جامعة الجزائر 1

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫جامعة الجزائر ‪ 1‬بن يوسف بن خدة‬

‫كلية العلوم االسالمية‬

‫السنة ‪ :‬ثانية ليسانس‬


‫شعبة ‪ :‬أصول الدين‬
‫قسم ‪ :‬الفوج ‪2‬‬
‫مقياس ‪ :‬تفسير تحليلي‬

‫عنوان البحث ‪:‬‬

‫تصحيح تفسير العوام‬


‫للقرآن الكريم‬

‫تحت اشراف االستاذة ‪:‬‬ ‫من اعداد الطالب ‪:‬‬


‫‪ -‬ألغام الطاوس‬ ‫‪ -‬علي رؤوف عينوش‬

‫السنة الدراسية ‪:‬‬


‫‪ 1445‬ه ‪ 1446 -‬ه‬
‫‪ 2023‬ه – ‪ 2024‬ه‬
‫﷽‬
‫الحمد هلل نحمده وستعينه ونستغفره ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده‬
‫هللا فال مضل له ومن يضلل فال هادي له وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له وأشهد‬
‫أن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬صلى هللا عليه وعلى أله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم‬
‫تسليما اما بعد‪:‬‬

‫فإن تفسير القرآن الكريم من أجل العلوم وأرفعها قدرا وأعظمها أجرا وأخطرها فعال وعمال‬
‫ألنه بقدر ما فيه من األجر بقدر ما فيه من الخطورة ألنه تبيان لمراد هللا تعالى في كتابه إلى‬
‫العالمين‪ ،‬من ذلك اشترط علماؤنا الكرام شروطا عديدة في من يتبرز لهذا العلم الجليل‬
‫شروطا علمية ونفسية أخالقية لم تشترط في غيره من العلوم‪.‬‬

‫وقد نهي المسلم عن تفسير القرآن الكريم برأيه وهواه وفكره ألنه غالبا ما يخطئ في ذلك‬
‫ويخرج مراد الخطاب القرآني عن أصله ومقصوده لذلك كان واجبا على المفسر الرجوع‬
‫إلى معهود العرب في خطابها ومقصود الكالم في أصله عند العرب شعرا ونثرا عند‬
‫اضطراب المفهوم القرآني عليه ‪ ،‬حتى ولو بدا له أن ذلك المصطلح القرآني بسيط في‬
‫تركيبه اللغوي وسهل في مقصوده اللفظي إال أنه قد يخالف ما في بال القارئ أو المفسر‪،‬‬
‫وقد وقع في هذا كثير من العوام ‪ ،‬فأخذوا تفسير بعض الكلمات القرآنية مما شاع وذاع‬
‫وترامي عليهم العجز والكسل أن يرجعوا باللفظ إلى أصله فيعرفوا المراد منه ‪ ،‬حتى اشتهر‬
‫بين الناس عالمهم وجاهلهم تفسير كلمات قرآنية حسب الشائع والذائع عند الناس ومفهوم‬
‫اللفظ في القرآن خالف ذلك بل اشتهر عند بعض من الفقهاء هداهم هللا تحريف المعنى في‬
‫اللفظ القرآني حتى يوافق ما يقولون به – بل ما يمزحون فيه – ففي كثير من المجالس يقع‬
‫على أذني بعض من مزاحهم فيما بينهم بآيات من القرآن الكريم ‪ ،‬ولعمري إن ذلك لهو عين‬
‫السخرية بآيات القرآن الكريم وتحريف لمراد هللا عز وجل في اآليات المذكورة ‪ ،‬فكثيرا ما‬
‫يتهامزون فيما بينهم في المأدوبات بقوله تعالى ( تلك عشرة كاملة)قاصدين بها المال‬
‫المعطى لهم‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫وبقوله تعالى (فإطعام ستين مسكينا) قاصدينبها نوعية الطعام المقدم لهم في المأدوبات‪،‬‬
‫ولعمري إن هذا لهو اإلثم المبين والضالل الكبير‪ ،‬وهذا هو تفسير القرآن بالهوى المتبع كما‬
‫أخبر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حينما قال‪":‬من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من‬
‫النار"‬

‫دوافع البحث ‪:‬‬

‫هذا بحث مختصر بعنوان ‪ " :‬تصحيح تفسير العوام للقرآن الكريم "‪ ،‬و قد طلب مني‬
‫انجاز بحث وجيز متعلق بعلوم التفسير ضمن مقياس التفسير التحليلي تحت اشراف األستاذة‬
‫الكريمة ألغام الطاوس حفظها هللا وجزاها خير الجزاء ولقد اخترت هذا الموضوع لكثرة‬
‫تأويل العوام المسلمين اليات هللا بهواهم وبمعناه الظاهر بدون علم ال بتفسير و ال باللغة‬
‫العربية و األمة في أمس الحاجة الى فهم القرآن و التدبر الذي هو حبل هللا المتين و الذكر‬
‫الحكيم ومن دعا اليه هدي الى الصراط المستقيم فهو كالم هللا العظيم من بدله فقد نسب‬
‫الكالم الى هللا عز و جل ‪ ،‬و أسأل هللا تعالى التوفيق و السداد ‪.‬‬

‫أهمية البحث ‪:‬‬

‫تكمن أهمية هذا البحث في أمور منها ‪:‬‬

‫‪ -‬الكثير من الناس أصبحت تفسر القرآن كما يفهمونه هم أي بهواهم ليس كما أراد هللا‬
‫السيمى في عصرنا الحالي مما نحن في حاجة لمثل هذا البحث ‪.‬‬
‫‪ -‬فهم القران كما فهمه الرسول و الصحابة يولد التدبر و الخشوع و الخضوع هلل تعالى ‪.‬‬
‫‪ -‬القرآن الكريم كالم هللا وال يجب أن ننسب الى الهلل أي شيئ بدون علم ‪.‬‬
‫‪ -‬معرف كيفية تدبر القرآن وعواقب التفسير بالهوى ‪.‬‬

‫اشكالية البحث ‪:‬‬


‫ان العوام غالبهم يجهلون خطر التفسير بهواهم و يجادلونك بغير علم و يتحججون بأن هللا‬
‫أنزل القرآن للناس عامة و أن القرآن صالح لكل زمان و مكان فيفسرونه بحسب مفهومهم‬
‫الخاص و أن لديهم عقال يفكرون به وأن القرآن منزل بلسان عربي يفهمه أيا كان‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وهذا كلمة حق أريد بها باطل ‪ ،‬فكيف نصحح هذا المفهوم الخاطئ و نبين لهم خطورة هذا‬
‫األمر؟ ماهي الطريقة الصحيحة في فهم القرآن ؟‬
‫خطة البحث ‪:‬‬
‫وانطالقا من االشكاليتين المطروحتين كانت خطة البحث كما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬مقدمة‬
‫دوافع البحث ‪.‬‬
‫أهمية البحث ‪.‬‬
‫اشكالية البحث ‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬تدبر و تفسير الصحابة و العلماء للقرآن الكريم ‪.‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬تفسير الصحابة للقرآن الكريم ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تفسير العلماء للقرآن الكريم ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الفرق بين التدبر و التفسير ‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬األيات التي يفهمها الناس بغير معناها الحقيقي وبيان مرادها وماهي‬
‫القواعد و الظوابط التي يجب اتباعها ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬اآليات التي تفهم بغير مرادها و بيان مفهومها ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬قواعد و ظوابط تفسير القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ ‬الخاتمة‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تدبر وتفسير الصحابة للقران الكريم‬
‫المطلب األول‪ :‬تفسير الصحابة للقران الكريم‬

