Professional Documents
Culture Documents
- - القدس القضية الفلسطينية الجزء 2 -
- - القدس القضية الفلسطينية الجزء 2 -
منذ اللحظات األولى الحتالل القدس ،بدأت خطوات تهويد المدينة واتفقت الحكومات الصهيونية المتعاقبة
على هذه السياسة ،ووضعت البرامج اإلستراتيجية والتكتيكية لبلوغ هذا الهدف ،فبعد اإلعالن عن حدود بلدية
القدس وتوسيعها بتاريخ 7661/6/82م ،ومنذ الساعات األولى لالحتالل بدأت الصهيونية رسم معالم تهويد
القدس ،وفرض األمر الواقع ،وخلق ظروف – جيوسياسية ،بحيث يصعب على السياسي أو الجغرافي إعادة
تقسيمها مرة أخرى ،فبدأت بوضع األساسيات لبناء األحياء اليهودية بالقدس الشرقية؛ لتقام عليها سلسلة من
المستعمرات التي أحاطت بالقدس من جميع الجهات ،وغرزتها بالمستوطنين ،لتخلق واقعاً جغرافياً وسكانياً بغية
إحداث خلخلة سكانية.
يحاول االحتالل تهويد ما تبقى من مدينة القدس ،بغرض زيادة مجموع اليهود فيها ،وسعت الحركة الصهيونية
والمنظمات المنبثقة عنها بكل ما لديها إليجاد واقع جديد في المدينة ،في سياق سياسة سكانية صهيونية مدروسة
تخدم األهداف األساسية للحركة الصهيونية ،وخاصة إقامة الدولة اليهودية وتغيير الواقع الديمغرافي لخلق أكثرية
يهودية لصالح وضع إثباتات عملية .
-ويأتي الهدف من جل هذه المؤتمرات والسياسات الصهيونية هو "وضع مخططات وسياسات إسرائيلية محكمة
لدفع العرب المقدسيين خارج أرضهم ،وتهيئة الظروف إلسكان أو توطين عدد كبير من المستوطنين اليهود فيها،
من أجل اإلخالل في الميزان الديموغ ارفي لصالح اليهود ،واإلطباق على مدينة في نهاية األمر".
-بعد أن أعلنت السلطات اإلسرائيلية ضم القدس الشرقية في 7623/1/33م ،سعت لالستيالء على مساحات
شاسعة من أراضي الضفة وضمها إلى القدس ،كما استهدفت السلطات اإلسرائيلية من اجراءاتها هذه ضم أكبر
عدد ممكن من أراضي القرى ،بحيث تشكل مساحتها في نهاية المطاف أكثر من ربع مساحة الضفة الغربية.
-سعت الحكومات اإلسرائيلية المتعاقبة منذ اتفاقات أوسلو عام ،7663إلى تهويد الجزء الشرقي من مدينة
القدس ،وجذب مزيد من اليهود إلى الجزء الشرقي منها ،ويتركز المستوطنون اليهود في 86مستوطنة تلف
المدينة المقدسة بعدد من األطواق اإلستيطانية ،باإلضافة إلى األحياء اليهودية التي أقيمت داخلها.
-سعى أصحاب القرار في الكيان الصهيوني إلى خلق هيمنة ديموغرافية يهودية مطلقة في القدس ،وأوضح
رئيس الوزراء األسبق "أريئيل شارون" في أكثر من مناسبة بأنه "يجب أن يكون في القدس ،العاصمة األبدية
إلسرائيل ،وضمن أغلبية يهودية".
* قاعدة عامة :هناك عالقة واضحة بين حجم أو عدد السكان اليهود في القدس ،وبين اإلدعاء بأنها عاصمة
الكيان الصهيون؛ فهبوط نسبتهم إلى حد معين يجعل من الصعب اإلدعاء بأنها عاصمة الدولة.
كما اتبعت سلطات االحتالل اإلسرائيلي سياسة محددة تتضمن أساليب عديدة لضمان الهدوء في المدينة ،وتبرز
هذه السياسة في:
-1الحقوق الدينية :سمحت السلطات الصهيونية للطوائف غير اليهودية بإدارة شؤون األماكن المقدسة التابعة
حصر إلسرائيل.
ًا لها ،دون التنازل عن السيادة الرسمية عليها ،أعمال السيادة تبقى
-2الجانب اإلقتصادي :لم تطبق القوانين الصهيونية الخاصة بالنشاط االقتصادي وذلك حتى ال تتحمل سلطات
مجاال للعمل في عدد من
ً االحتالل مسؤولية المتعطلين عن العمل أو تسهم في رفع نسب الفقر ،لذلك تركت
المجاالت :كالسماح ألصحاب المصالح الصناعية والمشروعات الفردية باالستمرار بالعمل حسب الترخيص
األردني ،والتنازل عن تطبيق المواصفات والمعايير الصهيونية ،والسماح باستخدام العملة األردنية في السوق.
-كما أن الض ارئب المرهقة وتفوق قدرة المقدسيين التي تفرضها بلدية اإلحتالل في القدس غير قانونية حسب
القانون الدولي الذي ال يجيز فرض الضرائب على المناطق التي يجري احتاللها ،ولكن العتبارات أيديولوجية
صهيونية؛ فإن عملية "ضم القدس" المخالفة للقانون الدولي ،أعطت لبلدية القدس وحكومة اإلحتالل الحق في
وضوحا ضريبة
ً محتال بالقدس ،ومن أكثر صور الضرائب
ً جسما
ً فرض الضرائب الجديدة ،كونها ال تعد نفسها
"األرنونا" أو المسقفات ،والفلسطينيون يدفعون ما يعادل %86منها في القدس ،وفي المقابل ال يتلقون سوى %5
من الخدمات.
وتلزم إسرائيل المقدسيين بدفع الضرائب الباهظة ،التي ال تتناسب مع مستوى الخدمات التي يتلقونها ،وفي المقابل
تقوم بتطوير األحياء والمناطق اإلسرائيلية على حساب المناطق العربية في المدينة.
-وبشكل عام تعمل سلطات االحتالل على "أسرلة" من تبقى في المدينة من الفلسطينيين؛ حيث تسعى إلى ربط
ا لقطاعات الصحية والتعليمية والتجارية والصناعية والخدماتية بالكيان الصهيوني ،وتحويل مخطط ضم المدينة:
أيضا على رفع مستوى استيعاب المدارس الحكومية اإلسرائيلية
من "ضم األرض إلى ضم السكان" ،وتعمل ً
لتقضي على المدارس العربية (حكومية وخاصة)؛ حيث يدرس اآلن 81ألف طالب عربي في المدارس اليهودية
ألفا في المدارس العربية الخاصة والحكومية.
في القدس ،بينما يدرس ً 72
أيضا تقوم سلطات االحتالل بمحاصرة مشروع الصحة الفلسطيني في القدس بتقديم خدمات صحية في أحياء
-و ً
القدس الشرقية.
االضطهاد التعليمي :تحاول حكومة "بنيامين نتنياهو" الحالية تهويد معالم القدس ورموزها وذلك بشكل
متسارع ؛ فبعد اشتراطها القبول بيهودية الدولة من قبل السلطة الفلسطينية بغية اإلنطالق في عملية
التفاوض من جديد ،تسعى الحكومة اإلسرائيلية لفرض وقائع استيطانية وتهويدية في المدينة تطال
البشر والحجر ،أما فيما يتعلق بقطاع التعليم فهو ذ ار قوة استندت عليه إسرائيل لتهجير المزيد من
المقدسيين بحثًا عن مدارس ألبنائهم ،أو فرصة لغسل أدمغة الطلبة المقدسيين ممن يرتدون المدارس
العبرية.
-7فرضت المناهج التعليمية على المدارس اإلبتدائية العربية منذ عام 7662.
-3تقوم و ازرة المعارف اإلسرائيلية بتزوير التاريخ والجغرافيا من خالل وضع مناهج تعليمية للطالب العرب في
القدس (غسيل أدمغة وتطبيع والقبول بها) ،والتأكيد على أن اإلسالم هو "مجرد تربية روحية وتاريخ اإلسالم هو
وتشويهيا للدين.
ً ييفا لحقائق التاريخ
تاريخ فتن وكوارث" ،وهذا بحد ذاته يعد تز ً
تدرس لألقلية العربية يغلب عليها طابع التزوير للحقائق وتتناسب مع الرؤية العبرية ،حيث
-4البرامج التي ّ
تفرض عليهم مفاهيم ومصطلحات تتالءم مع طرح فكرة "يهودية الدولة" وتهويد المئات من األسماء العربية
المتداولة في المدينة ،مما يجعل القبول بإسرائيل أمر واقع.
-5التضييق على الطلبة العرب في مدينة القدس؛ إلجبارهم على تركها لإلستئثار بخيارات التعليم ،وهو ما
تبعا للقوانين اإلسرائيلية الجائرة.
يعرضهم للترانسفير (الهجرة القسرية بقصد التعليم) من المدينة ً
-شواهد على معاناة الطلبة المقدسيين بسبب السياسات اإلسرائيلية المبرمجة ضد قطاع التعليم:
د -منع تطوير وتحديث وبناء غرف إضافية ،أو مدارس للطلبة العرب ،وهو ما يحول دون استيعاب الطلبة
الجدد بسبب النمو الطبيعي للسكان.
و -صدور قرار منع التعليم المجاني للطلبة العرب وذلك من خالل و ازرة المعارف اإلسرائيلية وبلدية القدس.
وتبعا للسياسات اإلسرائيلية المطبقة بحق قطاع التعليم :من فرض للمناهج اإلسرائيلية ومنع للتعليم
-بشكل عام ً
المجاني؛ فإن حالة تسرب كبيرة حصلت بين الطلبة العرب وهو ما دفع بأسر وطالب فلسطينيين من القدس
للهجرة إلى مدن وقرى الضفة الغربية للبحث عن فرص تعليم مجانية ،وهو ما يؤدي في نهاية األمر إلى منعهم
من العودة إلى مناطق سكناهم بحجة قوانين إسرائيلية جائرة ،أقلها حجة اإلقامة خارج القدس ،ومن ثم اإلنقضاض
ملكا لما يسمى "هيئة أرض وأمالك إسرائيل".
على عقاراتهم ومنازلهم ،لتصبح بعد ذلك ً
وهذا يوضح حقيقة توجه إسرائيل لتجهيل العرب المقدسيين بعد التضييق عليهم في مجال التحصيل العلمي
كهدف أول؛ ومن ثم دفعهم إلى الهجرة القسرية غير المباشرة خارج القدس لإلخالل في الميزان الديموغرافي
لصالح تهويدها ،أي أن الممارسات العمدية الواقعة على التعليم تندرج ضمن خطة التهويد ومتممة لها.
بما يضمن تفوق الكم اليهودي على العربي وخطوط عمل إسرائيل هدفت إلى:
ومكانيا.
ً افيا
-7خلق تواصل واضح للسكان اليهود بحيث جعلهم أكثر تقارًبا جغر ً
-3الحفاظ على تعزيز مكانة القدس الخاصة كعاصمة إلسرائيل ،وكمدينة عالمية.
وكانت اللجنة الو ازرية الصهيونية لشؤون القدس قد اتخذت قرارها عام 7613بالحد من النمو السكاني العربي
داخل حدود بلدية القدس ،وجعل نسبتهم %88من المجموع العام ،وهذا هو الحد األقصى المسموح به.
-وبات من الواضح أن مخططات الهدم والتهجير اإلسرائيلية في القدس ومحيطها تتم بخطواط متسارعة ،من
أ جل تحويلها إلى مدينة يهودية خالصة في سياق المشاريع اإلسرائيلية؛ إلحداث اإلنقالب الديموغرافي لصالح
تماما من العرب ،وبناء ما
أغلبية يهودية على حساب الوجود العربي اإلسالمي ،بل إفراغ القدس الشرقية المحتلة ً
تسميه مصادر االحتالل بـ"الجدار الديموغرافي اليهودي".
