Professional Documents
Culture Documents
ملخص محاضرة إعجاز القرآن عند المتقدمين
ملخص محاضرة إعجاز القرآن عند المتقدمين
ملخص محاضرة إعجاز القرآن عند المتقدمين
المتقدمين»
للشيخ أحمد السيد
العنصر الثاني :معنى اإلعجاز والمعجزة وعالقة المصطلح بالمعنى الشرعي 4 ...........................................
العنصر الثالث :العرض التاريخي المجمل لمسيرة التأليف في باب اإلعجاز القرآني عند المتقدمين 5 .......
العنصر الرابع :القضايا الكبرى في باب اإلعجاز القرآني عند المتقدمين 7 .....................................................
1
العنصر األول :أهمية موضوع علم إعجاز القرآن عند المتقدمين
الجواب:
قال الباقالني« :الذي يوجب االهتمام التام بمعرفة إعجاز القرآن ،أن نبوة نبينا عليه الصالة
والسالم بنيت على هذه املعجزة وإن كان قد َّ
أويد بعد ذلك بمعجزات كثيرة ،إال أن تلك املعجزات
ا ا
متواترا يقطع قامت في أوقات خاصة ،وأحوال خاصة ،وعلى أشخاص خاصة ،ونقل بعضها نقال
ا ا ا
خاصَا … فأما دالئل القرآن فهي معجزة عامة ،عمت وجودا ،وبعضها ما نقل نقال به العلم
الثقلين ،وبقيت بقاء العصرين ،ولزوم الحجة بها في أول وقت ورودها إلى يوم القيامة على حدَ
واحد ،وإن كان قد ُيعلم بعجز أهل العصر األول عن اإلتيان بمثله -وجه داللته»()1
الجواب:
أ -ألن املتقدمين أظهروا وجه املعجزة القرآنية بطريقة تامة مذهلة ،وألنهم اعتنوا بحقيقة
ا
معجزا. املعجزة القرآنية التي كان القرآن بها
2
ب -أن الكثيرمن املتأخرين ال يعرفون من معنى اإلعجازإال اإلعجازالعلمي.
جـ -إدراك علم من علوم التراث اإلسالم العظيمة التي قل االهتمام بها.
ا
د -أن هذا العلم له أثرعلى عدة علوم ،فعلم البالغة -مثال -لم ينشأ إال من بطن إعجازالقرآن.
ه ـ -أن كالم املتقدمين يحيي روح االهتمام بالعربية ،وال ُتدرك أهمية اللغة في إعجاز القرآن بدون
القوم ِإذا تجار ْوا في الفصاحة والبيان ،وتنازعوا فيهما قصب ِ األدب ،والذي ال ُيشك أنه كان ميدان
بعض الشعر على بعض كان ُ ضل ،وزاد التباين في الف ْ
ُ عن ال ِعلل التي بها كان َّ
الرهان ،ثم بحث ِ
ُ َّ ُ ُ ُ َّ ا ُّ
فيمنعهم اس الصاد عن ذلك صادا عن أن تعرف حجة هللا تعالى ،وكان مثله مثل من يتصدى للن ِ
ْ ا ُ ُ ْ
يؤدي ِإلى أن الجملة صنيعا ِ ِ ويصنع في ويقرئوه، عن أن يحفظوا كتاب هللا تعالى ويقوموا به ويتلوه ِ
ْ َّ ْ َّ ُ َّ َّ ُ
لفظه
ِ والقيام بأداءِ وحفظه، قل حفاظه والقائمون به واملقرئون له .ذاك ألنا لم نتعبد بتالو ِته ِ ي
وجه على
ا
قائمة به جة
ُ
الح نلتكو
َّ
إال ل، النحو الذي ُأنزل عليه ،وحراسته من أن ُيغ َّير ُوي َّ
بد
َّ
على
ِ ِ ِ ِ
ُ ُ ويتوص ُل إليها في َّ َّ ُ َّ
سائرالعلوم التي يرويها ِ سبيل ها سبيل ن ويكو وان، أ كل ِ ، زمان كل في فعر ت الدهر،
ْ ُ ُ ُ
السلف ،ويأث ُرها الثاني عن األول ،فم ْن حال بيننا وبين ما له كان حفظنا ْإي ُاه، ف عن َّ الخل
ا ا ْ ْ ُ
ٌ
فسواء نؤديه ونرعاه ،كان كمن رام أن ُينسيناه ُجملة ُويذهبه من قلوبنا دفعة،
واجتهادنا في أن ِ
ليل ،وم ْن منعك السبيل إلى انتزاع تلك َّ
الداللة»()2 والد ُ يء الذي تنتزع منه الش ُ
اهد َّ م ْن منعك الش
ِ ِ ِ
3
ا
قال أبو بكرالباقالني« :فأما من كان متناهيا في معرفة وجوه الخطاب وطرق البالغة والفنون التي
يمكن فيها إظهار الفصاحة ،فهو متى سمع القرآن عرف إعجازه»()3
قال ابن قتيبة« :و إنما يعرف فضل القرآن من كثر نظره ،و اتسع علمه ،وفهم مذاهب العرب
و افتنانها في األساليب ،وما خص هللا به لغتها دون جميع اللغات»()4
قال الباقالني« :ولسنا نزعم أنه يمكننا أن نبين ما رمنا بيانه ،وأردنا شرحه وتفصيله ،ملن كان عن
معرفة األدب ذاهبا وعن وجه اللسان غافال ،ألن ذلك مما ال سبيل إليه ،إال أن يكون الناظرفيما
نعرض عليه مما قصدنا إليه من أهل صناعة العربية ،قد وقف على جمل من محاسن الكالم
ومتصرفاته ومذاهبه»()5
ا
فائدة :ألصق علوم اللغة بالقرآن هو علم البالغة ،وعلم املعاني هو أكثر علوم البالغة التصاقا
بالقرآن.
