Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 17

‫الجمهوريـــة الجزائريـــة الديمقراطيـــة الشعبيـــة‬

‫وزارة التعليــم العالــي و البحث العلمــي‬


‫جامعــة الحاج لخضر ‪ -‬باتنة ‪-‬‬

‫كليــــة الحقــوق‪.‬‬
‫قسم العلوم السياسية و العالقات الدولية‪.‬‬
‫فرع ماجستير‪ :‬عالقــات دولــية‪.‬‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعـداد الطالـبين‪:‬‬

‫مرابط رابح‬ ‫‪ -1‬إبراهيم بن دايـخة‪.‬‬


‫‪ -2‬حبيـبة زالقــي‪.‬‬

‫السنـة الجامعية ‪2006-2005‬‬

‫مقدمة‬
‫في ظل التحوالت العالمية الراهنة ‪ ،‬و هيمنة ما يسمى بظاهرة العولمة ‪ ،‬تتفاعل العديد من القضايا‬
‫باختالف مستوياتها أو حتى مدى حساسيتها و تأثيراتها ‪.‬‬
‫فقد اتسعت أجندة القضايا في السياسة العالمية لتشمل قضايا مختلفة اإلرهاب و البيئة و التسلح و الفقر و‬
‫الكوارث و قضايا حقوق اإلنسان و كذا حقوق األقليات و العرقيات ‪ .‬وهذا بمقابل ما عرفه المنظور‬
‫الواقعي من تراجع في تحليل الظاهرة الدولية‪ ،‬في هذه الفترة و بالتالي فبروز قضايا جديدة على الساحة‬
‫الدولية كقضايا المجموعات العرقية على اختالف خصوصياتها وضع الدارسين أمام مشكلة كبيرة تتمثل‬
‫في كيفية استيعاب و فهم مثل هذه المتغيرات خصوصا بعد النظرة االختزالية الواقعية لمثل هذه القضايا ‪.‬‬
‫فبروزـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫الخطر الذي يهدد االستقرار من طرف فواعل من غير الدولة ‪ non state actors‬أحدث تغيرا‬ ‫ــــــــــــ‬
‫المقدمة‪.‬مستوى دراسة هذه النزاعات‪.‬فالخالفات التي يكون أحد األطراف فيها عبارة عن جماعة‬
‫كبيرا على‬
‫عرقية ثائرة ضد دولة أو نظام سياسي ما‪ ،‬و انتشارها في مناطق عديدة من العالم خاصة في فترة تراجع‬
‫السوفيتي من مجموع دويالت مجزأة و‬ ‫اإلتحاد‬
‫األول ‪:‬‬ ‫المد االستعماري في إفريقيا إضافة إلى ما خلفه انهيار‬
‫الفصل‬
‫عرقيات ‪ ،‬أصبحت دراسة و تحليل السلوكيات النزاعية للفواعل داخل النظام الدولي تخص اهتمام العديد‬
‫ماهية الخالفات العرقية ‪.‬‬
‫من الباحثين الذين حاولوا تطوير نماذج تحليلية و مقاربات تفسيرية لفهم الخالفات العرقية و حصر أسبابها‬
‫العرقي‪.‬لهذه الدراسة المبسطة ‪.‬‬
‫اعتباره إشكالية‬
‫يمكنالخالف‬ ‫الخالف‪،‬هذا ما‬
‫العرقية‪،‬‬ ‫تعريفتحركها ‪.‬و‬
‫ديناميكيات‬ ‫آليات و‬
‫األول‪:‬‬ ‫ثم تحديد‬
‫المبحث‬
‫فما طبيعة مثل هذه النزاعات ذات الصفة العرقية ؟ و ما هي أهم مساراتها و ديناميكيات تفاعلها‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أسباب الخالفات العرقية‪.‬‬
‫وسط المجتمع الدولي ؟‬
‫المبحث الثالث‪ :‬خصائص الخالفات العرقية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫ديناميكية و مسارات الخالفات العرقية‬
‫المبحث األول‪ :‬استراتيجيات إدارة الخالفات العرقية ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬موقف المجتمع الدولي من الخالفات العرقية‪.‬‬

‫الخاتمة‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪.‬‬

‫خطة البحث‬
‫الفصل االول ‪:‬ماهية الخالفات العرقية‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم‪:‬الخالف‪ ،‬العرقية‪ ،...‬الخالف العرقي‪.‬‬

