Professional Documents
Culture Documents
4 5904691699619206016
4 5904691699619206016
1445ـه ـ 2024ر
َ َ ُ َّ َ
ومنقحة طبعة م ِزيدة
يب�وت ـ لبنان
العنوان :المزرعة ،بربور ،شارع ابن خلدون،
بناية اإلخالص
تلفون وفاكس00)961 1(304 311 :
صندوق بريد 5283 :ـ 14يب�وت ـ لبنان
email: dar.nashr@gmail.com
www.dmcpublisher.com
ِ ِ ُ
اهلل:
يقول اإلما ُم امل ُ َز ُّن َرحَ ُه ُ
الرسالة عىل الشافعي ثمانني مرة ،فَما ِمن مرة ٍ ِ
َ ّ َّ كتاب
َ «قرأت
ُ
ِ يقف َع َل خطأَ ،
يكون
َ اهلل أن افعي ِِ :ه ِيه ،أَ َبى ُ
الش ُّ فقال َّ ِ
َّإل وكان ُ
غري ك َتابه» صحيح َ ٌ تاب
ك ٌ
خطإ يف كتابِنا َفأَ ْر ِشدنا خي القارئ الكريم ،ما َكان ِمن ٍ أَ ِ
ِ َ ِ ُ ُ ِ
ِ
الشاكرين. لك من َّ إليه ،فَإنَّنا َل َن َّدعي العصمةَُ ،
وحنن َ
3
ِ
تعريف َّية نُ ْب َذة
ح ِليم يلبالشيخ الدكتور جِ
َ َ ُّ ّ
بقلم الن ِ
اش ّ
السيد الرشيف رئيس مجعية المشايخ الصوفية الشيخ الدكتور عماد الدين أبو
هو ّ
القادري.
ّ احلسيين األشعري الشافعي الرفاعي
ُّ الفضل مجيل بن حممد عيل حليم،
علمة العرص وقدوة المحققني احلافظ الشيخ عبد اهلل تل َّقى العلوم والطرق عند َّ
ً
طويل وكان يعيد ابن حممد اهلرري الشييب العبدري ولزمه وصحبه واستفاد منه زما ًنا
بطلب منه ريض اهلل عنه ،وقرأٍ دروسه وإمالءاته يف كثري من جمالسه العامة واخلاصة
والمحدثني من مشاهري
ّ وسمع وحرض يف علومٍ شت عىل ٍ
كثري من العلماء والفقهاء ّ
البالد كمكة والمدينة وجدة ولبنان وسوريا والعراق ومرص وأندنوسيا وتركيا والمغرب
والمحدثني والمشايخ يف خمتلف ِ ِ
العلماء كثري من
ّ واليمن واحلبشة وغريها ،وأجازه ٌ
وخاصة بكل ما جتوز هلم روايته ويف الطرق واإلرشاد َّ البالد إجاز ًة عامةً مطلقةً
والتسليك وإقامة اخلتم واحلرضة ِ
وتلقني األوراد.
وقد حاز الشيخ مجيل عىل شهاديت دكتوراه ،األوىل من اجلامعة العالمية يف لبنان
ٍ ِ ِ
بتقدير ممتاز مع احلراين» الم َد ّ ِوي ُ
للم َج ّسم ابن َتيمي َة َّ «السقوط الكبري ُ
حتت عنوان ُّ
مرتبة الرشف األوىل ،واألخرى من جامعة موالي إسماعيل بالمغرب حتت عنوان
مشف«التأويل يف علم الكالم وضوابطه عند أهل السنة واجلماعة» وذلك بتقدير َ ِ
ّ
جدا.
ًّ
ِ
تأليف أول الشيخ مجيل اهتمامه العلم والمطالعة ،فهو يعكف اليوم عىل وقد َ
الكتب وحتقيق مص َّنفات العلماء يف مكتبته «المكتبة األشعرية العبدرية» يف بريوت
وقد َح َوت ءاالف الكتب المطبوعة والمخطوطة النادرة يف علوم وفنون شىت .وقد
ٍ
كتاب إىل اآلن. بلغت مؤلفاته ومص َّنفاته وحتقيقاته لبعض الكتب فوق المائيت
وحصل تل ّق ًيا أكثر من ثالثمائة كتاب يف
َّ وقد قرأ وسمع عىل العلماء والمشايخ
4
ٍ
وتوفيق ٍ
بعون من اهلل كل الفنون والعلوم وهلل الفضل واحلمد ِ
والم ّنة وال زال إىل اليوم
قائما عىل اخلطابة يف المساجد والتدريس وإلقاء حمارضات يف المساجد ٍ
وتسديد ً
واجلامعات والمعاهد ويف مناسبات الناس العامة كاجلنائز والتعازي واألعراس
كثري من المؤمترات جو ًال عىل المحافظات والبالد بذلك ،كما وأنه شارك وحرض يف ٍ
َّ
كثري من الدول والبالد بطلب ودعوة من أهلها ،وله والمهرجانات واالحتفاالت يف ٍ
العديد من المقابالت واللقاءات يف عدد من وسائل اإلعالم كالتلفزيون واإلذاعة
والمجلت والصحف ،وهو دكتور أستاذ حمارض يف اجلامعة العالمية يف لبنان ،كما َّ
وأنه يعقد جمالس اإلقراء واإلسماع يف األحاديث المسلسلة وكتب احلديث الرشيف
والتصوفكالكتب السبعة وغريها من َّأمهات الكتب من العقائد واألحكام والفقه َّ
وهو َّأول من أ ْق َرأَ صحيحي البخاري ومسلم يف لبنان من تالميذ احلافظ اهلرري ،وقد
اجلم الغفري من المشايخ أ ْق َرأَ إىل اآلن العرشات من الكتب والمؤلَّفات الّيت حرض فيها ّ
ومعلمات المعاهد والمدارس وخطباء المساجد ِ والدعاة واألساتذة والدكاترة ِ
ومعلّمي َّ ُّ
الرشعية ،وبعض هذه المجالس تبث مبارشة عىل مواقع َّ الكليات والمعاهد
َّ وطلب َّ
قريب
ٌ شاهدها
َ التواصل وصفحات الفايسبوك وبعض هذه المجالس والمحارضات
ِ
ِ
مشاهد. ِمن ثالثة ماليني
والدعاة
راسله وهاتفه وكاتبه وشافهه عدد كبري من المشايخ والدكاترة ّ كما وقد َ
واألساتذة والفقهاء والمحدثني لطلب وأخذ اإلجازة منه ،وإجازاته من كل بقاع الدنيا
ومفص ٌل يف ثبته الموسوم بـ«مجع اليواقيت الغوايل
َّ قاربت األلف إجازة بعضها مذكور
من أسانيد الشيخ مجيل حليم العوايل» ،وقد طبع مرات ومعظم إجازاته وأكثرها اليت
المسمى بـ«المجد والمعايل من أسانيد الشيخ مجيل َّ جاءت بالمئات يف ثبته الكبري
حليم الغوايل».
خص ُه بعض العلماء وأحفاد رسول اهلل ﷺ من األ ُ َس الرشيفة المشهورة هذا وقد َّ
حممد ﷺ ،فحفظها يف «اخلزينة ٍ ٍ
وأصحاب الطرق من بالد عدة بآثار من آثار رسول اهلل َّ
احلليمية» .ويف كل عام يتربك عرشات اآلالف من المسلمني يف خمتلف البالد ببعض
جسيم كبري من
ٌ خري عظيم الزكية المباركة العطرة ،وقد حصل بذلك ٌ ّ هذه اآلثار
5
جدا حىت ُجِع
شفائية رسيعة وظاهرة ً
َّ دخول بعض ال َّناس يف اإلسالم وظهرت حاالت
فائية» ِ ِ ِ ٍ
النبوية أدلّة رشع ّية وحاالت ش ّ
َّ كتاب طبع مرات وهو «أرسار اآلثار بعضها يف
ُ
أسدى من الفضل العميم وهلل احلمد والفضل والثناء والمنة والشكر اجلزيل عىل ما َ
وصحب ك ّل ٍ ِ
والمرسلني وءال ك ّل ٍ َ
َ النبيني
حممد وعىل كل ّ وصىل اهلل وسلَّم عىل سيدنا َّ
وسائر عباد اهلل الصاحلني( ( .
المحرم 1442هـ
َّ بريوت ،اخلميس 29
ِ
الموافق 17أيلول 2020ر
ِ ٍ
القرشيني
ّ البهية بأنساب
الدرر ّ
صحيح بال م ْر َية مضبوط يف كتاب جامع ّ
ٌ رشيف
نسب ٌ( ( وهذا ٌ
الشيف كمال احلوت احلسيين ،رشكة دار المشاريع الطبعة
امية ،مجع الدكتور ّ الش ّ
يف البالد ّ
الثانية (ص )333 ،332تاريخ 2006ر 1427 -هـ ،ويف كتاب غاية االختصار يف
أنساب السادة األطهار ،ويليه المستدرك الطبعة الثالثة (ص1434 )1هـ ـ 2010م ،ويف
السادة العريضية (ص )434 ،433كالمها للدكتور الوليد اجللية يف نسب ّ
كتاب احلقائق ّ
العرييض احلسيين البغدادي.
7
ِ
قدمةامل ُ ّ
حمم ٍد المبعوث
سيدنا ّكثريا ،والصالة والسالم عىل ّمحدا ً
ِ
رب العالمني ً احلمد هلل ّ
ُ
ِ ِ ِ
عبده
حمم ًدا ُ
وأشه ُد َّأن ّ
المبنيَ ،ك احل َ ُّق ُ بشريا ونذ ًيرا ،وأشهد ْأن ال إله ّإل ُ
اهلل المل ُ ً
ني. ِ
ورسولُه إىل العالَم َ
وجل:ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ عز َّ وبعد ،فقد قال اهلل َّ ُ
ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ
ليلحمم ًدا ﷺ ِمن اإلرساء به ً أكرم به َنب َّي ُه ّ
ِ
ﭦ ﭧ ﭼ ،فأخ َربنا سبحانه وتعاىل بما َ
قدس ،ثُ ّم ُع ِر َج به ﷺ ببيت الم ِ ِ المبارك األقص ِ
المسجد المسجد احلرا ِم بم ّكة إىل ِ من
َ َ َ
وباهر اآلياتِ، ِ
يب المصنوعات ِ عج ِ وجل من ِ ِ عز ّ ِ ِ ِ
اهلل ّ
السماوات ُلي َيه ُ يف اللَّيلة ذاتا إىل ّ
ربيل ِ
عليه الرسول ِ ﷺ مع ِج َ رسى ّ فكان َم َ َ وجل بذلك يف ُسورة ِ ال َّنج ِم، عز َّ رصح ّ وقد َّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
وعم ُره المنا ِمُ ، وروحه الطّاهرة ﷺ َيقظةً ال يف َ الشيف ُ جبسده ّ المكرمة َ ّ الم من م ّكة الس ُ ّ
ِ ِ
المباركة َ يوما أي قبل اهلجرة عش ً أشه ٍر وثالث َة َ ومخسون سنةً وثماني ُة ُ إحدى ُ إ ْذ ذاك َ
ِ ِ
األنور األز َهر األ َغ ّر ،وقيل كان يف األول األعطَر َ سبع عرش َة من ربيع ٍ ّ بعامٍ ،وذلك ليل َة َ
شهر رج ٍ ِ ِ
ب. وعرشين من ِ َ َ ليلة سبع ٍ
ِ ِ ِ ِ ِ
عنهم الصحابة الكرا ِم ،ووصل َْتنا ُ وقَد َر َوى ق ّصة اإلرساء والمعراج ِ طائف ٌة كثري ٌة من ّ
ٍ ٍ مجاعات ِمن التابعني ِ ِ ِ ٍ
ستعي ًنا فاختت م ِ
َ ُ ُ وحسنة، الثقات من ط ُُرق صحيحة َ
ٍ ّ َ ّ ِ
طريق ِمن
ِ ِ باهلل أن أمجع ِمن ال ُك ِ ِ
ني حدي ًثا مرفو ًعا َإل ال ّن ِ ّب ﷺ احلديثية المشهورة َن ِّي ًفا وأربع َ ّ تب ْ َ
ِ ِ
عان ِمّا تل َّقي ُته عض الم ِ
رشحا وإيضاحات ل َب ِ َ
ِ
المتضمنة ً ّ
ِ
الموقوفات وموقو ًفا وزياد ًة ِمن
ِ ٍ ِ
يت هذا اجلز َء وجل ،وأثْ َر ُ عز َّ يد عالية َبفضل ِ اهلل َّ وعامةً بأسان َ ّ خاصةً ّ سما ًعا وإجاز ًة
غريب األلفاظِ ِ القرءان واألحكا ِم ورشح ِ ِ ِ
وتفسري ِ
يف بتعليقات ُم ِه ّمة يف العقيدة ٍ ِ
اللَّط َ
ِ أحاديث ِ ِ ِ
واإلرساء». المعراج ِ «األربعني ال َعلْيا َء يف َ وأسمي ُته المشكلَ ، وح ّل ِ ُ َ
نافعا يل ولِمن ي ِ ِ ِ
شتغ ُل َ َ رب ال َعرش ِ الك َِري ِم ْأن َي َعل هذا اجلُز َء ً يم َّ اهلل ال َعظ َ وأسأل َ ُ
وحسبنا ِ
اإلميان، به ،وأن يرزقَنا اإلخالص يف الطّاعة ما ح ِيينا ،وأن يتوفانا عىل ِ
كامل ِ
ُ ْ َ َّ َ َ ْ ُ
الوكيل. عم ِ
ُ اهلل ون َ ُ
8
ِ
ال َّتوط َئة
ِ
يدة أهل اإلميان ِ ِ
املزيان يف َبيان َعق َ
ِ
احلبيب حممد، رب العالمني ،وصىل اهلل وسلَّم ورشف وكرم عىل ِ احلمد هلل ِ
سيدنا َّ ّ َّ َّ ّ ُ
ِ ِ ِ ِ
المحبوب ،العظي ِم اجلاه ،العايل الق ِ ِ
ني، المرسلني وقائد ال ُغ ّ ِر الم َح َّجل َ َ األمني ،وإما ِم َدر طه
ات المؤمنني البار ِ ِ المكرمني ،وعىل زوجاتِه َّأمهات يامنييته الم ِ وعىل ذ ُِريته وأهل ِ ب ِ
ّ َّ َ َ ّ َّ
ومن َتب َع ُهم ِ الطيبني الط ِ ِ الت ِقيات ال َّنقيات الطاهرات الصفيات ،وصحابته ِ
ِ ِ ِ ِ
َّاهرينَ ، ّ َ َّ َّ َّ َّ َّ
ِ ٍ
الدين. بإحسان إىل َيو ِم ّ
ِ
وخلفا ،وهي المرجع الذي ً األمة اإلسالمية سل ًَفا كل ّ بعد ،فهذه عقيد ُة ّ أما ُ
المسلمني ،وهي مزيان َ يكون من ُ عقائد الناس ،فمن خالفها أو كذهبا ال ُ تُ ْعرض عليه
زي َف الباطل ِ وزي َغ ُه ،فكان ال بُ َّد من هذا البيان المه ِم خلصوص ِ ِ ِّ
ّ احلق الذي َي ْكش ُف ْ
رض وعمو ِم ال َّن ْفعِ؛ وعليه: ال َغ ِ
ٍ
واحد ٌ وجل عز َّ اهلل َّيعلم َّأن َ جيب عىل ك ّل ِ مكلف أن َ اهلل وإيا َك أن ُه ُ أرشدنا ُ اعلم َ
واألرض رسهِ العلوي والسفيل والعرش والكريس ،والسمـ ِ
وات خلق العامل بأ ِ ، ملك ِ
ه يف ِ
َ ٰ َّ َ َّ َّ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
تتحر ُك ذر ٌة إال بإذنه ،ليس مقهورون بقدرته ،ال َ َ مجيع اخلالئق بينه َماُ . فيهما وما ُ وما َ
ِ
الغيب ِ ِ ِ
رشيك يف الملك ،حي قيو ٌم ال تأخذُ ُه س َن ٌة وال نو ٌم ،عامل ُ ٌ اخللق وال مع ُه ُم َد ّب ٌر يف
والبحر ،وما تسقطُ ِ الرب ِ ِ والشهادة ِ ال خيفى عليه ىشء يف
يعلم ما يف ّ األرض وال يف السماءُ ،
ٍ ٍ ِ ٍ ٍ
كتاب رطب وال يابس ٍ إال يف األرض وال ِ ظلمات يعلم َها ،وال حبة يف من ورقة إال ُ
ٍ
مبني.
يشاء، ىشء عد ًداٌ ، أحاطَ بكل ِ ىشء علما وأحص كل ٍ
قادر عىل ما ُ يريدٌ ، فعال لما ُ َ ّ ً
دافع ِ له الملك وله ِ
األسماء احلسىن ،ال َ ُ والقضاء ،وله ُ احلكم
ُ والبقاء ،وله ُ الغىن ،وله الع ُّز ُ
يشاء ،ال ِِ ِِ
وي ُك ُم يف َخلْقه بما ُ يريدْ َ ، مانع لما أعطَىَ ،ي ْف َع ُل يف ملكه ما ُ قض ،وال َ لما َ
9
ٍ ِ ِ
وكل ِن ْعمة م ْن ُه عليه ُح ْك ٌمُّ ، يلز ُم ُه وال حق َ عقابا ،ليس عليه ٌ خياف ً ُ ثوابا وال رجو ً َي ُ
ِ ألونَ .موجو ٌد َ مة منه َع ْد ٌل ،ال ُي ُ ِ ٍ
ليس قبل اخلَلْقَ ، عما َي ْف َع ُل وهم ُي ْس َ سأل ّ ف َْض ٌل وكل ن ْق
كل خلف ،وال ٌّ شمال ،وال أما ٌم وال ٌ ٌ ميني وال حتت ،وال ٌ فوق وال ٌ بعد ،وال ٌ قبل وال ٌ ل ُه ٌ
األكوان، َ كو َن
مكانَّ ، َ كان وال كيفَ ، كان وال َ أين َ كان وال َ مت َ يقال َ بعض ،وال ُ وال ٌ
بالمكان ،وال يش َغ ُل ُه شأْ ٌن عن شأْ ٍن، ِ يتخص ُص َّ بالزمان ،وال ِ الزمان ،ال يتق ََّي ُد َ ودب َر
َّ
يتخص ُص بالذّ هنِ ،وال يتم َّث ُل يف النفسِ ،وال عقل ،وال وهم وال يكتن ُف ُه ٌ ِ
َّ وال يلح ُق ُه ٌ
واألفكار ،ﭽ ﭡ ﭢ ُ األوهام
ُ يتكيف يف العقلِ ،ال َت ْل َح ُق ُه ُ ور يف الوه ِم ،وال ُي َت َص ُ
ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭼ.