اجراءات إسرائيل لتحقيق التفوق الديموغرافي:
-7سحب الهويات وذلك لعدد كبير من السكان بذريعة إقامتهم خارج حدود القدس.
بشكل عام تنظر سلطات االحتالل إلى المواطنين الفلسطينيين في القدس على أنهم مواطنين أردنيين يعيشون في
"دولة إسرائيل" ،طبًقا للقوانين التي فرضتها على المدينة؛ حيث أعلنت في األيام األولى لالحتالل سنة 7661
فرض حالة منع التجول ،وأجرت إحصاء للفلسطينيين بتاريخ ،7661/6/86واعتبرت أن جداول هذا اإلحصاء
هي الحكم األساس إلعطاء بطاقة اإلقامة للفلسطينيين في القدس ،ومن كان منهم خارج فلسطين أو خارج المدينة
ال يحق له العودة إليها ،وال يعتبر من المقدسيين وعليه تصادر أمالكه وعقارته وصفة المواطنة منه.
كما طبقت على الفلسطينيين قانون اإلقامة لسنة ،7658الذي يقضي بشروط وتعليمات خاصة متعلقة
باإلقامة لكل من يدخل الكيان الصهيوني ،وبموجب هذا األمر فإن كل من يغير مكان إقامته يفقد حق العودة إلى
وبناء على ذلك يتم سحب
ً القدس ،وتغيير مكان اإلقامة ليس إلى خارج فلسطين فقط ،بل إلى خارج حدود البلدية،
حق اإلقامة وإخراجه خارج البالد ،كل ذلك من أجل إعادة التوازن الديموغرافي لصالح الصهاينة ،وجعل السكان
العرب أقلية في المدينة.
من حيث جلب اليهود المهجرين من أوروبا إلى القدس ودفعهم باتجاه التمركز في التجمع اليهودي اإلستيطاني
الذي أقيم في الحي اإلسالمي ،وعلى أنقاض حارتي المغاربة والشرف العربيتين.
هدم البيوت ومصادرة األراضي :قامت سلطات االحتالل بمصادرة البيوت الفلسطينية منذ اللحظة األولى
الستكمالها ،أي بعد احتالل القدس عام ،7661وذلك وفق نمطين:
-7النمط األول :االستيالء على الملكيات التابعة لفلسطينيين تركوا المدينة عقب الحرب عن طريق تشريع
القوانين اإلدارية الخاصة بممتلكات الالجئين ,وسن القوانين التي تصادر الملكية تحت حماية القانون.
-8النمط الثاني :نزع الملكية من الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون في بيوتهم عن طريق التشريعات اإلسرائيلية
التي مكنت االحتالل من مصادرة األمالك للصالح العام.
-لجأت سلطات االحتالل إلى مصادرة األراضي بموجب قانون أمالك الغائبين لسنة ,7653واستخدمته بصورة
حثيثة لتهويد المدينة؛ حيث ينص على أن كل شخص كان خارج دولة الكيان الصهيوني أو خارج المناطق التي
خضعت للسيادة اإلسرائيلية بفعل حرب النكسة ،وأثناء عملية اإلحصاء التي أجرتها عام ,7661تنقل أمالكه إلى
القيم وتدرج على أمالك الغائبين أي تخضع للتصرف الصهيوني.
-بعد الحرب ضاعفت إسرائيل مساحة (حارة اليهود) إلى أربعة أضعاف عبر مصادرة 86دونماً من األراضي
قربها ,ومصادرة ما يزيد عن 133منزل.
-استخدمت سلطات االحتالل قوانين (المصادرة للمصلحة العامة) إلقامة المستوطنات عليها ,وكان قانون
المصادرة للمصلحة العامة ,من أهم القوانين التي استخدمها االحتالل في االستيالء على األراضي التي عدت
المجال الحيوي للتطور العمراني.
-استخدمت سياسة عنصرية في توزيع واستخدام األراضي؛ بهدف منع الفلسطينيين من البناء في القدس
الشرقية ،ويبين توزيع استخدام األراضي أن %26منها :إما مصادرة وإما أراضي خضراء ممنوع البناء عنها،
وما يسمح لالستخدام والبناء فقط %74من الحصة المخصصة للمقدسيين.
وقد استخدمت سلطات االحتالل قوانين التنظيم والبناء من أجل الحد من النمو العمراني ,والسيطرة على النمو
السكاني عن طريق التنظيم والتخطيط؛ فبدأت منذ األيام األولى لالحتالل بإغالق مناطق حول البلدة القديمة
ومنع البناء عليها ،واتبعت إسرائيل منذ احتاللها للقسم الشرقي من المدينة سياسة هدم منازل سكانها العرب,
كوسيلة إلجبارهم على الرحيل.
وضع اإلحتالل العراقيل الكبيرة أمام رخص البناء والتكاليف الباهظة التي تصل 33ألف دوالر للرخصة الواحدة,
باإلضافة إلى فترة إصدارها ,وهو ما دفع بالسكان للبناء بدون ترخيص ,أو الهجرة باتجاه المناطق المحاذية لبلدية
القدس؛ حيث أسعار األراضي منخفضة والحصول على رخصة أسهل وأقل تكلفة مما هو موجود داخل حدود
البلدية.
-لم يقتصر األمر على هدم البيوت ,بل تعداه إلى هدم بعض المباني والمدارس واألماكن األثرية والدينية
اإلسالمية ,ومنها ,هدم مدرسة األفضلية ,وجامع المغاربة ,وجامع األفضل.
إجراءات تهويد القدس:
قامت سلطات االحتالل بالكثير من اإلجراءات التهويدية لمدينة القدس اتخذت أشكاالً متعددة:
-1تهويد المرافق والخدمات العامة :قامت إسرائيل فور احتاللها للقدس الشرقية بإلغاء اإلدارة العربية فيها،
وجعلها تخضع للسيادة والسيطرة اإلسرائيلية.
-2القضاء على النشاط االقتصادي العربي :عبر إضعاف الحركة االقتصادية العربية في المدينة ,من خالل
منع إقامة المشاريع الصناعية العربية الجديدة ,أو فرض الضرائب ومنها ,ضريبة (األرنونا) العقارية المرتفعة.
واستكماالً ألهدافها المبيتة ,أغلقت البنوك العربية في المدينة ,وافتتحت بدالً منها فروعاً للبنوك اإلسرائيلية ,وفي
الوقت الذي حدت فيه من إدخال السلع الصناعية من المدن والقرى المجاورة إلى أسواق القدس ,قامت بإغراق
أسواقها بالسلع والبضائع اإلسرائيلية ،وذلك لمحاربة نمو اقتصاد مقدسي قوي وإخضاع المقدسيين لشروط
إسرائيل.
-3إغالق دائرة الشؤون االجتماعية :أخضعت جميع الجمعيات الخيرية وجميع المعاهد العلمية والطبية
والخيرية للقوانين اإلسرائيلية وإلشرافها المباشر.
-4تهويد معالم القدس الجغرافية :عمدت سلطات االحتالل إلى تغير أسماء الشوارع والمواقع والمناطق في
المدينة ,كوسيلة لتغيير طابعها العربي اإلسالمي وإضافة الطابع العبري عليها؛ فألغت األسماء العربية ,وأطلقت
اعتداء بالغين
عليها األسماء العبرية ،وإزالتها تعتبر إزالة للدالئل وللتاريخ العربي واإلسالمي ,كما تعد جريمة و ً
على الحضارة وتاريخ القدس ،وهو بمثابة فرض األمر الواقع والقول أن المدينة يهودية.
-5تهويد القضاء النظامي والشرعي اإلسالمي :قامت سلطات االحتالل فور احتاللها للقسم الشرقي من القدس
بسلسة من اإلجراءات التعسفية للتخلص من القضاء النظامي والشرعي اإلسالمي ,وإجبار السكان على التعامل
مع القضاء اإلسرائيلي.
/6اإلغالق والعزل :عمدت سلطات االحتالل إلى عزل القسم الشرقي من القدس عن الضفة الغربية ،وقامت بما
يلي:
ب -أقامت الحواجز والقواطع األمنية لمراقبة الداخلين إليها وضمان أم المنطقة والسيطرة عليها.
ج -عملت منذ بداية عام 8338على تنفيذ مخطط لبناء سور حول المدينة المقدسة ,أطلقت عليه( :خطة الدفاع
عن القدس) ويعرف اليوم بالجدار العازل أو جدار الفصل العنصري ،عن طريق إقامة سور حولها بطول يصل
إلى 54كم ،وهذه يشكل حصن أمني للقدس الغربية واليهود والمستوطنات.
د -حفر خنادق على جميع المنافذ المؤدية إلى المدينة ,في مناطق العيزرية والطور وغيرهما.
ه ـ -وضع أربع سرايا من حرس الحدود لحماية خطوط التماس تضم 633شرطي ,وسرايا أخرى على االحتياط.
ز -تشجيع االستيطان في المناطق المجاورة للقدس ,التي يخشى انتشار نفوذ الفلسطينيين فيها ,أو أن تصبح
مراكز لهم.
ح -توسيع الحدود البلدية للقدس؛ لضم عدد من األحياء االستيطانية ,منها( :هداسا ,وموتسا ,ومفسيرت
صهيون).
ط -شق الطرق االستيطانية؛ لتصل بين المستوطنات اليهودية وتسهل خطوط النقل والتواصل.
ي -االستيالء على البيوت العربية في القدس الشرقية ,وطرد سكانها منها.
سنت سلطات االحتالل مجموعة من القوانين الهادفة إلى تفريغ القدس من محتواها العربي الفلسطيني ,والمؤثرة
في الواقع االجتماعي والحياتي للسكان المقدسيين ,من أهمها:
-1قانون ضم القدس :منح حكومة إسرائيل تخويالً كامالً بضم القدس إليها ,وحرصت إسرائيل خالل عملية
الضم أن يشمل أكبر مساحة من األرض ,وأقل عدد من السكان.
-2تشريع تعديل قانون البلديات :حيث فوض وزير الداخلية لإلعالن عن توسيع حدود بلدية معينة ,وتعيين
أعضاء من السكان المضمومين ,بهدف ضم مواطنين عرب من سكان القدس الشرقية إلى مجلس بلدية القدس
اإلسرائيلي ,وأطلق عليها اسم (قانون توسيع منطقة بلدية القدس).
-3إقرار القانون األساسي (القدس عاصمة إسرائيل):الصادر عام ,7623وأهم ما جاء فيه:
أ -القدس الكاملة والموحدة ,هي عاصمة إسرائيل األبدية والدائمة وغير مجزأة.
ب -القدس هي مكان إقامة رئيس الدولة ,الكنيست,الحكومة والمحكمة العليا.
ج -األماكن المقدس ة مصانة من كل تدنيس ,ومن أي شيء يمكن أن يمس بحرية وصول أبناء الديانات إلى
األماكن المقدسة لديها ,أو بمشاعرهم تجاهها.
د -تحرص الحكومة وتعمل جاهدة على تطوير القدس وازدهارها ,وعلى رفاهية مواطنيها عن طريق تخصيص
موارد خاصة.
هـ -تعطى للقدس أولويات خاصة في أعمال سلطات الدولة من أجل تطويرها.
وقد نبعت أهمية هذا القانون من حقيقة أن أي اتفاق سياسي حول القدس يلزم تعديله ,أو استبداله بقانون على
المستوى نفسه ,حيث شرع اليمين الصهيوني في معركة برلمانية لتحويله إلى (قانون محصن) ,والذي يحتاج إلى
موافقة ثلثي أعضاء الكنيست لتعديل أي نص فيه.
