‬خوفاً من انخفاض عدد السكان يف املستقبل‪ ،‬كام حصل يف رومانيا‬
‫عام ‪.1967‬‬

‫‪ . 31‬يمكن االطالع على ملخص حول السياسة السكانية في رومانيا منذ عام ‪ 1967‬ولغاية سقوط النظام‬
‫الشيوعي فيها‪ ،‬في‪:‬‬
‫‪95‬‬
‫هكذا‪ ،‬نرى أن للخصوبة أثرا ً عميقا ً يف تركيب السكان العمري‪ ،‬ألن ارتفاع‬
‫مستواها يؤدي إىل زيادة الرتاكم العددي يف قاعدة الهرم السكاين واتساعها‪،‬‬
‫مام يؤدي إىل انخفاض مستوى نسبة الكبار يف السن إىل مجموع السكان‪.‬‬
‫وهذا ما يؤدي بدوره‪ ،‬إىل نتائج اقتصادية واجتامعية متعددة‪ ،‬سنأيت عىل‬
‫ذكرها الحقاً‪.‬‬

‫‪ .2‬مقاييس الخصوبة‬
‫ميكن قياس معدالت الخصوبة من خالل القيام بتطبيق املعادالت التالية‪:‬‬

‫معدل الوالدية الخام ‪Taux Brut de Natalité‬‬


‫أ‪-‬‬
‫هو أبسط املعدالت املتعلقة بالوالدية‪ ،‬ونحصل عليه من خالل قسمة عدد‬
‫الوالدات الحية الحاصلة خالل السنة عىل متوسط عدد السكان يف السنة‬
‫نفسها‪.‬‬
‫عدد الوالدات الحية يف فرتة‬
‫معدل الوالدية الخام= متوسط عدد السكان يف الفرتة نفسها ‪.1000 x‬‬

‫يستخدم هذا املعدل بكرثة‪ ،‬وإن كان غري دقيق‪ ،‬فهو ال يأخذ بعني االعتبار‬
‫عدد اإلناث يف سن الخصوبة‪ .‬لذلك‪ ،‬فهو ال يعكس بشكل مبارش تأثري بنية‬
‫السكان العمرية يف الجواب‪.32‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪Florin S. Soare, Ceausescu’s Population Policy, European Journal of‬‬


‫‪Government and Economics, V2N1, June 2013.‬‬
‫‪ .32‬للمزيد من المعلومات‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫برسا‪ ،‬ترجمة حال نوفل‪ ،‬معجم المصطلحات الديموغرافية‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‬ ‫‪-‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ 1989 ،‬ص‪.301 :‬‬
‫‪96‬‬
‫نسبة األطفال للنساء ‪Rapport enfants-femmes‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫وهو من املقاييس األقل دقة‪ ،‬ولكنه يستخدم عند غياب األرقام الدقيقة لعدد‬
‫املواليد‪ ،‬وبالتايل‪ ،‬فإنه يعطي فكرة تقريبية عن الوالدية يف مجتمع مقارنة‬
‫مبجتمع آخر‪ .‬ويتم حسابه من خالل قسمة عدد األطفال يف عمر أقل من ‪5‬‬
‫سنوات عىل عدد اإلناث يف عمر اإلنجاب‪.‬‬
‫عدد األطفال 𝟎‪ 𝟒−‬يف فرتة‬
‫نسبة األطفال للنساء خالل سنة = عدد اإلناث 𝟓𝟏‪ 𝟒𝟗−‬يف الفرتة نفسها ‪1000 x‬‬

‫ميكن أن تعد النساء يف عمر ‪ 49-20‬أو ‪ ،44-22‬ومبا أن السكان يعدون بشكل‬


‫سيئ يف العمر ‪ 4-0‬ميكن عندها أن نأخذ السكان يف عمر ‪ 9-5‬والنساء يف‬
‫عمر ‪.54-20‬‬

‫معدالت الخصوبة حسب العمر‪Taux de Fécondité par Age‬‬ ‫ج‪-‬‬


‫هو عدد الوالدات لنساء يف عمر معني عىل متوسط عدد النساء يف العمر‬
‫نفسه وخالل الفرتة نفسها‪.‬‬
‫عدد الوالدات لنساء يف عمر معني يف فرتة‬
‫معدل الخصوبة حسب العمر = متوسط عدد النساء يف هذا العمر يف الفرتة نفسها ‪1000 x‬‬

‫تعترب هذه املعدالت األدق واألصح يف مقارنة الخصوبة بني مجتمع وآخر‪.‬‬
‫فاملجتمعات التي ينخفض فيها العمر عند الزواج األول لدى اإلناث ترتفع‬
‫فيها الخصوبة يف األعامر الصغرية‪ ،‬والعكس صحيح‪ .‬وميكن عندها للباحث‬

‫‪-‬‬ ‫‪Michel Dupaquier, Démographie, opt. cit, p: 51.‬‬


‫‪97‬‬
‫أن يقارن بني الخصوبة الكلية يف مجتمع وآخر من خالل مقارنة الخصوبة‬
‫حسب األعامر يف هذين املجتمعني‪.33‬‬

‫‪Taux Global de Fécondité‬‬ ‫د‪ -‬املعدل اإلجاميل للخصوبة العامة‬


‫‪Générale‬‬
‫هو معدل للخصوبة يحسب يف خالل كل فرتة اإلنجاب لدى املرأة‪ .‬وهذه‬
‫الفرتة هي عادة بني عمر ‪ 15‬و‪ 49‬سنة‪ .‬ويحسب من خالل قسمة عدد‬
‫الوالدات الح ّية لإلناث يف عمر اإلنجاب‪ ،‬أي ‪ ،49-15‬عىل عدد اإلناث يف العمر‬
‫نفسه‪.‬‬
‫عدد الوالدات للنساء يف عمر 𝟗𝟒‪𝟏𝟓−‬‬
‫معدل الخصوبة العامة االجاميل = متوسط عدد النساء يف هذا العمر للفرتة نفسها ‪1000 x‬‬

‫ويتأثر هذا املعدل بعدد اإلناث اللوايت هن يف سن اإلنجاب‪ ،‬إال أن تأثري العمر‬
‫ي ّتضح أكرث من خالل حساب معدالت الخصوبة حسب العمر‪ .‬نشري هنا إىل‬
‫يفصل أكرث من ذلك‪ ،‬بحيث يتم حساب معدل‬ ‫أن هذا املعدل ميكن أن ّ‬
‫الخصوبة الرشعية‪ :‬وهو عدد الوالدات عند اإلناث املتزوجات مقسوماً عىل‬
‫متوسط عدد اإلناث املتزوجات‪ .‬إال أنه‪ ،‬وبسبب خصوصية هذا املوضوع يف‬
‫مجتمعاتنا‪ ،‬وندرة حصول مثل هذه والدات‪ ،‬فإن الباحث يكتفي بدراسة‬
‫الخصوبة العامة‪ ،‬عىل اعتبار أن كل الوالدات املسجلة‪ ،‬إال بضع حاالت ميكن‬
‫تجاهلها‪ ،‬هي حكامً والدات رشعية‪.34‬‬

‫‪ .33‬للمزيد من المعلومات‪ ،‬أنظر‪:‬‬


‫ً‬
‫برسا‪ ،‬ترجمة حال نوفل‪ ،‬معجم المصطلحات الديموغرافية‪ ،‬مذكور سابقا‪ ،‬ص‪.281 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .34‬للمزيد من المعلومات‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.269 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Michel Dupaquier, Démographie, PUF, Paris, 2001, p: 53.‬‬
‫‪98‬‬
‫التحليل الطويل للخصوبة ‪Analyse Longitudinal de la‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪Fécondité‬‬
‫يعتمد التحليل الطويل للخصوبة عىل سؤال اإلناث عن تاريخهن اإلنجايب‪.‬‬
‫وهكذا ميكن للباحث أن يصف الخصوبة لجيل محدد‪ .‬أي خصوبة اإلناث‬
‫من مواليد سنة محددة‪ .‬وعندها ميكن للباحث حساب الخلف املستوىف‬
‫والخلف النهايئ‪ .‬ومن بعدها ميكن أن يحسب معدل التكاثر الخام ومعدل‬
‫التكاثر الصايف‪.‬‬

‫الخلف النهايئ والخلف املستوىف ‪Ddescendance Finale et 35‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫‪Descendance Atteinte‬‬
‫إذا سألنا مجموع اإلناث املولودات يف سنة محددة عن تاريخهن اإلنجايب‪،‬‬
‫ميكن أن نحصل عىل مؤرش عن خصوبة هذا الجيل‪ .‬وتكون هذه الخصوبة‬
‫مكتملة أو نهائية إذا كانت كل إناث هذا الجيل قد أمتمن الخمسني من‬
‫العمر‪ ،‬مثالً اإلناث من مواليد ‪ .1965‬أما إذا كانت اإلناث من مواليد سنة‬
‫معينة ال زلن يف عمر اإلنجاب نتحدث عندها عن الخلف املستوىف لغاية عمر‬
‫محدد‪ ،‬مثالً اإلناث من مواليد ‪.1980‬‬
‫لحساب الخلف‪ ،‬تجمع معدالت الخصوبة العمرية‪ ،‬لكل عمر‪ ،‬من ‪ 15‬سنة‬
‫وصوالً للعمر املطلوب‪ .‬هكذا يكون الخلف النهايئ مجموع معدالت‬
‫الخصوبة العمرية يف كل عمر من ‪ 15‬إىل‪ ،49‬مرضوباً بعدد سنوات كل فئة‪.‬‬

‫‪ 35‬للمزيد من المعلومات حول الخلف النهائي والمستوفى‪ ،‬أنظر‪:‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪Léon Gani, Laurence Simmat-Durand, Démographie Expliquée, Nathan,‬‬
‫‪Paris, 2001, p p : 71-72.‬‬
‫‪99‬‬
‫أما الخلف املستوىف‪ ،‬فيكون بجمع معدالت الخصوبة العمرية من الـ‪15‬‬
‫وصوالً إىل العمر املطلوب‪ ،‬مرضوباً بعدد السنوات يف الفئة‪:‬‬
‫الخلف النهايئ= مجموع املعدالت ‪ x‬مدى الفئة العمرية= ‪=5x0.6081‬‬
‫‪ 3.045‬ولد للمرأة‪.‬‬
‫الخلف املستوىف يف عمر ‪ =35‬مجموع املعدالت من ‪ 15‬إىل ‪ x 34‬مدى الفئة‬
‫العمرية= ‪( .2.5605 =5x0.5121‬أنظر الجدول ‪)8‬‬
‫جدول ‪ :8‬حساب الخلف النهايئ واملستوىف يف عمر ‪ 35‬يف مرص لجيل محدد‬
‫متوسط عدد اإلناث يف هذه الفئة املواليد لهذه الفئة املعدالت لكل‬ ‫عمر‬
‫فئة‬
‫‪0.0246‬‬ ‫العمرية‬
‫‪102422‬‬ ‫العمرية‬
‫‪4160211‬‬ ‫اإلناث‬
‫‪19‬‬‫‪-15‬‬
‫‪0.1483‬‬ ‫‪569941‬‬ ‫‪3842830‬‬ ‫عند‬
‫‪24-20‬‬
‫‪0.1966‬‬ ‫‪636264‬‬ ‫‪3235828‬‬ ‫اإلنجاب‬
‫‪29-25‬‬
‫‪0.1426‬‬ ‫‪330064‬‬ ‫‪2315135‬‬ ‫‪34-30‬‬
‫‪0.0683‬‬ ‫‪160154‬‬ ‫‪2345491‬‬ ‫‪39-35‬‬
‫‪0.0226‬‬ ‫‪45727‬‬ ‫‪2023008‬‬ ‫‪44-40‬‬
‫‪0.0051‬‬ ‫‪9174‬‬ ‫‪1796626‬‬ ‫‪49-45‬‬
‫‪0.6081‬‬ ‫‪1853746‬‬ ‫‪19719129‬‬ ‫املجموع‬

‫معدل التكاثر الخام ‪Taux Brut de Reproduction‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫حسابه شبيه مبعدل الخصوبة الكيل‪ ،‬إال أنه بدل أن يتناول عدد املواليد‬
‫األحياء الكيل فهو يقترص فقط عىل املواليد األحياء من اإلناث‪ .‬هو متوسط‬
‫عدد املواليد اإلناث األحياء الذي ميكن لكل امرأة أن تنجبه خالل حياتها‪ ،‬إذا‬
‫كانت ستسري خالل كل سنوات حياتها اإلنجابية طبقاً ملعدالت الخصوبة‬
‫‪100‬‬
‫العمرية يف سنة معينة‪ .‬وميكن بالتايل حسابه من خالل رضب معدل الخصوبة‬
‫الكيل بنسبة املواليد إناث إىل مجمل املواليد‪ .‬ونحن إذ ندرك أن نسبة‬
‫الذكورة عند الوالدة هي بحدود ‪ %105‬أي ‪ 100‬أنثى لكل ‪ 105‬مولود ذكر‪،‬‬
‫‪100‬‬
‫تصبح هذه النسبة= ‪ .0.4878 =100+105‬وإذا أخذنا املثال السابق يف‬
‫الحسبان‪ ،‬يصبح معدل التكاثر اإلجاميل يف مرص= ‪1.48 =0.4878x3.045‬‬
‫مولودة أنثى لكل امرأة‪.‬‬