الرمحـٰ ُن عىل العرش ِ استوى ِ ِ ِ ِ
اجللوس والقعود واالستقرار والمحاذاةّ ، رب عن تنزه ّ َّ
ِ ِ ِ ِ
إظهارا لقدرته ومل َّيتخذه مكا ًنا ً العرشخلق َ منزها عن المماسة واالعوجاجَِ ، ً استواء
ً
الرمحـٰ ُن عىل العرش ِ استوى كافرّ ، جالس عىل العرش ِ فهو ٌ ٌ اهلل
اعتقد َّأن َ َ لذاتِ ِه ،ومن
وتقد َس تنز َه َّ يشاءَّ ، ف فيه كيف ُ رص ٌ قاهر للعرش ِ ُم َت ِ للبرش ،فهو ٌ ِ خيطر
ّ كما أخ َرب ال كما ُ
ِ رب والب ِ ِ
عد باحل ِ ّس ِ والمسافة، ُ
والسكون ،وعن االتصال ِ واالنفصال ِ وال ُق ِ ِ رب عن احلركة ّ
ِ ِ ِ
األفهام،
ُ ُّنون وال وهام وال الظ ُ رب ال ُتيطُ به األ َ ُ جل ّ والزوال واالنتقالَّ ، حول ّ الت ُّ وعن َّ
وأحكمهم ِبعلْمه ،و َخ َّصهم بمشيئته ،و َد َّب َرهم ب ،خلق اخللق ب ُقدرته، ال ِفكر َة يف الر ِ
َ َّ ّ
ِ
كمته ،مل يكن له يف َخلْقهم ُمعني ،وال يف َتدبِريهم ُمشري وال ظ َِهري. ِ ِ ِ
حب َ
يلُّه (ما) ،وال َي ُع ُّده ِ (ل) ،وال ُي ِ ال يلزمه ِ
(حيث) ،وال َ ُ او ُره (أين) ،وال ُيالص ُقه َ َ
ِ ِ
(أي) ،وال ُيظلُّه (فَوق) وال (مت) ،وال ُييطُ به ( َكيف) ،وال َينالُه ٌّ ( َكم) ،وال َي ُصه َ
ِ ِ ِ ُي ِقلُّه َ
ي ُّده خذه ( َخلْف) ،وال َ ُ (ح ّد) ،وال ُيزاحُه (عند) ،وال يأ ُ (تت) ،وال ُيقابلُه َ
وج ْده (كان) ،ومل يمعه ( ُك ّل) ،ومل ي ِ
ُ (بعد) ،ومل َ ْ َ ْ تقد ُمه (ق َْبل) ،ومل َي ُف ْته َ (أمام) ،ومل َي َّ
َي ْف ِق ْده (لَيس).
ثني ،ال َي َ ُّس وال وسم ِ ِ ِ تقد َس عن ك ّل ِ
المحد َ َ ات المخلوقني َ َ صفات ال إلـٰه إال هوَّ ،
قاس بالناس ،نُ َو ِّح ُده وال نُ َب ِّع ُضه، باحلواس وال ُي ُ
ِ
ّ ف عر ُ ي ُّس ،ال ُي َ ي ُّس وال ُ َ ُي َ ُّس وال ُ َ
10
فالمجسم كافر باإلمجاع وإن قال« :اهلل ِ بصفات األجسام، ِ جسما وال َّيت ِص ُف ليس
ّ ً
شخصا ،وليس ً جسم ال كاألجسام» وإن صام وصىل صور ًة ،فاهلل ليس شب ًحا ،وليس ٌ
األعراض ،ليس مؤل ًَّفا وال ُم َر َّك ًبا ،ليس بذي ُ جوهرا ،وليس َع َر ًضا ،ال َت ُُّل فيه ً
هواء وليس ٍ ٍ
يما وليس ً ماء وليس َغ ً
ظالما ،ليس ً ً ضوءا وليسأبعاض وال أجزاء ،ليس ً
افرتاق.
َ اجتماع له والَ روح ،ال روحا وال له ٌ نارا ،وليس ً ً
منز ٌه عن الطُّول ِ وال َع ْر ِ
ض وال ُع ْم ِق ال جتري عليه اآلفات وال تأخذُ ه ِ
اتّ ، الس َن ُ ّ ُ
ي ُّل ِ ِ ِ والسمك ِ
ي ُّل فيه ىشء ،وال َي ْن َح ُّل منه ىشء ،وال َ ُ واأللوان ،ال َ ُ والتأليف والرتكيب َّ ْ
ِ
فمن ز َعم ّأن اهلل يف ىشء أو من ىشء أو عىل ىشء هو يف ىشء ،ألنه ليس كمثله ىشءَ ،
حمصورا ،ولو كان ِمن ىشء لكان ُم َد ًثا أي خملو ًقا، ً أشك ،إذ لو كان يف ىشء لكان فقد ْ َ
لمه أينما كنتم ال ختفى عليه خافية ،وهو حممول ،وهو معكم ِبع ِ ً ولو كان عىل ىشء لكان
أعلم بكم منكم ،وليس كاهلواء خمالطًا لكم.
واحد ال يتبعض وال يتعدد ليس حر ًفا ٌ وكالمه كال ٌم
ُ تكليما،
ً وكلَّم اهلل موىس
أبدي ليس ككالم وال صو ًتا وال لغةً ،ليس ُمب َت َد ًأ وال ُم َت َت ًما ،وال يتخلله انقطاعٌ ،
أزيل ٌ
المخلوقني ،فهو ليس بفم وال لسان وال شفاه وال خمارج حروف وال انسالل هواء وال
كالمه صف ٌة من صفاتِه ،وصفاتُه أزلي ٌة أبدي ٌة كذاتِه ،وصفاته ال ُ اصطكاك أجرام.
ِ
ِ
الذات، حدوث
َ يستلزم
ُ وحدوث الصفةُ عالمات احلدوثِ،
ِ أكرب
التغي ُ ألن ُّ َ
تتغي ََّّ
عقائدكم
َ منز ٌه عن كل ذلك ،مهما تصورت ببالك فاهلل ال يشبه ذلك ،فصونوا واهلل َّ
ِ ِ ِ ِ
فإن ذلك من أصول ِ الكفر ،ﭽ ﭡ تشابه من الكتاب والس َّنة َّ الت َم ُّسك بظاه ِر ما َ من َّ
ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﭼ ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭼ ،ومن زعم أن
اخلالق المعبو َد ،فاهلل تعاىل ليس بقدر العرش وال أوسع منه َ إلـٰهنا حمدو ٌد فقد َج ِه َل
ربنا عن احلدود والغايات ِ
وال أصغر ،وال تص ُّح العبادة إال بعد معرفة المعبود ،وتعاىل ّ
واألركان واألعضاء واألدوات ،وال حتويه اجلهات الست كسائر المبتدعات ،ومن
وكفر.
وصف اهلل بمعىن من معاين البرش فقد خرج من اإلسالم َ
ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﭼ ،ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ ،ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ
11
ﮨ ﮩ ﭼ ،ﭽ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﭼ ما شاء اهلل كان وما مل يشأْ مل يكن،
ٍ
وسكنات ونوايا وخواطر ٍ
وحركات وكل ما دخل يف الوجود من أجسامٍ وأجرامٍ وأعمال ٍ ّ
وم َرض ولذّ ة وأمل وف ََرح وحزن وانزعاج وانبساط وحرارة وبُرودة وحياة وموت وصحة َ
وإميان وكفر وطاعة ومعصية وفوز وخرسان وتوفيق ٍ ولُيونة وخشونة وحالوة ومرارة
وخذالن وحتركات وسكنات اإلنس واجلن والمالئكة والبهائم وقطرات المياه والبحار
واألهنار واآلبار وأوراق الشجر وحبات الرمال واحلىص يف السهول واجلبال والقفار فهو
خبلق اهلل ،بتقديره وعلمه األزيل ،فاإلنس واجلن والمالئكة والبهائم ال خيلقون شي ًئا
من أعماهلم ،وهم وأعماهلم َخلْق هلل،ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ ،ومن كذَّ َب
بالقدر فقد كفر.
أعيننا وغوثنا ووسيلتنا ومعلمناونشهد أن س ِيدنا ونبينا وعظيمنا وقائدنا وقُرة ِ
َّ َ َّ ََّ
أرسلَه
وحبيبه وخليلُهَ ،من َ
ُ وصفيه
ُّ عبده ورسولُه،
حمم ًدا ُ وهادينا ومرشدنا وشفيعنا َّ
ونذيرا شا اهلل رمحةً للعالمني ،جاءنا بدين اإلسالم ك ُك ّل ِ األنبياء والمرسلني ،هاديا ِ
ً وم َب ّ ً
ً ُ ُ
نريا ،فبلَّغ الرسالة وأدى األمانة ونصح ِ
اجا ُم ً
اجا وس ً قمرا و َّه ً وداعيا إىل اهلل بإذنه ً
ً
ونصح وهدى إىل طريق َ وأرشد
َ حق جهاده حىت أتاه اليقني ،ف َعل ََّم األمة وجاهد يف اهلل ّ
ٍ ِّ
أرسلَه ،وريض اهلل عن ساداتنا وأئمتنا وقدوتنا احلق واجل َّنة ،ﷺ وعىل ك ّل ِ رسول َ
ومالذنا أيب بكر وعمر وعثمان وعيل وسائر العرشة المبرشين باجلنة األتقياء الربرة وعن
المربآت ،وعن أهل البيت األصفياء أمهات المؤمنني زوجات النيب الطاهرات النقيات َّ
األجالء وعن سائر األولياء وعباد اهلل الصاحلني.
احلق الّذي عليه األشاعرة والماتريدية ِ
ضل والم َّن ُة ْأن هدانا هلذا ّ والف ُ
احلمد َ
ُ وهلل
رب العالمني. واحلمد هلل ّ
ُ األمة اإلسالمية،
وكل ّ ُّ
12
قدم ٌة يف ِعل ِم احلديث ِ َّ ِ
الشيف ِ وإسنادهِ م ِ
ُ ّ
ْ
أمهية اإلسناد:
َيف بِ ِه إذا ِ الم ِه ّمة يف َتوث ِ ِ ِ ِ ِ
األخبار ،فك َ يق ك فيه ّأن اإلسنا َد من األُمور ُ إن مّا ال َش ّ ّ
أول وأ َه ُّم. بالس َند َ فل َ ْن ُي ْؤ َخذَ ذلك َّ اإلخبار عن رسول ِ اهلل ﷺ َ ِ ذلك يف كان َ َ
ِ ِِ
منقول ِمن قَولم: ً كونفع احلديث إىل قائله ،وجيو ُز ْأن َي َ
ِ
واإلسنا ُد يف اللُّغة هو َر ُ
ِ ِ
خبار َعن احلديث عىل ِاإل ِ ون يف ِص ّحة اظ َيع َت ِم ُد َ فإن احل ُ ّف َ الن َس َن ٌد» أي ُمع َت َم ٌدّ ، « ُف ٌ
أيضا. احلديث َ ِ ِ ِ ند أهل ِ ِ ِِ
الس َند ً عل رجال َّ الس َند ع َ ويطل َُق َّ طَريقهُ ،
ِ
المؤ ّكدةِ ،ولذَ لك قال ِ ِ ِ ِ ِ
الس َنن ُ وس ّن ٌة من ُّ إن اإلسنا َد من َخصائص هذه األ ُ ّمة ُ ثُ ّم ّ
َقال َمن شا َء الدينِ ،ولَوال ِاإلسنا ُد ل َ عبد اهلل بن المبارك ريض اهلل عنه« :اإلسناد ِمن ِ
ّ ُ ُ ُ َ َ ُ
ِ ِ ِ ِ
َب هذه الطّائ َفة له و َكثر ُة ما شا َء» اهـ .وقال أبو َعبد اهلل احلاك ُم« :فلَوال اإلسنا ُد و َطل ُ
والب َدع ِ فيه بِ َوضع ِ ِ
اإلحلاد ِ نار ِاإلسال ِم ،ولَ َت َم َّك َن ُ ِ ِ ِ
أهل ُموا َظ َبتهم عىل ح ْفظه َلد َر َس َم ُ
ت ِ ِ ِ يث و َقل ِاألحاد ِ ِ
األخبار إذا َت َع َّر ْت َعن ُوجود األسانيد فيها كا َن ْ َ فإنْب األسانيدَّ ،
َب ْ ًتا» اهـ
الز ِ ِ ِ ِ
هر ُّي، ند ُه ُّ بن أيب َحكي ٍم كان عند إسحاق بن ِ أيب ف َْرو َة وع َ ُوحكي ّأن ُعتب َة َ
الز ْه ِر ُّي:رسول اهلل ﷺ ،فقال له ُّ ُ رسول اهلل ﷺ ،قال ُ ول :قال ابن أيب ف َْر َو َة َي ُق ُف َج َعل ُ
ِ ِ ِ «يا ابن أَ ِب فَرو َة ال ت ِ
خط ٌُم وال أَ ِز ّمةٌ». َيس لَ ا ُ يث ل َ ك؟! ُت َّدثُنا بِأَحاد َ سن ُد َحدي َث َ َْ ُ َ
ِ
اإلسناد و َط َل ُب ُه: ُعل ُُّو
رب ِ ِ ول ِمن ال ّن ِ ثُم إن اإلسناد ِ
العال أَ َ
وألن قُ َ
ألن ال ُعل ُّو ُي ْبع ُد اإلسنا َد م َن اخلَلَلّ ،
ازل َّ َ َ ّ َّ
ِ عز و َج َّل ولذلك اس ُت ِح ّبت ِ ِ ِ
بن َحنبلٍ: أمحد ُ
الرحلة فيه ،وقال ُ ّ اإلسناد قُرب ٌة إىل اهلل َّ
العال ُس ّن ٌة َع َّم ْن َسلَف» اهـ. ِ
اإلسناد ِ َب
«طل ُ
ون ِرجالُه أوثَ َق ِمن ِ ِ
ازل ِ َم ِز ّي ٌة ال تُو َج ُد يف العال َكأَ ْن َي ُك َ
اإلسناد ال ّن ِ كان يف
َن َعم إذا َ
13
ٍ االتِ ُ ِ
ول.حينئذ أَ َ از َل فإن ال ّن ِ أظه َر ّ صال فيه َ أحف َظ أو أ ْف َق َه أو كان ّ ِرجاله أو َ
ام ٍر َيسألُ ُه َع ْن طاء بن ِ أيب رباح ٍ قال :خرج أبو أيوب ِإ َل عقب َة بن ِ ع ِ وروي عن ع ِ
َُْ ْ َ ّ َ ََ َ َ َ َ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ
أح ٌد َسم َع ُه م ْن َرسول اهلل ﷺ َغ ْ ُي ُه و َغ ْ ُي َحديث َسم َع ُه م ْن َرسول اهلل ﷺ ولَ ْ َي ْب َق َ
ِ ِ ِ ِ نزل ِ مسلَم َة بن ِ ٍ ِ
ص فأ ْخ َ َب ُه ف َع َّج َل ملَد األ ْن َصار ّي وهو أم ُري م ْ َ َْ ُع ْق َبةَ ،فل ََّما قَد َم َإل َم ِ َ ْ َ
يث َس ِم ْع ُت ُه ِ ِ ِ
َالَ :حد ٌ وب؟ فق َ ك يا أبا ّأي َ َعلَيه ،ف َخ َر َج إلَيه فعا َن َق ُه ثُ َّم ق ََال لَ ُهَ :ما َجا َء بِ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ث أح ٌد َسم َع ُه م ْن َرسول اهلل ﷺ َغ ْيي و َغ ْ ُي ُع ْق َب َة ْ
فاب َع ْ م ْن َرسول اهلل ﷺ لَ ْ َي ْب َق َ
نزل ِ ُع ْقبةَ ،فأُ ْخ ِ َب ُع ْقب ُة ف َع َّج َل ِِ
ث َم َع ُه َمن َي ُدلُّ ُه َع َل َم ِ
ْ َم ْن َي ُدل ُِّن َع َل َم ْن ِزله ،ق ََال :ف َب َع َ
يث س ِمعته ِمن رسول ِ ِ فخرج ِإل ِ
َالَ :حد ٌ َ ْ ُ ُ ْ َ وب؟ فق َ ك يا أبا ّأي َ َال :ما َجا َء بِ َ َيه ف َعا َن َق ُه ،فق َ ََ َ
ِ ِ
أح ٌد َس ِم َع ُه ِم ْن َرسول ِ اهلل ﷺ َغ ْ ِيي و َغ ْ ُي َك ِف َس ْ ِت ال ُْم ْؤ ِمنِ ،ق ََال ُع ْق َبةُ: اهلل ﷺ لَ ْ َي ْب َق َ
قول« :من ست مؤ ِمنا ِف الدنيا ع َل َ ٍ َ ِ ِ
اهلل يَ ْو َمخ ْزيَة َس َ َت ُه ُ ُّ ْ َ َ سول اهلل ﷺ َي ُ َ ْ َ َ َ ُ ْ ً ت َر َن َع ْم َسم ْع ُ
اج ًعا احل َِت ِه فَركِبها ر ِ َال لَه أبو أيوب :صدقت ،ثم انصف أبو أيوب ِإ َل ر ِ
ّ َ َ َ ْ َ ُ َّ ْ َ َ َ الْق َيا َمة»َ ،فق َ ُ
ِ ِ
َ ََ َ َ ّ َ
جائزة مسلَم َة بن ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ص. ملَد إ َّل ب َعريش م ْ َ ُ َ ْ َ ْ َْ ِإ َل ال َْم ِدي َنة ف ََما أ ْد َر َك ْت ُه
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
عرفة لو اإلسناد ما قَالَ ُه يف َ
«م ِوممّا اس َت َد َّل به أبو عبد اهلل احلاك ُم عىل استحباب ُع ّ
م َّم ُد ْب ُن ِإ ْس َح َ «ح َّدثَ َنا أبو ال َع َّب ِ ِ
اق قوب ثنا ُ َ م َّم ُد ْب ُن َي ْع َ اس ُ َ ونصهَ : ُعلو ِم احلديث» ُّ
ت َع ْن أ َنس ٍ ق ََالُ :ك َّنا ُ ِني َنا أَ ْن ض ثنا سلَيمان بن الم ِغريةِ عن ثَابِ ٍ الص َغ ِان ثنا أبو ال َّن ْ ِ
ُ َْ ُ ْ ُ ُ َ َ ْ َّ ُّ
ِ ِ ِ ِ ٍ
سول اهلل ﷺ عن َشء َفك َ ِ ِ
الر ُج ُل م ْن أَ ْهل ِ ال َباد َية ف ََيسألَ ُه َان ُي ْعج ُب َنا أَ ْن َيأْت َي ُه َّ َ ْ سأل َر َ َن َ
ك َت ْز ُع ُم أَ َّن َ
اهلل م َّم ُد أَ َتا َنا َرسول َُك ف ََز َع َم أَنَّ َ َالَ :يا ُ َ ن ُن َن ْس َم ُعَ ،فأَ َت ُاه َر ُج ٌل ِم ْن ُه ْم َفق َ َو َ ْ
«اهلل» ،ق ََال :ف ََم ْن َخل ََق األ َ ْر َض؟ الس َما َء؟ ق ََالُ : «ص َد َق» ،ق ََال :ف ََم ْن َخل ََق َّ َك ق ََالَ : أَ ْر َسل َ
ِ ِ ِ ِ ِ
«اهلل» ،ق ََال :ف ََم ْن َج َع َل ِف َيها َهذه ب َهذه اجل َب َال؟ ق ََالُ : «اهلل» ،ق ََال :ف ََم ْن َن َص َ ق ََالُ :
ب اجل ِ َب َال َو َج َع َل ِف َيها الس َما َء َواأل َ ْر َض َو َن َص َ
ِ ِ
«اهلل» ،ق ََال :فَبالَّذي َخل ََق َّ الم َناف َع؟ ق ََالُ :
ِ
َ
ه ِذهِ المن ِافع ءال َّله أَرسلَك؟ ق ََال« :نعم» ،ق ََال :وزعم رسولُك أَن علَينا خَ س صلَواتٍ
َ َّ َ ْ َ ْ َ َ َ ََ ََ َ ََ ْ ََ َ َ ُ َْ َ َ
ِ ِ ِ ِ
ءالل أَ َم َر َك ِ َبذَ ا؟ ق ََالَ « :ن َع ْم»، َك َّ ُ «ص َد َق» ،ق ََال :ف َِبالَّذي أَ ْر َسل َ ف َي ْوم َنا َول َْيلَت َنا ،ق ََالَ :
ِ ِ َ ِ
َك «ص َد َق» ،ق ََال :ف َِبالَّذي أَ ْر َسل َ َ : َ
َال ق ا،نَ ص َدقَةً ف أ ْم َوال ق ََالَ :و َز َع َم َرسول َُك أَ َّن َعل َْي َنا َ
14
ص ْو َم َش ْه ٍر ِف َس َن ِت َنا ،ق ََال: ءالل أَ َم َر َك ِ َبذَ ا؟ ق ََالَ « :ن َع ْم» ،ق ََالَ :و َز َع َم َرسول َُك أَ َّن َعل َْي َنا َ َّ ُ
ِ
ءالل أَ َم َر َك ِ َبذَ ا؟ ق ََالَ « :ن َع ْم» ،ق ََالَ :و َز َع َم َرسول َُك أَ َّن َك َّ ُ «ص َد َق» ،ق ََال :ف َِبالَّذي أَ ْر َسل َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
َعلَي َنا حج البيت من ِ اس َتط َ ِ
ءالل
َك َّ ُ «ص َد َق» ،ق ََال :فَبالَّذي أَ ْر َسل َ َاع إل َْيه َسب ًيل ،ق ََالَ : ْ َ َّ َ ْ َ ْ
ِ ِ ِ
يد َعل َْي ِه َّن َو َل أَ ْن ُق ُص م ْن ُه َّن، ِ
ك باحل َ ّ ِق ال أَز ُ أَ َم َر َك ِ َبذَ ا؟ ق ََالَ « :ن َع ْم» ،ق ََالَ :والَّذي َب َع َث َ
ِ
خ َل َّن اجل َ َّنةَ». ص َد َق ل ََي ْد َُفل ََّما َم َض ق ََال« :لَئ ْن َ
َب الم ِ
رء َ
يل عىل إجازة ِ َطل ِ لم ُس ِل ٍم َو ِفيه َدل ِ ٌمرج يف المسن ِد الص ِحيح ِ ِ
ّ ُ َ يث ُ َ َّ ٌ
ِ
وهذا حد ٌ
الثقةِ ،إذ ل َّما جا َءه صار عىل النزول ِ فيه وإن كان سماعه عن ِ ِ االقت ِ رك ِ العلُو ِمن اإلسناد وت ِ
ْ َ َ ُ َ ّ ُّ ُ َ ُ َّ
ِ ِ ِ ِ
حت َر َحل بِ َن ْفسه إىل َيهم مل ُي ْقن ْع ُه ذَلك ّ فأخبه بِما فَر َض اهلل عل ِ
ُ َ رسول َرسول اهلل ﷺ َ َ ُ ُ
ِ رسول ِ اهلل ﷺ ِ ِ
َب ال ُعل ّ ُِو يف اإلسناد َ
غري سول عنه ،ولو كان طل ُ الر ُ وسم َع من ُه ما َب َّل َغ ُه َّ َ َُ
أخبه رسولُه َعن ُه وألَمره باالقتصارِ ٍ
ََُ ب ألَنك ََر عليه المصط ََفى ﷺ ُسؤالَه ّإي ُاه َع ّما َ َ ُ َ ُ ُمس َت َح ّ
كالم احلاكِم. ول َعن ُه» اهـُ . الر ُس ُ أخب ُه َّ
عىل ما َ َ
والروايةِ: ِ
ُط ُرق ال َّت َل ّقي ّ
ٍ ث ِمن كتابِه أو ِمن ِح ِ ِ
بإمالء أو فظه الشيخ ِ َس ٌ
واء أَ َح َّد َ السام ُع :أي َسما ُع لَفظ ّ ّ -1
ِ ٍ
ند اجلُمهور. بِ َغ ِري إمالء ،وهو أرف َُع األقسا ِم وأعالها ع َ
ئ َي ِ معن ّأن ِ ِ ِ
سواء
الشيخ ذلك ٌ عر ُض عىل ّ القار َ الشيخِ :ب َ -2ال َع ْر ُض أو القراء ُة عىل ّ
ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
وسواء
ٌ أيضا،الشيخ ِ من كتابِه أو َسم َع ُه بِقراءة َغ ِريه من كتاب أو من حفظه ً قرأَه عىل ّ
ك الشيخ أَص َله بِن ِ حافظًا لِما ع ِرض ِ كان الشيخ ِ
فسه ْأو ال. ُ َ وسواء أَ ْم َس َ ّ ُ ٌ عليه أو ال، َ ُ َ ُ
والمجا َز بِه مثل ِ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ
المجا َز له ُ ي ُ في َع ّ ُ -3اإلجاز ُة :ومنها أَن َي َزي ال َعال ُ طال ًبا بكتاب ً ُ
فاق عياضا َحكَى اال ّت َ القايض ور ِوي ّأن لك أن ت ِ ِ ِ ُ
ً َ تاب َكذاُ ، رو َي َع ّن ك َ ت َ ْ َ فيقول :أ َج ْز ُ
سموعاتِ ِه ِمن َغ ِري يزي الشيخ الطّال ِ ِ ِ
ب بَميع ِ َم ُ َ ون هذا ْأن ُ ِ َ ّ ُ عىل جواز هذا ال ّنوعِ ،و ُد َ
َت ِع ٍ
يني.
