Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 77

‫الطبعة الرابعة‬

‫‪1445‬ـه ـ ‪2024‬ر‬
‫َ َ ُ َّ‬ ‫َ‬
‫ومنقحة‬ ‫طبعة م ِزيدة‬

‫يب�وت ـ لبنان‬
‫العنوان‪ :‬المزرعة‪ ،‬بربور‪ ،‬شارع ابن خلدون‪،‬‬
‫بناية اإلخالص‬
‫تلفون وفاكس‪00)961 1(304 311 :‬‬
‫صندوق بريد‪ 5283 :‬ـ ‪ 14‬يب�وت ـ لبنان‬

‫‪email: dar.nashr@gmail.com‬‬
‫‪www.dmcpublisher.com‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ُ‬
‫اهلل‪:‬‬
‫يقول اإلما ُم امل ُ َز ُّن َرحَ ُه ُ‬
‫الرسالة عىل الشافعي ثمانني مرة‪ ،‬فَما ِمن مرة ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫كتاب‬
‫َ‬ ‫«قرأت‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫يقف َع َل خطأ‪َ ،‬‬
‫يكون‬
‫َ‬ ‫اهلل أن‬ ‫افعي ِ‪ِ :‬ه ِيه‪ ،‬أَ َبى ُ‬
‫الش ُّ‬ ‫فقال َّ‬ ‫ِ‬
‫َّإل وكان ُ‬
‫غري ك َتابه»‬ ‫صحيح َ‬ ‫ٌ‬ ‫تاب‬
‫ك ٌ‬
‫خطإ يف كتابِنا َفأَ ْر ِشدنا‬ ‫خي القارئ الكريم‪ ،‬ما َكان ِمن ٍ‬ ‫أَ ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫الشاكرين‪.‬‬ ‫لك من َّ‬ ‫إليه‪ ،‬فَإنَّنا َل َن َّدعي العصمةَ‪ُ ،‬‬
‫وحنن َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اهلل‪:‬‬ ‫ه‬ ‫َق َال َشي ُ‬
‫خ َنا احلاف ُظ اهل َ َرر ُّي َر ُ ُ‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ًّال ُم ِض ًّل»‬ ‫ِ‬
‫«الَّذي َي ْع َتم ُد َو ْح َد ُه َع َل ُمطَالَ َعة ال ُك ُتب َي ْطل ُُع َ‬
‫الث ِ‬ ‫األثبات ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قات‬ ‫ّ‬ ‫العل ِم ِمن أفواه‬ ‫أخي القارئ ِمن تل َِّقي ِ‬
‫ُ َ‬
‫فال بد ِ‬
‫ُ َّ‬
‫ِ‬
‫م َن أهل ِ العل ِم‬ ‫ِ‬

‫‪3‬‬
‫ِ‬
‫تعريف َّية‬ ‫نُ ْب َذة‬
‫ح ِليم‬ ‫يل‬‫بالشيخ الدكتور جِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫بقلم الن ِ‬
‫اش‬ ‫ّ‬
‫السيد الرشيف رئيس مجعية المشايخ الصوفية الشيخ الدكتور عماد الدين أبو‬
‫هو ّ‬
‫القادري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫احلسيين األشعري الشافعي الرفاعي‬
‫ُّ‬ ‫الفضل مجيل بن حممد عيل حليم‪،‬‬
‫علمة العرص وقدوة المحققني احلافظ الشيخ عبد اهلل‬ ‫تل َّقى العلوم والطرق عند َّ‬
‫ً‬
‫طويل وكان يعيد‬ ‫ابن حممد اهلرري الشييب العبدري ولزمه وصحبه واستفاد منه زما ًنا‬
‫بطلب منه ريض اهلل عنه‪ ،‬وقرأ‬‫ٍ‬ ‫دروسه وإمالءاته يف كثري من جمالسه العامة واخلاصة‬
‫والمحدثني من مشاهري‬
‫ّ‬ ‫وسمع وحرض يف علومٍ شت عىل ٍ‬
‫كثري من العلماء والفقهاء‬ ‫ّ‬
‫البالد كمكة والمدينة وجدة ولبنان وسوريا والعراق ومرص وأندنوسيا وتركيا والمغرب‬
‫والمحدثني والمشايخ يف خمتلف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العلماء‬ ‫كثري من‬
‫ّ‬ ‫واليمن واحلبشة وغريها‪ ،‬وأجازه ٌ‬
‫وخاصة بكل ما جتوز هلم روايته ويف الطرق واإلرشاد‬ ‫َّ‬ ‫البالد إجاز ًة عامةً مطلقةً‬
‫والتسليك وإقامة اخلتم واحلرضة ِ‬
‫وتلقني األوراد‪.‬‬
‫وقد حاز الشيخ مجيل عىل شهاديت دكتوراه‪ ،‬األوىل من اجلامعة العالمية يف لبنان‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بتقدير ممتاز مع‬ ‫احلراين»‬ ‫الم َد ّ ِوي ُ‬
‫للم َج ّسم ابن َتيمي َة َّ‬ ‫«السقوط الكبري ُ‬
‫حتت عنوان ُّ‬
‫مرتبة الرشف األوىل‪ ،‬واألخرى من جامعة موالي إسماعيل بالمغرب حتت عنوان‬
‫مشف‬‫«التأويل يف علم الكالم وضوابطه عند أهل السنة واجلماعة» وذلك بتقدير َ ِ‬
‫ّ‬
‫جدا‪.‬‬
‫ًّ‬
‫ِ‬
‫تأليف‬ ‫أول الشيخ مجيل اهتمامه العلم والمطالعة‪ ،‬فهو يعكف اليوم عىل‬ ‫وقد َ‬
‫الكتب وحتقيق مص َّنفات العلماء يف مكتبته «المكتبة األشعرية العبدرية» يف بريوت‬
‫وقد َح َوت ءاالف الكتب المطبوعة والمخطوطة النادرة يف علوم وفنون شىت‪ .‬وقد‬
‫ٍ‬
‫كتاب إىل اآلن‪.‬‬ ‫بلغت مؤلفاته ومص َّنفاته وحتقيقاته لبعض الكتب فوق المائيت‬
‫وحصل تل ّق ًيا أكثر من ثالثمائة كتاب يف‬
‫َّ‬ ‫وقد قرأ وسمع عىل العلماء والمشايخ‬
‫‪4‬‬
‫ٍ‬
‫وتوفيق‬ ‫ٍ‬
‫بعون من اهلل‬ ‫كل الفنون والعلوم وهلل الفضل واحلمد ِ‬
‫والم ّنة وال زال إىل اليوم‬
‫قائما عىل اخلطابة يف المساجد والتدريس وإلقاء حمارضات يف المساجد‬ ‫ٍ‬
‫وتسديد ً‬
‫واجلامعات والمعاهد ويف مناسبات الناس العامة كاجلنائز والتعازي واألعراس‬
‫كثري من المؤمترات‬ ‫جو ًال عىل المحافظات والبالد بذلك‪ ،‬كما وأنه شارك وحرض يف ٍ‬
‫َّ‬
‫كثري من الدول والبالد بطلب ودعوة من أهلها‪ ،‬وله‬ ‫والمهرجانات واالحتفاالت يف ٍ‬
‫العديد من المقابالت واللقاءات يف عدد من وسائل اإلعالم كالتلفزيون واإلذاعة‬
‫والمجلت والصحف‪ ،‬وهو دكتور أستاذ حمارض يف اجلامعة العالمية يف لبنان‪ ،‬كما‬ ‫َّ‬
‫وأنه يعقد جمالس اإلقراء واإلسماع يف األحاديث المسلسلة وكتب احلديث الرشيف‬
‫والتصوف‬‫كالكتب السبعة وغريها من َّأمهات الكتب من العقائد واألحكام والفقه َّ‬
‫وهو َّأول من أ ْق َرأَ صحيحي البخاري ومسلم يف لبنان من تالميذ احلافظ اهلرري‪ ،‬وقد‬
‫اجلم الغفري من المشايخ‬ ‫أ ْق َرأَ إىل اآلن العرشات من الكتب والمؤلَّفات الّيت حرض فيها ّ‬
‫ومعلمات المعاهد والمدارس وخطباء المساجد‬ ‫ِ‬ ‫والدعاة واألساتذة والدكاترة ِ‬
‫ومعلّمي‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫الرشعية‪ ،‬وبعض هذه المجالس تبث مبارشة عىل مواقع‬ ‫َّ‬ ‫الكليات والمعاهد‬
‫َّ‬ ‫وطلب‬ ‫َّ‬
‫قريب‬
‫ٌ‬ ‫شاهدها‬
‫َ‬ ‫التواصل وصفحات الفايسبوك وبعض هذه المجالس والمحارضات‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫مشاهد‪.‬‬ ‫ِمن ثالثة ماليني‬
‫والدعاة‬
‫راسله وهاتفه وكاتبه وشافهه عدد كبري من المشايخ والدكاترة ّ‬ ‫كما وقد َ‬
‫واألساتذة والفقهاء والمحدثني لطلب وأخذ اإلجازة منه‪ ،‬وإجازاته من كل بقاع الدنيا‬
‫ومفص ٌل يف ثبته الموسوم بـ«مجع اليواقيت الغوايل‬
‫َّ‬ ‫قاربت األلف إجازة بعضها مذكور‬
‫من أسانيد الشيخ مجيل حليم العوايل»‪ ،‬وقد طبع مرات ومعظم إجازاته وأكثرها اليت‬
‫المسمى بـ«المجد والمعايل من أسانيد الشيخ مجيل‬ ‫َّ‬ ‫جاءت بالمئات يف ثبته الكبري‬
‫حليم الغوايل»‪.‬‬
‫خص ُه بعض العلماء وأحفاد رسول اهلل ﷺ من األ ُ َس الرشيفة المشهورة‬ ‫هذا وقد َّ‬
‫حممد ﷺ‪ ،‬فحفظها يف «اخلزينة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وأصحاب الطرق من بالد عدة بآثار من آثار رسول اهلل َّ‬
‫احلليمية»‪ .‬ويف كل عام يتربك عرشات اآلالف من المسلمني يف خمتلف البالد ببعض‬
‫جسيم كبري من‬
‫ٌ‬ ‫خري عظيم‬ ‫الزكية المباركة العطرة‪ ،‬وقد حصل بذلك ٌ‬ ‫ّ‬ ‫هذه اآلثار‬
‫‪5‬‬
‫جدا حىت ُجِع‬
‫شفائية رسيعة وظاهرة ً‬
‫َّ‬ ‫دخول بعض ال َّناس يف اإلسالم وظهرت حاالت‬
‫فائية»‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫النبوية أدلّة رشع ّية وحاالت ش ّ‬
‫َّ‬ ‫كتاب طبع مرات وهو «أرسار اآلثار‬ ‫بعضها يف‬
‫ُ‬
‫أسدى من الفضل العميم‬ ‫وهلل احلمد والفضل والثناء والمنة والشكر اجلزيل عىل ما َ‬
‫وصحب ك ّل ٍ‬ ‫ِ‬
‫والمرسلني وءال ك ّل ٍ َ‬
‫َ‬ ‫النبيني‬
‫حممد وعىل كل ّ‬ ‫وصىل اهلل وسلَّم عىل سيدنا َّ‬
‫وسائر عباد اهلل الصاحلني( ( ‪.‬‬
‫المحرم ‪1442‬هـ‬
‫َّ‬ ‫بريوت‪ ،‬اخلميس ‪29‬‬
‫ِ‬
‫الموافق ‪ 17‬أيلول ‪2020‬ر‬

‫( ( للتواصل مع المؤلف راجع ما ييل‪+9613673946 / +9613006078 :‬‬


‫‪info@sheikhjamilhalim.com‬‬
‫‪sheikhjamilhalim@gmail.com‬‬
‫‪6‬‬
‫ح ِليم ِإ َل َر ُسول ِ اهلل ﷺ‬ ‫يل‬‫نسب الشيخ الدكتور جِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ََ ُ ّ‬
‫هو السيد الرشيف احلسيب النسيب الشيخ الدكتور عماد الدين أبو حممد مجيل‬
‫ابن حممد األشعري الشافعي احلسيين الرفاعي القادري ابن السيد حممد ابن السيد عبد‬
‫احلليم ابن السيد قاسم ابن السيد أمحد ابن السيد قاسم ابن السيد عبد الكريم ابن‬
‫السيد عبد القادر ابن السيد عيل ابن السيد حممد ابن السيد ياسني ابن السيد إسماعيل‬
‫ابن السيد حسني ابن السيد حممد ابن السيد إبراهيم ابن السيد عمر ابن السيد حسن‬
‫ابن السيد حسني ابن السيد بالل ابن السيد هارون ابن السيد عيل ابن السيد عيل أيب‬
‫شجاع ابن السيد عيىس ابن السيد حممد ابن أيب طالب ابن السيد حممد ابن السيد‬
‫جعفر ابن السيد احلسن أيب حممد ابن السيد عيىس الرومي ابن السيد حممد األزرق ابن‬
‫السيد أيب احلسن األكرب عيىس النقيب ابن السيد حممد ابن السيد عيل العرييض ابن‬
‫اإلمام جعفر الصادق ابن اإلمام حممد الباقر بن اإلمام السجاد عيل زين العابدين ابن‬
‫اإلمام السبط السعيد الشهيد احلسني ابن السيدة اجلليلة الزكية الطاهرة فاطمة البتول‬
‫زوجة أمري المؤمنني أسد اهلل الغالب عيل بن أيب طالب عليه السالم وابنة رسول رب‬
‫العالمني خاتم النبيني والمرسلني حممد صلوات اهلل وسالمه عليه إىل يوم الدين( ( ‪.‬‬

‫ِ ٍ‬
‫القرشيني‬
‫ّ‬ ‫البهية بأنساب‬
‫الدرر ّ‬
‫صحيح بال م ْر َية مضبوط يف كتاب جامع ّ‬
‫ٌ‬ ‫رشيف‬
‫نسب ٌ‬‫( ( وهذا ٌ‬
‫الشيف كمال احلوت احلسيين‪ ،‬رشكة دار المشاريع الطبعة‬
‫امية‪ ،‬مجع الدكتور ّ‬ ‫الش ّ‬
‫يف البالد ّ‬
‫الثانية (ص‪ )333 ،332‬تاريخ ‪2006‬ر ‪1427 -‬هـ‍‪ ،‬ويف كتاب غاية االختصار يف‬
‫أنساب السادة األطهار‪ ،‬ويليه المستدرك الطبعة الثالثة (ص‪1434 )1‬هـ ـ ‪2010‬م‪ ،‬ويف‬
‫السادة العريضية (ص‪ )434 ،433‬كالمها للدكتور الوليد‬ ‫اجللية يف نسب ّ‬
‫كتاب احلقائق ّ‬
‫العرييض احلسيين البغدادي‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ِ‬
‫قدمة‬‫امل ُ ّ‬
‫حمم ٍد المبعوث‬
‫سيدنا ّ‬‫كثريا‪ ،‬والصالة والسالم عىل ّ‬‫محدا ً‬
‫ِ‬
‫رب العالمني ً‬ ‫احلمد هلل ّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عبده‬
‫حمم ًدا ُ‬
‫وأشه ُد َّأن ّ‬
‫المبني‪َ ،‬‬‫ك احل َ ُّق ُ‬ ‫بشريا ونذ ًيرا‪ ،‬وأشهد ْأن ال إله ّإل ُ‬
‫اهلل المل ُ‬ ‫ً‬
‫ني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ورسولُه إىل العالَم َ‬
‫وجل‪:‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬ ‫عز َّ‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد قال اهلل َّ‬ ‫ُ‬
‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬
‫ليل‬‫حمم ًدا ﷺ ِمن اإلرساء به ً‬ ‫أكرم به َنب َّي ُه ّ‬
‫ِ‬
‫ﭦ ﭧ ﭼ‪ ،‬فأخ َربنا سبحانه وتعاىل بما َ‬
‫قدس‪ ،‬ثُ ّم ُع ِر َج به ﷺ‬ ‫ببيت الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫المبارك‬ ‫األقص‬ ‫ِ‬
‫المسجد‬ ‫المسجد احلرا ِم بم ّكة إىل‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وباهر اآليات‪ِ،‬‬ ‫ِ‬
‫يب المصنوعات ِ‬ ‫عج ِ‬ ‫وجل من ِ‬ ‫ِ‬ ‫عز ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ّ‬
‫السماوات ُلي َيه ُ‬ ‫يف اللَّيلة ذاتا إىل ّ‬
‫ربيل ِ‬
‫عليه‬ ‫الرسول ِ ﷺ مع ِج َ‬ ‫رسى ّ‬ ‫فكان َم َ‬ ‫َ‬ ‫وجل بذلك يف ُسورة ِ ال َّنج ِم‪،‬‬ ‫عز َّ‬ ‫رصح ّ‬ ‫وقد َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعم ُره‬ ‫المنا ِم‪ُ ،‬‬ ‫وروحه الطّاهرة ﷺ َيقظةً ال يف َ‬ ‫الشيف ُ‬ ‫جبسده ّ‬ ‫المكرمة َ‬ ‫ّ‬ ‫الم من م ّكة‬ ‫الس ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المباركة‬ ‫َ‬ ‫يوما أي قبل اهلجرة‬ ‫عش ً‬ ‫أشه ٍر وثالث َة َ‬ ‫ومخسون سنةً وثماني ُة ُ‬ ‫إحدى ُ‬ ‫إ ْذ ذاك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األنور األز َهر األ َغ ّر‪ ،‬وقيل كان يف‬ ‫األول األعطَر َ‬ ‫سبع عرش َة من ربيع ٍ ّ‬ ‫بعامٍ‪ ،‬وذلك ليل َة َ‬
‫شهر رج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫وعرشين من ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ليلة سبع ٍ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عنهم‬ ‫الصحابة الكرا ِم‪ ،‬ووصل َْتنا ُ‬ ‫وقَد َر َوى ق ّصة اإلرساء والمعراج ِ طائف ٌة كثري ٌة من ّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مجاعات ِمن التابعني ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ستعي ًنا‬ ‫فاختت م ِ‬
‫َ ُ ُ‬ ‫وحسنة‪،‬‬ ‫الثقات من ط ُُرق صحيحة َ‬
‫ٍ‬ ‫ّ َ ّ‬ ‫ِ‬
‫طريق‬ ‫ِمن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫باهلل أن أمجع ِمن ال ُك ِ‬ ‫ِ‬
‫ني حدي ًثا مرفو ًعا َإل ال ّن ِ ّب ﷺ‬ ‫احلديثية المشهورة َن ِّي ًفا وأربع َ‬ ‫ّ‬ ‫تب‬ ‫ْ َ‬
‫ِ ِ‬
‫عان ِمّا تل َّقي ُته‬ ‫عض الم ِ‬
‫رشحا وإيضاحات ل َب ِ َ‬
‫ِ‬
‫المتضمنة ً‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫الموقوفات‬ ‫وموقو ًفا وزياد ًة ِمن‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫يت هذا اجلز َء‬ ‫وجل‪ ،‬وأثْ َر ُ‬ ‫عز َّ‬ ‫يد عالية َبفضل ِ اهلل َّ‬ ‫وعامةً بأسان َ‬ ‫ّ‬ ‫خاصةً‬ ‫ّ‬ ‫سما ًعا وإجاز ًة‬
‫غريب األلفاظِ‬ ‫ِ‬ ‫القرءان واألحكا ِم ورشح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتفسري‬ ‫ِ‬
‫يف بتعليقات ُم ِه ّمة يف العقيدة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اللَّط َ‬
‫ِ‬ ‫أحاديث ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واإلرساء»‪.‬‬ ‫المعراج ِ‬ ‫«األربعني ال َعلْيا َء يف‬ ‫َ‬ ‫وأسمي ُته‬ ‫المشكل‪َ ،‬‬ ‫وح ّل ِ ُ‬ ‫َ‬
‫نافعا يل ولِمن ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شتغ ُل‬ ‫َ َ‬ ‫رب ال َعرش ِ الك َِري ِم ْأن َي َعل هذا اجلُز َء ً‬ ‫يم َّ‬ ‫اهلل ال َعظ َ‬ ‫وأسأل َ‬ ‫ُ‬
‫وحسبنا‬ ‫ِ‬
‫اإلميان‪،‬‬ ‫به‪ ،‬وأن يرزقَنا اإلخالص يف الطّاعة ما ح ِيينا‪ ،‬وأن يتوفانا عىل ِ‬
‫كامل‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫الوكيل‪.‬‬ ‫عم‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫اهلل ون َ‬ ‫ُ‬
‫‪8‬‬
‫ِ‬
‫ال َّتوط َئة‬
‫ِ‬
‫يدة أهل اإلميان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املزيان يف َبيان َعق َ‬
‫ِ‬
‫احلبيب‬ ‫حممد‪،‬‬ ‫رب العالمني‪ ،‬وصىل اهلل وسلَّم ورشف وكرم عىل ِ‬ ‫احلمد هلل ِ‬
‫سيدنا َّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المحبوب‪ ،‬العظي ِم اجلاه‪ ،‬العايل الق ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪،‬‬ ‫المرسلني وقائد ال ُغ ّ ِر الم َح َّجل َ‬ ‫َ‬ ‫األمني‪ ،‬وإما ِم‬ ‫َدر طه‬
‫ات‬ ‫المؤمنني البار ِ‬ ‫ِ‬ ‫المكرمني‪ ،‬وعىل زوجاتِه َّأمهات‬ ‫يامني‬‫يته الم ِ‬ ‫وعىل ذ ُِريته وأهل ِ ب ِ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َّ‬
‫ومن َتب َع ُهم‬ ‫ِ‬ ‫الطيبني الط ِ‬ ‫ِ‬ ‫الت ِقيات ال َّنقيات الطاهرات الصفيات‪ ،‬وصحابته ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاهرين‪َ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الدين‪.‬‬ ‫بإحسان إىل َيو ِم ّ‬
‫ِ‬
‫وخلفا‪ ،‬وهي المرجع الذي‬ ‫ً‬ ‫األمة اإلسالمية سل ًَفا‬ ‫كل ّ‬ ‫بعد‪ ،‬فهذه عقيد ُة ّ‬ ‫أما ُ‬
‫المسلمني‪ ،‬وهي مزيان‬ ‫َ‬ ‫يكون من‬ ‫ُ‬ ‫عقائد الناس‪ ،‬فمن خالفها أو كذهبا ال‬ ‫ُ‬ ‫تُ ْعرض عليه‬
‫زي َف الباطل ِ وزي َغ ُه‪ ،‬فكان ال بُ َّد من هذا البيان المه ِم خلصوص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫ّ‬ ‫احلق الذي َي ْكش ُف ْ‬
‫رض وعمو ِم ال َّن ْفعِ؛ وعليه‪:‬‬ ‫ال َغ ِ‬
‫ٍ‬
‫واحد‬ ‫ٌ‬ ‫وجل‬ ‫عز َّ‬ ‫اهلل َّ‬‫يعلم َّأن َ‬ ‫جيب عىل ك ّل ِ مكلف أن َ‬ ‫اهلل وإيا َك أن ُه ُ‬ ‫أرشدنا ُ‬ ‫اعلم َ‬
‫واألرض‬ ‫رسهِ العلوي والسفيل والعرش والكريس‪ ،‬والسمـ ِ‬
‫وات‬ ‫خلق العامل بأ ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ملك ِ‬
‫ه‬ ‫يف ِ‬
‫َ‬ ‫ٰ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تتحر ُك ذر ٌة إال بإذنه‪ ،‬ليس‬ ‫مقهورون بقدرته‪ ،‬ال َ‬ ‫َ‬ ‫مجيع اخلالئق‬ ‫بينه َما‪ُ .‬‬ ‫فيهما وما ُ‬ ‫وما َ‬
‫ِ‬
‫الغيب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رشيك يف الملك‪ ،‬حي قيو ٌم ال تأخذُ ُه س َن ٌة وال نو ٌم‪ ،‬عامل ُ‬ ‫ٌ‬ ‫اخللق وال‬ ‫مع ُه ُم َد ّب ٌر يف‬
‫والبحر‪ ،‬وما تسقطُ‬ ‫ِ‬ ‫الرب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والشهادة ِ ال خيفى عليه ىشء يف‬
‫يعلم ما يف ّ‬ ‫األرض وال يف السماء‪ُ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كتاب‬ ‫رطب وال يابس ٍ إال يف‬ ‫األرض وال‬ ‫ِ‬ ‫ظلمات‬ ‫يعلم َها‪ ،‬وال حبة يف‬ ‫من ورقة إال ُ‬
‫ٍ‬
‫مبني‪.‬‬
‫يشاء‪،‬‬ ‫ىشء عد ًدا‪ٌ ،‬‬ ‫أحاطَ بكل ِ ىشء علما وأحص كل ٍ‬
‫قادر عىل ما ُ‬ ‫يريد‪ٌ ،‬‬ ‫فعال لما ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫ً‬
‫دافع‬ ‫ِ‬ ‫له الملك وله ِ‬
‫األسماء احلسىن‪ ،‬ال َ‬ ‫ُ‬ ‫والقضاء‪ ،‬وله‬ ‫ُ‬ ‫احلكم‬
‫ُ‬ ‫والبقاء‪ ،‬وله‬ ‫ُ‬ ‫الغىن‪ ،‬وله الع ُّز‬ ‫ُ‬
‫يشاء‪ ،‬ال‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫وي ُك ُم يف َخلْقه بما ُ‬ ‫يريد‪ْ َ ،‬‬ ‫مانع لما أعطَى‪َ ،‬ي ْف َع ُل يف ملكه ما ُ‬ ‫قض‪ ،‬وال َ‬ ‫لما َ‬

‫‪9‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وكل ِن ْعمة م ْن ُه‬ ‫عليه ُح ْك ٌم‪ُّ ،‬‬ ‫يلز ُم ُه وال‬ ‫حق َ‬ ‫عقابا‪ ،‬ليس عليه ٌ‬ ‫خياف ً‬ ‫ُ‬ ‫ثوابا وال‬ ‫رجو ً‬ ‫َي ُ‬
‫ِ‬ ‫ألون‪َ .‬موجو ٌد َ‬ ‫مة منه َع ْد ٌل‪ ،‬ال ُي ُ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ليس‬ ‫قبل اخلَلْق‪َ ،‬‬ ‫عما َي ْف َع ُل وهم ُي ْس َ‬ ‫سأل ّ‬ ‫ف َْض ٌل وكل ن ْق‬
‫كل‬ ‫خلف‪ ،‬وال ٌّ‬ ‫شمال‪ ،‬وال أما ٌم وال ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ميني وال‬ ‫حتت‪ ،‬وال ٌ‬ ‫فوق وال ٌ‬ ‫بعد‪ ،‬وال ٌ‬ ‫قبل وال ٌ‬ ‫ل ُه ٌ‬
‫األكوان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫كو َن‬
‫مكان‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫كان وال‬ ‫كيف‪َ ،‬‬ ‫كان وال َ‬ ‫أين َ‬ ‫كان وال َ‬ ‫مت َ‬ ‫يقال َ‬ ‫بعض‪ ،‬وال ُ‬ ‫وال ٌ‬
‫بالمكان‪ ،‬وال يش َغ ُل ُه شأْ ٌن عن شأْ ٍن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يتخص ُص‬ ‫َّ‬ ‫بالزمان‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫الزمان‪ ،‬ال يتق ََّي ُد‬ ‫َ‬ ‫ودب َر‬
‫َّ‬
‫يتخص ُص بالذّ هنِ‪ ،‬وال يتم َّث ُل يف النفسِ‪ ،‬وال‬ ‫عقل‪ ،‬وال‬ ‫وهم وال يكتن ُف ُه ٌ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫وال يلح ُق ُه ٌ‬
‫واألفكار‪ ،‬ﭽ ﭡ ﭢ‬ ‫ُ‬ ‫األوهام‬
‫ُ‬ ‫يتكيف يف العقلِ‪ ،‬ال َت ْل َح ُق ُه‬ ‫ُ‬ ‫ور يف الوه ِم‪ ،‬وال‬ ‫ُي َت َص ُ‬
‫ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭼ‪.‬‬
‫الرمحـٰ ُن عىل العرش ِ استوى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجللوس والقعود واالستقرار والمحاذاة‪ّ ،‬‬ ‫رب عن‬ ‫تنزه ّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إظهارا لقدرته ومل َّيتخذه مكا ًنا‬ ‫ً‬ ‫العرش‬‫خلق َ‬ ‫منزها عن المماسة واالعوجاجِ‪َ ،‬‬ ‫ً‬ ‫استواء‬
‫ً‬
‫الرمحـٰ ُن عىل العرش ِ استوى‬ ‫كافر‪ّ ،‬‬ ‫جالس عىل العرش ِ فهو ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫اهلل‬
‫اعتقد َّأن َ‬ ‫َ‬ ‫لذاتِ ِه‪ ،‬ومن‬
‫وتقد َس‬ ‫تنز َه َّ‬ ‫يشاء‪َّ ،‬‬ ‫ف فيه كيف ُ‬ ‫رص ٌ‬ ‫قاهر للعرش ِ ُم َت ِ‬ ‫للبرش‪ ،‬فهو ٌ‬ ‫ِ‬ ‫خيطر‬
‫ّ‬ ‫كما أخ َرب ال كما ُ‬
‫ِ‬ ‫رب والب ِ‬ ‫ِ‬
‫عد باحل ِ ّس ِ والمسافة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫والسكون‪ ،‬وعن االتصال ِ واالنفصال ِ وال ُق ِ‬ ‫ِ‬ ‫رب عن احلركة‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األفهام‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُّنون وال‬ ‫وهام وال الظ ُ‬ ‫رب ال ُتيطُ به األ َ ُ‬ ‫جل ّ‬ ‫والزوال واالنتقال‪َّ ،‬‬ ‫حول ّ‬ ‫الت ُّ‬ ‫وعن َّ‬
‫وأحكمهم ِبعلْمه‪ ،‬و َخ َّصهم بمشيئته‪ ،‬و َد َّب َرهم‬ ‫ب‪ ،‬خلق اخللق ب ُقدرته‪،‬‬ ‫ال ِفكر َة يف الر ِ‬
‫َ‬ ‫َّ ّ‬
‫ِ‬
‫كمته‪ ،‬مل يكن له يف َخلْقهم ُمعني‪ ،‬وال يف َتدبِريهم ُمشري وال ظ َِهري‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حب َ‬
‫يلُّه (ما)‪ ،‬وال َي ُع ُّده‬ ‫ِ‬ ‫(ل)‪ ،‬وال ُي ِ‬ ‫ال يلزمه ِ‬
‫(حيث)‪ ،‬وال َ ُ‬ ‫او ُره (أين)‪ ،‬وال ُيالص ُقه َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(أي)‪ ،‬وال ُيظلُّه (فَوق) وال‬ ‫(مت)‪ ،‬وال ُييطُ به ( َكيف)‪ ،‬وال َينالُه ٌّ‬ ‫( َكم)‪ ،‬وال َي ُصه َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُي ِقلُّه َ‬
‫ي ُّده‬ ‫خذه ( َخلْف)‪ ،‬وال َ ُ‬ ‫(ح ّد)‪ ،‬وال ُيزاحُه (عند)‪ ،‬وال يأ ُ‬ ‫(تت)‪ ،‬وال ُيقابلُه َ‬
‫وج ْده (كان)‪ ،‬ومل‬ ‫يمعه ( ُك ّل)‪ ،‬ومل ي ِ‬
‫ُ‬ ‫(بعد)‪ ،‬ومل َ ْ َ ْ‬ ‫تقد ُمه (ق َْبل)‪ ،‬ومل َي ُف ْته َ‬ ‫(أمام)‪ ،‬ومل َي َّ‬
‫َي ْف ِق ْده (لَيس)‪.‬‬
‫ثني‪ ،‬ال َي َ ُّس وال‬ ‫وسم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تقد َس عن ك ّل ِ‬
‫المحد َ‬ ‫َ‬ ‫ات‬ ‫المخلوقني َ‬ ‫َ‬ ‫صفات‬ ‫ال إلـٰه إال هو‪َّ ،‬‬
‫قاس بالناس‪ ،‬نُ َو ِّح ُده وال نُ َب ِّع ُضه‪،‬‬ ‫باحلواس وال ُي ُ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ف‬ ‫عر ُ‬ ‫ي ُّس‪ ،‬ال ُي َ‬ ‫ي ُّس وال ُ َ‬ ‫ُي َ ُّس وال ُ َ‬

‫‪10‬‬
‫فالمجسم كافر باإلمجاع وإن قال‪« :‬اهلل‬ ‫ِ‬ ‫بصفات األجسام‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫جسما وال َّيت ِص ُف‬ ‫ليس‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫شخصا‪ ،‬وليس‬ ‫ً‬ ‫جسم ال كاألجسام» وإن صام وصىل صور ًة‪ ،‬فاهلل ليس شب ًحا‪ ،‬وليس‬ ‫ٌ‬
‫األعراض‪ ،‬ليس مؤل ًَّفا وال ُم َر َّك ًبا‪ ،‬ليس بذي‬ ‫ُ‬ ‫جوهرا‪ ،‬وليس َع َر ًضا‪ ،‬ال َت ُُّل فيه‬ ‫ً‬
‫هواء وليس‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يما وليس ً‬ ‫ماء وليس َغ ً‬
‫ظالما‪ ،‬ليس ً‬ ‫ً‬ ‫ضوءا وليس‬‫أبعاض وال أجزاء‪ ،‬ليس ً‬
‫افرتاق‪.‬‬
‫َ‬ ‫اجتماع له وال‬‫َ‬ ‫روح‪ ،‬ال‬ ‫روحا وال له ٌ‬ ‫نارا‪ ،‬وليس ً‬ ‫ً‬
‫منز ٌه عن الطُّول ِ وال َع ْر ِ‬
‫ض وال ُع ْم ِق‬ ‫ال جتري عليه اآلفات وال تأخذُ ه ِ‬
‫ات‪ّ ،‬‬ ‫الس َن ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ي ُّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والسمك ِ‬
‫ي ُّل فيه ىشء‪ ،‬وال َي ْن َح ُّل منه ىشء‪ ،‬وال َ ُ‬ ‫واأللوان‪ ،‬ال َ ُ‬ ‫والتأليف‬ ‫والرتكيب‬ ‫َّ ْ‬
‫ِ‬
‫فمن ز َعم ّأن اهلل يف ىشء أو من ىشء أو عىل ىشء‬ ‫هو يف ىشء‪ ،‬ألنه ليس كمثله ىشء‪َ ،‬‬
‫حمصورا‪ ،‬ولو كان ِمن ىشء لكان ُم َد ًثا أي خملو ًقا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أشك‪ ،‬إذ لو كان يف ىشء لكان‬ ‫فقد ْ َ‬
‫لمه أينما كنتم ال ختفى عليه خافية‪ ،‬وهو‬ ‫حممول‪ ،‬وهو معكم ِبع ِ‬ ‫ً‬ ‫ولو كان عىل ىشء لكان‬
‫أعلم بكم منكم‪ ،‬وليس كاهلواء خمالطًا لكم‪.‬‬
‫واحد ال يتبعض وال يتعدد ليس حر ًفا‬ ‫ٌ‬ ‫وكالمه كال ٌم‬
‫ُ‬ ‫تكليما‪،‬‬
‫ً‬ ‫وكلَّم اهلل موىس‬
‫أبدي ليس ككالم‬ ‫وال صو ًتا وال لغةً ‪ ،‬ليس ُمب َت َد ًأ وال ُم َت َت ًما‪ ،‬وال يتخلله انقطاع‪ٌ ،‬‬
‫أزيل ٌ‬
‫المخلوقني‪ ،‬فهو ليس بفم وال لسان وال شفاه وال خمارج حروف وال انسالل هواء وال‬
‫كالمه صف ٌة من صفاتِه‪ ،‬وصفاتُه أزلي ٌة أبدي ٌة كذاتِه‪ ،‬وصفاته ال‬ ‫ُ‬ ‫اصطكاك أجرام‪.‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫الذات‪،‬‬ ‫حدوث‬
‫َ‬ ‫يستلزم‬
‫ُ‬ ‫وحدوث الصفة‬‫ُ‬ ‫عالمات احلدوثِ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أكرب‬
‫التغي ُ‬ ‫ألن ُّ َ‬
‫تتغي َّ‬‫َّ‬
‫عقائدكم‬
‫َ‬ ‫منز ٌه عن كل ذلك‪ ،‬مهما تصورت ببالك فاهلل ال يشبه ذلك‪ ،‬فصونوا‬ ‫واهلل َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فإن ذلك من أصول ِ الكفر‪ ،‬ﭽ ﭡ‬ ‫تشابه من الكتاب والس َّنة َّ‬ ‫الت َم ُّسك بظاه ِر ما َ‬ ‫من َّ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﭼ ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭼ‪ ،‬ومن زعم أن‬
‫اخلالق المعبو َد‪ ،‬فاهلل تعاىل ليس بقدر العرش وال أوسع منه‬ ‫َ‬ ‫إلـٰهنا حمدو ٌد فقد َج ِه َل‬
‫ربنا عن احلدود والغايات‬ ‫ِ‬
‫وال أصغر‪ ،‬وال تص ُّح العبادة إال بعد معرفة المعبود‪ ،‬وتعاىل ّ‬
‫واألركان واألعضاء واألدوات‪ ،‬وال حتويه اجلهات الست كسائر المبتدعات‪ ،‬ومن‬
‫وكفر‪.‬‬
‫وصف اهلل بمعىن من معاين البرش فقد خرج من اإلسالم َ‬
‫ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﭼ‪ ،‬ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ‪ ،‬ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫‪11‬‬
‫ﮨ ﮩ ﭼ‪ ،‬ﭽ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﭼ ما شاء اهلل كان وما مل يشأْ مل يكن‪،‬‬
‫ٍ‬
‫وسكنات ونوايا وخواطر‬ ‫ٍ‬
‫وحركات‬ ‫وكل ما دخل يف الوجود من أجسامٍ وأجرامٍ وأعمال ٍ‬ ‫ّ‬
‫وم َرض ولذّ ة وأمل وف ََرح وحزن وانزعاج وانبساط وحرارة وبُرودة‬ ‫وحياة وموت وصحة َ‬
‫وإميان وكفر وطاعة ومعصية وفوز وخرسان وتوفيق‬ ‫ٍ‬ ‫ولُيونة وخشونة وحالوة ومرارة‬
‫وخذالن وحتركات وسكنات اإلنس واجلن والمالئكة والبهائم وقطرات المياه والبحار‬
‫واألهنار واآلبار وأوراق الشجر وحبات الرمال واحلىص يف السهول واجلبال والقفار فهو‬
‫خبلق اهلل‪ ،‬بتقديره وعلمه األزيل‪ ،‬فاإلنس واجلن والمالئكة والبهائم ال خيلقون شي ًئا‬
‫من أعماهلم‪ ،‬وهم وأعماهلم َخلْق هلل‪،‬ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ‪ ،‬ومن كذَّ َب‬
‫بالقدر فقد كفر‪.‬‬
‫أعيننا وغوثنا ووسيلتنا ومعلمنا‬‫ونشهد أن س ِيدنا ونبينا وعظيمنا وقائدنا وقُرة ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََّ‬
‫أرسلَه‬
‫وحبيبه وخليلُه‪َ ،‬من َ‬
‫ُ‬ ‫وصفيه‬
‫ُّ‬ ‫عبده ورسولُه‪،‬‬
‫حمم ًدا ُ‬ ‫وهادينا ومرشدنا وشفيعنا َّ‬
‫ونذيرا‬ ‫شا‬ ‫اهلل رمحةً للعالمني‪ ،‬جاءنا بدين اإلسالم ك ُك ّل ِ األنبياء والمرسلني‪ ،‬هاديا ِ‬
‫ً‬ ‫وم َب ّ ً‬
‫ً ُ‬ ‫ُ‬
‫نريا‪ ،‬فبلَّغ الرسالة وأدى األمانة ونصح‬ ‫ِ‬
‫اجا ُم ً‬
‫اجا وس ً‬ ‫قمرا و َّه ً‬ ‫وداعيا إىل اهلل بإذنه ً‬
‫ً‬
‫ونصح وهدى إىل طريق‬ ‫َ‬ ‫وأرشد‬
‫َ‬ ‫حق جهاده حىت أتاه اليقني‪ ،‬ف َعل ََّم‬ ‫األمة وجاهد يف اهلل ّ‬
‫ٍ‬ ‫ِّ‬
‫أرسلَه‪ ،‬وريض اهلل عن ساداتنا وأئمتنا وقدوتنا‬ ‫احلق واجل َّنة‪ ،‬ﷺ وعىل ك ّل ِ رسول َ‬
‫ومالذنا أيب بكر وعمر وعثمان وعيل وسائر العرشة المبرشين باجلنة األتقياء الربرة وعن‬
‫المربآت‪ ،‬وعن أهل البيت األصفياء‬ ‫أمهات المؤمنني زوجات النيب الطاهرات النقيات َّ‬
‫األجالء وعن سائر األولياء وعباد اهلل الصاحلني‪.‬‬
‫احلق الّذي عليه األشاعرة والماتريدية‬ ‫ِ‬
‫ضل والم َّن ُة ْأن هدانا هلذا ّ‬ ‫والف ُ‬
‫احلمد َ‬
‫ُ‬ ‫وهلل‬
‫رب العالمني‪.‬‬ ‫واحلمد هلل ّ‬
‫ُ‬ ‫األمة اإلسالمية‪،‬‬
‫وكل ّ‬ ‫ُّ‬

‫‪12‬‬
‫قدم ٌة يف ِعل ِم احلديث ِ َّ ِ‬
‫الشيف ِ وإسنادهِ‬ ‫م ِ‬
‫ُ ّ‬
‫ْ‬
‫أمهية اإلسناد‪:‬‬
‫َيف بِ ِه إذا‬ ‫ِ‬ ‫الم ِه ّمة يف َتوث ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األخبار‪ ،‬فك َ‬ ‫يق‬ ‫ك فيه ّأن اإلسنا َد من األُمور ُ‬ ‫إن مّا ال َش ّ‬ ‫ّ‬
‫أول وأ َه ُّم‪.‬‬ ‫بالس َند َ‬ ‫فل َ ْن ُي ْؤ َخذَ ذلك َّ‬ ‫اإلخبار عن رسول ِ اهلل ﷺ َ‬ ‫ِ‬ ‫ذلك يف‬ ‫كان َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫منقول ِمن قَولم‪:‬‬ ‫ً‬ ‫كون‬‫فع احلديث إىل قائله‪ ،‬وجيو ُز ْأن َي َ‬
‫ِ‬
‫واإلسنا ُد يف اللُّغة هو َر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خبار َعن‬ ‫احلديث عىل ِاإل ِ‬ ‫ون يف ِص ّحة‬ ‫اظ َيع َت ِم ُد َ‬ ‫فإن احل ُ ّف َ‬ ‫الن َس َن ٌد» أي ُمع َت َم ٌد‪ّ ،‬‬ ‫« ُف ٌ‬
‫أيضا‪.‬‬ ‫احلديث َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ند أهل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الس َند ً‬ ‫عل رجال َّ‬ ‫الس َند ع َ‬ ‫ويطل َُق َّ‬ ‫طَريقه‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫المؤ ّكدةِ‪ ،‬ولذَ لك قال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َنن ُ‬ ‫وس ّن ٌة من ُّ‬ ‫إن اإلسنا َد من َخصائص هذه األ ُ ّمة ُ‬ ‫ثُ ّم ّ‬
‫َقال َمن شا َء‬ ‫الدينِ‪ ،‬ولَوال ِاإلسنا ُد ل َ‬ ‫عبد اهلل بن المبارك ريض اهلل عنه‪« :‬اإلسناد ِمن ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َب هذه الطّائ َفة له و َكثر ُة‬ ‫ما شا َء» اهـ‪ .‬وقال أبو َعبد اهلل احلاك ُم‪« :‬فلَوال اإلسنا ُد و َطل ُ‬
‫والب َدع ِ فيه بِ َوضع ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلحلاد ِ‬ ‫نار ِاإلسال ِم‪ ،‬ولَ َت َم َّك َن ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أهل‬ ‫ُموا َظ َبتهم عىل ح ْفظه َلد َر َس َم ُ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يث و َقل ِ‬‫األحاد ِ‬ ‫ِ‬
‫األخبار إذا َت َع َّر ْت َعن ُوجود األسانيد فيها كا َن ْ‬ ‫َ‬ ‫فإن‬‫ْب األسانيد‪َّ ،‬‬
‫َب ْ ًتا» اهـ‬
‫الز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هر ُّي‪،‬‬ ‫ند ُه ُّ‬ ‫بن أيب َحكي ٍم كان عند إسحاق بن ِ أيب ف َْرو َة وع َ‬ ‫ُوحكي ّأن ُعتب َة َ‬
‫الز ْه ِر ُّي‪:‬‬‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فقال له ُّ‬ ‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬قال‬ ‫ُ‬ ‫ول‪ :‬قال‬ ‫ابن أيب ف َْر َو َة َي ُق ُ‬‫ف َج َعل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«يا ابن أَ ِب فَرو َة ال ت ِ‬
‫خط ٌُم وال أَ ِز ّمةٌ»‪.‬‬ ‫َيس لَ ا ُ‬ ‫يث ل َ‬ ‫ك؟! ُت َّدثُنا بِأَحاد َ‬ ‫سن ُد َحدي َث َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اإلسناد و َط َل ُب ُه‪:‬‬ ‫ُعل ُُّو‬
‫رب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ِمن ال ّن ِ‬ ‫ثُم إن اإلسناد ِ‬
‫العال أَ َ‬
‫وألن قُ َ‬
‫ألن ال ُعل ُّو ُي ْبع ُد اإلسنا َد م َن اخلَلَل‪ّ ،‬‬
‫ازل َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َّ‬
‫ِ‬ ‫عز و َج َّل ولذلك اس ُت ِح ّبت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بن َحنبلٍ‪:‬‬ ‫أمحد ُ‬
‫الرحلة فيه‪ ،‬وقال ُ‬ ‫ّ‬ ‫اإلسناد قُرب ٌة إىل اهلل َّ‬
‫العال ُس ّن ٌة َع َّم ْن َسلَف» اهـ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلسناد ِ‬ ‫َب‬
‫«طل ُ‬
‫ون ِرجالُه أوثَ َق ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ازل ِ َم ِز ّي ٌة ال تُو َج ُد يف العال َكأَ ْن َي ُك َ‬
‫اإلسناد ال ّن ِ‬ ‫كان يف‬
‫َن َعم إذا َ‬

‫‪13‬‬
‫ٍ‬ ‫االتِ ُ‬ ‫ِ‬
‫ول‪.‬‬‫حينئذ أَ َ‬ ‫از َل‬ ‫فإن ال ّن ِ‬ ‫أظه َر ّ‬ ‫صال فيه َ‬ ‫أحف َظ أو أ ْف َق َه أو كان ّ‬ ‫ِرجاله أو َ‬
‫ام ٍر َيسألُ ُه َع ْن‬ ‫طاء بن ِ أيب رباح ٍ قال‪ :‬خرج أبو أيوب ِإ َل عقب َة بن ِ ع ِ‬ ‫وروي عن ع ِ‬
‫َُْ ْ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أح ٌد َسم َع ُه م ْن َرسول اهلل ﷺ َغ ْ ُي ُه و َغ ْ ُي‬ ‫َحديث َسم َع ُه م ْن َرسول اهلل ﷺ ولَ ْ َي ْب َق َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫نزل ِ مسلَم َة بن ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص فأ ْخ َ َب ُه ف َع َّج َل‬ ‫ملَد األ ْن َصار ّي وهو أم ُري م ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫ُع ْق َبةَ‪ ،‬فل ََّما قَد َم َإل َم ِ َ ْ َ‬
‫يث َس ِم ْع ُت ُه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َال‪َ :‬حد ٌ‬ ‫وب؟ فق َ‬ ‫ك يا أبا ّأي َ‬ ‫َعلَيه‪ ،‬ف َخ َر َج إلَيه فعا َن َق ُه ثُ َّم ق ََال لَ ُه‪َ :‬ما َجا َء بِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫أح ٌد َسم َع ُه م ْن َرسول اهلل ﷺ َغ ْيي و َغ ْ ُي ُع ْق َب َة ْ‬
‫فاب َع ْ‬ ‫م ْن َرسول اهلل ﷺ لَ ْ َي ْب َق َ‬
‫نزل ِ ُع ْقبةَ‪ ،‬فأُ ْخ ِ َب ُع ْقب ُة ف َع َّج َل‬ ‫ِِ‬
‫ث َم َع ُه َمن َي ُدلُّ ُه َع َل َم ِ‬
‫ْ‬ ‫َم ْن َي ُدل ُِّن َع َل َم ْن ِزله‪ ،‬ق ََال‪ :‬ف َب َع َ‬
‫يث س ِمعته ِمن رسول ِ‬ ‫ِ‬ ‫فخرج ِإل ِ‬
‫َال‪َ :‬حد ٌ َ ْ ُ ُ ْ َ‬ ‫وب؟ فق َ‬ ‫ك يا أبا ّأي َ‬ ‫َال‪ :‬ما َجا َء بِ َ‬ ‫َيه ف َعا َن َق ُه‪ ،‬فق َ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أح ٌد َس ِم َع ُه ِم ْن َرسول ِ اهلل ﷺ َغ ْ ِيي و َغ ْ ُي َك ِف َس ْ ِت ال ُْم ْؤ ِمنِ‪ ،‬ق ََال ُع ْق َبةُ‪:‬‬ ‫اهلل ﷺ لَ ْ َي ْب َق َ‬
‫قول‪« :‬من ست مؤ ِمنا ِف الدنيا ع َل َ ٍ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل يَ ْو َم‬‫خ ْزيَة َس َ َت ُه ُ‬ ‫ُّ ْ َ َ‬ ‫سول اهلل ﷺ َي ُ َ ْ َ َ َ ُ ْ ً‬ ‫ت َر‬ ‫َن َع ْم َسم ْع ُ‬
‫اج ًعا‬ ‫احل َِت ِه فَركِبها ر ِ‬ ‫َال لَه أبو أيوب‪ :‬صدقت‪ ،‬ثم انصف أبو أيوب ِإ َل ر ِ‬
‫ّ َ َ َ ْ َ ُ َّ ْ َ َ َ‬ ‫الْق َيا َمة»‪َ ،‬فق َ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬
‫جائزة مسلَم َة بن ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص‪.‬‬ ‫ملَد إ َّل ب َعريش م ْ َ‬ ‫ُ َ ْ َ ْ َْ‬ ‫ِإ َل ال َْم ِدي َنة ف ََما أ ْد َر َك ْت ُه‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫عرفة‬ ‫لو اإلسناد ما قَالَ ُه يف َ‬
‫«م‬ ‫ِوممّا اس َت َد َّل به أبو عبد اهلل احلاك ُم عىل استحباب ُع ّ‬
‫م َّم ُد ْب ُن ِإ ْس َح َ‬ ‫«ح َّدثَ َنا أبو ال َع َّب ِ‬ ‫ِ‬
‫اق‬ ‫قوب ثنا ُ َ‬ ‫م َّم ُد ْب ُن َي ْع َ‬ ‫اس ُ َ‬ ‫ونصه‪َ :‬‬ ‫ُعلو ِم احلديث» ُّ‬
‫ت َع ْن أ َنس ٍ ق ََال‪ُ :‬ك َّنا ُ ِني َنا أَ ْن‬ ‫ض ثنا سلَيمان بن الم ِغريةِ عن ثَابِ ٍ‬ ‫الص َغ ِان ثنا أبو ال َّن ْ ِ‬
‫ُ َْ ُ ْ ُ ُ َ َ ْ‬ ‫َّ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫سول اهلل ﷺ عن َشء َفك َ ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل م ْن أَ ْهل ِ ال َباد َية ف ََيسألَ ُه‬ ‫َان ُي ْعج ُب َنا أَ ْن َيأْت َي ُه َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫سأل َر َ‬ ‫َن َ‬
‫ك َت ْز ُع ُم أَ َّن َ‬
‫اهلل‬ ‫م َّم ُد أَ َتا َنا َرسول َُك ف ََز َع َم أَنَّ َ‬ ‫َال‪َ :‬يا ُ َ‬ ‫ن ُن َن ْس َم ُع‪َ ،‬فأَ َت ُاه َر ُج ٌل ِم ْن ُه ْم َفق َ‬ ‫َو َ ْ‬
‫«اهلل»‪ ،‬ق ََال‪ :‬ف ََم ْن َخل ََق األ َ ْر َض؟‬ ‫الس َما َء؟ ق ََال‪ُ :‬‬ ‫«ص َد َق»‪ ،‬ق ََال‪ :‬ف ََم ْن َخل ََق َّ‬ ‫َك ق ََال‪َ :‬‬ ‫أَ ْر َسل َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫«اهلل»‪ ،‬ق ََال‪ :‬ف ََم ْن َج َع َل ِف َيها َهذه‬ ‫ب َهذه اجل َب َال؟ ق ََال‪ُ :‬‬ ‫«اهلل»‪ ،‬ق ََال‪ :‬ف ََم ْن َن َص َ‬ ‫ق ََال‪ُ :‬‬
‫ب اجل ِ َب َال َو َج َع َل ِف َيها‬ ‫الس َما َء َواأل َ ْر َض َو َن َص َ‬
‫ِ ِ‬
‫«اهلل»‪ ،‬ق ََال‪ :‬فَبالَّذي َخل ََق َّ‬ ‫الم َناف َع؟ ق ََال‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ه ِذهِ المن ِافع ءال َّله أَرسلَك؟ ق ََال‪« :‬نعم»‪ ،‬ق ََال‪ :‬وزعم رسولُك أَن علَينا خَ س صلَواتٍ‬
‫َ َّ َ ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫ََ ََ َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ََ َ َ ُ َْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ءالل أَ َم َر َك ِ َبذَ ا؟ ق ََال‪َ « :‬ن َع ْم»‪،‬‬ ‫َك َّ ُ‬ ‫«ص َد َق»‪ ،‬ق ََال‪ :‬ف َِبالَّذي أَ ْر َسل َ‬ ‫ف َي ْوم َنا َول َْيلَت َنا‪ ،‬ق ََال‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ َ ِ‬
‫َك‬ ‫«ص َد َق»‪ ،‬ق ََال‪ :‬ف َِبالَّذي أَ ْر َسل َ‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫َ‬
‫َال‬ ‫ق‬ ‫ا‪،‬‬‫ن‬‫َ‬ ‫ص َدقَةً ف أ ْم َوال‬ ‫ق ََال‪َ :‬و َز َع َم َرسول َُك أَ َّن َعل َْي َنا َ‬

