Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 36

‫الشجرة‬

‫أهميتهــا ورعايتهــــا من منظــــور‬


‫بيئـــي وأخـالقــــي‬

‫حديقة القــرآن النباتية‪،‬‬


‫عضو مؤسسـة قطــر للتربية‬
‫والعلوم وتنمية المجتمع‬

‫الطبعة األولي‬
‫الدوحة ‪ -‬قطر‬
‫‪2015‬‬
‫احملتويات‬

‫‪7‬‬ ‫ ‬
‫تقدمي‬ ‫عنوان اإلصدار‪ :‬الشجرة‪ ،‬أهميتها ورعايتها من منظور بيئي وأخالقي‪.‬‬
‫سلسلة من اإلصدارات حول األشجار والنباتات بحديقة القرآن النباتية‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫ ‬
‫األشجار يف نهج التعريف‬
‫‪11‬‬ ‫ ‬ ‫الشجرة اصطالح ًا ‪:‬‬ ‫إعداد وحترير‪ :‬محمد مهدي حسونة‪ ،‬مهندس بستنه ‪ -‬حديقة القرآن النباتية‬
‫‪12‬‬ ‫ ‬ ‫الشجرة علمي ًا‪:‬‬ ‫ساهم يف اإلعداد العلمي‪ :‬أحمد الدسوقي الغريب‪ ،‬باحث مساعد ‪ -‬حديقة القرآن النباتية‬
‫‪13‬‬ ‫الشجرة يف القرآن الكرمي واحلديث النبوي الشريف‪ :‬احلكمة واملقاصد ‬ ‫ساهم يف اإلعداد الفني‪ :‬مالك بالوش‪ ،‬منسق دعم األعمال حديقة القرآن النباتية‬
‫‪18‬‬ ‫ ‬ ‫أهمية األشجار يف حياتنا اليومية‬ ‫مراجعة وتدقيق‪ :‬فاطمة بنت صالح اخلليفي مدير مشروع حديقة القرآن النباتية‬
‫‪25‬‬ ‫ ‬
‫التركيب املورفولوجي والفسيولوجي لألشجار‬ ‫ُط بع يف ‪1436‬هـ ‪2015 -‬م بواسطة حديقة القرآن النباتية‪ ،‬عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية املجتمع‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫ ‬ ‫املجموع اجلذري ‪Root system‬‬
‫الدوحة ‪ -‬قطر‪.‬‬
‫‪2٦‬‬ ‫ ‬ ‫اجلذع ‪ /‬الساق ‪Trunk / Stem‬‬
‫‪28‬‬ ‫ ‬ ‫شكل الساق‬ ‫رقم اإليداع‪:‬‬
‫‪2٩‬‬ ‫ ‬ ‫حتورات الساق ‪Stem modification‬‬ ‫الرقم الدولي (ردمك)‪:‬‬
‫‪31‬‬ ‫ ‬ ‫املجموع اخلضري ‪Shoot system‬‬
‫جميع احلقوق محفوظة‬
‫‪35‬‬ ‫ ‬
‫منو الشجرة وتطورها‬ ‫© ‪ 1436‬هـ ‪2015-‬م حديقة القرآن النباتية‪ ،‬عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية املجتمع‪ ،‬الدوحة ‪ -‬دولة قطر‬
‫جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة‪ ،‬وال يجوز استنساخ أي جزء من مواد هذا اإلصدار بأي شكل أو بأي‬
‫‪38‬‬ ‫ ‬ ‫تكاثر األشجار‬
‫وسيلة سواء كانت إلكترونية أو ميكانيكية‪ ،‬مبا يف ذلك نسخ املستندات‪ ،‬أو التسجيل أو باستخدام نظم تخزين‬
‫‪43‬‬ ‫ ‬ ‫قيمة الشجرة‬ ‫واسترجاع املعلومات‪ ،‬دون إذن كتابي من مالك حقوق التأليف والنشر‪.‬‬
‫‪4٣‬‬ ‫ ‬ ‫القيمة البيئية لألشجار‬
‫‪44‬‬ ‫ ‬
‫القيمة التربوية والترفيهية لألشجار‬ ‫املراسالت‪:‬‬
‫‪46‬‬ ‫ ‬ ‫القيمة النقدية لألشجار‬ ‫حديقة القرآن النباتية‪ ،‬مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية املجتمع‬
‫‪47‬‬ ‫ ‬ ‫القيمة املعيشية لألشجار‬ ‫ص‪.‬ب‪ 5825 :‬الدوحة ‪ -‬قطر‬
‫هاتف‪+974 445 48301 :‬‬
‫‪51‬‬ ‫ ‬
‫حقائق علمية عن األشجار‬
‫فاكس‪+974 445 48304 :‬‬
‫‪55‬‬ ‫ ‬
‫صون األشجار ومهمة احلفاظ عليها‬ ‫البريد اإللكتروني‪qg@qf.org.qa :‬‬
‫‪56‬‬ ‫ ‬‫غرس األشجار وكيفية العناية بها‪:‬‬
‫‪63‬‬ ‫ ‬
‫املراجع‬ ‫تصميم وطباعة دار الطباعة الرقمية ‪ -‬مركز مؤسسة قطر للنشر‬

‫‪3‬‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪2‬‬


‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫} إِ َّن ِفي َخ ْل ِق ا َّلس َم َاو ِات َو ْ َال ْر ِض َو ْاخ ِت َل ِف ال َّل ْي ِل‬


‫ـات ِّ ُلولـِـي ْ َالل ْ َبـ ِ‬
‫ـاب • ال َّ ِذيـ َـن يَ ْذ ُكـ ُـر َون ال َّلـ َـه‬ ‫وا َّلن َهــا ِر َليـ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ـودا َو َع َلــى ُج ُنوبِ ِهـ ْـم َويَ َت َف َّكـ ُـر َون ِفــي َخ ْلـ ِـق‬ ‫ِق َي ًامــا َو ُق ُعـ ً‬
‫ا َّلسـ َـم َاو ِات َو ْ َال ْر ِض َربَّ َنــا َمــا َخ َل ْقـ َـت هـ َـذا َب ِاطـ ًـا‬
‫ُسـ ْـب َحانَ َك َف ِق َنــا َعـ َـذ َاب ا َّلنــا ِر {‬
‫سورة آل عمران ‪ ،‬اآليات ‪191 - 190‬‬
‫تقدمي‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫احلمد هلل رب العاملني و الصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آلة وصحبه اجمعني ‪،،‬‬

‫اميان ًا من حديقة القرآن النباتية عضو مؤسسة قطر بأهمية التوعية البيئية و انطالق ًا من‬
‫مهمتها وأهدافها‪ ،‬فقد تولت إصدار هذا الكتيب العلمي الذي يشرح بإيجاز عن الشجرة و‬
‫زراعتها من الناحية العلمية و التقنية‪.‬‬

‫فالشجر هو العنصر االساسي املكون حلديقة القرآن النباتية التي تختص مبا ورد يف القرآن‬
‫و احلديث من ذكر له وللنبات بأنواعه‪ ،‬فقد وردت أمور كثيرة تعنى بالشجر يف أحاديث‬
‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬كما وردت عنها أمور عدة يف القرآن الكرمي‪ ،‬فبني اهلل عز‬
‫ض َو َأن َزلَ ل َُك م ِّم َن‬ ‫ات َو ْ َ‬
‫ال ْر َ‬ ‫وجل يف قوله يف سورة النمل اآلية [‪َ ﴿ ]٦٠‬أ َّم ْن َخل ََق َّ‬
‫الس َم ا َو ِ‬
‫َات ب ْه َج ٍة َّما كَ ا َن ل َُك م َأن تُن ِب ُت وا َش َج ر َها َأإِ َل ٌه َّمع َّ‬
‫اللِ َب لْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الس َم ا ِء َماء َف َأ َنب تْ َنا بِ ِه َح َدائِ َق ذ َ َ‬
‫َّ‬
‫ُه ْم ق َْو ٌم َي ْع ِد ُل و َن ﴾ إن من هذا الشجر تتكون احلدائق التي تبهج النفس و تريح العني‪.‬‬

‫واألشجار أحد النماذج احلية للنبات التي تعتبر واحد من املكونات الرئيسة يف النظام‬
‫البيئي ففي القرآن خير شاهد على هذا النظام كما ورد يف سورة النحل آية [‪ ]٩‬حيث‬
‫يمو َن ﴾‬ ‫اب َو ِمنْ ُه َش َج ٌر ِف ي ِه ت ُِس ُ‬
‫الس َماء َماء َّل ُك م ِّمنْ ُه َش َر ٌ‬ ‫قال تعالى ﴿ ُه َو ا َّل ِذي َأن َزلَ ِم َن َّ‬
‫فهذا الشجر ينبت من املاء و هو مرعى ألنعامكم‪ ،‬و نستكمل اآلية ﴿ ُينْ ب ُ‬
‫ِت ل َُك ْم بِ ِه ال َّز ْر َع‬
‫ات ﴾ وهي مختلفة األصناف و األشكال‬ ‫اب َو ِم ْن ُك ِّل الث ََّم َر ِ‬ ‫َوال َّزيْ ُت و َن َوال َّن ِخ يلَ َو ْ َ‬
‫ال ْع َن َ‬
‫واأللوان وختم سبحانه اآلية بقوله ﴿ إِ َّن ِف َذلِ َك َل َيةً لِ َق ْو ٍم َي َتف ََّك ُرو َن ﴾ فمن خالل الشجر‬
‫يتفكر االنسان يف عظمة اخلالق سبحانه بخلقه لهذا النظام البيئي املتكامل الذي يخدم‬
‫االنسان‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫تقدمي‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪6‬‬


‫ال ْخ َض ِر َنار ًا َفإِذَا َأنْ ُت ْم‬ ‫ويف قوله تعالى يف سورة يس ﴿ ا َّل ِذي َج َعلَ ل َُك ْم ِم َن َّ‬
‫الش َج ِر ْ َ‬
‫ِمنْ ُه تُو ِق ُدو َن ﴾ لينبه اهلل البشر بأهمية خلقه الذي يحيط باإلنسان و يستخدمه من دون‬
‫التفكر يف قيمة هذا اخللق و عبادة خالقه‪.‬‬

‫وقد دلت أحاديث عن الرسول صلي اهلل عليه وسلم ترغب يف زرع الشجر املثمر الذي‬
‫ينتفع به الناس و الطير وغيرها من الدواب كما ورد يف صحيح البخاري (ما ِمن ُم س ِل ٍم‬
‫غرسا‪ ،‬ف َأكلَ من ُه إنسا ٌن أو دا َّب ٌة ‪َّ ،‬إل كا َن لَه َص َدقةٌ)‬
‫رس ً‬‫غَ َ‬
‫كما ُض رب بها املثل حينما شبه الرسول صلى اهلل عليه وسلم املؤمن بالشجرة‪ ،‬كما يف‬
‫البخاري عن عبداهلل بن عمر (مثل املؤمن كمثل شجرة خضراء ‪ ،‬ال يسقط ورقها وال‬
‫يتحات)‬

‫ومن دالئل النبوة و االعجاز ان شجرة اعلمت الرسول باجلن كما جاء ويف صحيح البخاري‬
‫عن عبداهلل بن مسعود (سألْ ُت م س روقًا‪ :‬م ْن آ َذ َن النبي ص َّل ى ُ‬
‫اهلل عليه وس َّل م با ِ‬
‫جل ِّن ليل َة‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫عبد اللِ أنه آ َذ َن ْت بهم شجر ٌة )‪.‬‬
‫اس َت َمعوا القرآ َن؟ فقال‪َ :‬ح َّدثَني أبوك يعني َ‬
‫نسأل اهلل ان يكون يف هذا االصدار توجيه للتفكر يف خلق اهلل من خالل الشرح العلمي‬
‫املوجز فيه ‪.‬‬

‫فاطمة بنت صالح اخلليفي‬


‫مديرة مشروع حديقة القرآن النباتية‬
‫الدوحة ‪ -‬مارس ‪2015‬‬

‫‪9‬‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬


‫تقدمي‬ ‫‪8‬‬
‫األشجار يف نهج التعريف‬

‫الشجرة اصطالح ًا ‪:‬‬


‫الكثير منه يف َمنْ ِب ِته‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الشَّ َج َرة الواحدة ُت َمع على الشَّ َج ر والشَّ َج َرات وا َألشْ جارِ‪ ،‬واملُ ْج َت ِم ُع‬
‫شَ ْج َرا ُء‪ .‬والشَّ َج ر من النبات‪ :‬ما قام على ساق؛ وقيل‪ :‬الشَّ َج ر كل ما سما بنفسه (أي‬
‫تاء أَو َع َج َز عنه‪.‬‬ ‫الش َ‬ ‫يتغذى بنفسه من األرض)‪َ ،‬د َّق أَو َّ‬
‫جل‪ ،‬قا َو َم ِّ‬
‫وأَرض شَ ِج َرة وشَ ِج يرة وشَ ْج َراء‪ :‬كثيرة الشَّ َج رِ‪ .‬وال يقال للنخلة شجرة؛ قال ابن سيده‪ :‬هذا‬
‫قول أَبي حنيفة يف كتابه املوسوم بالنبات‪.‬‬

‫جر‪:‬‬ ‫وواد أَشْ َج ُر وشَ ِج ٌ‬


‫ير و ُمشْ ٌ‬ ‫الشجر‪ .‬واملَشْ َج َرة أَرض ُتن ِب ت الشجر الكثير‪ٍ .‬‬
‫واملَشْ َج ُر َمنْ ِب ت َ‬
‫أي كثير الشجر‪.‬‬

‫والشجر عند العرب أَصناف؛ ِج ُّل الشجر و ُد ُّق الشجر ف َأما ِج ُّل الشجر َف ِع ظا ُمه التي‬
‫عم رة‪ .‬وأَما ُد ُّق الشجر‬
‫الشتاء ويسميه علماء النبات باسم األشجار املستدمية املُ ِ‬ ‫تبقى على ِّ‬
‫الشتاء (أي أن النبات له ساق ومجموع خضري لكنه يبقى‬ ‫فصنفان‪ :‬أَحدهما يبقى على ِّ‬
‫الصنف اآلخر من ُدقّ الشجر‪ ،‬فهو َّ‬
‫الب قْل؛ وهو ما‬ ‫ساكن ًا يف الشتاء)‪ ،‬و َتنْ بْ ُت يف الربيع‪ .‬أما ِ‬
‫حل َّب ة كما َتنْ ُب ُت الب ُق ول‪ ، 1‬مبعنى أن حياة النبات تنتهي بالكامل مع موسم‬ ‫َينْ ُب ت من ا َ‬
‫فدقّ الشجر له أَ ُرومة تبقى على‬ ‫طرد البذور‪ .‬وقد فرق العرب ما بني ِد ِّق الشجر والبقل؛ ِ‬
‫الشتاء‪ ،‬بينما ال يبقى للب قْل شيء‪.‬‬

‫‪ 1‬تعرف البقوليات علي أنها مجموعة النباتات املندرجة حتت الفصيلة البقولية (القرنية) حسب تصنيف علم النبات‬
‫احلديث‪ ،‬وهي تضم مجموعة من النباتات ذوات القرون أشهرها تلك املأكولة التي متد اإلنسان بالكربوهيدرات والبروتينات‬
‫والطاقة‪ ،‬ومنها الفول والفاصوليا واللوبيا والترمس والبازالء واحلمص والعدس‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫الشجرة يف نهج التعريف‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪10‬‬


‫كما أن األشجار تشتمل علي مجموعة هائلة من النباتات حاملة الثمار‪ ،‬حيث يعزي إلي‬ ‫الشجرة علمي اً‪:‬‬
‫معظم النباتات التي تنتج الفواكه علي أنها من األشجار‪ ،‬وتنتج أيضا األشجار كميات‬
‫تعرف الشجرة علي أنها شكل من أشكال النباتات يتميز بوجود جذور وساق وفروع‬
‫هائلة من املواد الطبية اخلام التي تدخل يف صناعة الدواء سواء اجلذور أو السوق أو األوراق‬
‫لها‪ ،‬كما أن احلجم النسبي لألشجار يعد كبير مقارنة مع النباتات األخرى كالعشبيات‬
‫أو القلف اخلشبي احمليط باجلذع الشجري كما يف نبات الصفصاف‪.‬‬
‫واحلشائش والطحالب‪ ،‬فاألشجار يزيد طولها عن عشرة أمتار وتتعدد أحجامها ما بني‬
‫الشجرة يف القرآن الك رمي واحلديث النبوي الشريف‪ :‬احلكمة واملقاصد‬ ‫األشجار الصغيرة واملتوسطة والكبيرة والعمالقة املعمرة‪ ،‬وحتتاج األشجار إلي املياه شأنها‬
‫شأن باقي املخلوقات احلية وتتفاوت نسب احتياجها من املاء حسب العمر وطريقة النمو‬
‫كان لذكر لفظ الشجر واألشجار نصيب‬
‫والبيئة املتواجدة بها‪.‬‬
‫وافر يف كتاب اهلل العزيز‪ ،‬ويف ُسنة رسوله‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬حيث ورد لفظ‬ ‫واألشجار لها خصائص ومزايا بيئية‬
‫الشجرة ومشتقاتها يف أحاديث ومناسبات‬ ‫عديدة وخاصة تلك املوجودة يف بيئتنا‬
‫مختلفة‪ .‬فنجد أن لفظ الشجر والشجرة‬ ‫شبة اجلافة‪ ،‬والتي تتمثل يف تأقلمها مع‬
‫قد ورد ‪ 11‬مرة‪ ،‬غير أن القرآن الكرمي قد‬ ‫ندرة املياه وارتفاع درجات احلرارة صيف ًا‬
‫ورد فيه العديد من املصطلحات النباتية‬ ‫ومع ذلك تنمو وتزداد جما ًال مثل أشجار‬
‫التي تتعلق بالشجرة كالثمرات والفاكهة‬ ‫السدر والسمر واألكاشيا‪.‬‬
‫عنقود العنب‪ ،‬وهو اجلزء املأكول يف النبات‬
‫واألفنان واألوراق واألعجاز وغيرها من‬ ‫واألشجار ال ينظر إليها علي أنها نباتات‬
‫األلفاظ واملصطلحات‪ .‬وكذا قد ورد يف القرآن الكرمي ذكر عدد من أسماء االشجار والنباتات‬ ‫موسمية أو حولية‪ ،‬بل أنها تعتبر معلم‬
‫كالتني والزيتون والرمان واألعناب والنخيل واليقطني والسدر واألثل والزجنبيل والكافور‬ ‫من معالم الشكل الطبيعي للبيئة‬
‫وغيرها من أسماء النبات التي ذكرها املولى عز وجل يف كتابه العزيز‪.‬‬ ‫شجرة التفاح‪ ،‬من األشجار حاملي الثمار‬
‫املوجودة بها‪ ،‬فتمتد إلي عشرات السنني‪،‬‬
‫وقد تضمنت آيات القرآن الكرمي على الكثير من املصطلحات املتعلقة بالنباتات‪ ،‬والتي‬ ‫تتغير املعالم احلضارية من حولها وهي محتفظة بالشكل القائم لها‪ ،‬واألشجار بها أنواع‬
‫ُذكرت يف مناسبات عديدة تختلف باختالف املواقف التي حتكيها اآليات‪ ،‬فنجد العديد‬ ‫عديدة جد ًا لكن غالبية األنواع الشجرية تندرج حتت قسمني هما األشجار األبرية و‬
‫من األمثال املتعلقة بالنباتات لتوضيح الغاية التي من أجلها وردت اآليات‪ .‬واملتأمل‬ ‫األشجار ذات الورقة العريضة [‪.]9[ ]10‬‬