مع إجا َزته لَ ُه بِه َ ِ ِ ِ ِ ِ
ص ًحيا ب شي ًئا من َم ْر ِو ّياته َ الشيخ ِ الطّال َعطاء ّ ناو َل ُة :وهي إ ُ -4امل ُ َ
أو كِنايةً .
15
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ب أم َر َغ َريه ل َيك ُت َ يخ شي ًئا من َحديثه بَطّه أو َي ُ الش ُ ب ّ -5املكا َت َب ُة :وهي ْأن َيك ُت َ
حاضا يف بلَده. عنه ِبإذ ِْنه سواء كان غائبا عنه أو ِ
ً ً َ ٌ
ٍ ِ
بىشء ِمن َم ْر ِو ّي ِه ِمن َغ ِري إذ ٍْن لَ ُه يف ب لفظًا الشيخ ِ الطّال َ إعالم ُّ -6اإلعالم :وهو
واي ِته عنه أمره ِ ٍ ِ واي ِته َعن ُه وذلك حنو أن َي ُق َ ِ
بر َ يخ« :هذا َس َماعي عىل ُفالن» وال َي ُ ُ الش ُ
ول ّ ر َ
ناولُه وال ُي ِ ُْبه إال بِ ُم َج َّر ِد اإلعال ِم.
وال بال َّنقل ِ عنه وال ُي ِ
رو ِ
يه. ٍ
كتاب َي ِ ند موتِه أو س َف ِره بِ وص الش ِ صية :وهي أن ي ِ ِ
َ يخ ع َ َ ّ ُ ْ ُ الو َّ -7
ِ
الواج ُد َع ْن ُه ف َل ُه أحاديث ِب َِّط َر ِاوهيا ال َي ْر ِوهياَ الوجادة :وهي ْأن ُيوق ََف عىل ِ -8
الن أو يف كِتابِه ِب َِطّه». ول« :وجدت أو قَرأت ِبَطّ ُف ٍ
َ ُ ْأن َي ُق َ َ َ ُ
16
ِ ِ
ني ال َعلياء
األربع َ
خطب ُة َ
ُ
ِ
وأن ير ُزقَين والسدا َد ْ وفيق منه ّ وطالبا ال ّت َ
ً ومتوكِ ًل علَيه ّ ستعي ًنا باهلل َ
تعال أقول م ِ
ُ ُ
اإلخالص:
َ
وكنت قد ُ احلديثية المشهورةِ، ّ
أربعني حدي ًثا ِمن ال ُك ِ
تب قد انتقَيت حنوا ِمن ِ
ُ ً
والعامة هبا ّإل اخلاصة ٍ
تلق ًيا ما بني قراءة وسماع ٍ مع اإلجازة حصلت تلك الكتب ِّ
ّ ّ ُ َ َ َّ ُ
ِ ِ ِ ِ
والعامة به، ّ اخلاصة
ّ الكثري منه مع اإلجازة َ عت لكن َسم ُ أمحد فلَم أُت َّم َسما َعه ّ سند َ ُم َ
ِ ِ أما احلديث الّذي انتقَيته ِمنه فهو ِما تلقيته سماعا مع اإلجازةِ
والعامة ،وهلل ّ اخلاصة
ّ ّ َّ ُ َ ً ُ ُ ّ
احلم ُد.
َ
واإلرساء والّيت ِ
أروهيا ِ المعراج ِ لياء المنتقاةِ يف ِ األحاديث الع ِ ِ الشوع ِ بِ َس ِد
ُ َ أوان ُّ
وهذا ُ
بأسانيد عالية عىل ما هو مثبت يف ثَبت :الثب ِ ٍ ِ الفضل ِ ِ ت ِّ
ت ْ َ َّ ّ ْ ُ َ ٌ َ والم ّن ُة - ُ لق ًيا وإجاز ًة -وهلل َ
ِ
ت الصغ ِري «جع ِ اليواق ِ ِ وال» ،والثب ِ ِ
عال يف أسانيد جِيل حليم الع ِ ِ ِ َبري «المجد والم ِِ
يت َْ َ ّ ّْ َ َ َ َ الك ِ َ ْ
وال».يد جِيل ح ِليم الع ِ ِ ِ ِ ِ
َ َ ال َغوال من أسان َ
17
ِ ِ
صحيح البخار ّي ِ
فمن َ
ٍِ ِ ِ
ي َي َح َّدثَ َنا َق َتا َد ُة َع ْن ام ْب ُن َ ْ -1قال أبو َعبد اهللَ :ح َّدثَ َنا ُه ْد َب ُة ْب ُن َخالد َح َّدثَ َنا َه َّ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
اهلل َع ْن ُه َما أَ َّن َن ِ َّب اهلل ﷺ َح َّدثَ ُه ْم َع ْن ل َْيلَة ض ُ ص ْع َص َع َة َر َ أَ َنس ِ ْبن ِ َمالك َع ْن َمالك ْبن ِ َ
سي بِ ِه« :بينم أَنا ِف احل ِطي ِم( ( -وربما ق ََالِ :ف ِاحلج ِر( ( -مضط َِجعا ِإذ أَت ِان آت ٍ
ً ْ َ ُ ْ ْ َ ُ َّ َ َ َََْ َ أُ ْ ِ َ
ود َو ُه َوولَ « :فشق ما بي ه ِذهِ ِإ َل ه ِذهِ» َ -فقلْت لِلجار ِ َفقَ َّد( ( » ،ق ََال( ( َ :و َس ِم ْع ُت ُه َي ُق ُ
ُ ُ ْ َ ُ َ َ َّ َ َ َْ َ
ولِ :م ْن ق َِّص ِه ن ِرهِ( ( ِإ َل ِش ْع َرتِ ِه( ( َ ،و َس ِم ْع ُت ُه َي ُق ُ ِ ِ ِ
ِإ َل َج ْن ِبَ :ما َي ْع ِن بِه؟ ق ََال :م ْن ثُ ْغ َرة َ ْ
ٍ ٍ ِ خرج َقل ِْب ،ثُم أُتِ ُ ِ ِ ِ ِِ
ُوءة ِإميَا ًنا( ( َ ،ف ُغ ِس َل ٍ
يت بط َْست م ْن َذ َهب َمْل َ َّ اس َت ْ َ َ إ َل ش ْع َرته َ -ف ْ
الب ْغل ِ َو َف ْو َق احلِ َم ِر أَ ْب َي َض َ -فق َ
َال لَ ُه َقل ِْب ثُم ح ِش( ( ثُم أ ُ ِعيد ،ثُم أُتِ ِ ٍ
يت ب َد َّابة ُدونَ َ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ
اجلارود( ( :هو الب ُاق يا أَبا حزة( ( ( ؟ ق ََال أَنس :نعم -يضع خطوه ِعند أَقْص َطرفِه ِ
ْ َ ٌ ََ ْ َ َ ُ َ ْ َُ ْ َ َ ُ َ َُ َ َ َْ َ َ َ ُ ُ
كل االطّالع فكان ذلك حت ا ّطلَع علَيها َّ ِ ِ ِ ِ ِ
ت له سدر ُة المن َتهى ب ُنعوتا ُك َّل االستبانة ّ أي اس ُتبي َن ْ ( (
ِ ِ ب إليه فعب عنه بقولِهِ : الىشء المقر ِ ِ ِ
قريبا
ت ً ت فص ُ معناه ُرف ْع ُ
ُ بعضهم: ت ِإ َ َّل» ،وقال ُ «رف َع ْ ُ َ َّ ٍ ُ َّ بمثابة َ
ِ
ت إ َل». ِ قال احلافظُ ت ل» ،وضبطَها األك َث ُرون كما َ ِ ِ ِ
«رف ْع ُالعسقالينُ :
ُّ «رف َع ْمنها ،ويف روايةُ :
ثم ُرها. ِ ِ ِ
بكَرس الباء وسكُونا أي َ ( (
المعروفة يف هجر ،وهجر قري ٌة بق ِ ِ أي ثِمارها كبري ٌة ،الواحد ُة منها كال ُقل ِّة أي اجلرة ِ
الكبرية ِ
ُرب َ ََ َ َُ َ َّ ُ ( (
الل َهجر معلومةً عند المخاط ِ ُ المدينة المنورة ِ وليست هي هجر ناحي َة البحرين ،وكانت ِ ِ
ني. َ َب َ ق ْ َ َ َ ََ ْ َّ
ِ
معناه َهنران َيريان يف اجل ّنة حت َي ُص ّبا يف اجل ّنة ،أو ِ ِ ِ
ُ أعي الناظرين فال ُي َريان ّ أي َمف ّيان عن ُ ( (
صفهما. وال َيرجان منها ،وقيل :معناه ال ياطُ بو ِ
َ ُ ُ ُ
ِ ِ
أي َي ُرجان من اجل ّنة َليجريا خار َجها. ِ ( (
والسلسبيل. ِ
وقيل :الكوثَر ّ والرمحةَ ، َّ اخ ُت ِل َف فيهما ،فقيل :الكوث َُر ( (
ٍ ِ ِ ِ قال شيخنا اإلمام اهلرريِ :
اس َويد ُخل يف أرض احل َبشة ثُ ّم «الن ُيل ما ُؤه َينزل من اجل ّنة بطَريقة ال َيراها ال ّن ُ ّ ّ ُ ( (
األرض ،ولو بقيِ
ِ بعدما َن َزل إىل ِ ِ ِ ِ
َ رات ما ُؤه َينزل من اجل ّنة ،لك ّن ما َءمها َت َّغي َ َي ُرج من هناكَ ،وكذلك ال ُف ُ
رش ُب ِمنه ال َي َرض وال ُ ِي ُّس ِبث َقلٍ»اهـ. َ ما ُؤمها عىل ِص َف ِته كان الّذي َي
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الدنيا الّذي هو َن ٌس وليس من خَ ِر ُّ الرأس َ أي من خَ ِر اجل ّنة اللَّذيذ الّذي ال ُيسك ُر وال ُيصد ُع َ ( (
ِ ّ ِ
وض المالئكة. عر َ ألن ال َّنجس ال يكُون َم ُ
ين اإلسال ِم. ِ
أي د ُ ( (
21
ِ ِ
ت ت؟ ق ََال :أُم ْر ُ وس َفقَ َال :بِ َم( ( أُم ْر َ ت َع َل ُم َ ت( ( َف َم َر ْر ُ ج ْع ُ صال َ ًة ُك َّل يَ ْو ٍمَ ،ف َر َ َ
بم ِسني صالة كل يو ٍم ،ق ََالِ :إ َّن أُمتك ال َ تست ِطيع َخ ِسني صالة كل يو ٍم ،و ِإنيِ ِ
َ ْ َ ُ ْ َ َ َ ً ُ َّ َ ْ َ ّ َّ َ َ َ ْ َ َ َ ً ُ َّ َ ْ
ِ
الةَِ ،ف ْار ِج ْع ِإ َل يل أَ َش َّد املُ َع َ ت( ( َب ِن ِإ َْس ِائ َ ال ْ ُ اس ق َْب َل َك َو َع َ ت ال َّن َ ج َّر ْب ُالل ق َْد َ َو َّ
ت َفو َضع( ( ع ِن عشاَ ،فرجع ُ ِ خ ِف َ ِ ِ اسأ َ ْل ُه ال َّت ْ ِ ( (
وس ت إ َل ُم َ َ َْ ج ْع ُ َ َ َ ّ َ ًْ يف ل ُ َّمت َكَ ،ف َر َ َر ّب َك َف ْ
ِ ت َفو َضع ع ِن عشاَ ،فرجع ُ ِ ِ
ت ج ْع ُ وس َفقَ َال م ْث َل ُهَ ،ف َر َ ت إ َل ُم َ ج ْع ُ َ َ َ ّ َ ًْ َفقَ َال م ْث َل ُه َ ،ف َر َ
( (
َ َْ
ش ص َلوات ٍ ت َفأ ُ ِمر ُ ِ ِ َفو َضع ع ِن عشاَ ،فرجع ُ ِ
ت ب َع ْ ِ َ َ ْ وس َفقَ َال م ْث َل ُهَ ،ف َر َ
ج ْع ُ ت إ َل ُم َ َ َ َّ َ ْ ً َ َ ْ
ٍ ت َ ِ ِ ِ ِ
ت ج ْع ُ ص َل َوات ُك َّل يَ ْو ٍمَ ،ف َر َ ب ْمس َ ت َفأُم ْر ُ ج ْع ُ ت َفقَ َال م ْث َل ُهَ ،ف َر َ ج ْع ُُك َّل يَ ْو ٍمَ ،ف َر َ
ص َل َوات ٍ ُك َّل يَ ْو ٍم ،ق ََالِ :إ َّن أ ُ َّم َت َك ت َِ ِ
ب ْمس َ
ِ
ْت :أُم ْر ُ ت؟ قُل ُ
ِ
وس َفقَ َال :بِ َم أُم ْر َ إ َل ُم َ
ِ
ت َب ِن ِِ ٍ ِ
اس ق َْب َل َك َو َع َ
ال ْ ُ ت ال َّن َ ص َل َوات ُك َّل يَ ْو ٍمَ ،وإ ّن ق َْد َ
ج َّر ْب ُ يع َخ ْ َس َ ال َ َت ْس َتط ُ
ْت َر ِ ّب خ ِف َ ِ ِ ِ ( ( ِ ِ يل أَ َشد املع َ ِ س ِائ َ ِ
يف ل ُ َّمت َك ،ق ََالَ :سأَل ُ اسأ َ ْل ُه ال َّت ْالَةَ ،ف ْارج ْع إ َل َر ّب َك َف ْ َّ ُ َ إَْ
ومن صحيح م ِ
سلم ِ
ُ
توخ َح َّدثَ َنا َحَّا ُد ْب ُن َسل ََم َة َح َّدثَ َنا ثَابِ ٌ
ان ْب ُن ف َُّر َ
نيَ :ح َّدثَ َنا َش ْي َب ُقال أبو احلس ِ
َ ُ َ -7
َ ِ ِ
ْباق ِ َو ُه َو َد َّاب ٌة أَ ْب َي ُض اهلل ﷺ ق ََال« :أُتِي ُ ِ
ت بال ُ َ ْ ال ُْب َن ِان ُّي َع ْن أَ َنس ِ ْبن ِ َمالك ٍ أَ َّن َر ُسول
ِ ِِ ط ِويل َفو َق الْ ِم ِر ودونَ الْبغل ِ يضع ِ ِ
حاف َر ُه ع ْن َد ُم ْن َت َهى َط ْرفه( ( َ ،ف َرك ْب ُت ُه َ
ح َّت َْ َ َ ُ َ َ َ ُ َ ٌ ْ
ِ ِ ِ
السماوات .وال َي ِص ُّح َح ُل ِ
بعض عجائب العالَ ال ُعلو ّي حني ُعر َج به ﷺ إىل ّ حمم ٌد ﷺ َ ( ( أي رأَى ّ
قول اجل ِ ِ ِ ِ ِ ِ
مهور -وال هذا ال َن ّص يف معرض االستدالل عىل أنّه ﷺ رأى َر َّبه بفؤاده -كما هو ُ ُ
ٍ ِ رأسه -وهو ُ عىل أنه ﷺ رأى ربه بعين ِ
«اآليات» َج ُع ءاية ،وهي يف ألن
المرجوح ّ - ُ القول َ َّ َ َ ّ
ِ ِ ْ ِ ِ
تعال خال ُق هذه فاهلل َ تعال َخلْقً ا ِوتكوي ًنا بقوله :ﭽ ﮩ ﮪ ﭼ ُ ُرءاين ُمضاف ٌة إىل اهلل َ ال َن ّص الق ّ
ِ
مربوب ل َن ْفسه اهلل ِ ذات اهلل ّ ِ ِ
ٌ المعن فاس ًدا وهو ّأن َ صار َ وإل َ اآليات ،فال جيو ُز ْأن ُيرا َد باآليات ُ
ني. ٌ ِ
ضالل ُمب ٌ وذلكَ خملوق له، ٌ
األخض. ِ ِ ِ ٍ
ف ِ ََ فر َ الر َ
ِ
ابن مسعود ريض اهلل عنه يف هذا احلديث من اآليات ال ُك َربى َّ
ِ
وقَد ذ َك َر ُ
ٍ
بأمور مأمور من الله تعاىل ٌ يض ِج ًّدا َي ُس ُّد األ ُفق ،قيل :إنه خاد ٌم األخض بِساطٌ َع ِر ٌ َُ ف فر ُ ( ( الر َ
فرتشون عليه إذا أرادوا ،وإذا استوى عليه الولِ ِ ِ َّ ٍ
َ ّ َ ُ وي ُ حيث َي ّتكئُ المؤم ُنون َ ُ خاصة يف اجل ّنة ّ
ِ ِ ِ ِ ِ
حيث شاء فيذ َهب به إىل ُ وشطوطها فوق أهنار اجل ّنة ُ طار به َ الصال ُح يف اجلّنة َر ْف َرف أي َ ّ
سان ِمن احلُور العني.
