‫المجلد رقم ‪ / 11‬العـ ـدد‪ ،)2021( 01 :‬ص ‪.. -..

‬‬ ‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫الوقاية الصحية و االمن المهني في التشريع الجزائري‬

‫‪Health prevention and occupational security in Algerian legislation‬‬
‫مصطفاي أسماء‪،1‬‬
‫أستاذة محاضرة "ب" بكلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة وهران‪ ،2‬محمد بن أحمد‬

‫تاريخ القبول‪18-10-2021 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪01-04-2021 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫لقد أدى تطور احلياة االقتصادية وتنوع أنشطتها إىل تزايد حوادث العمل بشكل واسع‪ ،‬مما أدى‬
‫إىل ضرورة تنظيم قوانني وتشريعات تلزم اهليئة املستخدمة بتوفري بيئة عمل مناسبة وخالية من املخاطر ذلك‬
‫ألن السالمة املهنية والصحية تعد من أهم احلقوق اليت يتمتع هبا العامل‪ ،‬لذلك خصها املشرع بإجراءات‬
‫وقواعد ونظم موضوعة ضمن إطار تشريعي هتدف حلماية العامل من كل األخطار اليت هتدده أثناء العمل‬
‫أو مبناسبته‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬العامل‪ -‬السالمة الصحية – طب العمل – األمراض املهنية‪.‬‬
‫‪Résumé:‬‬
‫‪L’évolution de la vie économique et la variété de ses activités ont‬‬
‫‪conduits a une augmentation considérable des accidents de travail. Cela‬‬
‫‪a rendu nécessaire l’encadrement juridique de la relation de travail en‬‬
‫‪vue d’imposer aux employeurs des garanties pour un milieu de travail‬‬
‫‪adéquat et sans risques . La sécurité et la sante professionnelle des‬‬
‫‪travailleurs sont considérées comme des droits essentiels don doit profiter‬‬
‫‪le travailleur.‬‬

‫المؤلف المرسل ‪ :‬مصطفاي أسماء‪ ،‬أستاذة محاضرة "ب"‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،2‬محمد بن أحمد‪،‬‬
‫‪-1‬‬
‫اإليميل‪Mostefaiasma87@gmail.com :‬‬
‫‪1‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫‪C’est ainsi que le législateur a mis en place des procédures, des règles‬‬
‫‪et des normes objectives formant un cadre juridique ayant pour objectif‬‬
‫‪la protection du travailleur contre tous les risques le menaçant pendant le‬‬
‫‪travail ou a l’occasion de celui-ci.‬‬
‫‪Mots clés: Le travailleur – la sécurité du centie – medicine du travail – les‬‬
‫‪maladies proffessionnelles.‬‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫يعد جمال الصحة والسالمة الصحية للعامل من اجملاالت اهلامة اليت استدعت اهتمام العديد من‬
‫الدول لذا تسارعت خمتلف الدول يف إصدار قوانني وتشريعات اليت تنظم هذا اجملال‪.‬‬
‫وتعد مسألة توفري احلماية والوقاية الصحية للعامل من أهم احلقوق اليت يتمتع هبا العامل يف خمتلف‬
‫القطاعات بغض النظر عن مدة أو طبيعة عالقة العمل‪ ،‬وهو ما سعت قوانني متعاقبة إىل ترسيخه مكرسا‬
‫بذلك حق الطبقة العاملة يف الوقاية من خمتلف األمراض اليت تنجم عنها ويف نفس الوقت االعرتاف ضمنيا‬
‫بضرورة احلفاظ على مردودية هذه الطبقة يف حتريك العجلة االقتصادية من خالل تقليل أو تفادي تعرضها‬
‫ملخاطر تنقص أو تعدم مردوديتها اجلسدية واملهنية ‪ ،1‬وقد اهتمت املنظمات الدولية مثل منظمة العمل‬
‫الدولية و منظمات اقليمية كمنظمة العمل العربية بتوفري اطار للتعاون الدويل النضاج هذه التشريعات و‬
‫حىت الوسائل لتطبيقها و ختتلف هذه القوانني و االنظمة خبتالف نضج االقتصاد و نضج القوانني فكلما‬
‫كان االقتصاد ناضج ازداد عدد و تنوع الشركات الكربى كلما كانت قوانني تنظيم مسؤليات هذه‬
‫الشركات اكثر الن العمل فيها ينطوي على خماطر اكرب اما بالنسبة للمشرع اجلزائري لقد سجل التشريع‬
‫اجلزائري املرتبط بالسالمة املهنية غياباً يف مرحلة التنمية الصناعية‪ ،‬حيـث اقتصـر يف العشرية األوىل‬
‫بعد االستقالل على بعض القوانني اليت أشارت إىل اهليئات املكلفة بتقدمي التعويضات‪ ،‬ونتيجة‬
‫لظهور وارتفاع عدد حوادث العمل صدر يف ‪ 1974/04/23‬املرسوم رقم ‪ 255/74‬املتعلق‬
‫بتأسيس جلان للوقاية الصحية والسالمة على مستوى املؤسسات اإلنتاجية‪ ،‬وهبدف حتسني ظروف‬
‫العمل بالقطاع اخلـاص ألـزم املشرع أرباب عمل هذا القطاع باختاذ اإلجراءات الالزمة للحفاظ على‬
‫‪2‬‬
‫المجلد رقم ‪ / 11‬العـ ـدد‪ ،)2021( 01 :‬ص ‪.. -..‬‬ ‫المجلـة نظرة على القانون االجتماعي‬

