ملخص محاضرة إعجاز القرآن عند المتقدمين

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫ملخص محاضرة «إعجاز القرآن عند‬

‫المتقدمين»‬
‫للشيخ أحمد السيد‬

‫الملخص‪ُ :‬محمد ُشميس‬


‫َ‬ ‫كتب‬
‫فهرس المحتويات‬
‫العنصر األول‪ :‬أهمية موضوع علم إعجاز القرآن عند المتقدمين ‪2 ..................................................................‬‬

‫العنصر الثاني‪ :‬معنى اإلعجاز والمعجزة وعالقة المصطلح بالمعنى الشرعي ‪4 ...........................................‬‬

‫العنصر الثالث‪ :‬العرض التاريخي المجمل لمسيرة التأليف في باب اإلعجاز القرآني عند المتقدمين ‪5 .......‬‬

‫العنصر الرابع‪ :‬القضايا الكبرى في باب اإلعجاز القرآني عند المتقدمين ‪7 .....................................................‬‬

‫العنصر الخامس‪ :‬استعراض مناهج المتقدمين في حقيقة اإلعجاز القرآني ‪8 ..............................................‬‬

‫األول‪« :‬بيان إعجاز القرآن» للخطابي‪8 ..............................................................................................................‬‬

‫الثاني‪« :‬إعجاز القرآن» للباقالني ‪10 .................................................................................................................‬‬

‫الثالث‪« :‬دالئل اإلعجاز» للجرجاني ‪10 ................................................................................................................‬‬

‫‪1‬‬
‫العنصر األول‪ :‬أهمية موضوع علم إعجاز القرآن عند المتقدمين‬

‫س‪ :‬ملاذا الحديث عن إعجازالقرآن؟‬

‫الجواب‪:‬‬

‫أ‪ -‬التحديات العقيدة املعاصرة‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحاجة لتثبيت اإليمان وتعزيزاليقين‪.‬‬

‫جـ‪ -‬من أجل إدراك عظمة القرآن‪.‬‬

‫د‪ -‬من أجل القدرة على الدعوة لإلسالم بالحجة والبرهان‪.‬‬

‫قال الباقالني‪« :‬الذي يوجب االهتمام التام بمعرفة إعجاز القرآن‪ ،‬أن نبوة نبينا عليه الصالة‬
‫والسالم بنيت على هذه املعجزة وإن كان قد َّ‬
‫أويد بعد ذلك بمعجزات كثيرة‪ ،‬إال أن تلك املعجزات‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫متواترا يقطع‬ ‫قامت في أوقات خاصة‪ ،‬وأحوال خاصة ‪،‬وعلى أشخاص خاصة‪ ،‬ونقل بعضها نقال‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫خاصَا … فأما دالئل القرآن فهي معجزة عامة‪ ،‬عمت‬ ‫وجودا‪ ،‬وبعضها ما نقل نقال‬ ‫به العلم‬

‫الثقلين‪ ،‬وبقيت بقاء العصرين‪ ،‬ولزوم الحجة بها في أول وقت ورودها إلى يوم القيامة على حدَ‬
‫واحد‪ ،‬وإن كان قد ُيعلم بعجز أهل العصر األول عن اإلتيان بمثله ‪ -‬وجه داللته»(‪)1‬‬

‫س‪ :‬ملاذا عند املتقدمين؟‬

‫الجواب‪:‬‬

‫أ‪ -‬ألن املتقدمين أظهروا وجه املعجزة القرآنية بطريقة تامة مذهلة‪ ،‬وألنهم اعتنوا بحقيقة‬
‫ا‬
‫معجزا‪.‬‬ ‫املعجزة القرآنية التي كان القرآن بها‬

‫(‪ )1‬إعجاز القرآن للباقالين (‪)٨‬‬

‫‪2‬‬
‫ب‪ -‬أن الكثيرمن املتأخرين ال يعرفون من معنى اإلعجازإال اإلعجازالعلمي‪.‬‬

‫جـ‪ -‬إدراك علم من علوم التراث اإلسالم العظيمة التي قل االهتمام بها‪.‬‬
‫ا‬
‫د‪ -‬أن هذا العلم له أثرعلى عدة علوم‪ ،‬فعلم البالغة ‪ -‬مثال ‪ -‬لم ينشأ إال من بطن إعجازالقرآن‪.‬‬

