تعتبر املؤسسة أحد الركائز الهامة القتصاد دولة إذ تلعب دورا هاما في تنمية االقتصاد الوطني وفي توفير كل حاجات املجتمع ومناصب الشغل إال أن هذه املؤسسات تواجه تحديثات متزايدة ولعل أهمها ازدياد املنافسة وكذلك التقدم التكنولوجي الكبير وعليه بات من الواضح أن بقاء أي مؤسسة واستمرارها مرهون بكفاءة آرائها املالي حيث أن الهدف األساسي لإلدارة املالية هو تعظيم قيمة املؤسسة وذلك عن طريق إدارة رأسمالها بغية الوصول إلى أقصى ربحية ممكنة فاملؤسسات الفنية تعتمد بدرجة أكبر على املصادر الداخلية باعتبارها مؤشر جيد الستقرار املشروع . وبغية تمكين املؤسسة من القيام بدورها وضمان بقائها البد من توفرها على املوارد الضرورية الالزمة لدفع عجلة سيرها .فما هي موارد املؤسسة االقتصادية ؟. -فهل يمكن اعتبارها مورد اإلدارة والتنظيم هو املورد الوحيد للمؤسسة االقتصادية نظرا ملا له من دور كبير في املؤسسة ،وإلزالة الغموض حول هذا املوضوع ومعرفة حقيقة موارد املؤسسة االقتصادية ولتزويد معرفتنا وإفادة زمالئنا تطرقنا لهذا البحث املتواضع مستخدمين املنهج االستقرائي . كما تضمن بحثنا خمسة مباحث أال وهى :املورد الطبيعي ـاملورد البشري ـ مورد رأسمالي املال ـاملورد التكنولوجي ـ مورد اإلدارة والتنظيم . املبـ ـ ـ ـ ــحث األول ---- :املطلب األول : -موارد املؤسسة االقتصادية : انطالقا مما سبق ،ومن تعريف املؤسسة فانه ال يمكن أن تنشا مؤسسة مهما كان نوعها أو نشاطها ،بدون توفير عوامل اإلنتاج املختلفة التي تسمح لها بالقيام بالنشاط املنوط وهو اإلنتاج املادي أو تقديم خدمات في عدة أشكال وأنواع .وقد قسم االقتصاديون واملهتمون عوامل اإلنتاج إلى ثالثة عناصر أساسية :األرض ،العمل ،رأس املال ،إال أن هذا التقسيم األول البسيط يعتبر غير كاف ، إذ أدى تطور األدوات والطرق املستعملة في اإلنتاج ،وكذالك توسع نشاط املؤسسة ،إلى إدماج عامل أخر ال يقل أهمية عن العوامل اآلخرة ،وهو التنظيم أو اإلدارة بشكل أدق ،وألدراك هذه العناصر أكثر نستعرضها فيما يلي . / 1رأس املال :لقد عرف هذا املصطلح االقتصادي اهتماما الغ منذ ظهورا ا ألفكار االقتصادية ،باعتباره احد العناصر املحددة للنشاط االقتصادي ابتداء من الشكل القانوني إلى نوع املعامالت بين مختلف عوامل اإلنتاج األخرى وعلى رأسها العامل البشري ،وكذلك لهذا العنصر دور في تحديد طريقة توزيع الدخل الوطني وغيرها ،ونحاول هنا التطرق إلى أهم الجوانب لهذا العنصر املهم . - 1تعريف رأس املال :يعبر رأس املال عن مجموعة األدوات واآلالت واملباني ،التي تساهم في عملية اإلنتاج أو عملية تقديم الخدمات ،ومن املنطقي انه ال يمكن الحصول على هذه العناصر إال بتوفر أموال بقيمتها وهذه األموال تجلب من جهات تختلف باختالف طبيعة املؤسسة فإذا كانت هذه األخيرة فردية خاصة فصاحبها هو الذي يجمع هذه األموال ،أما إذا كانت شركة أشخاص فهؤالء هم الذين يقدمونها ،أما إذا كانت مؤسسة عمومية فإن الجهة الوصية ،سواء الوزارة أو الجماعة املحلية ،هي التي تقدم هذه األموال . واملالحظ انه إنشاء املؤسسة يتحول رأس املال النقدي ،أو الكتابي إلى رأسمال عيني مادي ،في شكل مجموعة وسائل اإلنتاج . إال إن هذا التعريف غير كاف نظرا ألن االقتصاديين يرون أن رأس املال يشمل مقابل كل وسائل اإلنتاج املختلفة ،باإلضافة إلى املواد املستعملة في اإلنتاج واليد ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ــــــ العاملة ،أي يقابل عوامل اإلنتاج التي يجب على صاحب املؤسسة تجميعها عند القيام بنشاطها .وقد وزع االقتصاديون رأس املال هذا املعني إلى جزئيين ثابت ومتغير أو دوار ،حسب الفكر الرأسمالي و االشتراكي. فلدى الرأسماليين نجد أن الثابت يشمل كل االستثمارات باملعنى املحاسبي ،وهي كل وسائل اإلنتاج من اآلالت واألدوات ووسائل النقل ،باإلضافة إلى املباني بمختلف أنواعها ،أما الرأسمال الدوار () capital circulantفيشمل املواد املستعملة في اإلنتاج املحولة ،باإلضافة إلى اليد العاملة .