‫سالمة وصحة العمال‪ ،‬ولقد كـرس القانون األساسي رقم ‪ 12/78‬املؤرخ يف ‪1978/08/05‬‬
‫محاية العمال من خالل نص املادة ‪ 13‬منه اليت تنص على أنه يتعني على املؤسسة املستخدمة أن‬
‫تؤمن للعمال شروط الوقاية الصحية والسالمة اليت حيـددها التشـريع املعمول به‪ ،‬حيث ظهرت بعد‬
‫هذا القانون عدة قوانني أعطت دفعاً تشريعياً لوظيفة السالمة يف املؤسسة‬
‫و فيما خيص التامينات املرتبطة للحوادث فقد حددها قانون رقم ‪13/83‬املؤرخ يف‬
‫‪ 1983/07/02‬الـذي حدد حالة اإلصابات اليت ميكن تعويضها‪ ،‬ويعد القانون ‪ 07/88‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 1988/01/26‬املتعلق بالوقاية الصحية والسالمة وطب العمل أهم تشريع يبني الشروط‬
‫الواجب توافرها يف أماكن العمل‪ ،‬اال ان هذه االدوات التشريعية تبقى دون فاعلية مامل تكن هناك‬
‫متابعة جادة من طرف هيئات معنية بالسالمة املهنية و اليت من امهها مفتشية العمل حيث ان ظهور‬
‫اول نص ينظم صالحياهتا كان عام ‪1967‬و اليت متارس حتت سلطة وزير العمل و الشؤن‬
‫االجتماعية و مل يطبق هذ التنظيم اال بعد صدور نصني ومها املرسوم التنفيذي ‪ 366/68‬املطبق‬
‫على مفتشي العمل و الشؤن االجتماعية و املرسوم ‪ 367/68‬املتعلق بالنظام اخلاص املطبق على‬
‫مراقيب العمل و الشؤن االجتماعية و جتدر االشار ان صالحيات هذه اهليئة كانت حمددة اذ تتوىل‬
‫تفتيش املؤسسات التابعة لقطاعي لصناعة و التجارة ومن هذا املنطق ميكننا القول ان تاريخ مفتشية‬
‫العمل يف بالدنا مرتبط بتطور االقتصادي و االجتماعي و جتدر االشارة اىل ان مفهوم محاية العمال‬
‫يف تشريع العمل قد تغري يف ظل االصالحات االقتصادية يف اجلزائر فبعد ان كانت احلماية تقتضي‬
‫التكفل التام للدولة بكل املسائل اخلاصة بتنظيم عالقات العمل يف املؤسسات املستخدمة اصبحت‬
‫مبنية على فكرة املبادرة اىل تنظيم امورهم مبا يتناسب مع متطلبات احلياة االقتصادية اجلديدة‬
‫(النظام اليربايل احلر) مبعىن التفاوض بني العمال و االجهزة املسرية و اعيد لالتفاقيات اجلماعية‬
‫دورها يف حتدد و احرتام البادئ و احلريات العامة و احلقوق االساسية لكل طرف يف اطار ما يسمى‬
‫بالنظام العام االجتماعي و الذي تنتمي اليه قواعد حفظ الصحة و االمن صاحب تراجع الدولة‬
‫عن املهام التنفيذية يف جمال االقتصاد تراجع مواز يف جمال تنظيم شؤن العمال وعالقتهم املهنية و‬
‫لذا اوجب املشرع على املستخدم االهتمام اجانب وقاية صحة العمال و امنهم ‪.‬‬
‫‪3‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫و تكمن امهية هذه الدراسة يف كون ان حوادث العمل اصبحت كارثة اجتماعية حقيقية تتزايد‬
‫اثارها مع عصرنة املؤسسات حيث اكدت دراسة قام هبا مكتب العمل الدويل اىل ان اكثر من‬
‫مليون عامل ميوتون سنويا بسبب حوادث العمل و رغم هذا ال حتظى باعالم كاف يف علم التشغيل‬
‫من حيث العدد او التكاليف‬
‫كل ذلك يدفعنا لطرح اإلشكال التايل‪ :‬ما مدى جناعة النصوص القانونية و اجلهات املسؤلة عن‬
‫الوقائية‬ ‫االجراءات‬ ‫تطبيق‬
‫يف حتقيق محاية للعامل من األخطار املهنية يف بيئة العمل؟ ملعرفة ذلك سنحاول دراسة هذا املوضوع من‬
‫خالل توضيح التزامات اهليئة املستخدمة يف جمال محاية السالمة الصحية للعامل وأجهزة الرقابة عليها‬
‫(املبحث األول) وكذلك الكشف عن دور طب العمل يف الوقاية من األخطار املهنية (املبحث الثاين)‪.‬‬
‫وقد اتبعنا يف هذا املنهج الوصفي التحليلي من خالل حماولة االملام بالنصوص القانونية و التعرض‬
‫للمبادى العامة املقررة حلماية العمال و ادراجها يف جمال احلماية الصحية للعمال‬

‫‪4‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫المبحث األول‪ :‬التزامات الهيئة المستخدمة في مجال حماية السالمة الصحية للعامل و اجهزة‬
‫الرقابة عليها‬
‫يعد جمال الصحة والسالمة املهنية من اجملاالت اهلامة اليت استدعت اهتمام العديد من دول العامل‬
‫والباحثني‪ ،‬وقد كان اهلدف األساسي هو محايته عناصر اإلنتاج من حوادث العمل واألمراض املهنية‬
‫للتقليل من املخاطر اليت قد تؤثر سلبا على عناصر اإلنتاج‪.2‬‬
‫السالمة المهنية‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف ّ‬
‫هناك عدة تعريفات اختلفت باختالف وجهة نظر الباحثني ومن هذه التعريفات ما يلي‪" :‬الصحة‬
‫والسالمة املهنية جمال يهدف إىل محاية فئات العمال من التأثريات الصحية اخلطرية الفورية أو بعيدة املدى‬
‫من خالل معاجلة املصادر التقنية والشخصية والبيئة املؤدية إىل هذه املخاطر بشكل يسمح للعمال التمتع‬
‫بصحة نفسية أو اجتماعية مناسبة"‪ .‬نالحظ أن هذا التعريف حصر جمال الصحة والسالمة املهنية يف‬
‫محاية العنصر البشري من خمتلف األخطار املهنية‪.3‬‬
‫بينما عرفها جانب آخر من الباحثني على أّنا‪" :‬توفري بيئة عمل آمنة وصحية للحفاظ على ثالث‬
‫مقومات أساسية لإلنتاج وهي اإلنسان‪ ،‬اآللة‪ ،‬واملادة ضمن خلق جو من الطمأنينة والسالمة حلماية‬
‫العنصر البشري من احلوادث واألمراض املهنية‪ ،‬ويف الوقت نفسه احلفاظ على وسائل اإلنتاج األخرى من‬
‫احتماالت التلف أو الضياع وبالتايل التخفيض من تكاليفها والرفع من كفاءاهتا اإلنتاجية"‪.‬‬
‫هذا التعريف أوسع من التعريف السابق لكونه ال حيصر جمال الصحة والسالمة املهنية يف محاية العنصر‬
‫البشري‪ ،‬بل يتعدى ذلك حلماية بقية عناصر اإلنتاج هبدف احلفاظ عليها والرفع من كفاءهتا اإلنتاجية‪.‬‬
‫وعرفت أيضا على أّنا‪" :‬جمموعة نشاطات معقدة تستدعي العديد من التخصصات واجملاالت‬
‫كعلم النفس وعلم االجتماع واهلندسة البشرية إلزالة اخلطر الذي قد يلحق بالعامل بسبب حوادث العمل‬
‫واألمراض املهنية"‪ ،‬يبني هذا التعريف أن جمال الصحة والسالمة املهنية جمال معقد يستدعي العديد من‬
‫التخصصات‪.‬‬
‫انطالقا من هذه التعريفات السابقة ميكننا تعريف الصحة والسالمة املهنية على أّنا ذلك اجملال الذي يضم‬
‫جمموعة األسس اإلنسانية واملادية واإلجراءات التنظيمية اليت هتدف إىل محاية عناصر اإلنتاج البشرية من‬
‫‪5‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫أخطار حوادث العمل واألمراض املهنية ومحاية العناصر املادية من األضرار اليت ميكن أن تلحق هبا هبدف‬
‫احلفاظ عليها والرفع من كفاءهتا اإلنتاجية‪.4‬‬
‫وميكن أن نستخلص من التعريفات السابقة أن الغاية من الصحة والسالمة املهنية هي‪:‬‬
‫‪ )1‬محاية العنصر البشري بالدرجة األوىل‪ ،‬إال أن مهمته تتعدى ذلك إىل محاية بقية عناصر اإلنتاج‬
‫من خمتلف األضرار‪.‬‬
‫‪ )2‬هو جمال يعمل على البحث عن األسباب احلقيقية حلوادث العمل واألمراض املهنية من املصادر‬
‫اإلنسانية واملادية والعمل على معاجلتها ومنع تكرارها‪.‬‬
‫‪ )3‬جمال ال يقتصر على املؤسسات الصناعية فحسب بل يهتم اجميع أنواع املؤسسات‪.‬‬
‫‪ )4‬محاية املهارات واخلربات والتخصصات وتنميتها‪.‬‬
‫‪ )5‬حتديد طرق األداء وتسيريها بأقل جمهودات وأقل خماطر‪.‬‬
‫‪ )6‬تقدمي خدمات وقائية واحتياطات كفيلة حلماية الفرد من خماطر العمل واإلصابات واألمراض‬
‫املهنية اليت تنتج من جراء ممارستهم لعمل معني‪.‬‬
‫السالمة المهنية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االلتزامات المفروضة على الهيئة المستخدمة لتطبيق قواعد ّ‬
‫أن توفري بيئة عمل آمنة أو رفع مستوى الكفاءة الوقاية سيؤدي بال شك إىل احلد من إصابات‬
‫العمل واألمراض املهنية للعاملني‪ ،‬لذلك حرص املشرع اجلزائري إىل توفري متطلبات السالمة املهنية للعاملني‬
‫عن طريق توفري جل الوسائل املادية اليت حتقق هذا املسعى على مستوى املؤسسة‪ ،‬إضافة إىل ذلك ألزم‬
‫القانون املستخدم بالقيام بدورات تكوينية للعمال يف جماالت تستلزم فيها دراسات معينة‪.5‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التزام المستخدم بإعالم العمال‬
‫إن اهلدف األساسي من هذا النوع من التكوين هو تلقني اهليئة املستخدمة العمال املبادئ العامة‬
‫املرتبطة باملخاطر وحوادث العمل وكذلك األمراض املهنية واإلجراءات األولية الواجب إتباعها أثناء وقوع‬
‫األخطار املهنية‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ 19‬من قانون ‪ 6،07/88‬على أن اهليئة املستخدمة ملزمة بإعداد‬