ِ ِ ريات احل ِ ِ أزواجه اخل ِ ِ ِ
م خيا
َ
ِ ِ ِ
فطار به األخض فجل ََس ﷺ عليه َ َُ ففر ُ الر َ نتهى جا َءه َّ الم َ ولما بلَغ ال َّن ِ ُّب ﷺ يف معراجه سدر َة ُ ّ
تعالاهلل َ َرك ش ذلك ﷺ رأى اَم ل ف إليه، ل وص حىت َعف ر وي ض الرفرف إىل العرش ِ ثم جعل َي ِ
ف
َ َ ّ َ ُ َ ُّ ََ َ َّ َ ُ
ِ ُ ِ ِ ِ
حمم ٌد اهلل ّ مكتوبا عىل قوائم ال َعرش «ال إله إال ُ ً رسول ﷺ النعمة ال َعظيمة ،ورأى عىل هذه ّ
وي َضم ِ ِ ِ ِ
إليهم جماُّ ُ ، أكب المالئكة َح ً أيضا َحَل َة ال َعرش ِ وهم أربع ٌة من َ رسول اهلل» ،ورأى ﷺ ً ُ
ِ ِ
حانالعرش م َع ُهم وذلك بيا ًنا لع َظم ذلك اليو ِم .ول َّما َ أربع ٌة ءا َخ ُرون يو َم القيامة َفيحملُون َ
ِ
حيث َينتظ ُره ُ وصل إىل حت َ ورف ًعا ّ فضا َ فطار به َخ ً َ ف فر َالر َ
ناول ِ َّ الرسول ﷺ َت َ وقت ُرجوع ِ ّ ُ
خل َق علَيها. ِ ِ ِ ِ ِج ُ
للمرة الثانية عىل َهيئته األصل ّية اليت ُ ظهر له ّ ربيل وقَد َ
يد اخلَ طْو. ِ ِ ِ راه ن َظ ُره ِمن ِ ِ ِ
األرض ،وهو كناي ٌة عن أ ّنه رسي ٌع بع ُ ند ءاخر ما َي ُ ( ( أي َي َض ُع حاف َره ع َ
26
ِ
( (
ال ْس ِج َد ْت َْ خل ُ ال َ ْق ِدسَِ ،ف َر َب ْط ُت ُه بِالْ َلْقَ ةِ ال َِّت يَ ْربِ ُط بِه ْال َ ْن ِب َي ُاء( ( ثُ َّم َد َ ت ْ ت َب ْي َ أَ َت ْي ُ
ٍ ِ َفصلَّي ِ ِ
ٍ( (
خ ْمر الس َل ُم بِ ِإ َناء ِم ْن َ يل َع َل ْيه َّ ت َف َج َاء ِن ِج ِْب ُ ج ُ خ َر ْ ت فيه َر ْك َع َت ْي( ِ ( ،ثُ َّم َ َ ْ ُ
ت ال ِْف ْط َر َة( ( ،ثُ َّم ُع ِر َج بِ َنا( ( ِإ َل ٍ ِ
خ َ ْت َيل :ا ْ ت الل ََّب َنَ ،فقَ َال ِج ْ ِب ُ خ َ ْت َُو ِإ َناء م ْن ل ََبن ٍ َفا ْ
ِ ِ
يلَ :و َم ْن َم َع َك؟ ق ََال: يل ،ق َ ت؟ ق ََالِ :ج ْ ِب ُ يلَ :م َن أَ ْن َ يلَ ،ف ِق َ اس َت ْف َت َح ِج ْ ِب ُ الس َم َْ
ف ء َّ
ب بِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ح َ ث إل َْيهَ ،ففُ ت َح َل َنا َفإذَا أَ َنا بآ َد َم َف َر َّ ث إل َْيه ؟ ق ََال :ق َْد ُبع َ يلَ :وق َْد ُبع َ ُم َ َّم ٌد ،ق َ
( (
الف ِصيحة المشهورة، اللم كما هي عىل اللُّغة َ الرواية بسكُون ّ أي َيربِطُون ِبا دوابم .واحلَ لْقة يف ِ
ّ َُّ ( (
وح ِكي فَت ُحها لُغةً . ُ
األقص. ِ
المسج َد
َ أي َ ( (
ِ
صلها إماما باألنبياء ِ ِ ِ
الم.
والس ُ
الصال ُة ّ عليهم ّ ً الصال َة الّيت َّ المسجد أو ّ أي حت ّي َة َ ( (
األولِ. ِ أي خَ ِر اجل ّنة ،وس َبق
الكالم عىل ذلك يف احلديث ّ ُ ( (
ين اإلسال ِم. ِ
أي د َ ( (
األنظار ِ َج ُ
يل الل ِ
َّون، ىشء َي ْب َه ُر المرقاة ِ
وكان صعود الن ِبي ﷺ عىل ِ
َ سوس ُمباركٌٌ ، وهي ُسل ٌَّم َم ٌ ُِ ُ ِ ّ ّ ( (
ِ ِ ٍ ٍ
اهلل.
اهلرري رمحه ُ ُّ اإلمام
ُ خرى من ف ّضة وهكذا ،قاله شي ُخنا درج ٌة من ُه من ذ َهب وأ ُ َ َ
نكارا .قال ِ ِ ِ ِ ِ
بشارا ال استبعا ًدا واست ً للعروج ،وسؤال الملَك كان ف ََر ًحا واست ً يعين هل طُلب ُ ( (
فإن ذلك ال َي َفى عليه والرسالة ّ ِ
«وليس ُمرا ُده االستفها َم عن أصل البعثة ِ النووي: احلافظ
ّ َ ُّ
الصحيح» اهـ. ِ
الم ّدة ،فهذا هو ّ إىل هذه ُ
يوس َف ﷺ كان مكشو ًفا ومل ُ أي أ ُ ِوت ِن ْص َف مقدار اجلَ مال الّذي ُو ّز َع َبني ال ّن ِ
ِ ِ ِ ِ
ومجال ُ اس. ( (
ِ ِ ِ
كان َمصو ًنا
لكن َجالَه َ سن ُكلَّه ّ حمم ٌد ﷺ فإنّه قَد أُعط َي احل ُ َ بالمهابةّ ،أما َنب ُّينا ّ َيكُن َم ُصو ًنا َ
ِ
المهابة. باجلَالل أي َ
27
يلَ :و َم ْن َم َع َك؟ ق ََالُ :م َ َّم ٌد ،ق ََالَ :وق َْد ُب ِع َ ِ ِ
ث يل ،ق َيلَ :م ْن َه َذا؟ ق ََالِ :ج ْ ِب ُ الس َل ُم ،ق َ َّ
ب ٍ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ ِ ِ
ِإلَيه؟ ق ََال :قَد بع َ ِ ِ
ي ،ق ََال ب َو َد َعا ل َ ْ ح َ يس ﷺ َف َر َّ ث إل َْيهَ ،ففُ ت َح َل َنا َفإذَا أَ َنا بإ ْدر َ ْ ُ ْ
َامسةِ اهلل عز وج َّل :ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﭼ( ( [مريم ،]57 :ثُم ع ِرج بِنا ِإ َل السم ِء ا ْلخ ِ
َ َّ َ َّ ُ َ َ ُ َ َّ َ َ
ِ ِ
يلَ :و َم ْن َم َع َك؟ ق ََالُ :م َ َّم ٌد، يل ،ق َ يلَ :م ْن َه َذا؟ َفقَ َالِ :ج ْ ِب ُ يل ،ق َ اس َت ْف َت َح ِج ْ ِب ُ َف ْ
ِ ث ِإلَيهِ؟ ق ََال :قَد ب ِع َ ِ ِ ِ ِ ِ
ب َو َد َعا ح َ ث إل َْيهَ ،ففُ ت َح َل َنا َفإذَا أَ َنا ِ َب ُارونَ ﷺ َف َر َّ ْ ُ يلَ :وق َْد ُبع َ ْ ق َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِل ِ َ ٍ
يلَ :م ْن الس َل ُم ،ق َ يل َع َل ْيه َّ اس َت ْف َت َح ِج ْ ِب ُ الساد َسة َف ْ الس َمء َّ ب ْي ،ثُ َّم ُع ِر َج ب َنا إ َل َّ
ث ِإل َْيهِ؟ ق ََال :ق َْد يلَ :وق َْد ُب ِع َ ِ ِ
يلَ :و َم ْن َم َع َك؟ ق ََالُ :م َ َّم ٌد ،ق َ يل ،ق َ َه َذا؟ ق ََالِ :ج ْ ِب ُ
ِ ِ ِ ب و َد َعا ِل ِ َ ٍ ِ ِ ب ِع َ ِ ِ ِ
الس َمء ب ْي ،ثُ َّم ُع ِر َج ب َنا إ َل َّ ح َ َ وس ﷺ َف َر َّ ث إل َْيهَ ،ففُ ت َح َل َنا َفإذَا أَ َنا ب ُم َ ُ
يلَ :و َم ْن َم َع َك؟ ق ََال: ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
يل ،ق َ يلَ :م ْن َه َذا؟ ق ََال :ج ْب ُ يلَ ،فق َ اس َت ْف َت َح ج ْب ُ الساب َعة َف ْ َّ
ِ ِِ ِ ِ ِ ِ
ث ِإلَيه؟ ق ََال :قَد بع َ ِ ِ ِ ِ
يمث إل َْيهَ ،ففُ ت َح َل َنا َفإذَا أَ َنا بإ ْب َراه َ ْ ُ يلَ :وق َْد ُبع َ ْ ُم َ َّم ٌد ﷺ ،ق َ
ور( ( و ِإذَا هو يدخ ُله ُكل يو ٍم سبعونَ أَلْف م َلك ٍ ﷺ ُم ْس ِن ًدا ظ َْه َر ُه ِإ َل ال َْب ْيت ِ ْ
َ َ ال َ ْع ُم ِ َ ُ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ َ ْ ُ
ِ ِ َل يعودونَ ِإلَيهِ ،ثُم َذ َه ِ ِ
ال ُ ْن َت َهى( ( َو ِإذَا َو َرقُ َها كَآذَان ِ ال ِْف َي َلةِ َو ِإذَا الس ْد َرة ْ
ب ب إ َل ّ َ َّ ْ َُ ُ
ِ ِ ِ ِ
العظيمة احلَ جم. أي كاجلرار ( (
أح ٌد ِ ٍ ٍ ِ ِ ِ أفاض الل ُه َ
يع َ حت إنّه ال يستط ُ أظهر ْت ُحس َنها ّ
السدرة بأنوار وأمور َ ُدرته عىل ّ تعال بق َ أي َ ( (
ِ ِ ِ ِ
غريهمَ :غش َيها أنوار أجنحة المالئكة ،وقال ُ بعض العلماء :غط َّْتها ُ ْأن يص َفها عىل ال ّتمام .قال ُ
أمحد مرفو ًعاَ « :ف َل َّم غ َِش َي َها ِ وألوان م ِ ٍ ٍ َراش ِمن ذه ٍ
رواه ُ تعددة ،ويف حديث أنس ٍ الّذي ُ ُ ّ ب َ ف ٌ
ِ ِ ِ ِ
َت يَاقُو ًتا أَ ْو ُز ُم ُّر ًدا أَ ْو َنْ َو ذَل َك». م ْن أَ ْم ِر اهلل َما غَش َي َها َت َ َّول ْ
ٍ ٍ ِ
ب. أي من حال يف احلُ سن ِ إىل حال أع َج َ ( (
ِ
بأوصافها ِمن ف َْر ِط َجاهلا. يع اإلحاط َة ِ أحد ِمن اخلَ ِ
لق يستط ُ أي ال َ ( (
يما ِ ِ ِ تعال إىل َن ِب ّيه ﷺ يف َ
وحى به الم َ ألمر ُ الوقت تعظ ً ذلك َ أوحى الل ُه َ وعد ُم ترصيح ٍ بما َ فيه إهبا ٌم َ ( (
إليه ﷺ.
ِ
وعل أ ُ َّمته ﷺ. أي َ ( (
بأمر الصالة ،والل ُه َ
تعال إليك ِ وحى َ ِ ِ أي ِ
حيث كان ُي َ ُ ارج ْع إىل المكان الّذي تُناجي فيه َر َّبك ( (
ٍ
مكان. وأبدا بال
أزل ًتعال موجو ٌد ً كان وال يف ُك ّل األماكِن ،بل هو َ ال يتحي يف م ٍ
َ َ َّ
بت.أي َج َّر ُ ( (
أي امتحنتهم. ( (
َ َ ُ َ َ ّْ ُ َ ّ
( انظ ِر اتلعليق الي سبق. ((
29
ِ ي َر ِ ّب َت َبا َركَ َو َت َع َ ِ
ح َّت ق ََال( ( :يَا ُم َح َّم ُد،
الس َل ُم َوس َع َل ْيه َّ ي ُم َ ال َو َب ْ َ أَ َز ْل أَ ْرج ُع َب ْ َ
( (
ِ ( (
َائ ٌم يُ َص ّلجعد( ( كَأَنه ِمن ِرجال ِ شنوءة( ( ،و ِإذَا ِعيسى ابن مريم ع َليه ِ الس َلم ق ِ
َ ْ ُ َ ْ َ َ َ ْ َّ ُ َّ ُ ْ َ َ ُ َ َ َ ٌَْ
اهيم ع َليه ِ الس َلم ق ِ ِ (( ِ ِ ِ ٍ ِِ
َائ ٌم أَق َْر ُب ال َّناس ِ به َش َب ًها ُع ْر َو ُة ْب ُن َم ْس ُعود ال َّثقَ ف ُّي َ ،وإذَا إ ْب َر ُ َ ْ َّ ُ
الص َل ُة َفأ َ َم ْم ُت ُه ْم( ( ( ، ِ ِ ِ ِِِ ِ (((
صاح ُب ُك ْم َ -ي ْعن َن ْف َس ُه َ -ف َحا َنت َّ يُ َص ّل أَ ْش َب ُه ال َّناس به َ
ِ ِ ِ
ار( ( ( َف َس ِل ّْم ب ال َّن ِ ِ
صاح ُ ك َالص َلة ق ََال قَائ ٌل( ( ( :يَا ُم َح َّم ُدَ ،ه َذا َمال ٌ ت م َن َّ
َف َلم َفر ْغ ِ
َّ َ ُ
ِ ِ ع َليهَِ ،فا ْلتفَ ِ ِ
ت إل َْيه َف َب َدأَن ب َّ
الس َل ِم( ( ( ». َ ُّ َ ْ
تفاصيلَه ،وقال قدس مكشو ًفا للن ِبي ﷺ حبيث يراه ويعايِن ِ ( أي جعل الله بقُدرتِه بيت الم ِ (
ُ َ ُ ُ ُ ّ ّ ُ َ َ َ ُ َ
ِ ِ ِ ِ
عل اهلل َ
تعال المقدس فرأي ُته .وف ُ ب الّيت َت َن ُعين من رؤية َبيت َ اهلل احل ُ ُج َ معناه رف ََع ُ ُ بعضهم: ُ
ِ عقل ً تحيل ً ِ ِ
ماسة ،بل ُيوج ُد بالم ّ باشة أو ُ بالم َ يكون ُ ُ ونقل ْأن يس ُ وجل َ عز ّ ذلك كسائر أفعاله ّ
ذلك ِ ِ تعال بق ِ ِ اهلل َ
وحنو َ والسكُون ُ باحلركة ّ باش ُة َ والم َماس ُة ُ الم ّ يشاءّ ،أما ُ ُدرته من احلادثات ما ُ َ ُ
ِ
ذلك ُكلّه. عن ه نز م تعالَ واهلل ، ْقِ ل خل ا فات ص ِ ن ِ
فم
َ ُ َّ ٌ َ
( أي ُم ِرش ُكو قُ َريشٍ. (
ِ ِ ِ ِ ِ
ماوات. الس
غري رؤيته ﷺ لبعضهم يف َّ ( أي مع َجع ٍ يف لَيلة اإلرساء ،وهي ُ (
األقص. سجد ( يف الم ِ (
َ َ
ِ ِ ِ ِ
فيف اللَّحم. َ ُ خ وقيل: سم، اجل يف جال الر
ّ ن م طٌ وس( أي َ (
الكالم عليه يف احلديث ال ّثالث. ُ ( س َبق (
رشحه يف احلديث ال ّثالث. ( س َبق ُ (
األقص. سجد ( يف الم ِ (
َ َ
الن. ي ع ِ َيس ق ن ميف ِ ب بن ِ مالك ٍ ِمن ب ِن ع ِ
وف بن ِ ث َِق ٍ ِ سعود بن ِ مع ِ
ت ود عروة بن م ِ ( هو أبو مسع ٍ (
َْ َ َ َ َُّ ُ ُ ُ ُ َ
ِ
بن َمسعود وأسلَم ،فسألَ ُه ﷺ ْأن َيرج َع إىل ٍ ِ ٍ ِ ِ َ ِ
ف من ثَقيف ف َتب َعه ُعرو ُة ُ انرص َ
كان ال َّن ُّب ﷺ قَد َ
فر َموه َومه باإلسالم -وكان ِ ق ِ
إسالم ُه و َدعاهم إليهَ ، َ وأظهرفيهم ُم َّب ًبا ُمطا ًعا -فر َجع إليهم َ
ٍ ِ
هم فق َتله. بال َّن ْبل ِ من ُك ّل َوجه فأصابه َس ٌ
األقص. سجد ( ( يف الم ِ (
َ َ
إماما. ِ
صل هبم ً ( ( أي َّ (
ِ ِ
غريه من المالئكة. جربيل أو ُ ُ ( ( هو (
ار.خاز ُن ال ّن ِ َك الكريم ِ المل ُ ( ( أي َ (
ُ
ٍ ٍ ِ ِ
وإكراما له.