في حين نجد لدى االشتراكيين أن رأس املال يشمل كل الرأسمال الثابت لدى الرأسماليين باإلضافة إلى املوارد املستعملة ،أي يشمل كل العناصر املادية املستعملة في اإلنتاج .الرأسمال املتغير()variableفهو مقابل اليد العاملة أو قوة العمل (حسبهم ) ،أي العامل البشري الذي يعتبر لديهم أهم عنصر من عوامل اإلنتاج. - 2مكونات رأس املال :نظرا لالختالف وجهات النظر واالستعماالت املتعددة ملصطلح رأس املال فقد تعددت التعاريف والتفريعات املتعلقة به ،حتى لم يعد مصطلح رأس املال واضحا ودقيقا ملن يرغب التعرف عليه أو استعماله .وباالقتراب أكثر نحو هذا املفهوم في املؤسسة االقتصادية ،نستطيع أن نقسمه إلى فرعين وهما رأس املال املالي ،الذي يأخذ شكل املوارد املالية في املؤسسة ،وهي ذات مصادر مختلفة ومتعددة ،وكل منها لها شروط وخصائص ،ويطلق عليها اسم خصوم املؤسسة .والفرع الثاني هو رأس املال االقتصادي الذي يأخذ شكل استعماالت املؤسسة أموالها في العناصر املادية وغير املادية ،التي تسمح لها بالقيام بنشاطها االقتصادي ،ويطلق عليها األصول باللغة املحاسبية .وسوف نحاول التطرق إلى عدد من الجوانب املرتبطة برأس املال و باملعنيين باملؤسسة . -) 1استعماالت األموال أو موجودات املؤسسة :عندانطالق املؤسسة ،و حتى تستطيع مباشرة نشاطها ،تقوم بجلب و حيازة مختلف األصول التي تسمح لها بذلك ،وقد تكون هذه األصول من تقديم صاحب املؤسسة الفردية أو من تقديم الشركاء في حالة الشركة ،أو يتم شرائها من السوق ،بواسطة ما يقدم من أموال في الصورة النقدية ،أو وسائل التمويل األخرى و األصول توزع إلى : -)1األصول املادية :يضم هذا النوع من األصول ،كل شيء مادي يستعمل في املؤسسة كوسائل لإلنتاج ،وتأخذ صورة األراضي و املباني و التجهيزات و اآلالت ،وما يلحقها ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ـــــ و كذلك املواد األولية ،والقطع الصناعية و ملحقاتها ،وهي في مجموعها ملكية تامة للمؤسسة و ألغراض استعمالها فيها أو تأجيرها للغير. - 1األراضي :تمثل األراضي نوعا من الوسائل املادية املستعملة في النشاط االقتصادي باملؤسسة ،وتختلف طبيعتها وقيمتها من مؤسسة ألخرى ،فقد تكون العنصر األساسي في وجود و حركة املؤسسة الزراعية أو الفالحية ،وتأخذ نوعيتها أهمية خاصة فيها ، وكذلك مساحتها ،ومكان وجودها بالنسبة للسوق .....الخ. وفي مؤسسة أخرى لتربية املواشي مثال ،تكون األرض هامة أيضا باعتبارها إلى حد بعيد مصدر منتجات األعالف الخضراء الخاصة للماشية ،وكذا وسيلة للرعي وحركة هذه املاشية ،وفي نفس الوقت مستعمل لفضالتها وبقاياها ،وهذه امليزة ال تختلف كثيرا عن مكانة األرض بالنسبة ملؤسسة لصناعة مواد البناء مثال ،وتستعمل فيها مواد وعناصر مصدرها تلك األرض ،حتى حاجتها إلى وضع وعرض منتجاتها مثال ،وتزداد األرض أهمية في حالة استعمالها كمصدر للمعادن ،أو املواد الخام ملنتوجات املؤسسة ،وبالتالي ترتبط قيمة هذه األرض بما يتوفر فيها من تلك املواد . وفي ماعدا هذه األنواع من املؤسسات التي تتبع القطاع االقتصادي األول ،فإن األرض تأخذ معنى وقيمة اقتصادية أقل من ذلك .وفي أغلب الحاالت تقوم املؤسسة بتسييج األرض بأسالك حديدية ،أو بواسطة سور يحميها من أخطار تعدي األشخاص وحتى الحيوانات ،وما ينتج عنه من تضرر ملوجودات املؤسسة بهذه األرض من جهة ،ومن جهة أخرى لتعيين حدود امللكية لها . وتستعمل األرض عادة في املؤسسة الصناعية والتجارية كمستودعات طبيعية ملنتجاتها ومواردها األولية ،أو كموقف للسيارات أو معارض ملنتجاتها ،وفي حالة استعمالها إلنتاج املواد األولية الزراعية مثال تأخذ نفس املكانة كما في القطاع األول ،وقد تؤجر املؤسسة مساحة من أراضيها للغير . -2املباني واملحالت :باإلضافة إلى األراضي تلعب املباني أهميـ ـ ــة في وجود املؤسسة ،وحتى في حاالت متعددة تأخذ املؤسسة صورة لدى املتعاملين من خالل محالتها ومبانيها ،أشكالها ومواقعها وطريقة بنائها ...............