‫‪6‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫الربنامج السنوي للتعليم والتكوين على أن تشارك يف وضعه جلنة الوقاية الصحية واألمن وطبيب العمل‬
‫حسب املواد ‪ 6/5/4‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 427/02‬املؤرخ يف ‪ ،2002/12/27‬املتعلق بشروط‬
‫تنظيم تعليم العمال وإعالمهم وتكوينهم يف جمال الوقاية من األخطار املهنية‪.7‬‬
‫كما نصت املادة ‪ 2‬من نفس املرسوم على أنه يهدف تعليم العمال وتكوينهم يف الوقاية من‬
‫األخطار املهنية إىل تبينيه العمال إىل األخطار املهنية اليت ميكن أن يتعرضوا هلا وتدابري الوقاية‬
‫واالحتياطات الواجب اختاذها لضمان أمنهم وأمن األشخاص العاملني يف نفس مكان العمل واحمليط‬
‫القريب‪ ،‬هتدف كذلك إىل الوقاية من إمكانية وقوع حوادث العمل يف مكل العمل‪.‬‬
‫أما عن وسائل وأساليب اإلعالم فقد نصت املادة ‪ 7‬من املرسوم التنفيذي ‪ 427/02‬على أنه تكون عرب‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬وثائق مكتوبة املتضمنة للوائح املكتوبة وامللصقات اإلعالنية‪.‬‬
‫‪ )2‬الوسائل املرئية‪ 8‬واحلمالت اإلعالنية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اللّوائح والتّعليمات‬
‫يقصد هبا جمموعة من النظم اليت جيب أن يسري عليها العمل يف املؤسسة‪ ،‬حبيث تضمنت الوقاية‬
‫التامة والكاملة ملقومات اإلنتاج وللقوى البشرية من العطب واألخطار املهنية وميكن استنباط لوائح‬
‫وتعليمات الوقاية من حتليل خطوات العمل املختلفة ومعرفة مواقع اخلطورة يف أوساط العمل‪ ،‬ووضع طريقة‬
‫اليت ميكن بواسطتها جتنب هذه األخطار وتقدميها للعمال يف شكل تعليمة بغية اتباعها يف أداء عملهم‪،‬‬
‫حيث تعاجل هذه اللوائح ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تبني املواقع وكيفية تشغيل املعدات‪.‬‬
‫‪ -‬توضيح األدوات اليدوية املستعملة أو التالفة أو غري املناسبة لعدم استعماهلا بشكل سيء وتبيني‬
‫كيفية وضعها يف أماكن آمنة‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫ثانيا‪ :‬اإلعالنات والملصقات‬

‫توضح هذه امللصقات اليت تكون يف شكل صور ورسومات وعبارات اخلطر الواجب االحرتاس منه‪،9‬‬
‫إىل جانب امللصقات جيب توفري بعض اللوحات اإلعالنية اليت تساعد على التوجيه واإلعالم والوقاية على‬
‫أوسع نطاق يف أوساط العمل‪ ،‬وميكن أن تضم اللوحات اإلعالنية املواضيع التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تعليمات األمن الصناعي ونشرات التوعية الوقائية‪ ،‬بعض اإلحصائيات عن حوادث العمل‪.‬‬
‫‪ -‬أمساء العمال ذوي احلوادث املتكررة واملخلني بتدابري الوقاية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الوسائل المرئية‬
‫يقدم اإلعالن صورة واضحة خلطر حمتمل الوقوع‪ ،‬يف حني الوسائل املرئية تعطي صورة مفصلة‬
‫حلادثة بأكملها ومظهرا حمليط العمل بدقة ونظرة على كيفية نشوء اخلطر ويفضل استعمال هذه الطريقة‬
‫خاصة يف شرح وسائل الوقاية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الحمالت اإلعالنية والنّدوات‬
‫تعد احلمالت اإلعالنية من املبادرات اليت ترتك آثارا جيدة وترفع من الوعي الثقايف والوقائي لدى‬
‫العمال‪ ،‬خاصة فيما خيص حوادث العمل وتتمثل هذه احلمالت يف تنظيم ندوات وإلقاء حماضرات‬
‫واالستماع إىل مقرتحات العمال للتقليل من األخطار واحلوادث ورفع مستوى الوقاية يف املؤسسة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التزام الهيئة المستخدمة بتكوين العمال‬
‫لقد حظي تكوين العمال يف جمال الوقاية الصحية باهتمام املشرع من خالل ختصيص أحكام حتث‬
‫على تكوين العمال إذ نصت املادة من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 427-02‬على أنه‪" :‬يهدف التكوين‬
‫يف األمن إىل تزويد العمال مبعارف ضرورية يف جمال الوقاية من األخطار املهنية والرتتيبات الواجب اختاذها‬
‫يف حالة وقوع عمل أو كارثة‪ ،‬ويهدف أيضا إىل حتضري العمال فيما خيص التصرف الواجب سلوكه عندما‬
‫يتعرض شخص إىل حادث عمل وتسهم يف مكان العمل"‪.‬‬
‫كما نصت املادة ‪ 20‬من نفس املرسوم على أنه‪" :‬يقدم التكوين حسب طبيعة األخطار الواجب دراستها‬
‫وال ميكن أن تقل مدته عن أسبوع أو تفوق ثالث أسابيع"‪.‬‬
‫‪8‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫والسالمة المهنية‬
‫بالصحة ّ‬
‫الرقابة على األحكام المتعلقة ّ‬
‫المطلب الثالث‪ّ :‬‬
‫حدد املشرع يف املادة األوىل من قانون الوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪ ،10‬اهلدف من سن هذا‬
‫التشريع واملتمثل يف حتديد الطرق والوسائل اليت تضمن للعمال أحسن شروط يف جمال الوقاية الصحية‬
‫وتعيني األشخاص املسؤولة واملؤسسات املستخدمة بتنفيذ اإلجراءات املقررة‪.‬‬
‫الصحية واألمن‬
‫الفرع األول‪ :‬لجان الوقاية ّ‬
‫أوجب املشرع اجلزائري تأسيس هذه اللجان يف املؤسسات اليت تشغل أكثر من تسعة عمال ذوي‬
‫عالقة العمل غري حمددة طبقا لنص املادة ‪ 23‬من قانون رقم ‪ 07/88‬وأكد على هذه القاعدة يف املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 11 09/05‬املتعلق هبذه اللجان وأمساها بلجنة املؤسسة‪ ،‬أما إذا كانت مكونة من عدة‬
‫وحدات تؤسس ضمن كل واحدة جلنة متساوية األعضاء للوقاية الصحية واألمن تدعى بلجنة الوحدة‬
‫وتعترب املديرية العامة مبثابة املقر‪ ،‬أما بالنسبة للمؤسسات اليت تشغل أكثر من تسعة عمال ذوي عالقات‬
‫العمل حمددة‪ ،‬يعني هذا األخري وجوبا مندوبا دائما للوقاية الصحية واألمن يساعده اثنان من العمال‬
‫األكثر تأهيال يف هذا اجملال وأوجب تأسيس جلنة ما بني املؤسسات للوقاية الصحية واألمن عندما تتجمع‬
‫هذه املؤسسات التابعة لنفس الفرع املهين أو لعدة فروع مهنية ملمارسة نشاط يف نفس أماكن العمل ملدة‬
‫حمددة‪ ،‬وتشغل لذلك عماال تكون عالقة عملهم حمددة سواء يف شكل تقدمي خدمات كعمليات املناولة‬
‫والنقل والتخزين بعد التحقيق واعتماد من املصاحل املختصة التابعة لوزارة العمل ودعاها باللجنة‪.12‬‬
‫وأوجد هيئة تعين بالوقاية الصحية واألمن يف هذا القطاع تدعى باهليئة املكلفة بالوقاية من األخطار املهنية‬
‫يف قطاع البناء واألشغال العمومية والري وهي عبارة عن هيئة متساوية األعضاء متنع سياسة تطبق يف هذا‬
‫القطاع‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫ويتعني أن تنظم إليها كل مؤسسات اليت تنشط يف هذا امليدان وأصدر مرسوم تنفيذي رقم ‪12/05‬‬
‫املتعلق بتدابري الوقاية الصحية واألمن املطبقة يف هذا القطاع‪.‬‬
‫الصحية واألمن‬
‫ثانيا‪ :‬تشكيل لجان الوقاية ّ‬
‫يف ظل سكوت املشرع اجلزائري عن تنظيم جلان الوقاية الصحية واألمن يف الفرتة املمتدة من‬
‫‪ 1988‬غلى ‪ 2005‬بقيت بعض املواد من املرسوم رقم‪ 14 255-74‬سارية املفعول واليت ال تتناىف‬