‫تَ َو ُّر ُ‬
‫ع الصحابة والتابعين عن القول في التفسير بغير علم‬
‫‪1‬‬
‫تورع الصحابة والتابعون عن القول في التفسير بغير علم‪ ،‬وهابوا الكالم فيه‪ ،‬خوفا ً من‬
‫وقد َّ‬
‫الخطأ‪ ،‬وحمل ِكالم هللا على غير مراده‪ ،‬وهذا أمر مستفيض عنهم ومشهور‪ ،‬واآلثار‬

‫عنهم في ذلك كثيرة ومنها‪:‬‬

‫ما ورد عن أبي بكر الصديق أنه قال‪ ":‬أي أرض ت ُ ِقلُّني‪ ،‬وأي سماء ت ُ ِظلُّني‪ ،‬إذا قلت في‬
‫كتاب هللا ما لم أعلم"‬
‫﴿وفَا ِك َهةً َوأَبًّا﴾ فقال ‪:‬‬
‫كما ورد أن عمر بن الخطابقرأ على المنبر َ‬

‫قد عرفنا ما الفاكهة‪ ،‬فما األبُّ ؟ فقال‪ :‬لعمرك يا ابن الخطاب‪ ،‬إن هذا لهو التكلف"_‬
‫ف هذان الصاحبان الجليالن وتردَّدا في تفسير الكاللة المذكورة في آخر سورة‬ ‫وقد ت َ َّ‬
‫خو َ‬
‫النساء‪ ،‬ولم يجزما بمعناها؛ فعن أبي بكرانه قال‪" :‬اني قد رأيتفي الكاللة رأيا‪ ،‬فإن كان‬
‫صوابا فمن هللا وحدهال شريك له‪ ،‬وإن يك خطأ فمني والشيطان‪ ،‬وهللا منه بريء؛ وإن‬
‫الكاللة ما خال الول َد والوالد"‬
‫وثبت في صحيح مسلم أن عمر بن الخطابخطب يوم الجمعة في آخر حياته فكان مما قال‪:‬‬
‫ثم إني ال أ َ َدعُ بعدي شيئا أه َّم عندي من الكاللة‪ ،‬ما راجعت رسول هللا في شيء ما راجعته‬
‫في الكاللة‪ ،‬وما أغلظ لي في شيء ما أَ ْغلَ َ‬
‫ظ لي فيه‪ ،‬حتى طعن بإصبعه في صدري‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"يا عمر أال تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء؟"‬

‫‪1‬‬

‫أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص‪ ،227‬وابن جرير في تفسيره ‪.784/1‬‬


‫أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص‪ ،227‬وابن جرير في تفسيره ‪ ،120/24‬وصححه ابن كثير في تفسيره ‪ ،325/8‬وقال‪" :‬فهو إسناد صحيح‪،‬‬
‫وقد رواه غير واحد عن أنس‪ ،‬به‪ .‬وهذا محمول على أنه أراد أن يعرف شكله وجنسه وعينه‪ ،‬وإال فهو وكل من قرأ هذه اآلية يعلم أنه من نبات‬
‫األرض ‪ " ...‬و فتح الباري ‪.264/13‬‬
‫أخرجه ابن جرير ‪ ،475/6‬والبيهقي في السنن الكبرى ‪.366/6‬‬
‫أخرجه مسلم ‪ 196/1‬ح( ‪)567‬‬

‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫وعن ابن أبي ُملَ ْي َكة أن ابن عباس ُ‬
‫سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها‪ ،‬فأبى أن‬
‫يقول فيها‪.‬‬

‫سئِ َل عن تفسير آية من القرآن قال‪" :‬ال أقول في القرآن‬


‫وكان سعيد بن المسيَّب إذا ُ‬
‫سئِ َل عن تفسير آية من القرآن‬
‫شيئ"وكان يسأل عن الحالل والحرام‪ ،‬وكان أعلم الناسفإذا ُ‬
‫سكت ْ‬
‫كأن لم يسمع‪.‬‬
‫عبيد هللا بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب لقد أدركتُ فقها َء المدينة‬
‫وقال ُ‬
‫ليعظمون القول في التفسير‪ ،‬منهم سالم بن عبد هللا‪ ،‬والقاسم بن محمد‪ ،‬وسعيد بن‬
‫ِ‬ ‫وإنهم‬
‫المسيب‪ ،‬ونافع‪.‬‬
‫وعن إبراهيم النَّ َخ ِعي قال‪" :‬كان أصحابنا يَتَّقُون التفسير ويهابونه"‬

‫ومما يدل على أن تركهم القول في التفسير لم يكن عن جهل به بل كان ورعا ً وخشية‬
‫سأ َ ْلتُ عنها‪ ،‬ولكنها الرواية ‪I‬هلل‬
‫قول التابعي الجليل عامر الشعبي‪" :‬وهللا ما من آية إال وقد َ‬
‫عن هللا تعالى‪.‬‬
‫قال ابن تيمية بعد أن أورد جملة من األخبار عن الصحابة والتابعينفي هذا الباب‪" :‬فهذه‬
‫اآلثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف‪ ،‬محمولة على تَ َح ُّرجهم عن الكالم في التفسير‬
‫بما ال علم لهم به‪.‬‬

‫أخرجه ابن جرير ‪ ،80/1‬وقال ابن تيمية‪ ":‬إسناده صحيح" انظر مقدمة في أصول التفسير ص ‪.48‬‬
‫أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص ‪ ،375‬وابن جرير في تفسيره ‪/1‬‬
‫‪ 2‬أخرجه ابن جرير ‪80/1‬‬
‫أخرجه ابن جرير ‪.79/1‬‬
‫أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص ‪ ،229‬ومراده باألصحاب‪ :‬أصحاب ابن مسعود‪.‬‬
‫أخرجه ابن جرير ‪80/1‬‬