-4قانون التنظيمات القانونية واإلدارية :السيطرة القانونية على منطقة القدس ,وإلحاق الفلسطيني ونشاطاته
(االقتصادية واالجتماعية) بالقوانين اإلسرائيلية؛ ليتسنى لها السيطرة على جميع أوجه الحياة فيها بصفة قانونية,
ولتقييد الحرية السياسية لسكانها العرب؛ لدفعهم لمغادرتها ,ونص القانون على الحصول على رخصة مزاولة عمل
إسرائيلية ,لكل صاحب عمل أو مهنة ,وكل شركة عربية وللمحامين واألطباء ,ومدققي الحسابات والصيادلة
والمهندسين.
أ -كل من انتهك حرمة مكان مقدس أو مس به بأية طريقة يعاقب بالحبس سبع سنوات.
ب -كل من أتى فعالً يمس بحرية وصول أبناء األديان إلى األماكن التي يقدسونها أو بمشاعرهم تجاهها ,يعاقب
بالحبس خمس سنوات.
ورغم أن مواد هذا القانون تظهر حرصاً إسرائيليا (ظاهرياً) على حرية الشعائر الدينية ,لكن الواقع يظهر العكس
تماما؛ ألنها تسمح لليهود فقط بحرية الوصول ,بينما تمنع المسلمين والمسحيين.
أ -استولت بموجبه على جميع األراضي المسجلة باسم الحكومة األردنية كأراضي دولة ,أو باسم خزينتها ,وعدتها
أراضي تابعة إلسرائيل.
ب -عدت جميع األراضي غير المسجلة المسماة أراضي (المشاع) ,بأنها أراضي دولة.
ج -شملت (أراضي الموات واألراضي الميري واألرض المتروكة).
-7قانون أمالك الغائبين :أجرت اإلحصاء الكلي لسكان القدس العرب سنة ,7661وأجبرتهم خالل ثالثة
أشهر على الحصول على بطاقات هوية إسرائيلية ,واعتبرت غير الموجودين منهم في حكم الغائبين ,وسارعت إلى
تطبيق قانون أموال الغائبين على جميع أموالهم وأمالكهم.
وقد عرف قانون الغائب بأنه (ذلك الشخص الذي ترك منطقة الضفة الغربية قبل 1حزيران ,7661أو في ذلك
اليوم نفسه أو بعده ,وبموجبه حولت جميع ممتلكاته إلى حارس أمالك الغائبين الذي يحق له التصرف بها بالبيع
والشراء والتأجير ,وسيطرت إسرائيل بذلك على مساحات واسعة من األراضي في القدس ,وحولتها إلى دائرة "إدارة
أراضي إسرائيل").
قامت سلطات االحتالل بإصدار قانون مكمل له ,أطلقت عليه :قانون أمالك الغائبين (تعويضات) بهدف تصفية
أمالكهم التي سيطرت عليها بشكل قانوني وشرعي ,واستدعت من اعتبرتهم غائبين عن المدينة ,وأقاموا في الضفة
الغربية ,أو في البالد العربية؛ إلعطائهم تعويضات عن أمالكهم ,لكن أحداً من سكان القدس لم يتقدم للحصول
عليها.
-8قانون استرجاع اليهود لعقاراتهم في البلدة القديمة :يم ّكن اليهود من استعادة المنازل التي كانت مملوكة أو
مؤجرة لهم من العرب في القدس ,أما العرب فال يحق لهم استرجاع أمالكهم أسوة بالمالك اليهود ,حق العربي
ينحصر فقط في أخذ التعويضات.
-9قانون تطبيق االتفاق بشأن قطاع غزة ومنطقة أريحا :جاء هذا القانون ليمنع السلطة الفلسطينية من
ممارسة أي نشاط في القدس ,باعتبارها جزءاً من إسرائيل ,ويسمى قانون (تقييد نشاطات لسنة ,)7664بموجبه
ال تفتح السلطة وال تشغل أية ممثلية.
-11قانون مراقبة المدارس :عملت السلطات اإلسرائيلية منذ بداية احتاللها للقدس إلى جعل منهاج التعليم
اإلسرائيلي هو المتبع في القدس ,في سعي منها إلى طمس الهوية العربية والثقافية الوطنية لسكانها.
-11قانون االستمالك :وتضمن إخالء المساكن العربية ,وطرد المواطنين العرب منها ,ثم ترميمها ,أو إقامة
أبنية جديدة مكانها ,وإسكان مهاجرين يهود فيها.
-13قانون العودة :ينص على أن لوزير الداخلية الحق في أن يسحب من المواطن المقدسي حقوق المواطنة
فيها ,باعتبار القدس جزءا من إسرائيل ,وتلجأ السلطات بصورة دائمة إلى تطبيقه على أهالي القدس الفلسطينيين،
بينما ال يسري هذا القانون على اليهود.
-14قانون السلطة لتطوير القدس :ويهدف إلى إنشاء وتشجيع المبادرات التي تسعى لتطوير القدس اقتصادياً,
والتنسيق بين الو ازرات والمؤسسات المختلفة ,وأن تقدم النصح والمشورة في ما يتعلق بالمشاريع االقتصادية في
القدس.
-1األهداف األمنية:
أ -توفير حزام أمني أكثر قرباً من مناطق القدس اآلهلة بالسكان ومن الساحل.
ج -حماية الطريق المؤدي إلى القدس إلى جهة نهر األردن ،فالحزام األمني األساسي على امتداد نهر األردن
يعد من وجهة نظر عسكرية إستراتيجية أفضل وأهم من كثير من مستوطنات الضفة الغربية وممر القدس.
د -تعزيز بناء المستوطنات وحفر الخنادق ،رغم مفاوضاتها في ذلك الوقت مع الطرف الفلسطيني مع بدء
العملية السلمية بعد توقيع اتفاقية (أسلو وغزة -أريحا) في .7663/3/73
-2األهداف الديموغرافية :اعتمد قادة إسرائيل سنة 7661م مبدأين أساسيين في سياستهم التهويدية للقدس
الشرقية:
ب -عرقلة نمو السكان العرب وإجبارهم على بناء منازلهم في أماكن اخرى (كلما زاد عدد اليهود زاد التفوق
الديموغرافي).
-في سنة 7661تم رسم الحدود الجديدة لبلدية القدس وفقا لمبدأين:
ب -إقصاء التجمعات الفلسطينية الكبرى عن نطاق البلدية تقليصاً لعدد الفلسطينيين.
-3األهداف األقتصادية و السياسية( :إحقاق وطن قومي لليهود وحل المشكلة اليهودية)
عَّد تحويل القدس الكبرى من مدينة إلى منطقة فصل بين المناطق الشمالية والجنوبية من الضفة الغربية ،وساعد
في تفكيك التواصل الجغرافي ،وتحكم في حركة الفلسطينين؛ بحيث جعل الدولة المرتقبة غير قابلة للحياة
وسيادتها مصطنعة ومخلخلة ،وجاء اإلعداد إلقامة "القدس الكبرى" بكثافة سكانية إسرائيلية لشل الحياة الفلسطينية
اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا؛ ألن %43من االقتصاد الفلسطيني يدور حول المدينة من خالل السياحة والحياة
التجارية والصناعة.
-7تغيير طابع المدينة ليصبح أقرب إلى الفكر الصهيوني بكل وجوهه الفكرية والعمرانية والثقافية والتاريخية وما
يتعلق بها من أساطير ،وفي هذا اإلطار يدخل السعي الصهيوني المحموم بهدف:
أ -بناء الهيكل المزعوم على ارض الحرم القدسي في المقام األول.
-8مسح الطابع اإلسالمي والعربي للمدينة الذي شكل قبل عام 7642م الصورة الشاملة للمدينة وإحالل الصورة
الصهيونية المستندة الى األساطير اليهودية مكانها.
كما أن انتزاع المدينة المقدسة من الحيز الفلسطيني يقضي نهائيا على قابلية الدولة الفلسطينية للحياة إضافة الى
خطر أن يعترف العالم بالقدس عاصمة موحدة وأبدية إلسرائيل وما يعنيه من اعتراف دول العالم بسياسة األمر
الواقع.
-4األهداف الدينية:
أ -طمس معالم الحضارة العربية االسالمية في القدس من خالل هدم المسجد األقصى وقبة الصخرة وغيرهما من
رموزالحضارة وتقاسمها مع العرب والمسلمين.
ب -إقامة الهيكل المزعوم مكان األقصى ليكون محل جذب لليهود من شتى أنحاء العالم.
قاعدة عامة :ان تحقيق األهداف اإلسرائيلية يؤدي بالنتيجة إلى قيام دولة إسرائيل الكبرى.
عَّدت قضية القدس خطيرة وحاسمة ألنها مست عقيدة كل مسلم في العالم وحضارته وتراثه كونها قبلة المسلمين
األولى وجزء من عقيدة المسلم ،وبنا ًء على ذلك فقد تمثل الموقف العربي اإلسالمي الشعبي على األقل بـ:
-8رفض السيادة الصهيونية الفلسطينية المشتركة عليها إذ ال بد أن تكون السيادة عليها للمسلمين.
-3اعتبار التسوية الحالية التي تسعى أمريكا ودولة الكيان الصهيوني الى فرضها على الشعب الفلسطيني تعمل
على تصفية القضية الفلسطينية لصالح وجود الكيان الصهيوني وأمنه واستق ارره.
-4أكد الموقف العربي واإلسالمي على انه ليس من حق الفلسطينين أن يقرروا مصير القدس إال باتجاه واحد
وهو تحريرها بال قيد أو شرط أو اعتراف بأي حق أو سيادة للدولة العبرية على أي جزء منها.
-5التركيز على وحدة وكلية القضية الفلسطينية ،فال يمكن فصل قضية القدس عن القضايا األخرى العالقة
كحق عودة الالجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأرضهم وتفكيك المستوطنات ألنها نجمت عن االحتالل العسكري
وعن سياسة القمع والظلم التي تعرض لها الفلسطينيون منذ عقود.
-6دعم مادي عاجل ومستمر ليكون الحد االدنى الضروري لهم في معركتهم المقدسة في المقاومة والدفاع عن
المدينة وإال فقد يضعفون مع الزمن ،وإن حدث سيعزز إحساسهم بأن عمقهم العربي اإلسالمي يقف الى جانبهم
ومن ثم يصبح لمقاومتهم وجه آخر أكثر قوة وصالبة.
إن العاطفة الطبيعية الصحية تجاه القدس تحتاج إلى فعل يعادلها ويساويها في القوة والشدة والنظر لها
كقضية كلية:
أ -النظر إليها في حدها األدنى قضية إنسانية؛ حيث يطرد سكانها األصليون منها بكل قبح وظلم.
-1مواجهة تهويد القدس ،أمام هذه السياسة الصهيونية التهويدية الواضحة والصريحة فإنه البد من:
أ -وضع إستراتيجية عربية خاصة بالقدس للعمل على عدم إتمام عملية التهويد الجارية.
ب -منع االستيطان في المدينة وحولها.
أ -ثبوت عدم اختصاص الجمعية العامة بإصدار ق اررات ملزمة فقط تصدر توصيات
ج -وعدم استنادها إلى تفويض من أصحاب الحق بذلك (الشعب الفلسطيني).
د -غياب العدالة التوزيعية في التقسيم وفقا لقيم وحصص التوزيع والمساحات إذ حاز بها اليهود على الحصة
األعلى نسبة إلى عدد السكان األصليين من الفلسطنيين ومجموع ملكياتهم من األراضي.
.2الناحية الموضوعية:
أ -في المادة الخامسة من صك االنتداب أكدت وجوب عدم تنازل دولة االنتداب عن أية أراضي لألقاليم التي
تمارس عليها سلطتها ،وأكدت على االلتزام بتمكين الشعب الفلسطيني من االستقالل والنهوض به للوصول إلى
السيادة المطلقة على أراضيه ،وهذا يعني مخالفة بنود صك االنتداب وما ورد فيه من توجيه للمحافظة على
حقوق سكان فلسطين من غير اليهود ،وذلك بما يرتبط بأية محاوالت أو دعوات إلنشاء دولة يهودية.
