Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 39

‫الصهيونية والتهويد في القدس‬

‫منذ اللحظات األولى الحتالل القدس‪ ،‬بدأت خطوات تهويد المدينة واتفقت الحكومات الصهيونية المتعاقبة‬
‫على هذه السياسة‪ ،‬ووضعت البرامج اإلستراتيجية والتكتيكية لبلوغ هذا الهدف‪ ،‬فبعد اإلعالن عن حدود بلدية‬
‫القدس وتوسيعها بتاريخ ‪7661/6/82‬م‪ ،‬ومنذ الساعات األولى لالحتالل بدأت الصهيونية رسم معالم تهويد‬
‫القدس‪ ،‬وفرض األمر الواقع‪ ،‬وخلق ظروف – جيوسياسية‪ ،‬بحيث يصعب على السياسي أو الجغرافي إعادة‬
‫تقسيمها مرة أخرى‪ ،‬فبدأت بوضع األساسيات لبناء األحياء اليهودية بالقدس الشرقية؛ لتقام عليها سلسلة من‬
‫المستعمرات التي أحاطت بالقدس من جميع الجهات‪ ،‬وغرزتها بالمستوطنين‪ ،‬لتخلق واقعاً جغرافياً وسكانياً بغية‬
‫إحداث خلخلة سكانية‪.‬‬

‫السياسة االستيطانية في القدس‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ترسيخ الوجود االستيطاني‬

‫يحاول االحتالل تهويد ما تبقى من مدينة القدس‪ ،‬بغرض زيادة مجموع اليهود فيها‪ ،‬وسعت الحركة الصهيونية‬
‫والمنظمات المنبثقة عنها بكل ما لديها إليجاد واقع جديد في المدينة‪ ،‬في سياق سياسة سكانية صهيونية مدروسة‬
‫تخدم األهداف األساسية للحركة الصهيونية‪ ،‬وخاصة إقامة الدولة اليهودية وتغيير الواقع الديمغرافي لخلق أكثرية‬
‫يهودية لصالح وضع إثباتات عملية ‪.‬‬

‫‪ -‬المرجعيات التاريخية للتهويد‪:‬‬

‫‪ -7‬مداوالت المؤتمر الصهيوني األول في مدينة بازل السويسرية عام ‪7261‬م‪.‬‬

‫‪ -8‬التوصيات في مؤتمرات هرتسليا السنوية‪.‬‬

‫‪ -3‬المؤتمرات والندوات اإلستراتيجية في مراكز البحث اإلسرائيلية‪.‬‬

‫‪ -‬ويأتي الهدف من جل هذه المؤتمرات والسياسات الصهيونية هو "وضع مخططات وسياسات إسرائيلية محكمة‬
‫لدفع العرب المقدسيين خارج أرضهم‪ ،‬وتهيئة الظروف إلسكان أو توطين عدد كبير من المستوطنين اليهود فيها‪،‬‬
‫من أجل اإلخالل في الميزان الديموغ ارفي لصالح اليهود‪ ،‬واإلطباق على مدينة في نهاية األمر"‪.‬‬

‫‪ -‬بعد أن أعلنت السلطات اإلسرائيلية ضم القدس الشرقية في ‪7623/1/33‬م‪ ،‬سعت لالستيالء على مساحات‬
‫شاسعة من أراضي الضفة وضمها إلى القدس‪ ،‬كما استهدفت السلطات اإلسرائيلية من اجراءاتها هذه ضم أكبر‬
‫عدد ممكن من أراضي القرى‪ ،‬بحيث تشكل مساحتها في نهاية المطاف أكثر من ربع مساحة الضفة الغربية‪.‬‬
‫‪ -‬سعت الحكومات اإلسرائيلية المتعاقبة منذ اتفاقات أوسلو عام ‪ ،7663‬إلى تهويد الجزء الشرقي من مدينة‬
‫القدس‪ ،‬وجذب مزيد من اليهود إلى الجزء الشرقي منها‪ ،‬ويتركز المستوطنون اليهود في ‪ 86‬مستوطنة تلف‬
‫المدينة المقدسة بعدد من األطواق اإلستيطانية‪ ،‬باإلضافة إلى األحياء اليهودية التي أقيمت داخلها‪.‬‬

‫‪ -‬سعى أصحاب القرار في الكيان الصهيوني إلى خلق هيمنة ديموغرافية يهودية مطلقة في القدس‪ ،‬وأوضح‬
‫رئيس الوزراء األسبق "أريئيل شارون" في أكثر من مناسبة بأنه "يجب أن يكون في القدس‪ ،‬العاصمة األبدية‬
‫إلسرائيل‪ ،‬وضمن أغلبية يهودية"‪.‬‬

‫* قاعدة عامة‪ :‬هناك عالقة واضحة بين حجم أو عدد السكان اليهود في القدس‪ ،‬وبين اإلدعاء بأنها عاصمة‬
‫الكيان الصهيون؛ فهبوط نسبتهم إلى حد معين يجعل من الصعب اإلدعاء بأنها عاصمة الدولة‪.‬‬

‫انتهاكات حقوق الفلسطينيين في القدس‬ ‫‪‬‬

‫خاصا‪ ،‬وهو ما ضمن لهم‬


‫ً‬ ‫وضعا‬
‫ً‬ ‫منح اإلحتالل فلسطينيي القدس الذين لم يحصلوا على الجنسية الصهيونية‬
‫مكانة المقيمين الدائمين حاملي الهوية‪ ،‬وكما منحهم بعض الحقوق المدنية‪ ،‬وذلك لعكس صورة مختلفة عن‬
‫االحتالل أمام اإلعالم العالمي والمشهد الدولي‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪ -7‬حق الترشيح والتصويت للبلدية‪.‬‬

‫‪ -8‬حقوق اجتماعية كمخصصات التأمين الوطني والتأمين الصحي‪.‬‬

‫‪ -3‬حق العمل في المؤسسات الصهيونية‪.‬‬

‫‪ -4‬حق التنقل في فلسطين المحتلة‪.‬‬

‫كما اتبعت سلطات االحتالل اإلسرائيلي سياسة محددة تتضمن أساليب عديدة لضمان الهدوء في المدينة‪ ،‬وتبرز‬
‫هذه السياسة في‪:‬‬

‫‪ -1‬الحقوق الدينية‪ :‬سمحت السلطات الصهيونية للطوائف غير اليهودية بإدارة شؤون األماكن المقدسة التابعة‬
‫حصر إلسرائيل‪.‬‬
‫ًا‬ ‫لها‪ ،‬دون التنازل عن السيادة الرسمية عليها‪ ،‬أعمال السيادة تبقى‬

‫‪ -2‬الجانب اإلقتصادي‪ :‬لم تطبق القوانين الصهيونية الخاصة بالنشاط االقتصادي وذلك حتى ال تتحمل سلطات‬
‫مجاال للعمل في عدد من‬
‫ً‬ ‫االحتالل مسؤولية المتعطلين عن العمل أو تسهم في رفع نسب الفقر‪ ،‬لذلك تركت‬
‫المجاالت‪ :‬كالسماح ألصحاب المصالح الصناعية والمشروعات الفردية باالستمرار بالعمل حسب الترخيص‬
‫األردني‪ ،‬والتنازل عن تطبيق المواصفات والمعايير الصهيونية‪ ،‬والسماح باستخدام العملة األردنية في السوق‪.‬‬

‫سوءا؛ حيث إن نوع األعمال المتروكة دون تدخل أو يسمح‬


‫‪ -‬بشكل عام يزداد الوضع االقتصادي للمقدسيين ً‬
‫نسبيا‪ ،‬ومعظم األعمال منخفضة‬
‫ً‬ ‫العمل بها تندرج ضمن الوظائف الدنيا وعليه فإن مستوى الدخل منخفض‬
‫األجر‪ ،‬وهذا الوضع يقابله ارتفاع ملحوظ في نسبة الفقر واالكتظاظ السكاني‪ ،‬وكذا الحال بالنسبة للبطالة؛ حيث‬
‫أن هناك نسبة عالية من السكان القادرين على العمل يعانون إما من عدم توافر العمل أو توافره بصعوبة‪ ،‬أو‬
‫العمل بغير المجال المناسب‪ ،‬ويمكن اإلستنتاج أن معظم العاملين في القدس من العرب يعملون بصفة عمال‬
‫غير مهنيين‪.‬‬

‫‪ -‬كما أن الض ارئب المرهقة وتفوق قدرة المقدسيين التي تفرضها بلدية اإلحتالل في القدس غير قانونية حسب‬
‫القانون الدولي الذي ال يجيز فرض الضرائب على المناطق التي يجري احتاللها‪ ،‬ولكن العتبارات أيديولوجية‬
‫صهيونية؛ فإن عملية "ضم القدس" المخالفة للقانون الدولي‪ ،‬أعطت لبلدية القدس وحكومة اإلحتالل الحق في‬
‫وضوحا ضريبة‬
‫ً‬ ‫محتال بالقدس‪ ،‬ومن أكثر صور الضرائب‬
‫ً‬ ‫جسما‬
‫ً‬ ‫فرض الضرائب الجديدة‪ ،‬كونها ال تعد نفسها‬
‫"األرنونا" أو المسقفات‪ ،‬والفلسطينيون يدفعون ما يعادل ‪ %86‬منها في القدس‪ ،‬وفي المقابل ال يتلقون سوى ‪%5‬‬
‫من الخدمات‪.‬‬

‫وتلزم إسرائيل المقدسيين بدفع الضرائب الباهظة‪ ،‬التي ال تتناسب مع مستوى الخدمات التي يتلقونها‪ ،‬وفي المقابل‬
‫تقوم بتطوير األحياء والمناطق اإلسرائيلية على حساب المناطق العربية في المدينة‪.‬‬

‫‪ -‬وبشكل عام تعمل سلطات االحتالل على "أسرلة" من تبقى في المدينة من الفلسطينيين؛ حيث تسعى إلى ربط‬
‫ا لقطاعات الصحية والتعليمية والتجارية والصناعية والخدماتية بالكيان الصهيوني‪ ،‬وتحويل مخطط ضم المدينة‪:‬‬
‫أيضا على رفع مستوى استيعاب المدارس الحكومية اإلسرائيلية‬
‫من "ضم األرض إلى ضم السكان"‪ ،‬وتعمل ً‬
‫لتقضي على المدارس العربية (حكومية وخاصة)؛ حيث يدرس اآلن ‪ 81‬ألف طالب عربي في المدارس اليهودية‬
‫ألفا في المدارس العربية الخاصة والحكومية‪.‬‬
‫في القدس‪ ،‬بينما يدرس ‪ً 72‬‬

‫أيضا تقوم سلطات االحتالل بمحاصرة مشروع الصحة الفلسطيني في القدس بتقديم خدمات صحية في أحياء‬
‫‪-‬و ً‬
‫القدس الشرقية‪.‬‬

‫االضطهاد التعليمي‪ :‬تحاول حكومة "بنيامين نتنياهو" الحالية تهويد معالم القدس ورموزها وذلك بشكل‬ ‫‪‬‬
‫متسارع ؛ فبعد اشتراطها القبول بيهودية الدولة من قبل السلطة الفلسطينية بغية اإلنطالق في عملية‬
‫التفاوض من جديد‪ ،‬تسعى الحكومة اإلسرائيلية لفرض وقائع استيطانية وتهويدية في المدينة تطال‬
‫البشر والحجر‪ ،‬أما فيما يتعلق بقطاع التعليم فهو ذ ار قوة استندت عليه إسرائيل لتهجير المزيد من‬
‫المقدسيين بحثًا عن مدارس ألبنائهم‪ ،‬أو فرصة لغسل أدمغة الطلبة المقدسيين ممن يرتدون المدارس‬
‫العبرية‪.‬‬

‫‪ -‬برزت حقائق للسيطرة على قطاع التعليم العربي في المدينة‪ ،‬حيث‪:‬‬

‫‪ -7‬فرضت المناهج التعليمية على المدارس اإلبتدائية العربية منذ عام ‪7662.‬‬

‫‪ -8‬استبدال كلمة فلسطين بكلمة اسرائيل‪ ،‬والقدس بكلمة أورشليم‪.‬‬

‫‪ -3‬تقوم و ازرة المعارف اإلسرائيلية بتزوير التاريخ والجغرافيا من خالل وضع مناهج تعليمية للطالب العرب في‬
‫القدس (غسيل أدمغة وتطبيع والقبول بها)‪ ،‬والتأكيد على أن اإلسالم هو "مجرد تربية روحية وتاريخ اإلسالم هو‬
‫وتشويهيا للدين‪.‬‬
‫ً‬ ‫ييفا لحقائق التاريخ‬
‫تاريخ فتن وكوارث"‪ ،‬وهذا بحد ذاته يعد تز ً‬

‫تدرس لألقلية العربية يغلب عليها طابع التزوير للحقائق وتتناسب مع الرؤية العبرية‪ ،‬حيث‬
‫‪ -4‬البرامج التي ّ‬
‫تفرض عليهم مفاهيم ومصطلحات تتالءم مع طرح فكرة "يهودية الدولة" وتهويد المئات من األسماء العربية‬
‫المتداولة في المدينة‪ ،‬مما يجعل القبول بإسرائيل أمر واقع‪.‬‬

‫‪ -5‬التضييق على الطلبة العرب في مدينة القدس؛ إلجبارهم على تركها لإلستئثار بخيارات التعليم‪ ،‬وهو ما‬
‫تبعا للقوانين اإلسرائيلية الجائرة‪.‬‬
‫يعرضهم للترانسفير (الهجرة القسرية بقصد التعليم) من المدينة ً‬

‫‪ -‬شواهد على معاناة الطلبة المقدسيين بسبب السياسات اإلسرائيلية المبرمجة ضد قطاع التعليم‪:‬‬

‫أ‪ -‬االكتظاظ الشديد في الصفوف المدرسية‪.‬‬

‫ب ‪ -‬النقص الحاد والكبير في المختبرات في المدارس العربية‪.‬‬

‫ج ‪ -‬النقص الواضح للمعلمين والخدمات‪.‬‬

‫د‪ -‬منع تطوير وتحديث وبناء غرف إضافية‪ ،‬أو مدارس للطلبة العرب‪ ،‬وهو ما يحول دون استيعاب الطلبة‬
‫الجدد بسبب النمو الطبيعي للسكان‪.‬‬

‫هـ‪ -‬المدارس غير مؤهلة للتدريس الجيد‪.‬‬

‫و‪ -‬صدور قرار منع التعليم المجاني للطلبة العرب وذلك من خالل و ازرة المعارف اإلسرائيلية وبلدية القدس‪.‬‬
‫وتبعا للسياسات اإلسرائيلية المطبقة بحق قطاع التعليم‪ :‬من فرض للمناهج اإلسرائيلية ومنع للتعليم‬
‫‪ -‬بشكل عام ً‬
‫المجاني؛ فإن حالة تسرب كبيرة حصلت بين الطلبة العرب وهو ما دفع بأسر وطالب فلسطينيين من القدس‬
‫للهجرة إلى مدن وقرى الضفة الغربية للبحث عن فرص تعليم مجانية‪ ،‬وهو ما يؤدي في نهاية األمر إلى منعهم‬
‫من العودة إلى مناطق سكناهم بحجة قوانين إسرائيلية جائرة‪ ،‬أقلها حجة اإلقامة خارج القدس‪ ،‬ومن ثم اإلنقضاض‬
‫ملكا لما يسمى "هيئة أرض وأمالك إسرائيل"‪.‬‬
‫على عقاراتهم ومنازلهم‪ ،‬لتصبح بعد ذلك ً‬

‫وهذا يوضح حقيقة توجه إسرائيل لتجهيل العرب المقدسيين بعد التضييق عليهم في مجال التحصيل العلمي‬
‫كهدف أول؛ ومن ثم دفعهم إلى الهجرة القسرية غير المباشرة خارج القدس لإلخالل في الميزان الديموغرافي‬
‫لصالح تهويدها‪ ،‬أي أن الممارسات العمدية الواقعة على التعليم تندرج ضمن خطة التهويد ومتممة لها‪.‬‬

‫الصراع الديموغرافي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫بما يضمن تفوق الكم اليهودي على العربي وخطوط عمل إسرائيل هدفت إلى‪:‬‬

‫ومكانيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫افيا‬
‫‪ -7‬خلق تواصل واضح للسكان اليهود بحيث جعلهم أكثر تقارًبا جغر ً‬

‫‪ -8‬تقليص التقارب واالحتكاك مع العرب‪.‬‬

‫‪ -3‬الحفاظ على تعزيز مكانة القدس الخاصة كعاصمة إلسرائيل‪ ،‬وكمدينة عالمية‪.‬‬

‫‪ -4‬ربط المستعمرات خارج حدود البلدية مع داخلها بواسطة ممرات‪.‬‬

‫سنويا‪ ،‬وهو ما يعني أن مئات اآلالف‬


‫ً‬ ‫‪ -5‬تحقيق األغلبية اليهودية‪ ،‬من خالل جلب مائة ألف يهودي علماني‬
‫من المستوطنين سيجري استيعابهم في القدس‪.‬‬

‫وكانت اللجنة الو ازرية الصهيونية لشؤون القدس قد اتخذت قرارها عام ‪ 7613‬بالحد من النمو السكاني العربي‬
‫داخل حدود بلدية القدس‪ ،‬وجعل نسبتهم ‪ %88‬من المجموع العام‪ ،‬وهذا هو الحد األقصى المسموح به‪.‬‬

‫‪ -‬وبات من الواضح أن مخططات الهدم والتهجير اإلسرائيلية في القدس ومحيطها تتم بخطواط متسارعة‪ ،‬من‬
‫أ جل تحويلها إلى مدينة يهودية خالصة في سياق المشاريع اإلسرائيلية؛ إلحداث اإلنقالب الديموغرافي لصالح‬
‫تماما من العرب‪ ،‬وبناء ما‬
‫أغلبية يهودية على حساب الوجود العربي اإلسالمي‪ ،‬بل إفراغ القدس الشرقية المحتلة ً‬
‫تسميه مصادر االحتالل بـ"الجدار الديموغرافي اليهودي"‪.‬‬
‫اجراءات إسرائيل لتحقيق التفوق الديموغرافي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -7‬سحب الهويات وذلك لعدد كبير من السكان بذريعة إقامتهم خارج حدود القدس‪.‬‬

‫بشكل عام تنظر سلطات االحتالل إلى المواطنين الفلسطينيين في القدس على أنهم مواطنين أردنيين يعيشون في‬
‫"دولة إسرائيل"‪ ،‬طبًقا للقوانين التي فرضتها على المدينة؛ حيث أعلنت في األيام األولى لالحتالل سنة ‪7661‬‬
‫فرض حالة منع التجول‪ ،‬وأجرت إحصاء للفلسطينيين بتاريخ ‪ ،7661/6/86‬واعتبرت أن جداول هذا اإلحصاء‬
‫هي الحكم األساس إلعطاء بطاقة اإلقامة للفلسطينيين في القدس‪ ،‬ومن كان منهم خارج فلسطين أو خارج المدينة‬
‫ال يحق له العودة إليها‪ ،‬وال يعتبر من المقدسيين وعليه تصادر أمالكه وعقارته وصفة المواطنة منه‪.‬‬

