Professional Documents
Culture Documents
1-المحاضرة الأولى تفسير
1-المحاضرة الأولى تفسير
1-المحاضرة الأولى تفسير
ٔ
وطرف من أحكامها
1
المحاضرة
ٕ
ميحرلا نمحرلا هللا مسب
كثٌرا طٌبًا مباركًا
ً الحمد هلل رب العالمٌن ،نحمده سبحانه وتعالى ،حمدًا
فٌه ،وأُصلً وأُسلم وأبارن علً رسول هللا ،صلى هللا علٌه وسلم ،علٌه
وعلى آله وأصحابه أجمعٌن ،سبحانن ال علم لنا إال ما علمتنا ،إنن أنت
العلٌم الحكٌم ،اللهم علمنا ما ٌنفعنا ،وانفعنا بما علمتنا ،وزدنا عل ًما ،ما
شاء هللا كان ،ونعوذ باهلل من حال أهل النار ،اللهم ال سهل إال ما جعلته
سهالً ،وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهالً ،اللهم ارزلنا اإلخالص
والتوفٌك والمبول والعون ،إنن على كل شًء لدٌر.
ثم أما بعد-:
السالم علٌكم ،ورحمة هللا ،وبركاته ،وأهالً وسهالً ومرحبًا بكم أٌها
األحبة الكرامٌ ،ا من سعادتً فً هذه اللحظات أرحب بكم عمو ًما وأ ُخص
بالترحٌب طالب وطالبات هذه األكادٌمٌة المباركة؛ أعنً أكادٌمٌة زاد
العلمٌة ،سائل هللا عز وجل لً ولهم الفالح ،نلتمً وإٌاكم فً هذا اللماء،
فً هذه الدورة الثانٌة من المستوي الثانً ونحن نتحدث عن تفسٌر كالم
هللا تبارن وعز وجل ،وبالتحدٌد من خالل منهجنا المبارن والذي ٌتحدث
أوالً عن سورة النبأ فً بٌان معانٌها ،وطرف من أحكامها
بإذن هللا تبارن وعز وجل ،ولبل الحدٌث عن هذه السورة المباركة ٌحسن
بنا أن نتحدث إجماال ً عن هذا الجزء الذي ولعت فٌه هذه السورة التً
فٌها مناط ومحل حدٌثنا ،وكلنا ٌعلم أٌها األحبة الكرام أن سورة النبأ
تعتبر أول سورة فً الترتٌب للمتحدث عن جزء عم ،الذي هو الجزء
الثالثون ،والذي ٌحوي لرابة سبعة وثالثون سورة كلها من السور
المكٌة ،ما عدا ثنتٌن من السور ،وهما سورة البٌنة وسورة النصر ،وهما
مدنٌتان وأما سور هذا الجزء المبارن الجزء الثالثون ،آخر جزء فً
كتاب هللا تبارن وتعالى ،فهً من السور المكٌة ،ولد بٌنا لبل اآلن ومر
معنا ونكرر والمكرر أحلى أننا نرٌد بمولها المكً ما كان نزوله لبل
التفسٌر [محاضرة ٔ | سورة النبأ]
ٖ هجرة النبً صلً هللا علٌه وسلم إلى مكة على الصحٌح من ألوال أهل
العلم رحمهم هللا ،سواء أكان نزوله فً مكة أو فً غٌر مكة ،وسورة
النبأ كذلن هً من السور المكٌة ،جزء عم بشكل عام ٌمتاز بخصائص
اآلٌات المكٌة فً كتاب هللا تبارن وعز وجل ،فهو مثالً ٌمرر التوحٌد فً
ثناٌا هذه السور التً معناٌ ،عنً المتأمل فً سور جزء عم سٌجد أن
الجزء المبارن الذي كما ذكرنا أكثر مكً ٌموم على تمرٌر توحٌد هللا
تبارن وتعالى ،ولبل ذلن وجوده من خالل الحدٌث عن هذه اآلآلء واآلٌات
الموجودة فً هذا الكون الفسٌح تبارن وعز وجل ،تمرر هذه اآلٌات أٌضًا
بعثة النبً صلى هللا علٌه وسلم ،وأنه مرسل من عند هللا تبارن وتعالى
حمًا وصدلًا ،تمرر هذه اآلٌات أٌضًا حمٌمة اإلٌمان بالبعثة ،ووجود الٌوم
اآلخر ،وأنه حك ال شن وال رٌب فٌه ،تمرر هذه اآلٌات أٌضًا مسائل
الترغٌب والترهٌب بشكل عام ،فهً تدور فً هذا البلد فً دعوة الناس
إلى أصول الدٌن ،والترغٌب للعمل بها ،وفٌها بعٌدًا عن النظر إلى األحكام
الشرعٌة الفرعٌة والفمهٌة التً هً من خصائص السور المدنٌة،
وسٌمر معنا البعض منها بإذن هللا تبارن وعز وجل.
