الرأى العربى والنفط الصخرى

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 5

‫الرأى العربى والنفط الصخرى‬

‫رأس الخيمة – البيان ‪ 21 -‬ديسمبر ‪2015‬‬


‫أكد الدكتور طالب الحيالي ‪ -‬مدير إدارة الدراسات واإلحصاء بالوكالة في دائرة التنمية االقتصادية برأس الخيمة أن االستثمار في النفط والغاز الصخريين‬
‫قرار أميركي استراتيجي يبدو ال رجعة فيه مهما انخفضت أسعار النفط‪ ،‬وهي مصرة على تسخير جميع إمكاناتها لتحقيق االكتفاء الذاتي أو على أقل تقدير‬
‫تقليل اعتمادها على نفط دول «أوبك»‪..‬‬

‫كما أن تقنيات النفط الصخري في تطور سريع‪ ،‬فالذي كان مستحيًال باألمس صار ممكنًا اليوم‪ ،‬والدول في سباق مع الزمن البتكار جميع الوسائل الممكنة‬
‫لجعل تكلفة إنتاج النفط والغاز الصخريين منافسة ومجدية أمام أي هبوط محتمل آخر ألسعار النفط‪.‬‬

‫ويتوقع حدوث طفرة في إنتاج النقط الصخري تتجاوز الواليات المتحدة التي تسعى الستعادة الكثير من الصناعات التي اختفت من األوساط الصناعية خالل‬
‫الفترة الماضية بسبب ارتفاع التكلفة‪.‬‬

‫وأشار التقرير إلى وجود قناعات مختلفة حول جدوى إنتاجه في أوروبا‪ ،‬أما بريطانيا فهي تشجع الشركات العاملة في إنتاجه بتقديم تسهيالت ضريبية مهمة‬
‫لها‪ ،‬ومن جانب آخر فإن أميركا في طور عملية اإلنتاج بوتيرة سريعة‪ ،‬وما زالت ألمانيا واليابان مترددتين حول اآلثار البيئية إلنتاجه‪.‬‬

‫ومن جانب دول «أوبك» فإن المنظمة قد رأت ضرورة مواجهة الواقع والتحقق من اآلراء المحتملة للنفط الصخري بإنشائها لجانا خاصة لدراسة آثاره على‬
‫مستوى السوق ومدى استمراريته وتكاليفه‪ .‬أما دول الخليج فما لديها من مخزون الطاقة التقليدية يجعلها ال تتجه إلنتاج النفط والغاز الصخريين بسبب تكاليفه‬
‫العالية إال أن المملكة العربية السعودية بدأت مؤخرا في التنقيب من خالل جهود مكثفه تبذلها شركة أرامكو‪.‬‬

‫وفي البلدان النامية األخرى ‪ -‬وخاصة غير النفطية ‪ -‬وبالرغم من اكتشاف وجود النفط الصخري في ربوعها إال إن تكاليفه العالية والمواد األولية الالزمة‬
‫الستخراجه تقف عائقا وتجعل من استخراجه حصرًا على الدول المتقدمة نوعا ما‪.‬‬

‫موقع العربية فى ‪6/2021‬‬


‫تواجه صناعة النفط األميركية الصخرية ‪ 4‬تحديات خالل الفترة الراهنة قد تعرقل نموها بالمستقبل‬

‫وحسب ما أشار إليه ملخص ورشة عمل عقدها مركز الملك عبد هللا للدراسات والبحوث البترولية افتراضيًا‪ ،‬فإن هذه التحديات تتضمن تدني مستويات‬
‫االستثمار في مجالي التنقيب واإلنتاج‪ ،‬وانخفاض متوسط أسعار النفط إلى ما دون تكاليف التعادل آلبار النفط الصخري‪.‬‬