‫كما طبقت على الفلسطينيين قانون اإلقامة لسنة ‪ ،7658‬الذي يقضي بشروط وتعليمات خاصة متعلقة‬
‫باإلقامة لكل من يدخل الكيان الصهيوني‪ ،‬وبموجب هذا األمر فإن كل من يغير مكان إقامته يفقد حق العودة إلى‬
‫وبناء على ذلك يتم سحب‬
‫ً‬ ‫القدس‪ ،‬وتغيير مكان اإلقامة ليس إلى خارج فلسطين فقط‪ ،‬بل إلى خارج حدود البلدية‪،‬‬
‫حق اإلقامة وإخراجه خارج البالد‪ ،‬كل ذلك من أجل إعادة التوازن الديموغرافي لصالح الصهاينة‪ ،‬وجعل السكان‬
‫العرب أقلية في المدينة‪.‬‬

‫‪ -8‬زيادة عدد اليهود في البلدة القديمة‪.‬‬

‫من حيث جلب اليهود المهجرين من أوروبا إلى القدس ودفعهم باتجاه التمركز في التجمع اليهودي اإلستيطاني‬
‫الذي أقيم في الحي اإلسالمي‪ ،‬وعلى أنقاض حارتي المغاربة والشرف العربيتين‪.‬‬

‫السياسة التهويدية تجاه القدس‬

‫هدم البيوت ومصادرة األراضي‪ :‬قامت سلطات االحتالل بمصادرة البيوت الفلسطينية منذ اللحظة األولى‬
‫الستكمالها‪ ،‬أي بعد احتالل القدس عام ‪ ،7661‬وذلك وفق نمطين‪:‬‬

‫‪ -7‬النمط األول ‪ :‬االستيالء على الملكيات التابعة لفلسطينيين تركوا المدينة عقب الحرب عن طريق تشريع‬
‫القوانين اإلدارية الخاصة بممتلكات الالجئين‪ ,‬وسن القوانين التي تصادر الملكية تحت حماية القانون‪.‬‬

‫‪ -8‬النمط الثاني‪ :‬نزع الملكية من الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون في بيوتهم عن طريق التشريعات اإلسرائيلية‬
‫التي مكنت االحتالل من مصادرة األمالك للصالح العام‪.‬‬
‫‪ -‬لجأت سلطات االحتالل إلى مصادرة األراضي بموجب قانون أمالك الغائبين لسنة ‪ ,7653‬واستخدمته بصورة‬
‫حثيثة لتهويد المدينة؛ حيث ينص على أن كل شخص كان خارج دولة الكيان الصهيوني أو خارج المناطق التي‬
‫خضعت للسيادة اإلسرائيلية بفعل حرب النكسة‪ ،‬وأثناء عملية اإلحصاء التي أجرتها عام ‪ ,7661‬تنقل أمالكه إلى‬
‫القيم وتدرج على أمالك الغائبين أي تخضع للتصرف الصهيوني‪.‬‬

‫‪ -‬بعد الحرب ضاعفت إسرائيل مساحة (حارة اليهود) إلى أربعة أضعاف عبر مصادرة ‪ 86‬دونماً من األراضي‬
‫قربها‪ ,‬ومصادرة ما يزيد عن ‪ 133‬منزل‪.‬‬

‫‪ -‬استخدمت سلطات االحتالل قوانين (المصادرة للمصلحة العامة) إلقامة المستوطنات عليها‪ ,‬وكان قانون‬
‫المصادرة للمصلحة العامة‪ ,‬من أهم القوانين التي استخدمها االحتالل في االستيالء على األراضي التي عدت‬
‫المجال الحيوي للتطور العمراني‪.‬‬

‫‪ -‬استخدمت سياسة عنصرية في توزيع واستخدام األراضي؛ بهدف منع الفلسطينيين من البناء في القدس‬
‫الشرقية‪ ،‬ويبين توزيع استخدام األراضي أن ‪ %26‬منها‪ :‬إما مصادرة وإما أراضي خضراء ممنوع البناء عنها‪،‬‬
‫وما يسمح لالستخدام والبناء فقط ‪ %74‬من الحصة المخصصة للمقدسيين‪.‬‬

‫وقد استخدمت سلطات االحتالل قوانين التنظيم والبناء من أجل الحد من النمو العمراني‪ ,‬والسيطرة على النمو‬
‫السكاني عن طريق التنظيم والتخطيط؛ فبدأت منذ األيام األولى لالحتالل بإغالق مناطق حول البلدة القديمة‬
‫ومنع البناء عليها‪ ،‬واتبعت إسرائيل منذ احتاللها للقسم الشرقي من المدينة سياسة هدم منازل سكانها العرب‪,‬‬
‫كوسيلة إلجبارهم على الرحيل‪.‬‬

‫وضع اإلحتالل العراقيل الكبيرة أمام رخص البناء والتكاليف الباهظة التي تصل ‪ 33‬ألف دوالر للرخصة الواحدة‪,‬‬
‫باإلضافة إلى فترة إصدارها‪ ,‬وهو ما دفع بالسكان للبناء بدون ترخيص‪ ,‬أو الهجرة باتجاه المناطق المحاذية لبلدية‬
‫القدس؛ حيث أسعار األراضي منخفضة والحصول على رخصة أسهل وأقل تكلفة مما هو موجود داخل حدود‬
‫البلدية‪.‬‬

‫أمر في غاية الصعوبة؛ إذ‬


‫‪ -‬جعلت كل اإلجراءات والقوانين اإلسرائيلية الحصول على رخصة البناء في القدس ًا‬
‫تمر بسلسلة من اإلجراءات الطويلة‪ :‬بدءاً من فتح ملف‪ ,‬وانتهاء إلى مصادقة اللجنة اللوائية؛ حيث يحتاج‬
‫الحصول على رخصة بناء ما يقرب من ‪ 6‬سنوات‪ ,‬وتكاليفه تصل إلى ‪ 33‬ألف دوالر‪ ,‬وتواجه طلبات رخص‬
‫البناء بالرفض في الغالب‪ ,‬وهو ما دفع الفلسطينيين للقيام بالبناء بدون ترخيص‪ ,‬لذلك تهدد منازلهم بالهدم‪ ,‬أو‬
‫تقديمهم لمحاكمات تكون الغرامات فيها أكبر من تكاليف البناء‪.‬‬

‫‪ -‬لم يقتصر األمر على هدم البيوت‪ ,‬بل تعداه إلى هدم بعض المباني والمدارس واألماكن األثرية والدينية‬
‫اإلسالمية‪ ,‬ومنها‪ ,‬هدم مدرسة األفضلية‪ ,‬وجامع المغاربة‪ ,‬وجامع األفضل‪.‬‬
‫إجراءات تهويد القدس‪:‬‬

‫قامت سلطات االحتالل بالكثير من اإلجراءات التهويدية لمدينة القدس اتخذت أشكاالً متعددة‪:‬‬

‫‪ -1‬تهويد المرافق والخدمات العامة‪ :‬قامت إسرائيل فور احتاللها للقدس الشرقية بإلغاء اإلدارة العربية فيها‪،‬‬
‫وجعلها تخضع للسيادة والسيطرة اإلسرائيلية‪.‬‬

‫‪ -2‬القضاء على النشاط االقتصادي العربي‪ :‬عبر إضعاف الحركة االقتصادية العربية في المدينة‪ ,‬من خالل‬
‫منع إقامة المشاريع الصناعية العربية الجديدة‪ ,‬أو فرض الضرائب ومنها‪ ,‬ضريبة (األرنونا) العقارية المرتفعة‪.‬‬

‫واستكماالً ألهدافها المبيتة‪ ,‬أغلقت البنوك العربية في المدينة‪ ,‬وافتتحت بدالً منها فروعاً للبنوك اإلسرائيلية‪ ,‬وفي‬
‫الوقت الذي حدت فيه من إدخال السلع الصناعية من المدن والقرى المجاورة إلى أسواق القدس‪ ,‬قامت بإغراق‬
‫أسواقها بالسلع والبضائع اإلسرائيلية‪ ،‬وذلك لمحاربة نمو اقتصاد مقدسي قوي وإخضاع المقدسيين لشروط‬
‫إسرائيل‪.‬‬

‫‪ -3‬إغالق دائرة الشؤون االجتماعية‪ :‬أخضعت جميع الجمعيات الخيرية وجميع المعاهد العلمية والطبية‬
‫والخيرية للقوانين اإلسرائيلية وإلشرافها المباشر‪.‬‬

‫‪ -4‬تهويد معالم القدس الجغرافية‪ :‬عمدت سلطات االحتالل إلى تغير أسماء الشوارع والمواقع والمناطق في‬
‫المدينة‪ ,‬كوسيلة لتغيير طابعها العربي اإلسالمي وإضافة الطابع العبري عليها؛ فألغت األسماء العربية‪ ,‬وأطلقت‬
‫اعتداء بالغين‬
‫عليها األسماء العبرية‪ ،‬وإزالتها تعتبر إزالة للدالئل وللتاريخ العربي واإلسالمي‪ ,‬كما تعد جريمة و ً‬
‫على الحضارة وتاريخ القدس‪ ،‬وهو بمثابة فرض األمر الواقع والقول أن المدينة يهودية‪.‬‬

‫‪ -5‬تهويد القضاء النظامي والشرعي اإلسالمي‪ :‬قامت سلطات االحتالل فور احتاللها للقسم الشرقي من القدس‬
‫بسلسة من اإلجراءات التعسفية للتخلص من القضاء النظامي والشرعي اإلسالمي‪ ,‬وإجبار السكان على التعامل‬
‫مع القضاء اإلسرائيلي‪.‬‬

‫‪ /6‬اإلغالق والعزل‪ :‬عمدت سلطات االحتالل إلى عزل القسم الشرقي من القدس عن الضفة الغربية‪ ،‬وقامت بما‬
‫يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬منعت الفلسطينيين من زيارتها إال بموجب تصاريح‪.‬‬

‫ب‪ -‬أقامت الحواجز والقواطع األمنية لمراقبة الداخلين إليها وضمان أم المنطقة والسيطرة عليها‪.‬‬
‫ج‪ -‬عملت منذ بداية عام ‪ 8338‬على تنفيذ مخطط لبناء سور حول المدينة المقدسة‪ ,‬أطلقت عليه‪( :‬خطة الدفاع‬
‫عن القدس) ويعرف اليوم بالجدار العازل أو جدار الفصل العنصري‪ ،‬عن طريق إقامة سور حولها بطول يصل‬
‫إلى ‪54‬كم‪ ،‬وهذه يشكل حصن أمني للقدس الغربية واليهود والمستوطنات‪.‬‬

‫د‪ -‬حفر خنادق على جميع المنافذ المؤدية إلى المدينة‪ ,‬في مناطق العيزرية والطور وغيرهما‪.‬‬

‫ه ـ‪ -‬وضع أربع سرايا من حرس الحدود لحماية خطوط التماس تضم ‪ 633‬شرطي‪ ,‬وسرايا أخرى على االحتياط‪.‬‬

‫و‪ -‬إغالق المؤسسات الفلسطينية في القدس‪.‬‬

‫ز‪ -‬تشجيع االستيطان في المناطق المجاورة للقدس‪ ,‬التي يخشى انتشار نفوذ الفلسطينيين فيها‪ ,‬أو أن تصبح‬
‫مراكز لهم‪.‬‬

‫ح‪ -‬توسيع الحدود البلدية للقدس؛ لضم عدد من األحياء االستيطانية‪ ,‬منها‪( :‬هداسا‪ ,‬وموتسا‪ ,‬ومفسيرت‬
‫صهيون)‪.‬‬

‫ط‪ -‬شق الطرق االستيطانية؛ لتصل بين المستوطنات اليهودية وتسهل خطوط النقل والتواصل‪.‬‬

‫ي‪ -‬االستيالء على البيوت العربية في القدس الشرقية‪ ,‬وطرد سكانها منها‪.‬‬

‫ك‪ -‬االستيالء على مساحات واسعة من األراضي العائدة للسكان العرب‪.‬‬

‫اإلجراءات القانونية لتهويد القدس‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫سنت سلطات االحتالل مجموعة من القوانين الهادفة إلى تفريغ القدس من محتواها العربي الفلسطيني‪ ,‬والمؤثرة‬
‫في الواقع االجتماعي والحياتي للسكان المقدسيين‪ ,‬من أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬قانون ضم القدس‪ :‬منح حكومة إسرائيل تخويالً كامالً بضم القدس إليها‪ ,‬وحرصت إسرائيل خالل عملية‬
‫الضم أن يشمل أكبر مساحة من األرض‪ ,‬وأقل عدد من السكان‪.‬‬

‫‪ -2‬تشريع تعديل قانون البلديات‪ :‬حيث فوض وزير الداخلية لإلعالن عن توسيع حدود بلدية معينة‪ ,‬وتعيين‬
‫أعضاء من السكان المضمومين‪ ,‬بهدف ضم مواطنين عرب من سكان القدس الشرقية إلى مجلس بلدية القدس‬
‫اإلسرائيلي‪ ,‬وأطلق عليها اسم (قانون توسيع منطقة بلدية القدس)‪.‬‬

‫‪ -3‬إقرار القانون األساسي (القدس عاصمة إسرائيل)‪:‬الصادر عام ‪ ,7623‬وأهم ما جاء فيه‪:‬‬

‫أ‪ -‬القدس الكاملة والموحدة‪ ,‬هي عاصمة إسرائيل األبدية والدائمة وغير مجزأة‪.‬‬
‫ب‪ -‬القدس هي مكان إقامة رئيس الدولة‪ ,‬الكنيست‪,‬الحكومة والمحكمة العليا‪.‬‬

‫ج‪ -‬األماكن المقدس ة مصانة من كل تدنيس‪ ,‬ومن أي شيء يمكن أن يمس بحرية وصول أبناء الديانات إلى‬
‫األماكن المقدسة لديها‪ ,‬أو بمشاعرهم تجاهها‪.‬‬

‫د‪ -‬تحرص الحكومة وتعمل جاهدة على تطوير القدس وازدهارها‪ ,‬وعلى رفاهية مواطنيها عن طريق تخصيص‬
‫موارد خاصة‪.‬‬

‫هـ‪ -‬تعطى للقدس أولويات خاصة في أعمال سلطات الدولة من أجل تطويرها‪.‬‬

‫وقد نبعت أهمية هذا القانون من حقيقة أن أي اتفاق سياسي حول القدس يلزم تعديله‪ ,‬أو استبداله بقانون على‬
‫المستوى نفسه‪ ,‬حيث شرع اليمين الصهيوني في معركة برلمانية لتحويله إلى (قانون محصن)‪ ,‬والذي يحتاج إلى‬
‫موافقة ثلثي أعضاء الكنيست لتعديل أي نص فيه‪.‬‬

‫‪ -4‬قانون التنظيمات القانونية واإلدارية‪ :‬السيطرة القانونية على منطقة القدس‪ ,‬وإلحاق الفلسطيني ونشاطاته‬
‫(االقتصادية واالجتماعية) بالقوانين اإلسرائيلية؛ ليتسنى لها السيطرة على جميع أوجه الحياة فيها بصفة قانونية‪,‬‬
‫ولتقييد الحرية السياسية لسكانها العرب؛ لدفعهم لمغادرتها‪ ,‬ونص القانون على الحصول على رخصة مزاولة عمل‬
‫إسرائيلية‪ ,‬لكل صاحب عمل أو مهنة‪ ,‬وكل شركة عربية وللمحامين واألطباء‪ ,‬ومدققي الحسابات والصيادلة‬
‫والمهندسين‪.‬‬

‫‪ -5‬قانون المحافظة على األماكن المقدسة‪ :‬ونص على البنود التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬كل من انتهك حرمة مكان مقدس أو مس به بأية طريقة يعاقب بالحبس سبع سنوات‪.‬‬

‫ب‪ -‬كل من أتى فعالً يمس بحرية وصول أبناء األديان إلى األماكن التي يقدسونها أو بمشاعرهم تجاهها‪ ,‬يعاقب‬
‫بالحبس خمس سنوات‪.‬‬

‫ورغم أن مواد هذا القانون تظهر حرصاً إسرائيليا (ظاهرياً) على حرية الشعائر الدينية‪ ,‬لكن الواقع يظهر العكس‬
‫تماما؛ ألنها تسمح لليهود فقط بحرية الوصول‪ ,‬بينما تمنع المسلمين والمسحيين‪.‬‬

‫‪ -6‬قانون أراضي الدولة المسجلة‪:‬‬

‫أ‪ -‬استولت بموجبه على جميع األراضي المسجلة باسم الحكومة األردنية كأراضي دولة‪ ,‬أو باسم خزينتها‪ ,‬وعدتها‬
‫أراضي تابعة إلسرائيل‪.‬‬

‫ب‪ -‬عدت جميع األراضي غير المسجلة المسماة أراضي (المشاع)‪ ,‬بأنها أراضي دولة‪.‬‬
‫ج‪ -‬شملت (أراضي الموات واألراضي الميري واألرض المتروكة)‪.‬‬

‫‪ -7‬قانون أمالك الغائبين‪ :‬أجرت اإلحصاء الكلي لسكان القدس العرب سنة ‪ ,7661‬وأجبرتهم خالل ثالثة‬
‫أشهر على الحصول على بطاقات هوية إسرائيلية‪ ,‬واعتبرت غير الموجودين منهم في حكم الغائبين‪ ,‬وسارعت إلى‬
‫تطبيق قانون أموال الغائبين على جميع أموالهم وأمالكهم‪.‬‬

‫وقد عرف قانون الغائب بأنه (ذلك الشخص الذي ترك منطقة الضفة الغربية قبل ‪ 1‬حزيران ‪ ,7661‬أو في ذلك‬
‫اليوم نفسه أو بعده‪ ,‬وبموجبه حولت جميع ممتلكاته إلى حارس أمالك الغائبين الذي يحق له التصرف بها بالبيع‬
‫والشراء والتأجير‪ ,‬وسيطرت إسرائيل بذلك على مساحات واسعة من األراضي في القدس‪ ,‬وحولتها إلى دائرة "إدارة‬
‫أراضي إسرائيل")‪.‬‬

‫قامت سلطات االحتالل بإصدار قانون مكمل له‪ ,‬أطلقت عليه‪ :‬قانون أمالك الغائبين (تعويضات) بهدف تصفية‬
‫أمالكهم التي سيطرت عليها بشكل قانوني وشرعي‪ ,‬واستدعت من اعتبرتهم غائبين عن المدينة‪ ,‬وأقاموا في الضفة‬
‫الغربية‪ ,‬أو في البالد العربية؛ إلعطائهم تعويضات عن أمالكهم‪ ,‬لكن أحداً من سكان القدس لم يتقدم للحصول‬
‫عليها‪.‬‬

‫‪ -8‬قانون استرجاع اليهود لعقاراتهم في البلدة القديمة‪ :‬يم ّكن اليهود من استعادة المنازل التي كانت مملوكة أو‬
‫مؤجرة لهم من العرب في القدس‪ ,‬أما العرب فال يحق لهم استرجاع أمالكهم أسوة بالمالك اليهود‪ ,‬حق العربي‬
‫ينحصر فقط في أخذ التعويضات‪.‬‬

‫‪ -9‬قانون تطبيق االتفاق بشأن قطاع غزة ومنطقة أريحا‪ :‬جاء هذا القانون ليمنع السلطة الفلسطينية من‬
‫ممارسة أي نشاط في القدس‪ ,‬باعتبارها جزءاً من إسرائيل‪ ,‬ويسمى قانون (تقييد نشاطات لسنة ‪ ,)7664‬بموجبه‬
‫ال تفتح السلطة وال تشغل أية ممثلية‪.‬‬

‫‪ -11‬قانون مراقبة المدارس‪ :‬عملت السلطات اإلسرائيلية منذ بداية احتاللها للقدس إلى جعل منهاج التعليم‬
‫اإلسرائيلي هو المتبع في القدس‪ ,‬في سعي منها إلى طمس الهوية العربية والثقافية الوطنية لسكانها‪.‬‬