الخ. ومباني املؤسسة تتوزع إلى عدة أنواع ،منها ما يستعمل كورشات أو مصانع لإلنتاج ،أو كمخازن للموارد واملنتجات ،وهما النوعان من املباني اللذان يتميزان بنوعية بناء وتجهيز تتطلب املالئمة مع األنشطة واالستعماالت لها ،خاصة في حالة املصانع الكبيرة ،أو التي تتعرض للضوضاء واالهتزازات الهوائية وحتى املادية ، ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ـــــ طبقا لآلالت والتجهيزات التي تستعمل فيها ،وملا ينتج فيها أيضا حيث للغازات واملواد الكيميائية تأثيرات على املباني .وكذلك الشأن بالنسبة للمخازن تجهز بوسائل ،وتبنى بطرق تسمح بأداء دورها كما يجب .وعادة تستعمل في النوعين من األنشطة مباني هياكل حديدية مقاومة للعوامل املذكورة .ومن املباني أيضا ما يستعمل إلغراض إدارية كمكاتب ملختلف أعمالها ،ومصالحها املركزية والفرعية ،وهي بدورها تتميز بإعداد وتهيئة حسب االستعمال ،وهي أقل صالبة من النوعين السابقين كما أن املؤسسة تمتلك عادة مباني الستعماالت تجارية سواء في نفس النقطة أو موقع وجود إدارتها ،أو مركزها االجتماعي ،أو في نطاق بيع تزيد بعدا وتعدد من مؤسسة إلى أخرى ،وحسب اتساع نشاطها ،والذي قد يصل خارج بلدها األصلي . وكل هذه األنواع من املباني تدخل ضمن الوسائل األساسية لنشاط املؤسسة ،ويتأثر بها إلى حد بعيد .في حين أن هناك مباني أخرى قد تستعمل إلغراض اجتماعية للعمال ،أو مختلف مستخدمي وإدارة املؤسسة ،مثل مقهى أو مطعم أو غيرها . - 3اآلالت واألدوات :من أجل القيام بعملية اإلنتاج ،سواء املادية أو املعنوية و التجارية في املؤسسة عدد من اآلالت والتجهيزات و املعدات ،التي تستعمل في العملية التحويلية للمواد ،في عملية التكييف والتغليف مثال ،أو من أجل توفير الظروف العامة للنشاط مثل أجهزة التهوية والتسخين في مختلف املباني مكان نشاط املستخدمين أو اإلدارة ،أو محالت البيع ....الخ .و تختلف بطبيعتها ودرجة تطورها التقني من مؤسسة إلى أخرى حسب فرع و طبيعة نشاط املؤسسة ،و حسب التكنولوجيا املستعملة في النشاط و طرق اإلنتاج....الخ. و مع اآلالت و التجهيزات ،التي قد تكون ميكانيكية أو إلكترونية أو آلية ،خاصة مع دخول اإلعالم اآللي و أجهزة التحكم في بعض األنشطة ،مثل اإلستخراجية أو الطاقة وغيرها ،و مع هذه اآلالت عادة ما تستعمل باملؤسسة خاصة اإلنتاجية ،أدوات مساعدة في العمل منها ما يكون بسيطا أو متطورا تكنولوجيا مثل املطرقة ،و املفاتيح املستعملة يدويا إلحكام أو فتح البراغي ،و غيرها من األدوات كثيرة،وفيها ما قد أدخل عليها تحويالت و أصبحت نصف آلية لتخفيض القوه العضلية املبذولة من طرف املستعمل .و يمكن أن نضيف إلى التجهيزات و األدوات ،العناصر املستعملة في املكاتب مثل اآلالت الكاتبة ،أو أجهزة الكمبيوتر و مختلف وسائل الترتيب و التصنيف لألرشيف و الخزائن....الخ. ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ــــــ - 4وسائل النقل:تعد وسائل النقل من العناصر املستعملة في نشاط املؤسسة ،سواء للنقل الداخلي للمواد و األشخاص أو للنقل من و إلى املؤسسة ،و تزداد أهمية هذه الوسائل حسب درجة الحاجة و الضرورة التي تتميز بها ،فقد ال تكون وسائل نقل البضائع ،و املواد و املنتوجات من و إلى مؤسسة إنتاجية ،بنفس األهمية مع نقل البضائع من و إلى مؤسسة تجارية ،أو حتى مع أهمية هذه الوسائل لدى مؤسسة لنقل األشخاص و البضائع كنشاط أساسي أو وحيد فيها . - 5أصول مادية أخرى :باإلضافة إلى هذه العناصر من األصول،التي تتميز باالستعمال املستمر،أو ملدة عادة ما تزيد عن أكثر من دورة استغاللية فيها ،و هي بذالك تدعى استثمارات ،و تأخذ معناها من تعريف االستثمار اقتصاديا ،و هو كل قيمة أو مبلغ يستعمل إلنتاج قيم أو ثروة جديدة ،و يزيد عد دورات استعماله عن السنة أو الدورة الواحدة. باإلضافة إلى ما ذكر فهناك عدد من العناصر املستعملة في نفس املعنى ،من غالفات و أشياء مادية ،و كذالك مختلف املواد و البضائع و املنتوجات التي تستعمل ألغراض إنتاجية ،تجارية أو خدمية باملؤسسة ،و تتميز باستهالكها الفوري عكس العناصر السابقة ،وهي محور املوارد املادية . -) 2األصول النقدية و الشبه نقدية :في إطار نشاطها العادي ،تقوم املؤسسة بتوفير مبالغ في صورتها النقدية أو السائلة،أو في صورة مبالغ في حساباتها بالبنوك و مختلف املؤسسات املالية ،و هي تحت تصرفها في الوقت الذي ترغب فيه طبقا للمعامالت املتعارف عليها.