ب -مخالفة ميثاق هيئة األمم المتحدة في المواد التالية )7( :والتي نصت على حق تقرير المصير للشعوب
كافة ،والمادة المتعلقة بنظام الوصاية واألهداف المرتبطة به إذ يقضي بالسعي نحو تمكين األقاليم الواقعة تحت
أيضا عارض المادة ( )15والتي عنيت بإنشاء نظام وصاية دولي تحت
الوصاية من االستقالل والحكم الذاتي ،و ً
إشراف األمم المتحدة إلدارة األقاليم قيد االنتداب.
ج -عدم اختصاص الجمعية العامة لألمم المتحدة بإصدار القرار ،واألصل التزامها بموجب المادة ( )2من ميثاق
هيئة األمم بصك االنتداب ،لعلة اعتباره اتفاق دولي مالم يلغى أو يستبدل باتفاق وصاية آخر ،وبالتطبيق العملي
لذلك فإن فلسطين لم توضع تحت الوصاية ولم تحقق استقاللها كذلك ،واألصل القانوني هو أن تتجه الجمعية
لاللتزام بصك اإلنتداب الذي لم يفوضها حق خلق دولة جديدة أو إزالة أو تقسيم دولة أو أراضي كما فعلت في
فلسطين ،فقط في حالة واحدة يتحقق لها ذلك وهو استنادها إلى استفتاء شعبي عبر فيه الشعب الفلسطيني وفقا
لحقهم في تقرير المصير قبولهم بالقرار أو ما ذهبت إليه الجمعية العامة من إجراءات.
د -وبالرجوع لحقوق الدولة التي تمثل سلطات االنتداب فحق السيادة في األقاليم الواقعة تحت االنتداب حًقا مثبتًا
مطلقا للدولة المنتدبة ،مما يعني ذلك بطالن حق الجمعية
ار ً للشعوب التي تقيم فيها وتقطن عليها ،وليس قرًا
العامة في التصرف بأراضي فلسطين بالتقسيم أو الضم وغيرها ،وأية توصية في ذلك تعتبر غير ملزمة ،فحق
السيادة من الحقوق الثابتة للدول وغير قابلة للتنازل أو التجزئة ،كما اليسري عليها التقادم ،وإن ممارسة دولة
أخرى "دولة اإلنتداب" ألعمال السيادة بدال عن الدولة األصيل "فلسطين" فهذا ال يعني إكتسابها مطلق الحق في
السيادة ،وعدم ممارسة فلسطين للسيادة ال يعني سقوط هذا الحق عنها.
وبصرف النظر عن ما جاء في قرار التقسيم والمتعلق بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين البد من اإلشارة
إلى اعتبارات أخرى جاء بها القرار وهي مخالفة مبدأ "الوديعة المقدسة" ،وقد أستقر القانون الدولي على تفسير
"الوديعة المقدسة" بأنها الجهود الساعية نحو تمكين الشعب الواقع تحت سلطة اإلنتداب من ممارسة حقه في
تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ،لكن ما حدث في التقسيم وما أرتكز عليه من ق اررات هو استثناء لهذا المبدأ
بشكل كلي ،وما أنجز لصالح قوى اإلحتالل والمتمثل بوطن قومي لليهود.
.3قرار ( :)3236ويسمى بقرار حقوق الشعب الفلسطيني ،وتأتي أهمية هذا القرار باعتباره المرجعية القانونية
المحددة لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ،وحقه في تقرير المصير ،إضافة إلى حقه في االستقالل
والسيادة الوطنيين ،فضال عن اإلقرار بالحق في استعادة الحقوق بكل الوسائل وبما ينسجم مع ميثاق األمم
المتحدة ،أي أن هذا القرار لخص جميع المباديء والحقوق التي أقرتها الجمعية بخصوص القضية الفلسطينية
والشعب الفلسطيني ،بشكل عام هذه الحقوق ثابتة ال تقبل المساومة أو التنازل من أي مفاوض أو قيادي فقط هذه
.5قرار ( :)43/77وفيه تقرر استبدال اسم منظمة التحرير الفلسطيني في مداوالت هيئة األمم المتحدة باسم
"فلسطين" ،ودعت فيه إلى تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة سيادته على أرضه المحتلة لعام 1967م وشعبه
كذلك ،وكان هذا القرار بمثابة تقدير الجهود الفلسطينية وقبولها بق اررات مجلس األمن كأسس للتسوية السياسية
وحل الصراع وتشمل الق اررين ( 242و ،)338وتضمن كذلك عدم المساس بمركز المراقب الممنوح للمنظمة وإبقاء
الصفة الممنوحة لها كما هي.
.6قرار ( :)19/67صدر هذا القرار في عام 2012م ،وفيه تم منح فلسطين صفة "دولة مراقب غير عضو" في
األمم المتحدة ،وهذا اعتبر نقطة تحول ايجابي يمكن البناء عليها بالتوجه من جديد لألمم المتحدة والحصول على
العضوية الكاملة فيها ،وأيضا في هذا القرار تأكيدا على حقوق الالجئين وإدانة لألعمال االستيطان في كامل
األراضي المحتلة والقدس .
.7قرار ( :)A/ES-10/L22كان هذا القرار استجابة لتوجه منظمة التعاون اإلسالمي بمواجهة أعمال الرئيس
األمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة األمريكية للقدس ،واالعتراف بها عاصمة إلسرائيل كجزء من صفقة القرن،
وبناء عليه اعتبر أي قرار يتعلق بمدينة القدس ويهدف إلى تغيير معالمها أو تهويدها باطل وليس له أي أثر
قانوني.
ومستندا للقرار
ً معزز
ًا يعد
-2قرار ( :)338وقد صدر في 1973م وتال أحداث حرب أكتوبر ،وهذا القرار ّ
( ،) 242من خالل ما جاء فيه من بنود تم دعوة جميع األطراف إلنهاء حالة الحرب والمواجهات المسلحة ،والبدء
في مفاوضات تنتهي بعقد سالم وشامل وعادل وفقا لما جاء في القرار ( ،)242وال بد من اإلشارة إلى أن هذا
القرار أمتنعت إسرائيل عن تنفيذه بحجة أنه وجه دعوة (يدعو) ولم يتضمن أي صغيرة تلزم أو تقرر تنفيذ القرار.
أما عن كيفية تحديد القضايا اآلنية والقضايا النهائية موضوع التفاوض ،يمكن الرجوع إلى ثالث وثائق
سبقت عقد اتفاقات أوسلو:
-األولى :رسالة التطمينات التي بعث بها الرئيس األمريكي جورج بوش للقيادة الفلسطينية ،تتضمن أن األساس
الذي تبنى عليه التسوية سيسعى بالمحصلة للوصول إلى سالم شامل ،وفًقا لقراري مجلس األمن (،)338,242
بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
-الثانية :رسالة الرئيس بوش أيضا لإلدارة اإلسرائيلية بأن هناك تفسيرات مختلفة للق اررات الدولية وأن
المفاوضات المتعددة األطراف ستدور حول موضوعات عامة تضمن مصالح إسرائيل العليا ،أما قضايا الوضع
النهائي ستناقش في إطار المفاوضات الثنائية وفي مرحلة الحقة بعد االنتهاء من القضايا اإلشكالية ،وبشكل عام
هذا ما سيقود لتحقيق مصالح إسرائيل الفضلى.
-الثالثة فهي الدعوة التي وجهت لجميع أطراف التفاوض "مدريد" التي ورد فيها أن المفاوضات بين إسرائيل
والعرب ،وإسرائيل وفلسطين في المرحلة األولى تتركز على قضايا الرقابة على األسلحة ،واألمن اإلقليمي،
والمياه ،والالجئين .وفي ضوء انعقاد مباحثات مدريد جرت مفاوضات سرية بين الجانبين الفلسطيني واإلسرائيلي
حصيلتها "أوسلو" والذي جاء بصيغة حرفية تتفق مع مؤتمر مدريد مع إضافة واحدة تم صياغتها في فقرتين بإن
مفاوضات الوضع الدائم بين حكومتي إسرائيل وفلسطين ستبدأ في الفترة االنتقالية أي في غضون ثالث سنوات
بعد انعقاد أوسلو ،وستشمل هذه المفاوضات؛ القدس ،والالجئون والمستوطنات والدولة الحدود والمياه.
سميت ب ـ "قضايا الحل النهائي" ،ومع ذلك تم اعتبارها ملفات قابلة للتأجيل وليس للحسم ،والسعي معها من حل
الصراع إلى إدارته والرهان على عامل الوقت بجعلها مفاوضات تنتهي بمعاهدات استسالم ال سالم .أما فلسطينيا
عد هذه القضايا روح القضية الكلية "القضية الفسطينية" ،وأساس الحل وتتضمن ما
تماما إذ تَ ّ
فهي على النقيض ً
هو آت:
اعتمد المشروع االستيطاني الصهيوني على أرض فلسطين لتحقيق غاياته من تهويد -1االستيطان:
األرض وسلبها والسيطرة عليها ،من خالل االستيالء على األراضي بمختلف الطرق .وتهجير السكان األصليين
من الفلسطينيين بالقوة ،وجلب اليهود من شتى بقاع األرض وتوطينهم على األرض الفلسطينية ،إن االستيطان
هو أول الخطط التي طبقت فعليا في مسيرة االحتالل الصهيوني إذ بدأ النشاط االستيطاني بشكل فعلي عام
1840م ،وذلك بوصول نحو ( )3000يهودي من أوروبا الشرقية إلى فلسطين ،وبحلول عام 1914م تم إنشاء
أهمها مستعمرة (بتاح تكفا) .ولكن بعد التوسع اليهودي وازدياد نفوذه بعد حربي 1948م
نحو ( )47مستوطنةّ ،
تم االعتماد في سياسة التوسع االستيطاني على الكيف وليس الكم ،وتنفيذها ضمن صياغة انتقائية
و1967م ّ
بحيث تركزت على القدس والغور ،وحتى عام 2018م بلغ عدد المستوطنات ( )198مستوطنة ،إلى جانب
( )220بؤرة استيطانية ،ويقطن فيها نحو( )284ألف منهم ( (318ألف في القدس الشرقية المحتلة ،وقد سبقها
في عام 2017م مصادقة الكنيست على قانون "شرعنة البؤر االستيطانية" المقامة على األراضي الفلسطينية
-2الالجئون وحق العودة :أسفرت حرب النكبة عام 1948م عن تهجير الفلسطينين ً
قسرا ،إلى دول
اإلقليم ،واحتوائهم في مخيمات اللجوء ،ومنذ ذلك الوقت عد الالجئين القضية األكثر تعقيدا من مجموع القضايا
الفلسطينية المطروحة للحل والتفاوض بين طرفي الصراع الفلسطيني واإلسرائيلي ،والتي جرى التعامل وفًقا للقرار
األممي والصادر عن الجمعية العامة ( )194والذي قضى بسماح ووجوب عودة الالجئين إلى ديارهم في أقرب
وقت ممكن ،أو تعويض من ال يرغب بالعودة عن ممتلكاتهم ،وتعويض كل ما تعرض من ضرر أو فقدان أو
وفقا لمباديء القانون الدولي ،على أن يكون التعويض من قبل الحكومات أوالسلطات التي
خسارة في الممتلكات ً
تسببت به ،وشمل ذلك األمم المتحدة لذلك أعلنت عن تشكيل األونروا "وكالة تشغيل وغوث الالجئين" ،ومسؤولية
إسرائيلية".
أخرت التوصل إلى اتفاق سالم نهائي ،وذلك لألسباب التالية:
عمليا إن مشكلة الالجئين هي التي ّ
أ -لعدم اعتراف الكيان المحتل بحق الفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم أو حقهم في التعويض.
ب -وكذلك التفريط الفلسطيني وعدم جدية مسار المطالب القائمة عليه ،وثبت ذلك في:
-7طرح الحل المرحلي عام 1974م لم يشر عبر نقاطه إلى ما يدعم حقوق الالجئين بالعودة؛ وإنما الهدف
تّلخص بالوصول إلى سلطة سياسية وطنية.