‫‪ -11‬قانون االستمالك‪ :‬وتضمن إخالء المساكن العربية‪ ,‬وطرد المواطنين العرب منها‪ ,‬ثم ترميمها‪ ,‬أو إقامة‬
‫أبنية جديدة مكانها‪ ,‬وإسكان مهاجرين يهود فيها‪.‬‬

‫‪ -12‬قانون الدخول إلى إسرائيل‪ :‬بموجبه ّ‬


‫يعد ساكن مدينة القدس مواطناً دائماً‪ ,‬وال يحمل الجنسية اإلسرائيلية‬
‫إال إذا تقدم بطلب لذلك‪ ,‬ويحق له التصويت للمجلس البلدي‪ ,‬وليس للبرلمان‪ ,‬ويفقد حق اإلقامة في القدس في‬
‫إحدى حاالت ثالث‪:‬‬

‫أ‪ -‬إذا حصل على جنسية أخرى غير الجنسية اإلسرائيلية‪.‬‬


‫ب‪ -‬إذا حصل على حق اإلقامة في دولة أخرى‪.‬‬

‫ج‪ -‬إذا بقي خارج (إسرائيل) سبع سنوات متواصلة‪.‬‬

‫‪ -13‬قانون العودة‪ :‬ينص على أن لوزير الداخلية الحق في أن يسحب من المواطن المقدسي حقوق المواطنة‬
‫فيها‪ ,‬باعتبار القدس جزءا من إسرائيل‪ ,‬وتلجأ السلطات بصورة دائمة إلى تطبيقه على أهالي القدس الفلسطينيين‪،‬‬
‫بينما ال يسري هذا القانون على اليهود‪.‬‬

‫‪ -14‬قانون السلطة لتطوير القدس‪ :‬ويهدف إلى إنشاء وتشجيع المبادرات التي تسعى لتطوير القدس اقتصادياً‪,‬‬
‫والتنسيق بين الو ازرات والمؤسسات المختلفة‪ ,‬وأن تقدم النصح والمشورة في ما يتعلق بالمشاريع االقتصادية في‬
‫القدس‪.‬‬

‫أهداف السياسة اإلسرائيلية في قيام دولة إسرائيل الكبرى‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬األهداف األمنية‪:‬‬

‫أ‪ -‬توفير حزام أمني أكثر قرباً من مناطق القدس اآلهلة بالسكان ومن الساحل‪.‬‬

‫ب‪ -‬تكثيف دفاعات الطريق المؤدي الى القدس من جهة الساحل‪.‬‬

‫ج‪ -‬حماية الطريق المؤدي إلى القدس إلى جهة نهر األردن‪ ،‬فالحزام األمني األساسي على امتداد نهر األردن‬
‫يعد من وجهة نظر عسكرية إستراتيجية أفضل وأهم من كثير من مستوطنات الضفة الغربية وممر القدس‪.‬‬

‫د‪ -‬تعزيز بناء المستوطنات وحفر الخنادق‪ ،‬رغم مفاوضاتها في ذلك الوقت مع الطرف الفلسطيني مع بدء‬
‫العملية السلمية بعد توقيع اتفاقية (أسلو وغزة‪ -‬أريحا) في ‪.7663/3/73‬‬

‫أمنيا عبر المراقبة اإللكترونية‪.‬‬


‫ه ـ‪ -‬االنتهاء من بناء الجدار العازل وتحصينه وتعزيزه ً‬

‫‪ -2‬األهداف الديموغرافية‪ :‬اعتمد قادة إسرائيل سنة ‪7661‬م مبدأين أساسيين في سياستهم التهويدية للقدس‬
‫الشرقية‪:‬‬

‫أ‪ -‬زيادة عدد السكان اليهود‪.‬‬

‫ب‪ -‬عرقلة نمو السكان العرب وإجبارهم على بناء منازلهم في أماكن اخرى (كلما زاد عدد اليهود زاد التفوق‬
‫الديموغرافي)‪.‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 7661‬تم رسم الحدود الجديدة لبلدية القدس وفقا لمبدأين‪:‬‬

‫أ‪ -‬ضم الجزء األكبر من األراضي الفلسطينية وتخصيصها لبناء المستوطنات‪.‬‬

‫ب‪ -‬إقصاء التجمعات الفلسطينية الكبرى عن نطاق البلدية تقليصاً لعدد الفلسطينيين‪.‬‬

‫‪ -3‬األهداف األقتصادية و السياسية‪( :‬إحقاق وطن قومي لليهود وحل المشكلة اليهودية)‬

‫عَّد تحويل القدس الكبرى من مدينة إلى منطقة فصل بين المناطق الشمالية والجنوبية من الضفة الغربية‪ ،‬وساعد‬
‫في تفكيك التواصل الجغرافي‪ ،‬وتحكم في حركة الفلسطينين؛ بحيث جعل الدولة المرتقبة غير قابلة للحياة‬
‫وسيادتها مصطنعة ومخلخلة‪ ،‬وجاء اإلعداد إلقامة "القدس الكبرى" بكثافة سكانية إسرائيلية لشل الحياة الفلسطينية‬
‫اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا؛ ألن ‪ %43‬من االقتصاد الفلسطيني يدور حول المدينة من خالل السياحة والحياة‬
‫التجارية والصناعة‪.‬‬

‫سعيا لتحقيق هدفين‪:‬‬


‫‪ -‬احتالل المدينة وسياسات التغيير الصهيونية لم تتوقف ً‬

‫‪ -7‬تغيير طابع المدينة ليصبح أقرب إلى الفكر الصهيوني بكل وجوهه الفكرية والعمرانية والثقافية والتاريخية وما‬
‫يتعلق بها من أساطير‪ ،‬وفي هذا اإلطار يدخل السعي الصهيوني المحموم بهدف‪:‬‬

‫أ‪ -‬بناء الهيكل المزعوم على ارض الحرم القدسي في المقام األول‪.‬‬

‫ب‪ -‬إحاطة المدينة بمدن استيطانية هائلة‪.‬‬

‫‪ -8‬مسح الطابع اإلسالمي والعربي للمدينة الذي شكل قبل عام ‪7642‬م الصورة الشاملة للمدينة وإحالل الصورة‬
‫الصهيونية المستندة الى األساطير اليهودية مكانها‪.‬‬

‫كما أن انتزاع المدينة المقدسة من الحيز الفلسطيني يقضي نهائيا على قابلية الدولة الفلسطينية للحياة إضافة الى‬
‫خطر أن يعترف العالم بالقدس عاصمة موحدة وأبدية إلسرائيل وما يعنيه من اعتراف دول العالم بسياسة األمر‬
‫الواقع‪.‬‬

‫‪ -4‬األهداف الدينية‪:‬‬

‫أ‪ -‬طمس معالم الحضارة العربية االسالمية في القدس من خالل هدم المسجد األقصى وقبة الصخرة وغيرهما من‬
‫رموزالحضارة وتقاسمها مع العرب والمسلمين‪.‬‬
‫ب‪ -‬إقامة الهيكل المزعوم مكان األقصى ليكون محل جذب لليهود من شتى أنحاء العالم‪.‬‬

‫قاعدة عامة‪ :‬ان تحقيق األهداف اإلسرائيلية يؤدي بالنتيجة إلى قيام دولة إسرائيل الكبرى‪.‬‬

‫الموقف العربي واإلسالمي من تهويد القدس‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عَّدت قضية القدس خطيرة وحاسمة ألنها مست عقيدة كل مسلم في العالم وحضارته وتراثه كونها قبلة المسلمين‬
‫األولى وجزء من عقيدة المسلم‪ ،‬وبنا ًء على ذلك فقد تمثل الموقف العربي اإلسالمي الشعبي على األقل بـ‪:‬‬

‫‪ -7‬رفض أي تنازل عن القدس او أي جزء منها‪.‬‬

‫‪ -8‬رفض السيادة الصهيونية الفلسطينية المشتركة عليها إذ ال بد أن تكون السيادة عليها للمسلمين‪.‬‬

‫‪ -3‬اعتبار التسوية الحالية التي تسعى أمريكا ودولة الكيان الصهيوني الى فرضها على الشعب الفلسطيني تعمل‬
‫على تصفية القضية الفلسطينية لصالح وجود الكيان الصهيوني وأمنه واستق ارره‪.‬‬

‫‪ -4‬أكد الموقف العربي واإلسالمي على انه ليس من حق الفلسطينين أن يقرروا مصير القدس إال باتجاه واحد‬
‫وهو تحريرها بال قيد أو شرط أو اعتراف بأي حق أو سيادة للدولة العبرية على أي جزء منها‪.‬‬

‫‪ -5‬التركيز على وحدة وكلية القضية الفلسطينية‪ ،‬فال يمكن فصل قضية القدس عن القضايا األخرى العالقة‬
‫كحق عودة الالجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأرضهم وتفكيك المستوطنات ألنها نجمت عن االحتالل العسكري‬
‫وعن سياسة القمع والظلم التي تعرض لها الفلسطينيون منذ عقود‪.‬‬

‫‪ -6‬دعم مادي عاجل ومستمر ليكون الحد االدنى الضروري لهم في معركتهم المقدسة في المقاومة والدفاع عن‬
‫المدينة وإال فقد يضعفون مع الزمن‪ ،‬وإن حدث سيعزز إحساسهم بأن عمقهم العربي اإلسالمي يقف الى جانبهم‬
‫ومن ثم يصبح لمقاومتهم وجه آخر أكثر قوة وصالبة‪.‬‬

‫إن العاطفة الطبيعية الصحية تجاه القدس تحتاج إلى فعل يعادلها ويساويها في القوة والشدة والنظر لها‬
‫كقضية كلية‪:‬‬

‫أ‪ -‬النظر إليها في حدها األدنى قضية إنسانية؛ حيث يطرد سكانها األصليون منها بكل قبح وظلم‪.‬‬

‫ب‪ -‬مكانتها المقدسة التي تصل حد الدخول في العقيدة اإلسالمية ذاتها‪.‬‬

‫‪ -1‬مواجهة تهويد القدس‪ ،‬أمام هذه السياسة الصهيونية التهويدية الواضحة والصريحة فإنه البد من‪:‬‬

‫أ‪ -‬وضع إستراتيجية عربية خاصة بالقدس للعمل على عدم إتمام عملية التهويد الجارية‪.‬‬
‫ب‪ -‬منع االستيطان في المدينة وحولها‪.‬‬

‫ج‪ -‬محاولة الحفاظ على وضع المدينة على ما هي عليه‪.‬‬

‫د‪ -‬االستمرار في الدفاع عن الحق العربي االسالمي‪.‬‬

‫هـ‪ -‬مساعدة الفلسطينيين في القدس على مواصلة المواجهة‪.‬‬

‫ق اررات الشرعية الدولية "األمم المتحدة"‪:‬‬


‫تخص الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي صادرة عن هيئة األمم المتحدة‬
‫ّ‬ ‫نحو (‪ )1000‬قرار أممي وتوصية دولية‬
‫نظر لمسؤوليتها الدولية واعتبارها هي من أوجدت الكيان المحتل بفعل قرار التقسيم‬
‫ومؤسساتها التابعة لها‪ ،‬وذلك ًا‬
‫(‪ )181‬بفرض دولة يهودية كأمر واقع في فلسطين‪ ،‬وما لحق بهذا اإلجراء من أحداث ومجريات غيرت خارطة‬
‫افيا‪.‬‬
‫سياسيا وجغر ً‬
‫ً‬ ‫فلسطين‬
‫وعلى الرغم من ذلك ال بد من اإلقرار باألمر الواقع أن كل من مجلس األمن والجمعية العامة وما‬
‫مصدر للشرعية الدولية يحتج به لتحريك األطراف الدولية باتجاه البحث عن حل للصراع‬
‫ًا‬ ‫صدر عنهما يعتبران‬
‫وتسويته بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني‪ ،‬وهذا يعني أن الق اررات األممية أساس للشرعية والمطالب‬
‫الفلسطينية وخاصة بإقرارها حق تقرير المصير لهم واعتبارهم شعبا خاضعا لالحتالل‪ ،‬وأساسا للجامعة العربية‬
‫والمجلس الوطني الفلسطيني في مطالباتهم وبياناتهم‪.‬‬

‫‪ ‬ق اررات الجمعية العامة‪:‬‬


‫‪ .1‬قرار التقسيم (‪ :)181‬مع التسليم بما جاء في هذا القرار من تقسيم فلسطين إلى دولتين‪ :‬يهودية وعربية‬
‫وتدويل القدس‪ ،‬والمطالب الحقوقية الفلسطينية والدولية تنطلق منه بحل الدولتين‪ ،‬لكن ما يهم هنا ارتباط هذا‬
‫القرار باالعتراف األممي يإسرائيل وذلك في القرار (‪ )273‬في عام ‪1949‬م‪.‬‬
‫وقد ربط هذا االعتراف الدولي باسرائيل بما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التزام اسرائيل وقبولها بكافة ما يترتب عليها من التزامات ومسؤوليات تجاه الشعب الفلسطيني‪.‬‬
‫ب‪ -‬تطبيق ما جاء في قرار التقسيم من حيث قيام دولة فلسطينية‬
‫ج‪ -‬وكذلك العمل على تمرير قرار (‪ )194‬الضامن لحق العودة وكافة حقوق الالجئين‪.‬‬
‫بموجب قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة لالمم المتحدة في‪ 86‬تشرين الثاني ‪/‬نوفمبر ‪7641‬م أصبح‬
‫أمر واقعا‪ ،‬ويمكن القول هنا نظرًيا إن فلسطين تم تقسيمها دولتين‪ :‬عربية (فلسطين) ‪ ،‬ويهودية‬
‫وجود إسرائيل ًا‬
‫(إسرائيل)‪ ،‬والقدس وضعت تحت التدويل‪ ،‬شكل هذا القرار حجة قانونية للسيادة اإلسرائيلية على األراضي‬
‫الفلسطينية على الرغم من قصوره القانوني من الناحيتين القانونية والموضوعية‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬الناحية القانونية ‪:‬‬

‫‪ -‬فقدان الشروط القانونية لصحة القرار وذلك ل ــ‪:‬‬

‫أ‪ -‬ثبوت عدم اختصاص الجمعية العامة بإصدار ق اررات ملزمة فقط تصدر توصيات‬

‫ب‪ -‬وعدم امتالكها كذلك حق السيادة على فلسطين‬

‫ج‪ -‬وعدم استنادها إلى تفويض من أصحاب الحق بذلك (الشعب الفلسطيني)‪.‬‬

‫د‪ -‬غياب العدالة التوزيعية في التقسيم وفقا لقيم وحصص التوزيع والمساحات إذ حاز بها اليهود على الحصة‬
‫األعلى نسبة إلى عدد السكان األصليين من الفلسطنيين ومجموع ملكياتهم من األراضي‪.‬‬

‫‪ .2‬الناحية الموضوعية‪:‬‬

‫أ‪ -‬في المادة الخامسة من صك االنتداب أكدت وجوب عدم تنازل دولة االنتداب عن أية أراضي لألقاليم التي‬
‫تمارس عليها سلطتها‪ ،‬وأكدت على االلتزام بتمكين الشعب الفلسطيني من االستقالل والنهوض به للوصول إلى‬
‫السيادة المطلقة على أراضيه‪ ،‬وهذا يعني مخالفة بنود صك االنتداب وما ورد فيه من توجيه للمحافظة على‬
‫حقوق سكان فلسطين من غير اليهود‪ ،‬وذلك بما يرتبط بأية محاوالت أو دعوات إلنشاء دولة يهودية‪.‬‬

‫ب‪ -‬مخالفة ميثاق هيئة األمم المتحدة في المواد التالية‪ )7( :‬والتي نصت على حق تقرير المصير للشعوب‬
‫كافة‪ ،‬والمادة المتعلقة بنظام الوصاية واألهداف المرتبطة به إذ يقضي بالسعي نحو تمكين األقاليم الواقعة تحت‬
‫أيضا عارض المادة (‪ )15‬والتي عنيت بإنشاء نظام وصاية دولي تحت‬
‫الوصاية من االستقالل والحكم الذاتي‪ ،‬و ً‬
‫إشراف األمم المتحدة إلدارة األقاليم قيد االنتداب‪.‬‬

‫ج‪ -‬عدم اختصاص الجمعية العامة لألمم المتحدة بإصدار القرار‪ ،‬واألصل التزامها بموجب المادة (‪ )2‬من ميثاق‬
‫هيئة األمم بصك االنتداب‪ ،‬لعلة اعتباره اتفاق دولي مالم يلغى أو يستبدل باتفاق وصاية آخر‪ ،‬وبالتطبيق العملي‬
‫لذلك فإن فلسطين لم توضع تحت الوصاية ولم تحقق استقاللها كذلك‪ ،‬واألصل القانوني هو أن تتجه الجمعية‬
‫لاللتزام بصك اإلنتداب الذي لم يفوضها حق خلق دولة جديدة أو إزالة أو تقسيم دولة أو أراضي كما فعلت في‬
‫فلسطين‪ ،‬فقط في حالة واحدة يتحقق لها ذلك وهو استنادها إلى استفتاء شعبي عبر فيه الشعب الفلسطيني وفقا‬
‫لحقهم في تقرير المصير قبولهم بالقرار أو ما ذهبت إليه الجمعية العامة من إجراءات‪.‬‬

‫د‪ -‬وبالرجوع لحقوق الدولة التي تمثل سلطات االنتداب فحق السيادة في األقاليم الواقعة تحت االنتداب حًقا مثبتًا‬
‫مطلقا للدولة المنتدبة ‪ ،‬مما يعني ذلك بطالن حق الجمعية‬
‫ار ً‬ ‫للشعوب التي تقيم فيها وتقطن عليها‪ ،‬وليس قرًا‬
‫العامة في التصرف بأراضي فلسطين بالتقسيم أو الضم وغيرها‪ ،‬وأية توصية في ذلك تعتبر غير ملزمة ‪ ،‬فحق‬
‫السيادة من الحقوق الثابتة للدول وغير قابلة للتنازل أو التجزئة‪ ،‬كما اليسري عليها التقادم‪ ،‬وإن ممارسة دولة‬
‫أخرى "دولة اإلنتداب" ألعمال السيادة بدال عن الدولة األصيل "فلسطين" فهذا ال يعني إكتسابها مطلق الحق في‬
‫السيادة‪ ،‬وعدم ممارسة فلسطين للسيادة ال يعني سقوط هذا الحق عنها‪.‬‬

‫وبصرف النظر عن ما جاء في قرار التقسيم والمتعلق بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين البد من اإلشارة‬
‫إلى اعتبارات أخرى جاء بها القرار وهي مخالفة مبدأ "الوديعة المقدسة"‪ ،‬وقد أستقر القانون الدولي على تفسير‬
‫"الوديعة المقدسة" بأنها الجهود الساعية نحو تمكين الشعب الواقع تحت سلطة اإلنتداب من ممارسة حقه في‬
‫تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة‪ ،‬لكن ما حدث في التقسيم وما أرتكز عليه من ق اررات هو استثناء لهذا المبدأ‬
‫بشكل كلي‪ ،‬وما أنجز لصالح قوى اإلحتالل والمتمثل بوطن قومي لليهود‪.‬‬