و باإلضافة إلى العناصر السائلة ،هناك عدد من القيم و املبالغ التي تنتظر التحصيل في املستقبل حسب تواريخ استحقاق معينة، وهي ما ترتب عمليات البيع للعناصر املادية واملعنوية التي تقدمها املؤسسة للزبائن عامة في حالة عدم التسديد املباشر لها يبقى ذلك كحق لها يسدد حسب نظام معين و مسجلة حسابات املؤسسة ،أو على أساس أوراق تجارية تنتظر التحصيل في تواريخ استحقاقها ، وعلى الحاجة تستطيع املؤسسة خصمها لدى بنك صاحبها أو تظهيرها للغير . وهناك عدة أنواع أخرى من الحقوق بالنسبة للمؤسسة ناتجة عن استثمارها ألموال خارجها في صورة سندات أو أسهم بمؤسسات أخرى ،وعادة ما تشترى وتباع في السوق املالية أو البورصة وهي عناصر تستطيع املؤسسة استعادتها في الوقت الذي ترغبها فيه ،إذا كانت قابلة للتداول في السوق أو انتظار تاريخ استحقاقها في حالة العكس. وهناك أيضا ما ينتج عن معامالت املؤسسة في إطار التسبيقات للموردين ،في انتظار توزيع مشتريات معينة * وكذلك ما تقدمه املؤسسة للغير في صورة كفاالت األصول ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ــــــ التي تستأجرها من الغير،كاملحالت والسيارات وغيرها إذ تفيد هذه الكفاالت في تغطية ما يمكن أن يصيب هذه األصول من تدهور في حالتها املادية أساسا عند انتهاء عقد االستئجار. -) 3األصول املعنوية :من األصول التي تزداد أهميتها باستمرار ما يرتبط بجانب املعلومات و التكنولوجيا في صورة براءات اختراع أنتجتها املؤسسة بنفسها ،أو تم الحصول عليها بالشراء وهي تعني سواء املنتجات و تقنياتها ،أو تقنيات طرق اإلنتاج نفسها .لوظيفة البحث و التنمية للمؤسسة دور يزداد أهمية خاص في الوقت الحالي في عمليات تطوير هاذين الجنبين ،وفي حالة بيع نوع من األصول أو نتائج األبحاث التي تم تحقيقها باملؤسسة تخرج من هذه األصول . باإلضافة إلى العنصرين نجد مختلف العناصر املتــعلقة باملحل التجاري في جانبه املعنوي ،مثل العالمة التجارية ،اإلنتاجية ،االسم التجاري و غيرها ،وفي مجموعها يطلق عليها شهرة املحل وتتكون وتتأثر بالعديد من العوامل إبتداءا من نشاط املؤسسة و حجمه ، وموقعها املكاني وفي السوق أو نصيبها فيه واملحدد بقيمة رقم أعمالها ،إلى شخصيات أصحاب املؤسسة و مديرها ....الخ . وهيكل أصول عناصر املؤسسة يعطي صورة من خصائصها ونوع نشاطها ،وحجمه وطاقتها ،وفعاليتها ومحيطها و عالقتها مع املتعاملين معها وشروطها .ومن جهة أخرى فإن مخ ـ ـ ـ ـ ــتلف هذه املوجودات واألصول يتم مزجها باإلضافة إلى العمل ،كمدخالت طبقا ملقاييس وطرق إنتاج تقنية تسمح بتحقيق نشاط املؤسسة وهدفه في صورة املنتجات أو الخدمات ،التي تقدمها للمستهلك أو مخرجاتها . وقيمة هذه املخرجات تعتبر في جزء منها كقيمة تساهم به هذه األصول في تكوينها ،فاملواد واليد العاملة التي تستعمل في إنتاج منتوج ،أو خدمة معينة ،تحول قيمتها إليها كلية نظرا لالستهالك النهائي لهما فيها ،أما عناصر األصول التي تستعمل ألكثر من كآالت مثل ،أنها تتحول إلى املنتوج أو الخدمة أو السلعة ،بمقدار ماأستعملت فيه ،وفق نظام زمني محدد لالستهالك ،ويحدد به دوريا (سنويا) جزءا يخفض من قيمه التجهيزات واألصول الدائمة عدا األراضي وشهرة املحل عادة ،ليحسب في تكلفة أو قيمة املنتج . وهناك العديد من الطرق على أساسها يتم حساب هذا الجزء أو االهتالك ،نجدة عادة في كتب املحاسبة أو ما يرتبط باالستثمارات ( . ) 1ومنها طريقة االهتالك الثابت أو الخطي ،وتحسب بقسمة قيمة األصل الدائم على عدد السنوات املمكن ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ـــــ استعماله فيها ،ونحصل على قيمة أو دفعة اس ــتثمار ثابتة تحمل كل دورة تك ـ ـ ــلفة املنتجات . ولكل من األصول الدائمة إذا واملتداولة أو املستعملة لدورة واحدة ،دورة خاصة إذ الدورة االستغاللية تفوق