ً حممد ﷺ الم لل ّن ِّب ّ الس ُ يما من مالك عليه ّ ( ( َتعظ ً (
34
ب َ -والل َّْفظُ ِل ْبن ِ اد وزهي بن حر ٍ ٍ
م َّم ُد ْب ُن َع َّب َ ُ َ ْ ُ ْ ُ َْ نيَ :ح َّدثَ َنا ُ َ وقال أبو احلس ِ
َ ُ َ -11
ب :ق ََال اد -ق ََال :حدثَنا أَبو ص ْفو َان أَخبنا يونس عن ِ الزه ِري ِ ق ََال :ق ََال ابن الْمس ِي ِ عب ٍ
ْ ُ ُ َ ّ ْ َ َ َ ُ ُ ُ َ ُّ ْ ّ َ َّ َ ُ َ َ َ َّ
ِ ِ ِ
س َي به بإيل َيا َء( ( ( بق ََد َح ِْي م ْن َخ ْم ٍر( ( ( َولَ َبنٍَ ،ف َن َظ َرِ ِ ِ ِ ِ
أَبُو ُه َر ْي َر َةِ :إ َّن ال َّن ِب ﷺ أ ُ َت ل َْي َل َة أُ ِ
ْ َّ
(ِ ( ( ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
«ال َ ْم ُد للَّه الَّذي َه َدا َك للْفط َْرة ، السل ُمْ : َ يل َعل َْيه َّ ِإل َْي ِه َما َفأَ َخذَ ال َّل َب َنَ ،فقَال لَ ُه ج ْب ُ
ِ َ
ك( ( ( ». ل َْو أَ َخذْ َت ْ
ال َ ْم َر َغ َو ْت أ ُ َّم ُت َ
ٍ ِ
اء َعن ِ ام َة َح َّدثَ َنا َز َك ِر َّي ُ
احلسنيَ :ح َّدثَ َنا ْاب ُن نُ َم ْي َح َّدثَ َنا أَبُو أُ َس َ وقال أبُو َ َ -12
ِ ِ ٍ ابن ِ أَشوع عن ع ِ
ام ٍ
ْت ل َعائ َشةََ :فأَ ْي َن ق َْولُ ُه ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ سوق ق ََال :قُل ُ ُْ م
َ ن ْ ع
َ ر ْ ْ ََ َ ْ َ
ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﭼ( ( ( [النجم]10-8 :؟
الش ِنيعةُ ،فكان ذلك ممّا ُيق ّ َِوي شيك فلَم ُيذ َكر فيه هذه األلفاظُ ّ
يق َ ِ ٍ = عن أ َنس ٍ ِمن َغ ِري ط َِر ِ
أخرى َتف َّرد هبا َ ِ ِ شيكٍ .ويف هذا صادر ٌة ِمن َ ِ ال َظن أنا ِ
يك ولَ َيذ ُك ْرها ُ
غريه ش ٌ َِ احلديث ل َْفظ ٌة َّ ّ
ِ
كان ال َّن ّب ﷺ» ضاف إىل اهلل تعاىل ،وإنّما هو َم ُ كان ال ُي ُ والم ُ وهي قولُهَ « :فقَال َو ُه َو َمكَا َنه» َ َ
ِ ِ ِ ٍ ِ ِ لت :عىل ّأن ِ
تفر َد به مّا قَد ُيوهم تعال ّإل أ ّنه َع َّب بلَفظ هو َّ كان هلل َ الم َ نسب َ رشيكًا لَ َي ُ اهـ .قُ ُ
المعنو ّي فقد س َب َق ْأن َب َّيناه وأنّه ال ِ بالدنُ ّو أنسا ريض اهلل عنه قال ُ ت ّأن ً إن ث َب َ ذلك ،كما أنّه ْ َ
المرجوح يف تفسري ها َتني اآلي َتني. ِ وإن كان هو ِ ِ
َ ني ْ المسلم َ ُيصاد ُم عقيد َة ُ
هاب وثابِتٍ اظ المت ِقنني كابن ِ ِش ٍ اإلرساء جاع ٌة ِمن احلف ِ ِ يث ِ ِ
ُْ ّ َ روى َحد َ الملقّن« :وقَد َ ابن ُ وقال ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ الب ِ ِ
ند
ليس باحلافظ ع َ يك َ وش ٌ يكَ ، أح ٌد م ُنهم بما أ َتى به َش ٌ نان وقَتاد َة عن أ َنس ،فلَم يأْت َ ُ ّ
أهل ِ احلَديث» اهـ. ِ
كتابنا ِ ِ ِ
المب َحث فلينظُر َ التوسع يف هذا َ فمن أرا َد ُّ اقتصنا عىل هذا البيان يف هذا الموضعَ ، وقَد َ
عال :ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ». وله َت َ فسري األسمى ِلقَ ِ ِ
َ «ال ّت َ
ِ ِ ِ ِ ِ أي يتشك ُل بصورة ِ
وكثريا ما كان يأيت حيث الظّاه ُر من غري ءالة الذُّ كورةً ، ُ الرجال ِ ِمن بعض ّ ِ ُ َّ ( (
ِ ِ ِ
ِ ِ حي َة الك ّ
َلب.
ٍ
حايب اجلليل د
ِ الص ّ ٍ
بصورة ّ ُ
ِ
أي يف أجياد ،موضع ٍ معروف بأسفل ِ م ّك َة من شعابا. ( (
أجن َح ِته. هيئته األصلية ونش بعض ِ أي عىل ِ ( (
َ ّ ََ
واح َيها يف رأي ِ ال َع ِني. أي ن ِ ( (
َ
السابق.ِ ِ
تفسريها يف احلديث ّ ُ َس َبق ( (
ِ
ويتساقَط من ِ ِ
السماء واألرضَ ، بني ّ ريس يف الفضاء َ جالسا عىل ُك ّ ً الم
الس ُ ربيل عليه ّ وكان ج ُ ( (
بعض العلماء: ِ الم ِ أجن َح ِته ال ّت ِ ِ
والياقوت .قال ُ ُ والد ُّرلألبصار ُ بهر ُة األلوان الكثري ُة ُ ُ يل أي هاو ُ
غرب. والم ِ الم ِ ِ ِ ِ
رشق َ ورين من أجن َحته مساف ٌة كما َبني َ منش َ ناحني ُ َبني ُك ّل َج َ
37
ماجه ِ ابن نن س ن ِ
وم
ْ ُ َ
ِ ِ
وس َع ْن ال َ َس ُن ْب ُن ُم َ -14قال أبو َعبد اهللَ :ح َّدثَ َنا أَبُو َب ْك ِر ْب ُن أَ ِب َش ْي َب َة َح َّدثَ َنا ْ
ُ ِ اد بن ِ سلَم َة عن ع ِل ِ بن ِ زي ٍد عن أَ ِب الصل ِ ِ
ول اهلل ْت َع ْن أَ ِب ُه َر ْي َر َة ق ََال :ق ََال َر ُس َّ َح َّ ْ َ َ َ ْ َ ّ ْ َ ْ َ ْ
ِ ِ
ارج ِ خ ِ ات تُ َرى( ( ِم ْن َ ون ْم كَال ُْب ُيوت في َها الْ َ َّي ُ س َي ِب َع َل ق َْو ٍم ُب ُط ُ ُت ل َْي َل َة أ ُ ِ
ْ ﷺ« :أَ َت ْي ُ
ِ ِ ِ ُب ُط ِ ِ
ِ
يل؟ ق ََالَ :ه ُؤ َلء أَ َك َل ُة ّ
الر َبا». ْتَ :م ْن َه ُؤ َلء يَا ِج ْ َبائ ُ ون ْمَ ،ف ُقل ُ
ِ ِ ِ
الربِيع ِ ِ
ال َ ْه َضم ُّي َح َّدثَ َنا ز َيا ُد ْب ُن َّ ص ْب ُن َع ِ ّل ٍ ْ -15وقال أبو َعبد اهللَ :ح َّدثَ َنا َن ُْ
َ ِ ور َع ْن ِع ْك ِر َم َة َعن ِ ْابن ِ َع َّب ٍ
ح َّدثَ َنا َعبا ُد بن م ْنص ٍ
ت ول اهلل ﷺ ق ََالَ « :ما َم َر ْر ُ اس أَ َّن َر ُس َّ ْ ُ َ ُ َ
ِ( ( ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ
ُول لَ :ع َل ْي َك يَا ُم َ َّم ُد بالْ َجا َمة ». الَ َلئكَة إ َّل ُكل ُُّه ْم يَق ُ س َي ِب ب َم َل م َن ْ
( ( ل َْي َل َة أ ُ ِ
ْ
ِ ِ ِ
يد ْب ُن ُم ْس ِل ٍم َح َّدثَ َناار َح َّدثَ َنا ال َْول ُ اهلل :ح َّدثَ َنا ِه َشام بن َعم ٍ
ُ ْ ُ َّ َ -16وقال أبو َعبد
ِ ِ اس عن أُب ِ بن ِ َكع ٍ ِ ٍ ِ ٍ ِ
ب َع ْن َر ُسول اهلل يد ْب ُن َبشري َع ْن َق َتا َد َة َع ْن ُمَاهد َعن ِ ْابن ِ َع َّب ٍ َ ْ َ ّ ْ ْ َسع ُ
الرائحةُ. أي ّ ( (
ِ ِ
أي الكال َم عىل قيامها. ( (
ِ ِ أي ال يعلَم و ِ
عز تعال َعن َخلْقه ،قال ّ أخفاه اهلل َ ُ ىشء
ألن هذا ٌ الساعة عىل ال ّتحديدّ ، قت قيا ِم ّ َ ُ َ َ ( (
وجل :ﭽﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﭼ. ّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الكافرين بغتةً ، الساعة ووقوعها عىل األرض قبل قيا ِم ّ السماء إىل أي أُوحي إليه بأنّه َينز ُل من ّ ( (
أحياء، يكون فيه ُمؤم ُنون يف األرض مان الّذي ال ألن الساعة تقوم عىل الكافرين فجأ ًة يف الز ِ
ٌ ُ ّ ّ ّ
قال اهلل تعاىل :ﭽ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ
ِ
ومىت ُيرسيها اهلل أي مت تكُون َ الساعة َ يش عن ّ َت َيو ُد أو قُ َر ٌ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﭼ .وسأَل ْ
ِ ِ ِ ِ ِ
وعل َمن السماوات و ُهم المالئك ُة َ الساعة عىل َمن يف ّ اهلل ذلك ،وقَد َخفي عل ُم ّ ُيظه ُرها فأ ْن َز َل ُ
وج ّن ٍ. األرض ِمن إنس ٍ ِ ِ يف
ِ
األرض. السماء ال ّثانية إىل ِ ِ
أي من ّ ( (
اس ،وهم قوم كفار ِمن ب ِن ءادم .وروي يف حديثٍ
َ ُ َ ٌ ُّ ٌ ومأجوج عىل ال ّن ِ ُ َ وجيأج َ َوم ُ أي َي ُرج ق ُ ( (
وج َف َد َع ْو ُت ُ ْم ِإ َلج َ وج َو َمأ ْ ُ ج َ
ِ
س َي ِب إ َل يَأ ْ ُ ني أ ُ ِ
ْ ال ح َ
ِ اهلل َت َع َ «ب َع َثن ُ
ِ
قالَ : ّأن ال ّن ِبي ﷺ َ
ِ صفهم أنم ِ ون» .لكن لَ ي ِصح يف و ِ اهلل و ِإ َل ِعبادتِه ِ َفأَبوا أَ ْن ُ ِييب ِ ِ ِ َّ ِ
وأن ّ القامة صار
ُ ق ُّ َ َ َّ ُ َْ َ َ َ دين
أحدهم ينام عىل إحدى أ ُ ُذنيه ويتغطَّى باألُخرى .وقَد حبسهم الصعب ذُو القرنني الولِ
َ ُّ َ َّ ُ َ ُ َ َ ُ َ ُ
ِ ِ ٍ ِ
«س َنن ابن ِ ماج ْه» مرفو ًعا: أمره علَينا .ويف ُ بني ج َبلَني َخف َي ُ لف َس ّد َعظي ٍم َ الصال ُح َخ َ ّ
ِ
الش ْمس ق ََال الَّذي ِ ِ ٍ ِ ْ ْ ِ
اع َّ ح َّت إذَا كَا ُدوا يَ َر ْونَ ُش َع َ وج َيْف ُرونَ ُك َّل يَ ْومَ ، ج َ وج َو َمأ ُ ج َ «إنَّ يَأ ُ
ِ ِ
ت ُم َّد ُت ُ ْم َوأَ َرا َد= ح َّت ِإذَا َب َل َغ ْاهلل أَ َش َّد َما كَانَ َ ، يد ُه ُ «ارج ُعوا َف َس َن ْحف ُر ُه غ ًَدا» َف ُيع ُ
ع َلي ِهمِ :
َ ْ ْ ْ
39
ون ِإ َل الل َِّه( ( َ ،فأَ ْد ُعو
وه ،ف ََي ْجأَ ُر َ ون بِم ٍاء ِإ َّل َِشب ( ( ِ ٍ ِ ِ
وه َول َ ب َشء إ َّل أَ ْف َس ُد ُ ُون ،ف ََل َي ُ ُّر َ َ َي ْنسل َ
( (
ُ ُ
ِ ِ الل َه أَ ْن يِي َتهم( ( َ ،ف َتنتن َْالر ُض ِمن ِر ِحي ِهم( ( ،فَيجأَر َ ِ
ون إ َل اللهَ ،فأَ ْد ُعو الل َه ف َُْيس ُل َّ
الس َما َء َ ْ ُ ْ ْ ُْ ُ ْ ُ ُ ْ
ِ ِ ِ بِال َْم ِاء ف ََي ْح ِمل ُُهم( ( فَيلْق ِ
ِ
ال َب ُال( ( َو َُت ُّد َْال ْر ُض َم َّد َْالدي ِم( ( ، يه ْم ف الْ َب ْح ِر ،ثُ َّم( ( تُ ْن َس ُف ْ ْ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ
ِ
الامل ِ الَّت َل َي ْدري أَ ْهل َُها َم َت اس َك َْ السا َع ُة م َن ال َّن ِ
ان ذَل َك َكا َنت َّ َف ُع ِه َد ِإ َ َّل( ( ( َم َت َك َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ((( ِ
عال :ﭽ ﮄ اب اهلل َت َ يق ذَل َك ف ك َت «و ُوج َد َت ْصد ُ َت ْف َج ُؤ ُه ْم ب ِو َل َد َتا » .ق ََال الْ َع َّو ُام َ :
(((
ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ.
الش ْمس ِ ق ََال ال َِّذي َع َل ْي ِه ْم: ح َّت ِإذَا كَا ُدوا يَ َر ْونَ ُش َع َ
اع َّ حفَ ُرواَ ، اهلل أَ ْن يَ ْب َع َث ُه ْم َع َل ال َّناس ِ َ = ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ني اس َت ْث َن ْواَ ،ف َي ُعو ُدونَ إل َْيه َو ُه َو ك ََه ْي َئته ح َ ال» َو ْ اهلل َت َع َحف ُرو َن ُه غ ًَدا إ ْن َش َاء ُ «ارج ُعوا َف َس َت ْ ْ
احلديث. ِ
جونَ َع َل ال َّناس» ِ
َ حف ُرو َن ُه َو َي ُْر ُ وهَ ،ف َي ْ َت َر ُك ُ
زول ِمن ك ّل اآلكا ِم ِ
والتاللِ.
ّ ُ عون ال ُّن َ أي ُي ِرس َ ( (
ِ
ب َْية َط َ ِبيَّ َة َف َي َْش ُبونَ َما فِي َهاَ ،و َيُ ُّر ِ ِ ِ
«صحيح ُمسلم» مرفو ًعاَ « :ف َي ُم ُّر أَ َوائل ُُه ْم َع َل ُ َ ويف ( (
ِ ِِ ِ
الب َحرية كمية المياه الموجودة يف ُ قد ُر اليو َم ّ ءاخ ُر ُه ْم َف َيقُولُونَ :لَقَ ْد كَانَ َبذه َم َّر ًة َماءٌ» .وتُ َّ
آالف ِمليار ٍ ِ ِ
ليرت. بأكثر ِمن أربعة َ
ومأجوج. يأجوج ش م ه ي ستغيث الناس الله أن ي ِ
كف أي ي ِ ( (
َ َ َ ْ َ َ ُ َّ ُ ّ ُ َ
سلم» مرفوعا« :فَي ِس ُل َالله علَي ِهم النغف ِف ِرق َِابم فَيص ِبحون فَرس كموتِ «صحيح م ِ ِ ويف ( (
ْ ُ ْ ُ َ َْ ََْ ُ َ ْ ُ َّ َ َ ُْ ً ُ
ِ ِ َن ْفس ٍ َواح َدة» ،وال َّن َغف ُدو ٌد ٍ ِ
وإن كانت ُمتقَر ًة ّإل ّأن يكون يف أُنوف اإلبل والغ َن ِم ،وهي ْ ُ
يد. ِ
إتالفَها شد ٌ
ون ِم ْن ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
«س ُيوق ُد ال ُْم ْسل ُم َ«س َنن ابن ِ ماج ْه» مرفو ًعاَ : أي تص ُري َعفنةً من رائحة ج َيفهم .ويف ُ ( (
ِِ ِ وج َونُ َّش ِ ِ ِق ِ
ني». اب ْم َوأَ ْت ِر َست ِه ْم َس ْب َع سن َ وج َو َمأْ ُج َ س ِ َيأْ ُج َ ّ
الماء.يل ِ أي َس ُ ( (
إرسافيل يف الص ِ ِ ِ ِ
ور. ُّ َ الكافرين ب َنفخ الساعة عىل عد قيا ِم ّ أي َب َ ( (
ت. أي تُ َف َّت ُ ( (
ِ ِ ِ ِ ِ
بدلة الم َّاألرض ُ يكون يف
ُ المدبوغ ِ الّذي ال نُتو َء فيه ،فال بسطُ فتص ُري َملسا َء كاجللد َ أي تُ َ ( (
اخنفاض. ٌ ارتفاع وال ٌ
( أي أُوحي إليه. ِ ((
فكذلك وعليهم عىل ال ّتعيني، ِ ِ ِ
( أي َكما َّأن احلام َل َتفجأُ أهلَها َبوقت والدتا الّذي َي َفى عليها ِ ((
َ
ِ ِ
الساع ُة ّإل َبغتةً . تقوم ّ
الساعة عىل ال ّتعيني ،فال ُ وقت قيا ِم ّ َي َفى عىل ال ّناس مجي ًعا ُ
الر ِاوي. ( هو العوام بن ح َ ٍ
وشب ّ َّ ُ ُ َ ((
40
داود ِ
ومن ُسنَن أيب ُ
ت أَ ِب َح َّدثَ َنا ِ ِ اصم ب ُن ال َّن ْ ِ ِ َ -18
ض َح َّدثَ َنا ال ُْم ْع َتم ُر َسم ْع ُ قال أبُو داو َدَ :ح َّدثَ َنا َع ُ ْ
ِ ِ ِ ِ
ال َ َّنة أَ ْو َك َما ق ََالُ :ع ِر َض لَ ُه َق َتا َد ُة َع ْن أَ َنس ِ ْبن ِ َمالك ٍ ق ََال :ل ََّما ُع ِر َج بِ َن ِ ّبِ اهلل ﷺ ف ْ
( (
َك ال َِّذي َم َع ُه َي َد ُه
ف ،ف ََض َب ال َْمل ُ ب( ( أَ ْو ق ََال :ال ُْم َج َّو ُ وت ال ُْم َج َّي َُ ْن ٌر( ( َحا َف َت ُاه ال َْياقُ ُ
ِ َاس َت ْخ َر َج ِم ْس ًكاَ ،فق َ
م َّم ٌد ﷺ لل َْملَكِ ال َِّذي َم َع ُهَ « :ما َه َذا؟» ق ََال :الْك َْوثَ ُر ال َِّذي َال ُ َ ف ْ
أَ ْعطَا َك ُ
اهلل َع َّز َو َج َّل( ( .