‫كما تشمل التحديات زيادة الضغط من الجهات التنظيمية والمستثمرين من أجل إزالة الكربون وتقليل عمليات حرق الغاز وإطالقه في الهواء‪ ،‬وفق ما نقلته‬
‫صحيفة الشرق األوسط‪.‬‬
‫اندبندنت عربية فى ‪12/2021‬‬
‫مستقبل النفط الصخري في الواليات المتحدة (أنس بن فيصل الحجي اقتصادي متخصص في مجال الطاقة )‬

‫أزمة النفط الصخري‬

‫حقق المستثمرون أرباحًا ضخمة في بداية ثورة النفط الصخري‪ ،‬خصوصًا مع تضاعف أسهم بعض الشركات أكثر من ‪ 30‬مرة خالل أقل من‬
‫عامين‪ .‬إال أن انهيار أسعار النفط في عام ‪ ،2015‬جعل الصناعة كسيحة في تلك الفترة‪ ،‬وانخفض اإلنتاج بنحو مليون برميل يوميًا‪ .‬ومع تحسن‬
‫األسعار‪ ،‬على الرغم من أن التحسن كان طفيفًا‪ ،‬انتعشت الصناعة بشكل كبير‪ ،‬ورفعت اإلنتاج باستمرار حتى أصبحت الواليات المتحدة أكبر‬
‫منتج في العالم‪ ،‬وأصبحت مصّد رًا صافيًا للنفط في بعض الفترات في عامي ‪ 2018‬و‪ .2019‬إال أن المستثمرين ُأصيبوا بخسائر ضخمة طيلة هذه‬
‫الفترة‪.‬‬

‫بدأت معاناة النفط الصخري مع ندرة التمويل في ‪ ،2019‬وبدأ نمو اإلنتاج بالتناقص بشكل كبير‪ ،‬إال أن الخالف الروسي ‪ -‬السعودي في مارس‬
‫‪ 2020‬الذي خفض األسعار بشكل كبير كان جرس اإلنذار‪ .‬ثم جاءت اإلغالقات نتيجة انتشار فيروس كورونا‪ ،‬فقصمت ظهر صناعة النفط‬
‫الصخري‪ ،‬خصوصًا عندما تحولت أسعار خام غرب تكساس إلى السالب في ‪ 20‬أبريل ‪ .2020‬تضافرت عوامل عدة لتحول أسعار النفط إلى‬
‫السالب‪ ،‬منها طبيعة عقد خام غرب تكساس الذي يجب أن ينتهي بالتسليم‪ ،‬بينما عقد برنت يمكن أن ينتهي بخسارة من دون اشتراط التسليم‪ ،‬ولكن‬
‫حالة األسعار السالبة هذه كانت وما زالت وستظل نادرة‪ .‬وجدير بالذكر أنه ال يوجد منتج أميركي واحد باع بسعر سالب‪ .‬الكميات القليلة التي تم‬
‫تداولها كانت بين تجار نفط‪ ،‬وليس بين منتج ومشتر‪ .‬وقام من ليس لديه قدرة على التخزين ببيع النفط بالسالب لمن لديه مكان للتخزين‪.‬‬

‫كي يتفادى المنتجون بيع النفط بأسعار منخفضة‪ ،‬التي كانت أقل من تكاليف التشغيل‪ ،‬أغلقوا عددًا كبيرًا من اآلبار في كل مناطق الصخري من‬
‫حوض "إيغل فورد" في جنوب الواليات المتحدة إلى حوض "داكوتا" الشمالية في شمال الواليات المتحدة‪ ،‬فانخفض اإلنتاج بنحو مليون برميل‬
‫يوميًا‪ .‬بعد قيام دول "أوبك‪ "+‬بتخفيض اإلنتاج بنحو ‪ 10‬ماليين برميل يوميًا ابتداء من مايو ‪ ،2020‬بدأت أسعار النفط بالتحسن‪ .‬ومع هذا‬
‫التحسن‪ ،‬بدأ المنتجون بفتح اآلبار المغلقة‪ ،‬وبدأ إنتاج النفط في الزيادة‪.‬‬