الدورة االستثمارية ، كما أن عملية تقدير أو تقييم مختلف أصول املؤسسة تطرح العديد من املشاكل على املسيرين إذ تقيم على أساس تكلفة حيازتها بتاريخ الشراء ،والستعماالت عادة ما يعاد تقديرها . ومن جهة أخرى فان الرأسمال االقتصادي في صورة أصول تختلف مكوناته في املدة االستعمالية لها كما رأينا ،وهذا يفرض أو يجعل من الضروري توفير مصادر تمويل لها مقابلة لها في القيمة واملدة الزمنية ،وهو ما يطرح العديد من الجوانب في تسيير الهيكل املالي للمؤسسة ،وبعد هذا سوف نحاول التطرق إلى مصادر التمويل في الشكل الثاني لرأس املال في املؤسسة . املطلب الثاني: مصادر تمويل املؤسسة :تجد املؤسسة عادة أمامها عدة اقتراحات أو طرق وإمكانيات التمويل ،سواء عند انطالقها أو أثناء نشاطها بعد مدة ،وهذه اإلمكانيات بعد عرضها سوف تحاول تحديد العوامل التي تؤثر على املؤسسة عند اختيار إحداها أو بعضها .ومصادر التمويل يمكن تصنيفها حسب امللكية ،أو حسب الزمن أو حسبهما معا . -) 1مصادر التمويل حسب امللكية :طبقا لهذا التصنيف فاملؤسسة لديها إمكانية تمويل نفسها ذاتيا ،أو من مصادر خارجية . -) 2مصادر التمويل حسب الزمن :إذا تم ترتيب عناصر التم ــويل حسب هذا املعيار ،فنالحظ أن هناك أموال تستعمل لفترات أو ملدة طويلة أو متوسطة ،أي تزيد عن سنة إلى 5سنوات كمدة متوسطة ،وتزيد عن هذه املدة كطويلة ،إلى جانب األموال لالستعمال لدورة واحدة على األكثر وهي ملدة قصيرة . -) 3مصادر التمويل حسب املعيارين معا :التمويل الذاتي ،ثم التمويل الخارجي الطويل ومتوسط األجل ،ثم القصير األجل. ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ــــــ - 1مصادر التمويل الذاتي :أثناء نشاطها ،تقوم املؤسسة بحصر أعبائها ومصاريفهامقابل إيراداتها و إنتاجها من جهة أخرى لتحدد نتائجها املالية ،وبعد القيام بطرح مختلف األموال وااللتزامات تجاه الضرائب واملمولينمن خارجها ،تتحصل على نتيجتها السنوية الصافية ،واالهتالكات واملؤونات غير املحققة بعد تصفيتها ،ليتجمع ما يسمى بقدرة التمويل الذاتي للمؤسسة فهي إذن صافي النتيجة غير املوزعة واالهتالكات واملؤونات الصافية . و قدرة التمويل الذاتي تسمح بضم جزء منها إلى األموال الخاصة ،سواء إلى حصص املشتركة في حالة شركة أشخاص أو بإضافتها إلى أسهم الشركاء في حالة مؤسـسة أسهم ،أو بضمها االحتياطات في رأسمال املؤسسة .وهي في مختلف الحاالت وإن تركت ضمن نتائج التخصيص مثال قبل تخصيصها أو توزيعها ،تعتبر تمويال ذاتيا يسمح باالستثمار أو توسيع املؤسسة أو تغيير آلالتها و تجهيزاتها مثال ، وأيضا يعتبر كضامن لتسديد ديونها تجاه الغير .ولهذا فالتمويل الذاتي كعنصر داخلي يمثل محرك نمو املؤسسة ،وفي نفس الوقت يعمل على رفع استقالليتها املالية تجاه دائنها ،ويسمح لها برفع إمكانية حصولها على ديون في حالة طلبها ألنه يضمن التسديد . وإن كان التمويل الذاتي املرتفع يخفض من اللجوء عادة إلى قروض الغير ،و يخفف بذلك األعباء املالية التي يمكن أن تتحملها املؤسسة في حالة االقتراض ،فهو في نفس الوقت ليس بدون تكلفة نظرا ألنه إذا أستعمل في مساهمات أو مؤسسات أخرى جديدة كان لها مردود يزيد أو ينقص حسب عدة عوامل و ظروف .ومن جهة أخرى فإن عدم االهتمام بتوزيع األرباح على أصحاب األسهم قد يجعلهم أقل إقباال على املؤسسة ،وخاصة في حالة إمكانية تحقيق أرباح على أسهمهم في مؤسسات أخرى ،سوف نذكرها في حينها ،تتعلق بمردودية املؤسسة من جهة و بتكلفة األموال املقترضة من جهة أخرى. - 2مصادر التمويل الخارجي :يقسم التمويل الخارج ــي كما ذكرنا إلى جزئين :التمويل طويل و متوسط ثم التمويل قصير األجل . -) 1التمويل طويل و متوسط األجل :باإلضافة إلى مصادر التمويل الذاتي للمؤسسة هناك عدة مصادر أخرى للتمويل طويل و متوسط األجل ،و سواء فيما يتعلق بتكوين رأس املال أو ما يتعلق باقتراض يسدد بعد ذلك في مدة من سنتين إلى خمس سنوات كديون متوسطة األجل ،وفي مدة بين خمس سنوات فما فوق كديون طويلة األجل . ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ـــــــ ففي املؤسسات الفردية و شركات األشخاص يتم تكوين رأس املال و رفعه في حالة الضرورة بطرق أخرى ،مثل رفع قيمة الحصص بضخ أموال نقدية جديدة أو تقديم قيم بصورة أصول .وفي املؤسسات األموال أو املساهمة فباإلضافة إلى هذه اإلمكانية ،يمكن إصدار أسهم في السوق املالية ليشتريها مكتتبون ليصبحوا شركاء جدد في الشركة. كما أن كل من أنواع املؤسسات لها إمكانية االقتراض من الجهاز املصرفي ملدة طويلة أو متوسطة ،طبقا لشروط وقيود معينة ، بضمانات أو بغيرها ،و بنسب فائدة معينة .و ما يالحظ أن مؤسسات األسهم تطرح مشاكل في طرق التمويل سواء لرفع رأس مال بإصدار أسهم ،أوفي حالة اقتراض بإصدار سندات ،و لكل منها أنواع وميزات و فوائد و مزايا ،سوف نحاول تناول بعض منها . أ -التمويل بواسطة األسهم :السهم هو عبارة عن حصة متساوية من رأسمال شركة مساهمة ،يتم تقديم الحصة من طرف الشريك ألي شخص مكتتب مقابل الحصول على وثيقة تسمى سهم و تحمل قيمته االسمية ،وهي تختلف عن القيمة الحقيقية أو السوقية ، التي تحدد حسب العرض و الطلب في السوق املالية .و لألسهم عدة أنواع تجمع عادة في فرعين األسهم العادية و األسهم املمتازة . و السهم العادي يترتب لصاحبه ،باإلضافة إلى حقه في رأسمال الشركة ،عدة حقوق يضمنها له القانون وعلى رأسها الحق في الحصول على األرباح في حالة توزيعها ،كما يتحمل في املقابل نسبة من الخسائر بمقدار نسبة حصته في رأسمال الشركة ،ثم الحق في الجمعيات العامة للمساهمين ،إال أن هناك العديد من املساهمين بنسب صغيرة ال يحضرونها نضرا لضعف حقهم في التصويت في مختلف األمور املتعلقة باملؤسسة ،إبتداءا من اإلطالع على نتائج املؤسسة و ميزانيتها الختامية و املصادقة عليها ،توزيع األرباح ، تعيين أعضاء مجلس اإلدارة ،زيادة رأسمال املؤسسة بإصدار أسهم جديدة ،و له األولوية في االكتتاب مع الشركاء القدماء مقارنة بالشركاء الجدد ،وكذلك حق التفتيش و مراجعة سجالت الشركة في حالة إقرارها بالجمعية العامة و حق بيع األسهم التي يمتلكها في حالة األسهم الغير االسمية أو لحاملها ،إذ في األسهم االسمية إال يسمح بتداولها ...الخ. و باإلضافة إلى الحقوق السابقة فلصاحب األسهم املمتازة عناصر أخرى : -األولوية لتوزيع اإلرباح مقارنة مع أصحاب األسهم العادية . -تحديد حد أقصى ملقدار العائد الذي يمكن لصاحب األسهم املمتازة الحصول عليها . ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ــــــ -ليس هناك حقا دائما للتصويت لصاحب األسهم املمتازة. ولألسهم عدة مزايا مثل التخفيف من الخسارة إن وقعت بتوزيعها على عدد كبير من املساهمين ،وعدم التزام ثابت من طرف مؤسسة مثل ما على السندات والقروض املصرفية مثال . حامل األسهم ال يطالب املؤسسة باسترجاع أمواله ،بل إن أراد ذلك يطرح األسهم في السوق املالية . ويقابل هذا عدد من العيوب منها إمكانية شراء جهة واحدة أو مؤسسة لنسبة مرتفعة من األسهم وبالتالي التحكم فيها وتوجيهها ، وارتفاع تكلفة اإلصدار ملا لألسهم من أعباء وعموالت ،انخفاض الربح املوزع على األسهم في حالة زيادة عددها .......الخ . ب -التمويل بسندات :السند هو عبارة عن جزء من القرض تطلبه املؤسسة من السوق املالية بإصدار سندات يشتريها األشخاص أو املؤسسات بمختلف أنواعها ،ولصاحب السند املقرض (عكس املساهن في حالة شراء أسهم ) ،الحق في الحصول على أرباح بنسب ثابتة كل سنة واسترجاع قيمة السندات في الوقت املحدد لها ،ويحق له أيضا استرجاع قيمة سنداته قبل املساهم في حالة تصفية الشركة .........الخ. وللسندات مزايا وعيوب تنتج من طبيعتها ،وطرق وكيفية إصدارها وتسديدها وما تتحمل املؤسسة من جهة أصحابها ،وماال تتحمله منهم فمثال تسديد الفائدة الثابتة واملحددة مسبقا على السندات ،تعتبر في نفس الوقت كمزية مادامت ثابتة و محددة مسبقا ،و من جهة أخرى كعيب ألسهم تمثل قيد للمسير املالي يجب أخذه بعين االعتبار في برنامجه و تصرفه املالي....