Professional Documents
Culture Documents
النظام القانوني للسكنات الوظيفية في التشريع الجزائري
النظام القانوني للسكنات الوظيفية في التشريع الجزائري
مع تحيات:
رباحي هاجر
اإلهداء
أهدي ثمرة عملي
إلى إخوتي جميعا وأخص بالذكر أخي ناصر الذي ساندني طيلة مشواري
الدراسي.
مع تحيات:
بوزيد فاطمة زهرة
شكر وتقدير
نشكر اهلل عزوجل ونحمده حمدا كثي ار على توفيقه لنا وتذليله للصعوبات في
وعن الرسول صلى اهلل عليه وسلم ،قال" :من لم يشكر الناس لم يشكر اهلل ،ومن
وعليه نتقدم بجزيل الشكر لألستاذ المشرف الفاضل "زعادي محمد جلول" على
تعبه معنا ومساعدته لنا ،والذي لم يبخل علينا بتوجيهاته ونصائحه القيمة التي
كانت عونا لنا في إتمام هذا العمل زاده اهلل رفعة وارتقاء في الدرجات العلمية
وباالمتنان على ما قدموه لنا من المعونة والمساعدة والنصح والمشورة مما كان
له في الوقع الحسن على قلوبنا والح اررة الكبيرة التي غذت إرادتنا للخروج بهذا
إلى إخوتي جميعا وأخص بالذكر أخي ناصر الذي ساندني طيلة مشواري الدراسي.
ف اطمة زهرة
قائمة أهم المختصرات
ص :صفحة
السكن بصفة عامة له دور أساسي وفعال في تحقيق الرقي والتنمية الشاملة للدول ،ولهذا
على الدول أن تتدخل بسلطتها العامة لضبط وتنظيم هاذ القطاع الحساس.
وفي هذا اإلطار اتخذت الحكومة الجزائرية عدة ق اررات تؤدي إلى انتهاج سياسة حكيمة والتي تفرض
تغييرات جذرية بهدف رفع مستوى معيشة الفرد ،وتحسين ظروف السكن وذلك بإنشاء مجموعة من
الهيئات التي تسهر على تنظيم وتسيير المساكن مثل ديوان الترقية والتسيير العقاري ) (OPGIالذي
تم إنشاؤه بموجب المرسوم التنفيذي رقم 143-76واألمر ،76-93كما تم إنشاء مديريات أمالك
الدولة بموجب القانون 30-90المؤرخ في 1990/12/01المتضمن قانون األمالك الوطنية.
حيث نجد أن الجزائر عمال باألمر 157-62المؤرخ في 1962/12 /31الذي يسمح باالعتماد
على القوانين الفرنسية بعد االستقالل إال ما يتعارض منها مع السيادة الوطنية ،طبقا لقرار المؤرخ
في 24جوان 1949الذي يمنح للموظفين المرسمين الذين كان للمصلحة المشغلة لهم مساكن،
ومن هذا المنطلق نجد أن السكن الوظيفي يعتبر من أولويات الموظف العام سواء كان هذ السكن
لضرورة الخدمة الملحة أو لصالح الخدمة باعتبار أنه يقوم بدور كبير في إدارة وتسيير الشؤون
العامة ومن ثم ضمان استم اررية المرافق العامة ،وفي هذا اإلطار نجد بأن المشرع الجزائري عمل
جاهدا على تحسين وتطوير اإلطار القانوني للسكنات الوظيفية ،بتعديل القوانين المتعلقة بها ،أخذا
بعين االعتبار السياسة المنتهجة من طرف الدولة واإلصالحات التي انتهت إليها ،وكذا سعي
المصالح المختصة إلى تغطية جميع النقائص المتعلقة بالسكنات الوظيفية ،فبالرغم من كل هذه
التعديالت القانونية للسكنات الوظيفية إال أننا نجدها تثير العديد من المنازعات.
-1أهمية الدراسة:
نجد أن هذا الموضوع له أهمية بالغة سواء من الناحية العلمية أو من الناحية الموضوعية:
تتبلور أهميته من الناحية العلمية في كونه يعطينا نظرة وفكرة على السكن الوظيفي المنظم من
طرف المشرع الجزائري ،وكذا ما يمكن أن يثور بشأنه من منازعات أمام القضاء ،خاصة إذا علمنا
2
مقدمة:
أن الدراسات الفقهية المتخصصة في هذا الموضوع والتي يمكن االعتماد عليها في البحوث العلمية
نادرة وقليلة جدا.
تتجلى أهميته في معرفة مدى اعتبار السكن الوظيفي من أولويات الموظف سواء بالنسبة
لضرورة الخدمة الملحة أو بالنسبة لصالح الخدمة باعتبار أن الموظفين يقومون بدور حيوي في إدارة
وتسير الشؤون العامة ،ومن ثم استمرار المرافق العامة ،وتحقيق المنفعة العامة هذا من جهة ومن
جهة أخرى ما تطرحه هاته السكنات وما تثيره من منازعات أمام القضاء كونه أن اإلدارة بحاجة
ماسة لهاته السكنات لسير مصالحها والموظف بحاجة أمس لها لتحقيق استق ارره االجتماعي.
تنبع من اهتمام الباحث بالمواضيع التي تثير وتطرح إشكاالت علمية وعملية ،وتتطلب نوع من
التحليل والتشخيص وابداء اآلراء باإلضافة إلى ميولنا للدراسات والمواضيع التي ال تقتصر على
الجانب القانوني فقط وانما لها جوانبها القضائية.
تتمثل في معرفة أهمية السكن الوظيفي كونه ممنوح لشريحة من شرائح المجتمع لها ميزتها
وخصوصيتها ودورها أال وهي موظفي القطاع العام ،باإلضافة إلى االهتمام الكبير وكثرة الحديث
في اآلونة األخيرة على السكنات الوظيفية واإلجراءات المتبعة في ذلك ،كما نعرف كيف تعامل
المشرع الجزائري مع منح السكنات الوظيفية وتنظيمها ومعرفة كذلك أنواع المنازعات التي تثيرها.
-3اإلشكالية:
3
مقدمة:
سنحاول اإلجابة على هذه اإلشكالية من خالل خطة تتكون من فصلين كما يلي:
نتناول في الفصل األول :منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري ،حيث يعتبر السكن
الوظيفي من أولويات الموظف العام ،فانطالقا من اإلطار القانوني المنظم للسكن الوظيفي ،نجد أن
المشرع الجزائري رسم حدود لمنحها ،وهذا بوضعه شروط وأسباب يمنح من أجلها السكن الوظيفي،
كما نجده حدد كيفية إصدار ق اررات منح السكن الوظيفي وفق إجراءات معينة.
أما في الفصل الثاني سنتناول :المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية ،فبالرغم من أن المشرع
الجزائري ،قام بضبط النظام القانوني للسكنات الوظيفية ،إال أن هذه األخيرة كانت والزالت تثير العديد
من المنازعات ،حيث استمر تنازع االختصاص بين القضاء اإلداري والقضاء العادي للفصل في
الدعاوى المتعلقة بالسكنات الوظيفية.
-4المنهج المتبع:
-المنهج التحليلي:
المتعلق أساسا بموضوع بحثنا ،وذلك بالرجوع إلى المراجع الخاصة بالنظام القانوني للسكنات
الوظيفية ،وكذا تحليل النصوص التشريعية.
-المنهج الوصفي:
الذي استعمل في وصف أنواع اإلجراءات المتبعة لمنح السكن الوظيفي ،وكذا إبراز أنواع
المنازعات التي تثيرها السكنات الوظيفية.
4
الفصل األول
منح السكن الوظيفي في
التشريع الجزائري
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
تمهيد:
يعتبر السكن الوظيفي من أولويات الموظف العام ،سواء كان هذا السكن لضرورة الخدمة
الملحة أو لصالح الخدمة ،باعتبار أنه يقوم بدور كبير في إدارة وتسيير الشؤون العامة ،ومن ثم
ضمان استم اررية المرافق العامة ،لذلك فقد تدخل المشرع الجزائري في وضع سبل ناجحة وطرق
حكيمة في كيفية شغل هذه السكنات الوظيفية ،وهذا بموجب المرسوم التنفيذي رقم 10-89المؤرخ
في 07فبراير 1989م المحدد لكيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة،
أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،1الذي جاء فيه ما يلي" :تحدد أحكام هذا
المرسوم كيفيات شغل المساكن أو الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة ،أو لصالح الخدمة وشروط
2
قابلية منح هذه المساكن".
باإلضافة إلى القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 12شوال 1409ه الموافق لـ 17ماي
1989م ،يحدد قائمة الوظائف والمناصب التي تخول حق االمتياز في المساكن بحكم ضرورة
الخدمة الملحة أو لصالح الخدمة ،وشروط قابلية منح هذه المساكن ،3المعدل بموجب القرار
4
الوزاري المشترك المؤرخ في 22ذي القعدة عام 1422ه الموافق لـ 05فبراير .2002
هذه النصوص التنظيمية هي التي رسمت اإلطار العام وحدود منح السكنات الوظيفية
وجعلت لها نطاق خاص بها ،والتي سيتم تناولها من خالل دراستنا لهذا الفصل ،حيث سيتم تناول
-1مرسوم تنفيذي رقم 10-89مؤرخ في 07فبراير ،1989المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة
الخدمة الملحة ،أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،الجريدة الرسمية ،العدد ،06المؤرخ في 08فبراير .1989
-2راجع :المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة
الخدمة الملحة ،أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
-3قرار وزاري مشترك مؤرخ في 12شوال عام 1409ه الموافق لـ 17مايو سنة ،1989المتعلق بتحديد قائمة الوظائف
والمناصب التي تخول حق االمتياز في المساكن بحكم ضرورة الخدمة الملحة أو لصالح الخدمة وشروط قابلية منح هذه المساكن،
الجريدة الرسمية ،العدد ،21صادر بتاريخ 24ماي .1989
-4قرار وزاري مشترك مؤرخ في 22ذي القعدة عام 1422ه الموافق لـ 05فبراير سنة ،2002يعدل القرار الوزاري المشترك
المؤرخ في 12شوال عام 1409ه الموافق لـ 17مايو سنة 1989م ،الذي يحدد قائمة الوظائف والمناصب التي تخول حق
االمتياز في المساكن بحكم ضرورة الخدمة الملحة أو لصالح الخدمة وشروط قابلية منح هذه المساكن ،الجريدة الرسمية ،العدد
،20صادر بتاريخ 20مارس 2002م.
6
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
المعايير المعتمد عليها لمنح السكن الوظيفي (المبحث األول) ،وكيفية إنهاء االستفادة منها والحدود
المرسومة للتنازل عنها (المبحث الثاني).
انطالقا من النصوص القانونية المنظمة للسكن الوظيفي عموما ،نجد أن المشرع الجزائري
قد رسم حدود منح السكنات الوظيفية ،وجعل لها نطاقا خاصا بها ،وعلى الرغم من ذلك يبقى
مجال السكنات الوظيفية يفرز عدة وضعيات والتي سيتم تناولها في دراستنا لهذا المبحث ،حيث
يتم التعرض إلى مفهوم منح السكنات الوظيفية (المطلب األول) ،وكذلك األسباب والشروط الواجب
توافرها لمنح هذه السكنات (المطلب الثاني) ،ثم تحديد اإلجراءات المتبعة من أجل االستفادة منها
(المطلب الثالث).
نتناول في هذا المطلب تعريف السكن الوظيفي ،وذلك بالتطرق إلى أهم المعايير التي
وضعها الفقهاء ،من أجل استخالص تعريف شامل وهذا ما سنتطرق إليه في (الفرع األول) ،ثم
نتناول أهم القوانين التي نظمت تسيير السكن الوظيفي في (الفرع الثاني).
لم يرد أي تعريف قانوني يخص السكن الوظيفي ،سواء في القانون الجزائري أو في القوانين
المقارنة ،ولكن بالرجوع إلى الجهود الفقهية المبذولة في هذا المجال نجدها ترسم المعالم األساسية
لهذا األخير ،حيث اعتبرته من أولويات الموظف العام ،سواء كان هذا السكن لضرورة الخدمة
الملحة أو لصالح الخدمة ،فهو سكن يشغله الموظف بسبب واجباته في معظم الحاالت ،يعتبر
هذا السكن فائدة عينية وال يتطلب دفع إيجار ،فقط مساهمة مالية صغيرة ،ومن ناحية أخرى يعد
7
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
السكن الوظيفي جزءا ال يتج أز من أجر الموظف ،وفي األصل يكون له هدف رئيسي وهو تسهيل
شروط ممارسة الوظائف من قبل الموظف.1
يمنح السكن الوظيفي بموجب سند االمتياز ،2الذي يعتبر قرار يصدره رئيس مصلحة
شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي أو
مدير المؤسسة بالنسبة للمساكن التي تملكها الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية
اإلدارية على التوالي ،3وتجدر اإلشارة إلى أنه يتعرض شاغلوا السكن الذين ال يثبتون حيازتهم
لسند االمتياز إلجراء الطرد بناء على طلب المصلحة أو السلطة المعينتين ،ويلزمهم بدفع اإليجار
المنصوص عليه في التنظيم المعمول به في الواقع طبقا للمادة 10من المرسوم التنفيذي
.410-89
كان السكن الوظيفي قبل سنة 1989مندرج ضمن األمالك الوطنية للدولة ،حيث كان ينظم
ويمنح وفق إجراءات منصوص عليها في القوانين التي تنظم األمالك الوطنية للدولة بصفة عامة،
من بينها أول قانون منظم لألمالك الوطنية رقم 16-84المؤرخ في 30جوان 1984الجريدة
الرسمية ،عدد ،27الذي يعد المصدر األساسي المنظم ألحكام األمالك الوطنية والحد الذي قطع
الصلة بين القوانين الفرنسية.
وبما أن السكن الوظيفي يعتبر من أولويات الموظف العام ،وباعتبار أنه أصبح له دور
كبير في إدارة وتسيير الشؤون العامة ومن ثم ضمان استم اررية المرفق العام ،تدخل المشرع
الجزائي وبين كيفية شغل المساكن الوظيفية بموجب المرسوم التنفيذي رقم 10-89المؤرخ في
07فيفري 1989المحدد لكيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة ،أو
لصالح الخدمة وشروط قابلية منح هذه المساكن ،إضافة إلى القرار الوزاري المشترك المؤرخ في
17ماي 1989المحدد لقائمة الوظائف والمناصب التي تخول حق االمتياز في المساكن بحكم
1
- le logement de fonction, journal du net ; 21/01/2019 consulté le : 15/08/2019, a 12 :30.
-2راجع المادة 02من المرسوم التنفيذي ،10-89سالف الذكر.
-3ذيب عبد السالم ،عقد اإليجار المدني ،الطبعة األولى ،الديوان الوطني لألشغال التربوية ،الجزائر ،2001 ،ص.191
-4راجع المادة ،10من المرسوم التنفيذي ،10-89سالف الذكر.
8
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
ضرورة الخدمة الملحة أو لصالح الخدمة وشروط قابلية منح هذه المساكن ،المعدل بموجب القرار
الوزاري المشترك المؤرخ في 05فيفري ،2002هذه النصوص هي التي رسمت اإلطار العام
وحدود منح المساكن الوظيفية وجعلت لها نطاقا خاصا بها.
لقد حاول المشرع الجزائري إضفاء الصبغة القانونية وتجسيد المشروعية على هذه السكنات
من خالل إصدار عدة قوانين ومراسيم تحدد شروط وأسباب االستفادة من السكن الوظيفي ،1حيث
جاء في المرسوم 10-89ما يلي" :القصد من االمتياز هو شغل مسكن يمكن أن يستجيب
لضرورة الخدمة الملحة أو يتسم بمنفعة لصالح الخدمة".2
من خالل نص المادة يتضح لنا جليا أن المشرع الجزائري قد عمل على حصر أسباب
منح االستفادة من السكن الوظيفي في سببين إثنين ،ضرورة الخدمة الملحة من جهة (الفرع
األول) ،وصالح الخدمة من جهة أخرى (الفرع الثاني) ،لذلك البد من الوقوف على هذين السببين
والتطرق إليهما ،ثم نتطرق إلى الوظائف والمناصب التي تخول االستفادة من السكن على أساس
هذين االعتبارين (الفرع الثالث).
إن عدم حصول شخص ،سواء كان موظف أو عون على سكن يكون قريب من مكان
عمله ،يؤدي إلى عدم إمكانيته تأدية مهامه على أكمل وجه ،ولهذا منح السكن الوظيفي ،وعلى
هذا األساس يتم تناول في هذا الفرع تعريف ضرورة الخدمة الملحة (أوال) ،ثم إلى شروط قيام
حالة ضرورة الخدمة الملحة (ثانيا).
-1حميدي أمين عبد الهادي ،إدارة شؤون موظفي الدولة ،بدون ذكر رقم الطبعة ،دار الفكر العربي ،مصر ،ص.12
-2أنظر المادة ،11من المرسوم التنفيذي ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة
الملحة ،أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
9
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
تعد ضرورة الخدمة الملحة أهم األسباب التي تقوم على أساسها فكرة منح السكن الوظيفي،
حيث جاء المرسوم التنفيذي 10-89في المادة 12منه ،1بحاالت قيامها وهي:
-إذا كان العون ال يستطيع أداء خدمة دون أن يكون ساكن في العمارة التي يمارس فيها
وظائفه ،أو حفي عمارة ملحقة بها ،وكان حضوره مطلوبا ليال ونها ار؛
-إذا كان العون يشغل منصب سلطة يقتضي تبعيات خاصة ويترتب عليه استعداد دائم دون
أن يكون مع ذلك ساكنا في أماكن عمله؛
-يتضح لنا من خالل الحالتين المذكورتين أعاله أن بعد سكن العون عن مكان أداء الخدمة
وعدم االستعداد لهذا األخير يكون بمثابة عائق ،وهي ما تدعى بضرورة االتصال الدائم ،أي
أن يكون العون ساكنا في العمارة التي يمارس فيها وظائفه أو عمارة تابعة لعمله ،وأن يكون
متصال بعمله اتصاال دائما في النهار وحتى في الليل؛
-كما إذا كان الموظف أو العون يشغل منصب سلطة وال يمكن أن يؤدي مهامه دون أن يكون
2
بالضرورة ساكنا في مقر عمله وهذه الحالة تدعى بخصوصية السلطة؛
-فبالنسبة للحالة األولى فمن بين األمثلة التي تجسدها نجد رئيس مصلحة االتصاالت بالوالية
والدائرة ،مدير المؤسسة العقابية ،مدير الثانوية ،وغيرهم من األعوان ،أما بالنسبة للحالة الثانية
3
مثال ذلك أعضاء الحكومة ،الوالة ،بعض المديرين المركزيين والمحليين.
-1راجع المادة 12من المرسوم التنفيذي ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة
الملحة ،أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
-2فؤاد جحيش ،القضاء اإلداري االستعجالي التحفظي وعالقته بدعوى الخروج والتخلي عن السكنات الوظيفية ،مداخلة مقدمة
وفق متطلبات المشاركة في الندوة العلمية حول القضاء اإلداري االستعجالي ،المدية ،2017 ،ص.08
-3لعميري ياسين ،لخضاري محمد ،النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات التي تثيرها ،مذكرة لنيل شهادة الليسانس،
تخصص قانون عقاري ،جامعة يحيى فارس المدية ،2011/2010 ،ص .03
10
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
إن منح السكن الوظيفي للموظف أو العون يقتضي توفر شروط صارمة وجادة ،ال بد من
تحققها حتى يتنسى لنا الوقوف أمام حالة الخدمة الملحة ،وهذه الشروط يمكن استنتاجها من المادة
12المذكورة أعاله ،وهي كاآلتي:
يجب على العون أن يشغل منصبه على مدى السنة (ويستثنى من ذلك أيام العطل) وأن
يضمن استمرار سير المصلحة التي يؤدي فيها خدمته ليال ونهارا ،باعتبار أن السكن الذي يشغله
1
هو جزء ال يتج أز من العقار المخصص لسير المصلحة.