وسورة النبأ فٌها من هذا النوع وفٌها هذه الخصائص التً ذكرناها،
فسورة النبأ بفضل هللا تبارن وعز وجل ذكر أهل العلم أن
لها عدة أسماء ،بعد أن انتهٌنا من الحدٌث عن الجزء بشكل عام ،نلج
للحدٌث عن هذه السور خاصة ،فهً سورة
أوالً كما ذكرنا مكٌة ،ثم هً لها عدة أسماء ،فتسمى النبأ وسٌأتً بٌان
معنى النبأ ،وتسمى بسورة عم ٌتسائلون.
ٗ وتسمى بسورة عم فمط ،فهً خمسة أسماء ٌذكرها أهل العلم رحمهم هللا
لهذه السورة المباركة.
عدد كلمات هذه السورة فبلغت لرابة مائة وثالثة وسبعون كلمة.
هذه السورة التً نحن بصدد الحدٌث عنها كما للنا تمتاز مٌزة واضحة
فً تمرٌر أوال ً ثوابت هذا الدٌن العظٌم:
٘ هذه السورة المباركة وذكرنا أن أول أمر بدأت به هذه السورة هو تمرٌر
هذا الركن العظٌم أعنً ركن اإلٌمان بالٌوم اآلخر من خالل الكالم عن
مسألة البعث ،ولد ولفت هذه السور أو أصلت هذه السورة هذا المبدأ؛
أعنً مبدأ اإلٌمان بالبعث من خالل الكالم عن دالئل لدرة هللا تبارن
وتعالى فً الكون الفسٌح التً ٌراها العبد بناظرٌه ،بمعنى لرر هللا تبارن
وتعالى وجود البعث ،وهو رجوع األرواح لألجساد مرة أخرى فً ٌوم
المٌامة ،كٌف لرر الحك عز وجل ذلن لن فً هذه السورة؟ لرره من
خالل إثبات لدرته العظٌمة فً هذه اآلآلء الموجودة فً هذا الملكوت،
والذي ٌشاهده كل إنسان بعٌنٌه ،وهً تسع آآلء ذكرها هللا عز وجل فً
كتابه الكرٌم المبارن.
ٙ ع َّم
ع َّم)عٌن ومٌم ( َ
المصحف وٌنظر إلٌها سٌجد أنها ابتدأت بكلمة ( َ
سا َءلُ َ
ون)عم هذه أصلها مكون من كلمتٌن (عن) و(ما) ،عن الذي هو ٌَت َ َ
حرف الجر ،و(ما) االستفهامٌة ثم التربت االثنتان بعضهما من بعض،
النون مع المٌم حمهما اإلدغام ،وحذفت النون مباشرة ،واتصلت العٌن مع
المٌم ،ثم ٌسأل سائل أٌن ذهبت األلف فً المٌم؟
األمر الثانً :وهو األهم فً نظري وهللا أعلم ولد ذكره الطاهر ابن
عاشور رحمه هللا ،لتمٌٌز ما االستفهامٌة التً معنا هنا عن ما
الموصولة ،فإن ما االستفهامٌة إذا جاءت فً كتاب هللا تبارن وتعالى كما
هو الحال فً هذه اآلٌة ٌحذف منها األلف ،بٌنما (ما) الموصولة تمرر
فٌها األلف فً الرسم العثمانً تما ًما ،وبهذا تستطٌع أٌها الناظر أن تمٌز
بٌن ما االستفهامٌة ،وما الموصولة ،بوجود هذه األلف.
فمتً ما وجدت
ومتً وجدتها ثابتة مكتوبة فاعلم أنها ما الموصولة ،إذًا عند الحذف هً
ما االستفهامٌة ،وعند اإلثبات هً ما الموصولة ،وهذه لاعدة مضطردة
فً كتاب هللا تبارن وتعالى.