‫‪9‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫والطابع التعاقدي لعالقات العمل واملتجسد يف قانون عالقات العمل ‪ ،11/90‬كذلك املتعلقة بتمثيل‬
‫أعضاء اللجنة وكذا مهامها وصالحيتها‪ ،‬فإذا كانت هذه املؤسسات‪.‬‬
‫قد أنشأت هذه اللجان وجعلت طبيب العمل يتمتع بصوت تداويل داخلها‪ ،‬أي أنه ميلك حق‬
‫التصويت على القرارات املتخذة خالل اجتماع اللجان‪ ،‬أو وضعت نفس املمثلني داخل جلنة الوحدة وجلنة‬
‫املؤسسة‪ ،‬فإن هناك مؤسسات مل تقم أصال بإنشائها حبجة عدم صدور قانون منظم هلا ومنها ما جعلت‬
‫غالبية التمثيل داخل هذه اللجان ألرباب العمل‪ ،‬ممال جعل القرارات يف هذا اجملال لصاحلهم وهذا كله‬
‫نتيجة الفراغ القانوين الذي أشرنا إليه وظل احلال كذلك إىل أن صدر مرسوم رقم ‪ 09-05‬املتعلق بلجان‬
‫متساوية األعضاء للوقاية الصحية الذي حدد يف الفصل الثالث منه طريقة تشكيلها وكذلك املرسوم رقم‬
‫‪ 10-05‬الذي حدد تشكيل جلنة ما بني املؤسسات للوقاية الصحية واألمن‪.‬‬
‫أ) األعضاء ذوي األصوات التداولية‪:‬‬
‫ويقصد هبم األعضاء الذين حيق هلم التصويت على قرارات اللجنة وخيتلف عددهم بني الوحدة‬
‫واملؤسسة كالتايل‪:‬‬
‫أ‪ .‬أربعة أعضاء على مستوى الوحدة‪ :‬عضوين ميثالن مديرية الوحدة‪ ،‬وعضوين ميثالن عمال‬
‫الوحدة‪.‬‬
‫ب‪ .‬ستة أعضاء على مستوى املؤسسة تتكون من ثالثة أعضاء ميثلون مديرية املؤسسة وثالثة أعضاء‬
‫ميثلون عمال املؤسسة‪.‬‬
‫ويعني األعضاء املمثلون للعمال من قبل اهليكل النقايب األكثر متثيال ويف حالة عدم وجوده من طرف جلنة‬
‫املشاركة‪ ،‬ويف حالة عدم وجودمها معا يتم االنتخاب من قبل جمموع العمال ملدة ثالث سنوات قابلة‬
‫للتجديد‪.‬‬
‫أما ما بني املؤسسات فتتكون من ممثلني عن كل املؤسسات التابعة لنفس الفرع املهين أو عدة فروع مهنية‬
‫اليت متارس نشاطا يف نفس أماكن العمل ملدة حمددة وتشغل لذلك عماال تكون عالقة عملهم حمددة سواء‬