‫‪ .2‬قرار (‪ )194‬لعام ‪ :1948‬وفيه تقرر ما يلي‪:‬‬


‫أ‪ -‬إنشاء لجنة توفيق تتبع لألمم المتحدة‪ ،‬وتقرير وضع القدس تحت إشراف دولي دائم ضمن "نظام دولي"‬
‫ب‪ -‬والتأكيد على حق الالجئين في العودة إلى أراضيهم المحتلة ‪1948‬م‬
‫ج‪ -‬أو التعويض عما تم مصادرته من أر ٍ‬
‫اض وممتلكات‬
‫د‪ -‬من تتاح له العودة بموافقة إسرائيلية ال تكون للقدس وشريطة القبول بالعيش المشترك "بسالم مع جيرانهم" أي‬
‫مع االحتالل‬
‫ه ـ‪ -‬دفع تعويضات مالية لمن ال يرغب بالعودة وذلك عن ممتلكاته وأراضيه المصادرة أو الواقعة تحت يد‬
‫اإلحتالل‪.‬‬
‫و‪ -‬وتعويض عن كل مفقود أو مصاب بضرر‪ ،‬وانطالقا من هذا القرار أصبح حق العودة والالجئين من ملفات‬
‫الحل النهائي للصراع الفلسطيني اإلسرائيلي‪.‬‬

‫‪ .3‬قرار (‪ :)3236‬ويسمى بقرار حقوق الشعب الفلسطيني‪ ،‬وتأتي أهمية هذا القرار باعتباره المرجعية القانونية‬
‫المحددة لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف‪ ،‬وحقه في تقرير المصير‪ ،‬إضافة إلى حقه في االستقالل‬
‫والسيادة الوطنيين‪ ،‬فضال عن اإلقرار بالحق في استعادة الحقوق بكل الوسائل وبما ينسجم مع ميثاق األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬أي أن هذا القرار لخص جميع المباديء والحقوق التي أقرتها الجمعية بخصوص القضية الفلسطينية‬
‫والشعب الفلسطيني‪ ،‬بشكل عام هذه الحقوق ثابتة ال تقبل المساومة أو التنازل من أي مفاوض أو قيادي فقط هذه‬

‫الحقوق يمارسها ويتنازل عنها ً‬


‫كليا أو جز ًئيا الشعب الفلسطيني‪.‬‬
‫‪ .4‬قرار (‪ :)3237‬تعود األهمية الخاصة في هذا القرار إلى منحه منظمة التحرير الفلسطيني في عام ‪1974‬م‬
‫مركز مراقب في هيئة األمم‪.‬‬

‫‪ .5‬قرار (‪ :)43/77‬وفيه تقرر استبدال اسم منظمة التحرير الفلسطيني في مداوالت هيئة األمم المتحدة باسم‬
‫"فلسطين"‪ ،‬ودعت فيه إلى تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة سيادته على أرضه المحتلة لعام ‪1967‬م وشعبه‬
‫كذلك‪ ،‬وكان هذا القرار بمثابة تقدير الجهود الفلسطينية وقبولها بق اررات مجلس األمن كأسس للتسوية السياسية‬
‫وحل الصراع وتشمل الق اررين (‪ 242‬و‪ ،)338‬وتضمن كذلك عدم المساس بمركز المراقب الممنوح للمنظمة وإبقاء‬
‫الصفة الممنوحة لها كما هي‪.‬‬

‫‪ .6‬قرار (‪ :)19/67‬صدر هذا القرار في عام ‪2012‬م‪ ،‬وفيه تم منح فلسطين صفة "دولة مراقب غير عضو" في‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬وهذا اعتبر نقطة تحول ايجابي يمكن البناء عليها بالتوجه من جديد لألمم المتحدة والحصول على‬
‫العضوية الكاملة فيها‪ ،‬وأيضا في هذا القرار تأكيدا على حقوق الالجئين وإدانة لألعمال االستيطان في كامل‬
‫األراضي المحتلة والقدس ‪.‬‬

‫‪ .7‬قرار (‪ :)A/ES-10/L22‬كان هذا القرار استجابة لتوجه منظمة التعاون اإلسالمي بمواجهة أعمال الرئيس‬
‫األمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة األمريكية للقدس‪ ،‬واالعتراف بها عاصمة إلسرائيل كجزء من صفقة القرن‪،‬‬
‫وبناء عليه اعتبر أي قرار يتعلق بمدينة القدس ويهدف إلى تغيير معالمها أو تهويدها باطل وليس له أي أثر‬
‫قانوني‪.‬‬

‫‪ ‬ق اررات مجلس األمن‪:‬‬


‫يعد هذا القرار األهم في مصير حسم الصراع الفلسطيني وجاء‬
‫‪ -1‬قرار (‪ :)242‬وصدر هذا القرار ‪1967‬م‪ّ ،‬‬
‫بعد هزيمة ‪1967‬م‪ ،‬ففيه تم التأكيد على‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدم جواز القبول أو التسليم باإلستيالء على األراضي عن طريق اخضاعها بالحرب‬
‫ب‪ -‬دعوة هذا القرار بإقامة سالم شامل وعادل مما يوجب على إسرائيل إنهاء ادعاءات وحالة الحرب القائمة‪،‬‬
‫واالمتناع عن استخدام أو التهديد باستخدام القوة‪.‬‬
‫ج‪ -‬انسحاب االحتالل اإلسرائيلي من األراضي التي أحتلتها في عام ‪1967‬م‪ ،‬وقد ورد خالف تفسيري حول‬
‫كلمة "أراض"‪ ،‬هل يقصد بها األراضي المحتلة لعام ‪1967‬م‪ ،‬أم األراضي التي تتخلى عنها اسرائيل ضمن‬
‫اتفاقيات ومفاوضات‪ .‬وكان هناك وجهتان نظر اإلنجليزية التي أصرت على اإللتزام بكلمة (أراض) وتركها‬
‫لمقتضيات ما يمك ن إلسرائيل تقديمه‪ ،‬أو (األراضي) بحسب الرأي الفرنسي والروسي واإلسباني والصيني في‬
‫إشارة ألراضي ‪ ،1967‬وبالنتيجة أعتمد هذا القرار على مبدأ "األرض مقابل السالم"‪.‬‬
‫د‪ -‬إجراء تسوية عاجلة لمشكلة الالجئين وقد تقدم هذا القرار بتحديد آلية الحل لها القائم على العودة وهو ما ال‬
‫تقبل به إسرائيل‪ ،‬أو التعويض المالي عن ممتلكاتهم وأراضيهم المحتلة وتوطينهم في أماكن إقامتهم‪ ،‬بالتالي هذا‬
‫البند أدى إلى تحول في الفهم العام لمضمون وهوية الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي من صراع وجود عقائدي إلى‬
‫صراع أو أزمة إنسانية تتعلق بحل مشكلة الالجئين واختزال جميع مضمون الصراع بها‪.‬‬

‫ومستندا للقرار‬
‫ً‬ ‫معزز‬
‫ًا‬ ‫يعد‬
‫‪ -2‬قرار (‪ :)338‬وقد صدر في ‪1973‬م وتال أحداث حرب أكتوبر‪ ،‬وهذا القرار ّ‬
‫(‪ ،) 242‬من خالل ما جاء فيه من بنود تم دعوة جميع األطراف إلنهاء حالة الحرب والمواجهات المسلحة‪ ،‬والبدء‬
‫في مفاوضات تنتهي بعقد سالم وشامل وعادل وفقا لما جاء في القرار (‪ ،)242‬وال بد من اإلشارة إلى أن هذا‬
‫القرار أمتنعت إسرائيل عن تنفيذه بحجة أنه وجه دعوة (يدعو) ولم يتضمن أي صغيرة تلزم أو تقرر تنفيذ القرار‪.‬‬

‫قضايا الحل النهائي (التسوية)‪:‬‬


‫كانت أوسلو بما جاء فيها من ظلم في صياغة مق اررتها وإهدا ار للحقوق الفلسطينية إال بداية الطريق‬
‫فلسطينيا‪ ،‬فما قدمته في سياق االتفاقات من سلطة وطنية جاءت منسجمة ومتكاملة مع ما‬
‫ً‬ ‫نحو التراجع الكبير‬
‫جاء في سياق الفكر الصهيوني االحتاللي‪ ،‬ولكن يمكن اإلشارة إلى أن أوسلو حدد خالله مجموعة من القضايا‬
‫عرفت بقضايا الحل النهائي أي هي القضايا التي يمكن من خاللها حل أوجه الصراع وقيام دولة فلسطينية‪.‬‬

‫أما عن كيفية تحديد القضايا اآلنية والقضايا النهائية موضوع التفاوض‪ ،‬يمكن الرجوع إلى ثالث وثائق‬
‫سبقت عقد اتفاقات أوسلو‪:‬‬
‫‪ -‬األولى‪ :‬رسالة التطمينات التي بعث بها الرئيس األمريكي جورج بوش للقيادة الفلسطينية‪ ،‬تتضمن أن األساس‬
‫الذي تبنى عليه التسوية سيسعى بالمحصلة للوصول إلى سالم شامل‪ ،‬وفًقا لقراري مجلس األمن (‪،)338,242‬‬
‫بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني‪.‬‬
‫‪ -‬الثانية‪ :‬رسالة الرئيس بوش أيضا لإلدارة اإلسرائيلية بأن هناك تفسيرات مختلفة للق اررات الدولية وأن‬
‫المفاوضات المتعددة األطراف ستدور حول موضوعات عامة تضمن مصالح إسرائيل العليا‪ ،‬أما قضايا الوضع‬
‫النهائي ستناقش في إطار المفاوضات الثنائية وفي مرحلة الحقة بعد االنتهاء من القضايا اإلشكالية‪ ،‬وبشكل عام‬
‫هذا ما سيقود لتحقيق مصالح إسرائيل الفضلى‪.‬‬
‫‪ -‬الثالثة فهي الدعوة التي وجهت لجميع أطراف التفاوض "مدريد" التي ورد فيها أن المفاوضات بين إسرائيل‬
‫والعرب‪ ،‬وإسرائيل وفلسطين في المرحلة األولى تتركز على قضايا الرقابة على األسلحة‪ ،‬واألمن اإلقليمي‪،‬‬
‫والمياه‪ ،‬والالجئين‪ .‬وفي ضوء انعقاد مباحثات مدريد جرت مفاوضات سرية بين الجانبين الفلسطيني واإلسرائيلي‬
‫حصيلتها "أوسلو" والذي جاء بصيغة حرفية تتفق مع مؤتمر مدريد مع إضافة واحدة تم صياغتها في فقرتين بإن‬
‫مفاوضات الوضع الدائم بين حكومتي إسرائيل وفلسطين ستبدأ في الفترة االنتقالية أي في غضون ثالث سنوات‬
‫بعد انعقاد أوسلو‪ ،‬وستشمل هذه المفاوضات؛ القدس‪ ،‬والالجئون والمستوطنات والدولة الحدود والمياه‪.‬‬
‫سميت ب ـ "قضايا الحل النهائي"‪ ،‬ومع ذلك تم اعتبارها ملفات قابلة للتأجيل وليس للحسم‪ ،‬والسعي معها من حل‬
‫الصراع إلى إدارته والرهان على عامل الوقت بجعلها مفاوضات تنتهي بمعاهدات استسالم ال سالم‪ .‬أما فلسطينيا‬
‫عد هذه القضايا روح القضية الكلية "القضية الفسطينية"‪ ،‬وأساس الحل وتتضمن ما‬
‫تماما إذ تَ ّ‬
‫فهي على النقيض ً‬
‫هو آت‪:‬‬
‫اعتمد المشروع االستيطاني الصهيوني على أرض فلسطين لتحقيق غاياته من تهويد‬ ‫‪ -1‬االستيطان‪:‬‬
‫األرض وسلبها والسيطرة عليها‪ ،‬من خالل االستيالء على األراضي بمختلف الطرق‪ .‬وتهجير السكان األصليين‬
‫من الفلسطينيين بالقوة‪ ،‬وجلب اليهود من شتى بقاع األرض وتوطينهم على األرض الفلسطينية‪ ،‬إن االستيطان‬
‫هو أول الخطط التي طبقت فعليا في مسيرة االحتالل الصهيوني إذ بدأ النشاط االستيطاني بشكل فعلي عام‬
‫‪1840‬م‪ ،‬وذلك بوصول نحو (‪ )3000‬يهودي من أوروبا الشرقية إلى فلسطين‪ ،‬وبحلول عام ‪1914‬م تم إنشاء‬
‫أهمها مستعمرة (بتاح تكفا)‪ .‬ولكن بعد التوسع اليهودي وازدياد نفوذه بعد حربي ‪1948‬م‬
‫نحو (‪ )47‬مستوطنة‪ّ ،‬‬
‫تم االعتماد في سياسة التوسع االستيطاني على الكيف وليس الكم‪ ،‬وتنفيذها ضمن صياغة انتقائية‬
‫و‪1967‬م ّ‬
‫بحيث تركزت على القدس والغور‪ ،‬وحتى عام ‪2018‬م بلغ عدد المستوطنات (‪ )198‬مستوطنة‪ ،‬إلى جانب‬
‫(‪ )220‬بؤرة استيطانية‪ ،‬ويقطن فيها نحو(‪ )284‬ألف منهم (‪ (318‬ألف في القدس الشرقية المحتلة‪ ،‬وقد سبقها‬
‫في عام ‪2017‬م مصادقة الكنيست على قانون "شرعنة البؤر االستيطانية" المقامة على األراضي الفلسطينية‬

‫‪ -2‬الالجئون وحق العودة‪ :‬أسفرت حرب النكبة عام ‪1948‬م عن تهجير الفلسطينين ً‬
‫قسرا‪ ،‬إلى دول‬
‫اإلقليم‪ ،‬واحتوائهم في مخيمات اللجوء ‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت عد الالجئين القضية األكثر تعقيدا من مجموع القضايا‬
‫الفلسطينية المطروحة للحل والتفاوض بين طرفي الصراع الفلسطيني واإلسرائيلي‪ ،‬والتي جرى التعامل وفًقا للقرار‬
‫األممي والصادر عن الجمعية العامة (‪ )194‬والذي قضى بسماح ووجوب عودة الالجئين إلى ديارهم في أقرب‬
‫وقت ممكن‪ ،‬أو تعويض من ال يرغب بالعودة عن ممتلكاتهم‪ ،‬وتعويض كل ما تعرض من ضرر أو فقدان أو‬
‫وفقا لمباديء القانون الدولي‪ ،‬على أن يكون التعويض من قبل الحكومات أوالسلطات التي‬
‫خسارة في الممتلكات ً‬
‫تسببت به ‪ ،‬وشمل ذلك األمم المتحدة لذلك أعلنت عن تشكيل األونروا "وكالة تشغيل وغوث الالجئين"‪ ،‬ومسؤولية‬
‫إسرائيلية"‪.‬‬
‫أخرت التوصل إلى اتفاق سالم نهائي‪ ،‬وذلك لألسباب التالية‪:‬‬
‫عمليا إن مشكلة الالجئين هي التي ّ‬
‫أ‪ -‬لعدم اعتراف الكيان المحتل بحق الفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم أو حقهم في التعويض‪.‬‬
‫ب‪ -‬وكذلك التفريط الفلسطيني وعدم جدية مسار المطالب القائمة عليه‪ ،‬وثبت ذلك في‪:‬‬
‫‪ -7‬طرح الحل المرحلي عام ‪1974‬م لم يشر عبر نقاطه إلى ما يدعم حقوق الالجئين بالعودة؛ وإنما الهدف‬
‫تّلخص بالوصول إلى سلطة سياسية وطنية‪.‬‬
‫تم االعتراف بإسرائيل‬
‫ب‪ -‬وتاله التراجع األكبر في إعالن االستقالل والدولة الفلسطينية عام ‪1988‬م عندما ّ‬
‫وحقها بالوجود المشروع على األرض التي ه ِّّجر أهلها‪.‬‬
‫ج‪ -‬وتعزز التراخي في هذا الحق في اتفاقية أوسلو عام ‪1993‬م وبحسب ما كشفته الوثائق عن قبول الجانب‬
‫المفاوض الفلسطيني بعودة جزئية لبعض الالجئين إلى األراضي المحتلة عام ‪1948‬م‪ ،‬على أن يكون هناك‬
‫عودة الحقة لجزء آخر في حال نشأت الدولة الفلسطينية المأمولة‪ ،‬أو أن يتم توطينهم في أماكن إقامتهم‬
‫د‪ -‬وصوًال إلى صفقة القرن التي أكدت عن بحثها لحل لحق العودة والالجئين يرتكز بالبحث عن وطن بديل لهم‬
‫ضمنيا إسقاط حق العودة وكل مطالب الالجئين‪.‬‬
‫ً‬ ‫مما يعني‬
‫في أماكن إقامتهم‪ّ ،‬‬

‫‪ -3‬القدس‪ :‬بموجب قرار التقسيم (‪ )181‬تم التطرق للقدس على وجه الخصوص بوضعها قيد‬
‫التدويل‪ ،‬وفي عام ‪1948‬م قامت اسرائيل باحتالل الجزء الغربي منها‪ ،‬لتتمم هدفها في عام ‪1967‬م باحتالل‬
‫الجزء الشرقي‪ ،‬ولتصبح بذلك القوة المهيمنة والمسيطرة على المدينة بالكامل‪ ،‬وبالمقابل عند السعي ألية حلول‬
‫اتفاقية ضمن أي مبادرات عربية أو دولية ينظر للقدس على أنها المدينة التي أحتلت عام ‪1967‬م‪ ،‬مما يعني ال‬
‫عودة وال ق اررات أو مقترحات تؤخذ بالحسبان إلى ما قبل هذا التاريخ‪ ،‬وقد تعددت اإلجراءات على أرض الواقع‬
‫وسياسيا‪ ،‬لفرض سياسة األمر الواقع‪ ،‬لذلك أقرت عام ‪1999‬م عبر الكنيست‬
‫ً‬ ‫افيا‬
‫من قبل الكيان المحتل ديمغر ً‬
‫قرار "االستفتاء العام" وبموجبه يمنع التنازل عن أي أراضي نفذت عليها القوانين اإلسرائيلية‪ ،‬مما يعني إنعدام‬
‫فرصة التوصل إلى حل بشأنها‪.‬‬
‫ويمكن القول إن إسرائيل باتت ال تنظر إلى أي حقوق فلسطينية فعلية في القدس بعد صدور القانون‬
‫األساسي لعام ‪7623‬م‪ ،‬وكذلك االعالن عن صفقة القرن لعام ‪ ،8383‬واعتبارها العاصمة األبدية والموحدة‬

‫للشعب اليهودي‪ ،‬وأن على الفلسطينيين البحث عن عاصمة بديلة أقربها بالطرح "أبو ديس" لتكون ً‬
‫بديال عن‬
‫القدس‪.‬‬