‫‪14‬‬
‫ص ْو َم َش ْه ٍر ِف َس َن ِت َنا‪ ،‬ق ََال‪:‬‬ ‫ءالل أَ َم َر َك ِ َبذَ ا؟ ق ََال‪َ « :‬ن َع ْم»‪ ،‬ق ََال‪َ :‬و َز َع َم َرسول َُك أَ َّن َعل َْي َنا َ‬ ‫َّ ُ‬
‫ِ‬
‫ءالل أَ َم َر َك ِ َبذَ ا؟ ق ََال‪َ « :‬ن َع ْم»‪ ،‬ق ََال‪َ :‬و َز َع َم َرسول َُك أَ َّن‬ ‫َك َّ ُ‬ ‫«ص َد َق»‪ ،‬ق ََال‪ :‬ف َِبالَّذي أَ ْر َسل َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَي َنا حج البيت من ِ اس َتط َ ِ‬
‫ءالل‬
‫َك َّ ُ‬ ‫«ص َد َق»‪ ،‬ق ََال‪ :‬فَبالَّذي أَ ْر َسل َ‬ ‫َاع إل َْيه َسب ًيل‪ ،‬ق ََال‪َ :‬‬ ‫ْ َ َّ َ ْ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد َعل َْي ِه َّن َو َل أَ ْن ُق ُص م ْن ُه َّن‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ك باحل َ ّ ِق ال أَز ُ‬ ‫أَ َم َر َك ِ َبذَ ا؟ ق ََال‪َ « :‬ن َع ْم»‪ ،‬ق ََال‪َ :‬والَّذي َب َع َث َ‬
‫ِ‬
‫خ َل َّن اجل َ َّنةَ»‪.‬‬ ‫ص َد َق ل ََي ْد ُ‬‫َفل ََّما َم َض ق ََال‪« :‬لَئ ْن َ‬
‫َب الم ِ‬
‫رء‬ ‫َ‬
‫يل عىل إجازة ِ َطل ِ‬ ‫لم ُس ِل ٍم َو ِفيه َدل ِ ٌ‬‫مرج يف المسن ِد الص ِحيح ِ ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫يث ُ َ َّ ٌ‬
‫ِ‬
‫وهذا حد ٌ‬
‫الثقة‪ِ ،‬إذ ل َّما جا َءه‬ ‫صار عىل النزول ِ فيه وإن كان سماعه عن ِ ِ‬ ‫االقت ِ‬ ‫رك ِ‬ ‫العلُو ِمن اإلسناد وت ِ‬
‫ْ َ َ ُ َ ّ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حت َر َحل بِ َن ْفسه إىل‬ ‫َيهم مل ُي ْقن ْع ُه ذَلك ّ‬ ‫فأخبه بِما فَر َض اهلل عل ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫رسول َرسول اهلل ﷺ َ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫رسول ِ اهلل ﷺ ِ ِ‬
‫َب ال ُعل ّ ُِو يف اإلسناد َ‬
‫غري‬ ‫سول عنه‪ ،‬ولو كان طل ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫وسم َع من ُه ما َب َّل َغ ُه َّ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫أخبه رسولُه َعن ُه وألَمره باالقتصارِ‬ ‫ٍ‬
‫ََُ‬ ‫ب ألَنك ََر عليه المصط ََفى ﷺ ُسؤالَه ّإي ُاه َع ّما َ َ ُ َ ُ‬ ‫ُمس َت َح ّ‬
‫كالم احلاكِم‪.‬‬ ‫ول َعن ُه» اهـ‪ُ .‬‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫أخب ُه َّ‬
‫عىل ما َ َ‬
‫والروايةِ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ُط ُرق ال َّت َل ّقي ّ‬
‫ٍ‬ ‫ث ِمن كتابِه أو ِمن ِح ِ‬ ‫ِ‬
‫بإمالء أو‬ ‫فظه‬ ‫الشيخ ِ َس ٌ‬
‫واء أَ َح َّد َ‬ ‫السام ُع‪ :‬أي َسما ُع لَفظ ّ‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ند اجلُمهور‪.‬‬ ‫بِ َغ ِري إمالء‪ ،‬وهو أرف َُع األقسا ِم وأعالها ع َ‬
‫ئ َي ِ‬ ‫معن ّأن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سواء‬
‫الشيخ ذلك ٌ‬ ‫عر ُض عىل ّ‬ ‫القار َ‬ ‫الشيخِ‪ :‬ب َ‬ ‫‪ -2‬ال َع ْر ُض أو القراء ُة عىل ّ‬
‫ٍ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسواء‬
‫ٌ‬ ‫أيضا‪،‬‬‫الشيخ ِ من كتابِه أو َسم َع ُه بِقراءة َغ ِريه من كتاب أو من حفظه ً‬ ‫قرأَه عىل ّ‬
‫ك الشيخ أَص َله بِن ِ‬ ‫حافظًا لِما ع ِرض ِ‬ ‫كان الشيخ ِ‬
‫فسه ْأو ال‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫وسواء أَ ْم َس َ ّ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫عليه أو ال‪،‬‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫والمجا َز بِه‬ ‫مثل ِ‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المجا َز له ُ‬ ‫ي ُ‬ ‫في َع ّ ُ‬‫‪ -3‬اإلجاز ُة‪ :‬ومنها أَن َي َزي ال َعال ُ طال ًبا بكتاب ً ُ‬
‫فاق‬ ‫عياضا َحكَى اال ّت َ‬ ‫القايض‬ ‫ور ِوي ّأن‬ ‫لك أن ت ِ ِ ِ‬ ‫ُ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫تاب َكذا‪ُ ،‬‬ ‫رو َي َع ّن ك َ‬ ‫ت َ ْ َ‬ ‫فيقول‪ :‬أ َج ْز ُ‬
‫سموعاتِ ِه ِمن َغ ِري‬ ‫يزي الشيخ الطّال ِ ِ ِ‬
‫ب بَميع ِ َم ُ‬ ‫َ‬ ‫ون هذا ْأن ُ ِ َ ّ ُ‬ ‫عىل جواز هذا ال ّنوعِ‪ ،‬و ُد َ‬
‫َت ِع ٍ‬
‫يني‪.‬‬
‫مع إجا َزته لَ ُه بِه َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ًحيا‬ ‫ب شي ًئا من َم ْر ِو ّياته َ‬ ‫الشيخ ِ الطّال َ‬‫عطاء ّ‬ ‫ناو َل ُة‪ :‬وهي إ ُ‬‫‪ -4‬امل ُ َ‬
‫أو كِنايةً ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫أم َر َغ َريه ل َيك ُت َ‬ ‫يخ شي ًئا من َحديثه بَطّه أو َي ُ‬ ‫الش ُ‬ ‫ب ّ‬ ‫‪ -5‬املكا َت َب ُة‪ :‬وهي ْأن َيك ُت َ‬
‫حاضا يف بلَده‪.‬‬ ‫عنه ِبإذ ِْنه سواء كان غائبا عنه أو ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بىشء ِمن َم ْر ِو ّي ِه ِمن َغ ِري إذ ٍْن لَ ُه يف‬ ‫ب لفظًا‬ ‫الشيخ ِ الطّال َ‬ ‫إعالم ّ‬‫ُ‬ ‫‪ -6‬اإلعالم‪ :‬وهو‬
‫واي ِته عنه‬ ‫أمره ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫واي ِته َعن ُه وذلك حنو أن َي ُق َ‬ ‫ِ‬
‫بر َ‬ ‫يخ‪« :‬هذا َس َماعي عىل ُفالن» وال َي ُ ُ‬ ‫الش ُ‬
‫ول ّ‬ ‫ر َ‬
‫ناولُه وال ُي ِ ُْبه إال بِ ُم َج َّر ِد اإلعال ِم‪.‬‬
‫وال بال َّنقل ِ عنه وال ُي ِ‬
‫رو ِ‬
‫يه‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫كتاب َي ِ‬ ‫ند موتِه أو س َف ِره بِ‬ ‫وص الش ِ‬ ‫صية‪ :‬وهي أن ي ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يخ ع َ َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫الو ّ‬‫‪َ -7‬‬
‫ِ‬
‫الواج ُد َع ْن ُه ف َل ُه‬ ‫أحاديث ِب َِّط َر ِاوهيا ال َي ْر ِوهيا‬‫َ‬ ‫الوجادة‪ :‬وهي ْأن ُيوق ََف عىل‬ ‫‪ِ -8‬‬
‫الن أو يف كِتابِه ِب َِطّه»‪.‬‬ ‫ول‪« :‬وجدت أو قَرأت ِبَطّ ُف ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫ْأن َي ُق َ َ َ ُ‬

‫‪16‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ال َعلياء‬
‫األربع َ‬
‫خطب ُة َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وأن ير ُزقَين‬ ‫والسدا َد ْ‬ ‫وفيق منه ّ‬ ‫وطالبا ال ّت َ‬
‫ً‬ ‫ومتوكِ ًل علَيه‬ ‫ّ‬ ‫ستعي ًنا باهلل َ‬
‫تعال‬ ‫أقول م ِ‬
‫ُ ُ‬
‫اإلخالص‪:‬‬
‫َ‬
‫وكنت قد‬ ‫ُ‬ ‫احلديثية المشهورةِ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫أربعني حدي ًثا ِمن ال ُك ِ‬
‫تب‬ ‫قد انتقَيت حنوا ِمن ِ‬
‫ُ ً‬
‫والعامة هبا ّإل‬ ‫اخلاصة‬ ‫ٍ‬
‫تلق ًيا ما بني قراءة وسماع ٍ مع اإلجازة‬ ‫حصلت تلك الكتب ِّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والعامة به‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اخلاصة‬
‫ّ‬ ‫الكثري منه مع اإلجازة‬ ‫َ‬ ‫عت‬ ‫لكن َسم ُ‬ ‫أمحد فلَم أُت َّم َسما َعه ّ‬ ‫سند َ‬ ‫ُم َ‬
‫ِ ِ‬ ‫أما احلديث الّذي انتقَيته ِمنه فهو ِما تلقيته سماعا مع اإلجازةِ‬
‫والعامة‪ ،‬وهلل‬ ‫ّ‬ ‫اخلاصة‬
‫ّ‬ ‫ّ َّ ُ َ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫احلم ُد‪.‬‬
‫َ‬
‫واإلرساء والّيت ِ‬
‫أروهيا‬ ‫ِ‬ ‫المعراج ِ‬ ‫لياء المنتقاةِ يف ِ‬ ‫األحاديث الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشوع ِ بِ َس ِد‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أوان ُّ‬
‫وهذا ُ‬
‫بأسانيد عالية عىل ما هو مثبت يف ثَبت‪ :‬الثب ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الفضل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِّ‬
‫ت‬ ‫ْ َ َّ ّ ْ‬ ‫ُ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫والم ّن ُة ‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫لق ًيا وإجاز ًة ‪ -‬وهلل‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ت الصغ ِري «جع ِ اليواق ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال»‪ ،‬والثب ِ‬ ‫ِ‬
‫عال يف أسانيد جِيل حليم الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َبري «المجد والم ِ‬‫ِ‬
‫يت‬ ‫َْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الك ِ َ ْ‬
‫وال»‪.‬‬‫يد جِيل ح ِليم الع ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َغوال من أسان َ‬

‫‪17‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صحيح البخار ّي‬ ‫ِ‬
‫فمن َ‬
‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي َي َح َّدثَ َنا َق َتا َد ُة َع ْن‬ ‫ام ْب ُن َ ْ‬‫‪ -1‬قال أبو َعبد اهلل‪َ :‬ح َّدثَ َنا ُه ْد َب ُة ْب ُن َخالد َح َّدثَ َنا َه َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫اهلل َع ْن ُه َما أَ َّن َن ِ َّب اهلل ﷺ َح َّدثَ ُه ْم َع ْن ل َْيلَة‬ ‫ض ُ‬ ‫ص ْع َص َع َة َر َ‬ ‫أَ َنس ِ ْبن ِ َمالك َع ْن َمالك ْبن ِ َ‬
‫سي بِ ِه‪« :‬بينم أَنا ِف احل ِطي ِم( ( ‪ -‬وربما ق ََال‪ِ :‬ف ِاحلج ِر( ( ‪ -‬مضط َِجعا ِإذ أَت ِان آت ٍ‬
‫ً ْ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َََْ َ‬ ‫أُ ْ ِ َ‬
‫ود َو ُه َو‬‫ول‪َ « :‬فشق ما بي ه ِذهِ ِإ َل ه ِذهِ» ‪َ -‬فقلْت لِلجار ِ‬ ‫َفقَ َّد( ( »‪ ،‬ق ََال( ( ‪َ :‬و َس ِم ْع ُت ُه َي ُق ُ‬
‫ُ ُ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َْ َ‬
‫ول‪ِ :‬م ْن ق َِّص ِه‬ ‫ن ِرهِ( ( ِإ َل ِش ْع َرتِ ِه( ( ‪َ ،‬و َس ِم ْع ُت ُه َي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِإ َل َج ْن ِب‪َ :‬ما َي ْع ِن بِه؟ ق ََال‪ :‬م ْن ثُ ْغ َرة َ ْ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫خرج َقل ِْب‪ ،‬ثُم أُتِ ُ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ُوءة ِإميَا ًنا( ( ‪َ ،‬ف ُغ ِس َل‬ ‫ٍ‬
‫يت بط َْست م ْن َذ َهب َمْل َ‬ ‫َّ‬ ‫اس َت ْ َ َ‬ ‫إ َل ش ْع َرته ‪َ -‬ف ْ‬
‫الب ْغل ِ َو َف ْو َق احلِ َم ِر أَ ْب َي َض ‪َ -‬فق َ‬
‫َال لَ ُه‬ ‫َقل ِْب ثُم ح ِش( ( ثُم أ ُ ِعيد‪ ،‬ثُم أُتِ ِ ٍ‬
‫يت ب َد َّابة ُدونَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َّ‬ ‫َّ ُ َ‬
‫اجلارود( ( ‪ :‬هو الب ُاق يا أَبا حزة( ( ( ؟ ق ََال أَنس‪ :‬نعم ‪ -‬يضع خطوه ِعند أَقْص َطرفِه ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ٌ ََ ْ َ َ ُ َ ْ َُ ْ َ َ‬ ‫ُ َ َُ َ َ َْ َ َ‬ ‫َ ُ ُ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫والمقا ِم و َز ْمز َم واحل ْجر‪.‬‬ ‫الركن ِ َ‬
‫بني ُّ‬‫بعضهم‪ :‬هو ما َ‬ ‫يم هو احل ْجر‪ ،‬وقال ُ‬ ‫بعض العلَماء‪ :‬احلَ ط ُ‬ ‫قال ُ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وإنّما سمي َحطيما لما حطم من ِجداره فلَم يسو ِببناء ال َبيت وتُ ِر َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خار ًجا منه َمطُو َم اجلِدار‪،‬‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ ّ َ‬
‫َرس‪.‬‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫وأصل احلَط ِ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫جرا ألنّه‬ ‫الشا ِم‪ ،‬وإنّما ُس ّم َي ح ً‬ ‫الرمحة من الكعبة جلهة ّ‬ ‫حتت مزياب ّ‬ ‫الش ُّك من قَتاد َة‪ ،‬وهو ما َ‬ ‫َ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الب ْنيان‪.‬‬
‫ير عليه من ُ‬ ‫األرض بما أُد َ‬ ‫اح ُتج َر أي اق ُتل َع من‬
‫أي ف ََش َّق‪.‬‬ ‫( (‬
‫َائ ُل هو َّهام بن َيي عن أَنس ِ بن ِ مالِك‪ٍ.‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َُ ُ ُ َ َ َ‬ ‫الق‬ ‫( (‬
‫نكب وثغرةِ‬ ‫البارز المت ِص ُل بني الم ِ‬
‫َُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُِ ُّ‬ ‫ظم‬
‫والتقُ َو ُة ال َع ُ‬‫التقُو َتني‪َّ ،‬‬ ‫ثُ ْغر ُة ال َّن ْح ِر ال ُّن ْقرة بني َّ‬ ‫( (‬
‫تم ُع ال َع ُض ِد والك َِتف‪.‬‬ ‫ب ُم َ‬
‫ِ‬
‫والمنك ُ‬ ‫حر‪َ ،‬‬ ‫ال َّن ِ‬
‫السة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫قريبا من ُّّ‬ ‫ً‬ ‫( (‬
‫اهلرري‬ ‫اإلمام‬ ‫نا‬ ‫خ‬ ‫شي‬ ‫وقال‬ ‫ﷺ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ن‬ ‫لل‬ ‫كمة‬ ‫واحل‬ ‫الكماالت‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫ياد‬ ‫الز‬ ‫به‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫بىشء‬ ‫ا‬‫مملوء‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫أي ً‬ ‫( (‬
‫ىشء َم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عنو ٌّي» اهـ‪.‬‬ ‫صف باحلكمة واإلميان فهو ٌ‬ ‫الو ُ‬ ‫س‪ّ ،‬أما َ‬ ‫ىشء ح ّ ٌّ‬ ‫ت فيه ٌ‬ ‫رمحه اهلل‪« :‬الط َّْس ُ‬
‫أي م ِلئ بما كان يف الطَّست‪ِ.‬‬ ‫( (‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫بن أب َس ْب َة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هو ال ّتابعي اجلَ ُارو ُد ُ‬ ‫( (‬
‫ٍ‬ ‫ُّ َ ِ ِ ِ‬
‫ريض اهلل عن ُه‪.‬‬ ‫( هي ُك َني ُة أ َنس بن مالك َ‬ ‫((‬
‫‪18‬‬
‫يل َم ْن‬ ‫اس َت ْف َت َح( ( ‪َ ،‬ف ِق َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الد‬ ‫ء‬ ‫م‬ ‫الس‬ ‫ى‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫يل‬ ‫ْت َع َليهِ‪َ ،‬فا ْن َط َل َق ِب ِج ِ‬
‫ب‬ ‫َف ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫حمل ُ ْ‬
‫( (‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫يل‪َ :‬وق َْد أ ُ ْرس َل ِإل َْيه( ( ؟ ق ََال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪َ :‬و َم ْن َم َع َك؟ ق ََال‪ُ :‬م َ َّم ٌد‪ ،‬ق َ‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫َه َذا؟ ق ََال‪ِ :‬ج ْ ِب ُ‬
‫ت( ( َف ِإذَا فِي َها ءا َد ُم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫خ َل ْص ُ‬ ‫ج َاء( ( فَفَ َت َح‪َ ،‬ف َل َّم َ‬ ‫يء َ‬ ‫ح ًبا به َفن ْع َم املَج ُ‬ ‫يل‪َ :‬م ْر َ‬ ‫َن َع ْم‪ ،‬ق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ح ًبا‬ ‫السال َ َم( ( ثُ َّم ق ََال‪َ :‬م ْر َ‬ ‫ت َع َل ْيه َف َر َّد َّ‬ ‫َفقَ َال‪َ :‬ه َذا أَ ُبوكَ آ َد ُم َف َسل ّْم َع َل ْيه‪َ ،‬ف َسل َّْم ُ‬
‫يل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫اس َت ْف َت َح‪ ،‬ق َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫بِ ِالبن ِ الص ِالح ِ والن ِب ِ الص ِالحِ‪ ،‬ثم ص ِعد ِب حت أَتى السمء الثانِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َّ َ َ َّ‬ ‫ُ َّ َ َ‬ ‫َ َّ ّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪َ :‬وق َْد أ ُ ْرس َل ِإل َْيه؟ ق ََال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪َ :‬و َم ْن َم َع َك؟ ق ََال‪ُ :‬م َ َّم ٌد‪ ،‬ق َ‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫َم ْن َه َذا؟ ق ََال‪ِ :‬ج ْ ِب ُ‬
‫ِ‬ ‫خ َلص ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يسى َو ُهَا‬ ‫ت إذَا َيْ َي َوع َ‬ ‫ج َاء فَفَ َت َح‪َ ،‬ف َل َّم َ ْ‬ ‫يء َ‬ ‫ح ًبا به َفن ْع َم املَج ُ‬ ‫يل‪َ :‬م ْر َ‬ ‫َن َع ْم‪ ،‬ق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ( (‬
‫ح ًبا‬ ‫ت َف َر َّدا ثُ َّم ق ََاال‪َ :‬م ْر َ‬ ‫يسى َف َسل ّْم َع َل ْي ِه َم‪َ ،‬ف َسل َّْم ُ‬ ‫ْاب َنا اخلَالَة ‪ ،‬ق ََال‪َ :‬ه َذا َيْ َي َوع َ‬
‫يل‪َ :‬م ْن‬ ‫ِ‬
‫اس َت ْف َت َح‪ ،‬ق َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫بِاألَخ ِ الص ِالح ِ والن ِب ِ الص ِالحِ‪ ،‬ثُم ص ِعد ِب ِإ َل السم ِء الث ِالثةِ‬
‫ْ‬ ‫َّ َ َّ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ َّ ّ َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫يل‪َ :‬وق َْد أ ُ ْرس َل ِإل َْيه؟ ق ََال‪َ :‬ن َع ْم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪َ :‬و َم ْن َم َع َك؟ ق ََال‪ُ :‬م َ َّم ٌد‪ ،‬ق َ‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫َه َذا؟ ق ََال‪ِ :‬ج ْ ِب ُ‬
‫خ َلص ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫وس ُ‬ ‫ف‪ ،‬ق ََال‪َ :‬ه َذا يُ ُ‬ ‫وس ُ‬ ‫ت إذَا يُ ُ‬ ‫ج َاء َففُ ت َح‪َ ،‬ف َل َّم َ ْ‬ ‫يء َ‬ ‫ح ًبا به َفن ْع َم املَج ُ‬ ‫يل‪َ :‬م ْر َ‬ ‫ق َ‬
‫الص ِالحِ‪ ،‬ثُ َّم‬ ‫الصالح ِ َوال َّن ِ ّب ِ َّ‬
‫ِ‬
‫ح ًبا باألَخ ِ َّ‬
‫ِ‬
‫ت َع َل ْيه َف َر َّد ثُ َّم ق ََال‪َ :‬م ْر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َف َسل ّْم َع َل ْيه‪َ ،‬ف َسل َّْم ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِع َد ِب حت أَ َتى السمء الرابِ‬
‫يل‪َ :‬و َم ْن‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫يل‪َ :‬م ْن َه َذا؟ ق ََال‪ِ :‬ج ْ ِب ُ‬ ‫اس َت ْف َت َح‪ ،‬ق َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫ح ًبا به َفن ْع َم املَج ُ‬
‫يء‬ ‫ِ‬
‫يل‪َ :‬م ْر َ‬ ‫يل‪ :‬أَ َوق َْد أ ُ ْرس َل ِإل َْيه؟ ق ََال‪َ :‬ن َع ْم‪ ،‬ق َ‬ ‫َم َع َك؟ ق ََال‪ُ :‬م َ َّم ٌد‪ ،‬ق َ‬

‫ول‪.‬‬ ‫أي باب الس ِ‬


‫ماء ُاأل َ‬ ‫( (‬
‫َ َّ‬
‫بابا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫له‬ ‫ح‬ ‫أي ْأن ُيف َت‬ ‫( (‬
‫نكارا‪ .‬قال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بشارا ال استبعا ًدا واست ً‬ ‫للعروج‪ ،‬وسؤال الملَك كان ف ََر ًحا واست ً‬ ‫يعين هل طُلب ُ‬ ‫( (‬
‫فإن ذلك ال َي َفى عليه‬ ‫والرسالة ّ‬ ‫ِ‬
‫«وليس ُمرا ُده االستفها َم عن أصل البعثة ِ‬ ‫النووي‪:‬‬ ‫احلافظ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫يح» اهـ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصح ُ‬‫الم ّدة‪ ،‬فهذا هو ّ‬ ‫إىل هذه ُ‬
‫وح‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ممد ٌ‬ ‫أي َمي ُئه ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ْت‪.‬‬ ‫وصل ُ‬ ‫اللم أي َ‬ ‫َبفتح ّ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬
‫أفض َل من القاعد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فيه ِ‬
‫المار َ‬
‫وإن كان ُّ‬ ‫المار عىل القاعد ْ‬ ‫حباب أن ُيسل َّم ُّ‬ ‫ُ‬ ‫است‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وج َح ّنةَ‪،‬‬
‫ماثان َز ُ‬
‫َ‬ ‫ابن‬
‫مران ُ‬ ‫ريم‪ ،‬فع َ‬ ‫أخت َح ّن َة بنت فاقُو َذ أُ ّ ِم َم َ‬
‫نت فاقُو َذ ُ‬ ‫ألن أ ُ ّم َي َي إيشا ُع بِ ُ‬ ‫ّ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ريم‪ ،‬فإيشا ُع خال ُة‬‫إيشاع‪َ ،‬و َول ََد ْت إيشا ُع َي َي‪ ،‬وول ََد ْت َح ّن ُة َم َ‬ ‫وج‬ ‫الم َز ُ‬ ‫الس ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫و َزكر ّيا عليه ّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وس‬ ‫مران هذا أبا ُم َ‬
‫وليس ع ُ‬ ‫الم ْابنا خالة‪َ ،‬‬ ‫الس ُ‬‫وي َي علَيهما ّ‬ ‫يس َ‬ ‫وح ّن ُة خال ُة َي َي‪ ،‬فَع َ‬ ‫ريم َ‬ ‫َم َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫يل أل ٌْف وثَمانُمائة َسنة‪ ،‬قاله الق َْس ّ‬ ‫ِ‬
‫ال َّن ِ ّب ﷺ إ ْذ َبي َن ُهما فيما ق َ‬
‫طل ُّن‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫جاء َففُ ِتح‪َ ،‬ف َلم خ َلصت ِإ َل ِإد ِريس ق ََال‪ :‬ه َذا ِإد ِريس َفس ِلّم ع َليهِ‪َ ،‬فسلَّمت ع َليه ِ‬
‫َ ْ ُ َ ْ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َم َء‬ ‫ح َّت أَ َتى َّ‬ ‫صع َد ِب َ‬ ‫الصالحِ‪ ،‬ثُ َّم َ‬ ‫الصالح ِ َوال َّن ِ ّب ِ َّ‬ ‫ح ًبا باألَخ ِ َّ‬ ‫َف َر َّد ثُ َّم ق ََال‪َ :‬م ْر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪َ :‬و َم ْن َم َع َك؟ ق ََال‪ُ :‬م َ َّم ٌد‪،‬‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫يل‪َ :‬م ْن َه َذا؟ ق ََال‪ِ :‬ج ْ ِب ُ‬ ‫اس َت ْف َت َح‪ ،‬ق َ‬ ‫اخلَام َس َة َف ْ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫خ َل ْص ُ‬ ‫ج َاء‪َ ،‬ف َل َّم َ‬ ‫يء َ‬
‫ِ‬
‫ح ًبا به‪َ ،‬فن ْع َم املَج ُ‬ ‫يل‪َ :‬م ْر َ‬ ‫يل‪َ :‬وق َْد أ ُ ْرس َل ِإل َْيهِ؟ ق ََال‪َ :‬ن َع ْم‪ ،‬ق َ‬ ‫ق َ‬
‫ح ًبا بِاألَخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ق ََال‪ :‬ه َذا هار ُ ِ‬ ‫َف ِإذَا َه ُار ُ‬
‫ت َع َل ْيه َف َر َّد ثُ َّم ق ََال‪َ :‬م ْر َ‬ ‫ون َف َسل ّْم َع َل ْيه‪َ ،‬ف َسل َّْم ُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِالح ِ والن ِب ِ الص ِالحِ‪ ،‬ثم ِ‬
‫يل‪:‬‬ ‫اس َت ْف َت َح‪ ،‬ق َ‬ ‫الساد َس َة َف ْ‬ ‫الس َم َء َّ‬ ‫ح َّت أَ َتى َّ‬ ‫صع َد ِب َ‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫َ َّ ّ َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪َ :‬وق َْد أ ُ ْرس َل إل َْيه؟ ق ََال‪:‬‬ ‫يل‪َ :‬م ْن َم َع َك؟ ق ََال‪ُ :‬م َ َّم ٌد‪ ،‬ق َ‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫َم ْن َه َذا؟ ق ََال‪ :‬ج ْ ِب ُ‬
‫خ َلص ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫وس‬ ‫وس ق ََال‪َ :‬ه َذا ُم َ‬ ‫ت َفإذَا ُم َ‬ ‫ج َاء‪َ ،‬ف َل َّم َ ْ‬ ‫يء َ‬ ‫ح ًبا به َفن ْع َم املَج ُ‬ ‫َن َع ْم‪ ،‬ق ََال‪َ :‬م ْر َ‬
‫الص ِالحِ‪،‬‬ ‫الصالح ِ َوال َّن ِ ّب ِ َّ‬
‫ِ‬
‫ح ًبا باألَخ ِ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َع َل ْيه‪َ ،‬ف َر َّد ثُ َّم ق ََال‪َ :‬م ْر َ‬
‫ِ‬
‫َف َسل ّْم َع َل ْيه َف َسل َّْم ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ث َب ْع ِدي‬ ‫يك؟ ق ََال‪ :‬أَ ْب ِكي ل َ َّن ُغ َال ًما( ( ُب ِع َ‬ ‫ِ‬
‫يل َل ُه‪َ :‬ما يُ ْبك َ‬
‫ِ‬
‫ت( ( َبكَى‪ ،‬ق َ‬ ‫َف َل َّم َتَ َ‬
‫او ْز ُ‬
‫يدخ ُل اجلن َة ِمن أُم ِته ِ أَ ْكثر ِمن يدخلُها ِمن أُم ِت( ( ‪ ،‬ثُم ص ِعد ِب ِإ َل السم ِء السابِعةِ‬
‫َّ َ َّ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ ُ َّ ْ َ ْ ُ َ ْ َّ‬ ‫َ َّ ْ َّ‬ ‫َْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪:‬‬ ‫يل‪َ :‬و َم ْن َم َع َك؟ ق ََال‪ُ :‬م َ َّم ٌد‪ ،‬ق َ‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫يل‪َ :‬م ْن َه َذا؟ ق ََال‪ِ :‬ج ْ ِب ُ‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫اس َت ْف َت َح ِج ْ ِب ُ‬ ‫َف ْ‬
‫ت َف ِإذَا‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫وقَد ب ِع َ ِ ِ‬
‫خ َل ْص ُ‬ ‫ج َاء‪َ ،‬ف َل َّم َ‬ ‫يء َ‬ ‫ح ًبا به َفن ْع َم املَج ُ‬ ‫ث إل َْيه؟ ق ََال‪َ :‬ن َع ْم‪ ،‬ق ََال‪َ :‬م ْر َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ح ًبا‬ ‫الس َال َم‪ ،‬ق ََال‪َ :‬م ْر َ‬ ‫ت َع َل ْيه َف َر َّد َّ‬ ‫يم‪ ،‬ق ََال‪َ :‬ه َذا أَ ُبوكَ ( ( َف َسل ّْم َع َل ْيه‪َ ،‬ف َسل َّْم ُ‬ ‫إ ْب َراه ُ‬

‫نت فيه‪.‬‬ ‫ِ‬


‫وس أو َمقامي الّذي ُك ُ‬ ‫أي ُم َ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫للت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نويه بقُدرة اهلل و َعظيم َك َرمه إ ْذ أعطَى َمن‬ ‫ص ُفه له بال ُغال ِم ليس عىل َسبيل ال ّتنقيص ِ بل َّ‬ ‫َو ْ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب تُ َس ّمي‬
‫والعر ُ‬
‫العسقالين‪َ ،‬‬
‫ّ‬ ‫أس ُّن منه‪ ،‬قاله‬ ‫أحدا ق َْبلَه مّن هو َ‬ ‫كان يف ذلك الس ّن ِ ما لَ ُي ْعطه ً‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مع‬
‫قصار ُم َّدته َ‬‫ُ‬ ‫دامت فيه َبق ّي ٌة من الق ُّوة‪ ،‬فالمرا ُد است‬ ‫ْ‬ ‫الما ما‬ ‫المس َتجم َع الس ّن ِ ُغ ً‬ ‫الر ُج َل ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استكثار فَضائله واستتمام َسواد أ ُ َّمته‪.‬‬
‫يب َلُم ْأن لو كانُوا عىل َخريٍ‬ ‫َيهم ألنه كان ُ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫وشفقةً عل ِ‬ ‫موس ﷺ ِرقّةً لقَومه َ‬ ‫كاء َ‬ ‫وكان بُ ُ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حممد ﷺ ْأن‬ ‫سيدنا ّ‬ ‫فأشار عىل ّ‬
‫َ‬ ‫حممد ﷺ‬ ‫أشف َق عىل أ ُ ّمة ّ‬ ‫أك َثر مّا َعملُوا‪ ،‬فكما ّأن موىس ﷺ َ‬
‫ناف‬‫لوات عن أُم ِته‪ ،‬فكذلك أشفق هو عىل أُم ِته فبكَى‪ .‬وال ي ِ‬ ‫ي َطلُب ِمن اهلل ختفيف عد ِد الص ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬
‫ِ ِ ٍ ٍِ‬ ‫ِ‬
‫الم كسائر األنبياء يف نعيم دائم‪.‬‬ ‫الس ُ‬ ‫موس عليه ّ‬ ‫كون َ‬ ‫ذلك ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلسد له ﷺ‪،‬‬ ‫تأو َل بُكا ُؤه عىل َ‬
‫يوز ْأن ُي َّ‬ ‫وغريهم‪« :‬ال َ ُ‬ ‫يين ُ‬ ‫در ال ِ َع ّ‬‫الملقّن وال َب ُ‬ ‫وابن ُ‬
‫ّايب ُ‬ ‫قال اخلط ُّ‬
‫بصفات األنبياء» اهـ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألن ذلك ال يليق ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫إبراهيم ﷺ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫حممد ﷺ َيرجع إىل‬ ‫ب ال ّن ِ ّب ّ‬ ‫نس َ‬ ‫فإن َ‬ ‫أحد أجدادك‪ّ ،‬‬ ‫أي ُ‬ ‫( (‬
‫‪20‬‬
‫ل ِس ْد َر ُة امل ُ ْن َت َهى( ( ‪َ ،‬ف ِإذَا َن ِب ُق َها( ( ِم ْث ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت ِإ ََّ‬ ‫الصالحِ‪ ،‬ثُ َّم ُرف َع ْ‬ ‫الصالح ِ َوال َّن ِ ّب ِ َّ‬ ‫بال ْبن ِ َّ‬
‫ِ‬
‫الف َي َلةِ‪ ،‬ق ََال‪َ :‬ه ِذه ِس ْد َر ُة املُ ْن َت َهى‪َ ،‬و ِإذَا أَ ْر َب َع ُة‬ ‫قِالَل ِ هجر( ( ‪ ،‬و ِإذَا ورقُها ِمث ُل آذَان ِ ِ‬
‫َ ََ َ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل؟ ق ََال‪ :‬أَ َّما‬ ‫ْت‪َ :‬ما َه َذان يَا ج ِْب ُ‬ ‫ار‪ْ َ :‬ن َران َباط َنان( ( َو َْن َران ظَاه َران( ( ‪َ ،‬ف ُقل ُ‬ ‫أَ ْ َن ٍ‬
‫ِ ِ‬ ‫اهران ِ َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ( ( ‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت‬ ‫الب ْي ُ‬ ‫ات ‪ ،‬ثُ َّم ُرف َع ل َ‬ ‫يل َوالفُ َر ُ‬‫الن ُ‬ ‫الباط َنان َف َن ْه َران ف اجل َ َّنة َوأَ َّما ال َّظ َ‬
‫( (‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت الل ََّب َن‬ ‫خذْ ُ‬ ‫يت بإ َناء م ْن َخْر َوإ َناء م ْن ل ََبن َوإ َناء م ْن َع َسلٍ‪َ ،‬فأ َ َ‬
‫(‬ ‫(‬
‫ور‪ ،‬ثُ َّم أُت ُ‬ ‫امل َ ْع ُم ُ‬
‫ت ع َليها وأُمت َك( ( ‪ ،‬ثُم ف ُِر َضت ع َّل الص َلوات َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين‬‫خ ْمس َ‬ ‫ْ َ َ َّ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َفقَ َال‪ :‬ه َي الف ْط َر ُة ال َِّت أَ ْن َ َ ْ َ َ َّ ُ‬

‫كل االطّالع فكان ذلك‬ ‫حت ا ّطلَع علَيها َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت له سدر ُة المن َتهى ب ُنعوتا ُك َّل االستبانة ّ‬ ‫أي اس ُتبي َن ْ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب إليه فعب عنه بقولِه‪ِ :‬‬ ‫الىشء المقر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قريبا‬
‫ت ً‬ ‫ت فص ُ‬ ‫معناه ُرف ْع ُ‬
‫ُ‬ ‫بعضهم‪:‬‬ ‫ت ِإ َ َّل»‪ ،‬وقال ُ‬ ‫«رف َع ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫ٍ ُ َّ‬ ‫بمثابة‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ت إ َل»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫قال احلافظُ‬ ‫ت ل»‪ ،‬وضبطَها األك َث ُرون كما َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«رف ْع ُ‬‫العسقالين‪ُ :‬‬
‫ُّ‬ ‫«رف َع ْ‬‫منها‪ ،‬ويف رواية‪ُ :‬‬
‫ثم ُرها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بكَرس الباء وسكُونا أي َ‬ ‫( (‬
‫المعروفة يف هجر‪ ،‬وهجر قري ٌة بق ِ‬ ‫ِ‬ ‫أي ثِمارها كبري ٌة‪ ،‬الواحد ُة منها كال ُقل ِّة أي اجلرة ِ‬
‫الكبرية ِ‬
‫ُرب‬ ‫َ ََ َ َُ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫( (‬
‫الل َهجر معلومةً عند المخاط ِ‬ ‫ُ‬ ‫المدينة المنورة ِ وليست هي هجر ناحي َة البحرين‪ ،‬وكانت ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َب‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫معناه َهنران َيريان يف اجل ّنة‬ ‫حت َي ُص ّبا يف اجل ّنة‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫أعي الناظرين فال ُي َريان ّ‬ ‫أي َمف ّيان عن ُ‬ ‫( (‬
‫صفهما‪.‬‬ ‫وال َيرجان منها‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه ال ياطُ بو ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أي َي ُرجان من اجل ّنة َليجريا خار َجها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫( (‬
‫والسلسبيل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وقيل‪ :‬الكوثَر ّ‬ ‫والرمحة‪َ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫اخ ُت ِل َف فيهما‪ ،‬فقيل‪ :‬الكوث َُر‬ ‫( (‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫قال شيخنا اإلمام اهلرري‪ِ :‬‬
‫اس َويد ُخل يف أرض احل َبشة ثُ ّم‬ ‫«الن ُيل ما ُؤه َينزل من اجل ّنة بطَريقة ال َيراها ال ّن ُ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫( (‬
‫األرض‪ ،‬ولو بقيِ‬
‫ِ‬ ‫بعدما َن َزل إىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫رات ما ُؤه َينزل من اجل ّنة‪ ،‬لك ّن ما َءمها َت َّغي َ‬ ‫َي ُرج من هناكَ‪ ،‬وكذلك ال ُف ُ‬
‫رش ُب ِمنه ال َي َرض وال ُ ِي ُّس ِبث َقلٍ»اهـ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ما ُؤمها عىل ِص َف ِته كان الّذي َي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدنيا الّذي هو َن ٌس‬ ‫وليس من خَ ِر ُّ‬ ‫الرأس َ‬ ‫أي من خَ ِر اجل ّنة اللَّذيذ الّذي ال ُيسك ُر وال ُيصد ُع َ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ّ ِ‬
‫وض المالئكة‪.‬‬ ‫عر َ‬ ‫ألن ال َّنجس ال يكُون َم ُ‬
‫ين اإلسال ِم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أي د ُ‬ ‫( (‬
‫‪21‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ت؟ ق ََال‪ :‬أُم ْر ُ‬ ‫وس َفقَ َال‪ :‬بِ َم( ( أُم ْر َ‬ ‫ت َع َل ُم َ‬ ‫ت( ( َف َم َر ْر ُ‬ ‫ج ْع ُ‬ ‫صال َ ًة ُك َّل يَ ْو ٍم‪َ ،‬ف َر َ‬ ‫َ‬
‫بم ِسني صالة كل يو ٍم‪ ،‬ق ََال‪ِ :‬إ َّن أُمتك ال َ تست ِطيع َخ ِسني صالة كل يو ٍم‪ ،‬و ِإنيِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ ُ ْ َ َ َ ً ُ َّ َ ْ َ ّ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ ً ُ َّ َ ْ‬
‫ِ‬
‫الةِ‪َ ،‬ف ْار ِج ْع ِإ َل‬ ‫يل أَ َش َّد املُ َع َ‬ ‫ت( ( َب ِن ِإ َْس ِائ َ‬ ‫ال ْ ُ‬ ‫اس ق َْب َل َك َو َع َ‬ ‫ت ال َّن َ‬ ‫ج َّر ْب ُ‬‫الل ق َْد َ‬ ‫َو َّ‬
‫ت َفو َضع( ( ع ِن عشا‪َ ،‬فرجع ُ ِ‬ ‫خ ِف َ ِ ِ‬ ‫اسأ َ ْل ُه ال َّت ْ‬ ‫ِ ( (‬
‫وس‬ ‫ت إ َل ُم َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ج ْع ُ َ َ َ ّ َ ًْ‬ ‫يف ل ُ َّمت َك‪َ ،‬ف َر َ‬ ‫َر ّب َك َف ْ‬
‫ِ‬ ‫ت َفو َضع ع ِن عشا‪َ ،‬فرجع ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ج ْع ُ‬ ‫وس َفقَ َال م ْث َل ُه‪َ ،‬ف َر َ‬ ‫ت إ َل ُم َ‬ ‫ج ْع ُ َ َ َ ّ َ ًْ‬ ‫َفقَ َال م ْث َل ُه ‪َ ،‬ف َر َ‬
‫( (‬
‫َ َْ‬
‫ش ص َلوات ٍ‬ ‫ت َفأ ُ ِمر ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َفو َضع ع ِن عشا‪َ ،‬فرجع ُ ِ‬
‫ت ب َع ْ ِ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫وس َفقَ َال م ْث َل ُه‪َ ،‬ف َر َ‬
‫ج ْع ُ‬ ‫ت إ َل ُم َ‬ ‫َ َ َّ َ ْ ً َ َ ْ‬
‫ٍ‬ ‫ت َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ج ْع ُ‬ ‫ص َل َوات ُك َّل يَ ْو ٍم‪َ ،‬ف َر َ‬ ‫ب ْمس َ‬ ‫ت َفأُم ْر ُ‬ ‫ج ْع ُ‬ ‫ت َفقَ َال م ْث َل ُه‪َ ،‬ف َر َ‬ ‫ج ْع ُ‬‫ُك َّل يَ ْو ٍم‪َ ،‬ف َر َ‬
‫ص َل َوات ٍ ُك َّل يَ ْو ٍم‪ ،‬ق ََال‪ِ :‬إ َّن أ ُ َّم َت َك‬ ‫ت َِ ِ‬
‫ب ْمس َ‬
‫ِ‬
‫ْت‪ :‬أُم ْر ُ‬ ‫ت؟ قُل ُ‬
‫ِ‬
‫وس َفقَ َال‪ :‬بِ َم أُم ْر َ‬ ‫إ َل ُم َ‬
‫ِ‬
‫ت َب ِن‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اس ق َْب َل َك َو َع َ‬
‫ال ْ ُ‬ ‫ت ال َّن َ‬ ‫ص َل َوات ُك َّل يَ ْو ٍم‪َ ،‬وإ ّن ق َْد َ‬
‫ج َّر ْب ُ‬ ‫يع َخ ْ َس َ‬ ‫ال َ َت ْس َتط ُ‬
‫ْت َر ِ ّب‬ ‫خ ِف َ ِ ِ‬ ‫ِ ( (‬ ‫ِ ِ‬ ‫يل أَ َشد املع َ ِ‬ ‫س ِائ َ‬ ‫ِ‬
‫يف ل ُ َّمت َك‪ ،‬ق ََال‪َ :‬سأَل ُ‬ ‫اسأ َ ْل ُه ال َّت ْ‬‫الَة‪َ ،‬ف ْارج ْع إ َل َر ّب َك َف ْ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫إَْ‬

‫مخسون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫حيث أُوح َي إليه أ ّنه ُفر َض عىل ال ّنب ّي ﷺ وأ ُ َّمته ُ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫المكان الّذي كان فيه ﷺ‬ ‫ِ‬ ‫أي ِمن‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كان ل َِق َي‬
‫وصل إىل م ٍ‬
‫َ‬ ‫المرا ُد ّأن ال ّن ِ َّب ﷺ َ‬ ‫ليس ُ‬ ‫السادسة‪ ،‬و َ‬ ‫السماء ِّ‬ ‫صال ًة يف اليوم واللّيلة إىل ّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تعال موجو ٌد ً‬ ‫فإن اهلل َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل َ‬
‫وأبدا بال مكان وال جهة‪،‬‬ ‫أزل ً‬ ‫ومسافة‪ ،‬حاشا هلل‪ّ ،‬‬ ‫بمقابلة َ‬ ‫تعال ُ‬ ‫َ‬
‫ويستحيل عليه‬ ‫صال‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وبني َخلقه مساف ٌة أو ُمقابل ٌة أو ا ّت ٌ‬
‫ُ‬ ‫يكون َبينه َ‬ ‫َ‬ ‫وجل أن‬
‫عز ّ‬ ‫ويستحيل عليه ّ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أزل َ‬ ‫اهلل ً‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫والزمان بال َكيف وال‬ ‫المكان ّ‬ ‫قبل َ‬ ‫ىشء‪ ،‬كان ُ‬ ‫ي ّل فيه ٌ‬ ‫وأن َ ُ‬‫ي ّل يف ىشء من العالَ ْ‬ ‫ْأن َ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بعد َخ ِ‬ ‫ٍ‬
‫مان‪.‬‬ ‫لق المخلوقات بال كيف وال َمكان وال َي ِري علَيه َز ٌ‬ ‫وتعال َ‬ ‫َ‬ ‫زل ُسبحانه‬ ‫َمكان‪ ،‬ولَ َي ْ‬
‫ِ‬
‫بم ّد األلف‪.‬‬ ‫الرواية َ‬ ‫ّ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دت م ُنهم من الطّاعة‪.‬‬ ‫يت م ُنهم الش ّد َة فيما َأر ُ‬ ‫جر ْب ُتهم و َخ َب ُتم ولَق ُ‬ ‫أي َّ‬ ‫( (‬
‫بأمر الصالة‪ ،‬والل ُه َ‬
‫تعال‬ ‫إليك ِ‬ ‫وحى َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حيث كان ُي َ‬ ‫ُ‬ ‫أي ارج ْع إىل المكان الّذي تُناجي فيه َر َّبك‬ ‫( (‬
‫أزل وأبدا بال مكان‪ٍ.‬‬
‫تعال موجو ٌد ً ً‬ ‫كان وال يف ُك ّل األماكِن‪ ،‬بل هو َ‬ ‫ال يتحي يف م ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫أي َحطَّ و َخ َّفف‪.‬‬ ‫( (‬
‫قول ّ‬ ‫َ‬
‫األو ِل‪.‬‬ ‫أي ِمثل ِ‬ ‫( (‬
‫عليق الس ِ‬
‫ابق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫انظُر ال ّت َ ّ‬ ‫( (‬
‫‪22‬‬
‫َنا َدى ُم َنادٍ( ( ‪:‬‬ ‫ِ ( (‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫او ْز ُ‬
‫ج َ‬ ‫ت ‪َ ،‬ولَك ِ ّن أَ ْر َض َوأ ُ َسل ُّم ‪ ،‬ق ََال‪َ :‬ف َل َّم َ‬ ‫اس َت ْح َي ْي ُ‬
‫ح َّت ْ‬
‫( (‬ ‫( (‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َع ْن ع َبادي( ( »‪.‬‬ ‫يض ِت َو َ‬
‫خفَّ ْف ُ‬ ‫ت َف ِر َ‬ ‫أَ ْم َض ْي ُ‬
‫الل أَخبنا يونس عن ِ الزه ِري ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ان أَ ْخ َ َب َنا َع ْب ُد َّ ْ َ َ َ ُ ُ ُ َ ُّ ْ ّ‬ ‫‪ -2‬وقال أبو َعبد اهلل‪َ :‬ح َّدثَ َنا َع ْب َد ُ‬
‫(ح)( ( حدثَنا أَحد بن صالِح ٍ حدثَنا عنبس ُة حدثَنا يونس عن ِ ابن ِ ِشه ٍ‬
‫اب ق ََال‪ :‬ق ََال‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ َ َ َّ َ ُ ُ ُ َ ْ َ‬ ‫َ َّ َ َْ ُ ْ ُ َ‬
‫َ ِ‬ ‫أَنس بن مالِكٍ‪ :‬كان أَبو ذ ٍَر ر ِض الل عنه ِ‬
‫ف‬‫الل ﷺ ق ََال‪« :‬ف ُِر َج َس ْق ُ‬ ‫ث أَ َّن َر ُسول َّ‬ ‫ي ّد ُ‬‫َ َ ُ ّ َ َ َّ ُ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫َُ ْ ُ َ‬