‫يعتبر الخالف العرقي من الّظواهر المستجدة على الساحة الدولية‪ ،‬فهو قديم متجدد‪.‬‬
‫و ينبغي قبل الوصول لتعريف الخالف العرقي أن نتطّر ق لكّل من الخالف و العرقية على حدة‪ ،‬كما ينبغي‬
‫أيضا عدم إغفال كّل من القومية و األقلية كتعريفين يتقاطعان في كثير من األحيان مع العرقية‪.‬‬
‫تعريف الخالف‪: conflict‬‬
‫يعّر ف الخالف بأّنه تعارض أو تصادم بين اّتجاهين أو اّتجاهات مختلفة‪ ،‬وعدم توافق في المصالح‬
‫بين طرفين أو أكثر‪،‬مّم ا يدفع باألطراف المعنية مباشرة إلى عدم القبول بالوضع القائم و محاولة تغييره‪ .‬و‬
‫قد يأخذ الخالف أشكاال مختلفة كالّتوتر‪،‬األزمة‪،‬أو الحرب‪.‬‬
‫و يعّر ف جون دير وزال((‪ J.Dureselle‬الخالف بأنه نزاع بين عّد ة دول أو وحدات سياسية في‬
‫شكل صدام إرادات متناقضة‪ .‬و يتضّم ن أّن مفهوم الخالف يصبح رهانا و يقبل األطراف المتنازعون‬
‫‪1‬‬
‫المجازفة من أجل الفوز بهذا الرهان‪.‬والّنزاع بالضرورة يصاحبه وجود أفعال انفعالية جماعية‪.‬‬
‫تعريف العرقية‪:‬‬
‫يعود األصل الّلغوي للفظة العرقية (‪ ( ethnicity‬إلى اللفظة اليونانية القديمة (‪ ، )ethnos‬و‬
‫‪2‬‬
‫التي تقابل في المدلول لفظة أّم ة (‪ )nation‬التي تعني جماعة بشرية ينحدر أفرادها من ذات األصل‪.‬‬
‫و في اّللغة العربية نقلت الكلمة بترجمتين ‪،‬بحيث ترجمت حرفيا إلى(إثنية) و دالليا إلى‬
‫(عرقية) ‪.‬و يقّل استعمال مصطلح اإلثنبة من طرف الباحثين العرب عكس العرقية ‪.‬حتى أّن بعض‬
‫القواميس العربية تترجم ((‪ ethnicity‬إلى عرقية بدال من إثنية‪.‬‬
‫و العرقية في داللتها االصطالحية‪ ،‬تعني جماعة ذات وعي بخصائص فسيولوجية‬
‫(الجنس‪،‬الّلون‪،‬الّس اللة‪،‬األصل‪،‬الرقعة الجغرافية)وثقافية(الّد ين‪،‬الّلغة‪،‬العادات‪،‬التقاليد و الّتاريخ‬
‫المشترك)‪،‬إّم ا هذه الخصائص كّلها أو إحداها أو بعضها‪.‬تمّيزها عن الجماعة أو الجماعات األخرى داخل‬
‫‪3‬‬
‫الدولة‪ ،‬فتعرف من خاللها نفسها(األنا) و تحدد خاللها اآلخر(‪.)other‬‬
‫و نظرا لّلتداخل في تعريف كّل من األقلية و القومية مع العرقية‪ ،‬فالبدّ من الّتطرق لهما‪.‬‬
‫تعريف األقلية‪:‬‬
‫هي جماعة من المواطنين في دولة ما يشّك لون أقلية عددية و يكونون في وضع غير مسيطر في‬
‫هذه الدولة‪ ،‬و لهم خصائص عرقية أو دينية أولغوية تختلف عن خصائص أغلبية الّس كان و يكون لديهم‬
‫شعور بالّتضامن فيما بينهم ‪،‬و يشّج عه وجود إرادة جماعية في البقاء كجماعة متمّيزة ‪.‬و هدفهم هو تحقيق‬
‫‪4‬‬
‫المساواة مع األغلبية في الواقع و في القانون‪.‬‬
‫و بذلك فإّن األقلية ترتبط بالعرقية من حيث أّنها (األقلية) تملك خصائص عرقية كالدين و اللغة‬
‫المشتركين‪ ،‬و تختلف بهذه الخصائص عن الدولة التي توجد بها‪.‬‬
‫تعريف القومية‪:‬‬
‫يرتبط مفهوم القومية أساسا بأن يتحّقق للعنصر البشري في الدولة الواحدة عامل الّتجانس المهّي ء‬
‫للوحدة الوطنية‪ .‬سواء تحّقق هذا الّتجانس من خالل وحدة اللغة أو األصل أو وحدة اللغة واألصل معا‪،‬أو‬
‫‪5‬‬
‫حتى وحدة عامل المصالح و ما تهّيئ له من وحدة المصير‪.‬‬
‫‪ )11‬رضا دمدوم‪ ،‬تأثير التغيرات الدولية لما بعد الحرب الباردة على النزاع الهندي الباكستاني‪،‬مذكرة ماجستير في العالقات الدولية‪،‬جامعة‬
‫باتنة‪،‬دورة ‪، 2000‬ص‪.13‬‬
‫‪ ) 2‬حمايدي عز الدين‪ ،‬دور التدخل الخارجي في النزاعات العرقية‪ ،‬مذكرة ماجستير في العالقات الدولية‪،‬جامعة قسنطينة‪،‬دورة ‪.2005‬ص ‪.13‬‬
‫‪ ) 3‬المرجع نفسه‪،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ ) 4‬أحمد وهبان ‪،‬الصراعات العرقية و استقرار العالم المعاصر‪،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬اإلسكندرية‪،1997،‬ص‪.87‬‬
‫‪ ) 5‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.68‬‬
‫و الّش يء المالحظ هو أّن بعض الدول القومية تشتمل على أكثر من عرقية واحدة ما يطلق عليها (الدول‬
‫متعددة العرقيات)‪ ،‬مّم ا يجعل كيانها و استقرارها الّد اخلي مهّد دين من قبل تلك الجماعات العرقية ‪،‬و ينبئ‬
‫بتوترات و خالفات عرقية داخلها‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف الخالف العرقي‪:‬‬
‫هو أحد أشكال الخالفات الدولية‪ ،‬يرّك ز المهتّم ون بدراستها في تفسيرهم و تحليلهم لها بالّد رجة األولى على‬
‫العرقية الّنشطة(‪ )active ethnic groups‬أي التي لها تأثير سياسي‪.‬‬
‫كما يستخدم مصطلح الخالف العرقي لوسم حاالت التصعيد ضّد مجموعة معينة أو مجموعتين‬
‫بحيث يكون االنتماء العرقي أو اإلثني كقاعدة للتعبئة ‪،‬و هناك من يعّر ف الخالف العرقي على أّنه‪ :‬الّنزاع‬
‫الذي تكون أطرافه الفاعلة جماعات عرقية ‪،‬و يكون االختالف العرقي في حد ذاته هو الّس بب في السلوك‬
‫النزاعي لهذه الجماعات‪ .‬في حين يؤّك د آخرون على فكرة الّتحريك السياسي الذي تخضع له هذه الجماعة‬
‫العرقية من قبل طرف أو أطراف معينة في وصفهم للّنزاع (الخالف) العرقي‪.‬‬

‫المـبحث الثاني‪ :‬أسباب الخالفات العرقية‪.‬‬

‫تعتبر ظاهرة الخالفات الّد ولية قديمة‪ ،‬و لكنها تجّد دت بفعل دخول العرقية كمتّغير لتحليلها ‪ ،‬مّم ا‬
‫أضفى عليها طابعا تجديديا ‪.‬فكان تداخل فيما بين اّلنوعين على اعتبار أّن الخالفات العرقية أحد أشكال‬
‫الخالفات الدولية‪ .‬و يمكن إجمال أسباب النزاعات العرقية في األسباب أو المقتربات التفسيرّية الّتالية‪:‬‬

‫‪-1‬نظرية إحباط عدوان‪:‬‬


‫نجد من بين رّو اد هذه الّنظرية دوب دوالر(‪ )Dopp Doller‬الذي افترض بأّن ‪ ،‬العدوان يترّتب على‬
‫اإلحباط بحيث أّن حدوث ظاهرة العدوان يدّل دائما على وجود اإلحباط‪ ،‬كما أّن وجود اإلحباط يؤّد ي إلى‬
‫العدوان‪ .‬والعدوان حسبه هو اضطراب في الّس لوك نتيجة عدم تحقيق استجابة من هدف معين يسعى إليه‬
‫الفرد‪ .‬أي عندما يكون هناك عائق بين الفرد و رغباته يحاول أن يعّبئ أكبر قدر من طاقته‪ ،‬فإذا استمّر ت‬
‫‪6‬‬
‫التعبئة دون أن يرافقها نجاح فإّنها تميل للتعبير عن نفسها بسلوك عدواني تدميري ‪.‬‬
‫و يعتقد بيير كوفتز(‪ )Berkowitz‬بأّن العدوان ينتج عن إدراك األطراف التي تمارس السلوك النزاعي‬
‫بأن هناك تفاوتا بين ما تطمح لتحقيقه (مستوى اجتماعي‪ ،‬درجة المشاركة السياسية)‬
‫وبين ما هو موجود واقعيا‪ .‬و بقدر ما يكون الحرمان و اإلحباط كبيرا و مستمّر ا بقدر ما تكون إمكانّية‬
‫‪7‬‬
‫اللجوء إلى العنف أكثر‪.‬‬
‫و هذا كذلك ما ينطبق على الجماعة العرقية‪ ،‬بحيث أّنها حينما تشعر باإلحباط و يكون كبيرا‬
‫و مستمرا يكون احتمال نشوب خالف عرقي‪ .‬فمثال‪ :‬نجد األقلية الباسكية في إسبانيا حينما شعرت‬
‫باإلحباط الكبير و استمّر ذلك اإلحباط طيلة فترة حكم الجنرال (فرانكو) قامت بنزاع ضّد الحكومة‬
‫اإلسبانية ‪ ،‬خاصة عندما منع( فرانكو) من استخدام الّلغة الباسكية و فرض استخدام الّلغة اإلسبانية‪.‬‬