‫‪5‬‬
‫‪3‬‬
‫فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فال حرج عليه؛ ولهذا ُروى عن هؤالء وغيرهم‬
‫أقوال في التفسير‪ ،‬وال منافاة؛ ألنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه‪ ،‬وهذا هو الواجب‬
‫سئل عنهمما‬
‫على كل أحد؛ فإنه كما يجب السكوت عما ال علم له به‪ ،‬فكذلك يجب القول فيما ُ‬
‫اس َو ََل تَ ۡكت ُ ُمونَهُۥ" آل عمران‪187:‬ولما جاء في الحديث‬
‫يعلمه؛ لقوله تعالى‪" :‬لَتُبَ ِينُنَّهُۥ ِللنَّ ِ‬
‫سئِ َل عن علم ف َكتَ َمهأ ُ ْل ِجم يوم القيامة بلجام من نار"‬ ‫ال َم ْر ِوي ِ من طُ ُر ٍ‬
‫ق‪" :‬من ُ‬
‫ولقد كان لمنهج السلف في التشدد في الكالم على التفسير وعدم الخوض فيما لم يبلغه علمهم‬
‫أَثَ ٌر كبير في حماية تفسير القرآن الكريم من الخطأ والتحريف‪ ،‬وتعظيم قدره في النفوس‪،‬‬
‫وكف الناس عن الجرأة عليه بغير علم ‪.‬‬
‫ِ‬

‫أخرجه أحمد ‪17/13‬ح ‪ ،7571‬وأبو داود ‪ 67/4‬ح ‪ 3658‬والترمذي ‪ 29 /5‬ح ‪،2649‬‬


‫وابن ماجه ‪97/1‬ح ‪ ،264‬من طُ ُرق ِعدَّة التخلو من ضعف‪ ،‬انظر تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي ‪،252 /1‬‬
‫وزوائد ابن ماجه للبوصيري ص ‪ ،69‬وصححه ابن حجر في المطالب العالية من حديث ابن عباس‪12/640‬‬
‫واأللباني في صحيح الترغيب ‪.52‬‬
‫مقدمة في أصول التفسير ص ‪ ،100‬و تفسير ابن جرير ‪/1‬‬

‫‪6‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تفسير العلماء للقرآن الكريم‬

‫فإن التفسير له قواعد وضوابط وضعها العلماء تناولها شيخ اإلسالم ابن تيمية ـ رحمه هللا ـ‬
‫في مقدمته في أصول التفسير‪ ،‬وكذا القرطبي وابن عاشور في مقدمة التفسير‪ ،‬وقد ذكر‬
‫اإلمام ابن كثير ـ رحمه هللا ـ في مقدمة تفسيره أن أصح التفاسير ما كان بالقرآن والسنة‪ ،‬أي‬
‫تفسير القرآن بالقرآن‪ ،‬ثم تفسير القرآن بالسنة‪ ،‬ثم ما كان بأقوال الصحابة ثم بأقوال أئمة‬
‫التفسير من التابعين‪ ،‬ثم ما كان بلغة العرب‪ ،‬وقال السيوطي في اإلتقان ما ملخصه‪ :‬للناظر‬
‫في القرآن لطلب التفسير مآخذ كثيرة أمهاتها أربعة‪:‬‬

‫األول‪ :‬النقل عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مع التحرز عن الضعيف والموضوع‬
‫الثاني‪ :‬األخذ بقول الصحابي‪ ،‬فقد قيل‪ :‬إنه في حكم المرفوع مطلقا‪ ،‬وخصه بعضهم بأسباب‬
‫النزول ونحوها‪ ،‬مما ال مجال للرأي فيه ‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬األخذ بمطلق اللغة مع االحتراز عن صرف اآليات إلى ماال يدل عليه الكثير من‬
‫كالم العرب ‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬األخذ بما يقتضيه الكالم‪ ،‬ويدل عليه قانون الشرع‪ ،‬وهذا النوع الرابع هو الذي دعا‬
‫به النبي صلى هللا عليه وسلم البن عباس في قوله‪ :‬اللهم فقهه في الدين‪ ،‬وعلمه التأويل ـ‬
‫رواه البخاري ومسلم ‪.‬فمن فسر القرآن برأيه أي‪ :‬باجتهاده ملتزما الوقوف عند هذه المآخذ‬
‫معتمدا عليها فيما يرى من معاني كتاب هللا‪ ،‬كان تفسيره سائغا جائزا خليقا بأن يسمى‬
‫تفسيرا‪ ،‬ويكون تفسيرا جائزا ومحمودا‪ ،‬ومن حاد عن هذه األصول وفسر القرآن غير‬
‫معتمد عليها كان تفسيره ساقطا مرذوال خليقا بأن يسمى التفسير غير الجائز‪ ،‬أو التفسير‬
‫المذموم‪.‬‬

‫ويقول صاحب مناهل العرفان‪ :‬فالتفسير بالرأي الجائز يجب أن يالحظ فيه االعتماد على‬
‫ما نقل عن الرسول صلى هللا عليه وسلم وأصحابه مما ينير السبيل للمفسر برأيه‪ ،‬وأن يكون‬
‫صاحبه عارفا بقوانين اللغة‪ ،‬خبيرا بأساليبها‪ ،‬وأن يكون بصيرا بقانون الشريعة‪ ،‬حتى ينزل‬
‫كالم هللا على المعروف من تشريعه‪ ،‬أما األمور التي يجب البعد عنها في التفسير بالرأي‬

‫‪7‬‬
‫فمن أهمها ‪:‬التهجم على تبيين مراد هللا من كالمه على جهالة بقوانين اللغة أو الشريعة‬
‫ومنها‪:‬‬

‫حمل كالم هللا على المذاهب الفاسدة ‪.‬ومنها‪ :‬الخوض فيما استأثر هللا بعلمه ‪.‬ومنها‪ :‬القطع‬
‫بأن مراد هللا كذا من غير دليل ‪.‬ومنها‪ :‬السير مع الهوى واالستحسان ‪.‬‬

‫ويمكن تلخيص هذه األمور الخمسة في كلمتين هما‪ :‬الجهالة والضاللة‪ .‬اهـ ‪.‬فمن فسر من‬
‫أهل العلم آية بما يفيد ‪4‬االستدالل بها على بعض الحقائق المتعلقة باالعجاز العلمي ال إثم‬
‫عليه فال يزال أهل العلم يفتح هللا عليهم في فهم القرآن‪ ،‬وفي الحديث‪ :‬أن أبا جحيفة ـ رضي‬
‫هللا عنه ـ قال‪ :‬قلت لعلي بن أبي طالب رضي هللا عنه‪ :‬هل عندكم شيء من الوحي إال ما‬
‫في كتاب هللا؟ قال‪ :‬والذي خلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه‪ ،‬إال فهما يعطيه هللا رجال في‬
‫القرآن‪ ،‬وما في هذه الصحيفة‪ ،‬قلت‪ :‬وما في الصحيفة؟ قال‪ :‬العقل‪ ،‬وفكاك األسير‪ ،‬وأن ال‬
‫يقتل مسلم بكافر‪ .‬رواه البخاري ‪.‬وال يجوز للعامي أن يتكلم في كتاب هللا تعالى برأيه‬
‫المجرد دون استناد إلى مرجع أو أصل‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬باب ما جاء في الذي يفسر القرآن‬
‫برأيه‪ ،‬وذكر فيه عن ابن عباس ـ رضي هللا عنهما ـ أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬
‫من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ـ قال أبو عيسى‪ :‬هذا حديث حسن‬
‫صحيح‪ ،‬وأخرج من حديث جندب بن عبدهللا رضي هللا عنه قال‪ :‬من قال في القرآن برأيه‬
‫فأصاب فقد أخطأ ـ قال أبو عيسى‪ :‬هكذا روي عن بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم وغيرهم أنهم شددوا في هذا في أن يفسر القرآن بغير علم ‪.‬قال في‬
‫تحفة األحوذي‪ :‬من قال في القرآن برأيه أي بغير دليل يقيني أو ظني نقلي أو عقلي مطابق‬
‫للشرعي‪ ،‬قاله القاري ومن قال ـ أي من تكلم ـ في القرآن أي في معناه أو قراءته برأيه أي‬
‫من تلقاء نفسه من غير تتبع أقوال األئمة من أهل اللغة والعربية المطابقة للقواعد الشرعية‪،‬‬
‫بل بحسب ما يقتضيه عقله وهو مما يتوقف على النقل‪ ،‬وقوله‪ :‬من قال في القرآن ـ أي في‬
‫لفظه أو معناه برأيه أي بعقله المجرد فأصاب أي ولو صار مصيبا بحسب االتفاق فقد أخطأ‬