‫معدل صاف للتكاثر ‪Taux Net de Reproduction‬‬ ‫ج‪-‬‬


‫ال يأخذ معدل التكاثر الخام يف عني الحسبان احتامل وفاة اإلناث‪ ،‬لذلك ميكن‬
‫حساب معدل التكاثر الصايف ‪ .Taux Net de Reproduction‬وذلك من‬
‫خالل إدخال احتامل بقاء اإلناث أحياء يف كل فئة عمرية‪ ،‬ورضب هذا‬
‫االحتامل مبعدل الخصوبة العمرية يف هذه الفئة‪ .‬وإذا أخذنا املثل السابق‬
‫يحسب معدل التكاثر الصايف كام ييل‪:‬‬

‫جدول ‪ :9‬حساب معدل التكاثر الصايف يف مرص لجيل محدد‬


‫متوسط عدد اإلناث يف املواليد لهذه املعدالت الخام احتامل البقاء يف املعدالت الصافية‬ ‫عمر‬
‫كل فئة عمرية لكل فئة‬ ‫الفئة العمرية لكل فئة‬ ‫هذه الفئة العمرية‬ ‫اإلناث‬

‫‪0.0246‬‬ ‫‪0.998‬‬ ‫‪0.0246‬‬ ‫‪102422‬‬ ‫‪4160211‬‬ ‫‪15-19‬‬


‫‪0.1480‬‬ ‫‪0.998‬‬ ‫‪0.1483‬‬ ‫‪569941‬‬ ‫‪3842830‬‬ ‫‪20-24‬‬
‫‪0.1960‬‬ ‫‪0.997‬‬ ‫‪0.1966‬‬ ‫‪636264‬‬ ‫‪3235828‬‬ ‫‪25-29‬‬
‫‪0.1420‬‬ ‫‪0.996‬‬ ‫‪0.1426‬‬ ‫‪330064‬‬ ‫‪2315135‬‬ ‫‪30-34‬‬
‫‪0.0679‬‬ ‫‪0.994‬‬ ‫‪0.0683‬‬ ‫‪160154‬‬ ‫‪2345491‬‬ ‫‪35-39‬‬
‫‪0.0224‬‬ ‫‪0.992‬‬ ‫‪0.0226‬‬ ‫‪45727‬‬ ‫‪2023008‬‬ ‫‪40-44‬‬

‫‪101‬‬
‫‪0.0050‬‬ ‫‪0.984‬‬ ‫‪0.0051‬‬ ‫‪9174‬‬ ‫‪1796626‬‬ ‫‪45-49‬‬
‫‪0.6059‬‬ ‫‪0.6081‬‬ ‫‪1853746‬‬ ‫‪19719129‬‬ ‫املجموع‬

‫معدل التكاثر الصايف= [(مجموع املعدالت الصافية للخصوبة) ‪=0.4878 x ]5x‬‬

‫[(‪.36 1.4778 =0.4878 x )3.0295( =0.4878 x ] )5x0.6059‬‬

‫‪ .4‬التحليل القطعي للخصوبة‬


‫تقوم الدراسة الطولية للسكان عىل تحليل الظواهر الخاصة بهم لكل جيل‬
‫عىل حدة‪ .‬أما الدراسة القطعية فهي تعطي معلومات لحظية يف فرتة زمنية‬
‫محددة‪ ،‬عادة سنة واحدة‪ ،‬وذلك لكل األجيال التي ما زالت عىل قيد الحياة‬
‫يف هذه السنة‪ .‬وهكذا‪ ،‬إذا كان "الخلف النهايئ" ألحد األجيال هو دراسة‬
‫الخصوبة طولياً‪ ،‬لجيل محدد من اإلناث‪ ،‬خالل ‪ 35‬عاماً‪ ،‬فإن دراسة الخصوبة‬
‫قطعياً‪ ،‬تكون لـ‪ 35‬جيالً من اإلناث بشكل مقطوعي وخالل سنة واحدة‪.‬‬
‫ولدراسة الخصوبة الكلية يعتمد الباحث الدميوغرايف عىل مؤرش مركب‪،‬‬
‫بسبب تحليل هذه القطع لكل جيل من األجيال‪ ،‬وهو مؤرش الخصوبة‬
‫املركب أو الرتكيبي‪.‬‬

‫مؤرش الخصوبة املركب ‪Indice Synthétique de Fécondité‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫يعرف أيضاً مبجموع الوالدات املحولة ‪Somme des Naissances‬‬
‫‪" .Réduites‬هو متوسط عدد املواليد أحياء الذي ميكن لكل امرأة أن تنجبه‬

‫‪ . 36‬للمزيد من المعلومات حول معدلي التكاثر الخام والصافي‪ ،‬أنظر‪:‬‬


‫ً‬
‫برسا‪ ،‬ترجمة حال نوفل‪ ،‬معجم المصطلحات الديموغرافية‪ ،‬مذكور سابقا‪ ،‬ص‪.269 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Michel Dupaquier, Démographie, opt. cit, p: 130-135.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Gani, Simmat_Durand, Démographie Expliquée, opt.cit, p :72-75.‬‬

‫‪102‬‬
‫وصوالً إىل عمر محدد‪ .‬إذا كانت ستسري خالل كل سنوات حياتها اإلنجابية‬
‫طبقاً ملعدالت الخصوبة العمرية يف سنة معينة"‪ .37‬أي هو مجموع معدالت‬
‫الخصوبة العامة لإلناث يف سنة واحدة ويف كل أعامر الخصوبة من ‪ 15‬إىل‬
‫‪ .49‬وهو كأنه ميثل خصوبة جيل وهمي من اإلناث من عمر ‪ 15‬إىل عمر ‪49‬‬
‫عاماً‪ .‬وبذلك فإن املؤرش يأخذ بالحسبان عدد الوالدات للمرأة الواحدة خالل‬
‫عام محدد عوضا ً عن عدد الوالدات للمرأة الواحدة من جيل محدد‪ .‬ويربز‬
‫هذا املؤرش التذبذب الحاصل سنة عن سنة يف عدد الوالدات بسبب الحروب‬
‫أو األزمات أو أي تأثري من مؤثرات الخصوبة عىل عدد الوالدات‪ .‬يحسب‬
‫بطريقة مشابهة لحساب الخلف النهايئ‪ ،‬إال أنه يعتمد عىل الخصوبة عند‬
‫األعامر يف سنة محددة عوضاً عن جيل محدد‪.‬‬

‫جدول ‪ :10‬معدالت الخصوبة العمرية لإلناث يف فرنسا‪1984 ،‬‬


‫معدل الخصوبة حسب العمر‬ ‫األعامر‬
‫‪13.05‬‬ ‫‪15-19‬‬
‫‪101.66‬‬ ‫‪20-24‬‬
‫‪139.39‬‬ ‫‪25-29‬‬
‫‪75.06‬‬ ‫‪30-34‬‬
‫‪26.75‬‬ ‫‪35-39‬‬
‫‪5.76‬‬ ‫‪40-44‬‬
‫‪0.41‬‬ ‫‪45-49‬‬
‫‪362.08‬‬ ‫املجموع‬

‫‪ .37‬المشروع العربي لصحة األسرة‪ ،‬دليل السكان‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬القاهرة‪ ،2009 ،‬ص‪.18 :‬‬
‫‪103‬‬
‫هكذا‪ ،‬يحسب مؤرش الخصوبة املركب من خالل جمع املعدالت حسب‬
‫األعامر ورضبها مبدى الفئة‪ ،‬أي ‪ .5‬ومن الجدول نحصل عىل ‪=5x362.08‬‬
‫‪ 1810.36‬حالة والدة لكل ألف إمرأة‪ .‬أي ‪ 1.81‬والدة للمرأة الواحدة‪.38‬‬

‫ب‪ -‬مستوى اإلحالل‬


‫وهو عدد األوالد املفرتض أن تنجبه كل امرأة ليك يتم إحالل الجيل السابق‬
‫بالجيل الالحق‪ .‬أي اآلباء باألبناء‪ .‬وهو يف الحاالت الطبيعية يفرتض به أن‬
‫يكون والدتني لكل إمرأة‪ ،‬إال أن من املتعارف عليه أن العدد يجب أن يكون‬
‫أكرث بقليل‪ ،‬فاإلناث هن املسؤوالت عن استمرارية املجتمع‪ ،‬سكانياً‪ .‬ومبا أن‬
‫والدات الذكور أعىل من والدات اإلناث‪ ،‬ينبغي أن يتأثر املؤرش بهذا الواقع‪،‬‬
‫فريتفع عندها إىل ‪ 2.1 =1.05*2‬والدة‪.39‬‬

‫‪ .5‬االتجاهات املعارصة للخصوبة‬


‫ترتكز املعدالت املرتفعة للخصوبة يف الدول النامية‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬مثل دول‬
‫أمريكا الالتينية باستثناء األرجنتني واألرغواي‪ ،‬ويف أفريقيا وآسيا باستثناء‬
‫اليابان وتايوان‪ .‬وتفتقر هذه الدول إىل البيانات االحصائية الدقيقة‪ ،‬علامً أن‬
‫سكانها يك ّونون الجزء األكرب من سكان األرض‪ .‬وقد أدى انخفاض الوفيات إىل‬

‫‪ . 38‬يسمى هذا المؤشر في األدبيات والمعطيات اإلنجليزية بـ‪ Total Fertility Rate‬أو معدل الخصوبة‬
‫الكلية‪ .‬للمزيد من المعلومات حول هذا المؤشر‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫برسا‪ ،‬ترجمة حال نوفل‪ ،‬معجم المصطلحات الديموغرافية‪ ،‬مذكور سابقاً‪ :‬ص‪-309-308 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.196-233‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Gani, Simmat_Durand, Démographie Expliquée, opt.cit, p :75-77.‬‬

‫‪ .39‬للمزيد من المعلومات حول خصوبة مستوى االحالل‪ ،‬أنظر‪:‬‬


‫المشروع العربي لصحة األسرة‪ ،‬دليل السكان‪ ،‬مذكور سابقاً‪ ،‬ص‪.21 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪104‬‬
‫زيادة ملحوظة يف عدد سكان هذه الدول‪ ،‬وخاصة بني الرضع‪ ،‬ومقارنة مبا‬
‫كان عليه سابقاً‪ .‬وغني عن القول‪ ،‬إن معدل املواليد يع ّد مقياساً مالمئاً‬
‫للتفرقة بني التقدم والتخلف‪ .‬لكن معدل الخصوبة بدأ ينخفض يف الدول‬
‫النامية‪ .‬ويع ّد تنظيم األرسة من أبرز العوامل التي أدت إىل انخفاضه‪ ،‬حيث‬
‫اتّبعت بعض الدول سياسات مختلفة للحد من عدد السكان‪ ،‬لعل أبرزها تلك‬
‫السياسة التي اعتمدتها الصني منذ عام ‪ .1979‬إال أن الصني خفّفت من هذه‬
‫السياسة بشكل ملحوظ مع مطلع العام ‪ 2016‬بسبب فعاليتها التي فاقت‬
‫توقعات املسؤولني‪ ،‬مام أدى إىل تناقص اليد العاملة يف الفرتة الحالية‪ .‬أما‬
‫دول الشامل‪ ،‬فإنها تشرتك جميعها يف ظاهرة انخفاض الخصوبة وارتفاع‬
‫املستوى االقتصادي واالجتامعي ودرجة التصنيع‪.‬‬
‫نستنتج من هذا العرض أنه من املمكن تقسيم دول العامل إىل مجموعتني‪:‬‬
‫إحداهام تتميز بخصوبة مرتفعة وتقدم اقتصادي واجتامعي منخفض‪ ،‬وهي‬
‫مجموعة الدول النامية التي تضم دول الرشق االوسط وافريقيا ومعظم دول‬
‫الرشق األقىص واملكسيك ودول أمريكا الالتينية‪ .‬شعوب هذه الدول زراعية‬
‫فقرية ينترش بينها قلة الوعي‪ .‬ومتتاز أيضا ً بكرثة املواليد وارتفاع درجة‬
‫الخصوبة‪ ،‬وتتقدم عىل دول العامل األكرث تطورا ً يف كرثة الوفيات‪.‬‬
‫واملجموعة األخرى تتميز بانخفاض مستوى الخصوبة‪ ،‬وارتفاع املستوى‬
‫االقتصادي واالجتامعي‪ ،‬وهي الدول املتقدمة‪ .‬الخصوبة إذا ً‪ ،‬مرتبطة‬
‫بالظروف االقتصادية واالجتامعية والنفسية السائدة‪ .‬وهي أمور ال ميكن‪ ،‬يف‬
‫ضوئها‪ ،‬التنبؤ باملستقبل‪.‬‬
‫تختلف الخصوبة تبعاً لنوع املعاش يف املجتمع‪ ،‬فهي ترتفع يف الدول التي‬
‫تعتمد عىل الزراعة وتنخفض يف الدول التي تعتمد عىل الصناعة والخدمات‪،‬‬
‫‪105‬‬
‫أي عىل القطاع الثالثي يف االنتاج‪ .‬ويف مقلب آخر‪ ،‬فإن درجة الوعي والتعلم‬
‫تؤثر يف الخصوبة بشكل مبارش‪ .‬إال أننا نالحظ اليوم أنه ال بد من إدخال وعي‬
‫جديد‪ ،‬ليس يف أذهان سكان الدول األقل تطورا ً‪ ،‬بل عىل العكس يف عقول‬
‫سكان الدول األكرث تطورا ً‪ .‬فالدول املتطورة كاليابان وأملانيا بدأت تعاين من‬
‫النقص يف عدد السكان‪ ،‬مام ينذر مبشكلة وشيكة الحدوث تبدأ بتقلص فئات‬
‫الناشطني‪ ،‬وصوالً إىل انقراض السكان األصليني للمجتمع‪ ،‬وإن بعد حني‪ .‬لذلك‬
‫ال بد عىل الحكومات أن تحفّز السكان عىل اإلنجاب‪ ،‬كذلك عىل السكان أن‬
‫يعتربوا أن إعادة التكاثر هي نوع من الواجب الوطني وإال تعرض املجتمع‬
‫للشيخوخة ومن ثم الفناء‪.‬‬