الخ. ج -التمويل بتأجير :يدعى التأجير التمويلي باتفاق بين املؤجر و املستأجر ألصول رأسمالية إنتاجية يملكها املؤجر ،وتبقى كذالك طيلة مدة اإليجار و يستفيد منها املستأجر بانتفاع كامل مقابل تقديم أقساط إيجار سنوي طيلة مدة العقد و قد ينتهي عند التأجير في إحدى الحاالت: -بعد االنتفاع الكلي باألصل املؤجر حتى نهاية مدة العقد يعود إلى املؤجر ،يبيعه أو يؤجره مرة أخرى للغير ،و هذا عقد التأجير لفترة واحدة. -في نهاية مدة اإليجار يتم شراء األصول بقيمتها ،و هو ما يسمى بعقد االعتماد بالتأجير و الشراء . -تجديد عقد اإليجار ملدة أخرى و بقيمة تأجير أقل ،و هذا يسمى بعقد تأجير ألكثر من فترة. و لعقد التأجير التمويلي عدة خصائص ،مزايا و عيوب مثل غيره من الطرق في التمويل. ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ـــــ -) 2التمويل قصير األجل:هناك العديد من مصادر التمويل القصير األجل ،و عادة ما يأخذ شكل قروض مصرفية بين املؤسسات و البنوك األولية أو الحصول على مواد و مشتريات من املوردين دون التسديد في نفس الوقت بل يتم ذالك بعد فترة في حدود معينة (تتراوح قانونا بـ 90يوم) و هي موارد تمويل دون فوائد معتبرة ،و بشكل عام فمصادر التمويل قصير األجل تتوزع إلى : أ -القروض التجارية بين املؤسسات :و هو ما يتم بين املؤسسة و املورد،و هو ما يتعلق و االستعماالت قصيرة األجل.و تلجأ إليه املؤسسة في حالة عدم وجود أموال كافية أو من أجل االستفادة من هذه الطريقة ،في إطار عدة عوامل مؤثرة و طبيعة السلع و األشياء و حركتها ....الخ .و قد تكون هذه الطريقة على أساس التسجيل حسابات املوردين في سجالت املؤسسة ،أو مقابل حصولها على أوراق تجارية قابلة للدفع في تاريخ محدد. ب -القروض املصرفية :تقدمها البنوك التجارية للمؤسسات مقابل فائدة بمعدالت متفق عليها و يتم تسديدها خالل فترات ال تزيد عن السنة ،وهناك نوعين من القروض مضمونة و غير مضمونة. والقروض غير املضمونة يشترط عادة في تسديدها أن ال تزيد عن السنة ،وهي في الحاالت تكون على شرط خطوط قرض ،أي حصول املؤسسة باستمرار على مبلغ من األموال متفق عليه ما دامت تسدد ما سبق اقتراضه في الوقت املناسب واملتفق عليه باستمرار ،ولتفادي إعادة املفاوضات والعقود املنفردة ....الخ .وفيه بعض الشروط مثل إبقاء نسبة معينة في حساب املؤسسة بالبنك . أما القروض املضمونة ففيها يعمل البنك على طلب ضمانات نتيجة لعدد من العوامل ،مثل الحاجة إلى األموال باستمرار من طرف املؤسسة ،وخاصة في مواسم معينة ،أو تكون املؤسسة عرضة لنسبة من الخطورة أكبر من العادية أو حالة ضعف وضعيتها املالية ...الخ.والضمان عادة يكون بأحد عناصر األصول كرهن .وفي حالة توقف املؤسسة عن الدفع يبلع األصل ويغطي به البنك قرضه والباقي يعود إل ـ ـ ـ ــى املؤسسة .والضمان قد يعطي فرصة أحيانا للمؤسسة للحصول على أكبر قدر من القرض ،وفي نفس الوقت يمثل مصدر اطمئنان للبنك . ج -قروض من جهات أخرى:قد تأخذ املؤسسة قروضا في أشكال متعددة في إطار نشاطاتها في صورة تسبيقات من الزبائن ،أو خصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم أوراق تجارية قبل وقتها ...الخ. ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ــــــ و املالحظ أن في مختلف طرق و إمكانية التمويل،سواء لرفع رأس املال أو االقتراض القرار أو االختيار الذي تتخذه املؤسسة في ذالك يتأثر بعدة عوامل منها على الخصوص: -مالئمة املصدر مع حاجة التمويل :باعتبار أن األموال املحصلة سوف تستعمل في أحد األصول،و هذه األخيرة تتميز باختالف مدة استعمالها ،و لهذا فبالضرورة يجب أن يتقابل املصدر التمويلي في قيمة و في مدة االستعمال،فمدة استحقاقه ال يجب أن تكون أقل من مدة استعمال األصل بطريقة تسمح بتسديد القرض بعد تحصيل األصل في صورة نقدية ،طريق االمتالك أو اإلنتاج ثم البيع مثال في حالة املنتج . -الهدف من التمويل و عالقته بالتحكم في توجيه و قرارات املؤسسة:فهناك فرق بين رأس املال بتمويل ذاتي ،أو بزيادة أسهم من أطراف خارجية ،أو اقتراض من بنك ،أو بواسطة سندات .