ا
الباقالني«بديعا». فائدة :العلم الذي يسمى اليوم «البيان» هو الذي كان يسميه
قال ابن فارس عن اإلعجاز« :العين والجيم والزاي أصالن صحيحان يدل أحدهما على الضعف،
إعجازالقرآن :إثبات القرآن عجزالخلق عن اإلتيان بما تحداهم به ،مما يعني إثبات أن الناس
ا
خصوصا قد عجزوا وتأخروا وقصرت قدراتهم عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن. والعرب
الكتابة في إعجاز القرآن جاءت استجابة لتحديات عقدية في القرون املتقدمة ،فبعد الفتوحات
الكثيرة و انتشار اإلسالم ،دخل في اإلسالم الراهب والراغب ،و مع اختالط الثقافات واألفكار بدأ
ينتشر في املجتمع اإلسالمي مجموعة تحديات عقدية وفكرية ،وظهر في املجتمع اإلسالمي
ا
الزنادقة ،وكان لهم تأثير في املجتمع ،فلم يتركوا مفصال من مفاصل اإلسالم إال أثاروا عليه
الشبهات.
األول :التأليف الضمني :هو تأليف سابق على التأليف املستقل ونجده في:
5
د -كتب علوم القرآن ،وأشهرالكتب في هذا الفن:
6
العنصر الرابع :القضايا الكبرى في باب اإلعجاز القرآني عند المتقدمين
من املراجع :املجلد السادس عشر من كتاب«املغني» للقاض ي عبد الجبار ،وتغني عنها «الرسالة
الشافية» للجرجاني.
معنى الصرفة :أن العرب عجزوا عن القرآن ،لكن سبب عجزهم ليس عدم قدرتهم ،و إنما ألن هللا
7
العنصر الخامس :استعراض مناهج المتقدمين في حقيقة اإلعجاز القرآني
يمتازاإلمام الخطابي -رحمه هللا -أنه متضلع في اللغة وفي علوم الشريعة.
قال فضل عباس عن الخطابي« :كل من جاء من بعده قد أفادوا منها -أي :رسالته -بل ال نكاد
ا
نجد فكرة عند أولئك إال نجد لها أصوال عند الخطابي»()6
امتاز كتاب الخطابي بصياغة املعايير النظرية الضابطة لقضية إعجاز القرآن ،و«إعجاز القرآن
األول:اللفظ.
الثاني :املعنى.
محاوركتاب الخطابي:
8
الثانيْ :
عرض األقوال التي ِقيلت في وجه إعجازالقرآن ،وذكرمنها ثالثة أقوال:
الجواب :أن هللا تعالى تحدى البشربأن يأتوا بسورة من مثل القرآن ،وفي القرآن بعض السورليس
فيها أخبار غيبية ،فوجود األخبار الغيبية من إعجاز القرآن ،وليس الوجه الوحيد من إعجاز
القرآن.
قال ابن تيمية رحمه هللا« :وكل ما ذكره الناس من وجوه اإلعجازفي القرآن هو حجة على إعجازه،
9
الثاني« :إعجاز القرآن» للباقالني
قال محمد موس ى الشريف عن هذا الكتاب« :هذا الكتاب عظيم الخطر ،شريف املباحث ،سلس
العبارة ،متين األسلوب»()7
ُ
هذا الكتاب ألف إلثبات معجزة القرآن في مقابل تشكيك املالحدة والزنادقة والباطنية ،وقد ذكر
الباقالني إثبات عجز العرب ،والذي يدل على ذلك النقل املتواتر الذي يقع به العلم الضروري،
الجواب:
استفاد عبد القاهر الجرجاني من عاملين قبله وهما الجاحظ وسيبويه ،وامتاز كتابه بالغوص في
النظم :كيفية ترتيب الكالم في الجملة واختيارالكلمات على حسب معاني النحو.