تم االعتراف بإسرائيل
ب -وتاله التراجع األكبر في إعالن االستقالل والدولة الفلسطينية عام 1988م عندما ّ
وحقها بالوجود المشروع على األرض التي ه ِّّجر أهلها.
ج -وتعزز التراخي في هذا الحق في اتفاقية أوسلو عام 1993م وبحسب ما كشفته الوثائق عن قبول الجانب
المفاوض الفلسطيني بعودة جزئية لبعض الالجئين إلى األراضي المحتلة عام 1948م ،على أن يكون هناك
عودة الحقة لجزء آخر في حال نشأت الدولة الفلسطينية المأمولة ،أو أن يتم توطينهم في أماكن إقامتهم
د -وصوًال إلى صفقة القرن التي أكدت عن بحثها لحل لحق العودة والالجئين يرتكز بالبحث عن وطن بديل لهم
ضمنيا إسقاط حق العودة وكل مطالب الالجئين.
ً مما يعني
في أماكن إقامتهمّ ،
-3القدس :بموجب قرار التقسيم ( )181تم التطرق للقدس على وجه الخصوص بوضعها قيد
التدويل ،وفي عام 1948م قامت اسرائيل باحتالل الجزء الغربي منها ،لتتمم هدفها في عام 1967م باحتالل
الجزء الشرقي ،ولتصبح بذلك القوة المهيمنة والمسيطرة على المدينة بالكامل ،وبالمقابل عند السعي ألية حلول
اتفاقية ضمن أي مبادرات عربية أو دولية ينظر للقدس على أنها المدينة التي أحتلت عام 1967م ،مما يعني ال
عودة وال ق اررات أو مقترحات تؤخذ بالحسبان إلى ما قبل هذا التاريخ ،وقد تعددت اإلجراءات على أرض الواقع
وسياسيا ،لفرض سياسة األمر الواقع ،لذلك أقرت عام 1999م عبر الكنيست
ً افيا
من قبل الكيان المحتل ديمغر ً
قرار "االستفتاء العام" وبموجبه يمنع التنازل عن أي أراضي نفذت عليها القوانين اإلسرائيلية ،مما يعني إنعدام
فرصة التوصل إلى حل بشأنها.
ويمكن القول إن إسرائيل باتت ال تنظر إلى أي حقوق فلسطينية فعلية في القدس بعد صدور القانون
األساسي لعام 7623م ،وكذلك االعالن عن صفقة القرن لعام ،8383واعتبارها العاصمة األبدية والموحدة
للشعب اليهودي ،وأن على الفلسطينيين البحث عن عاصمة بديلة أقربها بالطرح "أبو ديس" لتكون ً
بديال عن
القدس.
-4المياه :برزت مسألة المياه بين الجانبين اإلسرائيلي والفلسطيني منذ البداية في المفاوضات النهائية ،ففي
إعالن المبادئ أوسلو 7663تعرضت المادة السابعة لمسألة المياه ،وفي اتفاق القاهرة تم التحدث عن المياه،
وفي اتفاقية غزة وأريحا ومالحقها تم التطرق إلى موضوعات المياه والصرف الصحي .واألمر نفسه في اتفاقية
واشنطن .
يتجنب اإلسرائيليون دائماً مناقشة القضايا الجوهرية في الخالف المائي مع الفلسطينيين ،ويركزون على أمور
بعيدة مثل البحث عن بدائل جديدة للمياه بالنسبة للفلسطينيين ،وفيما يلي أهم ما انتهى إليه الموقفان الفلسطيني
واإلسرائيلي حول مسألة المياه.
يصر الجانب الفلسطيني عى الحصول على حقوقه الكاملة في المياه المشتركة مثل الخزان الجوفي في الضفة
الغربية ومنابع نهر اإلردن
أ -الموقف الفلسطيني من مسألة المياه
– ترتبط الحقوق المائية بمسائل األرض والالجئين والتعويض عن الحرمان في التنمية.
– جميع األحواض المائية التي تقع داخل المناطق المحتلة منذ عام 7661هي محل التفاوض.
– التفاوض حول جميع النشاطات اإلسرائيلية المتعلقة بالمياه في األراضي المحتلة.
– التزام مبدأ االستخدام العادل.
– التزام الجانب الفلسطيني بالقانون الدولي لنيل حقوقه المائية ما لم يتم االتفاق على تحديدات واضحة مع
الجانب اإلسرائيلي.
– يعتمد الحق الفلسطيني في المياه على االتفاقات مع الجانب اإلسرائيلي والقانون الدولي وق اررات األمم
المتحدة.
الدولة الفلسطينية..
شددت القوى الفلسطينية بجميع قواها ومكوناتها التحررية على التحرير الكامل لألرض الفلسطينية بكامل حدودها
الجغرافية والسياسية ،إال أن الوضع القائم وتسارع وتيرة األحداث بعد حرب1967م ،قالت كلمتها بهذا الشأن
وخلصت إلى ضرورة إستجالء األوضاع المقررة للتوجهات والحق والدولة الفلسطينية في الشرعية الدولية
وتأسيسا على قرار التقسيم( )181وقراري ( ،)338,242بدأ سيل التنازالت في الدولة
ً واإلستجابة لها كأمر واقع،
الكاملة والتوجه نحو القبول بحلول متواضعة تقوم على خيار الدولتين أحداهما فلسطينية واألخرى إسرائيلية.
وقبيل أن تضع الحركة الفلسطينية تصورها للدولة الفلسطينية قدم مبعوث "منظمة كويكرز" في الواليات
تصور لها قوامه:
ًا المتحدة األمريكية روجر فيشر1971م
أ -قيام دولة فلسطينية تتلخص في قطاع غزة والضفة الغربية مع ضمان إعادة ترسيم الحدود.
ب -والقدس تبقى موحدة لكال طرفي الصراع الفلسطيني واإلسرائيلي إلى حين اإلتفاق عليها في مفاوضات
نهائية.
ج -وفيما يتعلق بالالجئين فقد أسقط موضوع العودة من ضمن الخيارات المطروحة وأكتفى إما بالتعويض المادي
مستكمال للمسار االنتدابي وقرار التقسيم والمساعي األمريكية
ً أو توطينهم في أماكن اللجوء ،وما قدمه فيشر جاء
بالتوكيد الفعلي على حل الدولتين.
لكن الممارسة الفعلية والتطبيق العملي لهذا النموذج من الصعب القول به أو تطبيقه في الحالة الفلسطينية
ووفًقا للممارسة اإلسرائيلية ،وهذا يعود لالسباب التالية:
-7أن الحالة الفلسطينية ال تركز على التمايز العرقي أو التباين الطائفي بقدر ما يندرج مضمونها بسياسات
إحتاللية إحاللية وسياسات عنصرية.
-8أن النظام السياسي اإلسرائيلي اتخذ حزمة من اإلجراءات القانونية والسياسية التي تحول بشكل أو بأخر دون
دعم فرص اإلندماج.
-3ويضاف إلى ذلك التخوف اإلسرائيلي م ن فلسطنة العرب اإلسرائيليين في حال تحقق هذا النموذج بما يزيد
من أعباء وهواجس األمن اإلسرائيليإال إذا تحقق نموذج الدولة العبرية الموحدة.
ويندرج في إطار الدولة الواحدة عدة نماذج ،يمكن من خاللها دراسة توجهات الحل ومستقبل الدولة
الفلسطينية ،ومنها:
.1دولة ثنائية القومية :وهذا النموذج يتبنى قيام نظام سياسي لشعبين يشتركان فيه وفي تكوين الدولة ،ولكل
منهما هوية وطنية ودينية وتاريخية ولغوية خاصة ،كما لكل منهما كيان سياسي داخل الدولة الموحدة ،وأيضا
المرجعية في هذه الدولة للقانون والمساواة في الحقوق ،وأهم ما يميز هذا الطرح الحصول على نظام توافقي
يضمن التساوي وعدم وجود أفضلية ألي من األطراف.
وطرح هذا الخيار في ثالثينيات القرن المنصرم من قبل يسار الحركة الصهيونية متمثال في أطروحات "هشومير
هتسعير" ،أما فلسطينيا قدمه "سري نسيبة" .وأيضا يمكن التعبير عن هذا النموذج بحسب ما قدمه قدمه الزعيم
الليبي الراحل معمر القذافي وأشار إليه بالقول إسراطين "إسرائيل وفلسطين" ،وهذا النموذج كنموذج يمكن االعتماد
عليه لحل الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي ،ويوعز الى ضرورة قيام دولة موحدة أو واحدة للفلسطينيين واليهود على
حد سواء شريطة أن تتبنى النهج الديمقراطي ،وعلى أن يحظى جميع من فيها على المساواة ،ووجد القذافي أن
حال للصراع .
وجود هذه الدولة يضمن وقف حلول التقسيم والتمزيق الحدودي والمناطقي ،ويؤمن ً
إن خيار الدولة الواحدة ثنائية القومية "خيار وسيط" بين اإلنفصال واإلندماج بتشكيل دولة إتحادية على
خصوصا مع إستمرار إسرائيل في خلق حقائق جديدة على األرض ،واستمرار ً جميع األرض الفلسطينية،
اإلستيطان وتصاعد حدة االستيالء على األراضي والممتلكات بالقوة ،مما يمكن اعتباره هنا كبديل للممارسة
اإلسرائيلية القائمة على رفض اإلنسحاب من األراضي الفلسطينية والعودة إلى حدود1967م ،واستمرار نهجها
القمعي المتصاعد "األبارتهايد أي الممارسات العنصرية" ،باإلضافة إلى رفضها فكرة قيام دولة فلسطينية بشكل
أساسي لما فيه من تهديد للدولة العبرية.
فلسطينيا :يمكن اعتباره النموذج الفعال في الحل ومسار التسوية وإنهاء الصراع ،وبما يتفق مع الوقائع
ً -
التاريخية والحقوق الفلسطينية ،ويأتي بالفعل كمحصلة نهائية أو غاية النضال والمقاومة األهم المستندة على حق
تقرير المصير وعلى اعتبار فلسطين واقعة تحت االحتالل ،ويمكن منه النفاذ من الحقائق التي خلقها الكيان
المحتل "إسرائيل" على األرض في تغيير الوقائع الديمغرافية والسياسية والجغرافية وتقسيم المقسم وإعادة ترسيم
الحدود بشكل يشبع شهية االحتالل المستعرة لضم األراضي وتوسعة حدوده ،بالتمسك بوحدة فلسطين وكليتها.
اجا ،وتسعى له القوى
ائيليا :إن خيار الدولة الواحدة "العبرية" أو "اليهودية" بالكامل هو الخيار األكثر رو ً
-إسر ً
شعار مطروحا
ًا معا ،وفي االنتخابات األمريكية األخيرة 2020م كان هذا الخيار السياسية اإلسرائيلية واألمريكية ً
للرئيس األمريكي السابق دونالد ترامب لضمان دعم اللوبي الصهيوني واليهود له بصفته يعزز المكانة والوجود
بدءا من نقل السفارة األمريكية إلىاليهودي واإلسرائيلي في فلسطين ،ويسهم في فرض حقائق جديدة لصالحهم ً
القدس ومن ثم االعتراف بالقدس عاصمة موحدة وأبدية إلسرائيل ،وتالها تعظيم المكانة لدولة االحتالل بالمناداة
بالدولة العبرية الموحدة بالكامل .