‫لكتاب اهلل يجد أن اهلل سبحانه وتعالى قد خلق اخللق حلكمة وألسباب البد أن نتدبرها‬

‫‪13‬‬ ‫الشجرة يف نهج التعريف‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪12‬‬


‫واملتمعن يف آيات القرآن الكرمي يجد التوجيه الرباني للمؤمنني إلى حب النبات واألشجار‪،‬‬ ‫ونتأمل فيها ونعرفها‪ ،‬ومن تلك النعم علينا هي خلق النباتات واألشجار‪ .‬قال تعالى‬
‫التي تذكرهم باجلنة‪ .‬وهنا ن ْذكر أن اهلل سبحانه وتعالى قد أسكن نبيه آدم وزوجه اجلنة‪،‬‬ ‫يات ِ ُلولِ ي األلباب * ا َّل ِذ َ‬
‫ين‬ ‫اخ ِت ِ‬
‫الف ال َّل يْ لِ َوال َّنها ِر َل ٍ‬ ‫ض َو ْ‬ ‫ماوات َو ْ َ‬
‫ال ْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ إِ َّن ِف َخلْقِ َّ‬
‫الس‬
‫وأمتحنهم أال يأكال من الشجرة‪ ،‬لكن آدم عصى ربه وغوى وأكال منها‪ ،‬فما كان إال أن‬ ‫ماوات َو ْ َ‬
‫ال ْر ِ‬
‫ض َر َّبنا ما‬ ‫ِ‬ ‫ودا َو َعلى ُج ُنوبِ ِه ْم َو َي َتف ََّك ُرو َن ِف َخلْقِ َّ‬
‫الس‬ ‫َي ْذ ُك ُرو َن َّ َ‬
‫الل ِق يا ًما َو ُق ُع ً‬
‫أخرجهما منها‪ ،‬وكان آخر عهدهما أن طفقا يخصفان عليها من ورق اجلنة‪ .‬فآدم عليه‬ ‫ذاب ال َّنا ِر ﴾ اآليات [‪ ]191- 190‬سورة آل عمران‪.‬‬ ‫باط ًل ُس بْ حا َن َك َف ِقنا َع َ‬ ‫َخ َلق َْت هذا ِ‬
‫س‬‫السالم قد أُ ْس ِكن اجلنة‪ ،‬ثم بقدر اهلل نزل إلى األرض‪ ،‬كما يف اآليات الك رميات ﴿ ف ََو ْس َو َ‬ ‫وقد جاءت اآليات التي تناولت النبات لتحريك احلواس والعقل للنظر والتدبر يف خلق‬
‫اللْ ِد َو ُملْ ٍك َّل َي بْ لَى* َف َأكَ َل ِمنْ َها ف ََب َد ْت‬‫إِلَيْ ِه الشَّ يْ طَ ُان َقالَ َي ا آ َد ُم َهلْ َأ ُد ُّل َك َعلَى َش َج َر ِة ْ ُ‬
‫اهلل تعالى ويف دقائق األشجار والثمار والفواكه ملزيد من اإلميان والقناعة التامة بأن اخلالق‬
‫ال َّن ِة َو َع َص ى آ َد ُم َر َّب ُه َف َغ َوى ﴾ سورة طه‪،‬‬ ‫َل ُه َم ا َس ْوآ ُت ُه َم ا َوطَ ِف َقا َي ْخ ِصفَا ِن َعلَيْ ِه َم ا ِمن َو َر ِق ْ َ‬
‫هو اهلل تعالى‪ .‬ويأتي ذكر النبات واألشجار إلى تعديد نعم اهلل على اإلنسان‪ ،‬لبيان فضله‬
‫اآليات ‪ 122 - 121‬لكن مآل املؤمنون املوحدون الذين وافق هديهم هدي رسول اهلل صلى‬
‫ِنس ُان إِلَىطَ َع ا ِم ِه * َأنَّا َص َب بْ َنا ا ْل ََاء‬ ‫نظ ِر ْال َ‬ ‫ووجوب شكره‪ .‬قال اهلل يف كتابه العزيز ﴿ َفلْ َي ُ‬
‫اهلل عليه وسلم إلى اجلنة مرة أخرى‪ .‬ومن هنا يأتي حتفيز املؤمنون حلب لألشجار التي‬
‫َض ًب ا * َو َزيْ ُت ونًا َو َن ْخ ًل *‬ ‫ض َش ّقًا * َف َأ َنب تْ َنا ِف ي َها َح ًّب ا * َو ِع َن ًب ا َوق ْ‬ ‫َص ًّب ا * ُث َّم َش َق ْق َنا ْ َ‬
‫ال ْر َ‬
‫تذكرهم بجنات عدن جتري من حتتها األنهار حيث ا ُأل ُكل الدائم والظل الذي ال ينقطع‪.‬‬
‫َو َح َدائِ َق ُغلْ ًب ا * َوفَا ِك َهةً َو َأ ًّبا * َّم َت ًاعا َّل ُك ْم َو ِ َلنْ َع ا ِم ُك ْم ﴾ سورة عبس‪ ،‬اآليات [‪]32-25‬‬
‫وقد تنوعت آيات القرآن الكرمي يف مقاصد ذكر األشجار؛ فتارة يأتي ذكر االشجار على‬
‫كما ترشدنا اآليات التي ورد فيها ِذكر‬
‫سبيل العقاب‪ ،‬كما يف قصه أصحاب السد‪ ،‬حينما خالفوا أمر املولى عز وجل وأعرضوا‪،‬‬
‫النباتات إلى التعرف والتدبر يف صفات‬
‫أرسل اهلل عليه السيل فدمرهم‪ ،‬وبعد أن كانوا يف رغد من العيش أبدلهم اهلل بجنتيهم‬
‫اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬وكمال قدرته‪.‬‬
‫جنتني ال ثمار فيها إال السدر القليل‪ .‬قال تعالى﴿ َف َأ ْع َر ُض وا َف َأ ْر َس لْ َنا َعلَيْ ِه ْم َس يْ لَ الْ َع ِر ِم‬
‫ِين الْ ِق ْس َط لِ َي ْو ِم الْ ِق َي َام ِة ف ََل‬
‫﴿ َو َن َض ُع ا ْل ََواز َ‬
‫يل ﴾ سورة‬ ‫ي َذ َوا َت ْي ُأ ُك ٍل َخ ْم ٍط َو َأث ٍْل َو َش ْيٍء ّ ِمن ِس ْدرٍ َق ِل ٍ‬
‫َو َب َّدلْ َنا ُه م ب َِج َّن َت يْ ِه ْم َج َّن َت ْ ِ‬
‫ْس َش يْ ًئا َوإِن كَ ا َن ِمثْ َقالَ َح َّب ٍة ّ ِم ْن‬ ‫ت ُْظل َُم َنف ٌ‬
‫سبأ‪ ،‬اآلية [‪ .]16‬وما جعل اهلل الزقوم والضريع ‪ -‬وهما أشجار وطعام أهل النار‪ -‬إال جزا ًء‬ ‫َخ ْر َد ٍل َأ َت يْ َنا بِ َها َوكَ َف ى بِ َنا َح ِ‬
‫ني ﴾‬ ‫اس ِب َ‬
‫للمنكرين لوحدانية اهلل سبحانه واملكذبني برسالة النبي اخلامت صلوات اهلل وسالمه عليه‪.‬‬
‫سورة األنبياء‪ ،‬اآلية ‪ .47‬كما يف قوله عز‬
‫نقير‬ ‫ثمار السدر ويسمي النبق أو الكنار‪،‬‬
‫(مزرعة روضة الفرس البحثية بطريق‬
‫َات ِمن‬ ‫الص ِال ِ‬ ‫وجل ﴿ َو َمن َي ْع َم لْ ِم َن َّ‬
‫الشمال‪ ،‬الدوحة‪ ،‬قطر)‬ ‫ذَكَ ٍر َأ ْو ُأن َث ى َو ُه َو ُم ْؤ ِم ٌن ف َُأولَـ ِئ َك َي ْد ُخ ُل و َن‬
‫يرا» ﴾ سورة النساء‪،‬‬ ‫ال َّن َة َو َل ُي ْظل َُمو َن َن ِق ً‬
‫َْ‬
‫اآلية[‪.]124‬‬

‫‪15‬‬ ‫الشجرة يف نهج التعريف‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪14‬‬


‫وقد ُض ربت األمثال باألشجار والنبات لفهم مقاصد اآليات ولتوضيح معاني احلديث‬ ‫وتارة أخري جند األشجار وقد جاءت يف‬
‫النبوي الشريف حيث أن األمثال والقصص هي من أحسن الوسائل لتوضيح املعاني‬ ‫اآليات على سبيل التكرمي والنعيم املقيم‪،‬‬
‫واألخبار‪ .‬وقد أفرد القرآن الكرمي واحلديث النبوي الشريف احلديث عن أخبار الناس وربط‬ ‫وهذا جزاء أصحاب اليمني من سدر‬
‫اض ر ِْب َل ُه م َّم َث ًل‬ ‫ذلك بالنبات واألشجار كما يف قصة أصحاب اجلنتني قال تعالى ﴿ َو ْ‬ ‫مخضوض منزوع الشوك‪ ،‬وثمار متراصة‬
‫ي ِم ْن َأ ْع َن ٍ‬
‫اب َو َح َف ْف َنا ُه َم ا بِ َن ْخ ٍل َو َج َعلْ َنا َب يْ َن ُه َم ا َز ْر ًعا ﴾‬ ‫َي َج َعلْ َنا ِ َل َح ِد ِه َم ا َج َّن َت ْ ِ‬
‫َّر ُجل ْ ِ‬ ‫كثيرة كاملوز وفاكهة كثيرة غير منقطعة‪.‬‬
‫سورة الكهف‪ ،‬اآلية [‪]32‬‬ ‫اب ال ْ َي ِم ِ‬
‫ني َما‬ ‫قال اهلل عز وجل ﴿ َوأَ ْص َح ُ‬
‫اب ال ْ َي ِمنيِ* ِف ِس ْدرٍ َّم ْخ ُض ٍود* َو َ ٍ‬
‫طل ْح نبات املوز‪ ،‬وهو ذو ساق كاذبة حيث توجد الساق احلقيقية يف صورة كورمة‬
‫أَ ْص َح ُ‬
‫وحتث الشريعة اإلسالمية الناس إلى رعاية األشجار‪ ،‬والسعي للزيادة منها‪ ،‬وأنه مأجور‬ ‫أسفل سطح التربة (حدائق عنتبه النباتية)‬
‫وب*‬ ‫نض ٍود* َو ِظ ٍ ّل َّمْدُ ٍود* َو َم ٍاء َّم ْس ُك ٍ‬‫َّم ُ‬
‫على ذلك‪ ،‬كما يحثنا الدين احلنيف على العمل على عمارة األرض‪ ،‬ويتضح هذا جلي ًا‬
‫يف قول اهلل عز وجل ﴿ و ُقلِ ا ْع م ُل وا فَس ي رى َّ ُ‬
‫وعة ﴾ سورة الواقعة‪ ،‬اآليات [‪]33 -27‬‬ ‫يرٍة َّل َمق ُْط َ‬
‫وع ٍة َو َل َم ْ ُن َ‬ ‫َاك َه ٍة كَ ِث َ‬
‫َوف ِ‬
‫ون إِلَى‬ ‫الل َع َم ل َُك ْم َو َر ُسو ُل ُه َوا ْلُ ْؤ ِم ُنو َن َو َس ُت َر ُّد َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َعالِ ِم الْ َغ يْ ِب َوالشَّ َها َد ِة ف َُي َن ّ ِب ُئ ُك م ِبَا ُكن ُت ْم َت ْع َم ُل ون ﴾ ‪ ،‬كما أمرنا الرسول الكرمي صلى‬ ‫ويف احلديث النبوي الشريف‪ ،‬جند الشجرة ومشتقاتها يف أحاديث عديده ومناسبات‬
‫اهلل عليه وسلم املؤمن بغرس األشجار حتى وإن قامت القيامة‪ .‬يقول املصطفى صلى اهلل‬ ‫مختلفة‪ .‬فتارة يضرب لنا الرسول الكرمي األمثال بأنواع األشجار ليبني لنا أصناف البشر‪.‬‬
‫َقالَ ر ُس ُ َّ‬
‫اس َتطَ َاع َأ ْن َل َي ُق و َم َح َّت ى َي ْغ ر َِس َها‬ ‫الس َاع ُة َوب َِي ِد َأ َح ِد ُك ْم ف َِس ي َل ٌة َفإِ ْن ْ‬‫ت َّ‬ ‫عليه وسلم «إِ ْن ق ََام ْ‬
‫ألتْ ُر َّج ِة‪،2‬‬ ‫ول اللِ صلى اهلل عليه وسل م‏ َ‬
‫‏«م َث ُل ا ْلُ ْؤ ِمنِ ا َّل ِذي َي ق َْر ُا الْ ُق ْر َان كَ َم َثلِ ا ُ‬ ‫َ‬
‫ِيح َل َها‬
‫ال ر َ‬
‫‪3‬‬
‫ب‪َ ،‬و َم َث ُل ا ْلُ ْؤ ِمنِ ا َّل ِذي َ‬
‫ال َي ق َْر ُا الْ ُق ْر َان كَ َم َثلِ ال َّت ْم َرة ِ َ‬ ‫ب َوطَ ْع ُم َها طَ ِّي ٌ‬ ‫ِيح َها طَ ِّي ٌ‬
‫ر ُ‬
‫«ما ِم ْن ُم ْس ِل ٍم َي ْغ ر ُِس غَ ْر ًسا َأ ْو َي ْز َر ُع َز ْر ًعا‬ ‫َفلْ َي ف َْع لْ»‪ .‬كذلك قوله صلى اهلل عليه وسلم َ‬
‫ب َوطَ ْع ُم َها ُم ٌّر‪،‬‬ ‫الريْ َحا َن ِة‪ ،4‬ر ُ‬
‫ِيح َها طَ ِّي ٌ‬ ‫َوطَ ْع ُم َها ُحلْ ٌو‪َ ،‬و َم َث ُل ا ْلُ َنا ِفقِ ا َّل ِذي َي ق َْر ُا الْ ُق ْر َان َم َث ُل َّ‬
‫ت َل ُه َص َد َقةٌ»‪.‬‬ ‫ف ََي أْ ُك ُل ِمنْ ُه إِنْ َس ا ٌن َأ ْو طَ يْ ٌر َأ ْو َب ِه َ‬
‫يم ٌة إِ َّل كَ ا َن ْ‬
‫ِيح َوطَ ْع ُم َها ُم ٌّر‏»‪.‬‏‬
‫س َل َها ر ٌ‬ ‫النْظَ َل ِة ‪ ،‬لَيْ َ‬
‫‪5‬‬
‫ال َي ق َْر ُا الْ ُق ْر َان كَ َم َثلِ ْ َ‬‫َو َم َث ُل ا ْلُ َنا ِفقِ ا َّل ِذي َ‬

‫‪ 2‬األترج‪ :‬شجرة دائمة اخلضرة معمرة‪ ،‬تنتج ثمرة ليمونية قال فيها ابن القيم "يف األترج منافع كثيرة من قشر وحلم وزيت وبزر"‪،‬‬
‫ورائحتة األترج طيبة واألزهار والقشرة تدخل يف أستخدامات طبية وعطرية متعددة‪ ،‬تعرف اآلترج باإلسم العلمي ‪Citrus‬‬
‫‪.medica var cedrata‬‬
‫الر َطب‪ :‬والتمور بأنواعها ذات مذاق طيب لكن ليس لها أدني رائحة وحتتوي علي كميات متوازنة من‬‫التمر‪ :‬جاف ُ‬
‫‪3‬‬

‫السكريات واألمالح املعدنية‪ ،‬ويأكلها اإلنسان‪ ،‬فهي مصدر سريع للطاقة‪.‬‬


‫‪ 4‬الريحان أحد النباتات الطبية والعطرية املعمرة‪ ،‬ينتج الريحان مواد عطرية وزيوت طيارة يف جميع أجزاء نباته‪ ،‬ويستخرج منها‬
‫تلك الزيوت التي ينتج منها عطور عديدة وتدخل أيضا تلك الزيوت يف استخدامات طبية عديدة‪ ،‬لكن الريحان ذو طعم مر‪،‬‬
‫يزرع الريحان يف معظم أنحاء العالم‪.‬‬
‫‪ 5‬احلنظل من نباتات القرعيات‪ ،‬ويسمى بالعلْقم أو الشّ رِي‪ ،‬وهو من النباتات الزاحفة واملدادة‪ ،‬له ثمرة كروية الشكل خضراء‬
‫تصفر مع اكتمال نضجها‪ ،‬وتشبة التفاحة يف حجمها‪ ،‬ثمرته وأوراقة شديدة املرارة‪ ،‬وحتتوي الثمرة بداخلها علي البذور‪ ،‬حيث‬
‫كان العرب يأكلون حبه بعد غسلها مرار ًا وتكراراً‪ ،‬ويسمى لُ به بالهبيد‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫الشجرة يف نهج التعريف‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪16‬‬


‫وحمايتها من االجنراف األمر الذي يؤدي إلي احلد ظاهرة التصحر‪( 6‬الزحف الصحراوي‬
‫والرملي علي املدن العمرانية)‪.‬‬

‫واألشجار هي املُ َورِد الطبيعي للمستلزمات األساسية للمعيشة لإلنسان‪ ،‬فاألشجار توفر‬
‫األخشاب واألخشاب اخلام املستخدمة يف صناعة الورق والفحم النباتي واملطاط وبعض‬
‫األصباغ والزيوت النباتية واملواد العطرية الطبيعية‪ ،‬واألشجار أيضا متد اإلنسان بالغذاء‬
‫والسكريات‪ ،‬والتوابل‪ ،‬واملواد اخلام الالزمة لصناعة املشروبات‪ ،‬والزيوت الطيارة ‪ ،‬وغيرها‬
‫الكثير حيث يعتمد علي كل ذلك حوالى ‪ 7.44‬مليار نسمة (عدد سكان األرض‪،‬‬
‫البنك الدولي ‪. ]36[ )2014‬‬

