Professional Documents
Culture Documents
بحث الخلافات العرقية
بحث الخلافات العرقية
كليــــة الحقــوق.
قسم العلوم السياسية و العالقات الدولية.
فرع ماجستير :عالقــات دولــية.
مقدمة
في ظل التحوالت العالمية الراهنة ،و هيمنة ما يسمى بظاهرة العولمة ،تتفاعل العديد من القضايا
باختالف مستوياتها أو حتى مدى حساسيتها و تأثيراتها .
فقد اتسعت أجندة القضايا في السياسة العالمية لتشمل قضايا مختلفة اإلرهاب و البيئة و التسلح و الفقر و
الكوارث و قضايا حقوق اإلنسان و كذا حقوق األقليات و العرقيات .وهذا بمقابل ما عرفه المنظور
الواقعي من تراجع في تحليل الظاهرة الدولية ،في هذه الفترة و بالتالي فبروز قضايا جديدة على الساحة
الدولية كقضايا المجموعات العرقية على اختالف خصوصياتها وضع الدارسين أمام مشكلة كبيرة تتمثل
في كيفية استيعاب و فهم مثل هذه المتغيرات خصوصا بعد النظرة االختزالية الواقعية لمثل هذه القضايا .
فبروزـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الخطر الذي يهدد االستقرار من طرف فواعل من غير الدولة non state actorsأحدث تغيرا ــــــــــــ
المقدمة.مستوى دراسة هذه النزاعات.فالخالفات التي يكون أحد األطراف فيها عبارة عن جماعة
كبيرا على
عرقية ثائرة ضد دولة أو نظام سياسي ما ،و انتشارها في مناطق عديدة من العالم خاصة في فترة تراجع
السوفيتي من مجموع دويالت مجزأة و اإلتحاد
األول : المد االستعماري في إفريقيا إضافة إلى ما خلفه انهيار
الفصل
عرقيات ،أصبحت دراسة و تحليل السلوكيات النزاعية للفواعل داخل النظام الدولي تخص اهتمام العديد
ماهية الخالفات العرقية .
من الباحثين الذين حاولوا تطوير نماذج تحليلية و مقاربات تفسيرية لفهم الخالفات العرقية و حصر أسبابها
العرقي.لهذه الدراسة المبسطة .
اعتباره إشكالية
يمكنالخالف الخالف،هذا ما
العرقية، تعريفتحركها .و
ديناميكيات آليات و
األول: ثم تحديد
المبحث
فما طبيعة مثل هذه النزاعات ذات الصفة العرقية ؟ و ما هي أهم مساراتها و ديناميكيات تفاعلها
المبحث الثاني :أسباب الخالفات العرقية.
وسط المجتمع الدولي ؟
المبحث الثالث :خصائص الخالفات العرقية.
الفصل الثاني:
ديناميكية و مسارات الخالفات العرقية
المبحث األول :استراتيجيات إدارة الخالفات العرقية .
المبحث الثاني :موقف المجتمع الدولي من الخالفات العرقية.
الخاتمة.
قائمة المراجع.
خطة البحث
الفصل االول :ماهية الخالفات العرقية
المبحث األول :مفهوم:الخالف ،العرقية ،...الخالف العرقي.
يعتبر الخالف العرقي من الّظواهر المستجدة على الساحة الدولية ،فهو قديم متجدد.
و ينبغي قبل الوصول لتعريف الخالف العرقي أن نتطّر ق لكّل من الخالف و العرقية على حدة ،كما ينبغي
أيضا عدم إغفال كّل من القومية و األقلية كتعريفين يتقاطعان في كثير من األحيان مع العرقية.
تعريف الخالف: conflict
يعّر ف الخالف بأّنه تعارض أو تصادم بين اّتجاهين أو اّتجاهات مختلفة ،وعدم توافق في المصالح
بين طرفين أو أكثر،مّم ا يدفع باألطراف المعنية مباشرة إلى عدم القبول بالوضع القائم و محاولة تغييره .و
قد يأخذ الخالف أشكاال مختلفة كالّتوتر،األزمة،أو الحرب.
و يعّر ف جون دير وزال(( J.Dureselleالخالف بأنه نزاع بين عّد ة دول أو وحدات سياسية في
شكل صدام إرادات متناقضة .و يتضّم ن أّن مفهوم الخالف يصبح رهانا و يقبل األطراف المتنازعون
1
المجازفة من أجل الفوز بهذا الرهان.والّنزاع بالضرورة يصاحبه وجود أفعال انفعالية جماعية.
تعريف العرقية:
يعود األصل الّلغوي للفظة العرقية ( ( ethnicityإلى اللفظة اليونانية القديمة ( ، )ethnosو
2
التي تقابل في المدلول لفظة أّم ة ( )nationالتي تعني جماعة بشرية ينحدر أفرادها من ذات األصل.