ب -حل الدولتين :يعد قرار التقسيم ( )181من أهم األسانيد والق اررات الدولية الموجهة نحو حل الدولتين،
تعديا على الحق التاريخي
فلسطينيا جوبه هذا الطرح وأعتبر ً
ً وباالستناد له قامت الدولة اليهودية "إسرائيل" ،أما
وتجاوز لكافة األحكام والقواعد القانونية ،وجرى القبول به للمرة األولى بتحفظ في برنامج النقاط
ًا للشعب الفلسطيني
العشر (الحل المرحلي) ،ومن ثم ضمن صياغة علنية في إعالن اإلستقالل 1988م ،وينظر لحل الدولتين على
أساس أنه الحل األكثر مرونة من ضمن الحلول المقدمة للصراع الفلسطيني اإلسرائيلي ،وتنطلق منه مشاريع
معا
التسوية السلمية ،بحيث يسعى إلى قيام دولتين في الحدود الطبيعية والسياسية "فلسطين التاريخية" تعيشان ً
وفًقا لمقررات الشرعية الدولية وعلى وجه التحديد قرار ( )242الصادر عن مجلس األمن.
وقد تبنته إدارة الرئيسين األمريكيين جورج بوش األبن وباراك أوباما ،وتعامل به الرئيس األمريكي جو بايدن كجزء
من حملته اإلنتخابية وكنهج موصول للتوجهات الديمقراطية األمريكية على النقيض من سابقه ترامب الذي اعتبره
حال من الصعب الوصول إليه طالما لم ينتزع من الفلسطينيين إعترافا بإسرائيل كدولة يهودية.
ً
وكما تكرر القبول بحل الدولتين على الصعيد الرسمي الفلسطيني على لسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس
في خطابه المقدم لألمم المتحدة وأمام الجمعية العامة عندما تقدم بطلب اإلنضمام لألمم المتحدة وذلك في
أيلول/سبتمبر 2011م ،وفيه أكد على تأييد مخرجات قرار التقسيم وإعالن التقسيم ،ومشروعات السالم األمريكية
والعربية( .طلب إنضمام فلسطين إلى األمم المتحدة.)2011:
حل الدولتين في األمم المتحدة:
وجهت األمم المتحدة أنظارها نحو الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي باعتبارها المصدر األهم للشرعية الدولية في
العالم ،ومن خالل منابرها صدرت الق اررات التي بني عليها الحق والمطالب الفلسطينية ،وأهم ما أشار بالنص
الصريح من ق اررات إلى حل الدولتين ما يأتي :
القرار رقم ( :)1515تم اإلشارة إلى أن األراضي المحددة في إطار الدولة الفلسطينية المزمع قيامها يجب أ-
أن تكون على أراضي 1967م ،وهذا ينسجم مع جاء في الق اررين األساس ( ،)338,242وما جاء فيهما
من مطالبة إلسرائيل باإلنسحاب حتى حدود الرابع من حزيران.
جنبا إلى جنب وضمن
ب -القرار رقم ( :)1850تم التأكيد على قيام دولتين بالصبغة الديمقراطية تعيشان ً
حدود أمنة ومعترف بها.
ج -سيناريو ضم الضفة الغربية :وجاء هذا الخيار حديثًا ضمن طروحات قيام دولة فلسطينية في تصريحات
معلنا بأن إسرائيل ستعمد إلى ضم
رئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامين نيتنياهو ضمن حملته االنتخابية 8383مً ،
مناطق واسعة في الضفة الغربية وتضم أراضي غور األردن وجميع المستوطنات ،وتشكل بمجموعها نحو %33
علما بأن ن
من مساحة الضفة الغربية ،ووضعها في إطار السيادة اإلسرائيلية وضمن ما يعرف بصفقة القر ً ،
األراضي التي أعلنت إسرائيل عن ضمها واقعة باألمر الواقع تحت السيطرة اإلسرائيلية بالكامل منذ 7661م ،وإن
الهدف الفعلي من هذا اإلجراء هو تقويض أي فرصة إلتمام مسار حل الدولتين .كما عمدت إسرائيل إلى التعامل
مع أراضي الغور باعتبارها ورقة ضغط في أية مفاوضات فلسطينية إسرائيلية وضمن مسار حل قضايا الوضع
النهائي ،وذلك لالعتبارات التي تقوم عليها إسرائيل بأنها جزء من أرض إسرائيل الكاملة.
ومن الممكن هنا القول إن اإلستراتيجيات اإلسرائيلية للتعامل مع األراضي الفلسطينية تندرج في الحقيقة
الكامنة بأن هذا الكيان ما هو إال استمرار لألعمال االستعمارية التي بدأت في وقت مبكر من القرن الفائت
للسيطرة على فلسطين وتحويلها باألمر الواقع دولة عبرية لليهود ،بما يضمن حل المسألة اليهودية من جانب،
امنيا بما يحفظ المصالح العليا لكل من إسرائيل
أقتصاديا و ً
ً سياسيا و
ً والسيطرة على الشرق األوسط والمنطقة العربية
وأمريكا.
وبناء على ما تقدم إن أية دولة تقبل بها التنظيمات الفلسطينية في ظل السيطرة اإلسرائيلية على كافة المنافذ
الحدودية البحرية والجوية والبرية ،وتفرض سيادتها على معظم فلسطين التاريخية ،فخيار الدولة أو الدولتين وحتى
الفيدرالية أو الكونفيدرالية جميعها حلول تمس الحق الفلسطيني في تقرير المصير والغاية النهائية للتحرر
واالستقالل والتخلص من الصهيونية والمظاهر اإلمبريالية ،وأية دولة من المزمع الوصول إليها في ظل أية
تسويات وفي ظل اختالل موازيين القوى القائم ستكون دولة منزوعة السيادة والقوة ،دولة كانتونات ومستوطنات،
ضا عن إسرائيل ،بمعني سلطة تخلو من مظاهر
أشالء جغرافية متناثرة تتولى السلطة الفلسطينية مهمة إدراتها عو ً
السلطة ،ودولة دون كيان أو مقومات قوة.
مبادرات السالم وآفاق الحل والتسوية:
نتيجة الختالل ميزان القوى للصالح اإلسرائيلي ودعم أمريكا لها ،وتراجع الموقف العربي عبر سعي األنظمة
السياسية العربية لتوقيع اتفاقيات سالم ،إضافة إلى ضعف الموقف الفلسطيني جراء غياب الخبرة السياسية
فلسطينيا التفكير بجدية وحلول عملية يمكن لها
ً والعسكرية وازدياد السلوك االحتاللي الضاغط ،مما استدعى
تسوية الصراع عبر القبول بحلول مؤقتة أو مقبولة يمكن لها التخفيف من السياسة االحتاللية واالستعمارية ،وذلك
من خالل السعي لعقد هدنة لصالح جميع األطراف غاياتها إنهاء الصراع.
السالم في الطرح الفلسطيني
لم يكن السالم إرادة فلسطينية بحتة فقد ضغطت الظروف إقليميا ودوليا على القضية الفلسطينية ،وفرضت
متغيرات دفعت الجانب الرسمي الفلسطيني للعب دور المبادر والساعي نحو السالم ،وذلك من خالل ما يأتي:
.1مشروع التحرير المرحلي (النقاط العشر) عام 1974م :جاء هذا المشروع نتيجة اجتماع السباعية
الفلسطينية "التنظيمات التي تتبع لمنظمة التحرير الفلسطيني" ،ويهدف إلى إقامة سلطة وطنية فلسطينية على ما
يتم تحريره من األراضي الفلسطينية؛ باالستناد على حقي تقرير المصير والعودة ،وأيضا إقامة دولة فلسطينية،
وشرعية النضال المسلح والسلمي وبما يخدم عدالة القضية الفلسطينية؛ جاء هذا المشروع بمثابة رد فعل على
قرار مجلس األمن ( )338الداعي إلقامة سالم شامل ودائم مع التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني.
.2مشروع الدولة الديمقراطية عام 1986م :سعت منظمة التحرير الفلسطيني إلقامة الدولة الديمقراطية على
أرض فلسطين المحددة بوضوح في صك اإلنتداب ،على أن تتمتع بالسيادة والشرعية ،وتقوم على أسس العدالة
والمساواة بين جميع مواطنيها (عرب ويهود) ،مع اإلصرار على مواصلة الجانب األهم المرتبط بتصفية الكيان
الصهيوني .
ويأتي هذا الطرح كاستجابة لألوضاع التي فرضتها النكسة عام 1967م ،والتحول التدريجي في
المواقف العربية من الرفض التام ومناهضة االحتالل ،إلى التسليم باألمر الواقع واإلقرار بوجود إسرائيل ،لذلك
أبدت رغبة صريحة في خوض مفاوضات مباشرة وغير مباشرة ،موضوعها الرئيس الصراع العربي اإلسرائيلي
والقضية الفلسطينية ،وذلك وفق القرار ( ،)242وكذلك جاء هذا المقترح للرد على مشروع روجرز الذي طرح في
ذلك الوقت باعتبار القضية تتلخص بأزمة الالجئين ويمكن إنهاؤها بتعويضات مالية دون العودة ،فكان الطرح
الفلسطيني القائم على دولة ديمقراطية بمثابة دستور لمجمل قضايا الصراع وما تتضمنه القضية الفلسطينية ككل.
.3مشروع إعالن الدولة عام 1988م :تزامن هذا المشروع مع التحوالت اإلقليمية والصراعات الدائرة في
المنطقة العربية وأهمها حرب الخليج ،وما تركتها من تبعات على مسار التحرير الفلسطيني وخروج المقاومة من
لبنان ،وتزايد زخم الضغط العربي والدولي لحمل فلسطين على قبول مبادرات السالم .إال أن االنتفاضة
الفلسطينية األولى (7621م) أحدثت مفارقة واضحة في منح المنظمة والقيادة الفلسطينية دافعية للمبادرة الذاتية،
خاصة عقب فك االرتباط القانوني واإلداري مع األردن ،فاضطرت المنظمة التمرد على األوضاع القائمة ومن
الجزائر تم إعالن االستقالل ودولة فلسطين ،إلى جانب االعتراف بالق اررات الدولية ( ،)338,242واالعتراف
بإسرائيل ،ونبذ اإلرهاب وكافة األعمال المسلحة.
.4مشروع إنهاء االحتالل عام 2017م :وقد صاغ نصوصه الرئيس الفلسطيني محمود عباس خاصة بعد
مرور نحو ( )25عام على اتفاقات أوسلو وما ارتبط بها من قضايا ،وكذلك ازدياد استباحة إسرائيل للحقوق
الفلسطينية ،وزيادة أعمال االستيطان والتهويد والممارسات العدوانية .ومن خالل منبر الجمعية العامة لألمم
معا قوامه حل الدولتين ،وأن األفق مازال
المتحدة 2017م قدم خطابه كمشروع إلنهاء االحتالل والسالم في آن ً
مفتوحا لقبول خيارات وحلول سلمية ،وتجاوز المرحلة الحالية التي لم يعد باإلمكان االستمرار معها كسلطة مجردة
من السلطة ،واستمرار االحتالل دون كلفة.
-2مبادرة جورج بوش في آذار1991م :وعبر خطاب ألقاه أمام الكونجرس األمريكي أعرب عن عزم الواليات
المتحدة لتسوية الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي ،وذلك بتعبيره "آن األوان إلنهاء النزاع" عبر التوصل إلى سالم
شامل وعادل ينهض على قراري مجلس األمن ( ،)338,242واألرض مقابل السالم ،وضمان حقوق الشعب
الفلسطيني المشروعة ،وكذلك ضمان أمن إسرائيل إلى جانب االعتراف بها.
-3مؤتمر مدريد( :)1991جاءت فكرة هذا المؤتمر من خطاب الرئيس األمريكي بوش ،وإعرابه عن ضرورة
التوصل إلى حل للصراع ،لذلك كلف جيمس بيكر بالدعوة لعقد مؤتمر دولي للسالم في الشرق األوسط ،على أن
يحضر الجانب الفلسطيني ضمن الوفد األردني "وفد مشترك" ،وبحضور القوى الدولية بما فيها االتحادين
األوروبي والسوفيتي والدول العربية ،والضرورة من هذا المؤتمر التفاوض حول منح الفلسطينيين ترتيبات للحكم
الذاتي المؤقت مدة خمس سنوات ،على أن يتبعها ترتيب آخر للوصل التفاقية دائمة وعلى أساس قراري مجلس
األمن ( ،)338,242لكن إسرائيل رفضت اعتبار القدس من موضوعات التفاوض في أي مرحلة أنية أو دائمة،
وفيه دعت إلى تجميد االستيطان وحل قضية الالجئين عبر مفاوضات متعددة األطراف.