‫ه ـ‪ -‬أن كالم املتقدمين يحيي روح االهتمام بالعربية‪ ،‬وال ُتدرك أهمية اللغة في إعجاز القرآن بدون‬

‫االهتمام بكالم املتقدمين‪.‬‬


‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫كنا نعلم َّ‬ ‫َّ‬
‫أن الجهة التي منها قام ِت الحجة بالقر ِآن وظهرت‪ ،‬وبانت وبهرت‪ ،‬هي‬ ‫قال الجرجاني‪« :‬إذا‬
‫ُ‬ ‫ُْ ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫بالفكر‪ ،‬وكان‬ ‫البشر‪ ،‬ومنتهيا ِإلى غاية ال يطمح ِإليها ِ‬ ‫ِ‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫تقصرعنه‬ ‫صاحة‬
‫ِ‬ ‫أن كان على حد من الف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬
‫فصيحا ‪ِ -‬إال م ْن عرف الشعر الذي هو ديوان العرب‪ ،‬وعنوان‬ ‫ا‬ ‫ُمحاال أن يعرف كونه كذلك ‪ -‬أي‪:‬‬

‫القوم ِإذا تجار ْوا في الفصاحة والبيان‪ ،‬وتنازعوا فيهما قصب‬ ‫ِ‬ ‫األدب‪ ،‬والذي ال ُيشك أنه كان ميدان‬

‫بعض الشعر على بعض كان‬ ‫ُ‬ ‫ضل‪ ،‬وزاد‬ ‫التباين في الف ْ‬
‫ُ‬ ‫عن ال ِعلل التي بها كان‬ ‫َّ‬
‫الرهان‪ ،‬ثم بحث ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ا‬ ‫ُّ‬
‫فيمنعهم‬ ‫اس‬ ‫الصاد عن ذلك صادا عن أن تعرف حجة هللا تعالى‪ ،‬وكان مثله مثل من يتصدى للن ِ‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يؤدي ِإلى أن‬ ‫الجملة صنيعا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويصنع في‬ ‫ويقرئوه‪،‬‬ ‫عن أن يحفظوا كتاب هللا تعالى ويقوموا به ويتلوه ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َّ ُ‬
‫لفظه‬
‫ِ‬ ‫والقيام بأداء‬‫ِ‬ ‫وحفظه‪،‬‬ ‫قل حفاظه والقائمون به واملقرئون له‪ .‬ذاك ألنا لم نتعبد بتالو ِته ِ‬ ‫ي‬

‫وجه‬ ‫على‬
‫ا‬
‫قائمة‬ ‫به‬ ‫جة‬
‫ُ‬
‫الح‬ ‫ن‬‫لتكو‬
‫َّ‬
‫إال‬ ‫ل‪،‬‬ ‫النحو الذي ُأنزل عليه‪ ،‬وحراسته من أن ُيغ َّير ُوي َّ‬
‫بد‬
‫َّ‬
‫على‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويتوص ُل إليها في َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫سائرالعلوم التي يرويها‬ ‫ِ‬ ‫سبيل‬ ‫ها‬ ‫سبيل‬ ‫ن‬ ‫ويكو‬ ‫وان‪،‬‬ ‫أ‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫زمان‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫ف‬‫عر‬ ‫ت‬ ‫الدهر‪،‬‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫السلف‪ ،‬ويأث ُرها الثاني عن األول‪ ،‬فم ْن حال بيننا وبين ما له كان حفظنا ْإي ُاه‪،‬‬ ‫ف عن َّ‬ ‫الخل‬
‫ا‬ ‫ا ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ٌ‬
‫فسواء‬ ‫نؤديه ونرعاه‪ ،‬كان كمن رام أن ُينسيناه ُجملة ُويذهبه من قلوبنا دفعة‪،‬‬
‫واجتهادنا في أن ِ‬
‫ليل‪ ،‬وم ْن منعك السبيل إلى انتزاع تلك َّ‬
‫الداللة»(‪)2‬‬ ‫والد ُ‬ ‫يء الذي تنتزع منه الش ُ‬
‫اهد َّ‬ ‫م ْن منعك الش‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫(‪ )2‬دالئل اإلعجاز (‪)٩ - ٨‬‬