‫فترة انخفاض األسعار كانت فرصة كبيرة للقيام بحفر آبار جديدة‪ ،‬أو إكمال ما تم حفره‪ ،‬أو فرصة لالستحواذ‪ .‬ولكن‪ ،‬لم يتم ذلك لعدم توافر سيولة‬
‫عند هذه الشركات‪ ،‬ورفض البنوك تقديم قروض أو توسيع خطوط االئتمان‪ .‬وبعد ارتفاع األسعار وتجاوزها ‪ 60‬دوالرًا للبرميل‪ ،‬لم تستطع‬
‫الشركات التوسع في عمليات الحفر واإلكمال للسبب نفسه‪ .‬بجانب األمور المتعلقة بالحوكمة البيئية والمجتمعية من جهة‪ ،‬واالتجاهات العامة‬
‫للوصول للحياد الكربوني من جهة أخرى‪ .‬كل هذه األمور منعت إنتاج النفط الصخري من النمو بشكل كبير‪.‬‬

‫إال أن السبب الرئيس لعدم نمو إنتاج النفط الصخري خالل األشهر الماضية بشكل كبير هو عمليات التحوط التي تمت في فترة ماضية‪ ،‬وبأسعار‬
‫رخيصة‪ .‬ففي الوقت الذي وصلت فيه أسعار النفط إلى ‪ 75‬دوالرًا‪ ،‬كان كثير من الشركات األميركية تبيع نفطها ما بين ‪ 40‬و‪ 45‬دوالرًا‬
‫للبرميل‪ ،‬بسبب عمليات التحوط‪ .‬هذا يعني أن الشركات لم تتمكن من تحسين وضعها المالي بما يتناسب مع أسعار النفط‪ ،‬ومن ثم فلم يكن هناك‬
‫أي حوافز لقيام البنوك والمستثمرين بدعم هذه الشركات‪.‬‬

‫في ظل عدم توافر التمويل‪ ،‬تعاني صناعة النفط الصخري من ارتفاع معدالت النضوب‪ ،‬ونظرًا للمستوى المرتفع لإلنتاج‪ ،‬فإن معظم‬
‫االستثمارات الحالية يذهب للتعويض عن النضوب‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬معظم االستثمارات تذهب للحفاظ على مستوى اإلنتاج‪.‬‬
‫المستقبل‬

‫اآلن‪ ،‬بدأت األمور تتغير‪ .‬فالشركات تحقق تدفقات نقدية حرة‪ ،‬على الرغم من توزيعات األرباح‪ ،‬وتستطيع تدويرها باالستثمار‪ .‬وجود تدفقات‬
‫نقدية حرة‪ ،‬وتحقيق هذه الشركات أرباحًا كبيرة‪ ،‬بدأ جذب المستثمرين‪ ،‬خصوصًا الصناديق المتخصصة‪ .‬كما أن البنوك بدأت تغير نظرتها نحو‬
‫القطاع ككل‪ .‬لهذا‪ ،‬نجد أن هذه البنوك هي التي تتوقع أسعار نفط عالية في ‪ .2022‬وبدأت كبرى شركات النفط تركز على النفط الصخري‪.‬‬

‫في الوقت نفسه‪ ،‬حصلت تطورات عدة في العامين الماضيين نتج منها زيادة في الكفاءة في إدارة مشاريع الصخري‪ ،‬وانخفاض التكاليف‪.‬‬