يشتمل منصب السلطة على الوظائف التي يشغلها بعض االعوان بحكم تقلدهم مسؤوليات
مباشرة في سير المصلحة ،فهم مطالبون بالتدخل في كل وقت لضمان السير الحسن للمصلحة،
فالعون غير مطالب في هذه الحالة بالسكن في مكان عمله ،أي أنه ليس من الضروري تواجد
2
الشرطان معا في حالة ضرورة الخدمة الملحة بل يكفي توافر أحدهما.
أقر المشرع فكرة "صالح الخدمة" كسبب ثاني ،بعد سبب ضرورة الخدمة الملحة الموضح
أعاله ،حيث ال تقوم هذه الحالة ،إال بتوفر أحد العنصرين ،إما بالتطلع إلى األداء الجيد للخدمة
أو للتشجيع من أجل بروز كفاءات إضافية ،3حيث يتم تناول في هذا الفرع تعريف صالح الخدمة
(أوال) ،ثم شروطها (ثانيا).
-1إسماعيل رشيدة ،عايدة هبة اهلل ،أحكام التمويل حق اإليجار في السكنات الوظيفية ،مذكرة لنيل شهادة الليسانس في الحقوق
نظام ل.م.د ،البليدة ،2010/2009 ،ص.14
-2لعميري ياسين ،لخضاري محمد ،النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات التي تثيرها ،مذكرة لنيل شهادة الليسانس،
تخصص قانون عقاري ،المدية ،2011/2010 ،ص.04
-3فؤاد جحيش ،المرجع السابق ،ص.08
11
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
على العكس من االمتياز لضرورة الخدمة الملحة وما يترتب عليه من نتائج قانونية ،فإن
االمتياز المقدم لصالح الخدمة لفائدة الموظف يكون نتيجة لكون السكن يمثل فائدة ودفع حقيقي
للسير الحسن للمصلحة دون أن يكون ضروري بصورة مطلقة ألداء الوظيفة في حد ذاتها ،وهذا
ما جاء به المرسوم التنفيذي " :10-89يكون هناك تخصيص للخدمة ،أو تشجيع لبروز
كفاءات إضافية في نواح معينة ،ولو كان هذا السكن غير ضروري ضرورة ملحة لممارسة
الوظيفة".1
حيث يتضح لنا من خالل ما جاء في المرسوم التنفيذي المذكور أعاله أنه على عكس
المساكن الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة نجد االمتياز لصالح الخدمة ال يتطلب الحضور الدائم
في أماكن العمل فال يستدعي إلحاق العقار بهذا األخير ،فيمكن أن يكون بعيدا عنه ،وهذه الفئة
من المساكن تمنح لشرطين أساسين:
إن إجراء منح السكن الوظيفي الذي ينطبق على هذا الصنف أو النوع براعي هدفان
أساسيان يمكن تلخيصهما فيما يلي:
-1راجع الفقرة األولى من المادة 13من المرسوم ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة
الخدمة الملحة ،أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
12
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية والمستخدمين بوالية بشار ،البيض ،ورقلة،
النعامة األغواط ،الوادي ،بعض البلديات ،والية الجلفة ،بسكرة ،1نجده ينص على منح
امتياز السكن ألن من شأنه أن يؤدي إلى أداء أحسن للعون.
فمنح السكن وتخصصيه لصالح الخدمة ال يكون الدافع منه تسهيل ممارسة الوظيفة في حد
ذاتها بقدر ما يكون الدافع منه تطوير كفاءات وخبرات العون ،بمعنى أن منح السكن الوظيفي
في هذه الحالة له فائدة حتمية في سير حسن للخدمة إن صح التعبير ومن ثم سير أحسن للمرفق
العام.
وبالتالي الشيء الذي يفهم من الحالتين السابقتين (منح السكن الوظيفي بسبب ضرورة
الخدمة الملحة ومنحه لصالح الخدمة) أنه عندما يمنح السكن لهذين السببين نكون بصدد امتياز
السكن الوظيفي وبمفهوم المخالفة عندما ال يمنح السكن الوظيفي بسبب ضرورة الخدمة الملحة
أو لصالح الخدمة فهنا يكون شاغل السكن أجنبي فهي هذه الحالة قد يتعلق األمر يعقد آخر
وليس بامتياز السكن الوظيفي ،2ومن باب أولى بعقد إيجار لربما خاصة إذا علمنا أن المناصب
والوظائف التي تستفيد من السكن الوظيفي لالعتبارين المذكورين ،حددها المشرع على سبيل
الحصر ،وهذا ما سنتطرق إليه في الفرع الثالث.
عرفنا سابقا بأن منح السكن الوظيفي يكون إما بسبب الضرورة الملحة أو لصالح الخدمة،
وتبعا لهذين االعتبارين المشرع الجزائري حدد لنا شروط واجب توفرها لالستفادة من السكنات
الوظيفية والمتمثلة في الوظائف والمناصب التي تخول الحق في االستفادة من السكن الوظيفي
(أوال) ،والشروط المالية لالستفادة من السكن الوظيفي (ثانيا).
-1المرسوم التنفيذي رقم 300-95المؤرخ في 04أكتوبر ،1995المحدد لالمتيازات الخاصة الممنوحة لصالح أعوان الدولة
والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية والمستخدمين ...الخ ،الجريدة الرسمية العدد ،58الصادر بتاريخ 08أكتوبر .1995
-2لعميري ياسين ،لخضاري محمد ،المرجع السابق ،ص.05
13
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
حدد المشرع الجزائري قائمة الوظائف والمناصب التي تمنح حق االستفادة من السكن الوظيفي
على سبيل الحصر ،وذلك بموجب القرار الوزاري المشترك بين وزير السكن ووزير الداخلية
والجماعات المحلية ووزير المالية ،وبعد استطالع رأي السلطات والمؤسسات المعنية صدر القرار
الوزاري المشترك المؤرخ في 17ماي 1989المعدل بموجب القرار الوزاري المشترك المؤرخ في
05فيفري ،2002والذي ألحق به قائمتين ،قائمة حددت الوظائف والمناصب التي تخول امتياز
السكن بسبب ضرورة الخدمة الملحة ،1والذي حدد فيها المشرع الجزائري الحق في االستفادة من
السكن الوظيفي بالنسبة للقضاة بعد ما كان الحق مقتص ار على القضاة الممارسين لمناصب نوعية
إن صح التعبير ،وهذا بموجب القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 05فيفري ،2002كما حدد
أيضا قائمة الوظائف والمناصب التي تخول الحق في امتياز السكن لصالح الخدمة ،2حدد المطة
األولى من قائمة المؤسسات والهيئات العمومية األخرى اإلدارية التي تتضمن القضاة الذين ذكروا
في الملحق (أ) ،وهذا بموجب القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 05فيفري .2002
يمنح السكن الوظيفي العتبارين ،لهذا نجد أن المشرع الجزائري أعطى لكل اعتبار شروط
مالية خاصة به ،حيث نجد أنه لم ينص على شروط مالية بالنسبة لمنح السكن الوظيفي بسبب
ضرورة الخدمة الملحة ( ،)1على خالف منح السكن الوظيفي بسبب صالح الخدمة (.)2
المشرع لم ينص في المرسوم التنفيذي 10-89على أن الشخص ملزم بدفع مبلغ من المال
لالستفادة من السكن الممنوح لصالح الخدمة الملحة ،لكنه قرر فيه أنه إذا لم تكن المساكن
-1راجع الملحق ( )1من القرار الوزاري المشترك ،المؤرخ في 17ماي ،1989والمعدل بالقرار الوزاري المشترك ،المؤرخ في
05فيفري ،2002سالف الذكر.
-2راجع الملحق ( )2من القرار الوزاري المشترك ،المؤرخ في 17ماي ،1989والمعدل بالقرار الوزاري المشترك ،المؤرخ في
05فيفري ،2002سالف الذكر.
14
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة ملكا للهيئة المستخدمة ،فإن إيجارها الرئيسي المحدد وفقا للتنظيم
1
المعمول به يكون على عاتق هذه الهيئة.
ي ستشف من هذه المادة أن الهيئة المستخدمة هي التي تتحمل إيجار السكن ،ويكون ذلك
عندما السكن الممنوح لضرورة الخدمة الملحة غير مملوك للهيئة المستخدمة ،بمفهوم المخالفة أن
الهيئة المستخدمة ،بمفهوم المخالفة أن الهيئة المستخدمة ال تتحمل إيجار السكن الممنوح لضرورة
الخدمة الملحة إذا كانت مالكة له.
جاء في المرسوم التنفيذي 10-89ما يلي" :يترتب على منح المساكن لصالح الخدمة
دفع إيجار يتحمله الساكن وتحصله الهيئة المستخدمة ،ويحسب هذا اإليجار وفقا للتنظيم
2
المعمول به والمطبق على المساكن والمحالت التابعة للقطاع العمومي".
يستخلص من هذه الفقرة أن المساكن الممنوحة لصالح الخدمة تمنح بمقابل يتحمله الشاغل
وتحصله الهيئة المستخدمة وهذا ما أكدته المحكمة العليا في أحد ق ارراتها وهو القرار رقم 126083
الصادر بتاريخ 24أكتوبر ،1995الذي جاء فيه ما يلي" :من المقرر قانونا بالمادة 16من
المرسوم التنفيذي 10-89المؤرخ في 07فيفري 1989أن ثمن اإليجار الخاص بالمساكن
الممنوحة لضرورة المصلحة يتحمله الساكن وتحصله الهيئة المستخدمة ،ومتى تبين أن
الطاعن بقي يشغل السكن التابع لديوان الترقية والتسيير العقاري حتى بعد استقالته من
المؤسسة المستخدمة ،ولم يدفع مبالغ اإليجار المتأخرة رغم اإلنذارات الموجهة إليه ،فإنه
-1راجع الفقرة األولى من المادة 16من المرسوم التنفيذي ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب
ضرورة الخدمة الملحة ،أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
-2راجع الفقرة الثانية من المادة 16من المرسوم التنفيذي ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب
ضرورة الخدمة الملحة ،أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
15
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
يتحمل لوحده مسؤولية تسديدها ،وبالتالي فإن الدفع المثار من طرفه غير وجيه ويستوجب
الرفض".1
كما أكدت الفقرة األخيرة من المادة 16من المرسوم التنفيذي 10-89أن اإليجار يحسب
وفقا للتنظيم المعمول به ،والمطبق على المساكن والمحالت التابعة للقطاع العمومي ،وبرجوعنا
الى التنظيم نجد المرسوم التنفيذي 98-89المؤرخ في 20جوان 1989يحدد القواعد التي
تضبط االيجار المطبق على المساكن والمحالت التي تملكها الدولة والجماعات المحلية
والمؤسسات والهيئات التابعة لها ،2العتباره النص الذي يجدد طريقة احتساب القيمة االيجارية في
هذه المحالت والعناصر المكونة لها ،نجد المادة 32منه تنص على ما يلي" :يتم دفع مبالغ
ايجار المساكم المتنازل عنها وفقا ألحكام المادة 16من المرسوم التنفيذي 10-89المؤرخ
في 7فبراير -1989المذكور أعاله" ،والمادة 16من المرسوم التنفيذي 10-89تحيلنا الى
التنظيم مما سبق وأشرنا ،وهذا التنظيم يتمثل في المرسوم ،98-89وبالتالي فكل من المرسومين
يحيلنا الى االخر مما يطرح الكثير من التساؤالت ،وبالتالي يتعين على المشرع أن يعيد النظر
في هذا األمر وذلك إما بتعديل المادة 16بحذف فكرة اإلحالة منها إلى التنظيم والتصريح مباشرة
بأن المساكن الممنوحة لصالح الخدمة تكون مقابل إيجار ،واما ترك المادة 16على حالها،
وتعديل المادة 32من المرسوم ،98-89واضافة ما يبين لنا كيفية احتساب مبلغ اإليجار أو
على األقل تحديد مبلغ معين ،ولعل االقتراح الثاني هو األنسب ،كما تجدر اإلشارة إلى أن المشرع
الجزائري أخرج من مجال تطبيق المرسوم 98-89المساكن التي تملكها أو تحوزها المؤسسات
العمومية ذات الطابع االقتصادي عندما نص على ما يلي" :ال تعني أحكام هذا المرسوم المساكن
3
والحالت التي تملكها أو تحوزها المؤسسات العمومية االقتصادية".
-1قرار مجلس الدولة رقم 126083مؤرخ في 24أكتوبر ،1995المتعلق باإليجار الخاص بالسكن الممنوح لضرورة المصلحة،
غير منشور ،نقال عن :حمدي باشا عمر ،مبادئ القضاء العقاري ،بدون طبعة ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،باتنة ،الجزائر،
ص.33
-2المرسوم التنفيذي رقم 98-89المؤرخ في 20جوان ،1989يحدد القواعد التي تضبط اإليجار المطبق على المساكن
والمحالت التي تملكها الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات والهيئات التابعة لها ،الجريدة الرسمية ،العدد ،26صادرة بتاريخ
28جوان .1989
-3راجع الفقرة األخيرة من المادة 03من المرسوم التنفيذي ،98-89سالف الذكر.
16
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
وبالتالي المبالغ التي يدفعها المستفيد ،من السكن الممنوح إليه لصالح الخدمة من طرف
هذه المؤسسات ال تنطبق عليها أحكام هذا المرسوم ،ولعل أن هذا األمر يحدده النظام الداخلي
للمؤسسة المانحة للسكن ،وهو من باب أولى ما دام أن سند امتياز المساكن الممنوحة من طرف
هذه المؤسسات يخضع لنظامها الداخلي ،وهذا حسب ما قرره المشرع ،ولكن كوننا توصلنا إلى
أن النظام الداخلي لهته المؤسسات لم ينص ولم يتعرض لسند امتياز السكن الوظيفي ،وال يمكن
للمؤسسة العمومية االقتصادية أن تصدر سندا إداريا إال في حدود معينة ،في الواقع تتمثل في
ممارستها لصالحيات السلطة العامة ،وقيامها بتسيير مباني عامة ،بمعنى أنه في هاتين الحالتين
تمارس نشاطا إداريا ،ومن ثم تصبح كأنها هيئة أو مؤسسة إدارية تصدر مقر ار لالستفادة في
1
هاتين الحالتين وتحدد مبلغا معينا إذا كان السكن ممنوحا لصالح الخدمة.
سنتطرق في هذا المطلب إلى كيفية إصدار ق اررات منح السكن الوظيفي ،فالمرسوم التنفيذي
10-89سابق الذكر ،قد وضح لنا اإلجراءات واجبة االتباع لغرض إصدار هذه الق اررات.
فالسكن الوظيفي تختلف الجهة المالكة له ،فقد تكون الدولة مالكة له أو منتفعة به (الفرع
األول) ،كما قد يكون مملوك لمؤسسة عمومية ذات طابع إداري (الفرع الثاني) ،أو لجماعة محلية
(الفرع الثالث) ،كما أنه قد يكون مملوك لمؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي (الفرع الرابع).
حسب ما جاءت به المادة 03من المرسوم التنفيذي 10-89فإن إجراءات منح السكن
الوظيفي يتم على مرحلتين ،في المرحلة األولى يصدر المسؤول الذي وضع العون المستفيد تحت
سلطته قرار منح السكن وبإجراءات معينة (أوال) ،وفي المرحلة الثانية يصدر القرار النهائي من
طرف رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية (ثانيا).
أوال :مرحلة صدور قرار من طرف المسؤول الذي يعمل العون المستفيد تحت السلطة
كأول إجراء يقوم به مدير الهيئة المستخدمة الذي يعمل العون المستفيد تحت سلطته هو
منح أول إصدار مقرر منح السكن الوظيفي للعون المستفيد ،ثم يقوم بإرسال مقرر المنح إلى
مديرية أمالك الدولة واألمالك العقارية المختصة إقليميا ،ويرفقه باستمارة يدون فيها معلومات
شخصية خاصة بالمستفيد المتمثلة في اسم الشخص ولقبه ،والوظيفة التي يشغلها والعقار أصل
الملكية ودخله الشهري الصافي ،بمعنى معلومات تخص الموظف.
وهناك عملية تتوسط هذه المرحلة ومرحلة صدور القرار النهائي من رئيس مصلحة شؤون
أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية ،وهي ما يعرف بعملية المراقبة على مستوى مفتشية
1
تسيير األمالك العقارية.
حيث تتم هذه المراقبة عمليا من قبل رئيس المكتب المكلف بالعقود والمنازعات ،وتتجلى
هذه الرقابة في صورة تحقق وتأكد من أن المنصب الذي يشغله العون المستفيد يخوله حق
االستفادة من قرار منح السكن الوظيفي ،وبمفهوم المخالفة التأكد من أن وظيفة أو منصب هذا
الشخص المستفيد موجودة أو مندرجة ضمن قائمة الوظائف والمناصب المحددة على سبيل
الحصر في الق اررين الو ازريين المشتركين المؤرخان في 17ماي 07 1989فيفري 2002م على
التوالي وهذا حتى يكون المنح مجسدا لفكرة قانونية أخرى وهي فكرة الشرعية ،كما يتم التأكد من
جهة ثانية من أن الشخص لم يسبق له االستفادة من سكن على مستوى الوالية ،2بعدها يحرر
قرار منح حق السكن.
ثانيا :مرحلة صدور القرار من رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية
بعد االنتهاء من اإلجراءات السابقة تأتي مرحلة صدور القرار النهائي بمنح السكن من
طرف الهيئة المذكورة أعاله أو مرحلة المصادقة على قرار المنح ،حيث يرسل القرار إلى رئيس
مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية للوالية ليوقعه على ثالث نسخ يحتفظ بإحداها
على مستوى مكتب العقود والمنازعات ،وترسل نسخة إلى المسؤول الذي وضع العون المستفيد
تحت سلطته ،والنسخة األخرى يحتفظ بها في الملف لدى مفتشية تسيير األمالك العقارية ،1وذلك
يكون لهدفين ،حيث يتم االحتفاظ بنسخة من مقرر المنح بعد إدراجها ضمن الملف بالمفتشية من
أجل تسهيل عملية تحصيل المبلغ المستحق مقابل االستفادة من السكن الوظيفي الممنوح لصالح
الخدمة ،وليس بسبب الضرورة الملحة للخدمة.
يتمثل الغرض من االحتفاظ بنسخة من مقرر المنح المندرج ضمن ملف االستفادة لدى
المفتشية هو استخدامها كدليل اثبات حال حصول أي منازعة مستقبال.
الفرع الثاني :إجراءات منح السكن الوظيفي التابع للمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري
لقد نص المشرع في المادة 04من المرسوم التنفيذي 10-89على ما يلي" :يكون منح
المساكن التي تحوزها المؤسسات العمومية الوطنية ذات الطابع اإلداري ناتجا عن مقرر يصدره
مدير المؤسسة ويؤشره رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة في الوالية المختص إقليميا".
لذا فإن الدور الذي تقوم به مديرية أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية ،دور مهم
جدا وفعال ،وهذا ما هو حاصل عمليا.
السلطة المختصة بمنح السكن الوظيفي التابع للجماعات المحلية تتمثل في الوالي أو رئيس
1
المجلس الشعبي البلدي الذي يصدر قرار بمنح االمتياز لالستفادة من السكن الوظيفي.