‫‪3‬‬
‫ا‬
‫قال أبو بكرالباقالني‪« :‬فأما من كان متناهيا في معرفة وجوه الخطاب وطرق البالغة والفنون التي‬
‫يمكن فيها إظهار الفصاحة‪ ،‬فهو متى سمع القرآن عرف إعجازه»(‪)3‬‬

‫قال ابن قتيبة‪« :‬و إنما يعرف فضل القرآن من كثر نظره‪ ،‬و اتسع علمه‪ ،‬وفهم مذاهب العرب‬
‫و افتنانها في األساليب‪ ،‬وما خص هللا به لغتها دون جميع اللغات»(‪)4‬‬

‫قال الباقالني‪« :‬ولسنا نزعم أنه يمكننا أن نبين ما رمنا بيانه‪ ،‬وأردنا شرحه وتفصيله‪ ،‬ملن كان عن‬

‫معرفة األدب ذاهبا وعن وجه اللسان غافال‪ ،‬ألن ذلك مما ال سبيل إليه‪ ،‬إال أن يكون الناظرفيما‬

‫نعرض عليه مما قصدنا إليه من أهل صناعة العربية‪ ،‬قد وقف على جمل من محاسن الكالم‬
‫ومتصرفاته ومذاهبه»(‪)5‬‬

‫ا‬
‫فائدة‪ :‬ألصق علوم اللغة بالقرآن هو علم البالغة‪ ،‬وعلم املعاني هو أكثر علوم البالغة التصاقا‬

‫بالقرآن‪.‬‬
‫ا‬
‫الباقالني«بديعا»‪.‬‬ ‫فائدة‪ :‬العلم الذي يسمى اليوم «البيان» هو الذي كان يسميه‬

‫العنصر الثاني‪ :‬معنى اإلعجاز والمعجزة وعالقة المصطلح بالمعنى الشرعي‬

‫قال ابن فارس عن اإلعجاز‪« :‬العين والجيم والزاي أصالن صحيحان يدل أحدهما على الضعف‪،‬‬

‫واآلخرعلى مؤخرالش يء»‬


‫وقال الراغب األصفهاني‪« :‬عجز اإلنسان مؤخره‪ ،‬وبه ُشبه مؤخر غيره ا‬
‫اسما للقصور عن فعل‬

‫(‪ )3‬إعجاز القرآن ا‬


‫للباقالين (‪)٢٦‬‬
‫(‪ )4‬أتويل مشكل القرآن (‪)١٧‬‬
‫(‪ )5‬إعجاز القرآن للباقالين (‪)٧‬‬
‫‪4‬‬
‫الش يء»‬

‫إعجازالقرآن‪ :‬إثبات القرآن عجزالخلق عن اإلتيان بما تحداهم به‪ ،‬مما يعني إثبات أن الناس‬
‫ا‬
‫خصوصا قد عجزوا وتأخروا وقصرت قدراتهم عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن‪.‬‬ ‫والعرب‬

‫العنصر الثالث‪ :‬العرض التاريخي المجمل لمسيرة التأليف‬

‫في باب اإلعجاز القرآني عند المتقدمين‬

‫الكتابة في إعجاز القرآن جاءت استجابة لتحديات عقدية في القرون املتقدمة‪ ،‬فبعد الفتوحات‬

‫الكثيرة و انتشار اإلسالم‪ ،‬دخل في اإلسالم الراهب والراغب‪ ،‬و مع اختالط الثقافات واألفكار بدأ‬

‫ينتشر في املجتمع اإلسالمي مجموعة تحديات عقدية وفكرية‪ ،‬وظهر في املجتمع اإلسالمي‬
‫ا‬
‫الزنادقة‪ ،‬وكان لهم تأثير في املجتمع‪ ،‬فلم يتركوا مفصال من مفاصل اإلسالم إال أثاروا عليه‬