‫وعلى الرغم من هذه األخبار اإليجابية‪ ،‬إال أن هناك عقبات‪:‬‬

‫العقبة األولى تمويلية‪:‬‬

‫تحتاج صناعة الصخري إلى أموال ضخمة كي تنمو‪ ،‬ليس بسبب ارتفاع معدالت النضوب وتصاعد حدة الحرب ضدها فحسب‪ ،‬ولكن بسبب‬
‫االنخفاض الكبير في أعداد اآلبار المحفورة غير المكملة أيضًا‪ ،‬والتي ساعد وجودها الصناعة في العامين الماضيين‪ .‬وعلى الرغم من إعالن‬
‫إدارة معلومات الطاقة األميركية عن وجود آالف اآلبار غير المكملة حاليًا‪ ،‬إال أن جزءًا كبيرًا منها لن يتم إكماله ألسباب متعددة معظمها يتعلق‬
‫بالتقنية والجيولوجيا‪ ،‬وتوافر معلومات إضافية عن المنطقة‪.‬‬

‫العقبة الثانية تشغيلية‪:‬‬

‫فقد قامت الصناعة بتسريح عشرات األلوف من المهندسين والعمال المهرة في ‪ ،2020‬وأغلبهم لن يعودوا للصناعة‪ .‬في الوقت نفسه‪ ،‬انخفض‬
‫عدد الطالب الذي يدرسون هندسة النفط والجيولوجيا بشكل كبير في الجامعات األميركية لدرجة أن بعض األقسام أغلقت‪ .‬يأتي هذا في ظل‬
‫قوانين تحد من الهجرة واالستقدام‪ ،‬وفي ظل الحجر ومنع السفر واإلغالقات بسبب كورونا‪.‬‬

‫العقبة الثالثة بيئية‪:‬‬

‫المشكلة هنا ليست القوانين الحكومية‪ ،‬وإنما متطلبات المستثمرين ومجالس اإلدارة‪ ،‬بغض النظر عن صحة هذه المواقف أم ال‪ .‬الحوكمة البيئية‬
‫واالجتماعية تعني زيادة التكاليف وانخفاض معدالت نمو اإلنتاج‪.‬‬

‫العقبة الرابعة التضخم‪:‬‬

‫على الرغم من تحسن الكفاءة وانخفاض التكاليف في العامين الماضيين‪ ،‬إال أن التضخم الذي ضرب كل شيء‪ ،‬ونقص العمالة‪ ،‬وارتفاع أسعار‬
‫الفائدة يعني ارتفاع التكاليف‪ ،‬وهذا بدوره يؤدي إلى محدودية الزيادة في اإلنتاج‪.‬‬

‫خالصة األمر‪ ،‬أن هناك عوامل داعمة لزيادة اإلنتاج‪ ،‬وهناك عوامل محجمة له‪ .‬وبناء على المعطيات الحالية يتضح أن العوامل المحجمة له‬
‫ستحد من نموه‪ ،‬ومن ثم فإن إنتاج النفط الصخري سيرتفع‪ ،‬ولكن بشكل محدود‪ ،‬على الرغم من عودة المستثمرين للقطاع‪.‬‬
‫مجدى صبحى مستشار مركز األهرام للدراسات السياسية واالستراتيجية فى ‪20/7/2022‬‬

‫النفط ومكانة الشرق األوسط في االستراتيجية األمريكية‬

‫يمكن القول إنه رغم محاولة الواليات المتحدة االبتعاد عن التزود بالنفط من منطقة الشرق األوسط‪ ،‬إال أن تزايد استهالكها واستمرار تدهور معدالت‬
‫إنتاجها المحلي أعاداها لالعتماد على المنطقة لسد جزء كبير من احتياجاتها خاصة في األلفية الجديدة وحتى أعوام قليلة خلت‪.‬‬