‫مقدمة في أصول التفسيرالبن تيمية‬


‫تفسير القرطبي‬
‫ابن عاشور في مقدمة التفسير‬
‫تفسيير ابن كثير ـ‬

‫‪8‬‬
‫أي فهو مخطئ بحسب الحكم الشرعي ‪.‬قال ابن حجر‪ :‬أي أخطأ طريقة االستقامة بخوضه‬
‫في كتاب هللا تعالى بالتخمين والحدس لتعديه بهذا الخوض مع عدم استجماعه لشروطه فكان‬
‫آثما به مطلقا ولم يعتد بموافقته للصواب‪ ،‬ألنها ليست عن قصد وال تحر‪ ،‬بخالف من كملت‬
‫فيه آالت للتفسير فإنه مأجور بخوضه فيه وإن أخطأ‪ ،‬ألنه ال تعدي منه فكان مأجورا أجرين‬
‫كما في رواية‪ ،‬أو عشرة أجور كما في أخرى إن أصاب‪ ،‬وأجر إن أخطأ كالمجتهد‪ ،‬ألنه‬
‫بذل وسعه في طلب الحق واضطره الدليل إلى ما رآه فلم يكن منه تقصير بوجهه ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الفرق بين التدبر و التفسير ‪.‬‬

‫التدبر اتعاظ بالمعنى‪ ،‬واعتبار به وتذكر‪ ،‬وبينهما فرق‪ ،‬فالتدبر إدراك مغزى اآليات‬
‫ومقاصدها‪ ،‬واستخراج دالالتها وهداياتها‪ ،‬والتفاعل معها‪ ،‬واعتقاد ما دلت عليه وامتثاله ‪.‬‬
‫والتفسير يغذي القوة العلمية‪ ،‬بينما التدبر يغذي القوة العلمية واإليمانية والعملية‪ ،‬والتدبر‬
‫أ ُ ِمر به عامة الناس لالنتفاع بالقرآن واالهتداء به‪ ،‬ولذلك خوطب به ابتدا ًء الكفار في آيات‬
‫ب أَ ْقفَالُ َها} [محمد‪ ،]24 :‬والناس فيه‬ ‫آن أَ ْم َ‬
‫علَى قُلُو ٍ‬ ‫التدبر‪ ،‬قال تعالى‪ { :‬أَفَ ََل يَتَ َدبَّ ُر َ‬
‫ون ا ْلقُ ْر َ‬
‫درجات بحسب رسوخ العلم واإليمان وقوة التفاعل والتأثر ‪ .....‬فتدبر القرآن مطلوب من‬
‫كل أحد من الب شر‪ ،‬ألنه الكتاب الذي أنزل إليهم لهدايتهم وإرشادهم إلى خير دنياهم‬
‫آن َولَ ْو ك َ‬
‫َان ِم ْن‬ ‫وآخرتهم‪ ،‬ولذلك حضهم ربهم سبحانه على ذلك قائالً‪{ :‬أَفَ ََل يَتَ َدبَّ ُر َ‬
‫ون ا ْلقُ ْر َ‬
‫يرا} [النساء‪ ،]82 :‬وتدبر كتاب هللا ميسر لكل أحد‪،‬‬ ‫اخ ِت ََل ًفا َك ِث ً‬
‫َّللا لَ َو َجدُوا ِفي ِه ْ‬ ‫ِع ْن ِد َ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬
‫لذك ِْر َف َه ْل ِم ْن ُم َّد ِك ٍر} [القمر‪ ،]17:‬قال‬ ‫س ْر َنا ا ْلقُ ْر َ‬
‫آن ِل ِ‬ ‫{ولَقَ ْد َي َّ‬
‫ومصداق ذلك قوله سبحانه‪َ :‬‬
‫الطبري رحمه هللا في تفسيرها‪" :‬ولقد سهلنا القرآن‪ ،‬بيناه وفصلناه للذكر لمن أراد أن يتذكر‬
‫ويعتبر ويتعظ‪ ،‬وهوناه‪ ...‬فهل من معتبر متعظ يتذكر بما فيه من العبر والذكر؟"‪ .‬وأما‬
‫التفسير فمأمور به بحسب الحاجة إليه لفهم كتاب هللا تعالى بحسب الطاقة البشرية‪ ،‬ولذا فإن‬
‫الناس فيه درجات‪ ،‬وكما جاء عن ابن عباس رضي هللا عنه في أنواع التفسير أنه فقال‪:‬‬
‫العرب من كالمها‪ ،‬وتفسير الَ يُعذر أحدٌ بجهالته‪ ،‬وتفسير يعلمه العلماء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫"وجهٌ تعرفه‬
‫وتفسير ال يعلمه إال هللا تعالى ذكره"‪ .‬فالتدبر هو غاية ألنه باعث على االمتثال والعمل‪،‬‬
‫وأما التفسير فهو وسيلة للتدبر ‪.‬إذًا هناك فرق بين تدبر القرآن واالعتبار به واالتعاظ‪ ،‬وبين‬

‫‪9‬‬
‫تفسيره‪ ،‬وبيان مراد هللا من آياته على وجه التفصيل‪ ،‬فهذا ال يكون إال ممن استوفى علو ًما‬
‫ت جعله يستقل بنفسه في معرفة مرامي النصوص وداللتها‪ ،‬ومن هذه العلوم معرفة قواعد‬
‫التفسير وعلوم اللغة العربية‪ ،‬ومعرفة مطلق القرآن ومقيده‪ ،‬ومنطوقه ومفهومه‪ ،‬وعامه‬
‫وخاصه‪ ،‬ومحكمه ومتشابهه‪ ،‬ومجمله ومبينه‪ ،‬وناسخه ومنسوخه‪5 ،‬ومعرفة أسباب وأماكن‬
‫نزوله‪ ،‬ومعرفة األحاديث واآلثار المتعلقة بتفسيره‪ ...‬وغيرها من العلوم التي البد من‬
‫توفرها في مفسر القرآن‪ ،‬ومن لم يتيسر له ذلك‪ ،‬فليرجع إلى تفاسير أهل العلم المعتبرين‬
‫ينقل عنهم ويستفيد منهم‪ ،‬فقد كفوه المؤونة‪ ،‬وهذا مما يساعد المكلف على تدبر آيات هللا‪،‬‬
‫ويطمئنه أنه قد فهم القرآن فه ًما صحي ًحا لم يخرج فيه عن جادة أهل العلم والفضل من سلف‬
‫األمة الصالح رحمهم هللا‪.‬‬