و في اّللغة العربية نقلت الكلمة بترجمتين ،بحيث ترجمت حرفيا إلى(إثنية) و دالليا إلى
(عرقية) .و يقّل استعمال مصطلح اإلثنبة من طرف الباحثين العرب عكس العرقية .حتى أّن بعض
القواميس العربية تترجم (( ethnicityإلى عرقية بدال من إثنية.
و العرقية في داللتها االصطالحية ،تعني جماعة ذات وعي بخصائص فسيولوجية
(الجنس،الّلون،الّس اللة،األصل،الرقعة الجغرافية)وثقافية(الّد ين،الّلغة،العادات،التقاليد و الّتاريخ
المشترك)،إّم ا هذه الخصائص كّلها أو إحداها أو بعضها.تمّيزها عن الجماعة أو الجماعات األخرى داخل
3
الدولة ،فتعرف من خاللها نفسها(األنا) و تحدد خاللها اآلخر(.)other
و نظرا لّلتداخل في تعريف كّل من األقلية و القومية مع العرقية ،فالبدّ من الّتطرق لهما.
تعريف األقلية:
هي جماعة من المواطنين في دولة ما يشّك لون أقلية عددية و يكونون في وضع غير مسيطر في
هذه الدولة ،و لهم خصائص عرقية أو دينية أولغوية تختلف عن خصائص أغلبية الّس كان و يكون لديهم
شعور بالّتضامن فيما بينهم ،و يشّج عه وجود إرادة جماعية في البقاء كجماعة متمّيزة .و هدفهم هو تحقيق
4
المساواة مع األغلبية في الواقع و في القانون.
و بذلك فإّن األقلية ترتبط بالعرقية من حيث أّنها (األقلية) تملك خصائص عرقية كالدين و اللغة
المشتركين ،و تختلف بهذه الخصائص عن الدولة التي توجد بها.
تعريف القومية:
يرتبط مفهوم القومية أساسا بأن يتحّقق للعنصر البشري في الدولة الواحدة عامل الّتجانس المهّي ء
للوحدة الوطنية .سواء تحّقق هذا الّتجانس من خالل وحدة اللغة أو األصل أو وحدة اللغة واألصل معا،أو
5
حتى وحدة عامل المصالح و ما تهّيئ له من وحدة المصير.
)11رضا دمدوم ،تأثير التغيرات الدولية لما بعد الحرب الباردة على النزاع الهندي الباكستاني،مذكرة ماجستير في العالقات الدولية،جامعة
باتنة،دورة ، 2000ص.13
) 2حمايدي عز الدين ،دور التدخل الخارجي في النزاعات العرقية ،مذكرة ماجستير في العالقات الدولية،جامعة قسنطينة،دورة .2005ص .13
) 3المرجع نفسه،ص .17
) 4أحمد وهبان ،الصراعات العرقية و استقرار العالم المعاصر،دار الجامعة الجديدة للنشر،اإلسكندرية،1997،ص.87
) 5المرجع نفسه،ص.68
و الّش يء المالحظ هو أّن بعض الدول القومية تشتمل على أكثر من عرقية واحدة ما يطلق عليها (الدول
متعددة العرقيات) ،مّم ا يجعل كيانها و استقرارها الّد اخلي مهّد دين من قبل تلك الجماعات العرقية ،و ينبئ
بتوترات و خالفات عرقية داخلها.
-تعريف الخالف العرقي:
هو أحد أشكال الخالفات الدولية ،يرّك ز المهتّم ون بدراستها في تفسيرهم و تحليلهم لها بالّد رجة األولى على
العرقية الّنشطة( )active ethnic groupsأي التي لها تأثير سياسي.
كما يستخدم مصطلح الخالف العرقي لوسم حاالت التصعيد ضّد مجموعة معينة أو مجموعتين
بحيث يكون االنتماء العرقي أو اإلثني كقاعدة للتعبئة ،و هناك من يعّر ف الخالف العرقي على أّنه :الّنزاع
الذي تكون أطرافه الفاعلة جماعات عرقية ،و يكون االختالف العرقي في حد ذاته هو الّس بب في السلوك
النزاعي لهذه الجماعات .في حين يؤّك د آخرون على فكرة الّتحريك السياسي الذي تخضع له هذه الجماعة
العرقية من قبل طرف أو أطراف معينة في وصفهم للّنزاع (الخالف) العرقي.