‫مر ًة أُخرى‪.‬‬ ‫ذلك ّ‬ ‫ختفيف َ‬ ‫َ‬ ‫أسأل‬ ‫( ( أي فال ُ‬


‫ٍ‬ ‫كل حال ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫حمل قولُه‬ ‫في َ‬ ‫راض بما ق ََّد َر ُه الل ُه‪ُ ،‬‬ ‫تعال يف ّ‬ ‫أمره هلل َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُمسل ٌّم َ‬ ‫ك ّأن‬ ‫( ( ال َش ّ‬
‫ذلك‬ ‫خفيف بعد َ‬ ‫ليسأل ال ّت َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫«ولَك ّن أَ ْر َض َوأ ُ َسل ُّم» عىل ال ّتأكيد‪ ،‬ومعناه أنّه ﷺ ال َيرج ُع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﷺ‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مخس يف اليوم واللّيلة‪.‬‬ ‫الصلوات الواجب َة ٌ‬ ‫بل َيض فيما أُوحي إليه فيه من ّأن ّ‬
‫وس ﷺ‪.‬‬ ‫جاو َز ُم َ‬ ‫( ( أي َ‬
‫تعال‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َك ُمبل ٌّغ عن الله َ‬ ‫ِ‬
‫( ( أي َمل ٌ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عىل عبادي َخبمس ِ صلَوات فأوجبتها‬ ‫َ‬ ‫يضت‬ ‫ت ف َِر َ‬ ‫«أنفذْ ُ‬ ‫يقول‪َ :‬‬ ‫تعال ُ‬ ‫إن اهلل َ‬ ‫َك‪ّ :‬‬ ‫قال المل ُ‬ ‫( ( أي َ‬
‫حصل لَهمُ‬ ‫رشا فيَ ُ‬ ‫َ‬
‫احلسنة ع ً‬ ‫َ‬ ‫علَيهم وخففت عنهم ِمن خسني صالة إىل خس وأجزي َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫ني صالة»‪ً.‬‬ ‫واب َخس َ‬ ‫ث ُ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫والو ِ ّل‬ ‫عل ّأن ال َن ِ َّب َ‬ ‫يدية َ‬ ‫الس ّنة واجلماعة األشاعرة والماتُر ّ‬ ‫دليل ألهل ِ احل َ ّق أهل ِ ُ‬
‫ِ‬ ‫ويف احلديث ٌ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما‬ ‫حممد ﷺ َن ْف ًعا َعظ ً‬ ‫موس أ ُ ّم َة ّ‬ ‫وجل‪ ،‬فقد َنف َع َ‬ ‫عز َّ‬ ‫ف َبعد وفاته وأنّه َي ْن َف ُع بإذْن اهلل َّ‬ ‫رص ٌ‬ ‫له َت ُّ‬
‫خفيف يف عددِ‬ ‫اهلل الت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ُب من‬ ‫حممد أن َي ْطل َ‬ ‫سيدنا ّ‬ ‫عل ّ‬ ‫أشار َ‬ ‫حصل لَيل َة المعراج ِ حني َ‬ ‫بما َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني ُح َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصلوات‪ ،‬ويف هذا َر ٌّد عىل ُم َش ّبهة ال َع ِ‬ ‫ِ‬
‫مات‪ ،‬والّذين‬ ‫صول ال َّن ْفع ِ مّن َ‬ ‫جسمة ال ّناف َ‬ ‫الم ِ ّ‬ ‫رص ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫المتوس َل باألنبياء واألولياء ُمرش ًكا باهلل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عتبون‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َي ُ‬
‫دان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الب ّ ِ‬
‫طريق شيخه َع ْب َ‬ ‫الس َند من‬ ‫خاري ُي ّول َّ‬ ‫ألن اإلمام ُ‬ ‫( ( هي إشار ٌة إىل كلمة «حتويل» ّ‬
‫ِ‬
‫اهلل‬
‫خاري رمحه ُ‬ ‫الب ّ‬ ‫ذلك اإلما َم ُ‬ ‫أمحد بن صالحٍ‪ ،‬وقَد َف َعل َ‬ ‫ِ‬ ‫طريق َشيخه َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلديث ِمن‬ ‫َ‬ ‫َلي ِو َي‬
‫ِ‬
‫مئات‬ ‫يحه»‬ ‫«صح ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل يف‬ ‫ِ‬ ‫ات المر ِ‬ ‫يحه» عش ِ‬ ‫«صح ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلمام ُمسل ٌم فقَد فَعلَه رمحه ُ‬ ‫ُ‬ ‫ات‪ّ ،‬أما‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫يف‬
‫الف السند‪ِ.‬‬ ‫اخت ِ‬ ‫كرار المتن ِ مع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور ّبما ف َعاله تفاد ًيا ل َت‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫المرات‪ُ .‬‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألفيته «ال ّتبصة وال ّتذكرة» يف علوم احلديث‪:‬‬ ‫رايق يف ّ‬ ‫ين الع ُّ‬ ‫الز ُ‬ ‫قال احلافظُ َّ‬
‫ِ‬
‫ل ِ َغ ْ ِيه (ح) َوا ْن ِطق َْن ِ َبا َوق َْد‬ ‫َو َك َت ُب ْوا ِع ْن َد ا ْن ِتقال ٍ ِم ْن َس َن ْد‬
‫ِ‬
‫َحائلٍ‪َ ،‬وق َْد َرا‬ ‫َوأَ َّ َنا ِم ْن‬ ‫او ُّي بأَ ْن َل تُ ْق َرا‬ ‫رأَى الر َه ِ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫ث) قَطْ ‪َ ،‬وق ْي َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َب ْع ُض أ ُ ْول الْ َغ ْرب بأَ ْن َيق ُْو َل‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(الَد ْي َ‬ ‫ْ‬ ‫َانا‬ ‫َمك َ َ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َت ِْو ْيل ٍ َو َ‬
‫(ص َّح) فَـ(ح) م ْن َها ا ْن ُتخ ْ‬ ‫َانا َ‬ ‫َمك َ َ‬ ‫ب‬ ‫قال ق َْد ُكت ْ‬ ‫َب ْل َح ُ‬
‫‪23‬‬
‫يل فَفَ رج صد ِري‪ ،‬ثُم غَس َله بِم ِء زمزم‪ ،‬ثُم جاء بِطَست ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ َ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ‬ ‫َب ْي ِت َوأَ َنا ب َم َّكةَ‪َ ،‬ف َن َز َل ج ْ ِب ُ َ َ َ ْ‬
‫خ َذ بِ َي ِدي َف َع َر َج‬ ‫ص ْد ِري ثُ َّم أَ ْط َبقَ ُه‪ ،‬ثُ َّم أَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬
‫م ْن َذ َهب ُم ْ َتلئ ٍ ح ْك َم ًة َوإميَا ًنا َفأَف َْر َغ َها ف َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫يث ق َِر ًيبا ِمن الّذي َس َبق‪.‬‬ ‫احلد َ‬
‫خاري َ‬ ‫الب ّ‬ ‫اق ُ‬ ‫الس َمء» ثُ َّم َس َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب إ َل َّ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل‬
‫ض ُ‬ ‫ان َح َّدثَ َنا َق َتا َد ُة َع ْن أَ َنس َر َ‬ ‫‪ -3‬وقال أبو َعبد اهلل‪َ :‬ح َّدثَ َنا ءا َد ُم َح َّدثَ َنا َش ْي َب ُ‬
‫اب ال ُّل ْؤل ُِؤ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫حا َف َت ُاه ق َب ُ‬ ‫ت َع َل َ َن ٍر( ( َ‬ ‫الس َماء ق ََال‪« :‬أَ َت ْي ُ‬ ‫َع ْن ُه ق ََال‪ :‬ل ََّما ُعر َج بال َّن ِ ّب ﷺ إ َل َّ‬
‫يل؟ ق ََال‪َ :‬ه َذا الك َْوث َُر»‪.‬‬ ‫ْت‪َ :‬ما َه َذا يَا ِج ْ ِب ُ‬ ‫ُم َ َّوفًا‪َ ،‬ف ُقل ُ‬
‫مم ُد بن ب َّش ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ار َح َّدثَ َنا ُغ ْن َد ٌر َح َّدثَ َنا ُش ْع َب ُة َع ْن َق َتا َد َة‬ ‫‪ -4‬وقال أبو َعبد اهلل‪َ :‬ح َّدثَ َنا ُ َ َّ ْ ُ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يد َع ْن َق َتا َد َة َع ْن أَ ِب ال َعال َية َح َّدثَ َنا‬ ‫يد ْب ُن ُز َر ْيع ٍ َح َّدثَ َنا َسع ٌ‬ ‫(ح) وق ََال ل َخل َيفةُ‪َ :‬ح َّدثَ َنا َي ِز ُ‬
‫اهلل َع ْن ُه َما ‪َ -‬عن ِ ال َّن ِ ّبِ ﷺ ق ََال‪َ « :‬رأَيْ ُ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت ل َْي َل َة‬ ‫ض ُ‬ ‫ْاب ُن َع ّ ِم َنب ّي ُكم ‪َ -‬ي ْعن ْاب َن َع َّباس َر َ‬
‫أُس ِري ِب موس رج ًل ءادم( ( طو ًال( ( جعدا( ( كَأَنه ِمن ِر ِ‬
‫ت‬ ‫وء َة( ( ‪َ ،‬و َرأَيْ ُ‬ ‫جال َش ُن َ‬ ‫َّ ُ ْ َ‬ ‫ًَْ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ْ (ِ (‬ ‫ِ‬ ‫(ِ (‬ ‫اخلَ ( ِ ( ِ احلُ ِ‬ ‫ِ‬
‫الرأس ‪،‬‬ ‫الب َياض َسبطَ َّ‬ ‫وع لْق إ َل ْم َرة َو َ‬ ‫ج ًل َم ْر ُبو ًعا ‪َ ،‬م ْر ُب َ‬
‫( (‬
‫يسى َر ُ‬ ‫ع َ‬

‫أي َع َرض له يف اجل ّنة َهن ٌر‪.‬‬ ‫( (‬


‫ىشء ِمن مرة ِ‬ ‫أي لون بشتِه لون الُدمة‪ ،‬فليس أبيض م ِرشقا بل أسمر سمرة خ ِف مع ٍ‬ ‫( (‬
‫احلُ ْ‬ ‫َ ُ ُ ً َ يفةً‬ ‫َ ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫والبياض اخلَف َيفني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الطاء أي ط َِو ًيل عىل ما كان يف ِ‬
‫زمانه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بض ّم‬ ‫( (‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫السبط‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غري ُمسرتسل ش َعر الرأس‪ ،‬وهو ض ُّد َّ‬ ‫أي َ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن ر َ‬ ‫وي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحطاني ٌة من‬
‫ّ‬ ‫جال َش ُنوء َة ‪ -‬و ُهم قبيل ٌة ق‬ ‫قال‪ّ :‬‬ ‫وس ْم َرته اخلفيفة‪ُ ،‬‬ ‫أي ُيشب ُههم يف طُوله ُ‬ ‫( (‬
‫مان‪.‬‬‫األَز ِد ‪ -‬غري ِس ٍ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫كان ُمعتد َل الطُّول‪.‬‬ ‫وع إذا َ‬ ‫ومربُ ٌ‬ ‫رج ٌل ِ َر ْبع ٌة َ‬ ‫ُيقال‪ُ :‬‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يان لما س َبق‪.‬‬ ‫أي ُمعتد َل اخللْقة‪ ،‬وهو َب ٌ‬ ‫( (‬
‫فوق ُسمرةِ اآل َد ِم لك ّنه‬ ‫األسم ُر الّذي َ‬
‫َ‬ ‫البشة إىل ما هو َبني احلُ مرة وال َب ِ‬
‫ياض‪ ،‬وهو‬ ‫مائل لَون َ‬
‫َ ِ‬ ‫( (‬
‫السمرةِ وال أسو َد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يد ُّ‬ ‫ليس شد َ‬ ‫َ‬
‫أس ليس جب ٍ‬
‫عد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الر‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ش‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ست‬
‫َ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫أي ُ َ‬
‫م‬ ‫( (‬
‫‪24‬‬
‫ات أَ َرا ُه َّن الل ُه ِإ َّي ُاه( ( ‪ :‬ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫ار والدج َال( ( » ِف آي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ت َم ِال ًكا َ ِ‬
‫َ‬ ‫خازنَ ال َّن َ َّ َّ‬ ‫َو َرأَيْ ُ‬
‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭼ( ( [السجدة‪ ،]23 :‬ق ََال أَ َن ٌس َوأَبُو َب ْك َر َة‪َ :‬عن ِ ال َّن ِّب ﷺ‪َ « :‬ت ْح ُر ُس‬
‫جال ِ»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الد َّ‬‫املَالَئ َك ُة املَدي َن َة م َن َّ‬
‫ث َع ْن ُعق َْيل ٍ َعن ِ ْابن ِ‬ ‫يي بن بك ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪َ -5‬‬
‫َي َح َّدثَ َنا الل َّْي ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫د‬
‫َّ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫اهلل‬ ‫وقال أبو َعبد‬
‫اهلل‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اب ق ََال‪ :‬ح َّدثَ ِن أَبو سلَم َة بن عب ِد الرحن ِ ق ََال‪ :‬س ِمع ُ ِ‬ ‫ِشه ٍ‬
‫ض ُ‬ ‫ت َجاب َر ْب َن َع ْبد اهلل َر َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ َ ْ ُ َ ْ َّ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫( (‬
‫ت ف احل ْج ِر( ( َف َج َل‬ ‫ول‪« :‬لَ َّا كَذَّ َب ْت ِن ق َُريْ ٌش ق ُْم ُ‬ ‫ول اهلل ﷺ َي ُق ُ‬ ‫َع ْن ُه َما أَنَّ ُه َسم َع َر ُس َ‬
‫خ ُِب ُه ْم َع ْن ءايَاتِه(ِ ( َوأَ َنا أَ ْن ُظ ُر ِإل َْيه ِ»‪.‬‬ ‫ت( ( أ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت امل َ ْقدسِ‪َ ،‬فطَف ْق ُ‬ ‫الل ُه ِل َب ْي َ‬
‫اهلل‪َ :‬ح َّدثَ َنا َح ْف ُص ب ُن ُع َم َر َح َّدثَ َنا ُش ْع َب ُة َعن ِ األ َ ْع َمش ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫‪ -6‬وقال أبو َعبد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َع ْن ُه ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫ض ُ‬ ‫يم َع ْن َع ْلق ََم َة َع ْن َع ْبد اهلل َر َ‬ ‫َع ْن إ ْب َراه َ‬

‫جال يف مك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫حيث‬‫ُ‬ ‫َانه هو‬ ‫الدج َال وال ّنب ُّي ﷺ يف َمكانه ّ‬
‫والد ُ‬ ‫ّ‬ ‫األعور‬
‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ُ‬ ‫أي ورأَى‬ ‫( (‬
‫ِ‬
‫األرض‪.‬‬ ‫حمبوس يف‬‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫مع عالمات أُ َخ َر أَرا ُه ّن الل ُه َ‬
‫تعال َنب َّيه ﷺ‪.‬‬ ‫أي َ‬ ‫( (‬
‫الصالة‬ ‫موس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عليهما ّ‬ ‫حممد َ‬‫ك من لقاء ّ‬ ‫ومعناه فال َتكُن يف َش ّ‬ ‫ُ‬ ‫بعض الرواة‪،‬‬ ‫إدراج من‬ ‫ٌ‬ ‫هو‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫رءاه‪ ،‬وقال‬ ‫حممد ﷺ ما ذُك َر أ ّنه ُ‬ ‫ك من رؤية ّ‬ ‫معناه فال َتكُن يف َش ّ‬‫ُ‬ ‫بعضهم‪:‬‬ ‫الم‪ ،‬وقال ُ‬ ‫والس ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الد ّجال َمو ُعو ًدا‬
‫روج ّ‬‫خ ُ‬‫يكها‪ ،‬وإذا كان ُ‬ ‫مع ءايات أ ُ َخر لَ َ ْ‬ ‫الد ّج َال َ‬ ‫حممد ﷺ َ‬ ‫ءا َخ ُرون‪ :‬رأَى ّ‬
‫ٍ‬
‫لألعور الدجال‪ِ.‬‬
‫َ ّ‬
‫ِ‬ ‫فال َتكُن يف ِمرية من رؤية ال ّن ِ ّب ﷺ‬
‫ِ‬
‫األولِ‪.‬‬
‫الكالم عليه يف احلديث ّ‬ ‫ُ‬ ‫س َبق‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬
‫ب َبيين وبي َنه حىت رأي ُته كأ ّنه عندي‪.‬‬ ‫كش َف احل ُج َ‬ ‫أي َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ذت‪.‬‬ ‫أي أ َخ ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أي عالماته وتفاصيله وأحواله‪.‬‬ ‫(‬ ‫(‬
‫‪25‬‬
‫الس َم ِاء( ( »‪.‬‬ ‫ﮫ ﮬ ﭼ [النجم‪ ،]18 :‬ق ََال‪َ :‬‬
‫«رأَى َر ْف َر ًفا أَ ْخ َض َس َّد أُ ُف َق َّ‬
‫( (‬

‫ومن صحيح م ِ‬
‫سلم‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ت‬‫وخ َح َّدثَ َنا َحَّا ُد ْب ُن َسل ََم َة َح َّدثَ َنا ثَابِ ٌ‬
‫ان ْب ُن ف َُّر َ‬
‫ني‪َ :‬ح َّدثَ َنا َش ْي َب ُ‬‫قال أبو احلس ِ‬
‫َ‬ ‫‪ُ َ -7‬‬
‫َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْباق ِ َو ُه َو َد َّاب ٌة أَ ْب َي ُض‬ ‫اهلل ﷺ ق ََال‪« :‬أُتِي ُ ِ‬
‫ت بال ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ال ُْب َن ِان ُّي َع ْن أَ َنس ِ ْبن ِ َمالك ٍ أَ َّن َر ُسول‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ط ِويل َفو َق الْ ِم ِر ودونَ الْبغل ِ يضع ِ ِ‬
‫حاف َر ُه ع ْن َد ُم ْن َت َهى َط ْرفه( ( ‪َ ،‬ف َرك ْب ُت ُه َ‬
‫ح َّت‬ ‫َْ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ ٌ ْ‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫السماوات‪ .‬وال َي ِص ُّح َح ُل‬ ‫ِ‬
‫بعض عجائب العالَ ال ُعلو ّي حني ُعر َج به ﷺ إىل ّ‬ ‫حمم ٌد ﷺ َ‬ ‫( ( أي رأَى ّ‬
‫قول اجل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مهور ‪ -‬وال‬ ‫هذا ال َن ّص يف معرض االستدالل عىل أنّه ﷺ رأى َر َّبه بفؤاده ‪ -‬كما هو ُ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫رأسه ‪ -‬وهو ُ‬ ‫عىل أنه ﷺ رأى ربه بعين ِ‬
‫«اآليات» َج ُع ءاية‪ ،‬وهي يف‬ ‫ألن‬
‫المرجوح ‪ّ -‬‬ ‫ُ‬ ‫القول‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫تعال خال ُق هذه‬ ‫فاهلل َ‬ ‫تعال َخلْقً ا ِوتكوي ًنا بقوله‪ :‬ﭽ ﮩ ﮪ ﭼ ُ‬ ‫ُرءاين ُمضاف ٌة إىل اهلل َ‬ ‫ال َن ّص الق ّ‬
‫ِ‬
‫مربوب ل َن ْفسه‬ ‫اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ذات اهلل ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫المعن فاس ًدا وهو ّأن َ‬ ‫صار َ‬ ‫وإل َ‬ ‫اآليات‪ ،‬فال جيو ُز ْأن ُيرا َد باآليات ُ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ٌ ِ‬
‫ضالل ُمب ٌ‬ ‫وذلك‬‫َ‬ ‫خملوق له‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫األخض‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ف ِ ََ‬ ‫فر َ‬ ‫الر َ‬
‫ِ‬
‫ابن مسعود ريض اهلل عنه يف هذا احلديث من اآليات ال ُك َربى َّ‬
‫ِ‬
‫وقَد ذ َك َر ُ‬
‫ٍ‬
‫بأمور‬ ‫مأمور من الله تعاىل‬ ‫ٌ‬ ‫يض ِج ًّدا َي ُس ُّد األ ُفق‪ ،‬قيل‪ :‬إنه خاد ٌم‬ ‫األخض بِساطٌ َع ِر ٌ‬ ‫َُ‬ ‫ف‬ ‫فر ُ‬ ‫( ( الر َ‬
‫فرتشون عليه إذا أرادوا‪ ،‬وإذا استوى عليه الولِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ٍ‬
‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وي ُ‬ ‫حيث َي ّتكئُ المؤم ُنون َ‬ ‫ُ‬ ‫خاصة يف اجل ّنة‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حيث شاء فيذ َهب به إىل‬ ‫ُ‬ ‫وشطوطها‬ ‫فوق أهنار اجل ّنة ُ‬ ‫طار به َ‬ ‫الصال ُح يف اجلّنة َر ْف َرف أي َ‬ ‫ّ‬
‫سان ِمن احلُور العني‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ريات احل ِ ِ‬ ‫أزواجه اخل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫خيا‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فطار به‬ ‫األخض فجل ََس ﷺ عليه َ‬ ‫َُ‬ ‫ف‬‫فر ُ‬ ‫الر َ‬ ‫نتهى جا َءه َّ‬ ‫الم َ‬ ‫ولما بلَغ ال َّن ِ ُّب ﷺ يف معراجه سدر َة ُ‬ ‫ّ‬
‫تعال‬‫اهلل َ‬ ‫َر‬‫ك‬ ‫ش‬ ‫ذلك‬ ‫ﷺ‬ ‫رأى‬ ‫ا‬‫َم‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫إليه‪،‬‬ ‫ل‬ ‫وص‬ ‫حىت‬ ‫َع‬‫ف‬ ‫ر‬ ‫وي‬ ‫ض‬ ‫الرفرف إىل العرش ِ ثم جعل َي ِ‬
‫ف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُّ ََ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حمم ٌد‬ ‫اهلل ّ‬ ‫مكتوبا عىل قوائم ال َعرش «ال إله إال ُ‬ ‫ً‬ ‫رسول ﷺ‬ ‫النعمة ال َعظيمة‪ ،‬ورأى‬ ‫عىل هذه ّ‬
‫وي َضم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إليهم‬ ‫جما‪ُّ ُ ،‬‬ ‫أكب المالئكة َح ً‬ ‫أيضا َحَل َة ال َعرش ِ وهم أربع ٌة من َ‬ ‫رسول اهلل»‪ ،‬ورأى ﷺ ً‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حان‬‫العرش م َع ُهم وذلك بيا ًنا لع َظم ذلك اليو ِم‪ .‬ول َّما َ‬ ‫أربع ٌة ءا َخ ُرون يو َم القيامة َفيحملُون َ‬
‫ِ‬
‫حيث َينتظ ُره‬ ‫ُ‬ ‫وصل إىل‬ ‫حت َ‬ ‫ورف ًعا ّ‬ ‫فضا َ‬ ‫فطار به َخ ً‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫فر َ‬‫الر َ‬
‫ناول ِ َّ‬ ‫الرسول ﷺ َت َ‬ ‫وقت ُرجوع ِ ّ‬ ‫ُ‬
‫خل َق علَيها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِج ُ‬
‫للمرة الثانية عىل َهيئته األصل ّية اليت ُ‬ ‫ظهر له ّ‬ ‫ربيل وقَد َ‬
‫يد اخلَ طْو‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫راه ن َظ ُره ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫األرض‪ ،‬وهو كناي ٌة عن أ ّنه رسي ٌع بع ُ‬ ‫ند ءاخر ما َي ُ‬ ‫( ( أي َي َض ُع حاف َره ع َ‬
‫‪26‬‬
‫ِ‬
‫( (‬
‫ال ْس ِج َد‬ ‫ْت َْ‬ ‫خل ُ‬ ‫ال َ ْق ِدسِ‪َ ،‬ف َر َب ْط ُت ُه بِالْ َلْقَ ةِ ال َِّت يَ ْربِ ُط بِه ْال َ ْن ِب َي ُاء( ( ثُ َّم َد َ‬ ‫ت ْ‬ ‫ت َب ْي َ‬ ‫أَ َت ْي ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َفصلَّي ِ ِ‬
‫ٍ( (‬
‫خ ْمر‬ ‫الس َل ُم بِ ِإ َناء ِم ْن َ‬ ‫يل َع َل ْيه َّ‬ ‫ت َف َج َاء ِن ِج ِْب ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫خ َر ْ‬ ‫ت فيه َر ْك َع َت ْي( ِ ( ‪ ،‬ثُ َّم َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫ت ال ِْف ْط َر َة( ( ‪ ،‬ثُ َّم ُع ِر َج بِ َنا( ( ِإ َل‬ ‫ٍ ِ‬
‫خ َ ْت َ‬‫يل‪ :‬ا ْ‬ ‫ت الل ََّب َن‪َ ،‬فقَ َال ِج ْ ِب ُ‬ ‫خ َ ْت ُ‬‫َو ِإ َناء م ْن ل ََبن ٍ َفا ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪َ :‬و َم ْن َم َع َك؟ ق ََال‪:‬‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫ت؟ ق ََال‪ِ :‬ج ْ ِب ُ‬ ‫يل‪َ :‬م َن أَ ْن َ‬ ‫يل‪َ ،‬ف ِق َ‬ ‫اس َت ْف َت َح ِج ْ ِب ُ‬ ‫الس َم ْ‬‫َ‬
‫ف‬ ‫ء‬ ‫َّ‬
‫ب بِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ح َ‬ ‫ث إل َْيه‪َ ،‬ففُ ت َح َل َنا َفإذَا أَ َنا بآ َد َم َف َر َّ‬ ‫ث إل َْيه ؟ ق ََال‪ :‬ق َْد ُبع َ‬ ‫يل‪َ :‬وق َْد ُبع َ‬ ‫ُم َ َّم ٌد‪ ،‬ق َ‬
‫(‬ ‫(‬

‫الس َل ُم‪َ ،‬ف ِق َ‬ ‫ِ‬


‫اس َت ْف َت َح ِج ْ ِب ُ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫و َد َعا ِل ِ َ ٍ‬
‫يل‪َ :‬م َن‬ ‫يل َع َل ْيه َّ‬ ‫الس َمء ال َّثان َية َف ْ‬ ‫ب ْي‪ ،‬ثُ َّم ُع ِر َج ب َنا إ َل َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث إل َْيه؟ ق ََال‪ :‬ق َْد‬ ‫يل‪َ :‬وق َْد ُبع َ‬ ‫يل‪َ :‬و َم ْن َم َع َك؟ ق ََال‪ُ :‬م َ َّم ٌد‪ ،‬ق َ‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫ت؟ ق ََال‪ :‬ج ْ ِب ُ‬ ‫أَ ْن َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِع َ ِ ِ ِ‬
‫ات‬ ‫ص َل َو ُ‬ ‫يسى ْابن ِ َم ْريَ َم َو َيْ َي ْبن ِ َزك َِريَّ َاء َ‬ ‫ث إل َْيه‪َ ،‬ففُ ت َح َل َنا َفإذَا أَ َنا ب ْاب َن ِ الْ َالَة ع َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪،‬‬ ‫اس َت ْف َت َح ج ْب ُ‬ ‫الس َمء ال َّثال َثة َف ْ‬ ‫ب ْي‪ ،‬ثُ َّم َع َر َج ب إ َل َّ‬ ‫ح َبا َو َد َع َوا ل َ‬ ‫اهلل َع َل ْيه َم َف َر َّ‬
‫يل‪َ :‬وق َْد ُب ِع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫يل‪َ :‬و َم ْن َم َع َك؟ ق ََال‪ُ :‬م َ َّم ٌد ﷺ‪ ،‬ق َ‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫ت؟ ق ََال‪ِ :‬ج ْ ِب ُ‬ ‫يل‪َ :‬م َن أَ ْن َ‬ ‫َف ِق َ‬
‫ف ﷺ ِإذَا ُه َو ق َْد أ ُ ْع ِط َي َش ْط َر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإلَيهِ؟ ق ََال‪ :‬قَد ب ِع َ ِ ِ ِ‬
‫وس َ‬ ‫ث إل َْيه‪َ ،‬ففُ ت َح َل َنا َفإذَا أَ َنا ب ُي ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫ب ٍي‪ ،‬ثم ع ِرج بِنا ِإ َل السمء الرابِعةِ َفاست ْفتح ِج ِبيل ع َليه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ َ َّ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ ْ‬ ‫ب َو َد َعا ل َ ْ ُ َّ ُ َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫الْ ُ ْسن ِ َف َر َّ‬
‫(‬ ‫(‬

‫الف ِصيحة المشهورة‪،‬‬ ‫اللم كما هي عىل اللُّغة َ‬ ‫الرواية بسكُون ّ‬ ‫أي َيربِطُون ِبا دوابم‪ .‬واحلَ لْقة يف ِ‬
‫ّ‬ ‫َُّ‬ ‫( (‬
‫وح ِكي فَت ُحها لُغةً ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫األقص‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المسج َد‬
‫َ‬ ‫أي َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬
‫صلها إماما باألنبياء ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم‪.‬‬
‫والس ُ‬
‫الصال ُة ّ‬ ‫عليهم ّ‬ ‫ً‬ ‫الصال َة الّيت َّ‬ ‫المسجد أو ّ‬ ‫أي حت ّي َة َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫األولِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أي خَ ِر اجل ّنة‪ ،‬وس َبق‬
‫الكالم عىل ذلك يف احلديث ّ‬ ‫ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ين اإلسال ِم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أي د َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫األنظار ِ َج ُ‬
‫يل الل ِ‬
‫َّون‪،‬‬ ‫ىشء َي ْب َه ُر‬ ‫المرقاة ِ‬
‫وكان صعود الن ِبي ﷺ عىل ِ‬
‫َ‬ ‫سوس ُمباركٌ‪ٌ ،‬‬ ‫وهي ُسل ٌَّم َم ٌ‬ ‫ُِ ُ ِ ّ ّ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ ِ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اهلل‪.‬‬
‫اهلرري رمحه ُ‬ ‫ُّ‬ ‫اإلمام‬
‫ُ‬ ‫خرى من ف ّضة وهكذا‪ ،‬قاله شي ُخنا‬ ‫درج ٌة من ُه من ذ َهب وأ ُ َ‬ ‫َ‬
‫نكارا‪ .‬قال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بشارا ال استبعا ًدا واست ً‬ ‫للعروج‪ ،‬وسؤال الملَك كان ف ََر ًحا واست ً‬ ‫يعين هل طُلب ُ‬ ‫( (‬
‫فإن ذلك ال َي َفى عليه‬ ‫والرسالة ّ‬ ‫ِ‬
‫«وليس ُمرا ُده االستفها َم عن أصل البعثة ِ‬ ‫النووي‪:‬‬ ‫احلافظ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫الصحيح» اهـ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الم ّدة‪ ،‬فهذا هو ّ‬ ‫إىل هذه ُ‬
‫يوس َف ﷺ كان مكشو ًفا ومل‬ ‫ُ‬ ‫أي أ ُ ِوت ِن ْص َف مقدار اجلَ مال الّذي ُو ّز َع َبني ال ّن ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومجال ُ‬ ‫اس‪.‬‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كان َمصو ًنا‬
‫لكن َجالَه َ‬ ‫سن ُكلَّه ّ‬ ‫حمم ٌد ﷺ فإنّه قَد أُعط َي احل ُ َ‬ ‫بالمهابة‪ّ ،‬أما َنب ُّينا ّ‬ ‫َيكُن َم ُصو ًنا َ‬
‫ِ‬
‫المهابة‪.‬‬ ‫باجلَالل أي َ‬
‫‪27‬‬
‫يل‪َ :‬و َم ْن َم َع َك؟ ق ََال‪ُ :‬م َ َّم ٌد‪ ،‬ق ََال‪َ :‬وق َْد ُب ِع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬‫يل‪َ :‬م ْن َه َذا؟ ق ََال‪ِ :‬ج ْ ِب ُ‬ ‫الس َل ُم‪ ،‬ق َ‬ ‫َّ‬
‫ب ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِإلَيه؟ ق ََال‪ :‬قَد بع َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‪ ،‬ق ََال‬ ‫ب َو َد َعا ل َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫يس ﷺ َف َر َّ‬ ‫ث إل َْيه‪َ ،‬ففُ ت َح َل َنا َفإذَا أَ َنا بإ ْدر َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫َامسةِ‬ ‫اهلل عز وج َّل‪ :‬ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﭼ( ( [مريم‪ ،]57 :‬ثُم ع ِرج بِنا ِإ َل السم ِء ا ْلخ ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ ُ َ َ‬ ‫ُ َ َّ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪َ :‬و َم ْن َم َع َك؟ ق ََال‪ُ :‬م َ َّم ٌد‪،‬‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫يل‪َ :‬م ْن َه َذا؟ َفقَ َال‪ِ :‬ج ْ ِب ُ‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫اس َت ْف َت َح ِج ْ ِب ُ‬ ‫َف ْ‬
‫ِ‬ ‫ث ِإلَيهِ؟ ق ََال‪ :‬قَد ب ِع َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َو َد َعا‬ ‫ح َ‬ ‫ث إل َْيه‪َ ،‬ففُ ت َح َل َنا َفإذَا أَ َنا ِ َب ُارونَ ﷺ َف َر َّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫يل‪َ :‬وق َْد ُبع َ ْ‬ ‫ق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِل ِ َ ٍ‬
‫يل‪َ :‬م ْن‬ ‫الس َل ُم‪ ،‬ق َ‬ ‫يل َع َل ْيه َّ‬ ‫اس َت ْف َت َح ِج ْ ِب ُ‬ ‫الساد َسة َف ْ‬ ‫الس َمء َّ‬ ‫ب ْي‪ ،‬ثُ َّم ُع ِر َج ب َنا إ َل َّ‬
‫ث ِإل َْيهِ؟ ق ََال‪ :‬ق َْد‬ ‫يل‪َ :‬وق َْد ُب ِع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪َ :‬و َم ْن َم َع َك؟ ق ََال‪ُ :‬م َ َّم ٌد‪ ،‬ق َ‬ ‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫َه َذا؟ ق ََال‪ِ :‬ج ْ ِب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب و َد َعا ِل ِ َ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِع َ ِ ِ ِ‬
‫الس َمء‬ ‫ب ْي‪ ،‬ثُ َّم ُع ِر َج ب َنا إ َل َّ‬ ‫ح َ َ‬ ‫وس ﷺ َف َر َّ‬ ‫ث إل َْيه‪َ ،‬ففُ ت َح َل َنا َفإذَا أَ َنا ب ُم َ‬ ‫ُ‬
‫يل‪َ :‬و َم ْن َم َع َك؟ ق ََال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪ ،‬ق َ‬ ‫يل‪َ :‬م ْن َه َذا؟ ق ََال‪ :‬ج ْب ُ‬ ‫يل‪َ ،‬فق َ‬ ‫اس َت ْف َت َح ج ْب ُ‬ ‫الساب َعة َف ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث ِإلَيه؟ ق ََال‪ :‬قَد بع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم‬‫ث إل َْيه‪َ ،‬ففُ ت َح َل َنا َفإذَا أَ َنا بإ ْب َراه َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫يل‪َ :‬وق َْد ُبع َ ْ‬ ‫ُم َ َّم ٌد ﷺ‪ ،‬ق َ‬
‫ور( ( و ِإذَا هو يدخ ُله ُكل يو ٍم سبعونَ أَلْف م َلك ٍ‬ ‫ﷺ ُم ْس ِن ًدا ظ َْه َر ُه ِإ َل ال َْب ْيت ِ ْ‬
‫َ َ‬ ‫ال َ ْع ُم ِ َ ُ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ َ ْ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫َل يعودونَ ِإلَيهِ‪ ،‬ثُم َذ َه ِ ِ‬
‫ال ُ ْن َت َهى( ( َو ِإذَا َو َرقُ َها كَآذَان ِ ال ِْف َي َلةِ َو ِإذَا‬ ‫الس ْد َرة ْ‬
‫ب ب إ َل ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َُ ُ‬

‫ِ‬ ‫ية يف الق َْدر‪ِ ،‬‬ ‫ٍ ِ ٍ‬


‫فالرفع ُة هنا ب ُعل ُّو المر َتبة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إدريس ﷺ إىل َدرجة عال‬ ‫َ‬ ‫وجل‬
‫عز َّ‬ ‫( ( َمعناه رف ََع الل ُه َّ‬
‫بعض ُهم‪ ،‬ق ََال َت َ‬‫السادس َة وأنّه مات فيها كما َيقُول ُ‬ ‫وليس معناه أس َكناه السماء ِ‬
‫عال‪:‬ﭽ‬ ‫الرابع َة أو ّ‬‫ْ ّ ّ َ ّ‬ ‫َ‬
‫ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﭼ‪.‬‬
‫بالنسبة للمالئكة كالكَعبة‬ ‫( ( هو بيت يف السماء له حرمة عند اهلل كما أن للكَعبة حرمةً ‪ ،‬وهو ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُْ‬ ‫ّ‬ ‫َ ٌ‬
‫أمر اهلل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تعال المالئك َة أن‬ ‫قد ٌس للمالئكة‪ ،‬وقد َ‬ ‫بيت ُم َّ‬
‫المعمور ٌ‬
‫ُ‬ ‫فالبيت‬
‫ُ‬ ‫بالنسبة لل ّناس‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ارتفاعه وبعد مسافتهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البيت‪ ،‬وهو ُمواز للكعبة الّيت يف األرض أي ُياذهيا مع‬ ‫ٍ‬ ‫يعظّموا هذا‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫السابعة يف َمكان قَبل المكان الّذي َسم َع فيه ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل‬ ‫السماء ّ‬ ‫ومق َُّر البيت المعمور يف ّ‬ ‫عنها‪َ .‬‬
‫ص َيف األقال ِم‪.‬‬ ‫ﷺ َ ِ‬
‫واللم» اهـ‪.‬‬ ‫«الس ْدرة» باأللِف ّ‬
‫( ( قال احلافظ النووي‪« :‬هكذا وقَع يف األصول ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪28‬‬
‫ح ٌد ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت( ( ‪َ ،‬ف َم أَ َ‬ ‫ث ََم ُر َها كَالْق َلل( ( ‪َ ،‬ف َل َّم غَش َي َها م ْن أَ ْم ِر الله َما غ ََش( ( َت َغ ََّي ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حى( ( ‪ ،‬فَفَ َر َض‬ ‫حى الل ُه إ َّ َل َما أَ ْو َ‬ ‫ح ْسن َها( ( ‪َ ،‬فأ َ ْو َ‬ ‫يع أَ ْن يَ ْن َع َت َها م ْن ُ‬ ‫خلْق ِ اهلل يَ ْس َتط ُ‬ ‫َ‬
‫وس ﷺ َفقَ َال‪َ :‬ما َف َر َض َر ُّب َك‬ ‫ع َل( ( َْخ ِسني ص َل ًة ِف ُك ّل ِ يو ٍم ولَي َلةٍ‪َ ،‬فنزل ُ ِ‬
‫ْت إ َل ُم َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ‬
‫يف‪َ ،‬ف ِإ َّن‬ ‫خ ِف َ‬ ‫اسأ َ ْل ُه ال َّت ْ‬ ‫ِ ( (‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َل ًة‪ ،‬ق ََال‪ْ :‬ارج ْع إ َل َر ّب َك َف ْ‬ ‫ني َ‬ ‫ْت‪َ :‬خْس َ‬ ‫َع َل أ ُ َّمت َك؟ قُل ُ‬
‫ِ‬
‫ت ِإ َل َر ِ ّب‬ ‫ج ْع ُ‬ ‫خ َ ْب ُت ْم ‪َ ،‬ف َر َ‬
‫( (‬
‫يل َو َ‬ ‫ت( ( َب ِن ِإ ْس َر ِائ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ ُ َّم َت َك َل يُطيقُونَ ذَل َك َف ِإ ّن ق َْد َب َل ْو ُ‬
‫خمسا‪َ ،‬فرجع ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َف ُقلْت‪ :‬يا ربِ َ ِ‬
‫ح َّط‬ ‫ْت‪َ :‬‬ ‫وس َف ُقل ُ‬ ‫ت إ َل ُم َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ف َع َل أ ُ َّمت‪َ ،‬ف َح َّط َع ّن َ ْ ً‬ ‫خ ّف ْ‬ ‫ُ َ َ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف‪َ ،‬ف َل ْم‬ ‫خ ِف َ‬ ‫اسأ َ ْل ُه ال َّت ْ‬ ‫ِ (((‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َع ّن َخ ْ ًسا‪ ،‬ق ََال‪ :‬إ َّن أ ُ َّم َت َك َل يُطيقُونَ ذَل َك َف ْارج ْع إ َل َر ّب َك َف ْ‬
‫ِ‬

‫ِ ِ ِ ِ‬
‫العظيمة احلَ جم‪.‬‬ ‫أي كاجلرار‬ ‫( (‬
‫أح ٌد‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أفاض الل ُه َ‬
‫يع َ‬ ‫حت إنّه ال يستط ُ‬ ‫أظهر ْت ُحس َنها ّ‬
‫السدرة بأنوار وأمور َ‬ ‫ُدرته عىل ّ‬ ‫تعال بق َ‬ ‫أي َ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫غريهم‪َ :‬غش َيها‬ ‫أنوار أجنحة المالئكة‪ ،‬وقال ُ‬ ‫بعض العلماء‪ :‬غط َّْتها ُ‬ ‫ْأن يص َفها عىل ال ّتمام‪ .‬قال ُ‬
‫أمحد مرفو ًعا‪َ « :‬ف َل َّم غ َِش َي َها‬ ‫ِ‬ ‫وألوان م ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َراش ِمن ذه ٍ‬
‫رواه ُ‬ ‫تعددة‪ ،‬ويف حديث أنس ٍ الّذي ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ف ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َت يَاقُو ًتا أَ ْو ُز ُم ُّر ًدا أَ ْو َنْ َو ذَل َك»‪.‬‬ ‫م ْن أَ ْم ِر اهلل َما غَش َي َها َت َ َّول ْ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫أي من حال يف احلُ سن ِ إىل حال أع َج َ‬ ‫( (‬
‫ِ‬
‫بأوصافها ِمن ف َْر ِط َجاهلا‪.‬‬ ‫يع اإلحاط َة‬ ‫ِ‬ ‫أحد ِمن اخلَ ِ‬
‫لق يستط ُ‬ ‫أي ال َ‬ ‫( (‬
‫يما ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعال إىل َن ِب ّيه ﷺ يف َ‬
‫وحى به‬ ‫الم َ‬ ‫ألمر ُ‬ ‫الوقت تعظ ً‬ ‫ذلك َ‬ ‫أوحى الل ُه َ‬ ‫وعد ُم ترصيح ٍ بما َ‬ ‫فيه إهبا ٌم َ‬ ‫( (‬
‫إليه ﷺ‪.‬‬
‫ِ‬
‫وعل أ ُ َّمته ﷺ‪.‬‬ ‫أي َ‬ ‫( (‬
‫بأمر الصالة‪ ،‬والل ُه َ‬
‫تعال‬ ‫إليك ِ‬ ‫وحى َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أي ِ‬
‫حيث كان ُي َ‬ ‫ُ‬ ‫ارج ْع إىل المكان الّذي تُناجي فيه َر َّبك‬ ‫( (‬
‫ٍ‬
‫مكان‪.‬‬ ‫وأبدا بال‬
‫أزل ً‬‫تعال موجو ٌد ً‬ ‫كان وال يف ُك ّل األماكِن‪ ،‬بل هو َ‬ ‫ال يتحي يف م ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫بت‪.‬‬‫أي َج َّر ُ‬ ‫( (‬
‫أي امتحنتهم‪.‬‬ ‫( (‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ ّْ ُ َ ّ‬
‫( انظ ِر اتلعليق الي سبق‪.‬‬ ‫((‬
‫‪29‬‬
‫ِ‬ ‫ي َر ِ ّب َت َبا َركَ َو َت َع َ‬ ‫ِ‬
‫ح َّت ق ََال( ( ‪ :‬يَا ُم َح َّم ُد‪،‬‬
‫الس َل ُم َ‬‫وس َع َل ْيه َّ‬ ‫ي ُم َ‬ ‫ال َو َب ْ َ‬ ‫أَ َز ْل أَ ْرج ُع َب ْ َ‬
‫( (‬

‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬


‫خ ْم ُسونَ‬ ‫ص َلة َع ٌْش( ( َف َذل َك َ‬ ‫ص َل َوات ُك َّل يَ ْو ٍم َول َْي َلة‪ ،‬ل ُك ّل ِ َ‬ ‫َْخ ُس َ‬ ‫ِإنَّ ُه َّن‬
‫( (‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫ت‬ ‫ح َس َن ًة( ( ‪َ ،‬ف ِإ ْن َعم َل َها ُكت َب ْ‬ ‫ت َل ُه َ‬ ‫ص َل ًة( ( ‪َ ،‬و َم ْن َه َّم ِ َب َس َنة( ( َف َل ْم يَ ْع َم ْل َها ُكت َب ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ب َش ْي ًئا ‪َ ،‬فإ ْن َعم َل َها ُكت َب ْ‬
‫(‬ ‫(‬
‫َل ُه َع ْش ًرا ‪َ ،‬و َم ْن َه َّم ب َس ّي َئة َف َل ْم يَ ْع َم ْل َها َْل تُ ْك َت ْ‬
‫(‬ ‫(‬

‫مخسون صال ًة‬ ‫ِ‬


‫حيث أُوح َي إليه أ ّنه ُفر َض عليه وأ ُ َّمته ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫المكان الّذي كان فيه ﷺ‬ ‫ِ‬ ‫أي ِمن‬ ‫( (‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل َ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫المرا ُد ّأن ال ّن ِ َّب ﷺ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومسافة‪،‬‬ ‫بمقابلة َ‬ ‫تعال ُ‬ ‫وصل إىل َمكان لَق َي َ‬ ‫وليس ُ‬ ‫السادسة‪َ ،‬‬ ‫السماء ّ‬ ‫يف ّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تعال موجو ٌد ً‬ ‫فإن اهلل َ‬
‫وجل أن‬ ‫عز ّ‬ ‫ويستحيل عليه ّ‬ ‫ُ‬ ‫وأبدا بال مكان وال جهة‪،‬‬ ‫أزل ً‬ ‫حاشا‪ّ ،‬‬
‫ي ّل يف‬ ‫ِ‬
‫صال أو انف ٌ‬ ‫وبني َخلقه مساف ٌة أو ُمقابل ٌة أو ا ّت ٌ‬ ‫ِ‬
‫يستحيل عليه ْأن َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫صال كما‬ ‫يكون َبينه َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫والزمان بال َكيف وال َمكان‪ ،‬ولَ َيزل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫المكان ّ‬ ‫قبل َ‬ ‫ىشء‪ ،‬كان ُ‬ ‫ي ّل فيه ٌ‬ ‫وأن َ ُ‬ ‫ىشء من العالَ ْ‬
‫كيف وال م ٍ‬
‫كان‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫المخلوقات بال‬ ‫ِ‬ ‫لق‬‫بعد َخ ِ‬
‫َ‬ ‫اهلل َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫كالمه الذّ َّات الّذي‬ ‫ﷺ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫تعال‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫ع‬ ‫أسم‬ ‫هم‪:‬‬ ‫بعض‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫َ‬
‫تعال‬ ‫ِ‬
‫الله‬ ‫عن‬ ‫ّغ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫أي ٌ ُ ٌ‬
‫بل‬ ‫م‬ ‫َك‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫( (‬
‫شب ُه كال َم‬ ‫ليس حر ًفا وال صوتا وال لُغةً وال يبتدأُ وال ُيتتم وال يتقطَّع وال يتعاقَب وال ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ﷺ‬ ‫نه‬ ‫م‬ ‫المخلوقني فف ِهم ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫المفروضات‪.‬‬ ‫أي الص ِ‬
‫لوات‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫َوات‪.‬‬‫أي ثَواب ع ِرش صل ٍ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ُ َ‬
‫ثواب مخس َني صال ًة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصلوات اخلَ مس َ‬ ‫أي ُي َزى عىل َّ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ون ال َعز ِم‪.‬‬ ‫بفعل ِ ٍ‬ ‫أي هم ِ‬
‫ثواب‪ ،‬و ُهو ُد َ‬ ‫أمر فيه ٌ‬ ‫َ َّ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلري‬ ‫فإن َعم َل َ‬ ‫ثواب عىل َعزمه عىل فعل اخلَ ري‪ْ ،‬‬ ‫ب له ٌ‬ ‫ف عن الفعل‪ ،‬فإنّه ُيك َت ُ‬ ‫أي َرصفه صار ٌ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫العملِ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬
‫جزاء عىل َ‬ ‫ثواب ثان ً‬ ‫ب ٌ‬ ‫حسنة ُكت َ‬ ‫بنية َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫رصيح قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮎ ﮏ‬ ‫ُ‬ ‫المرء تُضا َع ُف َع ًرشا‪ ،‬وهو الّذي َي ُد ّل عليه‬ ‫ُ‬ ‫حسنة يكَس ُبها‬ ‫أي ُك ُّل َ‬ ‫( (‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﭼ ‪.‬‬
‫األمر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫علها ولَ َي ِ‬ ‫أي تردد يف ِف ِ‬
‫نده ُ‬ ‫استوى ع َ‬ ‫ص َّمم وال تكلَّم أنّه َيف َع ُل‪ ،‬بل َ‬ ‫عز ْم عىل الفعل وال َ‬ ‫َ َّ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إثم ال َعز ِم عىل المعصية‪ .‬وم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثال‬ ‫ب عليه ُ‬ ‫ند «أف َع ُل‪ ،‬ال أف َع ُل» ولَ َيعزم فهذا ال ُيك َت ُ‬ ‫وتوقَّف ع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون‬ ‫للمعاص الّيت هي ُد َ‬ ‫بالنسبة‬ ‫تلك المعصيةَ‪ ،‬وهذا ّ‬ ‫سيف َع ُل َ‬ ‫يس له َ‬ ‫َّ‬ ‫إن َت‬ ‫صم َم أنّه ْ‬ ‫اجلَز ِم ْأن ُي ّ‬
‫ُفر كأن تردد يف ن ِ‬
‫فسه «أك ُفر أو ال أك ُفر» فهذا َيك ُفر يف احلال ولَو لَ‬ ‫َ‬ ‫الكُفر‪ّ ،‬أما الرت ُّدد يف الك ِ ْ َ َّ‬
‫غري إرادة ٍ‬ ‫القلب من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكالم عىل ُم َّرد اخلاطر الّذي َي ِر ُد عىل‬ ‫ِ‬ ‫وليس‬ ‫عزم عىل الكُفر َ ْ ِ‬ ‫َي ِ‬
‫ُ‬ ‫ويز ْم‪َ ،‬‬
‫اإلميان أو َي ُرج ِمن‬ ‫ِ‬ ‫الكالم عىل َمن َت َر َّدد هل َي ُدوم عىل‬ ‫ُ‬ ‫عم ُل بِه‪ ،‬بل‬ ‫الشخص وال َي َ‬ ‫ُ‬ ‫كر ُهه‬ ‫وي َ‬ ‫َ‬
‫فإن أ َتى بكُفرٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذلك بكُفر ءا َخ َر ْ‬ ‫رت ُّدد ولَو لَ يأْت بعد َ‬ ‫اإلسالم بالكُفر فهذا الّذي َيك ُفر بذلك ال َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول ّأن الّذي َع َزم عىل الكُفر َيك ُفر=‬ ‫أيضا‪ ،‬والعيا ُذ باهلل‪ ،‬ومن باب أَ َ‬ ‫فر ً‬ ‫ب عليه ُك ٌ‬ ‫ءا َخر ُكت َ‬
‫‪30‬‬
‫ِ ( (‬
‫خ َْبتُ ُه‪َ ،‬فقَ َال‪ْ :‬ار ِج ْع ِإ َل‬ ‫وس ﷺ َفأ َ ْ‬ ‫ت إ َل ُم َ‬
‫ْت حت ا ْنتهي ُ ِ‬
‫َس ّي َئ ًة َواح َد ًة ‪َ ،‬ف َن َزل ُ َ َّ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫ت ِم ْن ُه( ( »‪.‬‬ ‫اس َت ْح َي ْي ُ‬
‫ح َّت ْ‬ ‫ت إ َل َر ِ ّب َ‬
‫ْت‪ :‬قَد رجع ُ ِ‬
‫يف‪َ ،‬ف ُقل ُ ْ َ َ ْ‬ ‫خ ِف َ‬ ‫اسأ َ ْل ُه ال َّت ْ‬ ‫ِ ( (‬
‫َر ّب َك َف ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ام َة َح َّدثَ َنا َمال ُ‬ ‫احلسني‪َ :‬ح َّدثَ َنا أَبُو َب ْك ِر ْب ُن أَ ِب َش ْي َب َة َح َّدثَ َنا أَبُو أُ َس َ‬ ‫قال أبُو َ‬ ‫‪َ -8‬‬
‫ِ‬
‫ب ِ َجي ًعا َع ْن َع ْب ِد اهلل ْبن ِ نُ َم ٍْي‪،‬‬ ‫ابن ِمغول ٍ (ح)( ( وحدثَنا ابن نم ٍي وزهي بن حر ٍ‬
‫َ َ َّ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ُ َ ُْ ْ ُ َ ْ‬ ‫ْ ُ َْ‬
‫ك بن ِمغول ٍ عن ِ الزب ِي بن ِ ع ِدي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َوأَل َْفاظ ُُه ْم ُم َتقَار َبةٌ‪ ،‬ق ََال ْاب ُن نُ َم ْي‪َ :‬ح َّدثَ َنا أَب َح َّدثَ َنا َمال ُ ْ ُ ْ َ َ ُّ َ ْ ْ َ ّ‬
‫اهلل ﷺ انت ِهي بِ ِه ِإ َل ِسدرةِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫سي بِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ول‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫َم‬
‫َّ‬ ‫ل‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫َال‬‫ق‬ ‫اهلل‬ ‫َع ْن َط ْل َح َة َع ْن ُم َّر َة َع ْن َع ْبد‬
‫ض ف َُي ْق َب ُض ِم ْن َها‬ ‫اد َس ِة‪ِ ،‬إل َْي َها َي ْن َت ِهي َما ُي ْع َر ُج بِ ِه ِم َن ْال َ ْر ِ‬ ‫الْمنتهى‪ ،‬و ِهي ِف السم ِاء الس ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ ََْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ِإل َْي َها َي ْن َت ِهي َما ُيْ َبطُ بِه م ْن ف َْوق َها ف َُي ْق َب ُض م ْن َها( ( »‪ ،‬ق ََال‪ :‬ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫زمه عىل الك ِ‬