وقال أبُو داو َدَ :ح َّدثَ َنا ْاب ُن ال ُْم َص َّفى َح َّدثَ َنا َب ِق َّي ُة َوأَبُو ال ُْم ِغ َريةِ ق ََالَ :ح َّدثَ َنا َ -19
ِ اش ُد بن سع ٍد و َعب ُد الر ْحَن ِ بن ج َب ٍ صفوان حدثَ ِن ر ِ
ي َع ْن أَ َنس ِ ْبن ِ َمالك ٍ ق ََال :ق ََال ْ ُ ُ ْ ْ ُ َ ْ َ ْ َّ َ ْ َ ُ َ َّ َ
ِ اهلل ﷺ« :لَ ا ع ِرج ِب مرر ُ ِ ُ ِ
جو َه ُه ْم ت بقَ ْو ٍم َل ُ ْم أَ ْظفَ ا ٌر م ْن ُنَاس ٍ َي ُْم ُشونَ ُو ُ َر ُسول
( (
َّ ُ َ َ َ ْ
ِ ِ ِ
(ِ (
ين يَأ ْ ُكلُونَ لُ ُو َم ال َّناس يل؟ ق ََالَ :ه ُؤ َلء الَّذ َ ْتَ :م ْن َه ُؤ َلء يَا ِج ْ ِب ُ ص ُدو َر ُه ْم َف ُقل َُو ُ
اض ِه ْم( ( ». ويقَ عونَ ِف أَعر ِ
َْ ََ ُ
تعال ال ي ِ ِ
ذوات َ شب ُه وذات اهلل َ ُ ُ وس ﷺ، كالمه الذّ ات َّي ُم َ َ وأسم َع َ حمم ًدا ﷺ ( ( أي َأرى الل ُه ذا َته ّ
ِ ِ ِ ِ تعال ال ي ِ ِ
وليس معىن «ق ََس َم» ّأن صفةً من صفات اهلل َيو ُز كالمهمَ . ُ شب ُه وكالمه َ ُ ُ المخلوقات
عزتعال ال جيو ُز عليه َّ أبدي ٌة واجب ٌة هلل َ أزلي ٌة ّ تعال كلُّها ّ فصفات اهلل َ ُ التجزؤ ،حاشا هلل، ُّ عليها
التغي من ِ ِ ِ ِ ِ
ث له صفةٌ ،إذ ُّ حتد َ وجل ْأن ُ عز ّ فن صف ٌة من صفاته كما أنّه ال جيو ُز عليه ّ وجل ْأن َت َ َّ
واحلدوث عىل اهلل ُم ٌال. ِ
احلدوث، ِ
ُ أمارات ُ
ِ ِ
عليهما وسل ََّم صل اهلل وموس َّ َ حمم ٌد الد ْنيا إال ثَالثةٌّ : تعال يف ُّ َ سم ْع كال َم اهلل ولَ َي َ
العبادِ يامة فج ِميع ِ ِ ِ ِ ِ وج َ ِ
َ كذلك َسم َعّ .أما يو َم الق َ الم اهلل ،وقيل :ءا َد ُم ربيل علَيه َس ُ
سم ُع ِ ِ ِ شبه كالم ٍ ِ ِ
ني ،فالمؤم ُن والكاف ُر ُك ٌّل َي َ أحد من العالَم َ َ َ سم ُعون كال َم اهلل الّذي ال ُي ُ َي َ
قبولون ِ ِ ِ
ند اهلل َم ُ ون ع َ سم ُعون كال َم اهلل و ُهم َمرض ُّي َ كال َم اهلل ذلك اليو َم ،فالّذين َي َ
المغضوب وص ُف ،وأما ِ الفرح ِ ِ
ُ والسور ما ال ُي َ ُّ األتقياء َي ُصل هلُم من َ ُ َلديه و ُهم
ٍ ِ
رون بَوف َعظي ٍم وقل ٍَق َمتني ال= ِ ٍ ِ بأمن ٍ بل َيش ُع َ رون ْ عليهم أي الك ُّف ُار فال َيش ُع َ
ِ ِ
المؤمن
ُ س في َ ُّأعطاه اهلل ّإياهاُ ، ُ بالن َع ِم اليت عما ف َع َل ّ ؤال َّالس َ فه ُم من كال ِم اهلل ُّ وصف ،و ُك ٌّل َي َ = ُي َ
التقي ،وال يس الكافر ألنه ال حسن َة له يف اآلخرةِ.
ُ ُ ُ َ ُ َ ُّ ُّ
45
ِ
ْت َع َل َعائ َش َة َف ُقل ُ
ْت: م َّم ٌد َم َّر َت ِْي( ( .ق ََال َم ْس ُر ٌ
وق :ف ََد َخل ُ وس َم َّر َت ْين( ِ ( َو َر ُآه ُ َ
َف َكل ََّم ُم َ
ورتِ ِه( ( ِإ َّل َم َّر َت ِْي: ِ [لقمانَ ]34 :فقَد أَع َظم ِ
الف ْر َي َة( ( َ ،ول َِك َّن ُه َرأَى ِج ْ ِب َ
ص َ يل ل َْم َي َر ُه ف ُ ْ ْ َ
ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ
الم ْن َت َهى َو َم َّر ًة ف ِج َياد( ( ( لَ ُه س ُّتمائَة َج َناح ٍ ق َْد َس َّد ُاأل ُف َق». َم َّر ًة ع ْن َد س ْد َرة ُ
ِ ِ قال أبو ِعيس :حدثنا أَحد بن م ِنيع ٍ حدثنا ِإسم ِ
يم َح َّدثَ َنايل ْب ُن إ ْب َراه َ اع ُ َ َّ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َ َ َ -27و َ ُ
سائي ِ
ومن ُسنَن ال َّن ّ
يد ْبن ِ بد الرمحنِ :أَخبنا عمرو بن ِهشامٍ حدثنا ملَد عن س ِع ِ قال أبو ع ِ
َ َّ َ َ َ ْ ٌ َ ْ َ ََْ َ َ ْ ُ ْ ُ َ َّ َ ُ َ -28
َ ِ ِ ِ َعب ِد الْ َع ِز ِ
ول اهلل ﷺ ق ََال: يد ْب ُن أَ ِب َمالك ٍ َح َّدثَ َنا أَ َن ُس ْب ُن َمالك ٍ أَ َّن َر ُس يز َح َّدثَ َنا َي ِز ُ ْ
ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ
ت َو َمعي خ ْط ُو َها ع ْن َد ُم ْن َت َهى َط ْرف َهاَ ،ف َرك ْب ُ يت بِ َد َّابة َف ْو َق الْ َم ِر َو ُدونَ ال َْب ْغل ِ َ «أُت ُ
ِ ِ
ت؟ صل َّْي َ ِ
ْت َفقَ َال :أَ َت ْدري أَيْ َن َ ت َفقَ َال :ا ْن ِز ْل َف َص ّل ِ ،فَفَ َعل ُ الس َل ُم َف ْ
س ُ يل َع َل ْيه َّ ِج ْ ِب ُ
تَ ،فقَ َال :أَ َت ْد ِري أَيْ َن ج ُر ،ثُ َّم ق ََال :ا ْن ِز ْل َف َص ّل ِ َف َصل َّْي ُ صلَّي َ ِ ( ( ِ
ت بط َْي َب َة َوإل َْي َها ال ُْم َها َ َ ْ
ِ ِ ِ
الس َل ُم ،ثُ َّم وس َع َل ْيه َّ ج َّل ُم َ ث َكل ََّم الل ُه َع َّز َو َ ح ْي ُ ت ب ُطور َس ْي َن َاء َ صل َّْي َ ت؟ َ صل َّْي َ
( ( ( (
َ
ِ
ت بِ َب ْيت لْم ِ
َ ٍ( (
صل َّْي َ ت؟ َ صل َّْي َتَ ،فقَ َال :أَ َت ْدري أَيْ َن َ ْت َف َصل َّْي ُ ق ََال :ا ْن ِز ْل َف َص ّل ِ َف َن َزل ُ
الَ ْق ِدس ِ َف ُج ِم َع ِ َل ْال َ ْن ِب َي ُاء َع َل ْي ِه ُم ِ ِ ِ
ت ْ ْت َب ْي َ
خل ُ الس َل ُم ،ثُ َّم َد َ يسى َع َل ْيه َّ ث ُول َد ع َ ح ْي ُ َ
إماما. أي َّ ِ
صل هبم ً ( (
إسماعيل .وقد جاء= اسمه ماء األُوىلِ ، ِ أي القُربى ِ
ُ كريم ُ َك ِ ٌ وخاز ُنا مل ٌ الس ُ األرض وهي ّ بالنسبة إىل َْ ّ ( (
ِ ِ ِ ِ ٍ
يل َع َل الس َمء َم َل ًكا يُقَ ُال َل ُه إ ْس َمع ُ
ّرباين يف «الكبري» مرفو ًعا« :إنَّ ف َّ = ِيف حديث عند الط ّ
ٍ ِ ٍ ٍ
ْف َم َلك» 4 = 70,000 × 70,000( .مليار ني أَل َ ْف َم َلك ُك ُّل َم َلك َع َل َس ْبع َ ني أَل َ َس ْبع َ
وتسعمائة مليون).
سول ﷺ الر َ َ ٍ ٍ
فارق ّ جربيل َ روى يف حديث ضعيف ّأن «ي َاهلرري رمحه اهللُ : ُّ اإلمام
ُ قال شي ُخنا ( (
ص َيف األقال ِم .ذ َك ُروا ّأن سم ُع فيه َ ِ ٍ ِ ِع ِ
وصل إىل مكان َي َ حت َ تابع ﷺ ّ نتهى ،ثُ ّم َ الم َ ند سدرة ُ َ
كة ويقرأُ يف اللَّوح ِ المحفوظِ ِ ِ ِ ِ ِج َ
ُ َ َ يس ُك ّل ِ المالئ ومع ذلك هو َرئ ُ نتهىَ ، الم َ تجاو ُز سدر َة ُ ربيل ال َي َ
ويرى ال َعرش» اهـ. َ
أي غط َّْت ِن َسحابةٌ. ( (
وجل.
عز ّ كرا هلل وتواض ًعا له ّ أي ُش ً ( (
ليس حر ًفا وال صو ًتا وال ِ ِ
كالمه الذّ ات َّي الّذي َ َ أسم َع ُه الل ُه
أوحى الل ُه إىل َنب ّيه ﷺ بذلك ،أو َ أي َ ( (
ِ ِ ِ
فف ِه َم منه ﷺ َ
ذلك. ني َ لُغةً وال ُيشب ُه كال َم المخلوق َ
أي ِّأدها. ( (
الصالة. ِ
أي من ّ ( (
بأمر الصالة=، ِ إليك وحى المكان الّذي ت ِ ِ أي ِ
َ حيث كان ُي َ ُ ناجي فيه َر َّبك ُ ارج ْع إىل ( (
49
ف َع ِ ّن ِ ِ ِإ َل َر ِب َفخَفَّ َ ِ
ت َفخَفَّ َ ج ْع ُ جوع ِ َف َر َ الر ُوس َفأ َ َم َرن ب ُّ ت ُم َ شا ،ثُ َّم أَ َت ْي ُ ف َع ّن َع ْ ً
( (
ّ
ِ َ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ
يف خف َ اسأ ْل ُه ال َّت ْ ص َل َوات ،ق ََال َ :ف ْارج ْع إ َل َر ّب َك َف ْ خ ْمس َ ت إ َل َ شا ،ثُ َّم ُر َّد ْ َع ْ ً
( ( ( (
ٍ
مكان. وأبدا بال
أزل ً تعال موجو ٌد ً كان وال يف ُك ّل األماكِن ،بل هو َ تعال ال يتحي يف م ٍ
َ َّ = والل ُه َ
ِ ِ ِ ِ
يف. أي إىل المكان الّذي أُناجي فيه َر ّب ألسألَه ال ّتخف َ ( (
خفيف ِعدة مراتٍ. ِ ُ عد ْأن َ
وجل ال ّت َ ّ ّ عز ّ رسول اهلل ﷺ َر َّبه ّ سأل أي َب َ ( (
موس ﷺ. أي َ ( (
ِ ِ ِ
الصال َتني كان من َب ِن إرسائيل أيضا .وال ّتقصري يف أداء ّ صالون ً ُ فيهمأي أك َثرهم ،لك ّنه كان ِ
ُ ( (
رتض عليه وال ع ي فال َ
تعال اهلل ا أم ، اهلل أوجب ما فيتوجه اللّوم عىل من قَص ِمنهم يف ِ
أداء
ُ َ َ ُ ّ ُ ُ َ َّ ُ َ َّ
باده ما يشاء ِمن صالة ٍ وزكاة ٍ ويفرض عىل ِع ِ ِ شاء عما يف َع ُل ،فهو َ ُي ُ
َ ُ ُ تعال َيف َع ُل ما َي ُ سأل ّ
ِ ِ ِ ِ
سوا وكانوا َملُوم َ
ني عصوا فقَد َخ ُ وإن َ الدنيا واآلخرةْ ، انتف ُعوا يف ُّ فإن ُهم أطا ُعوا َ وغريمهاْ ،
ِ
وأم ُرهم إىل اهلل. ْ
ليس حر ًفا وال صو ًتا وال ّذي ل ا ي أي أوحى الله إىل ن ِبيه ﷺ بذلك ،أو أسمعه الله كالمه الذّ اتِ ( (
َ َّ َ ََُ ُ ُ َ ّ َ
ذلك. ِ ِ ِ ِ
ففه َم منه ﷺ َ ني َ كالم المخلوق َ لُغةً وال ُيشب ُه ُ
ِ ِ
مخسا. فرض علَيهم ّأو ًل مخس ًني صال ًة ثُ ّم خ َّف َفها فج َعلَها ً أي َ ( (
ِ
ثواب مخس َني. أي ُيثابُون باخلَ مس ِ َ ( (
«فالن ِص ّ ِر ُّي ال َعز ِم» أي ثابِ ُته. ٌ تمُ ،يقال: ب َح ٌ
ِ
أي واج ٌ ( (
50
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ح ُد «ب ْي َنا( ( أَ َنا ع ْن َد ال َْب ْيت( ( َب َْي ال َّنائ ِم َوال َْي ْقظَان( ( إ ْذ ق ْي َل( ( :أَ َ ال َّن ِ َّب ﷺ ق ََالَ :
ح ْك َم ًة َو ِإ َميا ًناَ ،ف َش َّق ِمن ِالث َلثَةِ بي الرج َلي( ِ ( َ ،فأُتِيت بِطَست ٍ ِمن َذهب ٍ م ْلنَ ِ
ْ َ َ ْ ُ َ ْ َ َّ ُ ْ َّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ْب ب َمء َز ْم َز َم ثُ َّم ُملئ َ ح ْك َم ًة َوإ َميا ًنا( ( » ثُ َّم ال َّن ْح ِر إ َل َم َر ّاق ال َْب ْطن ِ َ ،ف َغ َس َل الْقَ ل َ
( (
ِ ِ
بمعن بي َنما. ب ُدون مي ٍم وهي َ ( (
ِ ِ ِ ِ
احل ِطي ِم َ -و ُر َّب َما ق ََالِ :ف «ب ْي َن َم أَ َنا ِف َ األول َ ند الكعبة ،وقد س َبق يف رواية احلديث ّ أي ع َ ( (
موضعه. احلِج ِر »-ورشحناه يف ِ
ُ ْ
يف ﷺ .قال القايض الش ه قلب نام ي ال ِ األحوال ل ّ ك ويف »، م رواية« :بين َا أَنا ن ِ
ائ
ٍ
يف ( (
َ ُ ُ ّ ُ ُ ََْ َ َ ٌ
ذلك حال َة أول ِ وصول ِ ِ ِ
َّ ُ ياض« :قَد َي َت ُّج بِه َمن َي َعلُها ُر ؤيا َنومٍ ،وال ُح ّج َة فيه إ ْذ قد َيكُون َ ع ٌ
ِ
نائما يف الق ّصة ُكلّها» اهـ. ِ ِ وليس يف احلديث ما َي ُّ ِ ِ
دل عىل كونه ً الملَك إليهَ ،
ِ ِ
أح ُد المالئكة الكرا ِم الّذين أ َتوا ال َّن ِب ّي ﷺ. قال َ أي َ ( (
دل عليه رواي ُة البخاري يف احلديثِ الر ُجلَني ،كما َي ُّ ِ ُ
ّ بني ّ المتوسطُ َ ّ حمم ٌد
رسول اهلل ّ أي هذا ( (
َال :أَ ْو َسط ُُه ْم ُه َو َخ ْ ُي ُه ْم». َال أَ َّو ُل ُ ْم :أَ ُّيُ ْم ُه َو؟ َفق َ ِ
اخلامس من هذا الكتابَ « :فق َ ِ ِ
لده. القاف وهو ما سفل ِمن البطن ِ ورق ِمن ِج ِ ِ بتشديد ( (
َ َّ َ َ َ
األول. ِ
معناه يف احلديث ّ ُ س َبق ( (
ِ ِ ٍ ِ ِ
فمعناه
ُ وحى إل َْيه» رو ّي عن أ َنس ٍ هوَ « :جا َء ُه ث ََالثَ ُة َن َف ٍر ق َْب َل أَ ْن ُي َ خاري بلَفظ َم ِ الب ّ ّأما رواي ُة ُ ( (
َّيلة ،ال أنه لَ يكُن أُ ِ ِ وحى إليه ﷺ ِف ٍ
وح َي ّ َ لك الل رسى به يف تِ َ َ سي
عي أو يف أنّه ُ
أمر م ٍ
ُ َّ قَبل أن ُي َ
حدثني ِ ِ ِ ٍ ِ ِ
والم ّ
بم ّرة .وقَد َتكلَّم يف ذلك عد ٌد من احل ُ ّفاظ ُ قبل عىل اإلطالق إ ْذ هذا ال يص ُّح َ إليه ُ
«شح ُمسلم»« :وهو غلَطٌ لَ ُيواف َْق ِ ِ ِ
ووي يف َ ياض يف «اإلكمال» واحلافظ ال ّن ّ فقال القايض ع ٌ
هرا» اهـ .وقال احلافظُ ِ
عش َش ً عد َمب َعثه خبَمس َة َ كان َب َ أقل ما قيل فيه إ ّنه َ فإن اإلرسا َء ُّ علَيهّ ،
ِ ِ سع ٍ أبو ِ
عضهم قولَه: «وأول َب ُ الم ْشكلة»َّ : الم ْجملة عىل المواضع ُ يهات ُ «الت ِنب ُ الئي يف َّ ُّ يد ال َع
ركش: ِ اإلرساء ِ ِ شأن الصل ِ «قَب َل أَن يوحى ِإلَي ِه» أي يف ِ
الز ُّ ذلك» اهـ .وقال ال َبدر ّ وحنو َ
ٍ
َوات أو َّ ْ ْ ُْ َ ْ
ِ
الربماوي يف «رشح ِ ِ
ّ الشمس بمحفوظة» اهـ .وقال ّ الروايةُ ،وقيلْ :لي َست َ «قد أُنك َرت هذه ّ
وحى ِإل َْي ِه» وهو غلَطٌ مل البخاري»« :يف ح ِديث َ ِ ٍ
شيك أوها ٌم أنك َُروها عليه ،منها« :ق َْب َل أَ ْن ُي َ َ ّ ُ
ِ ِ ٍ ِ ِ ِ
أيضا» ليس باحلافظ ،وهو ُمنفر ٌد به عن أ َنس ،وسائ ُر احل ُ ّفاظ لَ َي ْر ُووه ً يك َ وش ٌ ُيوافَق عليهَ ،
اهـ.
51
ول الل َِّه ﷺ فَذَ َه َبا بِ ِه ِإ َل َز ْم َز َم( ( ، َي أَ َت َيا َر ُس َت بِم َّكةَ ،وأَ َّن «م َلك ِ ض ات ُف ِ
ر الصلَو ِ
ْ َ َ َ ْ َ َّ َ
ِ
بَ ،ف َغ َّس َل ُه بِ َماء َز ْم َز َم ،ثُ َّم َك َب َسا
( ( ِ ٍ ِ
فَش َّقا ب ْطنه وأَخرجا حشوه( ( ف طَست من َذه ٍ
ْ َ ْ َ َ َُ َ َْ َ َْ ُ
َج ْو َف ُه ِح ْك َمةً َو ِعل ًْما».
