Professional Documents
Culture Documents
769-2009حكم بحريني رقم
769-2009حكم بحريني رقم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
برئاسة الشيخ خليفة بن راشد بن عبدهللا آل خليفة رئيس المحكمة وعضوية المستشارين على يوسف
منصور وكيل المحكمة و د .طه عبدالمولى طه وسامح محمد مصطفى ومحمد نجيب جاد عبدالعاطى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()193
مسئولية.
حارس الشىء .مسئوليته تقوم على خطأ مفترض وقوعه منه افتراضًا ال يقبل اثبات العكس .انتفاءها إذا
ثبت أن وقوع الضرر كان بسبب أجنبى ال يد له فيه .السبب األجنبى .ماهيته .عدم اعتبار الفعل سببًا أجنبيًا
إال إذا كان خارج عن الشىء وال يمكن توقعه أو دفعه ويؤدى مباشرة إلى وقوع الحادث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسئولية حارس الشئ تقوم على خطأ مفترض وقوعه منه افتراضًا ال يقبل اثبات العكس غير أن هذه
المسئولية ترتفع إذا ثبت أن وقوع الضرر كان بسبب أجنبي ال يد له فيه وهذا السبب ال يكون إال قوة قاهرة
أو خطأ المضرور أو خطأ الغير ،وال يعتبر الفعل سببًا اجنبيًا إال إذا كان خارج عن الشئ فال يتصل
وقوع إلى مباشرة ويؤدي نتائجه درء أو دفعه أو توقعه يمكن وال بتكوينه
الحادث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحكمــة
بعد اإلطالع على األوراق وسماع التقرير الذي تاله القاضي المقرر ،وبعد المداولة.
وحيث إن الوقائع – على ما يبين من الحكم المطعون فيه وسائر األوراق – تتحصل في ان المطعون
ضدهم اقاموا الدعوى رقم 2786لسنة 2008أمام المحكمة الكبرى المدنية على الطاعنة بطلب الحكم
بإلزامها أن تؤدي إليهم مبلغ 30000دينار تعويضا موروثًا ومبلغ عشرة اآلف دينار لألخيرة – والدة
المتوفى – وخمسة آالف دينار لكل من الباقين من األول للرابعة تعويضا عن األضرار األدبية والفائدة،
وقالوا بيانًا لها إنه بتاريخ 4/1/2008تعرض مورثهم -إبن األخيرة ـ وشقيق الباقين لحادث مروري من
السيارة المؤمن من المسئولية المدنية الناشئة عن حوادثها لدى الطاعنة أودى بحياته ،وإذ لحقتهم أضرار
أدبية من جراء ذلك يستحقون التعويض عنها فضال عن التعويض الموروث فقد أقاموا دعواهم إستنادًا إلى
أحكام المسئولية الشيئية ،قضت المحكمة ،بإلزام الطاعنة أن تؤدي إليهم مبلغ عشرة االف دينار تعويضا
موروثًا ومبلغ الفي دينار للمطعون ضدها األخيرة وخمسمائة دينار لكل من الباقين تعويضا عن االضرار
األدبية بحكم استأنفته الطاعنة باالستئناف رقم 1364لسنة 2009أمام محكمة االستئناف العليا المدنية التي
حكمت بتأييده فطعنت فيه بطريق التمييز ،وقدم المكتب الفني للمحكمة مذكرة برأيه في الطعن.
وحيث إن الطعن أقيم على سبب واحد من خمسة وجوه تنعى بها الطاعنة على الحكم المطعون فيه
مخالفة القانون والثابت باألوراق والقصور في التسبيب والفساد في االستدالل ذلك انه أقام قضاءه بإلزامها
بالتعويض المقضي به استنادًا إلى نسبته الخطأ إلى قائد السيارة المؤمن عليها لديها ونفى خطأ المضرور –
مورث المطعون ضدهم – بمقولة انه عبر الشارع من المكان المخصص للمشاة ،رغم تمسكها أمام محكمة
الموضوع بأن مسئولية الحارس وان كانت تقوم على خطأ مفترض ال يقبل إثبات العكس إال أنها ترتفع عنه
بإثبات أن وقوع الضرر كان بسبب أجنبي ال يد له فيه وان الثابت بأوراق الدعوى والحكم الجنائي الصادر
ببراءة سائق السيارة ان المضرور – مورث المطعون ضدهم – لم يدخل الشارع من المكان المخصص
لعبور المشاة بل انه قدم من الرصيف بالجانب األيمن ودخل الطريق واصطدم بمقطورة السيارة من
وسطها بعد تحركها المتار قليلة ولم يكن في مقدور السائق مفاداته ومن ثم تنتفي مسئوليته عن الضرر
بثبوت خطأ المضرور وتنتفي معه مسئوليتها عـن التعويض ،وإذ خالف الحكم المطعون فيه هذا النظر فإنه
يكون معيبا بما يستوجب نقضه.
وحيث إن هذا النعي في محله ،ذلك أن مسئولية حارس الشئ تقوم على
خطأ مفترض وقوعه منه افتراضًا ال يقبل اثبات العكس غير أن هذه المسئولية ترتفع إذا ثبت أن وقوع
الضرر كان بسبب أجنبي ال يد له فيه وهذا السبب ال يكون إال قوة قاهرة أو خطأ المضرور أو خطأ الغير،
وال يعتبر الفعل سببًا اجنبيًا إال إذا كان خارج عن الشئ فال يتصل بتكوينه وال يمكن توقعه أو دفعه أو درء
نتائجه ويؤدي مباشرة إلى وقوع الحادث ،لما كان ذلك وكانت الطاعنة قد تمسكت في دفاعها أمام محكمة
الموضوع بانتفاء مسئولية حارس السيارة لوقوع حادث بسبب اجنبي ال يد له فيه هو خطأ المضرور،
وكان الثابت باألوراق ومدونات الحكم الجنائي الصادر في 9/4/2008والقاضي ببراءة قائد السيارة
مرتكبة الحادث ان قائد السيارة لم يرتكب ثمة خطأ ذلك انه كان يقود السيارة في مساره الصحيح ملتزمًا
بإشارة المرور الحمراء والتي توقف عندها وبدأ التحرك بعد أن تحولت اإلشارة إلى اللون األخضر وان
المضرور قدم من رصيف الجانب األيمن واصطدم بمقطورة السيارة في وسطها بعد تحركها المتار قليلة
مما ادى إلى إصاباته التي أودت بحياته ولم يكن في مقدور السائق مفاداته لعبوره الطريق دون تبصر
وعناية ،وإذ كان هذا الخطأ يعد سببًا أجنبيًا يقطع رابطة السببية بين فعل السيارة وإصابة المضرور بما
ترتفع عنه المسئولية كحارس للسيارة ومن ثم تنتفي مسئولية الطاعنة عن التعويض ،وإذ خالف الحكم
المطعون فيه هذا النظر ولم يأخذ بدفاع الطاعنة وقضى بالزامها بالتعويض رغم إنتفاء مسئولة المؤمن له
عن الحادث فإنه يكون قد اخطأ في تطبيق القانون وخالف الثابت باألوراق وشابه القصور في التسبيب بما
يوجب نقضه.
وحيث إن الموضوع صالح للفصل فيه ولما تقدم يتعين إلغاء الحكم المستأنف ورفض الدعوى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