‫إال أن األمور اتجهت اتجاهًا آخر مفاجئًا مع تزايد إنتاج الواليات المتحدة من النفط الصخري وتغطية المزيد من احتياجاتها للنفط من إنتاجها المحلي‪ ،‬إذ‬
‫انخفضت الكمية التي تحتاج الستيرادها من النفط من نحو ‪ %60‬من استهالكها الكلي في عام ‪ ،2005‬لتصل إلى أقل من ‪ %30‬في عام ‪ ]1[،2015‬وإلى‬
‫شبه اكتفاء ذاتي حاليًا‪ .‬ومع هذا االنخفاض الشديد في الواردات من الخارج‪ ،‬باتت هناك الكثير من الكتابات التي تذهب إلى فقدان منطقة الشرق األوسط‬
‫ألهميتها االستراتيجية للواليات المتحدة‪ ،‬بل والدعوة الصريحة‪ ،‬من قبل البعض‪ ،‬إلى االنسحاب األمريكي من هذه المنطقة غير المستقرة الغارقة في‬
‫نزاعاتها السياسية والدينية والمذهبية‪.‬‬

‫فقد ذكرت شركة بريتش بتروليوم على سبيل المثال في بداية شهر نوفمبر ‪ 2015‬أن العالم لم يعد في خطر من نفاذ النفط أو الغاز لعدة عقود قادمة‪ ،‬وأن‬
‫التكنولوجيا المتاحة اآلن يمكنها فتح الكثير من مصادر الوقود األحفوري بحيث يمكن لالحتياطي العالمي أن يتضاعف بحلول عام ‪ 2050‬ليصل إلى ‪4.8‬‬
‫تريليون برميل مكافئ نفط‪ .‬وذكرت الشركة أنه مع التوصل لطرق جديدة في االستكشاف وتكنولوجيا جديدة يمكن للموارد أن تقفز إلى رقم مذهل يبلغ ‪7.5‬‬
‫تريليون مكافئ من براميل النفط‪ ] 2[.‬والواقع أنه لم تحدث قفزة كبيرة في االحتياطات الدولية من النفط والغاز توافق مثل هذه الطموحات حتى اآلن‪.‬‬

‫ويثير البعض التساؤل حول كيف أثر إنتاج النفط الصخري والزيادة الدرامية في إنتاج الواليات المتحدة من النفط على مصالحها القومية في ظل استقرار‬
‫اإلمداد من نفط الخليج العربي؟ واإلجابة التي يقدمها هذا البعض أنه أقل بكثير مما قد يحسب الكثيرون‪ .‬فذروة إنتاج الواليات المتحدة‪-‬والتي قادها‬
‫تكنولوجيات النفط الصخري وإلى حد أقل‪ ،‬الحفر في المياه العميقة‪-‬هي بكل تأكيد نعمة واضحة لالقتصاد األمريكي‪ ،‬حيث قللت من العجز التجاري‪ ،‬ورفعت‬
‫معدل التوظيف‪ ،‬ودعمت من النمو االقتصادي الكلي‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فقد انعكست زيادة اإلنتاج األمريكي في شكل انخفاض حاد في واردات النفط‬
‫األمريكية‪-‬وأدت أيضًا إلى زيادة العرض العالمي ومارست ضغوطًا نزولية على أسعار البترول العالمية‪ .‬لكن رغم كل ما سبق يشير بعض المحللين أيضًا‬
‫إلى أنه يظل بوسع أي اضطراب في تدفق البترول من الخليج العربي‪ ،‬أو أي دولة منتجة كبيرة‪ ،‬أن يؤدي إلى أسعار أعلى وإبطاء النمو االقتصادي حول‬
‫العالم وفي الواليات المتحدة‪ .‬والسبب يرجع إلى أن أسعار النفط تتحدد عن طريق العرض والطلب العالمي‪ .‬وربما تؤدي زيادات اإلنتاج في الواليات‬
‫المتحدة إلى خفض أهمية الخليج العربي ألسواق النفط العالمية‪ ،‬ولكنها ال تقضي عليها‪ ]3[.‬إذ ستظل الواليات المتحدة تدفع السعر العالمي لالنخفاض‪،‬‬
‫ويمكن ألي اضطرابات في اإلمدادات من الشرق األوسط أو أي من المنتجين اآلخرين الكبار أن تدفع هذا السعر العالمي ألعلى فورًا‪ .‬لذا يظل الحفاظ على‬
‫تدفق النفط من المنطقة مصلحة اقتصادية أمريكية مباشرة إلبقاء األسعار ضمن مدى مقبول لديها‪.‬‬