‫الشبهات‪.‬‬

‫أقسام التأليف في إعجازالقرآن‪:‬‬

‫األول‪ :‬التأليف الضمني‪ :‬هو تأليف سابق على التأليف املستقل ونجده في‪:‬‬

‫أ‪ -‬كتابات اللغويين‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬

‫‪« -‬معاني القرآن» للفراء رحمه هللا‪.‬‬

‫‪« -‬مجازالقرآن» ألبي عبيدة رحمه هللا‪.‬‬

‫ب‪ -‬كتابات ابن قتيبة رحمه هللا‪.‬‬

‫جـ‪ -‬كتب تفسيرالقرآن (املقدمات ‪ -‬آيات التحدي)‬

‫‪5‬‬
‫د‪ -‬كتب علوم القرآن‪ ،‬وأشهرالكتب في هذا الفن‪:‬‬

‫‪ -‬كتاب «البرهان» للزركش ي رحمه هللا‪.‬‬

‫‪ -‬كتاب «اإلتقان» للسيوطي رحمه هللا‪.‬‬

‫هـ‪ -‬كتب العقائد‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -‬كتاب «إثبات نبوة النبي ﷺ» ألبي الحسن اليزيدي رحمه هللا‪.‬‬

‫‪ -‬كتاب «الشفا بتعريف حقوق املصطفى» للقاض ي عياض رحمه هللا‪.‬‬

‫‪ -‬كتاب «االعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد» للبيهقي رحمه هللا‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬التأليف املستقل‪ ،‬ومن املؤلفات فيه‪:‬‬

‫أ‪« -‬االحتجاج لنظم القرآن» للجاحظ‪(.‬مفقود)‬

‫ب‪« -‬إعجازالقرآن» ألبي عبد هللا الواسطي‪(.‬مفقود)‬

‫جـ‪« -‬بيان إعجازالقرآن» للخطابي رحمه هللا‪.‬‬

‫د‪« -‬النكت في إعجازالقرآن» للرماني رحمه هللا‪.‬‬

‫هـ‪« -‬الرسالة الشافية» للجرجاني رحمه هللا‪.‬‬

‫فائدة‪ :‬هذه الرسائل الثالث مطبوعة في كتاب واحد‪.‬‬

‫و‪« -‬إعجازالقرآن» للباقالني‪.‬‬

‫ز‪« -‬دالئل اإلعجاز» لعبد القاهرالجرجاني‪.‬‬

‫حـ‪« -‬نهاية اإليجاز» للرازي‪ ،‬وهو ملخص لكتاب الجرجاني‪.‬‬

‫ط‪« -‬معترك األقران في إعجازالقرآن» للسيوطي رحمه هللا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫العنصر الرابع‪ :‬القضايا الكبرى في باب اإلعجاز القرآني عند المتقدمين‬

‫األولى‪ :‬إثبات عجزالعرب عن معارضة القرآن‪.‬‬

‫من املراجع‪ :‬املجلد السادس عشر من كتاب«املغني» للقاض ي عبد الجبار‪ ،‬وتغني عنها «الرسالة‬

‫الشافية» للجرجاني‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬بيان أسباب إعجازالقرآن‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬قضية الصرفة‪.‬‬

‫معنى الصرفة‪ :‬أن العرب عجزوا عن القرآن‪ ،‬لكن سبب عجزهم ليس عدم قدرتهم‪ ،‬و إنما ألن هللا‬

‫تعالى صرفهم عن معارضته‪.‬‬


‫ا‬
‫معجزا‪.‬‬ ‫الرابعة‪ :‬الكالم على حد الفصاحة ومعيارالبيان الذي كان بسببه القرآن‬

‫‪7‬‬
‫العنصر الخامس‪ :‬استعراض مناهج المتقدمين في حقيقة اإلعجاز القرآني‬

‫سنتناول ثالث كتب في هذا العنصرللتعريف بها‪.‬‬

‫األول‪« :‬بيان إعجاز القرآن» للخطابي‪.‬‬

‫يمتازاإلمام الخطابي ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬أنه متضلع في اللغة وفي علوم الشريعة‪.‬‬

‫قال فضل عباس عن الخطابي‪« :‬كل من جاء من بعده قد أفادوا منها ‪ -‬أي‪ :‬رسالته ‪ -‬بل ال نكاد‬
‫ا‬
‫نجد فكرة عند أولئك إال نجد لها أصوال عند الخطابي»(‪)6‬‬