‫‪10‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫يف شكل إجناز كبناء األشغال العمومية والري أو يف شكل تقدمي خدمات كعمليات املناولة والنقل‬
‫والتخزين‪ ،‬وجيب على كل مؤسسة أن تعني ممثال عن اجلهة املستخدمة وممثال عن اجلهة العاملة‪.‬‬
‫ب) األعضاء ذو األصوات االستشارية‪:‬‬
‫بالنسبة للجان الوحدة واملؤسسة فإنه يشار طبيب العمل التابع للوحدة أو الطبيب تابع للمؤسسة‬
‫حسب احلالة بصفة استشارية يف أشغال اللجان‪ ،‬وباإلضافة لطبيب العمل ميكن أن تستعني جلان الوحدة‬
‫أو جلان املؤسسة أو جلنة ما بني املؤسسات أثناء أشغاهلا أو أثناء تفتيش العمل بأي شخص مؤهل‬
‫أو هيئة خمتصة يف ميدان الوقاية الصحية وهذا من أجل مساعدهتا يف أشغاهلا‪.‬‬
‫أما بالنسبة للجنة ما بني املؤسسات فيمكنها أن تدعو حلضور اجتماعاهتا كل شخص ذا‬
‫اختصاص يف جمال الوقاية الصحية وطب العمل والذي من شأّنا مساعدهتا يف انشغاالهتا‪.‬‬
‫الصحية‬
‫ثالثا‪ :‬دور لجان الوقاية ّ‬
‫جتتمع جلنة املؤسسة للوقاية الصحية واألمن يف دورة عادية مرة واحدة كل ثالثة أشهر‪ ،‬وجتتمع جلان‬
‫الوحدة مرة يف الشهر مع إمكانية االجتماع عندما تقتضي الضرورة وذلك يتم بناء على استدعاء من‬
‫رئيس اللجنة وميكن للجنة أن تدعو حلضور اجتماعها كل شخص ذي اختصاص يف جمال الوقاية الصحية‬
‫واألمن وإىل هيكل التنفيذ واملتابعة‪ ،‬وتتمثل صالحيتها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تنسيق التدابري الواجب اختاذها لضمان احرتام احلماية‪ ،‬سواء كانت مجاعية من حيث االستعمال‬
‫أو فردية خاصة بكل عامل‪ ،‬وال يقتصر األمر على ذلك بل التأكد أيضا من مدى تطبيقها‬
‫داخل املؤسسة املستخدمة‪14 .15‬هامش‬
‫‪ -‬تنسيق إعمال أجهزة الوقاية الصحية واألمن وتكييف تكوين املستخدمني حسب طبيعة األشغال‬
‫واألخطار املرتبطة هبا‪ ،‬باإلضافة إىل التأكد من انسجام وتوافق خمططات الوقاية الصحية واألمن‬
‫حسب األخطار اخلاصة بواسطة العمل‪.‬‬
‫‪ -‬املسامهة يف إعالم العمال وتكوين املستخدمني يف جمال الوقاية من األخطار املهنية لكل العمال‬
‫بصفة عامة والذين يشتغلون يف األعمال اخلطرة بصفة خاصة عند االلتحاق ألول مرة أو عند‬
‫تغيري املناصب أو األدوات املستعملة يف العمل‪.‬‬
‫‪11‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫كما هلا اختصاصات رقابية يف احلاالت العادية كالرقابة على تطبيق تدابري احلماية الفردية واجلماعية‬
‫ويف غياهبا يتوىل ذلك مندوب الوقاية الصحية واألمن عماهلا اختصاصات رقابية يف احلاالت اخلطرية وهذا‬
‫ما تضمنته املادة ‪ 34‬من قانون ‪ ،07-88‬حيث أعطى املشرع اجلزائري لكل عضو من جلنة الوقاية‬
‫الصحية واألمن –طبيب العمل‪ -‬العامل صالحية اإلشعار الفوري ملسؤول األمن أو مسؤول الوحدة‬
‫يف حالة وجود سبب خطر وشيك ويتم تسجيله يف سجل خاص وعليه جيب على املستخدم أن يتخذ‬
‫فورا اإلجراءات الضرورية لوقف اخلطر‪.‬‬
‫الصحية‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دور مفتشية العمل في مجال الوقاية ّ‬
‫خول التشريع اجلزائري هليئة العمل مجيع الصالحيات اليت متكنها من إزالة املخالفات املرتكبة من‬
‫قبل املستخدم‪ ،‬خاصة يف جمال الوقاية الصحية واألمن‪ ،‬ففي حالة اكتشاف مفتش العمل ألي إخالل‬
‫أو تقصري من قبل املستخدم مع مراعاة تدابري الوقاية الصحية واألمن‪ ،‬يقوم مباشرةً بتوجيه إنذار شفوي‬
‫أو مكتوب ملسؤول املؤسسة‪ ،‬وهذا لتنبيهه ودفعه لالمتثال للتعليمات والقواعد اخلاصة مبجال الوقاية‬
‫والتوقف عن ارتكاب املخالفات‪.‬‬
‫ويف حالة اكتشاف مفتش العمل أثناء تفقده للمؤسسة‪ ،‬تعرض عامل ألخطار جسيمة بسبب‬
‫مواقع العمل الختالل مبىن املؤسسة أو احتمال هتدمه‪ ،‬أو عدم التزام املستخدم بقواعد النظافة الواجب‬
‫اتباعها يف العمل أو انتشار مواد كيمياوية خطرية أو نفايات ضارة بصحة العمال حيرر فورا حمضر‬
‫باملخالفة‪ ،‬يقدم نسخة منه ملستخدمه ويقوم بإعذاره الختاذ اإلجراءات والتدابري املناسبة للوقاية ويدون‬
‫املفتش هذا اإلعذار يف دفرت مفتوح لتسجيل اإلعذارات‪ ،‬وهذا بعد أن يبلغ املستخدم بطبيعة املخالفة‬
‫املرتكبة من طرفه ويتيح له فرصة إلزالة هذه املخالفة‪ ،‬وهذا وفقا للمادة ‪ 10‬من قانون ‪،16 03-90‬‬
‫حيث نصت على‪" :‬إذا تعرض العمال ألخطار جسيمة سببها مواقع العمل أو أساليبه العدمية النظافة‬
‫أو اخلطرية حيرر مفتش العمل فورا حمضر املخالفة ويعذر املستخدم باختاذ تدابري الوقاية املالئمة لألخطار‬
‫املطلوب اختاذها"‪.‬‬

‫‪12‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫وإذا حتقق مندوب الوقاية الصحية واآلمن وطبيب العمل من وجود سبب خلطر وشيك‪ ،‬عليه أن‬
‫يبلغ مسؤول الوحدة ومن ميثله خالل ‪ 24‬ساعة مفتش العمل الختاذ اإلجراءات املناسبة‪.‬‬
‫ويف حالة ما إذا الحظ مفتش العمل خالل زيارته التفقدية خطرا وشيك الوقوع ميكن له إخطار‬
‫الوايل أو رئيس اجمللس الشعيب البلدي املختصني إقليميا‪ ،‬وهذا مبوجب تقرير مكتوب يصف فيه ظروف‬
‫العمل ويتدخل كل من الوايل ورئيس البلدية بعد إخطارمها بشكل عاجل الختاذ اإلجراءات وهذا ملنع‬
‫تعرض صحة العمال ألخطار وشيكة‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 34‬من قانون ‪ 07-88‬وما يالحظ أن‬
‫هذا القانون قصر إمكانية اإلخطار للوايل فقط دون أن يسمح بإخطار رئيس اجمللس الشعيب البلدي‪ ،‬أما‬
‫من خالل قانون ‪ 03-90‬املنظم ملفتشية العمل تدارك هذا اإلشكال وأصبح اإلخطار لكل من الوايل‬
‫‪17‬‬
‫ورئيس اجمللس الشعيب البلدي على حسب الظروف وفقا للمادة ‪ 11‬من قانون ‪.03-90‬‬
‫باإلضافة إىل ما سبق يساهم مفتش العمل يف اختاذ وتقرير العقوبة يف حال إخالل املؤسسة‬
‫املستخدمة بقواعد الوقاية الصحية واألمن وتتعرض للعقوبات املقررة قانونا واليت تثبت مبوجب حماضر‬
‫خمالفة احملررة من قبل مفتش العمل‪ ،‬وميكن أن تصل العقوبة إىل غلق املؤسسة غلقا كليا أو جزئيا إىل غاية‬
‫إجناز األشغال اليت أقرها القانون ويتقرر بناءًا على قرار احملكمة‪ ،18‬وجتدر اإلشارة إىل أن العقوبات‬
‫املنصوص عليها يف هذا اإلطار ليست حمصورة يف قانون معني‪ ،‬وهو ما يسمح بتطبيق قانون العقوبات‬
‫على رب العمل يف احلالة اليت تؤدي فيها إىل اإلصابة بالوفاة‪.‬‬
‫الصحية واألمن‬
‫الفرع الثالث‪ :‬جزاء مخالفة حق العامل في مجال الوقاية ّ‬
‫أوال‪ :‬جزاء مخالفة عدم حماية العمال من الوسائل الخطيرة‬
‫خص املشرع اجلزائري العمال باحلماية اجلزائية خاصة من استعمال الوسائل اخلطرية يف العمل دون‬
‫مراعاة خطورهتا على صحة العامل ورتب مبوجب قانون ‪ 07-88‬املتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب‬
‫العمل على كل مستخدم خمالف ألحكام املواد ‪ 10/8/34‬غرامة مالية ترتاوح من ‪ 1000‬دج‬
‫إىل ‪ 2000‬دج ويف حالة العود يعاقب باحلبس من شهرين إىل ‪ 6‬أشهر وبغرامة من ‪ 4000‬دج‬
‫إىل ‪ 6000‬دج‪ ،‬أو بإحدى هاتني العقوبتني‪ ،‬وميكن تطبيق الغرامة بقدر عدد املرات اليت يتعرض فيها‬
‫العمال للمخاطر بسبب انعدام إجراءات الوقاية الصحية واألمن مقرر قانونا‪ ،‬إال أنه ما ميكن مالحظته أن‬