ووجوه النظم هي :التعريف والتنكير ،والتذكير والتأنيث ،والتقديم والتأخير ،ونوع الخبر،
والحذف ،هذه الوجوه في القرآن على وجه ال يوجد مثله في كالم العرب.
مثال على التقديم والتأخير :قال هللا تعالى﴿ :وجع ُلو ۟ا َّ ُ ۤ ۡ َّ
ّلِل شركاء ٱل ِجن﴾ [األنعام ]١٠٠ ِ ِ
ا ا ا
"الشركاء" ُح ْسنا وروعة ومأخذا من ِ لتقديم
ِ قال الجرجاني عن هذه اآلية« :ليس بخاف أن
أخ ْرت فقلت« :وجعلوا َّ َّ ْ ا القلوب ،أنت ال ُ
الجن شركاء هللا» ،و أنك ترى حالك تجد شيئا منه ِإن أنت ِ
ُْ حال م ْن ُنقل عن الصورة املُ ْبهجة وامل ْنظرالرائق ُ
الباهرِ ،إلى الش ِيء الغفل الذي ال ت ْحلى
ِ نِ سوالح ْ
ِ ِ ِ
والسبب في أن كان ذلك كذلك ،هو أن للتقديم ُ ُ
النفس به ِإلى حاصل. ُ
منه بكثير طائل ،وال ُ
تصير ِ
ا
التأخير.
ِ فائدة شريفة ومعنى جليال ال سبيل ِإليه مع
َّ ْ َّ
ُ
وعبدوه ْم مع هللا تعالى، الجن شركاء َّ بيانه :أنا وإن كنا نرى جملة املعنى ومحصوله َّأنهم جعلوا
حصل مع التأخيرحصوله مع التقديم ،فإ َّن تقديم "الشركاء" ُ
يفيد هذا املعنى، وكان هذا املعنى ي ُ
ِ ِ ِ ِ
ٌ
شريك ،ال من الجن وال غيرالجن. ُ
ويفيد معه معنى آخر ،وهو أنه ما كان ينبغي أن يكون هلل
11
ُْ ُ ُ ُ ْ ْ ُ
الرع ُاء و أ ُبونا ش ْي ٌخ ك ِب ٌير ،فسقى َّ ُ ْ ْ
د ِون ِهم امر أتي ِن تذود ِان قال ما خطبكما قالتا ال نس ِقي حتى يص ِدر ِ
ُ َّ
ل ُهما ث َّم تولى ِإلى ِ
الظ ِل﴾
قال الجرجاني« :فيها حذف مفعول في أربعة مواضع ،إذا املعنى« :وجد عليه أمة من الناس
ي ْسقون أغنامهم أو مواشيهم» و«امرأتين تذودان غنمهما» و«قالتا ال ن ْس ِقي غنمنا» «فسقى لهما
ْ ْ َّ ْ ْ َّ
غنمهما» ثم قال« :ثم إنه ال يخفى على ذي بصرأنه ليس في ذلك ِكله إال أن ُيترك ِذك ُره ُويؤتى بالفعل
ٌ ْ أن الغرض في أن ُ َّ
إال َّ ْ ا
املرأتين
ِ ومن ،ي ق س الحال تلك في الناس من كان نه أ م عل ي ذاك وما ،لقا مط
ُن َّ ْ
الرعاء ،و أنه كان ِم ْن موس ى عليه السالم من بعد ُ ص ِدرسق ٌي حتى ُي ْ ذ ْو ٌد ،وأنهما قالتا :ال يكو منا
ا ا ذلك س ْقيَّ ،
وم ْو ِه ٌم ِخالفه.
فخارج عن الغرضُ ، ٌ قي؟ أغنما أم إبال أم غير ذلك، فأما ما كان امل ْس ُّ
ْ ُ ْ
ودان غنمهما" ،جاز أن يكون لم ُينكر الذود من
امرأتين تذ ِ
ِ دون ْهم
وذاك أنه لو قيل" :وجد ِمن ِ
ُ ُ
حيث هو ذ ْو ُد غنم ،حتى لو كان مكان الغنم ٌ
إبل لم ُينكر الذود كما أنك إذا ِ ح ْيث هو ذ ْو ٌد ،بل ِم ْن
ُ ُ ْ ا ُْ ُ ا
حيث هو ُ
منع أخ، تمنع أخا لك؟ " ،كنت ُمن ِكرا املنع ،ال من حيث هو م ٌنع ،بل ِم ْن قلت":ما لك
فاعرفه ت ْع ْ
لم»()10 ْ
12