‫امتاز كتاب الخطابي بصياغة املعايير النظرية الضابطة لقضية إعجاز القرآن‪ ،‬و«إعجاز القرآن‬

‫البالغي» عنده يعود لثالثة أشياء‪:‬‬

‫األول‪:‬اللفظ‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬املعنى‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬النظم‪ ،‬وهو‪ :‬الرباط بين اللفظ واملعنى‪.‬‬

‫محاوركتاب الخطابي‪:‬‬

‫ُيبنى كتاب الخطابي على محاور‪:‬‬

‫األول‪ :‬إثبات عجزالعرب ‪ -‬مع فصاحتهم ‪ -‬عن معارضة القرآن‪.‬‬

‫(‪ )6‬إعجاز القرآن اجمليد‬

‫‪8‬‬
‫الثاني‪ْ :‬‬
‫عرض األقوال التي ِقيلت في وجه إعجازالقرآن‪ ،‬وذكرمنها ثالثة أقوال‪:‬‬

‫أ‪ -‬القول بالصرفة‪.‬‬

‫ب‪ -‬القول باألخبارالغيبية‪.‬‬

‫جـ‪ -‬البالغة بالذوق دون معيار‪.‬‬


‫ُّ‬
‫الخطابي كلها‪.‬‬ ‫وقد ردها‬

‫س‪ :‬ما سبب رد الخطابي لألخبارالغيبية؟‬

‫الجواب‪ :‬أن هللا تعالى تحدى البشربأن يأتوا بسورة من مثل القرآن‪ ،‬وفي القرآن بعض السورليس‬

‫فيها أخبار غيبية‪ ،‬فوجود األخبار الغيبية من إعجاز القرآن‪ ،‬وليس الوجه الوحيد من إعجاز‬

‫القرآن‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬تحديد معاييرإعجازالقرآن عنده‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬ذكربعض الشبهات عن القرآن واإلجابة عنها‪.‬‬

‫الخامس‪ :‬ذكربعض الشبهات املثارة حول عجزالعرب عن اإلتيان بمثل القرآن‪.‬‬

‫السادس‪ :‬معيارمعارضة الكالم‪.‬‬

‫السابع‪ :‬أثرالقرآن على النفس‪.‬‬

‫قال ابن تيمية رحمه هللا‪« :‬وكل ما ذكره الناس من وجوه اإلعجازفي القرآن هو حجة على إعجازه‪،‬‬

‫وال تناقض في ذلك‪ ،‬بل كل قوم تنبهوا ملا تنبهوا له»‬

‫‪9‬‬
‫الثاني‪« :‬إعجاز القرآن» للباقالني‬

‫قال محمد موس ى الشريف عن هذا الكتاب‪« :‬هذا الكتاب عظيم الخطر‪ ،‬شريف املباحث‪ ،‬سلس‬
‫العبارة‪ ،‬متين األسلوب»(‪)7‬‬

‫قال فضل عباس‪« :‬ولم يشتهركتاب في اإلعجازكما اشتهركتابه»(‪)8‬‬

‫ُ‬
‫هذا الكتاب ألف إلثبات معجزة القرآن في مقابل تشكيك املالحدة والزنادقة والباطنية‪ ،‬وقد ذكر‬

‫الباقالني إثبات عجز العرب‪ ،‬والذي يدل على ذلك النقل املتواتر الذي يقع به العلم الضروري‪،‬‬

‫وبرهن أن السبب األوحد لعدم املعارضة هو العجزال غير‪.‬‬

‫س‪ :‬ما هي وجوه إعجازالقرآن عند الباقالني؟‬

‫الجواب‪:‬‬

‫أ‪ -‬اإلخباربالغيوب املستقبلية‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإلخباربالغيوب السابقة‪.‬‬


‫جـ‪ -‬البالغة والفصاحة‪ ،‬وقد ذكرعشرة أوجه تفوق بها القرآن ا‬
‫بالغيا‪.‬‬

‫الثالث‪« :‬دالئل اإلعجاز» للجرجاني‬

‫استفاد عبد القاهر الجرجاني من عاملين قبله وهما الجاحظ وسيبويه‪ ،‬وامتاز كتابه بالغوص في‬