‫‪ .6‬معدالت الخصوبة حول العامل‬


‫تبني الجداول أدناه معلومات حول أهم معدالت الوفاتية حول العامل‬
‫جدول ‪ :11‬توزع الدول حسب األعىل واألدىن مبعدل الوالدية الخام (باأللف) مقارنة‬
‫‪40‬‬
‫بلبنان‪2014 ،‬‬
‫معدل الوالدية الخام (باأللف)‬ ‫الدولة‬ ‫املرتبة‬
‫‪7.9‬‬ ‫الربتغال‬ ‫‪247‬‬
‫‪8‬‬ ‫اليابان‬ ‫‪246‬‬
‫‪8.3‬‬ ‫إيطاليا‬ ‫‪245‬‬
‫‪8.5‬‬ ‫اليونان‬ ‫‪244‬‬
‫‪8.6‬‬ ‫أملانيا‬ ‫‪243‬‬
‫‪15.19‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪156‬‬

‫‪ .40‬المعلومات المنشورة على موقع البنك الدولي والمتعلقة بترتيب الدول حسب معدل الوالدية الخام‪ ،‬مأخوذ‬
‫من‪:‬‬
‫_‪http://data.worldbank.org/indicator/SP.DYN.CBRT.IN?order=wbapi_data_value‬‬
‫‪2010+wbapi_data_value+wbapi_data_value-last&sort=desc‬‬
‫‪106‬‬
‫‪43.61‬‬ ‫الصومال‬ ‫‪5‬‬
‫‪43.87‬‬ ‫بوروندي‬ ‫‪4‬‬
‫‪45.26‬‬ ‫شاد‬ ‫‪3‬‬
‫‪45.483‬‬ ‫أنغوال‬ ‫‪2‬‬
‫‪49.443‬‬ ‫النيجر‬ ‫‪1‬‬

‫‪41‬‬
‫جدول ‪ :12‬موقع لبنان بني الدول األعىل واألدىن بالنسبة ملؤرش الخصوبة املركب‬
‫‪2016‬‬
‫املؤرش املركب للخصوبة ‪2016‬‬ ‫الدولة‬ ‫املرتبة‬
‫‪7.6‬‬ ‫النيجر‬ ‫‪1‬‬
‫‪6.7‬‬ ‫جنوب السودان‬ ‫‪2‬‬
‫‪6.5‬‬ ‫الكونغو‬ ‫‪3‬‬
‫‪6.4‬‬ ‫تشاد‬ ‫‪4‬‬
‫‪6.4‬‬ ‫الصومال‬ ‫‪5‬‬
‫‪1.7‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪154‬‬
‫‪1.3‬‬ ‫البوسنة والهرسك‬ ‫‪206‬‬
‫‪1.2‬‬ ‫تايوان‬ ‫‪207‬‬
‫‪1.2‬‬ ‫سنغافورة‬ ‫‪208‬‬
‫‪1.2‬‬ ‫رومانيا‬ ‫‪209‬‬
‫‪1.2‬‬ ‫كوريا الجنوبية‬ ‫‪210‬‬

‫‪ .41‬المصدر‪:‬‬
‫‪Population Reference Bureau, World Population Data Sheet 2016, PRB, 2016, p: 2.‬‬
‫‪Retrieved from: http://www.prb.org/pdf16/prb-wpds2016-web-2016.pdf‬‬
‫‪107‬‬
‫جدول ‪ :13‬ارتباط الخصوبة بفئات العمر العريضة يف بعض الدول حول العامل‪،‬‬
‫‪42‬‬
‫‪2016‬‬

‫نسبة الناشطني‬ ‫معدل‬


‫نسبة الكبار‬ ‫نسبة الصغار ‪-0‬‬ ‫الوالدات‬
‫من‬ ‫‪64-15‬‬ ‫الدولة‬
‫‪ +65‬من السكان‬ ‫‪ 14‬من السكان‬ ‫الخام‬
‫السكان‬
‫(باأللف)‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪53.4‬‬ ‫‪43.7‬‬ ‫‪33‬‬ ‫أثيوبيا‬
‫‪4.2‬‬ ‫‪62.6‬‬ ‫‪33.2‬‬ ‫‪30‬‬ ‫مرص‬
‫‪6.6‬‬ ‫‪68.7‬‬ ‫‪24.6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫لبنان‬
‫‪15.3‬‬ ‫‪65.9‬‬ ‫‪18.8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الواليات املتحدة‬
‫‪21.8‬‬ ‫‪65.4‬‬ ‫‪12.8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫أملانيا‬
‫‪27.3‬‬ ‫‪59.7‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اليابان‬

‫التالي‪:‬‬ ‫‪ . 42‬مصدر المعلومات من مكتب اإلحصاء األميركي‪ ،‬على الرابط‬


‫‪http://www.census.gov/population/international/data/idb/region.php‬‬
‫‪108‬‬
‫الفصل الثاين‬
‫الوفاتيّة‬

‫تع ّد الوفيات عنرصا ً هاماً من عنارص الدينامية السكانية‪ ،‬وتفوق يف أثرها‬


‫عاميل الهجرة والخصوبة‪ .‬فزيادة نسبة الخصوبة ال تؤدي إىل ارتفاع عدد‬
‫السكان إذا كان نصف املواليد ميوتون‪ .‬لذلك يعترب انخفاض معدالت الوفاة‬
‫يف العامل سبباً أساسياً يف منو السكان‪ ،‬خاصة بني املجتمعات التي بقيت نسبة‬
‫الوالدة فيها ثابتة‪ .‬وسكان العامل يزدادون نتيجة للزيادة الطبيعية وينخفض‬
‫عددهم نتيجة للنقص الطبيعي‪ .‬والنمو السكاين الطبيعي ناتج عن الفرق بني‬
‫الوالدات والوفيات‪ ،‬دون إدخال أي تأثري للهجرة‪ .‬صحيح أن حجم السكان‬
‫متأثر بالهجرة‪ ،‬إال أنها عامل غري طبيعي‪ ،‬وهو أقل تأثريا ً من عاميل النقصان‬
‫والزيادة الطبيعيني‪ .‬وال تقف أهمية الوفاة عىل ضبط العدد النهايئ‪ ،‬بل إنها‬
‫تؤثر يف تكوين السكان من حيث الجنس والسن والعنرص‪ .‬ففي بعض األقطار‬
‫تزداد وفيات األطفال‪ ،‬ويف بعضها اآلخر تزداد وفيات كبار السن‪ .‬وترتفع‬
‫وفيات الذكور عن اإلناث وترتفع بني األقليات العنرصية أو القومية‪.‬‬
‫تشري معدالت الوفيات بصورة عامة إىل أحوال السكان االجتامعية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وتعترب مؤرشا ً لدرجة التقدم الحضاري الذي وصل إليه املجتمع‪.‬‬
‫وقد شهدت معظم دول العامل انخفاضاً يف مستوى الوفيات يف السنني االخرية‪.‬‬
‫ويع ّد هذا االنخفاض من العوامل الرئيسية التي أدت إىل ظاهرة اإلنفجار‬

‫‪110‬‬
‫السكاين‪ .‬وهو اإلنفجار الذي شكّل مالمح التاريخ البرشي الحديث‪ ،‬خاصة يف‬
‫الدول النامية حيث ميثل تحدياً ضخامً ملواردها‪.‬‬
‫يهتم الباحث الدميوغرايف يف مجال دراسة الوفيات بأمناط التوزيع املكاين لها‪.‬‬
‫كام يهتم باألسباب الرئيسية املؤدية للوفاة‪ ،‬وارتباطها بالظروف البيئية‬
‫السائدة‪ ،‬معتمدا ً عىل مقاييس الوفاة التي تُع ّد مؤرشات لألحوال الصحية‬
‫السائدة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يصعب أحيانا ً حرص أسباب الوفيات‪ ،‬حتى يف الدول‬
‫املتقدمة‪ .‬كذلك يع ّد تسجيل وفيات الرضّ ع من املشاكل األساسية يف بيانات‬
‫الوفاة ومتييزها عن وفيات األجنة‪ .‬فالوفيات املسجلة متعلقة بكل األحياء‬
‫الذين توفّوا‪ ،‬أي أنهم ولدوا أحياء‪ ،‬ولذلك يتم استبعاد املواليد املوىت من أي‬
‫حساب‪ ،‬أي األجنة التي ولدت ميتة دون إظهار أي عالمة من عالمات األحياء‪.‬‬
‫يفيد معدل الوالدات امليتة‪ ،‬أو معدل اإلمالص‪ ،‬يف إلقاء الضوء عىل األوضاع‬
‫الصحية يف البلد‪ ،‬ومدى العناية بصحة األم والجنني‪ .‬كذلك ميكن أن نشري إىل‬
‫ثغرة أخرى يف حساب نسب الوفيات عند األطفال‪ ،‬فعندما نقول وفيات‬
‫األطفال‪ ،‬يف ‪ ،2016‬عن عمر صفر هي كذا‪ ،‬فإن الدقة تنقص النتائج ألن‬
‫هؤالء األطفال ليسوا جميعاً من مواليد عام ‪ ،2016‬ذلك أن جزء من هذه‬
‫الوفيات يكون للرضع من مواليد ‪ .2015‬علامً بأن معظم وفيات األطفال‬
‫تحدث يف الشهر األول مليالدهم‪ ،‬وهي أكرث بكثري من األحد عرش شهرا ً التالية‪.‬‬
‫هذه هي إجامالً املشاكل األساسية التي تعرتض الدقة يف استخراج معدالت‬
‫الوفيات عند األطفال‪ .‬أضف إىل ذلك ضعف التبليغ عن حاالت الوفاة‪،‬‬
‫وخاصة عند كبار السن املتوفني ألسباب طبيعية يف املناطق النائية‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ .1‬املؤثرات عىل الوفيات‬
‫ميكن أن تكون أسباب الوفاة ناجمة عن املرض‪ ،‬أو كرب السن‪ ،‬أو الحوادث أو‬
‫اإلهامل‪ ،‬أو مس رببة من اآلخرين كحالة الجرمية والحرب‪ .‬ويف األسباب‬
‫الطبيعية أو الناتجة عن األمراض‪ ،‬ميكن الربط بني انخفاض مستوى الدخل‬
‫القومي وعدم القدرة عىل الرعاية الصحية‪ ،‬وبالتايل ارتفاع معدالت الوفاة‪.‬‬
‫أما ارتفاع مستوى الدخل‪ ،‬فعادة ما يصاحبه مسكن أفضل‪ ،‬ورعاية طبية‬
‫أفضل‪ ،‬وتعليم أفضل‪ ،‬وعدد وفيات أقل‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن نسبة الوفيات ترتفع‬
‫بني األرس الفقرية عنها يف الغنية‪ ،‬ويف أحياء املدن الفقرية أكرث من أحيائها‬
‫الراقية‪ ،‬ويف الدول النامية أكرث من الدول املتطورة‪.‬‬
‫تع ّد الفوارق الريفية الحرضية ظاهرة هامة يف اختالف مستوى الوفيات‪،‬‬
‫خاصة يف الدول النامية‪ .‬وذلك ألن املستشفيات واألطباء املهرة والرعاية‬
‫الطبية العالية ترتكز يف املدن‪ .‬وترتفع الوفيات عندما تبتعد املراكز الطبية‬
‫واملستوصفات عن أمكنة السكان‪ ،‬وينخفض معدل عدد األطباء للسكان‪.‬‬
‫شهد العامل يف مختلف قاراته هبوطا ً يف مستوى الوفيات يف العرص الحديث‪.‬‬
‫وكان هذا الهبوط سابقاً لهبوط الخصوبة‪ ،‬مام أدى إىل زيادة ملحوظة يف‬
‫عدد السكان‪.‬‬
‫ميكن تقسيم اتجاه الوفيات يف العامل إىل منطني‪ :‬منط الهبوط يف العامل املتقدم‪،‬‬
‫ومنط الهبوط يف الدول النامية‪.‬‬