‫ويمكن القول في هذا السياق أن السبب األساسي لزيارة الرئيس األمريكي جو بايدن للمملكة السعودية وعقده لقمة ضمت دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫ومصر واألردن والعراق‪ ،‬في ‪ 16‬يوليو الجاري (‪ ،)2022‬هو ارتفاع أسعار النفط بسبب انخفاض اإلنتاج من بعض دول أوبك مثل أنجوال ونيجيريا‬
‫وليبيا‪ ،‬وعدم توفر طاقة إنتاجية إضافية بشكل يعتد به سوى في المملكة العربية السعودية وإلى حد أقل اإلمارات‪ .‬إذ يقدر أن الطاقة اإلنتاجية الفائضة لدى‬
‫البلدين تصل إلى نحو ‪ 3‬مليون برميل أي نحو ‪ % 3‬من حجم الطلب العالمي‪ .‬وكانت أسعار النفط المرتفعة قد دفعت بأسعار البنزين في الواليات المتحدة‬
‫لتسجل ألول مرة أكثر من ‪ 5‬دوالر للجالون‪ ،‬ومع تدهور شعبية الرئيس بايدن والحزب الديمقراطي فإن الرئيس األمريكي حريص على إحداث خفض‬
‫ملموس في سعر البنزين قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر المقبل‪.‬‬

‫وبرغم أن أسعار النفط الخام سجلت انخفاضًا يصل إلى نحو ‪ %19‬من يوم اإلعالن عن تاريخ زيارة السعودية في يونيو وحتى إتمام الزيارة‪ ،‬إال أنها ما‬
‫زالت أعلى بمقدار ‪ %30‬منذ بداية هذا العام‪ ،‬وما زال سعر برميل النفط يدور حول ‪ 100‬دوالر للبرميل‪ .‬واألكثر أهمية أن هذا االنخفاض حدث نتيجة‬
‫لتوقع حدوث ركود اقتصادي عالمي ولتفشي موجة جديدة من فيروس كورونا في الصين واإلغالقات التي تقوم بها للنشاط االقتصادي في بعض مناطقها‬
‫تبعًا الستراتيجيتها "صفر إصابة"‪ ،‬أي أن انخفاض السعر حدث نتيجة لتوقع حدوث انخفاض في الطلب‪ ،‬بينما ما زالت المشكلة األساسية منذ فترة تتعلق‬
‫بعدم مواكبة العرض للزيادة في الطلب‪ .‬ويعني ما سبق أن أي توقع بعودة الطلب لالرتفاع ستدفع من جديد إلى زيادة ملموسة في أسعار النفط‪ ،‬والدليل أنه‬
‫بعد انتهاء زيارة الرئيس األمريكي بيومين فقط عاد سعر برميل برنت الخام ليرتفع إلى أكثر من ‪ 106‬دوالر يوم االثنين ‪ 18‬يوليو‪.‬‬

‫كما يشير البعض إلى أن التحدي المتمثل في التأكد من أن نفط الخليج العربي لن يقع في أيٍد غير صديقة‪-‬أو يتوقف عن التدفق كلية‪-‬سوف يبقى مصلحة‬
‫جوهرية طالما أن الواليات المتحدة والعالم مستمرون في االعتماد على الهيدروكربونات‪ ]4[.‬وقد استطاعت الواليات المتحدة لفترة طويلة من الوقت‬
‫االستفادة من هذا الموقف‪ ،‬إذ كانت تشير دومًا إلى أنها تتولى حماية التدفق الحر للنفط لمصلحتها ومصلحة حلفاءها األوروبيين ومن أجل حرمان أعداء‬
‫الغرب (روسيا‪ ،‬والصين وغيرهما) من الهيمنة على المورد الذي يمكنه أن يؤثر على مختلف أوجه الحياة ويشل الحركة االقتصادية في الغرب‪.‬‬