تعتبر ظاهرة الخالفات الّد ولية قديمة ،و لكنها تجّد دت بفعل دخول العرقية كمتّغير لتحليلها ،مّم ا
أضفى عليها طابعا تجديديا .فكان تداخل فيما بين اّلنوعين على اعتبار أّن الخالفات العرقية أحد أشكال
الخالفات الدولية .و يمكن إجمال أسباب النزاعات العرقية في األسباب أو المقتربات التفسيرّية الّتالية:
) 6جيمس دورتي ،روبرت بالتسغراف ،النظريات المتضاربة في العالقات الدولية،ترجمة وليد عبد الحي ،كاضمة للنشر و التوزيع .الكويت198 ،
،5ص.207
) 7ناصيف يوسف حتي ،النظرية في العالقات الدولية ،دار الكتاب العربي،بيروت.الطبعة األولى ،1985،ص.310،
) 8رضا دمدوم ،تأثير التغيرات الدولية لما بعد الحرب الباردة على النزاع الهندي الباكستاني،مرجع سبق ذكره ،ص .
كما نجد في أفريقيا ظاهرة خاّص ة ،بحيث أّن الدول األفريقية تستعين بأطراف خارجية لفرض سيادتها
على ترابها الوطني مقابل أن تحصل تلك األطراف على جزء من الثروات.و بالتالي يكون نصيب الطرف
الخارجي قد اقتطع من نصيب الجماعة العرقية في تلك الدولة ،مّم ا يجعلها تثور ضّد ذلك التقسيم محاولة
إلغاءه بطرق نزاعية عنيفة في أغلب األحيان.
) 9المرجع نفسه.
المبحث الثالث :خصائص الخالفات العرقية
إن اهتمام األكاديميين بدراسة قضايا الخالفات العرقية إنما نبع من طبيعة هذه الخالفات المتسمة
بالغموض ،و ذلك بالبحث عن ما يميزها عن باقي الخالفات األخرى،
و قد توصلوا إلى مجموعة من الخصائص:
-أن الخالفات العرقية تقوم بها جماعات عرقية غير مسيطرة غالبا ما تكون أقلية ،و تكون لها برنامج
عمل ينطوي على ما تصبو إليه من أهداف و ما تتوسل به من وسائل بغية الوصول إلى هذه األهداف.10
-الخالفات العرقية ترتبط من حيث وجودها بالدول متعددة العرقيات سواء كانت متقدمة أو متخلفة.
-تستخدم في الخالفات العرقية مختلف وسائل العنف ،كالحرب النظامية،و حرب العصابات ،و التطهير
العرقي ،و عمليات االختطاف ،و االغتيال و المظاهرات.....
-الخالفات العرقية معقدة ،تدوم لفترات طويلة و من الصعب التحكم فيها كالخالف في جنوب السودان و
الصحراء الغربية.
-تعتبر خاصية االنتشار من أهم و أبرز ميزات الخالفات العرقية ،إذ نجد أن هناك خالفات تتخذ بعد
داخلي ( وطني) ،إال أنها عبر تطور مسار النزاع تأخذ البعد اإلقليمي فالدولي ،و هنا يمكن اإلشارة إلى
نموذجيين نظريين لتفسير ديناميكية و تطور مسار الخالفات العرقية ،فهناك نموذج االنتشار التصاعدي
أو ما يعرف بــالنموذج الحضاري
بحيث ينطلق من مستوى الجماعة العرقية كمستوى قاعدي للخالف لينتهي هذا األخير إلى دول خارج
اإلقليم الذي يعرف الخالف.أما النموذج اآلخر فهو نموذج االنتشار التنازلي و الذي ينسب إلى المدرسة
الواقعية بحيث تنطلق في تفسير الخالف العرقي من مستوى الدولة المتدخلة التي تعتبر بمثابة الفاعل
) 10أحمد وهبان ،الصراعات العرقية و استقرار العالم المعاصر،ص .
الرئيسي في الخالف العرقي بينما العرقيات مجرد امتداد لسياسات الدول المتدخلة ،لتتدخل الحقا األطراف
الدولية لتسوية النزاع.11
-أن هذه الخالفات من الصعب التعامل معها ألنها عادة ما تكون خالفات صفرية تدور تتعلق بإثبات أو
نفي هوية أحد األطراف ،لذلك غالبا ما تفشل الطرق الرسمية أو ما يعرف بدبلوماسية المسار األول في
حل الخالفات العرقية ،لذلك كثيرا ما يلجأ إلى الطرق و المسارات غير الرسمية أو ما يعرف بدبلوماسية
المسار الثاني و محاوالت بناء السالم.
-1إستراتيجية المنعconfrontation:
و هناك من يطلق عليها اسم إستراتيجية المواجهة أو القمع ،تنطلق من فكرة:أمة واحدة دولة
واحدة.بحيث ال تقبل الدولة أية انقسامات على مستواها ،فتحاول الدولة بذلك وضع بناء خاص بها و ذلك
بإجبار الجماعة العرقية من منطلق أن الدولة هي صاحبة السلطة وهي المسيطرة .فتسعى الدولة لتغييب
الجماعة العرقية و تهميشها تماما .12
كما أن إستراتيجية المنع عادة تكون نابعة من االعتقادات العرقية أو الدينية أو حتى األيديولوجية للجماعة
المسيطرة باإلضافة إلى المصالح المادية و المخاوف األمنية.