‫جامع البيان في تأويل القرآن (‪)584 /22‬‬


‫جامع البيان في تأويل القرآن (‪)75 /1‬‬

‫‪10‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬األيات التي يفهمها الناس بغير معناها الحقيقي وبيان مرادها وماهي‬
‫القواعد و الظوابط التي يجب اتباعها ‪.‬‬

‫‪6‬المطلب األول ‪ :‬اآليات التي تفهم بغير مرادها و بيان مفهومها ‪.‬‬

‫از ْعت ُ ْم فِي ْاأل َ ْم ِر‬ ‫سونَ ُهم بِ ِإ ْذنِ ِه ۖ َحتَّ ٰى إِذَا فَ ِ‬
‫ش ْلت ُ ْم َوتَنَ َ‬ ‫َّللاُ َو ْع َدهُ إِ ْذ تَ ُح ُّ‬
‫ص َدقَ ُك ُم َّ‬
‫‪َ ﴿ .1‬ولَقَ ْد َ‬
‫ون ۚ ِمنكُم َّمن يُ ِري ُد ال ُّد ْن َيا َو ِمنكُم َّمن يُ ِري ُد ْال ِخ َرةَ ۚ ث ُ َّم‬ ‫ص ْيتُم ِمن َب ْع ِد َما أَ َراكُم َّما ت ُ ِح ُّب َ‬ ‫ع َ‬ ‫َو َ‬
‫علَى ا ْل ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫ين﴾‬ ‫َّللاُ ذُو فَ ْ‬
‫ض ٍل َ‬ ‫عفَا عَن ُك ْم ۗ َو َّ‬ ‫ص ََرفَ ُك ْم َ‬
‫ع ْن ُه ْم ِليَ ْبت َ ِليَ ُك ْم ۖ َولَقَ ْد َ‬

‫]سورة آل عمران‪[ 152 :‬‬


‫كثيرا ما يتبادر إلى ذهن العوام أن المراد من قوله تعالى ( تحسونهم ) أي تحسونهم من‬
‫اإلحساس ‪ ،‬بينما المراد منها "القتل" أي ‪":‬إذ تقتلونهم بإذنه" وذلك في غزوة أحد‬
‫جاء في القاموس المحيط [ ال َحس ‪ :‬ال َجلَبةُ والقَت ُل واالستئصال ونفض التراب عن الدابة‬
‫بالمحسة للفرجون ‪ ،‬وبالكسر ‪ :‬الحركة ‪ ،‬وأن يمر بك قريبا فتسمعه وال تراه كال َحسيس ‪،‬‬
‫والصوت ‪ ،‬ووجع يأخذ النفساء بعد الوالدة وبرد يحرق الكأل ‪ ،‬وقد حسه ‪ :‬أحرقه ‪.‬‬

‫يرجع الى تفسير ابن كثير (‪) 45\2‬‬


‫يرجع الى تفسيرالقرطبي لتحسونهم (‪) 235\4‬‬
‫يرجع الى تفسير الطبري‬
‫تفسير البغوي ( ‪) 119 – 118 / 2‬‬
‫يرجع الى كالم العرب و أشعار العرب‬

‫‪11‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ ﴿ .2‬فَأ ُ ُّمهُ هَا ِويَةٌ﴾‬

‫]سورة القارعة‪[ 9 :‬‬

‫كثيرا ما يتبادر إلى ذهن العوام أن المراد من قوله تعالى ( أمه ) أي والدته ‪ ،‬بينما المراد‬
‫منها "األم" أي ‪":‬رأسه" وقيل هي النار ‪.‬‬

‫‪َ ﴿ .3‬وثَ ُمو َد الَّذ َ‬


‫ِين َجابُوا الص َّْخ َر بِا ْل َوادِ﴾‬
‫[ سورة الفجر‪]9 :‬‬

‫كثيرا ما يتبادر إلى ذهن العوام أن المراد من قوله تعالى ( جابوا ) أي أحضروا ‪ ،‬بينما‬
‫المراد منها "القطع" أي ‪":‬قطعوا الصخر ونحتوه"‬

‫القاموس المحيط صفحة ( ‪. ) 70 – 69‬‬


‫تفسير ابن كثير ( ‪. ) 469 – 468 8/‬‬
‫تفسير الطبري ( ‪)575 / 24‬‬

‫القاموس المحيط صفحة ( ‪. ) 70 – 69‬‬


‫تفسير ابن كثير ( ‪. ) 469 – 468 8/‬‬
‫تفسير الطبري ( ‪) 575 / 24‬‬

‫‪12‬‬
‫‪8‬‬
‫ب ا ْل َخي ِْر لَ َ‬
‫شدِيدٌ﴾‬ ‫‪َ ﴿ .4‬وإِنَّهُ ِل ُح ِ‬
‫]سورة العاديات‪[ 8 :‬‬

‫كثيرا ما يتبادر إلى ذهن العوام أن المراد من قوله تعالى ( الخير ) أي الفعل الحسن‬
‫لشديد‪".‬‬ ‫الجميل ‪ ،‬بينما المراد منها "المال" أي ‪":‬وإنه لحب المال‬

‫َّار ْال ِخ َرةَ لَ ِه َ‬


‫ي ا ْل َحيَ َوا ُن ۚ لَ ْو كَانُوا‬ ‫‪َ ﴿ .5‬و َما ٰ َه ِذ ِه ا ْل َحيَاةُ ال ُّد ْنيَا إِ ََّل لَه ٌْو َولَ ِع ٌ‬
‫ب ۚ َو ِإ َّن الد َ‬
‫يَ ْعلَ ُم َ‬
‫ون﴾‬
‫[ سورة العنكبوت‪]64 :‬‬
‫كثيرا ما يتبادر إلى ذهن العوام أن المراد من قوله تعالى ( الحيوان ) أي ما يمشي من‬
‫السباع والدواب ‪ ،‬بينما المراد منها "الحياة" أي ‪":‬وإن الدار اآلخرة لهي الحياة الباقية"‪.‬‬

‫القاموس المحيط صفحة ( ‪) 479‬‬


‫تفسير ابن كثير ( ‪)467 / 8‬‬
‫القاموس المحيط صفحة ( ‪. ) 402‬‬
‫تفسير ابن كثير ( ‪. ) 294 6/‬‬
‫تفسير القرطبي ( ‪. ) 01 / 14‬‬