لكن إذا ما كانت الجماعات المحلية تحوز على حق االنتفاع ،فيجب أن تم إرسال تقرير
إلى الحكومة ،فتكون اإلجراءات كما يلي :طبقا لما جاء في المادة 20من المرسوم التنفيذي رقم
42-98المؤرخ في 01فيفري 1998م المحدد لشروط الحصول على المساكن العمومية
اإليجارية ذات الطابع االجتماعي وكيفيات ذلك ،التي نصت على ما يلي" :إذا كان من الضروري
التكفل بطلب محلي ذي منفعة عامة أو ناتج عن وضعية استثنائية يقوم الوالي أو السلطة
المركزية التي تقدمت بتقديم الطلب بإرسال تقرير إلى الحكومة أو في حالة موافقة هذه األخيرة
يرخص الوزير المكلف بالسكن بتخصيص المساكن المطلوبة بغض النظر عن اإلجراءات
المنصوص عليها في هذا المرسوم" 2كما نصت المادة 05من المرسوم 71-88المؤرخ في
22مارس 1988م المحدد للشروط الخاصة التي تطبق على بيع األمالك العقارية التي شرع في
استغاللها بعد 01جانفي 1981على ما يلي" :تباع للمصالح العمومية والهيئات والجماعات
المحلية وحدها المساكن التي تملكها مكاتب الترقية والتسيير العقاري والمؤسسات والهيئات
العمومية ذات الطابع االقتصادي التي تكون وضعيتها كما يلي إما منح االمتياز بسبب ضرورة
الخدمة الملحة أو كانت مبنية داخل رحاب اإلدارات أو الهيئات أو المؤسسات أو األجهزة
3
العمومية".
-1أنظر المادة ،02مرسوم تنفيذي ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة ،أو
لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
-2المرسوم التنفيذي 42-98المؤرخ في 01فيفري 1998م ،المحدد لشروط الحصول على المساكن العمومية اإليجارية ذات
الطابع االجتماعي وكيفيات ذلك ،الجريدة الرسمية ،العدد ،5صادر بتاريخ .1998
-3المرسوم التنفيذي ،71-88المؤرخ في 22مارس 1988م ،المحدد للشروط الخاصة التي تطبق على بيع األمالك العقارية
التي شرع في استغاللها بعد 01جانفي ،1981الجريدة الرسمية ،العدد ،02الصادر بتاريخ 13جانفي 1988م.
20
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
هنا يقوم مدير أمالك الدولة بتحرير عقد اقتناء سكنات لفائدة الدولة ممثلة في الو ازرات
المعنية يسجل ويشهر في المحافظة العقارية ،بعدها يتم عملية التدوين والتعيين الكلي للسكنات،
وتسلم للو ازرة المعنية بموجب محضر تسليم ،وهنا يمكن للهيئة المستخدمة منح السكن الوظيفي
1
ألعوانها.
الفرع الرابع :إجراءات منح السكن الوظيفي التابع للمؤسسات ذات الطابع االقتصادي
أحال المشرع الجزائري سند امتياز السكن الوظيفي الذي تمنحه هذه المؤسسات إلى النظام
الداخلي للمؤسسة ،باإلضافة إلى قانونها األساسي المنظم إلجراءات منح السكن الوظيفي ،وأن
هاته المؤسسات ال يمكنها أن تصدر قرار منح السكن الوظيفي إال في حدود ما قررته المادتين
55و 56من القانون 01-88المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات االقتصادية ،والتي حددت
حالتين بحيث يوصف النشاط االقتصادي بالنشاط اإلداري ومن ثم تصدر قرار باالستفادة.2
ومن خالل هذا الوصف تصبح اإلجراءات المتبعة لمنح السكن الوظيفي لدى المؤسسات
ذات الطابع االقتصادي هي نفسها اإلجراءات التي تتبعها المؤسسة ذات الطابع اإلداري ،السابق
ذكرها ،حيث يصدر مدير المؤسسة مقرر منح ويؤشره رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك
العقارية من قبل رئيس المكتب المكلف بالعقود والمنازعات.
وفي األخير يمكن القول أنه بغض النظر عن إجراءات منح مقرر االستفادة من السكن
الوظيفي وبغض النظر عن طبيعة هذا المقرر أو السند فإنه يجب أن يكون مكتوبا ويفرغ في
3
شكل قالب مادي ليجعل منه دليل إثبات ووسيلة تسهل عملية الرقابة.
تعتبر السكنات الوظيفية أمالك عامة تابعة للدولة التي ال يجوز ألي شخص أن يحتلها
جزئيا أو كليا ،قرر المشرع منع شغل البنايات السكنية التابعة للدولة والجماعات المحلية
والمؤسسات العمومية إال بموجب سند االمتياز 1الذي تمنحه السلطة المخولة وفقا للمواد 3و4
و 05من المرسوم التنفيذي 10-89السابق الذكر ،وبمجرد صدوره يحق لصاحبه أن يشغل
السكن الوظيفي إال أنه يتميز بطابع مؤقت مرتبط بمدة زمنية ومحددة بحاالت إنهاء االستفادة
من السكن الوظيفي (المطلب األول) ،إجراءات انهاء االستفادة من السكن الوظيفي (المطلب
الثاني) ،ومجال التنازل عن السكنات الوظيفية (المطلب الثالث).
المطلب األ ول :حاالت إنهاء االستفادة من السكن الوظيفي
اعتمد المشرع الجزائري على عدة أسباب يقتضي توفرها من أجل إنهاء االستفادة من السكن
الوظيفي ،وهذا ما جاء في المرسوم التنفيذي 10-89بما يلي« :تعد امتيازات المساكن مؤقتة
وقابلة للفسخ في أي وقت حسب األشكال ذاتها المنصوص عليها في المواد من 3إلى 5أعاله،
ومدتها محدودة بالمدة التي يشغل فيها المعنيون المناصب التي تبررها ،وينتهي االمتياز في
كل االفتراضات ،في حالة بيعها أو إعادة تخصيص العقار».2
من خالل هذه المادة نالحظ أن إنهاء االستفادة من السكن الوظيفي تكون إما بسبب انتهاء
المهام أو في حالة بيع العقار الممنوح للمستفيد أو حالة إلغاء تخصيصه ،وتجدر االشارة إلى أن
انتهاء االمتياز يتم بنفس األشكال التي منح من خاللها مع العلم أن هذا األمر ال يفتقد للشخص
حقه في المنازعة ،3وتنتهي هذه االستفادة بانتهاء العالقة الوظيفية (الفرع األول) وبسبب تغير
المصلحة المسيرة للسكن الوظيفي (الفرع الثاني).
-1راجع المادة 2من المرسوم التنفيذي ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة،
أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
-2أنظر المادة 8الفقرة األولى من المرسوم التنفيذي ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة
الخدمة الملحة ،أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
-3عبد السالم ديب ،عقد االيجار المدني ،الطبعة األولى ،الديوان الوطني لألشغال التربوية ،الجزائر ،2001،ص.189
22
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
المشرع لم ينص صراحة على هذه الحالة لكن بالرجوع إلى أحكام المرسوم التنفيذي -89
10أشار إليها ضمنيا ،المستفيد الذي شغل السكن الوظيفي وتزامنت مدة ممارسة المنصب مع
استفادته من شغل السكن الوظيفي ،فبالضرورة تنتهي االستفادة من السكن وهنا تكون االستفادة
1
مؤقتة باعتبارها مرتبطة بالوظيفة ،لذا ستنتهي االستفادة بانتهاء هذه العالقة.
كما تجدر االشارة إلى أن المشرع لم يحدد أسباب انتهاء العالقة الوظيفية ولم يحصرها في
المادة 8من المرسوم السابق الذكر ،حيث فتح المجال ألي دافع من شأنه أن يكون سبب من
أسباب انتهاء العالقة الوظيفية .لذا يمكن أن نقسم حالة نهاية العالقة الوظيفية إلى قسمين؛ أسباب
عامة (أوال) ،أسباب خاصة (ثانيا).
نقصد بها كل األسباب التي من شأنها أن تنهي العالقة الوظيفية والتي تم ذكرها في األمر
رقم 03-06يتضمن القانون األساسي للوظيفة العامة ،إذ بمجرد توفر أي سبب منها بالضرورة
تنتهي العالقة الوظيفية ،كما أن نهاية هذه العالقة قد تكون كلية ( )1أو جزئية (.)2
-1النهاية الكلية
نقصد بها النهاية الدائمة أو القطع النهائي للعالقات الوظيفية بسبب حاالت محددة حص ار
هي فقدان الجنسية أو التجريد منها ،فقدان الحقوق المدنية ،االستقالة ،العزل ،التسريح ،االحالة
على التقاعد والوفاة ،وبتوفر أي حالة منها تصبح الجهة مانحة االمتياز ملزمة بإنهاء االستفادة
2
من السكن الوظيفي.
-1راجع المادة 8من المرسوم التنفيذي ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة،
أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
-2راجع المادة 216من األمر رقم ،03 -06مؤرخ في 15جويلية ،2006يتضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية الجريدة
الرسمية ،العدد 46صادر بتاريخ 16جويلية .2006
23
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
-2النهاية الجزئية
لم ينص عليها المشرع الجزائري صراحة ،إال أنها تقدم ضمنيا ،حيث كل مستفيد من السكن
الوظيفي توفرت فيه كل الشروط القانونية عند االستفادة؛ يتعرض لسحب هذا الحق بمجرد نقصان
أي شرط جوهري بعد االستفادة ،مثل أن يتحول العون من منصب لآلخر ،حيث أن المنصب
األول ،يخول له الحق في االستفادة من السكن الوظيفي وبالتالي ال يعطيه الحق في ذلك.1
باإلضافة إلى األسباب العامة هناك أسباب خاصة من شأنها أن تنهي االستفادة من
السكن الوظيفي بانتهاء العالقة الوظيفية ،تنطبق على المناصب المنصوص عليها في القائمة
"أ" والقائمة "ب" من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 17ماي 1989المعدل للمرسوم التنفيذي
10-89السابق الذكر ،وهي السكنات الممنوحة بسبب صالح الخدمة ( )1والسكنات الممنوحة
بسبب ضرورة الخدمة (.)2
تنطبق على المستفيدين الذين يشغلون المناصب المنصوص عليها في الملحق (أ) من
القرار الوزاري المشترك السابق الذكر ،لقد جاء في القرار رقم 7627المؤرخ في 30ماي 2003
ما يلي« :أن المستأنفان يحتالن مسكن استفادة المرحومة وهو يعد مسكن وظيفي منح لها في
إطار ضرورة المصلحة والكائن بالمركز الطبي ببومرداس ...بالمسكن الوظيفي قد توفيت وبعد
وفاتها لم يبقى لها الحق في االستفادة وانقطعت عالقة العمل».2
تنطبق على المستفيدين الذين يشغلون المناصب المنصوص عليها في الملحق الثاني من
القرار الوزاري المشترك السابق الذكر ،حيث نجد في القرار رقم 13058المؤرخ في 20أفريل
2004جاء فيه ما يلي« :المسكن الذي منحته لمدير الحماية المدنية يدخل في إطار حكم
ضرورة الخدمة الملحة ومن ثم يجب إخالؤه بعد نهاية مهام شاغل السكن الذي أحيل على
التقاعد» .1
كما نجد في قرار آخر رقم 13494المؤرخ في 20جانفي 2004ما يلي « :أن المستأنف
كان قد استفاد من مسكن وظيفي في إطار عمله بصفته رئيس محكمة األغواط سابقا وأنه
بمقتضى قرار صادر عن وزارة العدل المستأنف عليها حاليا تم نقله إلى مجلس الجلفة إال
أنه يبقى يشغل السكن محل النزاع لدائرة اختصاص مجلس األغواط المستفيد منه قانونا ال
يمكن للمستأنف االحتجاج بالبقاء فيه بعد أن تم نقله إلى والية أخرى طالما أن الطابع
الوظيفي للمسكن محل النزاع قائم».2
الفرع الثاني :إنهاء االستفادة بسب تغير المصلحة المسيرة للسكن الوظيفي
تعتبر السكنات الوظيفية أمالك عامة لذا ال يجوز التصرف فيها على أساس انها ملكية
خاصة ،منحتها الدولة لصالح المرافق العامة فيكون التصرف فيها محدود ووفق حاالت محددة
ومحصورة ،تتمثل في حالة بيع السكن الوظيفي (أوال) وحالة إعادة تخصيص السكن الوظيفي
(ثانيا).
-1قرار مجلس الدولة رقم 13058مؤرخ في 20فبراير 2004المتعلق بالسكنات الوظيفية الممنوحة لصالح الخدمة ،غير
منشور ،نقال عن لعميري ياسين ،لخضاري محمد ،مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات
التي تثيرها ،المرجع السابق ،ص .32
-2قرار مجلس الدولة رقم 13494مؤرخ في 20جانفي 2004المتعلق بالسكنات الوظيفية الممنوحة لصالح الخدمة ،غير
منشور ،نقال عن لعميري ياسين ،لخضاري محمد ،مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات
التي تثيرها ،المرجع السابق ،ص.32
25
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
يستشف من هذه المادة أن السكنات الوظيفية هي أمالك الدولة ممنوحة لصالح المرافق
العامة الهدف منها تحقيق منفعة عامة لذا ال يجوز التصرف فيها ،وذلك بالنسبة للمساكن التابعة
للدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسات العمومية الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة ،أو
لصالح الخدمة.
وبالرجوع إلى أحكام المرسوم التنفيذي 10-89السابق الذكر ،ينتهي االمتياز في كل
افتراضات ،في حالة بيعها أو تخصيص العقار ،2فيقصد من ورائه بيع العقار المتمثل في السكن،
األمر الذي ال يمكن أن يقع على السكن المتواجد في البناية نفسها التي تمارس فيها الوظيفة
نظ ار العتباره ملك وطني عمومي اصطناعي ،ال يمكن التصرف فيه ،3أما السكن المصنف على
أنه ملك وطني خاص يمكن بيعه وفق شروط محددة ،4كما جاء المرسوم التنفيذي رقم 71-88
-1أنظر المادة 3الفقرة 5من القانون 01-81المؤرخ في 07فيفري 1989المتضمن التنازل عن األمالك العقارية ذات
االستعمال السكني أو المهني أو التجاري أو الحرفي التابعة للدولة الجماعات المحلية ومكاتب الترقية والتسيير العقاري
والمؤسسات والهيئات واألجهزة العمومية الجريدة رسمية ،العدد 01صادر بتاريخ 7فبراير .1989
-2أنظر المادة 8من المرسوم التنفيذي ،10 -89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة
الملحة ،أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
-3راجع المادة 689من األمر رقم 58-75المؤرخ في 26سبتمبر 1975يتضمن القانون المدني الجريدة رسمية ،العدد 78
صادر بتاريخ 30سبتمبر ،1975معدل ومتمم ،وراجع المادة 66من القانون رقم 30-90المؤرخ في 1ديسمبر 1990
المتضمن قانون األمالك الوطنية الجريدة رسمية ،العدد 52صادر بتاريخ 2ديسمبر ،1990معدل ومتمم.
-4راجع المادة 89من القانون ،30-90المؤرخ في 01ديسمبر 1990م ،المتضمن قانون األمالك الوطنية ،الجريدة الرسمية،
العدد ،52صادر بتاريخ ،1990المعدل بموجب القانون ،14-08 ،المؤرخ في 20ماي 2008م ،الجريدة الرسمية ،العدد ،69
صادر بتاريخ 2008م.
26
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
المؤرخ في 28مارس 1988المحدد للشروط الخاصة التي تطبق على بيع األمالك العقارية
التي شرع في استغاللها بعد 01جانفي 1981بما يلي« :تباع للمصالح العمومية والهيئات
والجماعات المحلية وحدها المساكن التي تمتلكها مكاتب الترقية والتسيير العقاري والمؤسسات
والهيئات العمومية ذات الطابع االقتصادي التي تكون وضعيتها كما يلي إما منح االمتياز بسبب
ضرورة الخدمة الملحة -أو كانت مبنية داخل رحاب اإلدارات أو الهيئات أو المؤسسات أو
األجهزة العمومية».1
يقصد من خالل هذه المادة يمكن بيع السكنات الوظيفية للمصالح العمومية أو الهيئات
والجماعات اإلقليمية التي تمتلكها مكاتب الترقية التسيير العقاري دون إمكانية البيع لشخص
المستفيد أو الشاغل لسكن الوظيفي.
التخصيص الذي يعد أساس مقرر االمتياز ،يتمثل في وضع عقار يملكه شخص معنوي
عام (دولة ،والية ،بلدية) تحت تصرف هيئة تابعة لها أو هيئة أخرى 2،ويعد قرار إعادة التخصيص
هو أن الجهة الثانية هي التي تسير وتتصرف في السكن دون عدم جواز الجهة أو الهيئة األولى
في حق التصرف فهو بمثابة إلغاء للتخصيص بالنسبة للجهة األولى.
وطبقا لما جاء في المادة 8السابقة الذكر تنتهي االستفادة من السكن الوظيفي بإعادة
تخصيص العقار (السكن) كما أن المشرع حدد شروط واجراءات التخصيص في المرسوم
التنفيذي 454-91المحدد لشروط ادارة األمالك الخاصة والعامة التابعة لدولة وتسييرها ويضبط
تقنيات ذلك.3
-1راجع المادة 5من المرسوم التنفيذي 71 -88المؤرخ في 28مارس 1988المحدد للشروط الخاصة التي تطبق على بيع
األمالك العقارية التي شرع في استغاللها بعد 1جانفي ،1981الجريدة رسمية ،العدد 20صادر بتاريخ 13جانفي .1988
-2راجع المرسوم التنفيذي رقم ،427-12المؤرخ في 16ديسمبر ،2012يحدد شروط وكيفيات إدارة وتسيير األمالك العمومية
والخاصة التابعة للدولة ،الجريدة الرسمية ،العدد 69صادر بتاريخ 19ديسمبر 2012م.
-3راجع المادتين 3و 5من المرسوم التنفيذي رقم 454-91المؤرخ في 23نوفمبر 1991المحدد لشروط ادارة األمالك
الخاصة والعامة التابعة لدولة وتسييرها ويضبط تقنيات ذلك ،الجريدة الرسمية ،العدد 60صادر بتاريخ 1991معدل ومتمم.
27
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
بالرجوع إلى أحكام المرسوم التنفيذي 454-91السابق الذكر نجد المادة 7منه التي
تنص على ما يلي« :عمال بالمادتين 83و 88من القانون رقم 30-90المؤرخ في 1ديسمبر
سنة 1990المذكور أعاله يجب أن يسلم إلدارة األمالك الوطنية تلقائيا كل عقار مخصص
تابع لألمالك الوطنية ولم يعد مقيد بالمصلحة العمومية أي المؤسسة العمومية التي خصص
لها أو يبقى غير مستعمل مدة ثالث سنوات على األقل ويترتب على ذلك إلغاء التخصيص».
يستشف من نص المادة السابقة الذكر أن كل العقارات (السكنات) الذي تملكه الدولة يتم
تسليمه تلقائيا إلدارة األمالك الوطنية بعدما أصبح غير مقيد بالمصلحة العمومية أولم يتم االستفادة
منه خالل ثالث سنوات على األقل.
جاء في المرسوم التنفيذي 10-89السابق الذكر بما يلي« :تعد امتيازات المساكن مؤقتة
وقابلة للفسخ في أي وقت حسب األشكال ذاتها المنصوص عليها في المواد 3إلى 5أعاله».1
يفهم من هذه الفقرة أن إجراءات منح السكن الوظيفي هي نفسها إجراءات إنهاء االستفادة
من السكن الوظيفي عمال بقاعدة توازي األشكال ،ويقصد بها السكنات التي تملكها أو تنتفع بها
الدولة (الفرع األول ) ،السكنات التي تملكها أو تنتفع بها الجماعات المحلية (الفرع الثاني)
والسكنات التي تملكها أو تنتفع بها المؤسسات أو الهيئات (الفرع الثالث).