‫التفاصيل حتى يبرهن على أفضلية القرآن عن غيره‪.‬‬

‫(‪ )7‬إعجاز القرآن بني السيوطي والعلماء‪.‬‬


‫(‪ )8‬إعجاز القرآن اجمليد (‪)٦٩‬‬
‫‪10‬‬
‫كتاب الجرجاني عبارة عن فكرة واحدة وتطبيقات عليها‪ ،‬حيث تكلم عن إعجاز القرآن في ش يء‬

‫واحد أال وهو النظم‪.‬‬

‫النظم‪ :‬كيفية ترتيب الكالم في الجملة واختيارالكلمات على حسب معاني النحو‪.‬‬

‫ووجوه النظم هي‪ :‬التعريف والتنكير‪ ،‬والتذكير والتأنيث‪ ،‬والتقديم والتأخير‪ ،‬ونوع الخبر‪،‬‬

‫والحذف‪ ،‬هذه الوجوه في القرآن على وجه ال يوجد مثله في كالم العرب‪.‬‬
‫مثال على التقديم والتأخير‪ :‬قال هللا تعالى‪﴿ :‬وجع ُلو ۟ا َّ ُ ۤ ۡ َّ‬
‫ّلِل شركاء ٱل ِجن﴾ [األنعام ‪]١٠٠‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫"الشركاء" ُح ْسنا وروعة ومأخذا من‬ ‫ِ‬ ‫لتقديم‬
‫ِ‬ ‫قال الجرجاني عن هذه اآلية‪« :‬ليس بخاف أن‬
‫أخ ْرت فقلت‪« :‬وجعلوا َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫القلوب‪ ،‬أنت ال ُ‬
‫الجن شركاء هللا»‪ ،‬و أنك ترى حالك‬ ‫تجد شيئا منه ِإن أنت‬ ‫ِ‬
‫ُْ‬ ‫حال م ْن ُنقل عن الصورة املُ ْبهجة وامل ْنظرالرائق ُ‬
‫الباهر‪ِ ،‬إلى الش ِيء الغفل الذي ال ت ْحلى‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫س‬‫والح ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والسبب في أن كان ذلك كذلك‪ ،‬هو أن للتقديم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫النفس به ِإلى حاصل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫منه بكثير طائل‪ ،‬وال ُ‬
‫تصير‬ ‫ِ‬
‫ا‬
‫التأخير‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فائدة شريفة ومعنى جليال ال سبيل ِإليه مع‬
‫َّ ْ َّ‬
‫ُ‬
‫وعبدوه ْم مع هللا تعالى‪،‬‬ ‫الجن شركاء‬ ‫َّ‬ ‫بيانه‪ :‬أنا وإن كنا نرى جملة املعنى ومحصوله َّأنهم جعلوا‬
‫حصل مع التأخيرحصوله مع التقديم‪ ،‬فإ َّن تقديم "الشركاء" ُ‬
‫يفيد هذا املعنى‪،‬‬ ‫وكان هذا املعنى ي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬
‫شريك‪ ،‬ال من الجن وال غيرالجن‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ويفيد معه معنى آخر‪ ،‬وهو أنه ما كان ينبغي أن يكون هلل‬

‫خبار عنهم‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬


‫اإل ِ‬‫وإذا أخر فقيل‪ «:‬جعلوا الجن شركاء هللا»‪ ،‬لم ي ِفد ذلك‪ ،‬ولم يكن فيه ش يء أكثر من ِ‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ ُ ْ‬ ‫َّ‬
‫هللا تعالى‪ ،‬فأما إنكار أن يعبد مع هللا غيره‪ ،‬وأن يكون له شريك ِمن ِ‬
‫الجن‬ ‫بأنهم عبدوا الجن مع ِ‬
‫"الشركاء" ٌ‬ ‫ُ‬
‫دليل عليه»(‪)9‬‬
‫ِ‬ ‫تأخير‬
‫ِ‬ ‫مع‬ ‫اللفظ‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ن‬ ‫الجن‪ ،‬فال يكو‬
‫وغير ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ ُ َّ ا‬ ‫مثال على الحذف‪ :‬قال هللا تعالى‪﴿ :‬وملَّا ورد ماء م ْ‬
‫اس ي ْسقون ووجد ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫الن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ج‬‫و‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫د‬