و بالتالي فالدولة تمارس العديد من اإلجراءات تجاه الجماعة العرقية بموجب إستراتيجية المنع فنجد مثال
أن الدولة تحرم الجماعة العرقية من بعض الحقوق أو حتى أدنى الحقوق كالجانب السكني و االندماج في
المجتمع ،كما تحرمهم بعض الحقوق فيما يخص الجانب التعليمي و الديني.
أما في المجال االقتصادي فإن الجماعة العرقية تواجه بعض القيود و الضغوطات على الحصول على
مناصب العمل أو حتى طبيعة األعمال التي يمكنهم االشتغال فيها ،كما تمارس عليها ضغوطات فيجانب
اإلنفاق العام .إضافة إلى ذلك فإن المشاركة السياسية تكاد تكون منعدمة لدى الجماعة العرقية مع منعهم
من إقامة أي نوع من أنواع التجمعات أو التنظيمات. 13
) 11حمايدي عز الدين ،دور التدخل الخارجي في النزاعات العرقية ،مرجع سبق ذكره ،ص .74
Gevork Ter-Gabrielian « Strategies in "Ethnic" Conflict », www.cwis.org/fwj/41/ethnic. )12
1
) 13تيد روبرت جار،أقليات في خطر،ترجمة مجدي عبد الحكيم ،سامية الشامي ،مكتبة مذبولي ،القاهرة،الطبعة األولى ،1995،ص.367
كما يمكن أن تمارس الدولة إستراتيجية أقل عنفا من سابقتها لكي تجذب إليها كيان الجماعة العرقية و
تغيبها تماما عن الوجود و ذلك عن طريق االمتصاص
فتسعى الدولة المتصاص الجماعات العرقية حتى تجعلها غائبة عن واجهة المجتمع ،وإ ذا لم تنجح
سياسة االمتصاص.
فاالمتصاص هو سياسة مدروسة من طرف الدولة ،كما يمكن أن تكون نتاجا للبناء المتفاوت من حيث
وضعية مسيطر(الدولة)ووضعية المهمش(الجماعة العرقية) إذ في هذه الحالة األخيرة تلجأ الدولة لنظام
الفرص والحوافز الذي من شأنه أن يجعل الجماعة العرقية ترضى بتضييع وفقدان هويتها ،أو أن تكتسب
هوية الجماعة المسيطرة(الدولة) لدرجة تصبح فيها غير قابلة للتميز عنها .وليس بالضرورة أن تفقد كليا
هويتها األصلية ،إذ تظهر بدال منها هوية مركبة أو مزدوجة.
عندما تفشل سياسة الدمج أو االمتصاص المرن في تحقيق النتائج المتوقعة ،تلجأ الدولة المتصاص
الصلب ،فتظهر الجماعة العرقية في وضعية غير قانونية وغير مناسبة لهم ،في اسبانيا منع الجنرال
"فرانكو" األسبان من استخدام لغتهم ،كذلك بالنسبة لألقلية اليونانية في ألبانيا.
إن اإلستراتيجية األشد عنفا بالنسبة للدولة هي اإلبادة الجماعية ،والتي تقضي بشكل كلي أو جزئي
على الجماعة العرقية وذلك من اجل انجاز آِخ ر الحلول بالنسبة لمشكل االختالف العرقي ،والقضاء على
مطالب وقوة هذه الجماعات.
وقد ظهر مصطلح اإلبادة الجماعية من قبل األكاديمي البولندي"رافاييل المكيز" من خالل وصفه
لوضعية االرمنيين داخل اإلمبراطورية العثمانية والقوقاز سنة ،1915بحيث أن 1.8مليون ارميني قتلوا
وعدد مثله ممن ابعدوا وشتتوا .كذلك في االتحاد السوفيتي في عهد "ستالين" كانت إبادة دائمة ومستمرة
بحيث 6ماليين قتلوا في عهده ،خاصة من الشيشانيين.كذلك في فترة احتالل اندونيسيا لتيمور الشرقية في
1975أبيد ما يقارب 200ألف شخص .فاإلبادة هي سياسة مدروسة ومسطرة من طرف الدولة ،منظمة
ومنفذة من األعلى إلى األسفل ،تنفذ عن طريق الوحدات العسكرية أو بتعبئة وإ ثارة األغلبية الشعبية
ضدهم(االحتجاز داخل المخيمات ،عزف الموت ،أو استعمال أسلحة الدمار الشامل ضد التجمعات
المدنية).
وبين حدي سياسة االمتصاص المرن واإلبادة الجماعية ،هناك العديد من أنواع السياسات األخرى مثل:
اإلبادة الثقافية(البيضاء) ،اإلجبار على الهجرة(الترحيل،اإلبعاد).