إن االستفادة من السكن الوظيفي يكون بموجب مقرر امتياز فبالضرورة تنتهي بانتهاء أو
إلغاء ذلك المقرر ،ونقصد به فسخ مقرر االستفادة من السكن الوظيفي هي نفسها إجراءات إلغاء
امتياز السكن الوظيفي ،وبمفهوم المخالفة للمادة 3من المرسوم التنفيذي 10-89السابق الذكر،
نجد أن رئيس الهيئة المستخدمة يرسل مقرر فسخ أو باألحرى مقرر إلغاء إلى مديرية أمالك
الدولة واألمالك العقارية ،فيصدر رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية
-1راجع المادة 8من المرسوم التنفيذي رقم ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة
الملحة ،أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
28
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
ق رار فسخ ،دون أن يمر القرار بعملية المراقبة من قبل رئيس مكتب المنازعات بحيث يتم التأكد
من خاللها من أن المستفيد يشغل منصب يمكنه من االستفادة كما يمكن التعرف إن كان قد
استفاد من سكن على مستوى الوالية ،أما فيما يتعلق بإجراءات اإللغاء فال تكون هنالك رقابة إذ
ال داعي من وجودها فهي عديمة الجدوى ألن المستفيد من السكن الوظيفي سينتهي مركزه
القانوني ،لذا يعتبر اإلجراء الوحيد الذي يختلف بين المنح واإللغاء هو الرقابة ،وبعد االنتهاء من
جميع اإلجراءات يتم إصدار مقرر الفسخ يبعث بنسخة يحتفظ بها على مستوى مفتشية بمكتب
1
العقود ونسخة ترسل إلى قابض األمالك يقتطع مقابله إذا كان السكن تم منحه بمقابل.
جاء في المرسوم التنفيذي 10-89سالف الذكر بما يلي« :يكون منح المساكن التي
تمتلكها الجماعات المحلية أو تحوزها لالستفادة بها أو تمتلكها المؤسسات العمومية االدارية
التي تنتفع بها ناتجا حسب الحالة ،عن قرار من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي»،2
حسب قاعدة توازي األشكال فإذا كان المنح بموجب قرار من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي
البلدي فاإللغاء أو الفسخ يكون بنفس الوسيلة القانونية (قرار) ومن نفس الجهة المصدرة للقرار
منح االستفادة.
تختلف طبيعة النشاط الذي تقوم به المؤسسات أو الهيئات ،لذا هذه الطبيعة من شأنها أن
تغير من إجراءات إلغاء السند القانوني أو بمعنى آخر إلغاء االستفادة من السكنات الوظيفية
التي تمتلكها أو تنتفع بها ،حيث يتم تناول هذه االجراءات بالنسبة للمؤسسات أو الهيئات االدارية
(أوال) ،ثم بالنسبة للمؤسسات أو الهيئات االقتصادية (ثانيا).
-1راجع المادة 8من المرسوم التنفيذي ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة،
أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،السابق الذكر.
-2راجع المادة 5من المرسوم التنفيذي ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة،
أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
29
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
جاء في المرسوم التنفيذي 10-89السابق الذكر بما يلي« :يكون منح المساكن التي
تحوزها المؤسسات العمومية الوطنية ذات طابع االداري ناتجا عن مقرر يصدره مدير المؤسسة
ويؤشره رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة في الوالية المختص إقليميا .
» 1
يستشف من نص المادة أعاله أن اجراءات إلغاء امتياز االستفادة من السكن الذي تملكه
الدولة أو تنتفع به هي نفسها اجراءات منحه ،والتي تكون بموجب مقرر يصدره المسؤول (مدير
المؤسسة) ويؤشره رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية.
جاء في المرسوم التنفيذي 10-89سالف الذكر بما يلي« :تخضع امتيازات المساكن التي
تملكها أو تحوزها لالنتفاع بها الشركات والمؤسسات والهيئات العمومية ذات الطابع االقتصادي
للقانون االساسي والنظام الداخلي الخاصين بكل واحدة منها ،وتبقى المساكن المذكورة خاضعة
في مجال التنازل عنها ،للقوانين والتنظيمات المعمول بها». 2
-1راجع المادة 4من المرسوم التنفيذي ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة،
أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
-2راجع المادة 07من المرسوم التنفيذي ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة
الملحة ،أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
-3راجع المادتين 55و 66من القانون ،01-88المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة،
أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
30
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
تناول المشرع الجزائري صراحة مجال التنازل عن السكن الوظيفي من خالل أحكام القانون
رقم 01-81المؤرخ في 07فبراير 1981المتضمن التنازل عن األمالك العامة ذات االستعمال
السكني أو المهني أو التجاري أو الحرفي التابعة للدولة ،والجماعات المحلية ومكاتب الترقية
والتسيير العقاري والمؤسسات والهيئات واألجهزة العمومية والمرسوم التنفيذي 10-89السابق
الذكر ،معتمدا على شروط محددة ،والتي يصبح من خاللها السكن الوظيفي غير قابل للتنازل
(الفرع األول) أو قابل للتنازل (الفرع الثاني).
جاء في المرسوم التنفيذي 10-89السابق الذكر ،عدم إمكانية التنازل عن السكن الوظيفي
من خالل المادتين 15 ،14منه ،وأصدر مجلس الدولة قرار تحت رقم 144629بتاريخ
،1999/02/22وجاء فيه « :يستفاد من عناصر الدعوى بأن السكن موضوع التنازل يعد
سكنا وظيفيا ويدخل في نطاق المرسوم التنفيذي رقم 10-89الصادر في 1989/02/07
المتضمن تحديد وضبط كيفية التنازل عن السكنات وكذلك المنشور الوالئي الصادر في
1990/11/26والذي يبين الحاالت الخمس التي ال يمكن التنازل عنها ومنها وجود السكن
الحالي بمدرسة ريفية مما ال يمكن التنازل عنه» ،1يتضح من خالل هذا القرار أنه ال يجوز
التنازل عن السكنات الوظيفية الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة (أوال) ،كما ال يجوز التنازل عن
السكنات الوظيفية الممنوحة لصالح الخدمة (ثانيا).
ال يجوز التنازل عن السكنات الوظيفية الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة عمال بالمرسوم
التنفيذي رقم 10-89المعدل بموجب قرار وزاري مشترك المؤرخ في 17ماي 1989الذي
نص على ما يلي « :ال تكون المساكن الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة ،قابلة ألن تباع لمن
-1قرار مجلس الدولة رقم 144629مؤرخ بتاريخ ،1999/02/22المتعلق بدعوى التنازل عن السكن الوظيفي ،غير منشور،
نقال عن حمدي باشا أعمر ،ليلى زروقي ،المنازعات العقارية ،طبعة ،11دار هومه للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2009 ،ص.282
31
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
يسكنها» ،1كما أكدت المحكمة العليا على عدم إمكانية التنازل عن السكن الوظيفي الممنوح
بسبب ضرورة الخدمة الملحة من خالل قرارها رقم 55826المؤرخ في 1988/07/16الذي
جاء فيه ما يلي « :متى كان من المقرر قانونا أنه ال يجوز التنازل عن مساكن الخدمة التي
هي جزء من البنايات التي تستعملها الدولة والجماعات المحلية والهيئات واألجهزة العمومية،
وكذلك المساكن الضرورية لممارسة الوظائف».
«ومن ثم فإن القرار اإلداري المخالف لهذا المبدأ يعد مخالف للقانون ،ولما كان الثابت
في قضية الحال أن البنك المركزي يطعن في صحة عقد بيع انصب على شقة وظيفية ضرورية
ألعمال المرفق العام متى كان كذلك استوجب إبطال عقد البيع» .2
نص المشرع الجزائري على عدم إمكانية التنازل عن السكن الوظيفي الممنوح لصالح الخدمة
مع ضرورة ارتباطه بالعقارات المستعملة من طرف الهيئة أو الواقع في نطاقها وهذا من خالل
15الفقرة األولى من المرسوم التنفيذي 10-89التي نصت على ما يلي« :ال تكون المساكن
الممنوحة لصالح الخدمة والواقعة في نطاق الهيئة أو المرتبطة ارتباطا ال يقبل القسمة بالعقارات
التي تستعملها هذه الهيئة ،بموجب المادة 3الفقرتان 3و 11من القانون رقم 01-81
المؤرخ في 7فبراير سنة 1981المذكور أعاله قابلة ألن تباع لمن يسكنها».
يقصد المشرع بالسكنات الممنوحة لصالح الخدمة في هذه المادة هي السكنات الممنوحة
طبقا للقائمة "ب" من القرار الوزاري المشترك المعدل للمرسوم التنفيذي 10-89السابق الذكر،
وهذا طبقا لما جاء في المادة 3منه «ال تكون المساكن المذكورة في المادة األولى أعاله الواردة
-1راجع المادة 14من المرسوم التنفيذي ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة
الملحة ،أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
-2قرار المحكمة العليا رقم 55826مؤرخ بتاريخ 16جويلية 1988المتعلق بعدم امكانية التنازل عن السكنات الوظيفية
الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة ،غير منشور ،نقال عن حمدي باشا أعمر ،القضاء العقاري في ضوء أحدث الق اررات الصادرة
عن مجلس الدولة والمحكمة العليا ،دون ذكر رقم الطبعة ،دار هومة ،الجزائر ،ص .63
32
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
في القائمة "ب" والواقعة في رحاب الهيئة أو المرتبطة ارتباطا ال يقبل القسمة بالعقارات التي
تستعملها هذه الهيئة قابلة للتنازل عنها لمن يشغلونها وفقا للتشريع الجاري به العمل».1
إن السبب الذي دفع بالمشرع لجعل هذه السكنات غير قابلة للتنازل هو مكان وقوع السكن
الممنوح لصالح الخدمة ،إذ بمجرد وقوعه بعقار تابع أو ارتباطه بها ال يسمح بالتنازل عنه ،وهذا
2
طبقا لما جاء في القانون 30-90المتضمن األمالك الوطنية.
وهذا ما أكده أيضا مجلس الدولة في ق ارره رقم 13058الصادر بتاريخ 20أفريل 2004
فيه على ما يلي« :السكن محل النزاع هو سكن وظيفي يقع داخل المؤسسة التربوية التي تحت
وصاية البلدية ،إن بقاء المستأنف شاغال لسكن وظيفي من شأنه عرقلة المؤسسة التربوية
في تأدية مهامها على أحسن صورة».3
لذا الهدف من قرار عدم امكانية التنازل هو استمرار سير المرافق العمومية من خالل إبقاء
المستفيد شاغال لسكن الوظيفي دون عرقلة سير هذه المؤسسات العامة.
إن إمكانية التنازل عن السكنات الوظيفية لشاغليها نص عليها المرسوم التنفيذي -89
10السابق الذكر ،وبالتحديد المادة 15الفقرة 2منه التي تنص على ما يلي« :إذا وقعت هذه
المساكن خارج نطاق الهيئة أو توفرت في ساكنها شرط تحدد بقرار وزاري مشترك بين وزير
المالية والوزير المكلف باإلسكان ووزير الداخلية والبيئة بعد استشارة السلطات المعنية وتكون
قابلة للتنازل عنها بموجب القانون 01-81المؤرخ في 07فبراير 1981المذكورة أعاله».4
33
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
يقصد المشرع الجزائري السكنات القابلة للتنازل هي المذكورة في القائمة "ب" طبقا للقرار
الوزاري المشترك السابق الذكر ،1وقد أكدت المحكمة العليا في قرارها رقم 76978المؤرخ في
13جانفي 1992الذي جاء فيه ما يلي« :من المستقر عليه قضاءا أن التنازل عن السكن
ينزع عنه الطابع الوظيفي وبذلك تصبح المؤسسة صاحبة العمل غير مسؤولة عن إدارته ومن
ثم فإن النعي على القرار المطعون فيه بانعدام األساس غير مؤسس ولما كان من الثابت في
قضية الحال أن الطاعنة تنازلت للمطعون ضده عن المسكن الوظيفي المتنازع عليه وبالتالي
يكون قد افلت عن مراقبتها وال يبقى لها سوى المطالبة ببدل االيجار كما هو مذكور بمقرر
التنازل ،وان قضاء االستئناف برفضهم طلبها الرامي إلى طرده من هذا السكن طبقوا صحيح
القانون وما استقر عليه القضاء الجاري به العمل». 2
بالرغم من توفر الشروط التي يمنح بوجبها إمكانية التنازل عن السكن الوظيفي المنصوص
عليها في المواد 3،4و 5من المرسوم التنفيذي ،10-89وهذا طبقا للمادة 4فقرة 2من الق ارر
الوزاري المشترك المؤرخ في 17ماي 1989التي جاء فيه ما يلي ...« :غير أنه يمكن لإلدارة
أو الهيئة التي ترتبط بها هذه المساكن أن تعترض على بيع هذه المساكن ألسباب حتمية
تتصل بحسن سير المصالح».
كما تجدر االشارة إلى تقييد حق االعتراض بميعاد مدته سنتين طبقا لنص المادة 4الفقرتين
3و 4من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 17ماي ،1989كما يمكن تحديدها عند الحاجة
إال أننا نجد المشرع الج ازئري لم يحدد طبيعة االعتراض من الناحية القانونية سواء أكان سهوا أو
عن قصد كما أنه لم يحدد الهيئة المختصة وال كيفية ممارسة هذا االعتراض.
يقصد بأحكام التنازل أنها تطبق على السكنات الوظيفية التي تملكها أو تحوز عليها الدولة
حق انتفاع ،كما تنطبق على السكنات التي تملكها الوالية أو البلدية والمؤسسات ذات الطابع
االقتصادي أو تنتفع بها ،وبالتالي هي تخضع لألحكام القانون 01-81والمرسوم التنفيذي
-1راجع المادة 2من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 17ماي ،1989السابق الذكر.
-2قرار المحكمة العليا رقم 76978مؤرخ بتاريخ 13جانفي 1992المتعلق بالتنازل عن السكن الوظيفي ،غير منشور ،نقال
عن حمدي باشا أعمر ،القضاء العقاري في ضوء أحدث الق اررات الصادرة عن مجلس الدولة والمحكمة العليا ،المرجع السابق،
ص.63
34
منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري الفصل األول:
ويمكن أن نتوصل من خالل ما سبق ذكره هو أن المشرع اعتمد على أسس أو معايير
محددة من أجل التمييز بين السكنات القابلة وغير قابلة للتنازل ،حيث نجد المشرع اعتمد على
طبيعة السكن الذي تم منحه بموجب توفر شرط ضرورة الخدمة الملحة أو لصالح الخدمة واعتمد
أيضا على موقع السكن إن كان خارج نطاق الهيئة أو واقع داخل نطاقها أو مرتبط بها ارتباط
يستحيل القسمة ،باإلضافة إلى الشروط الواجب توفرها في الشاغل من أجل االستفادة من التنازل
عن السكن الوظيفي.
إال أن هذه األسس التي اعتمد عليها المشرع الجزائري لتمييز بين إمكانية التنازل وعدم
امكانية التنازل عير كافية إذ أنه ال يمكن العمل بهذه القاعدة عندما نجد سكنات وظيفية ممنوحة
لضرورة ا لخدمة الملحة خارج نطاق الهيئة ونقصد السكنات التي نص عليها القرار الوزاري
1
المشترك المؤرخ في 17ماي 1989في القائمة "أ".
ألن المشرع حدد شروط التي إذا توافرت في شاغل السكن الممنوح لصالح الخدمة وليس
لضرورة الخدمة ،2لذا فالمشرع حدد شروط التنازل عن السكنات الوظيفية لصالح الخدمة فهي
قابلة للتنازل دون ضرورة الخدمة التي تعتبر غير قابلة للتنازل عنها ،باإلضافة للسكنات التي
تمنح لصالح الخدمة ال تكون قابلة للتنازل خاصة إذا كانت موجودة داخل الهيئة المستخدمة،3
والهدف من عدم امكانية التنازل هو ضمان السير الحسن للمرفق العام ،وبهذا تكون السكنات
الوظيفية التي نظمها المشرع والممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة سواء كانت داخل أو خارج
الهيئة المستخدمة ليس من السهل التنازل عنها.
تمهيد:
تعتبر السكنات الوظيفية من أهم المواضيع التي تثير المنازعات ،بالرغم من أن المشرع
الجزائري قام بضبط النظام القانوني للسكنات الوظيفية ،وذلك بسبب تباين واختالف االجتهاد
القضائي الجزائري ،كونه لم يستقر على رأي واحد في هذا المجال ،لذا ينبغي علينا التطرق إلى
أنواع الدعاوي اإلدارية التي ترفع أمام الفضاء اإلداري مع التمييز بين اختصاص القاضي اإلداري
والقاضي االستعجالي.
بناءا على ما سبق سنقسم هذا الفصل إلى مبحثين تخصص المبحث األول لدعاوي اإلدارية
التي موضعها السكنات الوظيفية والمبحث الثاني الجهة القضائية المختصة بالفصل في المنازعات
المتعلقة بالسكنات الوظيفية.
37
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
لم يقدم المشرع الجزائري تعريفا محددا وواضحا للدعوى القضائية بصفة عامة والدعوى
اإلدارية بصفة خاصة ،حيث نصت المادة 157من الدستور الجزائري على مايلي« :تحمي
السلطة القضائية المجتمع والحريات وتضمن للجميع و لكل واحد المحافظة على حقوقهم
األساسية» ،1وعرفها جانب من الفقه بأنها« :سلطة اإللتجاء إلى القضاء للحصول على تقرير
حق أو لحمايته » كما يرى البعض بأنها« :حماية لقاعدة مقررة في القانون .
» 2
تعت بر منازعات اإللغاء من أهم أنواع الدعاوى االدارية التي يكون محلها قرار امتياز السكن
الوظيفي باعتباره تصرف صادر باالرادة المنفردة لإلدارة الذي يمكن أن يكون محال لدعوى
اإللغاء ،ويجب على المتقاضي عند اللجوء إلى دعوى اإللغاء أن يراعي العديد من الشروط منها
ماهو متعلق بالمتقاضي ومنها ماهو متعلق بإجراءات يجب توفرها قبل اللجوء إلى القضاء ،نشير
إلى شروط متعلقة بالشكل (الفرع األول) ،وشروط متعلقة بالموضوع (الفرع الثاني).
-1دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ،1996المعدل والمتمم بالقانون رقم ،01/16المؤرخ في
،2016/03/06المتضمن التعديل الدستوري الجريدة رسمية ،العدد 14صادر بتاريخ .2016/03/07
-2فريجة حسين ،المبادئ األساسية في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،دون ذكر رقم الطبعة ،ديوان المطبوعات الجامعية،
بن عكنون الجزائر ،2010 ،ص.13
-3خلوفي رشيد ،قانون المنازعات االدارية تنظيم واختصاص القضاء االداري ،دون ذكر رقم الطبعة ،ديوان المطبوعات الجامعية،
بن عكنون الجزائر ،2001 ،ص .08
38
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
هي مجموعة من الشروط الواجب توفرها واحترامها من طرف المدعي عند رفع دعواه أمام
القضاء ،ويمكن تقسيمها إلى شروط عامة (أوال) ،باإلضافة إلى شروط خاصة (ثانيا) يجب
توفرها في بعض الدعاوى دون غيرها مثل دعوى اإللغاء التي تحتوي على شروط خاصة التوجد
في دعوى إدارية أخرى.
تجد هذه الشروط أساسها القانوني في قانون االجراءات المدنية واالدارية 09-08السابق
الذكر ،حيث يكتسي تنظيم شروط قبول الدعوى أهمية قصوى في أي قانون ألن من خالله
نتعرف على موقف المشرع من مدى جعل القضاء في متناول األشخاص ،1وذلك من خالل
تقسيمها إلى شروط ترتبط بالمدعي ( ،)1شروط متعلقة بالعريضة ( )2وشروط متعلقة
باإلختصاص القضائي (.)3
ويقابلها النص العربي من نفس القانون 09-08سالف الذكر ،على مايلي «:اليجوز ألي
شخص ،التقاضي مالم تكن له صفة ،وله مصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون.
-1لنقار بركاهم سمية ،منازعات العقار الفالحي التابع للدولة في مجال الملكية والتسيير ،بدون ذكر رقم الطبعة ،الديوان الوطني
لألشغال التربوية ،الجزائر ،2004 ،ص.79
39
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
يثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة في المدعي أو في المدعى عليه ،كما يثير تلقائيا
انعدام اإلذن إذا ما إشترطه القانون .