‫ُفر‬ ‫= يف احلال ِ سواء ارتكَب الكُفر الّذي عزم عليه أو لَ يرت ِكبه‪ ،‬ألنه بِتد ِده أو ع ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ ّ َ ُّ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫هلل بل م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال يكُون م ِ‬
‫ستخ ًّفا به‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عظ ًّما‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رصيح قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬ ‫ُ‬ ‫سيئةً ُكت َبت عليه واحد ًة كما َي ُد ّل عليه‬ ‫أي َمن َعم َل ّ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُلما كب ًريا‬ ‫حر ِم مكّة ّإل َمن َعم َل ظ ً‬ ‫ىشء منها يف َ‬ ‫ئات فال ُيضا َع ُف ٌ‬ ‫الس ّي ُ‬ ‫وأما َ‬ ‫ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُلما وما أش َبه ذلك‬ ‫ُلما و ُعدوا ًنا أو فَقء َعينه ظ ً‬ ‫مثل كقَتل ِ َنفس ٍ ُمؤمنة ب َغري َح ّق أو قَطع ِ ط ََرفه ظ ً‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلرم تُضا َع ُف ُمط َلقً ا فهو باط ٌل َمردو ٌد‬ ‫المعصي َة يف َ‬ ‫بأن َ‬ ‫القول ّ‬ ‫المسلم‪ّ ،‬أما ُ‬ ‫ك َتهشي ِم َوجه ُ‬
‫ِ‬
‫واب كما ذ َكرنا أو َل ال ّتعل ِ‬ ‫الناس عن اإلقامة بمكّة‪ ،‬وال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يق‬ ‫ْ َّ‬ ‫الص ُ‬ ‫الشع‪ّ ،‬أما ّ‬ ‫دليل لذلك يف ّ‬ ‫وي ّنف ُر َ‬ ‫ُ‬
‫قول اهلل تعاىل‪:‬ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ‬ ‫لماء ُ‬ ‫فدليلُه عند الع ِ‬
‫ُ‬
‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ‪.‬‬
‫تعال‬‫بأمر الصالة‪ ،‬والل ُه َ‬ ‫إليك ِ‬ ‫وحى َ‬ ‫المكان الّذي ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫أي ِ‬
‫حيث كان ُي َ‬ ‫ُ‬ ‫ناجي فيه َر َّبك‬ ‫ُ‬ ‫ارج ْع إىل‬ ‫( (‬
‫ٍ‬
‫مكان‪.‬‬ ‫وأبدا بال‬ ‫أزل ً‬ ‫تعال موجو ٌد ً‬ ‫كان وال يف ُك ّل األماكِن‪ ،‬بل هو َ‬ ‫ال يتحي يف م ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫مر ًة أُخرى‪.‬‬ ‫َ ّ‬ ‫ذلك‬ ‫ختفيف‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أسأل‬ ‫أي فال‬ ‫( (‬
‫بكر بن أيب‬ ‫طريق شيخه أيب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َند من‬ ‫ألن اإلمام ُم ً ِ‬
‫سلما ُي ّول َّ‬ ‫هي إشار ٌة إىل كلمة «حتويل» ّ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫احلديث ِمن‬
‫اإلمام ُمسل ٌم رمحه‬ ‫ُ‬ ‫طريق َشي َخيه ابن ِ نُ َمري و ُز َهري‪ ،‬وقَد َف َعل َ‬
‫ذلك‬ ‫َ‬ ‫َشيب َة َلي ِو َي‬
‫ِ‬
‫أقل من‬ ‫ففعلَه يف «صحيحه» َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َ‬
‫خاري رمحه ُ‬ ‫الب ّ‬ ‫اإلمام ُ‬
‫ُ‬ ‫المرات‪ّ ،‬أما‬ ‫اهلل يف «صحيحه» مئات ّ‬ ‫ُ‬
‫إن َمتن‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ِ‬ ‫تن‬ ‫الم‬ ‫ِ‬
‫كرار‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫ِ‬
‫تفاد‬ ‫ِ‬
‫احلديث‬ ‫هذا‬ ‫عند‬ ‫ذلك‬ ‫اهلل‬ ‫رمحه‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫سل‬ ‫م‬ ‫اإلمام‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫َد‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬‫ذلك‬
‫ْ ّ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الس َن َد ُمتل ٌف َّأولُه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لكن َ‬ ‫عند ابن نُ َمري و ُز َهري بن َحرب واح ٌد ّ‬ ‫احلديث َ‬
‫ِ‬
‫المو َكلُون من‬ ‫األمور الّيت َيص َع ُد هبا المالئك ُة ُ‬ ‫ُ‬ ‫«معناه‬
‫ُ‬ ‫اهلرري رمحه اهلل‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫اإلمام‬
‫ُ‬ ‫قال شي ُخنا‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نتهى‪،‬‬ ‫الم َ‬‫نتهى هبا إىل سدرة ُ‬ ‫ول أو من ال ّثانية أو ال ّثالثة أو َن ِو ذلك ُي َ‬ ‫السماء األ ُ َ‬ ‫األرض أو من ّ‬ ‫ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫نتهى َم َّطةٌ=‬ ‫الم َ‬ ‫نتهى به‪ ،‬فسدر ُة ُ‬ ‫نزل بِه من فَوق ذَلك أي من ال َعرش ِ فَما ُدو َنه ُهنا َك ُي َ‬ ‫ثُ ّم ما ُي َ‬
‫‪31‬‬
‫ُ ِ‬
‫ول اهلل ﷺ ثَ َل ًثا‪:‬‬ ‫ب»‪ ،‬ق ََال‪َ « :‬فأُ ْع ِط َي َر ُس‬
‫ﮟ ﭼ [النجم‪ ]16 :‬ق ََال‪« :‬فَر ٌاش ِمن َذه ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(ِ (‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورة الْ َبق ََرة ‪َ ،‬و ُغف َر ل َم ْن ل َْم ُي ْش ْك بالله م ْن‬ ‫يم ُس َ‬ ‫ال َ ْم َس‪َ ،‬وأُ ْعط َي َخ َوات َ‬ ‫الصل ََوات ْ‬ ‫أُ ْعط َي َّ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ات( ( »‪.‬‬ ‫أُ َّمته َش ْي ًئا ال ُْم ْقح َم ُ‬
‫وخ ق ََال‪َ :‬ح َّدثَ َنا‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ -9‬‬
‫ان ْب ُن ف َُّر َ‬ ‫اب ْب ُن َخالد َو َش ْي َب ُ‬ ‫احلسني‪َ :‬ح َّدثَ َنا َه َّد ُ‬ ‫وقال أبُو َ‬
‫ول ﷺ‬ ‫الت ْي ِمي ِ َع ْن أَ َنس ِ ْبن ِ َمالِك ٍ أَ َّن َر ُس َ‬‫َّ‬ ‫ان‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َي‬
‫ْ‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫َ‬
‫ت الْب َن ِان ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫حاد بن سلَم َة عن ثَابِ ٍ‬
‫َ َّ ُ ْ ُ َ َ َ ْ‬
‫ّ‬
‫اب‪ :‬مررت ‪ -‬ع َل موس( ( لَي َل َة أ ُ ِسي ِب ِعند ا ْلك َِثيب ِ‬ ‫ق ََال‪« :‬أَتيت ‪ -‬و ِف ِرواي ِة هد ٍ‬
‫َْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ََْ ُ َ ُ َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ َ َ َّ‬
‫ِ‬ ‫ْالَح ِر( ( وهو ق ِ‬
‫َائ ٌم يُ َص ِ ّل ِف ق َِْبه( ( »‪.‬‬ ‫َ َُ‬ ‫َْ‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ادسة وأعالها يف‬ ‫الس‬
‫نزل به من فَوقها‪ ،‬وهي أصلُها يف ّ‬ ‫أسف َل ول َما ُي َ‬ ‫= ل َما ُيص َع ُد بِه من َ‬
‫السابِعة» اهـ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ءاخرمها‪.‬‬ ‫األخريتني‪ :‬ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﭼ إىل ِ‬ ‫يعن اآليتني ِ‬ ‫ِ‬ ‫( (‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫الكبائر فإن الله ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ؤم ًنا لك ّنه كان ِمن أهل ِ‬ ‫أي بعض من مات ِمن هذه ُاألمة م ِ‬
‫غف ُر له الكبائ َر‬ ‫ّ َ َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثبت ب َن ّص القرءان واحلديث ال ّثابت ّأن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للبعض‪ ،‬فإ ّنه قَد َ‬ ‫بعضها‪ ،‬وهذا كما قُلنا هو‬ ‫ُكلَّها أو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وهي ُهنا الذُّ نوب‬ ‫مات» ِبال َكرس َ‬ ‫و«الم ْقح‬
‫ُ‬ ‫ني‪،‬‬ ‫المسلم َ‬ ‫بعض أهل الكبائر ُ‬ ‫ب َ‬ ‫عذ ُ‬ ‫وجل ُي ّ‬ ‫عز ّ‬ ‫اهلل ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كات مّا س َوى الك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عف عنه‪،‬‬ ‫إن لَ ُي َ‬ ‫ألنا تُقح ُم أي تُدخ ُل فاعلَها ال ّن َار ْ‬ ‫بذلك ّ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ُفر‪ُ ،‬س ّم َي ْ‬ ‫المهل ُ‬ ‫ُ‬
‫ىشء ِمن العذاب بل يعذَّ ب يف القَربِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ّأما َمن مات عىل الكُفر فإنّه ال َمغفر َة له وال ُي َّفف عنه ٌ‬
‫وقف احلِساب ثُ ّم يف جه َّنم إىل ما ال هنايةَ‪.‬‬ ‫وم ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫قريبا منها يف فلَسط َني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫موس ﷺ بأرحيا َء أو ً‬ ‫رسول اهلل ﷺ بقَرب َ‬ ‫أي َم َّر‬ ‫( (‬
‫ودب ٌة كالتل َِّة حراء اللَّون‪ِ.‬‬ ‫ستطيل ٌة مد ِ‬
‫ُْ َ‬
‫بموضع ٍ فيه ِقطع ٌة ِمن الرمل ِ م ِ‬ ‫ِ‬ ‫أي‬ ‫( (‬
‫َ َ ُ‬ ‫َّ ُ‬
‫عليهما الصالة والسالم ليل َة اإلرساءِ‬ ‫وس ِ‬
‫ّ ُ ّ ُ‬ ‫حمم ٌد ُم َ‬ ‫اهلرري رمحه الل ُه‪« :‬رأى ّ‬ ‫ُّ‬ ‫اإلمام‬
‫ُ‬ ‫قال شي ُخنا‬ ‫( (‬
‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫سندهيما»‬ ‫«م َ‬ ‫يع َل يف ُ‬ ‫البار وأبو ْ‬ ‫حنو ألف س َنة‪َ .‬روى َ ّ‬ ‫موس وحممد ُ‬ ‫وبني َ‬
‫ِ‬
‫صل يف قَربه‪َ ،‬‬ ‫قائ ًما ُي ِ ّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪ِ ْ :‬‬ ‫عن أنس ٍ ّأن‬
‫اهلل إلَيهم‬ ‫ح َياءٌ ف ق ُُبوره ْم يُ َصلُّونَ » أي َر َّد ُ‬ ‫«ال َ ْنب َي ُاء أَ ْ‬ ‫َ‬
‫حقيقيةً ُبركوع ٍ‬ ‫ورهم ُيصلُّون صال ًة‬ ‫أحياء يف قب ِ‬ ‫فهم‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫يقيا ُ‬ ‫بعدما ماتوا مو ًتا حق ًّ‬ ‫أرواحهم َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َيس ْ‬ ‫تكون م ُنهم يف القَرب ل َ‬ ‫ُ‬ ‫والصال ُة الّيت‬ ‫الب َزخ‪ّ .‬‬ ‫وء واح ٌد َيكفيهم ل ُك ّل ُم ّدة َ‬ ‫ووض ٌ‬ ‫وسجود‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صالتم لل َتلذُّ ذ بذكر اهلل‪ ،‬وال‬ ‫ُ‬ ‫تكون‬
‫ُ‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫وت‬ ‫بالم‬
‫َ َ‬ ‫َع‬ ‫ط‬ ‫انق‬ ‫يف‬ ‫كل‬
‫ّ ّ ّ َ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ألن‬ ‫يفي‬ ‫التكل‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫العم‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ِم‬
‫نان ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫وهد ِمن ثابِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أحد‬ ‫الب ّ‬ ‫ُ‬ ‫أيضا ل َغ ِري األنبياء كما ُش َ‬ ‫ذلك ً‬ ‫حصل َ‬ ‫ُيالقُون َمشقّةً يف ذلك‪ .‬وقد َ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال ّتابع َ‬
‫يت‬ ‫لما ُز ْرنا َب َ‬ ‫األرض رأَ ْيناها ّ‬ ‫المكان‪ ،‬لك ّن هذه َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫«ع ْن َد الك َِثيب ِ األ َ ْحَ ِر» لَ ُي ّ ِدد‬ ‫وقال ﷺ‪ِ :‬‬ ‫َ‬
‫موس ﷺ‪ ،‬وهو=‬ ‫ٍ‬
‫َبل اجل َبل ِ َمقا ٌم له أربع ُة أبواب َي ُ‬ ‫المقدس‪ُ ،‬هناك ق َ‬ ‫ِ‬
‫اس‪ُ :‬هنا َك ق َُرب َ‬ ‫قول ال ّن ُ‬ ‫َ‬
‫‪32‬‬
‫ي ْب ُن ال ُْم َث َّن َح َّدثَ َنا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ -10‬‬
‫احلسني‪َ :‬ح َّدثَن ُز َه ْ ُي ْب ُن َح ْرب َح َّدثَ َنا ُح َج ْ ُ‬ ‫وقال أبُو َ‬
‫اهلل ْبن ِ ال َْف ْضل ِ َع ْن أَ ِب َسل ََم َة ْبن ِ َع ْب ِد الر ْحن ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫يز َو ُه َو ْاب ُن أَ ِب َسل ََم َة َع ْن َع ْبد‬
‫َعب ُد الْ َع ِز ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع ْن أَ ِب ُه َر ْي َر َة ق ََال‪ :‬ق ََال َر ُس َ‬
‫ول اهلل ﷺ‪« :‬لَقَ ْد َرأَيْ ُت ِن ف الْح ْج ِر( ( َوق َُريْ ٌش َت ْسأَل ُِن‬
‫عن مساي‪َ ،‬فسأ َ َلت ِن عن أَشياء ِمن بيت ِ ْ ِ‬
‫ت ُك ْر َب ًة َما‬ ‫الَ ْقدس ِ لَ ْ أ ُ ْث ِب ْت َها( ( ‪َ ،‬ف ُك ِر ْب ُ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ ْ َ َ ْ َْ‬

‫يب األمح َ ِر‪.‬‬ ‫الكث ِ‬ ‫= ق َِريب ِمن هذا ِ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫ني وزيا َرتا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويف احلديث ٌ‬ ‫ِ‬
‫والصاحل َ‬ ‫ني عىل استحباب معرفة قُبور األنبياء واألولياء ّ‬ ‫للمسلم َ‬ ‫دليل ُ‬
‫ول الدين العرايق يف حديث أيب هريرة أن موس قال‪« :‬ربِ أَدن ِن ِمن األَرض ِاملقَ دسةِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َّ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ّ ْ‬ ‫ّ َ‬ ‫ُّ‬ ‫قال احلافظُ ُّ ّ‬
‫اهلل لَو أَ ِن ِعنده َلَريت ُكم قَبه ِإ َل جنب ِال َّط ِريق ِ ِعند الك َِثيب ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫َُْ َْ‬ ‫«و ْ ّ ْ َ ُ َ ْ ُ‬ ‫ب َج ٍر» وأَ ّن ال َن ِ َّب ﷺ قال‪َ :‬‬ ‫َر ْم َي ًة ِ َ‬
‫ِ‬ ‫بور الصاحلِني ِلز ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫األَح ِر» فيه ِ‬
‫ياء‪:‬‬
‫الض ُ‬
‫بقّها اهـ‪ .‬وقال احلافظ ِ‬
‫ّ‬ ‫يارتا والقيا ِم ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فة قُ ِ‬ ‫حباب َمعر‬ ‫ُ‬ ‫است‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يخ‬
‫الش ُ‬ ‫وح ّدثَن ّ‬ ‫ند هذا القرب‪َ ،‬‬ ‫أرس َع منها ع َ‬ ‫الدعاء َ‬ ‫يت استجاب َة ُّ‬ ‫«ح ّدثَن سال ٌ ال َت ُّل قال‪« :‬ما رأَ ُ‬ ‫َ‬
‫نده وفيها‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫نام‬ ‫م‬ ‫يف‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫أ‬‫فر‬ ‫م‬ ‫نا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫وأ‬ ‫رب‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫هذا‬ ‫زار‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رم‬ ‫َ‬ ‫أل‬ ‫با‬ ‫المعروف‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫يو‬ ‫بن‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬
‫ُّ َ‬ ‫ةً‬ ‫َ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫ُّ ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬
‫فقلت‪ :‬قل يل َشي ًئا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وس َن ُّب اهلل؟ فقال‪ :‬ن َعم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أنت ُم َ‬ ‫فسلَّم عليه وقال له‪َ :‬‬ ‫أسم ُر َ‬ ‫خص َ‬ ‫َش ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يخ ذ َّي ًال‬ ‫الش َ‬ ‫ت ّ‬ ‫فأخب ُ‬ ‫َ‬ ‫ت ومل أَ ْدر ما قال‪،‬‬ ‫ووص َف طُولَ ُ ّن‪ ،‬فان َت َب ْه ُ‬ ‫بأربع ِ أصاب َع َ‬ ‫إل َ‬ ‫فأَ ْو َمأَ َ ّ‬
‫ٍ‬
‫جت امرأ ًة لَ أَ ْق َر ْبا‪ ،‬فقال‪ :‬تكُون َ‬
‫غري‬ ‫فقلت‪ :‬أنا قد َتز َّو ُ‬ ‫ُ‬ ‫أربع ُة أوالد‪،‬‬ ‫لك َ‬ ‫بذلك فقال‪ُ :‬يول َُد َ‬ ‫َ‬
‫الضياء‪ِ.‬‬ ‫أوالد» انتهى كالم ِ‬ ‫هذه‪ ،‬فزتوجت أخرى فولَدت يل أربع َة ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َّ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫موس كان‬ ‫ب َج ٍر» ّأن َ‬ ‫الم‪َ « :‬ر ّبِ أَ ْدنن ِم َن األ َ ْرض ِ املُقَ َّد َسةِ َر ْم َي ًة ِ َ‬ ‫الس ُ‬ ‫وس عليه ّ‬ ‫وسبب قول ُم َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫قدس ِ‬ ‫طهر بيت الم ِ‬ ‫ِ‬
‫خلَها‪،‬‬ ‫ْ َ ُ‬‫د‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫َبل‬ ‫ق‬ ‫مات‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫لك‬ ‫َيها‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ني‬ ‫ول‬
‫ّ ّ ُ ُ َ َ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫وا‬ ‫ن‬ ‫كا‬ ‫ا‬ ‫لم‬ ‫ار‬ ‫ُف‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ريد ْ ُ ّ َ‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫ُي ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فلما‬‫قدار َر ْمية حب َج ٍر‪ّ ،‬‬ ‫قدسة ولو م َ‬ ‫الم َّ‬ ‫األرض ُ‬ ‫ِ‬ ‫تعال ْأن ُي ْدن َيه من‬ ‫ذلك من اهلل َ‬ ‫َب قبل َ‬ ‫وقد طل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫قدسة‬ ‫الم َّ‬ ‫واألرض ُ‬ ‫ُ‬ ‫المقدسة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫بمكان ق َِريب من األرض‬ ‫اهلل إلَيها وج َعل وفا َته َ‬ ‫جا َء أ َجلُه ق ََّر َبه ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َ‬
‫تعال‬ ‫اهلرري رمحه ُ‬ ‫ّ‬ ‫كالم شيخنا‬ ‫انتهى ُ‬ ‫المقدس» َ‬ ‫عد ِأرحيا َء إىل َبيت َ‬ ‫َتبدأ ُ من اجلِبال الّيت َب َ‬
‫ونف َعنا به‪.‬‬
‫احلديث األول‪ِ.‬‬ ‫ِ‬ ‫الكالم عليه يف‬ ‫( ( س َبق‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بأمور أ َه َّم منها‪.‬‬ ‫أحفظْها الشتغايل ُ‬ ‫( ( أي لَ أُشاه ْدها‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه لَ َ‬
‫‪33‬‬
‫ٍ‬
‫ُون( ( َع ْن َشء ِإ َّل أَ ْن َبأ ْ ُت ْم بِهِ‪.‬‬ ‫ت ِمث َله ق َُّط‪َ ،‬فر َفعه اهلل ِل( ( أَن ُظر ِإلَيهِ‪ ،‬ما يسأَل ِ‬
‫ْ ُ ْ َ َْ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫ُك ِر ْب ُ ْ ُ‬
‫ِ(( ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ( ( ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ج ٌل َض ْر ٌب‬ ‫وس قَائ ٌم يُ َص ّل ‪َ ،‬فإذَا َر ُ‬ ‫َوق َْد َرأَيْ ُت ِن ف َجَا َعة م َن ْال َ ْنب َياء َفإذَا ُم َ‬
‫( (‬

‫ِ ( (‬
‫َائ ٌم يُ َص ّل‬‫جعد( ( كَأَنه ِمن ِرجال ِ شنوءة( ( ‪ ،‬و ِإذَا ِعيسى ابن مريم ع َليه ِ الس َلم ق ِ‬
‫َ ْ ُ َ ْ َ َ َ ْ َّ ُ‬ ‫َّ ُ ْ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫ٌَْ‬
‫اهيم ع َليه ِ الس َلم ق ِ‬ ‫ِ (( ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫َائ ٌم‬ ‫أَق َْر ُب ال َّناس ِ به َش َب ًها ُع ْر َو ُة ْب ُن َم ْس ُعود ال َّثقَ ف ُّي ‪َ ،‬وإذَا إ ْب َر ُ َ ْ َّ ُ‬
‫الص َل ُة َفأ َ َم ْم ُت ُه ْم( ( ( ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ (((‬
‫صاح ُب ُك ْم ‪َ -‬ي ْعن َن ْف َس ُه ‪َ -‬ف َحا َنت َّ‬ ‫يُ َص ّل أَ ْش َب ُه ال َّناس به َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ار( ( ( َف َس ِل ّْم‬ ‫ب ال َّن ِ‬ ‫ِ‬
‫صاح ُ‬ ‫ك َ‬‫الص َلة ق ََال قَائ ٌل( ( ( ‪ :‬يَا ُم َح َّم ُد‪َ ،‬ه َذا َمال ٌ‬ ‫ت م َن َّ‬
‫َف َلم َفر ْغ ِ‬
‫َّ َ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ع َليهِ‪َ ،‬فا ْلتفَ ِ ِ‬
‫ت إل َْيه َف َب َدأَن ب َّ‬
‫الس َل ِم( ( ( »‪.‬‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ ْ‬

‫تفاصيلَه‪ ،‬وقال‬ ‫قدس مكشو ًفا للن ِبي ﷺ حبيث يراه ويعايِن ِ‬ ‫( أي جعل الله بقُدرتِه بيت الم ِ‬ ‫(‬
‫ُ َ ُ ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عل اهلل َ‬
‫تعال‬ ‫المقدس فرأي ُته‪ .‬وف ُ‬ ‫ب الّيت َت َن ُعين من رؤية َبيت َ‬ ‫اهلل احل ُ ُج َ‬ ‫معناه رف ََع ُ‬ ‫ُ‬ ‫بعضهم‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫عقل ً‬ ‫تحيل ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ماسة‪ ،‬بل ُيوج ُد‬ ‫بالم ّ‬ ‫باشة أو ُ‬ ‫بالم َ‬ ‫يكون ُ‬ ‫ُ‬ ‫ونقل ْأن‬ ‫يس ُ‬ ‫وجل َ‬ ‫عز ّ‬ ‫ذلك كسائر أفعاله ّ‬
‫ذلك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعال بق ِ ِ‬ ‫اهلل َ‬
‫وحنو َ‬ ‫والسكُون ُ‬ ‫باحلركة ّ‬ ‫باش ُة َ‬ ‫والم َ‬‫ماس ُة ُ‬ ‫الم ّ‬ ‫يشاء‪ّ ،‬أما ُ‬ ‫ُدرته من احلادثات ما ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ذلك ُكلّه‪.‬‬ ‫عن‬ ‫ه‬ ‫نز‬ ‫م‬ ‫تعال‬‫َ‬ ‫واهلل‬ ‫‪،‬‬ ‫ْق‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫خل‬ ‫ا‬ ‫فات‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫فم‬
‫َ‬ ‫ُ َّ ٌ‬ ‫َ‬
‫( أي ُم ِرش ُكو قُ َريشٍ‪.‬‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ماوات‪.‬‬ ‫الس‬
‫غري رؤيته ﷺ لبعضهم يف َّ‬ ‫( أي مع َجع ٍ يف لَيلة اإلرساء‪ ،‬وهي ُ‬ ‫(‬
‫األقص‪.‬‬ ‫سجد‬ ‫( يف الم ِ‬ ‫(‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫فيف اللَّحم‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫خ‬ ‫وقيل‪:‬‬ ‫سم‪،‬‬ ‫اجل‬ ‫يف‬ ‫جال‬ ‫الر‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫طٌ‬ ‫وس‬‫( أي َ‬ ‫(‬
‫الكالم عليه يف احلديث ال ّثالث‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫( س َبق‬ ‫(‬
‫رشحه يف احلديث ال ّثالث‪.‬‬ ‫( س َبق ُ‬ ‫(‬
‫األقص‪.‬‬ ‫سجد‬ ‫( يف الم ِ‬ ‫(‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الن‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫َيس‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬‫يف ِ‬ ‫ب بن ِ مالك ٍ ِمن ب ِن ع ِ‬
‫وف بن ِ ث َِق ٍ‬ ‫ِ‬ ‫سعود بن ِ مع ِ‬
‫ت‬ ‫ود عروة بن م ِ‬ ‫( هو أبو مسع ٍ‬ ‫(‬
‫َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُّ‬ ‫ُ ُ ُ ُ َ‬
‫ِ‬
‫بن َمسعود وأسلَم‪ ،‬فسألَ ُه ﷺ ْأن َيرج َع إىل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫ف من ثَقيف ف َتب َعه ُعرو ُة ُ‬ ‫انرص َ‬
‫كان ال َّن ُّب ﷺ قَد َ‬
‫فر َموه‬ ‫َومه باإلسالم ‪ -‬وكان ِ‬ ‫ق ِ‬
‫إسالم ُه و َدعاهم إليه‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫وأظهر‬‫فيهم ُم َّب ًبا ُمطا ًعا ‪ -‬فر َجع إليهم َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫هم فق َتله‪.‬‬ ‫بال َّن ْبل ِ من ُك ّل َوجه فأصابه َس ٌ‬
‫األقص‪.‬‬ ‫سجد‬ ‫( ( يف الم ِ‬ ‫(‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫إماما‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صل هبم ً‬ ‫( ( أي َّ‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غريه من المالئكة‪.‬‬ ‫جربيل أو ُ‬ ‫ُ‬ ‫( ( هو‬ ‫(‬
‫ار‪.‬‬‫خاز ُن ال ّن ِ‬ ‫َك الكريم ِ‬ ‫المل ُ‬ ‫( ( أي َ‬ ‫(‬
‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وإكراما له‪.‬‬
‫ً‬ ‫حممد ﷺ‬ ‫الم لل ّن ِّب ّ‬ ‫الس ُ‬ ‫يما من مالك عليه ّ‬ ‫( ( َتعظ ً‬ ‫(‬
‫‪34‬‬
‫ب ‪َ -‬والل َّْفظُ ِل ْبن ِ‬ ‫اد وزهي بن حر ٍ‬ ‫ٍ‬
‫م َّم ُد ْب ُن َع َّب َ ُ َ ْ ُ ْ ُ َْ‬ ‫ني‪َ :‬ح َّدثَ َنا ُ َ‬ ‫وقال أبو احلس ِ‬
‫َ‬ ‫‪ُ َ -11‬‬
‫ب‪ :‬ق ََال‬ ‫اد ‪ -‬ق ََال‪ :‬حدثَنا أَبو ص ْفو َان أَخبنا يونس عن ِ الزه ِري ِ ق ََال‪ :‬ق ََال ابن الْمس ِي ِ‬ ‫عب ٍ‬
‫ْ ُ ُ َ ّ‬ ‫ْ َ َ َ ُ ُ ُ َ ُّ ْ ّ‬ ‫َ َّ َ ُ َ َ‬ ‫َ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َي به بإيل َيا َء( ( ( بق ََد َح ِْي م ْن َخ ْم ٍر( ( ( َولَ َبنٍ‪َ ،‬ف َن َظ َر‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أَبُو ُه َر ْي َر َة‪ِ :‬إ َّن ال َّن ِب ﷺ أ ُ َت ل َْي َل َة أُ ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫(ِ ( (‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«ال َ ْم ُد للَّه الَّذي َه َدا َك للْفط َْرة ‪،‬‬ ‫السل ُم‪ْ :‬‬ ‫َ‬ ‫يل َعل َْيه َّ‬ ‫ِإل َْي ِه َما َفأَ َخذَ ال َّل َب َن‪َ ،‬فقَال لَ ُه ج ْب ُ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ك( ( ( »‪.‬‬ ‫ل َْو أَ َخذْ َت ْ‬
‫ال َ ْم َر َغ َو ْت أ ُ َّم ُت َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اء َعن ِ‬ ‫ام َة َح َّدثَ َنا َز َك ِر َّي ُ‬
‫احلسني‪َ :‬ح َّدثَ َنا ْاب ُن نُ َم ْي َح َّدثَ َنا أَبُو أُ َس َ‬ ‫وقال أبُو َ‬ ‫‪َ -12‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ابن ِ أَشوع عن ع ِ‬
‫ام ٍ‬
‫ْت ل َعائ َشةَ‪َ :‬فأَ ْي َن ق َْولُ ُه ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫سوق ق ََال‪ :‬قُل ُ‬ ‫ُْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ْ ْ ََ َ ْ َ‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﭼ( ( ( [النجم‪]10-8 :‬؟‬

‫قدس‪.‬‬ ‫( هي بيت الم ِ‬ ‫(‬ ‫(‬


‫ُ َ‬
‫احلديث األول‪ِ.‬‬ ‫ِ‬ ‫الكالم عىل ذلك يف‬ ‫( أي خَ ِر اجل ّنة‪ ،‬وس َبق‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ين‪.‬‬ ‫( أي ِ‬
‫الد َ‬ ‫ّ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫اللذيذ الطّاهرِ‬ ‫ِ‬ ‫كان من خَ ِر اجل ّنة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نده ﷺ َ‬ ‫حض ع َ‬ ‫الش ّ ِر‪ ،‬مع ّأن الّذي َ‬ ‫َت أ ُ ّم ُتك يف َ‬ ‫( أي ال ْن َه َمك ْ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫الزك ِ ّي الّذي ال ُيسك ُر‪.‬‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فمصدر َت َد َّل‬ ‫َ‬ ‫معن‪ّ ،‬أما ال َت َد ّل‬ ‫قرب‪ ،‬ح ًّسا كان أو ً‬ ‫صد ُر َدنا َي ْدنُو أي َي ُ‬ ‫الدنُ ّو يف األصل ِ َم َ‬ ‫ُ‬ ‫(‬ ‫((‬
‫عنو ًّيا‪.‬‬ ‫وم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تد َّل من كذا أي َدنا من ُه إىل َغريه‪ ،‬وقد يكُون حس ًّيا َ‬ ‫َي َ‬
‫ِ‬
‫المسافةُ‪ ،‬وم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ْأن ُي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثال ُ ِ‬ ‫وم ُ‬ ‫ِ‬
‫ثال‬ ‫بت منها من حيث َ‬ ‫وت من المدينة» أي ق َُر ُ‬ ‫قال‪َ « :‬د َن ُ‬ ‫ّ‬ ‫الدنُ ّو احل ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المعنوية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫قوى» أي ق َُر َب ِمن بُلوغ ِ هذه المنزلة‬ ‫الت َ‬ ‫الن من َّ‬
‫ِ‬
‫قال‪َ « :‬دنا ُف ٌ‬ ‫عنوي ْأن ُي َ‬ ‫الم ّ‬ ‫َ‬
‫ثال‬ ‫ِ‬
‫ونزل منه إىل ُسفلٍ‪ ،‬وم ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّق‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫أي‬ ‫ر»‬ ‫ج‬ ‫الش‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫زيد‬ ‫ل‬
‫َّ‬ ‫«تد‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احل‬ ‫دل‬ ‫َ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ثال‬ ‫ُ‬ ‫وم‬‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّّ ْ ُ‬
‫باهلل الز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«مرتب ُة ال ّت َد ِ ّل» وهي ِ‬ ‫ِ‬
‫حيث‬ ‫ُ‬ ‫اه ُد‬ ‫ّ‬ ‫ف‬
‫العار ُ‬ ‫منزل ٌة يبلُغها‬ ‫وفية‪َ :‬‬ ‫ّ‬ ‫الص‬‫عنوي كقول ّ‬ ‫الم ّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المعنوية الغاي َة البعيد َة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ناز‬ ‫الم‬
‫َ‬ ‫ارتقاء‬ ‫يف‬ ‫ه‬ ‫بلوغ‬ ‫عد‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫اهلل‬ ‫إىل‬ ‫ّاعة‬ ‫ط‬ ‫بال‬ ‫فيها‬ ‫ب‬ ‫يتقر‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عز‬‫ب له َّ‬ ‫اإلميان باهلل أي باعتقاد ما جي ُ‬ ‫ُ‬ ‫يل هو‬ ‫األصل األص َ‬ ‫َ‬ ‫إن‬
‫وقبل الكالم عىل اآلية نقول‪ّ :‬‬
‫لق‪ ،‬فاهلل تبارك وتعاىل ال يشبهِ‬ ‫ِ‬
‫تعال عن ُمشابة ىشء من اخل َ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫نزهيِه َ‬ ‫وجل وما جيو ُز عليه و َت ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫سما لكان‬ ‫تحيا يف مكان‪ ،‬ألنّه لو كان ج ً‬ ‫جسما وال ُم ّ ِ ً‬ ‫ً‬ ‫فليس هو‬ ‫الوجوه‪َ ،‬‬ ‫لق وال ب َوجه من ُ‬ ‫اخل َ َ‬
‫واهلل‬ ‫ِ‬
‫أمثال َكثري ٌة‪ ،‬ولو كان ُمت َح ّ ًيا يف مكان كال َعرش ِ أو غريه لكان له ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫له ٌ‬
‫أيضا‪ُ ،‬‬ ‫أمثال كثري ٌة ً‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لق‪ .‬فمن هنا َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تقدس عن ُمشاهبة اخل َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫وتعال‪:‬‬ ‫معن قول اهلل تبار َك‬ ‫ب اعتقا ُد ّأن َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫تعال ُم ّ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رصف ال ُعلماء‬ ‫ﭽﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ليس فيه تشبي ٌه هلل خبَلقه‪ ،‬وقد َ‬
‫دل‬ ‫حممد ﷺ ف َت َّ‬ ‫ِ‬ ‫المعن يف اآلي َتني إىل ّأن ِج َ‬
‫سيدنا ّ‬ ‫حقيقيا من ّ‬ ‫ًّ‬ ‫الم َدنا ُدنُ ًّوا‬ ‫الس ُ‬ ‫ربيل علَيه ّ‬ ‫َ‬
‫صل إىل=‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ربيل َبعد ْأن كان ﷺ َو َ‬ ‫حيث ينتظ ُره ج ُ‬ ‫ُ‬ ‫نتهى‬ ‫الم َ‬ ‫إلَيه َبعد ْأن ر َج َع ﷺ إىل سدرة ُ‬
‫‪35‬‬
‫است ْنساخ ِ‬ ‫ذلك صوت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وت أقالمٍ ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫صحف‪ ،‬وكان َ َ َ‬ ‫جتري يف الكتابة عىل ُ‬ ‫ص َ‬ ‫= َمكان َسم َع فيه َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫األقض َية‪ ،‬ثُ ّم‬ ‫ص ُح ِفهم ِمن‬ ‫اهلل لَ ُم يف َن ْسخه يف ُ‬
‫ِ‬
‫المح ُفوظ ما أَذن ُ‬
‫ِ‬
‫عض المالئكة من اللَّوح ِ َ‬ ‫َب ِ‬
‫ِ‬
‫المسافة أي‬ ‫صار بي َن ُهما من َ‬
‫ِ‬
‫حت َ‬ ‫جربيل ّ‬ ‫ُ‬ ‫حمم ٍد ﷺ إ ْذ َد َنا ِمنه‬ ‫الم من ّ‬
‫ربيل عليه الس ِ‬
‫ّ ُ‬ ‫تد َّل ِج ُ‬ ‫َ‬
‫المفسين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بعض‬ ‫ِ‬ ‫ط َ‬
‫ّ‬ ‫حد َده ُ‬ ‫عرب َّي َتني كما َّ‬ ‫َوسني َ‬ ‫ُول ق َ‬
‫حت صار‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حممد ﷺ ّ‬ ‫اهلل تعاىل َدنا بذاته ُدنُ ًّوا من ّ‬ ‫بعض الك ُّفار من ّأن َ‬ ‫األمر كما َيفرتيه ُ‬ ‫وليس ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسافة‬ ‫إثبات َ‬ ‫ألن فيه َ‬ ‫ني ّ‬ ‫وضالل ُمب ٌ‬ ‫فر‬ ‫َبي َن ُهما كما َبني احلاجب واحلاجب من المسافة‪ ،‬فهذا ُك ٌ‬
‫ٍ‬
‫أزل بال َكيف وال َمكان بل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫واهلل تعاىل ال َيو ُز عليه ذلك أل ّنه موجو ٌد ً‬ ‫ِ‬ ‫بني اهلل َ‬
‫تعال و َخلقه‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫قبل وجود المخلوقات ُكلّها بال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أزل َ‬ ‫تعال موجو ٌد ً‬ ‫الكيفيات واألماكن ُكلّها‪ ،‬وهو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خا ُلق‬ ‫هو ِ‬
‫ّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫المخلوقات بال م ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫م ٍ‬
‫كيف‪ ،‬وهو‬ ‫كان وال ِجهة وال‬ ‫َ‬ ‫لق‬ ‫بعد َخ ِ‬ ‫كان وال َكيف‪ ،‬ولَ َي ْزل ُسبحا َنه َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫المكان يف َح ّق اهلل أي َيك ُفر‬ ‫يوز اعتقا ُد القُرب‬ ‫غري ُمتاج إىل ىشء من َخلقه‪ ،‬فال َ ُ‬ ‫وجل‬ ‫عز َّ‬ ‫َّ‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ُ ِ ِ‬
‫ساف‪.‬‬ ‫َ َ ّ‬ ‫الم‬ ‫ُرب‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫اهلل‬ ‫ق‬ ‫َّ‬ ‫ح‬ ‫يف‬ ‫د‬ ‫َم َ ُ‬
‫عتق‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫نوا ح ّس ًيا فلَم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ﷺ ُد ًّ‬ ‫ِ‬
‫حممد‬ ‫سيدنا ّ‬ ‫الم َدنا من ّ‬ ‫الس ُ‬ ‫جربيل عليه ّ‬ ‫حيح لآلي َتني ّأن‬ ‫الص ُ‬ ‫فسري ّ‬ ‫وال ّت ُ‬
‫معنويا‬ ‫ٍ‬
‫حممد‬ ‫ِ‬
‫ًّ‬ ‫بدنُو اهلل من ّ‬ ‫الدنُ ّو ُ‬ ‫وأما َمن ف ََّس هذا ُ‬ ‫قوسني أو أق ََّل‪ّ ،‬‬ ‫قد َر َ‬ ‫َي ْب َق بي َن ُهما إال َمساف ٌة ْ‬
‫ِ‬ ‫مر ِو ٌّي عن َج ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الصادق ريض اهلل عنه لك ّنه لَ َي ُثبت َعن ُه‪،‬‬ ‫عفر ّ‬ ‫رض َر عليه هو َ‬ ‫بال َمسافة فال َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدنو احل ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والمساف الّذي‬ ‫ّ‬ ‫كان‬
‫الم ّ‬ ‫س َ‬ ‫ّ‬ ‫ذلك القول ولَ َيقص ُدوا ُ ُ ّ‬ ‫بعض ال ُعلَماء إىل َ‬ ‫وكذلك ذ َهب ُ‬
‫فسري لآليتني عىل هذا الوجهِ‬ ‫عنوي‪ ،‬لكن الت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ّ َ‬ ‫الم ِ َّ‬ ‫الدنُ َّو َ‬ ‫قص ُدوا ُ‬ ‫باحلركة واالنتقال‪ ،‬إنّما َ‬ ‫يكون َ‬
‫يل‬ ‫ِ‬
‫بن إسماع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واب ِ‬
‫أمحد ُ‬ ‫الدين ُ‬ ‫شهاب ّ‬ ‫ُ‬ ‫المفس القايض‬ ‫المحدث ِ ّ‬ ‫ّ‬ ‫فيهما كما قال‬ ‫والص ُ‬ ‫مرجوح‪ّ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫الروايات عىل ّأن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البخاري»‪« :‬ا ّت َفقَت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫الكوران يف «الكوثَر اجلاري إىل رياض أحاديث ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫عال ُم ٌال‪،‬‬ ‫كان ِمن اهلل َت َ‬ ‫الم ّ‬
‫ِ‬
‫ُرب َ‬ ‫ألن الق َ‬ ‫الم من ُه ﷺ‪ّ ،‬‬
‫ربيل عليه الس ِ‬
‫ّ ُ‬ ‫رب ِج َ‬ ‫ﭽ ﭷ ﭸ ﭼ قُ ُ‬
‫اإلميان بِه» اهـ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫هذا ممّا َي ُ‬
‫ان ِم ْن ُه‬ ‫يحه» «ودنا ل ِ ْلجب ِ ِ ِ ِ‬ ‫«صح ِ‬ ‫ِ‬
‫ار َر ّب الع َّزة َف َت َد َّل َح َّت َك َ‬ ‫َ َ َ َ َّ‬ ‫خاري يف‬ ‫الب ّ‬ ‫ذكرها ُ‬ ‫الرواية الّيت َ‬ ‫ّأما ّ‬
‫ان من ُه قَاب قَوس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ي أَ ْو‬ ‫َ َْ ْ‬ ‫ال َ َّب ُار َر ُّب الع َّزة َف َت َد َّل َح َّت َك َ ْ‬ ‫«و َد َنا ْ‬ ‫َاب ق َْو َس ْي أَ ْو أَ ْد َنى» ويف رواية‪َ :‬‬ ‫ق َ‬
‫ِ‬ ‫احلفاظ كاحلافظ َعبد احل َ ّق فقال‪« :‬زا َد َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يك زياد ًة َمهولةً وأتى‬ ‫ش ٌ‬ ‫عد ٌد من ّ‬ ‫أَ ْد َنى» فقد َر َّدها َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫«ليس يف هذا‬ ‫ّايب استبعا َدها وقال‪َ :‬‬ ‫ّ‬ ‫العسقالين عن اخلَط‬ ‫ّ‬ ‫بألفاظ َغ ِري َمعروفة اهـ‪ .‬ونقَل احلافظ‬
‫ظاه ًرا وال أش َن َع َمذا ًقا ِمن هذا الفصلِ‪ ،‬فإ ّنه‬ ‫حديث أشنع ِ‬ ‫خاري ِ‬ ‫ِ‬ ‫تاب ي ِعن ِ‬ ‫الك ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ ََ‬ ‫الب ّ‬ ‫يح ُ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫واح ٍد ِم ُنهما‪ ،‬هذا إىل‬ ‫كان ك ّل ِ‬
‫زي َم ِ ُ‬ ‫وت ِي َ‬ ‫ني اآل َخر َ‬ ‫وب َ‬ ‫ورين َ‬ ‫أحد المذ ُك َ‬
‫سافة بني ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫الم‬
‫يد َ‬ ‫َيقتض َتد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أسف َل» اهـ‪.‬‬ ‫َوق إىل َ‬ ‫شبيه وال ّتمثيل له بالىشء الّذي َتعلَّق ِمن ف ُ‬ ‫التد ِ ّل ِمن الت ِ‬
‫ّ‬ ‫ما يف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال ابن ِ‬
‫وإما‬‫رأي أ َنس ٍ ّ‬ ‫إما ُ‬ ‫التد ّل ّ‬ ‫ونصه‪« :‬وما ذُكر فيه من َ‬ ‫أيضا قولَه ُّ‬ ‫ّايب ً‬ ‫ّ‬ ‫حاكيا عن اخلط‬ ‫اجلوز ّي ً‬ ‫ُ َ‬
‫احلديث=‬ ‫هذا‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األلفاظ‬ ‫ِ‬
‫ري‬ ‫التفرد بمناك ِ‬ ‫ري‬ ‫عبد اهلل بن ِ أيب ن ِم ٍر‪ ،‬فإنه ك ِ‬
‫ث‬ ‫شيك ِ بن ِ ِ‬ ‫ِمن َ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ َ ُ َ ُّ َ‬ ‫َ‬
‫‪36‬‬
‫الرجال(ِ ( ‪ ،‬و ِإنه أَتاه ِف ه ِذهِ الْمرة ِ‬ ‫يه ِف ص ِ‬ ‫يل ﷺ كان يأْتِ ِ‬ ‫َت‪«ِ :‬إنَّ َما ذَا َك ِج ْ ِب ُ‬
‫َ َّ ُ َ ُ َ‬ ‫ورة ّ ِ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫قَال ْ‬
‫( (‬
‫َ َّ‬ ‫ُ َ‬
‫الس َم ِاء( ( »‪.‬‬
‫ورتُ ُه ف ََس َّد أُ ُف َق َّ‬
‫( (‬
‫ص َ‬
‫ِف ص ِ ِ ِ ِ‬
‫ورته الَّت ه َي ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ان َح َّدثَ َنا َع َّبا ٌد َو ُه َو ْاب ُن الْ َع َّوا ِم‬ ‫ِ‬ ‫ني‪ :‬ح َّدثَ ِن أَبو ِ‬ ‫وقال أبو احلس ِ‬
‫الربيع ِ َّ‬
‫الز ْه َر ُّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ُ َ -13‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْت ِز َّر ْب َن ُح َب ْيش ٍ َع ْن ق َْول ِ اهلل َع َّز َو َج َّل‪ :‬ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ‬ ‫ان ق ََال‪َ :‬سأَل ُ‬ ‫الش ْي َب ُّ‬
‫َح َّدثَ َنا َّ‬
‫ِ‬ ‫ﭺ ﭼ( ( [النجم‪ ،]9 :‬ق ََال‪ :‬أَخب ِن ابن مسع ٍ‬
‫يل لَ ُه ِس ُّت ِمائَة‬ ‫ود «أَ َّن ال َّن َّبِ ﷺ َرأَى ِج ْ ِب َ‬ ‫ََْ ْ ُ َ ْ ُ‬
‫َج َناح( ٍ ( »‪.‬‬

‫الش ِنيعةُ‪ ،‬فكان ذلك ممّا ُيق ّ َِوي‬ ‫شيك فلَم ُيذ َكر فيه هذه األلفاظُ ّ‬
‫يق َ ِ ٍ‬ ‫= عن أ َنس ٍ ِمن َغ ِري ط َِر ِ‬
‫أخرى َتف َّرد هبا َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫شيكٍ‪ .‬ويف هذا‬ ‫صادر ٌة ِمن َ ِ‬ ‫ال َظن أنا ِ‬
‫يك ولَ َيذ ُك ْرها ُ‬
‫غريه‬ ‫ش ٌ‬ ‫َِ‬ ‫احلديث ل َْفظ ٌة‬ ‫َّ ّ‬
‫ِ‬
‫كان ال َّن ّب ﷺ»‬ ‫ضاف إىل اهلل تعاىل‪ ،‬وإنّما هو َم ُ‬ ‫كان ال ُي ُ‬ ‫والم ُ‬ ‫وهي قولُه‪َ « :‬فقَال َو ُه َو َمكَا َنه» َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لت‪ :‬عىل ّأن ِ‬
‫تفر َد به مّا قَد ُيوهم‬ ‫تعال ّإل أ ّنه َع َّب بلَفظ هو َّ‬ ‫كان هلل َ‬ ‫الم َ‬ ‫نسب َ‬ ‫رشيكًا لَ َي ُ‬ ‫اهـ‪ .‬قُ ُ‬
‫المعنو ّي فقد س َب َق ْأن َب َّيناه وأنّه ال‬ ‫ِ‬ ‫بالدنُ ّو‬ ‫أنسا ريض اهلل عنه قال ُ‬ ‫ت ّأن ً‬ ‫إن ث َب َ‬ ‫ذلك‪ ،‬كما أنّه ْ‬ ‫َ‬
‫المرجوح يف تفسري ها َتني اآلي َتني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وإن كان هو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ني ْ‬ ‫المسلم َ‬ ‫ُيصاد ُم عقيد َة ُ‬
‫هاب وثابِتٍ‬ ‫اظ المت ِقنني كابن ِ ِش ٍ‬ ‫اإلرساء جاع ٌة ِمن احلف ِ‬ ‫ِ‬ ‫يث‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫روى َحد َ‬ ‫الملقّن‪« :‬وقَد َ‬ ‫ابن ُ‬ ‫وقال ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الب ِ ِ‬
‫ند‬
‫ليس باحلافظ ع َ‬ ‫يك َ‬ ‫وش ٌ‬ ‫يك‪َ ،‬‬ ‫أح ٌد م ُنهم بما أ َتى به َش ٌ‬ ‫نان وقَتاد َة عن أ َنس‪ ،‬فلَم يأْت َ‬ ‫ُ ّ‬
‫أهل ِ احلَديث» اهـ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كتابنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المب َحث فلينظُر َ‬ ‫التوسع يف هذا َ‬ ‫فمن أرا َد ُّ‬ ‫اقتصنا عىل هذا البيان يف هذا الموضع‪َ ،‬‬ ‫وقَد َ‬
‫عال‪ :‬ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ»‪.‬‬ ‫وله َت َ‬ ‫فسري األسمى ِلقَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫«ال ّت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫أي يتشك ُل بصورة ِ‬
‫وكثريا ما كان يأيت‬ ‫حيث الظّاه ُر من غري ءالة الذُّ كورة‪ً ،‬‬ ‫ُ‬ ‫الرجال ِ ِمن‬ ‫بعض ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حي َة الك ّ‬
‫َلب‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حايب اجلليل د‬
‫ِ‬ ‫الص ّ‬ ‫ٍ‬
‫بصورة ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫أي يف أجياد‪ ،‬موضع ٍ معروف بأسفل ِ م ّك َة من شعابا‪.‬‬ ‫(‬ ‫(‬
‫أجن َح ِته‪.‬‬ ‫هيئته األصلية ونش بعض ِ‬ ‫أي عىل ِ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫َ‬ ‫ّ ََ‬
‫واح َيها يف رأي ِ ال َع ِني‪.‬‬ ‫أي ن ِ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫َ‬
‫السابق‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تفسريها يف احلديث ّ‬ ‫ُ‬ ‫َس َبق‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬
‫ويتساقَط من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السماء واألرض‪َ ،‬‬ ‫بني ّ‬ ‫ريس يف الفضاء َ‬ ‫جالسا عىل ُك ّ‬ ‫ً‬ ‫الم‬
‫الس ُ‬ ‫ربيل عليه ّ‬ ‫وكان ج ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫بعض العلماء‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الم ِ‬ ‫أجن َح ِته ال ّت ِ‬ ‫ِ‬
‫والياقوت‪ .‬قال ُ‬ ‫ُ‬ ‫والد ُّر‬‫لألبصار ُ‬ ‫بهر ُة‬ ‫األلوان الكثري ُة ُ‬ ‫ُ‬ ‫يل أي‬ ‫هاو ُ‬
‫غرب‪.‬‬ ‫والم ِ‬ ‫الم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫رشق َ‬ ‫ورين من أجن َحته مساف ٌة كما َبني َ‬ ‫منش َ‬ ‫ناحني ُ‬ ‫َبني ُك ّل َج َ‬
‫‪37‬‬
‫ماجه‬ ‫ِ‬ ‫ابن‬ ‫ن‬‫ن‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫وم‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ ِ‬
‫وس َع ْن‬ ‫ال َ َس ُن ْب ُن ُم َ‬‫‪ -14‬قال أبو َعبد اهلل‪َ :‬ح َّدثَ َنا أَبُو َب ْك ِر ْب ُن أَ ِب َش ْي َب َة َح َّدثَ َنا ْ‬
‫ُ ِ‬ ‫اد بن ِ سلَم َة عن ع ِل ِ بن ِ زي ٍد عن أَ ِب الصل ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل‬ ‫ْت َع ْن أَ ِب ُه َر ْي َر َة ق ََال‪ :‬ق ََال َر ُس‬ ‫َّ‬ ‫َح َّ ْ َ َ َ ْ َ ّ ْ َ ْ َ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ارج ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫ات تُ َرى( ( ِم ْن َ‬ ‫ون ْم كَال ُْب ُيوت في َها الْ َ َّي ُ‬ ‫س َي ِب َع َل ق َْو ٍم ُب ُط ُ ُ‬‫ت ل َْي َل َة أ ُ ِ‬
‫ْ‬ ‫ﷺ‪« :‬أَ َت ْي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُب ُط ِ ِ‬
‫ِ‬
‫يل؟ ق ََال‪َ :‬ه ُؤ َلء أَ َك َل ُة ّ‬
‫الر َبا»‪.‬‬ ‫ْت‪َ :‬م ْن َه ُؤ َلء يَا ِج ْ َبائ ُ‬ ‫ون ْم‪َ ،‬ف ُقل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الربِيع ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َ ْه َضم ُّي َح َّدثَ َنا ز َيا ُد ْب ُن َّ‬ ‫ص ْب ُن َع ِ ّل ٍ ْ‬ ‫‪ -15‬وقال أبو َعبد اهلل‪َ :‬ح َّدثَ َنا َن ُْ‬
‫َ ِ‬ ‫ور َع ْن ِع ْك ِر َم َة َعن ِ ْابن ِ َع َّب ٍ‬
‫ح َّدثَ َنا َعبا ُد بن م ْنص ٍ‬
‫ت‬ ‫ول اهلل ﷺ ق ََال‪َ « :‬ما َم َر ْر ُ‬ ‫اس أَ َّن َر ُس‬ ‫َّ ْ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ( (‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُول ل‪َ :‬ع َل ْي َك يَا ُم َ َّم ُد بالْ َجا َمة »‪.‬‬ ‫الَ َلئكَة إ َّل ُكل ُُّه ْم يَق ُ‬ ‫س َي ِب ب َم َل م َن ْ‬
‫(‬ ‫(‬ ‫ل َْي َل َة أ ُ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يد ْب ُن ُم ْس ِل ٍم َح َّدثَ َنا‬‫ار َح َّدثَ َنا ال َْول ُ‬ ‫اهلل‪ :‬ح َّدثَ َنا ِه َشام بن َعم ٍ‬
‫ُ ْ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫‪ -16‬وقال أبو َعبد‬
‫ِ ِ‬ ‫اس عن أُب ِ بن ِ َكع ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب َع ْن َر ُسول اهلل‬ ‫يد ْب ُن َبشري َع ْن َق َتا َد َة َع ْن ُمَاهد َعن ِ ْابن ِ َع َّب ٍ َ ْ َ ّ ْ ْ‬ ‫َسع ُ‬