أيضا إن المشاركة الفلسطينية لم تكن يسيرة في هذا المؤتمر ،وإنما جاءت بعد رسالة طلبت
ومن المهم القول ً
إليه فلسطينيا بأن يقر بالبنود االتفاقية والرئيسية في مسار الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي ،وتحقق لهم ذلك عبر ما
عرف برسالة التطمينات األمريكية التي ضمت ما يلي:
أ .اإلقرار بعدم شرعية االستيطان.
ب .يمنح الفلسطينيين مرحلة انتقالية كحق راسخ لهم مدتها سنتان ،مسبوقة بسنة من المفاوضات.
ج .وبانقضاء السنة الثانية يمكن البدء في مفاوضات الحل النهائي وعلى مدار ثالث سنوات.
د .عقد انتخابات فلسطينية.
ه .القدس أرض محتلة ،وليست حًقا للكيان المحتل.
و .يحق للشعب الفلسطيني عقد كونفدرالية دون تحديد طرفها اآلخر
-4اتفاقات أوسلو عام (1993م) :أثناء عقد مفاوضات مؤتمر مدريد ،كانت تسير مفاوضات ثنائية تضم
أطراف الصراع بشكل مباشر (فلسطين وإسرائيل) ونجحت في التوصل إلى اتفاق "إعالن المبادئ" ،ولم يكن هناك
دور أمريكي تفاوضي ،واقتصر دورها على رعاية االتفاق وبحضور الرئيس بيل كلينتون ،وألول مرة في تاريخ
الصراع اعترفت إسرائيل بثالثة عناوين عريضة في القضية الفلسطينية وإطارها التفاوضي وشملت (الشعب
الفلسطيني ،منظمة التحرير الفلسطينية ،الحقوق السياسية المشروعة للفلسطينيين) ،ومن أهم نتائجها المباشرة
للفل سطينيين تشكيل سلطة وطنية فلسطينية انتقالية وذاتية في الضفة وقطاع غزة ،ضمن مرحلة انتقالية ال تتجاوز
خمس سنوات ،ومن ثم عقد تسوية نهائية تتضمن قضايا الحل النهائي وعلى أسس الشرعية الدولية وقراري
مجلس األمن ( ،)338,242ومن األهمية المترتبة عليها نقل المقاومة الفلسطينية من الخارج إلى الوطن ،أي
انتقال أعمال منظمة التحرير إلى داخل فلسطين والعمل منها.
-5مذكرة واي ريفير عام (1998م) :نتيجة جهود اإلدارة األمريكية في والرئيس بيل كلينتون نجح في لم شمل
الضدين "الطرفين الفلسطيني واإلسرائيلي" ،وتوقيعهما مذكرة اتفاقية تنص على انسحاب اسرائيلي مما مساحته
%13من الضفة الغربية ،ومنح صالحيات أمنية وإدارية للفلسطينيين ،واطالق سراح نحو 40أسيرا ،وبالمقابل
التزمت السلطة الفلسطينية بضبط األمور األمنية ،وأخطر ما ورد في هذه المذكرة االلتزام الذي وقعته السلطة
بتعديل ميثاقها الوطني وشطب كل ما يشير إلى تدمير إسرائيل .
-6كامب ديفيد عام (2000م) :تمت المفاوضات بدعوة من الرئيس األمريكي كلينتون ،حول العديد من
القضايا اإلجمالية وقضايا الوضع النهائي ،وأهم ما قدمته القمة من مقترحات تعلقت بانسحاب إسرائيل من أراض
سيطرت عليها بعد عام 1967م ،وتشكيل دولة فلسطينية عليها ،وتقسيم القدس إلى ثالثة نطاقات سيادية ،األول
تحت سيادة إسرائيل ،والثاني تحت السيادة الفلسطينية ،واألخير يوضع تحت السلطة اإلدارية الفلسطينية والسيادة
إلسرائيل ،ولكن هذه القمة لم تنجح نظ ار لتعنت إسرائيل ،وكذلك رفضها الرئيس عرفات مص ار على الحل
بالمرجعية الدولية ووفقا لق اررات مجلس األمن ،وعدم المساس بالسيادة الفلسطينية على القدس الشريف بالكامل.
-7خارطة الطريق عام (2002م) :طرح الرئيس األمريكي جورج بوش األبن مبادرة خاصة للسالم وحل
الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي عرفت ب ــ"خارطة الطريق" ،لتشكل إطا ار يتعلق بإرساء السالم والسعي نحو خفض
حدة االنتفاضة ،وحازت هذه المبادرة بجميع تفاصيلها على قبول اللجنة الرباعية الدولية وتضم "روسيا والواليات
المتحدة األمريكية ،واالتحاد األوروبي ،واألمم المتحدة" ،لكن ما يؤخذ عليها اهتمامها بالجوانب اإلجرائية
للمبادرة دون اإللتفات لطرفي الصراع "الفلسطيني واإلسرائيلي" ،وكذلك التعديالت المتكررة على صيغتها استجابة
للضغوط اإلسرائيلية.
وتضمنت خارطة الطريق تسوية شاملة ومرحلية ،تنفذ عبر ثالث مراحل:
اعتبار ما يقوم به طرفي الصراع خطوة أولى لما يتبعها من آفاق الحل وتشمل المرحلة األولى:
فلسطينيا.
ً فور بتنفيذ سياسات أمنية وإدارية وضبط األوضاع القائمة
-7مبادرة الجانبين الفلسطيني واإلسرائيلي ًا
-8وقف كافة أشكال األعمال االستف اززية والممارسات العدوانية من االحتالل ،ووقف االستيطان ،وتفكيك جزء
ائيليا.
من المستوطنات القائمة اسر ً
-أما المرحلة الثانية يتم نفاذها بعد عقد مؤتمر دولي برعاية اللجنة الرباعية الدولية بهدف إعالن قيام دولة
فلسطينية مؤقتة وعلى حدود1967م و"تشمل جميع المستوطنات وتستثني القدس الشرقية"
-المرحلة الثالثة والمرتبطة بقضايا الحل النهائي وما تتضمنه من قضايا إشكالية؛ بما فيها القدس ،والالجئون،
والحدود والسيادة ،واالستيطان ،والمياه يتم التوافق عليها عبر مؤتمر دولي كذلك ضمن خطوة ختامية .
-8مبادرة أنابوليس عام (2007م) :بعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات توقفت مساعي التسوية السلمية
فلسطينيا ،وغياب القيادة الموحدة التي يمكن التفاوض معها
ً بما يزيد على عامين ،جراء حالة االنقسام الداخلي
وصنع السالم ،إلى حين أوفدت وزيرة الخارجية األمريكية (كوندلي از رايس) طرحا يتعلق بضرورة فتح آفاق
جديدة للسالم المرتبط بالصراع الفلسطيني اإلسرائيلي عبر عقد قمة دولية في أنابوليس وتحت رعاية الرئيس
جنبا إلى جنب
األمريكي بوش ،موضوعها الرئيس وضع األساس العملية إلقامة دولة فلسطينية وديمقراطية تكن ً
إسرائيل بأمن وسالم ،وعلى أساس العيش المشترك ،وبدء مفاوضات ثنائية بشأن عقد اتفاقية سالم شاملة
تتضمن كافة القضايا الجوهرية دون استثناء أو ترحيل زمني.
-9خطة جون كيري للسالم عام (2016م) :بعد تولي الرئيس األمريكي باراك أوباما واليته الرئاسية الثانية
أبدى طموحات كبيرة لحل الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي ،وبعد اختياره جون كيري وز ًا
ير للخارجية ،والسيناتور
جورج ميتشل مبعوثًا للسالم في الشرق األوسط ،تجددت نوايا السعي لعقد اتفاق سالم وحل الصراع وفًقا لمنظور
حل الدولتين.
وقد قدم كيري خطته التي أشار فيها إلى أن حل الدولتين أساس تحقيق السالم العاجل والدائم ،والطريقة
دوليا ،والتفاوض يبنى على أساس حدود
المثلى لضمان مستقبل إسرائيل وضمان حدود آمنة لها ومعترف بها ً
ٍ
متساو لألراضي مقابل ما يتم االنسحاب منه 1967م واالنسحاب من األراضي التي تم احتاللها ،مع تبادل
لكن ما هو جديد في خطة كيري ويفوق اعترافها بحقوق إسرائيل والجور المعلن بالحقوق الفلسطينية واإلقرار
بالقدس عاصمة إلسرائيل ،أن الخطة تنكرت لحق العودة والالجئين ،وأن حل هذه المشكلة يكمن في بذل
الجهود الدولية لمنحهم تعويضات مالية أو مساعدتهم بتوطينهم في أماكن إقامتهم ،أما فيما يتعلق باالستيطان
ناسفا للسالم ولكنه ليس السبب الجوهري للصراع.
عبر عنه كيري بأنه ً
تمارس المملكة األردنية الهاشمية مسؤوليتها تجاه المقدسات في القدس انطالقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية
عليها ،فقد أرتبط الهاشميون تاريخياً ،جيالً بعد جيل ،بعقد شرعي مع تلك المقدسات ،فحفظوا لها مكانتها وقاموا
على رعايتها ،مستندين إلى إرث ديني وتاريخي ،وارتباط بالنبي العربي الهاشمي محمد (ه) ،وهذا يشير إلى أن
هي مجموعة من المسؤوليات والصالحيات المرتبطة بالقيادة الهاشمية في المملكة األردنية الهاشمية ،إذ تم منحها
من قبل الشرعية الدولية تعطيهم حق الرعاية والحفاظ على المقدسات اإلسالمية والمسيحية في القدس ،والعناية
بهما بالترميم والصيانة واالهتمام ،ويعود ارتباط العرب والمسلمون بالقدس نظ اًر لمنزلتها في العقيدة اإلسالمية
والتاريخ ،ومن هنا أخذت مكانة عالية عند الهاشميين بأبعادها الدينية والتاريخية والوطنية والقومية والدولية ألنها
قيادة تجمع بين الشرعية الدينية والتاريخية.
-نشأة الوصاية الهاشمية :تخضع المقدسات اإلسالمية والمسيحية في القدس ،للوصاية الهاشمية منذ العام
وسياسيا حق الوصاية من خالل:
ً يخيا
7684إبان حكم الشريف الحسين بن علي ،وقد ثبت تار ً
-7بايع المقدسيين الشريف حسين على أن يكون وصياً على القدس ،بحيث تتمثل هذه الوصاية في االهتمام
بالمقدسات اإلسالمية ،والحفاظ عليها.
-8وقد ورث الملك عبد الله األول تلك الوصاية من والده وكرسها في عهد جديد من الوصاية والرعاية الهاشمية
على المقدسات عام 7653م عندما أعلن الوحدة بين الضفتين.
-3وبعد فك االرتباط في عام 7622م تم استثناء القدس لتبقى تحت الرعاية األردنية.
-4وفي العالم 7664م وقعت األردن واالحتالل اإلسرائيلي اتفاقية السالم وادي عربة ،والتي نصت على بقاء
المقدسات اإلسالمية في القدس تحت الوصاية الهاشمية
-5وفي 37آذار 8373م ،وقع جاللة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس
اتفاقاً تاريخياً في عمان ينص على إعادة التأكيد على الوصاية الهاشمية على األماكن المقدسة ،وأن جاللة الملك
هو صاحب الوصاية على األماكن المقدسة في القدس ،وقد أكد جاللته على الوصاية على القدس حيث يقول:
إن الوصاية الهاشمية على المقدسات اإلسالمية والمسيحية في القدس ،واجب ومسؤولية تاريخية
-اإلعمارات الهاشمية في القدس :تمارس المملكة األردنية الهاشمية مسؤوليتها تجاه المقدسات في القدس
انطالقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية عليها ،قامت المملكة األردنية الهاشمية بسلسلة من أعمال البناء والترميم
والصيانة ،والتي تعرف في األدبيات السياسية واإلعالمية باإلعمارات األردنية الهاشمية ،ومن أبرز تلك
اإلعمارات.