‫‪13‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫املشرع مل يوفق عند نصه على هذه العقوبة لكوّنا غري متناسبة مع جسامة الفعل‪ ،‬ألن خطورة الوسائل‬
‫املستعملة قد تصل أحيانا إىل نقل عدوى أو مرض خطري يف األسرة العاملة‪.19‬‬
‫ثانيا‪ :‬جزاء مخالفة صاحب العمل لقواعد النّظافة‬
‫اعترب املشرع اجلزائري مسألة النظافة داخل أماكن العمل من بني األولويات اليت يلتزم هبا صاحب‬
‫العمل لوقاية العمال من األمراض الناجتة عن عدم النظافة ورتب غرامة مالية من ‪ 500‬دج إىل ‪1500‬‬
‫دج ويف حالة العود يعاقب ملدة ثالثة أشهر على األكثر وبغرامة مالية من ‪ 2000‬دج إىل ‪ 4000‬دج‬
‫أو بإحدى العقوبتني‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬جزاء عدم إعالم وتكوين العمال في األمن والنّظافة‬
‫مل ينص املشرع على عقوبات ردعية حيث نصت املادة ‪ 39‬من قانون ‪ 07-88‬املتعلق بالوقاية‬
‫الصحية واألمن وطب العمل على أنه‪" :‬يعاقب كل من خيالف املادتني ‪ 21‬و‪ 22‬بغرامة من ‪ 500‬دج‬
‫إىل ‪ 1500‬دج ويف حالة العود تكون الغرامة من ‪ 2000‬دج إىل ‪ 4000‬دج"‪.‬‬
‫الصحية والمهنية للعامل‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور طب العمل في الحماية ّ‬
‫يعد طب العمل أحد الركائز األساسية لتحقيق متطلبات الصحة يف أوساط العمل حبكم‬
‫االختصاص والدراية بطبيعة ارتباط تأثري هذه األوساط على صحة العمال‪ ،‬لذلك يربز دور طب العمل‬
‫كأحد أهم العناصر األساسية يف حتقيق الرعاية الصحية والوقائية للعمال وهذا ما سنوضحه إتباعا‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف طب العمل وأهدافه‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف طب العمل‬
‫هو يف األصل وكقاعدة عامة طب وقائي أي أن مهمته األساسية هي الوقاية من األخطار املهنية‬
‫احملدقة بالعمال واقرتاح تدابري وإجراءات وقائية للعمال من كل خطر أو ضرر قد ينتج يف الوسط املهين من‬
‫جراء استخدام آالت أو أجهزة مستعملة‪.‬‬

‫‪14‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف طب العمل‬

‫ترجع نشأة طب العمل يف اجملال التنظيمي إىل عهد متأخر‪ ،‬حيث مت تنظيمه وتعميمه وإعطاءه‬
‫الصبغة إنسانية اجتماعية يف فرنسا ابتداءً من ‪ 1946‬وتطور ليندمج شيئا فشيئا يف املؤسسة الصناعية من‬
‫أجل إجناز املهمة الواسعة اليت أوكلت إليه‪ ،‬فقد اهتم يف البداية بدراسة بعض األمراض املهنية والرقابة‬
‫املنتظمة لبعض فئات العمالية‪ ،‬إال أنه عرف توسيعا يف مهامه إذ أصبح يهتم بعوامل الصحة واحمليط‬
‫واملخاطر النامجة عن كيفيات الصنع واملواد املستعملة‪.20‬‬
‫وقد اهتم املشرع بطب العمل وأوجب على املؤسسة املستخدمة إدراجه ضمن النظام الداخلي‪،‬‬
‫فقد أصبح جزءًا ال يتجزأ من الصحة الوطنية الرامية إىل محايته الصحية للعامل‪ ،‬أما عن أهدافه مبقتضى‬
‫املادة الثانية عشر من قانون الوقاية الصحية واألمن وطب العمل يهدف طلب العمل إىل‪:‬‬
‫‪ .1‬محاية ووقاية العمال من األخطار اليت ميكن أن تنجر عنها حوادث األمراض املهنية وكل األضرار‬
‫الالحقة بصحتهم‪.‬‬
‫‪ .2‬تشخيص كل العوامل اليت تضر بصحة العمال يف أماكن العمل وكذا مراقبتها هبدف التقليل منها‬
‫أو القضاء عليها‪.‬‬
‫‪ .3‬تعيني وإبقاء العمال يف عمل يتماشى وقدرهتم الفيزيولوجية والنفسية وكذا تكييف العمل مع‬
‫اإلنسان وكل إنسان يف مهمته‪.‬‬
‫‪ .4‬ختفيض حاالت العجز وضمان متديد أنشطة للعمال‪.‬‬
‫‪ .5‬تقسيم مستوى صحة العمال يف حميط العمل‪.‬‬
‫كما نصت املادة ‪ 100‬من قانون ‪ 11-18‬املتعلق بالصحة‪ 21‬هتدف نشاطات طب العمل إىل احلفاظ‬
‫على صحة العمال وقدرهتم على العمل وترقيتها‪:‬‬
‫‪ -‬حتسني ظروف العمل لضمان أمن وصحة العمال‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد نظام تنظيم العمال يهدف إىل ترقية املناخ االجتماعي املالئم وثقافته حفظ األمن‬
‫والصحة يف العمل‪.‬‬

‫‪15‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مهام طبيب العمل‬

‫نص قانون ‪ 11-18‬املتعلق بالصحة على أنه هتدف نشاطات طب العمل إىل احلفاظ الصحة‬
‫واألمن‪ ،‬كما نصت املادة ‪ 12‬من قانون ‪ 07-88‬على أنه‪" :‬يف إطار املهام احملددة يف التشريع اجلاري‬
‫العمل يهدف طب العمل الذي نفذ مهمة وقائية أساسا وعالجية أحيانا أخرى إىل‪:‬‬
‫‪ -‬الرتقية واحلفاظ على أكرب قدر من راحة العمال البدنية والعقلية يف كافة املهن من أجل رفع‬
‫مستوى قدراهتم اإلنتاجية واإلبداعية‪.‬‬
‫‪ -‬محاية ووقاية العمال من األخطار اليت ميكن أن تنجر عنها احلوادث أو األمراض املهنية وكل‬
‫األضرار الالحقة بصحتهم‪.‬‬
‫‪ -‬تعيني وإبقاء العمال يف عمل يتماشى وقدراهتم الفيزيولوجية والنفسية وكذا تكييف العمل مع‬
‫اإلنسان وكل إنسان مع مهنته‪.‬‬
‫‪ -‬ختفيض حاالت العجز وضمان متديد احلياة النشيطة للعامل لتنظيم العالج االستعجايل للعمال‬
‫والتكفل بالعالج املتواصل ومداومة األمراض املهنية واملسامهة يف محاية البيئة بالنسبة لإلنسان‬
‫والطبيعة‪.‬‬
‫كما يتمتع أيضا مبهام أخرى‪:‬‬
‫‪ -‬مراقبة طبية‪ ،‬حيث يقوم مبراقبة دورية لفئة العمال وخاصة العمال املعرضون بشكل خاص‬
‫لألمراض املهنية‪.‬‬
‫‪ -‬العمال الذين تزيد أعمارهم عن مخس ومخسني سنة‪.‬‬
‫‪ -‬العمال الذين تقل أعمارهم عن ‪ 18‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬املستخدمون املكلفون باإلطعام‪.‬‬
‫‪ -‬املعوقون جسديا وذوو األمراض املزمنة‪.‬‬
‫‪ -‬النساء احلوامل واألمهات اللوايت هلن أطفال تقل أعمارهم عن سنتني‪.‬‬
‫‪16‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫جترى هذه الفحوص بعد غياب سببه مرض مهين أو حادث عمل أو بعد عطلة األمومة أو غياب ال يقل‬
‫عن واحد وعشرون يوما بسبب مرض مهين أو حادث غري مهين أو بسبب تغيبات متكررة‪.‬‬
‫إجراء فحوصات لتحديد أهلية العامل لمنصب العمل‪:‬‬
‫يهدف طبيب العمل إىل تشخيص كل العوامل اليت تضر بصحة العامل يف أماكن العمل وكذا‬
‫مراقبتها هبدف التقليل منها أو القضاء عليها‪ ،‬ومنه فقد أتاح املشرع أن يستعني طبيب العمل بطبيب‬
‫أخصائي لتحديد أهليته الصحية للعامل ملنصب العمل السيما عند اكتشاف أمراض تتناىف مع املنصب‬
‫أو اكتشاف أمراض معدية أو ذات طابع مهين‪ ،22‬فإذا تقرر عدم أهليته للمنصب املقرتح ميكن لطبيب‬
‫العمل أن يقرتح على املستخدم حلول اليت تساعد يف إعادة تصنيفه يف السلم املهين وتساعده يف استئناف‬
‫العمل‪ ،‬وذلك من خالل حتويله إىل منصب عمل آخر على أن يبقى التحويل يف نفس موقع العمل‬
‫أو القيام بالتعديالت الالزمة للمنصب السابق الذي كان يشغله مع األخذ بعني االعتبار احلالة الصحية‬
‫للعامل وسنه كوضع التعديالت يف آالت اإلنتاج إذا كان معاقا مثال أو يف وسائل احلماية الفردية‬
‫أو اجلماعية أو كيفيات التنقل للوصول إىل أماكن العمل‪.23‬‬
‫والصحة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عالقة طبيب العمل مع مفتش العمل ولجنة الوقاية ّ‬
‫الفرع األول‪ :‬عالقة طبيب العمل بمفتش العمل‬
‫يف حالة ما إذا ال حظ طبيب العمل الظروف السيئة اليت حتيط بالعمال واليت هتدد حياهتم الصحية‬
‫واملهنية وتعرقل اإلنتاج‪ ،‬ميكن أن يقدم إىل اهليئة املتعلقة مبهامه على شكل قرارات ويف غالب األحيان‬
‫تكون ذات طابع طيب حبث‪ ،‬يطالب فيها بتحسني ظروف العمل أو يقرر مبوجبها تغيري منصب أحد‬
‫العمال بسبب ضعف صحته‪ ،‬مما جيعله غري كفء لتويل ذلك العمل ويتدخل أيضا‪ ،‬حيث تكون املؤسسة‬
‫املستخدمة بصدد تطبيق التشريع املتعلق باملناصب اخلاصة باملعاقني‪ ،‬حيث يراقب مدى توافر الشروط‬
‫الضرورية لتشغليهم ويف حالة رفضه اهليئة املستخدمة اقرتاحات الطبيب ميكنه تقدمي شكوى إىل مفتشية‬
‫العمل‪.24‬‬