‫(‪) John Burton‬‬ ‫‪ -2‬نظرية الندرة و االحتياجات‪ :‬لـ جون بورتون‬


‫حسب هذه النظرية كل فرد له احتياجات ‪،‬و إدا غابت هذه االحتياجات تنعدم العالقات االجتماعية و‬
‫التنظيمية‪ ،‬و بذلك سيبحث الفرد أو األفراد عن نظم أخرى تحّقق لهم تلك الحاجيات‪ ،‬فيلجئون إلى السلوك‬
‫‪8‬‬
‫النزاعي ضّد دولتهم‪.‬‬
‫و يرى جون بورتون بأّنه في كل مجتمع توجد نخب و جماعات و هياكل تحّص ل الكثير من المكاسب‬
‫من خالل الحفاظ على الوضع القائم‪ ،‬و بالّتالي فهي تسعى لمقاومة مطالب الجماعات األخرى في‬
‫المجتمع‪ .‬فإذا لم تلّب المؤسسات و الهياكل –و التي غالبا ما تعمل للحفاظ على مصالح الّنخب المسيطرة –‬
‫احتياجات باقي الجماعات في المجتمع فسوف يظهر النزاع‪.‬‬
‫فاالحتياجات اإلنسانية ليست هي السبب في إحداث الخالفات‪ ،‬بل تظهر الخالفات من عدم تلبية هذه‬
‫االحتياجات‪ .‬و لذلك غالبا ما تكون مصادر الخالفات أو النزاعات من المستوى الداخلي ثم تنتشر خارجيا‬
‫أي خارج نطاق دولة النزاع‪.‬‬
‫و كذلك على مستوى الجماعة العرقية حسب هذا الّتوجه و في حالة عدم تحقيق حاجياتها من طرف الدولة‬
‫فإّنها تحاول البحث عن تحقيق حاجياتها تلك بطرق مختلفة‪ ،‬غالبا ما تأخذ شكل المطالبة العنيفة التي تنتهي‬
‫بمواجهات ضد النظام‪.‬‬
‫و هذا ما يفّس ر نشوب الخالف من خالل الّتقسيم غير العادل للثروة ‪ ،‬خاصة الخالفات العرقية‪ ،‬مثل‬
‫النزاع في الّس ودان الذي سببه تقسيم غير عادل للثروة بحيث نجد شمال السودان يملك معظم الّثروة بينما‬
‫الجنوب فهو يملك القليل منها فقط‪ .‬مّم ا زاد في تصعيد حّد ة الخالف‪.‬‬

‫‪ ) 6‬جيمس دورتي‪ ،‬روبرت بالتسغراف‪ ،‬النظريات المتضاربة في العالقات الدولية‪،‬ترجمة وليد عبد الحي‪ ،‬كاضمة للنشر و التوزيع‪ .‬الكويت‪198 ،‬‬
‫‪،5‬ص‪.207‬‬
‫‪ ) 7‬ناصيف يوسف حتي‪ ،‬النظرية في العالقات الدولية‪ ،‬دار الكتاب العربي‪،‬بيروت‪.‬الطبعة األولى ‪ ،1985،‬ص‪.310،‬‬
‫‪ ) 8‬رضا دمدوم‪ ،‬تأثير التغيرات الدولية لما بعد الحرب الباردة على النزاع الهندي الباكستاني‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.‬‬
‫كما نجد في أفريقيا ظاهرة خاّص ة‪ ،‬بحيث أّن الدول األفريقية تستعين بأطراف خارجية لفرض سيادتها‬
‫على ترابها الوطني مقابل أن تحصل تلك األطراف على جزء من الثروات‪.‬و بالتالي يكون نصيب الطرف‬
‫الخارجي قد اقتطع من نصيب الجماعة العرقية في تلك الدولة‪ ،‬مّم ا يجعلها تثور ضّد ذلك التقسيم محاولة‬
‫إلغاءه بطرق نزاعية عنيفة في أغلب األحيان‪.‬‬

‫‪ -3‬نظرية حق الجماعة‪ :‬لـ هور سويتز(‪)Hors witz‬‬


‫ترّك ز هذه النظرية على العوامل اإلثنية المسّببة للنزاع و المصاحبة للعوامل االقتصادية‬
‫و االجتماعية و السياسية‪ ،‬بحيث عادة ما تحدث النزاعات العرقية ما بين مجموعات يكون هناك احتقار و‬
‫تسّلط من عرقية لعرقية أخرى‪ ،‬فيحدث الخالف بتداخل العوامل االقتصادية ‪ ،‬السياسية و اإلثنية‪ 9.‬و هذا‬
‫ما يتجّس د من خالل ما يشعر به التوتسي من تسّلط و قهر من طرف الهوتو‪ ،‬مّم ا شحن شعورهم العدائي‬
‫ضّد بعضهم البعض‪،‬و هذا كذلك ما يفّس ر الّنزاع المستمر في العديد من مناطق أفريقيا‪.‬‬
‫كذلك نجد من بين أسباب الخالفات العرقية ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الّتعدد و الّتنوع العرقي‪:‬‬


‫بحيث أّنه كّلما غاب الّطابع الوحدوي للدولة و تعّد دت داخلها العرقيات و الثقافات‪ ،‬كّلما ساعد ذلك على‬
‫بروز الخالفات العرقية‪.‬و أحسن مثال على ذلك كل من اإلتحاد السوفييتي و يوغسالفيا ‪،‬إذ بمجّر د تفّك كهما‬
‫ظهرت على الّس طح المطالب االنفصالية‪،‬ذلك أّن كال الدولتين قامتا على التجميع اإلجباري غير المتجانس‬
‫للعرقيات التي كانت تكونها فقد اشتملتا على عرقيات مختلفة من الناحية اللغوية و الدينية وحتى‬
‫الثقافية‪.‬مّم ا نتج عنه خالفات عنيفة على مستوى الدولتين‪.‬‬
‫و رغم ما سبق ذكره من محاوالت حصر لألسباب الحقيقية للخالفات العرقية و ربطها تارة‬
‫بالضعف على مستوى تركيبة الدولة أو النظام السياسي و ربطها تارة أخرى بتأثيرات الجانب االقتصادي‬
‫و الثقافي ‪،‬فإن األكيد هو كون الخالفات العرقية هي نتاج لالختالف و التنوع العرقي من جهة و وجود ما‬
‫يعرف بالتحريك السياسي من جهة أخرى و نعني بالتحريك السياسي هو وجود أيادي النخب الحاكمة في‬
‫تحريك و تأجيج دور االختالفات بين الجماعات العرقية حتى تفعل التوترات فيما بينها لتأخذ الخالفات‬
‫مجراها ‪.‬و يمكن اإلشارة في ذلك إلى كون الخالف في كوسوفا كان السبب الرئيس في وجوده هو‬
‫االختالف و التعدد العرقي في المنطقة من مسلمين ألبانيين ومسيحيين صربيين ‪ .‬و على اعتبار أن هذا‬
‫االختالف هو عامل خفي فإن وصول النخب الحاكمة التي تبحث عن توليد الخالفات كوصول‬
‫ميلوزوفيتس إلى الحكم يمكن اعتباره كعامل محرك للخالف‪.‬‬