‫‪13‬‬
‫ولضيق البحث أضع بعض اآليات الموهمة للناس بدون ذكر تفاسير العلماء و المراجع‬
‫وإنما أكتفي بذكر ما يتباذر في ذهن العوام من الخطأ مع تصحيحه‬

‫َّللا" يفهم الناس لفظ‬


‫ت َّ ِ‬‫ضا ِ‬ ‫اس َمن يَش ِْري نَ ْف َ‬
‫سهُ ا ْبتِغَا َء َم ْر َ‬ ‫‪ .6‬قوله تعالى‪َ " :‬و ِم َن النَّ ِ‬
‫"يشرى" بأنه يشترى‪ ،‬ولكن الحقيقة أن معناه "يبيع"‪.‬‬
‫‪ .7‬قوله تعالى‪" :‬فَ ِإ ِن ا ْعتَ َزلُو ُك ْم فَلَ ْم يُقَاتِلُو ُك ْم َوأَ ْلقَ ْوا إِلَ ْي ُك ُم ال َّ‬
‫سلَ َم" حيث يفهم الناس من‬
‫"السلم" السالم وإلقاء التحية‪ ،‬ولكن المعنى الصحيح هو االستسالم واالنقياد لألمر‪.‬‬
‫ون" حيث يفهم‬ ‫‪ .8‬قوله تعالى‪َ " :‬و َك ْم ِم ْن قَ ْر َي ٍة أَ ْهلَ ْكنَا َها فَ َجا َء َها بَأْ ُ‬
‫سنَا َب َياتًا أَ ْو هُ ْم قَا ِئلُ َ‬
‫الناس من "قائلون" أى يقولون‪ ،‬ولكن معناها الصحيح هى من القيلولة وهى منتصف‬
‫النهار‪.‬‬
‫شعَ ْيبًا كَانُوا ُه ُم‬ ‫شعَ ْيبًا كَأ َ ْن لَ ْم يَ ْغنَ ْوا فِي َها الَّذ َ‬
‫ِين َكذَّبُوا ُ‬ ‫ِين َكذَّبُوا ُ‬
‫‪ .9‬قوله تعالى‪" :‬الَّذ َ‬
‫ين" فليس المعنى من "يغنوا فيها" أن يصبحوا أغنياء ولكن المعنى الصحيح‬ ‫ا ْل َخا ِ‬
‫س ِر َ‬
‫هو لم يقيموا ولم يعيشوا فيها‪.‬‬
‫ت لَعَلَّ ُه ْم يَذَّك َُّر َ‬
‫ون"‬ ‫ص ِم َن الث َّ َم َرا ِ‬
‫ين َونَ ْق ٍ‬ ‫‪ .10‬قوله تعالى‪َ " :‬ولَقَ ْد أَ َخ ْذنَا آ َل فِ ْرع َْو َن بِال ِ‬
‫سنِ َ‬
‫حيث يفهم الناس "السنين" بأنها السنوات واألعوام‪ ،‬ولكنها القحط والجدوب‪.‬‬
‫علَ ْي ِه يَ ْل َه ْث أَ ْو تَتْ ُر ْكهُ يَ ْل َهث" فيفهم الناس‬ ‫‪ .11‬قوله تعالى‪" :‬فَ َمثَلُهُ َك َمثَ ِل ا ْل َك ْل ِ‬
‫ب إِن تَحْ ِم ْل َ‬
‫من "تحمل عليه" أى تضع عليه األحمال‪ ،‬ولكن المعنى هو أن تطرده وتزجره‪.‬‬
‫‪ .12‬قوله تعالى‪َ " :‬و ََل ت َ ْم ِش فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض َم َر ًحا" فليس معناها أال تمشى فى األرض فرحا ً‬
‫ومسروراً‪ ،‬ولكن معناها أال تمشى فى األرض ُم ً‬
‫تكبرا‪.‬‬
‫سلُون" فليس‬ ‫ج َو َمأْ ُجو ُ‬
‫ج َوهُم ِمن ُك ِل َح َد ٍ‬
‫ب َين ِ‬ ‫‪ .13‬قوله تعالى‪َ " :‬حتَّ ٰى ِإذَا فُ ِت َحتْ َيأْ ُجو ُ‬
‫معنى "ينسلون" من النسل وهو التكاثر‪ ،‬ولكن المعنى الصحيح أنها يسرعون‪.‬‬
‫ام ٍر يَأْتِ َ‬
‫ين ِمن ُك ِل فَجٍ‬ ‫ض ِ‬‫علَ ٰى ُك ِل َ‬ ‫اس ِبا ْل َحجِ يَأْت ُوكَ ِر َج ً‬
‫اَل َو َ‬ ‫‪ .14‬قوله تعالى‪َ " :‬وأَ ِذن فِي النَّ ِ‬
‫يق " فليس معنى "رجاال" هم الذكور‪ ،‬ولكن المعنى الصحيح هو مشاة أى يأتوا‬
‫ع َِم ٍ‬
‫الناس ُمترجلين‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫علَ ْي ِه ا ْلقُ ْرآنُ ُج ْملَةً َو ِ‬
‫اح َدةً" فيفهم الكثيرون‬ ‫‪ .15‬قوله تعالى‪َ " :‬وقَا َل الَّذ َ‬
‫ِين َكفَ ُروا لَ ْو ََل نُ ِز َل َ‬
‫أن معنى "جملة واحدة" هو عبارة واحدة‪ ،‬ولكن معناها دفعة واحدة‪.‬‬
‫‪ .16‬قوله تعالى‪َ " :‬ألُقَ ِطعَ َّن أَ ْي ِديَ ُك ْم َوأَ ْر ُجلَكُم ِم ْن ِخ ٰ ََلف" فليس المعنى هنا القطع من الخلف‪،‬‬
‫ولكن الصحيح هو قطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى‪ ،‬والرجل اليمنى مع اليد‬
‫اليسرى‪.‬‬
‫ون‪ ،‬أَلَ ْم تَ َر أَنَّ ُه ْم فِي ُك ِل َوا ٍد يَ ِهي ُم َ‬
‫ون" فليس‬ ‫شعَ َرا ُء يَتَّبِعُ ُه ُم ا ْلغَ ُ‬
‫او َ‬ ‫‪ .17‬قوله تعالى‪َ " :‬وال ُّ‬
‫المعنى هنا األودية المعروفة‪ ،‬ولكن تعنى أنهم يخوضون فى كل فن من الكالم فتارة‬
‫يسبون شخصا ً وتارة يمدحون آخر‪.‬‬
‫‪ .18‬قوله تعالى‪" :‬فَلَ َّما َرآ َها تَ ْهتَ ُّز كَأَنَّ َها َجان" فال تعنى كلمة "جان" الجن‪ ،‬ولكن الجان‬
‫صغيرا وغير سام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هو نوع من الحيات يكون‬
‫‪ .19‬قوله تعالى‪" :‬أَإِ ٰلَهٌ َّم َع َّ ِ‬
‫َّللا ۚ بَ ْل هُ ْم قَ ْو ٌم يَ ْع ِدلُ َ‬
‫ون" فال تعنى "يعدلون" هنا من إقامة‬
‫العدل‪ ،‬لكنها تعنى أنهم يعدلون عن الحق ويميلون للباطل‬
‫‪ .20‬قوله تعالى‪َ " :‬وا ْق ِص ْد فِي َم ْ‬
‫ش ِيكَ َوا ْغض ْ‬
‫ُض ِم ْن ص َْوتِكَ " فليس معنى القصد فى‬
‫المشى هو تحديد االتجاه فى المشى‪ ،‬ولكن المعنى هو التوسط فى المشى أى ال يكون‬
‫ببطء وال إسراع‪.‬‬
‫س ْخ ِريًّا" فيفهم‬ ‫ت ِليَتَّ ِخذَ بَ ْع ُ‬
‫ض ُهم بَ ْعضًا ُ‬ ‫ض ُه ْم فَ ْوقَ بَ ْع ٍ‬
‫ض د ََر َجا ٍ‬ ‫‪ .21‬قوله تعالى‪َ " :‬و َرفَ ْعنَا بَ ْع َ‬
‫سخر‬
‫الكثيرون "سخريًا" بأنها السخرية‪ ،‬ولكن المعنى هو التسخير أى بعضهم ُم ٌ‬
‫لبعض‪.‬‬
‫ب ا ْب ُن َم ْريَ َم َمثَ ًَل إِذَا قَ ْو ُمكَ ِم ْنهُ يَ ِصد َ‬
‫ُّون" فليس معنى يصدون‬ ‫‪ .22‬قوله تعالى‪َ " :‬ولَ َّما ض ُِر َ‬
‫أنها الصد والمنع‪ ،‬ولكن المعنى أنهم يضحكون ويضجون‪.‬‬
‫‪ .23‬قوله تعالى‪" :‬قَالُوا ِإنَّا ُكنَّا قَ ْب ُل ِفي أَ ْه ِلنَا ُم ْ‬
‫ش ِف ِق َ‬
‫ين" فيفهم الناس أن "مشفقين" مشتقة‬
‫من الشفقة والرحمة‪ ،‬ولكنها تعنى خائفين من العذاب‪.‬‬
‫‪ .24‬قوله تعالى‪َ " :‬وأَنَّهُ هُ َو َر ُّب ال ِ‬
‫ش ْع َرى" فيفهم الناس أن "الشعرى" هى الشعر‬
‫والشعراء‪ ،‬ولكنها تعنى نجم فى السماء كان يعبده بعض العرب‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ْ‬
‫ف"ال َج َو ِار" هنا ال تعنى جمع‬ ‫‪ .25‬قوله تعالى‪َ " :‬ولَهُ ا ْل َج َو ِار ا ْل ُم ْنشَآتُ فِي ا ْلبَحْ ِر كَاألع ِ‬
‫َْلم"‬
‫جارية‪ ،‬ولكنها تعنى السفن التى تسير فى الماء‪ ،‬أما األعالم فيفهم الناس أنها أعالم‬
‫البالد وراياتها‪ ،‬ولكنها تعنى الجبال‪.‬‬
‫ِين ُح ِملُوا التَّ ْو َراةَ ث ُ َّم لَ ْم يَحْ ِملُو َها َك َمثَ ِل ا ْل ِح َم ِار يَحْ ِم ُل أ َ ْ‬
‫سفَ ً‬
‫ارا"‬ ‫‪ .26‬قوله تعالى‪َ " :‬مثَ ُل الَّذ َ‬
‫فيفهم الناس أن كلمة "األسفار" ما يرتبط بالسفر والمتاع‪ ،‬ولكن األسفار هى جمع‬
‫سفر وهو الكتاب‪.‬‬
‫َاح َبةً َو ََل َولَدًا" فليس المعنى من الجد‬
‫‪ .27‬قوله تعالى‪َ " :‬وأَنَّهُ تَ َعالَ ٰى َج ُّد َر ِبنَا َما اتَّ َخذَ ص ِ‬
‫هو أب األب أو األم أو الجد بمعنى الهزل‪ ،‬ولكن جد ربنا أى تعالت عظمته وجالله‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬قواعد و ظوابط تفسير القرآن الكريم‬

