Professional Documents
Culture Documents
التخطيط الاقليمي في العراق
التخطيط الاقليمي في العراق
التخطيط الاقليمي في العراق
ﯾﻧﺑﺛﻖ اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻣن اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﺷﺎﻣل ,وﯾﺣدد اﻟﺧطوط اﻟﻌرﯾﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﮫ ﻧﺣو اﻹﻗﻠﯾم
وﺗطوره اﻗﺗﺻﺎدﯾًﺎ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾًﺎ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﺣددة ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺧطط ,وﯾﺗم ذﻟك ﻋن طرﯾﻖ اﻟت ا رﺑط واﻟﺗﻛﺎﻣل
ﺑﯾن ﻣﺎ ﺗﺳﻔر ﻋﻧﮫ اﻟد ا رﺳﺎت ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل إﻗﻠﯾم ﻛﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﻣﺻﺎدر
اﻟطﺎﻗﺔ واﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟك ,واﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ھو أﺳﻠوب ﻋﻠﻣﻲ ﻟﺣل ﻣﺷﺎﻛل اﻹﻗﻠﯾم اﻗﺗﺻﺎدﯾًﺎ
ﺑﺄن اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺗﻧﻣوي " ”Conyersواﺟﺗﻣﺎﻋﯾًﺎ وﻋﻣراﻧﯾﺎ" ,وﻧرى ﻛوﻧﯾرز
اﻟذي ﯾرﻛز ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻗﻠﯾم ﻣﻌﯾن أﻛﺛر ﻣن ﺗرﻛﯾزه ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع اﻗﺗﺻﺎدي او ﻣﺷروع ﻣﺣدد ,وھو ﯾﮭدف اﻟﻰ
ﺗﺣﺳﯾن اﻻوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻻﻗﻠﯾم وازاﻟﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرض ذﻟك
ﯾﮭدف اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻻﻗﺎﻟﯾم واﻟﺗﺧﻠص ﻣن ظﺎھرة اﻻﺧﺗﻼل اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ
وﯾﻛون ذﻟك ﻋن طرﯾﻖ ﺗﺿﯾﯾﻖ اﻟﻔﺟوات ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺎطﻖ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ,وﺑﮭذا ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ ﻋﻠﻰ
اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣوارد وﺣل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻘطﺎﻋﺎت او اﻻﻗﺎﻟﯾم ﻣﺛل اﻻﺧﺗﻧﺎﻗﺎت
اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ وﺳوء اﺣوال اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ واﻧﺧﻔﺎض ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟدﺧول وان اﻻھداف اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﮭﺎ اﻟﺗﺧطﯾط
اﻟﺗﻧﻣوي اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ ھﻲ:
1 .ﯾﺣدد اﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻛل اﻗﻠﯾم ﻣن اﻻﻗﺎﻟﯾم وﻣﻘدار ﻣﺳﺎھﻣﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
2 .ﯾؤدي اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ.
3 .ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟرﻓﺎھﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾوﻓره ﻣن ﻓرص ﻋﻣل ودﺧول ﺟدﯾدة ﺗﺳﺎھم ﻓﻲ زﯾﺎدة
اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
4 .ﺗوﻓﯾر أﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻺﻗﻠﯾم اذ ان ھدﻓﮫ ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟز ا رﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺎﻟﯾم ﻓﻘط ﺑل ﯾﺷﻣل اﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﻠﯾم وﺗطوﯾره.