‫‪17‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫الصحية واألمن بمصلحة طب العمل‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عالقة لجان الوقاية ّ‬
‫خصص املشرع اجلزائري الفصل الثالث من قانون ‪ 07-88‬لطب العمل وألزم إنشاء مصلحة طب‬
‫العمل إجباريا يف مجيع املؤسسات املستخدمة وتطبيقا هلذه املادة أصدر املشرع املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 120-93‬وميكن اللجنة االستفادة من اآلراء االستشارية لطبيب العمل ونصائحه يف جمال الوقاية‬
‫الصحية واألمن خالل االجتماعات اليت ميكنه حضورها أو خالل زيارهتا للمؤسسة‪ ،‬مما يسهل اختاذ‬
‫القرارات السليمة وكذا قراراهتا‪ ،‬وهذا حبكم اتصاله مباشرًة بالعمال داخل أماكن عملهم وقدرته بلم‬
‫اختصاصه ملعرفة مدى مالئمة كل منصب وميكن لطبيب العمل أن يبدي رأيه يف تنفيذ برنامج التكوين‬
‫يف جمال أمن وصحة العمال وكذا املكلف بالصحة أو مأمور النظافة واألمن يف إعداد هذه العمليات‪.‬‬
‫الـخ ـ ـات ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‪:‬‬
‫بعد حتليلنا ملوضوع الصحة والسالمة املهنية للعامل ميكننا القول أن الباحث يف هذا اجملال يالحظ‬
‫تشتت النصوص التشريعية املتعلقة باحلفاظ على بيئة وصحة العامل وأن هذه النصوص لكي حتقق فاعلية‬
‫أكرب حلماية العمال البد من تفعليها ومراقبتها من حيث التطبيق وهذا لن يتأتى إال من خالل تدعيم‬
‫مفتشية العمل وتوظيف أطباء متخصصني يف طب العمل كإطارات لدى مفتشية العمل للمسامهة‬
‫يف الكشف املبكر عن األمراض املهنية‪ ،‬باإلضافة إىل توسيع جمال تكوين العمال حول خماطر العمل وكيفية‬
‫التعامل معها‪ ،‬ومراجعة العقوبات املنصوص عليها يف قانون ‪ ،07-88‬املتعلق بالوقاية الصحية واألمن‬
‫وطب العمل رغم أن املشرع ألزم صاحب العمل باحرتام قواعد الصحة واألمن مبوجب هذا القانون ورتب‬
‫عقوبات جزائية يف حالة خمالفته‪ ،‬إال أن هذه العقوبات غري متناسبة مع جسامة الفعل الذي نأمل من‬
‫املشرع إعادة النظر يف هذه العقوبات‪.‬‬

‫‪18‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫القوانين التّنظيمية‪:‬‬
‫‪ .1‬قانون ‪ 07-88‬املؤرخ يف ‪ 26‬يناير سنة ‪ ،1988‬املتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪،‬‬
‫اجلردة الرمسية‪ ،‬عدد ‪.04‬‬
‫‪ .2‬قانون ‪ 11-18‬املتعلق بالصحة‪.‬‬
‫‪ .3‬قانون ‪ 11-90‬املؤرخ يف ‪ 21‬أبريل ‪ ،1990‬يتعلق بعالقات العمل‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬عدد ‪،17‬‬
‫الصادر يف ‪ 25‬أبريل ‪.1990‬‬
‫‪ .4‬قانون ‪ 03-90‬املتعلق مبفتشية العمل‪ ،‬املؤرخ يف ‪ 06‬فرباير‪ ،1990‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬عدد ‪06‬ن‬
‫املؤرخة يف ‪ 07‬فرباير ‪.1990‬‬
‫‪ .5‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،255-74‬املؤرخ يف ‪ 28‬ديسمرب ‪ ،1974‬املتعلق بكيفية تأسيس جلنة‬
‫حفظ الصحة واألمن واختصاصاهتا وسريها يف املؤسسات ذات التسيري االشرتاكي‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬الصادر يف ‪ 04‬جانفي ‪1974‬‬
‫‪ .6‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 12-05‬املؤرخ يف ‪ 08‬يناير ‪ ،2008‬املتعلق بتدابري الوقاية والصحة‬
‫واألمن املطبقة يف هذا القطاع‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد رقم ‪.04‬‬
‫‪ .7‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،427-02‬املؤرخ يف ‪ 07‬ديسمرب‪ ،2002‬املتعلق بشروط تنظيم تعليم‬
‫العمال وإعالمهم وتكوينهم يف ميدان الوقاية من األخطار املهنية‪.‬‬
‫‪ .8‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 09-05‬املتعلق بلجان متساوية األعضاء للوقاية الصحية واألمن ومندويب‬
‫الوقاية الصحية واألمن املؤرخ يف ‪ 08‬يناير ‪ ،2005‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 9‬يناير‪.2009‬‬
‫‪ .9‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-05‬احملدد لصالحيات جلنة ما بني املؤسسة للوقاية الصحية واألمن‬
‫وتشكيلها وتنظيمها وسريها‪ ،‬املؤرخ يف ‪ 08‬يناير‪ ،2005‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 09‬يناير ‪.205‬‬