‫مقصورا على العلماء‪ ،‬بل كل واحد ال بد أن يأخذ حظه من القرآن‪،‬‬


‫ً‬ ‫فهم القرآن وتدبره ليس‬
‫بحسب ما ييسره هللا له‪ ،‬وبحسب ما معه من الفهم والعلم واإلدراك؛ فاهلل تبارك وتعالى دعا‬
‫عباده كلهم إلى تدبر القرآن وفهمه‪ ،‬لم يخص طائفة بذلك دون طائفة‪ ،‬ولو كان فهم القرآن‬
‫محصورا عليهم‪ ،‬ولكان الخطاب في‬
‫ً‬ ‫مقتصرا على فئة من الناس لكان نفع القرآن‬
‫ً‬ ‫وتدبره‬
‫اآلية موج ًها إليهم‪ ،‬وهذا معلوم البطالن‪.‬‬

‫قال ابن عباس‪ :‬التفسير على أربعة أوجه؛ وجه تعرفه العرب من كالمها‪ ،‬وتفسير ال يعذر‬
‫أحد بجهالته‪ ،‬وتفسير يعلمه العلماء‪ ،‬وتفسير ال يعلمه إال هللا‪.‬‬

‫وقد علمنا هللا في كتابه أننا إذا أردنا أن نفعل شيئًا أن نأتيه من الطريق السهل القريب‪ ،‬الذي‬
‫ُجعل موصالً إليه‪ ،‬ونحن في طلبنا لفهم القرآن ينبغي أن نصل إليه من الطريق الواضح‬
‫السهل‪ ،‬الذي يحصل به المقصود‪ ،‬وهذا الطريق الواضح قائم على ثالثة قوعد‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫أوَل‪ :‬تفسير القرآن بالقرآن‪ ،‬ثم بالسنة‪ ،‬ثم بأقوال الصحابة‪.‬‬

‫إن أولى ما فسر به القرآن بالقرآن‪ ،‬فإذا أردت أن تفهم القرآن حق الفهم فتأمل فيه كله‪،‬‬
‫ضا ابحث عن معنى اآلية في سورة‬
‫فانظر إلى سياق اآلية كلها‪ ،‬وما قبلها وما بعدها‪ ،‬وأي ً‬
‫مختصرا في‬
‫ً‬ ‫أخرى‪ ،‬فما وجدته مجمالً في مكان‪ ،‬ستجده مبينًا في مكان آخر‪ ،‬وما وجدته‬
‫مكان ستجده مبسو ً‬
‫طا في مكان آخر‪ ،‬وقد ذم هللا من يتمسك ببعض اآليات دون بعض‪ ،‬أو‬
‫يأخذ المتشابهات ويدع المحكمات‪ ،‬فقال تعالى‪{ :‬أفتأمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض}‪،‬‬
‫وقال‪{ :‬فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}‪.‬‬