-1اإلعمار الهاشمي األول:
-7تكرست الرعاية الهاشمية للمقدسات فيها حين انعقدت البيعة والوصاية من أهل فلسطين في عام 7684م
للشريف حسين بن علي ،فكان أول المتبرعين إلعادة إعمار المسجد األقصى .إذ بادر إلى تقديم مبلغ يعادل
حوالي ( )53ألف ليرة ذهبية إلعمار المقدسات الطاهرة ،وكان لهذا اإلعمار أثر في إنقاذ المسجد األقصى من
الزلزال الكبير الذي ضرب القدس والمناطق الجبلية الفلسطينية األخرى سنة 7681م.
-8وبعد حرب عام 7642م قام الملك عبد الله األول بإطالق الدعوة إلى ترميم محراب زكريا ،وإعادة ترميم
المباني المحيطة به التي عانت أض ار اًر هيكلية خالل الحرب (حرب النكبة).
-3وفي سنة 7646م ،أمر الملك عبد الله في إعادة ترميم كنيسة القيامة بعد تعرضها للحريق الذي كاد أن
يدمرها.
ما أن تولى الملك الحسين بن طالل سلطاته الدستورية ،حتى وضع بيت المقدس ،والمسجد األقصى المبارك،
وما يشتمل عليه من معالم إسالمية في طليعة اهتماماته ،وتجلى ذلك في:
-7إصدار أوامره لوضع خطة متكاملة لرعاية المدينة المقدسة الذي اشتمل على تجديد عمارة قبة الصخرة
المشرفة ،وتجديد عمارة الجامع األقسى (المسجد القبلي) ،وإعمار قبة الصخرة المشرفة ،وتركيب قبة خارجية من
األلمنيوم ذهبي اللون ،وتركيب رخام للجدران الداخلية والخارجية وإعادة ترميم الفسيفساء فيها ،وترميم البالط
القيشاني الخارجي وزخرفته بايات قرانية.
-8وفي عام 7654م أصدر قانون رقم ( )38شكلت بموجبه لجنة إعمار المسجد األقصى المبارك وقبة
الصخرة ،لتتخذ رعاية المقدسات صفة الثبات والدوام واالستم اررية ،ولتكون الرعاية الهاشمية للمقدسات حق ثابت
وتاريخي وقانوني.
-3تم التركيز على إعمار كافة األماكن المقدسة باإلضافة إلى إنشاء مدرسة ثانوية األقصى الشرعية في
الخليل.
في 7666م تعرض المسجد األقصى المبارك لحريق متعمد أضرمه اليهودي المتطرف األسترالي الجنسية دينيس
روهان" بالتواطؤ مع سلطات االحتالل اإلسرائيلية ،لذلك جاء اإلعمار األردني الطارئ إلصالح تلك األضرار
التي لحقت بمنبر صالح الدين األيوبي ،الذي نصبه في المسجد األقصى بعد ان حرر المدينة المقدسة من
الصليبيين سنة 7721م ،كما أصاب الحريق أجزاء من المسجد.
ونفذ اإلعمار بعد رفع األنقاض وإجراء الدراسات والمخططات الالزمة للعمل ،وقسم مشروع العمل إلى مرحلتين:
-7مرحلة إنشائية تم هدم الجزء الجنوبي الشرقي وأعيد بناؤه.
-8مرحلة األعمال التكميلية والزخرفة ،وقد تمكنت اللجنة من إزالة آثار الحريق ،بتكلفة بلغت حوالي ()76
مليون دينار.
أ -إعادة كسوة قبة المسجد الخارجية بمادة الرصاص كما كانت عليه قبل عام 7664م بدالً من ألواح األلمنيوم
األبيض.
ب -تم تأسيس كلية العلوم اإلسالمية في القدس عام 7615م ،والمدرسة الشرعية في جنين عام 7615م ،وقسم
اآلثار اإلسالمية في القدس عام 7611م ،وقسم إحياء التراث اإلسالمي وكلية الدعوة وأصول الدين في القدس
في 7668م ،وجه الملك الحسين رسالة إلى رئيس لجنة إعمار المسجد األقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة،
تتضمن تبرع جاللته بمبلغ ( )2.85مليون دوالر ،الستكمال الدراسات وطرح العطاءات المتعلقة بعملية إعادة
ترسيم وإعمار قبة الصخرة المشرقة ،واستنكر جاللته في رسالته ما كان يردده الملك المؤسس عبد الله بن
الحسين حول مسؤولية ال البيت الذين إذا شاهدوا (ثلمة في حائط البناء اإلسالمي ،دعوا إلى رتق الفتق وتشييد
البناء) وكرس هذا التبرع السامي لـ ــ:
أ -إتمام عملية كسوة القبة المشرفة بألواح النحاس المذهبة ،وكسوة األروقة بالواح الرصاص
ج -وقد شمل األعمار معالم عدة أبرزها :تجديد وترميم وصنع شبابيك جدية في جميع فتحات المسجد ،وكنك
تبليط وترميم جامع عمر ومحراب زكريا ومقام األربعين ورممت القباب ومن أبرزها قبة السلسلة ،ورمم سبيل
قايتبي كما رمم المتحف اإلسالمي ،وضريح الشريف الحسين بن علي ،وجامع المدرسة األرغونية.
د -وقد تمكنت لجنة اإلعمار في ظل الظروف الصعبة التي فرضها االحتالل من إنهاء العمل الذي شكل تحفة
فنية بديعة وحازت على جائزة (اآلغا خان للفنون).
تم التركيز على إعادة صنع منير صالح الدين األيوبي ،حيث وجه الراحل الحسين بن طالل رسالة مثابة إلى
رئيس الوزراء ان الدكتور عبد السالم المجالي يأمر فيها أن تتخذ لجنة إعمار المسجد األقصى المبارك وقبة
الصخرة المشرفة الخطوات الكفيلة إلعادة صنع منبر صالح الدين كما كان عليه بهندسته وحرفيته ،وقد أتم ذلك
جاللة الملك عبدالله الثاني عام .8331
-6اإلعمار الهاشمي الخامس:
بدأت هذه المرحلة من اإلعمار الهاشمي مع تسلم جاللة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية سنة
7666م ،وواصل جاللته التأكيد على ضرورة االهتمام بالمقدسات والعناية بمرافقها ،والتعهد بحمايتها .وشملت
مشاريع اإلعمار في المسجد األقصى المبارك والحرم القدسي الشريف في عهد جاللته:
-2وبتوجيهات ملكية صدر قرار بإنشاء الصندوق الهاشمي إلعمار المسجد األقصى المبارك وقبة الصخرة
المشرفة بموجب قانون رقم ( )75لسنة ،8331الذي يهدف إلى توفير التمويل الالزم لرعاية المسجد األقصى
المبارك الحرم القدسي الشريف وقبة الصخرة المشرفة والمقدسات اإلسالمية في القدس الشريف لضمان استم اررية
إعمارها وصيانتها وتوفير جميع المتطلبات الالزمة لتأكيد أهمية هذه المقدسات وحرمتها لدى المسلمين بشكل
عام ،والهاشميين على وجه الخصوص.
تقوم المملكة بإجراءات متنوعة لحماية المقدسات والوقفيات وتعزيز صمود المقدسيين في أرضهم ودعمهم
وإسنادهم ،من خالل أشكال دعم مباشرة من بينها:
-7حين أعلن قرار فك االرتباط القانوني واإلداري مع الضفة الغربية في عام 7622م ،تم استثناء األوقاف
والشؤون والمقدسات اإلسالمية والقضاء الشرعي في القدس ،حيث تم تكشيل مديرية المسجد األقصى المبارك
وشؤون القدس ،كدائرة أردنية تتبع و ازرة األوقاف والشؤون والمقدسات اإلسالمية األردنية في عمان ،وهذه الدائرة
هي السلطة الحصرية ،بموجب القانون الدولي اإلنساني ،المخولة باإلشراف على شؤون المسجد األقصى
المبارك ،بوصفها آخر سلطة دينية إدارية كانت تشرف على الحرم الشريف قبل وقوعه تحت االحتالل.
-8ويبلغ عدد موظفي هذه الدائرة أكثر من ( )233موظف ،يعينون من قبل و ازرة األوقاف األردنية ،وتشرف
الدائرة على شؤون المسجد األقصى المبارك الحرم القدسي الشريف ،كما تشرف على مساجد مدينة القدس التي
يزيد عددها عن ( )738مسجداً ،وتتولى إعمارها ورعايتها وصيانتها والوعظ واإلرشاد بها.
-3وتشرف الدائرة على األمالك الوقفية الخيرية والذرية في القدس ،والتي تزيد نسبتها عن ( )%53من األمالك
في القدس.
-4كما أن لجنة زكاة القدس ،التي تعمل تحت مظلة األوقاف اإلسالمية ،تقوم بدور مهم في مدينة القدس بتوزيع
الزكاة على مستحقيها.
-5وكذلك تشرف دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد األقصى المبارك على عدد من المدارس والكليات التي
تدرس العلوم الشرعية ،والتي يزيد عددها عن ( )43مدرسة وكلية ،وتؤوي أكثر من ( )73ألف طالب وطالبة.
-5كما يقدم مكتب الممثلية األردنية لدى دولة فلسطين (قنصلية األردن في رام الله) الدعم للمقدسيين لتثببت
وجودهم ،ومنها ؛ تيسير معامالت جوازات السفر والعبور من القدس واليها.
-6إضافة إلى ذلك ،ما تقدمه المحكمة الشرعية في القدس من خدمات ،وهي تابعة لدائرة قاضي القضاة
األردنية في عمان ،وهذه الدائرة تشرف على المحاكم الشرعية في القدس ،ويجري تنسيق كامل بين الجهتين في
جميع األمور المتعلقة باألحوال الشخصية.
-1ويطالب األردن دائماً الجانب اإلسرائيلي بضرورة احترام الدور األردني في رعاية المقدسات اإلسالمية في
القدس ،وفق ما جاء بمعاهدة السالم بين البلدين في المادة ( )6ونصت على أن تحترم إسرائيل الدور الحالي
الخاص للمملكة األردنية الهاشمية في األماكن اإلسالمية المقدسة في القدس ،وعند انعقاد مفاوضات الوضع
النهائي ستعطي إسرائيل أولوية كبرى للدور األردني التاريخي في هذه األماكن.
-2وفي إطار الجهود األردنية لحماية القدس وهويتها نجحت المملكة في إدراج البلدة القديمة في القدس على
قائمة التراث العالمي عام 7627م ،كما أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 7628م ،لدى
اليونسكو ،وذلك للضغط على دولة االحتالل لمنع تغيير المعالم التاريخية والتراثية للقدس.
-6نجحت المساعي األردنية في استصدار بيان من مجلس األمن الدولي 8375م ،ثبت فيه تسمية الحرم
القدسي الشريف وليس جبل الهيكل ،وكذلك إفشال سعي إسرائيل في محاوالتها تسجيل مواقع عربية ضمن قائمة
التراث العالمي لدى اليونسكو على أنها مواقع عبرية .ومن هذه األسماء مثال :منطقة جبل داوود بـ "جبل
صهيون" ،ومدينة سلوان بـ مدينة داود .ودعا إلى الحفاظ على وضعه التاريخي القائم ،واحترام قدسيته.
-73تبني جاللة الملك عبر كافة المحافل المحلية والعربية والدولية مسؤولية الدفاع عن فلسطين ككل وعن بيت
المقدس على وجه الخصوص ويسلط الضوء دائما عل حجم االنتهاكات والتجاو ازت اإلسرائيلية المنفذة والممارسة
على المقدسات.