‫(‪ )9‬دالئل اإلعجاز للجرجاين (‪)٢٨٧ -٢٨٦‬‬

‫‪11‬‬
‫ُْ ُ‬ ‫ُ ُ ْ ْ ُ‬
‫الرع ُاء و أ ُبونا ش ْي ٌخ ك ِب ٌير‪ ،‬فسقى‬ ‫َّ ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫د ِون ِهم امر أتي ِن تذود ِان قال ما خطبكما قالتا ال نس ِقي حتى يص ِدر ِ‬
‫ُ َّ‬
‫ل ُهما ث َّم تولى ِإلى ِ‬
‫الظ ِل﴾‬

‫قال الجرجاني‪« :‬فيها حذف مفعول في أربعة مواضع‪ ،‬إذا املعنى‪« :‬وجد عليه أمة من الناس‬

‫ي ْسقون أغنامهم أو مواشيهم» و«امرأتين تذودان غنمهما» و«قالتا ال ن ْس ِقي غنمنا» «فسقى لهما‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫غنمهما» ثم قال‪« :‬ثم إنه ال يخفى على ذي بصرأنه ليس في ذلك ِكله إال أن ُيترك ِذك ُره ُويؤتى بالفعل‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫أن الغرض في أن ُ‬ ‫َّ‬
‫إال َّ‬ ‫ْ ا‬
‫املرأتين‬
‫ِ‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬‫ي‬ ‫ق‬ ‫س‬ ‫الحال‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫نه‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫عل‬ ‫ي‬ ‫ذاك‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬‫لقا‬ ‫مط‬
‫ُن َّ ْ‬
‫الرعاء‪ ،‬و أنه كان ِم ْن موس ى عليه السالم من بعد‬ ‫ُ‬ ‫ص ِدر‬‫سق ٌي حتى ُي ْ‬ ‫ذ ْو ٌد‪ ،‬وأنهما قالتا‪ :‬ال يكو منا‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ذلك س ْقي‪َّ ،‬‬
‫وم ْو ِه ٌم ِخالفه‪.‬‬
‫فخارج عن الغرض‪ُ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫قي؟ أغنما أم إبال أم غير ذلك‪،‬‬ ‫فأما ما كان امل ْس ُّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ودان غنمهما"‪ ،‬جاز أن يكون لم ُينكر الذود من‬
‫امرأتين تذ ِ‬
‫ِ‬ ‫دون ْهم‬
‫وذاك أنه لو قيل‪" :‬وجد ِمن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث هو ذ ْو ُد غنم‪ ،‬حتى لو كان مكان الغنم ٌ‬
‫إبل لم ُينكر الذود كما أنك إذا‬ ‫ِ‬ ‫ح ْيث هو ذ ْو ٌد‪ ،‬بل ِم ْن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ا‬ ‫ُْ‬ ‫ُ ا‬
‫حيث هو ُ‬
‫منع أخ‪،‬‬ ‫تمنع أخا لك؟ "‪ ،‬كنت ُمن ِكرا املنع‪ ،‬ال من حيث هو م ٌنع‪ ،‬بل ِم ْن‬ ‫قلت‪":‬ما لك‬
‫فاعرفه ت ْع ْ‬
‫لم»(‪)10‬‬ ‫ْ‬

‫ولهذا الكتاب عدة شروح على اليوتيوب منها‪:‬‬

‫‪ -‬شرح لألستاذ محمد أبو موس ى‪ ،‬لالنتقال إليه‪ :‬اضغط هنا‬

‫‪ -‬شرح لألستاذ إبراهيم الهدهد‪ ،‬لالنتقال إليه‪ :‬اضغط هنا‬

‫نبينا محمد‬ ‫ّ‬


‫وصلى هللا وسلم على ّ‬

‫وعلى آله وصحبه أجمعين‬

‫(‪ )10‬دالئل اإلعجاز للجرجاين (‪)١٦٢ - ١٦١‬‬

‫‪12‬‬

You might also like