‫أ‪ -‬يف الدول املتقدمة‬


‫حدث الهبوط منذ القرن ‪ ،18‬وكان السبب الرئييس للهبوط يف‬
‫مستوى الوفيات هو االكتشافات الطبية‪ ،‬وتقدم الجراحة والترشيح والتلقيح‬

‫‪112‬‬
‫بدءا ً من العام ‪ .1750‬وقد واكب االكتشافات الطبية ملقاومة األمراض‪ ،‬تقدم‬
‫اقتصادي شمل تطورا ً كبريا ً يف وسائل النقل والصناعة‪ ،‬وما رافق ذلك من‬
‫احتكاكات مع باقي الشعوب‪ ،‬وانتشار االكتشافات الطبية‪ .‬كام أسهم التقدم‬
‫الزراعي يف توفري الغذاء لعدد أكرب من السكان‪ .‬وكان لتصدير الخربة‬
‫األوروبية يف معالجة األمراض أثر كبري يف تخفيض نسبة الوفيات‪ ،‬يف فرتة‬
‫أرسع‪ ،‬خارج أوروبا‪ .‬لكن تزايد عدد الوفيات بني كبار السن يف الدول‬
‫املتقدمة مل يكن باإلمكان حرصه أو تخفيضه‪ .‬وهذا التزايد يف نسبة الوفيات‬
‫بني كبار السن‪ ،‬من مجموع الوفيات‪ ،‬أمر حتمي ناتج عن انخفاض الوفيات‬
‫يف األعامر املبكرة‪.‬‬

‫ب‪ -‬يف الدول النامية‬


‫عىل النقيض من الدول املتقدمة‪ ،‬فإن الهبوط يف الدول النامية مل‬
‫يحدث إال يف النصف الثاين من القرن العرشين‪ .‬وقد أدى ذلك الهبوط‪ ،‬مع‬
‫استمرار معدالت الخصوبة عىل وضعها الطبيعي‪ ،‬إىل ارتفاع معدالت‬
‫الزيادات الطبيعية يف هذه الدول‪ .‬وسبب هذا الهبوط كان ناتجا ً عن نزعة‬
‫هذه الدول إىل تطوير سبل عيشها‪ ،‬مجارا ًة للدول املتقدمة‪ .‬وعليه‪ ،‬اعتمدت‬
‫عىل الوسائل الطبية الحديثة‪ ،‬من تلقيح وتوعية ووقاية‪ ،‬باإلضافة إىل تطوير‬
‫إمكاناتها الطبية‪ ،‬مام أدى إىل ارتفاع أمد الحياة فيها حتى بدون أن يرتبط‬
‫ذلك بتقدم اقتصادي كبري‪.‬‬
‫يق ّدر مكتب السكان ‪ Population Reference Bureau‬معدالت الوفيات‬
‫يف العامل‪ ،‬ككل‪ ،‬بـ‪ 8‬باأللف‪ .‬تقسم بني دول متقدمة مبعدل ‪ 10‬باأللف‪،‬‬
‫والدول األقل تقدماً مبعدل ‪ 9‬باأللف‪ .‬وانخفاض معدل الوفيات يف الدول‬
‫األقل تقدماً‪ ،‬عن تلك األكرث تقدماً يعود إىل البنية الفتية للسكان يف الدول‬
‫‪113‬‬
‫األقل تقدماً‪ .‬ويق ّدر املكتب بأن عدد الوفيات السنوية هو أكرث من ‪ 57‬مليون‬
‫حالة يف السنة‪ ،‬مبا معدله ‪ 109‬حاالت وفاة يف الدقيقة الواحدة‪ .43‬إشارة إىل‬
‫أن معدالت الوفاتية يف الدول املتقدمة قد ازدادت عام قبل بسبب تع ّمر‬
‫السكان يف هذه املجتمعات‪ ،‬وبالتايل ارتفاع عدد الوفيات‪.‬‬
‫مل يعد صحيحاً‪ ،‬بنا ًء عىل ما تقدم أعاله‪ ،‬أن معدالت الوفاتية يف الدول األقل‬
‫تقدماً أعىل من الدول األكرث تقدماً‪ .‬إال أن توزع نسب هذه الوفيات مختلف‬
‫بشكل واضح‪ .‬فأعىل نسبة للمتوفني يف الدول املتقدمة هي بني كبار السن‪،‬‬
‫أما يف الدول األقل تقدماً تتوزع الوفيات عىل كل السكان مع زيادة ملحوظة‬
‫يف نسب الوفيات بني األطفال والرضع‪ .‬وذلك ناتج عن عدد من العوامل‬
‫املتشابكة‪ ،‬أهمها تخلف هذه الدول عىل الصعيدين االقتصادي واالجتامعي‪،‬‬
‫وفقر البيئة املحلية‪ .‬وإذا كانت معدالت الوفيات الخام يف الدول األقل تقدماً‬
‫أدىن من مثيلتها يف الدول األكرث تقدماً‪ ،‬إال أن املقاييس الباقية‪ ،‬وخاصة أمد‬
‫الحياة عند الوالدة‪ ،‬هي كلها لصالح الدول املتقدمة‪.‬‬
‫يشري الجدول أدناه إىل أن الدول الغنية‪ ،‬وليس بالرضورة األكرث تطورا ً‪ ،‬هي‬
‫ذات املعدالت األدىن للوفاتية‪ ،‬مثل قطر أو اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬بحيث‬
‫انخفضت فيها معدالت الوفيات عرش أضعاف‪ ،‬كام يف حال اإلمارات‪ .‬يعود‬
‫السبب يف ذلك إىل اإلمكانيات الطبية‪ ،‬املرتبطة بالرثوة القومية‪ ،‬مع فت ّوة‬
‫السكان بحيث أن العمر الوسيط قريب من ‪ 30‬عاماً‪ .‬أما اليابان‪ ،‬وهي من‬
‫أكرث الدول تقدماً‪ ،‬فقد ارتفعت فيها معدالت الوفيات‪ ،‬رغم التقدم الطبي‪،‬‬
‫وذلك بسبب تع ّمر السكان حيث بلغ العمر الوسيط فيها ‪.46.9‬‬

‫‪PRB, Population Data Sheet 2016, opt. cit, p: 3. 43‬‬


‫‪114‬‬
‫جدول ‪ :14‬توزع بعض الدول يف العامل حسب معدالت الوفيات الخام يف‬
‫‪44‬‬
‫عامي ‪ 1964‬و‪2014‬‬
‫العمر‬ ‫معدل‬ ‫معدل‬
‫‪45‬‬
‫الوسيط‬ ‫الوفيات‬ ‫الوفيات‬
‫الخام‬ ‫الخام‬ ‫املرتبة يف ‪2014‬‬ ‫الدولة‬
‫(باأللف)‬ ‫(باأللف)‬
‫‪2014‬‬ ‫‪1964‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪1.48‬‬ ‫‪7.318‬‬ ‫‪247‬‬ ‫قطر‬
‫‪30.3‬‬ ‫‪1.589‬‬ ‫‪11.452‬‬ ‫‪246‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‬
‫‪42‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪136‬‬ ‫كندا‬
‫‪46.8‬‬ ‫‪10.8‬‬ ‫‪11.6‬‬ ‫‪30‬‬ ‫أملانيا‬
‫‪46.9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪6.9‬‬ ‫‪44‬‬ ‫اليابان‬
‫‪42.4‬‬ ‫‪15.1‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪247‬‬ ‫بلغاريا‬

‫‪ .2‬مقاييس الوفاتية‬
‫تخضع ظاهرة الوفاتية للقياس والتحليل‪ 46‬مثلها مثل كل الظواهر‬
‫الدميوغرافية األخرى‪ .‬ومثلام هي الحال مع الخصوبة والوالديّة تتعدد‬
‫مقاييس الوفاتية‪ ،‬ومنها البسيط واملركب‪ .‬ومن أهم هذه املقاييس نذكر‪:‬‬

‫‪ . 44‬مصدر المعلومات من إحصاءات البنك الدولي‪ ،‬على الرابط التالي‪:‬‬


‫‪http://data.worldbank.org/indicator/SP.DYN.CDRT.IN‬‬
‫‪ . 45‬مصدر المعلومات المتعلقة بالعمر الوسيط لعام ‪ 2014‬من موقع كتاب الوقائع ‪CIA‬‬
‫التالي‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫‪،World‬‬ ‫‪Fact‬‬ ‫‪Book‬‬
‫‪https://www.cia.gov/library/publications/the-world-‬‬
‫‪factbook/fields/2177.html‬‬
‫‪ . 46‬مصدر المعادالت الخاصة بالوفاتية مأخوذ من أكثر من مصدر‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪115‬‬
‫‪Taux Brut de Mortalité‬‬ ‫أ‪ -‬معدل الوفيات الخام‬
‫وهو املقياس األبسط للوفاتية‪ ،‬ويكون بنسبة عدد الوفيات يف فرتة إىل‬
‫متوسط عدد السكان يف الفرتة نفسها‪ .‬يتأثر هذا املعدل ببنية السكان‪ .‬فريتفع‬
‫مع تع ّمر السكان وهرمهم‪ ،‬ويرتفع أيضاً يف حاالت الحروب والكوارث‬
‫عدد الوفيات يف فرتة‬
‫معدل الوفيات الخام= متوسط عدد السكان يف الفرتة نفسها ‪.1000 x‬‬

‫معدالت الوفيات حسب العمر ‪Taux de Mortalité Selon‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫‪L’Age‬‬
‫وهو معدل خام متخصص‪ .‬يبني نسبة الوفيات لكل عمر من األعامر إىل‬
‫متوسط عدد األفراد يف هذا العمر‪ .‬وتكمن أهمية هذا املعدل بأنه يوضح‬
‫بالتفصيل كيفية توزع الوفيات حسب األعامر وخاصة يف األعامر املتقدمة‪.‬‬
‫عدد الوفيات يف عمر معني يف فرتة‬
‫معدل الوفيات حسب العمر = متوسط عدد السكان يف هذا العمر يف الفرتة نفسها ‪1000 x‬‬

‫‪Taux de Mortalité par‬‬ ‫ج‪ -‬معدل الوفيات حسب السبب‬


‫‪Cause‬‬
‫وهو أيضاً مثل املعدل الخام ولكنه يأخذ بعني االعتبار عدد املتوفني ألحد‬
‫األسباب من متوسط عدد السكان (اإلنتحار مثالً)‪.‬‬

‫‪ -‬برسا‪ ،‬ترجمة حال نوفل‪ ،‬معجم مصطلحات الديموغرافيا‪ ،‬مذكور سابقاً‪ ،‬ص‬
‫ص‪301-295 :‬‬
‫‪- Dupaquier, Démographie, opt .cit, p p: 57-62‬‬
‫‪- Rollet, Introduction à la Démographie, opt. Cit, p p : 43-52‬‬
‫‪116‬‬
‫عدد الوفيات لسبب معني يف فرتة‬
‫معدل الوفيات حسب السبب = متوسط عدد السكان يف الفرتة نفسها ‪1000 x‬‬

‫نشري هنا إال أن مجموع معدالت الوفيات حسب السبب هو معدل الوفيات‬
‫الخام‪.‬‬

‫‪Taux de Mortalité Infantile‬‬ ‫د‪ -‬معدل وفيات الرضع‬


‫وهو من املعدالت البالغة األهمية للتعرف عىل املستوى الصحي يف أحد‬
‫الدول‪ .‬ويحسب من خالل نسبة عدد الوفيات الحاصلة بني املواليد األحياء‬
‫الذين مل يت ّموا عامهم األول من العمر‪ ،‬أو يُعرفون بأنهم السكان يف عمر‬
‫صفر‪ ،‬إىل العدد الكيل للمواليد األحياء يف الفرتة نفسها‪.‬‬
‫عدد الوفيات يف عمر أقل من سنة يف فرتة‬
‫‪1000 x‬‬ ‫معدل وفيات الرضع=‬
‫عدد املواليد يف الفرتة نفسها‬