‫ات‪.‬‬ ‫بص احلَ ّي ُ‬ ‫( ( أي تُ َ‬


‫( ( أي َج ْمعٍ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجوب إىل ال ّت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫إرشاد ون ٍ‬ ‫ٍ‬
‫داوي باحلجامة‪،‬‬ ‫دب ال‬ ‫َ‬ ‫يأم َر أ ُ ّمته َ‬
‫أمر‬ ‫ث لل ّن ِّب ﷺ عىل أن ُ‬ ‫( ( فيه َح ٌّ‬
‫كت َفيه‬ ‫رأسه وبني ِ‬ ‫واحلِجام ُة بكَرس احلاء ال بض ِمها‪ .‬ور ِوي عن الن ِب ﷺ أنه كان َيت ِجم يف ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رجو َنف َعه الختالف العلَل‪ ،‬وقد ذُكر عن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المرء يف الموضع الّذي َي ُ‬ ‫ُ‬ ‫وي َج ُم‬ ‫ويف األخد َعني‪ُ ،‬‬
‫والرأس والع ُن ِق والظَّهر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العلم ّأن حجام َة األخد َعني عىل ال ُّن ْقرة ألدواء العي َنني‬ ‫ِ‬ ‫المتقد ِمني يف ِ‬
‫ّ‬
‫فوق‬‫َحف ‪ -‬ال َعظ ِم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأن احلجامة فوق الق ْ‬ ‫اجلسد ُكلّه‪ّ ،‬‬ ‫وأن احلجامة عىل الكاهل َن ْف ُعها من داء َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وير َجع يف‬ ‫ابن بطّال‪ُ .‬‬ ‫الفخذ واحتباس َد ِم احليض‪ ،‬قاله ُ‬ ‫الس َدد وقُروح َ‬ ‫الدماغ ‪َ -‬نف ُعها من َّ‬ ‫ّ‬
‫العسل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ترضهم احلجامةُ‪ ،‬كما ّأن َ‬ ‫بعض ال ّناس‬ ‫فإن َ‬ ‫الثقات أهل اخلُربة يف ذلك‪ّ ،‬‬ ‫ذلك ُكلّه إىل ّ‬
‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المفسون يف قوله تعاىل يف شأن ال َعسل‪:‬‬ ‫ولذلك قال ٍ ّ‬ ‫َ‬ ‫الصفراء‪،‬‬ ‫َب عليه َخ ْلطُ َّ‬ ‫رض َمن غل َ‬ ‫َي ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فاء لك ُّل ال ّناس من‬ ‫عاما يف ُك ّل ِ فرد‪ ،‬فلم َيقُل‪ :‬إنّه ش ٌ‬ ‫وليس ًّ‬ ‫إن ذلك ُمطل ٌَق َ‬ ‫ﭽ ﮦ =ﭼ ّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫امه‬ ‫وت ُ‬ ‫ُدامى ّإل َ‬ ‫األطباء الق َ‬‫ّ‬ ‫ون من معاجني‬ ‫دواء‪ ،‬وق ََّل ْأن يو َجد َمع ُج ٌ‬ ‫ُك ّل داء ولك ّنه يف اجلملة ٌ‬
‫ِ‬
‫ومناف ُعه‬ ‫ين‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المربود َ‬
‫والشيوخ ُ‬ ‫العسل نافع ٌة ألصحاب البل َغم ُّ‬ ‫المت َخذة من َ‬ ‫واألرشب ُة َّ‬ ‫بالعسل‪،‬‬ ‫َ‬
‫اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫ّ‬
‫إل‬ ‫يها‬ ‫ص‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫كثري ٌ ًّ ُ‬
‫ال‬ ‫ا‬‫جد‬ ‫ة‬
‫ُ‬
‫‪38‬‬
‫يح( ( ال َّط ِّي َب ُة؟»‬ ‫الر ُ‬‫ِِ ِ‬ ‫َال‪« :‬يَا ِج ْ ِب ُ‬ ‫س َي بِ ِه َو َج َد ِر ًحيا ط َِّي َبةً َفق َ‬ ‫ﷺ أَنَّ ُه ل َْي َل َة أُ ِ‬
‫يل َما َهذه ّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يح ق َْب ال َْماشطَة َو ْاب َن ْي َها َو َز ْوج َها»‪.‬‬ ‫ق ََال‪َ « :‬هذه ر ُ‬
‫مم ُد بن ب َّش ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ون َح َّدثَ َنا‬ ‫ار َح َّدثَ َنا َي ِز ُ‬
‫يد ْب ُن َه ُار َ‬ ‫‪ -17‬وقال أبو َعبد اهلل‪َ :‬ح َّدثَ َنا ُ َ َّ ْ ُ َ‬
‫اهلل بن ِ مسع ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ود‬ ‫الْ َع َّو ُام ْب ُن َح ْو َشب َح َّدثَن َج َب َل ُة ْب ُن ُس َح ْي ٍم َع ْن ُم ْؤث ِر ْبن ِ َع َفا َز َة َع ْن َع ْبد ْ َ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان لَي َل َة أ ُ ِ ِ‬
‫يس َف َتذَ ا َك ُروا‬ ‫وس َوع َ‬ ‫يم َو ُم َ‬ ‫سي ب َر ُسول اهلل ﷺ لَق َي إ ْب َراه َ‬ ‫ق ََال‪« :‬ل ََّما َك َ ْ ْ‬
‫ِ ( (‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫وس‬ ‫ُوه َع ْن َها َفل َْم َي ُك ْن ع ْن َد ُه م ْن َها عل ٌْم ‪ ،‬ثُ َّم َسأَلُوا ُم َ‬ ‫يم ف ََسأَل ُ‬ ‫السا َع َة ‪َ ،‬ف َب َد ُؤوا بإ ْب َراه َ‬
‫( (‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يس ْابن َم ْر َي َم َفق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما‬‫َال‪ :‬ق َْد ُعه َد إ َ َّل ف َ‬ ‫يث إ َل ع َ‬ ‫الَد ُ‬ ‫َفل َْم َي ُك ْن ع ْن َد ُه م ْن َها عل ٌْم‪ ،‬ف َُر َّد ْ‬
‫الد َّجال ِ ق ََال‪َ :‬فأ ْنزل‬ ‫ِ‬
‫َ ِ ُ( (‬
‫وج َّ‬ ‫خ ُر َ‬‫ون َو ْج َبت َها( ( ‪َ ،‬فأَ َّما َو ْج َب ُت َها ف ََل َي ْعل َُم َها ِإ َّل الل ُه‪ ،‬فَذَ َك َر ُ‬ ‫ُد َ‬
‫ب‬‫َفأَ ْقت ُله فَي ِجع الناس ِإ َل بِ َل ِد ِهم فَيست ْق ِبلُهم يأْجوج ومأْجوج( ( وهم ِمن ك ّل ِ حد ٍ‬
‫ْ َْ َ ُ ْ َ ُ ُ ََ ُ ُ َ ُْ ْ ُ ََ‬ ‫ُ ُ َ ْ ُ َّ ُ‬

‫الرائحةُ‪.‬‬ ‫أي ّ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أي الكال َم عىل قيامها‪.‬‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أي ال يعلَم و ِ‬
‫عز‬ ‫تعال َعن َخلْقه‪ ،‬قال ّ‬ ‫أخفاه اهلل َ‬ ‫ُ‬ ‫ىشء‬
‫ألن هذا ٌ‬ ‫الساعة عىل ال ّتحديد‪ّ ،‬‬ ‫قت قيا ِم ّ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫( (‬
‫وجل‪ :‬ﭽﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﭼ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكافرين بغتةً ‪،‬‬ ‫الساعة ووقوعها عىل‬ ‫األرض قبل قيا ِم ّ‬ ‫السماء إىل‬ ‫أي أُوحي إليه بأنّه َينز ُل من ّ‬ ‫( (‬
‫أحياء‪،‬‬ ‫يكون فيه ُمؤم ُنون يف األرض‬ ‫مان الّذي ال‬ ‫ألن الساعة تقوم عىل الكافرين فجأ ًة يف الز ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬
‫ِ‬
‫ومىت ُيرسيها اهلل أي‬ ‫مت تكُون َ‬ ‫الساعة َ‬ ‫يش عن ّ‬ ‫َت َيو ُد أو قُ َر ٌ‬ ‫ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﭼ‪ .‬وسأَل ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعل َمن‬ ‫السماوات و ُهم المالئك ُة َ‬ ‫الساعة عىل َمن يف ّ‬ ‫اهلل ذلك‪ ،‬وقَد َخفي عل ُم ّ‬ ‫ُيظه ُرها فأ ْن َز َل ُ‬
‫وج ّن ٍ‪.‬‬ ‫األرض ِمن إنس ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف‬
‫ِ‬
‫األرض‪.‬‬ ‫السماء ال ّثانية إىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أي من ّ‬ ‫( (‬
‫اس‪ ،‬وهم قوم كفار ِمن ب ِن ءادم‪ .‬وروي يف حديثٍ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ُّ ٌ‬ ‫ومأجوج عىل ال ّن ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫وج‬‫يأج َ‬ ‫َوم ُ‬ ‫أي َي ُرج ق ُ‬ ‫( (‬
‫وج َف َد َع ْو ُت ُ ْم ِإ َل‬‫ج َ‬ ‫وج َو َمأ ْ ُ‬ ‫ج َ‬
‫ِ‬
‫س َي ِب إ َل يَأ ْ ُ‬ ‫ني أ ُ ِ‬
‫ْ‬ ‫ال ح َ‬
‫ِ‬ ‫اهلل َت َع َ‬ ‫«ب َع َثن ُ‬
‫ِ‬
‫قال‪َ :‬‬ ‫ّأن ال ّن ِبي ﷺ َ‬
‫ِ‬ ‫صفهم أنم ِ‬ ‫ون»‪ .‬لكن لَ ي ِصح يف و ِ‬ ‫اهلل و ِإ َل ِعبادتِه ِ َفأَبوا أَ ْن ُ ِييب ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬
‫وأن‬ ‫ّ‬ ‫القامة‬ ‫صار‬
‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫دين‬
‫أحدهم ينام عىل إحدى أ ُ ُذنيه ويتغطَّى باألُخرى‪ .‬وقَد حبسهم الصعب ذُو القرنني الولِ‬
‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫«س َنن ابن ِ ماج ْه» مرفو ًعا‪:‬‬ ‫أمره علَينا‪ .‬ويف ُ‬ ‫بني ج َبلَني َخف َي ُ‬ ‫لف َس ّد َعظي ٍم َ‬ ‫الصال ُح َخ َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫الش ْمس ق ََال الَّذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫اع َّ‬ ‫ح َّت إذَا كَا ُدوا يَ َر ْونَ ُش َع َ‬ ‫وج َيْف ُرونَ ُك َّل يَ ْوم‪َ ،‬‬ ‫ج َ‬ ‫وج َو َمأ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫«إنَّ يَأ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ُم َّد ُت ُ ْم َوأَ َرا َد=‬ ‫ح َّت ِإذَا َب َل َغ ْ‬‫اهلل أَ َش َّد َما كَانَ ‪َ ،‬‬ ‫يد ُه ُ‬ ‫«ارج ُعوا َف َس َن ْحف ُر ُه غ ًَدا» َف ُيع ُ‬
‫ع َلي ِهم‪ِ :‬‬
‫َ ْ ْ ْ‬
‫‪39‬‬
‫ون ِإ َل الل َِّه( ( ‪َ ،‬فأَ ْد ُعو‬
‫وه‪ ،‬ف ََي ْجأَ ُر َ‬ ‫ون بِم ٍاء ِإ َّل َِشب ( ( ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫وه َول َ ب َشء إ َّل أَ ْف َس ُد ُ‬ ‫ُون ‪ ،‬ف ََل َي ُ ُّر َ َ‬ ‫َي ْنسل َ‬
‫( (‬
‫ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الل َه أَ ْن يِي َتهم( ( ‪َ ،‬ف َتنتن َْالر ُض ِمن ِر ِحي ِهم( ( ‪ ،‬فَيجأَر َ ِ‬
‫ون إ َل الله‪َ ،‬فأَ ْد ُعو الل َه ف َُْيس ُل َّ‬
‫الس َما َء‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ ُ ْ‬ ‫ُ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِال َْم ِاء ف ََي ْح ِمل ُُهم( ( فَيلْق ِ‬
‫ِ‬
‫ال َب ُال( ( َو َُت ُّد َْال ْر ُض َم َّد َْالدي ِم( ( ‪،‬‬ ‫يه ْم ف الْ َب ْح ِر‪ ،‬ثُ َّم( ( تُ ْن َس ُف ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫الامل ِ الَّت َل َي ْدري أَ ْهل َُها َم َت‬ ‫اس َك َْ‬ ‫السا َع ُة م َن ال َّن ِ‬
‫ان ذَل َك َكا َنت َّ‬ ‫َف ُع ِه َد ِإ َ َّل( ( ( َم َت َك َ‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ (((‬ ‫ِ‬
‫عال‪ :‬ﭽ ﮄ‬ ‫اب اهلل َت َ‬ ‫يق ذَل َك ف ك َت‬ ‫«و ُوج َد َت ْصد ُ‬ ‫َت ْف َج ُؤ ُه ْم ب ِو َل َد َتا »‪ .‬ق ََال الْ َع َّو ُام ‪َ :‬‬
‫(((‬

‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ‪.‬‬

‫الش ْمس ِ ق ََال ال َِّذي َع َل ْي ِه ْم‪:‬‬ ‫ح َّت ِإذَا كَا ُدوا يَ َر ْونَ ُش َع َ‬
‫اع َّ‬ ‫حفَ ُروا‪َ ،‬‬ ‫اهلل أَ ْن يَ ْب َع َث ُه ْم َع َل ال َّناس ِ َ‬ ‫= ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‬ ‫اس َت ْث َن ْوا‪َ ،‬ف َي ُعو ُدونَ إل َْيه َو ُه َو ك ََه ْي َئته ح َ‬ ‫ال» َو ْ‬ ‫اهلل َت َع َ‬‫حف ُرو َن ُه غ ًَدا إ ْن َش َاء ُ‬ ‫«ارج ُعوا َف َس َت ْ‬ ‫ْ‬
‫احلديث‪.‬‬ ‫ِ‬
‫جونَ َع َل ال َّناس»‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫حف ُرو َن ُه َو َي ُْر ُ‬ ‫وه‪َ ،‬ف َي ْ‬ ‫َت َر ُك ُ‬
‫زول ِمن ك ّل اآلكا ِم ِ‬
‫والتالل‪ِ.‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫عون ال ُّن َ‬ ‫أي ُي ِرس َ‬ ‫( (‬
‫ِ‬
‫ب َْية َط َ ِبيَّ َة َف َي َْش ُبونَ َما فِي َها‪َ ،‬و َيُ ُّر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«صحيح ُمسلم» مرفو ًعا‪َ « :‬ف َي ُم ُّر أَ َوائل ُُه ْم َع َل ُ َ‬ ‫ويف‬ ‫( (‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫الب َحرية‬ ‫كمية المياه الموجودة يف ُ‬ ‫قد ُر اليو َم ّ‬ ‫ءاخ ُر ُه ْم َف َيقُولُونَ ‪ :‬لَقَ ْد كَانَ َبذه َم َّر ًة َماءٌ»‪ .‬وتُ َّ‬
‫آالف ِمليار ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ليرت‪.‬‬ ‫بأكثر ِمن أربعة‬ ‫َ‬
‫ومأجوج‪.‬‬ ‫يأجوج‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ستغيث الناس الله أن ي ِ‬
‫كف‬ ‫أي ي ِ‬ ‫( (‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ ُ َّ‬ ‫ُ ّ ُ‬ ‫َ‬
‫سلم» مرفوعا‪« :‬فَي ِس ُل َالله علَي ِهم النغف ِف ِرق َِابم فَيص ِبحون فَرس كموتِ‬ ‫«صحيح م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويف‬ ‫( (‬
‫ْ ُ ْ ُ َ َْ ََْ‬ ‫ُ َ ْ ُ َّ َ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ْفس ٍ َواح َدة»‪ ،‬وال َّن َغف ُدو ٌد‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وإن كانت ُمتقَر ًة ّإل ّأن‬ ‫يكون يف أُنوف اإلبل والغ َن ِم‪ ،‬وهي ْ‬ ‫ُ‬
‫يد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫إتالفَها شد ٌ‬
‫ون ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫«س ُيوق ُد ال ُْم ْسل ُم َ‬‫«س َنن ابن ِ ماج ْه» مرفو ًعا‪َ :‬‬ ‫أي تص ُري َعفنةً من رائحة ج َيفهم‪ .‬ويف ُ‬ ‫( (‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫وج َونُ َّش ِ ِ‬ ‫ِق ِ‬
‫ني»‪.‬‬ ‫اب ْم َوأَ ْت ِر َست ِه ْم َس ْب َع سن َ‬ ‫وج َو َمأْ ُج َ‬ ‫س ِ َيأْ ُج َ‬ ‫ّ‬
‫الماء‪.‬‬‫يل ِ‬ ‫أي َس ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫إرسافيل يف الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫الكافرين ب َنفخ‬ ‫الساعة عىل‬ ‫عد قيا ِم ّ‬ ‫أي َب َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ت‪.‬‬ ‫أي تُ َف َّت ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بدلة‬ ‫الم َّ‬‫األرض ُ‬ ‫يكون يف‬
‫ُ‬ ‫المدبوغ ِ الّذي ال نُتو َء فيه‪ ،‬فال‬ ‫بسطُ فتص ُري َملسا َء كاجللد َ‬ ‫أي تُ َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫اخنفاض‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ارتفاع وال‬ ‫ٌ‬
‫( أي أُوحي إليه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫((‬
‫فكذلك‬ ‫وعليهم عىل ال ّتعيني‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫( أي َكما َّأن احلام َل َتفجأُ أهلَها َبوقت والدتا الّذي َي َفى عليها‬ ‫ِ‬ ‫((‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الساع ُة ّإل َبغتةً ‪.‬‬ ‫تقوم ّ‬
‫الساعة عىل ال ّتعيني‪ ،‬فال ُ‬ ‫وقت قيا ِم ّ‬ ‫َي َفى عىل ال ّناس مجي ًعا ُ‬
‫الر ِاوي‪.‬‬ ‫( هو العوام بن ح َ ٍ‬
‫وشب ّ‬ ‫َّ ُ ُ َ‬ ‫((‬
‫‪40‬‬
‫داود‬ ‫ِ‬
‫ومن ُسنَن أيب ُ‬
‫ت أَ ِب َح َّدثَ َنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اصم ب ُن ال َّن ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ -18‬‬
‫ض َح َّدثَ َنا ال ُْم ْع َتم ُر َسم ْع ُ‬ ‫قال أبُو داو َد‪َ :‬ح َّدثَ َنا َع ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َ َّنة أَ ْو َك َما ق ََال‪ُ :‬ع ِر َض لَ ُه‬ ‫َق َتا َد ُة َع ْن أَ َنس ِ ْبن ِ َمالك ٍ ق ََال‪ :‬ل ََّما ُع ِر َج بِ َن ِ ّبِ اهلل ﷺ ف ْ‬
‫( (‬
‫َك ال َِّذي َم َع ُه َي َد ُه‬
‫ف‪ ،‬ف ََض َب ال َْمل ُ‬ ‫ب( ( أَ ْو ق ََال‪ :‬ال ُْم َج َّو ُ‬ ‫وت ال ُْم َج َّي ُ‬‫َ ْن ٌر( ( َحا َف َت ُاه ال َْياقُ ُ‬
‫ِ‬ ‫َاس َت ْخ َر َج ِم ْس ًكا‪َ ،‬فق َ‬
‫م َّم ٌد ﷺ لل َْملَكِ ال َِّذي َم َع ُه‪َ « :‬ما َه َذا؟» ق ََال‪ :‬الْك َْوثَ ُر ال َِّذي‬ ‫َال ُ َ‬ ‫ف ْ‬
‫أَ ْعطَا َك ُ‬
‫اهلل َع َّز َو َج َّل( ( ‪.‬‬
‫وقال أبُو داو َد‪َ :‬ح َّدثَ َنا ْاب ُن ال ُْم َص َّفى َح َّدثَ َنا َب ِق َّي ُة َوأَبُو ال ُْم ِغ َريةِ ق ََال‪َ :‬ح َّدثَ َنا‬ ‫‪َ -19‬‬
‫ِ‬ ‫اش ُد بن سع ٍد و َعب ُد الر ْحَن ِ بن ج َب ٍ‬ ‫صفوان حدثَ ِن ر ِ‬
‫ي َع ْن أَ َنس ِ ْبن ِ َمالك ٍ ق ََال‪ :‬ق ََال‬ ‫ْ ُ ُ ْ‬ ‫ْ ُ َ ْ َ ْ َّ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َّ َ‬
‫ِ‬ ‫اهلل ﷺ‪« :‬لَ ا ع ِرج ِب مرر ُ ِ‬ ‫ُ ِ‬
‫جو َه ُه ْم‬ ‫ت بقَ ْو ٍم َل ُ ْم أَ ْظفَ ا ٌر م ْن ُنَاس ٍ َي ُْم ُشونَ ُو ُ‬ ‫َر ُسول‬
‫( (‬
‫َّ ُ َ َ َ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫(ِ (‬
‫ين يَأ ْ ُكلُونَ لُ ُو َم ال َّناس‬ ‫يل؟ ق ََال‪َ :‬ه ُؤ َلء الَّذ َ‬ ‫ْت‪َ :‬م ْن َه ُؤ َلء يَا ِج ْ ِب ُ‬ ‫ص ُدو َر ُه ْم َف ُقل ُ‬‫َو ُ‬
‫اض ِه ْم( ( »‪.‬‬ ‫ويقَ عونَ ِف أَعر ِ‬
‫َْ‬ ‫ََ ُ‬

‫أي أ ُ ِر َيه‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫(‬ ‫(‬


‫ف كاجلَ يب‪.‬‬ ‫جو ُ‬ ‫الم َّ‬ ‫أي ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫أي أدخلَها يف ال َّن َهر‪.‬‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬
‫حا َف َت ُاه م ْن َذ َهبٍ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫وجا َء ف ص َفته يف حديث عند ابن ماج ْه مرفو ًعا‪« :‬ا ْلك َْوث َُر َن ٌر ف الْ َ َّنة َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫مجراه ع َل الْياقُوت ِ والد ِر‪ ،‬تربته أَطيب ِمن ْ ِ ِ‬
‫اضا‬ ‫ح َل م َن ا ْل َع َسل ِ َوأَ َش ُّد َب َي ً‬ ‫ال ْسك‪َ ،‬و َما ُؤ ُه أَ ْ‬ ‫َ ُّ ّ ُ ْ َ ُ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ‬
‫ِم َن ال َّث ْلج ِ»‪.‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بض ِ ّم ال ِميم وك ِرسها أي ي ِدشون‪.‬‬ ‫( (‬
‫الغيبة‬ ‫احلديث من قال ِمن العلَماء يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫بظاهر هذا‬ ‫ِ‬ ‫متسك‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫المسلم َني ب َغري َح ّق‪ .‬وقَد َّ‬ ‫أي َيغتابُون ُ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كانت غيبةً لألتقياء فهي‬ ‫ْ‬ ‫إن‬ ‫بعضهم فقال‪ّ :‬إنا ْ‬ ‫َصل ُ‬ ‫المحرمة ّإنا من الكبائر ُمط َلقً ا‪ ،‬وف َّ‬ ‫َّ‬
‫واب‪ .‬فما نقَله القُرطبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫الص ُ‬ ‫الصغائر‪ ،‬وهذا هو ّ‬ ‫ذنب من ّ‬ ‫ت يف َغريهم فهي ٌ‬ ‫إن كا َن ْ‬ ‫كبري ٌة‪ّ ،‬أما ْ‬
‫يب ب َغري َح ّ ٍق إىل َح ّد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسل َم الفاس َق إذا اغت َ‬ ‫من ّأنا كبري ٌة ُمط َلقً ا باإلمجاع َغ ُري َسديد‪ ،‬لك ّن ُ‬
‫ِ‬
‫حذير بل‬ ‫جه الت ِ‬
‫ّ‬
‫غري و ِ‬
‫َ‬
‫ساوئه عىل ِ‬ ‫كأن ُيبال ََغ يف ِذكر َم‬ ‫ِ‬
‫اإلفحاش ِ كان اغتيابُه كبري ًة‪ ،‬وذلك ْ‬
‫ال ُ ْس ِل ِم بِ َغ ْ ِي‬ ‫ِ‬ ‫«إ ِمن أَربى ِ ِ‬
‫الر َبا ال ْس ِتطَا َل َة ِف ع ْرض ِ ْ‬ ‫ِ‬
‫التف ُّكه‪ ،‬وعليه ُي َم ُل قولُه ﷺ‪ :‬نَّ ْ ْ َ ّ‬ ‫جرد َ‬ ‫لم َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الربا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بأش ّد ّ‬ ‫الربا أي ّأنا يف ش َّدة إثْمها شبيه ٌة َ‬ ‫بأنا من َأربى ّ‬ ‫ح ّق» فجا َء وص ُفها ّ‬ ‫َ‬
‫ب َغري َح ّ ٍق‪.‬‬ ‫( (‬
‫‪41‬‬
‫ي‬ ‫ومن سنَن ّ ِ‬
‫ِ‬
‫التمذ ّ‬ ‫ُ‬
‫اهلل بن أَحد بن ِ يونس ك ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال أبو ِعيس‪ :‬ح َّدثَ َنا أَبو ح ِص ٍ‬
‫وف َح َّدثَ َنا‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ني‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ُ َ -20‬‬
‫ي َع ْن ْابن ِ َع َّب ٍ‬ ‫يد بن ِ ج َب ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس‬ ‫الر ْحَن ِ َع ْن َسع ْ ُ ْ‬ ‫ي ُه َو ْاب ُن َع ْبد َّ‬‫َع ْب َث ُر ْب ُن القَاس ِم َح َّدثَ َنا ُح َص ْ ٌ‬
‫ي َو َم َع ُه ُم القَو ُم( ( َوال َّن ِب َوال َّن ِب َّي ْين ِ‬ ‫سي بِالن ِبِ ﷺ ج َع َل ير بِالن ِبِ والن ِبي ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ ُّ َّ ّ َ َّ َّ ْ‬ ‫قَال‪ :‬ل ََّما أ ُ ْ َ َّ ّ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْت‪:‬‬ ‫الر ْهطُ ( ( َوال َّنب ّي ِ َوال َّنب َّي ْين ِ َول َْي َس َم َع ُه ْم أَ َح ٌد( ( َح َّت َم َّر بِ َس َواد َعظي ٍم( ( َف ُقل ُ‬ ‫َو َم َع ُه ُم َّ‬
‫ك فَا ْنظ ُْر‪ ،‬ق ََال‪َ « :‬ف ِإذَا ُه َو َس َوا ٌد‬ ‫وس َوق َْو ُم ُه‪َ ،‬ولَكَن ِ ْارف َْع َرأ َْس َ‬ ‫يل‪ُ :‬م َ‬ ‫« َم ْن َه َذا»؟ ِق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل َه ُؤ َلء أ ُ َّم ُت َك َو ِس َوى َه ُؤ َلء‬ ‫يم ق َْد َس َّد األُف َُق ِم ْن ذَا اجلَانِب ِ َو ِم ْن ذَا اجلَانِبِ‪َ ،‬ف ِق َ‬ ‫َعظ ٌ‬
‫ِ‬
‫(ٍ (‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ( (‬
‫خلُونَ اجل َ َّن َة ب َغ ْي ح َساب »‪ ،‬ف ََد َخ َل َول َْم َي ْسأل ُ‬
‫ُوه‬ ‫( (‬
‫ِم ْن أ ُ َّمت َك َس ْب ُعونَ أَلْفً ا يَ ْد ُ‬
‫الفطْرةِ‬ ‫ولَ يف ِس لَ م َفقَالُوا‪ :‬نحن هم( ( ‪ ،‬وق ََال ق َِائلُون‪ :‬هم أَبناء ال َِّذين ولِدوا ع َل ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫َ ُ ْ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ُْ‬ ‫َ ْ َُ ّ ْ ُْ‬
‫ين َل يَ ْك َت ُوونَ ( ( َو َل يَ ْس َت ْرقُونَ ( ( ( َو َل‬ ‫ِ‬ ‫َو ِاإل ْس َل ِم‪َ ،‬ف َخ َر َج ال َّن ِب ﷺ َفق َ‬
‫َال‪ُ « :‬ه ُم الَّذ َ‬ ‫ُّ‬

‫( أي اجلماع ُة الكثري ُة‪.‬‬ ‫(‬


‫ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫غري َ‬ ‫العشة‪ ،‬وقيل ُ‬ ‫ون َ‬ ‫( أي اجلماع ُة القليلةُ‪ ،‬وهي ما ُد َ‬ ‫(‬
‫ِ‬
‫أح ٌد‪.‬‬ ‫( ألنّه لَ ُيؤمن به َ‬ ‫(‬
‫اس‪.‬‬‫كبري ِمن ال ّن ِ‬ ‫عد ٍد ٍ‬ ‫( أي َ‬ ‫(‬
‫حيصل َلُم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصحف ُ‬ ‫رض األعمال وأخذَ ُّ‬ ‫ولكن َع َ‬
‫ّ‬ ‫( أي ال ُي َش َّد ُد علَيهم‬ ‫(‬
‫( أي ال ّن ِب ُّي ﷺ‪.‬‬ ‫(‬
‫الصحابةُ‪.‬‬ ‫( أي ّ‬ ‫(‬
‫ون أل ًْفا‪.‬‬ ‫السب ُع َ‬‫( أي َّ‬ ‫(‬
‫عروف يف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يكون بِ َنحو حديدة ُمماة بال ّن ِ‬ ‫ِ‬ ‫عل الك َّي َلُم‪ ،‬والك َُّي‬ ‫ِ‬
‫( أي ال َيطلُبون ف َ‬
‫ار وهو َم ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫(‬
‫ِ‬
‫الشفا َء من َخل ِْق الك َّي كما كان عليه اعتقا ُد أهل ِ اجلاهل ّية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومعناه ال َيعتق ُدون ّأن ّ‬ ‫ُ‬ ‫العالج‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشفا َء من اهلل‪.‬‬ ‫مع اعتقاد ّأن ّ‬ ‫الضورة َ‬‫ند ِ ّ ُ‬ ‫كتوون إال ع َ‬ ‫عناه ال َي ُ‬ ‫بعضهم‪َ :‬م ُ‬ ‫وقال ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْقي َة الفاسد َة المم ُنوع َة‬ ‫ألفا من ُجلة َمن ال َيطلُبون ُّ‬ ‫السب ُعون ً‬ ‫الراء أي هؤالء ّ‬ ‫بإسكان ّ‬ ‫(( ْ‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السحر‬ ‫تقُون بأنواع ٍ من ّ‬ ‫عملُون هبا‪ ،‬فقد كانوا يف اجلاهل ّية َي ْس َ ْ‬ ‫المعروف َة يف اجلاه ّلية وال َي َ‬
‫ِ‬
‫قاء بكتاب اهلل والت َعو ُّذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واألباطيل‪ ،‬والر ْقي ُة هي ال ّت ِ‬
‫االست ُ‬ ‫ْ‬ ‫«فأما‬
‫ّ‬ ‫ابن بطّال‪:‬‬‫عويذ‪ .‬وقال ُ‬ ‫ُّ‬
‫وأم َر به وال َي ُرج ذلك من التو ُّكل عىل اهلل‪ ،‬وال ُير َجى يف‬‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الر ُسول َ‬ ‫بأسمائه و َكلماته فقد ِ ف َعلَه ّ‬
‫التش ّ ِفي به إال ِر َض اهلل» اهـ‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪42‬‬
‫َال‪ :‬أَ َنا ِم ْن ُه ْم َيا‬ ‫اش ُة ْب ُن ِ ْم َصن ٍ َفق َ‬ ‫َيونَ ( ( َو َع َل َر ّ ِب ْم يَ َت َو َّكلُونَ ( ( » َفقَا َم ُع َّك َ‬ ‫يَ َتط َّ ُ‬
‫اش ُة»‪.‬‬ ‫«س َبقَ َك ِ َبا ُع َّك َ‬ ‫َال‪َ :‬‬ ‫َال‪ :‬أَ َنا ِم ْن ُه ْم؟ َفق َ‬ ‫ول الل َِّه؟ ق ََال‪َ « :‬ن َع ْم»‪ ،‬ثُ َّم قَا َم ءا َخ ُر َفق َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫الر َّزاق ِ أَ ْخ َ َب َنا َم ْع َم ٌر‬ ‫ِ‬ ‫‪َ -21‬‬
‫ي َي َح َّدثَ َنا َع ْب ُد َّ‬ ‫م َّم ُد ْب ُن َ ْ‬‫يس‪َ :‬ح َّدثَ َنا ُ َ‬ ‫وقال أبُو ع َ‬
‫ات‬ ‫عن الزه ِري ِ عن ِ أَنس ِ بن ِ مالِك ٍ ق ََال‪ُ « :‬ف ِرضت ع َل الن ِبِ ﷺ لَي َل َة أُ ِ ِ ِ‬
‫الصل ََو ُ‬ ‫س َي به َّ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ ْ َ َّ ّ‬ ‫َ ْ ُّ ْ ّ َ َ ْ َ‬
‫م َّم ُد‪ِ ،‬إنَّ ُه َل ُي َب َّد ُل الق َْو ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َت خَ ْ ًسا‪ ،‬ثُ َّم نُود َي( ( ‪َ :‬يا ُ َ‬ ‫ت َح َّت ُجعل ْ‬ ‫ني ثُ َّم نُق َص ْ‬ ‫خَ ْس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫(( ِ‬
‫ين( ( »‪.‬‬ ‫ل ََد َّي ‪َ ،‬وإ َّن ل ََك َبذه اخلَ ْمس ِ َخ ْمس َ‬
‫الر َّزاق ِ أَ ْخ َ َب َنا‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬
‫اق ْب ُن َم ْن ُصور أَ ْخ َ َب َنا َع ْب ُد َّ‬ ‫يس‪َ :‬ح َّدثَ َنا ِإ ْس َح ُ‬ ‫وقال أبُو ع َ‬ ‫‪َ -22‬‬
‫( (‬
‫س َي بِ ِه ُم ْل َج ًما( ( ُم ْس َر ًجا‬ ‫الباق ِ ل َْي َل َة أُ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ ِ‬
‫َم ْع َم ٌر َع ْن َق َتا َد َة َعن ِ أَ َنس ٍ «أَ َّن ال َّن ِ َّب ﷺ أ ُ َت ب ُ َ‬
‫َال لَه ِج ِب ُيل‪« :‬أَبِمحم ٍد تفع ُل هذَ ا؟! فَما ركِبك أَحد أَكرم ع َل ِ‬ ‫ِ( (‬
‫الله‬ ‫َ َ َ َ ٌَ َُْ َ‬ ‫ُ َ َّ َ ْ َ َ‬ ‫ب َعل َْيه ‪َ ،‬فق َ ُ ْ‬ ‫َاس َت ْص َع َ‬ ‫ف ْ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اجلاه ّلية‬ ‫العرب كانت يف‬ ‫أي ال َيعملُون بالط َّية‪ .‬والط َّية يف األصل ِ ال ّتشا ُؤم بالىشء‪ ،‬وذلك ّأن َ‬ ‫( (‬
‫وإل‬ ‫أحدهم يف حا َج ِته ّ‬ ‫ت الطّري ِمن ِ‬ ‫تن ِفر الطّري وتزجرها‪ ،‬فإذا مر ِ‬
‫خرج ُ‬ ‫اليمني إىل اليسار َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َُ ّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أيضا كالظّباء‪.‬‬ ‫تطيون ب َغري الطُّيور ً‬ ‫صاروا َي َّ ُ‬ ‫حت ّإنُم ُ‬ ‫تشا َءم ولَ َي ُرج‪ّ ،‬‬
‫اسم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْقية ٍ اليت فيها ُ‬ ‫فالر ِ َق هنا ُّ‬
‫الت َو َل َة ْشكٌ » ُّ‬ ‫الرقَ َوال َّت َمئ َم َو ّ‬ ‫ّأما ما جاء يف احلديث‪« :‬إنَّ ُّ‬ ‫( (‬
‫زات‬ ‫ِ‬ ‫يطان أو كال ٌم ُك ِ‬ ‫صن ٍم أو َش ٍ‬
‫والتمائ ُم َج ُع َتيمة وهي َخ َر ٌ‬ ‫غريه ممّا َي ُرم رش ًعا‪َّ .‬‬ ‫فر ٌّي أو ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني واألذَى ب َن ْفسها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ساء يف اجلاهل ّية بأعناق أوالده ّن َيز ُع ْم َن ّأنا َتدف َُع ال َع َ‬ ‫الن ُ‬ ‫كانت تُ َع ّلقُها ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأما ِ‬
‫السحر‬ ‫رطاس َيك ُتبون فيه شي ًئا من ّ‬ ‫حر أو هو ق ٌ‬ ‫الس َ‬ ‫ون فيه ّ‬ ‫الت َول ُة فهي َخيطٌ كانوا َيقر ُؤ َ‬ ‫ّ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالنساء‪.‬‬‫الرجال ّ‬ ‫الرجال أو َتبيب ّ‬ ‫النساء بقُلوب ّ‬ ‫ل َتحبيب ّ‬
‫تعال‪.‬‬ ‫الله َ‬ ‫بلّغ عن ِ‬ ‫ِ‬
‫َك ُم ٌ‬ ‫اداه َمل ٌ‬
‫أي َن ُ‬ ‫( (‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يت علَيكُم من الفرائض ال َتبد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يت‬ ‫قض ُ‬ ‫معناه ال تبديل لما َ‬‫ُ‬ ‫بعضهم‪:‬‬ ‫يل له‪ .‬وقال ُ‬ ‫قض ُ‬ ‫أي ما َ‬ ‫( (‬
‫ِ‬
‫اخلمسني‪.‬‬
‫َ‬ ‫ثواب‬ ‫من ّأن يف اخلَمس ِ َ‬
‫اخلمس َني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ثواب‬
‫أي َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬
‫وضع يف َف ِم ّ‬
‫الدابة‪.‬‬ ‫ّجام وهو ما ُي َ‬ ‫مشدو ًدا عليه الل ُ‬ ‫أي ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫للركوب‪.‬‬ ‫هيأ ُّ‬ ‫الس ُج ُم ّ‬ ‫أي موضو ًعا علَيه َّْ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذلك َمهابةً‬ ‫الب ُاق َ‬‫الركوب ُمستعص ًيا‪ .‬وقَد فعل ُ‬ ‫ب ُّ‬ ‫ص ْع َ‬ ‫فصار َ‬
‫َ‬ ‫يدا‬ ‫اضطرابا شد ً‬ ‫ً‬ ‫اضطَرب‬ ‫أي ْ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫«الفتح»‬ ‫العسقالين يف َ‬ ‫وفرحا به ﷺ ال إبايةً وامتنا ًعا‪ ،‬قاله احلافظُ‬ ‫ِ‬
‫للنب ّي ﷺ وت ْي ًها و َد ً‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫الل ً‬
‫(‪.)207/7‬‬
‫‪43‬‬
‫ِم ْن ُه( ( »‪ ،‬ق ََال‪ :‬ف َْارف ََّض َع َر ًقا( ( ‪.‬‬
‫ار َعن ِ‬ ‫ان َعن َعم ِرو بن ِ ِدي َن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ -23‬‬
‫يس‪َ :‬ح َّدثَ َنا ْاب ُن أَب ُع َم َر َح َّدثَ َنا ُس ْف َي ُ ْ ْ ْ‬ ‫وقال أبُو ع َ‬
‫( (‬
‫الﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭼ‬ ‫اس ِف ق َْول ِ ِه َت َع َ‬ ‫ِع ْك ِر َم َة َعن ِ ْابن ِ َع َّب ٍ‬
‫س»‪.‬‬ ‫الم ْق ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي أُ ِريا الن ِبي ﷺ لَي َل َة أُ ِ ِ ِ ِ‬
‫س َي به إ َل َب ْيت َ‬ ‫َّ‬
‫«هي ر ْؤيا َع ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫[اإلرساء‪ ،]60 :‬ق ََال‪ِ :‬‬
‫ْ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫احدِ‬ ‫اد حدثَنا سيار حدثَنا عبد الو ِ‬ ‫اهلل بن أَ ِب ِزي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ -24‬‬
‫َ َ َّ َ َ َّ ٌ َ َّ َ َ ْ ُ َ‬ ‫يس‪َ :‬ح َّدثَ َنا َع ْب ُد ْ ُ‬ ‫وقال أبُو ع َ‬
‫َاس ِم بن ِ عب ِد الرحن ِ عن ِ أَبِ ِ‬ ‫اق عن ِ الق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫يه َعن ِ ْابن ِ‬ ‫ْ َ ْ َّ ْ َ َ‬ ‫الر ْحَن ِ ْبن ِ ِإ ْس َح َ َ‬ ‫ْاب ُن ز َياد َع ْن َع ْبد َّ‬
‫اهلل ﷺ‪« :‬ل َِق ِ ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫مسع ٍ‬
‫س َي ِب َفقَ َال‪ :‬يَا ُم َ َّم ُد‪ ،‬أَق ِْرئْ‬ ‫يم ل َْي َل َة أ ُ ِ‬
‫ْ‬ ‫يت إ ْب َراه َ‬ ‫ُ‬ ‫ود ق ََال‪ :‬ق ََال َر ُسول‬ ‫َْ ُ‬
‫ِ‬
‫الماء‪َ ،‬وأَنَّ َها قِ ْي َعا ٌن( ( ‪َ ،‬وأَ َّن‬ ‫ِ‬
‫الج َّن َة َط ِّي َب ُة ال ُّت ْر َبة َعذْ َب ُة َ‬ ‫خب ْر ُه ْم أَ َّن َ‬
‫أُم َت َك ِم ِني الس َلم وأَ ْ ِ‬
‫ّ َّ َ َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس َها ُس ْب َحانَ الله َوال َح ْم ُد للَّه َو َل ِإ َل َه ِإ َّل الل ُه َوال َّل ُه أَ ْك َب ُر( ( »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غ َر َ‬
‫م َّم ِد ْبن ِ‬ ‫َي َع ْن ُ َ‬ ‫ب َح َّدثَ َنا يونُس بن بك ٍ‬
‫ُ ُ ْ ُ ُ ْ‬
‫وقال أبو ِعيس‪ :‬حدثَنا أَبو ُكري ٍ‬
‫َ َّ َ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪ُ َ -25‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َت‪:‬‬ ‫الز َب ْ ِي َع ْن أَبيه َع ْن أَ ْس َما َء ب ْنت أَ ِب َب ْك ٍر قَال ْ‬ ‫ي َي ْبن ِ َع َّباد ْبن ِ َع ْبد اهلل ْبن ِ ُّ‬ ‫اق َع ْن َ ْ‬ ‫ِإ ْس َح َ‬
‫اهلل ﷺ و َذكر ِسدرة الْمنتهى ق ََال‪« :‬ي ِسري الراك ِ ِ ِ‬ ‫َ ِ‬
‫الف َنن( ِ ( ِم ْن َها‬ ‫ب ف ظ ّل ِ َ‬ ‫َ ُ َّ ُ‬ ‫َ ََ ْ ََ ُ ََْ‬ ‫ت َر ُسول‬ ‫ِ‬
‫َسم ْع ُ‬
‫ب‪َ ،‬كأَ َّن ثَ َم َر َها ال ِْق َل ُل»‪.‬‬ ‫ب‪ِ ،‬فيها فَراش الذَّ ه ِ‬ ‫ِمائَ َة سن ٍة أَو يست ِظ ُّل بِ ِظ ِلّها ِمائَ ُة راك ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َْ َ‬
‫الش ْع ِبِ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫يس‪َ :‬ح َّدثَ َنا ْاب ُن أَ ِب ُع َم َر َح َّدثَ َنا ُس ْف َي ُ‬
‫ِ‬ ‫‪َ -26‬‬
‫ان َع ْن ُمَالد َعن َّ ّ‬ ‫وقال أبُو ع َ‬
‫َال ْاب ُن‬ ‫اس َك ْع ًبا بِ َع َر َف َة ف ََسأَلَ ُه َع ْن َش ٍء َفك َّ ََب َح َّت َج َاو َب ْت ُه اجلِ َب ُال( ( ‪َ ،‬فق َ‬ ‫ق ََال‪ :‬ل َِقي ْاب ُن َع َّب ٍ‬
‫َ‬

‫حممد ﷺ‪.‬‬ ‫ِ‬


‫أي من ّ‬ ‫( (‬
‫رش َش‪.‬‬ ‫أي َ ِ‬
‫العر ُق و َت َّ‬
‫سال من ُه َ‬ ‫( (‬
‫ِ‬
‫المخلوقات‬ ‫ِ‬
‫جائب‬ ‫المعراج ِ ِمن َع‬ ‫بذلك ما رأى الن ِبي ﷺ ليل َة ِ‬ ‫المرا َد‬ ‫وأكثر الم ِ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ين عىل ّأن ُ‬ ‫فس َ‬ ‫ُ ُِ ّ‬ ‫( (‬
‫اس ّأن ال ّن ِ ّب ﷺ‬‫ذلك ِفتنةً لل ّن ِ‬
‫ُ َ‬ ‫وكون‬ ‫ؤيا»‪،‬‬ ‫ر‬‫ُ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ين‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫«رأيت‬ ‫‪:‬‬ ‫ُ‬
‫تقول‬ ‫ب‬ ‫َ ُ‬ ‫والعر‬ ‫‪،‬‬ ‫الباه ِ‬
‫رات‬ ‫ِ‬ ‫واآليات‬
‫ِ‬
‫ذلك وكذَّ بوه والعيا ُذ باهلل‪.‬‬ ‫بعضهم َ‬ ‫أخب به فأنك ََر ُ‬ ‫كان َ‬
‫مغروسةٌ‪.‬‬ ‫أراض ُمستوي ٌة ُ‬ ‫ٍ‬ ‫أي‬ ‫( (‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت له ش َجر ٌة يف اجل ّنة‪ ،‬و ُك ّل ش َج ِر اجل ّنة‬ ‫حسنة ن َب َت ْ‬ ‫بنية َ‬ ‫لك الكلمات الكرميات ّ‬ ‫أي َمن قال ت َ‬ ‫( (‬
‫ساقُه ِمن ذهب‪ٍ.‬‬
‫أفنان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مع ٌ‬ ‫أي ُغصنها‪ ،‬واجلَ ُ‬ ‫( (‬
‫ص ًدى‪.‬‬ ‫بال َ‬ ‫جاوب ْته ِاجل ُ‬ ‫َ‬ ‫حت‬‫صوتُه ّ‬
‫ِ‬
‫كب َتكبري ًة ُمرتف ًعا با َ‬
‫ِ‬
‫أي َّ‬ ‫( (‬
‫‪44‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اس‪ِ :‬إنا بنو ه ِ‬
‫( (‬
‫وس‬
‫م َّمد َو ُم َ‬ ‫اهلل ق ََس َم ُر ْؤ َي َت ُه َو َك َل َم ُه َب ْ َ‬
‫ي َُ‬ ‫ب‪ :‬إ َّن َ‬ ‫اش ٍم‪َ ،‬فق َ‬
‫َال َك ْع ٌ‬ ‫َع َّب ٍ َّ َ ُ َ‬

‫تعال ال ي ِ‬ ‫ِ‬
‫ذوات‬ ‫َ‬ ‫شب ُه‬ ‫وذات اهلل َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وس ﷺ‪،‬‬ ‫كالمه الذّ ات َّي ُم َ‬ ‫َ‬ ‫وأسم َع‬ ‫َ‬ ‫حمم ًدا ﷺ‬ ‫( ( أي َأرى الل ُه ذا َته ّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعال ال ي ِ‬ ‫ِ‬
‫وليس معىن «ق ََس َم» ّأن صفةً من صفات اهلل َيو ُز‬ ‫كالمهم‪َ .‬‬ ‫ُ‬ ‫شب ُه‬ ‫وكالمه َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫المخلوقات‬
‫عز‬‫تعال ال جيو ُز عليه َّ‬ ‫أبدي ٌة واجب ٌة هلل َ‬ ‫أزلي ٌة ّ‬ ‫تعال كلُّها ّ‬ ‫فصفات اهلل َ‬ ‫ُ‬ ‫التجزؤ‪ ،‬حاشا هلل‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫عليها‬
‫التغي من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث له صفةٌ‪ ،‬إذ ُّ‬ ‫حتد َ‬ ‫وجل ْأن ُ‬ ‫عز ّ‬ ‫فن صف ٌة من صفاته كما أنّه ال جيو ُز عليه ّ‬ ‫وجل ْأن َت َ‬ ‫َّ‬
‫واحلدوث عىل اهلل ُم ٌال‪.‬‬ ‫ِ‬
‫احلدوث‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫أمارات ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عليهما وسل ََّم‬ ‫صل اهلل‬ ‫وموس َّ‬ ‫َ‬ ‫حمم ٌد‬ ‫الد ْنيا إال ثَالثةٌ‪ّ :‬‬ ‫تعال يف ُّ‬ ‫َ‬ ‫سم ْع كال َم اهلل‬ ‫ولَ َي َ‬
‫العبادِ‬ ‫يامة فج ِميع ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وج َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫كذلك َسم َع‪ّ .‬أما يو َم الق‬ ‫َ‬ ‫الم اهلل‪ ،‬وقيل‪ :‬ءا َد ُم‬ ‫ربيل علَيه َس ُ‬
‫سم ُع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شبه كالم ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪ ،‬فالمؤم ُن والكاف ُر ُك ٌّل َي َ‬ ‫أحد من العالَم َ‬ ‫َ َ‬ ‫سم ُعون كال َم اهلل الّذي ال ُي ُ‬ ‫َي َ‬
‫قبولون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ند اهلل َم ُ‬ ‫ون ع َ‬ ‫سم ُعون كال َم اهلل و ُهم َمرض ُّي َ‬ ‫كال َم اهلل ذلك اليو َم‪ ،‬فالّذين َي َ‬
‫المغضوب‬ ‫وص ُف‪ ،‬وأما‬ ‫ِ‬ ‫الفرح ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫والسور ما ال ُي َ‬ ‫ُّ‬ ‫األتقياء َي ُصل هلُم من َ‬ ‫ُ‬ ‫َلديه و ُهم‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫رون بَوف َعظي ٍم وقل ٍَق َمتني ال=‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بأمن ٍ بل َيش ُع َ‬ ‫رون ْ‬ ‫عليهم أي الك ُّف ُار فال َيش ُع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المؤمن‬
‫ُ‬ ‫س‬ ‫في َ ُّ‬‫أعطاه اهلل ّإياها‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫بالن َع ِم اليت‬ ‫عما ف َع َل ّ‬ ‫ؤال َّ‬‫الس َ‬ ‫فه ُم من كال ِم اهلل ُّ‬ ‫وصف‪ ،‬و ُك ٌّل َي َ‬ ‫= ُي َ‬
‫التقي‪ ،‬وال يس الكافر ألنه ال حسن َة له يف اآلخرة‪ِ.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ُ َ ُّ‬ ‫ُّ‬
‫‪45‬‬
‫ِ‬
‫ْت َع َل َعائ َش َة َف ُقل ُ‬
‫ْت‪:‬‬ ‫م َّم ٌد َم َّر َت ِْي( ( ‪ .‬ق ََال َم ْس ُر ٌ‬
‫وق‪ :‬ف ََد َخل ُ‬ ‫وس َم َّر َت ْين( ِ ( َو َر ُآه ُ َ‬
‫َف َكل ََّم ُم َ‬