‫‪ ) 9‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬خصائص الخالفات العرقية‬
‫إن اهتمام األكاديميين بدراسة قضايا الخالفات العرقية إنما نبع من طبيعة هذه الخالفات المتسمة‬
‫بالغموض‪ ،‬و ذلك بالبحث عن ما يميزها عن باقي الخالفات األخرى‪،‬‬
‫و قد توصلوا إلى مجموعة من الخصائص‪:‬‬
‫‪ -‬أن الخالفات العرقية تقوم بها جماعات عرقية غير مسيطرة غالبا ما تكون أقلية‪ ،‬و تكون لها برنامج‬
‫عمل ينطوي على ما تصبو إليه من أهداف و ما تتوسل به من وسائل بغية الوصول إلى هذه األهداف‪.10‬‬
‫‪ -‬الخالفات العرقية ترتبط من حيث وجودها بالدول متعددة العرقيات سواء كانت متقدمة أو متخلفة‪.‬‬
‫‪ -‬تستخدم في الخالفات العرقية مختلف وسائل العنف‪ ،‬كالحرب النظامية‪،‬و حرب العصابات ‪،‬و التطهير‬
‫العرقي ‪،‬و عمليات االختطاف ‪،‬و االغتيال و المظاهرات‪.....‬‬
‫‪ -‬الخالفات العرقية معقدة‪ ،‬تدوم لفترات طويلة و من الصعب التحكم فيها كالخالف في جنوب السودان و‬
‫الصحراء الغربية‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر خاصية االنتشار من أهم و أبرز ميزات الخالفات العرقية‪ ،‬إذ نجد أن هناك خالفات تتخذ بعد‬
‫داخلي ( وطني)‪ ،‬إال أنها عبر تطور مسار النزاع تأخذ البعد اإلقليمي فالدولي‪ ،‬و هنا يمكن اإلشارة إلى‬
‫نموذجيين نظريين لتفسير ديناميكية و تطور مسار الخالفات العرقية‪ ،‬فهناك نموذج االنتشار التصاعدي‬
‫أو ما يعرف بــالنموذج الحضاري‬
‫بحيث ينطلق من مستوى الجماعة العرقية كمستوى قاعدي للخالف لينتهي هذا األخير إلى دول خارج‬
‫اإلقليم الذي يعرف الخالف‪.‬أما النموذج اآلخر فهو نموذج االنتشار التنازلي و الذي ينسب إلى المدرسة‬
‫الواقعية بحيث تنطلق في تفسير الخالف العرقي من مستوى الدولة المتدخلة التي تعتبر بمثابة الفاعل‬
‫‪ ) 10‬أحمد وهبان ‪،‬الصراعات العرقية و استقرار العالم المعاصر‪،‬ص ‪.‬‬
‫الرئيسي في الخالف العرقي بينما العرقيات مجرد امتداد لسياسات الدول المتدخلة‪ ،‬لتتدخل الحقا األطراف‬
‫الدولية لتسوية النزاع‪.11‬‬
‫‪ -‬أن هذه الخالفات من الصعب التعامل معها ألنها عادة ما تكون خالفات صفرية تدور تتعلق بإثبات أو‬
‫نفي هوية أحد األطراف‪ ،‬لذلك غالبا ما تفشل الطرق الرسمية أو ما يعرف بدبلوماسية المسار األول في‬
‫حل الخالفات العرقية‪ ،‬لذلك كثيرا ما يلجأ إلى الطرق و المسارات غير الرسمية أو ما يعرف بدبلوماسية‬
‫المسار الثاني و محاوالت بناء السالم‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬استراتيجيات إدارة الخالفات العرقية‬


‫نظرا لما شكلته و تشكله قضايا األقليات و الجماعات العرقية من تهديدات مباشرة و فعالة ألمن و‬
‫استقرار الدول خاصة التي تعرف خالفات عرقية داخل حدودها ‪،‬فإن هذه األخيرة لم تجد بدا من التعامل‬
‫مع هذه األزمات بشكل أو بآخر ‪ ،‬لتعرف الدراسات المتعلقة بالخالفات العرقية بعض النماذج من‬
‫اإلستراتيجيات التي تطبقها الدول للتعامل مع الخالفات العرقية و إدارتها‪.‬‬

‫‪ -1‬إستراتيجية المنع‪confrontation:‬‬
‫و هناك من يطلق عليها اسم إستراتيجية المواجهة أو القمع‪ ،‬تنطلق من فكرة‪:‬أمة واحدة دولة‬
‫واحدة‪.‬بحيث ال تقبل الدولة أية انقسامات على مستواها ‪،‬فتحاول الدولة بذلك وضع بناء خاص بها و ذلك‬
‫بإجبار الجماعة العرقية من منطلق أن الدولة هي صاحبة السلطة وهي المسيطرة ‪ .‬فتسعى الدولة لتغييب‬
‫الجماعة العرقية و تهميشها تماما ‪.12‬‬
‫كما أن إستراتيجية المنع عادة تكون نابعة من االعتقادات العرقية أو الدينية أو حتى األيديولوجية للجماعة‬
‫المسيطرة باإلضافة إلى المصالح المادية و المخاوف األمنية‪.‬‬
‫و بالتالي فالدولة تمارس العديد من اإلجراءات تجاه الجماعة العرقية بموجب إستراتيجية المنع فنجد مثال‬
‫أن الدولة تحرم الجماعة العرقية من بعض الحقوق أو حتى أدنى الحقوق كالجانب السكني و االندماج في‬
‫المجتمع ‪ ،‬كما تحرمهم بعض الحقوق فيما يخص الجانب التعليمي و الديني‪.‬‬
‫أما في المجال االقتصادي فإن الجماعة العرقية تواجه بعض القيود و الضغوطات على الحصول على‬
‫مناصب العمل أو حتى طبيعة األعمال التي يمكنهم االشتغال فيها ‪ ،‬كما تمارس عليها ضغوطات فيجانب‬
‫اإلنفاق العام ‪.‬إضافة إلى ذلك فإن المشاركة السياسية تكاد تكون منعدمة لدى الجماعة العرقية مع منعهم‬
‫من إقامة أي نوع من أنواع التجمعات أو التنظيمات‪. 13‬‬
‫‪ ) 11‬حمايدي عز الدين‪ ،‬دور التدخل الخارجي في النزاعات العرقية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪Gevork Ter-Gabrielian « Strategies in "Ethnic" Conflict », www.cwis.org/fwj/41/ethnic. )12‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ) 13‬تيد روبرت جار‪،‬أقليات في خطر‪،‬ترجمة مجدي عبد الحكيم ‪،‬سامية الشامي‪ ،‬مكتبة مذبولي‪ ،‬القاهرة‪،‬الطبعة األولى ‪،1995،‬ص‪.367‬‬
‫كما يمكن أن تمارس الدولة إستراتيجية أقل عنفا من سابقتها لكي تجذب إليها كيان الجماعة العرقية و‬
‫تغيبها تماما عن الوجود و ذلك عن طريق االمتصاص‬

‫فتسعى الدولة المتصاص الجماعات العرقية حتى تجعلها غائبة عن واجهة المجتمع‪ ،‬وإ ذا لم تنجح‬
‫سياسة االمتصاص‪.‬‬