» 1
من خالل تحليل هذا النص بمقارنة مع النص الفرنسي ،نجد من حيث الصياغة العربية
غير دقيقة ،ذلك أن النص الفرنسي حسب ماهو وارد نص على عدم جواز ألي شخص التقاضي
مالم تكن له صفة أو مصلحة ،هذين الشرطين جاءا مجتمعين مع ترتيب نفس األثر وهو عدم
الجواز ،بينما النص العربي اليجوز ألي شخص التقاضي مالم تكن له صفة ووضع الفاصلة،
وهذا يفيد أن األثر يمس الصفة فقط ،ألن وضع الفاصلة في اللغة العربية اليفهم منه أن الجزاء
مرهون بعدم توفرهما ،واألصح هو مالم تكن له صفة ومصلحة دون فاصلة بينهما ،وتعتبر الصفة
جزءا من المصلحة ،فصاحب الصفة في الدعوى هو صاحب المصلحة ذاتها.2
تعرف دعوى اإللغاء بأنها دعوى قضائية اليمكن قبول النظر والفصل من طرف جهة
القضاء المختص بها إال إذا توفرت في رافعها صفة والمصلحة وترتبط الصفة بالمصلحة فهي
شخصية ومباشرة ،أي الصفة القانونية للشاغل السكن الوظيفي الذي يرفع دعوى إلغاء للقرار،
وهذا عندما يمس القرار االدراي النهائي بأثاره القانونية .لذا فإن شرط الصفة والمصلحة من النظام
العام ، 3باإلضافة إلى شرط األهلية الذي يستخلص من عبارة "ال يجوز ألحد" وهو بلوغ المدعي
سن الرشد كما حدده القانون المدني ويقصد باألهلية قدرة الشخص على التصرف أمام القضاء
للدفاع عن حقوقه ومصالحه ،4ويعتبر أيضا من النظام العام.5
-2عمر بوجادي ،اختصاص القضاء االداري في الجزائر ،رسالة دكتوراه دولة في القانون ،جامعة معمري مولود معمري ،كلية
الحقوق ،تيزي وزو ،2011 ،ص .103
-3راجع المادة 13الفقرة 2من القانون ،09-08سالف الذكر.
-4راجع المادة 40من األمر رقم 58–75المؤرخ في 1975/09/26المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم ،الجريدة الرسمية،
العدد 78صادر بتاريخ .1975/09/30
-5راجع المادة 13الفقرة 2من القانون ،09-08سالف الذكر.
40
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
هي شروط متعلقة بعريضة الدعوى التي تتضمن الطلب القضائي ويجب أن تكون مكتوبة
وموقعة من قبل محامي مع وجوب التمثيل بمحامي أمام المحاكم اإلدارية بالنسبة للمدعي ،وهذا
نظ ار لالجراءات المعقدة التي تتميز بها المنازعات االدارية ،وجراء تخلف هذا الشرط ينتج عنه
عدم قبول الدعوى شكال ،وتتضمن طرح المدعي لوقائع الدعوى باإلضافة إلى االجراءات التي
يكون قد قام بها ،ويجب أن تكون مصاغة ومكتوبة طبقا لما هو منصوص عليه في القانون
09/08سالف الذكر.1
القاضي االداري الينظر في الموضوع وال في الشروط االخرى إالبعد توفر شرط
اإلختصاص ،سواء أكان إختصاص نوعي أو إقليمي ،وهو من النظام العام يثيره القاضي تلقائيا
أو أحد الخصوم في أي مرحلة كانت عليها الدعوى كما هو منصوص عليه في قانون االجراءات
المدنية واالدارية.2
تتميز دعوى اإللغاء بشروط خاصة ال تتوفر في الدعاوى اإلدارية االخرى وذلك قبل اللجوء
إلى القضاء ،وتتمثل في توفر قرار سند االمتياز ( ،)1شرط التظلم اإلداري المسبق ( ،)2ميعاد
رفع دعوى اإللغاء ( )3وعدم وجود دعوى موازية (.)4
تنص المادة 02من المرسوم التنفيذي 10–89سالف الذكر على مايلي « :ال يمكن ألحد
أن يشغل مسكن ممنوح تملكه أو تحوزه الدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسات العمومية
التي تنتفع بها بأية صفة من الصفات باستثناء المساكن المسيرة لحساب الغير أو التابعة
للممتلكات الصادرة أو البيعة على سبيل التصفية ما لم يستفد من سند االمتياز» ،والمقصود
-1راجع المواد 815، 940، 08، 15من القانون رقم ،09-08السابق الذكر.
-2راجع المواد 37 ،36من القانون رقم ، 09-08السابق الذكر.
41
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
بسند االمتياز هو قرار تصدره الهيئة اإلدارية المختصة ،والمتمثلة في رئيس مصلحة أمالك
الدولة واألمالك العقارية في الوالية ،أو من طرف مدير المؤسسة أو الوالي أو رئيس المجلس
الشعبي البلدي بالنسبة للسكنات التي تملكها أو تنتفع بها الدولة أو المؤسسات العمومية ذات
1
الطابع اإلداري ،أو الوالية والبلدية على التوالي في الواقع.
لكي يقبل القاضي المختص دعوى اإللغاء يجب أن يكون موضوع الطعن قرار إداري نهائي
له مواصفات القرار اإلداري ،ولقد جسدت المادة 819من قانون 09-08سالف الذكر مايلي:
«يجب أن يرفق مع العريضة الرامية إلى إلغاء أو تفسير أو تقدير مدى مشروعية القرار اإلداري
تحت طائلة عدم القبول ،القرار اإلداري المطعون فيه ،ما لم يوجد مانع مبرر،
واذا ثبت أن هذا المانع يعود امتناع اإلدارة من تمكين المدعي من القرار المطعون فيه،
أمرها القاضي المقرر بتقديمه في أول جلسة ،ويستخلص النتائج القانونية المترتبة على هذا
االمتناع» .
دعوى اإللغاء مرتبطة ولصيقة بالق اررات اإلدارية ومجال رفع وتطبيق وممارسة دعوى اإللغاء
هي الق اررات اإلدارية فقط ويشرط في الق اررات اإلدارية محل الصفة بدعوى اإللغاء مجموعة من
المواصفات هي:
أ -يجب أن يكون هناك قرار إداري أي يكون القرار اإلداري المطعون فيه موجودا.
ب -يجب أن يكون هناك قرار إداريا وفقا للمعيار العضوي المعمول به كقاعدة عامة في تمييز
الق اررات اإلدارية.
2
ج– أن يكون القرار محل الطعن نهائيا.
ويترتب على إهمال هذا الشرط رفض الدعوى من طرف القاضي باعتباره من النظام العام.3
يمكن تعريفه بأنه «:عمل قانوني انفرادي صادر عن مرفق عام والذي من شأنه إحداث أثر
قانونيا تحقيقا للمصلحة العامة» ،1أو «عمل قانوني من جانب واحد يصدر بإدارة أحد السلطات
اإل دارية في الدولة ويحدث أثا ار قاونية بإنشاء وضع قانوني جديد أو تعديل أو إلغاء وضع
قانوني قائم».2
تعريفه بأنه إجراء يسبق الدعوى اإلدارية ،الذي يشكل العنصر األول يعني لذا يمكن
شكوى أو طلب المرفوع من طرف المتظلم للحصول على حقوقه أو لتصحيح وضعيته ،ويفترض
التظلم االداري المسبق وجود عمل إداري ،ويتمثل العنصر الثاني في الطابع اإلداري للتظلم الذي
يعني توجيه التظلم إلى السلطة االدارية المختصة ،وكيفية تحديدها ،ويتمثل العنصر الثالث في
موضوع التظلم الذي يعني أن التظلم يوجه مبدئيا ضد عمل قانوني أو مادي لإلدارة.3
كما يعتبر التظلم االداري إجراء جوازي طبقا لما جاء في قانون االجراءات المدنية
واالدارية.4
تتميز المنازعات االدارية ،السيما دعوى اإللغاء بالطابع الخاص للمواعيد المفروضة على
أطراف النزاع ،لحماية المتقاضين واالدارة ،5فهي مقيدة بمدة زمنية محددة يتوجب احترامها ،واال
سقط الحق في اللجوء إلى القضاء ،والمعروف أن ميعاد رفع دعوى االلغاء هو 4أشهر 6،إال أن
-1محمد صغير بعلي ،الق اررات اإلدارية ،دون ذكر رقم الطبعة ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة ،2005 ،ص .08
-2عمار بوضياف ،دعوى اإللغاء في قانون االجراءات المدنية واالدارية ،دراسة تشريعية وقضائية وفقهية ،دون ذكر رقم الطبعة،
جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2009 ،ص .70
-3رشيد خلوفي ،قانون المنازعات اإلدارية ،المرجع السابق ،ص ص .61-60
-4راجع المادة 830الفقرة االولى من القانون ،09-08سالف الذكر.
-5رشيد خلوفي ،قانون المنازعات االدارية شروط قبول الدعوى اإلدارية ،دون ذكر رقم الطبعة ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،2004 ،ص .182
-6راجع المادة 829من القانون ،09-08 ،السابق الذكر.
43
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
هذا الميعاد إذا لم يتم اإلشارة إليه في المحضر ،فهو اليعتد به بمعنى أن الطاعن غير مقيد
بالمدة.1
اليقتضي األمر وجود دعوتين قضائيتين في نفس الوقت ،ويحققان نفس النتائج كإجراء أخذ
به القانون الجزائري هدفه تقليل الدعاوى المرفوعة أمام القضاء ،لذا اليمكن قبول دعوى االلغاء
للنظر والفصل فيها إذا كان الطاعن يملك دعوى قضائية أخرى تمكنه من الحصول على طلباته
والنتائج المراد تحقيقها بدال من دعوى اإللغاء.
أوجدها القضاء االداري الفرنسي ،فهي مجموعة من الحاالت والعيوب التي تشوب القرار
اإل داري ،وتجعله غير مشروع ،ويقصد بها قرار إداري مخالف للقوانين في معناه العام ،2ويمكن
اعتبارها أيضا أوجه تؤدي بامتياز السكن الوظيفي إلى االلغاء ،ومن ثم يعتبر قرار إداري غير
مشروع ،من خالل فحص المشروعية الخارجية لقرار منح االمتياز (أوال) و فحص المشروعية
الداخلية لقرار إمتياز السكن الوظيفي (ثانيا).
يقصد بها العيوب التي تتعلق بالجهة المصدرة المتمثلة في عيب عدم االختصاص في
الق اررات االدارية ( ،)1وعيب الشكل واالجراءات في الق اررات اإلدارية (.)2
يمكن تعريف عدم االختصاص كأحد العيوب التي تصيب الق اررات اإلدارية بأنه القدرة أو
المكنة المخولة لشخص أو جهة إدارية بممارسة عمل معين ،وتمثل فكرة االختصاص حجر
الزاوية الذي يقوم عليها القانون العام الحديث ،حيث يحدد القانون اختصاص كل جهة ،1ويعد من
أكثر العيوب وضوحا ،إذ من غير المعقول وجود عدة تخصصات الدارة واحدة ،وقد عرف الفقيه
عمار عوابدي االقرار ا الداري على أنه :إنعدام القدرة و األهلية أو الصفة القانونية على إتخاذ قرار
معين بإسم ولحساب االدارة العامة بصفة شرعية ،2تكون الق اررات اإلدارية صحيحة ومشروعة
عندما تصدر عن الهيئات االدارية التي تختص بها ،لذلك يفترض أصال في كل موظف لدى
الشخص االداري العام أن يزاول اختصاصاته الوظيفية المنوطة به على الوجه الصحيح.3
في مجال ق اررات االمتياز الخاصة بالسكنات الوظيفية فإن منح أو إلغاء سند االمتياز أو
التنازل عن السكن الوظيفي يكون من اختصاص السلطة المختصة والمتمثلة في مدير أمالك
الدولة اذا كان السكن تابع للدولة أو الوالي إذا كان تابع للوالية أو رئيس المجلس الشعبي البلدي
إذا كان تابع للبلدية ،وعندما يكون السكن تابعا للمؤسسة عامة إدارية ذات إختصاص وطني
يمنح االمتياز بقرار مدير المؤسسة ،وهذا طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 10-89المؤرخ في 07
فبراير 1989المحدد لكيفيات شغل السكنات الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة أو لصالح
الخدمة وشروط قابلية منح هذه السكنات.4
يثبت االمتياز إذا سواء في إطار الضرورة الملحة أم منفعة الخدمة بقرار يعده مدير أمالك
الدولة إذا كان السكن تابعا للدولة ،أو الوالي إذا كان تابعا للوالية أو رئيس المجلس الشعبي البلدي
إذا كان تابعا للبلدية ،وعندما يكون السكن تابعا لمؤسسة عامة إدارية ذات إختصاص وطني،
يمنح االمتياز بقرار مدير المؤسسة.5
وينظر إلى عيب االختصاص من خالل عناصره المتمثلة في العنصر الشخصي ،والعنصر
والموضوعي ،والعنصر المكاني ،والعنصر الزماني.
-1عبد الغني بسيوتي عبد اهلل ،القضاء اإلداري ،الدار الجامعية للطباعة والنشر ،دون ذكر رقم الطبعة ،االسكندرية مصر،
،1999ص .461
-2عمار عوابدي ،نظرية الق اررات االدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون االداري ،المرجع السابق ،ص .192
-3عمر بوجادي ،اختصاص القضاء االداري في الجزائر ،مرجع سابق ،ص ص .123 ، 122
-4راجع المواد ،5 ،4 ،3من المرسوم التنفيذي ،10- 89سالف الذكر.
-5أعمر يحياوي ،الوجيز في األموال الخاصة التابعة للدولة والجماعات المحلية ،دون ذكر رقم الطبعة ،دار هومه ،الجزائر،
،2001ص.133
45
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
ويقصد به تحديد االشخاص أو الهيئات االدارية المخولة لها اتخاذ واصدار ق اررات ادارية
معينة ،1والقاعد ة العامة أنه اليجوز لغير الموظف أو الجهة االدارية المختصة إصدار الق اررات،
وأن مخالفة ذلك يجعل من القرار مشوبا بعيب عدم االختصاص.
ويعني تحديد المواضيع ونوعية االعمال وطبيعتها التي يجوز للموظف أو الشخص اإلداري
إصدار ق اررات في شأنها ،والناتجة عن عملية توزيع االختصاص والصالحيات بين مختلف
الجهات االدارية أو ضمن مستويات الجهة االدارية الواحدة.
المقصود به تحديد النطاق االقليمي الذي يجوز للموظف أو الجهة االدارية أن تصدر
ق ارراتها ضمنها ،فإذا كانت االدارة المركزية تختص عبر كامل إقليم الدولة وال بطرح أي إشكال
بشأن قاعدة االختصاص المكاني لها ،إال أن الجهات االدارية الموزعة توزيعا إقليميا وجب أن
2
تحترم نطاق إختصاصها الجغرافي ،تحت طائلة بطالن القرار الصادر.
يقيد القانون اإلدارة بإصدار قرارها ضمن مجال زمني محدد ،كما أنه اليجوز أن يصدر
الموظف ق ارره وهو لم يكتسب الصفة االدارية التي تخوله سلطة االصدار ،وذلك بعد فقدانه للصفة
بتقاعده أو إنهاء مهامه لسبب من األسباب ،فينحصر المجال الزمني من تاريخ توليه لمهام إلى
غاية تاريخ إنهائها.3
-1عمار عوابدي ،النظرية العامة للمنازعات االدارية في النظام القضائي الجزائري ،الجزء الثالث،دون ذكر رقم الطبعة ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2005 ،ص.503
-نقال عن سامي الوافي ،الوسيط في دعوى اإللغاء دراسة تشريعية فقهية ،المرجع السابق ،ص .105 2
-3نقال عن سامي الوافي ،الوسيط في دعوى اإللغاء دراسة تشريعية فقهية ،المرجع نفسه ،ص.106
46
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
إن كل شكل أو إجراء ينص عليه المشرع بشأن إصدار القرار االداري يعد التزاما يقع على
الجهة االدارية يجب أن تراعيه مالم يوجد نص صريح يجعل لها سلطة تقديرية في هذا
المجال.1
ويقصد بالشكل واالجراءات في عملية منح امتياز السكن الوظيفي هي :تلك المنصوص
عليها في المرسوم التنفيذي 10-89سالف الذكر ،ولقد جاء في القرار الصادر عن الغرفة
االدارية لمجلس قضاء الجزائر بتاريخ 17جوان 2000في القضية رقم 99/333مايلي« :حيث
أن المدعي يطلب من هيئة المجلس إلغاء القرار الصادر عن مديرية أمالك الدولة لوالية
الجزائر المؤرخ في 1998/01/01والذي ألغى إمتياز على السكن الوظيفي الذي منح له في
سنة 1990حيث أن المدعى كان يشغل منصب مسؤول عن الحياة الجماعية ،حيث أن هذه
الوظيفة قد انتهت ...مما جعل مدير أمالك الدولة وباقتراح من مدير المعهد يلغي االستفادة»،2
الغاء قرار منح إمتياز السكن الوظيفي هو إجراء شرعي ،فالقاضي تأكد من أن أمالك الدولة
واألمالك العقارية اتبع االجراءات القانونية التي نص عليها المرسوم التنفيذي ،10- 89توجد
الكثير من العيوب التي من شأنها إلغاء القرار إذ يجب على االدارة أن تراعيها في القرار واال
يكون نهايته اإللغاء ،ومن أهم اإلجراءات هو تسبيب القرار االداري.3
يقصد بفحص المشروعية الداخلية لقرار االمتياز هو موضوع التصرف والعيوب التي تشوبه،
وتتمثل في عيب االنحرف في استعمال السلطة ( ،)1وعيب مخالفة القانون في الق اررات االدارية
(.)2
-1عمر بوجادي ،اختصاص القضاء االداري في الجزائر ،المرجع السابق ،ص ص .128 ،127
-2قرار الغرفة االدارية لمجلس قضاء الجزائر رقم 99/333الصادر بتاريخ ،2000/06/17المتعلق بإجراءات إلغاء امتياز
السكن الوظيفي ،غير منشور ،نقال عن عبد السالم ديب ،عقد االيجار المدني ،الطبعة األولى ،الديوان الوطني لألشغال التربوية،
الجزائر ،2001ص .135
-3راجع المادة 11من قانون 09 – 08سالف الذكر.
47
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
يأخذ عيب االنحراف في استعمال السلطة مظاهر متعددة تتمثل أساسا في البعد عن
المصلحة العامة ،1ويعتبر عيب االنحراف في استعمال السلطة أحدث عيب وأحدث حالة من
حاالت أسباب الحكم باإللغاء.2
لذا يقصد بعيب إساءة استعمال السلطة ،استخدام االدارة لسلطتها من أجل تحقيق غاية غير
مشروعة ،سواء باستهداف غاية بعيدة عن المصلحة العامة أو انتفاء هدف مغاير للهدف الذي
حدده لها القانون ،3وان إفترضنا أن موظف شغل سكنا وظيفيا دون إثبات وال يزاول المناصب
المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي 10-89المتمم والمعدل بالقرار الوزاري المشترك المؤرخ
في 1989/05/17فهذا يعتبر إنحراف في استعمال السلطة.
يقصد بعيب مخالفة القانون هو خروج القرار اإلداري عن أحكام ومبادئ وقواعد القانون في
مضمونه وموضوعه أو محله ،4ويعتبر هذا العيب من أكثر العيوب شيوعا في ممارسة القضاء
اإلداري عند رقابته على أعمال االدارة العامة ،5لذا هو العيب الذي يشوب محل الق اررات االدارية،
أي عندما تصدر الق اررات االدارية مخالفة في محلها أي في أثارها القانونية والحالة والمباشرة
ألحكام وقواعد مبدأ المشروعية والنظام القانوني السائد في الدولة ،ويصبح بذلك محل الق اررات
6
االدارية مصابا أو مشوبا بعيب مخالفة أحكام وقواعد القانون في معناه الواسع.