ومن مو َّطإ مالِ ٍ
ك ِ
ُ
يد أَنَّ ُه ق ََال :أ ُ ِ اهلل :حدث ِن عن مالِك ٍ عن يي بن ِ س ِع ٍ ِ ِ َ -31
س َي ْ َ ْ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ َ َّ َ قال أبُو َعبد
الن ِ ي ْطلُب ُه بِ ُشعل ٍَة ِمن َن ٍ ِ (( ِ ِ ِ ِ ِ
ت ار( ( ُ ،كل ََّما الْ َت َف َ ْ ْ ب َر ُسول اهلل ﷺ ف ََرأَى ع ْف ِري ًتا م َن ْ ّ َ ُ
ِ ِ ٍ ِ َال لَ ُه ِج ْ ِب ُ ول ِ
ت ك َكل َمات َت ُقو ُل ُ َّن ِإذَا قُ ْل َت ُه َّن طَف َئ ْ يل« :أَف ََل أ ُ َعل ُّم َ الله ﷺ َر ُآهَ ،فق َ َر ُس ُ
ِ ِ ِ( (
يل َف ُق ْل« :أَ ُعو ُذ بِ َو ْج ِه َال ِج ْ ِب ُ
«ب َل»َ ،فق َ
ول الله ﷺَ :
َال رس ُ ِ
ُش ْع َل ُت ُه َو َخ َّر لفيه ؟»َ ،فق َ َ ُ
أمحد ِ
ومن ُمس َند َ
ِ ِ ِ
م َّم ٍد -ق ََال َع ْب ُد اهلل ْب ُن أَ ْح َ َدَ :و َس ِم ْع ُت ُه ان ْب ُن ُ َ
قال أبُو َعبد اهللَ :ح َّدثَ َنا ُع ْث َم َُ -32
ِ أَنا ِمنه -حدثَنا ج ِرير عن قَابوس عن أَبِ ِ
س َي بِ َن ِ ّبِ اهلل يه َعن ِ ْابن ِ َع َّب ٍ
اس ق ََال :ل َْي َل َة أ ُ ِ
ْ َ ْ ُ َ َّ َ َ ٌ َ ْ ُ َ َ ْ
ِ ِ
يل َما َه َذا؟» ،ق ََالَ :هذَ ا ال َ َّنةَ ،ف ََس ِم َع م ْن َجان ِب َها َو ْج ًسا( ( ،ق ََال« :يَا ِج ِْب ُ
ﷺ َد َخ َل ْ
ت اس« :ق َْد أَ ْف َل َح بِ َل ٌل( ( ( َ ،رأَيْ ُ الله ﷺ ِح َني َجا َء ِإ َل ال َّن ِ َال ن ِبي ِ
َ الل ال ُْم َؤ ِذ ُّن( ( »َ ،فق َ
بِ ٌ
ُّ
ب بِ ِه َوق ََالَ :م ْر َح ًبا بِال َّن ِب ّي ِ ال ُ ِ ّم ّي ِ، وس ﷺ ف ََر َّح َ
ِ
َل ُه ك ََذا َوك ََذا » .ق ََال َ :فلَق َي ُه ُم َ
((( (((
ِ ِ
الرواية هناك ّأن ش َع َر موىس ﷺ كان َج ْع ًدا وش َع َر ذلك يف احلديث ال ّثالث ّإل ّأن ّ رشح َ ( س َب َق ُ (
عيىس ﷺ كان َس ْبطًا.
يم الق َْدر. ( أي ِ
عظ (
ٍ ُ
الصورة ذُو َمهابة. ِ
يح ُّ ( أي َمل ُ (
َيهم وسلَّم ِ
أمجع َني. األنبياء ال ِّذين ل َِق َي ُهم َّ
صل الل ُه عل ِ ُ ( أي (
إبراهيم ﷺ. رجع إىل فإن نسب الن ِب حممد ﷺ ي ِ ِ
َ َ أحد أجدادكّ ّ ّ َ َ ّ ، ( أي ُ (
ِ ِ ِ ِ حيث ج َع َل الل ُه َ ٍ ٍ ِ
المسافة. مع بُعد َ تعال لنب ّيه ﷺ الق ُّو َة عىل رؤيتها َ ُ َّلع فيها من َمكان عال ( اط َ (
( أي جثث ميتاتٍ. (
َُ َ َْ
ِ ِ ِ
ذلك يف احلديث ( )19مع تفصيل ٍ يف ُحكم الغيبة. رشح َ ( س َب َق ُ (
بشته. ِ
لون َ ( هو ُ (
ِ ِ ِ ِ
الصفة القبيحة. الش َعر عىل ّ جعد َّ ( ( أي َ (
ِ ِ
( ( أي من َظ ُره قَب ٌ
يح ل ُن ْتنه. (
ِ ِ ِ ٍ
الكفرةِ ِمن قو ِم صالح ٍ ﷺ ْأن َيق ُتلوا ال ّناق َة الّيت بعض َ أمر َبن سالف الكاف ُر الّذي َ دار ُ ( ( هو قُ ُ (
ف قَتلَها بالسيفِ. فباش قُدار بن سال ِ ٍ تعال عن أن يسوها بسوءٍ،
َّ ْ َ َ ُ ُ ُ اهلل َ ْ ْ َ ُّ هنا ُهم ُ
الكريم.
ُ َك المل ُ ( ( أي َ (
55
ومن مستدرك احلاكمِ
ِ
ُ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
يم ْب ُن الْ َ ْي َث ِم قال أبُو َعبد اهلل :أَ ْخ َ َبن ُم ْك َر ُم ْب ُن أَ ْح َ َد الْقَاض َح َّدثَ َنا إ ْب َراه ُ َ -33
الز ْه ِر ّي ِ َع ْن ُع ْر َو َة ِ ٍ ري الصنع ِ مم ُد بن َك ِث ٍ البل ِ
ان َح َّدثَ َنا َم ْع َم ُر ْب ُن َراشد َعن ِ ُّ ُّ َ ْ َّ ُ ْ َّ َ ُ ا ن
َ َ ثد َّ ح
َ ي ُّ َد َْ
ِ ِ ِ عن عائ َش َة ر ِض اهلل عن َها قَالَت« :لَما أُ ِ ِ ِ
ص َب َح س َي بال َّن ِ ّبِ ﷺ إ َل ال َْم ْسجد ْال َ ْق َص أَ ْ َّ ْ ْ َ َ ُ َْ َ ْ َ
ِ ِ ِ ِ
ك ِإ َل أَ ِب وه َو َس َعوا بِذَ ل َ ص َّدقُ ُ آم ُنوا به َو َ
ِ
ان َ اس م َّ ْن َك َ ك ،ف َْار َت َّد َن ٌ اس بِذَ ل َ ث ال َّن ُ َي َت َح َّد ُ
سي بِ ِه اللَّي َل َة ِإ َل بي ِ صاح ِب َ
ِ ِ ٍ ِ
ت َْ ْ ك َي ْز ُع ُم أَنَّ ُه أُ ْ ِ َ اهلل َع ْن ُه َفقَالُواَ :ه ْل ل ََك إ َل َ ض ُ َب ْكر َر َ
ِ ِ ِ ال َْم ْق ِد ِ
ص َد َق، ك لَق َْد َ ان ق ََال ذَل َ ك؟» ،قَالُواَ :ن َع ْم ،ق ََال :لَئ ْن َك َ س؟ ق ََال« :أَ َو ق ََال ذَل َ
س َو َجا َء ق َْب َل أَ ْن ُي ْص ِب َح؟! ق ََالَ « :ن َع ْم، ت ال َْم ْق ِد ِ قَالُوا :أَو تص ِدقُه أَنه َذهب اللَّي َل َة ِإ َل بي ِ
َْ َ ُ َ ّ ُ َّ ُ َ َ ْ
ٍ( ( ِذَ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِإ ِن َل َ ِ ِ
ك الس َماء ف َغ ْد َوة أَ ْو َر ْو َحة » فَل ل َ ص ّدقُ ُه ب ََب َّ ك ،أ ُ َ يما ُه َو أَ ْب َع ُد م ْن ذَل َ ص ّدقُ ُه ف َ ُ ّ
ِ ِ
يق. الص ّد َ ُس َم َّي أَبُو َب ْك ٍر ّ
ِ ِ
م َّم ُد ْب ُن ِع ْم َر َان وس َف الْ َع ْد ُل َح َّدثَ َنا ُ َ م َّم ُد ْب ُن ُي ُ
ِ
وقال أبُو َعبد اهلل :أَ ْخ َ َبن ُ َ َ -34
ي َح َّدثَ َنا ال َْف ْض ُل ْب ُن َغ ِان ٍم َح َّدثَ َنا َسل ََم ُة ْب ُن ال َْف ْضل ِ َح َّدثَ ِن ال َّنس ِوي َح َّدثَ َنا أَ ْح َ ُد بن ُز َه ٍ
ْ ُ ْ َ ُّ
ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ال ُ ْدر ّي ق ََال: ون َع ْن أَب َسعيد ْ اق َع ْن َر ْوح ِ ْبن الْقَاس ِم َع ْن أَب َه ُار َ م َّم ُد ْب ُن إ ْس َح َ َُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الس َماء ال َّثال َثة ق ََال: وس َف ح َني َر ُآه ف َّ
( (
ول َو ُه َو َيص ُف ُي ُ ول اهلل ﷺ َي ُق ُ ت َر ُس َ َسم ْع ُ
ِ
يل َم ْن َه َذا؟ ق ََال: ْت :يَا ِج ْ ِب ُ َصو َرة الْقَ َم ِر ل َْي َل َة ال َْب ْد ِرَ ،ف ُقل ُ صو َرتُ ُه ك ُ ج ًل ُ ت َر ُ « َرأَيْ ُ
ف( ( ». وس ُ خوكَ يُ ُ َه َذا أَ ُ
ِ ٍ ِ ِ
الد ِار ِم ُّي م َّمد َع ْب ُد اهلل َّ ض ال َْفقي ُه َح َّدثَ َنا أَبُو ُ َ
اهلل :أَخبنا أَبو الن ِ ِ
ْ َ َ َ ُ َّ ْ وقال أبُو َعبد َ -35
ِ ِ ِ
يد َعن ِ ْابن ِ ث َح َّدثَ ِن ُيونُ ُس ْب ُن َي ِز َ صالح ٍ َح َّدثَ ِن الل َّْي ُ الس َم ْر َق ْند ُّي َح َّدثَ َنا َع ْب ُد اهلل ْب ُن َ َّ
َ ِ
ِش َهاب أَ ْخ َ َبن ْاب ُن َح ْزم أَ َّن ْاب َن َع َّباس َوأَ َبا َح َّب َة ْال َ ْن َصار َّي أَ ْخ َ َب ُاه أَ َّن َر ُسول اهلل ﷺ
ِ ٍ ٍ ِ ٍ
ٍ ِ
ّيلة ن ِ ِ ِ
وقت قصري .وال َغ ْدو ُة َبفتح ال َغني يف فسها يف السماوات وعا َد يف الل َ ( ( أي بأنّه ُعر َج به إىل ّ
وقت يقَع بني الزوال ِ إىل ِ
ءاخر ال ّن ِ
هار. هار ،والروح ُة السري يف أي ِ ٍاألصل ِ السري أو َل ال ّن ِ
ُ َ ّ ّ ّ ُ َّ ْ َّ ُ ّ
يوس َف ﷺ. ِ ِ ِ
( ( يعن َنب َّي الله ُ
ُ
رسول اهلل ﷺ. السال َم ِ
( ( وهذا قَبل ْأن ُيلقي علَيه ّ
56
ِ ِ
ت بِ ُم ْس َت ًوى( ( أَ ْس َم ُع فيه ِ َص َ
يف َْالق َْل ِم( ( ». ق ََالُ « :ع ِر َج ِب َ
ح َّت َم َر ْر ُ
62
-11وجيب التحذير من قول لما وصل جربيل والرسول إىل ما بعد سدرة
فإن قاله عىل
احرتقت» ْ
ُ مت
تقد ُاخلليل خليلَه لو َ
ُ المنتهى قال جربيل «هنا يفارق
انتقاصا بقدره العظيم أو أنه حيرتق وميوت حقيقةً
ً وجه االستخفاف بسيدنا جربيل أو
ٍ
اعتقاد وال فهم هلذه َكفر ،وأصل اخلرب مل َي ِرد يف حديث صحيحّ ،أما َمن أور َده من غري
المعاين اليت حذَّ رنا منها فال يكفر.
-12وجيب التحذير من قول الكفار إن الرسول ﷺ دنا من اهلل حىت صار بينهما
من المسافة قدر ذراعني أو أقل.
وكل ما سبق من هذه األقوال فيه تكذيب للقرءان والسنة ولإلمجاع ،يقول
وجل :ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ، عز َّ اهلل تعاىل :ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ ،وقال َّ
ٍ
جعفر ت أسماؤه :ﭽ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ ،وقال أبو تقد َس ْاهلل َّ َ
وقال ُ
كفر»، ِ الطحاوي ً
بمعن من معاين البرش فقد َ اهلل ً وصف َ «ومن َ ناقل يف ذلك اإلمجاعَ :
كافر» رواه السيوطي يف «األشباه والنظائر». المجسم ِ ِ وقال اإلمام الشافعي «
ّ
كذ ًبا أ ّنه -13وجيب التحذير من قول بعض اجلهال الّذين ينسبون للنيب ﷺ ِ
ّ ُ ُّ
خول ِ ر َجب ُح ّ ِرمت عليه ال ّنار». بش أ ُ ّميت بد ُ «من َ َّ قالَ :
والصحاب َة َس َّموه «إن ال ّن ّيب ﷺ ّ -14وجيب التحذير من قول بعض اجل ُ ّهالّ :
ص ًّبا. بأن ِ رجبا األصب» وي ِّ
ب فيه َ ُّ ص َ ي
ُ زقَ الر
ّ ّ ذلك ُون
ل عل َ ّ ُ ًَ
-15وجيب التحذير ِمن احلديث المكذوب عىل رسول ِ اهلل ﷺ وهو قولُم:
ِ ِ ٍ َضل َش ِ
رمضان
َ شهر
فإن َ عل سائر الكَال ِم»ّ ، القرآن َ كفضل ِ الشهور َ هر ر َجب عىل ُّ «ف ُ
الشهور عىل اإلطالقِ. خري ُُّ
ِ ِ ِ
الت ِويج هلا ،فقد قال النيب ﷺ عىل سبيل ِ ّ المرء من رواية المكذوبات عىل ّ فليحذر ُ َ
ِ ِ ِ
عرفة أُصول ِ «اإللْماع ِ إىل َم ِ القايض عياض يف ِ
نصه« :وا َّت َف ُقوا السماعِ» ما ُّ الرواية و َتقييد َّ ّ
ِ ِ ِ ِ
الموضوع ِ عىل أن ت َع ُّمد الكَذب عىل ال َّن ِ ّب ﷺ من الكبائر ،وا َّتف ُقوا عىل َت ِريم ِرواية َ
النيب ﷺ وأنّه ليس كالك َِذب َ ِ ِ ِ ِ ِ
تغليظ أمر الكَذب عىل ّ قرو ًنا ب َبيانه» اهـ ومّا ّ
يؤيد ّإل َم ُ
حد» أي ِمن عل أَ ٍ عل ليس كك َِذ ٍ ِ غريه ِمن ال ّن ِ عىل ِ
ب َ «إن َكذ ًبا َ َّ َ السالمَّ : اس قولُه عليه ّ
63
ِ ِ ِ
اهلل ذلك ،وهذا ُكلُّه اخلَل ِْق َ
«م ْن َكذَ َب َع َ َّل ُم َت َع ّم ًدا َفل َْي َت َب َّوأْ َم ْق َع َد ُه م َن ال َّنار» أي ّبوأَ ُه ُ
إن لَ َي ُتب َ
قبل بمعن أ ّنه َيس َت ِح ُّق َ ِ ٌ
ذلك ْ جزاء الكاذب عليه ﷺ َ ُ حممول عىل َّأن هذا
الكذ َب عىل رسول ِ اهلل استحل ِ َّ عذبُهّ ،أما َمن وت ،وقد يعفو اهلل الك َِريم عنه فال ي ّ ِ الم ِ
ُ ُ َ ُ ُ َ
الدين ومات عىل ذلك فإنّه ُيلَّد يف ال ّنار إىل ِ ِ ِ
ؤدي إىل تكذيب ّ كذب عليه ما ُي ّ َ ﷺ أو
ِ
أبد اآلباد.