‫فاالمتصاص هو سياسة مدروسة من طرف الدولة‪ ،‬كما يمكن أن تكون نتاجا للبناء المتفاوت من حيث‬
‫وضعية مسيطر(الدولة)ووضعية المهمش(الجماعة العرقية) إذ في هذه الحالة األخيرة تلجأ الدولة لنظام‬
‫الفرص والحوافز الذي من شأنه أن يجعل الجماعة العرقية ترضى بتضييع وفقدان هويتها‪ ،‬أو أن تكتسب‬
‫هوية الجماعة المسيطرة(الدولة) لدرجة تصبح فيها غير قابلة للتميز عنها‪ .‬وليس بالضرورة أن تفقد كليا‬
‫هويتها األصلية‪ ،‬إذ تظهر بدال منها هوية مركبة أو مزدوجة‪.‬‬

‫عندما تفشل سياسة الدمج أو االمتصاص المرن في تحقيق النتائج المتوقعة‪ ،‬تلجأ الدولة المتصاص‬
‫الصلب‪ ،‬فتظهر الجماعة العرقية في وضعية غير قانونية وغير مناسبة لهم‪ ،‬في اسبانيا منع الجنرال‬
‫"فرانكو" األسبان من استخدام لغتهم‪ ،‬كذلك بالنسبة لألقلية اليونانية في ألبانيا‪.‬‬

‫إن اإلستراتيجية األشد عنفا بالنسبة للدولة هي اإلبادة الجماعية‪ ،‬والتي تقضي بشكل كلي أو جزئي‬
‫على الجماعة العرقية وذلك من اجل انجاز آِخ ر الحلول بالنسبة لمشكل االختالف العرقي‪ ،‬والقضاء على‬
‫مطالب وقوة هذه الجماعات‪.‬‬

‫وقد ظهر مصطلح اإلبادة الجماعية من قبل األكاديمي البولندي"رافاييل المكيز" من خالل وصفه‬
‫لوضعية االرمنيين داخل اإلمبراطورية العثمانية والقوقاز سنة ‪ ،1915‬بحيث أن ‪ 1.8‬مليون ارميني قتلوا‬
‫وعدد مثله ممن ابعدوا وشتتوا‪ .‬كذلك في االتحاد السوفيتي في عهد "ستالين" كانت إبادة دائمة ومستمرة‬
‫بحيث ‪ 6‬ماليين قتلوا في عهده‪ ،‬خاصة من الشيشانيين‪.‬كذلك في فترة احتالل اندونيسيا لتيمور الشرقية في‬
‫‪ 1975‬أبيد ما يقارب ‪ 200‬ألف شخص‪ .‬فاإلبادة هي سياسة مدروسة ومسطرة من طرف الدولة‪ ،‬منظمة‬
‫ومنفذة من األعلى إلى األسفل‪ ،‬تنفذ عن طريق الوحدات العسكرية أو بتعبئة وإ ثارة األغلبية الشعبية‬
‫ضدهم(االحتجاز داخل المخيمات‪ ،‬عزف الموت‪ ،‬أو استعمال أسلحة الدمار الشامل ضد التجمعات‬
‫المدنية)‪.‬‬

‫وبين حدي سياسة االمتصاص المرن واإلبادة الجماعية‪ ،‬هناك العديد من أنواع السياسات األخرى مثل‪:‬‬
‫اإلبادة الثقافية(البيضاء) ‪،‬اإلجبار على الهجرة(الترحيل‪،‬اإلبعاد)‪.‬‬

‫‪Accommodation‬‬ ‫‪ -2‬إستراتيجية التكيف‪:‬‬

‫‪ ‬اإلبادة الثقافية ‪ :‬سياسة خاصة في هدم ثقافة الجماعة العرقية المهشمة‪ ،‬خاصة تدمير الشواهد المادية(منازل‪ ،‬مقابر‪ ،‬كنائس‪ ،‬اآلثار المعمارية)كما‬
‫يمكن القيام بإعادة تسمية المنطقة األصلية للجماعة العرقية بأسماء خاصة بالجماعة المسيطرة(الدولة)‪ ،‬بل وحتى إعادة كتابة تاريخ تلك المناطق‬
‫بمنطق الدولة ‪.‬‬
‫إستراتيجية التكيف هي إستراتيجية نادرة بالنسبة للدولة في حالة رد فعلها على مطالب أو حتى مجرد‬
‫وجود الجماعة العرقية داخل حدودها‪ .‬فقديما كانت تسود فكرة‪ :‬امة واحدة ودولة واحدة‪ ،‬كما كان يسود‬
‫اعتقاد لدى المفكرين بان الدولة المتعددة القوميات هي دولة ضعيفة بالفطرة‪ ،‬كما أن أحسن نظام لتسيير‬
‫مثل هذه األشكال من الدولة هو النظام االستبدادي‪ ،‬وهذا ما يؤكده نموذج االتحاد السوفيتي ويوغسالفيا‪.‬‬

‫في المقابل هناك العديد من حاالت تعدد القوميات داخل الدولة الواحدة‪ ،‬أين نجد الحكم يرتكز على مبدأ‬
‫تقسيم السلطة بين العرقيات المختلفة‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬سويسرا‪-‬كندا‪-‬مااليا‪-‬بلجيكا‪-‬استراليا وهولندا‪.‬‬

‫وغالبا ما يقوم هذا الشكل على نوع من الديمقراطية في التعامل مع االختالف والتعدد العرقي داخل‬
‫الحدود الوطنية‪ ،‬ويكون عن طريق التعاون بين الزعماء السياسيين إلظهار وتطوير المشاركة الفعالة لكل‬
‫القوميات أو الجماعات على مستوى السلطة التشريعية وحقها في رفض ما ال تراه مناسبا لها‪ ،‬حتى تبقى‬
‫مصالحها قائمة‪ ،‬كما يقوم على نظام النسبية في البرلمان وكذلك توفير الخدمات والمرافق العمومية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى درجة عالية من االستقاللية(نوع من الحكم الذاتي) حتى تشعر كل جماعة بأن لها درجة‬
‫مقبولة ومقنعة من الحرية التي تمكنها من البحث عن مصالحها وتسيير قضاياها الخاصة‪،‬باإلضافة إلى‬
‫ذلك تمنح للجماعة العرقية العديد من الحقوق و التسهيالت في مجال تنظيم أحزاب سياسية أو تنظيمات‬
‫اجتماعية ‪.‬أما في المجال االقتصادي فتمنح للجماعة العرقية العديد من الفرص نحو التنمية وتحسين‬
‫أوضاعها المعيشية ‪.14‬‬

‫فالنظام االتحادي القائم على التعددية والديمقراطية ناجح كما يعتقد المدافعون عنه ألنه يؤمن توازن‬
‫القوى داخل المجتمعات المتفرقة والمتعددة العرقيات‪ ،‬ويكون أكثر نجاحا في الدول الصغيرة أين يمكن‬
‫للنخب الحاكمة أن تعرف وتعي خصوصيات الجماعات المختلفة وتطور االتصال والتعاون بينها‪.‬‬

‫فليس هناك جماعة عرقية مهيمنة تملك قوة خاصة بها(كأن تكون تمثل األغلبية مثال) وأخرى ضعيفة‬
‫مهمشة‪ ،‬كما يوفر هذا الشكل هياكل قانوني للتعامل مع المشاكل العرقية‪.‬‬

‫‪ ) 14‬تيد روبرت جار‪،‬أقليات في خطر‪،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص‪.368‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬موقف المجتمع الدولي من الخالفات العرقية‬