-1محمد صغير بعلي ،الق اررات االدارية ،دون ذكر رقم الطبعة ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة ،2005 ،ص .86
-2عمار عوابدي ،نظرية الق اررات االدارية بين علم االدارة العامة والقانون اإلداري ،المرجع السابق ،ص .196
-3نقال عن سامي الوافي ،الوسيط في دعوى اإللغاء ،دراسة تشريعية قضائية فقهية ،المرجع السابق ،ص .113
-4عمار عواب دي ،النظرية الق اررات االدارية بين علم االدارة العامة والقانون اإلداري ،المرجع السابق ،ص .194
-5عمر بوجادي ،إختصاص القضاء اإلداري في الجزائر ،مرجع سابق ،ص.136
-6نقال عن ،سامي الوافي ،الوسيط في دعوى اإللغاء ،دراسة تشريعية قضائية فقهية ،المرجع السابق ،ص .110
48
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
وفي مجال السكنات الوظيفية يقصد به مخالفة أحكام المرسوم 10-89وأيضا عدم مراعاة
أحكام القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 1989/5/17المحدد لقائمة المستفيدين من االمتياز في
1
إطار الضرورة الملحة للخدمة.
وقد أصدر مجلس الدولة عدة ق اررات تأكد من خاللها القاضي االداري وتفحص مدى صحة
القرار الصادر ،ومن بين هاته الق اررات نجد القرار رقم 151184المؤرخ في 16ديسمبر 2003
الذي جاء فيه مايلي « :أنه من غير المنازع فيه أن السكن محل النزاع هو سكن اجتماعي تابع
للقطاع الصحي لسيدي عيش خصصه للمعارض في اطار وظيفته فقط ،وان مدة شغله محددة
بممارسة الوظيفة ،وأنها تنتهي ،عند إنتهاء عالقة العمل كما هو الشأن في قضية الحال ،وأنه
عكس م ادفع به الطبيب ،فإن وظيفته كطبيب اخصائي ال تندرج في القائمة "أ" وال ضمن
القائمة "ب" من القرار الوزاري المشترك والتي حددت على سبيل الحصر .
» 2
تعتبر دعاوى القضاء الكامل التي يمكن للمدعي أن يطلب التعويض من خاللها ،حيث
يتقدم ذوو الشأن أمام جهة القضاء المختص للمطالبة بجبر االضرار التي لحقت بمراكزهم
القانونية أو حقوقهم .كما عرفها جانب من الفقه هي الدعاوى التي يتمتع فيها القاضي بسلطات
كبيرة ،وتهدف إلى المطالبة بالتعويض وجبر األضرار المترتبة عن األعمال اإلدارية والمادية
3
والقانونية.
فقد تؤدي السكنات الوظيفية إلى نشأة منازعات قضاء كامل المتمثلة في دعاوى الطرد
(الفرع األول) و دعاوى المسؤولية (الفرع الثاني).
تعتبر من المنازعات األكثر شيوعا التي يكون موضوعها السكنات الوظيفية ،وصدرت في
هذا الصدد عدة ق اررات عن مجلس الدولة ،إذ أنه مادام السكن ممنوحا بسبب ضرورة الخدمة أو
لصالح الخدمة ،يتعين إخالؤه بعد نهاية مهام شاغل السكن ،1وقد جاء في القرار رقم 14103
مايلي « :حيث أن استفادة المستأنف من امتياز السكن قد ألغى بموجب المقرر الصادر عن
مديرية التربية لوالية سطيف المؤرخ في 02نوفمبر 1989بسبب إحالة المستأنف على
التقاعد حيث صار يشغل السكن الوظيفي بدون وجه وال سند قانوني» ،2وهذا عمال بنص المادة
8الفقرة 2من المرسوم التنفيذي 10–89التي جاء فيها ما يلي ...« :يجب على المعنيين ،في
حالة فسخ االمتياز أن يخلو األماكن في أجل قدره ثالثة أشهر تحت طائلة التعرض للعقوبات
المنصوص عليها في المادة 10أدناه» ،يالحظ من هاته المادة في حالة نهاية مدة االستفادة أو
إنعدام سند االمتياز يتعرض الشاغل لطرد من السكنات الوظيفية مع منحه أجل ثالثة أشهر
للتخلي عن السكن الوظيفي ،والزامه بدفع اإليجار عن كل المدة التي شغل فيها السكن الوظيفي.3
تترجم في الحقيقة مايعرف لدى الفقهاء القانون المدني بالمسؤولية التقصيرية ،وما المادة
كل فعل أيا «
124من القانون المدني الجزائري إال دليل على ذلك ،حيث نصت على مايلي:
»4
كان يرتكبه الشخص بخطئه ويسبب ضر ار للغير يلزم من كان سببا في حدوثه التعويض
1
- Nasri HAFNAOUI , « Expulsion du logement defonction du fonctionnaire admis en retraite »,
Revue du conseil d’état ,N°O5 ,2004 ,p 35 .
-2قرار مجلس الدولة رقم ،14103دون ذكر تاريخ الصدور ،المتعلق بدعاوى الطرد ،غير منشور ،نقال عن لعميري ياسين،
لخضاري محمد ،مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات التي تثيرها ،المرجع السابق ،ص
.68
-3راجع المادة 10من المرسوم التنفيذي رقم ،10–89سالف الذكر.
-4محمد صغير بعلي ،القانون االداري التظلم اإلداري–النشاط اإلداري ،دون ذكر رقم الطبعة ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة،
،2002ص.08
50
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
لقد جاء في القرار الصادر عن المحكمة االدارية قضية رقم 00087/12الصادر بتاريخ
2012/10/01ألزمت المحكمة اإلدارية بالبويرة بلدية بئر غبالو بأن تدفع للمقاول مبلغ
1
497.408.30دج عن أشغال إعادة تهيئة السكن الوظيفي.
لم يحدد المرسوم التنفيذي رقم 10–89السابق الذكر ،حقوق وواجبات الهيئة المستخدمة
والشاغل للسكن الوظيفي فيما يخص الترميمات والصيانة ،إال أنه نص على حاالت تتعلق بإلتزام
الشاغل لألمكنة وفقا للغرض المخصص لها ،والتي تعتبر من ضمن الترميمات اإليجارية ،فهي
من مسؤولية الشاغل والزامه بالتعويض في حالة مساسه بهذه االلتزامات ،ونجد حسب القواعد
العامة لإليجار تعد الترميمات اإليجارية واجبة للشاغل وذلك في حالة االستفادة من السكن
الوظيفي بسبب ضرورة الخدمة وذلك نظ ار إلسعمال المشرع لمصطلح "بدل اإليجار" بإلضافة عدم
2
نصه على التزامات كل طرف.
تعتبر من أهم أنواع القضاء االداري االستعجالي التي قررها قانون االجراءات المدنية
واالدارية 09-08السابق الذكر ، 3إال أن تسمية القضاء االستعجالي التحفظي ،هي تسمية فقهية
إعتمدها الفقه الفرنسي بالتبعية نظيره الجزائري ،4وأما المشرع الجزائري فسماها بالتدابير الضرورية
األخرى ،5للحد من تفاقم وضعية ضارة أو للوقاية من استمرار وضعية غير مشروعة أو لضمان
حماية الحقوق والمصالح ،6وله مجموعة من الشروط الواجب توفرها عند تحريك الدعوى
االستعجالية (الفرع األول) ومعرفة عالقة االستعجال التحفظي بدعاوى الطرد من السكنات
الوظيفية (الفرع الثاني).
جاء في القانون رقم 09 -08سالف الذكر ،مايلي« :في حالة االستعجال القصوى يجوز
لقاضي االستعجال ،أن يأمر بكل التدابير الضرورية األخرى ،دون عرقلة تنفيذ أي قرار إداري،
بموجب أمر على العريضة ولو في غياب القرار االداري المسبق .1»...
قيد المشرع الجزائري العمل بالقضاء االداري االستعجالي التحفظي ،بالعديد من الشروط من
خالل ماجاء في المادة 921الفقرة األولى من قانون االجراءات المدنية واالدارية سالف الذكر،
باالضافة إلى الق اررات القضائية واألراء الفقهية التي أشارت إلى وجوب توفر شرط االستعجال
القصوى (أوال) ،شرط ضرورة التدابير (ثانيا) وشرط عدم عرقلة تنفيذ القرار اإلداري (ثالثا).
تتميز أحكام المادة 921سالفة الذكر بالتعقيد وصعوبة التطبيق ويظهر هذا التعقيد في
الطابع المبهم لبعض العبارات مثل "حالة االستعجال" الذي تنفرد به الدعوى االستعجالية تحفظية
بدون أي مبرر والذي يثقل عبء االثبات على العارض ،2فتعبر حالة االستعجال القصوى ،حالة
غير عادية اليمكن إخضاعها لأل حكام العادية ،وال لتلك المتصلة باالستعجال العادي ،وهي حالة
التقبل التأخير ،3المشرع لم يحدد حالة االستعجال القصوى وتركها مرتبطة بظروف القضية
المعروضة علية.4
ثانيا :شرط ضرورة التدابير
يمكن إعتبار شرط الضرورة بمثابة العالقة التي تربط بين حالة االستعجال القصوى واصدار
أمر االستعجال التحفظي ،أي أن إصدار األمر يعد ضروريا لتحقيق الغاية من الدعوى
االستعجالية التحفظية.5
نص المشرع صراحة على هذا الشرط في المادة 921سالفة الذكر ،وعبر عنه بعبارة «...
دون عرقلة تنفيذ أي قرار إداري ، »...ويقصد به في حالة اتخاذ التدابير الضرورية من شأنه
عرقلة أو يؤدي إلى وقف تنفيذ القرار االداري حكم القاضي بعدم االختصاص ألن قاضي وقف
التنفيذ هو نفسه قاضي الموضوع الذي ينظر في دعوى إلغاء القرار االداري نفسه.1
يتضح من خالل الممارسة القضائية ،أن القضاء عموما والقضاء اإلداري االستعجالي
التحفظي خصوصا هو المختص بالنظر في دعاوى الطرد من السكنات الوظيفية ،ولعل أهم
ق اررات مجلس الدولة والتي تؤكد هذا االختصاص هو القرار رقم 070446الصادر بتاريخ 28
سبتمبر 2011والذي تدور وقائعه بين ورثة السيدة "س ع" ،المستفيدة في حياتها من سكن وظيفي
بصفتها مدرسة في الثانوية ،ومديرية التربية لوالية تيزي وزو ،حيث رفع مدير التربية ،دعوى
خروج وتخلي ضد ورثة السيدة "س ع" ،الذين لم يخلو السكن رغم انتهاء العالقة الوظيفية
لمورثهم .فحكمت ا لغرفة االدارية بالخروج والتخلي ،ولدى استئناف األمر أمام مجلس الدولة ،حكم
بعدم جواز االستئناف في أمر االستعجال التحفظي هذه من جهة ،ومن جهة أخرى باختصاص
قاضي االستعجال التحفظي بالنظر في محل هذه القضايا.2
يستشف من هذا القرار أن الهيئة المستخدمة تطالب الشاغل غير الشرعي للسكن الوظيفي
عمال بالمادة 10من المرسوم التنفيذي 10–89سالف الذكر التي ترفع الدعوى القضائية أمام
القضاء االستعجالي الذي يبت فيه دون المساس بأصل الحق المتمثل في التعويض الذي هو من
إختصاص قاضي الموضوع.
53
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
يكون هناك تنازع في االختصاص ،عندما تقضي جهتان قضائيتان أو أكثر في نفس النزاع
باالختصاص أو بعدم االختصاص ،وهذا التنازع يأتي نتيجة تمسك جهات قضائية باختصاصها
والتنازع هنا يكون إيجابيا أو سلبيا ،أي أن تنازع االختصاص يقوم حين تؤكد أو ترفض هيئات أو
عدة هيئات قضائية اختصاصها للنظر في قضية رفعت أمامها ،والتنازع قد ينبثق بين هيئتين
قضائيتين تنتميان إلى نظامين قضائيين يشكالن مجموعتين متسلسلتين منفصلتين ومستلقتين،
والتنازع القائم بين القضاء اإلداري والقضاء العادي في مسألة االختصاص هو إال صورة ذلك،
كذلك هناك تنازع في االختصاص للفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية ،حيث أن
هذا التنازع جاء نتيجة االختالف في تفسير النصوص القانونية ،وبدرجة كبيرة االختالف في تحديد
الطبيعة القانونية لسند إمتياز السكن الوظيفي ،وعلى هذا األساس يتم تناول اختصاص القاضي
اإلداري بالفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية (المطلب األول) ،ثم اختصاص
القاضي االستعجالي بالفصل في المنازعات المتعلقة بالفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات
الوظيفية (المطلب الثاني).
جاء دستور 1996بإزدواجية القضاء ،فظهر القضاء اإلداري ،مجلس الدولة في قمة الهرم
القضائي اإلداري ،والمحاكم اإلدارية في قاعدته ،بينما القضاء العادي أوجد المحاكم والمجالس
القضائية ،وعلى قمته المحكمة العليا كل على جهة مقومة ومراقبة ألعمال القضاة ،والتي تتمثل
1
في السهر على التطبيق السليم للقانون.
جاء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الصادر بموجب القانون ،09-08من أجل تكريس
إزدواجية القضاء في الجزائر ،1وبرجوعنا إلى المادة ،800منه كرست مبدأ هام ،وهو أن
المنازعات التي يختص بها القاضي اإلداري يجب أن يكون أطراف الخصومة فيها إما الدولة أو
الوالية أو البلدية أو المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري ،2ومن ثمة فإن القاضي اإلداري على
مستوى المحكمة اإلدارية يختص بالفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية كون هذه
األخيرة يمكن أن تمنحها الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري
حسب المواد 05 ،04 ،03من المرسوم التنفيذي 10-89السابق ذكرها ،ومن هنا يتم تناول في
هذا المطلب معايير تحديد اختصاص القاضي اإلداري للفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات
الوظيفية (الفرع األول) ،ثم إثبات صفة التقاضي امام القاضي اإلداري (الفرع الثاني).
الفرع األول :معايير تحديد اختصاص القاضي اإلداري للفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات
الوظيفية
اعتمد المشرع الجزائري على معيارين لتحديد اختصاص القاضي اإلداري ،وهما المعيار
العضوي (أوال) ،والمعيار الموضوعي أو المادي (ثانيا) ،وهذا ما يتم تناوله في هذا الفرع.
يقوم االختصاص القضائي اإلداري على أساس معيار عضوي يستند إلى وجود أشخاص
القانون العام طرفا في النزاع ،3وهذا ما نصت عليه المادة 800من قانون اإلجراءات المدنية
االدارية ،حيث أن المشرع بموجب هذه المادة أخذ بالمعيار العضوي ،4في تحديد اختصاص
الهيئات القضائية اإلدارية ،أي أن العبرة في تحديد االختصاص للقاضي اإلداري مرتبط باإلدارة،
سواء مدعية أو مدعى عليها ،وعليه فإن القاضي اإلداري هو المختص بالفصل في المنازعات
المتعلقة بالسكن الوظي في بمجرد أن يكون شخص عام طرف في النزاع ،والسكن الوظيفي من
-1القانون رقم ،09–08المؤرخ في 29فبراير ،2008المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،سالف الذكر.
-2راجع المادة 800من القانون رقم 09-08المرجع نفسه.
-3محمد صغير بعلي ،الوجيز في المنازعات اإلدارية (القضاء اإلداري) ،المرجع السابق ،ص .154
-4راجع المادة 800من القانون ،09-08سالف الذكر.
55
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
الضروري ومن الحتمي أن تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري
طرفا فيه.
لقد أ كد مجلس الدولة في عدة ق اررات صادرة عنه هذا المبدأ ،حيث نجد مثال القرار
108740المؤرخ في 1996/03/31الذي جاء بأن عقد االيجار ينجر عن مقرر إداري يخضع
الختصاص القضاء اإلداري وليس القضاء العادي ،1حيث أنه في هذه الدعوى لم يطلب إبطال
المقرر 19المؤرخ في 1999/05/19الذي أصدره رئيس المجلس الشعبي البلدي لفائدة المسمى
(ب ،م) ،حيث أن المقرر المؤرخ في 1990/05/15بطل بقرار إداري وعليه يخضع الختصاص
القاضي اإلداري تطبيقا للمادة 800من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،2وأن إيجار هذه
األمالك يدخل ضمن أعمال التسيير.3
كذلك أصدرت الغرفة اإلدارية للملحمة العليا (سابقا) القرار رقم 80864المؤرخ في 23
فيفري 1992م ،الذي جاء فيه ما يلي" :حيث أن النزاع المطروح ال يتعلق بتنفيذ إيجار بسيط
الذي يخضع لقواعد القانون الخاص وال بعالقة المؤجر بالمستأجر حيث أنه في دعوى الحال
فإن النزاع يتعلق بسكن وظيفي منح لموظف في الدولة بموجب مقرر وليس بناء على مجرد
عقد ،وأنه بناء على قاعدة توازي األشكال ،فإن صدور مقرر وضع حدا المتياز المسكن ،حيث
أنه نتيجة لذلك فإن رئيس الغرفة اإلدارية كان محقا عندما تمسك باختصاصه".4
وهناك القرار رقم 1173المؤرخ في 17جوان 2003م ،الصادر عن مجلس الدولة جاء فيه
مايلي" :النزاع ال يعني منازعة تتعلق بإيجار سكن وانما يتعلق النزاع بدعوى رامية إلى طرد
المستأنف من السكن الوظيفي التابع للدولة والذي يتم منحه لمديرية الحماية المدنية لوالية
-1قرار مجلس الدولة رقم 108740المؤرخ في 31مارس ،1996متعلق بعقد اإليجار الذي ينجز عن مقرر إداري ،غير
منشور ،منقول عن حمدي باشا أعمر ،القضاء العقاري في ضوء أحدث الق اررات الصادرة عن مجلس الدولة والمحكمة العليا،
المرجع السابق ،ص.60
-2راجع المادة 800من القانون 09-08سالف الذكر.
-3حمدي باشا أعمر ،القضاء العقاري في ضوء أحدث الق اررات الصادرة عن مجلس الدولة والمحكمة العليا ،المرجع السابق،
ص.32
-4قرار الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا رقم 80864المؤرخ في 23فيفري ،1992متعلق باختصاص القاضي اإلداري للفصل في
المنازعات المتعلقة بالسكن الوظيفي ،غير منشور ،منقول عن حمدي باشا أعمر ،مبادئ القضاء العقاري ،المرجع السابق ،ص.32
56
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
األغواط بموجب قرار مؤرخ في 28مارس 1983م إلسكان مدير الوالية ،وانه بالتالي وعمال
بأحكام المادة 07من قانون اإلجراءات المدنية (المادة 800من قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية) تعتبر الجهة القضائية اإلدارية مختصة للفصل في هذا النزاع".1
هذا المعيار يصبح حتميا لتحديد اختصاص القاضي اإلداري للفصل في المنازعات المتعلقة
بالسكنات الوظيفية التي تمنحها المؤسسات والهيئات والشركات والمؤسسات العمومية ذات الطابع
االقتصادي ،ألن المادة 800عددت فقط الدولة والوالية والبلدية والمؤسسة العمومية ذات الطابع
اإلداري في حين أنها لم تتناول الهيئات والشركات والمؤسسات العمومية ذات الطابع االقتصادي
باعتبار أن هذه األخي رة يمكنها أن تمنح سكن وظيفي ،فإذا ثار نزاع يتعلق بشأن سكن منحته هذه
األخيرة ،فأي جهة تختص بالفصل فيه ،نجد أن مجلس الدولة أكد في ق ارره المؤرخ في 13سبتمبر
1999م تحت رقم ،2175106في نزاع يتعلق بمنح امتياز سكن وظيفي من قبل الصندوق
الوطني للتأمينات االجتماعية ( )cnasالتي كانت طرفا في النزاع ،عدم اختصاصه للفصل في
النزاع على اعتبار أن هذه المؤسسة ليست ذات طابع إداري ،غير أنه بالرجوع للقانون األساسي
للمؤسسات والشركات والهيئات العمومية االقتصادية رقم 01-88السابق الذكر ،نجد فيه أحكام أو
باألحرى حاالت يمكن أن يصبح خاللها القاضي اإلداري مختصا للفصل في النزاع ،3وهنا المعيار
المادي أو الموضوعي هو الذي يحدد طبيعة النزاع ،وقد سبق ورأينا في الفصل السابق ،أن
المشرع أحال التنصيص على سند امتياز السكن الوظيفي إلى القوانين األساسية واألنظمة الداخلية
لهذه المؤسسات ،فهذه األخيرة لم تتناول النص على منح حق االمتياز في السكن الوظيفي ،لكن
بالرجوع إلى نص المادتين 55و 56من القانون 01-88المؤرخ في 12جانفي 1988
المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية ،نجدها حددت حالتين إذا تحققتا فإن
-1قرار صادر عن مجلس الدولة رقم 1173المؤرخ في 17جوان ،2003متعلق بدعوى الطرد من السكن الوظيفي التابع
للدولة ،غير منشور ،نقال عن حمدي باشا اعمر ،مبادئ القضاء العقاري ،المرجع السابق ،ص. 35
-2قرار صادر عن الغرفة األولى من مجلس الدولة رقم 175106مؤرخ في 13سبتمبر ،1999غير منشور ،نقال عن لعميري
ياسين ،لخضاري محمد ،المرجع السابق ،ص.52
-3القانون رقم ،01-88المؤرخ في 12جانفي ،1988المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية ،سالف
الذكر.