اإلبادة الثقافية :سياسة خاصة في هدم ثقافة الجماعة العرقية المهشمة ،خاصة تدمير الشواهد المادية(منازل ،مقابر ،كنائس ،اآلثار المعمارية)كما
يمكن القيام بإعادة تسمية المنطقة األصلية للجماعة العرقية بأسماء خاصة بالجماعة المسيطرة(الدولة) ،بل وحتى إعادة كتابة تاريخ تلك المناطق
بمنطق الدولة .
إستراتيجية التكيف هي إستراتيجية نادرة بالنسبة للدولة في حالة رد فعلها على مطالب أو حتى مجرد
وجود الجماعة العرقية داخل حدودها .فقديما كانت تسود فكرة :امة واحدة ودولة واحدة ،كما كان يسود
اعتقاد لدى المفكرين بان الدولة المتعددة القوميات هي دولة ضعيفة بالفطرة ،كما أن أحسن نظام لتسيير
مثل هذه األشكال من الدولة هو النظام االستبدادي ،وهذا ما يؤكده نموذج االتحاد السوفيتي ويوغسالفيا.
في المقابل هناك العديد من حاالت تعدد القوميات داخل الدولة الواحدة ،أين نجد الحكم يرتكز على مبدأ
تقسيم السلطة بين العرقيات المختلفة ،ومثال ذلك :سويسرا-كندا-مااليا-بلجيكا-استراليا وهولندا.
وغالبا ما يقوم هذا الشكل على نوع من الديمقراطية في التعامل مع االختالف والتعدد العرقي داخل
الحدود الوطنية ،ويكون عن طريق التعاون بين الزعماء السياسيين إلظهار وتطوير المشاركة الفعالة لكل
القوميات أو الجماعات على مستوى السلطة التشريعية وحقها في رفض ما ال تراه مناسبا لها ،حتى تبقى
مصالحها قائمة ،كما يقوم على نظام النسبية في البرلمان وكذلك توفير الخدمات والمرافق العمومية،
باإلضافة إلى درجة عالية من االستقاللية(نوع من الحكم الذاتي) حتى تشعر كل جماعة بأن لها درجة
مقبولة ومقنعة من الحرية التي تمكنها من البحث عن مصالحها وتسيير قضاياها الخاصة،باإلضافة إلى
ذلك تمنح للجماعة العرقية العديد من الحقوق و التسهيالت في مجال تنظيم أحزاب سياسية أو تنظيمات
اجتماعية .أما في المجال االقتصادي فتمنح للجماعة العرقية العديد من الفرص نحو التنمية وتحسين
أوضاعها المعيشية .14
فالنظام االتحادي القائم على التعددية والديمقراطية ناجح كما يعتقد المدافعون عنه ألنه يؤمن توازن
القوى داخل المجتمعات المتفرقة والمتعددة العرقيات ،ويكون أكثر نجاحا في الدول الصغيرة أين يمكن
للنخب الحاكمة أن تعرف وتعي خصوصيات الجماعات المختلفة وتطور االتصال والتعاون بينها.
فليس هناك جماعة عرقية مهيمنة تملك قوة خاصة بها(كأن تكون تمثل األغلبية مثال) وأخرى ضعيفة
مهمشة ،كما يوفر هذا الشكل هياكل قانوني للتعامل مع المشاكل العرقية.
إن بروز أجندة جديدة للسياسة العالمية غير تلك التي كان يطرحها الواقعيون ،أجندة يبرز في أعلى
اهتماماتها قضايا األقليات و العرقيات و كذا المشاكل و الخالفات التي أحدثتها و مدى أهمية التأثيرات
المترتبة عنها على المستوى الداخلي و الدولي .وبالتالي أصبحت الخالفات العرقية تصب في اهتمام جل
أطراف المجتمع الدولي الذي أخذ من جهته يبحث عن آليات للتعامل مع مثل هذه المتغيرات.
?(15عالق جميلة ،األقليات في منطقة البحيرات الكبرى و تأثيرها على النزاع في الكونغو الديمقراطية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العالقات
الدولية ،جامعة قسنطينة،دورة ،2005ص.32
)16المرجع نفسه.
-و إما أن تتدخل الدولة لتقديم المساندة للطرف الحاكم أو إلى السلطة المركزية ،فقد ترى الدولة
المتدخلة أنه من دواعي مصلحتها الحدودية هو االستقرار في منطقة أو دولة معينة و بالتالي تسعى لدعم
السلطة المركزية في الدولة التي تعرف خالفا عرقيا حتى تتمكن هذه األخيرة من احتواء الوضع و الحد
من االضطرابات و الخالفات .ويمكن من جهة ثانية أن يكون تدخل الدولة انطالقا من طلب السلطة
المركزية للدولة التي تعرف خالفا ما.