‫ومن المهم في الوقت الذي اتخذ فيه االتحاد األوروبي قرارًا بحظر استيراد النفط الروسي مع نهاية هذا العام‪ ،‬أن تسعى الواليات المتحدة وأوروبا إلى زيادة‬
‫اإلنتاج من أماكن أخرى للتعويض عن النفط الروسي‪.‬‬

‫كما أنه ال يمكن تجاهل تحسن العالقات بشكل واضح بين بلدان الخليج وكل من روسيا والصين‪ .‬فمع روسيا يتم تنسيق سياسات النفط داخل تجمع أوبك‪+‬‬
‫وتقود التجمع عمليًا كل من المملكة السعودية وروسيا‪ .‬ومع الصين تزداد العالقات االقتصادية عمقًا على مر الزمن األمر الذي تعبر عنه أرقام التبادل‬
‫التجاري‪ ،‬وحيث أصبح جزء كبير من اإلنتاج الخليجي من النفط يذهب إلى الصين‪ .‬إلى جانب هذا نجد أن الصين وإلى حد ما روسيا وجدت مصلحة‬
‫لشركاتها النفطية في المنطقة خاصة في العراق‪ ،‬كما أنها تتطلع إلى رفع العقوبات عن إيران للعمل في حقول النفط والغاز هناك‪ .‬وباختصار يمكن القول أن‬
‫المنطقة قد شهدت اقتصاديًا وإلى حد ما سياسيًا تحوًال‪ ،‬يناظر التحول األمريكي في االبتعاد عن المنطقة‪.‬‬

‫إلى جانب هذا البعد االستراتيجي‪/‬االقتصادي‪ ،‬هناك بالطبع مصلحة اقتصادية صافية لبعض من أهم الشركات النفطية األمريكية الكبرى التي تستثمر في‬
‫حقول المنطقة (في المملكة السعودية‪ ،‬والعراق‪ ،‬والكويت‪ ،‬واإلمارات‪ ،‬وقطر وغيرها) مثل إكسون موبيل وشيفرون وشركات الخدمات البترولية‬
‫كهاليبرتون‪.‬‬

‫تشير من ثم زيارة الرئيس بايدن للمملكة العربية السعودية ومطالبته برفع اإلنتاج النفطي‪ ،‬إلى جانب ما ذكره حرفيًا من أن المنطقة مهمة وأن التعاون‬
‫االستراتيجي مع المملكة السعودية عمره ثمانون عامًا‪ ،‬إلى جانب قوله بعدم ترك فراغ لتمأله كل من الصين وروسيا‪ .‬كل هذا يعني باختصار عودة االهتمام‬
‫بمنطقة الشرق األوسط في االستراتيجية األمريكية‪.‬‬

‫‪References‬‬

‫‪[1]Lee lane, Oil and World Power, The New Atlantis, No. 47 (Fall 2015), Center for the Study of Technology and Society.‬‬
‫‪p.8‬‬

‫‪[2]Ron Bousso, “Peak demand’ means world may never see oil at $100 a barrel again, Reuters, Nov. 5, 2015.‬‬

‫‪[3]Joe Barens, Bonner Meansand Andrew Bowen, Rethinking U.S. Strategy in theMiddle East, Rice University Baker‬‬
‫‪Institutefor Public Policy and Center for the National Interest, p. 4.‬‬

‫‪[4]Aaron David Miller, The Politically Incorrect Guide to U.S. Interests in the Middle East, Foreign Policy, August 15,‬‬
‫‪2012.‬‬

‫‪http://xpatnation.com/why-the-middle-east-still-matters-to-the-united-states/‬‬

You might also like