57
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
النشاط التي تمارسه المؤسسة العمومية االقتصادية يعد إداريا ،1ومن ثمة تخضع المنازعة للقاضي
اإلداري ،حتى ولو كان طرفي نزاع المؤسسة االقتصادية من جهة ،وأشخاص طبيعيين من جهة
أخرى ،وهاتين الحالتين هما:
-عندما تكون المؤسسة العمومية االقتصادية مؤهلة قانونا لتسيير مباني عمومية أو جزء من
األمالك الصناعية ،ويكون هذا التسيير وفقا لعقد إداري لإلمتياز.
-عندما تكون المؤسسة العمومية االقتصادية مؤهلة قانونا لممارسة صالحيات السلطة العامة.
وبالتالي فإن المعيار العضوي لم يعد كافيا لوحده لتحديد اختصاص القاضي اإلداري للفصل
في المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية ،وانما ينبغي الرجوع إلى طبيعة النشاط الممارس من
قبل المؤسسة ،بمعنى ينبغي اإلعتماد على المعيار المادي ،وهذا عندما يتعلق النزاع بالسكنات
التي تمنحها المؤسسات والهيئات العمومية ذات الطابع االقتصادي.
نصت المادة 13من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أنه" :ال يجوز ألي شخص
التقاضي مالم تكن له صفة وله مصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون".
يستش ف من هذا النص بان الصفة من النظام العام يثيرها القاضي من تلقاء نفسه حتى ولم
يتمسك بها الخصوم ،وبالنسبة لمنازعات السكنات الوظيفية فان صفة التقاضي لها أهمية بالغة
نظ ار الختالف الهيئات العمومية واألشخاص العامة التي تمنح السكن الوظيفي ،واختالف ملكية
هاته السكنات فكثي ار ما ترفض الدعوى بسبب انعدام الصفة ،وباعتبار أن الدولة والوالية والبلدية
والمؤسسة العمومية شخص معنوي ال تستطيع مباشرة الدعوى إال بواسطة الممثل الذي يحدده
القانون 2.حيث يتم تناول في هذا الفرع إثبات صفة التقاضي لدى الدولة (أوال) ثم لدى الجماعات
-1راجع المادتين 55 :و 56من القانون 01-88المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية ،سالف الذكر.
-2لعميري ياسين ،لخضاري محمد ،المرجع السابق ،ص .53
58
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
المحلية (ثانيا) ،لدى المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري (ثالثا) ،ثم لدى المؤسسات
العمومية ذات الطابع االقتصادي (رابعا).
يستنتج من خالل هذه المواد أن الوزير المكلف بالمالية وباالشتراك مع الوزارء المختصين
يتولون تمثيل الدولة أمام القضاء ،والو ازرات لوحدها تتقاضى حسب الحاالت المنصوص عليها في
المادة 188أعاله باالخص ما تعلق منها بالسكن الوظيفي.
يمثل الوالي الوالية في الدعاوى التي ترفعها ضد شاغلي المساكن الوظيفية التي تمنحها
الوالية ،وقد نصت المادة 87من قانون الوالية على ما يلي" :إن الوالي هو الذي يمثل الوالية
أمام العدالة سواء كانت الوالية مدعية أو مدعى عليها".
-1المرسوم التنفيذي رقم 454-91المؤرخ في 23نوفمبر ،1991المتعلق بتحديد شروط إدارة األمالك الخاصة والعامة التابعة
للدولة وتسييرها ويضبط كيفيات ذلك ،الجريدة الرسمية ،العدد ،60الصادر بتاريخ .1991
59
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
باستثناء األمالك التابعة لمصلحة األمالك الوطنية الموجودة في تراب الوالية فال يكون للوالي
صفة التقاضي في شأنها بينما يمثل رئيس المجلس الشعبي البلدي البلدية في الدعاوى التي ترفعها
ضد شاغلي السكنات الوظيفية.
ثالثا :إثبات صفة التقاضي لدى المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري
يتم تمثيل المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري في الدعاوى ترفعها ضد شاغلي المساكن
الوظيفية التي تمنعها ،أو الدعاوى التي ترفع ضدها ،من طرف مدير المؤسسة ،وهو من باب أولى
مادام أن مقرر منح السكن الوظيفي يصدره مدير المؤسسة عمال بالمادة 4من المرسوم التنفيذيي
.110-89
رابعا :إثبات صفة التقاضي لدى المؤسسات والهيئات والشركات العمومية ذات الطابع
االقتصادي
إثبات صفة التقاضي لدى هاته المؤسسات من صعب ،ألن إثبات صفة التقاضي لدى
المؤسسات العمومية االقتصادية ال يمكن تحديدها إال إذا تم تحديد السلطة المختصة في منح سند
امتياز السكن الوظيفي الذي تملكه أو تحوز عليه المؤسسة العمومية االقتصادية حق االنتفاع ،وله
رأينا سابقا المشر أجال التنصيص على هذا االمر إلى القوانين األساسية واألنظمة الداخلية
للمؤسسة ،هنا حسب المادتين 56 ،55من القانون 01-88السابق الذكر 2،فإنه إذا مارست
المؤسسة االقتصادية صالحيات السلطة العامة أو قامت بتسيير مباني تابعة لالمالك العمومية
الصناعية فان نشاطها يعتبر إداريا ،ومن ثم فان السند الذي تمنحه يعتبر قرار إداري يخضع
للقواعد العامة في منح السكن يعتبر قرار إداري يخضع للقواعد العمة في منح السكن المحدد
بمقتضى المرسوم التنفيذي 10-89ومن ثم تمثيل المؤسسة من طرف المدير الذي اصدر
المقرر ،لكن هذا الحبل مؤقت صالح فقط في حدود الحالتين المحددتين بمقتضى المادتين ،55
56من القانون ،01-88اللتان سبق ذكرهما.
-1راجع المادة 4من المرسوم التنفيذي ،10-89المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة،
أو لصالح الخدمة ،وشرط قابلية منح هذه المساكن ،سالف الذكر.
-2ارجع المادتين 56 ،55من القانون ،01-88المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية ،سالف الذكر.
60
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
يلعب اإلستعجال في القضاء اإلداري دو ار أساسيا في توازن العالقة بين اإلدارة والموظف،
فاإلدارة تسعى لتحقيق المصلحة العامة ،وأثناء تصرفاتها قد يحدث تصادم بين أعمالها والمصلحة
الخاصة لألفراد وحرياتهم ،فاإلدارة تتمتع بامتيازات السلطة العامة ،التي تخولها اتخاذ القرارات ،كما
أن اإلدارة لها سلطة االمتياز في التنفيذ المباشر عندما تصدر ق ارراتها.
ونظ ار لقيام إشكالية الصراع بين اإلدارة والمواطنين ،فقد نظم قانون القضاء اإلستعجالي،
الذي يملك سلطة البت والنظر في المادة اإلدارية االستعجالية بتشكيلة جماعية تنظر في دعوى
الموضوع ،والتشكيلة الجماعية تصدر أوامر مؤقتة ،وال تمس بأصل الحق ،ويدخل توزيع
االختصاص بين قضاء االستعجال وقضاء الموضوع ضمن االختصاص النوعي ،مما يستدعي
التطرق لشروط إنعقاد االختصاص للقاضي اإلداري االستعجالي ،ليتسنى لنا تحديد نطاق
اختصاصه فيما يخص النزاعات المتعلقة بالسكن الوظيفي ،وقد حدد القانون شروط النعقاد
اختصاص القاضي االستعجالي وبمفهوم المخالفة يترتب على تخلف هذه الشروط الحكم بعدم
االختصاص النوعي ،وسيتم التطرق لهذه الشروط ومدى مطابقتها فيما يخص السكنات الوظيفية
من خالل ثالث فروع ،وجود عنصر االستعجال (الفرع األول) ،شرط عدم تعلق االستعجال بأصل
الحق (الفرع الثاني ) ،وعدم تعارض الدعوى على تنفيذ قرار إداري أو مع النظام العام (الفرع
الثالث).
قد أشار المشرع الجزائري في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية إلى حالة االستعجال في
المادة اإلدارية دون أن يعرفها ،وذلك من خالل المواد ،918 ،917حيث نصت المادة 917
على ما يلي" :يفصل في مادة االستعجال بالتشكيلة الجماعية المنوط بها البت في دعوى
1
الموضوع".
ونصت المادة 918على ما يلي" :يأمر قاضي االستعجال بالتدابير المؤقتة وال ينظر في
أصل الحق ويفصل في أقرب اآلجال" ،باإلضافة إلى نصوص المواد من 919إلى 922من
قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديدة ،1فالمشرع تناول حالة االستعجال دون أن يعرفها ،ولعل
أن هذا األمر ليس من النقص في شيء ذلك ألن المشرع يضع األحكام وال يعرف ،وفي قضية
الحال ،فالمشرع ترك المجال مفتوحا لالجتهاد القضائي ،ليحدد مفهوم االستعجال ،حسب كل
قضية ،وفيما يتعلق بتحقيق حالة االستعجال في الدعوى المتعلقة بالسكن الوظيفي فقد حدد
االجتهاد القضائي بعض المبادئ لتحديد الحاالت التي يكون فيها قاضي االستعجال اختصاصه،
تتعلق كلها بالطرد من السكن الوظيفي ،وتتمثل في انعدام سند امتياز السكن الوظيفي (أوال)،
انتهاء العالقة الوظيفية (ثانيا).
إذا كان الشاغل أو المستفيد من السكن الوظيفي يحمل بحوزته سند امتياز السكن الوظيفي،
يعتبر في وضع شرعي والقانون يحمي األوضاع الشرعية ،أما إذا كان الشاغل ال يحمل سند
االمتياز الذي يعتبر الرخصة أو الوسيلة القانونية الوحيدة لشغل السكن الوظيفي ،هنا نجد أن
اإلجتهاد القضائي كرس مبدأ اختصاص قاضي االستعجال للبت في الحاالت التي يكون فيها
شاغل السكن الوظيفي المطلوب طرده ال يحمل سند امتياز ،وقد جاء القرار رقم 2019165
المؤرخ في 08جوان 1999بما يلي ..." :لكن حيث أنه من االجتهاد المستقر أن عنصر
االستعجال يتوفر في كل الحاالت التي قد اإلنجاز عن التأخير في صدور حكم بشأن ضرر ال
يمكن إصالحه فيما بعد ...وأن حاالت التعدي على حق مستقر هي من الحاالت التي يمكن
فيها لقاضي االستعجال أن يتدخل لجعل حد لهذا التصرف ،وارجاع األطراف إلى الحالة التي
2
كانوا عليها قبل صدور الحكم".
-1راجع المواد من 919إلى 922من القانون 09-08المتعلق باإلجراءات المدنية واإلدارية ،سالف الذكر.
-2قرار مجلس الدولة رقم 2019165مؤرخ في 08جوان ،1999متعلق باالستعجال في حاالت التعدي على حق مستقر ،غير
منشور ،نقال عن عبد السالم ذيب ،المرجع السابق ،ص.207
62
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
طبقا لنص المادة 08من المرسوم التنفيذي 10-89التي جاء فيها ما يلي" :تعد امتيا ازت
المساكن مؤقتة وقابلة للفسخ في أي وقت ،حسب األشكال ذاتها المنصوص عليها في المواد
03إلى 05أعاله ،ومدتها محدودة بالمدة التي يشغل فيها المعنيون المناصب التي تبررها،
وينتهي االمتياز في كل االفتراضات في حالة بيعها أو إعادة تخصيص العقار ،يجب على
المعنيين في حالة فسخ اإلمتياز أن يخلو األماكن في أجل قدره ثالثة أشهر ،تحت طائلة
التعرض للعقوبات المنصوص عليها في المادة 10أدناه" ،ونصت المادة 10على ما يلي:
"يتعرض شاغلوا المساكن الذين يثبتون حيازتهم سند امتياز اتخذ لفائدتهم إلجراء الطرد بناء
على طلب المصلحة أو السلطة المعنيين ."...
المشرع في المادة 10أشار إلى إجراء الطرد الذي تطلبه المصلحة أو السلطة المانحة
للسكن ولم يشر أو باألحرى لم يبين كيفية ذلك أو كيف تطلب المصلحة المانحة للسكن طرد
الشاغل بعد انتهاء العالقة الوظيفية.
يكون هذا اإلجراء عن طريق القضاء االستعجالي ومبرر ذلك هو أن حق االستفادة من
السكن لم ينشأ إال بسبب الوظيفة ،بمفهوم المخالفة إذا زالت الوظيفة زالت االستفادة من السكن،
بمعنى أنه إذا زالت العالقة الوظيفية بين العون والجهة المانحة للسكن الوظيفي ألي سبب كان،
سواء باالستقالة أو التقاعد أو النقل ...الخ ،وبقي العون يشغل المسكن بغير وجه حق يجوز
للجهة المانحة رفع دعوى طرد ضد العون أمام القاضي االستعجالي ،ليفصل فيها في أقرب
1
اآلجال.
قد أكد القرار رقم 235399المؤرخ في 16ماي 2000ما قرره المشرع في المادة 8
و 10من المرسوم التنفيذي 10-89حيث جاء فيه ما يلي" :ولكن حيث أنه من الثابت في دعوى
الحال أن الطاعن كان يحتل السكن المتنازع هو له بسبب وظيفته وعن طريق مقرر منح
استفادة منه ،ومن النيابة العامة وادارة أمالك الدولة ،وأن الطاعن قدم استقالته ،وبالتالي جعل
حد الكسب الذي كان يحتل بموجبه السكن ،وأن طبيعة نشاط اإلدارة يقتضي السرعة في
-1راجع الفقرة األخيرة من المادة 918من القانون ،09-08المتعلق باإلجراءات المدنية واإلدارية ،سالف الذكر.
63
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
استرجاع السكنات الوظيفية لجعلها تحت تصرف من يستخلف الموظف الذي أنهى عالقة
العمل ،وعليه يتعين القول أن قاضي االستعجال كان مختصا للفصل في دعوى الحال"،1
فبموجب هذا األمر استنبط القاضي عنصر االستعجال من الحاجة الماسة للسكن بعد انتهاء
العالقة الجديدة من أجل ضمان حسن سير المرفق العام وتحقيق المصلحة العامة ،خاصة إذا
2
علمنا أن الغرض من منح السكن الوظيفي هو ضرورة الخدمة الملحة أو منفعة لصالح الخدمة.
حتى ينعقد االختصاص لقاضي االستعجال للفصل في نزاع يتعلق بسكن وظيفي ،يجب أن
ال يتعلق هذا النزاع باصل الحق بمعنى 918من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية التي نصت
على ما يلي" :يأمر قاضي االستعجال بالتدابير المؤقتة ،ال ينظر في أصل الحق ،يفصل في
أقرب اآلجال ،"...فمن شروط األمر االستعجالي أال يمس بأصل الحق بمعنى أن يكون اإلجراء
المطلوب هو مجرد اتخاذ إجراء وقتي ،كما أن القاضي ال ينظر في أصل الحق وله في سبيل ذلك
أن يبحث في سندات الخصوم على سبيل االستئناس بها التخاذ اإلجراء المؤقت ،فإذا كان النزاع
المتعلق بالطرد من السكن الوظيفي ال يتطلب إشارة نزاع جدي أمام قاضي الموضوع ،فيتم رفع
دعوى أمام القاضي االستعجالي ،حيث أن هذه الدعوى ال ترفع أمام القاضي االستعجالي على
مستوى الغرفة االستعجالية البحته بالمجلس القضائي ،وانما أمام قاضي الغرفة اإلدارية بوصفه
قاضي استعجال ،وهذا بمجرد توجيه إنذار للشاغل الذي انتهت عالقته الوظيفية.3
الفرع الثالث :أال يكون الهدف من الدعوى االستعجالية االعتراض على تنفيذ قرار إداري وأال
يتعارض النزاع مع النظام العام
الدعوى االستعجالية الرامية إلى الطرد من السكن الوظيفي المرفوعة من قبل الجهة المانحة
للسكن ليست فيها ما يعترض تنفيذ قرار إداري يقضي بإلغاء االستفادة من السكن الوظيفي بعد
-1قرار مجلس الدولة رقم 235399مؤرخ في 16ماي ،2000المتعلق بإجراء طرد شاغل السكن الوظيفي بعد انتهاء العالقة
الوظيفية عن طريق القضاء االستعجالي ،غير منشور ،نقال عن لعميري ياسين ولخضاري محمد ،مذكرة لنيل شهادة ليسانس،
النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات التي تثيرها ،المرجع السابق ،ص.58
-2حميدي أمين عبد الهادي ،إدارة شؤون موظفي الدولة ،المرجع السابق ،ص.14
-3فريحة حسين ،المرجع السابق ،ص.114
64
المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية الفصل الثاني:
إنتهاء العالقة الوظيفية ،بمفهوم المخالفة لو رفعت الجهة المانحة للسكن دعوى الطرد ضد
المستفيد العتبارات معينة وهو ال يزال شاغال ،وبحوزته مقرر اإلستفادة ،فهنا تكون الدعوى
المرفوعة معارضة لتنفيذ قرار إداري وبالتالي يكون مآلها الرفض من قبل القاضي االستعجالي
بمعنى أنه يقضي بعدم اختصاصه النوعي.
ويكون قا ضي الموضوع مختصا في هذه الحالة ،كما أن دعوى الطرد المرفوعة أمام القاضي
االستعجالي ضد العون الذي انتهت عالقته بالوظيفة وليس بحوزته سند امتياز ،ليس فيها ما
يتعارض والنظام العام ،والنظام العام يأخذ بمفهومه الواسع أي إال من العام ،والصحة العامة
1
والسكينة العامة.
وخالصة ما يمكن قوله مما سبق ذكره ،أن المشرع الجزائري بمقتضى قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية ،منح للقاضي السلطة التقديرية لتحديد عنصر االستعجال ،ونفس األمر بالنسبة
للمنازعات المتعلقة بالسكن الوظيفي ،حسب معطيات كل قضية ،غير أنه جرى االجتهاد القضائي
والم مارسة القضائية من الناحية العملية ،أن القاضي االستعجالي يتمسك باختصاصه النوعي في
قضايا الطرد من السكن الوظيفي بمجرد التأكد من أن الشاغل يحوز سند امتياز السكن الوظيفي،
وأن عالقته الوظيفية انتهت ،هذا من أجل إصدار أمر استعجالي يقضي بالطرد من المسكن نظ ار
لطبيع ة نشاط اإلدارة الذي يتطلب السرعة والمرونة ودقة التسيير لحسن سير المرفق العام وتحقيق
2
الصالح العام.