-أما الشكل اآلخر من تدخل الدول في الخالفات العرقية ،فقد يكون بصورة حيادية ال تميل إلى أي
طرف في الخالف العرقي ،و ذلك عن طريق طرح وساطتها أمام األطراف المتنازعة و محاولة إيجاد
أرضية مشتركة بينهما تسهل عملية االتصال و تمكنهما من فهم و معرفة توجهات و أهداف كل طرف ،
و بالتالي تحاول الدولة المتدخلة في هذه الحالة تقريب وجهات نطر األطراف المتنازعة حتى تسهل عملية
االتصال التي تعتبر بدورها بؤرة العمليات التفاوضية التي يمكن إجراؤها.و يمكن اإلشارة في ذلك إلى
الدور الفعال و النشط الذي لعبته دولة نيجيريا في النزاع بجنوب السودان ،باإلضافة إلى الدور الذي لعبته
الوساطة الجزائرية في النزاع بالكونغو الديمقراطية و ذلك بتفعيل مسار لوساكا.17
يمكن القول بأن مواقف الدول تجاه الخالفات العرقية تتراوح بين التدخل لمساندة األقلية أو التدخل
لمساندة السلطة المركزية ،و ذلك بدواعي المصالح الخاصة بهذه الدول ،و إما التدخل انطالقا من نوايا
تخص تسوية الخالف العرقي و ذلك بعرض وساطتها بين األطراف المتنازعة كطرف محايد تماما.
-فالمنظمات الدولية و على رأسها األمم المتحدة ،تعاملت في بداية األمر مع قضايا األقليات و
الخالفات العرقية على أنها قضايا داخلية تخص الدول المعنية ،و بالتالي فقد كانت تدخالت األمم المتحدة
في بعض الخالفات العرقية على مستوى العالم محدودة إلى درجة وصفت بها المنظمة بالضعف و العجز
،وحتى المسائل التي تدخلت فيها وصفت بأنها كانت إقصاء لحق األقليات التي حاولت االنفصال مثل:
اإليبو في نيجيريا و كاتانغا في الكونغو الديمقراطية و القبارصة األتراك .زد على ذلك الفشل الذريع
بالنسبة لتدخل األمم المتحدة فيما يخص النزاع في كل من الصومال و يوغسالفيا.18
) 17المرجع نفسه.
?(18المرجع نفسه.
لكن و مع ذلك فقد لوحظ نوع من التطور من ناحية مواقف األمم المتحدة فيما يخص الخالفات العرقية إذ
بدأت تأخذ الطابع الواقعي في التعامل مع مثل هذه المسائل خاصة بتأثير القوى الكبرى داخل المنظمة .و
أخذ بذلك ميثاق األمم المتحدة يتكيف مع مختلف التحوالت الدولية بالشكل الذي جعل المنظمة قادرة على
التدخل في أي منطقة من أجل الحد من النزاع خاصة إذا ما تعلق األمر بالتعدي على حقوق اإلنسان أو
حقوق األقليات .وفي الفترة األخيرة حاول األمين العام السابق لألمم المتحدة بطرس غالي وضع آليات
جديدة تساعد على التعامل مع الخالفات العرقية ،كمفهوم صنع السالم .peace makingو الذي يعني
تنظيم مفاوضات بين األطراف المتنازعة عن طريق مشاركة المنظمة في المفاوضات من أجل التوصل
إلى الحل السلمي للخالف.
أما حفظ السالم peace keepingفهو تدخل عسكري بموافقة و مساعدة الدول داخل الحدود النزاعية
من أجل وقف القتال و الحرب أو لمساعدة األطراف على الحفاظ على حالة وقف إطالق النار .
أما بناء السالم فهو النشاط الذي يمارسه المشاركون في عملية السالم من أجل بناء مؤسسات مدنية داخل
المجتمعات بعد نهاية النزاع عن طريق وضع ميكانيزمات لضمان عدم انفجار الوضع مرة أخرى .