‫وتقدم األشجار كأحد دعائم نظام الزراعة احلرجية (نظام زراعي متقدم عبارة عن زراعة‬
‫احملاصيل واألشجار مع ًا حتى ميكن االستفادة من كليهما) خدمات بيئية عديدة منها‪:‬‬
‫تخزين الكربون‪ ،‬وصون التنوع البيولوجي‪ ،‬وإثراء التربة‪ ،‬وحتسني جودة املياه والهواء‪ .‬كما أن‬ ‫الشجرة‪ ،‬حماية للحيوانات يف املوائل الطبيعية (منتزة ميكومي الوطني‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬شرق أفريقيا)‬

‫األشجار تعتبر موئل رئيسي للحيوانات والطيور وللكائنات احلية الدقيقة وغيرها‪ ،‬لذلك‬ ‫أهمية األشجار يف حياتنا اليومية‪:‬‬
‫فإن األشجار تعد ُم ساهم فعال يف صون التنوع البيولوجي‪ 7‬والعب أساسي يف احلفاظ‬
‫حتتل األشجار أهمية كبيرة يف احلياة اليومية لإلنسان‪ ،‬سواء بشكل مباشر أو غير مباشر‪،‬‬
‫عليه بشكل مباشر وغير مباشر أيض ًا [‪.]16‬‬
‫وحيث تتعدد أهمية الشجر ومنها علي سبيل املثال ال احلصر‪ ،‬تزيني الشوارع والطرقات‬
‫احلضرية ملا لها من منظر طبيعي يريح العني ويلهم النفس الهدوء‪ ،‬كما تستخدم يف‬
‫إضفاء الظل علي األماكن املراد تظليلها وتخفيف احلرارة بها‪ ،‬كما تبدو الشوارع املكسية‬
‫‪ُ 6‬يعرف التصحر ‪-‬بحسب املادة األولى من اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة التصحر‪ -‬على أنه تردي األراضي يف املناطق القاحلة‬ ‫بالنباتات اخلضراء جميلة ومشرقة وبراقة‪ ،‬علي عكس تلك الشوارع اخلالية منها‪]16[ .‬‬
‫وشبه القاحلة واجلافة نتيجة عوامل شتى طبيعية وبشرية‪ ،‬مبا يؤدي إلى فقدان قدرة األرض على اإلنتاج الزراعي ودعم احلياة‪.‬‬
‫وهي ظاهرة عاملية طفت على السطح بقوة منذ ستينيات القرن املاضي‪ ،‬حينما ضربت موجات عديدة من اجلفاف بقاعا شتى‬
‫عبر العالم‪ ،‬مسببة خسائر بشرية واقتصادية وبيئية فادحة‪( .‬املصدر‪ :‬اجلزيرة‪.‬نت)‬
‫وتزرع األشجار كـمصد للرياح‪ ،‬ويف عمل أحزمة خضراء حول املدن واملقاطعات للحد‬
‫‪ 7‬التنوع البيولوجي يقصد به التباين علي صعيد الكائنات احلية املستمدة من املوارد الطبيعية كافة‪ ،‬مبا فيها النظم البيئية‬ ‫من سرعة الهواء وتخفيف قوة العواصف الهوائية‪ ،‬وتعمل األشجار علي تثبيت التربة‬
‫األرضية والبحرية واألحياء املائية واملركبات البيولوجية التي تعد جز ًا منها‪ ،‬وهذا يتضمن التنوع داخل األنواع‪ ،‬وكذلك بني‬
‫األنواع والنظم البيئية‪ .‬ولعل أول درس للبشرية يف صون التنوع البيولوجي هو سفينة نوح‪ ،‬حينما أمره ربه أنه يأخذ من كل‬
‫نوع وزجني إثنني حتي ال يكون الطوفان سببا يف انقراض تلك األنواع [‪]25‬‬

‫‪19‬‬ ‫الشجرة يف نهج التعريف‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪18‬‬


‫ضب ة ثمرة صغيرة بها بذرة واحدة‬ ‫وا ّحل َ‬
‫يلتحف غالفها مع غالف البذرة (أي‬
‫احلبة)‪ .‬أما ال ّن َواة فهي الغالف اخلشبي‬
‫الداخلي من الثمرة‪ ،‬ويحتوى بداخلة‬
‫على بذرة واحدة أو عدد من البذور كنواة‬
‫املشمش واخلوخ واللوز وغيرها‪ .‬والنواة‬
‫عجمة التمر والزبيب‪ .‬قال اهلل تعالى يف‬
‫ا ّحلب تطلق علي مما يكون يف السنابل واألكمام مثل القمح والشعير والذرة‪.‬‬
‫وال ّن َواة هي الغالف اخلشبي الداخلي من الثمرة‪ ،‬ويحتوى بداخلة على بذرة‬ ‫َب َوال َّن َوى‬ ‫كتابه العزيز ﴿ إِ َّن َّ َ‬
‫الل فَالِ ُق ْال ّ ِ‬
‫واحدة أو عدد من البذور‪.‬‬
‫ال َّي ِم َن ا ْلَ ّ ِي ِت َو ُم ْخ ر ُِج ا ْلَ ّ ِي ِت ِم َن‬
‫ُي ْخ ر ُِج ْ َ‬
‫كساء نباتي أخضر يغطي مجموعة جبال (مقاطعة موروجورو‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬شرق افريقيا)‬
‫الل َف َأنَّى ُت ْؤف َُك و َن ﴾ سورة األنعام‪ ،‬اآلية [‪.]95‬‬ ‫ال ِي َذلِ ُك م َّ ُ‬
‫ُ‬ ‫َْ ّ‬
‫وحتاط البذرة بغالف (قد يكون صلب ًا يف بعض األحيان) يسمى القصرة به ثقب صغير‬
‫حياه النبات يف القرآن الك رمي‪ :‬األخضر واليابس‬
‫جد ًا يسمى ال َّنقير‪ ،‬ينفذ من خالله املاء لينشط اجلنني الصغير الذي يوجد داخل البذرة‪،‬‬ ‫عند احلديث عن الشجرة‪ ،‬فمن األهمية مبكان التعريف مبعاني بعض املصطلحات التي‬
‫الذي بدوره ينمو ليعطي اجلذير الذي يتميز بدوره إلى اجلذور‪ ،‬والريشية التي تتميز إلى‬ ‫وردت يف القرآن الكرمي للتعرف حول دورة حياة النبات‪ .‬وقد تناولت اآليات دورة حياه‬
‫َات ِمن ذَكَ ٍر َأ ْو ُأن َث ى َو ُه َو‬ ‫األوراق‪ .‬قال اهلل تعالى يف كتابه العزيز ﴿ َو َمن َي ْع َم لْ ِم َن َّ‬
‫الص ِال ِ‬ ‫النبات منذ نزول املاء من السماء‪ ،‬واهتزاز التربة وتشبعها باملاء‪ ،‬وهنا تتوفر الظروف املناسبة‬
‫يرا ﴾ سورة النساء اآلية [‪]124‬‬ ‫ُم ْؤ ِم ٌن ف َُأو َل ِئ َك َي ْد ُخ ُل و َن ْ َ‬
‫ال َّن َة َو َل ُي ْظل َُمو َن َن ِق ً‬ ‫إلنبات تلك البذور الساكنة يف األرض بعد أن سقطت من النباتات يف األعوام السابقة‪،‬‬
‫ومن ثم تتحول البذور من الطور الساكن إلى الطور احليوي مع توفر املياه‪ ،‬ووجود الظروف‬
‫ويف حديث للرسول الكرمي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وردت لفظة «الفسيلة» وهو نوع من‬
‫املناخية املناسبة إلنبات البذور‪ ،‬وبذلك تربو النباتات وتبدأ يف الظهور على سطح األرض‪.‬‬
‫اإلكثار اخلضري للنبات عن طريق املجاميع اخلضرية واألشطاء التي تنمو إلى جوار النبات‬
‫ض َها ِم َد ًة َفإِذَا َأن َزلْ َنا َعلَيْ َها ا ْل ََاء ا ْه َت َّز ْت َو َر َب ْت َو َأ َنب َت ْت ِمن‬ ‫قال اهلل عز وجل ﴿ َو َت َرى ْ َ‬
‫ال ْر َ‬
‫األم‪ .‬والشطأ صغار الزرع تخرج من أصل النبات‪ .‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫ُك ّ ِل َز ْو ٍج َب ِه ٍيج ﴾ سورة احلج‪ ،‬اآلية [‪.]5‬‬
‫اس َتطَ َاع َأ ْن َل َي ُق و َم َح َّت ى َي ْغ ر َِس َها َفلْ َي ف َْعلْ»‪.‬‬
‫الس َاع ُة َوب َِي ِد َأ َح ِد ُك ْم ف َِس ي َل ٌة َفإِ ْن ْ‬
‫«إِ ْن ق ََام ْت َّ‬
‫وقد بني القرآن الكرمي مصطلحي ا َّ‬
‫حلب والنوى‪ ،‬وهما األساس يف إنبات النبات‪ .‬وا ّحلب‬
‫وبعد أن ينمو النبات على سطح التربة‪ ،‬يجدر بنا احلديث عن «اخلضرة»‪ .‬قال املولى‬
‫ض ُم ْخ َض َّر ًة إِ َّن َّ َ‬ ‫سبحانه وتعالى ﴿ َأل َْم َت ر َأ َّن َّ َ‬ ‫اسم جنس للحنطة وغيرها مما يكون يف السنابل واألكمام مثل القمح والشعير والذرة‪.‬‬
‫الل‬ ‫ال ْر ُ‬ ‫الل َأن َزلَ ِم َن َّ‬
‫الس َم ا ِء َم ًاء َف ُت ْص ب ُِح ْ َ‬ ‫َ‬

‫‪21‬‬ ‫الشجرة يف نهج التعريف‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪20‬‬


‫يد َو َم ْغ ِف َر ٌة ّ ِم َن‬ ‫ون ُحطَ ا ًما َو ِف ْال ِخ َر ِة َع ٌ‬
‫ذَاب َش ِد ٌ‬ ‫يج َف َت َرا ُه ُم ْص َف ًّرا ُث َّم َي ُك ُ‬ ‫الْ ُكف َ‬
‫َّار َن َب ا ُت ُه ُث َّم َي ِه ُ‬ ‫خلضرة من األلوان‪ ،‬األخضر‪ ،‬يكون غالب ًا يف‬ ‫ِير ﴾ سورة احلج‪ ،‬اآلية [‪ .]63‬وا ُ‬ ‫ل َِط ٌ‬
‫يف َخ ب ٌ‬
‫اللِ َور ِْض َوا ٌن َو َما ْال ََي ا ُة الدُّ نْ َي ا إِ َّل َم َت ُاع الْ ُغ ُرو ِر ﴾ سورة احلديد‪ ،‬اآلية [‪.]20‬‬ ‫َّ‬ ‫النبات‪ .‬وقد وردت مادة «خضر» ومشتقاتها ثماني مرات يف القرآن الكرمي‪ ،‬منها خمس‬
‫مرات تتصل بخُ ضْ رة النبات واخضرار األرض‪ .‬واخلضرة يف النبات ناجتة عن وجود صبغات‬
‫تسمى باليخضور أو الكلوروفيل‪ ،‬وهي الصبغات النشطة يف عملية تكوين الغذاء يف‬
‫النبات التي تعرف بعملية «التمثيل الضوئي»‪ .‬ومما مييز النباتات عن غيرها من احليوانات‬
‫أنها كائنات ذاتية التغذية؛ أي أنها قادرة تكوين املواد العضوية املعقدة احملتوية على الطاقة‬
‫من مواد بسيطة كاملاء وثاني أكسيد الكربون كل ذلك بقدرة اهلل وخلقه ملادة اخلضراء‬
‫«اليخضور‪ /‬الكلوروفيل» داخل أجسام النباتات‪.‬‬

‫وتقوم األوراق اخلضراء بتخزين الطاقة الضوئية يف صورة طاقة كيمائية تستفيد منها‬
‫النباتات‪ ،‬كذلك يستفيد منها احليوان واإلنسان عندما يتغذى على تلك النباتات‪ .‬ويف‬
‫ضوء العلم احلديث‪ ،‬ميكن النظر إلى عملية البناء الضوئي ‪ -‬التي تقوم بها النباتات‬
‫داخل البالستيدات اخلضراء‪ ،‬والتي حتتوي على صبغة اليخضور‪ -‬على أنها امتصاص‬
‫للطاقة الشمسية بواسطة النباتات اخلضراء‪ - ،‬ومنها األشجار‪ -‬وحتويلها إلى طاقة حرارية‬
‫كائنه يف املواد التي تتكون منها األخشاب كمواد اللجنني والسليولوز‪ .‬فإذا ما أوقدنا النار‬
‫بعد جفاف األشجار انطلقت الطاقة‪ .‬قال اهلل تعالى ﴿ ا َّل ِذي َج َعلَ ل َُك م ّ ِم َن الشَّ َج ِر‬
‫ال ْخ َض ِر َن ًارا َفإِذَا َأن ُت م ّ ِمنْ ُه تُو ِق ُدو َن ﴾ سورة يس‪ ،‬اآلية [‪.]80‬‬
‫َْ‬

‫خلضرة يأتي الهيجان‪ ،‬لتبدأ مرحلة االصفرار واجلفاف ومن ثم يفقد النبات املادة‬ ‫وبعد ا ُ‬
‫اخلضراء التي كانت بداخلة‪ ،‬ويفقد حيويته‪ ،‬ومن ثم يتصلب‪ ،‬فيكون من السهل أن‬
‫يكسره الهواء ويذوره ليكون هشيم ًا حطام ًا‪ .‬وقد ضرب اهلل سبحانه وتعالى املثل بالدنيا‬
‫يف سرعة انقضائها وعدم جدواها بدورة حياه النبات‪ .‬قال تعالى ﴿ ا ْعل َُم وا َأ َّنَا ْال ََي ا ُة‬
‫ال ْو َل ِد كَ َم َثلِ غَ يْ ٍث َأ ْع َج َب‬
‫ال َو ْ َ‬ ‫َاخ ٌر َب يْ َن ُك ْم َو َتكَ ا ُث ٌر ِف ْ َ‬
‫ال ْم َو ِ‬ ‫الدُّ نْ َي ا َل ِع ٌب َو َل ْه ٌو َوزِي َن ٌة َو َتف ُ‬

‫‪23‬‬ ‫الشجرة يف نهج التعريف‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪22‬‬


‫التركيب املورفولوجي‬
‫والفسيولوجي لألشجار‬

‫تتميز األشجار بوضوح ثالث مكونات رئيسية لها وهي اجلذور‪ ،‬والساق أو اجلذع‪ ،‬واألوراق‪.‬‬
‫واألشجار تتميز عن غيرها بإرتفاع ليس أقل من ‪ 5‬أمتار‪ ،‬أما ما دون ذلك اإلرتفاع فقد‬
‫يطلق عليه شجيرة أو شجرة صغيرة وتوضح صورة رقم ‪ 2‬التركيب املورفولوجي لألشجار‪،‬‬
‫ونبذة عن كل جزء رئيسي بها‪ ،‬أما عن املكونات الرئيسية لها فهي كالتالي‪:‬‬

‫[‪]1‬‬ ‫املجموع اجلذري ‪Root system‬‬


‫وهو يتكون من اجلذور‪ ،‬ومنها جذور عميقة أي متتد حتت سطح التربة بشكل عمودي‬
‫تصل يف بعض األحيان إلي أكثر من ‪ 5 - 3‬أمتار‪ ،‬أو جذور سطحية أي متتد علي سطح‬
‫األرض وتنتشر يف شكل أفقي‪ ،‬واجلذور تنمو من اجلذوع حتت سطح التربة وقد تعتبر‬
‫كون جذع وساق‬ ‫مبثابة فروع طويلة لها‪ ،‬كما أن لها نفس طبقات األنسجة النباتية التي ُت ِّ‬
‫الشجرة‪ ،‬وتعمل اجلذور علي تثبيت الشجرة يف األرض وامتصاص املاء واألمالح املعدنية‬
‫من التربة‪ ،‬وتنقسم اجلذور إلي كل من جذور رئيسية وجذور فرعية وشعيرات جذرية‬
‫تتفرع اجلذور الرئيسية (على عمق قد يصل من ‪ 30‬سم إلى ‪ 60‬سم حتت‬ ‫دقيقة‪ ،‬حيث َّ‬
‫سطح التربة) إلى جذور فرعية صغيرة تتفرع بدورها إلى جذور أصغر‪.‬‬

‫وتكون الشجرة أعداد هائلة من اجلذور‬


‫خالل حياتها حيث تنمو اجلذور وتتجدد‬
‫باستمراريه‪ ،‬بحيث تتخلل تلك اجلذور‬
‫طبقات التربة لتقوم مبهمة تثبيت النبات‬
‫وامتصاص املاء واألمالح‪ ،‬حيث تقوم‬
‫طبقة نسيج اخلشب يف اجلذور بإيصال‬
‫املاء واألمالح (العصارة النباتية) عبر اجلذع‬
‫شجرة معمرة مستدمية اخلضرة تنمو علي هيكل خرساني مائي يف النقطة صفر‬
‫لنهر النيل (بحيرة فيكتوريا‪ ،‬مدينة جينجا‪ ،‬أوغندا)‬ ‫والفروع إلى األوراق‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫التركيب املورفولوجي والفسيولوجي لألشجار‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪24‬‬