نلخص من خالل كل ما درسناه أن السكنات الوظيفية وضع في شأنها المشرع عدة نصوص
تشريعية تنظيمية حددت نظامها القانوني وذلك من خالل تحديد شروط االستفادة منها ،وميز بين
السكنات الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة والسكنات الممنوحة لصالح الخدمة ،واعتبرها عنص ار
أساسيا وجوهريا والمنطلق الذي يعتمد عليه لتحديد مناصب التي تخول حق االستفادة من السكن
الوظيفي باإلضافة إلى الشروط المالية المفروضة على المستفيد وكذا اإلجراءات التي يعتمد عليها
المشرع لمنح السكن الوظيفي ،وال تتم االستفادة من السكن الوظيفي إال بموجب سند االمتياز الصادر
عن جهة إدارية القابل أو المعرض لإلنهاء بنفس اإلجراءات التي تم بموجبها إصداره ،كما أن
هنالك إمكانية التنازل عنه" السكن الوظيفي" للشاغل وذلك بتوفر شروط معينة ومحددة ،وفي كثير
من األحيان يتم اللجوء إلى القضاء االداري أو االستعجالي (حسب الحالة) في المنازعات التي
موضوعها السكنات الوظيفية ،فبالنسبة للقاضي االداري ينعقد اختصاصه استنادا إلى معيار عضوي
كقاعدة عامة عندما تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسة العمومية ذات الطابع االداري
طرفا في النزاع ،وسند االمتياز يمكن أن يمنح من هاته الهيئات.
كما أن القضاء االداري االستعجالي التحفظي ،فرعا من فروع القضاء االداري االستعجالي
عموما وان كان يختلف عنه في بعض الجزئيات ،إال أنه يتفق معه في بعض األساسيات،
واختصاص قاضي االستعجال التحفظي بهذا النوع من القضايا يعد قاص ار من حيث األساس واألثر
حيث ال تجد له أساسا صريح في قانون االجراءات المدنية واالدارية ،وأثاره تتعارض تماما مع
األثار القانونية لالستعجال التحفظي ،حيث يتطلب القانون أن يتم طرد الشاغل والحكم عليه ببدل
اإليجار وتعويض ،األمور التي ال يمكن أن تكون إال أمام قاضي الموضوع ،باإلضافة إلى كون
الطرد من السكن الوظيفي هو إجراء يمس بأصل الحق ويكون بأثر نهائي النعدام الحق بالطعن
فيه من جهة ومن جهة أخرى فالمنازعات المتعلقة بالسكن الوظيفي أنواع ونحن تطرقنا إلى المنازعات
االلغاء التي ترفع بتوفر مجموعة من الشروط الشكلية والموضوعية باإلضافة إلى دعاوى القضاء
الكام ل التي موضوعها السكنات الوظيفية المتمثلة في دعوى الطرد والمسؤولية على النحو الذي
سبق بيانه.
67
الخاتمة:
وفقا لمعايير معينة وشروط محددة والتناقضات والهفوات التي لربما وقع فيها المشرع وأفرزتها
دراستنا المتعلقة بالسكنات الوظيفية ،نجد أن السكنات الوظيفية التي تملكها أو تنتفع بها المؤسسات
والهيئات والشركات ذات الطابع االقتصادي فيما يخص الجوانب التالية:
السلطة المختصة في منح السكنات التي تملكها أو تحوز عليها هاته الهيئات حق انتفاع (أحال ̶
المشرع األمر إلى النظام الداخلي وهذا األخير لم يحدد ذلك).
يتم تمثيل هذه المؤسسات العمومية ذات الطابع االقتصادي من قبل الشخص الذي أصدر ̶
السند كمدير مؤسسة مثال لكن هذا يبقى صالح في حدود الحالتين المذكورتين في المادتين
55و 56من القانون 01 -88المذكور أعاله.
تمنح السكنات الوظيفية في حالة توفر سبب ضرورة الخدمة الملحة ،عند ممارسة المؤسسة ̶
اال قتصادية نشاطا إداريا ،لكن كيف تمنح هاته المؤسسات السكنات الوظيفية لعمالها عندما
تمارس نشاطا تجاريا.
طبيعة السند الذي تصدره الهيئات والمؤسسات ذات الطابع االقتصادي قرار إداري في حدود ̶
الحالتين المذكورتين في المادتين 55و 56من القانون 01-88السابق الذكر ،ولم يحدد
المشرع طبيعته خارج هاتين الحالتين.
هنالك تناقض بين االجراءات المنصوص عليها في المادة 03من المرسوم التنفيذي -89 ̶
، 10نجد دور رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية هو إصدار
قرار المنح ،بينما دور الهيئة المستخدمة هو استشاري فقط ،وليس ملزم لمصدر القرار (رئيس
مصلحة شؤون امالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية) ،بينما الحاصل عمليا نجد أن عملية
المنح تنطلق من الهيئة المستخدمة وبإجراءات معينة وتحت رقابة محددة تصل في األخير إلى
رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية ليصادق على القرار.
أشار المشرع إلى إمكانية لجوء الهيئة المستخدمة لالعتراض على التنازل وذلك بالرغم من ̶
توفر جميع الشروط التي تسمح بإمكانية التنازل ،إال أنه لم يحدد الطبيعة القانونية لهذا
االعتراض ولم يحدد أيضا كيفية ممارسته من قبل اإلدارة أو إذا كان يمارس عن طريق القضاء.
68
الخاتمة:
حدد المشرع الشروط الواجب توفرها في شاغل السكن الممنوح لصالح الخدمة من أجل التنازل ̶
عنه لصالحه ،دون ذكر الشروط التي يجب توفرها في شاغل السكن الممنوح لضرورة الخدمة
الملحة ،فالمشرع لم يذكر إذا كانت هنالك إمكانية وجود سكنات وظيفية ممنوحة لضرورة
الخدمة الملحة موقعها خارج الهيئة المستخدمة.
نجد هنالك غموض ولبس في المنازعات التي قد تثور بشأن السكنات التي تمنحها مؤسسة ̶
عمومية ذات طابع اقتصادي التي قد بقي حلها مؤقت في حدود ما قررته المادتين 55و56
من القانون 01 -88السابق الذكر.
ثمن االستفادة من السكن الوظيفي ا لممنوح لصالح الخدمة من قبل هاته الهيئات كون أن ̶
المشرع أخرجه من مجال تصنيف المرسوم التنفيذي 98-89على النحو سبق بيانه.
والتناقض الموجود بين المادة 32والمادة 16من المرسوم التنفيذي .10-89 ̶
تعديل المادة 3من المرسوم التنفيذي 98 -89الذي يحدد القواعد التي تضبط االيجار المطبق ̶
على السكنات والمحالت التي تملكها الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات والهيئات التابعة
لها والتي أخرجت من مجال تطبيق أحكام هذا المرسوم السكنات والمحالت التي تملكها أو
تحوزها لالنتفاع بها المؤسسات العمومية االقتصادية.
إعادة النظر في التناقض الذي وقع فيه المشرع من خالل نصي المادة 16من المرسوم ̶
التنفيذي 10-89وكذا نص المادة 32من المرسوم التنفيذي 98-89نظ ار ألن كال المادتين
تحيالن لبعضهما البعض بخصوص االيجار الواجب دفعه نظير االستفادة من السكن الذي
تمنحه المؤسسة العمومية االقتصادية لصالح الخدمة.
وعليه كان على المشرع أن يراعي كل هذه التناقضات والهفوات حيث ال يبقى القاضي مترددا
في تطبيق القواعد القانونية المتضاربة فيما بينها عند النظر في نزاع يثور بشأن سكن وظيفي وعليه
وفقا لما سبق نقترح ما يلي:
تعديل المادة 07من المرسوم التنفيذي 10 -89التي أحالت التنصيص على امتيازات ̶
السكنات الوظيفية التي تملكها أو تحوزها لالنتفاع بها الشركات والمؤسسات والهيئات العمومية
69
الخاتمة:
ذات الطابع االقتصادي للقانون األساسي والنظام الداخلي الخاصين لكل واحدة منها واإلحالة
من ذلك للقانون 01-88في نصي المادتين 55و 56منه باعتباره التشريع المنظم للمؤسسات
االقتصادية.
ينص المشرع صراحة في المرسوم التنفيذي 10 -89على أن المؤسسات العمومية االقتصادية ̶
تمنح امتيازات االستفادة من السكن الوظيفي لعمالها من طرف مسؤول معين ،مثلما فعل
بالنسبة للسكنات التي تملكها الدولة أو المؤسسات ذات الطابع اإلداري.
ينبغي على المشرع أن يغير من صياغة نص المادة 03من المرسوم التنفيذي 10-89أن ̶
تكون كاآلتي« :يكون منح السكنات التي تملكها الدولة أو تنتفع بها ناتجا عن مقرر يوقعه
ويصادق عليه رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة ،واألمالك العقارية في الوالية بعد المبادرة
به من المسؤول الذي وضع العون المستفيد تحت سلطته».
يجب على المشرع أن يعرف السكن الوظيفي في المرسوم التنفيذي 10-89السابق الذكر. ̶
تعديل المادة 16بهدف فكرة االحالة منها إلى التنظيم والتصريح مباشرة بأن السكنات الممنوحة ̶
لصالح الخدمة تكون مقابل إيجار ،أو ترك المادة 16على حالها وتعديل المادة 32من
المرسوم التنفيذي 98 -89واضافة ما بين احتساب مبلغ االيجار أو على األقل تحديد مبلغ
معين.
70
قائمة المراجع
قائمة المراجع:
-1الكتب:
أعمر يحياوي ،الوجيز في األموال الخاصة التابعة للدولة والجماعات المحلية ،دون ذكر ─
العربي ،مصر.
أعمر حمدي باشا ،القضاء العقاري في ضوء أحدث الق اررات الصادرة عن مجلس الدولة ─
والمحكمة العليا ،دون ذكر رقم الطبعة ،دار هومه ،بوزريعة الجزائر.2005 ،
أعمر حمدي باشا ،مجمع النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلق بالعقار ،دون ذكر رقم ─
البديلة لحل النزاعات اإلدارية ،الجزء الثالث ،الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر.2013 ،
رشيد خلوفي ،قانون المنازعات االدارية تنظيم واختصاص القضاء االداري ،دون ذكر رقم ─
الجزائر.2001 ،
78
قائمة المراجع:
عبد الغني بسيوتي عبد اهلل ،القضاء اإلداري ،دون ذكر رقم الطبعة ،الدار الجامعية، ─
بيروت.1993 ،
عبد القادر عدو ،المنازعات اإلدارية ،دون ذكر رقم الطبعة ،دار هومه ،الجزائر.2012 ، ─
عمار بوضياف ،دعوى اإللغاء في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية دراسة تشريعية ─
وقضائية وفقهية ،دون ذكر رقم الطبعة ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر.2009 ،
عمار عوابدي ،نظرية الق اررات االدارية بين علم االدارة العامة والقانون االدارين الطبعة ─
ياسين لعميري ،محمد لخضاري ،مذكرة النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات التي ̶
تثيرها ،تخرج لنيل شهادة ليسانس تخصص قانون عقاري ،جامعة يحيى فارس ،كلية
الحقوق ،المدية . 2011 ، 2010،
-3المداخالت:
-فؤاد جحيش ،القضاء االداري االستعجالي التحفظي وعالقته بدعوى الخروج والتخلي عن
السكنات الوظيفية ،جامعة يحيى فارس بالمدية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية 21 ،فيفري
. 2017
-4النصوص القانونية
أ -الدساتير:
-دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ، 1996المعدل والمتمم بالقانون رقم
، 01-16المؤرخ في ، 2016/03/06المتضمن التعديل الدستوري ،جريدة رسمية ،عدد
، 14الصادر .2016/03/
ب -القوانين:
-القانون رقم 01-81المؤرخ في 1981/2/7المتضمن التنازل عن األمالك العامة ذات
االستعمال السكني أو المهني أو التجاري أو الحرفي التابعة للدولة ،والجماعات المحلية
ومكاتب الترقية والتسيير العقاري والمؤسسات والهيئات واألجهزة العمومية ،الجريدة الرسمية
العدد 6بتاريخ .1981/2/10
-القانون رقم 01-88المؤرخ غي 1988/01|/12المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات
العمومية االقتصادية ،الجيدة الرسمية العدد 02المؤرخ في .1988/01/13
-القانون رقم 30-90المؤرخ في 1ديسمبر 1990يتضمن قانون األمالك الوطنية الجريدة
الرسمية العدد 52صادر 1990/12/2معدل ومتمم بالقانون رقم 14-08المؤرخ في
1990/12/1الجريدة الرسمية العدد 44صادر 2008
-القانون رقم 09-08المؤرخ في 2008/2/29المتضمن قانون االجراءات المدنية واالدارية،
الجريدة الرسمية العدد 21بتاريخ . 2008/4/23
80
قائمة المراجع:
ت -األوامر:
-األمر رقم 58-75المؤرخ في 26سبتمبر 1975يتضمن القانون المدني الجريدة الرسمية
العدد 78صادر بتاريخ 1975/9/ 30معدل ومتمم .
-األمر رقم 03-06المؤرخ في 2006/ 7/15يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة
العمومية ،الجريدة الرسمية العدد 46صادر بتاريخ 16جويلية .2006
ث -النصوص التنظيمية
المرسوم التنفيذي رقم 44- 81المؤرخ في 1981/3/21المتضمن شروط وكيفيات التنازل -
عن األمالك العقارية ذات االستعمال السكني أو المهني أو التجاري أو الحرفي التابعة للدولة
والجماعات المحلية ومكاتب الترقية والتسيير العقاري والمؤسسات والهيئات العمومية ،الجريدة
الرسمية العدد 12بتاريخ .1981/3/24
المرسوم التنفيذي 71 -88المؤرخ في 28مارس 1988المحدد للشروط الخاصة التي -
تطبق على بيع األمالك العقارية التي شرع في استغاللها بعد 1جانفي ، 1981الجريدة
رسمية ،العدد 20صادر بتاريخ 13جانفي . 1988
المرسوم التنفيذي رقم 10-89المؤرخ في 1989/2/7المحدد لكيفيات شغل المساكن -
الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة أو لصالح الخدمة وشروط قابلية منح هذه المساكن ،
الجريدة الرسمية العدد 6المؤرخة في .1989/2/7
المرسوم التنفيذي رقم 98-89المؤرخ في 1989/06/20المحدد للقواعد التي تضبط -
االيجار على المساكن والمحالت التي تملكها الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات
والهيئات التابعة لها ،الجريدة الرسمية ،العدد 26صادر بتاريخ . 1989/06/28
المرسوم التنفيذي رقم 454 - 91المؤرخ في 23نوفمبر 1991المحدد لشروط ادارة -
األمالك الخاصة والعامة التابعة لدولة وتسييرها ويضبط تقنيات ذلك الجريدة رسمية ،العدد
60صادر بتاريخ 1991معدل ومتمم .
المرسوم التنفيذي رقم 300-95المؤرخ في 04أكتوبر 1995م ،المحدد لالمتيازات -
الخاصة الممنوحة لصالح أعوان الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية
والمستخدمين ...الخ ،الجريدة الرسمية العدد ،58الصادر بتاريخ 08أكتوبر 1995م.
81
قائمة المراجع:
المرسوم التنفيذي 42-98المؤرخ في 01فيفري 1998م ،المحدد لشروط الحصول على -
المساكن العمومية اإليجارية ذات الطابع االجتماعي وكيفيات ذلك ،الجريدة الرسمية ،العدد
،5صادر بتاريخ .1998
المرسوم التنفيذي رقم 427-12المؤرخ في 2012/12/ 16المحدد شروط وكيفيات إدارة -
وتسيير األمالك العمومية والخاصة والتابعة للدولة ،الجريدة الرسمية ،العدد 69صادر
بتاريخ . 2012/12/19
القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 1989 /5/ 17المحدد لقائمة الوظائف والمناصب التي -
تخول حق االمتياز في المساكن بحكم ضرورة الخدمة أو لصالح الخدمة وشروط قابلية منح
هذه المساكن ،الجريدة الرسمية العدد 21الصادر بتاريخ . 1989/5/24
82
فهرس المحتويات
فهرس المحتويات:
الصفحة العنوان
إهداء
شكر
قائمة المختصرات
4-1 مقدمة
35-5 الفصل األول :منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري
6 تمهيد
7 المبحث األول :المعايير المعتمد عليها لمنح السكن الوظيفي واإلجراءات المتبعة في ذلك
7 المطلب األول :مفهوم منح السكن الوظيفي
7 الفرع األول :تعريف السكن الوظيفي
8 الفرع الثاني :التكريس القانوني للحق في السكن الوظيفي
9 المطلب الثاني :األسباب التي يمنح بموجبها السكن الوظيفي
9 الفرع األول :ضرورة الخدمة الملحة
11 الفرع الثاني :صالح الخدمة
13 الفرع الثالث :الشروط الواجب توفرها لالستفادة من السكنات الوظيفية
17 المطلب الثالث :اإلجراءات المتبعة لمنح السكن الوظيفي
17 الفرع األول :إجراءات منح السكن الوظيفي التابع للدولة
19 الفرع الثاني :إجراءات منح السكن الوظيفي التابع للمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري
20 الفرع الثالث :إجراءات منح السكن الوظيفي التابع للجماعات المحلية
21 الفرع الرابع :إجراءات منح السكن الوظيفي التابع للمؤسسات ذات الطابع االقتصادي
22 المبحث الثاني :إنهاء االستفادة ومجال التنازل عن السكن الوظيفي
22 المطلب األول :حاالت إنهاء االستفادة من السكن الوظيفي
23 الفرع األول :إنهاء االستفادة بانتهاء العالقة الوظيفية
25 الفرع الثاني :إنهاء االستفادة بسب تغير المصلحة المسيرة للسكن الوظيفي
84
28 المطلب الثاني :إجراءات إنهاء االستفادة من السكن الوظيفي
28 الفرع األول :السكنات التي تملكها أو تنتفع بها الدولة
29 الفرع الثاني :السكنات التي تمتلكها أو تنتفع بها الجماعات المحلية
29 الفرع الثالث :السكنات التي تملكها أو تنتفع بها المؤسسات أو الهيئات
31 المطلب الثالث :مجال التنازل عن السكن الوظيفي
31 الفرع األول :السكن الوظيفي غير قابل للتنازل
33 الفرع الثاني :السكن الوظيفي القابل للتنازل
64-36 الفصل الثاني :المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية
37 تمهيد
38 المبحث األول :دعاوى إدارية موضوعها السكنات الوظيفية
38 المطلب األول :دعوى اإللغاء
39 الفرع األول :الشروط الشكلية لقبول دعوى اإللغاء
44 الفرع الثاني :الشروط الموضوعية لقبول دعوى االلغاء
49 المطلب الثاني :دعاوى القضاء الكامل
50 الفرع األول :دعاوى الطرد
50 الفرع الثاني :دعاوى المسؤولية
51 المطلب الثالث :دعاوى االستعجال التحفظي
52 الفرع األول :شروط القضاء االداري االستعجالي التحفظي
53 الفرع الثاني :عالقة االستعجال التحفظي بدعاوى الطرد من السكنات الوظيفية
54 المبحث الثاني :الجهة القضائية المختصة بالفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات
الوظيفية
54 المطلب األول :اختصاص القاضي اإلداري بالفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات
الوظيفية
55 الفرع األول :معايير تحديد اختصاص القاضي اإلداري للفصل في المنازعات المتعلقة
بالسكنات الوظيفية
58 الفرع الثاني :إثبات صفة التقاضي أمام القاضي اإلداري
85
61 المطلب الثاني :اختصاص القاضي االستعجالي بالفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات
الوظيفية
61 الفرع األول :وجود عنصر االستعجال
64 الفرع الثاني :أال يتعلق االستعجال بأصل الحق
64 الفرع الثالث :أال يكون الهدف من الدعوى االستعجالية االعتراض على تنفيذ قرار إداري
وأال يتعارض النزاع مع النظام العام
66 الخاتمة
71 المالحق
77 قائمة المراجع
83 فهرس المحتويات
86