‫ومن أمثلة بيان القرآن بالقرآن‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬فمن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا}‬
‫ما المراد بذكره هنا؟ أهو القرآن‪ ،‬وما أنزله هللا من الكتب الهادية؟ أو المراد ذكره بتسبيحه‬
‫وتمجيده وتهليله؟‬

‫إذا تأملت سياق اآلية كاملة ستجد أن المعنى المقصود هو األول دون الثاني‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫عدُو فَ ِإ َّما يَأْتِيَنَّكُم ِمنِي هُدًى فَ َم ِن اتَّبَ َع هُد َ‬
‫َاي فََل يَ ِض ُّل‬ ‫ض َ‬ ‫{قَا َل ا ْه ِب َطا ِم ْن َها َج ِميعا ً بَ ْع ُ‬
‫ض ُك ْم ِلبَ ْع ٍ‬
‫ض عَن ِذك ِْري فَ ِإ َّن لَهُ َم ِعيشَةً َ‬
‫ضنكا ً َونَحْ ش ُُرهُ يَ ْو َم ا ْل ِقيَا َم ِة أَ ْع َمى‬ ‫شقَى (‪َ )123‬و َم ْن أَع َْر َ‬ ‫َوَل يَ ْ‬
‫ب ِل َم َحش َْرتَنِي أَ ْع َمى َوقَ ْد كُنتُ بَ ِصيراً (‪ )125‬قَا َل َكذَ ِلكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَ ِ‬
‫سيتَ َها‬ ‫(‪ )124‬قَا َل َر ِ‬
‫[سورة طـه ‪.]126-123/20‬‬ ‫َو َكذَ ِلكَ ا ْليَ ْو َم تُن َ‬
‫سى (‪})126‬‬

‫ثم تأتي سنة النبي صلى هللا عليه وسلم مبينة للقرآن‪ ،‬كما قال تعالى‪{ :‬ونزلنا إليك الذكر‬
‫لتبين للناس ما نزل إليهم} قال الشافعي رحمه هللا‪" :‬كل ما حكم به رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم فهو مما فهمه من القرآن‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس‬
‫اختَلَفُواْ ِفي ِه َوهُ ً‬
‫دى‬ ‫علَ ْيكَ ا ْل ِكت َ َ‬
‫اب إَِلَّ ِلت ُ َب ِي َن لَ ُه ُم الَّذِي ْ‬ ‫{و َما أَ َ‬
‫نز ْلنَا َ‬ ‫بما أراك هللا}‪ ،‬وقال تعالى‪َ :‬‬
‫َو َرحْ َمةً ِلقَ ْو ٍم يُ ْؤ ِمنُ َ‬
‫ون}‪."..‬‬

‫ثم أقوال الصحابة؛ ألنهم شاهدوا من القرائن واألحوال التي اختصوا بها‪ ،‬ما لم يشاهده‬
‫غيرهم‪ ،‬ولما لهم من الفهم التام‪ ،‬والعلم الصحيح‪ ،‬عن ابن مسعود قال‪" :‬والذي ال إله غيره‬
‫ما نزلت آية من كتاب هللا إال وأنا أعلم فيمن نزلت‪ ،‬وأين نزلت‪ ،‬ولو أعلم مكان أحد أعلم‬

‫‪17‬‬
‫بكتاب هللا مني تناله المطايا ألتيته"‪ ،‬وقال‪" :‬كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن‬
‫حتى يعرف معانيهن والعمل بهن"(‪ .)16‬فهم جمعوا العلم والعمل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬معرفة أسباب النزول‪.‬‬

‫فالقرآن مركب من حروف وكلمات‪ ،‬فداللته داللة لفظية‪ ،‬والداللة اللفظية تتوقف معرفتها‬
‫في كثير من األحيان على معرفة مقتضيات األحوال‪ ،‬وحال المخاطب والخطاب‪ ،‬والجهل‬
‫بأسباب النزول موقع في الشبه واإلشكاالت‪ ،‬ومورد للنصوص الظاهرة مورد اإلجمال ‪.‬‬

‫ومعرفة سبب النزول يدلك على المعنى الصحيح‪ ،‬وليس معنى سبب النزول أن اآلية‬
‫مقتصرة على األشخاص الذين نزلت فيهم‪ ،‬بل هي تتناولهم وتتناول من كان في منزلتهم ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬معرفة اللغة العربية‪.‬‬

‫القرآن نزل بلسان عربي مبين‪ ،‬فمن أراد أن يفهمه حق الفهم فإنه محتاج إلى معرفة اللغة‬
‫العربية‪ ،‬ومعرفة عادات العرب في أقوالها وأفعالها ومجاري أحوالها حالة التنزيل‪.‬‬

‫تفسيرا يكون معنا دائ ًما‪ ،‬ويرشدنا إلى المعنى الصحيح في الجملة‪،‬‬
‫ً‬ ‫وبناء على ذلك فإذا أردنا‬
‫فإننا نختار من التفاسير ما تكون له عناية بهذه األمور الثالثة؛ مثل تفسير ابن كثير‪ ،‬وتفسير‬
‫ابن سعدي‪ ،‬والطبري و تفسير البغوي وغيرهم‬

‫وهناك تفاسير معاصرة جيدة‪ ،‬فيها ترتيب وتنسيق‪ ،‬فتذكر معاني الكلمات‪ ،‬ثم المعنى‬
‫اإلجمالي‪ ،‬ثم تذكر الفوائد من اآليات‬

‫والتفاسير بحمد هللا كثيرة‪ ،‬وجميعها مشتملة على أمور نافعة‪ ،‬لكن بعضها قد يكون‬
‫لصاحب اعتقاد فاسد ربما يفسد عليك المعنى وأنت ال تشعر‪ ،‬أو يدلك على معنى باطل‪،‬‬
‫وبعضها مطول‪ ،‬فتراه يطيل النفس في مباحث لغوية‪ ،‬أو أصولية‪ ،‬أو فقهية‪ ،‬أو يحكي‬
‫إسرائيليات ال حقيقة لها‪ ،‬لكن إذا كنت تريد أن تعرف معنى بعض اآليات على التفصيل‪،‬‬
‫وترى ما قيل في معناها‪ ،‬فإنك ترجع إلى هذه التفاسير‪ ،‬وترى كالم أهل العلم ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬

‫نظرا‬
‫ً‬ ‫وفي النهاية‪ ،‬أود أن أشكر هللا تعالى واحمده على توفيقي في كتابة هذا البحث‬

‫ألهميته الشديدة‪ ،‬فأرجو أن يكون له تأثير إيجابي على العوام‪ ،‬وأن يقوم بإفادة الطالب‬

‫كثيرا من األشخاص‪،‬‬
‫ً‬ ‫في مجال التفسير‪ ،‬ولقد وجدتُ أن هذا الموضوع قد شغل بال‬

‫وكثر الحديث عنه فأتمنى أن أكون قد وفقتُ في طريقة كتابتي للمعلومات الموجودة في‬

‫البحث وايصال المبتغى‪.‬‬

‫‪19‬‬

You might also like