‫‪ -4‬المياه‪ :‬برزت مسألة المياه بين الجانبين اإلسرائيلي والفلسطيني منذ البداية في المفاوضات النهائية‪ ،‬ففي‬
‫إعالن المبادئ أوسلو ‪ 7663‬تعرضت المادة السابعة لمسألة المياه‪ ،‬وفي اتفاق القاهرة تم التحدث عن المياه‪،‬‬
‫وفي اتفاقية غزة وأريحا ومالحقها تم التطرق إلى موضوعات المياه والصرف الصحي‪ .‬واألمر نفسه في اتفاقية‬
‫واشنطن ‪.‬‬
‫يتجنب اإلسرائيليون دائماً مناقشة القضايا الجوهرية في الخالف المائي مع الفلسطينيين‪ ،‬ويركزون على أمور‬
‫بعيدة مثل البحث عن بدائل جديدة للمياه بالنسبة للفلسطينيين‪ ،‬وفيما يلي أهم ما انتهى إليه الموقفان الفلسطيني‬
‫واإلسرائيلي حول مسألة المياه‪.‬‬
‫يصر الجانب الفلسطيني عى الحصول على حقوقه الكاملة في المياه المشتركة مثل الخزان الجوفي في الضفة‬
‫الغربية ومنابع نهر اإلردن‬
‫أ‪ -‬الموقف الفلسطيني من مسألة المياه‬
‫– ترتبط الحقوق المائية بمسائل األرض والالجئين والتعويض عن الحرمان في التنمية‪.‬‬
‫– جميع األحواض المائية التي تقع داخل المناطق المحتلة منذ عام ‪ 7661‬هي محل التفاوض‪.‬‬
‫– التفاوض حول جميع النشاطات اإلسرائيلية المتعلقة بالمياه في األراضي المحتلة‪.‬‬
‫– التزام مبدأ االستخدام العادل‪.‬‬
‫– التزام الجانب الفلسطيني بالقانون الدولي لنيل حقوقه المائية ما لم يتم االتفاق على تحديدات واضحة مع‬
‫الجانب اإلسرائيلي‪.‬‬
‫– يعتمد الحق الفلسطيني في المياه على االتفاقات مع الجانب اإلسرائيلي والقانون الدولي وق اررات األمم‬
‫المتحدة‪.‬‬

‫ب‪ -‬الموقف اإلسرائيلي من مسألة المياه‬


‫أكد القادة اليهود في مذكراتهم وق ارراتهم على ضرورة العمل بكل الطرق للسيطرة على مصادر المياه في المنطقة‬
‫والتي تتعدى وفق تصريحاتهم المياه في فلسطين لتصل مياه العراق ومصر‪.‬‬

‫ويمكن تحديد الموقف اإلسرائيلي في النقاط التالية‪:‬‬


‫– على الفلسطينيين االعتماد على تحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادية وتقليص مياه الزراعة‪.‬‬
‫– اعتبار المصادر المائية التي يشير إليها المفاوض الفلسطيني غير موجودة بدعوى نضوب مخزونها المائي‪.‬‬
‫– السيادة على مصادر المياه من حق الجانب اإلسرائيلي فقط‬

‫عمليا الترسيم الخاص بالحدود الفلسطينية‬


‫ً‬ ‫‪ -5‬الدولة والحدود‪ :‬منذ اإلعالن عن قرار التقسيم (‪ )181‬انتهى‬
‫يعد مرجعية قانونية بموجبها تم تعيين الحدود بين الدولتين‪ ،‬مع وضع القدس تحت‬
‫اإلسرائيلية‪ ،‬فهذا القرار ّ‬
‫التدويل‪ ،‬وقد أشار إلى قيام دولة عربية "فلسطين" وتضم في حدودها‪( :‬الجليل األعلى‪ ،‬الجليل الغربي‪ ،‬الضفة‬
‫الغربية‪ ،‬وقطاع غزة)‪ ،‬والدولة الثانية يهودية "إسرائيل" وتضم في حدودها‪( :‬الجليل الشرقي‪ ،‬المنطقة الساحلية‬
‫حتى قطاع غزة با ستثناء حيفا‪ ،‬النقب)‪ .‬ومنذ ذلك التاريخ ومساحة إسرائيل آخذة باالتساع ويقدر مجموع ما‬
‫تسيطر عليه من أراضي نحو (‪ )%23‬من مجموع األراضي الكلية لفلسطين‪ ،‬وذلك على حساب قضم أراضي‬
‫الضفة الغربية وضم أراضي الغور والسيطرة على مدينة القدس بالكامل‪.‬‬
‫وفلسطين ترى أن حدودها المندرجة في إطار الحل النهائي تستند على حدود عام ‪1967‬م مما يعني انسحاب‬
‫إسرائيل من الضفة الغربية بالكامل والقدس الشرقية وغزة‪ ،‬مع األخذ باالعتبار بأنه قد جرى لمرة واحدة االنسحاب‬
‫اإلسرائيلي من غزة فقط وذلك تم في عام ‪2005‬م من غزة كما تم اخالئها من جميع مظاهر االستيطان‪.‬‬

‫الدولة الفلسطينية‪..‬‬
‫شددت القوى الفلسطينية بجميع قواها ومكوناتها التحررية على التحرير الكامل لألرض الفلسطينية بكامل حدودها‬
‫الجغرافية والسياسية‪ ،‬إال أن الوضع القائم وتسارع وتيرة األحداث بعد حرب‪1967‬م‪ ،‬قالت كلمتها بهذا الشأن‬
‫وخلصت إلى ضرورة إستجالء األوضاع المقررة للتوجهات والحق والدولة الفلسطينية في الشرعية الدولية‬
‫وتأسيسا على قرار التقسيم(‪ )181‬وقراري (‪ ،)338,242‬بدأ سيل التنازالت في الدولة‬
‫ً‬ ‫واإلستجابة لها كأمر واقع‪،‬‬
‫الكاملة والتوجه نحو القبول بحلول متواضعة تقوم على خيار الدولتين أحداهما فلسطينية واألخرى إسرائيلية‪.‬‬
‫وقبيل أن تضع الحركة الفلسطينية تصورها للدولة الفلسطينية قدم مبعوث "منظمة كويكرز" في الواليات‬
‫تصور لها قوامه‪:‬‬
‫ًا‬ ‫المتحدة األمريكية روجر فيشر‪1971‬م‬
‫أ‪ -‬قيام دولة فلسطينية تتلخص في قطاع غزة والضفة الغربية مع ضمان إعادة ترسيم الحدود‪.‬‬
‫ب‪ -‬والقدس تبقى موحدة لكال طرفي الصراع الفلسطيني واإلسرائيلي إلى حين اإلتفاق عليها في مفاوضات‬
‫نهائية‪.‬‬
‫ج‪ -‬وفيما يتعلق بالالجئين فقد أسقط موضوع العودة من ضمن الخيارات المطروحة وأكتفى إما بالتعويض المادي‬
‫مستكمال للمسار االنتدابي وقرار التقسيم والمساعي األمريكية‬
‫ً‬ ‫أو توطينهم في أماكن اللجوء‪ ،‬وما قدمه فيشر جاء‬
‫بالتوكيد الفعلي على حل الدولتين‪.‬‬

‫‪ ‬طروحات الدولة الفلسطينية‪:‬‬


‫انسجاما مع تطلعات اإلرادة‬
‫ً‬ ‫فلسطينيا يعتبر حل الدولة الواحدة من الحلول األكثر عدالة و‬
‫ً‬ ‫أ‪ -‬حل الدولة الواحدة‪:‬‬
‫الفلسطينية وذلك لسببين‪:‬‬
‫‪ -7‬ألن حل الدولتين ال يأخذ الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته وإنما يتعامل مع من يقيم بالفعل على األرض‬
‫استيعابيا‬
‫ً‬ ‫الفلسطينية ويسقط من حساباته الالجئين والنازحين‪ ،‬على خالف حل الدولة الواحدة الذي يؤمن مآال‬
‫شامال لجميع مكونات الشعب الفلسطيني‪.‬‬‫ً‬ ‫إطار‬
‫و ًا‬
‫‪ -8‬فإن حل الدولة الواحدة يقوم إلى إرجاع الحقائق إلى طبيعتها األولى بحيث يصون سالمة فلسطين التاريخية‬
‫والجغرافية ‪ ،‬ويرفض جميع المتغيرات على األرض والحدود الصناعية‪.‬‬
‫ربما حل الدولة الواحدة إذا ارتكز على القوة والتي تشمل‪:‬‬
‫أ‪ -‬قوة حجة المفاوض القانوني والتزامه بقواعد الشرعية الدولية‪ ،‬ومن منبر حصل فيه المفاوض الفلسطيني على‬
‫موقع متقدم يمكن األخذ به‬
‫ب‪ -‬وحدة الموقف الفلسطيني ومعالجة االنقسامات واإلجماع على قيادة موحدة ومشتركة‬
‫ج‪ -‬تأمين دعم عربي وأممي وذلك باعتبار حل الدولة سيناريو يمكن من خالله ترميم مظاهر الدولة الفلسطينية‬
‫في إطار موحد خاصة عقب التمزيق الجغرافي المفتعل وفًقا للتمدد االستيطاني والجدار العازل‪.‬‬

‫لكن الممارسة الفعلية والتطبيق العملي لهذا النموذج من الصعب القول به أو تطبيقه في الحالة الفلسطينية‬
‫ووفًقا للممارسة اإلسرائيلية‪ ،‬وهذا يعود لالسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -7‬أن الحالة الفلسطينية ال تركز على التمايز العرقي أو التباين الطائفي بقدر ما يندرج مضمونها بسياسات‬
‫إحتاللية إحاللية وسياسات عنصرية‪.‬‬
‫‪ -8‬أن النظام السياسي اإلسرائيلي اتخذ حزمة من اإلجراءات القانونية والسياسية التي تحول بشكل أو بأخر دون‬
‫دعم فرص اإلندماج‪.‬‬
‫‪ -3‬ويضاف إلى ذلك التخوف اإلسرائيلي م ن فلسطنة العرب اإلسرائيليين في حال تحقق هذا النموذج بما يزيد‬
‫من أعباء وهواجس األمن اإلسرائيليإال إذا تحقق نموذج الدولة العبرية الموحدة‪.‬‬

‫ويندرج في إطار الدولة الواحدة عدة نماذج‪ ،‬يمكن من خاللها دراسة توجهات الحل ومستقبل الدولة‬
‫الفلسطينية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬دولة ثنائية القومية‪ :‬وهذا النموذج يتبنى قيام نظام سياسي لشعبين يشتركان فيه وفي تكوين الدولة‪ ،‬ولكل‬
‫منهما هوية وطنية ودينية وتاريخية ولغوية خاصة‪ ،‬كما لكل منهما كيان سياسي داخل الدولة الموحدة‪ ،‬وأيضا‬
‫المرجعية في هذه الدولة للقانون والمساواة في الحقوق‪ ،‬وأهم ما يميز هذا الطرح الحصول على نظام توافقي‬
‫يضمن التساوي وعدم وجود أفضلية ألي من األطراف‪.‬‬
‫وطرح هذا الخيار في ثالثينيات القرن المنصرم من قبل يسار الحركة الصهيونية متمثال في أطروحات "هشومير‬
‫هتسعير"‪ ،‬أما فلسطينيا قدمه "سري نسيبة" ‪ .‬وأيضا يمكن التعبير عن هذا النموذج بحسب ما قدمه قدمه الزعيم‬
‫الليبي الراحل معمر القذافي وأشار إليه بالقول إسراطين "إسرائيل وفلسطين"‪ ،‬وهذا النموذج كنموذج يمكن االعتماد‬
‫عليه لحل الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي‪ ،‬ويوعز الى ضرورة قيام دولة موحدة أو واحدة للفلسطينيين واليهود على‬
‫حد سواء شريطة أن تتبنى النهج الديمقراطي‪ ،‬وعلى أن يحظى جميع من فيها على المساواة‪ ،‬ووجد القذافي أن‬
‫حال للصراع ‪.‬‬
‫وجود هذه الدولة يضمن وقف حلول التقسيم والتمزيق الحدودي والمناطقي‪ ،‬ويؤمن ً‬
‫إن خيار الدولة الواحدة ثنائية القومية "خيار وسيط" بين اإلنفصال واإلندماج بتشكيل دولة إتحادية على‬
‫خصوصا مع إستمرار إسرائيل في خلق حقائق جديدة على األرض‪ ،‬واستمرار‬ ‫ً‬ ‫جميع األرض الفلسطينية‪،‬‬
‫اإلستيطان وتصاعد حدة االستيالء على األراضي والممتلكات بالقوة‪ ،‬مما يمكن اعتباره هنا كبديل للممارسة‬
‫اإلسرائيلية القائمة على رفض اإلنسحاب من األراضي الفلسطينية والعودة إلى حدود‪1967‬م‪ ،‬واستمرار نهجها‬
‫القمعي المتصاعد "األبارتهايد أي الممارسات العنصرية"‪ ،‬باإلضافة إلى رفضها فكرة قيام دولة فلسطينية بشكل‬
‫أساسي لما فيه من تهديد للدولة العبرية‪.‬‬

‫‪ .2‬دولة لجميع المواطنيين مقاربة على أساس الحقوق"الدولة العلمانية"‪ :‬قدمها ٌ‬


‫كل من "إدوار سعيد وعزمي‬
‫إجتماعيا ضمن إطار سياسي‬
‫ً‬ ‫بشارة" تهدف بشكل رئيسي إلى صهر كافة القوى والمجموعات واألفراد ً‬
‫ثقافيا و‬
‫موحد ومشترك‪ ،‬أي أنها دولة بكيان سياسي واحد "دولة التساوي القانوني بين األفراد"‪ ،‬ودور الدولة وفًقا لألسس‬
‫إنعكاسا‬
‫ً‬ ‫الليبرالية والعلمانية التي تقوم عليها يقوم على تأمين الحماية القانونية والحقوقية لألفراد جميعهم‪ ،‬وتكون‬
‫إلرادة األفراد ككل‪.‬‬
‫وبالرجوع للمفارقة بين النموذجين‪ ،‬يقوم النموذج (الدولة العلمانية) القائم بتبني العلمانية على تطبيق ما جاء في‬
‫النموذج "البلجيكي السويسري" بحيث يسعى إلى تطبيق النظام الفيدرالي أو الكونفيدرالي ذاته في فلسطين‪ ،‬بالتالي‬
‫نفي صيغة الدولة اليهودية عن إسرائيل وتجريدها من هذه الهوية‪ ،‬مع عدم االعتراف بوجود قومية إسرائيلية‬
‫ائيليا إال في حال كانت الفيدرالية أو الكونفيدرالية مع األردن فقط‪ ،‬بحيث ال‬
‫مميزة‪ ،‬وهذا ما اليمكن القبول به إسر ً‬
‫تمس بأي من ثوابت العقيدة أو الوجود والحدود واألمن اإلسرائيلي‪.‬‬

‫فلسطينيا‪ :‬يمكن اعتباره النموذج الفعال في الحل ومسار التسوية وإنهاء الصراع‪ ،‬وبما يتفق مع الوقائع‬
‫ً‬ ‫‪-‬‬
‫التاريخية والحقوق الفلسطينية‪ ،‬ويأتي بالفعل كمحصلة نهائية أو غاية النضال والمقاومة األهم المستندة على حق‬
‫تقرير المصير وعلى اعتبار فلسطين واقعة تحت االحتالل‪ ،‬ويمكن منه النفاذ من الحقائق التي خلقها الكيان‬
‫المحتل "إسرائيل" على األرض في تغيير الوقائع الديمغرافية والسياسية والجغرافية وتقسيم المقسم وإعادة ترسيم‬
‫الحدود بشكل يشبع شهية االحتالل المستعرة لضم األراضي وتوسعة حدوده‪ ،‬بالتمسك بوحدة فلسطين وكليتها‪.‬‬
‫اجا‪ ،‬وتسعى له القوى‬
‫ائيليا‪ :‬إن خيار الدولة الواحدة "العبرية" أو "اليهودية" بالكامل هو الخيار األكثر رو ً‬
‫‪ -‬إسر ً‬
‫شعار مطروحا‬
‫ًا‬ ‫معا‪ ،‬وفي االنتخابات األمريكية األخيرة ‪2020‬م كان هذا الخيار‬ ‫السياسية اإلسرائيلية واألمريكية ً‬
‫للرئيس األمريكي السابق دونالد ترامب لضمان دعم اللوبي الصهيوني واليهود له بصفته يعزز المكانة والوجود‬
‫بدءا من نقل السفارة األمريكية إلى‬‫اليهودي واإلسرائيلي في فلسطين‪ ،‬ويسهم في فرض حقائق جديدة لصالحهم ً‬
‫القدس ومن ثم االعتراف بالقدس عاصمة موحدة وأبدية إلسرائيل‪ ،‬وتالها تعظيم المكانة لدولة االحتالل بالمناداة‬
‫بالدولة العبرية الموحدة بالكامل ‪.‬‬

‫ب‪ -‬حل الدولتين‪ :‬يعد قرار التقسيم (‪ )181‬من أهم األسانيد والق اررات الدولية الموجهة نحو حل الدولتين‪،‬‬
‫تعديا على الحق التاريخي‬
‫فلسطينيا جوبه هذا الطرح وأعتبر ً‬
‫ً‬ ‫وباالستناد له قامت الدولة اليهودية "إسرائيل"‪ ،‬أما‬
‫وتجاوز لكافة األحكام والقواعد القانونية‪ ،‬وجرى القبول به للمرة األولى بتحفظ في برنامج النقاط‬
‫ًا‬ ‫للشعب الفلسطيني‬
‫العشر (الحل المرحلي)‪ ،‬ومن ثم ضمن صياغة علنية في إعالن اإلستقالل ‪1988‬م ‪ ،‬وينظر لحل الدولتين على‬
‫أساس أنه الحل األكثر مرونة من ضمن الحلول المقدمة للصراع الفلسطيني اإلسرائيلي‪ ،‬وتنطلق منه مشاريع‬
‫معا‬
‫التسوية السلمية‪ ،‬بحيث يسعى إلى قيام دولتين في الحدود الطبيعية والسياسية "فلسطين التاريخية" تعيشان ً‬
‫وفًقا لمقررات الشرعية الدولية وعلى وجه التحديد قرار (‪ )242‬الصادر عن مجلس األمن‪.‬‬
‫وقد تبنته إدارة الرئيسين األمريكيين جورج بوش األبن وباراك أوباما‪ ،‬وتعامل به الرئيس األمريكي جو بايدن كجزء‬
‫من حملته اإلنتخابية وكنهج موصول للتوجهات الديمقراطية األمريكية على النقيض من سابقه ترامب الذي اعتبره‬
‫حال من الصعب الوصول إليه طالما لم ينتزع من الفلسطينيين إعترافا بإسرائيل كدولة يهودية‪.‬‬
‫ً‬
‫وكما تكرر القبول بحل الدولتين على الصعيد الرسمي الفلسطيني على لسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس‬
‫في خطابه المقدم لألمم المتحدة وأمام الجمعية العامة عندما تقدم بطلب اإلنضمام لألمم المتحدة وذلك في‬
‫أيلول‪/‬سبتمبر‪ 2011‬م ‪ ،‬وفيه أكد على تأييد مخرجات قرار التقسيم وإعالن التقسيم‪ ،‬ومشروعات السالم األمريكية‬
‫والعربية‪( .‬طلب إنضمام فلسطين إلى األمم المتحدة‪.)2011:‬‬
‫حل الدولتين في األمم المتحدة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وجهت األمم المتحدة أنظارها نحو الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي باعتبارها المصدر األهم للشرعية الدولية في‬
‫العالم‪ ،‬ومن خالل منابرها صدرت الق اررات التي بني عليها الحق والمطالب الفلسطينية‪ ،‬وأهم ما أشار بالنص‬
‫الصريح من ق اررات إلى حل الدولتين ما يأتي ‪:‬‬
‫القرار رقم (‪ :)1515‬تم اإلشارة إلى أن األراضي المحددة في إطار الدولة الفلسطينية المزمع قيامها يجب‬ ‫أ‪-‬‬
‫أن تكون على أراضي ‪1967‬م‪ ،‬وهذا ينسجم مع جاء في الق اررين األساس (‪ ،)338,242‬وما جاء فيهما‬
‫من مطالبة إلسرائيل باإلنسحاب حتى حدود الرابع من حزيران‪.‬‬
‫جنبا إلى جنب وضمن‬
‫ب‪ -‬القرار رقم (‪ :)1850‬تم التأكيد على قيام دولتين بالصبغة الديمقراطية تعيشان ً‬
‫حدود أمنة ومعترف بها‪.‬‬