‫إن بروز أجندة جديدة للسياسة العالمية غير تلك التي كان يطرحها الواقعيون ‪ ،‬أجندة يبرز في أعلى‬
‫اهتماماتها قضايا األقليات و العرقيات و كذا المشاكل و الخالفات التي أحدثتها و مدى أهمية التأثيرات‬
‫المترتبة عنها على المستوى الداخلي و الدولي ‪ .‬وبالتالي أصبحت الخالفات العرقية تصب في اهتمام جل‬
‫أطراف المجتمع الدولي الذي أخذ من جهته يبحث عن آليات للتعامل مع مثل هذه المتغيرات‪.‬‬

‫‪-1‬موقف الدول من الخالفات العرقية ‪:‬‬


‫سابقا كان ينظر إلى كل ما يجري داخل حدود دولة ما على أنه أمر داخلي يخص الدولة المعنية وال‬
‫يحق ألي طرف آخر أو دولة أخرى التدخل في شؤون تلك الدولة ‪ ،‬و ذلك انطالقا من مبدأ السيادة الذي‬
‫تؤكده مبادئ القانون الدولي‪.15‬‬
‫لكن مع موجة التشابكات و الترابطات التي عرفتها العالقات الدولية في الفترة األخيرة أصبح للسيادة‬
‫مفهوما غير الذي عرفته على األقل وفقا للمبدأ الويستفالي‪.‬‬
‫و بالتالي فقد أصبحت الخالفات العرقية تعني حتى الدول الغير أطراف فيها و تدعوها بطريقة أو بأخرى‬
‫لوضع يد في الخالف و التدخل فيه‪.‬‬
‫و األكيد هو أن رد فعل الدول على الخالفات العرقية يتراوح بين التدخل المباشر أو الغير مباشر و ذلك‬
‫قصد تحقيق مصالح تراها الدولة المتدخلة في ذلك الخالف ‪.‬كما أن تدخل الدولة في الخالفات العرقية يأخذ‬
‫العديد من األوجه ‪:‬‬
‫‪ -‬فإما أن تتدخل الدولة لدعم الطرف المتمرد أو لدعم الجماعة العرقية‪ ،‬و ذلك يندرج ضمن سعي هذه‬
‫األخيرة إلى بلورة نوع من التأييد الدولي و إعطاء قضيتها طابعا شرعيا‪ .‬و بالتالي فتدخل دولة كطرف‬
‫جديد في الخالف العرقي يكون غالبا انطالقا من وجود عالقات مسبقة بين الدولة المتدخلة و الجماعة‬
‫العرقية ‪.‬هذه االرتباطات المسبقة تبنى أساسا وفقا لمنطلقات المصلحة و القرابة ‪ ،‬فإما أن تكون الدولة‬
‫المتدخلة ترى في دعم الجماعة العرقية خدمة لمصلحتها خاصة في محاولة تفعيل بعض الضغوطات أو‬
‫التأثيرات على دولة ما ‪ ،‬أو أن تكون دواعي التدخل انطالقا من القرابة العرقية أو األيديولوجية أو الدينية‬
‫بين الدولة المتدخلة و الجماعة العرقية ‪ .‬ويمكن اإلشارة في ذلك إلى تدخل العديد من الدول في الحرب‬
‫األهلية في أفغانستان ‪ ،‬كتدخل دولة طاجاكستان لدعم األقلية الطاجيكية و تدخل دولة إيران لدعم األقلية‬
‫الشيعية في أفغانستان‪.16‬و رغم أن هذه األشكال من ردود األفعال أخذت أبعاد القرابة العرقية إال أنها ال‬
‫تخلو من دواعي المصلحة ‪.‬‬

‫‪ ?(15‬عالق جميلة ‪ ،‬األقليات في منطقة البحيرات الكبرى و تأثيرها على النزاع في الكونغو الديمقراطية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العالقات‬
‫الدولية ‪،‬جامعة قسنطينة‪،‬دورة ‪،2005‬ص‪.32‬‬
‫‪ )16‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬و إما أن تتدخل الدولة لتقديم المساندة للطرف الحاكم أو إلى السلطة المركزية‪ ،‬فقد ترى الدولة‬
‫المتدخلة أنه من دواعي مصلحتها الحدودية هو االستقرار في منطقة أو دولة معينة و بالتالي تسعى لدعم‬
‫السلطة المركزية في الدولة التي تعرف خالفا عرقيا حتى تتمكن هذه األخيرة من احتواء الوضع و الحد‬
‫من االضطرابات و الخالفات ‪.‬ويمكن من جهة ثانية أن يكون تدخل الدولة انطالقا من طلب السلطة‬
‫المركزية للدولة التي تعرف خالفا ما‪.‬‬
‫‪ -‬أما الشكل اآلخر من تدخل الدول في الخالفات العرقية ‪ ،‬فقد يكون بصورة حيادية ال تميل إلى أي‬
‫طرف في الخالف العرقي ‪،‬و ذلك عن طريق طرح وساطتها أمام األطراف المتنازعة و محاولة إيجاد‬
‫أرضية مشتركة بينهما تسهل عملية االتصال و تمكنهما من فهم و معرفة توجهات و أهداف كل طرف ‪،‬‬
‫و بالتالي تحاول الدولة المتدخلة في هذه الحالة تقريب وجهات نطر األطراف المتنازعة حتى تسهل عملية‬
‫االتصال التي تعتبر بدورها بؤرة العمليات التفاوضية التي يمكن إجراؤها‪.‬و يمكن اإلشارة في ذلك إلى‬
‫الدور الفعال و النشط الذي لعبته دولة نيجيريا في النزاع بجنوب السودان ‪ ،‬باإلضافة إلى الدور الذي لعبته‬
‫الوساطة الجزائرية في النزاع بالكونغو الديمقراطية و ذلك بتفعيل مسار لوساكا‪.17‬‬
‫يمكن القول بأن مواقف الدول تجاه الخالفات العرقية تتراوح بين التدخل لمساندة األقلية أو التدخل‬
‫لمساندة السلطة المركزية ‪ ،‬و ذلك بدواعي المصالح الخاصة بهذه الدول ‪ ،‬و إما التدخل انطالقا من نوايا‬
‫تخص تسوية الخالف العرقي و ذلك بعرض وساطتها بين األطراف المتنازعة كطرف محايد تماما‪.‬‬

‫‪ -2‬موقف المنظمات الدولية من الخالفات العرقية ‪:‬‬


‫كانت المنظمات على مختلف أشكالها الدولية أو اإلقليمية أو حتى المنظمات الغير حكومية تهدف‬
‫باألساس إلى التخفيف و الحد من مختلف أشكال الخالفات و النزاعات على المستوى الدولي ‪ ،‬فالعديد من‬
‫المنظمات و على رأسها األمم المتحدة ركزت خاصة في ميثاق تأسيسها على الجانب السلمي للعالقات‬
‫الدولية و ضرورة إيجاد الطرق السلمية للتعامل مع الخالفات على المستوى الدولي ‪.‬و مع بروز و تزايد‬
‫انتشار الخالفات العرقية وجدت العديد من المنظمات أن وضعها يزداد ارتباكا أمام هذه التفاعالت الجديدة‬
‫‪.‬‬

‫‪ -‬فالمنظمات الدولية و على رأسها األمم المتحدة ‪،‬تعاملت في بداية األمر مع قضايا األقليات و‬
‫الخالفات العرقية على أنها قضايا داخلية تخص الدول المعنية ‪ ،‬و بالتالي فقد كانت تدخالت األمم المتحدة‬
‫في بعض الخالفات العرقية على مستوى العالم محدودة إلى درجة وصفت بها المنظمة بالضعف و العجز‬
‫‪ ،‬وحتى المسائل التي تدخلت فيها وصفت بأنها كانت إقصاء لحق األقليات التي حاولت االنفصال مثل‪:‬‬
‫اإليبو في نيجيريا و كاتانغا في الكونغو الديمقراطية و القبارصة األتراك ‪.‬زد على ذلك الفشل الذريع‬
‫بالنسبة لتدخل األمم المتحدة فيما يخص النزاع في كل من الصومال و يوغسالفيا‪.18‬‬

‫‪ ) 17‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ ?(18‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫لكن و مع ذلك فقد لوحظ نوع من التطور من ناحية مواقف األمم المتحدة فيما يخص الخالفات العرقية إذ‬
‫بدأت تأخذ الطابع الواقعي في التعامل مع مثل هذه المسائل خاصة بتأثير القوى الكبرى داخل المنظمة ‪.‬و‬
‫أخذ بذلك ميثاق األمم المتحدة يتكيف مع مختلف التحوالت الدولية بالشكل الذي جعل المنظمة قادرة على‬
‫التدخل في أي منطقة من أجل الحد من النزاع خاصة إذا ما تعلق األمر بالتعدي على حقوق اإلنسان أو‬
‫حقوق األقليات ‪ .‬وفي الفترة األخيرة حاول األمين العام السابق لألمم المتحدة بطرس غالي وضع آليات‬
‫جديدة تساعد على التعامل مع الخالفات العرقية ‪ ،‬كمفهوم صنع السالم ‪.peace making‬و الذي يعني‬
‫تنظيم مفاوضات بين األطراف المتنازعة عن طريق مشاركة المنظمة في المفاوضات من أجل التوصل‬
‫إلى الحل السلمي للخالف‪.‬‬
‫أما حفظ السالم ‪peace keeping‬فهو تدخل عسكري بموافقة و مساعدة الدول داخل الحدود النزاعية‬
‫من أجل وقف القتال و الحرب أو لمساعدة األطراف على الحفاظ على حالة وقف إطالق النار ‪.‬‬
‫أما بناء السالم فهو النشاط الذي يمارسه المشاركون في عملية السالم من أجل بناء مؤسسات مدنية داخل‬
‫المجتمعات بعد نهاية النزاع عن طريق وضع ميكانيزمات لضمان عدم انفجار الوضع مرة أخرى ‪.‬‬
‫وهناك مفهوم آخر أصبح يتداول في أدبيات األمم المتحدة و هو الدبلوماسية الوقائية و التي تعني ذلك‬
‫النشاط من أجل الوقاية من نشوء النزاع بين األطراف‪.19‬‬
‫فقد حاولت األمم المتحدة تطوير هذه المفاهيم أو اآلليات للتعامل مع الخالفات على المستوى الدولي ‪،‬إال أن‬
‫مشاركة هذه األخيرة في تسوية الخالفات أو منع حدوثها لم يكن بالمهمة السهلة بالنسبة لألمم المتحدة و‬
‫ذلك بسبب شرط أساسي هو موافقة األطراف المتورطة في الخالف‪.‬و هذا راجع إلى طبيعة نظرة‬
‫األطراف للنزاع في حد ذاته و مدى تعاونها من أجل الوصول إلى الحل و إنهاء الخالف‪.‬ففي حالة‬
‫الخالفات العرقية بين عرقية و دولة ‪،‬نجد أن الجماعة العرقية ال تملك شرعية الموافقة على تدخل‬
‫األطراف الخارجية ‪ ،‬في المقابل الدولة ترفض أية تدخالت من المنظمات الدولية ‪ ،‬ألنها تنظر إلى النزاع‬
‫على أنه يندرج ضمن الشؤون الداخلية للدولة ‪.‬و لكن و كما أشرنا سابقا‪ ،‬فإنه مع تزايد انتشار الخالفات‬
‫العرقية فإن شرط الموافقة أصبح يطبق بطريقة مرنة‪ ،‬فالدولة تقنع بمختلف الطرق للقبول بمهمات األمم‬
‫المتحدة ‪.‬و يمكن اإلشارة في ذلك إلى دور األمم المتحدة كمراقب لوقف إطالق النار في جورجيا بين‬
‫الحكومة الجورجية و القوات األبخازية ‪ ،‬كذلك مراقبتها لالستفتاء و تأكيد صحته في ايريتيريا ‪ .‬و في‬
‫مرحلة الحقة ارتبط تدخل األمم المتحدة بالبعد اإلنساني ليعرف شرط موافقة الدول على تدخل أطراف‬
‫خارجية و من ورائه مبدأ السيادة نوعا من التضييق و التراجع‪.‬‬

‫‪ -‬أما المنظمات اإلقليمية فقد جاءت أدوارها مكملة ألدوار األمم المتحدة خاصة فيما يتعلق بالنظر‬
‫أكثر دقة و تفصيل في قضايا الخالفات العرقية في األقاليم الخاضعة لها‪،‬و يمكن اإلشارة في ذلك‬

‫‪19‬‬
‫‪Gevork Ter-Gabrielian « Strategies in "Ethnic" Conflict », www.cwis.org/fwj/41/ethnic ).‬‬
‫‪1‬‬
‫إلى الدور الذي لعبته كل من منظمة الوحدة اإلفريقية و منظمة اإليجاد في إفريقيا من حيث‬
‫محاولتهما الحفاظ على االستقرار في القارة السمراء‪.‬و ذلك رغم فشلهما و عدم قدرتهما على‬
‫احتواء بعض الخالفات و خاصة منظمة الوحدة اإلفريقية التي لم يكن ميثاقها يتماشى و التطورات‬
‫الحاصلة في المنطقة و حتى المحاوالت التي خاضتها في هذا المجال لم تتعدى كونها مجموعة‬
‫استشارات أدت في بعض األحيان إلى إخماد الخالف و ليس حله بشكل نهائي‪.20‬‬

‫‪ -‬أما من جانب المنظمات الغير حكومية‪ ،‬فقد زاد انتشارها و كذا تأثيراتها على المستوى العالي‬
‫بشكل ملحوظ في الفترة األخيرة‪ .‬و هذه المنظمات هي عبارة عن «تجمعات و جمعيات أو حركات‬
‫بدون هدف ربحي ‪ ،‬شكلت عفويا ‪ ،‬و بشكل حر من قبل أفراد لتعبر عن تضامن عبروطني»‪.21‬‬
‫و تتمثل هذه المنظمات في منظمات حقوق اإلنسان و الحركات العالمية و األفراد و الشخصيات ‪.‬ففي‬
‫جانب حقوق اإلنسان يمكن اإلشارة إلى منظمة العفو الدولية و الصليب األحمر و منظمة حقوق األقليات و‬
‫غيرها من المنظمات التي تركز بالدرجة األولى على التدخل لحماية حقوق اإلنسان و الحد من االنتهاكات‬
‫في هذا المجال و ذلك من خالل تقديم المساعدات لألفراد في المناطق التي تعرف أزمات و دعم الالجئين‬
‫‪،‬باإلضافة إلى جهود اإلغاثة أثناء الحروب ‪.‬كما تراقب حاالت حقوق اإلنسان في مناطق النزاع و تعطي‬
‫أرقام و إحصائيات حول السجناء في الحروب و تنظم عمليات تبادل األسرى بين األطراف المتنازعة ‪،‬‬
‫وهي تعمل بقوة داخل مؤسسات المجتمع المدني ‪ ،‬كما تساهم كذلك في إيجاد حلول حقيقية للخالفات‬
‫العرقية ‪ ،‬فأفراد و أعضاء هذه المنظمات يستعملون نفوذهم الخاص و اتصاالتهم الخاصة مع النخب‬
‫الحاكمة داخل الدول و داخل الجماعات العرقية المتورطة في النزاع و يحاولون بذلك استعراض نظرتهم‬
‫إلنهاء الخالف و ذلك مقابل ما يقومون به على مستوى القاعدة من مؤتمرات و ملتقيات ‪ .‬و تكون موجهة‬
‫مباشرة إلى المناطق التي النزاعات ‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫إن ما شهده الواقع الدولي من تحوالت سريعة على مستوى مجاالت عديدة ‪ ،‬من حيث طبيعة القضايا‬
‫المطروحة للنقاش على الساحة الدولية أو من حيث طبيعة و عدد الفواعل في العالقات الدولية أو حتى من‬
‫حيث نمط التفاعل في النظام الدولي الحالي قد طرحت العديد من الصعوبات لدى دارسي العالقات الدولية‬
‫‪ ،‬فبعد سيطرة المنظور الواقعي و للعديد من السنوات كانت األمور تسير على ما يتماشى وواقع نهاية‬
‫الحرب العالمية الثانية حتى نهاية الستينات‪ ،‬لكن مع بداية السبعينات أصبح الحديث عن تراجع المنظور‬
‫الواقعي في تحليل السياسة الدولية و في المقابل ظهور فواعل جديدة في العالقات الدولية على اختالف‬

‫‪ )20‬عالق جميلة ‪ ،‬األقليات في منطقة البحيرات الكبرى و تأثيرها على النزاع في الكونغو الديمقراطية ‪ .‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪.40‬‬
‫‪ )21‬غضبان مبروك ‪ ،‬المدخل للعالقات الدولية ‪ ،‬باتنة ص ‪.251‬‬
‫أشكالها و ظهور ما يعرف بالشعور العرقي لدى بعض الجماعات أو األقليات ‪.‬هذا الشعور بالهوية لدى‬
‫الجماعات العرقية أوجد نوعا جديدا من الخالفات ليس على المستوى الدولي و إنما داخل الدولة الواحدة و‬
‫إن كانت تأثيرات و امتدادات هذه الخالفات تفوق حدود الدولة الواحدة‪ .‬وبالتالي فقد أوجد هذا الوضع‬
‫الجديد أزمة على مستوى دراسة و فهم الخالفات العرقية‪ ،‬الخالفات التي يمكن أن تكون أطرافها فواعل‬
‫من غير الدول على افتراض أن الدولة هي المالك الوحيد لوسائل القوة و القدرات العسكرية حسب‬
‫التصور الواقعي‪.‬و في هذه المرحلة برز ما يعرف بالمنظور التعددي الذي حاول من جهته احتواء‬
‫الظاهرة السياسية آنذاك لتبرز العديد من الدراسات التي حاولت التركيز على دراسة و تحليل الخالفات‬
‫العرقية و ذلك في البحث عن األسباب المؤدية إلى انفجارها باإلضافة إلى محاولة تحديد بعض الخصائص‬
‫التي تميزها و األهم من ذلك هو فهم و تفسير آليات سير هذه الخالفات و ديناميكيات تحركها ‪.‬أما على‬
‫مستوى الواقع الدولي فقد كانت ظاهرة نشوء و انتشار الخالفات العرقية بمثابة الضربة بالنسبة للمجتمع‬
‫الدولي الذي وقف محتارا أمام التأثيرات المتزايدة لهذه الخالفات و بصورة خاصة المنظمات الدولية التي‬
‫لم تستطع استيعاب هذه التطورات الجديدة إال مؤخرا من خالل تطويرها لبعض أشكال التدخل في‬
‫الخالفات العرقية ‪.‬و رغم ذلك فإن الواقع الدولي من حيث مدى تأثير و سرعة انتشار الخالفات العرقية قد‬
‫أثبت فشل و محدودية الدور الذي لعبته المنظمات ذات الطابع الرسمي ‪ ،‬لتظهر مساهمات جديدة في ميدان‬
‫التعامل مع الخالفات العرقية و المتمثلة في دور المنظمات الغير حكومية في بناء السالم كمنظمات حقوق‬
‫اإلنسان و منظمات اإلغاثة و غيرها ‪.‬لكن األكيد و هو ما يمكن أن نخلص إليه هو كون الخالفات العرقية‬
‫ظاهرة تفوق خطورتها الحروب المألوفة بين الدول فمثل هذه الخالفات تمس جانب استقرار الدولة الذي‬
‫بدوره يؤثر على استقرار النظام الدولي ذلك كون التعامل مع مثل هذه الخالفات ليس باألمر البسيط لذلك‬
‫فالنتائج المترتبة عنها ال يمكن وصفها إال بأنها كوارث خاصة ضد اإلنسانية و بالتالي فالمطلوب هو إيجاد‬
‫و تطوير نماذج و دراسات توعية بخطورة و تأثير مثل هذه الخالفات حتى يمكن الحد منها أو على األقل‬
‫التقليل منها‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬قائمة المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬أحمد وهبان ‪،‬الصراعات العرقية و استقرار العالم المعاصر‪،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.1997‬‬
‫‪ -2‬تيد روبرت جار‪ ،‬أقليات في خطر‪ ،‬ترجمة مجدي عبد الحكيم‪ ،‬سامية الشامي‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.1995 ،‬‬
‫‪ -3‬جيمس دورتي‪ ،‬روبرت بالتسغراف‪ ،‬النظريات المتضاربة في العالقات الدولية‪،‬ترجمة وليد عبد‬
‫الحي‪ ،‬كاضمة للنشر و التوزيع‪ .‬الكويت‪.1985 ،‬‬
‫‪ -4‬ناصيف يوسف حتي‪ ،‬النظرية في العالقات الدولية‪ ،‬دار الكتاب العربي‪،‬بيروت‪.‬الطبعة األولى ‪،‬‬
‫‪.1985‬‬
‫‪-5‬غضبان مبروك‪،‬المدخل إلى العالقات الدولية‪ ،‬باتنة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المذكرات‪:‬‬
‫‪ -1‬حمايدي عز الدين‪ ،‬دور التدخل الخارجي في النزاعات العرقية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫العالقات الدولية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪،‬دورة‪.2005‬‬
‫‪ -2‬عالق جميلة ‪ ،‬األقليات في منطقة البحيرات الكبرى و تأثيرها على النزاع في الكونغو الديمقراطية ‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العالقات الدولية ‪،‬جامعة قسنطينة‪،‬دورة ‪.2005‬‬
‫ج‪ -‬مواقع اإلنترنت‪:‬‬
‫‪Gevork Ter-Gabrielian « Strategies in "Ethnic" Conflict ).‬‬
‫‪», www.cwis.org/fwj/41/ethnic 1‬‬

You might also like