5 .اﺣداث ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﯾن اﻻﻗﺎﻟﯾم ﺿﻣن اﺳت ا رﺗﯾﺟﯾﺔ واھداف اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻘوﻣﻲ
اﻟﺷﺎﻣل
ﻧﺷوء اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻛﺄﺳﻠوب ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق
ﺗرﺟﻊ ﺑداﯾﺎت اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ إﻟﻰ ﻧﯾﺳﺎن ۱۹۷۰م ﺣﯾن ﻧظﻣت ﻓﻲ وزارة اﻟﺗﺧطﯾط ﺣﻠﻘﺔ دراﺳﯾﺔ
ﺣول اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻣﻛﺗب اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة
ﻓﻲ ﺑﯾروت .وﻗد ﻧﺎﻗﺷت ﺗﻠك اﻟﺣﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣدار أرﺑﻌﺔ أﯾﺎم أﺑﺣﺎﺛﺎ ً ودراﺳﺎت ﻋدﯾدة ﺑﯾﻧت أھﻣﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط
اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ وﻓﺎﻋﻠﯾﺗﮫ ﻛﺄﺳﻠوب ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗوازﻧﺔ ،وﻛﺎن ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ھذه اﻟﺣﻠﻘﺔ أﻧﮭﺎ أوﺻت ﺑﺗﺄﺳﯾس داﺋرة
ﺗﺗوﻟﻰ ﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﺿﻣن اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻟﻘوﻣﻲ وﺑﺎﻟﺗﻧﺳﯾﻖ ﻣﻊ داﺋرة ﺗﺧطﯾط اﻟﻣدن ﻓﻲ
وزارة اﻟﺑﻠدﯾﺎت .وﻗد أﺳﺳت ھﯾﺋﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻓﻲ وزارة اﻟﺗﺧطﯾط ﺳﻧﺔ ۱۹۷۲م وﻛﺎﻧت ﺗﺗوﻟﻰ ﻣﮭﻣﺔ
إﻋداد اﻟدراﺳﺎت ذات اﻟﺑﻌد اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ،ﻣﺛل إﺟراء دراﺳﺎت ﻋن اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻣدى ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوطﻧﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ،وﻋن اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ واﻟزراﻋﻲ ،واﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺗﺣﺿر ،ﻣﻊ وﺿﻊ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
ﻟﻸﻗﺎﻟﯾم ،وإﻋطﺎء ﺣﻠول وﻣﻘﺗرﺣﺎت ﻟﻠﻧﮭوض ﺑﺎﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻧﺎطﻖ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻣوازﻧﺔ ﻓﻲ
ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻗﺎﻟﯾم .ﻛﻣﺎ أن اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻗد ﺗﻣﺛل أﯾﺿﺎ ً ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻣرﻛز
ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﯾﻣﻧﺢ ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺣﺿري واﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ،ﺗﺎﺑﻊ ﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد ،ﯾﺗﻣﺛل
ﺑﻣرﻛز اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺣﺿري واﻻﻗﻠﯾﻣﻲ ﺣﯾث ﯾﻘﺑل ﻟﻠدراﺳﺔ ﻓﯾﮫ ﺣﻣﻠﺔ ﺷﮭﺎدة اﻟﺑﻛﺎﻟورﯾوس ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
ﻋدﯾدة ،ﺗﺷﻣل اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ،اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻹﺣﺻﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع ،اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﻓﻛرة
أن اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺧطﯾطﻲ ﻋﻣل ﺟﻣﺎﻋﻲ ﯾﺗطﻠب ﺗﺿﺎﻓر اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻋدﯾدة
ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أﻧﮫ ﺣدث ﺗطور ﻓﻲ اﻟﮭﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻷﺟﮭزة اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌراق ﻣﻧذ ﻧﺷوﺋﮭﺎ وﺣﺗﻰ
اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ،ﻓﻘد ﻣرت ﺑﻌدة ﻣراﺣل .ﻓﻔﻲ اﻟﻔﺗرة ﻣن ۱۹۷٦ - ۱۹۷٤م ﺷﻛﻠت ﺛﻼث ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺗﺧطﯾطﯾﺔ
ھﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ إﻗﻠﯾم اﻟﻔرات اﻷﻋﻠﻰ ،وﻣﺟﻣوﻋﺔ إﻗﻠﯾم اﻟﻔرات اﻷوﺳط ،وﻣﺟﻣوﻋﺔ إﻗﻠﯾم اﻟﺑﺻرة ،ﺑدأت ﺑﺈﻋداد
ﺧطﺔ ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﮭذه اﻷﻗﺎﻟﯾم .وﻓﻲ ﺳﻧﺔ ۱۹۷٦م ﺗم دﻣﺞ ﻗﺳم اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﺑوزارة اﻟﺑﻠدﯾﺎت ﻣﻊ وزارة