‫والساق حتمل نوعني من البراعم ميكن تقسيمهم حسب ظهورهم املوسمي صيفا وشتاء‪،‬‬ ‫وميكن تعديد أهم وظائف املجموع اجلذري كاآلتي‪:‬‬
‫وتعتبر البراعم الشتوية محصنة شيء ما ملجابهة الظروف املناخية البادرة بعد سقوط‬ ‫• تثبيت النبات يف التربة‪.‬‬
‫األوراق إلي أن يتم تفتحها مرة أخري مع حتسن درجات احلرارة‪.‬‬
‫• امتصاص املاء واملواد الذائبة املمتصة من التربة وتوصيلها إلى الساق كما تقوم اجلذور‬
‫ويختص الساق مبجموعة من الوظائف الهامة واحليوية للنبات كما يلي‪:‬‬ ‫بنقل الغذاء الناجت من عملية البناء الضوئي والذى يتكون يف األوراق من الساق إلى‬
‫مناطق النمو أو التخزين يف اجلذور‪.‬‬
‫• احلمل والتدعيم‪ :‬حمل األوراق والبراعم واألزهار والثمار‪ ،‬وتعريض األوراق للضوء الالزم‬
‫لعملية البناء الضوئي‪.‬‬ ‫• تخزين املواد الغذائية داخل أنسجتها لفترة محدودة وقد تصبح اجلذور أعضاء متخصصة‬
‫يف التخزين املواد الكربوهيدراتية والنشويات كما يف جذور بعض النباتات العشبية مثل‬
‫• التوصيل والنقل‪ :‬توصيل املاء واألمالح الذائبة املمتصة بواسطة اجلذور إلى كافة أعضاء‬
‫الفجل ‪ -‬البنجر ‪ -‬اللفت‪.‬‬
‫النبات‪ ،‬وكذلك نقل وتوزيع الغذاء املجهز يف األوراق والناجت من عمليه البناء الضوئي‬
‫إلى أماكن استهالكه يف النمو أو تخزينه يف أماكن التخزين‪.‬‬ ‫• تفرز بعض جذور النباتات األمالح واألحماض العضوية يف التربة والتي تتغذى‬
‫عليها الكائنات احلية الدقيقة‪ ،‬وتسمى املنطقة احمليطة باجلذور باحمليط اجلذري‬
‫• التخزين‪ :‬تقوم بعض السيقان بتخزين املواد الغذائية كما تتحور بعض السيقان للقيام‬
‫‪.Rhizosphere‬‬
‫ببعض الوظائف األخرى مثل القيام بعملية البناء الضوئي وتقليل النتح والتسلق (أنظر‬
‫بعده‪ :‬حتورات الساق)‪.‬‬
‫‪Trunk / Stem‬‬ ‫اجلذع ‪ /‬الساق‬
‫والساق عالوة علي وظيفته األساسية يف حمل األوراق والبراعم واألزهار‪ ،‬اال أنه قد يقوم‬
‫هو احملور األساسي للمجموع اخلضري ‪ Shoot system‬ويقوم بحمل االوراق والبراعم‬
‫بوظائف عديدة تساعد النبات علي النمو والتطور‪ ،‬وعالوة علي وظيفتها السابقة اال انها‬
‫واالزهار والثمار‪ ،‬ويف معظم النباتات ينمو الساق عادة فوق سطح التربة‪ ،‬إال أن هناك‬
‫تثابر وتقوم بأدوار إضافية كما هو احلال يف نبات قصب السكر حيث تعمل الساق علي‬
‫بعض السيقان تتحور لتقوم بدور وظيفي للنبات كتخزين املواد الغذائية (كما توجد تلك‬
‫تخزين املواد الغذائية واحمللول السكري داخل العقل الساقية‪ ،‬وتخزن بعض النباتات مواد‬
‫التحورات يف اجلذور أيض ًا) وتلك السيقان املتحورة تنمو أسفل سطح التربة أو فوق سطح‬
‫عطرية وطبية يف قلفها تدخل يف العديد من االستخدامات كما يف نبات الصفصاف‬
‫التربة‪ ،‬وتتضح معالم السيقان يف أنها تتكون من‪ُ )1( :‬عقد ‪ Nodes‬وهى املناطق التي‬
‫(ينتج مادة طبية داخل القلف اخلارجي له يعد املكون األساسي لدواء األسبرين)‪ ،‬ونبات‬
‫وسالميات ‪ Internodes‬وهى املسافة بني عقدتني متتاليتني‬ ‫تخرج منها االوراق و(‪ُ )2‬‬
‫العود (ينتج منه أغلي أنواع القلف العطري إذا ما أصيب بعدوي فطرية)‪ ،‬ونبات األراك‬
‫وعادة تكون السالمية طويلة وواضحة يف األشجار القائمة‪.‬‬
‫(يحوي ساق وجذر النبات علي مادة حتمي األسنان وتطهر الفم من البكتريا)‪ ،‬وهكذا‬
‫الكثير‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫التركيب املورفولوجي والفسيولوجي لألشجار‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪26‬‬


‫[‪]48‬‬ ‫حتورات الساق ‪:Stem modification‬‬ ‫شكل الساق [‪:]11‬‬
‫كما ذكرنا من قبل أن سيقان بعض النباتات تتحور لتقوم بوظيفة إضافية للنبات [‪،]11‬‬ ‫الساق يظهر لنا إما قائم بدون تفريع أو متفرع‪ ،‬ولكل منهما شكل ودور وماهية وراء ذلك‪،‬‬
‫وعادة تكون تلك الوظيفة ذات أهمية للنبات‪ ،‬وفيما يلي بعض األمثلة اخلاصة بتحور‬ ‫حيث أن الهدف من التفريع من عدمه هو شغل أكبر حيز يف الهواء وعرض أكبر كمية‬
‫سيقان النباتات‪:‬‬ ‫ممكنة من األوراق لضوء الشمس‪ ،‬لكي تقوم بالوظائف احليوية لها‪.‬‬
‫• حتور الساق إلي الساق الورقي‪ :‬وفيها تقوم الساق بدور البناء الضوئي‪ ،‬وتنمو بشكل‬ ‫الساق غير‪ -‬املتفرع ‪ Non-branched stem‬قد يأخذ شكل احملور الفردي القائم ومن‬
‫قائم أيضا مثل نبات اإلسبرجس‪.‬‬ ‫أمثلة ذلك نخيل التمر يف األشجار ويوجد أيض ًا بعض النباتات العشبية مثل قصب‬
‫• حتور الساق إلي ساق عصيري (‪Fleshy‬‬ ‫السكر ونبات الذرة الشامية‪.‬‬
‫‪ :)stem‬وفيها يتحور الساق إلي جزء‬
‫أما الساق املتفرع ‪ Branched stem‬فهو ينقسم إلي شكلني هما التفرع القمي‬
‫متشحم كبير جد ًا ُمخزن باملاء والعصارة‬
‫النباتية‪ ،‬حيث يعمل ذلك علي رفع‬ ‫‪ Apical branching‬والتفرع اجلانبي ‪ Lateral branching‬وهو النوع الشائع يف‬
‫مقدرة النبات علي حتمل اجلفاف‬ ‫النباتات الراقية‪ ،‬حيث يوجد نوعان من هذا النوع كاآلتي‪:‬‬
‫والعطش‪ ،‬كما هو احلال يف التني الشوكي‪.‬‬ ‫• التفرع غير احملدود ‪ :Indefinite branching‬ويطلق عليه أيضا "التفرع صادق احملور"‬
‫زراعات التني الشوكي (مزرعة روضة الفرس للبحوث‪ ،‬طريق الشمال‪ ،‬قطر)‪.‬‬
‫• حتور الساق إلي ساق شوكية (‪Spiny‬‬ ‫وفيه يستمر منو البرعم الطريف يف نشاطه باستمراريه مع إضافة منوات جديدة علي محور‬
‫‪ :)stem‬ويوضح هذا جلي ًا يف النباتات البرية‪ ،‬نظر ًا حلاجتها للحماية الذاتية من األعداء‬ ‫النبات‪ ،‬وتخرج األفرع اجلانبية يف تعاقب قمي أحدثها هو األقرب للبرعم الطريف للشجرة‬
‫الطبيعية‪ ،‬حيث يتحور الساق إلي ساق شوكي يحمل كمية كبيرة من األشواك‪،‬‬ ‫(قمة الشجرة) كما هو احلال يف شجرة الكازورينا‪.‬‬
‫ومثال ذلك نبات القتاد ونبات العاقول ونبات الشبرم‪.‬‬ ‫• التفرع احملدود ‪ :Definite branching‬ويطلق عليه أيضا التفرع كاذب احملور‪ ،‬ويف هذه‬
‫• حتور الساق إلي ساق متسلق معالقي (‪ :)Tendrils‬يتحور الساق يف النباتات الزاحفة‬ ‫احلالة ينمو البرعم الطريف ويصبح نشط إلي فترة محددة من عمر النبات‪ ،‬يتحول بعدها‬
‫إلي معاليق يتشبث بها النبات بغرض التثبيت والتسلق‪ ،‬كما هو احلال يف العنب‪.‬‬ ‫إما إلي زهرة أو شوكة أو ِمحالق يتشبث به النبات‪ ،‬كما هو احلال يف العنب وبعض‬
‫• حتور الساق إلي سيقان حتت أرضية (‪ :)Subterranean stem‬وغالبا توجد تلك‬ ‫النباتات النجيلية‪.‬‬
‫السيقان يف النباتات التي تدخل دور سكون‪ ،‬حيث تأخذ من تلك السيقان مكان آمن‬
‫لتخزين املواد الكربوهيدراتية والنشوية حلني توافر الظروف املناخية للنمو فتستهلكها‬
‫وهناك بعض األمثلة لذلك النوع من التحور‪:‬‬

‫‪29‬‬ ‫التركيب املورفولوجي والفسيولوجي لألشجار‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪28‬‬


‫ال رِئد (‪ :)stolon‬ساق تنمو أفقي ًا فوق‬ ‫• اجلذمور (‪ )Rhizome‬ساق تنمو أفقي ًا حتت األرض يستعملها النبات لالنتشار وتكوين‬
‫األرض يستعملها النبات لالنتشار وتكوين‬ ‫نباتات جديدة‪ ،‬وهو وسيلة االنتشار الرئيسية لكثير من نباتات الفصيلة النجيلية مثل‬
‫نباتات جديدة تطلق جذور ًا وسوق ًا عند العقد‬ ‫النجيل والغاب وكذلك نبات اجلنزبيل والزرنب والقسط البحري‪.‬‬
‫الساقية‪ ،‬ومثال ذلك نبات الفراولة حيث‬ ‫• البصلة (‪ )Bulb‬ساق متحورة تنمو‬
‫ينتشر بهذه الطريقة‪.‬‬ ‫حتت األرض ويخزن فيها النبات غذاءه‪،‬‬
‫وتعد البصلة أسلوب ًا من أساليب التكاثر‬
‫الرئد‪ ،‬إحدي حتورات الساق يف نبات الفراولة ويعد طريقة لإلكثار أيض ًا‬
‫(الصورة من حديقة خاصة يف منطقة النصر‪ ،‬الدوحة‪ ،‬قطر)‬ ‫املجموع اخلضري‬ ‫الـخضري‪ ،‬والبصلة قد تكون بصلة‬
‫‪Shoot system‬‬ ‫رئيسة مثل البصل أو متجمعة من عدة‬
‫بصيالت كما يف الثوم‪ ،‬اال أنه يف كال‬
‫[‪ ]9[ ]7[ ]1‬يتكون املجموع اخلضري من األوراق‪ ،‬واألوراق مبنتهي البساطة هي مصانع الغذاء‬ ‫املثالني فإن البصلة (‪ )Bulb‬حتمل جذور ًا‬
‫يف النبات‪ ،‬ولكي تصنع الغذاء فإن األوراق البد لها من أخذ ثالثة مكونات رئيسية‬ ‫أبصال البصل األحمر (الصورة من أحد أسواق اخلضروات يف الدوحة‪ ،‬قطر)‬ ‫ليفية علي سطحها السفلي‪ ،‬وحراشيف‬
‫لصناعة الغذاء هي كاالتي‪ )1( :‬املاء واملواد املعدنية املوجودة يف التربة و(‪ )2‬غاز ثاني‬ ‫سميكة علي سطحها العلوي‪ ،‬كما‬
‫أوكسيد الكربون من الهواء‪ ،‬و(‪ )3‬الطاقة من أشعة الشمس‪ ،‬وكل ذلك يندمج يف منظومة‬ ‫تتضح البصلة يف نباتات مثل الزنبق والتوليب أيض ًا‪.‬‬
‫دقيقة جد ًا ومعقدة تسمي بعملية البناء الضوئي كما يف املعادلة التالية‪:‬‬ ‫• الدرنة (‪ )Tuber‬ساق نباتية متحورة منتفخة الختزانها املواد الغذائية (النشوية) للنبات‪،‬‬
‫‪6H2O + H2O + light + chloroplasts = C6H12O2 + 6CO2‬‬ ‫والدرنة حتمل براعم تنمو لتعطي نباتات جديدة‪ ،‬وتـحتوي على العديد من العيون وكل‬
‫وينتج عن عملية البناء الضوئي السكريات التي تستخدم يف التغذية وإنتاج الطاقة‬ ‫عني بها مجموعة من البراعم يف آباط األوراق احلرشفية‪ ،‬ومن أمثلة ذلك درنة البطاطا‪/‬‬
‫للنبات وكذلك ينتج األوكسجني الذي يتحرر يف الهواء الطلق‪ ،‬ويلعب اليخضور‬
‫البطاطس والقلقاس فما نأكله من تلك النباتات هو الساق وليس الثمرة‪.‬‬
‫(الكلوروفيل) دور ًا حيوي ًا إلمتام عملية البناء الضوئي حيث يساعد النبات على استخدام‬ ‫كما أن هناك أشكال أخري عديدة لتحورات الساق‪ ،‬وجميعها تخدم مصلحة النبات يف‬
‫الضوء يف إنتاج أنواع السكر املتعددة ‪ ، Polysaccharides‬وكذلك فإن اليخضور يعطي‬ ‫توفير كل الظروف الالزمة للنمو‪ ،‬ومن أمثلة تلك التحورات‪]37[ :‬‬

‫النبات اللون األخضر‪ ،‬يف معظم فصول السنة‪ .‬وتشمل عملية البناء الضوئي علي‬
‫مرحلتني متميزتني تبع ًا حلاجتهما للضوء ولكنهما مرتبطتان بعضهما البعض كاآلتي‪:‬‬
‫• املرحلة األولى وهي مرحلة التفاعالت الضوئية‪ ،‬حيث يتم فيها امتصاص الطاقة‬
‫الضوئية بواسطة جزيء اليخضور يف الثايالكويدات [‪ ]39‬وحتويلها إلى طاقة كيميائية‬
‫تختزن مؤقت ًا يف جزيئات غنية بالطاقة‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫التركيب املورفولوجي والفسيولوجي لألشجار‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪30‬‬


‫• املرحلة الثانية وهي مرحلة التفاعالت الغير ضوئية (وهي العملية التي تتم يف الليل)‪،‬‬
‫حيث تستخدم اجلزيئات الغنية بالطاقة يف بناء مركبات سكر ثالثية الكربون بإضافة‬
‫ثاني أكسيد الكربون اجلوي يف سلسلة من تفاعالت تشكل حلقة تعرف علمي ًا بـ"حلقة‬
‫كالفن"‪ ،‬ويتم يف هذه املرحلة تخزين الطاقة يف السكريات واملركبات العضوية األخرى‬
‫الناجتة منها‪.‬‬
‫[‪ ]24[ ]17‬وورقة النبات تعتبر مصنع متكامل كما ذكرنا أي أن تكوينها ليس بسيط كما‬
‫تظهر لنا‪ ،‬حيث يوجد داخلها طبقات متعددة من خاليا حتتوي على الصبغات امللونة‬
‫والتي منها اليخضور‪ ،‬حيث تتم عملية صنع الغذاء داخل تلك اخلاليا‪ ،‬وحتتوي الورقة‬
‫علي حزم من األوعية اخلشبية واللحائية تنتشر يف كافة أنحائها‪ ،‬تعمل تلك احلزم علي‬
‫إجناز مهمتني األولي هي إيصال املاء والعصارة النباتية إلى اخلاليا النباتية لتستخدمها يف‬
‫البناء الضوئي والثانية نقل وأخذ السكريات الناجتة لتحريرها يف إنتاج الطاقة‪ ،‬أما التبادل‬
‫الغازي فيتم من خالل فتحات صغيرة جد ًا تسمي بالثغور (فتحات دقيقة جد ًا تنتشر‬
‫علي سطح الورقة‪ ،‬وتفتح وتعلق حسب حالة النبات)‪ ،‬حيث يدخل منها غاز ثاني‬
‫أوكسيد الكربون ويخرج منها غاز األوكسجني واملاء‪ ،‬وتتميز بعض األوراق بظواهر بيئية‬
‫عديدة للتكيف مع املناخ اجلوي‪ ،‬علي سبيل املثال توجد طبقة شمعية على أسطح‬
‫معظم األوراق تعمل علي حفظ املاء داخل الورقة وعدم تبخره أثناء فترات احلر‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪32‬‬


‫منو الشجرة وتطورها‬

‫[‪ ]9[ ]1‬أي شجرة مهما كبر حجمها أو زاد طولها فال بد من نشأتها صغيرة‪ ،‬وهناك وسائل‬
‫كثيرة لنمو األشجار وتطورها وتعتبر البذرة من أكثر الوسائل شيوع ًا وأهميه وانتشار ًا يف‬
‫إنبات األشجار‪ ،‬وتعتبر البذرة ناقل احلياة من جيل ألخر يف النبات‪ ،‬هذة البذرة الصغيرة‬
‫حتتوي علي جنني حي بداخلها يتغلف بطبقة حماية وقصرة خارجية قد تكون لينة أو‬
‫صلبة حسب نوع البذرة‪ ،‬وحتتوي البذرة علي غذائها بداخلها‪ ،‬ومبجرد زراعة تلك البذرة يف‬
‫مهد مناسب فإنها تنمو لتصبح بادرة‪ ،‬ثم تنمو البادرة بعد فترة من الوقت لتصبح شتلة‪/‬‬
‫فسيلة قد يصل ارتفاعها إلي ‪ 1.2‬م الي ‪ 1.5‬متر‪ ،‬وإلي أن يصل قطر اجلذع أو الساق إلي‬
‫‪ 2.5‬سم وحتي ‪ 5‬سم‪ ،‬هنا ميكن زراعتها يف املوئل النهائي لها لتصبح شجرة‪ .‬ويتباين‬
‫احتياج األشجار من املياه طبق ًا للمنطقة اجلغرافية واملناخ اجلوي‪ ،‬اال أن غالبية األشجار‬
‫حتتاج إلي كميات كبيرة من املياه يف بداية منوها وتطورها إلي أن تثبت بشكل جيد يف‬
‫التربة وتبدأ يف امتصاص املياه اجلوفية‪.‬‬

‫وللتعرف علي منو الشجرة وتطورها البد لنا من معرفة كافة اخلصائص التي تستخدمها‬
‫الشجرة يف النمو والتطور كما يلي‪:‬‬

‫إنبات البذور‪ :‬للبذرة تكوين فريد خاص ميكنها من النمو‪ ،‬فبداخلها مخزون من الغذاء‬
‫ٍ‬
‫كاف إلمتام عملية اإلنبات‪ ،‬وحتتوي علي فلقة أو فلقتني‪ ،‬وتنمو البذور مبجرد توافر العوامل‬
‫البيئية الالزمة للنمو كاملاء والهواء وضوء الشمس‪ ،‬حيث مبجرد امتصاص املياه مع توفر‬
‫مهد أرضي مناسب (تربة) يندفع اجلذير خارج ًا من قشرة البذرة مكون ًا اجلذور التي تتغلغل‬
‫تدريجيا إلى أعماق التربة إلي أن يبدأ اجلذر يف امتصاص املاء واألمالح من التربة‪ ،‬ويف‬
‫اجلانب العلوي تنمو الريشة إلي أعلي مكونة األوراق األساسية حيث تتطور فيما بعد إلي‬
‫املجموع اخلضري ومنه إلى جذع وساق وأوراق‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫منو الشجرة وتطورها‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪34‬‬


‫جوانب كل من اجلذع والفروع‪ ،‬وحتتوي علي مجموع خضري يتطور إلي ُغ صن حامل‬ ‫تصنيع األوراق لغذاء النبات‬
‫لألوراق‪ ،‬وتنمو بعض براعم األشجار إلى أزهار وهنا يسمي بالبرعم الزهري (‪Flowering‬‬
‫كما وضحنا قبل ذلك أن األوراق هي مصانع الغذاء‪ ،‬ولكي تقوم األوراق بتصنيع املنتج‬
‫‪ ،)bud‬وينمو بعضها اآلخر إلى أغصان حتمل أوراقا وأزهارا يف آن واحد‪ ،‬و هناك أنواع‬
‫النهائي للشجرة (السكريات التي تتحرر لطاقة)‪ ،‬البد لها من جتميع املواد اخلام لإلنتاج‬
‫أخري من البراعم تقسم تقسيمات عديدة طبق ًا لنوعية وريقاتها (الوريقة هي تصغير ورقة‬
‫يف منظومة دقيقة‪ ،‬حيث حتصل األوراق على العصارة النباتية أو النسغ{‪ }1‬أثناء منوها من‬
‫ويطلق علي مجموعة وريقات يف منو واحد بالورقة كما يف نبات الغاف والسلم والسمر)‬
‫اجلذر‪ ،‬ومتتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء‪ ،‬وتستعمل الورقة الطاقة الشمسية لتحويل‬
‫أو حسب تكشفها أي الناجت منها (خضري‪ ،‬زهري وغيرها)‪ ،‬أو علي حسب نشاط البرعم‬
‫العصارة النباتية وثاني أكسيد الكربون إلى مواد سكرية‪ ،‬يف عملية «البناء الضوئي»‪،‬‬
‫كون األشجار يف املناطق الدافئة البراعم بشكل مستمر طوال‬ ‫نفسه (نشط أو ساكن)‪ ،‬و ُت ِّ‬ ‫حيث توفر تلك السكريات الغذاء الالزم للجذع والفروع واجلذور‪ ،‬كما تنتج األوراق أيضا‬
‫العام أو من املمكن تستمر الشجرة يف النمو دون تكوين براعم‪.‬‬
‫األكسجني وتطلقه يف اجلو‪.‬‬
‫وتنمو األشجار التي ليست لها فروع (كمعظم أنواع النخيل والسيكاسيات{‪ )}2‬بطرق‬
‫مختلفة بعض الشيء‪ ،‬حيث يتطور منو الشجرة إلي أعلي بشكل بطئ فيما يزداد سمك‬ ‫[‪]9[ ]1‬‬ ‫ازدياد األشجار يف الطول‬
‫اجلذع يف املقابل مع كبر حجم أوراقها وأعدادها كل عام‪ ،‬وذلك حتي وصول حجم اجلذع‬ ‫تنمو األشجار وترتفع نتيجة للزيادة يف اجلذع والسيقان والفروع من أطرافها‪ ،‬حيث يتكون‬
‫والتاج (يقصد بالتاج‪ :‬مجموعة األوراق وحوامل األزهار والثمار وكل ما يبدأ من منطقة‬ ‫برعم يف طرف اجلذع ويف طرف كل فرع من فروع الشجرة يف فترة زمنية قدرها عام‪ ،‬والبرعم‬
‫خروج األوراق يف النخيل) إلى البلوغ واالكتمال فتبدأ األشجار يف النمو الطولي‪.‬‬ ‫(شطئ جنيني ينمو يف إبط الورقة أو عقد الساق) هو بداية الساق الورقي األخضر الصغير‬
‫واق بواسطة أوراق بسيطة حتمية‬ ‫ٍ‬
‫بغطاء ٍ‬ ‫والذي ُي سمى بال ُغصن‪ ،‬والغضن يكون ُمغلف‬
‫[‪]9[ ]1‬‬ ‫ازدياد سمك كل من اجلذع والفروع‬ ‫تسمي حراشيف البرعم‪ ،‬وبعد فترة الراحة تنمو البراعم وتتفتح‪ ،‬ويتزامن مع ذلك بداية‬
‫يزداد سمك كل من جذع وفرع األشجار عريضة األوراق أو أبرية األوراق طوال حياة الشجرة‪،‬‬ ‫منو املجموع اخلضري املوجود داخل البرعم‪ ،‬ومن ث ََّم يزيد من ارتفاع كل من اجلذع والفروع‪،‬‬
‫وذلك من خالل النسيج اإلنشائي (الكامبيوم) املمتد حتت اللحاء الداخلي؛ إذ ُي ستخدم‬ ‫وهذا النوع من البراعم يعرف بالبرعم الطريف (‪ ،)Terminal bud‬اال أنه يوجد نوع آخر‬
‫السكر املُص َّنع بوساطة األوراق يف تكوين نسيج نباتي جديد‪.‬‬ ‫من البراعم يعرف بالبرعم اجلانبي (‪ ،)Axillary bud‬وهذا النوع من البراعم ينمو على‬

‫‪ 1‬النسغ ‪ Plant sap‬يعني يف علم ال ّن بات هو محلول مائي يجري يف سيقان وجذور النباتات‪ ،‬ويوجد نوعان منه‪ :‬النوع األول‬
‫ملعدني ة ويتحرك من جذور النبات إلى أوراقه من خالل طبقة يف اجلذع تسمى‬ ‫ملشبع باملواد ا ّ‬
‫النسغ اخلام ويتكون من املاء ا ّ‬
‫‪ 2‬فصيلة من عاريات البزور ‪ Gymnospermae‬شبيهة بالنخيل‪ ،‬لكثير من أنواعها جذع عمودي غليظ أملس‪ ،‬متوج بأوراق‬ ‫اخلشب‪ .‬وال ّنوع الثاني هو النسغ اخلام املكون من املاء املشبع بغذاء ال ّن بات‪ ،‬ويتحرك هذا النوع داخل سيقان النبات ومن خالل‬
‫عريضة ريشية الشكل‪ ،‬وهي تتواجد بكثرة يف املناطق االستوائية وشبه االستوائية يف إفريقيا وأستراليا وأميركا الشمالية‬ ‫ال الغذاء إلى أجزاء النبات التي تستهلكه أو تخزنه وهو أكثر لزوجة الحتوائه كميات من مركبات‬ ‫طبقة تسمى ال ّلحاء حام ً‬
‫وأميركا اجلنوبية‪( .‬تعريف وارد (بتصرف) مبوقع ‪)kids.jo – Next.jo‬‬ ‫عضوية سكرية بصورة خاصة‪ ،‬يتكون يف النسج اخلضر واالدخارية وتنقله األنابيب الغربالية‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫منو الشجرة وتطورها‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪36‬‬


‫من الزهرة أو يف املخروط املؤنث) وحتتوي األزهار يف أنواع عديدة من كاسيات البذور‪ 3‬على‬ ‫ويتكون اخلشب ـ بصفة عامة ـ من السليلوز‪ ،‬وهو مادة قوية متكونه من السكر‪ ،‬ويتكون‬
‫معا وتسمي باخلنثى‪ ،‬وميكن حلبوب اللقاح أن تسقط‬‫كل من األجزاء املذكرة واألجزاء املؤنثة ً‬ ‫النسيج اخلشبي من نوعني من اخلشب هما؛ خشب النسغ وخشب القلب‪ ،‬و ُيعدُّ خشب‬
‫ببساطة من اجلزء املذكر إلى اجلزء املؤنث لتتم عملية التلقيح ‪.Pollination‬‬ ‫النسغ ـ وهو خشب نشط يحتوي على األنابيب الصغيرة التي حتمل النسغ أو العصارة‬
‫ـ هو األقرب من النسيج اإلنشائي و يستمر سمك خشب النسغ يف الزيادة طوال العام‪،‬‬
‫أما بقية كاسيات البذور وجميع عاريات البذور األخرى فلها أزهار مذكرة وأزهار مؤنثة‬
‫وكلما تقدمت الشجرة يف السن يتوقف اخلشب األقرب إلى املركز عن العمل‪ ،‬وهذا هو‬
‫أو مخاريط منفصلة عن بعضها‪ ،‬وقد تنمو هذه األزهار واملخاريط املنفصلة على الشجرة‬
‫خشب القلب الذي يساعد على دعم وتقوية الشجرة‪.‬‬
‫نفسها أو على أشجار أخري‪ ،‬ويف هذه األنواع تنتقل حبوب اللقاح إلى األزهار أو املخاريط‬
‫املؤنثة بوساطة احلشرات أو الرياح أو بوسائل أخرى‪ ،‬وبعد اتصالها باألزهار أو املخاريط املؤنثة‬ ‫كون فيها األشجار طبقةً جديدة من اخلشب مرة واحدة خالل العام‪،‬‬ ‫ويف املناطق التي ُت ِّ‬
‫ملذك رة التي تتحد مع البيضة لتعطي بذرة أو أكثر داخل ثمرة أو‬ ‫تكون حبوب لقاح اخللية ا َّ‬
‫ِّ‬ ‫ُتكو ْن هذه الطبقات سلسلة من احللقات السنوية‪ ،‬ومتثل كل حلقة منو عام واحد‪ ،‬وبعد‬
‫مخروط‪ ،‬وعندما يكتمل نضج الثمرة أو املخروط تكون البذور جاهزة لترك الشجرة‪ ،‬لتصبح‬ ‫حس َب عدد احللقات لتحديد مدى عمر‬ ‫قطع الشجرة يكون بإمكان الشخص أن َي ِ‬ ‫أن ُت َ‬
‫ثمرة مكتملة وبداخلها بذرة أو بذور ناضجة‪.‬‬ ‫الشجرة‪ ،‬ووجد العلماء أن التغييرات الطفيفة التي حتدث يف تركيب سليلوز الشجرة‬
‫تكشف عن أنواع املناخ التي تعرضت لها الشجرة‪ ،‬مبعني أنه عند قطع اجلذع فمن‬
‫‪ -2‬التكاثر اخلضري‬ ‫املفترض أن تري احللقات يف شكل دائري‪ ،‬اال أنه قد تراها بيضاوية أو غير منتظمة‬
‫من اسم هذا النوع يتضح أنه يٌ ستخدم جزء أخضر من النبات قد يكون جزء من جذر أو‬ ‫التدوير‪ ،‬فهذا يدل علي إذا ما كانت الشجرة قد تعرضت لضغوط مناخية كالري أو‬
‫اجلذر نفسه‪ ،‬أو جزء من ساق‪ ،‬أو جزء من ورقة‪ ،‬وطرق اإلكثار اخلضري عديدة ومتنوعة‬ ‫التحطيب أو اإلصابة وأي مهددات أخري فإنها تؤثر يف تركيب السليلوز الذي يكون شكل‬
‫وهي سهلة أيض ًا يف بعض األنواع النباتية‪ ،‬وغالب ًا تستخدم تلك الطريقة يف حالة األشجار‬ ‫احللقة‪.‬‬
‫والنباتات التي يصعب إنبات بذورها نظر ًا إما لصغر حجم البذرة أو لصعوبة فصلها من‬
‫القصرة (الغالف احمليط باجلنني) كما هو احلال يف بذور شجرة السدرة مث ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫[‪]9[ ]1[ ]8‬‬ ‫تكاثر األشجار‬
‫‪ -1‬التكاثر اجلنسي‬
‫‪ 3‬هي مجموعة رئيسية ضمن نباتات األرض وتشكل شعبة مستقلة من النباتات‪ ،‬تدعى شعبة املاجنوليات أو شعبة‬
‫كاسيات البذور‪ .‬تؤلف هذه املجموعة واحدة من مجموعتني موجودتني يف النباتات البذرية حيث تقوم تلك النباتات البذرية‬ ‫جنسي ا‪ ،‬أي بواسطة البذور مباشرة‪ ،‬والبذور التي‬
‫ً‬ ‫تتكاثر أعداد كبيرة نسبي ًا من األشجار‬
‫بتغطية بذورها ضمن ثمرة حقيقية‪ ،‬بالتالي فهي حتمل األعضاء التكاثرية ضمن بنية تسمي الزهرة‪ ،‬وتقسم النباتات مغطاة‬
‫البذور إلى نباتات ذوات الفلقة الواحدة ونباتات ذوات فلقتني‪( .‬تعريف وارد (بتصرف) بصفحة د‪ .‬جميل فوزي جميل‬ ‫تتكون فقط بعد احتاد اخللية املذكرة مع البويضة‪ُ ( ،‬تنتج اخللية املذكرة من حبوب اللقاح‬
‫جبر‪ ،‬قسم األحياء بالكلية اجلامعية باجلموم‪ ،‬جامعة أم القري مبكة املكرمة‪ ،‬الرابط اإللكتروني‪http://uqu.edu.sa/page/ :‬‬ ‫التي تتكون يف األجزاء املذكرة للزهرة أو املخروط املذكر‪ ،‬وتتكون البويضة يف األجزاء املؤنثة‬
‫‪)88630/ar‬‬

‫‪39‬‬ ‫منو الشجرة وتطورها‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪38‬‬


‫بداية منو البراعم اخلضرية بشكل أكثر والتي تتطور إلي أفرع فيما بعد‪ ،‬ميكن اعتبار العقلة‬ ‫وقد يحدث التكاثر اخلضري يف األجواء‬
‫املتطورة كشتلة وميكن زراعتها يف األرض املستدمية‪.‬‬ ‫الطبيعية بتطور منوات جديدة خضراء‬
‫تنمو بعد قطع اجلذع الشجري كما‬
‫والطريقة األخرى للتكاثر هي الترقيد‬
‫يحدث يف الغابات‪ ،‬ومبرور الوقت ينمو‬
‫وهي األسهل يف بعض األشجار حيث‬
‫أحد أو عدد من هذه النموات إلى شجرة‪،‬‬
‫يتم قشط جزء من حلاء فرع ما علي‬
‫وتنمو أيضا أغصان ًا شجرية متطورة من‬
‫الشجرة‪ ،‬وتغطيته بتربة مبللة مع إحكام‬
‫وتكون‬
‫تكون جذور كما يف أشجار التفاح‪ِّ ،‬‬ ‫ِّ‬
‫الغلق بشريط مصنوع من البولي إيثلني‬
‫صورة فريدة ألحد طرق التكاثر اخلضري يف الطبيعة (حدائق عنتبه النباتية‪،‬‬ ‫بعض أنواع األشجار الراتينجية التي‬
‫الترقيد‪ ،‬كأحدي طرق اإلكثار اخلضري للنبات (حدائق عنتبه النباتية‪ ،‬عنتبه‪،‬‬
‫مخصص لذلك الغرض كما يف نباتات‬ ‫عنتبه‪ ،‬أوغندا)‬
‫تنمو يف املستنقعات جذورا من فروعها‪،‬‬
‫أوغندا)‬
‫الفيكس نتدا والفيكس بينجمينا‪ ،‬أو‬
‫وتسمى طريقة التكاثر هذه بالترقيد‪.‬‬
‫يتم دفن ذلك اجلزء املقشوط يف التربة‬
‫لفترة من الوقت مع ترطيب التربة حوله إلي أن تنمو اجلذور األولية‪ ،‬حينها ميكن قطع‬ ‫ويستخدم التكاثر اخلضري يف إنتاج‬
‫الفرع وزراعته مباشرة ليصبح شجرة ويتم ذلك بشكل واسع يف نبات العنب‪ .‬كما أن‬ ‫النباتات علي نطاق واسع بطرق متعددة‬
‫التكاثر بكل من الفسائل األرضية والهوائية والكورومات واألبصال وغيرها تعد من الطرق‬ ‫من أهمها التكاثر بال ُع َقل (‪)Cuttings‬‬
‫العديدة للتكاثر اخلضري‪.‬‬ ‫والعقلة هي جز ًأ طريف أو وسطي من فروع‬
‫الشجرة‪ ،‬وقد يكون أخضر (أي من منوات‬
‫وقد ظهرت أنواع أخري متعددة من التكاثر اعتمدت علي التقدم العلمي بغرض توفير‬
‫الوقت واجلهد ُ‬ ‫عمرها أقل من عام) أو غض (من منوات‬
‫والكلفة يف اإلنتاج منها علي سبيل املثال التكاثر بزراعة األنسجة (‪Tissue‬‬
‫جزء من نبات التني يصلح كعقلة (املشتل التجريبي حلديقة القرآن النباتية‪،‬‬ ‫عمرها أكثر من عام)‪ ،‬ويتم معاملة تلك‬
‫‪ ،)culture‬وهو يستخدم علي نطاق واسع يف إكثار نخيل التمر بغية إنتاج سالالت قوية‬ ‫مؤسسة قطر‪ ،‬الدوحة ‪ ،‬قطر)‬
‫العقل مبضادات الفطريات وهرمونات‬
‫مقاومة مشابهة للصفات الوراثية للنخلة األم‪ ،‬كما يستخدم ذلك النوع من اإلكثار علي‬
‫التجذير (‪ )Rooting Hormones‬لضمان جناحها ويتم زراعتها يف تربه معدة سلف ًا ووسط‬
‫نبات املوز وغيره الكثير من النباتات‪.‬‬
‫حراري معني (يفضل أن يكون رطب ذو حرارة مرتفعة بعض الشيء)‪ ،‬حيث يعتبر منو‬
‫اجلذور مع ظهور األوراق علي جوانب العقلة هو عالمة أولية على جناح زراعة العقلة‪ ،‬ومع‬

‫‪41‬‬ ‫منو الشجرة وتطورها‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪40‬‬


‫قيمة الشجرة‬

‫[‪]32[ ]33[ ]20[ ]13[ ]3‬‬ ‫القيمة البيئية لألشجار‬


‫تعتبر األشجار من أهم املكونات الطبيعية للنظام البيئي التي تقدم لنا فوائد جمة خاصة‬
‫تلك املرتبطة بالبيئة‪:،‬‬
‫• تسهم األشجار يف البيئة بتوفير األوكسجني وحتسني نوعية الهواء‪،‬وإزالة الغبار‬
‫وامتصاص امللوثات األخرى مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وثاني‬
‫أكسيد النيتروجني‪ ،‬كذلك تعترض األشجار اجلسيمات الغير صحية عن طريق‬
‫أوراقها‪ ،‬لينزل املطر بعد ذلك علي األوراق ويغسلها ‪.‬‬
‫• تساهم األشجار إجيابي ًا يف ظاهرة التغير املناخي حيث ُتثبت األشجار كميات هائلة‬
‫من الكربون داخل التربة‪ ،‬كما تنقي أشعة الشمس‪ ،‬وتؤمن الظل والبرودة يف فصل‬
‫الصيف‪ ،‬أما يف فصل الشتاء واملناطق الباردة فتحافظ على الدفء بتوفير واجهة مضادة‬
‫للرياح القاسية‪ ،‬باإلضافة إلى التأثير على سرعة واجتاه الرياح‪ ،‬وهي درع واقي لإلنسان‬
‫من سقوط املطر والصقيع والبرد‪ ،‬وتؤثر يف انخفاض درجة حرارة اجلو‪ ،‬واحلد من شدتها‬
‫وأثر انبعاثات الغازات الدفيئة باحلفاظ على مستويات منخفضة من غاز ثاني أكسيد‬
‫الكربون‪.‬‬
‫• توفر املوطن الطبيعي للكائنات احلية كالطيور واألسماك وأيضا الكائنات احلية الدقيقة‬
‫فوق وحتت سطح التربة‪ ،‬داخل البحر وخارجه مما يعزز قوة النظام البيئي وخدماته‬
‫ال سيما يف املناطق التي تعاني من تدهور يف النظم البيئية‪ ،‬ولعل منو أشجار القرم‬
‫(املاجنروف) علي شواطئ البحار مثال بليغ لهذه الظاهرة ملا توفره من دعم هائل للنظام‬
‫البيئي فضال عن أنه موئل طبيعي حصني لألسماك والطحالب البحرية‪.‬‬
‫• تقوم األشجار من خالل جذورها القوية بتثبيت التربة وحمايتها من التعرية والتجريف‬
‫وتزيد من خصوبتها وكفاءتها‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫قيمة الشجرة‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪42‬‬