64
ك َِلم ُة اخلِتامِ
وجلِ ، ِ
ُ
االشتغال ومن َخ ِريها عز ّ االشتغال بطاعة اهلل َّ ُ األوقات
ُ خري ما تُ ْن َف ُق فيه إن َ ّ
ِ به فيه هو ت ِّ خري ما يشتغل ِ ِ ِ ِ
احلديث روايةً لقي َ الشيف ،ومن ِ ُ َ بوي ّ بعلوم احلديث ال ّن ّ
ِ عن ِ ِ
وغريها ِمن علوم أمثالم ،أما المطالَع ُة يف ال ُكتب احلديثية ِ
ّ ّ ُ ّذين ت َل َّقوه عن الثقات ال َ َ ّ
طالعة وحده فهي السقوطُ يف مهواة ِ الضالل ِ ِ ِ ِ الدين من ٍ ِ ِ
ّ َْ ُّ َ عل ٍم ل َمن لَ َيتأ َّهل ُ
للم غري ُم ّ ّ
ِ ِ ِ ِ ِ
والم َح َّرف، والم َص َّحف ُ الصواب واخلَطإ ُ بني ّ ي َ المطالع ،إ ْذ ال ُي َ ّ ِ ُ أهلية هذا ُ بس َبب عد ِم ّ
يك َعن أ ّنه قد ناه َ فكَيف به إذا كان ي ْلحن يف اللُّغة وال ي ِي المحكَم ِمن المتشابِهِ ،
َُ َُّ ُ ُ ْ َ َ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الزنادقة بعض ّ الدين قد أو َد ُعه فيها ُ يكون يف هذه ال ُكتب الّيت ُيطال ُعها َد ٌّس وافت ٌاء عىل ّ
ِ
بناء
ويؤدي ً
خالف احل ِق فيعت ِقده ِ
ّ َ ُ َّ
ِ المطال ُع ِمّا َيقرأُه أشيا َء عىل فه ُم هذا ُ َع ْم ًدا ،أو قد َي َ
ِ
والضاللِ ،والعيا ُذ باهلل. فر َّ فاسد ًة أو يق َُع يف ال ُك ِ بادات ِ ٍ الس ِقي ِم ِع عىل فهمه َّ
ِ
ِ ِ البغدادي ً ِ
ب «من طالَع ال ُك ُت َ المحدثنيَ : ّ بعض نقل عن ُّ يب ولقد قال احلافظُ اخلَط ُ
ِ ون مع ِّل ٍم يسمى صح ِفيا وال يسمى ِ ِ ِ
رآن ل َن ْفسه بِ ُدون ُم َع ِّل ٍم ومن قَرأ ال ُق َ م ّد ًثاَ ، ُ َ َّ ُ َ بد ُ َ ُ َّ َ َ ًّ
ِ
ل َن ْفسه ُ
قار ًئا» اهـ. يسمى مص َح ِفيا وال يسمى ِ
ُ َ َّ ُ َ َّ ُ ْ ًّ
وجل :ﭽ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ عز َّ ِ
وتف َّك ْر يف قول اهلل َّ َ
غريهم ،ويف قول ِ اهلل َ ﯵ ﯶ ﭼ تل َِّقيا عن ِ
حمم ًدا ﷺ تعال:ﭽ ﭦ ﭼ أي علَّم َّ ً
ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
واحلمد
ُ احلسنة يف االشتغال بطاعة اهلل. عل ُذ ْكر لل ّن ّية َ جربيل ﭽ ﭧ ﭨ ﭼ ،و ُك ْن َ ُ
تعال أعل َُم. واهلل َ ِِ ِ ِ ِ ِ ِ
اهلل وسلَّم عىل رسوله األمنيُ ، وصل ُ نيَّ ، هلل َر ّب العالَم َ
65
ِ
ُال َقالئد
ِفي َما اأج ِم َع ع َل ِ
يه ِمن ال َعقا ِئد
66
يضاء ،وجع َل س ِب َ ِ هلل ال َِّذي بعث س ِيدنا ممدا بالمحج ِة الب ِ ِ
يل الس ِب َ
يل أ ُ َّمته َّ َ ََ َ َ َ ّ َ ََ َ َ ّ َ ُ ّ ً احلمدُ
ِ ِ ِ ِ ِ
شه ُد ّأن الر ْمضاء ،وأَ َ اهلل َشهاد ًة أَجنُو با َيو َم القيامة من َّ شه ُد أن ّل إله إ ّل ُ السوا َء ،وأَ َ َّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
وسلّم وز ْد وبارك وأَنع ْم وأَكر ْم علَيه ص ّل ِ َ الرسل واألنبياء ،الل َُّه َّم َ سي ُد ُّ سي َدنا ُم َّم ًدا ّ ّ
والضياءِ. عل الدنيا بالنور ِ ِ ِ ِ
ّ ُّ مس َ ُّ الش ُوعل ءاله وأَصحابه ما عا َدت َّ َ
االجت ِ
هاد ِ عميم امنا بِدعوى ت ِ أما بعد ،فإن أقواما ِمن المخذُ ولِني قد تن َّطعوا يف أي ِ
َ َ َ ّ َ ُ َ َ ً َّ ّ َ ُ
وأولئك ِر ٌ أهنم ِر ٌ ِ ِ ِ
يهات
جال ،و َه َ َ جال عوى ّ مع األَئ ّمة ال ُفحول األَعال ِم ب َد َ وأنُم قد اس َت َووا َ ّ
حت عم ُهون َّ يهات ﴿ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﱠ﴾ ،ثُ ّم زا ُدوا يف َغ ِّي ِهم َي َ َه َ
ني ِف ال َع ِقيدة، ِ
المسلم َ أص ًول أَمج َ َع علَيها ُعل ُ
َماء ُ دت ْأن أمج َ َع ُ فأر ُّ أنك َُروا ُح ّجي َة اإلمجاعِ؛ َ
ِ
ِ ِ وانع ِ وقدمت لذَ لِك م ِ
عال ْأن َي َنفع ِبا طال ِب راج ًيا ِمن اهلل َت َ قادهِ ، قدمةً ِف معن اإلمجاع ِ ِ
َ َ َ ُ ّ َّ ُ
ِ ِ
يل.الوك ُ عم َ احل َ ّ ِقَ ،وهو َح ْس ِب ون َ
67
قاده َيفيةِ ِ
انع ِ يان ك ِ وب هت ي معن اإلمجاع ِ وح ِ
ج
ّ ُ ُ
ُ ّ َّ َ َ
فاق، الشء ،وال ّثاين اال ّت ُ عل ّ زم َ أحدمها ال َع ُ اعلم ّأن اإلمجاع لغةً يطلق بمعنينيُ :
ٍ ِ ِ ِ
رص ِمن حممد ﷺ -يف َع ٍ فاتفاق أهل ِ احل َ ّل وال َعقد -وهم ُم َت ِه ُدو ّأمة ّ
اصطالحا ِ
ً ّ وأما
ّ
ين. ٍ ِ ِ ِ
ال ُعصور عىل أمر د ّ
ِ ُ ِ ِ
تعال﴿ :ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ قول اهلل َ ودليل ُح ِّج ّية اإلمجاع ُ
ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ
واتِباع ِ َغ ِري َس ِبيل ِ ِ ِ احل ّجة أ ّنه َت َ
الرسول ﷺ ّ عال َج َع َب َني ُمشاقّة َّ ووج ُه ُ ﮃ﴾ ؛ َ
( (
بص من يب والشهادة( ( ( ،سميع بسمع ٍ من غري أُذُن( ( ( ،ب ِصري بِ ٍ عجزه( ( ،عاملُ ال َغ ِ ِ
َ ٌ َ َ َ ٌ َ َّ َ ُي ُ
ٍ ٍ ِ ٍ ٍ ِ ِ ِ
حد صوت وال لُ َغة( ( ( َ ،ح ٌّي ُّقيو ٌم أَ ٌ غري َح َدقَة ُ ،متكل ٌّم بكالمٍ واحد ليس برف وال َ
(((
التصوف ،أبو بكر الكالباذي( ،ص.)37/ ُّ التعرف لمذهب أهل ُّ ( (
احلسن ال َقطّان.)56/1( ، اإلقناع يف مسائل اإلمجاع ،أبو َ ( (
المعايل اجلُ َو ّيين، ِ ِ ِ ( (
بني الف َرق ،أبو منصور البغدادي( ،ص .)321/اإلرشاد إىل قواطع األدلّة ،أبو َ الفرق َ َ
الرازي.)449/29( ،
ّ الدين
(ص .)21/التفسري الكبري ،فخر ّ
يدي.)448/2( ، ِ ِ ( (
الزب ّالمتقني ،حممد مرتىض َّ السادة َّ
إحتاف ّ
التصوف ،أبو بكر الكالباذي( ،ص.)44/ ُّ التعرف لمذهب أهلُّ ( (
الدين، ّ أصول يف األفكار أبكار (ص.)62/ الكالباذي، بكر أبو ف،التصو
ُّ أهل لمذهب ف التعر ُّ ( (
اآلمدي.)224/2( ،ّ الدين
سيف ّ
احلسن ال َقطّان.)57/1( ،اإلقناع يف مسائل اإلمجاع ،أبو َ ( (
70
ّاتِصا ُف ُه بالظُّلم ُم ٌال( ( .
ِ
الم َن َّزل ال َِّذي ني ،وأَ َّن الل َ
َّفظ ُ
ِ
المخلُوق َ
وجل ال ُيشب ُه كال َم َ
ِ عز ّ كالم اهلل ّ رءان ُ َوأَ َّن ال ُق َ
ات بل هو ِعبار ٌة عن ُه( ( ، نبياء والمرس ِلني لَيس عني الكَالم الذّ ِ سي ِد األ َ ِ عل ِ َن َز َل بِه ِج ِرب ُ
ّ َ َ َ َ ُ يل َ ّ
سمى قُرءا ًنا. َو ُك ٌّل ُي َّ
ِ ِ ِ ِ تاب َو ُم َت ِ ِ الك ِ ون ِؤمن بِمح َك ِم ِ
َمات ُه َّن أ ُ ُّم
والم ْحك ُ شابه َو َن ُقول ُك ٌّل من عند اهلل ُ - َُ ُ ُ
ِ ٍ ِ ِ
وجل َعما َتق َتضيه ظَواهر الم ِ ِ ِ ِ ِ
يق تشابات من ُك ّل َوصف ال َيل ُ ُ عز ّ ّ الكتاب َ -ونُ َن ِّز ُه ُه ّ
ِ
ِبَالله.
وجو ُد َولَو ق َِدميًا. الم ُ والش ُء ُهو َ م َّر ًماَّ ، نفع َولَو ُ َ زق ما َي ُ الر ََوأَ َّن ِ
ّ
ول بِأَ َج ِل ِه( ( . ت َمق ُت ٌ والم ّ ِي ُ
جل واح ٌد َ
وأَن األ َ َ ِ
َ َّ
حادثَ ٌة( ( . وأَن الروح ملُو َق ٌة ِ
َ َّ ُّ َ َ
ِ ِ ِ اهلل َب َعث األ َ ِنبياء ُم َب ِّ ِ
ني ،أَ َّو ُلُم ءا َدم، ين ،ف ََّضلَهم عىل سائ ِر العالَم َ ين َوم ُنذر َ ش َ َوأَ َّن َ
عج ِ فضلُهم ُممد صلوات رب وسالمه عليهم أَمجَعني( ( ،أَي َدهم بالم ِ ِ
زات ُ َّ ُ ّ َّ وءاخ ُرهم وأَ َ ُ
عضهم ُك ُت ًبا. دق ِهم ،وأَنز َل عىل ب ِ الدال َِّة عىل ِص ِ
َ َ َ ّ
بليغ( ( َ ،ويس َت ِح ُ والعفة والت ِ والفطانة ِ
الصدق واألَما َنة َ َ جيب ل ِ ُك ّل ٍ ِمنهم ِ ِ
يل َّ َّ ّ ُ َوأَنَّ ُه ُ
ِ ِ عليهم ك ُّل ما ين ِفر عن َقبول ِ د ِ
قد ُح يف عراض الَّيت ال َت َ يو ُز ف َح ّقهم األ َ َ عوتمَ ،و َ ُ َ َ َ َُّ ُ ُ
التصوف ،أبو بكر الكالباذي( ،ص.)51/ ُّ التعرف لمذهب أهل ُّ ( (
ِ
والن َحل ،أبو الفتح ِ ( (
التصوف ،أبو بكر الكالباذي( ،ص .)39/الملَل ّ ُّ التعرف لمذهب أهل ُّ
الرازي.)315/2( ،
ّ ينالد
ّ فخر األصول، دراية يف قول ع
ُ ال هناية (.)89/1 ،هرستاين
ّ الش
ّ
التصوف ،أبو بكر الكالباذي( ،ص.)57/ ُّ التعرف لمذهب أهل ُّ ( (
األندليس.)106/7( ،
ّ ان حي
ّ أبو التفسري، يف المحيط البحر ( (
الدين ،أبو منصور البغدادي( ،ص.)177/ أصول ِ ( (
ّ
األندليس.)211/1( ، ِ
حرر الوجزي يف تفسري الكتاب العزيز ،ابن َعط ّية ( (
ّ الم َّ ُ
71
َمراتِ ِبهم( ( .
ِ ؤال الم َلك ِ ِ وأَن عذاب الق ِ ِ
ساب
رش واحل َ عث واحل َ َ َني والقيام َة وال َب َ وس َ َ يمه ُ َرب ونع َ َ َ َّ
والمزيان ِ ِ
والشفا َعة َح ٌّق( ( . وض َّ والصاطَ واحل َ َ َ ّ
َرب َويوم يدان ،وأَ َّن ال َعذاب وال َّن ِعيم يف الق ِ
يان وال ت ِب ِ
َ
ُوقتان ال تفن ِ
َ َ
وأن اجلن َة والنار َمل ِ
َ َ َ َّ َ َّ ّ َ
ِ
بالروح ِ واجل َ َسد( ( . ِ ِ ِ
يامة وف اجل َ َّنة وال ّنار ُّ الق َ
ٍ القيام ِة بال َك ٍ
يف وال م ٍ ني يرون اهلل يوم ِ ِِ ِ
كان وال ِجهة ال َكما ُي َرى َ َ المؤمن َ َ َ َ َ َ َوأَ َّن ُ
المخلُوق( ( . َ
ِ ِ
ورا وال ِإنا ًثا( ( ،ال يأ ُكلون وال َي َرش َ
بون وال ليسوا ُذ ُك ً ونُ ، كر ُم َ المالئ َك َة عبا ٌد هلل ُم َ وأن ََّ
ؤم ُرون( ( . فعلون ما ُي َ َ وي
عصون َاهلل ما َأم َر ُهم َ ون ،ال َي ُ
( (
تعب َ ون وال َي ُ ون وال َيتناك ُح َ نام َ
َي ُ
ون ِ ِ ّ ِ
فم ُنهم ون ُم َت َع َّب ُد َ
يس ،وهم ُمك َّل ُف َ األول إبل ُ ون ،أَبُو ُهم ّ موجو ُد َ وأن اجل َّن ُ
( (
ِ الصالِح ِ
وم ُنهم الطّال ُح. ّ ُ
ِ ِ ٍ
الشائع ِ أَمج َ ِعني( ( . ت ما خالَفها من َّ حممد ﷺ قد َن َس َخ ْ شي َعة َس ّيدنا ّ
ِ وأن َ ِ َّ
التصوف ،أبو بكر الكالباذي( ،ص.)70-69/ ُّ التعرف لمذهب أهل ُّ ( (
احلسن ال َقطّان.)53-50/1( ، اإلقناع يف مسائل اإلمجاع ،أبو َ ( (
ِ
الدين ،أبو منصور البغدادي، ( (
احلسن ال َقطّان .)52/1( ،أصول ّ اإلقناع يف مسائل اإلمجاع ،أبو َ
(ص.)263/
التعرف لمذهب أهل ِ ( (
النوويُّ .)15/3( ،
ّ الدين
المنهاج يف رشح صحيح ُمسلم بن احلَ ّجاج ،حميي ّ
التصوف ،أبو بكر الكالباذي( ،ص.)42/ ُّ
خرف:الز
ُّ ُ ورة [س
ُ ﲨ﴾ ﲧ ﲥ ﲤ ﲣ ﲢ ﲡ ﲠ ﲟ ﴿ تعاىل: اهلل قال ( (
.]19
قال تعاىل ﴿ :ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ﴾ ُ
[سورة األنبياء.]20 : ( (
قال تعاىل ﴿ :ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ( (
حريم.]6 : ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ﴾ ُ
الت ِ
[سورة َّ
اآلمدي.)31/4( ،
ّ الدين ( ( أبكار األفكار يف أصول ّ
الدين ،سيف ّ
ِ ( ( روضة الن ِ
اظر ،ابن قُدامة المقد ّيس.)229/1( ، ّ َ
72
ِ
األولياء َح ٌّق( ( . ِ
رامات وأن َكَّ
ِ والتب َك ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
األنبياء بآثار الصالَة َّ َ ُّ وس َل إىل اهلل بالذَّ وات الفاضلَة واألعمال ّ الت ُّ
وأن َّ َّ
ني َح َس ٌن( ( . ِ
والصاحل َ ّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ وأن شد ِ ِ ِ ِ
رب ٌة إىل اهلل( ( .
ني قُ َ
والصاحل َ الرحال بقصد زيارة قَرب ال َّن ِ ّب ﷺ وغريه من األولياء ّ َّ َ َّ ّ
عندهم( ( . ِ ِ
األحياء هلم وت ِ وأن األموات ينت ِفعون بِد ِ
صدقهم عنهم وقراءتم ال ُقرءان َ ُ َ ُّ عاء َ َ َ ُ َ ُ َّ
واجب( ( . الب َدع ِ ِ حذير ِمن أهل ِ ِ ِ
الت َ وأن َّ َّ
ِ َ ِ ِ ِ ِ
نب ما لَ َيس َت ِحلَّه. بلة بِذَ ٍ حدا من أهل الق َوأنّا ال نُك َّف ُر أَ ً
عص َي َة َولَو َك ِبري ًة ال ُت ِرج ُمر َت ِك َبها ِمن ِاإلميان( ( . وأن الم ِ
َّ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
َلك ل َمن َيشاء( ( . ون ذ َ مات َعلَيه َويغف ُر ما ُد َ فر ل َمن َ اهلل ال َيغف ُر ال ُك َ َوأَ َّن َ
ِ
اهلل ِمن ال ُع َل( ( .
حيث شا َء ُ ُ الي َق َظة ِإ َل ِ ِِ ِ
رسي بال َّن ِب ﷺ و ُع ِر َج ب َشخصه ف َ
وأَنَّه قَد أ ُ ِ ِ
َ
اهلل تعاىل ِمن ءا َدم َوذ ّ ُِر َّيته َح ٌّق( ( . يثاق الّذي أَخذه ُ
الم َ ِ وأَن ِ
َّ
هدي وخروج الم ِسيح ِ ويأَجوج ومأجوج ونز َ ِ ِ
ريم
يس ابن َم َ ول ع َ َ ُ َ َ َ ُ َ َ ُُ الم ّ َ ُ ُ َ َ ور َ وأَ َّن ظ ُُه َ
التعرف لمذهب أهل التصوف ،أبو بكر الكالباذي( ،ص .)71/الفرق بني ِ
الف َرق ،أبو منصور ( (
َ َ ُّ ُّ
البغدادي( ،ص.)310/
بكي( ،ص.)121/ ِ ( (
الس ّ
الدين ُّ
تقي ّ
السقام يف زيارة خري األنام ﷺّ ،شفا َّ
السابِق.
المصدر ّ ( (
العسقالين( ،ص.)79/ السماع ،ابن ح َجر ِ ( (
ّ المتباينة َّ
اإلمتاع باألربعني ُ
قال اهلل تعاىل﴿ :ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ﴾ ُ
[سورة ( (
ءال ِعمران.]104 :
ِ
وخي( ،ص.)56/
الت ُن ّ
واين ،ابن ناجي َّ( ( رشح رسالة الق ََري ّ
[سورة ِّالنساء.]48 :
( ( قال اهلل تعاىل ﴿ :ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ﴾ ُ
الدين ،أبو المظ َّفر اإلسفراييين( ،ص.)177/( ( التبصري يف ّ
قال اهلل تعاىل ﴿ :ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶﭷ ( (
ﭸ﴾ ُ
[سورة األعراف.]172 :
73
أخب بِه ال َّن ِ ّب عليه الصالة والسالم ِمن
وسائر ما َ َ
الشمس ِ ِمن ِ
مغربا وطلوع َّ
َ عليه السالم
حق. ِ
ال َغيب ّيات ُك ّل ذلك ٌّ
ِ ِ ِ
ُونم( ( ، ثم الّذين يل َ
ُونم ّثم الّذين يل َ وأَ ّن َخ َري ال ُق ُرون ق َْرن َرسول اهلل ﷺ وأصحابه ّ
عتف بِفضل ِ أَهل ِ ب ِ ِ فضل الصحاب ِة واخللَفاء ِ
يت َ ون( ( ،وأَ ّنا َن َ ُ
المهد ُّي َ ون َ
الراش ُد َ
ّ ُ وأَ َّن أَ َ َّ َ
ِِ ِ ِ ِ
َرسول اهلل وأَزواجه أُ َّمهات المؤمن َ
ني.
اس نصب ِإمامٍ( ( ولَو مفض ًول ،وأن طاع َة ِاإلما ِم ِ
العادل ِ ِ
واجب ٌة( ( . ّ َ َ َ ُ عل ال ّن ِ َ ُ ب َوأَنَّه َي ُ
ثمان وع ِل ٍ كانت ح َّقة( ( وأن عليا أَصاب يف ِقتال ِ مام َة أَ ِب َب ٍ ِ
َ ّ ًّ َ كر َو ُع َم َر َو ُع َ َ َ ّ َ وأَ َّن إ َ
عائ َش َة م َبأَ ٌة ِم َن ِّ ِ صحاب اجلمل ِ وأَهل ِ ِ
الزنا. ُ َّ هروان( ( ،وأَ َّن صفني وأَهل ال َّن َ ّ ََ أَ
ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
قدم. الس ّنة ُم َّ نصور الماتُريد َّي ُك ّل م ُنهما إمام ألَهل ِ ّ وأَ َّن أَبا احل َ َسن ِ األَش َع ِر َّي وأَبا َم ُ
صاحب ِ دادي ِ طَريق ق َِويم ،وأن الش ِافعي وأَبا ح ِن َيف َة و ِ ِ ِ وأَ َّن ط َ ِ
يه َ َ ٌ َ َّ ّ َّ َ َ َريق اإلما ِم اجل ُ َنيد ال َب ْغ ّ
واختالفهم َرمحَة باألَنا ِم. سائر أَ ِئم ِة ِاإلسال ِم أَ ِئمة هدى ِ ِ ِ
َّ ُ َ فيان َو َ َّ محد َو ُس َ َومال ًكا وأَ َ
ِِ ِ ِ
ني.
المسلم َ عل ك ّل ِ َب ّ ٍر وفاج ٍر من ُ لف َ الصال َة َتُو ُز َخ َ وأَ َّن َّ
والس َف ِر. ِ ِ ِ ِ
سح َع َل اخل ُ َّفني جائ ٌز ف احل َ َض َّ الم َ َوأَ َّن َ
75
فهرس الكتاب
76
َك ِلم ُة اخلِتا ِم 65..............................................................................
يفي ِة ِ
انع ِ ِ معن اإلمجاع ِ ِ
قاده 68.................................................. يان َك ّ
وب ُوح ّج َّي ُته َُ َ
ِ ِ
ِاإلمجا ُع ف ال َعقائد69.........................................................................
فهرس الكتاب 76...........................................................................
77