‫توقع الحياة ‪Esperance de Vie‬‬


‫ه‪-‬‬
‫يعرف أيضاً بأمل الحياة أو أمد الحياة‪ .‬وهو متوسط عدد السنوات التي من‬
‫املتوقع أن يعيشها إنسان يف عمر معني‪ .‬ويشرتط بهذا التوقع أن يفرتض‬
‫الباحث أن الوفيات موزعة بشكل خطي عىل سنوات العمر كلها‪ .‬والتوقع‬
‫األكرث استخداماً هو أمل الحياة عند الوالدة الذي يرمز إليه بـ ‪e0‬‬
‫يعترب توقع الحياة عند الوالدة من املقاييس األساسية التي تدل عىل وضع‬
‫أحد املجتمعات‪ .‬فمع انخفاضه ميكن أن نستنتج أن املجتمع يعاين من‬
‫معدالت مرتفعة للوفاتية أي تدين الرعاية الصحية‪ ،‬أو حصول أحداث معينة‬
‫كالحروب والكوارث الطبيعية‪ .‬ويف الوقت عينه فإن االختالف بني توقع الحياة‬

‫‪117‬‬
‫عند الوالدة وتوقع الحياة يف العمر‪ e1 :1‬يشري إىل ارتفاع معدل وفيات الرضع‪،‬‬
‫وهو من خصائص الدول األقل تقدماً‪.‬‬
‫مثالً‪ ،‬يف دولة متقدمة قد يكون ‪ e0= 84‬و‪ .e1= 83,9‬أما يف دولة غري متقدمة‬
‫فإن ‪ e0= 65‬و‪ .e1=67‬وتوقع الحياة عند الوالدة ‪ e0‬يحسب من خالل جدول‬
‫الوفيات‪ ،‬وهو مجموع الوفيات يف كل فئة عمرية مقسوماً عىل عدد األحياء‬
‫يف العمر صفر‪:‬‬
‫) 𝒙𝒅∗ 𝒙𝑪(‪Ʃ‬‬
‫‪.‬‬ ‫توقع الحياة عند الوالدة = ‪=e0‬‬
‫𝟎𝑺‬

‫حيث ‪ Cx‬هي مركز الفئة؛‬


‫‪ Dx‬هي عدد الوفيات يف الفئة؛‬
‫‪ Sx‬هي عدد األحياء يف الفئة صفر (إذا أردنا حساب ‪ e30‬مثالً يكون‬
‫املخرج ‪.)S30‬‬
‫وبالتايل‪ ،‬ومن خالل جدول الوفيات (جدول ‪ ،7‬القسم الثاين‪ ،‬الفصل الثاين)‬
‫ميكن أن نصل إىل حساب أمد الحياة عند الوالدة كام ييل‪:‬‬
‫ميكن أن نختزل هذه املعادلة وفق الشكل التايل يف الجدول أعاله‬
‫])‪:Ʃ(Cx*dx)=Ʃ[Cx*(Sx-Sx+1‬‬

‫‪Ʃ(Cx*dx)= Ʃ[0.5(S0-S1) + 3(S1-S5) + 7.5(S5-S10) + 12.5(S10-S15) +‬‬


‫– ‪17.5(S15-S20) + 22.5(S20-S25) +………..102.5(S100-S105) = 0.5S0‬‬
‫‪0.5S 1+3S1 - 3S5 + 7.5S5 - 7.5S10 + 12.5S10 -12.5S15 + 175S15 -‬‬
‫‪17.5S20…….. + 102.5S100 - 102.5S105‬‬
‫‪118‬‬
‫)‪= 0.5S0 + 2.5S1 + 4.5S5 + 5(S10+S15+S20+S25+S30….+0‬‬
‫وحني نعيد املجموع بشكله الحايل إىل املعادلة األصلية نحصل عىل‪:‬‬
‫)𝑥𝑑∗𝑥𝐶(‪Ʃ‬‬
‫= ‪e0‬‬ ‫=‬ ‫‪[0.5S0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪2.5S1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪4.5S5‬‬
‫‪𝑆0‬‬
‫‪+5(S10+S15+S20+S25+S30….+0)]/So‬‬
‫‪e0= 0.5 + [2.5S1 + 4.5S5 +5(S10+S15+S20+S25+S30+….+0)]/S0‬‬

‫مثالً‬

‫= ‪e0‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫[‪+‬‬ ‫‪[2.5*98389‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪4.5*97559‬‬


‫>= ‪+5(96872+96083+95186+94199+93174+….+0)]]/100000‬‬
‫‪e0= 66.48‬‬

‫‪119‬‬
‫‪ .3‬معدالت الوفاتية يف دول العامل‬
‫لكل دولة من دول العامل معدالت وفاتية خاصة بها‪ ،‬تبعاً للظروف االقتصادية‬
‫واالجتامعية والسكانية لديها‪ .‬ويبني ذلك الجدول أدناه من خالل مرتبات‬
‫بعض الدول يف معدالت الوفاة‪.‬‬
‫جدول ‪ :15‬توزع بعض الدول حسب معدالت الوفاتية األدىن واألعىل الخام‬
‫‪47‬‬
‫مقارنة بلبنان‪2014 ،‬‬
‫معدل الوفيات الخام ‪2014‬‬ ‫املرتبة‬ ‫الدولة‬
‫‪1.48‬‬ ‫‪247‬‬ ‫قطر‬
‫‪1.589‬‬ ‫‪246‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‬
‫‪2.339‬‬ ‫‪245‬‬ ‫البحرين‬
‫‪2.515‬‬ ‫‪244‬‬ ‫الكويت‬
‫‪2.685‬‬ ‫‪243‬‬ ‫عامن‬
‫‪4.562‬‬ ‫‪236‬‬ ‫لبنان‬
‫‪14.37‬‬ ‫‪5‬‬ ‫سوازيلند‬
‫‪14.532‬‬ ‫‪4‬‬ ‫جمهورية أفريقيا الوسطى‬
‫‪14.7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أوكرانيا‬
‫‪14.8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ليسوتو‬
‫‪15.1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بلغاريا‬

‫‪ . 47‬مصدر المعلومات هو من اإلحصاءات المنشورة على موقع البنك الدولي‪ ،‬على‬


‫الرابط التالي‪http://data.worldbank.org/indicator/SP.DYN.CDRT.IN :‬‬
‫‪120‬‬
‫جدول ‪ :16‬توزع بعض الدول حسب توقع الحياة األدىن واألعىل عند الوالدة‬
‫‪48‬‬
‫مقارنة بلبنان‪2015 ،‬‬
‫توقع الحياة عند الوالدة ‪2015‬‬ ‫املرتبة‬ ‫الدولة‬
‫‪83.7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اليابان‬
‫‪83.4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫سويّسا‬
‫‪83.1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫سنغافورة‬
‫‪82.8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أسرتاليا‬
‫‪82.8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫اسبانيا‬
‫‪74.9‬‬ ‫‪70‬‬ ‫لبنان‬
‫‪53.3‬‬ ‫‪179‬‬ ‫ساحل العاج‬
‫‪53.1‬‬ ‫‪180‬‬ ‫تشاد‬
‫‪52.5‬‬ ‫‪181‬‬ ‫جمهورية وسط أفريقيا‬
‫‪52.4‬‬ ‫‪182‬‬ ‫أنغوال‬
‫‪50.1‬‬ ‫‪183‬‬ ‫سرياليون‬

‫‪ . 48‬مصدر هذه المعلومات من إحصاءات منظمة الصحة العالمية‪ ،‬في‪:‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪WHO, World Health Statistics 2016, World Health‬‬
‫‪Organization, May 2016, p: 8.‬‬
‫‪121‬‬
‫جدول ‪ :17‬توزع بعض الدول حسب معدل وفيات الرضع األدىن واألعىل‬
‫‪49‬‬
‫مقارنة بلبنان‪2015 ،‬‬
‫معدل وفيات الرضع ‪2015‬‬ ‫املرتبة‬ ‫الدولة‬
‫‪1.5‬‬ ‫‪239‬‬ ‫لوكسمبورغ‬
‫‪1.6‬‬ ‫‪238‬‬ ‫إيسلندا‬
‫‪1.9‬‬ ‫‪237‬‬ ‫فنلندا‬
‫‪2‬‬ ‫‪236‬‬ ‫اليابان‬
‫‪2‬‬ ‫‪235‬‬ ‫الرنوج‬
‫‪7.1‬‬ ‫‪180‬‬ ‫لبنان‬
‫‪85‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الصومال‬
‫‪85‬‬ ‫‪4‬‬ ‫تشاد‬
‫‪87.1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫سرياليون‬
‫‪91.5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫جمهورية وسط افريقيا‬
‫‪96‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أنغوال‬

‫‪ . 49‬مصدر هذه المعلومات من إحصاءات البنك الدولي‪ ،‬على الرابط التالي‪:‬‬


‫‪http://data.worldbank.org/indicator/SP.DYN.IMRT.IN‬‬
‫‪122‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫الهجرة ومنو السكان‬

‫ازداد االهتامم مبسألة الهجرة‪ ،‬وخاصة عري الرشعية منها‪ ،‬يف اآلونة األخرية‪.‬‬
‫فلم تعد النظرة إليها مقترصة عىل كونها واحدة من مكونات التغري السكاين‪.‬‬
‫ال بل أصبح للهجرة أبعاد متعددة‪ ،‬منها االقتصادي والسيايس‪ ،‬فهي إما رفيدة‬
‫لليد العاملة املحلية أو منافسة لها‪ ،‬وبالتايل إما هي عامل استقرار سيايس أو‬
‫عىل العكس عامل اضطراب‪ .‬ومن األبعاد ما له عالقة ببنى السكان‪ ،‬وخاصة‬
‫يف الدول التي متنح الجنسية للمهاجرين إليها‪ ،‬كدول أوروبا وكندا‪ ،‬التي تنظر‬
‫إىل املهاجرين كعامل مثبت أو مؤخر لتعمر السكان لديها‪ .‬وعليه فإن دراسة‬
‫املؤرشات الخاصة بالهجرة باتت يف منتهى األهمية لفهم التحوالت‬
‫الدميوغرافية التي تطرأ عىل كل مجتمع‪.‬‬
‫وعند فهم الهجرة‪ ،‬وتأثريها‪ ،‬ميكن إدخالها يف املعادالت الحسابية مع املركبات‬
‫األخرى للنمو والتي سبق ذكرها‪ .‬عندها يتم تحليل النمو السكاين‪ ،‬الطبيعي‬
‫منه أو العام‪ .‬وإجراء اإلسقاطات والتوقعات الهندسية عىل حجم السكان يف‬
‫املستقبل القريب أو البعيد‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ .1‬الهجرة‬
‫الهجرة عملية انتقال أو تح ّول أو تغيري مكاين لفرد‪ ،‬أو لجامعة‪ ،‬من منطقة‬
‫اعتادوا عىل اإلقامة فيها إىل منطقة أخرى‪ .‬ترتافق الهجرة مع تحوالت جذرية‬
‫يف حياة الفرد عىل الصعد االجتامعية واالقتصادية والثقافية كافة‪ .‬والهجرة‪،‬‬
‫بهذا املعنى‪ ،‬هي سلوك فردي يتأثر بعوامل الدفع من املكان املهاجر منه‪،‬‬
‫وبعوامل الجذب إىل املكان املهاجر اليه‪ .‬وقد تزايد الحديث عن الهجرة‬
‫بشكل ملحوظ يف اآلونة األخرية‪ ،‬وخاصة غري الرشعية منها‪ .‬وذلك بسبب كرثة‬
‫الحروب والنزاعات التي أدت إىل زيادة ملحوظة يف أعداد الالجئني الذي‬
‫يضطرون إىل ترك بالدهم بحثاً عن أمكنة أكرث أماناً ليك يقيموا فيها‪.‬‬
‫إن معظم الحركات السكانية تعكس رغبة اإلنسان يف مغادرة منطقة ما‬
‫تصعب معيشته فيها‪ ،‬إىل منطقة أخرى يعتقد يف إمكان العيش فيها بصورة‬
‫أفضل وأحسن‪ .‬ال ينطبق ذلك عىل الهجرات الدولية فحسب‪ ،‬بل أيضاً‪ ،‬عىل‬
‫الهجرات املحلية مثل انتقال اليد العاملة من مكان إىل آخر داخل البلد‬
‫الواحد‪ ،‬وانتقال سكان الريف إىل املدن‪ ،‬وانتقال السكان من املناطق‬
‫املزدحمة إىل املناطق األقل ازدحاما‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫وتقسم الهجرة إىل شكلني ونوعني‪ ،‬وفقاً للمكان املهاجر إليه وللمدة املهاجر‬
‫عىل أساسها‪ .‬وعليه فإن الهجرة ميكن أن تكون‪:‬‬
‫دولية‪ ،‬وتتمثل يف االنتقال السكاين عرب حدود الدول‪ ،‬أي من دولة إىل أخرى‪.‬‬
‫وتعترب الهجرة الدولية من أحد مكونات مركبات النمو‪ ،‬فهي تزيد أو تنقص‬
‫من عدد السكان‪ ،‬وبالتايل فإنها تدخل يف حساب النمو السكاين‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫داخلية أو محلية‪ ،‬وتتمثل يف انتقال السكان فيام بني أجزاء الدولة الواحدة‪.‬‬
‫وهي غالباً ما تكون من الريف إىل املدينة بحثاً عن فرص أفضل للحياة‪ ،‬وإن‬
‫بدأنا نشهد هجرة داخلية عكسية من املدينة إىل الريف بحثاً عن مناخ أفضل‬
‫وأكرث هدوءا ً للحياة‪ .‬تعرف الهجرة الداخلية بالنزوح‪ .‬وهي ال تدخل يف‬
‫الحسابات الدميوغرافية من منو أو معدالت هجرة‪.‬‬
‫وميكن للهجرة أن تكون مؤقتة أو دامئة‪ ،‬فهي تكون دامئة حني يقيم املهاجر‬
‫يف البلد املهاجر إليه بشكل دائم‪ ،‬وإن كان يزور بلده األصيل من حني إىل‬
‫حني‪ .‬وتكون مؤقتة حني تستمر لفرتة محددة قد تكون أشهرا ً أو سنوات‪،‬‬
‫يعود بعدها الفرد إىل بلده األصيل‪.‬‬