‫• تنقل األشجار لإلنسان مثال قوي يف العمل‪ ،‬والتعجب يف جماليات مخلوقات اهلل‪ ،‬فما‬ ‫• تسهم األشجار يف احلفاظ على املياه وتقلل من األثر الضار للجريان السطحي ملياه‬
‫أجمل أن نري األشجار ذات األلوان املتشابهة واملختلفة أمامنا‪ ،‬تنتج وتقاوم أعتي الظروف‬ ‫األمطار‪ ،‬وتخزينها‪ ،‬مما يسهم يف إعادة كميات املياه املخزنة أرضي ًا مرة آخري بصورة‬
‫املناخية لتضرب لنا املثل يف العمل واالشتغال‪.‬‬ ‫طبيعية‪ ،‬والتقليل من أخطار الفيضانات واالنزالقات األرضية اخلطيرة‪.‬‬
‫• الشجرة كمصدر للظل يف فصل الصيف‪ ،‬وتلعب الشجرة دور ًا كبيرا يف اكتمال عناصر‬ ‫• حتافظ األشجار علي التنوع البيولوجي للنباتات واحليوانات‪ ،‬فالعديد من احليوانات‬
‫الترفيه داخل احلدائق‪ ، ،‬كما تستخدم األشجار يف تزيني الشوارع الرئيسية واجلانبية‬ ‫تعتمد بشكل رئيسي علي األشجار كغذاء يومي‪ ،‬كما تعتمد الطيور واحلشرات علي‬
‫والطرقات العامة واخلاصة وتستخدم يف املطارات يف حتديد املدارج وتخطيطها‪.‬‬ ‫شراب الرحيق املنتج من أزهارها‪ ،‬كما تستخدم بعض الطيور واحليوانات وبعض‬
‫الكائنات األخرى األشجار كمالذ آمن من احليوانات املفترسة‪ ،‬وبها تقدم األشجار‬
‫• املناطق اخلضراء واحلدائق لها قيمة ترفيهية عالية والتي ميكن أن ُت سن احليوية و ُتعزز‬ ‫حماية طبيعية للمخلوقات األخرى‪.‬‬
‫النشاط البدني‪ ،‬كما أن األطفال الذين ينشئون يف بيئة مفعمة باملالعب ومساحات‬
‫خضراء كافية‪ ،‬يكون لديهم فرص تنموية متساوية بغض النظر عن طبقاتهم‬
‫ووفقا لـ "وزارة الزراعة األمريكية"‬
‫االجتماعية أو االقتصادية‪ ،‬بينما األماكن اخلضراء املفتوحة ميكن أن ُتشجع على اتباع‬
‫"فدان‪ 1‬واحد من الغابات (األشجار) ميتص ستة أطنان من ثاني أكسيد‬
‫أسلوب حياة أكثر نشاط ًا لكبار السن‪ .‬كذلك‪ ،‬من املمكن استخدام املساحات اخلضراء‬ ‫الكربون ويضخ بها أربعة أطنان من األوكسجني‪ .‬وهذا ما يكفي لتلبية‬
‫لزيادة الوعي والتثقيف حول القضايا البيئية كالطبيعة‪ ،‬وتغير املناخ‪ ،‬وزراعة األشجار‪،‬‬ ‫االحتياجات السنوية من ‪ 18‬شخصا"‬
‫إلخ‪.‬‬

‫هناك عبارة شهيرة للبروفيسورة وجناري ماتاي حاصلة علي جائزة نوبل‬ ‫[‪]16[ ]47‬‬ ‫القيمة التربوية والترفيهية لألشجار‬
‫للسالم ومؤسس منظمة احلزام االخضر وهي "حينما نغرس األشجار‪،‬‬
‫فإننا نغرس بذور األمل والسالم"‪ ،‬حيث حصلت هذه السيدة علي‬ ‫يقول ابن القيم اجلوز ّية "باحملبة وللمحبة وجدت األرض والسموات‪،‬‬
‫تلك اجلائزة املرموقة نظر ًا ملساهمتها البناءة يف زراعة ماليني األشجار بني‬ ‫وعليها ُفطرت املخلوقات ولها حتركت األفالك الدائرات وبها وصلت‬
‫الدول األفريقية بغض النظر عن احلدود السياسية يف إشارة لنشر اخلير‬ ‫احلركات إلى غاياتهــا واتصلت بداياتها بنهاياتها وبهـا ظفرت النفوس‬
‫واحملبة بني الشعوب من خالل األشجار‪.‬‬ ‫مبطالبها وحصلت على نيل مآربها وتخ ّل صت من معاطبها واتخذت إلى‬
‫ال وكان لها دون غيره مأمو ًال ورسو ًال وبها نالت احلياة ّ‬
‫الطي بة‬ ‫ربها سبي ً‬
‫وذاقت طعم اإلميان"‪.‬‬

‫‪ 1‬الفدان الواحد يعادل ‪ 4200‬متر مربع‬

‫‪45‬‬ ‫قيمة الشجرة‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪44‬‬


‫اإلنترنت]‪ ،‬حيث تعكس األرقام السابقة أن الشجرة ذات قيمة نقدية كبري‪ ،‬لرفع الوعي‬ ‫[‪]34‬‬ ‫القيمة النقدية لألشجار‬
‫بتلك القيمة ملن يهتمون بلغة األرقام النقدية‪.‬‬
‫تعد األشجار مصدر ًا متعدد ًا وغني ًا باملوارد الطبيعية وخدمات النظام البيئي‪ ،‬وقد حاول‬
‫[‪]35‬‬ ‫القيمة املعيشية لألشجار‬ ‫بعض العلماء االجتهاد يف تقدير القيمة املالية للشجرة وما تقدمها من خدمات للبيئة‪،‬‬
‫وبناء علي بعض املعادالت احلسابية‪ ،‬وعلي الرغم انه قد تباينت تلك املعادالت التي‬
‫• كمصدر للغذاء‪ :‬توفر األشجار مجموعة ضخمة من الثمار والفواكه التي وال شك‬
‫حتسب قيمة الشجرة املادية من عالم ألخر‪ ،‬إال أننا أردنا هنا أن نلفت انتباهكم علي ما‬
‫يستهلكها اإلنسان يف حياته اليومية‪ ،‬كما تعطي األشجار سلة غذاء كبيرة من‬
‫اخلضروات ومن البقوليات‪ ،‬وتختلف القيمة الغذائية لكل صنف من تلك األصناف يف‬ ‫يقوم به العلماء يف هذه اآلونة‪ ،‬وكيف تقوم املؤسسات العاملية يف حتفيز الناس علي احملافظة‬
‫الطعم واللون والرائحة‪ ،‬اال أنهم جميعا ذوي فوائد شتي‪.‬‬ ‫علي األشجار كونها ثروة حقيقة البد أن نغتنمها من خالل استراتيجيات صون مستدام‬
‫لها‪ ،‬ولهذا تشير احدى البيانات غير الرسمية أن القيمة النقدية للشجرة الواحدة التي‬
‫• كمصدر للسكريات‪ :‬نبات قصب السكر يستخرج من سيقانه السكر ‪ ،‬ونبات البنجر‬
‫ينتج السكر من درناته‪ ،‬أيضا السكر األبيض أما نبات االستيفيا فيستخرج السكر‬ ‫عمرها ‪ 50‬عام هي محسوبة كاآلتي (حسب املصدر)‪:‬‬
‫الطبيعي من األوراق‪]46[ .‬‬ ‫‪ -‬قيمة األوكسجني املنتج من الشجرة ‪ 31,250‬دوالر‬
‫• كمصدر للنشا‪ :‬أشجار الكاسافا تعد من أكبر األشجار التي تخزن النشا يف جذورها‪،‬‬ ‫‪ -‬قيمة التحكم يف تلوث الهواء يعادل ‪ 62,000‬دوالر‬
‫‪2‬‬
‫كما توجد النشا يف كثير من النباتات كالبطاطس والذرة الشامية والقمح واألرز‪.‬‬
‫‪ -‬حماية تعرية التربة وزيادة خصوبتها ‪ 31,250‬دوالر‬
‫• كمصدر للتوابل والبهارات‪ :‬مثل نباتات الفلفل األسود‪ ،‬والكزبرة وأكليل اجلبل‬ ‫‪ -‬قيمة مياه معاد تدويرها للنبات ‪ 37,500‬دوالر‬
‫(‪ ،)Rosemary‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬قيمة توفير موئل طبيعي للحيوانات ‪ 31,250‬دوالر‬
‫• كمصدر للمشروبات‪ :‬مثل أشجار الشاي الذي يقطف أوراقه وبذور شجرة النب التي‬
‫ولم حتسب قيمة الثمار املنتجة وال األخشاب وقيمة‬
‫ينتج منها القهوة وغيرها‪.‬‬
‫عامل اجلمال الذي تقدمة الشجرة‪.‬‬

‫ولتحفيز السكان علي نشر ثقافة زراعة األشجار‬


‫الكاسافا‪ :‬نبات معمر خشبي ينتج جذور متشحمة ممتلئة بالكربوهيدرات وغيرها من العناصر‪ ،‬ينمو يف الوسط واجلنوب‬ ‫‪2‬‬
‫وحمايتها‪ ،‬جند الصورة رقم ‪ 13‬موجودة يف بعض‬
‫األفريقي ويعد ثالث أكبر نبات منتج للنشا علي مستوي العالم‪ ،‬ويعتمد مجموعة كبيرة من البشر وبخاصة يف أفريقيا علي‬
‫التغذية علي الكاسافا لطيبة طعمة وتنوع أشكال طهوه‪ ،‬وحسب منظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة فإن جذور الكاسافا‬ ‫احلدائق النباتية واملتنزهات العامة كما هو احلال يف‬
‫حتتوي علي أكبر كمية نشا (بالوزن اجلاف) مقارنة بأي محصول آخر‪ ،‬ويسهل استخراج النشا منه بواسطة تكنولوجيات‬
‫بسيطة‪.‬‬
‫املتنزهات الطبيعية يف الفلبني [مصدر الصورة من‬

‫‪47‬‬ ‫قيمة الشجرة‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪46‬‬


‫كبيرة من البقوليات تعمل علي تثبيت النيتروجني يف التربة مما تزيد من خصوبة التربة‬ ‫• كمصدر للدواء‪ :‬نبات السنامكي يستخرج منه مادة طبية تستخدم يف أدوية عالج‬
‫به‪.‬‬ ‫اإلمساك ونبات اخلرشوف يستخرج منه مواد تدخل يف أدوية تنشيط الكبد‪ ،‬ونبات‬
‫• كمصدر لألخشاب‪ :‬من أهم األشجار التي تنتج اخلشب عالي اجلودة هي أشجار‬ ‫بصل العنصل يستخرج منه مواد طبية تدخل يف أدوية تقوية القلب [‪.]25‬‬
‫الصنوبر بأنواعها العديدة وأشجار املاهوجني‪.‬‬ ‫• كمصدر للزيوت العطرية‪ :‬نباتات كالريحان والنعناع الذي يستخرج من أوراقها زيوت‬
‫• كمصدر للورق‪ :‬يسمي الورق بإلجنليزية (‪ ،)Paper‬واإلسم مأخوذ من اللغة الالتينية‬ ‫عطرية‪ ،‬وأيضا أشجار املوالح يستخرج من قشرة الثمار اخلارجية مواد عطرية‪ ،‬والشمر‬
‫من كلمة (‪ ،)Papayrus‬وهي أسم لنبات البردي (‪ ،)Cyprus papyrus‬حيث‬ ‫والكراوية والينسون [‪ ]25‬يستخرج الزيت العطري من البذور وأما نبات شيح البابوجن‬
‫استخدم ذلك النبات يف صناعة الورق منذ اآلف السنني‪ ،‬ومع التطور الصناعي احلديث‬ ‫يستخرج منه زيت عطري عالي القيمة من النورة الزهرية‪.‬‬
‫أصبح الورق يصنع من األشجار املخروطية كالصنوبر بأنواعه والعديد من األشجار‬ ‫• كمصدر للزيوت النباتية‪ :‬تنتج مجموعة كبيرة من األشجار الزيت الذي يدخل يف‬
‫والنباتات األخري‪.‬‬ ‫مأكوالت االنسان ومن أهمها أشجار نخيل الزيت والتي تنمو بكثرة يف جنوب شرق آسيا‪،‬‬
‫• كمصدر للمطاط‪ :‬يستخرج املطاط من سيقان األشجار وبخاصة شجرة الهيفيا البرازيلية‬ ‫كما يستخرج الدهن النباتي من بعض النباتات مثل نبات (‪.)Shea butter‬‬
‫حيث يقدر إنتاجها من املطاط الطبيعي بواقع ‪ %98‬علي مستوي العالم‪.‬‬
‫• كمصدر للشموع‪ :‬الشموع النباتية تعد عالية القيمة وتنتجها بعض األشجار منها‬
‫• كمصدر للراتنجيات‬ ‫شجرة الكوبرنيكية النخيلية‪ ،‬حيث يأخذ الشمع املفرز منها علي األوراق‪ ،‬وهي واسعة‬
‫يفرز الراتنج من األشجار وبخاصة‬ ‫االنتشار يف أمريكا اجلنوبية وبخاصة يف البرازيل‪ ،‬ويدخل شمعها يف استخدامات‬
‫األشجار الصنوبرية‪ ،‬والراتنج يدخل يف‬ ‫متعددة‪.‬‬
‫صناعات عديدة يف العطور والبخور‪،‬‬
‫• كمصدر لألعالف‪ :‬مثل أشجار القرظ التي تتغذي عليها مجموعة كبيرة من احليوانات‬
‫كما يدخل يف صناعة مستحضرات‬
‫خاصة البرية‪ ،‬وهناك نوع من أشجار الفيكس ينتج قيمة علفية عالية يف أوراقه وهو‬
‫التجميل ذات الكلفة العالية‪.‬‬
‫نبات (‪)Ficus racemosa‬‬
‫• كمصدر للفلني‪ُ :‬ينتج الفلني يف األشجار‬
‫• كمصدر الوقود احليوي‪ :‬نبات اجلاتروفا ينتج بذور يستخرج منها زيت ثابت وطيار يدخل‬
‫وبخاصة يف قلف الشجرة‪ ،‬وبخاصة‬
‫يف إنتاج الوقود احليوي‪ ،‬ونبات اجلوجوبا يستخرج من بذوره زيت اجلوجوبا وهو زيت ثابت‬
‫يف شجرة البلوط الفليني أو السنديان‬
‫الفليني وتسمي بالالتينية (‪ Quercus‬ملصق إعالني يف أحد املنتزهات بالفلبني عن القيمة النقدية للشجرة (الصورة‬
‫عالي الكفاءة يستخدم يف تشغيل الطائرات اجلوية والنفاثة لقدرته العالية ومتاسكه يف‬
‫من اإلنترنت)‬ ‫درجات حرارة عالية جد ًا‪ ،‬ونبات اخلروع يدخل يف نفس االستخدام‪.‬‬
‫‪ )suber‬املنتشرة يف حوض البحر‬
‫املتوسط والشمال األفريقي وخاصة املغرب العربي‪.‬‬ ‫• كمصدر للسماد‪ :‬أوراق النباتات واألفرع يعاد تدويرها إما بطريقة طبيعية يف الغابات‬
‫واملناطق البرية‪ ،‬أو بواسطة اإلنسان من خالل منظومة الكومبوست‪ .‬كما هناك مجموعة‬

‫‪49‬‬ ‫قيمة الشجرة‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪48‬‬


‫حقائق علمية عن األشجار‬

‫• األشجار تتلقي ما يقدر بــــــ ‪ % 90‬من كميات النيتروجني الالزمة لها من الغالف‬
‫اجلوي‪ ،‬وتتلقي الباقي (فقط ‪ )%10‬منه من التربة‪ ،‬مما يعني قدرتها علي املعيشة الذاتية‬
‫يف األرض دون احلاجات إلي كميات سمادية صناعية‪ ،‬كما أنها تسهم بذلك يف‬
‫تثبيت النيتروجني اجلوي بالتربة لترفع خصوبتها‪]13[ .‬‬

‫• األشجار تنمو من األعلى‪ ،‬ال من األسفل كما هو اعتقاد شائع لدي البعض‪ ،‬حيث‬
‫تنمو األفرع واجلذوع من براعمها الطرفية التي تزيد كل عام‪]9[ ]13[ .‬‬

‫• يوجد حوالي ‪ 20,000‬نوع من األشجار يف العالم‪ ،‬وتعد الهند أكبر دولة يف العالم حاضنة‬
‫لتلك األنواع الشجرية (من حيث التنوع) تليها الواليات املتحدة‪]13[ .‬‬

‫• أقيم احتفال أطلق عليه "يوم الشجرة" ألول مرة يف والية نبراسكا يف عام ‪ ،1872‬بهدف‬
‫التشجيع علي زراعة املزيد من األشجار وتعد تلك الوالية اآلن موطن لواحدة من أكبر‬
‫الغابات يف العالم التي مت زراعتها بواسطة السكان ‪ ،‬حيث حتتوي علي أكثر من‬
‫‪ 200,000‬فدان من األشجار‪]13[ .‬‬

‫• الغابات االستوائية تتناقص بحوالي ‪ 15‬مليون هكتار يف السنة‪ ،‬مع أنها تشكل‬
‫احتياطيا بالغ األهمية للتنوع البيولوجي فضال عن توفير اسباب الرزق ملئات املاليني‬
‫تدر دخال يبلغ ضعف الدخل املتحقق‬ ‫من البشر؛ وأنها لو أديرت إدارة سليمة ألمكن أن ّ‬
‫من بتر األشجار ببساطة‪( .‬املصدر‪ :‬املوقع اإللكتروني لألمم املتحدة ‪- UN‬منظمة األغذية‬
‫والزراعة لألمم املتحدة ‪]49[ .)FAO‬‬