7 ٌتساءلون تفاعل من التساؤل ،بمعنى ٌسأل بعضهم بعضًا ،وما الذي
كانوا ٌتساءلون فٌه ،وٌسأل بعضهم بعضًا فٌه ،إنه النبأ العظٌم
8 حٌاكم هللا أٌها األحبة الكرام ،وأهالً وسهالً بكم ،عدنا إلٌكم بعد الفاصل،
ونحن نتحدث وإٌاكم عن تشوٌك الحك تبارن وتعالى من خالل هذا
ون (ٔ) ع َِن النَّ َب ِإ
سا َءلُ َ
ع َّم ٌَت َ َ
االستفهام لمارئ وسامع كالم هللا عز وجلَ ( ،
ون) لد ٌمول لائل ألٌس المراد بهؤالء ا ْلعَ ِظ ٌِم (ٕ) الَّذِي ُه ْم فٌِ ِه ُم ْخت َ ِلفُ َ
المخالفٌن هم كفار لرٌش؟ الجواب بال ،إذًا ما دام أنهم هم المعنٌون بهذه
اآلٌات أي أنهم هم من اختلفوا فً أمر البعث ،فلماذا ٌذكر هللا عز وجل
أنهم لد اختلفوا فٌه ،وفً الجملة هم منكرون لهذا الٌوم العظٌم ،لال
بعض أهل التفسٌر أن المراد بهذا االختالف الذي كان بٌن المشركٌن إنما
إنكارا صرٌ ًحا ،فٌأتً أحدهم أمام النبً ً إنه لد كان بعضًا منهم ٌنكر ذلن
صلً هللا علٌه وسلم فٌأخذ عظمة لد أ َ ِرم ،ثم ٌفتته بٌده أمام رسول هللا
صلى هللا علٌه وسلم ،وٌمول له أتزعم ٌا دمحم أن هللا عز وجل ٌعٌد هذا
العظم بعد أن أ َ ِرم ،بعد أن فُتت ثم ٌبعثه هللا فً ٌوم المٌامة؟ كأنه والحال
ٌِن َكفَ ُروا أَن لَّن
ع َم الَّذ َ
إنكارا صرٌ ًحا واض ًحا بٌنًا ( َز َ ً كذلن ٌنكر ذلن
ٌُ ْب َعثُوا ۚ لُ ْل َبلَى َو َربًِّ لَت ُ ْب َعث ُ َّن) هذا حال أكثرهم هو اإلنكار ،وحال اآلخر
إنكارا صرٌ ًحا ،وإنما كانوا ٌشكون فٌه
ً منهم أنهم أناس لم ٌنكروا ذلن
ٌن) فكان عندهم من هم ٌشكون فً ظن ِإ َّال َ
ظنًّا َو َما نَحْ نُ ِب ُم ْ
ست َ ٌْ ِمنِ َ ( ِإن نَّ ُ
الٌوم اآلخر.
إذًا من حمل هذا الخالف الذي ذكره هللا عز وجل على لوله
9 أن هنان ٌوم آخر ،وأن هنان بعث بٌن ٌدي هللا تبارن وتعالى ،وإعادة
إنكارا صرٌ ًحا ،واالكثر
ً األرواح مرة أخرى ،بٌنما المشركون ٌنكرون ذلن
على ما ذكرناه سابمًا أنه الخالف الذي لد ولع بٌن المشركٌن بعضهم مع
بعض.
سٌَ ْعلَ ُم َ
ون) كال هذه الكلمة ٌؤت بها الردع ثم لال هللا عز وجل (ك ََّال َ
والمطر ،هؤالء المشركون الذٌن أخذوا فً هذا الخوض بٌن منكر وشان
فً الٌوم اآلخر ،هللا عز وجل ٌكذبهم بهذه الكلمة العنٌفة التً تحمل من
داللة هذه الموة ،كلمة (كال) فتحمل من الداللة فً ردعهم وزجرهم ما
تجعل السامع لها إذا سمعها تمرع مسامعه ،وتنفذ إلى للبه ،فتأخذ به
أخذًا شدٌدًا لصده ورده وردعه عن ما هو فٌه من الكفر ،ونعوذ باهلل
ومن الباطل الذي ٌعٌش وٌعشعش فً للوبهم.