‫خيار حل الدولتين‪ ..‬المبررات والواقع‬ ‫‪‬‬


‫يعد خيار حل الدولتين "خيار الضرورة" بالنسبة إلى طرفي الصراع الفلسطيني واإلسرائيلي‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬وجدت القوى السياسية الفلسطينية أن اتباع هذا الخيار يحافظ على ما تبقى من فلسطين التاريخية والتي‬
‫تعاقب االحتالل عليها في حربين متتاليتتن ‪1948‬م و‪1967‬م‪ ،‬مما يعني إمكان إنقاذ ما تبقى من األراضي‬
‫الفلسطينية‪ ،‬ويقصد به قيام دولة فلسطينية في األراضي المحتلة عام‪1967‬م‪ ،‬وبما تتضمنه من مناطق "الضفة‬
‫الغربية وقطاع غزة" وعاصمتها القدس الشرقية‪ ،‬أي على ما تقدر مساحته نحو ‪ %22‬من أراضي فلسطين‬
‫الكلية‪ ،‬إلى جانب دولة "إسرائيل" والتي من المفترض قيامها في حدود األراضي المحتلة عام‪1948‬م على مساحة‬
‫تقدر نحو ‪.%78‬‬
‫ثانيا‪ :‬ويجد الجانب اإلسرائيلي فيه الخيار األكثر نموذجية للحفاظ على الهوية اليهودية للدولة العبرية في ظل‬
‫ً‬
‫تنامي الهاجس الديمغرافي والتخوفات األمنية لها من صحوة فلسطينية‪ ،‬أو إعادة االنتفاضة ومفاهيم المقاومة‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬ويأتي حل الدولتين استجابة لما ورد في القرار (‪ )242‬والذي عكس موازيين القوى في حينها وباالستناد إلى‬
‫مفهوم األرض مقابل السالم‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬الخطر الحقيقي الذي جاء في مضمون اتفاق أوسلو هو التعمد على تجاهل النص صراحة على تأسيس‬ ‫رً‬
‫دولة فلسطينية بالرغم من االعتراف اإلسرائيلي بها‪ ،‬وإنما ذكر تحت بند هدف المفاوضات تشكيل سلطة وطنية‬
‫فلسطينية إنتقالية ذاتية ‪.،‬وقد استمرت الجهود العربية واألمريكية المندرجة في إطار حل الدولتين تقدم على أساس‬
‫أنها الخيار المثالي لحل الصراع وعلى وجه التحديد المبادرة العربية للسالم‪2002‬م‪ ،‬ومبادرة بوش األبن ومبادرة‬
‫باراك أوباما‪.‬‬
‫عمليا إسرائيل نسفت حل الدولتين جراء استمرار االستيطان وزيادة التوسع في هذا النهج من فرض واقع‬
‫ً‬ ‫خامسا‪:‬‬
‫ً‬
‫"دولة كانتونات فلسطينية" أو معازل في الضفة الغربية‪ ،‬وتهويد القدس الشرقية العتبارها العاصمة الموحدة‬
‫إلسرائيل‪ ،‬وإن أي إجراء لالنسحاب منها يحتاج بحسب القانون اإلسرائيلي إلى استفتاء شعبي‪ ،‬وكبديل عملي عنه‬
‫موافقة ثلثي أعضاء الكنيست على هذا اإلجراء‪ ،‬باإلضافة إلى رفض معالجة قضايا الحدود واستمرار توسعها‬
‫با لضم استجابة لعقدتها األمنية وشعورها بالخوف الدائم والحاجة لعمق استراتيجي وجغرافي يخدم هذا الهدف‪ ،‬مما‬
‫يعني هنا تضاؤل احتمالية نجاح حل الدولتين ‪.‬‬
‫سادسأ‪ :‬يندرج الدور األمريكي الحقيقي في الموقف الداعم للتوجه اإلسرائيلي من خالل االعتراف بمبدأ الحقائق‬
‫ً‬
‫الجديدة على األرض‪ ،‬وهذا يتضح جليا في "محددات كلينتون"‪ ،‬و"وعد بوش" وأطروحات" ترامب"‪ ،‬أي دعم‬
‫وتعزيز حقوق المستوطنيين وبقاء المستوطنات‪ ،‬ويهودية الدولة العبرية‪ ،‬والتنازل عن حقوق الالجئين‪ ،‬وهذا‬
‫بمجمله يشكل خرًقا للفهم العام لحل الدولتين‪.‬‬

‫ج‪ -‬سيناريو ضم الضفة الغربية‪ :‬وجاء هذا الخيار حديثًا ضمن طروحات قيام دولة فلسطينية في تصريحات‬
‫معلنا بأن إسرائيل ستعمد إلى ضم‬
‫رئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامين نيتنياهو ضمن حملته االنتخابية ‪8383‬م‪ً ،‬‬
‫مناطق واسعة في الضفة الغربية وتضم أراضي غور األردن وجميع المستوطنات‪ ،‬وتشكل بمجموعها نحو ‪%33‬‬
‫علما بأن‬ ‫ن‬
‫من مساحة الضفة الغربية‪ ،‬ووضعها في إطار السيادة اإلسرائيلية وضمن ما يعرف بصفقة القر ‪ً ،‬‬
‫األراضي التي أعلنت إسرائيل عن ضمها واقعة باألمر الواقع تحت السيطرة اإلسرائيلية بالكامل منذ ‪7661‬م‪ ،‬وإن‬
‫الهدف الفعلي من هذا اإلجراء هو تقويض أي فرصة إلتمام مسار حل الدولتين‪ .‬كما عمدت إسرائيل إلى التعامل‬
‫مع أراضي الغور باعتبارها ورقة ضغط في أية مفاوضات فلسطينية إسرائيلية وضمن مسار حل قضايا الوضع‬
‫النهائي‪ ،‬وذلك لالعتبارات التي تقوم عليها إسرائيل بأنها جزء من أرض إسرائيل الكاملة‪.‬‬
‫ومن الممكن هنا القول إن اإلستراتيجيات اإلسرائيلية للتعامل مع األراضي الفلسطينية تندرج في الحقيقة‬
‫الكامنة بأن هذا الكيان ما هو إال استمرار لألعمال االستعمارية التي بدأت في وقت مبكر من القرن الفائت‬
‫للسيطرة على فلسطين وتحويلها باألمر الواقع دولة عبرية لليهود‪ ،‬بما يضمن حل المسألة اليهودية من جانب‪،‬‬
‫امنيا بما يحفظ المصالح العليا لكل من إسرائيل‬
‫أقتصاديا و ً‬
‫ً‬ ‫سياسيا و‬
‫ً‬ ‫والسيطرة على الشرق األوسط والمنطقة العربية‬
‫وأمريكا‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم إن أية دولة تقبل بها التنظيمات الفلسطينية في ظل السيطرة اإلسرائيلية على كافة المنافذ‬
‫الحدودية البحرية والجوية والبرية‪ ،‬وتفرض سيادتها على معظم فلسطين التاريخية‪ ،‬فخيار الدولة أو الدولتين وحتى‬
‫الفيدرالية أو الكونفيدرالية جميعها حلول تمس الحق الفلسطيني في تقرير المصير والغاية النهائية للتحرر‬
‫واالستقالل والتخلص من الصهيونية والمظاهر اإلمبريالية‪ ،‬وأية دولة من المزمع الوصول إليها في ظل أية‬
‫تسويات وفي ظل اختالل موازيين القوى القائم ستكون دولة منزوعة السيادة والقوة‪ ،‬دولة كانتونات ومستوطنات‪،‬‬
‫ضا عن إسرائيل‪ ،‬بمعني سلطة تخلو من مظاهر‬
‫أشالء جغرافية متناثرة تتولى السلطة الفلسطينية مهمة إدراتها عو ً‬
‫السلطة‪ ،‬ودولة دون كيان أو مقومات قوة‪.‬‬
‫‪ ‬مبادرات السالم وآفاق الحل والتسوية‪:‬‬
‫نتيجة الختالل ميزان القوى للصالح اإلسرائيلي ودعم أمريكا لها‪ ،‬وتراجع الموقف العربي عبر سعي األنظمة‬
‫السياسية العربية لتوقيع اتفاقيات سالم‪ ،‬إضافة إلى ضعف الموقف الفلسطيني جراء غياب الخبرة السياسية‬
‫فلسطينيا التفكير بجدية وحلول عملية يمكن لها‬
‫ً‬ ‫والعسكرية وازدياد السلوك االحتاللي الضاغط‪ ،‬مما استدعى‬
‫تسوية الصراع عبر القبول بحلول مؤقتة أو مقبولة يمكن لها التخفيف من السياسة االحتاللية واالستعمارية‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل السعي لعقد هدنة لصالح جميع األطراف غاياتها إنهاء الصراع‪.‬‬
‫السالم في الطرح الفلسطيني‬ ‫‪‬‬
‫لم يكن السالم إرادة فلسطينية بحتة فقد ضغطت الظروف إقليميا ودوليا على القضية الفلسطينية‪ ،‬وفرضت‬
‫متغيرات دفعت الجانب الرسمي الفلسطيني للعب دور المبادر والساعي نحو السالم ‪ ،‬وذلك من خالل ما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬مشروع التحرير المرحلي (النقاط العشر) عام ‪1974‬م‪ :‬جاء هذا المشروع نتيجة اجتماع السباعية‬
‫الفلسطينية "التنظيمات التي تتبع لمنظمة التحرير الفلسطيني"‪ ،‬ويهدف إلى إقامة سلطة وطنية فلسطينية على ما‬
‫يتم تحريره من األراضي الفلسطينية؛ باالستناد على حقي تقرير المصير والعودة‪ ،‬وأيضا إقامة دولة فلسطينية‪،‬‬
‫وشرعية النضال المسلح والسلمي وبما يخدم عدالة القضية الفلسطينية؛ جاء هذا المشروع بمثابة رد فعل على‬
‫قرار مجلس األمن (‪ )338‬الداعي إلقامة سالم شامل ودائم مع التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫‪ .2‬مشروع الدولة الديمقراطية عام ‪1986‬م‪ :‬سعت منظمة التحرير الفلسطيني إلقامة الدولة الديمقراطية على‬
‫أرض فلسطين المحددة بوضوح في صك اإلنتداب‪ ،‬على أن تتمتع بالسيادة والشرعية‪ ،‬وتقوم على أسس العدالة‬
‫والمساواة بين جميع مواطنيها (عرب ويهود)‪ ،‬مع اإلصرار على مواصلة الجانب األهم المرتبط بتصفية الكيان‬
‫الصهيوني ‪.‬‬
‫ويأتي هذا الطرح كاستجابة لألوضاع التي فرضتها النكسة عام ‪1967‬م‪ ،‬والتحول التدريجي في‬
‫المواقف العربية من الرفض التام ومناهضة االحتالل‪ ،‬إلى التسليم باألمر الواقع واإلقرار بوجود إسرائيل‪ ،‬لذلك‬
‫أبدت رغبة صريحة في خوض مفاوضات مباشرة وغير مباشرة‪ ،‬موضوعها الرئيس الصراع العربي اإلسرائيلي‬
‫والقضية الفلسطينية‪ ،‬وذلك وفق القرار (‪ ،)242‬وكذلك جاء هذا المقترح للرد على مشروع روجرز الذي طرح في‬
‫ذلك الوقت باعتبار القضية تتلخص بأزمة الالجئين ويمكن إنهاؤها بتعويضات مالية دون العودة‪ ،‬فكان الطرح‬
‫الفلسطيني القائم على دولة ديمقراطية بمثابة دستور لمجمل قضايا الصراع وما تتضمنه القضية الفلسطينية ككل‪.‬‬

‫‪ .3‬مشروع إعالن الدولة عام ‪1988‬م‪ :‬تزامن هذا المشروع مع التحوالت اإلقليمية والصراعات الدائرة في‬
‫المنطقة العربية وأهمها حرب الخليج‪ ،‬وما تركتها من تبعات على مسار التحرير الفلسطيني وخروج المقاومة من‬
‫لبنان‪ ،‬وتزايد زخم الضغط العربي والدولي لحمل فلسطين على قبول مبادرات السالم‪ .‬إال أن االنتفاضة‬
‫الفلسطينية األولى (‪7621‬م) أحدثت مفارقة واضحة في منح المنظمة والقيادة الفلسطينية دافعية للمبادرة الذاتية‪،‬‬
‫خاصة عقب فك االرتباط القانوني واإلداري مع األردن‪ ،‬فاضطرت المنظمة التمرد على األوضاع القائمة ومن‬
‫الجزائر تم إعالن االستقالل ودولة فلسطين‪ ،‬إلى جانب االعتراف بالق اررات الدولية (‪ ،)338,242‬واالعتراف‬
‫بإسرائيل‪ ،‬ونبذ اإلرهاب وكافة األعمال المسلحة‪.‬‬

‫‪ .4‬مشروع إنهاء االحتالل عام ‪2017‬م‪ :‬وقد صاغ نصوصه الرئيس الفلسطيني محمود عباس خاصة بعد‬
‫مرور نحو (‪ )25‬عام على اتفاقات أوسلو وما ارتبط بها من قضايا‪ ،‬وكذلك ازدياد استباحة إسرائيل للحقوق‬
‫الفلسطينية‪ ،‬وزيادة أعمال االستيطان والتهويد والممارسات العدوانية‪ .‬ومن خالل منبر الجمعية العامة لألمم‬
‫معا قوامه حل الدولتين‪ ،‬وأن األفق مازال‬
‫المتحدة ‪2017‬م قدم خطابه كمشروع إلنهاء االحتالل والسالم في آن ً‬
‫مفتوحا لقبول خيارات وحلول سلمية‪ ،‬وتجاوز المرحلة الحالية التي لم يعد باإلمكان االستمرار معها كسلطة مجردة‬
‫من السلطة‪ ،‬واستمرار االحتالل دون كلفة‪.‬‬

‫السالم في الطرح العربي‬ ‫‪‬‬


‫"نقبل بما يقبل به الفلسطينيون‪ ،‬ونرفض ما يرفضونه‪ "..‬انطالًقا مما تضمنته هذه المقولة كان النظام‬
‫العربي جزءا من رحلة الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي‪ ،‬ليضع القضية الفلسطينية أولوية في مباحثاته ومواجهاته‬
‫وحروبه‪ ،‬ومن أهم تلك الطروحات العربية‪:‬‬
‫‪ -1‬مشروع قمة فاس الثانية عام ‪1982‬م‪ :‬أولى ولي العهد السعودي في حينها األمير فهد بن عبد العزيز‬
‫خاصا‪ ،‬فقد سعى إلى تقديم مبادرة للسالم هدفها تحرير فلسطين من خالل عمل عربي‬
‫جهدا ً‬‫القضية الفلسطينية ً‬
‫جاد ‪ ،‬وذلك خالل انعقاد قمة فاس األولى‪ ،‬عرفت فيما بعد بمشروع السالم العربي وتم اقرارها في قمة فاس‬
‫الثانية‪1982‬م‪ ،‬وكانت بمثابة الرد على مبادرة الرئيس األمريكي ريغان للسالم في المنطقة العربية وحل الصراع‪،‬‬
‫وحديثه عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني مع تهميش حق العودة وقضية الالجئين‪ ،‬ولفت إلى ضرورة‬
‫ربط دولة فلسطين إن تحقق ذلك بدولة أخرى ذات سيادة في إشارة منه إلى ربطها باألردن‪.‬‬
‫وقد استندت مبادرة األمير فهد إلى ق اررات الشرعية الدولية (‪ ،)338,242‬وضرورة قيام دولة فلسطين وحدودها‬
‫باعتبارها األراضي التي وقعت تحت االحتالل لعام ‪1967‬م‪ ،‬عاصمتها القدس الشرقية‪ ،‬مع التعريج على حقوق‬
‫الشعب الفلسطيني الثابتة وغير القابلة للتصرف‪ ،‬ومنها حق تقرير المصير‪.‬‬
‫سياسيا‬
‫ً‬ ‫ومشروعا‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬نقاط مبارك العشر عام‪1989‬م‪ :‬أطلق الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك مبادرة‬
‫لتسوية الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي‪ ،‬ومن أهم ما جاء فيها‪:‬‬
‫أ‪ -‬السعي لوقف كامل عمليات االستيطان‬
‫ب‪ -‬حل القضية على مرحلتين؛ األولى تتبنى خيار الحكم الذاتي الفلسطيني‪ ،‬والثانية مرحلة الحلول الشاملة‬
‫والدائمة‪.‬‬
‫ج‪ -‬إلزام إسرائيل بتنفيذ الق اررات األممية الصادرة عن مجلس األمن (‪ ،)338,242‬وتفعيل العمل بمبدأ األرض‬
‫مقابل السالم‪ ،‬وإقرار كامل حقوق الشعب الفلسطيني‪.‬‬
‫‪ -3‬المبادرة العربية للسالم عام ‪2002‬م‪ :‬وتعد األساس المطلبي للسالم وحل الصراع الفلسطيني‪ ،‬وما جاء فيها‬
‫من بنود تمسك به المفاوض الفلسطيني والعربي باعتبارها رسمت خارطة سالم حقيقية وازنت ما بين جانبي‬
‫المعادلة وبين أطراف الصراع‪ ،‬وقد تقدم بهذه المبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة‬
‫العربية المنعقدة في بيروت‪ ،‬على أثر أحداث االنتفاضة الفلسطينية الثانية‪ ،‬وقد ارتهنت هذه المبادرة لعدة أسس‬
‫في صياغة مساعيها للسالم‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫طا ومقبوًال‪.‬‬
‫حال وس ً‬
‫أ‪ -‬أن الدول العربية ال تعارض حل الدولتين‪ ،‬وتعتبره ً‬
‫ب‪ -‬وضعت هذه المبادرة تفصيالت حقوقية ضامنة لمطالب الشعب الفلسطيني وحقوقه‪ ،‬أهمها وضع مدينة‬
‫القدس‪ ،‬وحق العودة والالجئين‪.‬‬
‫جنبا إلى جنب‪ ،‬بسالم‬
‫ج‪ -‬توافق هذه المبادرة مع رؤية الرئيس بوش للحل "دولتان"‪ :‬إسرائيل وفلسطين‪ ،‬تعيشان ً‬
‫وأمان"‪ ،‬وانسجامها مع الطرح األمريكي في ذلك الوقت "خارطة الطريق"‪.‬‬