‫ذات اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫يرون َ‬ ‫ين َ‬ ‫األزلي ب َغري حرف وال صوت كما ّأن المؤمن َ‬ ‫كالمه ٍ َّ‬ ‫موس ﷺ َ‬ ‫أسم َع الل ُه َ‬ ‫( ( أي َ‬
‫وسما ُع كال ِم اهلل َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫واهلل َ‬ ‫ِ‬
‫ألن‬ ‫الذايت جائ ٌز ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعال‬ ‫تعال بال َمكان وال كيف وال جهة‪َ ،‬‬ ‫و ُهم يف اآلخرة ُ‬
‫الم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫قل ال ُ ِ‬ ‫ال َع َ‬
‫الس ُ‬ ‫موس عليه ّ‬ ‫سمع َ‬ ‫صوت‪ ،‬فكان من اجلائز ْأن َي َ‬ ‫برف وال َ‬ ‫ليس َ‬ ‫ماع ما َ‬ ‫يل َس َ‬ ‫ي ُ‬
‫خرى يقال‪َ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫موس ﷺ‬ ‫سيدنا َ‬ ‫اهلل عن ّ‬ ‫أزال ُ‬ ‫فه َم م ِنه ما فَه َم‪ .‬وبعبارة أ ُ َ‬ ‫وي َ‬‫يم َ‬ ‫َكال َم اهلل تعاىل القَد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫موس إىل‬ ‫تعال فعا َد َ‬ ‫سماع كالمه َ‬ ‫َ‬ ‫وس‬ ‫وم َّك َنه من َسماع ِ كال ِم اهلل القَديم‪ ،‬ثُ ّم َح َجب عن ُم َ‬ ‫المان َع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طرأ ُ عىل اهلل ت َغ ُّي يف ذاتِه أو ِصفاتِه‪.‬‬ ‫موس وال َي َ‬
‫ِ‬
‫األول‪ ،‬وهذا الت َغ ُّي هو يف حال َ‬
‫ِ‬
‫حاله ّ‬
‫اهلل ابتدأَ الكال َم َبعد ْأن كان ساك ِ ًتا وال أ ّنه َكل ََّم‬ ‫معن ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭼ ّأن َ‬ ‫وليس َ‬ ‫َ‬
‫ليس‬ ‫فكالمه َ‬ ‫ِ‬ ‫كالمه َ‬
‫تعال َ‬ ‫ُ‬ ‫تعال وسكَت‪ ،‬تعاىل اهلل عن ذلك عل ًُّوا كب ًريا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫موس ثُ ّم انقط ََع‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِب ٍ‬
‫اع‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫انقط‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َّل‬ ‫ل‬ ‫يتخ‬ ‫وال‬ ‫ا‬‫ض‬ ‫تبع‬
‫ُ ّ ً‬ ‫م‬ ‫وال‬ ‫ا‬ ‫ئ‬
‫َُ ّ ً‬ ‫جز‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫وال‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ًََ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫خم‬ ‫وال‬ ‫أ‬ ‫بتد‬ ‫ُ َ‬ ‫م‬ ‫وليس‬ ‫‪،‬‬ ‫ُغة‬ ‫ل‬ ‫وال‬ ‫وت‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫وال‬ ‫رف‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أبدي ٌة وكال ٌم واح ٌد بال َفم وال لسان وال شفاه وال هلاة وال لُغات‪ ،‬وكما‬ ‫أزلي ٌة ّ‬ ‫بل هو ص َف ٌة له ّ‬
‫الوجوه‪ ،‬وقَد‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذات اهلل ال ي ِ‬
‫المخلوقني وال ب َوجه من ُ‬ ‫َ‬ ‫فكالمه ال ُيشب ُه كال َم‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫شب ُه الذَّ وات‬ ‫ُ‬ ‫َّأن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بكر ِ‬
‫الصق ِ ُّل يف كتابه «مسألة‬ ‫اإلمام أبو ٍ ّ‬ ‫ُ‬ ‫لق‬‫شبه كال َم اهلل بكال ِم اخل َ ِ‬ ‫فر َمن َّ‬ ‫اإلمجاع عىل ُك ِ‬ ‫َ‬ ‫َنقَل‬
‫الشارع يف القُرءان»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫حذير من رواية يف بعض ُكتب ال ّتفسري فيها ّأن اهلل َي َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سأل يوم القيامة «ل َمن‬ ‫و ُهنا ينبغي ال ّت ُ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صحيحة وقَد َن ّص‬ ‫غري َ‬ ‫الرواي ُة ُ‬ ‫القهار»‪ ،‬فهذه ّ‬ ‫يب َن ْف َسه «هلل الواحد ّ‬ ‫اليو َم» ثُ ّم هو َي ُ‬ ‫لك َ‬ ‫الم ُ‬ ‫ُ‬
‫يف» اهـ‪ .‬بل‬ ‫ِ‬ ‫األصول‪ :‬هذا الق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضع ٌ‬ ‫َول َ‬ ‫أهل ُ‬ ‫الرازي يف تفسريه فقال‪« :‬قال ُ‬ ‫الفخر ّ‬ ‫عىل َر ّدها َ‬
‫البش‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذلك ّأن اهلل َ‬ ‫ِ‬
‫وصف اهلل بصفات َ‬ ‫ُت ثُ ّم يتكل َُّم فقد َ‬ ‫تعال يتكل َُّم ثُ ّم َيسك ُ‬ ‫فهم من َ‬ ‫َمن َي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومصاد ٌم لل ّنقل‪،‬‬ ‫فر ُمعار ٌض لدين اإلسالم‪ُ ،‬مال ٌف لل َعقل ُ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫السكوت واآلفة وهذا ُك‬ ‫ُّ‬ ‫ِمن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫القيامة ِ‬ ‫ِ‬ ‫والصواب أن م َلكًا ي ِ‬
‫يب «هلل‬ ‫َك هو ُي ُ‬ ‫لك اليوم» ثُ ّم المل ُ‬ ‫الم ُ‬ ‫بأمر اهلل «ل َمن ِ ُ‬ ‫نادي يو َم‬ ‫ّ ُ ّ َ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫عباس ريض اهلل‬ ‫واه أبو نُعي ٍم يف «احللية» بس َنده إىل ابن ّ‬ ‫ُ‬ ‫شه ُد لذلك ما َر‬ ‫وي َ‬ ‫الواحد الق َّهار»‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫المفس ال ّنحوي‬ ‫ّ‬ ‫الواحد الق َّهار»‪ .‬وقال‬ ‫اليو َم؟ هلل‬ ‫ْك َ‬ ‫المل ُ‬‫المنادي‪ :‬ل َمن ُ‬ ‫«فينادي ُ‬ ‫عنهما قال‪ُ :‬‬ ‫ُ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جاب‬ ‫في ُ‬ ‫لك اليو َم؟ ُ‬ ‫الم ُ‬ ‫احلليب يف « ُعمدة احل ُ ّفاظ»‪« :‬وقد ُروي أنّه ُينادي ُمناد‪ :‬ل َمن ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ني‬ ‫السم ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫ت به اآلي ُة الك َِرمي ُة ﭽ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﭼ» اهـ‪.‬‬ ‫َ َّ َ ْ‬ ‫ح‬ ‫ص‬ ‫كما‬ ‫ار‬ ‫َه‬‫ّ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫الواح‬ ‫هلل‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫بأ ّ‬
‫القول من ناحية البالغة وال َّن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ونص هذا َ‬
‫األندليس يف «البحر المحيط»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حو أبو َح ّيان‬ ‫َ َ‬
‫قال ر َء ُاه‬ ‫تعال ب َقلْبه ‪ -‬وال ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫تعال عن قَلب ال ّنب ّي ﷺ المان َع فرأَى الل َه َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أزال الل ُه َ‬ ‫معناه َ‬ ‫( (‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سول ﷺ َر َّبه بِ َقل ِْبه‬ ‫الر ُ‬ ‫الرؤية بقَلبه فرأَى ّ‬
‫ِ‬
‫اهلل لل ّن ِ ّب ﷺ قُو َة ُّ‬ ‫ومعناه ج َع َل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ف َقل ِْبه ‪-‬‬
‫ِ‬
‫ني يف‬ ‫ني‪ ،‬ولو كان يراه أح ٌد بال َع ِ‬
‫َ ُ َ‬
‫الدنيا بال َع ِ‬ ‫تعال ال ُي َرى يف ُّ‬ ‫اهلل َ‬ ‫ألن َ‬ ‫ولَ َي َر ُه بِ َع ْي َن رأسه ّ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ِ :‬‬ ‫ُ‬ ‫حممد ﷺ ولذلك قال‬ ‫ِ‬
‫«إنَّ ُك ْم ل َْن َت َروا‬ ‫لكان رءاه َس ّي ُدنا ّ‬ ‫َ‬ ‫الدنيا‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫موس=‬ ‫لسيدنا َ‬ ‫أيضا من قوله تعاىل ّ‬ ‫فهم ذلك ً‬ ‫ح َّت تَ ُوتُوا» رواه ُمسلم‪ ،‬كما ُي َ‬ ‫َر َّب ُكم َ‬
‫‪46‬‬
‫ٍ‬
‫ْت‪ُ :‬ر َو ْي ًدا( ( ‪،‬‬ ‫ت بِ َشء ق ََّف لَ ُه َش ْع ِري( ( »‪ ،‬قُل ُ‬ ‫َت‪« :‬لَق َْد َت َكل َّْم َ‬ ‫م َّم ٌد َر َّب ُه؟ َفقَال ْ‬‫َه ْل َرأَى ُ َ‬
‫ب‬ ‫َت‪« :‬أَ ْي َن ُيذْ َه ُ‬ ‫ثُ َّم ق ََرأ ُْت ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﭼ [النجم‪ ،]18 :‬قَال ْ‬
‫ِ ُ ِ ِ ِ( (‬
‫يل( ( ‪َ ،‬م ْن أَ ْخ َب َك أَ َّن َُم َّم ًدا َرأَى َر َّب ُه( ( أَ ْو َك َت َم َش ْي ًئا َّما أم َر به‬ ‫ك( ( ؟! ِإنَّ َما ُه َو ِج ْ ِب ُ‬‫بِ َ‬
‫ال‪ :‬ﭽ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﭼ‬ ‫ِ‬
‫أَ ْو َي ْعل َُم اخل َ ْم َس الَّت ق ََال ُ‬
‫اهلل َت َع َ‬
‫( (‬

‫ورتِ ِه( ( ِإ َّل َم َّر َت ِْي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫[لقمان‪َ ]34 :‬فقَد أَع َظم ِ‬
‫الف ْر َي َة( ( ‪َ ،‬ول َِك َّن ُه َرأَى ِج ْ ِب َ‬
‫ص َ‬ ‫يل ل َْم َي َر ُه ف ُ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الم ْن َت َهى َو َم َّر ًة ف ِج َياد( ( ( لَ ُه س ُّتمائَة َج َناح ٍ ق َْد َس َّد ُاأل ُف َق»‪.‬‬ ‫َم َّر ًة ع ْن َد س ْد َرة ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫قال أبو ِعيس‪ :‬حدثنا أَحد بن م ِنيع ٍ حدثنا ِإسم ِ‬
‫يم َح َّدثَ َنا‬‫يل ْب ُن إ ْب َراه َ‬ ‫اع ُ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ -27‬و َ ُ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ان اهلل‬ ‫«س ْب َح َ‬ ‫أيت َر َّبك لَيل َة المعراج ِ فقال‪ُ :‬‬ ‫= ﭽ ﯝ ﯞ ﭼ‪ .‬وقد ُر ِوي أ ّنه قيل له ﷺ‪ :‬هل َر َ‬
‫ِ‬ ‫اهلل‪ ،‬رأَيته بِفؤ ِادي وما رأَيته بِعي ِن» وهذا ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلمام مالك ريض‬ ‫ُ‬ ‫يف لَ َي ُثبت‪ .‬وقال‬ ‫ضع ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُُْ َْ‬ ‫َ ُُْ َُ‬ ‫ان‬ ‫ُس ْب َح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل عنه‪« :‬ال ُي َرى البايق بال َعني الفانية‪ ،‬وإ ّنما ُي َرى بال َعني الباقية يف اآلخرة» اهـ‪ .‬أي ب ُعيون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفانية» أي ب َعني‬ ‫ني ِ‬ ‫اآلبدين‪ .‬وقولُه‪« :‬بال َع ِ‬ ‫أهل ِ اجلنة الّيت ال يلحقُها الفناء ألنم ال يوتون أبد ِ‬
‫ََ‬ ‫َُ‬ ‫َ ُ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ّنة إ ّنه ﷺ رأَى َر َّبه ليل َة المعراج ِ ب َع َين رأسه فهذا‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫أه‬ ‫ِ‬
‫بعض‬ ‫ُ‬
‫قول‬ ‫وأما‬ ‫ية‪.‬‬ ‫احلياةِ ِ‬
‫الفان‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قول ِ‬
‫السلَف الصاحلني ريض‬ ‫فسق ألنه قال به َج ٌع من َّ‬ ‫بدع وال ُي َّ‬ ‫يف‪ ،‬لكن َمن قالَه ال ُي َّ‬ ‫ضع ٌ‬ ‫ٌ َ‬
‫رءاه‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فمن َ‬
‫والقول الراج ُح أ ّنه ُ‬ ‫رجوح‬
‫القول َم ٌ‬ ‫قال بذلك يقال له‪ :‬هذا‬ ‫عنهم وأرضا ُهم‪َ ،‬‬ ‫اهلل ُ‬
‫الغفاري ريض اهلل عنه قال‪« :‬رءاه بِ َقل ِْبهِ‬ ‫يه كما ثبت ذلك عن أيب ذ ٍَر ِ‬ ‫ؤاده أي ب َقل ِْبه ال بِعين ِ‬ ‫بِف ِ‬
‫ََ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫َولَ ْ َي َر ُه ب َع ْينه»‪ ،‬وحنن عىل هذا القَول‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إنكارها علَيه مقال َته‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لذلك الكال ِم‪ ،‬وهو عبار ٌة عن‬ ‫الفزع‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫أي قا َم من َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫أكل َّمكِ‪.‬‬ ‫أي ارفقي وال تعجيل حت ِ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والمعن يف االستدالل هبذا ال َن ّص عىل ما تقولُه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ك لآلية‪،‬‬ ‫فهم َ‬ ‫ك ُ‬ ‫بب َ‬ ‫أين يذ َه ُ‬ ‫أي َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المرا ُد بال َب ِ‬
‫رسول اهلل‬ ‫أبرصه‬ ‫الم ح َني َ‬ ‫الس ُ‬ ‫ربيل عليه ّ‬ ‫ُبرى الّيت رءاها هو ج ُ‬ ‫عض من اآلية الك َ‬ ‫أي ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للمرة الثانية‪.‬‬ ‫األصلية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ﷺ عىل صورته‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أي ب َع َين رأسه يف ُّ‬ ‫( (‬
‫يغه‪.‬‬ ‫وتبل ِ‬ ‫بإظهاره ِ‬ ‫ِ‬ ‫أي ِ ّما أُ ِمر‬ ‫( (‬
‫ونص اآليةُ‪ :‬ﭽ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ‬ ‫ُّ‬ ‫( (‬
‫ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﭼ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فتيه افت ًاء إذا ا ْخ َت َلقَه‪.‬‬ ‫وافتاه َي َ‬ ‫الش َء َي ْف ِريه ف َْر ًيا َ‬ ‫أي الكَذ َب‪ُ ،‬يقال‪ :‬ف ََرى ّ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫حته ِ‬ ‫ناشرا جناحني ِمن ِ‬
‫أجن ِ‬ ‫ِ‬ ‫أي عىل ِ‬
‫الس َتمائة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األصلية ً َ َ‬ ‫ّ‬ ‫هيئته‬ ‫( (‬
‫معروف بأسفل ِ م ّك َة ِمن ِش ِ‬
‫عابا‪.‬‬ ‫موض ٌع‬‫قال له أجياد أيضا‪ِ ،‬‬ ‫وي ُ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ ً‬ ‫( ُ‬ ‫((‬
‫‪47‬‬
‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء العط ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫ول‪ :‬ق ََال َر ُس‬ ‫ت ْاب َن َع َّب ٍ‬
‫اس َي ُق ُ‬ ‫َارد ّي ق ََال‪َ :‬سم ْع ُ‬ ‫وب َع ْن أَ ِب َر َج ُ‬ ‫أَ ُّي ُ‬
‫ت ف ِ ال َّن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«ا َّطلَع ِ‬
‫ت أَ ْك َث َر‬‫ار( ( ف ََرأَ ْي ُ‬ ‫ت أَ ْك َث َر أَ ْهل َها ال ُفق ََرا َء( ( ‪َ ،‬وا َّطل َْع ُ‬‫ت ف اجل َ َّنة( ( ف ََرأَ ْي ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫أَ ْه ِل َها ال ّن َسا َء( ( »‪.‬‬
‫ِ‬

‫سائي‬ ‫ِ‬
‫ومن ُسنَن ال َّن ّ‬
‫يد ْبن ِ‬ ‫بد الرمحنِ‪ :‬أَخبنا عمرو بن ِهشامٍ حدثنا ملَد عن س ِع ِ‬ ‫قال أبو ع ِ‬
‫َ َّ َ َ َ ْ ٌ َ ْ َ‬ ‫ََْ َ َ ْ ُ ْ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫‪َ ُ َ -28‬‬
‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعب ِد الْ َع ِز ِ‬
‫ول اهلل ﷺ ق ََال‪:‬‬ ‫يد ْب ُن أَ ِب َمالك ٍ َح َّدثَ َنا أَ َن ُس ْب ُن َمالك ٍ أَ َّن َر ُس‬ ‫يز َح َّدثَ َنا َي ِز ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت َو َمعي‬ ‫خ ْط ُو َها ع ْن َد ُم ْن َت َهى َط ْرف َها‪َ ،‬ف َرك ْب ُ‬ ‫يت بِ َد َّابة َف ْو َق الْ َم ِر َو ُدونَ ال َْب ْغل ِ َ‬ ‫«أُت ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت؟‬ ‫صل َّْي َ‬ ‫ِ‬
‫ْت َفقَ َال‪ :‬أَ َت ْدري أَيْ َن َ‬ ‫ت َفقَ َال‪ :‬ا ْن ِز ْل َف َص ّل ِ‪ ،‬فَفَ َعل ُ‬ ‫الس َل ُم َف ْ‬
‫س ُ‬ ‫يل َع َل ْيه َّ‬ ‫ِج ْ ِب ُ‬
‫ت‪َ ،‬فقَ َال‪ :‬أَ َت ْد ِري أَيْ َن‬ ‫ج ُر‪ ،‬ثُ َّم ق ََال‪ :‬ا ْن ِز ْل َف َص ّل ِ َف َصل َّْي ُ‬ ‫صلَّي َ ِ ( ( ِ‬
‫ت بط َْي َب َة َوإل َْي َها ال ُْم َها َ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َل ُم‪ ،‬ثُ َّم‬ ‫وس َع َل ْيه َّ‬ ‫ج َّل ُم َ‬ ‫ث َكل ََّم الل ُه َع َّز َو َ‬ ‫ح ْي ُ‬ ‫ت ب ُطور َس ْي َن َاء َ‬ ‫صل َّْي َ‬ ‫ت؟ َ‬ ‫صل َّْي َ‬
‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ت بِ َب ْيت لْم‬ ‫ِ‬
‫َ ٍ( (‬
‫صل َّْي َ‬ ‫ت؟ َ‬ ‫صل َّْي َ‬‫ت‪َ ،‬فقَ َال‪ :‬أَ َت ْدري أَيْ َن َ‬ ‫ْت َف َصل َّْي ُ‬ ‫ق ََال‪ :‬ا ْن ِز ْل َف َص ّل ِ َف َن َزل ُ‬
‫الَ ْق ِدس ِ َف ُج ِم َع ِ َل ْال َ ْن ِب َي ُاء َع َل ْي ِه ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت ْ‬ ‫ْت َب ْي َ‬
‫خل ُ‬ ‫الس َل ُم‪ ،‬ثُ َّم َد َ‬ ‫يسى َع َل ْيه َّ‬ ‫ث ُول َد ع َ‬ ‫ح ْي ُ‬ ‫َ‬

‫أي َدخ ْل ُتها ليل َة ُع ِر َج ِب‪.‬‬ ‫(‬ ‫(‬


‫ِ‬
‫كون فيها‪.‬‬ ‫ص ّ ِو َر ل َمن َي ُ‬ ‫أي ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبي َنها‪.‬‬ ‫المسافة َبيني َ‬ ‫مع بُعد َ‬ ‫بعض ما فيها َ‬ ‫أي ُكش َف يل َعن‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الن َساء َت َص َّدق َْن‪َ ،‬فإ ّن َرأَيْ ُت ُك َّن أَ ْك َث َر أَ ْهل ِ ال َّنار»‪َ ،‬ف ُقل َْن‪:‬‬ ‫قال‪« :‬يَا َم ْع َش ّ‬ ‫ص َّح عنه ﷺ أ ّنه َ‬ ‫وقَد َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوبِ َم ذَل َك يَا َر ُس َ‬
‫احلديث‪.‬‬
‫َ‬ ‫الل؟ ق ََال‪« :‬تُ ْكث ْرنَ الل َّْع َن‪َ ،‬و َت ْكفُ ْرنَ ال َعش َري»‬ ‫ول َّ‬
‫نور ُة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الم َّ‬
‫وهي المدين ُة ُ‬ ‫( (‬
‫وكرسها‪.‬‬ ‫السني ِ‬ ‫وسيناء َبفتح ِ‬ ‫( (‬
‫ّ‬ ‫َْ ُ‬
‫ليس حر ًفا وال صو ًتا وال لغةً ‪،‬‬ ‫ّذي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫أي حيث كان موس ﷺ لَما س ِمع كالم ِ‬
‫الله الذّ اتِ‬ ‫( (‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التحي يف مكان‪ ،‬ال بطُور سينا َء وال بغريها من األماكن‪ ،‬فهو‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تعال فال جيو ُز عليه‬ ‫ّأما الل ُه َ‬
‫ُّ‬
‫لق المكانِ‬ ‫بعد َخ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫لق المخلوقات موجو ًدا ً‬ ‫تعال كان قَبل َخ ِ‬
‫أزل بال َمكان وال َزمان ولَ َي َز ْل َ‬ ‫َ‬
‫مان‪ ،‬ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭼ ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫والزمان والعالَ ِ بأ ِ‬
‫رسه بال َمكان وال جيري عليه َز ٌ‬ ‫ّ‬
‫قدس‪.‬‬ ‫يت الم ِ‬ ‫وهي قري ٌة بالقُرب ِمن ب ِ‬ ‫( (‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪48‬‬
‫(( ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل حت أَ َمتهم( ( ‪ ،‬ثُم ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يها ءا َد ُم‬ ‫الد ْن َيا َفإذَا ف َ‬ ‫الس َمء ُّ‬ ‫صع َد ب إ َل َّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫الس َل ُم َفقَ َّد َمن ج ْب ُ َ َّ ْ ُ ُ ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يسى َو َيْ َي َع َل ْي ِه َم‬ ‫الس َمء ال َّثان َية َفإذَا في َها ْاب َنا الْ َالَة ع َ‬ ‫صع َد ب إ َل َّ‬ ‫الس َل ُم‪ ،‬ثُ َّم ُ‬ ‫َع َل ْيه َّ‬
‫ص ِع َد ِب ِإ َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫الس َلم‪ ،‬ثُم ِ ِ ِ‬
‫الس َل ُم‪ ،‬ثُ َّم ُ‬ ‫ف َع َل ْيه َّ‬ ‫وس ُ‬ ‫الس َمء ال َّثال َثة َفإذَا في َها يُ ُ‬ ‫صع َد ب إ َل َّ‬ ‫َّ ُ َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون َع َليه الس َل ُم‪ ،‬ثُم صع َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السم ِء الرابِعةِ‬
‫الس َمء الْ َام َسة َفإذَا في َها‬ ‫َّ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫َّ ُ‬ ‫ْ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ار‬‫ُ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫يه‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫َا‬
‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫َّ َ َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الس َل ُم‪،‬‬ ‫وس َع َل ْيه َّ‬ ‫الساد َسة َفإذَا في َها ُم َ‬ ‫الس َمء َّ‬ ‫صع َد ب إ َل َّ‬ ‫الس َل ُم‪ ،‬ثُ َّم ُ‬ ‫يس َع َل ْيه َّ‬ ‫إ ْدر ُ‬
‫ص ِع َد ِب َف ْو َق َس ْبع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثم ص ِعد ِب ِإ َل السم ِء السابِعةِ َف ِإذَا فِ ِ ِ‬
‫الس َل ُم‪ ،‬ثُ َّم ُ‬ ‫يم َع َل ْيه َّ‬ ‫يها إ ْب َراه ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َّ َ‬ ‫ُ َّ ُ َ‬
‫ِ‬
‫يل ِل( ( ‪:‬‬ ‫اج ًدا( ( ‪َ ،‬ف ِق َ‬ ‫تس ِ‬
‫ضب ُاب ٌة َفخ ََر ْر ُ َ‬
‫( (‬ ‫(( ِ ِ‬
‫ال ُ ْن َت َهى َف َغش َي ْتن َ‬ ‫َس َم َوات ٍ َفأ َ َت ْي َنا س ْد َر َة ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َل ًة َفق ُْم‬ ‫ني َ‬ ‫ت َع َل ْي َك َو َع َل أ ُ َّمت َك َخْس َ‬ ‫الس َم َوات َو ْال َ ْر َض َف َر ْض ُ‬ ‫ت َّ‬ ‫خ َل ْق ُ‬‫ِإ ِ ّن يَ ْو َم َ‬
‫ٍ‬ ‫ِبا( ( أَنت وأُمتك‪َ ،‬فرجع ِ ِ ِ‬
‫وس‬ ‫ت َع َل ُم َ‬ ‫يم َف َل ْم يَ ْسأَل ِْن َع ْن َشء‪ ،‬ثُ َّم أَ َت ْي ُ‬ ‫ت إ َل إ ْب َراه َ‬ ‫ْ َ َ َّ ُ َ َ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ص َل ًة‪ ،‬ق ََال‪َ :‬ف ِإنَّ َك َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َ‬ ‫خ ْمس َ‬ ‫ْت‪َ :‬‬ ‫اهلل َع َل ْي َك َو َع َل أ ُ َّمت َك( ( ؟ قُل ُ‬ ‫َفقَ َال‪ :‬ك َْم َف َر َض ُ‬
‫خ ِف َ‬ ‫ِ ( (‬ ‫ِ ِ‬ ‫يع أَ ْن َتقُو َم ِ َبا أَ ْن َ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ج ْع ُ‬ ‫يف‪َ ،‬ف َر َ‬ ‫اسأ َ ْل ُه ال َّت ْ‬ ‫ت َو َل أ ُ َّم ُت َك‪َ ،‬ف ْارج ْع إ َل َر ّب َك َف ْ‬ ‫َت ْس َتط ُ‬

‫إماما‪.‬‬ ‫أي َّ ِ‬
‫صل هبم ً‬ ‫( (‬
‫إسماعيل‪ .‬وقد جاء=‬ ‫اسمه‬ ‫ماء األُوىل‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫أي القُربى ِ‬
‫ُ‬ ‫كريم ُ‬ ‫َك ِ ٌ‬ ‫وخاز ُنا مل ٌ‬ ‫الس ُ‬ ‫األرض وهي ّ‬ ‫بالنسبة إىل‬ ‫َْ ّ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يل َع َل‬ ‫الس َمء َم َل ًكا يُقَ ُال َل ُه إ ْس َمع ُ‬
‫ّرباين يف «الكبري» مرفو ًعا‪« :‬إنَّ ف َّ‬ ‫= ِيف حديث عند الط ّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ْف َم َلك»‪ 4 = 70,000 × 70,000( .‬مليار‬ ‫ني أَل َ‬ ‫ْف َم َلك ُك ُّل َم َلك َع َل َس ْبع َ‬ ‫ني أَل َ‬ ‫َس ْبع َ‬
‫وتسعمائة مليون)‪.‬‬
‫سول ﷺ‬ ‫الر َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫فارق ّ‬ ‫جربيل َ‬ ‫روى يف حديث ضعيف ّأن‬ ‫«ي َ‬‫اهلرري رمحه اهلل‪ُ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫اإلمام‬
‫ُ‬ ‫قال شي ُخنا‬ ‫( (‬
‫ص َيف األقال ِم‪ .‬ذ َك ُروا ّأن‬ ‫سم ُع فيه َ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِع ِ‬
‫وصل إىل مكان َي َ‬ ‫حت َ‬ ‫تابع ﷺ ّ‬ ‫نتهى‪ ،‬ثُ ّم َ‬ ‫الم َ‬ ‫ند سدرة ُ‬ ‫َ‬
‫كة ويقرأُ يف اللَّوح ِ المحفوظِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِج َ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫يس ُك ّل ِ المالئ‬ ‫ومع ذلك هو َرئ ُ‬ ‫نتهى‪َ ،‬‬ ‫الم َ‬ ‫تجاو ُز سدر َة ُ‬ ‫ربيل ال َي َ‬
‫ويرى ال َعرش» اهـ‪.‬‬ ‫َ‬
‫أي غط َّْت ِن َسحابةٌ‪.‬‬ ‫( (‬
‫وجل‪.‬‬
‫عز ّ‬ ‫كرا هلل وتواض ًعا له ّ‬ ‫أي ُش ً‬ ‫( (‬
‫ليس حر ًفا وال صو ًتا وال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كالمه الذّ ات َّي الّذي َ‬ ‫َ‬ ‫أسم َع ُه الل ُه‬
‫أوحى الل ُه إىل َنب ّيه ﷺ بذلك‪ ،‬أو َ‬ ‫أي َ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فف ِه َم منه ﷺ َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ني َ‬ ‫لُغةً وال ُيشب ُه كال َم المخلوق َ‬
‫أي ِّأدها‪.‬‬ ‫( (‬
‫الصالة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أي من ّ‬ ‫( (‬
‫بأمر الصالة‪=،‬‬ ‫ِ‬ ‫إليك‬ ‫وحى‬ ‫المكان الّذي ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫أي ِ‬
‫َ‬ ‫حيث كان ُي َ‬ ‫ُ‬ ‫ناجي فيه َر َّبك‬ ‫ُ‬ ‫ارج ْع إىل‬ ‫( (‬
‫‪49‬‬
‫ف َع ِ ّن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِإ َل َر ِب َفخَفَّ َ ِ‬
‫ت َفخَفَّ َ‬ ‫ج ْع ُ‬ ‫جوع ِ َف َر َ‬ ‫الر ُ‬‫وس َفأ َ َم َرن ب ُّ‬ ‫ت ُم َ‬ ‫شا‪ ،‬ثُ َّم أَ َت ْي ُ‬ ‫ف َع ّن َع ْ ً‬
‫( (‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف‬ ‫خف َ‬ ‫اسأ ْل ُه ال َّت ْ‬ ‫ص َل َوات‪ ،‬ق ََال ‪َ :‬ف ْارج ْع إ َل َر ّب َك َف ْ‬ ‫خ ْمس َ‬ ‫ت إ َل َ‬ ‫شا‪ ،‬ثُ َّم ُر َّد ْ‬ ‫َع ْ ً‬
‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬

‫يل ص َل َتي ِ َفم قَاموا ِبِم( ( ‪َ ،‬فرجع ُ ِ‬ ‫َف ِإنه َفرض ع َل ب ِن ِإ ِ‬


‫ج َّل‬ ‫ت إ َل َر ِ ّب َع َّز َو َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫سائ َ َ ْ َ ُ‬ ‫َّ ُ َ َ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ت َع َل ْي َك َو َع َل‬ ‫الس َم َوات َو َال ْر َض َف َر ْض ُ‬ ‫ت َّ‬ ‫خ َل ْق ُ‬‫يف َفقَ َال( ( ‪ِ :‬إ ِ ّن يَ ْو َم َ‬ ‫خ ِف َ‬ ‫َف َسأ َ ْل ُت ُه ال َّت ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْت أَ ََّنا ِم َن اهلل‬ ‫ت َوأ ُ َّم ُت َك‪َ ،‬ف َع َرف ُ‬ ‫ص َل ًة( ( َفخ َْم ٌس ِ َب ْم ِس َني( ( َفق ُْم َ ِبا أَ ْن َ‬ ‫ني َ‬
‫ِ‬
‫أ ُ َّمت َك َخْس َ‬
‫ِ‬ ‫ال ِصى( ( ‪َ ،‬فرجع ُ ِ‬
‫ْت أَ ََّنا‬ ‫الس َل ُم َفقَ َال‪ْ :‬ار ِج ْع‪َ ،‬ف َع َرف ُ‬ ‫وس َع َل ْيه َّ‬ ‫ت إ َل ُم َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َت َبا َركَ َو َت َع َ َّ‬
‫صى ‪ -‬أَ ْي َح ْت ٌم ‪َ -‬ف َل ْم أَ ْر ِج ْع»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫م َن اهلل َّ‬
‫اهيم حدثنا يي بن س ِع ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يد‬ ‫وب ْب ُن إ ْب َر َ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ‬ ‫الر ْحٰنِ‪ :‬أَ ْخ َ َب َنا َي ْع ُق ُ‬ ‫وقال أبُو َعبد َّ‬ ‫‪َ -29‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْع َص َع َة أَ َّن‬ ‫الد ْس ُت َوائ ُّي َح َّدثَ َنا َق َتا َد ُة َع ْن أَ َنس ِ ْبن ِ َمالك َع ْن َمالك ْبن ِ َ‬ ‫َح َّدثَ َنا ه َشا ٌم َّ‬

‫ٍ‬
‫مكان‪.‬‬ ‫وأبدا بال‬
‫أزل ً‬ ‫تعال موجو ٌد ً‬ ‫كان وال يف ُك ّل األماكِن‪ ،‬بل هو َ‬ ‫تعال ال يتحي يف م ٍ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫= والل ُه َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف‪.‬‬ ‫أي إىل المكان الّذي أُناجي فيه َر ّب ألسألَه ال ّتخف َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫خفيف ِعدة مرات‪ٍ.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫عد ْأن َ‬
‫وجل ال ّت َ ّ ّ‬ ‫عز ّ‬ ‫رسول اهلل ﷺ َر َّبه ّ‬ ‫سأل‬ ‫أي َب َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫موس ﷺ‪.‬‬ ‫أي َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصال َتني كان من َب ِن إرسائيل‬ ‫أيضا‪ .‬وال ّتقصري يف أداء ّ‬ ‫صالون ً‬ ‫ُ‬ ‫فيهم‬‫أي أك َثرهم‪ ،‬لك ّنه كان ِ‬
‫ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫رتض عليه وال‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫فال‬ ‫َ‬
‫تعال‬ ‫اهلل‬ ‫ا‬ ‫أم‬ ‫‪،‬‬ ‫اهلل‬ ‫أوجب‬ ‫ما‬ ‫فيتوجه اللّوم عىل من قَص ِمنهم يف ِ‬
‫أداء‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُ ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬
‫باده ما يشاء ِمن صالة ٍ وزكاة ٍ‬ ‫ويفرض عىل ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫شاء‬ ‫عما يف َع ُل‪ ،‬فهو َ‬ ‫ُي ُ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫تعال َيف َع ُل ما َي ُ‬ ‫سأل ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سوا وكانوا َملُوم َ‬
‫ني‬ ‫عصوا فقَد َخ ُ‬ ‫وإن َ‬ ‫الدنيا واآلخرة‪ْ ،‬‬ ‫انتف ُعوا يف ُّ‬ ‫فإن ُهم أطا ُعوا َ‬ ‫وغريمها‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫وأم ُرهم إىل اهلل‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ليس حر ًفا وال صو ًتا وال‬ ‫ّذي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫أي أوحى الله إىل ن ِبيه ﷺ بذلك‪ ،‬أو أسمعه الله كالمه الذّ اتِ‬ ‫( (‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ََُ ُ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ففه َم منه ﷺ َ‬ ‫ني َ‬ ‫كالم المخلوق َ‬ ‫لُغةً وال ُيشب ُه ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مخسا‪.‬‬ ‫فرض علَيهم ّأو ًل مخس ًني صال ًة ثُ ّم خ َّف َفها فج َعلَها ً‬ ‫أي َ‬ ‫( (‬
‫ِ‬
‫ثواب مخس َني‪.‬‬ ‫أي ُيثابُون باخلَ مس ِ َ‬ ‫( (‬
‫«فالن ِص ّ ِر ُّي ال َعز ِم» أي ثابِ ُته‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫تم‪ُ ،‬يقال‪:‬‬ ‫ب َح ٌ‬
‫ِ‬
‫أي واج ٌ‬ ‫( (‬
‫‪50‬‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ح ُد‬ ‫«ب ْي َنا( ( أَ َنا ع ْن َد ال َْب ْيت( ( َب َْي ال َّنائ ِم َوال َْي ْقظَان( ( إ ْذ ق ْي َل( ( ‪ :‬أَ َ‬ ‫ال َّن ِ َّب ﷺ ق ََال‪َ :‬‬
‫ح ْك َم ًة َو ِإ َميا ًنا‪َ ،‬ف َش َّق ِمن ِ‬‫الث َلثَةِ بي الرج َلي( ِ ( ‪َ ،‬فأُتِيت بِطَست ٍ ِمن َذهب ٍ م ْلنَ ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َّ ُ ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْب ب َمء َز ْم َز َم ثُ َّم ُملئ َ ح ْك َم ًة َوإ َميا ًنا( ( » ثُ َّم‬ ‫ال َّن ْح ِر إ َل َم َر ّاق ال َْب ْطن ِ ‪َ ،‬ف َغ َس َل الْقَ ل َ‬
‫( (‬

‫اق احلديث ق َِريبا ِمن ح ِد ِ‬


‫يث ُم ْس ِل ٍم( ( ‪.‬‬ ‫َس َ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬
‫ب ق ََال‪ :‬أَ ْخ َ َب ِن‬ ‫ان بن داود عن ِ ابن ِ وه ٍ‬ ‫ِ‬
‫الرمحٰنِ‪ :‬أَ ْخ َ َب َنا ُسل َْي َم ُ ْ ُ َ ُ َ َ ْ َ ْ‬ ‫قال أبُو َعبد َّ‬ ‫‪َ -30‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫عمرو بن ِ ِ‬
‫ان َح َّدثَ ُه َع ْن أَ َنس ِ ْبن ِ َمالك ٍ أَ َّن‬‫ِ‬
‫الَارث أَ َّن َع ْب َد َر ّبه ْب َن َسعيد َح َّدثَ ُه أَ َّن ال ُْب َن َّ‬ ‫َُْ ْ ُ ْ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بمعن بي َنما‪.‬‬ ‫ب ُدون مي ٍم وهي َ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احل ِطي ِم ‪َ -‬و ُر َّب َما ق ََال‪ِ :‬ف‬ ‫«ب ْي َن َم أَ َنا ِف َ‬ ‫األول َ‬ ‫ند الكعبة‪ ،‬وقد س َبق يف رواية احلديث ّ‬ ‫أي ع َ‬ ‫( (‬
‫موضعه‪.‬‬ ‫احلِج ِر ‪ »-‬ورشحناه يف ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يف ﷺ‪ .‬قال القايض‬ ‫الش‬ ‫ه‬ ‫قلب‬ ‫نام‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫األحوال‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ك‬ ‫ويف‬ ‫»‪،‬‬ ‫م‬ ‫رواية‪« :‬بين َا أَنا ن ِ‬
‫ائ‬
‫ٍ‬
‫يف‬ ‫( (‬
‫َ ُ ُ ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََْ َ َ ٌ‬
‫ذلك حال َة أول ِ وصول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ ُ‬ ‫ياض‪« :‬قَد َي َت ُّج بِه َمن َي َعلُها ُر ؤيا َنومٍ‪ ،‬وال ُح ّج َة فيه إ ْذ قد َيكُون َ‬ ‫ع ٌ‬
‫ِ‬
‫نائما يف الق ّصة ُكلّها» اهـ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وليس يف احلديث ما َي ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دل عىل كونه ً‬ ‫الملَك إليه‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أح ُد المالئكة الكرا ِم الّذين أ َتوا ال َّن ِب ّي ﷺ‪.‬‬ ‫قال َ‬ ‫أي َ‬ ‫( (‬
‫دل عليه رواي ُة البخاري يف احلديثِ‬ ‫الر ُجلَني‪ ،‬كما َي ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫بني ّ‬ ‫المتوسطُ َ‬ ‫ّ‬ ‫حمم ٌد‬
‫رسول اهلل ّ‬ ‫أي هذا‬ ‫( (‬
‫َال‪ :‬أَ ْو َسط ُُه ْم ُه َو َخ ْ ُي ُه ْم»‪.‬‬ ‫َال أَ َّو ُل ُ ْم‪ :‬أَ ُّيُ ْم ُه َو؟ َفق َ‬ ‫ِ‬
‫اخلامس من هذا الكتاب‪َ « :‬فق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لده‪.‬‬ ‫القاف وهو ما سفل ِمن البطن ِ ورق ِمن ِج ِ‬ ‫ِ‬ ‫بتشديد‬ ‫( (‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫األول‪.‬‬ ‫ِ‬
‫معناه يف احلديث ّ‬ ‫ُ‬ ‫س َبق‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فمعناه‬
‫ُ‬ ‫وحى إل َْيه»‬ ‫رو ّي عن أ َنس ٍ هو‪َ « :‬جا َء ُه ث ََالثَ ُة َن َف ٍر ق َْب َل أَ ْن ُي َ‬ ‫خاري بلَفظ َم ِ‬ ‫الب ّ‬ ‫ّأما رواي ُة ُ‬ ‫( (‬
‫َّيلة‪ ،‬ال أنه لَ يكُن أُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحى إليه ﷺ ِف ٍ‬
‫وح َي‬ ‫ّ َ‬ ‫لك الل‬ ‫رسى به يف تِ َ‬ ‫َ‬ ‫سي‬
‫عي أو يف أنّه ُ‬
‫أمر م ٍ‬
‫ُ َّ‬ ‫قَبل أن ُي َ‬
‫حدثني‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والم ّ‬
‫بم ّرة‪ .‬وقَد َتكلَّم يف ذلك عد ٌد من احل ُ ّفاظ ُ‬ ‫قبل عىل اإلطالق إ ْذ هذا ال يص ُّح َ‬ ‫إليه ُ‬
‫«شح ُمسلم»‪« :‬وهو غلَطٌ لَ ُيواف َْق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ووي يف َ‬ ‫ياض يف «اإلكمال» واحلافظ ال ّن ّ‬ ‫فقال القايض ع ٌ‬
‫هرا» اهـ‪ .‬وقال احلافظُ‬ ‫ِ‬
‫عش َش ً‬ ‫عد َمب َعثه خبَمس َة َ‬ ‫كان َب َ‬ ‫أقل ما قيل فيه إ ّنه َ‬ ‫فإن اإلرسا َء ُّ‬ ‫علَيه‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سع ٍ‬ ‫أبو ِ‬
‫عضهم قولَه‪:‬‬ ‫«وأول َب ُ‬ ‫الم ْشكلة»‪َّ :‬‬ ‫الم ْجملة عىل المواضع ُ‬ ‫يهات ُ‬ ‫«الت ِنب ُ‬ ‫الئي يف َّ‬ ‫ُّ‬ ‫يد ال َع‬
‫ركش‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫اإلرساء ِ‬ ‫ِ‬ ‫شأن الصل ِ‬ ‫«قَب َل أَن يوحى ِإلَي ِه» أي يف ِ‬
‫الز ُّ‬ ‫ذلك» اهـ‪ .‬وقال ال َبدر ّ‬ ‫وحنو َ‬
‫ٍ‬
‫َوات أو‬ ‫َّ‬ ‫ْ ْ ُْ َ ْ‬
‫ِ‬
‫الربماوي يف «رشح ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫الشمس‬ ‫بمحفوظة» اهـ‪ .‬وقال ّ‬ ‫الروايةُ‪ ،‬وقيل‪ْ :‬لي َست َ‬ ‫«قد أُنك َرت هذه ّ‬
‫وحى ِإل َْي ِه» وهو غلَطٌ مل‬ ‫البخاري»‪« :‬يف ح ِديث َ ِ ٍ‬
‫شيك أوها ٌم أنك َُروها عليه‪ ،‬منها‪« :‬ق َْب َل أَ ْن ُي َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أيضا»‬ ‫ليس باحلافظ‪ ،‬وهو ُمنفر ٌد به عن أ َنس‪ ،‬وسائ ُر احل ُ ّفاظ لَ َي ْر ُووه ً‬ ‫يك َ‬ ‫وش ٌ‬ ‫ُيوافَق عليه‪َ ،‬‬
‫اهـ‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫ول الل َِّه ﷺ فَذَ َه َبا بِ ِه ِإ َل َز ْم َز َم( ( ‪،‬‬ ‫َي أَ َت َيا َر ُس َ‬‫ت بِم َّكةَ‪ ،‬وأَ َّن «م َلك ِ‬ ‫ض‬ ‫ات ُف ِ‬
‫ر‬ ‫الصلَو ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬ف َغ َّس َل ُه بِ َماء َز ْم َز َم‪ ،‬ثُ َّم َك َب َسا‬
‫( (‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فَش َّقا ب ْطنه وأَخرجا حشوه( ( ف طَست من َذه ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َُ َ َْ َ َْ ُ‬
‫َج ْو َف ُه ِح ْك َمةً َو ِعل ًْما»‪.‬‬
‫ومن مو َّطإ مالِ ٍ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫يد أَنَّ ُه ق ََال‪ :‬أ ُ ِ‬ ‫اهلل‪ :‬حدث ِن عن مالِك ٍ عن يي بن ِ س ِع ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪َ -31‬‬
‫س َي‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫قال أبُو َعبد‬
‫الن ِ ي ْطلُب ُه بِ ُشعل ٍَة ِمن َن ٍ‬ ‫ِ (( ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ار( ( ‪ُ ،‬كل ََّما الْ َت َف َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ب َر ُسول اهلل ﷺ ف ََرأَى ع ْف ِري ًتا م َن ْ ّ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َال لَ ُه ِج ْ ِب ُ‬ ‫ول ِ‬
‫ت‬ ‫ك َكل َمات َت ُقو ُل ُ َّن ِإذَا قُ ْل َت ُه َّن طَف َئ ْ‬ ‫يل‪« :‬أَف ََل أ ُ َعل ُّم َ‬ ‫الله ﷺ َر ُآه‪َ ،‬فق َ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫ِ ِ ِ( (‬
‫يل َف ُق ْل‪« :‬أَ ُعو ُذ بِ َو ْج ِه‬ ‫َال ِج ْ ِب ُ‬
‫«ب َل»‪َ ،‬فق َ‬
‫ول الله ﷺ‪َ :‬‬
‫َال رس ُ ِ‬
‫ُش ْع َل ُت ُه َو َخ َّر لفيه ؟»‪َ ،‬فق َ َ ُ‬

‫ئرها بم ّكةَ‪.‬‬ ‫أي ناحي َة بِ ِ‬ ‫(‬ ‫(‬


‫أي َق ْل َب ُه‪.‬‬ ‫(‬ ‫(‬
‫أي َم َل‪.‬‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التمرد‪.‬‬
‫أي شيطا ًنا خبي ًثا ُمبال ًغا يف ِ ُّ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ت فيه‪.‬‬ ‫أي ي َت َّتب ُعه ِبا‪ُّ ،‬‬
‫والشعل ُة ما ُّاتذَ ت فيه ال ّن ُار والْ َت َه َب ْ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫َط عىل ف َِم ِه‪.‬‬ ‫أي سق َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫‪52‬‬
‫َاج ٌر( ( ‪ِ ،‬م ْن‬
‫او ُزهن بر و َل ف ِ‬ ‫ات( ( َّ ِ‬ ‫الل َِّه( ( الْك َِري ِم( ( ‪ ،‬وبِك َِلم ِ‬
‫ات الل َِّه( ( التام ِ‬
‫اللت َل ُي َج ِ ُ َّ َ ٌّ َ‬ ‫َّ َّ‬ ‫َ َ‬

‫ِ‬ ‫يف إىل اهلل ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫المعروف‬
‫ُ‬ ‫ضو‬ ‫بذلك ال ُع ُ‬ ‫َ‬ ‫«وج ُه اهلل» ال ُيرا ُد‬ ‫يل َ‬ ‫فق َ‬ ‫الوج َه إذا أ ُ ِض َ‬ ‫فإن َ‬ ‫أي بذات اهلل‪ّ ،‬‬ ‫( (‬
‫شاهبة المخلوقات‪ ،‬فاهلل ليس ِجسما وال ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شب ُه األجسا َم‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫اهلل عن ُم‬ ‫وتنزه ُ‬ ‫من اإلنسان‪ ،‬حاشا هلل َّ‬
‫«و ْج ُه اهلل» فقَد ُيراد‬ ‫المخلوقات‪ ،‬ﭽﭡ ﭢ ﭣﭼ‪ .‬فإذا ِق َ‬ ‫ِ‬ ‫شب ُه شي ًئا ِمن‬ ‫كما أنه ال ي ِ‬
‫يل‪َ :‬‬ ‫ّ ُ‬
‫اهلل موجو ٌد ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أزل‬ ‫تعال‪:‬ﭽﮄ ﮅ ﮆ ﭼ أي ُ‬ ‫ذلك قولُه َ‬ ‫ذات اهلل الّذي ال ُيشب ُه الذّ وات ومن َ‬ ‫به ُ‬
‫ذلك قول ُه تعاىل‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫ِ‬ ‫فن‪ ،‬وقَد يراد بالوجه ثَواب اهلل ِ‬
‫ضاه ومن َ‬ ‫ُ‬ ‫ور‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وأبدا ال َي َ‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وضعها‬ ‫ﮍ ﮎ ﮏ ﭼ‪ ،‬وقَد ُيراد به القبل ُة ومنه قولُه‪ :‬ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ أي قبل ُة اهلل أي الّيت َ‬
‫التوجه إىل اجلِهة الّيت َيذ َه ُبون إليها‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫الس َفر‬ ‫َّ‬ ‫صالة ِ ال َّن ْفل ِ يف‬ ‫اهلل لَكُم‪ ،‬فقد ُر ّخص للعباد يف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫اهلل يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضو‪،‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫أي‬ ‫ة‬ ‫ُ‬ ‫اجلارح‬ ‫هذا‬ ‫ثل‬ ‫م‬ ‫إىل‬ ‫يف‬ ‫َ‬ ‫أض‬ ‫إذا‬ ‫جه‬ ‫بالو‬
‫ُ ُ َ‬ ‫د‬ ‫را‬ ‫ي‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫الداب‬
‫ّ‬ ‫ب‬ ‫لراك‬ ‫وهذا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل عن‬ ‫تنز َه ُ‬ ‫الفناء‪َّ ،‬‬ ‫عضو لَ َا َز علَيه َ‬ ‫ٌ‬ ‫كان له‬ ‫كم َمن َيعتق ُد اجلارح َة هلل ال ّتكف ُري‪ ،‬ألنّه لو َ‬ ‫بل ُح ُ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫َ‬
‫َ ِ‬ ‫ِ‬
‫والسلْطان‪.‬‬ ‫يعين الل َه الم ّتص َف ب َعظمة الق َْدر ُّ‬ ‫( (‬
‫األبدية‪،‬‬ ‫األزلية‬ ‫الذاتية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ويرا ُد به ص َف ُت ُه‬ ‫وكالم اهلل َ‬ ‫أحتص ُن بكَال ِم اهلل َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعال ُيطل َُق ُ‬ ‫ُ‬ ‫تعال‪،‬‬ ‫أي َّ‬ ‫( (‬
‫اتية فهو ليس‬ ‫القرءان الّذي هو عبار ٌة عن كال ِم اهلل الذّ ايت‪ .‬فإذا أُريد به ِ‬
‫الصف ُة الذّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫كما ُيراد به‬
‫ِ‬
‫جييء بلَفظ اجلمع ِ لل ّتعظيم «كلمات‬ ‫ِ‬
‫حر ًفا وال صو ًتا وال لغةً وال ُيشب ُه كالم المخلوقات‪ ،‬وقد ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تبعض‪ ،‬بل‬ ‫تعدد وال َي َّ‬ ‫األزيل واح ٌد ال َي َّ‬
‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫فكالم اهلل‬ ‫ُ‬ ‫تعد ِد كال ِم اهلل‪،‬‬ ‫للداللة عىل ُّ‬ ‫اهلل» وليس هو ّ‬
‫المنزل ُة الّيت‬ ‫ّ‬ ‫ُرءان أي األلفاظُ‬ ‫وأما الق ُ‬ ‫وجل‪ :‬ﭽ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﭼ‪ّ .‬‬ ‫عز ّ‬ ‫هو مج ٌع لل ّتعظيم‪ ،‬قال ّ‬
‫وكلمات ُم َدث ٌة خملوق ٌة لَ ا بداي ٌة وهنايةٌ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫حروف‬
‫ٌ‬ ‫هي عبار ٌة عن كال ِم اهلل فهي‬
‫وإن‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إن أُريد بكال ِم اهلل ِصف َت ُه‬
‫نقص فيها‪ْ ،‬‬ ‫ألن صفات الله كامل ٌة ال َ‬ ‫معناه الكام ُل ّ‬ ‫ُ‬ ‫فالتام‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫( (‬
‫نقص‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أُريد بكالم اهلل األلفاظُ‬ ‫ِ‬
‫خلها ٌ‬ ‫امات معناه أنّه ال يد ُ‬ ‫المنزل ُة كالقرءان ووص ُفها بال ّت ّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫ات هنا ال ّنافعةُ‪ّ .‬أما ما جاء يف قوله َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تعال‪ :‬ﭽ‬ ‫ام ُ‬ ‫ت هي من تأليف خملوق‪ ،‬وقيل‪ :‬ال ّت ّ‬ ‫فليس ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات الّذي هو‬ ‫معناه ّأن كال َم اهلل الذّ َّ‬ ‫ُ‬ ‫فليس‬ ‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭼ َ‬
‫أزل وق ََّدر ْأن‬ ‫وقض ً‬ ‫ِصفته كان ِ‬
‫اهلل أخ َرب َنا بأ ّنه َحكَم َ‬ ‫معناه ّأن َ‬ ‫ُ‬ ‫ناق ًصا ثُ ّم َت َّم‪ ،‬حاشاه‪ ،‬بل‬ ‫َُ‬
‫َض وال َيتخل ُّف ُمرا ُده‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تام أي ال ُينق ُ‬ ‫وحكم ُه ٌّ‬ ‫يكون أك َث ُر ال ّناس يف اآلخرة يف جه َّنم‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫قض الل ُه ل َُهما‪،‬‬ ‫ِ‬
‫تجاو ُز حالُما ما َ‬ ‫معناه ّأن ال َّ َب والفاج َر ال َي َ‬ ‫ُ‬ ‫بعضهم‪:‬‬ ‫تفسريات‪ :‬فقال ُ‬ ‫ٌ‬ ‫فيه لل ُعلماء‬ ‫( (‬
‫ب‬‫الفاجر أي العايص والكافر فل ُك ّل ٍ عذابه عىل حس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأما‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اجلزيل‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫واب‬ ‫ّائع فله ال ّث ُ‬ ‫الب أي الط ُ‬ ‫فأما َ ُّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أح ٌد يف ال ّتما ِم عىل كلمات القرءان أي‬ ‫ٌ َ ُ َ‬ ‫يد‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫»‬ ‫ر‬ ‫َاج‬ ‫ف‬ ‫ول‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ب‬
‫ُ َ ُ ُ َّ َ ٌّ‬‫ن‬ ‫ه‬ ‫ز‬ ‫او‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫«ل‬ ‫معن‬ ‫َ‬ ‫هم‪:‬‬ ‫بعض‬
‫ُ‬ ‫وقال‬ ‫ه‪.‬‬ ‫حال‬
‫تعال‪:‬‬ ‫يب‪ ،‬قال اهلل َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خلُه َع ٌ‬ ‫عرب وال َيد ُ‬ ‫القرءان أبل َُغ كالم ّ‬ ‫َ‬ ‫فإن‬ ‫المنزل وال َيستدر ُك علَيها‪ّ ،‬‬ ‫اللَّفظ َّ‬
‫أيضا‪:‬ﭽ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﭼ‬ ‫ﭽﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ‪ ،‬وقال ً‬
‫‪53‬‬
‫الس َم ِاء( ( ‪َ ،‬و َِّش َما َي ْع ُر ُج ِف َيها( ( ‪َ ،‬و َِّش َما ذ ََرأَ ِف َْال ْر ِ‬
‫ض( ( ‪َ ،‬و َِّش َما‬ ‫ِ ِ‬
‫ش َما َي ْنز ُل م َن َّ‬ ‫ِ‬
‫َ ّ‬
‫ار( ( ‪ِ ،‬إ َّل ط ِ‬
‫َار ًقا‬ ‫ي ْخرج ِم ْن َها( ( ‪ ،‬و ِمن ِف َتن ِ اللَّيل ِ وال َّن َه ِ‬
‫ار( ( ‪ ،‬و ِمن طَو ِارق ِ اللَّيل ِ وال َّن َه ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫َيط ُْر ُق ب ْ ٍَي( ( َيا َر ْح َم ُن»‪.‬‬