‫أ‪ -‬أسباب الهجرة‬


‫ميكن قسمة عوامل الهجرة إىل نوعني‪ ،‬منها ما يبعد الفرد عن مكانه األصيل‪،‬‬
‫وتعرف بعوامل الطرد‪ .‬ومنها ما يجذب الفرد إىل مكان آخر‪ ،‬مختلف عن‬
‫مكان إقامته‪ ،‬وتعرف بعوامل الجذب‪ .‬وقد تتضافر عوامل الطرد والجذب‬
‫لتؤدي إىل هجرة اإلنسان‪ ،‬فغياب فرص العمل هو عامل طرد من البلد‬
‫األصيل‪ ،‬وتوافر العمل يف البلد املستقبل للهجرة يكون هنا عامل جذب‬
‫للمهاجر‪.‬‬
‫أ‪ 1-‬عوامل الطرد‬
‫ميكن ان تنقسم عوامل الطرد إىل ما ييل‪:‬‬
‫اقتصادية‪ :‬الفقر الشديد هو السبب الرئييس وراء الهجرة‪ .‬والفقر هنا هو‪،‬‬
‫أحياناً‪ ،‬نتيجة حدوث مجاعة أو كارثة اقتصادية تؤديان إىل هروب السكان‪.‬‬
‫فالهجرة من جبل لبنان التي بدأت يف النصف الثاين من القرن التاسع عرش‪،‬‬
‫‪126‬‬
‫كانت بسبب ضيق األحوال االقتصادية يف املترصفية يف ذلك الحني‪ .‬وما هجرة‬
‫عرشات األلوف من األفريقيني إىل أوروبا‪ ،‬بطريقة غري رشعية‪ ،‬بالرغم من‬
‫تع ّرضهم إىل الخطر الشديد‪ ،‬إال هرباً من الفقر وبحثا ً عن أمل يف حياة أفضل‪.‬‬
‫ونذكر األمر نفسه يف هجرة العرب إىل الخليج‪ ،‬واملكسيكيني إىل الواليات‬
‫املتحدة واأللبان والرومانيني إىل أوروبا الغربية‪.‬‬
‫سياسية ودينية‪ :‬أحياناً ترجع أسباب التحركات السكانية للبحث عن الحرية‬
‫الدينية والسياسية‪ ،‬وذلك رغبة يف الفرار من االضطهادات التي تصادف‬
‫السكان يف أوطانهم األصلية؛ واملثال عىل ذلك‪ :‬حركات الهجرة الكثيفة من‬
‫أوروبا إىل أمريكا من القرن السابع عرش‪ .‬أضف إىل ذلك هجرة األرمن هربا ً‬
‫من املجازر التي طالتهم‪ .‬ومؤخرا ً هجرة السوريني إىل الدول املجاورة أو إىل‬
‫أوروبا‪ ،‬مرورا ً برتكيا‪ ،‬هربا ً من ويالت الحرب التي تعصف بسوريا منذ عام‬
‫‪.2012‬‬
‫نفسية‪ :‬كالشعور بالحرمان النسبي‪ ،‬واليأس من رفع مستوى املعيشية يف‬
‫مكان اإلقامة الحايل‪ ،‬والقلق وعدم االستقرار بسبب أحوال أمنية غري مستقرة‪،‬‬
‫كام حدث يف لبنان خالل سنوات الحرب األهلية (‪ .)1990-1975‬كام أن‬
‫للهجرة عدوى‪ ،‬ألن نجاح املهاجرين ووصول أخبارهم اإليجابية إىل ذويهم‬
‫وأصدقائهم يف الوطن األم يشجع عىل انتشار الهجرة‪.‬‬
‫دميوغرافية‪ :‬النمو السكاين الكبري وعدم كفاية املوارد للسكان يدفع اىل‬
‫الهجرة‪ ،‬وهنا قد تشجع الدول املكتظة سكانياً أبناءها عىل املغادرة بحيث‬
‫تشكل تحويالت املغرتبني لذويهم جزءا ً أساسياً من الدخل القومي‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫أ‪ 2-‬عوامل الجذب‬
‫أما عوامل الجذب‪ ،‬فيمكن أن تنقسم بدورها إىل ما ييل‪:‬‬
‫عوامل جغرافية‪ :‬مساحات األرض الشاسعة وخصوبتها وثرواتها املعدنية أو‬
‫البرتولية تجذب املهاجرين إليها‪ ،‬كام جذبت الواليات املتحدة املهاجرين من‬
‫أوروبا‪ .‬كذلك يُع ّد املناخ الجيد عامل جذب مثلام يعد املناخ اليسء عامل‬
‫طرد‪.‬‬
‫عوامل اقتصادية‪ :‬الرخاء االقتصادي‪ ،‬وتوافر فرص العمل‪ ،‬إمكانية استثامر‬
‫رؤوس األموال‪ ،‬التسهيالت التي تقدمها البلد إىل املهاجرين‪ ،‬أحوال املعيشة‬
‫وطرقها ومستوياتها؛ كلها عوامل اقتصادية جاذبة للهجرة‪ .‬أضف إىل ذلك ما‬
‫ميكن أن تقدمه بعض الدول للمهاجرين إليها‪ ،‬من األثرياء‪ ،‬من إعفاءات‬
‫رضيبية‪ ،‬بحيث تشجعهم عىل اإلقامة فيها بشكل دائم‪ ،‬مثل إمارة موناكو‬
‫وغريها من الدول‪ .‬وهنا نذكر كيف أن اكتشاف النفط يف دول الخليج‪ ،‬وحاجة‬
‫هذه الدول إىل الخربات والعاملة األجنبية فتح إليها باب الهجرة عىل‬
‫مرصاعيه‪.‬‬
‫عوامل سياسية‪ :‬إن امكانية الحصول عىل اللجوء السيايس‪ ،‬وعدم االضطهاد‪،‬‬
‫واملساواة بني عنارص السكان هي عوامل تجذب املهاجرين إىل بلدان حيث‬
‫ميكنهم العيش بسالم‪ ،‬ويقرتن هذا العامل بعوامل األمن واالستقرار‪ .‬فكانت‬
‫الهجرة إىل الواليات املتحدة حلم املاليني من الذين عاشوا وراء الستار‬
‫الحديدي يف فرتة الحرب الباردة‪ .‬ولليوم ال تزال دول الغرب مقصدا ً مفضالً‬
‫لكل من ضاقت به سبل الحياة الحرة‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫‪50‬‬
‫ب‪ -‬مقاييس الهجرة‬
‫تعترب الهجرة واحدة من الظواهر الدميوغرافية الشديدة الخطورة وخاصة إذا‬
‫مل تتمكن الدول من تقنينها مبا يتناسب مع مصالحها وحاجتها‪ .‬صحيح أن‬
‫الهجرة املغادرة قد تكون مصدرا ً لألموال من الخارج (من خالل تحويالت‬
‫املهاجرين إىل ذويهم)‪ ،‬إال أنها تفرغ البلد من طاقاته الشابة (هجرة‬
‫األدمغة)‪ .‬أما فيام يتعلق بالهجرة الوافدة‪ ،‬فيمكن أن تغرق الدولة بيد عاملة‬
‫رخيصة تنافس اليد العاملة املحلية‪ ،‬وتزيد من األزمات االجتامعية يف الدولة؛‬
‫إال أنها قد تكون رضورية لرفد الدولة بعنرص شاب وخاصة يف الدول التي‬
‫تعاين من ظاهرة التع ّمر (أملانيا مثالً)‪.‬‬
‫ب‪ 1-‬معدل الهجرة الوافدة ‪Taux D’Immigration‬‬
‫تكون من خالل نسبة عدد الوافدين إىل بلد خالل فرتة معينة‪ ،‬أو مقاطعة يف‬
‫حالة الهجرة الداخلية‪ ،‬إىل متوسط عدد السكان يف الفرتة نفسها‪.‬‬
‫عدد الوافدين يف فرتة‬
‫معدل الهجرة الوافدة= متوسط عدد السكان يف الفرتة نفسها ‪1000 x‬‬

‫ب‪ 2-‬معدل الهجرة املغادرة ‪Taux D’Emigration‬‬


‫تكون من خالل نسبة عدد املغادرين من البلد خالل فرتة معينة‪ ،‬أو املقاطعة‬
‫يف حالة الهجرة الداخلية‪ ،‬إىل متوسط عدد السكان يف الفرتة نفسها‪.‬‬

‫‪ . 50‬مصدر المعادالت الخاصة بالهجرة مأخوذ من أكثر من مصدر‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫‪ -‬برسا‪ ،‬ترجمة حال نوفل‪ ،‬معجم مصطلحات الديموغرافيا‪ ،‬مذكور سابقاً‪ ،‬ص ص‪.288.295 :‬‬
‫‪- Dupaquier, Démographie, opt .cit, p p: 168-179‬‬

‫‪129‬‬
‫عدد املغادرين يف فرتة‬
‫معدل الهجرة املغادرة= متوسط عدد السكان يف الفرتة نفسها ‪1000 x‬‬

‫ب‪ 3-‬معدل الهجرة الصافية ‪Taux Net de Migration‬‬


‫تكون من خالل نسبة صايف املهاجرين إىل البلد‪ ،‬أو املقاطعة يف حالة الهجرة‬
‫الداخلية‪ ،‬إىل متوسط عدد السكان يف فرتة معينة‪ .‬وصايف الهجرة هو الحاصل‬
‫من طرح عدد املغادرين من البلد من عدد القادمني إليه‪ .‬ففي حال كان‬
‫القادمون أكرث من املغادرين يكون الصايف إيجابياً‪ ،‬ويزيد عدد السكان‪ .‬أما‬
‫إذا كان عدد املغادرين أكرث من عدد الوافدين يكون الصايف سلبياً‪ ،‬وينقص‬
‫عدد السكان‪.‬‬
‫صايف الهجرة‬
‫معدل الهجرة الصايف= متوسط عدد السكان يف الفرتة نفسها ‪1000 x‬‬

‫صايف الهجرة= عدد الوافدين‪-‬عدد املغادرين‬


‫معدل الهجرة الصايف= معدل الهجرة الوافدة – معدل الهجرة املغادرة‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫جدول ‪ :18‬توزع بعض الدول حسب معدل الهجرة الصافية األدىن واألعىل مقارنة‬
‫‪51‬‬
‫بلبنان‪2015 ،‬‬
‫معدل الهجرة الصافية ‪2015‬‬ ‫املرتبة‬ ‫الدولة‬
‫‪22.39‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قطر‬
‫‪17.28‬‬ ‫‪2‬‬ ‫جزر العذراء الربيطانية‬
‫‪17.16‬‬ ‫‪3‬‬ ‫لوكسمبورغ‬
‫‪14.4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫جزر الكاميان‬
‫‪14.05‬‬ ‫‪5‬‬ ‫سنغافورة‬
‫‪-1.1‬‬ ‫‪150‬‬ ‫لبنان‬
‫‪-13.63‬‬ ‫‪218‬‬ ‫جمهورية الناورو‬
‫‪-17.84‬‬ ‫‪219‬‬ ‫تونغا‬
‫‪-19.79‬‬ ‫‪220‬‬ ‫سوريا‬
‫‪-20.93‬‬ ‫‪221‬‬ ‫ميكرونيزيا‬
‫‪-21.13‬‬ ‫‪222‬‬ ‫جزر الساموا األمريكية‬

‫‪ .2‬النمو السكاين‬
‫يعد النمو السكاين يف العامل من أبرز الظواهر الدميوغرافية يف العرص الحديث‪،‬‬
‫حيث ميثل تح ّدياً هاماً للبرشية‪ ،‬وخاصة بالنسبة للشعوب النامية التي يتزايد‬
‫سكانها مبعدل كبري يفوق معدل النمو االقتصادي‪ .‬ويرتبط منو السكان‬
‫بالزيادة الطبيعية‪ ،‬وهي الفرق بني املواليد والوفيات دون أن تدخل الهجرة‬