إ ًذا ٌردعهم الحك تبارن وتعالى وٌكذب خالفهم وٌكذب ممالتهم فإنه
سٌأتً الولت الذي ٌعلمون فٌه علم الٌمٌن وٌرون ذلن حمًا وعٌن الٌمٌن،
أنهم مبعوثون بٌن ٌدي هللا تبارن وتعالى ،فسٌأتً الٌوم الذي ٌعلمون فٌه
عل ًما ٌمٌنًٌا أن هللا تبارن وتعالى المادر على كل شًء ،والذي ال ٌعجزه
شًء تبارن وعز وجل سٌبعثهم بٌن ٌدٌه ،ثم لال تبارن وتعالى
ٓٔ وكان هذا التمرٌر من خالل هذا االستفهام اإلنكاري الذي جاء به الحك
تبارن وتعالى لتشوٌك السامع والمارئ إلى حال هذا النبأ.
ألفت النظر أحبتً إلى مسألة لد تمر بهم أثناء المراءة فً بعض كتب
التفسٌر عند بٌان معنى النبأ ،بمعنى اذا لرأت فً بعض كتب التفسٌر ما
المراد مثالً بمعنً النبأ ،هل المراد بالنبأ البعث فمط ،أو المراد بالنبأ
المرآن الكرٌم الذي هو النبأ العظٌم كما لال تعالى (لل هو نبأ عظٌم)أو
المراد به بعثة النبً صلى هللا علٌه وسلم ورسالته ،ما المراد بالنسبة فً
هذه السورة المباركة ،هل هو فمط البعث كما جرى على لسانً أثناء
الحدٌث ،أو هو أشمل وأعم من ذلن؟ الصحٌح أن المراد بالنبأ ما هو أعم
من الكالم عن البعث لماذا؟ ألن االلف والالم فً لوله تعالى عن النبأ أن
النبأ هً للجنس ،فتشمل كل شًء جاء به علٌه الصالة والسالم ،وتضمن
ذلن وجوب تصدٌمنا واإلٌمان به.
إذن
إذًا كلمة النبأ تشمل معنى البعث ،وتشمل معنى الرسالة الدمحمٌة ،وتشمل
معنى المرآن ،بل وتشمل غٌر ذلن ،مما جاء به صلى هللا علٌه وسلم،
واوجب الشرع علٌنا اإلٌمان والتصدٌك به وهذا الخالف الذي ٌذكره أهل
التفسٌر فبعضهم مثال ال ٌذكر إال البعث وبعضهم ال ٌذكر إال المرءان
وبعضهم ال ٌذكر غٌر أنها الرسالة وبعضهم غٌر ذلن نمول هذا من
اختالف التنوع وهو ذكر هذه المفردات هو من باب التفسٌر ببعض
المعنً ولد مر معنا هذا فً المستوى الماضً عند حدٌثنا عن أصول
التفسٌر ،أن بعض المفسرٌن أحٌانًا ٌفسر اآلٌة ببعض مفرداتها وال ٌعنً
ذلن أنها هً الممصودة ،فمط دون غٌرها إنما هو من باب ضرب المثال،
ٌضرب فمط علً هذا النبأ فٌضرب بعض المفسرٌن مثال علة أن المراد
بالنبأ ،البعث وبعضهم ٌضرب مثال على أن المراد بالنبأ المرءان
وبعضهم ٌضرب مثال علً أن المراد بالنبأ بالرسالة الدمحمٌة والصواب
التفسٌر [محاضرة ٔ | سورة النبأ]
ٔٔ أنها تشمل ذلن كما ذكرنا وغٌر ذلن ألن االلف والالم للجنس فتسع هذه
األشٌاء كلها.
إذًا كلها داخلة فً هذا النبأ العظٌم الذي جاء به سٌد ولد آدم صلة هللا
علٌه وسلم ،والذي لد اختلف فٌه المشركون ،فالمشركون لم ٌختلفوا
فمط ،فاإلٌمان بالبعث فً تصدٌمه أو تكذٌبه وفً رسالة النبً صلى هللا
علٌه وسلم ،وفً تصدٌمها أو تحذٌرها ،وفً المرآن الكرٌم تصدٌمًا أو
تحذٌرها وإنما اختلفوا فً كل ما جاء به رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم،
صا ،واجعلنً وإٌاكم من رزلنا هللا وإٌاكم إٌمانًا صادلًا ،وٌمٌنًا خال ً
أصفٌائه آمٌن ،والحمد هلل رب العالمٌن.