‫أمحد‬ ‫ِ‬
‫ومن ُمس َند َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫م َّم ٍد ‪ -‬ق ََال َع ْب ُد اهلل ْب ُن أَ ْح َ َد‪َ :‬و َس ِم ْع ُت ُه‬ ‫ان ْب ُن ُ َ‬
‫قال أبُو َعبد اهلل‪َ :‬ح َّدثَ َنا ُع ْث َم ُ‬‫‪َ -32‬‬
‫ِ‬ ‫أَنا ِمنه ‪ -‬حدثَنا ج ِرير عن قَابوس عن أَبِ ِ‬
‫س َي بِ َن ِ ّبِ اهلل‬ ‫يه َعن ِ ْابن ِ َع َّب ٍ‬
‫اس ق ََال‪ :‬ل َْي َل َة أ ُ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ُ َ َّ َ َ ٌ َ ْ ُ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل َما َه َذا؟»‪ ،‬ق ََال‪َ :‬هذَ ا‬ ‫ال َ َّنةَ‪ ،‬ف ََس ِم َع م ْن َجان ِب َها َو ْج ًسا( ( ‪ ،‬ق ََال‪« :‬يَا ِج ِْب ُ‬
‫ﷺ َد َخ َل ْ‬
‫ت‬ ‫اس‪« :‬ق َْد أَ ْف َل َح بِ َل ٌل( ( ( ‪َ ،‬رأَيْ ُ‬ ‫الله ﷺ ِح َني َجا َء ِإ َل ال َّن ِ‬ ‫َال ن ِبي ِ‬
‫َ‬ ‫الل ال ُْم َؤ ِذ ُّن( ( »‪َ ،‬فق َ‬
‫بِ ٌ‬
‫ُّ‬
‫ب بِ ِه َوق ََال‪َ :‬م ْر َح ًبا بِال َّن ِب ّي ِ ال ُ ِ ّم ّي ِ‪،‬‬ ‫وس ﷺ ف ََر َّح َ‬
‫ِ‬
‫َل ُه ك ََذا َوك ََذا »‪ .‬ق ََال ‪َ :‬فلَق َي ُه ُم َ‬
‫(((‬ ‫(((‬

‫ضاء الّذي‬ ‫العذاب كالص ِ‬ ‫ِ‬ ‫أي ِمن‬


‫الف ُ‬ ‫خل فيه َ‬ ‫اهلرري رمحه الل ُه‪« :‬هذا َيد ُ‬ ‫ُّ‬ ‫واعق‪ .‬وقال شي ُخنا‬ ‫ّ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫أستعيذُ ِمن َ ِ‬ ‫ماوات‪ ،‬أي ِ‬ ‫ِ‬
‫ؤم ُر به‬
‫ويو ُز ْأن َيكُون المرا ُد ما تُ َ‬ ‫الفضاء‪َ ،‬‬ ‫ش اجل ِ ّن ِ الّذين يف َ‬ ‫ّ‬ ‫الس‬ ‫ون ّ‬ ‫ُد َ‬
‫ِ‬
‫عض المخلُوقني» اهـ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المالئك ُة من إيقاع ِ اهلالك بِ َب ِ‬ ‫ِ‬
‫الش الّيت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اهلرري رمحه الل ُه‪« :‬أي ما َيص َع ُد به المالئك ُة من ُسوء أي من أعمال َّ‬ ‫ُّ‬ ‫قال شي ُخنا‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شا باعتبار ّأن‬ ‫لماء‪َ :‬س ّماها َ ًّ‬ ‫بعض ال ُع‬ ‫السماء» اهـ‪ .‬وقال ُ‬ ‫ونا إىل سج ّل ٍ تُ َس ُّجل فيه يف ّ‬ ‫َير َف ُع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫بال عىل العاص ُمرتكبها‪.‬‬ ‫ب َ‬ ‫وألنا َتل ُ‬ ‫ش ب َن ْفسها ّ‬ ‫الس ّيئ َة َ ٌّ‬ ‫األعمال ّ‬
‫ِ‬
‫األرض‪.‬‬ ‫أي ما َخلَق عىل ظ ِ‬
‫َهر‬ ‫( (‬
‫يات‪.‬‬ ‫ون ِوها ِمن المؤ ِذ ِ‬ ‫اهلوا ّ ِم َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫أي ّما يف َبطنها من َ‬ ‫( (‬
‫عة ِفيهما‪ ،‬أو أن يراد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫تم ُل ْأن يراد بِه الّيت تُ ِصيب يف اللّيل ِ وال ّن ِ‬ ‫َي ِ‬
‫الف َت ُن الّيت‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫بمعن الواق‬
‫هار َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫( (‬
‫هار‪.‬‬ ‫ستعني أهلُها علَيها باللّيل ِ في ِ ُ ِ‬ ‫ي ِ‬
‫توصلُون فيه إلَيها وكذلك ال ّن ُ‬ ‫وي َّ‬ ‫ستتون به َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ون ًارا‪.‬‬ ‫أي حوادثه الّيت تأيت ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ليل َ‬ ‫( (‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أستجري بالله من ُك ّل ءات يف اللّيل ِ‬‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ومعناه‬
‫ُ‬ ‫هار م َعه َت َب ًعا‪،‬‬ ‫اإلتيان باللّيلِ‪ ،‬وقَد ُيذ َكر ال ّن ُ‬ ‫ُ‬ ‫الط َّْر ُق‬ ‫( (‬
‫ِ‬
‫ّإل ءات ًيا فيه ب ٍَري‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أي صو ًتا َخ ِف ًّيا‪.‬‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬
‫يكون ِمن أهل ِ اجل ّنة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أي‬ ‫(‬ ‫(‬
‫الدرج َة العالي َة يف اجل ّنة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما ب َنيله ّ‬ ‫( أي فا َز فو ًزا عظ ً‬ ‫(‬ ‫(‬
‫يكون ِلبالل يف اجل ّنة ريض اهلل عنه‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫( أي ِ ّما‬ ‫(‬ ‫(‬
‫عنهما‪.‬‬ ‫اس ريض اهلل ُ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ابن ّ‬ ‫( أي ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫‪54‬‬
‫َال‪َ « :‬م ْن َه َذا يَا‬ ‫يل َس ْبطٌ َش َع ُر ُه( ( َم َع أُ ُذ َن ْي ِه أَ ْو ف َْوق َُه َما‪َ ،‬فق َ‬ ‫َال‪َ :‬و ُه َو َر ُج ٌل ءا َد ُم ط َِو ٌ‬ ‫َفق َ‬
‫ب بِ ِه َوق ََال‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يس ف ََر َّح َ‬ ‫الم‪ .‬ق ََال‪ :‬ف ََم َض َفلَق َي ُه ع َ‬ ‫الس ُ‬ ‫وس َعل َْيه َّ‬ ‫يل؟»‪ ،‬ق ََال‪َ :‬هذَ ا ُم َ‬ ‫ِج ْ ِب ُ‬
‫يب‬ ‫يل؟»‪ ،‬ق ََال‪َ :‬هذَ ا ِعيس‪ .‬ق ََال‪ :‬ف ََم َض َفل َِق َي ُه َشي ٌخ َج ِل ٌ ( ( ِ‬ ‫« َم ْن َه َذا يَا ِج ْ ِب ُ‬
‫يل َمه ٌ‬
‫( (‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل؟»‪ ،‬ق ََال‪:‬‬ ‫ب بِه َو َسل ََّم َعل َْيه‪َ ،‬و ُكل ُُّه ْم( ( ُي َسل ُّم َعل َْيه‪ ،‬ق ََال‪َ « :‬م ْن َه َذا يَا ِج ِْب ُ‬ ‫ف ََر َّح َ‬
‫ِ‬ ‫اهيم‪ ،‬ق ََال‪َ :‬ف َن َظر ِف ال َّن ِ‬ ‫(( ِ ِ‬
‫ال َي َف( ( ‪ ،‬ق ََال‪:‬‬ ‫ُون ْ‬ ‫ار( ( ف َِإذَا ق َْو ٌم َيأْ ُكل َ‬ ‫َ‬ ‫َهذَ ا أَبُو َك إ ْب َر ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اس( ( ‪َ .‬و َرأَى َر ُج ًل‬ ‫ُون ُلُو َم ال َّن ِ‬ ‫ين َيأْ ُكل َ‬ ‫يل؟»‪ ،‬ق ََال‪َ :‬ه ُؤ َلء الَّذ َ‬ ‫« َم ْن َه ُؤ َلء يَا ِج ْ ِب ُ‬
‫ِ‬
‫يل؟»‪ ،‬ق ََال‪َ :‬هذَ ا‬ ‫أَ ْح َ َر أَ ْز َر َق( ( َج ْع ًدا( ( ( َشع ًثا( ( ( ِإذَا َرأَ ْي َت ُه‪ ،‬ق ََال‪َ « :‬م ْن َه َذا يَا ِج ِْب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ف َِإذَا‬‫َعاق ُر ال َّناقَة( ( ( ‪ .‬ق ََال‪َ :‬فل ََّما َد َخ َل ال َّن ُِّب ﷺ ال َْم ْس ِج َد َْال ْق َص قَا َم ُي َص ِ ّل‪ ،‬ثُ َّم الْ َت َف َ‬
‫ي أَح ُد ُها َعن ِ الْي ِم ِ‬
‫ني َو ْال َخ ُر‬ ‫ِ‬ ‫ُّون مع ُه‪َ ،‬فلَما انص َ ِ ِ‬ ‫ون أَ ْج َ ُع َ‬‫ال َّن ِب ُّي َ‬
‫َ‬ ‫ف جي َء بق ََد َح ْ َ َ‬ ‫َّ ْ َ َ‬ ‫ون ُي َصل َ َ َ‬
‫َال( ( ( ال َِّذي‬ ‫َش َب ِم ْن ُه َفق َ‬ ‫الش َمالِ‪ِ ،‬ف أَ َح ِد ِهَا لَ َب ٌن َو ِف ْال َخ ِر َع َس ٌل‪َ ،‬فأَ َخذَ ال َّل َب َن ف َ ِ‬ ‫عن ِ ِ‬
‫َ ّ‬
‫ِ‬
‫ت الْفط َْر َة‪.‬‬ ‫ان َم َع ُه الْق ََد ُح‪ :‬أَ َ‬
‫ص ْب َ‬ ‫َك َ‬

‫ِ ِ‬
‫الرواية هناك ّأن ش َع َر موىس ﷺ كان َج ْع ًدا وش َع َر‬ ‫ذلك يف احلديث ال ّثالث ّإل ّأن ّ‬ ‫رشح َ‬ ‫( س َب َق ُ‬ ‫(‬
‫عيىس ﷺ كان َس ْبطًا‪.‬‬
‫يم الق َْدر‪.‬‬ ‫( أي ِ‬
‫عظ‬ ‫(‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫الصورة ذُو َمهابة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يح ُّ‬ ‫( أي َمل ُ‬ ‫(‬
‫َيهم وسلَّم ِ‬
‫أمجع َني‪.‬‬ ‫األنبياء ال ِّذين ل َِق َي ُهم َّ‬
‫صل الل ُه عل ِ‬ ‫ُ‬ ‫( أي‬ ‫(‬
‫إبراهيم ﷺ‪.‬‬ ‫رجع إىل‬ ‫فإن نسب الن ِب حممد ﷺ ي ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أحد أجدادك‪ّ ّ ّ َ َ ّ ،‬‬ ‫( أي ُ‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حيث ج َع َل الل ُه َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫المسافة‪.‬‬ ‫مع بُعد َ‬ ‫تعال لنب ّيه ﷺ الق ُّو َة عىل رؤيتها َ‬ ‫ُ‬ ‫َّلع فيها من َمكان عال‬ ‫( اط َ‬ ‫(‬
‫( أي جثث ميتات‪ٍ.‬‬ ‫(‬
‫َُ َ َْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ذلك يف احلديث (‪ )19‬مع تفصيل ٍ يف ُحكم الغيبة‪.‬‬ ‫رشح َ‬ ‫( س َب َق ُ‬ ‫(‬
‫بشته‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لون َ‬ ‫( هو ُ‬ ‫(‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫الصفة القبيحة‪.‬‬ ‫الش َعر عىل ّ‬ ‫جعد َّ‬ ‫( ( أي َ‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫( ( أي من َظ ُره قَب ٌ‬
‫يح ل ُن ْتنه‪.‬‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫الكفرةِ ِمن قو ِم صالح ٍ ﷺ ْأن َيق ُتلوا ال ّناق َة الّيت‬ ‫بعض َ‬ ‫أمر َ‬‫بن سالف الكاف ُر الّذي َ‬ ‫دار ُ‬ ‫( ( هو قُ ُ‬ ‫(‬
‫ف قَتلَها بالسيف‪ِ.‬‬ ‫فباش قُدار بن سال ِ ٍ‬ ‫تعال عن أن يسوها بسوء‪ٍ،‬‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل َ ْ ْ َ ُّ‬ ‫هنا ُهم ُ‬
‫الكريم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َك‬ ‫المل ُ‬ ‫( ( أي َ‬ ‫(‬
‫‪55‬‬
‫ومن مستدرك احلاكمِ‬
‫ِ‬
‫ُ َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يم ْب ُن الْ َ ْي َث ِم‬ ‫قال أبُو َعبد اهلل‪ :‬أَ ْخ َ َبن ُم ْك َر ُم ْب ُن أَ ْح َ َد الْقَاض َح َّدثَ َنا إ ْب َراه ُ‬ ‫‪َ -33‬‬
‫الز ْه ِر ّي ِ َع ْن ُع ْر َو َة‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ري الصنع ِ‬ ‫مم ُد بن َك ِث ٍ‬ ‫البل ِ‬
‫ان َح َّدثَ َنا َم ْع َم ُر ْب ُن َراشد َعن ِ ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ث‬‫د‬ ‫َّ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ُّ‬ ‫َد‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن عائ َش َة ر ِض اهلل عن َها قَالَت‪« :‬لَما أُ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َب َح‬ ‫س َي بال َّن ِ ّبِ ﷺ إ َل ال َْم ْسجد ْال َ ْق َص أَ ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ َْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ِإ َل أَ ِب‬ ‫وه َو َس َعوا بِذَ ل َ‬ ‫ص َّدقُ ُ‬ ‫آم ُنوا به َو َ‬
‫ِ‬
‫ان َ‬ ‫اس م َّ ْن َك َ‬ ‫ك‪ ،‬ف َْار َت َّد َن ٌ‬ ‫اس بِذَ ل َ‬ ‫ث ال َّن ُ‬ ‫َي َت َح َّد ُ‬
‫سي بِ ِه اللَّي َل َة ِإ َل بي ِ‬ ‫صاح ِب َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫ت‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ك َي ْز ُع ُم أَنَّ ُه أُ ْ ِ َ‬ ‫اهلل َع ْن ُه َفقَالُوا‪َ :‬ه ْل ل ََك إ َل َ‬ ‫ض ُ‬ ‫َب ْكر َر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َْم ْق ِد ِ‬
‫ص َد َق‪،‬‬ ‫ك لَق َْد َ‬ ‫ان ق ََال ذَل َ‬ ‫ك؟»‪ ،‬قَالُوا‪َ :‬ن َع ْم‪ ،‬ق ََال‪ :‬لَئ ْن َك َ‬ ‫س؟ ق ََال‪« :‬أَ َو ق ََال ذَل َ‬
‫س َو َجا َء ق َْب َل أَ ْن ُي ْص ِب َح؟! ق ََال‪َ « :‬ن َع ْم‪،‬‬ ‫ت ال َْم ْق ِد ِ‬ ‫قَالُوا‪ :‬أَو تص ِدقُه أَنه َذهب اللَّي َل َة ِإ َل بي ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ُ َ ّ ُ َّ ُ َ َ ْ‬
‫ٍ( ( ِذَ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ ِن َل َ ِ ِ‬
‫ك‬ ‫الس َماء ف َغ ْد َوة أَ ْو َر ْو َحة » فَل ل َ‬ ‫ص ّدقُ ُه ب ََب َّ‬ ‫ك‪ ،‬أ ُ َ‬ ‫يما ُه َو أَ ْب َع ُد م ْن ذَل َ‬ ‫ص ّدقُ ُه ف َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يق‪.‬‬ ‫الص ّد َ‬ ‫ُس َم َّي أَبُو َب ْك ٍر ّ‬
‫ِ ِ‬
‫م َّم ُد ْب ُن ِع ْم َر َان‬ ‫وس َف الْ َع ْد ُل َح َّدثَ َنا ُ َ‬ ‫م َّم ُد ْب ُن ُي ُ‬
‫ِ‬
‫وقال أبُو َعبد اهلل‪ :‬أَ ْخ َ َبن ُ َ‬ ‫‪َ -34‬‬
‫ي َح َّدثَ َنا ال َْف ْض ُل ْب ُن َغ ِان ٍم َح َّدثَ َنا َسل ََم ُة ْب ُن ال َْف ْضل ِ َح َّدثَ ِن‬ ‫ال َّنس ِوي َح َّدثَ َنا أَ ْح َ ُد بن ُز َه ٍ‬
‫ْ ُ ْ‬ ‫َ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ُ ْدر ّي ق ََال‪:‬‬ ‫ون َع ْن أَب َسعيد ْ‬ ‫اق َع ْن َر ْوح ِ ْبن الْقَاس ِم َع ْن أَب َه ُار َ‬ ‫م َّم ُد ْب ُن إ ْس َح َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َماء ال َّثال َثة ق ََال‪:‬‬ ‫وس َف ح َني َر ُآه ف َّ‬
‫( (‬
‫ول َو ُه َو َيص ُف ُي ُ‬ ‫ول اهلل ﷺ َي ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫َسم ْع ُ‬
‫ِ‬
‫يل َم ْن َه َذا؟ ق ََال‪:‬‬ ‫ْت‪ :‬يَا ِج ْ ِب ُ‬ ‫َصو َرة الْقَ َم ِر ل َْي َل َة ال َْب ْد ِر‪َ ،‬ف ُقل ُ‬ ‫صو َرتُ ُه ك ُ‬ ‫ج ًل ُ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫« َرأَيْ ُ‬
‫ف( ( »‪.‬‬ ‫وس ُ‬ ‫خوكَ يُ ُ‬ ‫َه َذا أَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫الد ِار ِم ُّي‬ ‫م َّمد َع ْب ُد اهلل َّ‬ ‫ض ال َْفقي ُه َح َّدثَ َنا أَبُو ُ َ‬
‫اهلل‪ :‬أَخبنا أَبو الن ِ ِ‬
‫ْ َ َ َ ُ َّ ْ‬ ‫وقال أبُو َعبد‬ ‫‪َ -35‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد َعن ِ ْابن ِ‬ ‫ث َح َّدثَ ِن ُيونُ ُس ْب ُن َي ِز َ‬ ‫صالح ٍ َح َّدثَ ِن الل َّْي ُ‬ ‫الس َم ْر َق ْند ُّي َح َّدثَ َنا َع ْب ُد اهلل ْب ُن َ‬ ‫َّ‬
‫َ ِ‬
‫ِش َهاب أَ ْخ َ َبن ْاب ُن َح ْزم أَ َّن ْاب َن َع َّباس َوأَ َبا َح َّب َة ْال َ ْن َصار َّي أَ ْخ َ َب ُاه أَ َّن َر ُسول اهلل ﷺ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬

‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ّيلة ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقت قصري‪ .‬وال َغ ْدو ُة َبفتح ال َغني يف‬ ‫فسها يف‬ ‫السماوات وعا َد يف الل َ‬ ‫( ( أي بأنّه ُعر َج به إىل ّ‬
‫وقت يقَع بني الزوال ِ إىل ِ‬
‫ءاخر ال ّن ِ‬
‫هار‪.‬‬ ‫هار‪ ،‬والروح ُة السري يف أي ِ ٍ‬‫األصل ِ السري أو َل ال ّن ِ‬
‫ُ َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ ُ ّ‬
‫يوس َف ﷺ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫( ( يعن َنب َّي الله ُ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪.‬‬ ‫السال َم‬ ‫ِ‬
‫( ( وهذا قَبل ْأن ُيلقي علَيه ّ‬
‫‪56‬‬
‫ِ ِ‬
‫ت بِ ُم ْس َت ًوى( ( أَ ْس َم ُع فيه ِ َص َ‬
‫يف َْالق َْل ِم( ( »‪.‬‬ ‫ق ََال‪ُ « :‬ع ِر َج ِب َ‬
‫ح َّت َم َر ْر ُ‬

‫ان‬‫ومن املعج ِم الص ِغري لل َّطب ِ‬


‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يز ْالَشع ِري ْالَصبه ِ‬ ‫مم ُد بن مس ِل ِم بن ِ َعب ِد الْ َع ِز ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ -36‬‬
‫ان‬‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫قال أبُو القاسم‪َ :‬ح َّدثَ َنا ُ َ َّ ْ ُ ُ ْ ْ ْ‬
‫يس ْب ُن َس َوا َد َة‬ ‫ِ‬ ‫اشع بن َعم ٍرو ِبم َد َان س َن َة خَ ْس ٍ وثَ َلث ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َومائَ َت ْي َح َّدثَ َنا ع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َح َّدثَ َنا ُمَ ُ ْ ُ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ال ُ َه ِ ّن ِ ق ََال‪ :‬ق ََال‬‫الل ْبن ِ ُعك َْي ِم ْ‬ ‫ان َع ْن َع ْبد َّ‬ ‫الر ِاز ُّي َح َّدثَ َنا ه َل ُل ْب ُن أَ ِب ُح َ ْيد ال َْو َّز ُ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َي ِب‪ :‬أَنَّ ُه‬ ‫حى إ َل ف َعلـي ٍ ث ََل َث َة أَ ْش َي َاء ل َْي َل َة أ ُ ِ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ج َّل أَ ْو َ‬ ‫ول اهلل ﷺ‪« :‬إ َّن َ‬
‫اهلل َع َّز َو َ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الؤ ِم ِنني‪ ،‬و ِإمام ْ ِ‬
‫ني»‪.‬‬ ‫ال ُ َح َّجل َ‬ ‫ني‪َ ،‬وقَائ ُد ا ْل ُغ ِّر ْ‬ ‫ال ُ َّتق َ‬ ‫َس ِّي ُد ْ ُ ْ َ َ َ ُ‬

‫ابن ِح ّبان‬ ‫ِ‬


‫ومن صحيحِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْحَن ِ ْب ُن ال ُْم َت َو ّكل ِ ال ُْم ْق ِر ُ‬
‫ئ‬ ‫قال أبُو حات ٍم‪ :‬أَ ْخ َ َب َنا أَبُو َي ْع َل َح َّدثَ َنا َع ْب ُد َّ‬ ‫‪َ -37‬‬
‫اهلل بن ِ بريدة عن أَبِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يه ق ََال‪ :‬ق ََال‬ ‫الز َب ْ ُي ْب ُن ُج َنا َد َة َع ْن َع ْبد ْ ُ َ ْ َ َ َ ْ‬ ‫ي َي ْب ُن َواضح ٍ َح َّدثَ َنا ُّ‬‫َح َّدثَ َنا َ ْ‬
‫سي ِب انتهيت ِإ َل بيت ِ ْ ِ‬ ‫ُ ِ‬
‫يل‬‫الَ ْقدسِ‪َ ،‬فخ ََر َق ِج ْ ِب ُ‬ ‫َْ‬ ‫َْ َْ ُ‬ ‫ول اهلل ﷺ‪« :‬لَ َّا كَانَ ل َْي َل َة أ ُ ْ ِ َ‬ ‫َر ُس‬
‫ص َب ِعه(ِ ( َو َش َّد َ ِبا ال ُْب َر َاق( ( »‪.‬‬ ‫الص ْ ِ ِ‬
‫خ َر َة بإ ْ‬ ‫َّ‬

‫وضع ٍ عالٍ‪.‬‬ ‫( أي بم ِ‬ ‫(‬


‫َ‬
‫است ْنساخ ِ َب ِ‬
‫عض‬ ‫الكتابة‪ ،‬وهو هنا صوت ِ‬ ‫يان األقال ِم يف ِ‬ ‫يف َاألقال ِم هو صوت جر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ ص ُ‬ ‫( َ‬ ‫(‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األقض َية‪،‬‬ ‫ص ُح ِفهم ِمن‬ ‫ِ‬
‫اهلل لَ ُم يف َن ْسخه يف ُ‬
‫ِ‬
‫المح ُفوظ ما أَذن ُ‬
‫ِ‬
‫المالئكة باألقال ِم من اللَّوح ِ َ‬
‫الدنيا إىل ِن َاي ِتها‪ ،‬قال اهلل َ‬ ‫ِ ِ‬
‫تعال‪ :‬ﭽ ﯺ ﯻ‬ ‫المح ُفوظ ذكر ك ّل ِ ما َيكُون يف هذه ُّ‬ ‫فإن يف اللَّوح ِ َ‬ ‫ّ‬
‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫خل‬ ‫فمم َت ّد ٌة إىل َغري ناية فال َتد ُ‬ ‫خرو ّي ُة ُ‬ ‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﭼ‪ّ .‬أما احليا ُة األ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫المتناهي‬ ‫ىشء ُم َتناه‪ ،‬فال يقَع يف اللَّوح ِ ُ‬ ‫وب يف اللَّوح ِ ٌ‬ ‫ألن المك ُت َ‬ ‫حوادثُها يف اللَّوح ِ المح ُفوظ‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫خر ِو ّية الّيت ال ِناي َة هلا‪.‬‬ ‫كر َتفاصيل ما يق َُع يف احلياة األ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ساحة ذ ُ‬ ‫الم َ‬
‫ِ‬
‫( أي َليبِ َط هبا َ‬
‫الرباق‪.‬‬ ‫(‬
‫بعض ال ّناس عن‬ ‫الموضع الّذي ُع ِرج منه بال ّن‬ ‫ِ‬ ‫( ي ِ‬
‫بي ﷺ‪ .‬وقَد حكَى ُ‬ ‫ّ‬ ‫الصخر ُة يف‬ ‫تكون ّ‬‫َ‬ ‫حتم ُل أن‬ ‫َ‬ ‫(‬
‫تتحو ُل َمرجانةً‬ ‫ا‬‫إن‬ ‫قوهلم‪:‬‬ ‫نها‬ ‫يتها أكاذيب ال تصح‪ِ ،‬‬
‫م‬ ‫ناح ِ‬‫الصخرة ِ الّيت ع ِرج بالنيب ﷺ ِمن ِ‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ُّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأن‬
‫وأنا ُمعلَّق ٌة يف اهلواء من ُك ّل اجلهات‪ّ ،‬‬ ‫وأن مياه األرض ُكلّها َت ُرج من َتتها‪ّ ،‬‬ ‫َبيضا َء‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت=‬ ‫السماء من ناحيتها ْار َتف َع ْ‬ ‫حمفورا‪ ،‬وأ ّنه ل َّما ُعر َج بال ّن ِ ّب إىل ّ‬ ‫ً‬ ‫حممد‬‫قد ِم ال ّن ِ ّب ّ‬
‫علَيها َموض َع َ‬
‫‪57‬‬
‫ير‬ ‫م َّم ُد ب ُن ال ِْم ْن َهال ِ َّ ِ‬
‫الض ُ‬ ‫ان َح َّدثَ َنا ُ َ ْ‬ ‫ال َ َس ُن ْب ُن ُس ْف َي َ‬‫وقال أبُو حاتِ ٍم‪ :‬أَ ْخ َ َب َنا ْ‬ ‫‪َ -38‬‬
‫الدس ُتو ِائي ح َّدثَ َنا الْم ِغري ُة َخ َتن مالِكِ بن ِ ِدي َن ٍ‬ ‫ِ‬
‫َح َّدثَ َنا َي ِز ُ‬
‫ار َع ْن‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫يد ْب ُن ُز َر ْيع ٍ َح َّدثَ َنا ه َشا ٌم َّ ْ َ ُّ َ‬
‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مالِك ِ بن ِ ِدي َن ٍ‬
‫س َي ِب‬ ‫ت ل َْي َل َة أ ُ ِ‬
‫ْ‬ ‫ول اهلل ﷺ‪َ « :‬رأَيْ ُ‬ ‫ار َع ْن أَ َنس ِ ْبن ِ َمالك ٍ ق ََال‪ :‬ق ََال َر ُس‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل؟ َفقَ َال‪:‬‬ ‫ْت‪َ :‬م ْن َه ُؤ َلء يَا ج ْب ُ‬ ‫ج ًال تُ ْق َر ُض شفَ ا ُه ُه ْم ب َمقَ ار َض م ْن َنار ‪َ ،‬ف ُقل ُ‬ ‫ِر َ‬
‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(( ِ‬


‫اب‬ ‫اس بال ّْب َويَ ْن َس ْونَ أَ ْنفُ َس ُه ْم َو ُه ْم يَ ْتلُونَ الْك َت َ‬ ‫الْ ُط ََب ُاء م ْن أ ُ َّمت َك يَأ ْ ُم ُرونَ ال َّن َ‬
‫( (‬

‫أَ َف َل يَ ْع ِقلُونَ ( ( »‪.‬‬


‫وقال أبو حاتِ ٍم‪ :‬أَخبنا جعفر بن أَحد بن ِ صلَيح ٍ بِو ِاس َط حدثنا عبد ال ِم ِ‬
‫يد‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫ََْ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ََْ ْ ُ ْ َ‬ ‫‪ُ َ -39‬‬
‫ون أَخبنا حاد بن سلَم َة عن عط َِاء بن ِ الس ِائ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ب‬ ‫يد ْب ُن َه ُار َ ْ َ َ َ َ َّ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ ْ َّ‬ ‫الس َّك ِر ُّي َح َّدثَ َنا َي ِز ُ‬ ‫ْاب ُن َب َيان ُّ‬
‫ٍ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س َي بِ ِه َم َّر بِ ِريح ٍ ط َِّي َبة‬ ‫اهلل ﷺ ل َْي َل َة أُ ِ‬
‫ْ‬
‫ي َعن ِ ْابن ِ َع َّب ٍ‬
‫اس أَ َّن َر ُسول‬ ‫يد بن ِ ج َب ٍ‬
‫َع ْن َسع ْ ُ ْ‬
‫ت ِف ْر َع ْو َن َوأَ ْو َل ِد َها‪،‬‬ ‫اشط َِة بِن ِ‬ ‫الريح؟» ق ََال‪ :‬ه ِذهِ ِريح م ِ‬ ‫ِِ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫يل َما َهذه ِّ ُ‬ ‫َال‪« :‬يَا ِج ْ ِب ُ‬ ‫َفق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بينما ِهي َتشطُ بِنت ِفرعو َن ِإ ْذ سق َ ِ‬
‫َت‬ ‫َت‪ :‬ب ْس ِم الله‪َ ،‬فقَال ْ‬ ‫َط الْم ْد َرى( ( م ْن َي َد َها َفقَال ْ‬ ‫َ‬ ‫ََْ َ َ ُْ ْ َ ْ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫بِن ِ‬
‫َت‪َ :‬ن َع ِم‬ ‫َت‪َ :‬و ِإ َّن ل ََك َربًّا َغ ْ َي أَ ِب؟ قَال ْ‬ ‫اهلل‪ ،‬قَال ْ‬ ‫ِ‬
‫َت‪َ :‬ب ْل َر ّب َو َر ُّبك ُ‬ ‫ت ف ْر َع ْو َن‪ :‬أَ ِب‪ ،‬قَال ْ‬ ‫ْ ُ‬

‫أصل هلا‬ ‫واحلكايات الّيت ال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫األباطيل‬ ‫ذلك ِمن‬ ‫= الحقةً به فأشار هلا ِج ُ ِ ِ‬
‫وغري َ‬ ‫ربيل أن اثْ ُبت‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫ِمّا َيتداولُه ال ّناس‪.‬‬
‫أي تُقط َُع‪.‬‬ ‫(‬ ‫(‬
‫َت من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نار‪.‬‬ ‫خلق ْ‬ ‫أي بآالت قَطع ٍ ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫الو ّعاظ‪.‬‬ ‫فس َق ُة ُ‬ ‫أي َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬
‫الشيخان من‬ ‫ِ‬
‫ويفعلُونه‪َ .‬ر َوى ّ‬ ‫المنكَر َ‬ ‫وينهون عن ُ‬ ‫ويرتكون أدا َءه‪َ ،‬‬ ‫بالواجب ُ‬ ‫رون‬
‫يأم َ‬ ‫أي ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫جل ِ يَ ْو َم‬ ‫ِ‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫حديث أُسام َة بن ِ زيد ريض اهلل عنه أ ّنه َسم َع‬ ‫ِ‬
‫الر ُ‬
‫«ي ُاء ب َّ‬‫يقول‪َ ُ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ح ُاه‪َ ،‬ف َي ْج َتم ُع‬ ‫ور احل َم ُر ب َر َ‬ ‫ور ك ََم يَ ُد ُ‬ ‫الق َيا َمة َف ُيلْقَ ى ف ال َّنار َف َت ْن َدل ُق أَ ْق َت ُاب ُه ف ال َّنار‪َ ،‬ف َي ُد ُ‬
‫الَ ْعروف ِ َو َت ْن َها َنا َعن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار َع َل ْيه َف َيقُولُونَ ‪ :‬أَ ْي ف َُلنُ َما َشأْنُ َك؟ أَل َْي َس ُك ْن َ‬
‫ِ‬ ‫أَ ْه ُل ال َّن ِ‬
‫ت َتأ ْ ُم ُر َنا ب ْ ُ‬
‫الَ ْع ُروف ِ َو َل ءاتِيهِ‪َ ،‬وأَ ْ َنا ُك ْم َعن ِ امل ُ ْنك َِر َوءاتِيه ِ»‪.‬‬ ‫ءام ُر ُك ْم بِ ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫امل ُ ْنك َِر؟ ق ََال‪ُ :‬ك ْن ُ‬
‫عقلُون ُسو َء ما َيص َن ُعون‪.‬‬ ‫أي أفال ي ِ‬ ‫( (‬
‫َ‬
‫شط وأطول منه يسرح بهِ‬ ‫الم ِ‬ ‫أسنان ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خشب عىل َشكل س ّن من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫عم ُل من َحديد أو َ‬ ‫ىشء ُي َ‬ ‫هو ٌ‬ ‫( (‬
‫تلب ُد‪ ،‬قاله ابن األثري‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الم ّ‬ ‫الش َعر ُ‬
‫‪58‬‬
‫ِ‬
‫َال‪ :‬أَلَك ِ َر ٌّب‬ ‫َت‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬فأَ ْخ َب ْت ُه َفأَ ْر َس َل ِإل َْي َها َفق َ‬ ‫ك أَ ِب‪ ،‬قَال ْ‬ ‫َت‪َ :‬فأُ ْخ ُِب بِذَ ل َ‬ ‫اهلل( ( ‪ ،‬قَال ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اهلل‪َ ،‬فأَ َم َر بِ ُن ْق َرة( ( م ْن نُ َح ٍ‬
‫َت لَ ُه‪ِ :‬إ َّن‬ ‫ت‪َ ،‬فقَال ْ‬ ‫اس َفأُ ْح َي ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫َت‪َ :‬ن َع ْم َر ِ ّب َو َر ُّب َ‬ ‫َغ ْ ِيي؟ قَال ْ‬
‫اح ًدا َح َّت ا ْن َت َه ْوا ِإ َل َول ٍَد‬ ‫احدا و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َحا َجةً ‪ ،‬ق ََال‪َ :‬ن َع ْم‪ ،‬ق ََال‪َ :‬ف َج َع َل ُيلْقي َول ََد َها َو ً َ‬ ‫ِل ِإل َْي َ‬
‫ال َ ّ ِق»‪.‬‬‫َال‪َ :‬يا أ ُ َّم َت ُاه اثْ ُب ِت ف َِإنَّك ِ َع َل ْ‬ ‫لَ َا َر ِضيع ٍ َفق َ‬
‫ي َي‬ ‫ير ُّي َح َّدثَ َنا َ ْ‬‫وقال أبُو حاتِ ٍم‪ :‬أَ ْخ َ َب َنا أَ ْح َ ُد ب ُن َع ِل ِ بن ِ ال ُْم َث َّن َح َّدثَ َنا الْق ََو ِار ِ‬ ‫‪َ -40‬‬
‫ّ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ابن س ِع ٍ‬
‫اص ٌم َع ْن ِز ّ ٍر َع ْن َع ْب ِد اهلل ق ََال‪ :‬ق ََال‬ ‫يد الْ َقطَّان حدثَنا حاد بن سلَم َة حدثَنا ع ِ‬
‫ُ َ َّ َ َ َّ ُ ْ ُ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ج َناح ٍ يُ ْن َث ُر ِم ْن‬ ‫ال ُ ْن َت َهى َو َع َل ْيه س ُّتام َئة َ‬ ‫ت ِج ْ ِب َيل ع ْن َد س ْد َرة ْ‬ ‫ول اهلل ﷺ‪َ « :‬رأَيْ ُ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫الد ّ ِر َوال َْياقُوت(ِ ( »‪.‬‬ ‫يل ُّ‬ ‫او ُ‬‫يشه ِ َت َ ِ‬ ‫ِر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وق ْب ُن‬ ‫صالح ِ ْبن ِ ذ َِريح ٍ بِ ُع ْك َ َبا( ( َح َّدثَ َنا َم ُْس ُ‬ ‫م َّم ُد ْب ُن َ‬ ‫وقال أبُو حات ٍم‪ :‬أَ ْخ َ َب َنا ُ َ‬ ‫‪َ -41‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يد‬ ‫الر ْحَن ِ ْبن ِ َي ِز َ‬‫يل َع ْن أَب إ ْس َح َاق َع ْن َع ْبد َّ‬ ‫سائ ُ‬‫ال َْم ْر ُز َبان َح َّدثَ َنا ْاب ُن أَب َزائ َد َة َح َّدثَ َنا إ ْ َ‬
‫ال‪ :‬ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﭼ( ( [النجم‪ ،]11 :‬ق ََال‪:‬‬ ‫ود ِف ق َْول ِ ِه َت َع َ‬ ‫عن ِ ابن ِ مسع ٍ‬
‫َ ْ َْ ُ‬
‫ِ‬
‫الس َماء َو َْال ْر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ (( ِ‬ ‫ِ‬ ‫«رأَى َر ُس ُ‬
‫ض( ( »‪.‬‬ ‫ول اهلل ﷺ ج ْب َيل ف ُحلَّة م ْن َياقُوت ق َْد َم َل َما َب ْي َن َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ال ِج ِب َيل لَي َل َة ْ ِال ِ‬ ‫ِ‬
‫ساء أَ ْن ُي َعل َّم ُ َ‬
‫م َّم ًدا‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫‪ -42‬وق ََال أَبُو َحات ٍم‪« :‬ق َْد أَ َم َر ُ‬
‫اهلل َت َع َ ْ‬
‫ب أَ ْن َي ْعل ََم ُه َك َما ق ََال‪ :‬ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬ ‫ِ‬
‫ﷺ َما َي ُ‬

‫فبش‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫وأما أبوك ٌَ‬ ‫أي َر ّب وخالقي هو الل ُه‪ّ ،‬‬ ‫(‬ ‫(‬
‫وغريه‪.‬‬ ‫الماء ُ‬‫ُ‬ ‫ِق ْد ٌر ُيس َّخ ُن فيها‬ ‫(‬ ‫(‬
‫يون‪.‬‬ ‫أي األشياء الم ِ‬
‫الد ّر والياقُوت َت َبه ُر ال ُع َ‬ ‫األلوان عىل َشكل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ختلف ُة‬ ‫ُ ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫وسام ّراء‪.‬‬ ‫بلد ٌة عىل ِضفاف دجل َة َبني َبغدا َد‬ ‫ِ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫َ‬
‫راه ق َُلبه‪ ،‬وما هو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الف ما َي ُ‬
‫ألن قل َبه ﷺ َيعي ما َيرى وال َيتو َّهم خ َ‬ ‫صدق ال ُفؤا ُد فيما رأى‪ّ ،‬‬ ‫أي َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اس ومج ٌع من ال ّتابعني‬ ‫ابن ّ‬
‫الف ما عليه ُ‬ ‫تفسري اآلية هو خ ُ‬ ‫رو ٌّي عن ابن ِ مسعود هنا من‬ ‫َم ِ‬
‫جماهد‬ ‫وغريه فيما نقلَه عنه‬ ‫عب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫عنهما ُ‬ ‫اس ريض اهلل ُ‬ ‫ابن ّ‬ ‫فسها ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫تفسريها‪ ،‬فقَد‬ ‫والمفسين يف‬ ‫ِ ّ‬
‫ذلك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع ِ‬
‫مذاهب العلماء يف َ‬ ‫الكالم عىل‬
‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫وس‬ ‫اهـ‪.‬‬ ‫ه»‬ ‫بفؤاد‬ ‫وجل‬ ‫ّ‬ ‫عز‬
‫َّ ّ‬ ‫ه‬‫رب‬ ‫«رأى‬ ‫قال‪:‬‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫م‬ ‫كر‬
‫مم ٌد مر َت ِ‬ ‫ِ‬
‫ي» يف احلديث (‪.)26‬‬ ‫«و َر ُآه ُ َ َّ َ َّ ْ‬ ‫عند قوله‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫األصلية ذات األجنحة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أي عىل هيئته‬ ‫( (‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم‪.‬‬‫الس ُ‬ ‫فق من ع َظ ِم خ ْلقَته عليه ّ‬ ‫أي َس َّد ا ْل ُ َ‬ ‫( (‬
‫‪59‬‬
‫يد بِ ِه ِج ْ ِب َيل ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ‬ ‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭼ( ( [النجم‪ُ ]7-5 :‬ي ِر ُ‬
‫يد بِ ِه ِج ْ ِب َيل‬
‫يد بِه ِج ْ ِب َيل ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ [النجم‪ُ ]9 :‬ي ِر ُ‬
‫[النجم‪ ]8 :‬ي ِر ِ‬
‫ُ ُ‬
‫ﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﭼ [النجم‪ِ ِ ]10 :‬ب ْ ِب َيل ﭽﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﭼ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِِ ِ ِِ ِ ِ‬
‫يف( ( ‪َ ،‬و َرأَى ِج ْ ِب َيل ف ِ ُحلَّة ِم ْن‬ ‫الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد به َر َّب ُه ب َقلْبه( ( ف ذَل َك ال َْم ْوضع ِ َّ‬ ‫[النجم‪ُ ]11 :‬ير ُ‬
‫ض ع َل ما ِف خ ِب ابن ِ مسع ٍ‬
‫ود ال َِّذي َذ َك ْر َن ُاه»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ََ ْ َ ْ ُ‬ ‫الس َماء َو ْال َ ْر ِ َ َ‬‫ي َّ‬ ‫َياقُوت ق َْد َم َل َ َما َب ْ َ‬
‫ِ( (‬ ‫«شق صدر الن ِبِ ﷺ وهو ص ِب ي ْلعب مع ِ‬ ‫ِ‬
‫الص ْب َيان‬‫َ ُ َ َ ٌّ َ َ ُ َ َ ّ‬ ‫‪ -43‬وق ََال أَبُو َحات ٍم‪َّّ ُ ْ َ َّ ُ :‬‬

‫حمم ًدا ﷺ ما شا َء الل ُه ْأن‬ ‫ِ‬ ‫قولُه َ‬


‫الم ال ّنب َّي ّ‬ ‫الس ُ‬ ‫جربيل عليه ّ‬ ‫ُ‬ ‫تعال‪ :‬ﭽﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭼ أي علَّم‬ ‫( (‬
‫كفروا بلُوطٍ‬ ‫ِ‬ ‫تعال ِج َ‬ ‫ِ‬
‫حت إنّه اق َتلَع قُ َرى القو ِم الّذين َ ُ‬ ‫ربيل قُ ّو ًة شديد ًة ّ‬ ‫اهلل َ‬ ‫ُيعل َّمه‪ ،‬وقَد أعطَى ُ‬
‫ِ ٍ‬
‫ِ‬ ‫يشة ِمن ِ‬
‫أجن َح ِته وق َل َبها ثُ ّم َد َّكها يف‬
‫ت‬ ‫وصاح بقَو ِم ث َُمود صيحةً تق َّط َع ْ‬ ‫َ‬ ‫األرض‪،‬‬ ‫الم بر‬ ‫الس ُ‬ ‫عليه ّ‬
‫الثقات‪ِ.‬‬ ‫لماء ِ‬ ‫العلم ِمن الع ِ‬ ‫دليل عىل أمهية تل َِقّي ِ‬ ‫دورهم‪ .‬ويف اآلية ٌ‬ ‫ِمنها قُلوهبم يف ص ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّّ‬ ‫ُ‬
‫وشدة ٍ‬ ‫جربيل عليه السالم ملَك ذُو قُوة ٍ ِ‬ ‫ُ‬ ‫وقولُه‪ :‬ﭽ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭼ أي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ُ ٌ‬
‫ِ ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫هيئته‬ ‫جربيل عليه السالم عىل ِ‬
‫ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫حسن ٍ وخلقة عظيمة‪ ،‬وقَد َ‬
‫ظه َر‬ ‫معناه ذُو َمن َظ ٍر َ‬ ‫ُ‬ ‫شديدة ٍ أو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ند‬‫الشمس ِ أي ع َ‬ ‫تلك اهليئة قائ ًما يف أ ُفق ّ‬ ‫ظه َر عىل َ‬ ‫ربيل أي َ‬ ‫فاستو َى ِج ُ‬ ‫َ‬ ‫األصلية لل ّن ّيب ﷺ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫رسول‬ ‫يراه فيها‬ ‫ّيت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ول‬ ‫ُ‬ ‫أل‬‫ا‬ ‫ة‬‫المر‬ ‫لك‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬
‫وكانت‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫غر‬ ‫الم‬ ‫إىل‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫رش‬ ‫الم‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ح‬ ‫ِ‬
‫بأجن‬ ‫ا‬‫د‬ ‫سا‬ ‫ها‬ ‫َمطل َِع‬
‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬
‫فؤاده‬ ‫اهلل ﷺ عىل تلك اهليئة‪ ،‬فغ ِش عىل رسول ِ اهلل ﷺ ِمن ِع َظ ِم ما رأى مع أنه ﷺ أُ ِوت قوة يف ِ‬
‫َ ًُّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫نتهى ليل َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الم َ‬ ‫ند سدرة ُ‬ ‫األصلية وهو ع َ‬ ‫ّ‬ ‫مر ًة ثانيةً عىل هيئته‬ ‫رسول اهلل ﷺ ّ‬ ‫رءاه‬
‫غريه‪ .‬ثُ ّم ُ‬ ‫فوق َ‬ ‫َت ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صار عىل مسافة قريبة‬ ‫حت َ‬ ‫جربيل منه ﷺ ّ‬ ‫ُ‬ ‫فدنا‬
‫المر َة‪َ ،‬‬‫غش عليه تلك ّ‬ ‫ت ولَ ُي َ‬ ‫المعراج ِ فث َب َ‬
‫َوسني أو أد َنى ِمن ذلك‪.‬‬ ‫منه فكان ق َْد َر ق َ‬
‫بفؤاده‪.‬‬‫ِ‬ ‫أي رؤي َته َر َّبه‬ ‫( (‬
‫تنزه الل ُه عن‬ ‫ٍ‬ ‫تعال فموجو ٌد ً‬ ‫ذلك الموضع‪ّ ،‬أما الل ُه َ‬ ‫ِ‬
‫وأبدا بال مكان‪َّ ،‬‬ ‫أزل ً‬ ‫حمم ٌد ﷺ يف َ‬ ‫أي كان ّ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫شابة المخلوق َ‬ ‫ُم َ‬
‫للبدن‪ِ.‬‬ ‫ِ‬
‫يدا َ‬ ‫هلوا ُمف ً‬ ‫أي ً‬ ‫( (‬
‫‪60‬‬
‫ِِ‬ ‫وأ ُ ْخ ِرج ِمن ُه الْع َل َق ُة( ( ‪ ،‬ولَما أَرا َد الل ُه ج َّل وع َل( ( ِْالسراء بِ ِه( ( أَمر ِجب ِر َ ِ‬
‫يل ب َش ّ ِق َ‬
‫ص ْدره‬ ‫ََ ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ي ف موض َع ِ‬
‫ي( ( »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ثَ ِانيا وأَ ْخرج َق ْلب ُه َف َغس َل ُه ثُم أَ َعا َده مكَا َن ُه مر َت ِ‬
‫َْ ْ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ً َ َ َ َ َ‬