‫‪ . 51‬م صدر المعلومات المتعلقة بمعدل الهجرة الصافية لعام ‪ 2015‬من موقع كتاب الوقائع ‪CIA World‬‬
‫‪ ،Fact Book‬على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪https://www.cia.gov/library/publications/the-world-‬‬
‫‪factbook/rankorder/2112rank.html‬‬
‫‪131‬‬
‫يف حسابها‪ .‬وتعتمد دراسة النمو السكاين عىل مقياس هام وهو معدل النمو‬
‫السكاين‪ .‬ويحسب هذا املعدل بطريقتني‪:‬‬
‫حسب الفرق بني أعداد السكان يف تعدادين مختلفني‪ ،‬كأن نقارن بني عدد‬
‫السكان يف دولة واحدة خالل فرتة زمنية محددة‪ .‬والفارق يف عدد السكان‬
‫يحدد مقدار النمو السكاين‪.‬‬
‫تقدير معدل التغيري من سجالت املواليد والوفيات‪ .‬أي أن يحسب عدد‬
‫املواليد وعدد الوفيات ويتم حساب الفرق بني الرقمني وينسب إىل متوسط‬
‫عدد السكان لنحصل عىل معدل النمو الطبيعي‪.‬‬

‫أ‪ -‬معادالت منو السكان‬


‫يتأثر حجم السكان بأربع معطيات أساسية‪ ،‬وهي‪ :‬الوالدات ‪ ،N‬الوفيات ‪،D‬‬
‫الهجرة الوافدة ‪ ،I‬والهجرة املغادرة ‪.E‬‬
‫وحني تدخل هذه املعطيات يف حساب منو السكان من عام إىل آخر‪ ،‬نحصل‬
‫عىل املعادلة التالية‪:‬‬
‫)‪P2=P1+(N-D+I-E‬‬

‫حيث ‪ P2‬هو عدد السكان يف السنة الالحقة‪ ،‬و ‪ P1‬هو عدد السكان يف السنة‬
‫السابقة التي حصلت فيها األحداث ‪.N, D, I, E‬‬
‫ميكن لعدد السكان يف املرحلة الالحقة أن ينخفض إذا كان مجموع الزيادة‬
‫سلبياً‪ ،‬كأن يكون عدد الوفيات مرتفعاً أكرث من عدد الوالدات‪ ،‬والهجرة‬
‫الوافدة أقل من الهجرة املغادرة‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫يدل مجموع مركبات النمو‪ ،‬أي الوالدات والوفيات والهجرة‪ ،‬عىل منو السكان‬
‫خالل سنة‪ .‬أما إذا أزلنا الهجرة من املعادلة‪ ،‬نحصل عندها عىل النمو‬
‫الطبيعي للسكان‪ .‬هكذا‪:‬‬
‫النمو الطبيعي للسكان= الوالدات – الوفيات‬
‫النمو السكاين= الوالدات – الوفيات ‪ +‬الهجرة الوافدة – الهجرة املغادرة‬
‫والدات‪−‬وفيات‬
‫معدل النمو الطبيعي للسكان = متوسط عدد السكان يف الفرتة نفسها ‪.1000x‬‬

‫والدات‪−‬وفيات‪+‬هجرة وافدة‪−‬هجرة مغادرة‬


‫‪.1000 x‬‬ ‫معدل منو للسكان =‬
‫متوسط عدد السكان يف الفرتة نفسها‬

‫تدل املعادلة األوىل عىل عدد السكان بعد سنة واحدة‪ ،‬وانطالقاً من‬
‫عدد السكان يف السنوات السابقة‪ ،‬باإلضافة إىل مركبات النمو‪ .‬أما إذا أراد‬
‫الباحث أن يحسب عدد السكان بعد فرتة طويلة‪ ،‬أي أكرث من سنة‪ ،‬ميكنه‬
‫اللجوء إىل املعادلة املركبة‪ ،‬التي تأخذ بعني االعتبار معدل النمو وعدد‬
‫السنوات‪ .‬ويشرتط هنا الستخدام املعادلة أن يكون معدل النمو ثابتاً طيلة‬
‫الفرتة املمتدة من سنة البداية إىل سنة التوقع‪.‬‬
‫‪P2=P1(1+r)t‬‬

‫‪ P2‬هي سنة التوقع‪.‬‬


‫‪ Pj‬هي السنة األصلية‬
‫‪ r‬معدل النمو السنوي وهي نفسها معادلة الزيادة السكانية‪:‬‬

‫‪133‬‬
‫𝐸‪𝑁−𝐷+𝐼−‬‬
‫متوسط عدد السكان =‪r‬‬

‫‪ t‬عدد السنوات‬

‫يف حال نريد الحصول عىل ‪:P1‬‬


‫‪2‬‬‫𝑃‬
‫)𝑟‪P1= (1+‬‬ ‫𝑡‬

‫يف حال نريد الحصول عىل ‪:t‬‬


‫‪𝑃2‬‬
‫‪𝑃1‬‬
‫)𝑟‪t= log(1+‬‬

‫يف حال نريد الحصول عىل ‪:r‬‬


‫𝑡‬ ‫𝑃‬
‫‪r= √ 2 – 1‬‬
‫‪𝑃1‬‬

‫يف حال نريد معرفة الوقت الالزم ليتضاعف عدد السكان‪:‬‬


‫‪𝑙𝑜𝑔2‬‬
‫)𝑟‪t= log(1+‬‬

‫‪134‬‬
‫خالصة‬

‫يف نهاية املطاف ال بد من التذكري بأن الهم األسايس لها الكتاب هو تقديم‬
‫األدوات الالزمة للتحليل الدميوغرايف األسايس‪ ،‬للعاملني يف حقل العلوم‬
‫االجتامعية أو لغري العاملني بها‪ ،‬واملهتمني بفهم بعض املسائل الدميوغرافية‬
‫اإلحصائية‪ .‬فالتداخل الحاصل بني الدميوغرافيا والنشاطات العلمية‬
‫واالقتصادية األخرى أصبح يتطلب دراي ًة‪ ،‬وإن بسيطة‪ ،‬بطرق التحليل‬
‫الدميوغرايف‪.‬‬
‫وحني يكون البحث املعمق مبسائل الدميوغرافيا‪ ،‬لبنانياً‪ ،‬من املحرمات‪ ،‬تتضح‬
‫مدى خطورة هذا العلم ومدى أهميته يف آن‪ .‬فكل ما ينقص الباحث يف‬
‫الدميوغرافيا اللبنانية هو األرقام‪ ،‬وأعني بها األرقام التامة‪ ،‬وليس املقتطعة‬
‫من عينات قد يشك الباحث يف صحتها‪ .‬إال أننا‪ ،‬ويف انتظار مثل هذه اللحظة‬
‫التي تتيح املجال أمام الباحثني للتمحص مبجمل املعطيات عىل الصعيد‬
‫الوطني‪ ،‬نكتفي بتقديم األدوات والتقنيات الالزمة للمهتمني بهذا العلم‪ ،‬يف‬
‫انتظار اليوم الذي تفرج فيه عن املعطيات واألرقام األسرية‪.‬‬
2
‫املالحق‬

‫جدول ‪ :19‬سكان العامل ‪Population Clock52‬‬


‫الدول األكرث تقدما ً الدول األقل تقدما ً‬ ‫العامل‬
‫‪6 163 842 020‬‬ ‫‪1 254 309 821‬‬ ‫‪7 418 151 841‬‬ ‫عدد السكان‬
‫‪133 468 215‬‬ ‫‪13 714 857‬‬ ‫‪147 183 065‬‬ ‫يف السنة‬
‫‪365 666‬‬ ‫‪37 575‬‬ ‫‪403 241‬‬ ‫يف اليوم‬ ‫الوالدات‬
‫‪254‬‬ ‫‪26‬‬ ‫يف الدقيقة ‪280‬‬
‫‪44 807 108‬‬ ‫‪12 580 616‬‬ ‫‪57 387 752‬‬ ‫يف السنة‬
‫‪122 759‬‬ ‫‪34 467‬‬ ‫‪157 227‬‬ ‫يف اليوم‬ ‫الوفيات‬
‫‪85‬‬ ‫‪24‬‬ ‫يف الدقيقة ‪109‬‬
‫‪88 661 107‬‬ ‫‪1 134 242‬‬ ‫‪89 795 313‬‬ ‫يف السنة‬
‫‪242 907‬‬ ‫‪3 108‬‬ ‫‪246 015‬‬ ‫يف اليوم‬ ‫الزيادة الطبيعية‬
‫‪169‬‬ ‫‪2‬‬ ‫يف الدقيقة ‪171‬‬
‫‪5 160 998‬‬ ‫‪35 229‬‬ ‫‪5 226 233‬‬ ‫يف السنة‬
‫‪14 140‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪14 318‬‬ ‫يف اليوم‬ ‫وفيات الرضع‬
‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬ ‫يف الدقيقة ‪10‬‬

‫‪ .52‬المصدر‪:‬‬
‫‪World Population Data Sheet, opt cit, p: 3‬‬
‫‪138‬‬
‫‪53‬‬
‫جدول ‪ :20‬توزع بعض دول العامل حسب املؤرشات الدميوغرافية واالقتصادية األساسية‬
‫الدخل القومي‬ ‫نسبة‬ ‫مجموع‬ ‫معدل‬ ‫عدد‬ ‫توقع‬ ‫صايف‬ ‫عدد‬
‫اإلجاميل‬ ‫السكان‬ ‫نسبة السكان‬ ‫توقع الحياة عند‬ ‫توقع الحياة عند‬ ‫الوفيات‬ ‫الوالدات‬ ‫السكان‬
‫الوالدات‬ ‫وفيات‬ ‫عام‬ ‫السكان‬ ‫الهجرة‬
‫للفرد‬ ‫أكرث من‬ ‫دون ‪ 15‬سنة‬ ‫الوالدة لإلناث‬ ‫الوالدة للذكور‬ ‫(باأللف)‬ ‫(باأللف)‬ ‫‪2016‬‬
‫املحولة‬ ‫الرضع‬ ‫‪2050‬‬ ‫(باأللف)‬
‫(بالدوالر)‬ ‫‪ 65‬سنة‬
‫(باملليون)‬
‫‪8‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪9869‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪7418‬‬ ‫العامل‬
‫‪140720‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫قطر‬
‫‪81190‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫سنغافورة‬
‫‪56430‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪5.8‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪398.3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪323.9‬‬ ‫الواليات املتحدة‬
‫‪48260‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪82.6‬‬ ‫أملانيا‬
‫‪44570‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪41.3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪24.1‬‬ ‫أسرتاليا‬
‫‪44100‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪72.3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪64.6‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪38870‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪100.6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪125.3‬‬ ‫اليابان‬
‫‪35850‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪63.5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪60.6‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪35680‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫نيوزيلندا‬
‫‪32456‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪40‬‬ ‫أوقيانيا‬
‫‪32419‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪728‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪740‬‬ ‫أوروبا‬
‫‪30077‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪1221‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪998‬‬ ‫أمريكا‬
‫‪23790‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪136.4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪144.3‬‬ ‫روسيا‬

‫‪ .53‬مصدر هذه المعلومات‪World Population Data Sheet, opt cit, pp: 10-19 :‬‬
‫نسبة‬ ‫مجموع‬ ‫معدل‬ ‫عدد‬ ‫توقع‬
‫الناتج املحيل‬ ‫نسبة السكان‬ ‫توقع الحياة عند‬ ‫توقع الحياة عند‬ ‫صايف الهجرة‬ ‫الوفيات‬ ‫الوالدات‬ ‫عدد السكان‬
‫السكان‬ ‫الوالدات‬ ‫وفيات‬ ‫عام‬ ‫السكان‬
‫اإلجاميل‬ ‫دون ‪ 15‬سنة‬ ‫الوالدة لإلناث‬ ‫الوالدة للذكور‬ ‫(باأللف)‬ ‫(باأللف)‬ ‫(باأللف)‬ ‫‪2016‬‬
‫أكرث من‬ ‫املحولة‬ ‫الرضع‬ ‫‪2050‬‬
‫‪ 65‬سنة‬
‫‪17150‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪163.8‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪128.6‬‬ ‫املكسيك‬
‫‪15020‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪226.3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪206.1‬‬ ‫الربازيل‬
‫‪14160‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪1343.9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪1378‬‬ ‫الصني‬
‫‪14120‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪54‬‬ ‫لبنان‬
‫‪12830‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪75.2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪55.7‬‬ ‫أفريقيا الجنوبية‬
‫‪11969‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪5327‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪4437‬‬ ‫آسيا‬
‫‪10690‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪168.8‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪93.5‬‬ ‫مرص‬
‫‪7810‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪8.1‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪33.6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪42.7‬‬ ‫أوكرانيا‬
‫‪6020‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪1708‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1328.9‬‬ ‫الهند‬
‫‪5350‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪344‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪203.4‬‬ ‫باكستان‬
‫‪4802‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪2527‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪1203‬‬ ‫أفريقيا‬
‫‪2620‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪134.8‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪54.2‬‬ ‫تنزانيا‬
‫‪2110‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪38.5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪14.5‬‬ ‫تشاد‬
‫‪950‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪68.9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪19.7‬‬ ‫النيجر‬