‫• تقدر اخلسارة الصافية من الغابات يف العالم ‪ 7.3‬مليون هكتار (‪ 18‬مليون فدان) يف‬
‫السنة (عن إدارة الغابات ‪ -‬منظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة) [‪.]52‬‬
‫• يف جميع أنحاء العالم‪ ،‬هناك ‪ 1.6‬مليار من البشر يعتمدون على منتجات الغابات‬
‫لكل أو جزء من مورد رزقهم (املصدر‪ :‬معهد املوارد العاملية‪ ،‬ومنظمة األغذية والزراعة لألمم‬
‫املتحدة ‪ FAO‬ومنظمة األمم املتحدة ‪.]51[ )UN‬‬

‫‪51‬‬ ‫حقائق علمية عن األشجار‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪50‬‬


‫• يتم استهالك حطب الوقود يف "دول جنوب الصحراء األفريقية" مبعدل ‪ %200-30‬أكبر‬
‫من املتوسط السنوي لنمو األشجار‪ ،‬وهذا يسبب عجزا كبيرا يف موارد األخشاب واملوئل‬
‫الطبيعي لألنواع النباتية األخرى وكذلك احليوانية واحلشرات والكائنات احلية الدقيقة‬
‫(عن برنامج األمم املتحدة للبيئة) [‪.]52‬‬

‫• توفر األشجار وظيفة هامة يف النظام اإليكولوجي (عن طريق تخزين الكربون) وهي أحد‬
‫عوامل احلد من ظاهرة تغير املناخ‪ ،‬حيث تخزن األشجار متمثلة يف كتلتها (اخلشب‬
‫واألوراق واجلذور)‪ ،‬وتشير اإلحصائيات إلي أن الغابات تخزن ‪ 283‬مليار طن من الكربون‬
‫يف كتلتها (ما يعادل حجم ‪ 40.1‬مليار فيل) علي مستوي العالم (عن إدارة الغابات‬
‫مبنظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة) [‪.]52‬‬

‫• تساهم منتجات الغابات مساهمة كبيرة يف إيواء ‪ 1.3‬مليار شخص على األقل حول‬
‫العالم‪ ،‬أو مايعادل ‪ % 18‬من سكان الكرة األرضية‪.]50[ .‬‬

‫‪53‬‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪52‬‬


‫صون األشجار ومهمة احلفاظ عليها‬

‫ننصحكم اوال بصون االشجار ورعايتها بشكل غير مباشر باتباع سلوكيات يف احلياة‬
‫اليومية تهدف إلي حماية البيئة‪ ،‬ومنها علي سبيل املثال ال احلصر‪:‬‬
‫• قم بإعادة تدور املهمالت الورقية من خالل فصل الورق والورق املقوى يف كيس على‬
‫حده عن العلب املعدنية والزجاج واملواد البالستيكية‪ ،‬حيث ميكن إعادة تدوير األوراق‬
‫فيما بعد واستخدامها مرة أخري‪.‬‬
‫• خفض عدد اجلرائد واملجالت التي تشتريها‪ ،‬ميكنك تصفحها بوسيلة إلكترونية‪ ،‬أو‬
‫إن قمت بشرائها شارك أصدقائك يف قراءتها بحيث تقلل شرائهم لها‪ ،‬وأما كتالوجات‬
‫املتاجر فأرجع غير املرغوب فيه أو الذي قرأته للمتجر‪ ،‬بحيث ميكن أن يأخذه شخص‬
‫أخر‪ ،‬وبذلك تقلل من عدد النسخ املستهلكة‪ ،‬فتقلل كميات الورق املستهلكة‪ ،‬فيعود‬
‫ذلك بالنفع يف تقليل قطع األشجار‪.‬‬
‫• قلل من استهالكك للمحارم الورقية سواء يف السيارة‪ ،‬يف مكتبك‪ ،‬يف املطعم بقدر‬
‫اإلمكان‪ ،‬ميكنك إستخدام احملارم القطنية القماشية املعقمة عوض ًا عنها‪ ،‬هذا أيض ًا يفيد‬
‫يف تقليل إستخدام األوراق‪.‬‬
‫• قلل من طباعة املستندات‪ ،‬وأضبط إعدادات الطابعة علي أن تطبع على كال جانبي‬
‫الورقة تلقائي ًا‪.‬‬
‫كل هذا ميكن أن يخفض من استهالك األوراق التي تعتمد اعتماد رئيسي علي األشجار‬
‫ومنتجاتها يف صناعة الورق‪.‬‬

‫‪55‬‬ ‫صون األشجار ومهمة احلفاظ عليها‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪54‬‬
‫ثانيا‪ :‬احلصول علي البذرة أو الشتلة‪ ،‬هناك الكثير من األشجار تزرع‬ ‫غرس األشجار وكيفية العناية بها‪:‬‬
‫مباشرة بالبذرة أو بطرق خضرية أخري عديدة‪ ،‬لكن يفضل الزراعة‬
‫تعتبر العناية باألشجار من أجمل األفعال التي يقوم بها اإلنسان‪ ،‬ولكي نغرس األشجار‬
‫بواسطة الشتلة وزراعتها يف البستان مباشرة‪،‬‬
‫ونعتني بها‪ ،‬البد لنا من التعرف علي اخلطوات السليمة التي متكننا من زراعة شجرة وهي‬
‫ويراعي أن يكون طولها من ‪ 120 - 90‬سم‪ ،‬ذات ساق واضح‬ ‫كاالتي‪:‬‬
‫ومجموع خضري مناسب لطولها‪ ،‬واألوراق صحية خالية من أية‬
‫أوال‪ :‬ينبغي حتديد الهدف من زراعة الشجرة‬
‫أمراض فطرية مرئية‪ ،‬واملجموع اجلذري عند الزراعة البد أن يكون‬
‫اذا كان هدف الزراعة الظل فاألشجار‬
‫متماسك قوي متشعب يف كل النواحي وخالي من أية مسببات‬
‫شتلة لنبات األترج مزروعة بالبذرة‪،‬‬ ‫ذات األوراق الكثيفة مستدمية اخلضرة‬
‫(املشتل التجريبي حلديقة القرآن‬
‫النباتية مبؤسسة قطر‪ ،‬الدوحة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫مرضية كالنيماتودا‪.‬‬ ‫الظل مثل أشجار‬ ‫تعد من أفضل أشجار ّ‬
‫قطر)‬
‫ثالثا‪ :‬تعرف علي اخلطوات األساسية لزراعة شجرة‪:‬‬ ‫السدرة‪ ،‬او زراعة األشجار ذات األزهار‬
‫اجلذابة املتباينة األلوان إذا كان الهدف من‬
‫• عمل حفرة مناسبة حلجم جذور النبات الذي تود زراعته‪:‬‬
‫ذلك هو الزينة مثل شجيرات اجلهنمية‪،‬‬
‫عند زراعة األشجار يتم عمل حفرة تتناسب مع حجم كل شجيرة أو شجرة‪ ،‬ويراعي أن‬
‫تكون احلفرة عميقة بحيث حتوي كل جذور النبات‪ ،‬ويف غالبية األنواع الشجرية يكون‬ ‫أما يف حالة الزراعة من أجل التسوير‬
‫نبات اإليكوليبتوس‪ ،‬شجرة دائمة اخلضرة ومعمرة‪( ،‬حدائق عنتبه النباتية‪،‬‬
‫عمق احلفرة ‪ 50‬سم من سطح التربة‪ ،‬أما نخيل التمر واألشجار الكبيرة فلها عمق قد‬ ‫مدينة عنتبه بأوغندا)‬ ‫أو صد الرياح فيفضل زراعة األشجار‬
‫يصل إلي‪ 1.50‬متر يف حالة كانت الفسيلة صغيرة‪ ،‬وتزيد األبعاد يف عرض احلفرة إلي‬ ‫ذات األوراق اإلبرية كأشجار الكازورين أو‬
‫‪ 1.80‬متر إن كانت النخلة املزروعة كبيرة‪ .‬ويراعي احلفاظ علي التربة التي تخرج من ناجت‬ ‫االيكوليبتوس‪ ،‬أو السرو وهكذا‪.‬‬
‫احلفر حيث تعتبر مادة أرضية غنية بالعناصر املعدنية ويجب إضافتها مرة أخري بعد‬
‫ويعتبر املناخ عامل أساسي لنمو األشجار لذلك البد وعند اختيار شجرة ما أن نعرف‬
‫وضع النبتة يف احلفرة مع خلطها بالرمل املغسول‪ ،‬كما يراعي أن يكون احلفر عموديا‬
‫االحتياجات احلرارية لتلك الشجرة وهل هي متناسبة مع مناخ املنطقة التي ستزرع‬
‫باجتاه التربة إلي أسفل مع مراعاة عوامل السالمة أثناء احلفر‪ ،‬و يعد اجلاروف من أنسب‬
‫بها الشجرة؟‪ ،‬فبعض األشجار التي حتتاج الي فترات برودة عالية ال تنجح زراعتها يف‬
‫االدوات املستخدمة يف عمل حفرة صغيرة‪ ،‬أما األشجار الكبيرة والنخيل فتستخدم‬
‫معدات ميكانيكية متخصصة‪.‬‬ ‫األجواء احلارة والعكس بالعكس‪ ،‬كما أنه البد من وضع اخلصائص املميزة للشجرة بعني‬
‫االعتبار عند زراعتها‪ ،‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬يجب جتنب زراعة األشجار ذات اجلذور املنتشرة‬
‫‪ 1‬النيماتودا ‪ -‬شعبة من اململكة احليوانية تشبه الديدان يف مظهرها لكنها تختلف عنها من الناحية التقسيمية‪ ،‬ويتراوح طول‬
‫النيماتودا املمرضة للنبات مابني ‪ 1000 -300‬ميكرومتر (امليكرومتر = جزء من مليون من املتر)‪ ،‬وقد تصل إلي ‪ 4‬مليمتر‪ ،‬لهذا‬ ‫والكثيفة‪/‬املمتدة أفقيا بالقرب من املنازل‪ ،‬ملا لتلك اجلذور من أضرار علي األساسات‬
‫فهي غير مرئية بالعني املجردة لكن تشاهد ميكوسكوبي ًا بسهولة‪.‬‬ ‫تسد أنابيب الصرف الصحي‪.‬‬ ‫اخلرسانية واملواسير املمددة بباطن األرض أو قد ّ‬

‫‪57‬‬ ‫صون األشجار ومهمة احلفاظ عليها‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪56‬‬
‫• مراعاة املسافة بني األشجار عند الزراعة‪:‬‬ ‫• زراعة النبات‪:‬‬
‫عند زراعة األشجار يجب مراعاة‬ ‫يوضع النبات يف احلفرة املجهزة عن‬
‫املسافات بني النباتات‪ ،‬فاألشجار‬ ‫طريق إخراج النبات من األصيص‬
‫املعمرة يجب زراعتها علي مسافة ‪- 4‬‬ ‫بطريقة سليمة‪ ،‬حيث يراعي قلب‬
‫‪ 7‬أمتار فيما بينها أما النخيل فيزرع‬ ‫األصيص بحيث يكون قاعه إلي‬
‫علي مسافات ‪ 8 - 6‬أمتار‪ ،‬والشجيرات‬ ‫األعلى مع إمساك ساق النبات بني‬
‫نخيل التمر ضمن عمليات التنسيق داخل املدينة التعليمية (مؤسسة قطر‪،‬‬ ‫فيمكن زراعتها علي مسافات ‪3 - 2‬‬ ‫تدعيم األشجار من خالل الدعامات اخلشبية علي شكل فلم رصاص مقلوب‬ ‫اصابع اليد‪ ،‬ثم يضرب علي األصيص‬
‫الدوحة‪ ،‬قطر)‬ ‫(احلديقة النباتية جلامعة أوبساال ‪ ،‬السويد)‬
‫أمتار‪ ،‬أما النباتات احلولية واألزهار‬ ‫برفق علي قاعه وبذلك يخرج النبات‬
‫املوسمية فهي تزرع بشكل مكثف متجاور وعلي مسافات ‪ 40 - 30‬سم إلضفاء روح‬ ‫دون حدوث أي خلخلة للجذور والتي قد تعرضه للتلف واجلفاف‪.‬‬
‫اجلمال والشكل التنسيقي‪.‬‬ ‫• وضع النبات يف احلفرة بطريقة سليمة‪:‬‬
‫• التدعيم‪:‬‬ ‫يراعي أو ًال وضع ثلث كمية التربة املخلوطة املجهزة سابق ًا يف قاع احلفرة‪ ،‬ثم توضع‬
‫قم بتدعيم الشجرة املنزرعة إذا كان ارتفاعها أكثر من ‪ 60‬سم وتستخدم الدعامات يف‬ ‫الفسيلة‪/‬الشتلة يف وسط احلفرة املجهزة للزراعة‪ ،‬ثم إضافة ثلثي مخلوط التربة املتبقية‬
‫مساعدة األشجار يف مقاومة الرياح الشديدة حلني تصبح جذورها راسخة قوية‪ ،‬كما‬ ‫حول النبات املنزرع‪ ،‬ويراعي الضغط برفق وبحكمة علي التربة حول النبات املنزرع حتي‬
‫تقوم الدعامات بتوجيه منو األشجار (صورة رقم ‪ ،)16‬ويراعي أن تكون الدعامات طويلة‬ ‫يتم كبس التربة وإفراغ محتواها من الهواء وتذكر دائما يف هذه اخلطوة أن تبقي النبات‬
‫مبا يكفي لتمكينها من أن تكون مدفونة يف التربة دون عائق ويفضل األوتاد اخلشبية‬ ‫يف وسط احلفرة يف وضع عمودي قائم‪ ،‬وميكنك أضافة بعض السماد العضوي مع التراب‬
‫الدائرية (شبة القلم الرصاص املقلوب)‪ ،‬ذات قطر يبلغ ‪ 5‬سم‪ ،‬كما أن عدد الدعامات‬ ‫املضاف للحفرة‪ ،‬مع بعض محسنات التربة بنسب معروفة‪.‬‬
‫املوصي بها يتراوح بني ‪ 4 - 2‬للشجر ذات اجلذع الواحد‪ ،‬ومن ‪ 4 - 3‬لألشجار ذات‬ ‫• التسميد والري‪:‬‬
‫اجلذوع املتعددة‪ ،‬كما يراعي أن يكون اجلزء املدفون يف األرض مغطي بطبقة عازلة للمياه‬ ‫ضع بعض العناصر السمادية علي سطح التربة بعد ردم احلفرة‪ ،‬ثم قم بالري باملياه‪،‬‬
‫لضمان عمر أطول للدعامة اخلشبية‪.‬‬ ‫و قم بسقاية النبتة املنزرعة مستخدم ًا خرطوم املياه يف اللحظة التي تقوم فيها بعملية‬
‫• تقليم األشجار‪:‬‬ ‫الردم ويراعي حتريك خرطوم املياه بصورة متكررة حول احلفرة بحيث يتم ري وترطيب‬
‫الساق يحمل األوراق وينتشر بأفرع الشجرة يف الفراغ بأكبر نسبة ممكنة‪ ،‬لذلك تنمو‬ ‫التربة كلها‪ ،‬كما ميكن وضع بعض رقائق اخلشب‪ ،‬والسماد وكرات الطمي اجلاف‬
‫األفرع بشكل كثيف‪ ،‬مما يجعلها تتشابك يف بعض األحيان‪ ،‬لذلك يراعي تربية‬ ‫املتحلل على سطح التربة لتقليل تبخر املاء من الطبقة العليا للتربة إذا كنت تزرع يف‬
‫النباتات (‪ )training‬أو ًال بأول‪ ،‬حتي يتم فتح قلب الشجرة‪ 2‬للسماح ألشعة الشمس‬ ‫بيئة ذات مناخ جاف‪.‬‬
‫‪ 2‬قلب الشجرة مقصود به وسط (‪ )center‬النموات اخلضراء للساق واألوراق‪.‬‬

‫‪59‬‬ ‫صون األشجار ومهمة احلفاظ عليها‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪58‬‬
‫• مكافحة اآلفات [‪:]22‬‬ ‫بالدخول إلي كافة أجزاء الشجرة‪ ،‬لكي تقوم األوراق بوظيفتها يف تصنيع الغذاء ومنه‬
‫خالل فترات منو األشجار والنباتات‪ ،‬تهاجم اآلفات احلشرية والفطرية والفيروسية النبات‬ ‫تأمني منو جيد للشجرة‪ ،‬كما يراعي إزالة األفرع اجلانبية أو الفسائل الغير مرغوب فيها‬
‫بشكل عام‪ ،‬لذلك يجب أن تكون مراقب ًا للنبات طيلة الوقت‪ ،‬حتي تتمكن من‬ ‫والتي تنمو حول النبات مع تقدم منو النبات يف مراحل عمره املختلفة‪.‬‬
‫التدخل املناسب لتقليل الضرر الناجت من هجوم تلك اآلفات‪ ،‬وننصح باستخدام طرق‬
‫والقص يجب أن يكون مبقص حاد ومخصص ألغراض التقليم فقط (أنظر صورة‬
‫صديقة للبيئة يف املكافحة كبداية مع اآلفة املهاجمة مثل‪:‬‬
‫‪ ،)000‬حتي ال يتسبب يف جرح األشجار أو قد يتسبب يف نقل األمراض الفيروسية‬
‫املكافحة احليوية وهي توفير األعداء الطبيعية لآلفة املهاجمة للنبات‪ ،‬بغرض افتراسها‬ ‫والبكتيرية‪ ،‬كذلك يجب أن يتم استخدام املقص بطريقة سليمة مراعاة لعوامل‬
‫بشكل طبيعي ودون أي تدخل كيميائي‪ ،‬وبذلك يتم تقليل خطر اإلصابة واملهاجمة‬ ‫السالمة‪.‬‬
‫وهي طريقة راقية يف احلفاظ علي البيئة‪ ،‬كذلك تستخدم املواد الطبيعية يف مكافحة‬
‫اآلفات كاملستخلصات املنتجة من أصل نباتي‪ ،‬وفطريات امليكروهيزا وغيرها الكثير‪.‬‬ ‫• التسميد السنوي‪:‬‬
‫يراعي إضافة العناصر السمادية لألشجار املعمرة والشجيرات علي فترات متساوية‪،‬‬
‫أو أن يتم اعتماد نظام للمكافحة الزراعية وهو اعتماد بروتوكول إداري يف عملية الزراعة‬
‫يراعي إضافة أسمدة العناصر الغذائية الكبرى مثل النيتروجني والفسفور والبوتاسيم‬
‫يهدف إلي التخلص اآلمن من املخلفات الزراعية ونواجت القص بشكل سريع للتخلص‬
‫والكالسيوم بصفة أساسية مع مراعاة أن تكون الكمية املضافة من األسمدة متناسبة مع‬
‫من مصادر العدوي‪ ،‬مع تنظيم عمليات الري والصرف ‪ -‬حيث أن اآلفات تقضي‬
‫حجم األشجار‪ ،‬ويراعي إضافة العناصر الغذائية الصغرى (كاحلديد واملنجنيز والزنك)‬
‫دورة حياتها يف التربة ‪ -‬مع االهتمام بالتسميد العضوي اجليد لتقليل فرص اإلصابة‬
‫باستمرار وخصوصا يف فترات الشتاء والربيع‪ ،‬مع مراعاة استخدام كمية السماد حسب‬
‫بالنيماتودا وغيرها من اآلفات‪ ،‬كذلك زراعة أصناف مقاومة لآلفات‪ ،‬والتخلص من‬
‫احلشائش التي تعد عائل أساسي لآلفات‪.‬‬
‫اإلرشادات املقدمة لك‪.‬‬