‫‪19‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫‪ .10‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 120-93‬املتعلق بتنظيم طب العمل‪ ،‬املؤرخ يف ‪ 15‬ماي ‪،1993‬‬

‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،33‬الصادرة يف ‪ 19‬ماي ‪.1993‬‬
‫رسائل الدكتوراه‪:‬‬
‫‪ .1‬مزيود بصيفي‪ ،‬احلماية اجلزائية للحقوق العمالية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬جامعة وهران‪2‬‬
‫–حممد بن أمحد‪.2018/2017 ،‬‬
‫‪ .2‬جهل حممد‪ ،‬بيئة العمل والتزام السالمة والصحة املهنية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه‪ ،‬ختصص القانون االجتماعي‪ ،‬جامعة وهران‪-2‬حممد بن أمحد‪.2018/2017 ،‬‬
‫‪ .3‬دمحاين منال‪ ،‬احلماية القانونية من حوادث العمل واألمراض املهنية‪ ،‬أطروحة لنيل شهاد دكتوراه‪،‬‬
‫ختصص قانون إجتماعي‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬تاريخ املناقشة ‪.2019/06/17‬‬
‫مذكرات الماجستير‪:‬‬
‫‪ .1‬قالية فريوز‪ ،‬احلماية القانونية للعامل من األخطار املهنية‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة مولود معمري‪،‬‬
‫تيزي وزو‪ ،‬تاريخ املناقشة‪ 20 ،‬ماي ‪.2012‬‬
‫المقاالت‪:‬‬
‫‪ .1‬سكيل رقية‪ ،‬دور جلان الوقاية الصحية واألمن يف وقاية العمال من األخطار املهينة داخل‬
‫املؤسسة‪ ،‬األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية والقانونية‪،‬‬
‫العدد‪ ،11‬جانفي ‪.2014‬‬
‫‪ .2‬عتيقة حرايرية‪ ،‬الصحة والسالمة املهنية يف اجلزائر من التشريع إىل التثقيف‪ ،‬جملة اآلداب والعلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬العدد ‪.2017/06/17‬‬
‫‪ .3‬فاندي مسرية‪ ،‬دور طبيب العمل يف احملافظة على منصب الشغل للعامل‪ ،‬جملة نظرة على قانون‬
‫االجتماعي العدد ‪.5‬‬

‫‪20‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫‪2‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪1‬دمحاين منال‪ ،‬احلماية القانونية من حوادث العمل واألمراض املهنية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬ختصص قانون‬
‫اجتماعي جامعة معمري ميلود تيزي وزو‪ ،‬تاريخ املناقشة ‪ ،2019/06/17‬ص‪.8‬‬
‫‪ 2‬على موسى حنان‪ ،‬الصحة والسالمة املهنية وأثرها على كفاءة االنتاجية يف املؤسسة الصناعية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫املاجستري‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية جامعة منتوري قسنطينةالسنة االمعية ‪2007/2006‬ص‪21‬‬
‫‪2‬على موسى حنان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪4‬حرايرية عتيقة‪ ،‬الصحة والسالمة املهنية يف اجلزائر من التشريع إىل التثقيف‪ ،‬جملة اآلداب والعلوم االنسانية والعلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬العدد‪ ،17‬جوان ‪ ،2017‬ص‪.4‬‬
‫‪5‬حرايرية عتيقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ 6‬قانون ‪07/88‬املؤرخ ‪ 26‬يناير ‪ 1988‬املتعلق بالوقاية الصحية واألم وطب العمل‪ ،‬جريدة رمسية رقم ‪.4‬‬
‫‪ 7‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 427/02‬املؤرخ يف ‪7‬ديسمرب ‪ 2002‬املتعلق بشروط تنظيم تعليم العمال وإعالمهم يف ميدان‬
‫الوقاية من األخطار املهنية‪.‬‬
‫‪8‬دمحاين منال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ 9‬دمحاين منال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫‪ 10‬املادة األوىل من قانون ‪.07/88‬‬
‫‪ 11‬املرسوم التنفيذي ‪ ،09/05‬املتعلق باللجان متساوية األعضاء للوقاية الصحية واألمن ومندويب الوقاية الصحية واألمن‬
‫املؤرخ يف ‪8‬يبناير ‪ ،2005‬اجلريدة الرمسية العدد‪ 4‬الصادرة بتاريخ ‪9‬يناير ‪.2005‬‬
‫‪ 12‬سكيل رقية‪ ،‬دور جلان الوقاية الصحية واألمن يف وقاية العمال من األخطار املهنية داخل املؤسسة االكادميية للدراسات‬
‫االجتماعية واالنسانية قسم العلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬العدد ‪11‬جانفي ‪ ،2014‬ص‪.82‬‬
‫‪ 13‬املرسوم التنفيذي ‪ ،12/05‬املؤرخ يف ‪ 8‬يناير ‪ 2005‬املتعلق بتدابري الوقاية الصحية واألمن املطبقة يف هذا النظام‬
‫اجلريدة الرمسية العدد‪.4‬‬
‫‪ 14‬املرسم التنفيذي ‪ ،74/255‬املؤرخ يف ‪28‬ديسمرب‪ ،1974‬املتعلقة بكيفية تأسيس جلنة حفظ الصحة واألمن‬
‫واختصاصاهتا وسريها يف مؤسسات ذات التسيري االشرتاكي‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 2‬الصادرة ي ‪ 4‬يناير ‪.1974‬‬
‫‪ 15‬قالية فريوز‪ ،‬املرجع سابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ 16‬قانون ‪ ،03/90‬املتعلق مبتشية العمل املؤرخ يف ‪ 6‬فرباير‪ ،1990‬جريدة الرمسية رقم ‪ ،6‬املؤرخة يف ‪ 7‬فرباير ‪.1990‬‬
‫‪21‬‬
 ‫الصحية والمهنية للعامل في التّشريع الجزائري‬ ‫عنوان المقـ ـ ـ ـ ـال‪ّ :‬‬
‫السالمة ّ‬ ‫مصطفاي أسماء‬

‫‪ 17‬بن نيزة مجال‪ ،‬رقابة مفتشية العمل على تطبيق أحكام القانون االجتماعي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري‪ ،‬جامعة وهرن‬
‫‪ 2‬امحد بن امحد‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،2012/2011‬ص‪.125‬‬
‫‪ 18‬بن نيزة مجال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪19‬مزيود بصيفي‪ ،‬احلماية اجلزائية حلقوق العمالية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه‪ ،‬جامعة وهران ‪ 2‬حممد بن امحد‪ ،‬سنة‬
‫جامعية ‪ ،2018/2017‬ص‪.163‬‬
‫‪20‬جهل حممد‪ ،‬بيئة العمل والتزام السالمة والصحة املهنية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ختصص‬
‫قانون اجتماعي‪ ،‬جامعة وهران ‪ 2‬حممد بن امحد‪ ،‬سنة جامعية ‪ ،2018/2017‬ص ‪.185‬‬
‫‪ 21‬قانون ‪ 11/18‬املتعلق بالصحة املؤرخ يف ‪18‬شوال ‪ 1439‬املوافق ل ‪ 2‬يوليو ‪ 2018‬اجلريدة الرمسية العدد‪.46‬‬
‫‪ 22‬جهل حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.182‬‬
‫‪ 23‬فاندي مسرية‪ ،‬الشيخ ساوس دور الطبيب العمل يف احملافظة على منصب الشغل للعامل‪ ،‬جملة نظرة على قانون‬
‫االجتماعي العدد‪ 1‬ص‪.9‬‬
‫‪ 24‬سكيل رقية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88‬‬

‫‪22‬‬