‫السالم في الطرح األمريكي‬ ‫‪‬‬


‫من الممكن القول إن انفراد الواليات المتحدة األمريكية وتسيدها سدة النظام العالمي‪ ،‬األمر الذي منحها‬
‫شرعية التدخل والتأثير وممارسة صالحيات الوسيط األهم واألقوى فيما يتعلق في الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي‪،‬‬
‫حضور في المنطقة العربية ويحفظ لها حدود السيطرة والهيمنة ويضمن مصالحها اإلستراتيجية‬
‫ًا‬ ‫وبما يحقق لها‬
‫باإلبقاء على حالة االنقسام واالنسحاب من المسؤوليات القومية والعروبية تجاه فلسطين‪ ،‬واستمرار التعامل مع‬
‫األنظمة السياسية تماما كما عبر عنه الكاتب "وليم جاي كار" أحجار على رقعة الشطرنج‪ ،‬وما يهم هنا ما قدمته‬
‫ليفا إلسرائيل‪ ،‬أو المهيمنة على مؤسسات القرار الدولي‬
‫الواليات المتحدة األمريكية من حلول للصراع بصفتها ح ً‬
‫"هيئة األمم"‪.‬‬
‫ائيليا‪ ،‬ألنها‬
‫وأن الدور األمريكي يأخذ منحنى متزايدا نتيجة لعدم التسليم والقبول بأية حلول يمكن أن تقدم إسر ً‬
‫سترسم وفًقا للمنظور الصهيوني‪ ،‬وعجز القوى العربية عن صياغة رؤية لمواجهة االحتالل وإضعاف خطره‬
‫المتنامي‪ ،‬فمن هنا لجأ أطراف الصراع إلى اإلرادة الدولية والقوة األمريكية‪.‬‬
‫ويرى عالم السياسة اليهودي "أهارون ويلدافسكي" أن الواليات المتحدة تقوم بدور المشرف الضامن لسير‬
‫المباحثات والمفاوضات الثنائية ظاهرًيا‪ ،‬لكن الواقع يقوم إن الواليات المتحدة إذا تصرفت وكأنه ليس لها أية‬
‫مصالح قومية في إسرائيل‪ ،‬فهي بذلك تنحرف عن هويتها الدينية واألخالقية‪ ،‬والثقافية والسياسية‪ ،‬ويمكن القول‬
‫إن اإلدارات األمريكية كافة كانت تمنح الصراع في الشرق األوسط أهمية بالغة‪ ،‬وعلى وجه الخصوص الصراع‬
‫الفلسطيني اإلسرائيلي لذلك تعددت رؤى السالم والمبادرات األمريكية في هذا الجانب‪ ،‬وفي إطار الدراسة سيتم‬
‫التركيز على ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬نقاط بيكر الخمس عام ‪1989‬م‪ :‬كان الرئيس بوش على اطالع بكامل المجريات الحادثة على الصراع‬
‫الفلسطيني اإلسرائيلي‪ ،‬وأوضاع المنطقة العربية‪ ،‬قبيل توليه الرئاسة األمريكية بحكم قربه وعالقته مع كبار‬
‫عبر عنه‬
‫مسؤوولي الحزب الجمهوري‪ ،‬ولكن كان هناك حالة من التردد والتنحي عن التدخل والمبادرة‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫وزير خارجيته جيمس بيكر بقوله إن الصراع العربي الفلسطيني ال يمكن اعتباره فرصة يمكن انتهازها‪ ،‬بل فخ‬
‫ومن األفضل تجنبه‪ ،‬لكن الظروف الدائرة تستدعي تقديم طرٍح سياسي يعزز حظوظ الرئيس وفريقه أمام الجالية‬
‫اليهودية األمريكية‪ ،‬لذلك وجد بيكر والمبعوث األمريكي للشرق األوسط دينيس روس وفريق التخطيط بضرورة‬
‫التوجه لقيادة عملية السالم‪ ،‬عرفت هذه المبادرة بنقاط بيكر الخمس وأهم ما ورد فيها‪( :‬الدعوة إلجراء حوار‬
‫فلسطيني إسرائيلي)‪ ،‬و(السماح للمفاوض الفلسطيني بإثارة قضايا الحل النهائي)‪ ،‬ورأى بيكر أن إسرائيل إن لم‬
‫توافق على مبدأ السالم مقابل األرض فهذا يعني إنعدام وجود مسيرة سالم حقيقية‪ .‬وقد اعترضت اسرائيل على‬
‫صياغة الطرح وانحيازه ‪.‬‬

‫‪ -2‬مبادرة جورج بوش في آذار‪1991‬م‪ :‬وعبر خطاب ألقاه أمام الكونجرس األمريكي أعرب عن عزم الواليات‬
‫المتحدة لتسوية الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي‪ ،‬وذلك بتعبيره "آن األوان إلنهاء النزاع" عبر التوصل إلى سالم‬
‫شامل وعادل ينهض على قراري مجلس األمن (‪ ،)338,242‬واألرض مقابل السالم‪ ،‬وضمان حقوق الشعب‬
‫الفلسطيني المشروعة‪ ،‬وكذلك ضمان أمن إسرائيل إلى جانب االعتراف بها‪.‬‬

‫‪ -3‬مؤتمر مدريد(‪ :)1991‬جاءت فكرة هذا المؤتمر من خطاب الرئيس األمريكي بوش‪ ،‬وإعرابه عن ضرورة‬
‫التوصل إلى حل للصراع‪ ،‬لذلك كلف جيمس بيكر بالدعوة لعقد مؤتمر دولي للسالم في الشرق األوسط‪ ،‬على أن‬
‫يحضر الجانب الفلسطيني ضمن الوفد األردني "وفد مشترك"‪ ،‬وبحضور القوى الدولية بما فيها االتحادين‬
‫األوروبي والسوفيتي والدول العربية‪ ،‬والضرورة من هذا المؤتمر التفاوض حول منح الفلسطينيين ترتيبات للحكم‬
‫الذاتي المؤقت مدة خمس سنوات‪ ،‬على أن يتبعها ترتيب آخر للوصل التفاقية دائمة وعلى أساس قراري مجلس‬
‫األمن (‪ ،)338,242‬لكن إسرائيل رفضت اعتبار القدس من موضوعات التفاوض في أي مرحلة أنية أو دائمة‪،‬‬
‫وفيه دعت إلى تجميد االستيطان وحل قضية الالجئين عبر مفاوضات متعددة األطراف‪.‬‬
‫أيضا إن المشاركة الفلسطينية لم تكن يسيرة في هذا المؤتمر‪ ،‬وإنما جاءت بعد رسالة طلبت‬
‫ومن المهم القول ً‬
‫إليه فلسطينيا بأن يقر بالبنود االتفاقية والرئيسية في مسار الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي‪ ،‬وتحقق لهم ذلك عبر ما‬
‫عرف برسالة التطمينات األمريكية التي ضمت ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬اإلقرار بعدم شرعية االستيطان‪.‬‬
‫ب‪ .‬يمنح الفلسطينيين مرحلة انتقالية كحق راسخ لهم مدتها سنتان‪ ،‬مسبوقة بسنة من المفاوضات‪.‬‬
‫ج‪ .‬وبانقضاء السنة الثانية يمكن البدء في مفاوضات الحل النهائي وعلى مدار ثالث سنوات‪.‬‬
‫د‪ .‬عقد انتخابات فلسطينية‪.‬‬
‫ه‪ .‬القدس أرض محتلة‪ ،‬وليست حًقا للكيان المحتل‪.‬‬
‫و‪ .‬يحق للشعب الفلسطيني عقد كونفدرالية دون تحديد طرفها اآلخر‬

‫‪ -4‬اتفاقات أوسلو عام (‪1993‬م)‪ :‬أثناء عقد مفاوضات مؤتمر مدريد‪ ،‬كانت تسير مفاوضات ثنائية تضم‬
‫أطراف الصراع بشكل مباشر (فلسطين وإسرائيل) ونجحت في التوصل إلى اتفاق "إعالن المبادئ"‪ ،‬ولم يكن هناك‬
‫دور أمريكي تفاوضي‪ ،‬واقتصر دورها على رعاية االتفاق وبحضور الرئيس بيل كلينتون‪ ،‬وألول مرة في تاريخ‬
‫الصراع اعترفت إسرائيل بثالثة عناوين عريضة في القضية الفلسطينية وإطارها التفاوضي وشملت (الشعب‬
‫الفلسطيني‪ ،‬منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬الحقوق السياسية المشروعة للفلسطينيين)‪ ،‬ومن أهم نتائجها المباشرة‬
‫للفل سطينيين تشكيل سلطة وطنية فلسطينية انتقالية وذاتية في الضفة وقطاع غزة‪ ،‬ضمن مرحلة انتقالية ال تتجاوز‬
‫خمس سنوات‪ ،‬ومن ثم عقد تسوية نهائية تتضمن قضايا الحل النهائي وعلى أسس الشرعية الدولية وقراري‬
‫مجلس األمن (‪ ،)338,242‬ومن األهمية المترتبة عليها نقل المقاومة الفلسطينية من الخارج إلى الوطن‪ ،‬أي‬
‫انتقال أعمال منظمة التحرير إلى داخل فلسطين والعمل منها‪.‬‬

‫‪ -5‬مذكرة واي ريفير عام (‪1998‬م)‪ :‬نتيجة جهود اإلدارة األمريكية في والرئيس بيل كلينتون نجح في لم شمل‬
‫الضدين "الطرفين الفلسطيني واإلسرائيلي"‪ ،‬وتوقيعهما مذكرة اتفاقية تنص على انسحاب اسرائيلي مما مساحته‬
‫‪ %13‬من الضفة الغربية‪ ،‬ومنح صالحيات أمنية وإدارية للفلسطينيين‪ ،‬واطالق سراح نحو ‪ 40‬أسيرا‪ ،‬وبالمقابل‬
‫التزمت السلطة الفلسطينية بضبط األمور األمنية‪ ،‬وأخطر ما ورد في هذه المذكرة االلتزام الذي وقعته السلطة‬
‫بتعديل ميثاقها الوطني وشطب كل ما يشير إلى تدمير إسرائيل ‪.‬‬

‫‪ -6‬كامب ديفيد عام (‪2000‬م)‪ :‬تمت المفاوضات بدعوة من الرئيس األمريكي كلينتون‪ ،‬حول العديد من‬
‫القضايا اإلجمالية وقضايا الوضع النهائي‪ ،‬وأهم ما قدمته القمة من مقترحات تعلقت بانسحاب إسرائيل من أراض‬
‫سيطرت عليها بعد عام ‪1967‬م‪ ،‬وتشكيل دولة فلسطينية عليها‪ ،‬وتقسيم القدس إلى ثالثة نطاقات سيادية‪ ،‬األول‬
‫تحت سيادة إسرائيل‪ ،‬والثاني تحت السيادة الفلسطينية‪ ،‬واألخير يوضع تحت السلطة اإلدارية الفلسطينية والسيادة‬
‫إلسرائيل‪ ،‬ولكن هذه القمة لم تنجح نظ ار لتعنت إسرائيل‪ ،‬وكذلك رفضها الرئيس عرفات مص ار على الحل‬
‫بالمرجعية الدولية ووفقا لق اررات مجلس األمن‪ ،‬وعدم المساس بالسيادة الفلسطينية على القدس الشريف بالكامل‪.‬‬

‫‪ -7‬خارطة الطريق عام (‪2002‬م)‪ :‬طرح الرئيس األمريكي جورج بوش األبن مبادرة خاصة للسالم وحل‬
‫الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي عرفت ب ــ"خارطة الطريق"‪ ،‬لتشكل إطا ار يتعلق بإرساء السالم والسعي نحو خفض‬
‫حدة االنتفاضة‪ ،‬وحازت هذه المبادرة بجميع تفاصيلها على قبول اللجنة الرباعية الدولية وتضم "روسيا والواليات‬
‫المتحدة األمريكية ‪ ،‬واالتحاد األوروبي‪ ،‬واألمم المتحدة"‪ ،‬لكن ما يؤخذ عليها اهتمامها بالجوانب اإلجرائية‬
‫للمبادرة دون اإللتفات لطرفي الصراع "الفلسطيني واإلسرائيلي"‪ ،‬وكذلك التعديالت المتكررة على صيغتها استجابة‬
‫للضغوط اإلسرائيلية‪.‬‬
‫وتضمنت خارطة الطريق تسوية شاملة ومرحلية‪ ،‬تنفذ عبر ثالث مراحل‪:‬‬
‫اعتبار ما يقوم به طرفي الصراع خطوة أولى لما يتبعها من آفاق الحل وتشمل المرحلة األولى‪:‬‬
‫فلسطينيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فور بتنفيذ سياسات أمنية وإدارية وضبط األوضاع القائمة‬
‫‪ -7‬مبادرة الجانبين الفلسطيني واإلسرائيلي ًا‬
‫‪ -8‬وقف كافة أشكال األعمال االستف اززية والممارسات العدوانية من االحتالل‪ ،‬ووقف االستيطان‪ ،‬وتفكيك جزء‬
‫ائيليا‪.‬‬
‫من المستوطنات القائمة اسر ً‬
‫‪ -‬أما المرحلة الثانية يتم نفاذها بعد عقد مؤتمر دولي برعاية اللجنة الرباعية الدولية بهدف إعالن قيام دولة‬
‫فلسطينية مؤقتة وعلى حدود‪1967‬م و"تشمل جميع المستوطنات وتستثني القدس الشرقية"‬
‫‪ -‬المرحلة الثالثة والمرتبطة بقضايا الحل النهائي وما تتضمنه من قضايا إشكالية؛ بما فيها القدس‪ ،‬والالجئون‪،‬‬
‫والحدود والسيادة‪ ،‬واالستيطان‪ ،‬والمياه يتم التوافق عليها عبر مؤتمر دولي كذلك ضمن خطوة ختامية ‪.‬‬

‫‪ -8‬مبادرة أنابوليس عام (‪2007‬م)‪ :‬بعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات توقفت مساعي التسوية السلمية‬
‫فلسطينيا‪ ،‬وغياب القيادة الموحدة التي يمكن التفاوض معها‬
‫ً‬ ‫بما يزيد على عامين‪ ،‬جراء حالة االنقسام الداخلي‬
‫وصنع السالم‪ ،‬إلى حين أوفدت وزيرة الخارجية األمريكية (كوندلي از رايس) طرحا يتعلق بضرورة فتح آفاق‬
‫جديدة للسالم المرتبط بالصراع الفلسطيني اإلسرائيلي عبر عقد قمة دولية في أنابوليس وتحت رعاية الرئيس‬
‫جنبا إلى جنب‬
‫األمريكي بوش‪ ،‬موضوعها الرئيس وضع األساس العملية إلقامة دولة فلسطينية وديمقراطية تكن ً‬
‫إسرائيل بأمن وسالم‪ ،‬وعلى أساس العيش المشترك‪ ،‬وبدء مفاوضات ثنائية بشأن عقد اتفاقية سالم شاملة‬
‫تتضمن كافة القضايا الجوهرية دون استثناء أو ترحيل زمني‪.‬‬

‫‪ -9‬خطة جون كيري للسالم عام (‪2016‬م)‪ :‬بعد تولي الرئيس األمريكي باراك أوباما واليته الرئاسية الثانية‬
‫أبدى طموحات كبيرة لحل الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي‪ ،‬وبعد اختياره جون كيري وز ًا‬
‫ير للخارجية‪ ،‬والسيناتور‬
‫جورج ميتشل مبعوثًا للسالم في الشرق األوسط‪ ،‬تجددت نوايا السعي لعقد اتفاق سالم وحل الصراع وفًقا لمنظور‬
‫حل الدولتين‪.‬‬
‫وقد قدم كيري خطته التي أشار فيها إلى أن حل الدولتين أساس تحقيق السالم العاجل والدائم‪ ،‬والطريقة‬
‫دوليا‪ ،‬والتفاوض يبنى على أساس حدود‬
‫المثلى لضمان مستقبل إسرائيل وضمان حدود آمنة لها ومعترف بها ً‬
‫ٍ‬
‫متساو لألراضي مقابل ما يتم االنسحاب منه‬ ‫‪1967‬م واالنسحاب من األراضي التي تم احتاللها‪ ،‬مع تبادل‬
‫لكن ما هو جديد في خطة كيري ويفوق اعترافها بحقوق إسرائيل والجور المعلن بالحقوق الفلسطينية واإلقرار‬
‫بالقدس عاصمة إلسرائيل‪ ،‬أن الخطة تنكرت لحق العودة والالجئين‪ ،‬وأن حل هذه المشكلة يكمن في بذل‬
‫الجهود الدولية لمنحهم تعويضات مالية أو مساعدتهم بتوطينهم في أماكن إقامتهم‪ ،‬أما فيما يتعلق باالستيطان‬
‫ناسفا للسالم ولكنه ليس السبب الجوهري للصراع‪.‬‬
‫عبر عنه كيري بأنه ً‬

‫مشروعا للسالم‪ ،‬عرف بـ ــ"صفقة‬


‫ً‬ ‫‪ -10‬صفقة القرن عام (‪2020‬م)‪ :‬أعلن الرئيس األمريكي دونالد ترامب‬
‫القرن"‪ ،‬وتعتبر الخطة األمريكية األكثر دقة وتحديدا وشمولية لجميع القضايا التفصيلية والنهائية‪ ،‬وتأتي ضمن‬
‫شقين‪ :‬سياسي واقتصادي‪ ،‬وما يهم في هذا الطرح أنه لم يتأسس على الق اررات األممية التي أخذت بها كامل‬
‫المبادرات والطروحات السلمية لعدم قدرتها على حل الصراع‪ ،‬وقد أطلق عليها "خطة البناء السالم العادل"‪،‬‬
‫وفلسطينيا وجد منها خطة لتصفية القضية وتبني توجهات اليمين اإلسرائيلي بالكامل‪ ،‬وقد مهدت لها خطوة‬
‫استباقية تمثلت بنقل السفارة األمريكية من تل أبيب إلى القدس‪ ،‬واعتبار القدس عاصمة أبدية وموحدة إلسرائيل‪،‬‬
‫وتضمنت عددا من اإلجراءات لضمان أمن ووجود إسرائيل كجزء راسخ في المنطقة‪ ،‬وتشمل ما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إنهاء قضية الالجئين دون تحديد إجراءات عملية بالتعويض أو ضمان حق العودة‪.‬‬
‫ب‪ -‬القدس موحدة ويهودية بالكامل‪ ،‬وعاصمة إلسرائيل‪.‬‬
‫ج‪ -‬التسليم بيهودية الدولة‪ ،‬واعتبار ما دون اليهود مقيمين فقط‪.‬‬
‫د‪ -‬إنهاء حق تقرير المصير وما يلحق به من ترتيبات متعلقة بالمشروع الوطني الفلسطيني‪.‬‬
‫هـ‪ -‬تشريع قانونية الجدار العازل الصهيوني‪ ،‬مع إجراء تعديالت تضمن أمن إسرائيل‪.‬‬
‫و‪ -‬إتمام مشروع ضمن كامل المستوطنات في الضفة والقدس إلسرائيل‪.‬‬
‫ز‪ -‬إنهاء المرجعيات القانونية والدولية المرتبطة بالصراع‪ ،‬واالنطالق في التسوية وفًقا لإلطار الذي تقدمه صفقة‬
‫القرن‪.‬‬
‫ح‪ -‬اعتبار التطبيع واجبا عربيا لتحقيق السالم‪.‬‬
‫بالمحصلة الختامية مجمل المبادرات األمريكية بهي خطط تصفوية استهدفت القضية وما حملته في إطارها‬
‫من قضايا خالفية حقوقية ومصيرية‪ ،‬وبدأت تفكيكها إلى قضايا فرعية إنسانية واقتصادية أمكن من خاللها القفز‬
‫عن كامل حقوق الشعب الفلسطيني والشرعية الدولية والق اررات األممية لفرض حقائق على الواقع بتذويب الهوية‬
‫الفلسطينية وإنكار مقومات الدولة‪ ،‬وبالوقت ذاته قيام دولة إسرائيلية ومنحها شرعية الوجود وضمان األمن لها‬
‫والتمدد في المنطقة العربية‪ ،‬وتحويل الشعب الفلسطيني إلى مقيمين داخل أراضيهم‪.‬‬
‫الوصاية واالعمار الهاشمي‪:‬‬