‫هي ِقطع ُة َدمٍ غليظةٌ‪.‬‬ ‫( (‬


‫الله ال َع ِ ّل كما قال ُمفيت‬ ‫المخلوقات‪ ،‬ومعن اس ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫وتقد َس عن ْأن ُيشابِ َه‬
‫َ‬ ‫وتنزه َّ‬ ‫أي َعال شأنُه َّ‬ ‫( (‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المتعال يف َجالله وكربيائه إىل‬ ‫العل ُ‬‫«ومعن ّ‬ ‫َ‬ ‫نصه‪:‬‬ ‫مصطفى َنا (ت ‪1351‬هـ) ما ُّ‬ ‫َ‬ ‫بريوت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫المكان ألنّه تعاىل ُم َن َّزه عن الت َح ُّي‬ ‫نزلة ال عل ُّو َ‬ ‫َغ ِري غاية وال هناية‪ ،‬والمرا ُد به عل ُّو الق َْد ِر َ‬
‫والم ِ‬
‫واجلِهة» اهـ‪.‬‬
‫معناه ّأن مشيئ َة اهلل َ‬
‫تعال‬ ‫وليس‬ ‫ِ‬ ‫قض اهلل َ‬
‫ُ‬ ‫اإلرساء يف هذا الوقت المعلوم‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫يكون‬
‫َ‬ ‫تعال ْأن‬ ‫أي َ‬ ‫( (‬
‫غي‬ ‫ِ‬ ‫اهلل َ‬ ‫يشاء ما لَ َيشأْ ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل عليه ال َت ُّ‬ ‫تعال َيستح ُ‬ ‫ألن َ‬ ‫أزل‪ ،‬حاشاه‪ّ ،‬‬ ‫اآلن ُ‬
‫متعلّق ٌة هبذا الوقت وأ ّنه َ‬
‫ٍ‬
‫مان‪ ،‬فهو َ‬
‫تعال‬ ‫يستحيل عليه أن يتقيد ذاته أو ِصفاته بالز ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َّ‬ ‫ُ‬ ‫يف ِصفة ِمن صفاتِه كما أنّه‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أبدي ٌة ال‬
‫أزلي ٌة ّ‬
‫تعال ُكلُّها ّ‬‫مان‪ ،‬وصفاتُه َ‬ ‫وأبدا بال َكيف وال مكان وال َي ِري عليه َز ٌ‬ ‫أزل ً‬ ‫موجو ٌد ً‬
‫تزول عنه صف ٌة واجب ٌة له‪ ،‬ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭼ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وصف لَ َيكُن له وال ُ‬ ‫تجد ُد له ٌ‬ ‫َي َّ‬
‫ِ‬
‫متفاو َتني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سل يف َوق َتني ُمتل َفني ومكا َنني‬ ‫الش ُّق وال َغ ُ‬‫أي كان َ‬ ‫( (‬
‫‪61‬‬
‫ِ‬
‫خات ٌة‬
‫رتى عىل ِديننا‬ ‫ِ‬
‫الوجوب المؤ َّكد يف التحذير من األباطيل واالفرتاءات اليت تُف َ‬
‫قصة المعراج‪:‬‬ ‫ِ‬
‫احلنيف يف ّ‬
‫الكفار ّإن اهلل يسكن السماء أو ّإن اهلل جالس عىل العرش‪.‬‬
‫‪ -1‬جيب التحذير من قول ّ‬
‫‪ -2‬وجيب التحذير من قول الكفار إن الرسول ليلة المعراج وصل إىل مكان‬
‫ينتهي إليه وجود اهلل‪.‬‬
‫إن الرسول ليلة المعراج اقرتب من اهلل‬‫‪ -3‬وجيب التحذير من قول الكفار ّ‬
‫ِ‬
‫بالمسافة والمكان حىت صار منه كاحلاجب من احلاجب‪.‬‬
‫إن الرسول يف المعراج وصل إىل مكان فأزيح‬
‫‪ -4‬وجيب التحذير من قول الكفار ّ‬
‫الستار فدخل فاجتمع بربه خلف الستار‪.‬‬
‫ُ‬ ‫له‬
‫‪ -5‬وجيب التحذير من قول الكفار إن الرسول يف المعراج وصل إىل مكان رأى‬
‫اهلل يصيل‪ ،‬فيه ويزيد هنا بعض الكفار فيقول «طوبى لك أهيا المصيل فاهلل يصيل‬
‫والنيب يصيل والمالئكة يصلون فأنت يف صف اهلل»‪.‬‬
‫‪ -6‬وجيب التحذير من قول الكفار إن الرسول يف المعراج أزيح له ِ‬
‫الستار فدخل‬
‫وصار بينه وبني اهلل والمالئكة حوار التحيات‪.‬‬
‫‪ -7‬وجيب التحذير من قول الكفار إن الرسول ليلة المعراج اخرتق آالفا من‬
‫حجب النور والنار واهليبة ثم وصل إىل مكان خلف تلك احلجب فرأى اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ -8‬وجيب التحذير من قول الكفار إن الرسول رأى اهلل يف المعراج بصورة شاب أمرد‪.‬‬
‫‪ -9‬وجيب التحذير من قول الكفار إن الرسول رأى اهلل يف المعراج هبيئة نور‬
‫عظيم حىت خاض النيب يف ذلك النور الذي هو اهلل بزعمهم‪.‬‬
‫‪ -10‬وجيب التحذير من قول الكفار إن الرسول استوحش يف المعراج فكلمه اهلل‬
‫بصوت أيب بكر الصديق‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -11‬وجيب التحذير من قول لما وصل جربيل والرسول إىل ما بعد سدرة‬
‫فإن قاله عىل‬
‫احرتقت» ْ‬
‫ُ‬ ‫مت‬
‫تقد ُ‬‫اخلليل خليلَه لو َ‬
‫ُ‬ ‫المنتهى قال جربيل «هنا يفارق‬
‫انتقاصا بقدره العظيم أو أنه حيرتق وميوت حقيقةً‬
‫ً‬ ‫وجه االستخفاف بسيدنا جربيل أو‬
‫ٍ‬
‫اعتقاد وال فهم هلذه‬ ‫َكفر‪ ،‬وأصل اخلرب مل َي ِرد يف حديث صحيح‪ّ ،‬أما َمن أور َده من غري‬
‫المعاين اليت حذَّ رنا منها فال يكفر‪.‬‬
‫‪ -12‬وجيب التحذير من قول الكفار إن الرسول ﷺ دنا من اهلل حىت صار بينهما‬
‫من المسافة قدر ذراعني أو أقل‪.‬‬
‫وكل ما سبق من هذه األقوال فيه تكذيب للقرءان والسنة ولإلمجاع‪ ،‬يقول‬
‫وجل‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ‪،‬‬ ‫عز َّ‬ ‫اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ‪ ،‬وقال َّ‬
‫ٍ‬
‫جعفر‬ ‫ت أسماؤه‪ :‬ﭽ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ‪ ،‬وقال أبو‬ ‫تقد َس ْ‬‫اهلل َّ‬ ‫َ‬
‫وقال ُ‬
‫كفر»‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الطحاوي ً‬
‫بمعن من معاين البرش فقد َ‬ ‫اهلل ً‬ ‫وصف َ‬ ‫«ومن َ‬ ‫ناقل يف ذلك اإلمجاع‪َ :‬‬
‫كافر» رواه السيوطي يف «األشباه والنظائر»‪.‬‬ ‫المجسم ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال اإلمام الشافعي «‬
‫ّ‬
‫كذ ًبا أ ّنه‬ ‫‪ -13‬وجيب التحذير من قول بعض اجلهال الّذين ينسبون للنيب ﷺ ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫خول ِ ر َجب ُح ّ ِرمت عليه ال ّنار»‪.‬‬ ‫بش أ ُ ّميت بد ُ‬ ‫«من َ َّ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫والصحاب َة َس َّموه‬ ‫«إن ال ّن ّيب ﷺ ّ‬ ‫‪ -14‬وجيب التحذير من قول بعض اجل ُ ّهال‪ّ :‬‬
‫ص ًّبا‪.‬‬ ‫بأن ِ‬ ‫رجبا األصب» وي ِّ‬
‫ب فيه َ‬ ‫ُّ‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫زق‬‫َ‬ ‫الر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذلك‬ ‫ُون‬
‫ل‬ ‫عل‬ ‫َ ّ ُ‬ ‫ًَ‬
‫‪ -15‬وجيب التحذير ِمن احلديث المكذوب عىل رسول ِ اهلل ﷺ وهو قولُم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َضل َش ِ‬
‫رمضان‬
‫َ‬ ‫شهر‬
‫فإن َ‬ ‫عل سائر الكَال ِم»‪ّ ،‬‬ ‫القرآن َ‬ ‫كفضل ِ‬ ‫الشهور َ‬ ‫هر ر َجب عىل ُّ‬ ‫«ف ُ‬
‫الشهور عىل اإلطالقِ‪.‬‬ ‫خري ُّ‬‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الت ِويج هلا‪ ،‬فقد قال‬ ‫النيب ﷺ عىل سبيل ِ ّ‬ ‫المرء من رواية المكذوبات عىل ّ‬ ‫فليحذر ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عرفة أُصول ِ‬ ‫«اإللْماع ِ إىل َم ِ‬ ‫القايض عياض يف ِ‬
‫نصه‪« :‬وا َّت َف ُقوا‬ ‫السماعِ» ما ُّ‬ ‫الرواية و َتقييد َّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الموضوع ِ‬ ‫عىل أن ت َع ُّمد الكَذب عىل ال َّن ِ ّب ﷺ من الكبائر‪ ،‬وا َّتف ُقوا عىل َت ِريم ِرواية َ‬
‫النيب ﷺ وأنّه ليس كالك َِذب‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫تغليظ أمر الكَذب عىل ّ‬ ‫قرو ًنا ب َبيانه» اهـ ومّا ّ‬
‫يؤيد‬ ‫ّإل َم ُ‬
‫حد» أي ِمن‬ ‫عل أَ ٍ‬ ‫عل ليس كك َِذ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫غريه ِمن ال ّن ِ‬ ‫عىل ِ‬
‫ب َ‬ ‫«إن َكذ ًبا َ َّ َ‬ ‫السالم‪َّ :‬‬ ‫اس قولُه عليه ّ‬
‫‪63‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ذلك‪ ،‬وهذا ُكلُّه‬ ‫اخلَل ِْق َ‬
‫«م ْن َكذَ َب َع َ َّل ُم َت َع ّم ًدا َفل َْي َت َب َّوأْ َم ْق َع َد ُه م َن ال َّنار» أي ّبوأَ ُه ُ‬
‫إن لَ َي ُتب َ‬
‫قبل‬ ‫بمعن أ ّنه َيس َت ِح ُّق َ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫ذلك ْ‬ ‫جزاء الكاذب عليه ﷺ َ‬ ‫ُ‬ ‫حممول عىل َّأن هذا‬
‫الكذ َب عىل رسول ِ اهلل‬ ‫استحل ِ‬ ‫َّ‬ ‫عذبُه‪ّ ،‬أما َمن‬ ‫وت‪ ،‬وقد يعفو اهلل الك َِريم عنه فال ي ّ ِ‬ ‫الم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫الدين ومات عىل ذلك فإنّه ُيلَّد يف ال ّنار إىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ؤدي إىل تكذيب ّ‬ ‫كذب عليه ما ُي ّ‬ ‫َ‬ ‫ﷺ أو‬
‫ِ‬
‫أبد اآلباد‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫ك َِلم ُة اخلِتامِ‬
‫وجل‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫االشتغال‬ ‫ومن َخ ِريها‬ ‫عز ّ‬ ‫االشتغال بطاعة اهلل َّ‬ ‫ُ‬ ‫األوقات‬
‫ُ‬ ‫خري ما تُ ْن َف ُق فيه‬ ‫إن َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫به فيه هو ت ِّ‬ ‫خري ما يشتغل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫احلديث روايةً‬ ‫لقي‬ ‫َ‬ ‫الشيف‪ ،‬ومن ِ ُ َ‬ ‫بوي ّ‬ ‫بعلوم احلديث ال ّن ّ‬
‫ِ‬ ‫عن ِ ِ‬
‫وغريها ِمن علوم‬ ‫أمثالم‪ ،‬أما المطالَع ُة يف ال ُكتب احلديثية ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ّذين ت َل َّقوه عن‬ ‫الثقات ال َ‬ ‫َ ّ‬
‫طالعة وحده فهي السقوطُ يف مهواة ِ الضالل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدين من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫عل ٍم ل َمن لَ َيتأ َّهل ُ‬
‫للم‬ ‫غري ُم ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والم َح َّرف‪،‬‬ ‫والم َص َّحف ُ‬ ‫الصواب واخلَطإ ُ‬ ‫بني ّ‬ ‫ي َ‬ ‫المطالع‪ ،‬إ ْذ ال ُي َ ّ ِ ُ‬ ‫أهلية هذا ُ‬ ‫بس َبب عد ِم ّ‬
‫يك َعن أ ّنه قد‬ ‫ناه َ‬ ‫فكَيف به إذا كان ي ْلحن يف اللُّغة وال ي ِي المحكَم ِمن المتشابِه‪ِ ،‬‬
‫َُ‬ ‫َُّ ُ ُ ْ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الزنادقة‬ ‫بعض ّ‬ ‫الدين قد أو َد ُعه فيها ُ‬ ‫يكون يف هذه ال ُكتب الّيت ُيطال ُعها َد ٌّس وافت ٌاء عىل ّ‬
‫ِ‬
‫بناء‬
‫ويؤدي ً‬
‫خالف احل ِق فيعت ِقده ِ‬
‫ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫المطال ُع ِمّا َيقرأُه أشيا َء عىل‬ ‫فه ُم هذا ُ‬ ‫َع ْم ًدا‪ ،‬أو قد َي َ‬
‫ِ‬
‫والضاللِ‪ ،‬والعيا ُذ باهلل‪.‬‬ ‫فر َّ‬ ‫فاسد ًة أو يق َُع يف ال ُك ِ‬ ‫بادات ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الس ِقي ِم ِع‬ ‫عىل فهمه َّ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫البغدادي ً‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫«من طالَع ال ُك ُت َ‬ ‫المحدثني‪َ :‬‬ ‫ّ‬ ‫بعض‬ ‫نقل عن‬ ‫ُّ‬ ‫يب‬ ‫ولقد قال احلافظُ اخلَط ُ‬
‫ِ‬ ‫ون مع ِّل ٍم يسمى صح ِفيا وال يسمى ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫رآن ل َن ْفسه بِ ُدون ُم َع ِّل ٍم‬ ‫ومن قَرأ ال ُق َ‬ ‫م ّد ًثا‪َ ،‬‬ ‫ُ َ َّ ُ َ‬ ‫بد ُ َ ُ َّ َ َ ًّ‬
‫ِ‬
‫ل َن ْفسه ُ‬
‫قار ًئا» اهـ‪.‬‬ ‫يسمى مص َح ِفيا وال يسمى ِ‬
‫ُ َ َّ‬ ‫ُ َ َّ ُ ْ ًّ‬
‫وجل‪ :‬ﭽ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬ ‫عز َّ‬ ‫ِ‬
‫وتف َّك ْر يف قول اهلل َّ‬ ‫َ‬
‫غريهم‪ ،‬ويف قول ِ اهلل َ‬ ‫ﯵ ﯶ ﭼ تل َِّقيا عن ِ‬
‫حمم ًدا ﷺ‬ ‫تعال‪:‬ﭽ ﭦ ﭼ أي علَّم َّ‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫واحلمد‬
‫ُ‬ ‫احلسنة يف االشتغال بطاعة اهلل‪.‬‬ ‫عل ُذ ْكر لل ّن ّية َ‬ ‫جربيل ﭽ ﭧ ﭨ ﭼ‪ ،‬و ُك ْن َ‬ ‫ُ‬
‫تعال أعل َُم‪.‬‬ ‫واهلل َ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل وسلَّم عىل رسوله األمني‪ُ ،‬‬ ‫وصل ُ‬ ‫ني‪َّ ،‬‬ ‫هلل َر ّب العالَم َ‬

‫‪65‬‬
‫ِ‬
‫ُال َقالئد‬
‫ِفي َما اأج ِم َع ع َل ِ‬
‫يه ِمن ال َعقا ِئد‬

‫‪66‬‬
‫يضاء‪ ،‬وجع َل س ِب َ ِ‬ ‫هلل ال َِّذي بعث س ِيدنا ممدا بالمحج ِة الب ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‬ ‫الس ِب َ‬
‫يل أ ُ َّمته َّ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ َ ّ َ‬ ‫ََ َ َ ّ َ ُ ّ ً‬ ‫احلمد‬‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شه ُد ّأن‬ ‫الر ْمضاء‪ ،‬وأَ َ‬ ‫اهلل َشهاد ًة أَجنُو با َيو َم القيامة من َّ‬ ‫شه ُد أن ّل إله إ ّل ُ‬ ‫السوا َء‪ ،‬وأَ َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسلّم وز ْد وبارك وأَنع ْم وأَكر ْم علَيه‬ ‫ص ّل ِ َ‬ ‫الرسل واألنبياء‪ ،‬الل َُّه َّم َ‬ ‫سي ُد ُّ‬ ‫سي َدنا ُم َّم ًدا ّ‬ ‫ّ‬
‫والضياء‪ِ.‬‬ ‫عل الدنيا بالنور ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫مس َ ُّ‬ ‫الش ُ‬‫وعل ءاله وأَصحابه ما عا َدت َّ‬ ‫َ‬
‫االجت ِ‬
‫هاد‬ ‫ِ‬ ‫عميم‬ ‫امنا بِدعوى ت ِ‬ ‫أما بعد‪ ،‬فإن أقواما ِمن المخذُ ولِني قد تن َّطعوا يف أي ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ّ َ ُ‬
‫وأولئك ِر ٌ‬ ‫أهنم ِر ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يهات‬
‫جال‪ ،‬و َه َ‬ ‫َ‬ ‫جال‬ ‫عوى ّ‬ ‫مع األَئ ّمة ال ُفحول األَعال ِم ب َد َ‬ ‫وأنُم قد اس َت َووا َ‬ ‫ّ‬
‫حت‬ ‫عم ُهون َّ‬ ‫يهات ﴿ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﱠ﴾‪ ،‬ثُ ّم زا ُدوا يف َغ ِّي ِهم َي َ‬ ‫َه َ‬
‫ني ِف ال َع ِقيدة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫المسلم َ‬ ‫أص ًول أَمج َ َع علَيها ُعل ُ‬
‫َماء ُ‬ ‫دت ْأن أمج َ َع ُ‬ ‫فأر ُّ‬ ‫أنك َُروا ُح ّجي َة اإلمجاعِ؛ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وانع ِ‬ ‫وقدمت لذَ لِك م ِ‬
‫عال ْأن َي َنفع ِبا طال ِب‬ ‫راج ًيا ِمن اهلل َت َ‬ ‫قاده‪ِ ،‬‬ ‫قدمةً ِف معن اإلمجاع ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ ّ‬ ‫َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪.‬‬‫الوك ُ‬ ‫عم َ‬ ‫احل َ ّ ِق‪َ ،‬وهو َح ْس ِب ون َ‬

‫‪67‬‬
‫قاده‬ ‫َيفيةِ ِ‬
‫انع ِ‬ ‫يان ك ِ‬ ‫وب‬ ‫ه‬‫ت‬ ‫ي‬ ‫معن اإلمجاع ِ وح ِ‬
‫ج‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُ ّ َّ َ‬ ‫َ‬
‫فاق‪،‬‬ ‫الشء‪ ،‬وال ّثاين اال ّت ُ‬ ‫عل ّ‬ ‫زم َ‬ ‫أحدمها ال َع ُ‬ ‫اعلم ّأن اإلمجاع لغةً يطلق بمعنيني‪ُ :‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رص ِمن‬ ‫حممد ﷺ ‪ -‬يف َع ٍ‬ ‫فاتفاق أهل ِ احل َ ّل وال َعقد ‪ -‬وهم ُم َت ِه ُدو ّأمة ّ‬
‫اصطالحا ِ‬
‫ً ّ‬ ‫وأما‬
‫ّ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ُعصور عىل أمر د ّ‬
‫ِ ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫تعال‪﴿ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫قول اهلل َ‬ ‫ودليل ُح ِّج ّية اإلمجاع‬ ‫ُ‬
‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ‬
‫واتِباع ِ َغ ِري َس ِبيل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احل ّجة أ ّنه َت َ‬
‫الرسول ﷺ ّ‬ ‫عال َج َع َب َني ُمشاقّة َّ‬ ‫ووج ُه ُ‬ ‫ﮃ﴾ ؛ َ‬
‫( (‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ؤمنني يف ِ‬


‫المؤمنني‬ ‫يم ّاتِباع ِ َغ ِري َس ِبيل‬ ‫ِ‬
‫لزم َتر ُ‬ ‫الوعيد يف قَوله ﴿ﭻ ﭼ ﭽ﴾ َفي َ‬ ‫َ‬
‫الم ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ألن‬
‫الرسول ﷺ‪ّ ،‬‬ ‫حرم الّذي هو ُمشاقّ ُة َّ‬ ‫الم َّ‬‫وبني ُ‬ ‫راما لَما َج َ َع َبي َنه َ‬ ‫أل ّنه لَو لَ َي ُكن َح ً‬
‫عل أن اتِباع غ ِري س ِب ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫اجلمع بني حرامٍ ون ِق ِ‬
‫يلهم َحرا ٌم‪،‬‬ ‫ذلك َ ّ ّ َ َ َ‬ ‫فد ّل َ‬ ‫يضه ال َي ُسن يف َوعيد‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫وإن‬ ‫ِ‬
‫واجبا‪ ،‬إ ْذ ال واسط َة بني ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫السبيلَني‪ْ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫وإذا َح ُرم ّاتبا ُع َغري َسبيلهم كان ّاتبا ُع َسبيلهم ً‬
‫ت ُح ِّج ّي ُة اإلمجاعِ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫جوب ّاتباع ِ َسبيلهم ثَ َب َت ْ‬ ‫ت ُو ُ‬ ‫ثَ َب َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يأت‬
‫وح ّجةٌ‪ ،‬فال َيص ُّح ْأن َ‬ ‫مجاع ُ‬ ‫رص عىل ىشء فهو ِإ ٌ‬ ‫جته ُدون يف َع ٍ‬ ‫الم ِ‬ ‫فإذا ا َّت َفق ُ‬
‫السابِ ُقون‪.‬‬ ‫عدهم َمن َين ُقض ما ا َّت َفق عليه ّ‬ ‫َب َ‬
‫االختالف ال َيصلُح ّاتِبا ُعه وال‬ ‫ِ‬ ‫الدين َك ِث ُري‬ ‫الحدة أن هذا ِ‬ ‫وقد ادعى بعض الم ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ َ‬
‫اإلسفراييين فقال‪:‬‬ ‫ِ‬
‫َيهم ال ُف ُحول من ال ُعلماء كأيب إسحاق‬ ‫ِ‬ ‫واب منه‪ ،‬فر َّد عل ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الص ُ‬ ‫عرف ّ‬ ‫ُي َ‬
‫قول الم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مسائ َل اإلمجاع ِ أك َث ُر ِمن ِع ِ‬ ‫ِ‬
‫لحدة‪:‬‬ ‫ألف َمسألة‪ ،‬وهبذا ُي َر ّد ُ ُ‬ ‫رشين َ‬ ‫«حنن َنعلَم ّأن‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأت‪ ،‬بل‬ ‫ين َكث ُري االختالف إ ْذ لَو كان ح ًّقا لما اخ َت َل ُفوا فيه‪ .‬ف َن ُقول‪ :‬أخط َ‬ ‫الد َ‬ ‫إن هذا ّ‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬ ‫سائ ُل اإلمجاع ِ أك َث ُر ِمن ِع ِ‬ ‫ِ‬
‫فاق ِمنها‬ ‫االتِ ُ‬ ‫ِ‬
‫ألف َمسألة‪ ،‬ثُ ّم لَ ا من ال ُفروع ِ الّيت َيق َُع ّ‬ ‫ين َ‬ ‫رش َ‬ ‫َم‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول أك َثر من مائة ألف َمسألة»‪،‬‬ ‫أص ُ‬‫وعلَيها وهي صادر ٌة عن َمسائل اإلمجاع ِ الّيت هي ُ‬
‫يش( ( ‪.‬‬ ‫الزر َك ُّ‬ ‫التتيب» نقلَه عنه ّ‬ ‫«شح ّ‬ ‫ذ َكره يف َ‬

‫النساء‪.)115( ،‬‬‫( ( سورة ِ‬


‫ّ‬
‫الزر َك ِّش‪.)384/6( ،‬‬
‫َّ‬ ‫ين‬ ‫الد‬
‫ّ‬ ‫بدر‬ ‫الفقه‪،‬‬ ‫أصول‬ ‫يف‬ ‫يط‬‫ح‬‫( ( البحر الم ِ‬
‫ُ‬
‫‪68‬‬
‫لإجما ُع ِف ال َعقا ِئد‬
‫ا ِ‬
‫والعلم ِبا م ِّ‬ ‫احلقائق ثابِت ٌة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تحقق( ( ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الس ّنة واجلماعة قد أَمج ُعوا عىل ّأن‬ ‫هل ّ‬ ‫اعلَم أَ ّن أَ َ‬
‫قل( ( ‪.‬‬ ‫اد ُق وال َع ُ‬ ‫ّاهرة الس ِليم ُة واخلرب الص ِ‬ ‫العلم ِهي احلواس الظ ِ‬ ‫وأَن أسباب ِ‬
‫َُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فليه مدث ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأعراضه( ( ‪.‬‬ ‫وجواهره‬ ‫وأفراده‬ ‫نسه‬ ‫وس َّ ُ ْ َ‬ ‫وأَ ّن العامل َ ُعلو َّيه ُ‬
‫ِ‬ ‫شابه شء يف ِ‬
‫ذاته وال يف ِصفاتِه وال أفعاله( ( ‪،‬‬ ‫خالق العالَ ال ُياثِله وال ُي ِ َ‬ ‫اهلل ُ‬ ‫وأَ ّن َ‬
‫داية‬ ‫ِ‬
‫َديم ال ب َ‬ ‫واحد ال رشيك له ‪ ،‬ق ٌ‬
‫( (‬ ‫ِ‬
‫ض( ( ‪ ،‬بل هو ٌ‬ ‫وتعال ِبس ٍم وال َع َر ٍ‬ ‫َ‬ ‫فليس ُسبحا َنه‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ( (‬
‫يد ال ءامر له‪ ،‬شاء ال َيكون َّإل ما ُيريد ‪ ،‬قاد ٌر ال َش َء‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫له‪ ،‬باق ال ن َاي َة له ‪ُ ،‬مر ٌ‬
‫(‬ ‫(‬

‫بص من‬ ‫يب والشهادة( ( ( ‪ ،‬سميع بسمع ٍ من غري أُذُن( ( ( ‪ ،‬ب ِصري بِ ٍ‬ ‫عجزه( ( ‪ ،‬عاملُ ال َغ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُي ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫حد‬ ‫صوت وال لُ َغة( ( ( ‪َ ،‬ح ٌّي ُّقيو ٌم أَ ٌ‬ ‫غري َح َدقَة ‪ُ ،‬متكل ٌّم بكالمٍ واحد ليس برف وال َ‬
‫(((‬

‫ِ‬ ‫مد‪ ،‬لَ ي ِل ْد ومل يول َْد‪ ،‬ال تُ ِ‬


‫فاهلل ال‬
‫ك ُ‬ ‫صو ْر َت بِبال َ‬ ‫فهام ‪َ ،‬م ْهما َت َّ‬
‫(((‬
‫األوهام واأل َ ُ‬
‫ُ‬ ‫در ُك ُه‬ ‫ُ‬ ‫ص ٌ َْ‬ ‫َ‬

‫عراين‪( ،‬ص‪.)652/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‬ ‫(‬


‫الش ّ‬
‫الم َنن الكربى (لَطائف الم َنن واألخالق)‪ ،‬عبد الو ّهاب ّ‬
‫فية‪ ،‬عصام اإلسفراييين‪( ،‬ص‪.)46/‬‬ ‫النس ّ‬ ‫حاشية عىل رشح العقائد َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫الف َرق‪ ،‬أبو منصور البغدادي‪( ،‬ص‪.)315/‬‬ ‫الفرق بني ِ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫َ‬
‫يدي‪.)35/2( ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫الزب ّ‬‫المتقني‪ ،‬حممد مرتىض َّ‬ ‫السادة َّ‬
‫إحتاف ّ‬
‫التصوف‪ ،‬أبو بكر الكالباذي‪( ،‬ص‪.)41/‬‬ ‫ُّ‬ ‫التعرف لمذهب أهل‬ ‫ُّ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫عراين‪( ،‬ص‪.)13/‬‬ ‫الش ّ‬
‫ُدسية‪ ،‬عبد الو ّهاب ّ‬ ‫األنوار الق ّ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫الدين‪ ،‬أبو منصور البغدادي‪( ،‬ص‪.)91/‬‬ ‫أصول ِ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ّ‬
‫هل به‪ ،‬أبو بكر الباقل ّين‪( ،‬ص‪.)13/‬‬ ‫ِ‬
‫اإلنصاف فيما جيب اعتقا ُده وال جيوز اجلَ ُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫التصوف‪ ،‬أبو بكر الكالباذي‪( ،‬ص‪.)35/‬‬ ‫ُّ‬ ‫التعرف لمذهب أهل‬ ‫ُّ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫التصوف‪ ،‬أبو بكر الكالباذي‪( ،‬ص‪ .)35/‬اإلقناع يف مسائل اإلمجاع‪ ،‬أبو‬ ‫ُّ‬ ‫التعرف لمذهب أهل‬‫ُّ‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬
‫احلسن ال َقطّان‪.)35/1( ،‬‬ ‫َ‬
‫( اإلقناع يف مسائل اإلمجاع‪ ،‬أبو َ‬
‫احلسن ال َقطّان‪.)35/1( ،‬‬ ‫(‬ ‫(‬
‫( المصدر السابق‪.‬‬ ‫(‬ ‫(‬
‫التصوف‪ ،‬أبو بكر الكالباذي‪( ،‬ص‪.)40/‬‬ ‫ُّ‬ ‫التعرف لمذهب أهل‬ ‫ُّ‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬
‫التصوف‪ ،‬أبو بكر الكالباذي‪( ،‬ص‪.)35/‬‬ ‫ُّ‬ ‫التعرف لمذهب أهل‬ ‫ُّ‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬
‫‪69‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫غريه( ( ‪.‬‬‫ت َعني الذّ ات وال َ‬ ‫زلية أَ َبد ّية َ‬
‫وليس ْ‬ ‫ك‪ ،‬وأَ ّن صفاته الذّ ات ّي َة أَ ّ‬ ‫شب ُه ذل َ‬ ‫ُي‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ( (‬
‫هات وال‬ ‫واه‪ ،‬فال َت ِويه اجل ُ‬ ‫عما س ُ‬ ‫قبل ُك ّل ِ ىشء ‪ ،‬وهو ُمس َتغن ٍ ّ‬ ‫كان َ‬ ‫تعال َ‬ ‫اهلل َ‬ ‫وأَ َّن َ‬
‫خب ال كما َيط ُُر لل َب َش‪.‬‬ ‫ماوات ‪ ،‬وأَنَّه اس َت َوى كما أَ َ َ‬ ‫والس‬
‫ون َّ‬ ‫األرض َ‬ ‫َتك َتن ُفه‬
‫( (‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والني ِ‬
‫ات‬ ‫َنات واخل ِ‬
‫واط ِر ِ‬ ‫كات والسك ِ‬ ‫واهر واألجسا ِم واألَعمال ِ واحلر ِ‬ ‫وأَن اهلل خالِق اجل ِ‬
‫ّّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ُ َ‬
‫واحلسن( ( ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫والش والق َِبيح‬ ‫واخلري َّ ِ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫َلق الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫بد فقد‬ ‫فمن أَنك ََرها أو جعلَها ب ِ َ‬ ‫وأن للعبد َمشيئةً هي تابع ٌة لمشيئة اهلل‪َ ،‬‬ ‫َّ‬
‫كف َر( ( ‪.‬‬
‫َ‬
‫واالستطاع ُة َنوعان‪:‬‬ ‫ِ‬

‫ون ِص َّحة‬ ‫ِ‬


‫واآلالت ِ‬ ‫ِ‬ ‫الفعل ِ‬ ‫استطاع ٌة سابِ َق ٌة عىل ِ‬ ‫ِ‬
‫وبا ي ُك ُ‬ ‫األسباب‬ ‫وهي َسالم ُة‬ ‫َ‬
‫كليف‪.‬‬ ‫الت ِ‬
‫َّ‬
‫قارنه وهي حقيق ُة القدرةِ ال َِّت يكون ِبا ِ‬ ‫ِ‬
‫عل‪.‬‬ ‫الف ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫واستطاع ٌة تُ ِ ُ‬
‫وي ِض ُّل َمن َيشاء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كر ًما ‪ُ ،‬‬ ‫عدل َوير ُز ُق َ‬ ‫ب ً‬ ‫َضل َو ُيعاق ُ‬ ‫يب ف ً‬ ‫اهلل تعاىل ُيث ُ‬ ‫َوأمج َ ُعوا أَ َّن َ‬
‫( (‬

‫هيدي َمن َيشاء‪.‬‬ ‫و ِ‬


‫َ‬
‫ليس ِمنه بِظل ٍم( ( بِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫عذيب ُه الم ِط ِ‬ ‫ِ‬
‫الدواب َو َتوجي َع ُه األَطفال َ‬ ‫يالمه َّ‬
‫يع وإ َ‬ ‫وأن َت َ ُ َ‬ ‫َّ‬

‫التصوف‪ ،‬أبو بكر الكالباذي‪( ،‬ص‪.)37/‬‬ ‫ُّ‬ ‫التعرف لمذهب أهل‬ ‫ُّ‬ ‫( (‬
‫احلسن ال َقطّان‪.)56/1( ،‬‬ ‫اإلقناع يف مسائل اإلمجاع‪ ،‬أبو َ‬ ‫( (‬
‫المعايل اجلُ َو ّيين‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫( (‬
‫بني الف َرق‪ ،‬أبو منصور البغدادي‪( ،‬ص‪ .)321/‬اإلرشاد إىل قواطع األدلّة‪ ،‬أبو َ‬ ‫الفرق َ‬ ‫َ‬
‫الرازي‪.)449/29( ،‬‬
‫ّ‬ ‫الدين‬
‫(ص‪ .)21/‬التفسري الكبري‪ ،‬فخر ّ‬
‫يدي‪.)448/2( ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫( (‬
‫الزب ّ‬‫المتقني‪ ،‬حممد مرتىض َّ‬ ‫السادة َّ‬
‫إحتاف ّ‬
‫التصوف‪ ،‬أبو بكر الكالباذي‪( ،‬ص‪.)44/‬‬ ‫ُّ‬ ‫التعرف لمذهب أهل‬‫ُّ‬ ‫( (‬
‫الدين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أصول‬ ‫يف‬ ‫األفكار‬ ‫أبكار‬ ‫(ص‪.)62/‬‬ ‫الكالباذي‪،‬‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫ف‪،‬‬‫التصو‬
‫ُّ‬ ‫أهل‬ ‫لمذهب‬ ‫ف‬ ‫التعر‬ ‫ُّ‬ ‫( (‬
‫اآلمدي‪.)224/2( ،‬‬‫ّ‬ ‫الدين‬
‫سيف ّ‬
‫احلسن ال َقطّان‪.)57/1( ،‬‬‫اإلقناع يف مسائل اإلمجاع‪ ،‬أبو َ‬ ‫( (‬
‫‪70‬‬
‫ّاتِصا ُف ُه بالظُّلم ُم ٌال( ( ‪.‬‬
‫ِ‬
‫الم َن َّزل ال َِّذي‬ ‫ني‪ ،‬وأَ َّن الل َ‬
‫َّفظ ُ‬
‫ِ‬
‫المخلُوق َ‬
‫وجل ال ُيشب ُه كال َم َ‬
‫ِ‬ ‫عز ّ‬ ‫كالم اهلل ّ‬ ‫رءان ُ‬ ‫َوأَ َّن ال ُق َ‬
‫ات بل هو ِعبار ٌة عن ُه( ( ‪،‬‬ ‫نبياء والمرس ِلني لَيس عني الكَالم الذّ ِ‬ ‫سي ِد األ َ ِ‬ ‫عل ِ‬ ‫َن َز َل بِه ِج ِرب ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يل َ ّ‬
‫سمى قُرءا ًنا‪.‬‬ ‫َو ُك ٌّل ُي َّ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫تاب َو ُم َت ِ ِ‬ ‫الك ِ‬ ‫ون ِؤمن بِمح َك ِم ِ‬
‫َمات ُه َّن أ ُ ُّم‬
‫والم ْحك ُ‬ ‫شابه َو َن ُقول ُك ٌّل من عند اهلل ‪ُ -‬‬ ‫َُ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجل َعما َتق َتضيه ظَواهر الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يق‬ ‫تشابات من ُك ّل َوصف ال َيل ُ‬ ‫ُ‬ ‫عز ّ ّ‬ ‫الكتاب ‪َ -‬ونُ َن ِّز ُه ُه ّ‬
‫ِ‬
‫ِبَالله‪.‬‬
‫وجو ُد َولَو ق َِدميًا‪.‬‬ ‫الم ُ‬ ‫والش ُء ُهو َ‬ ‫م َّر ًما‪َّ ،‬‬ ‫نفع َولَو ُ َ‬ ‫زق ما َي ُ‬ ‫الر َ‬‫َوأَ َّن ِ‬
‫ّ‬
‫ول بِأَ َج ِل ِه( ( ‪.‬‬ ‫ت َمق ُت ٌ‬ ‫والم ّ ِي ُ‬
‫جل واح ٌد َ‬
‫وأَن األ َ َ ِ‬
‫َ َّ‬
‫حادثَ ٌة( ( ‪.‬‬ ‫وأَن الروح ملُو َق ٌة ِ‬
‫َ َّ ُّ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل َب َعث األ َ ِنبياء ُم َب ِّ ِ‬
‫ني‪ ،‬أَ َّو ُلُم ءا َدم‪،‬‬ ‫ين‪ ،‬ف ََّضلَهم عىل سائ ِر العالَم َ‬ ‫ين َوم ُنذر َ‬ ‫ش َ‬ ‫َوأَ َّن َ‬
‫عج ِ‬ ‫فضلُهم ُممد صلوات رب وسالمه عليهم أَمجَعني( ( ‪ ،‬أَي َدهم بالم ِ‬ ‫ِ‬
‫زات‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫وءاخ ُرهم وأَ َ ُ‬
‫عضهم ُك ُت ًبا‪.‬‬ ‫دق ِهم‪ ،‬وأَنز َل عىل ب ِ‬ ‫الدال َِّة عىل ِص ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫بليغ( ( ‪َ ،‬ويس َت ِح ُ‬ ‫والعفة والت ِ‬ ‫والفطانة ِ‬
‫الصدق واألَما َنة َ َ‬ ‫جيب ل ِ ُك ّل ٍ ِمنهم ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َوأَنَّ ُه ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عليهم ك ُّل ما ين ِفر عن َقبول ِ د ِ‬
‫قد ُح يف‬ ‫عراض الَّيت ال َت َ‬ ‫يو ُز ف َح ّقهم األ َ َ‬ ‫عوتم‪َ ،‬و َ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َُّ ُ‬ ‫ُ‬

‫التصوف‪ ،‬أبو بكر الكالباذي‪( ،‬ص‪.)51/‬‬ ‫ُّ‬ ‫التعرف لمذهب أهل‬ ‫ُّ‬ ‫( (‬
‫ِ‬
‫والن َحل‪ ،‬أبو الفتح‬ ‫ِ‬ ‫( (‬
‫التصوف‪ ،‬أبو بكر الكالباذي‪( ،‬ص‪ .)39/‬الملَل ّ‬ ‫ُّ‬ ‫التعرف لمذهب أهل‬ ‫ُّ‬
‫الرازي‪.)315/2( ،‬‬
‫ّ‬ ‫ين‬‫الد‬
‫ّ‬ ‫فخر‬ ‫األصول‪،‬‬ ‫دراية‬ ‫يف‬ ‫قول‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫هناية‬ ‫(‪.)89/1‬‬ ‫‪،‬‬‫هرستاين‬
‫ّ‬ ‫الش‬
‫ّ‬
‫التصوف‪ ،‬أبو بكر الكالباذي‪( ،‬ص‪.)57/‬‬ ‫ُّ‬ ‫التعرف لمذهب أهل‬ ‫ُّ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫األندليس‪.)106/7( ،‬‬
‫ّ‬ ‫ان‬ ‫حي‬
‫ّ‬ ‫أبو‬ ‫التفسري‪،‬‬ ‫يف‬ ‫المحيط‬ ‫البحر‬ ‫(‬ ‫(‬
‫الدين‪ ،‬أبو منصور البغدادي‪( ،‬ص‪.)177/‬‬ ‫أصول ِ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ّ‬
‫األندليس‪.)211/1( ،‬‬ ‫ِ‬
‫حرر الوجزي يف تفسري الكتاب العزيز‪ ،‬ابن َعط ّية‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ّ‬ ‫الم َّ‬ ‫ُ‬
‫‪71‬‬
‫َمراتِ ِبهم( ( ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ؤال الم َلك ِ ِ‬ ‫وأَن عذاب الق ِ ِ‬
‫ساب‬
‫رش واحل َ‬ ‫عث واحل َ َ‬ ‫َني والقيام َة وال َب َ‬ ‫وس َ َ‬ ‫يمه ُ‬ ‫َرب ونع َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫والمزيان ِ‬ ‫ِ‬
‫والشفا َعة َح ٌّق( ( ‪.‬‬ ‫وض َّ‬ ‫والصاطَ واحل َ َ‬ ‫َ ّ‬
‫َرب َويوم‬ ‫يدان‪ ،‬وأَ َّن ال َعذاب وال َّن ِعيم يف الق ِ‬
‫يان وال ت ِب ِ‬
‫َ‬
‫ُوقتان ال تفن ِ‬
‫َ َ‬
‫وأن اجلن َة والنار َمل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َّ ّ َ‬
‫ِ‬
‫بالروح ِ واجل َ َسد( ( ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يامة وف اجل َ َّنة وال ّنار ُّ‬ ‫الق َ‬
‫ٍ‬ ‫القيام ِة بال َك ٍ‬
‫يف وال م ٍ‬ ‫ني يرون اهلل يوم ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫كان وال ِجهة ال َكما ُي َرى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫المؤمن َ َ َ َ َ َ‬ ‫َوأَ َّن ُ‬
‫المخلُوق( ( ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورا وال ِإنا ًثا( ( ‪ ،‬ال يأ ُكلون وال َي َرش َ‬
‫بون وال‬ ‫ليسوا ُذ ُك ً‬ ‫ون‪ُ ،‬‬ ‫كر ُم َ‬ ‫المالئ َك َة عبا ٌد هلل ُم َ‬ ‫وأن َ‬‫َّ‬
‫ؤم ُرون( ( ‪.‬‬ ‫فعلون ما ُي َ‬ ‫َ‬ ‫وي‬
‫عصون َاهلل ما َأم َر ُهم َ‬ ‫ون ‪ ،‬ال َي ُ‬
‫( (‬
‫تعب َ‬ ‫ون وال َي ُ‬ ‫ون وال َيتناك ُح َ‬ ‫نام َ‬
‫َي ُ‬
‫ون ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ِ‬
‫فم ُنهم‬ ‫ون ُم َت َع َّب ُد َ‬
‫يس‪ ،‬وهم ُمك َّل ُف َ‬ ‫األول إبل ُ‬ ‫ون ‪ ،‬أَبُو ُهم ّ‬ ‫موجو ُد َ‬ ‫وأن اجل َّن ُ‬
‫( (‬

‫ِ‬ ‫الصالِح ِ‬
‫وم ُنهم الطّال ُح‪.‬‬ ‫ّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الشائع ِ أَمج َ ِعني( ( ‪.‬‬ ‫ت ما خالَفها من َّ‬ ‫حممد ﷺ قد َن َس َخ ْ‬ ‫شي َعة َس ّيدنا ّ‬
‫ِ‬ ‫وأن َ ِ‬ ‫َّ‬

‫التصوف‪ ،‬أبو بكر الكالباذي‪( ،‬ص‪.)70-69/‬‬ ‫ُّ‬ ‫التعرف لمذهب أهل‬ ‫ُّ‬ ‫( (‬
‫احلسن ال َقطّان‪.)53-50/1( ،‬‬ ‫اإلقناع يف مسائل اإلمجاع‪ ،‬أبو َ‬ ‫( (‬
‫ِ‬
‫الدين‪ ،‬أبو منصور البغدادي‪،‬‬ ‫( (‬
‫احلسن ال َقطّان‪ .)52/1( ،‬أصول ّ‬ ‫اإلقناع يف مسائل اإلمجاع‪ ،‬أبو َ‬
‫(ص‪.)263/‬‬
‫التعرف لمذهب أهل‬ ‫ِ‬ ‫( (‬
‫النووي‪ُّ .)15/3( ،‬‬
‫ّ‬ ‫الدين‬
‫المنهاج يف رشح صحيح ُمسلم بن احلَ ّجاج‪ ،‬حميي ّ‬
‫التصوف‪ ،‬أبو بكر الكالباذي‪( ،‬ص‪.)42/‬‬ ‫ُّ‬
‫خرف‪:‬‬‫الز‬
‫ُّ ُ‬ ‫ورة‬ ‫[س‬
‫ُ‬ ‫ﲨ﴾‬ ‫ﲧ‬ ‫ﲥ‬ ‫ﲤ‬ ‫ﲣ‬ ‫ﲢ‬ ‫ﲡ‬ ‫ﲠ‬ ‫ﲟ‬ ‫﴿‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫اهلل‬ ‫قال‬ ‫( (‬
‫‪.]19‬‬
‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ﴾ ُ‬
‫[سورة األنبياء‪.]20 :‬‬ ‫( (‬
‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ‬ ‫( (‬
‫حريم‪.]6 :‬‬ ‫ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ﴾ ُ‬
‫الت ِ‬
‫[سورة َّ‬
‫اآلمدي‪.)31/4( ،‬‬
‫ّ‬ ‫الدين‬ ‫( ( أبكار األفكار يف أصول ّ‬
‫الدين‪ ،‬سيف ّ‬
‫ِ‬ ‫( ( روضة الن ِ‬
‫اظر‪ ،‬ابن قُدامة المقد ّيس‪.)229/1( ،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫‪72‬‬
‫ِ‬
‫األولياء َح ٌّق( ( ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫رامات‬ ‫وأن َك‬‫َّ‬
‫ِ‬ ‫والتب َك ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األنبياء‬ ‫بآثار‬ ‫الصالَة َّ َ ُّ‬ ‫وس َل إىل اهلل بالذَّ وات الفاضلَة واألعمال ّ‬ ‫الت ُّ‬
‫وأن َّ‬ ‫َّ‬
‫ني َح َس ٌن( ( ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والصاحل َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وأن شد ِ ِ ِ ِ‬
‫رب ٌة إىل اهلل( ( ‪.‬‬
‫ني قُ َ‬
‫والصاحل َ‬ ‫الرحال بقصد زيارة قَرب ال َّن ِ ّب ﷺ وغريه من األولياء ّ‬ ‫َّ َ َّ ّ‬
‫عندهم( ( ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األحياء هلم وت ِ‬ ‫وأن األموات ينت ِفعون بِد ِ‬
‫صدقهم عنهم وقراءتم ال ُقرءان َ‬ ‫ُ َ ُّ‬ ‫عاء‬ ‫َ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َّ‬
‫واجب( ( ‪.‬‬ ‫الب َدع ِ ِ‬ ‫حذير ِمن أهل ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الت َ‬ ‫وأن َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫نب ما لَ َيس َت ِحلَّه‪.‬‬ ‫بلة بِذَ ٍ‬ ‫حدا من أهل الق‬ ‫َوأنّا ال نُك َّف ُر أَ ً‬
‫عص َي َة َولَو َك ِبري ًة ال ُت ِرج ُمر َت ِك َبها ِمن ِاإلميان( ( ‪.‬‬ ‫وأن الم ِ‬
‫َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َلك ل َمن َيشاء( ( ‪.‬‬ ‫ون ذ َ‬ ‫مات َعلَيه َويغف ُر ما ُد َ‬ ‫فر ل َمن َ‬ ‫اهلل ال َيغف ُر ال ُك َ‬ ‫َوأَ َّن َ‬
‫ِ‬
‫اهلل ِمن ال ُع َل( ( ‪.‬‬
‫حيث شا َء ُ‬ ‫ُ‬ ‫الي َق َظة ِإ َل‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫رسي بال َّن ِب ﷺ و ُع ِر َج ب َشخصه ف َ‬
‫وأَنَّه قَد أ ُ ِ ِ‬
‫َ‬
‫اهلل تعاىل ِمن ءا َدم َوذ ّ ُِر َّيته َح ٌّق( ( ‪.‬‬ ‫يثاق الّذي أَخذه ُ‬
‫الم َ ِ‬ ‫وأَن ِ‬
‫َّ‬
‫هدي وخروج الم ِسيح ِ ويأَجوج ومأجوج ونز َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ريم‬
‫يس ابن َم َ‬ ‫ول ع َ‬ ‫َ ُ َ َ َ ُ َ َ ُُ‬ ‫الم ّ َ ُ ُ َ َ‬ ‫ور َ‬ ‫وأَ َّن ظ ُُه َ‬

‫التعرف لمذهب أهل التصوف‪ ،‬أبو بكر الكالباذي‪( ،‬ص‪ .)71/‬الفرق بني ِ‬
‫الف َرق‪ ،‬أبو منصور‬ ‫( (‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫البغدادي‪( ،‬ص‪.)310/‬‬
‫بكي‪( ،‬ص‪.)121/‬‬ ‫ِ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫الس ّ‬
‫الدين ُّ‬
‫تقي ّ‬
‫السقام يف زيارة خري األنام ﷺ‪ّ ،‬‬‫شفا َّ‬
‫السابِق‪.‬‬
‫المصدر ّ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫العسقالين‪( ،‬ص‪.)79/‬‬ ‫السماع‪ ،‬ابن ح َجر‬ ‫ِ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ّ‬ ‫المتباينة َّ‬
‫اإلمتاع باألربعني ُ‬
‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ﴾ ُ‬
‫[سورة‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ءال ِعمران‪.]104 :‬‬
‫ِ‬
‫وخي‪( ،‬ص‪.)56/‬‬
‫الت ُن ّ‬
‫واين‪ ،‬ابن ناجي َّ‬‫( ( رشح رسالة الق ََري ّ‬
‫[سورة ِّالنساء‪.]48 :‬‬
‫( ( قال اهلل تعاىل‪ ﴿ :‬ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ﴾ ُ‬
‫الدين‪ ،‬أبو المظ َّفر اإلسفراييين‪( ،‬ص‪.)177/‬‬‫( ( التبصري يف ّ‬
‫قال اهلل تعاىل‪ ﴿ :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶﭷ‬ ‫( (‬
‫ﭸ﴾ ُ‬
‫[سورة األعراف‪.]172 :‬‬
‫‪73‬‬
‫أخب بِه ال َّن ِ ّب عليه الصالة والسالم ِمن‬
‫وسائر ما َ‬ ‫َ‬
‫الشمس ِ ِمن ِ‬
‫مغربا‬ ‫وطلوع َّ‬
‫َ‬ ‫عليه السالم‬
‫حق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال َغيب ّيات ُك ّل ذلك ٌّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُونم( ( ‪،‬‬ ‫ثم الّذين يل َ‬
‫ُونم ّ‬‫ثم الّذين يل َ‬ ‫وأَ ّن َخ َري ال ُق ُرون ق َْرن َرسول اهلل ﷺ وأصحابه ّ‬
‫عتف بِفضل ِ أَهل ِ ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫فضل الصحاب ِة واخللَفاء ِ‬
‫يت‬ ‫َ‬ ‫ون( ( ‪ ،‬وأَ ّنا َن َ ُ‬
‫المهد ُّي َ‬ ‫ون َ‬
‫الراش ُد َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫وأَ َّن أَ َ َّ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َرسول اهلل وأَزواجه أُ َّمهات المؤمن َ‬
‫ني‪.‬‬
‫اس نصب ِإمامٍ( ( ولَو مفض ًول‪ ،‬وأن طاع َة ِاإلما ِم ِ‬
‫العادل ِ ِ‬
‫واجب ٌة( ( ‪.‬‬ ‫ّ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫عل ال ّن ِ َ ُ‬ ‫ب َ‬‫وأَنَّه َي ُ‬
‫ثمان وع ِل ٍ كانت ح َّقة( ( وأن عليا أَصاب يف ِقتال ِ‬ ‫مام َة أَ ِب َب ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ ًّ‬ ‫َ‬ ‫كر َو ُع َم َر َو ُع َ َ َ ّ َ‬ ‫وأَ َّن إ َ‬
‫عائ َش َة م َبأَ ٌة ِم َن ِّ‬ ‫ِ‬ ‫صحاب اجلمل ِ وأَهل ِ‬ ‫ِ‬
‫الزنا‪.‬‬ ‫ُ َّ‬ ‫هروان( ( ‪ ،‬وأَ َّن‬ ‫صفني وأَهل ال َّن َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫أَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫قدم‪.‬‬ ‫الس ّنة ُم َّ‬ ‫نصور الماتُريد َّي ُك ّل م ُنهما إمام ألَهل ِ ّ‬ ‫وأَ َّن أَبا احل َ َسن ِ األَش َع ِر َّي وأَبا َم ُ‬
‫صاحب ِ‬ ‫دادي ِ طَريق ق َِويم‪ ،‬وأن الش ِافعي وأَبا ح ِن َيف َة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأَ َّن ط َ ِ‬
‫يه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ َّ ّ َّ َ َ‬ ‫َريق اإلما ِم اجل ُ َنيد ال َب ْغ ّ‬
‫واختالفهم َرمحَة باألَنا ِم‪.‬‬ ‫سائر أَ ِئم ِة ِاإلسال ِم أَ ِئمة هدى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ ُ َ‬ ‫فيان َو َ َّ‬ ‫محد َو ُس َ‬ ‫َومال ًكا وأَ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني‪.‬‬
‫المسلم َ‬ ‫عل ك ّل ِ َب ّ ٍر وفاج ٍر من ُ‬ ‫لف َ‬ ‫الصال َة َتُو ُز َخ َ‬ ‫وأَ َّن َّ‬
‫والس َف ِر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫سح َع َل اخل ُ َّفني جائ ٌز ف احل َ َض َّ‬ ‫الم َ‬ ‫َوأَ َّن َ‬

‫احلسن ال َقطّان‪.)58/1( ،‬‬


‫اإلقناع يف مسائل اإلمجاع‪ ،‬أبو َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫المصدر السابِق‪.)59/1( ،‬‬ ‫(‬ ‫(‬
‫النووي‪.)205/12( ،‬‬ ‫الدين‬ ‫ِ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ّ‬ ‫المنهاج يف رشح صحيح ُمسلم بن احلَ ّجاج‪ ،‬حميي ّ‬
‫احلسن ال َقطّان‪.)60/1( ،‬‬‫اإلقناع يف مسائل اإلمجاع‪ ،‬أبو َ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫الدين‪ ،‬أبو المظ َّفر اإلسفراييين‪( ،‬ص‪.)178/‬‬ ‫التبصري يف ّ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ِ‬
‫رجاين يف كتابِه «اإلمامة» وعنه القُرطيب‪ .‬ال ّتذكرة بأحوال المو َتى وأمور اآلخرة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫نقلَه عبد القاهر اجلُ‬ ‫(‬ ‫(‬
‫ّ‬
‫ُرطيب‪( ،‬ص‪.)1089/‬‬ ‫الدين الق ّ‬ ‫شمس ّ‬
‫‪74‬‬
‫ِِ‬ ‫ُ ِ َ ِ ِ ِ ِ‬
‫ني ِإىل ِقيا ِم‬ ‫مر من أَئ َّمة ُ‬
‫المسلم َ‬
‫ماض ِ‬
‫يان َمع أول األ‬ ‫ضان ِ‬ ‫وأَن احلج واجلِهاد فَر ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َّ َ َّ‬
‫ِ‬
‫السا َعة‪.‬‬
‫ّ‬
‫وعل ءالِه الط ِ‬ ‫ِ‬
‫حاب ِته‬
‫وص َ‬ ‫ّاهرين َ‬ ‫حمم ٍد َ‬ ‫عل ِ ِ‬
‫سيدنا ّ‬ ‫اهلل َ ّ‬
‫وصل ُ‬‫ب العال َِمني‪َّ ،‬‬ ‫هلل ر ِ‬
‫واحلمد َ ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم اهلل عل ِ‬ ‫ِِ‬
‫َيهم أمجَعني‪.‬‬ ‫وس ُ‬ ‫الط َّيبني‪َ ،‬‬

‫‪75‬‬
‫فهرس الكتاب‬

‫الدكتور َجِيل َح ِليم‪4....................................................‬‬ ‫ِ‬


‫بالشيخ ُّ‬ ‫نُ ْبذَ ة تعريف َّية ّ‬
‫الدكتور َجِيل َح ِليم ِإ َل َر ُسول ِ اهلل ﷺ‪7...........................................‬‬ ‫الشيخ ُّ‬ ‫ب ّ‬ ‫َن َس ُ‬
‫قدمة ‪8...................................................................................‬‬ ‫الم ِ‬
‫ُ ّ‬
‫وط َئة ‪9...................................................................................‬‬ ‫الت ِ‬
‫َّ‬
‫يدة أهل ِ اإلميان‪9...........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المزيان يف َبيان َعق َ‬
‫ِ‬
‫وإسناده ‪13...................................................‬‬ ‫قدم ٌة يف ِعل ِم احلديث ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫م ِ‬
‫الشيف ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ّ‬
‫أمهية اإلسناد‪13............................................................................ :‬‬
‫اإلسناد و َطل َُب ُه‪13.......................................................................:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُعل ُُّو‬
‫ِ‬ ‫طُرق ِ‬
‫والرواية‪15......................................................................:‬‬ ‫التلَقّي ّ‬ ‫ُ َّ‬
‫ني ال َعلياء ‪17.....................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األربع َ‬ ‫خطب ُة َ‬ ‫ُ‬
‫البخار ّي ‪18....................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ص ِحيح‬ ‫فمن َ‬
‫ِ‬

‫سلم ‪26.......................................................................‬‬ ‫ومن صحيح م ِ‬ ‫ِ‬


‫ُ‬
‫ومن ُس َنن ابن ِ ماج ْه ‪38......................................................................‬‬ ‫ِ‬

‫داود ‪41........................................................................‬‬ ‫ِ‬


‫ومن ُس َنن أيب ُ‬
‫مذ ّي ‪42.......................................................................‬‬ ‫ومن سنن الت ِ‬ ‫ِ‬
‫َُ ّ‬
‫سائي ‪48........................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫ومن ُس َنن ال َّن ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن ُموطَّإ مالك ٍ ‪52.........................................................................‬‬
‫أمحد ‪54..........................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫ومن ُمس َند َ‬
‫درك احلاكِم ‪56.....................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫ومن ُمس َت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان ‪57.............................................................‬‬ ‫الصغري للط ََّب ّ‬ ‫المع َج ِم َّ‬ ‫ومن ُ‬
‫ومن صحيح ِ ابن ِ ِح ّبان ‪57...................................................................‬‬ ‫ِ‬

‫خات ٌة ‪62.................................................................................‬‬ ‫ِ‬

‫‪76‬‬
‫َك ِلم ُة اخلِتا ِم ‪65..............................................................................‬‬
‫يفي ِة ِ‬
‫انع ِ‬ ‫ِ‬ ‫معن اإلمجاع ِ ِ‬
‫قاده ‪68..................................................‬‬ ‫يان َك ّ‬
‫وب ُ‬‫وح ّج َّي ُته َ‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِاإلمجا ُع ف ال َعقائد‪69.........................................................................‬‬
‫فهرس الكتاب ‪76...........................................................................‬‬

‫‪77‬‬

You might also like