وهناك مفهوم آخر أصبح يتداول في أدبيات األمم المتحدة و هو الدبلوماسية الوقائية و التي تعني ذلك
النشاط من أجل الوقاية من نشوء النزاع بين األطراف.19
فقد حاولت األمم المتحدة تطوير هذه المفاهيم أو اآلليات للتعامل مع الخالفات على المستوى الدولي ،إال أن
مشاركة هذه األخيرة في تسوية الخالفات أو منع حدوثها لم يكن بالمهمة السهلة بالنسبة لألمم المتحدة و
ذلك بسبب شرط أساسي هو موافقة األطراف المتورطة في الخالف.و هذا راجع إلى طبيعة نظرة
األطراف للنزاع في حد ذاته و مدى تعاونها من أجل الوصول إلى الحل و إنهاء الخالف.ففي حالة
الخالفات العرقية بين عرقية و دولة ،نجد أن الجماعة العرقية ال تملك شرعية الموافقة على تدخل
األطراف الخارجية ،في المقابل الدولة ترفض أية تدخالت من المنظمات الدولية ،ألنها تنظر إلى النزاع
على أنه يندرج ضمن الشؤون الداخلية للدولة .و لكن و كما أشرنا سابقا ،فإنه مع تزايد انتشار الخالفات
العرقية فإن شرط الموافقة أصبح يطبق بطريقة مرنة ،فالدولة تقنع بمختلف الطرق للقبول بمهمات األمم
المتحدة .و يمكن اإلشارة في ذلك إلى دور األمم المتحدة كمراقب لوقف إطالق النار في جورجيا بين
الحكومة الجورجية و القوات األبخازية ،كذلك مراقبتها لالستفتاء و تأكيد صحته في ايريتيريا .و في
مرحلة الحقة ارتبط تدخل األمم المتحدة بالبعد اإلنساني ليعرف شرط موافقة الدول على تدخل أطراف
خارجية و من ورائه مبدأ السيادة نوعا من التضييق و التراجع.
-أما المنظمات اإلقليمية فقد جاءت أدوارها مكملة ألدوار األمم المتحدة خاصة فيما يتعلق بالنظر
أكثر دقة و تفصيل في قضايا الخالفات العرقية في األقاليم الخاضعة لها،و يمكن اإلشارة في ذلك
19
Gevork Ter-Gabrielian « Strategies in "Ethnic" Conflict », www.cwis.org/fwj/41/ethnic ).
1
إلى الدور الذي لعبته كل من منظمة الوحدة اإلفريقية و منظمة اإليجاد في إفريقيا من حيث
محاولتهما الحفاظ على االستقرار في القارة السمراء.و ذلك رغم فشلهما و عدم قدرتهما على
احتواء بعض الخالفات و خاصة منظمة الوحدة اإلفريقية التي لم يكن ميثاقها يتماشى و التطورات
الحاصلة في المنطقة و حتى المحاوالت التي خاضتها في هذا المجال لم تتعدى كونها مجموعة
استشارات أدت في بعض األحيان إلى إخماد الخالف و ليس حله بشكل نهائي.20
-أما من جانب المنظمات الغير حكومية ،فقد زاد انتشارها و كذا تأثيراتها على المستوى العالي
بشكل ملحوظ في الفترة األخيرة .و هذه المنظمات هي عبارة عن «تجمعات و جمعيات أو حركات
بدون هدف ربحي ،شكلت عفويا ،و بشكل حر من قبل أفراد لتعبر عن تضامن عبروطني».21
و تتمثل هذه المنظمات في منظمات حقوق اإلنسان و الحركات العالمية و األفراد و الشخصيات .ففي
جانب حقوق اإلنسان يمكن اإلشارة إلى منظمة العفو الدولية و الصليب األحمر و منظمة حقوق األقليات و
غيرها من المنظمات التي تركز بالدرجة األولى على التدخل لحماية حقوق اإلنسان و الحد من االنتهاكات
في هذا المجال و ذلك من خالل تقديم المساعدات لألفراد في المناطق التي تعرف أزمات و دعم الالجئين
،باإلضافة إلى جهود اإلغاثة أثناء الحروب .كما تراقب حاالت حقوق اإلنسان في مناطق النزاع و تعطي
أرقام و إحصائيات حول السجناء في الحروب و تنظم عمليات تبادل األسرى بين األطراف المتنازعة ،
وهي تعمل بقوة داخل مؤسسات المجتمع المدني ،كما تساهم كذلك في إيجاد حلول حقيقية للخالفات
العرقية ،فأفراد و أعضاء هذه المنظمات يستعملون نفوذهم الخاص و اتصاالتهم الخاصة مع النخب
الحاكمة داخل الدول و داخل الجماعات العرقية المتورطة في النزاع و يحاولون بذلك استعراض نظرتهم
إلنهاء الخالف و ذلك مقابل ما يقومون به على مستوى القاعدة من مؤتمرات و ملتقيات .و تكون موجهة
مباشرة إلى المناطق التي النزاعات .