‫تمارس المملكة األردنية الهاشمية مسؤوليتها تجاه المقدسات في القدس انطالقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية‬
‫عليها‪ ،‬فقد أرتبط الهاشميون تاريخياً‪ ،‬جيالً بعد جيل‪ ،‬بعقد شرعي مع تلك المقدسات‪ ،‬فحفظوا لها مكانتها وقاموا‬
‫على رعايتها‪ ،‬مستندين إلى إرث ديني وتاريخي‪ ،‬وارتباط بالنبي العربي الهاشمي محمد (ه)‪ ،‬وهذا يشير إلى أن‬

‫الوصاية حق قانوني متوارث وجرى التوافق عليه ً‬


‫دوليا‪.‬‬

‫الوصاية الهاشمية على القدس‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هي مجموعة من المسؤوليات والصالحيات المرتبطة بالقيادة الهاشمية في المملكة األردنية الهاشمية‪ ،‬إذ تم منحها‬
‫من قبل الشرعية الدولية تعطيهم حق الرعاية والحفاظ على المقدسات اإلسالمية والمسيحية في القدس‪ ،‬والعناية‬
‫بهما بالترميم والصيانة واالهتمام‪ ،‬ويعود ارتباط العرب والمسلمون بالقدس نظ اًر لمنزلتها في العقيدة اإلسالمية‬
‫والتاريخ‪ ،‬ومن هنا أخذت مكانة عالية عند الهاشميين بأبعادها الدينية والتاريخية والوطنية والقومية والدولية ألنها‬
‫قيادة تجمع بين الشرعية الدينية والتاريخية‪.‬‬

‫‪ -‬نشأة الوصاية الهاشمية‪ :‬تخضع المقدسات اإلسالمية والمسيحية في القدس‪ ،‬للوصاية الهاشمية منذ العام‬
‫وسياسيا حق الوصاية من خالل‪:‬‬
‫ً‬ ‫يخيا‬
‫‪ 7684‬إبان حكم الشريف الحسين بن علي‪ ،‬وقد ثبت تار ً‬

‫‪ -7‬بايع المقدسيين الشريف حسين على أن يكون وصياً على القدس‪ ،‬بحيث تتمثل هذه الوصاية في االهتمام‬
‫بالمقدسات اإلسالمية‪ ،‬والحفاظ عليها‪.‬‬

‫‪ -8‬وقد ورث الملك عبد الله األول تلك الوصاية من والده وكرسها في عهد جديد من الوصاية والرعاية الهاشمية‬
‫على المقدسات عام ‪7653‬م عندما أعلن الوحدة بين الضفتين‪.‬‬

‫‪ -3‬وبعد فك االرتباط في عام ‪7622‬م تم استثناء القدس لتبقى تحت الرعاية األردنية‪.‬‬

‫‪ -4‬وفي العالم ‪7664‬م وقعت األردن واالحتالل اإلسرائيلي اتفاقية السالم وادي عربة‪ ،‬والتي نصت على بقاء‬
‫المقدسات اإلسالمية في القدس تحت الوصاية الهاشمية‬

‫‪ -5‬وفي ‪ 37‬آذار ‪8373‬م‪ ،‬وقع جاللة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس‬
‫اتفاقاً تاريخياً في عمان ينص على إعادة التأكيد على الوصاية الهاشمية على األماكن المقدسة‪ ،‬وأن جاللة الملك‬
‫هو صاحب الوصاية على األماكن المقدسة في القدس‪ ،‬وقد أكد جاللته على الوصاية على القدس حيث يقول‪:‬‬
‫إن الوصاية الهاشمية على المقدسات اإلسالمية والمسيحية في القدس‪ ،‬واجب ومسؤولية تاريخية‬

‫‪ -‬اإلعمارات الهاشمية في القدس‪ :‬تمارس المملكة األردنية الهاشمية مسؤوليتها تجاه المقدسات في القدس‬
‫انطالقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية عليها‪ ،‬قامت المملكة األردنية الهاشمية بسلسلة من أعمال البناء والترميم‬
‫والصيانة‪ ،‬والتي تعرف في األدبيات السياسية واإلعالمية باإلعمارات األردنية الهاشمية‪ ،‬ومن أبرز تلك‬
‫اإلعمارات‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلعمار الهاشمي األول‪:‬‬

‫‪ -7‬تكرست الرعاية الهاشمية للمقدسات فيها حين انعقدت البيعة والوصاية من أهل فلسطين في عام ‪7684‬م‬
‫للشريف حسين بن علي‪ ،‬فكان أول المتبرعين إلعادة إعمار المسجد األقصى‪ .‬إذ بادر إلى تقديم مبلغ يعادل‬
‫حوالي (‪ )53‬ألف ليرة ذهبية إلعمار المقدسات الطاهرة‪ ،‬وكان لهذا اإلعمار أثر في إنقاذ المسجد األقصى من‬
‫الزلزال الكبير الذي ضرب القدس والمناطق الجبلية الفلسطينية األخرى سنة ‪7681‬م‪.‬‬

‫‪ -8‬وبعد حرب عام ‪7642‬م قام الملك عبد الله األول بإطالق الدعوة إلى ترميم محراب زكريا‪ ،‬وإعادة ترميم‬
‫المباني المحيطة به التي عانت أض ار اًر هيكلية خالل الحرب (حرب النكبة)‪.‬‬

‫‪ -3‬وفي سنة ‪7646‬م‪ ،‬أمر الملك عبد الله في إعادة ترميم كنيسة القيامة بعد تعرضها للحريق الذي كاد أن‬
‫يدمرها‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلعمار الهاشمي الثاني‪:‬‬

‫ما أن تولى الملك الحسين بن طالل سلطاته الدستورية‪ ،‬حتى وضع بيت المقدس‪ ،‬والمسجد األقصى المبارك‪،‬‬
‫وما يشتمل عليه من معالم إسالمية في طليعة اهتماماته‪ ،‬وتجلى ذلك في‪:‬‬

‫‪ -7‬إصدار أوامره لوضع خطة متكاملة لرعاية المدينة المقدسة الذي اشتمل على تجديد عمارة قبة الصخرة‬
‫المشرفة‪ ،‬وتجديد عمارة الجامع األقسى (المسجد القبلي)‪ ،‬وإعمار قبة الصخرة المشرفة‪ ،‬وتركيب قبة خارجية من‬
‫األلمنيوم ذهبي اللون‪ ،‬وتركيب رخام للجدران الداخلية والخارجية وإعادة ترميم الفسيفساء فيها‪ ،‬وترميم البالط‬
‫القيشاني الخارجي وزخرفته بايات قرانية‪.‬‬

‫‪ -8‬وفي عام ‪7654‬م أصدر قانون رقم (‪ )38‬شكلت بموجبه لجنة إعمار المسجد األقصى المبارك وقبة‬
‫الصخرة‪ ،‬لتتخذ رعاية المقدسات صفة الثبات والدوام واالستم اررية‪ ،‬ولتكون الرعاية الهاشمية للمقدسات حق ثابت‬
‫وتاريخي وقانوني‪.‬‬

‫‪ -3‬تم التركيز على إعمار كافة األماكن المقدسة باإلضافة إلى إنشاء مدرسة ثانوية األقصى الشرعية في‬
‫الخليل‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلعمار الهاشمي الطاري ‪1969‬م‪:‬‬

‫في ‪7666‬م تعرض المسجد األقصى المبارك لحريق متعمد أضرمه اليهودي المتطرف األسترالي الجنسية دينيس‬
‫روهان" بالتواطؤ مع سلطات االحتالل اإلسرائيلية‪ ،‬لذلك جاء اإلعمار األردني الطارئ إلصالح تلك األضرار‬
‫التي لحقت بمنبر صالح الدين األيوبي‪ ،‬الذي نصبه في المسجد األقصى بعد ان حرر المدينة المقدسة من‬
‫الصليبيين سنة ‪7721‬م‪ ،‬كما أصاب الحريق أجزاء من المسجد‪.‬‬

‫ونفذ اإلعمار بعد رفع األنقاض وإجراء الدراسات والمخططات الالزمة للعمل‪ ،‬وقسم مشروع العمل إلى مرحلتين‪:‬‬
‫‪ -7‬مرحلة إنشائية تم هدم الجزء الجنوبي الشرقي وأعيد بناؤه‪.‬‬
‫‪ -8‬مرحلة األعمال التكميلية والزخرفة‪ ،‬وقد تمكنت اللجنة من إزالة آثار الحريق‪ ،‬بتكلفة بلغت حوالي (‪)76‬‬
‫مليون دينار‪.‬‬

‫خالل هذا اإلعمار تم مايلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إعادة كسوة قبة المسجد الخارجية بمادة الرصاص كما كانت عليه قبل عام ‪7664‬م بدالً من ألواح األلمنيوم‬
‫األبيض‪.‬‬

‫ب‪ -‬تم تأسيس كلية العلوم اإلسالمية في القدس عام ‪7615‬م‪ ،‬والمدرسة الشرعية في جنين عام ‪7615‬م‪ ،‬وقسم‬
‫اآلثار اإلسالمية في القدس عام ‪7611‬م‪ ،‬وقسم إحياء التراث اإلسالمي وكلية الدعوة وأصول الدين في القدس‬

‫‪ -4‬اإلعمار الهاشمي الثالث‪:‬‬

‫في ‪7668‬م‪ ،‬وجه الملك الحسين رسالة إلى رئيس لجنة إعمار المسجد األقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة‪،‬‬
‫تتضمن تبرع جاللته بمبلغ (‪ )2.85‬مليون دوالر‪ ،‬الستكمال الدراسات وطرح العطاءات المتعلقة بعملية إعادة‬
‫ترسيم وإعمار قبة الصخرة المشرقة‪ ،‬واستنكر جاللته في رسالته ما كان يردده الملك المؤسس عبد الله بن‬
‫الحسين حول مسؤولية ال البيت الذين إذا شاهدوا (ثلمة في حائط البناء اإلسالمي‪ ،‬دعوا إلى رتق الفتق وتشييد‬
‫البناء) وكرس هذا التبرع السامي لـ ــ‪:‬‬

‫أ‪ -‬إتمام عملية كسوة القبة المشرفة بألواح النحاس المذهبة‪ ،‬وكسوة األروقة بالواح الرصاص‬

‫ب‪ -‬ووضع أجهزة حديثة لإلنذار عن الحريق واإلطفاء‬

‫ج‪ -‬وقد شمل األعمار معالم عدة أبرزها‪ :‬تجديد وترميم وصنع شبابيك جدية في جميع فتحات المسجد‪ ،‬وكنك‬
‫تبليط وترميم جامع عمر ومحراب زكريا ومقام األربعين ورممت القباب ومن أبرزها قبة السلسلة‪ ،‬ورمم سبيل‬
‫قايتبي كما رمم المتحف اإلسالمي‪ ،‬وضريح الشريف الحسين بن علي‪ ،‬وجامع المدرسة األرغونية‪.‬‬

‫د‪ -‬وقد تمكنت لجنة اإلعمار في ظل الظروف الصعبة التي فرضها االحتالل من إنهاء العمل الذي شكل تحفة‬
‫فنية بديعة وحازت على جائزة (اآلغا خان للفنون)‪.‬‬

‫‪ -5‬اإلعمار الهاشمي الرابع‪:‬‬

‫تم التركيز على إعادة صنع منير صالح الدين األيوبي‪ ،‬حيث وجه الراحل الحسين بن طالل رسالة مثابة إلى‬
‫رئيس الوزراء ان الدكتور عبد السالم المجالي يأمر فيها أن تتخذ لجنة إعمار المسجد األقصى المبارك وقبة‬
‫الصخرة المشرفة الخطوات الكفيلة إلعادة صنع منبر صالح الدين كما كان عليه بهندسته وحرفيته‪ ،‬وقد أتم ذلك‬
‫جاللة الملك عبدالله الثاني عام ‪.8331‬‬
‫‪ -6‬اإلعمار الهاشمي الخامس‪:‬‬

‫بدأت هذه المرحلة من اإلعمار الهاشمي مع تسلم جاللة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية سنة‬
‫‪7666‬م‪ ،‬وواصل جاللته التأكيد على ضرورة االهتمام بالمقدسات والعناية بمرافقها‪ ،‬والتعهد بحمايتها‪ .‬وشملت‬
‫مشاريع اإلعمار في المسجد األقصى المبارك والحرم القدسي الشريف في عهد جاللته‪:‬‬

‫‪ -7‬إعادة تصنيع منبر صالح الدين األيوبي كما كان‪.‬‬

‫‪ -8‬ترميم الحائطين الشرقي والجنوبي للمسجد األقصى‪.‬‬

‫‪ -3‬وترميم فسيفساء قبة الصخرة المشرفة من الداخل‪.‬‬

‫‪ -4‬وكسوة المسجدين القبلي والمرواني بالسجاد‪.‬‬

‫‪ -5‬وتركيب نظام إنذار وإطفاء الحرائق في الحرم الشريف‪.‬‬

‫‪ -6‬وتبليط ساحات الحرم الشريف‪ ،‬إذ أن (‪ )%23‬منها تالف‪.‬‬

‫‪ -1‬وترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة بتبرع مباشر من جاللته‬

‫‪ -2‬وبتوجيهات ملكية صدر قرار بإنشاء الصندوق الهاشمي إلعمار المسجد األقصى المبارك وقبة الصخرة‬
‫المشرفة بموجب قانون رقم (‪ )75‬لسنة ‪ ،8331‬الذي يهدف إلى توفير التمويل الالزم لرعاية المسجد األقصى‬
‫المبارك الحرم القدسي الشريف وقبة الصخرة المشرفة والمقدسات اإلسالمية في القدس الشريف لضمان استم اررية‬
‫إعمارها وصيانتها وتوفير جميع المتطلبات الالزمة لتأكيد أهمية هذه المقدسات وحرمتها لدى المسلمين بشكل‬
‫عام‪ ،‬والهاشميين على وجه الخصوص‪.‬‬

‫الدور األردني بشكل عام في رعاية شؤون القدس‪:‬‬

‫تقوم المملكة بإجراءات متنوعة لحماية المقدسات والوقفيات وتعزيز صمود المقدسيين في أرضهم ودعمهم‬
‫وإسنادهم‪ ،‬من خالل أشكال دعم مباشرة من بينها‪:‬‬

‫‪-7‬حين أعلن قرار فك االرتباط القانوني واإلداري مع الضفة الغربية في عام ‪7622‬م‪ ،‬تم استثناء األوقاف‬
‫والشؤون والمقدسات اإلسالمية والقضاء الشرعي في القدس‪ ،‬حيث تم تكشيل مديرية المسجد األقصى المبارك‬
‫وشؤون القدس‪ ،‬كدائرة أردنية تتبع و ازرة األوقاف والشؤون والمقدسات اإلسالمية األردنية في عمان‪ ،‬وهذه الدائرة‬
‫هي السلطة الحصرية‪ ،‬بموجب القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬المخولة باإلشراف على شؤون المسجد األقصى‬
‫المبارك‪ ،‬بوصفها آخر سلطة دينية إدارية كانت تشرف على الحرم الشريف قبل وقوعه تحت االحتالل‪.‬‬

‫‪ -8‬ويبلغ عدد موظفي هذه الدائرة أكثر من (‪ )233‬موظف‪ ،‬يعينون من قبل و ازرة األوقاف األردنية‪ ،‬وتشرف‬
‫الدائرة على شؤون المسجد األقصى المبارك الحرم القدسي الشريف‪ ،‬كما تشرف على مساجد مدينة القدس التي‬
‫يزيد عددها عن (‪ )738‬مسجداً‪ ،‬وتتولى إعمارها ورعايتها وصيانتها والوعظ واإلرشاد بها‪.‬‬
‫‪ -3‬وتشرف الدائرة على األمالك الوقفية الخيرية والذرية في القدس‪ ،‬والتي تزيد نسبتها عن (‪ )%53‬من األمالك‬
‫في القدس‪.‬‬

‫‪ -4‬كما أن لجنة زكاة القدس‪ ،‬التي تعمل تحت مظلة األوقاف اإلسالمية‪ ،‬تقوم بدور مهم في مدينة القدس بتوزيع‬
‫الزكاة على مستحقيها‪.‬‬

‫‪ -5‬وكذلك تشرف دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد األقصى المبارك على عدد من المدارس والكليات التي‬
‫تدرس العلوم الشرعية‪ ،‬والتي يزيد عددها عن (‪ )43‬مدرسة وكلية‪ ،‬وتؤوي أكثر من (‪ )73‬ألف طالب وطالبة‪.‬‬

‫‪ -5‬كما يقدم مكتب الممثلية األردنية لدى دولة فلسطين (قنصلية األردن في رام الله) الدعم للمقدسيين لتثببت‬
‫وجودهم‪ ،‬ومنها ؛ تيسير معامالت جوازات السفر والعبور من القدس واليها‪.‬‬

‫‪ -6‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬ما تقدمه المحكمة الشرعية في القدس من خدمات‪ ،‬وهي تابعة لدائرة قاضي القضاة‬
‫األردنية في عمان‪ ،‬وهذه الدائرة تشرف على المحاكم الشرعية في القدس‪ ،‬ويجري تنسيق كامل بين الجهتين في‬
‫جميع األمور المتعلقة باألحوال الشخصية‪.‬‬

‫‪ -1‬ويطالب األردن دائماً الجانب اإلسرائيلي بضرورة احترام الدور األردني في رعاية المقدسات اإلسالمية في‬
‫القدس‪ ،‬وفق ما جاء بمعاهدة السالم بين البلدين في المادة (‪ )6‬ونصت على أن تحترم إسرائيل الدور الحالي‬
‫الخاص للمملكة األردنية الهاشمية في األماكن اإلسالمية المقدسة في القدس‪ ،‬وعند انعقاد مفاوضات الوضع‬
‫النهائي ستعطي إسرائيل أولوية كبرى للدور األردني التاريخي في هذه األماكن‪.‬‬

‫‪ -2‬وفي إطار الجهود األردنية لحماية القدس وهويتها نجحت المملكة في إدراج البلدة القديمة في القدس على‬
‫قائمة التراث العالمي عام ‪7627‬م ‪ ،‬كما أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر عام ‪7628‬م‪ ،‬لدى‬
‫اليونسكو‪ ،‬وذلك للضغط على دولة االحتالل لمنع تغيير المعالم التاريخية والتراثية للقدس‪.‬‬

‫‪ -6‬نجحت المساعي األردنية في استصدار بيان من مجلس األمن الدولي ‪8375‬م‪ ،‬ثبت فيه تسمية الحرم‬
‫القدسي الشريف وليس جبل الهيكل‪ ،‬وكذلك إفشال سعي إسرائيل في محاوالتها تسجيل مواقع عربية ضمن قائمة‬
‫التراث العالمي لدى اليونسكو على أنها مواقع عبرية‪ .‬ومن هذه األسماء مثال‪ :‬منطقة جبل داوود بـ "جبل‬
‫صهيون"‪ ،‬ومدينة سلوان بـ مدينة داود‪ .‬ودعا إلى الحفاظ على وضعه التاريخي القائم‪ ،‬واحترام قدسيته‪.‬‬

‫‪ -73‬تبني جاللة الملك عبر كافة المحافل المحلية والعربية والدولية مسؤولية الدفاع عن فلسطين ككل وعن بيت‬
‫المقدس على وجه الخصوص ويسلط الضوء دائما عل حجم االنتهاكات والتجاو ازت اإلسرائيلية المنفذة والممارسة‬
‫على المقدسات‪.‬‬

You might also like