‫أو املكافحة امليكانيكية وهي استخدام الوسائل اليدوية وامليكانيكية يف تقليل فرص‬ ‫ننصح مبراعاة عوامل األمان أثناء إضافة املسمدات املعدنية‪ ،‬كما يفضل إضافة السماد‬
‫اإلصابة باآلفات أو تقليل الضرر الناجت جراء إصابتها‪ ،‬عن طرق تركيب مصائد حشرية‬ ‫املتحلل (الكومبوست) بصورة مستمرة ملا له من فوائد كبيرة يف إمداد النبات بالعناصر‬
‫جلذب اآلفات إليها إذا ما هاجمت األشجار‪ ،‬إزالة األفرع املصابة وحرقها بغرض الوقاية‪.‬‬ ‫الكبرى والصغرى وكذلك حتسني جودة التربة وزيادة خصائصها واحلفاظ علي البيئة‪.‬‬
‫واجعل خيارك األخير هو املكافحة الكيميائية وهي استخدام مواد كيميائية بهدف‬
‫قتل اآلفات والقضاء عليها يف شكل سريع ومباشر‪ ،‬وتعتبر من أخطر أنواع مكافحة‬ ‫قم بزراعة األشجار احمللية دائمة اخلضرة من أجل تشجيع منو نظام بيئي‬
‫اآلفات لتأثيرها الضار علي صحة اإلنسان والبيئة‪ ،‬وتوجد مركبات كيميائية عديدة‬ ‫متكامل‪ ،‬واحلل العملي لذلك هو زراعة أشجار سريعة النمو وقادرة على‬
‫متخصصة ألنواع معينة من اآلفات‪ ،‬لكن ال يجب اللجوء لها اال يف حال فشل السيطرة‬
‫حتمل العوامل املناخية املختلفة بهدف إعادة تشجير األراضي‪ ،‬واملساعدة‬
‫علي انتشار اآلفات بالطرق السابقة للحفاظ علي البيئة‪ ،‬لكن يجب إجراء عمليات‬
‫يف توطني الكائنات الطبيعية‪ ،‬واحلد من آثار املشكالت البيئية‪.‬‬
‫املكافحة بصفة دورية جلميع النباتات بهدف وقاية املزروعات من أي آفات أو حشرات‬
‫ضارة‪ ،‬وتذكر دائما أن الوقاية خير من العالج‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫صون األشجار ومهمة احلفاظ عليها‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪60‬‬
‫املراجع‬

‫‪" -١‬الشجرة" ضمن باب البساتني‪ ،‬مشروع التطوير املتكامل يف البرامج التعليمية لإلنتاج الزراعي ‪-‬‬
‫كلية الزراعة جامعة املنصورة ‪ -‬مصر‪ 2007 .‬الرابط اإللكتروني‪:‬‬
‫‪http://projects.mans.edu.eg/heepf/ilppp/‬‬

‫النسغ‪ ،‬مادة علمية منشورة علي اإلنترنت (موقع املعرفة)‪ ،‬بدون كاتب‪ ،‬الرابط االلكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.marefa.org/index.php/%D%86%9D%8B%3D%8BA‬‬

‫‪ -٢‬موسوعة احلديث الشريف ‪ ،‬موقع إسالم ويب‬


‫_‪http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk‬‬
‫‪no=133&pid=29145&hid=1224‬‬

‫‪ -٣‬املنحى البيئي يف العمارة اإلسالمية‪( ،‬من األنترنت)‪ ،‬مقال منشور مبوقع مؤسسة النور للثقافة‬
‫واإلعالم‪ ،‬الكاتب‪ :‬د‪ .‬علي ثويني‪ ،‬تاريخ النشر ‪ 2008/06/09‬الرابط االلكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.alnoor.se/article.asp?id=25829‬‬

‫‪ -٤‬مصدر لصورة من موقع ‪ ،Skeptics‬الرابط اإللكتروني‬


‫‪http://skeptics.stackexchange.com/questions/16007/is-the-value-‬‬
‫‪of-a-tree250-193-‬‬

‫‪ -٥‬كمال الدين حسن البتانوني؛ "قاموس القرآن الكرمي "معجم النبات"‪ .‬الطبعة الثانية‪ .‬مؤسسة‬
‫الكويت للتقدم العلمي‪1418 ،‬هـ ‪1997 -‬م‪.‬‬
‫‪ -٦‬قاموس القرآن الكرمي‪ ،‬معجم النبات والزراعة‪ .‬كمال الدين حسن البتانوني‪ ،‬طبع بواسطة مؤسسة‬
‫الكويت للتقدم العلمي ‪1994‬‬
‫‪ -٧‬عملية البناء الضوئي‪ ،‬مادة منشورة مبوقع املوسوعة العربية‪ ،‬الكاتب‪ :‬بسام حسني‪ ،‬تاريخ النشر ‪29‬‬
‫يوليو ‪ ، 2014‬الرابط اإللكتروني‬
‫‪http://www.ar-science.com/07/2014/photosynthesis.html‬‬

‫‪63‬‬ ‫املراجع‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪62‬‬


‫‪ -١٤‬تفسير ابن كثير لآلية ‪ 60‬من سورة النمل‪ ،‬املوقع األلكتروني ملشروع املصحف الشريف بجامعة امللك‬ ‫‪ -٨‬طرق لتكاثر أشجار الزيتون‪ ،‬مادة منشورة بجريدة النهار الكويتية‪ ،‬بدون كاتب مذكور‪ ،‬تاريخ النشر ‪10‬‬
‫سعود‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ .‬الرابط األلكتروني‬ ‫يونيو ‪ ،2007‬العدد ‪ ،35‬الرابط اإللكتروني‬
‫‪http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura-27aya60.html‬‬ ‫‪http://www.annaharkw.com/annahar/ArticlePrint.aspx?id=25642‬‬

‫‪ -١٥‬أهمية وقيمة األشجار‪ ،‬مقاالت منشورة يف املوقع األلكتروني‬ ‫‪ -٩‬الشجرة‪ ،‬مقال منشور مبوقع املعرفة بدون كاتب‪ ،‬تاريخ النص احملدث ‪ 24‬أغسطس ‪ ،2014‬الرابط‬
‫‪http://www.savatree.com/whytrees.html‬‬
‫اإللكتروني‬
‫‪http://www.marefa.org/indexphp/%D%8B%4D%8AC%D%8B%1D%8A9‬‬
‫‪ -١٦‬أهمية الغابات احلضرية وشبة احلضرية ومنافعها‪ ،‬منظمة األمم املتحدة لألغذية والزراعة‬
‫‪FAO) http://km.fao.org/urbanforestry/ , http://www.fao.org/forestry/‬‬
‫‪ -١٠‬الشجرة التي ننسي فوائدها‪ ،‬مقال منشور يف جريدة عكاظ‪ ،‬املمكلة العربية السعودية‪ ،‬الكاتب‪:‬‬
‫‪urbanforestry/87029/en/‬‬
‫غازى عبداللطيف جمجوم‪ ،‬تاريخ النشر ‪ 2013/05/30‬العدد ‪ ،4365‬الرابط االلكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.okaz.com.sa/new/mobile/20130530/‬‬
‫‪ -١٧‬آلية البناء الضوئي‪ ،‬مادة محررة بواسطة املدرسة العربية‪ ،‬إعداد املدرسة العربية‪ ،‬تاريخ النشر‪ :‬نوفمبر‬
‫‪Con20130530605870.htm‬‬
‫‪ ،2008‬الرابط اإللكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.schoolarabia.net/ahia2/level5/alkhalia/albina2_aldaw2e3.htm‬‬
‫‪ -١١‬السيقان النباتية من دالئل القدرة اإللهية‪ ،‬مادة منشورة علي اإلنترنت‪ ،‬الكاتب‪ :‬دكتور نظمي‬
‫خليل أبو العطا‪ ،‬منشورة علي موقع اإلعجاز العلمي يف القرآن والسنة‪ ،‬تاريخ النشر غير معروف‪،‬‬
‫‪ -١٨‬أعمال املنتدي الدولي األول حلديقة القرآن النباتية‪ ،‬حترير كمال الدين البتانوني‪ ،‬طبع بواسطة‬
‫الرابط االلكتروني‬
‫حديقة القرآن النباتية‪ ،‬الدوحة‪ ،‬قطر ‪2013‬‬
‫‪http://quran-m.com/articleprint.php?id=37‬‬
‫‪ -١٩‬اإلعجاز يف النبات‪ ،‬إن اهلل فالق احلب والنوي الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى‪ ،‬منشورة علي‬
‫موقع مؤسسة اإلعجاز العلمي يف القرآن والسنة‪ ،‬تاريخ النشر غير معروف‪ ،‬الرابط االلكتروني‬ ‫‪ -١٢‬رسم توضيحي لألجزاء الرئيسية لزهرة‪ ،‬املصدر‪ :‬موسوعة ويكيبيديا‪ ،‬التاريخ ‪ :‬يونيو ‪ ،2007‬املؤلف‬
‫‪ ،Mariana Ruiz‬الرابط اإللكتروني‬
‫‪http://www.quran-m.com/firas/arabicold/print_details‬‬
‫_‪http://ar.wikipedia.org/wiki/%D%85%9D%84%9D81%9:Mature‬‬
‫‪php?page=show_det&id=245‬‬
‫‪flower_diagram_ar.svg#filelinks‬‬
‫‪ -٢٠‬اإلسالم والبيئة‪( ،‬من اإلنترنت) مقال منشور مبوقع املوسوعة اإلسالمية‪ ،‬الكاتب ‪ :‬د‪ .‬صالح محمود‬
‫وهبي‪ ،‬تاريخ النشر ‪ 24/01/2013‬الرابط االلكتروني‪:‬‬ ‫‪ -١٣‬حقائق عن األشجار جتعلك تقف لتفكر بها‪ ،‬مادة منشورة يف مجلة‬
‫‪http://www.weekendgardener.net/tree-information/facts-about-‬‬
‫‪http://www.balagh.com/mosoa/pages/tex.php?tid=656‬‬
‫‪trees80608-.htm‬‬

‫‪65‬‬ ‫املراجع‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ ‫‪64‬‬


30 Gum arabic. (2015, February). In Wikipedia, The Free Encyclopedia. ."‫ أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور اإلفريقي املصري؛ "لسان العرب‬،‫ ابن منظور‬-٢١
Retrieved 05:29, February 2015 ,24, from http://en.wikipedia.org/w/
index.php?title=Gum_arabic&oldid=648245687 .2004 ‫ الطبعة الثالثة‬،‫ بيروت لبنان‬،‫ دار صادر‬،‫طبعة جديدة محققة‬
31 Helmy Abouleish, Annual Sustainability Reports in SEKEM Foundation, ‫ مادة منشورة بعنوان مقدمة يف‬،‫ شؤن البالط السلطاني‬- ‫ سلطنة عمان‬،‫ احلدائق و املزارع السلطانية‬-٢٢
Egypt, Issues 2013 ,2012, published on http://sustainability.sekem.com/
reports.html ‫ الرابط اإللكتروني‬،‫وقاية النباتات‬

32 Issues in Ecology, “Ecosystem Services: Benefits Supplied to www.rca.gov.om


Human Societies by Natural Ecosystems, No. 2, Spring, 1997,
Ecological Society of America. Available on ESA’s web site at ‫ اإلدارة املركزية‬،‫ مهندس زراعي شفيق حرب‬،‫ التوصيات الفنية لزراعة وإنتاج محاصيل اخلضر‬-٢٣
http://esa.sdsc.edu/issues.htm http://www.esa.org/ecoservices/
89/8290 ‫ رقم االيداع‬،‫ مصر‬،‫ وزارة الزراعة‬،‫لإلرشاد الزراعي‬
EcosystemServicesFactSheet.pdf

33 Jose, Shibu. "Agroforestry for ecosystem services and environmental ‫ الناشر مؤسسة الرسالة‬،2004 ‫ تاريخ النشر‬،‫ هارون يحي‬،‫ التمثيل الضوئي‬:‫ املعجزة اخلضراء‬-٢٤
benefits: an overview." Agroforestry Systems 10-1 :)2009( 6.1 7. ‫ لبنان‬،‫ بيروت‬9953320659 ISBN ‫ رقم‬،‫ناشرون‬
34 Nancy Beckham, 'Trees: finding their true value', Australian Horticulture,
August 1991, http://www.uow.edu.au/~sharonb/STS300/valuing/price/
‫ إصدار‬،‫ القاهرة‬،‫ مشروع صون التنوع البيولوجي‬،‫ كمال الدين حسن البتانوني‬،‫ التنوع البيولوجي‬-٢٥
pricingarticles.html 9775089298 ISBN ،2000 ‫عام‬
35 Seth, M. K. (2003). Trees and their economic importance. The ‫‘ إصدار بتاريخ‬FAO ‫ منظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة‬،‫ سوق النشا مينح الكاسافا قيمةً إضافية‬-٢٦
Botanical Review, ‫‏‬.376-321 ,)4(69
2006 ‫أكتوبر‬
36 Source: World Development Indicators, http://databank.worldbank.org/
data/views/reports/tableview.aspx?isshared=true ‫ محمد حسن مبارك‬.‫ ملخص دكتوراه بعنوان "إعادة التمايز والتحول الوراثي لالستيفيا" للباحث د‬-٢٧
37 Stolon, Wikipedia contributors, Publisher: Wikipedia, The Free ‫ مصر‬،2003 ،‫ جامعة قناة السويس‬،‫ كلية العلوم البيئية الزراعية‬،‫حسن‬
Encyclopedia, Date of last revision: 9 January 2015, Date retrieved: 19
February 2015, permanent link: http://en.wikipedia.org/w/index.php?title ‫ سلسلة إصدارات زراعية عن إدارة التنمية الزراعية بوزارة البلدية والتخطيط العمراني‬،‫ نخيل التمر‬-٢٨
=Stolon&oldid=641668127
.‫– قطر‬
38 Teaching about the importance of trees: a study with young children,
Yannis Hadzigeorgiou , Barbara Prevezanou , Mary Kabouropoulou , ‫ رقم‬،‫ كتاب صادر عن إدارة احلدائق العامة – وزارة البلدية والتخطيط العمراني – قطر‬،‫ أشجار قطر‬-٢٩
Manos Konsolas, Environmental Education Research Vol. 17, Iss. ,4 17/00/8 ‫ رقم اإليداع‬9789927 ISBN
2011

39 Thylakoid, Wikipedia contributors, Publisher: Wikipedia, The Free


Encyclopedia, Date of last revision: 11 February 2015, Date retrieved:
19 February 2015, Permanent link: http://en.wikipedia.org/w/index.php?
title=Thylakoid&oldid=646711500

67 ‫املراجع‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ 66


50 Report on State of the world’s forests, published by Forestry 40 Young, Michelle-Lee (2013), Two Trees and Twelve Fruits That Will
Department, Food and Agriculture of the United Nation (FAO), Roma, Change Your Life Forever, FriesenPress, 2013, ISBN ,1770975241
2014. 9781770975248, pg 13

51 Forests for people, Fact sheet, published by the United Nations, 2011, 41 Zimmerman, M. H., & Brown, C. L. (1971). Trees: structure and function.
website: http://www.un.org/esa/forests/pdf/session_documents/unff9/ New York, USA, Springer-Verlag..‫‏‬
Fact_Sheet_ForestsandPeople.pdf
42 Wikipedia contributors. "Micrometre." Wikipedia, The Free
52 Deforestation, Fast Facts and Quick Actions, Fast Facts about Encyclopedia. Wikipedia, The Free Encyclopedia, 18 Feb. 2015. Web.
Deforestation, published by Facing the Future, a self-sustaining 24 Feb. 2015.
program of Western Washington University, citation link https://www.
43 Plant diseases caused by Nematodes, Prof. Mohamed A. Elwakil,
facingthefuture.org/IssuesSolutions/Deforestation/tabid/182/Default.
Plant Pathology Dept., Faculty of Agriculture, Mansoura University,
aspx
Mansoura, Egypt, January 2010

44 Wikipedia contributors. "Ficus racemosa." Wikipedia, The Free


Encyclopedia. Wikipedia, The Free Encyclopedia, 26 Oct. 2014. Web.
24 Feb. 2015.

45 Plant Nutrition, Prof.Talaat EL-Beshbeshy, Faculty of Agriculture, Tanta


University, Tanta, Egypt, http://telc.tanta.edu.eg/hosting/pro11/containt/
L2-3.htm

46 Raji Akintunde Abdullateef, Mohamad Osman (1 January 2012).


"Studies on effects of pruning on vegetative traits in Stevia rebaudiana
Bertoni (Compositae)". International Journal of Biology 1( 4).
doi:10.5539/ijb.v4n1p146

‫ من أبحاث املؤمتر العاملي الثامن لإلعجاز العلمي يف القرآن والسنة‬،‫ آية احلدائق وعالج االكتئاب‬-٤٧
‫ مكة املكرمة‬- ‫ زهير بن رابح القرامي‬/‫ الكاتب د‬، ‫م‬2006 - ‫هـ‬1427 ‫بدولة الكويت‬

‫ مشروع التطوير املتكامل يف البرامج التعليمية لإلنتاج‬،‫ مواد علمية متعددة ضمن باب البساتني‬-٤٧
:‫ الرابط اإللكتروني‬2007 .‫ مصر‬- ‫كلية الزراعة جامعة املنصورة‬- ‫الزراعي‬
http://projects.mans.edu.eg/heepf/ilppp/

‫ منشور‬،FAO ‫ عن تأسيس منظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة‬،‫ املوقع الرسمي ملنظمة األمم املتحدة‬-٤٩
‫ الرابط اإللكتروني للنشرة‬،‫عن إدارة اإلعالم باألمم املتحدة‬
http://www.un.org/arabic/publications/ourlives/fao.htm

69 ‫املراجع‬ ‫حديقة القرآن النباتية‬ 68


‫حديقة القرآن النباتية‬
‫مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية املجتمع‬
‫ص‪.‬ب‪ 5825 :‬الدوحة ‪ -‬قطر‬
‫هاتف‪+974 445 48301 :‬‬
‫فاكس‪+974 445 48304 :‬‬
‫البريد اإللكتروني‪qg@qf.org.qa :‬‬

You might also like