خاتمة
إن ما شهده الواقع الدولي من تحوالت سريعة على مستوى مجاالت عديدة ،من حيث طبيعة القضايا
المطروحة للنقاش على الساحة الدولية أو من حيث طبيعة و عدد الفواعل في العالقات الدولية أو حتى من
حيث نمط التفاعل في النظام الدولي الحالي قد طرحت العديد من الصعوبات لدى دارسي العالقات الدولية
،فبعد سيطرة المنظور الواقعي و للعديد من السنوات كانت األمور تسير على ما يتماشى وواقع نهاية
الحرب العالمية الثانية حتى نهاية الستينات ،لكن مع بداية السبعينات أصبح الحديث عن تراجع المنظور
الواقعي في تحليل السياسة الدولية و في المقابل ظهور فواعل جديدة في العالقات الدولية على اختالف
)20عالق جميلة ،األقليات في منطقة البحيرات الكبرى و تأثيرها على النزاع في الكونغو الديمقراطية .مرجع سبق ذكره.ص.40
)21غضبان مبروك ،المدخل للعالقات الدولية ،باتنة ص .251
أشكالها و ظهور ما يعرف بالشعور العرقي لدى بعض الجماعات أو األقليات .هذا الشعور بالهوية لدى
الجماعات العرقية أوجد نوعا جديدا من الخالفات ليس على المستوى الدولي و إنما داخل الدولة الواحدة و
إن كانت تأثيرات و امتدادات هذه الخالفات تفوق حدود الدولة الواحدة .وبالتالي فقد أوجد هذا الوضع
الجديد أزمة على مستوى دراسة و فهم الخالفات العرقية ،الخالفات التي يمكن أن تكون أطرافها فواعل
من غير الدول على افتراض أن الدولة هي المالك الوحيد لوسائل القوة و القدرات العسكرية حسب
التصور الواقعي.و في هذه المرحلة برز ما يعرف بالمنظور التعددي الذي حاول من جهته احتواء
الظاهرة السياسية آنذاك لتبرز العديد من الدراسات التي حاولت التركيز على دراسة و تحليل الخالفات
العرقية و ذلك في البحث عن األسباب المؤدية إلى انفجارها باإلضافة إلى محاولة تحديد بعض الخصائص
التي تميزها و األهم من ذلك هو فهم و تفسير آليات سير هذه الخالفات و ديناميكيات تحركها .أما على
مستوى الواقع الدولي فقد كانت ظاهرة نشوء و انتشار الخالفات العرقية بمثابة الضربة بالنسبة للمجتمع
الدولي الذي وقف محتارا أمام التأثيرات المتزايدة لهذه الخالفات و بصورة خاصة المنظمات الدولية التي
لم تستطع استيعاب هذه التطورات الجديدة إال مؤخرا من خالل تطويرها لبعض أشكال التدخل في
الخالفات العرقية .و رغم ذلك فإن الواقع الدولي من حيث مدى تأثير و سرعة انتشار الخالفات العرقية قد
أثبت فشل و محدودية الدور الذي لعبته المنظمات ذات الطابع الرسمي ،لتظهر مساهمات جديدة في ميدان
التعامل مع الخالفات العرقية و المتمثلة في دور المنظمات الغير حكومية في بناء السالم كمنظمات حقوق
اإلنسان و منظمات اإلغاثة و غيرها .لكن األكيد و هو ما يمكن أن نخلص إليه هو كون الخالفات العرقية
ظاهرة تفوق خطورتها الحروب المألوفة بين الدول فمثل هذه الخالفات تمس جانب استقرار الدولة الذي
بدوره يؤثر على استقرار النظام الدولي ذلك كون التعامل مع مثل هذه الخالفات ليس باألمر البسيط لذلك
فالنتائج المترتبة عنها ال يمكن وصفها إال بأنها كوارث خاصة ضد اإلنسانية و بالتالي فالمطلوب هو إيجاد
و تطوير نماذج و دراسات توعية بخطورة و تأثير مثل هذه الخالفات حتى يمكن الحد منها أو على األقل
التقليل منها.
قائمة المراجع:
-1قائمة المراجع باللغة العربية:
أ -الكتب:
-1أحمد وهبان ،الصراعات العرقية و استقرار العالم المعاصر،دار الجامعة الجديدة للنشر،اإلسكندرية،
.1997
-2تيد روبرت جار ،أقليات في خطر ،ترجمة مجدي عبد الحكيم ،سامية الشامي ،مكتبة مدبولي ،القاهرة،
الطبعة األولى.1995 ،
-3جيمس دورتي ،روبرت بالتسغراف ،النظريات المتضاربة في العالقات الدولية،ترجمة وليد عبد
الحي ،كاضمة للنشر و التوزيع .الكويت.1985 ،
-4ناصيف يوسف حتي ،النظرية في العالقات الدولية ،دار الكتاب العربي،بيروت.الطبعة األولى ،
.1985
-5غضبان مبروك،المدخل إلى العالقات الدولية ،باتنة.
ب -المذكرات:
-1حمايدي عز الدين ،دور التدخل الخارجي في النزاعات العرقية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في
العالقات الدولية ،جامعة قسنطينة ،دورة.2005
-2عالق جميلة ،األقليات في منطقة البحيرات الكبرى و تأثيرها على النزاع في الكونغو الديمقراطية ،
مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العالقات الدولية ،جامعة قسنطينة،دورة .2005
ج -مواقع اإلنترنت:
Gevork Ter-Gabrielian « Strategies in "Ethnic" Conflict ).
», www.cwis.org/fwj/41/ethnic 1