‫‪ . 54‬تشير هذه اإلحصاءات إلى أن عدد سكان لبنان هو ‪ 6.2‬مليون نسمة‪ ،‬والحقيقة أن معظم االحصاءات األجنبية المصدر تشير إلى رقم مشابه والسبب في هذه األمر هو اعتبار‬
‫النازحين السوريين والالجئين الفلسطينيين من ضمن السكان‪ ،‬وذلك وفقا ً للتعريف الذي يقول أن كل شخص يقطن في مكان معين لمدة تزيد عن ‪ 6‬أشهر فهو يصبح ساكنا ً في هذه‬
‫المنطقة‪ .‬أي أن هذا الرقم يشمل جميع المقيمين على األراضي اللبنانية‪ ،‬بغض النظر عن الوضع القانوني لإلقامة‪.‬‬
5
‫الئحة املراجع واملصادر‬

‫‪ .1‬املراجع باللغة العربية‬


‫‪ ‬برسا‪ ،‬روالن؛ ترجمة حال نوفل‪ ،‬معجم املصطلحات الدميوغرافية‪ ،‬املؤسسة الجامعية للدراسات‬
‫والنرش والتوزيع‪ ،‬بريوت‪1989 ،‬‬
‫‪ ‬جلبي‪ ،‬عيل عبد الرزاق‪ ،‬علم اجتامع السكان‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪1984 ،‬‬
‫‪ ‬عطيه‪ ،‬شوقي؛ السكان يف لبنان‪ :‬من الواقع السيايس إىل التغري االجتامعي واالقتصادي‪ ،‬دار‬
‫نلسن‪ ،‬بريوت‪2014 ،‬‬
‫‪ ‬عطيه‪ ،‬عاطف؛ عطيه‪ ،‬شوقي؛ جغرافية السكان‪ :‬االتجاهات والتحديات البيئية املعارصة‪ ،‬جروس‬
‫برس‪ ،‬طرابلس‪2016 ،‬‬
‫‪ ‬املرشوع العريب لصحة األرسة‪ ،‬دليل السكان‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬القاهرة‪2009 ،‬‬

‫‪ .2‬املراجع باللغات األجنبية‬


‫أ‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ Donald, Winch; Malthus: A very short introduction, Oxford University‬‬
‫)‪Press, Oxford, 2013 (eBook Edition‬‬
‫‪ Dupaquier, Michel Démographie, PUF, Paris, 2001‬‬
‫‪ Gani, Léon ; Simmat-Durand, Laurence ; Démographie Expliquée :‬‬
‫‪Méthodes d’Analyse et Etudes de Cas, Nathan, Paris, 2001‬‬
‫‪ Kohler, Hans-Peter; and James, Vaupel; Demography and its Relation to‬‬
‫‪Other Disciplines, in Position of Demography Among Other Disciplines‬‬
‫‪(Edited by Zdenek Pavlik), Charles University, Prague, 2000‬‬

‫‪142‬‬
 Mandal, Ananya; Obesity and Infertility, News Medical, Last accessed 18-9-
2016, retrieved from: http://www.news-medical.net/health/Obesity-and-
Infertility.aspx
 Population Reference Bureau, World Population Data Sheet 2016, PRB,
2016
 Rollet, Catherine ; Introduction à la Démographie, Nathan, Paris, 2001.
 Soare, Florin S. ; Ceausescu’s Population Policy, European Journal of
Government and Economics, V2N1, June 2013.
 Vallin, Jaques ; La Démographie, 3eme Edition, La Découverte, Paris, 2002
 WHO, World Health Statistics 2016, World Health Organization, May 2016

‫ مقاالت من مواقع الكرتونية‬-‫ب‬


 Charles Hirschman, Stewart E. Tolnay, Social Demography, in
Handbook of Population, p: 419. Retrieved from:
http://faculty.washington.edu/charles/new%20PUBS/A103.pdf
 HFEA, Infertility, Human Fertilization and Embryology
Authority, last accessed 18-9-2016, retrieved from:
http://www.hfea.gov.uk/infertility.html
 PEW, Religious Groups’ Official Positions on Abortion, Pew
Research Center, 16-1-2013, Retrieved from:
http://www.pewforum.org/2013/01/16/religious-groups-official-
positions-on-abortion/
 Poor Law 1601, Socialist Health Association, Retrieved from:
http://www.sochealth.co.uk/national-health-service/health-
law/poor-law-1601/
)‫ مواقع إلكرتونية (إحصاءات وبيانات‬-‫ج‬
 http://data.worldbank.org/indicator/SP.DYN.CBRT.IN?order=wb
api_data_value_2010+wbapi_data_value+wbapi_data_value-
last&sort=desc
 http://www.census.gov/population/international/data/idb/region.
php
 http://www.prb.org/pdf16/prb-wpds2016-web-2016.pdf
 https://thesocietypages.org/socimages/2010/03/08/the-graying-of-
america/
 https://www.cia.gov/library/publications/the-world-
factbook/fields/2177.html
 https://www.cia.gov/library/publications/the-world-
factbook/rankorder/2112rank.html
 https://www.populationeducation.org/content/what-are-different-
types-population-pyramid
‫الئحة الجداول والرسوم‬

‫‪ .1‬الئحة الجداول‬
‫جدول ‪ :1‬نسبة الفئة العمرية ‪ 14-0‬من إجاميل عدد السكان يف عدد من الدول‪41 .......................... 2016 ،‬‬
‫جدول ‪ :2‬نسبة الفئة العمرية ‪ 64-15‬من إجاميل عدد السكان يف عدد من الدول‪42 ........................ 2016 ،‬‬
‫جدول ‪ :3‬نسبة الفئة العمرية ‪ +65‬من إجاميل عدد السكان يف عدد من الدول‪43 ........................... 2016 ،‬‬
‫جدول ‪ :4‬توزع بعض الدول حسب نسب اإلعالة الخام األدىن واألعىل مقارنة بلبنان‪46 .....................2015 ،‬‬
‫جدول ‪ :5‬وفيات جيل ‪81 ................................................................................................................ 1910‬‬
‫جدول ‪ :6‬جدول الوفاتية واحتامل الوفاة والبقاء ‪83 ...................................................................................‬‬
‫جدول ‪ :7‬منوذج لجدول الوفاتية والبقاء ‪84 ...............................................................................................‬‬
‫جدول ‪ :8‬حساب الخلف النهايئ واملستوىف يف عمر ‪ 35‬يف مرص لجيل محدد ‪100 .........................................‬‬
‫جدول ‪ :9‬حساب معدل التكاثر الصايف يف مرص لجيل محدد‪101 ................................................................‬‬
‫جدول ‪ :10‬معدالت الخصوبة العمرية لإلناث يف فرنسا‪103 ............................................................ 1984 ،‬‬
‫جدول ‪ : 11‬توزع الدول حسب األعىل واألدىن مبعدل الوالدية الخام (باأللف) مقارنة بلبنان‪106 ........ 2014 ،‬‬
‫جدول ‪ :12‬موقع لبنان بني الدول األعىل واألدىن بالنسبة ملؤرش الخصوبة املركب ‪107 ......................... 2016‬‬
‫جدول ‪ :13‬ارتباط الخصوبة بفئات العمر العريضة يف بعض الدول حول العامل‪108 ........................... 2016 ،‬‬
‫جدول ‪ :14‬توزع بعض الدول يف العامل حسب معدالت الوفيات الخام يف عامي ‪ 1964‬و‪115 ............... 2014‬‬
‫جدول ‪ : 15‬توزع بعض الدول حسب معدالت الوفاتية األدىن واألعىل الخام مقارنة بلبنان‪120 ...........2014 ،‬‬
‫جدول ‪ :16‬توزع بعض الدول حسب توقع الحياة األدىن واألعىل عند الوالدة مقارنة بلبنان‪121 ......... 2015 ،‬‬
‫جدول ‪ :17‬توزع بعض الدول حسب معدل وفيات الرضع األدىن واألعىل مقارنة بلبنان‪122 .............. 2015 ،‬‬
‫جدول ‪ :18‬توزع بعض الدول حسب معدل الهجرة الصافية األدىن واألعىل مقارنة بلبنان‪131 ............ 2015 ،‬‬
‫جدول ‪ :19‬سكان العامل ‪138 ..................................................................................... Population Clock‬‬
‫جدول ‪ :20‬توزع بعض دول العامل حسب املؤرشات الدميوغرافية واالقتصادية األساسية ‪139 .........................‬‬
‫الئحة األشكال‬ ‫‪.2‬‬
‫الرسم‪ : 1‬منحنى الذكورة‪ ،‬لبنان‪54.................................................................................................... 2004 ،‬‬
‫الرسم‪ : 2‬النامذج الرئيسية ألهرام األعامر‪57.................................................................................................‬‬
‫الرسم‪ : 3‬تصنيف األهرام حسب تطور حجم السكان ‪59................................................................................‬‬
‫الرسم‪ : 4‬تطور هرم األعامر يف الواليات املتحدة بني عام ‪ 1900‬وعام ‪60................................................. 2050‬‬
‫الرسم‪ : 5‬هرم األعامر‪ ،‬رومانيا‪66...................................................................................................... 2015 ،‬‬
‫الرسم‪ : 6‬هرم األعامر‪ ،‬الصني‪66........................................................................................................ 2015 ،‬‬
‫الرسم‪ : 7‬هرم األعامر‪ ،‬لبنان‪68......................................................................................................... 1995 ،‬‬
‫الرسم‪ : 8‬هرم األعامر‪ ،‬لبنان‪68......................................................................................................... 2015 ،‬‬
‫الرسم‪ : 9‬هرم األعامر‪ ،‬سوريا ‪69......................................................................................................... 1995‬‬
‫الرسم‪ : 10‬هرم األعامر‪ ،‬سوريا ‪69....................................................................................................... 2015‬‬
‫الرسم‪ : 11‬هرم األعامر‪ ،‬االمارات العربية املتحدة ‪70............................................................................ 1995‬‬
‫الرسم‪ : 12‬هرم األعامر‪ ،‬االمارات العربية املتحدة ‪70............................................................................ 2015‬‬
‫الرسم‪ : 13‬هرم األعامر‪ ،‬فرنسا ‪71....................................................................................................... 1995‬‬
‫الرسم‪ : 14‬هرم األعامر‪ ،‬فرنسا ‪71....................................................................................................... 2015‬‬
‫الرسم‪ : 15‬هرم األعامر‪ ،‬الواليات املتحدة ‪72........................................................................................ 1995‬‬
‫الرسم‪ : 16‬هرم األعامر‪ ،‬الواليات املتحدة‪72......................................................................................... 2015‬‬
‫الرسم‪ : 17‬هرم األعامر‪ ،‬اليابان ‪73...................................................................................................... 1995‬‬
‫الرسم‪ : 18‬هرم األعامر‪ ،‬اليابان ‪73...................................................................................................... 2015‬‬
‫الرسم‪ : 19‬هرم األعامر‪ ،‬أملانيا ‪74........................................................................................................ 1995‬‬
‫الرسم‪ : 20‬هرم األعامر يف أملانيا ‪74..................................................................................................... 2015‬‬
‫الرسم‪ : 21‬منوذج عن مخطط لكسيس فارغ ‪76.............................................................................................‬‬
‫الرسم‪ : 22‬صورة قطعية من مخطط لكسيس ‪77...........................................................................................‬‬
‫الرسم‪ : 23‬طرق وضع البيانات عىل مخطط لكسيس ‪78.................................................................................‬‬
‫الرسم‪ : 24‬طرق متثيل املعلومات يف جدول لكسيس حسب العمر والجيل والتاريخ ‪79......................................‬‬
‫املحتويات‬

‫مقدمة ‪7.............................................................................................................................................‬‬
‫القسم األول ‪:‬املنهج يف علم السكان ‪9..............................................................................................‬‬
‫الفصل األول ‪:‬مصادر البيانات السكانية ‪11 ..........................................................................................‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬منهج البحث يف علم السكان ‪25 .....................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنى السكان ‪37 ............................................................................................................‬‬
‫القسم الثاين ‪:‬متثيل اإلحصاءات الدميوغرافية ‪51 .................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬منحنى الذكورة وهرم األعامر‪53 .....................................................................................‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬مخطط ليكسيس ‪75 ......................................................................................................‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬مركبات النمو ‪89 ......................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الخصوبة ‪91 ..................................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬الوفات ّية ‪110 ..................................................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث ‪:‬الهجرة ومنو السكان ‪124 ..............................................................................................‬‬
‫خالصة ‪136 ........................................................................................................................................‬‬
‫املالحق ‪138 .......................................................................................................................................‬‬
‫الئحة املراجع واملصادر ‪142 ................................................................................................................‬‬
‫الئحة الجداول والرسوم ‪146 ...............................................................................................................‬‬
‫املحتويات ‪148 ...................................................................................................................................‬‬

‫© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ‪2020‬‬

You might also like