اﻟﺗﺧطﯾط ﻓﺎﺻﺑﺣت ﻣﮭﺎﻣﮫ ﺗﻣدد ﺑﺿرورة ﺗﺣدﯾد ﻧﻣط اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺎت ﻟﺗﺣدﯾد اﺳﺗﻌﻣﺎﻻت ﻟﻸﻧﺷطﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻛل ﻣﺣﺎﻓظﺔ ،ﺿﻣن إطﺎر ﺧطﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ .اﻷرض وﻓﻲ ﺳﻧﺔ ۱۹۷۷م ﺛم إﻧﺷﺎء
أﻗﺳﺎم ﺗﺧطﯾطﯾﺔ ﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻘطﺎﻋﺎت .ﺷﻣﻠت ﻗﺳم اﻟﺗﺧطﯾط ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟرﯾﻔﯾﺔ ،وﻗﺳم ﺗﺧطﯾط اﻟﻧﻘل
واﻟﻣواﺻﻼت ،وﻗﺳم ﺗﺧطﯾط اﻟﺧدﻣﺎت واﻹﺳﻛﺎن وﻗﺳم إﻋداد وﺧطط اﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت
اﻟﻘطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ
ﺣﺎوﻟت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻌراﻗﯾﺔ ﺑﻌد ﻗﯾﺎم ﺛورة ۱۷ﺗﻣوز ۱۹٦۸م ﺗطوﯾر اﻟواﻗﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻋن طرﯾﻖ إﻧﺷﺎء ﻗﺎﻋدة
ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﺳﻌﺔ وﻣﺗﻧوﻋﺔ ،ﺗﻘﻠل ﻣن درﺟﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة ﻛﻣﺎ ﺣﺎوﻟت اﻟﺧطط
اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾﻖ ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ .وﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﻘﻠل ﻣن درﺟﺔ
اﻟﺗﺑﺎﯾن ﺑﯾن ﻣﻧﺎطﻖ اﻟﻘطر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ذﻟك ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻣن اﻟوطﻧﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ً واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ً وﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ً وﺣﺿﺎرﯾﺎ ً
واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎ ً أن ﺗﺗرﻛز أﻏﻠب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺗﯾن أو ﺛﻼث ،وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﺑﻐداد(ﻛذﻟك
ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﺑﻐداد اﺳﺗﺣوذت ﻋﻠﻰ %٥٦٬۸%ﻣن ﻋدد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﺗﻠﺗﮭﺎ اﻟﺑﺻرة ﺑﻧﺳﺑﺔ ٤و ۰ﺛم
ﻧﯾﻧوى ﺑﻧﺳﺑﺔ ۷٤وھذا ﯾﻌﻧﻲ أن ٪۷٤،٦ﻣن ﻋدد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺗﺗرﻛز ﻓﻲ ﺛﻼث ﻣﺣﺎﻓظﺎت ،ﻣن
ﻣﺟﻣوع ﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟﻘطر اﻟﺛﻣﺎﻧﻲ ﻋﺷر ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻣﺛل ﻣﺣﺎﻓظﺎت دھوك ،ﺻﻼح اﻟدﯾن ،ذي ﻗﺎر وواﺳط
اﻟﻣراﺗب اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﻋدد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺧطط اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ
ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت واﻟﺳﺗﯾﻧﺎت زﯾﺎدة ﺣدة
اﻟﺗﺑﺎﯾن ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟﻘطر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺣﯾث إن ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة
أﻛدت ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾﻖ وﺗﺄﺛر ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،اﻷﻣر اﻟذي اﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ
ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎھﺎت ﺗطور اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ،إذ ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ ﺗرﻛﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﺟﮭود اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋدد ﻣﺣدود ﻣن
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟﻣﺗطورة ،ﻣﻣﺛﻠﺔ ﺑﺑﻐداد واﻟﺑﺻرة واﻟﻣوﺻل وﻗد ﺣدث ﺗطور إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻧﺣو ﺗﻘﻠﯾل اﻟﻔوارق اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ
ﺑﯾن ﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟﻘطر ﻣﻧذ ﻣطﻠﻊ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،ﺣﯾث أﻛدت ﺧطط اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ وﺑﺧﺎﺻﺔ ﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ
ﻟﻠﺳﻧوات ۱۹۸۰ - ۱۹۷٦و ۱۹۸۵ - ۱۹۸۱م ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﻧﺷر ﺛﻣﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺣﺎﻓظﺎت
اﻟﻘطر ،واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﯾل اﻟﻔﺟوة ﻓﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ).