‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫مادة ‪ /‬العالقات الدولية في اإلسالم (‪ )380‬ساس‬

‫محاضرة ( ‪) 3‬‬

‫( موجز)‬

‫القائم على التدريس ‪:‬د‪/‬أحمد وهبان‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫نخلص من المحاضرات السابقة إلى أن البيئة الدولية بيئة صراعية بطبيعتها ‪ ،‬إنها بيئة‬
‫القوى المتصارعة من أجل المصالح المتنافرة ‪ ،‬ويدور فيها الصراع بصورتين ‪:‬‬
‫صراع سلمي ‪ :‬صراع الكلمة أو الصراع الدائر على طاوالت المفاوضات وعبر سائر أجهزة‬
‫االتصال الدولية‪.‬‬
‫وصراع عنيف ‪ :‬ويعني الحرب الفعلية والتي تعني عملية القتل الجماعي الغائي المنظم التي‬
‫نستهدف بها إجبار الخصوم (الدول األخرى ) على االمتثال (الرضوخ) إلرادتنا‪.‬‬

‫وعلى هذا النحو تسعى كل دولة إلي تحقيق مصلحتها القومية من خالل خطة لها في المجال‬
‫الخارجي تعرف بالسياسة الخارجية ‪ ،‬وهذا ما سنعرض له فيما يلي‪:‬‬

‫السياسة الخارجية للدولة‬

‫هي برنامج عمل (خطة) الدولة في المجال الدولي التي تتضمن أهدافها (المعبرة عن‬
‫مصلحتها القومية) ‪ ،‬والوسائل التي تراها مالئمة لتحقيق هذه األهداف‪ .‬إنها – إذا_ فن اختيار‬
‫الوسائل في خدمة األهداف‪ .‬بمعنى أن كل دولة تصيغ مصلحتها القومية في صورة مجموعة‬
‫من األهداف المحددة ‪ ،‬ثم تختار من الوسائل (ما يسمى أدوات السياسة الخارجية) ما تراه‬
‫كفيال بإبالغها أهدافها‪.‬‬
‫السياسة الخارجية = برنامج عمل = أهداف ‪ +‬وسائل (أدوات)‬
 ‫أهداف السياسات الخارجية للدول‬

‫يتمثل أهم األهداف التي تتبناها الدول في سياساتها الخارجية فيما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬حفظ الذات ‪ :‬أي بقاء الدولة واستمراريتها على الخارطة الدولية ‪ ،‬أو ما يمكن التعبير‬
‫عنه باألمن القومي للدولة ‪ ،‬وهذا الهدف هو أغلى وأهم أهداف الدول على اإلطالق ‪،‬‬
‫وهو هدف ال يقبل المساومة بشأنه أو التنازل بصدده‪.‬‬

‫(‪ )2‬تحقيق المنعة ‪ :‬بمعنى الوصول إلى مستوى من القوة يردع الدول األخرى من التفكير‬
‫في مهاجمة الدولة‪.‬‬

‫(‪ )3‬الثراء االقتصادي ‪ :‬بمعنى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب االقتصادية من خالل‬
‫التعامالت الدولية‪.‬‬

‫(‪ )4‬الحفاظ على هوية الدولة ‪ :‬بمعنى التصدي ألية محاوالت خارجية تستهدف مقومات‬
‫هوية الدولة وعلى رأسها لغتها القومية أو عقيدتها الدينية ‪.‬‬

‫(‪ )5‬نشر العقيدة السياسية (األيديولوجية) أو الدينية في الخارج ‪ :‬وترتد أهمية هذا الهدف‬
‫إلي أن الدول ذات العقيدة الواحدة غالبا ما تكون سياستها متقاربة إلي حد التحالف ‪،‬‬
‫وبالتالي فإن انتشار عقيدة الدولة في الخارج يمثل إضافة إلى قوة الدولة (الحظ سعي‬
‫الواليات المتحدة إلي نشر نمط الحياة الليبرالي الخاص بها من خالل العولمة – تذكر‬
‫نظرية ماكدونالدز)‪.‬‬

‫(‪ )6‬الظهور بمظهر الدولة المحبة للسالم ‪ :‬ذلك بأن أية دولة مهما كانت سياستها مرتكزة‬
‫إلي العنف دائما ما تسعى إلي تبرير سياستها وإ كسابها بعدا أخالقيا باعتبارها سياسة‬
‫تحارب اإلرهاب أو تستهدف نشر الديمقراطية أو تعزيز قيم حقوق اإلنسان ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫وهكذا نكون قد عرضنا ألهم األهداف في السياسات الخارجية للدول ‪ ،‬أما عن أدوات‬
‫السياسة الخارجية فهذا موضوع المحاضرة التالية بإذن اهلل‪.‬‬

‫‪###########‬‬

‫خالص أمنياتي‬