وإذا كانت طريقة السندات ال تمثل تدخال في اإلدارة فإن هذا التدخل يظهر أكثر األسهم مثال. -مستوى مردودية املؤسسة داخليا:إذا كانت نسبة مردودية املؤسسة الداخلية تزيد مستوى معدالت الفائدة املطبقة في السوق املالية ،أو املصرفية فإنها تستفيد من االقتراض و تحقق أرباحا باستعمال أموال خارجية بعد تسديدها مع فوائدها ،و هو ما يدعى بمبدأ الرافعة () principe du levierو العكس ابتداء من التساوي بين نسبة الفائدة التي تقترض به معدل املردودية فال يصبح في صالح املؤسسة االقتراض إال في حاالت قصوى يمكن أن تغطي الخسائر فيها بجوانب أخرى أو سنوات قادمة . -الدخل املقدم للسندات أو األسهم :خاصة في حالت تحسن وضعية املؤسسة العوامل التي تجعل إصدار األسهم أو السندات بشكل سهل ويحقق الهدف. وهناك أيضا عامل مهم ،وهو الخطر الذي يمثله إصدار السندات أو أسهم ممتازة مثال،بحيث يكون ألصحابها األولوية في الحصول على أموالهم وفوائدها في حالة التصفية أو انتهاء املؤسسة. باإلضافة إلى املالئمة في التوقيت الذي يعد من القيود التي تعمل فيها املؤسسة،إذ اقترض قيمة أو مبلغ كبير في وقت ال نحتاجه فيه يكلف املؤسسة أعباء مالية،وبالعكس في حالة القبول بإجراءات للحصول على أموال بطريقة ال تمكننا من تحصيلها إال بعد فوات وقت الحاجة إليها . ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ـــــ وهكذا نالحظ أن املوارد املالية تعتبر بالنسبة للمؤسسة ذات أهمية كبيرة ،سواء في وجودها أو استمرارها و نموها .إال أن و رغم الحديث عن الجانب املالي ،فهو ليس الوحيد املتحكم في نمو املؤسسة ،و استعمال مصادرها املالية ،إذ هناك عدة عوامل اجتماعية و اقتصادية مرتبطة بالسوق مثال وغيرها ،لها دخل و تأثير في قرارات و سياسة التمويل باملؤسسة ( .)2و بعد هذا سوف تحاول التطرق إلى مورد آخر ال يقل أهمية عن األموال و هو املورد من املواد األولية ،أو مادة العمل . املب ـ ــحث الثاني : / 2مادة العمل(الطبيعة) :املواد التعامل بها في املؤسسة االقتصادية تعتبر من عوامل اإلنتاج أو املوارد األساسية التي لقيت اهتماما من االقتصاديين في نفس الوقت مع رأس املال و العمل و سوف نتعرض هنا إلى عدد من العناصر الخاصة بهذا املورد . - 1تعريف مادة العمل :وهي تعبر عن مجموعة املواد األولية املستعملة في اإلنتاج ،و قد تكون على شكلها الطبيعي الخام ،أو قد خضعت إلى تحويالت سابقة في مؤسسات أخرى ،فقد تكون الصوف الطبيعي في صناعة الخيوط النسيجية ،أو كالخيوط في صناعة النسيج ،و قد تختلف درجة تحويل هذه املواد فدرجة تحويل الخيوط مثال بالنسبة للنسيج ليست كدرجة تحول النسيج بالنسبة إلنتاج األلبسة .إال أنه و بشكل عام فأي مادة تأتي من خارج املؤسسة لتدخل في عملية اإلنتاج فهي من املواد األولية ،و بالتالي عن مادة العمل مهما كانت درجة تحولها ،وهي تعبر عن املواد األساسية التي تدخل في تكوين املنتوج ،كما أن هناك مواد أخرى ال تدخل في التكوين األساسي للمنتجات فهي إذن مواد مساعدة مثل مواد الصيانة و الطاقة لآلالت .و يرمز عادة لهذه العناصر باألرض و الطبيعة .وفي املؤسسة االقتصادية تلعب املواد األولية دورا مهما ،و كذلك مختلف عناصر املخزون من قطع و أجزاء مصنعة من املنتوج النهائي ،سواء تحصل عليها من الخارج أي نشتريها من مورديها ،أو التي تصنعها داخليا و تدعى في هذه الحالة نصف مصنعة ، باإلضافة إلى املنتوجات التي قد تتحصل عليها املؤسسة في العملية اإلنتاجية عامة مثل الفضالت و املنتوجات ذات العيوب أو املهمالت ،إلى جانب املنتـ ــجات التامة الجيدة واملوجهة إلى املخازن في انتظار االستعمال الداخلي أو البيع . ــــــــــــــ و إلى جانب هذه العناصر فهناك البضائع التي نجدها عادة في املؤسسات التجارية ،و سوف نتعرض إلى هذه األنواع من املخزون و أهميتها فيما يلي . - 2أنواع املخزونان في املؤسسة االقتصادية :لقد تم تصنيف املخزونات والعناصر املادية التي تمثل مادة العمل لدى املؤسسة وفق عدة معايير ،و إذا اعتمدنا التصنيف حسب املخطط الوطني للمحاسبة الذي يفيد في عدة جوانب اقتصادية و تسييرية باملؤسسة ، فاملخزونات تنقسم إلى : أ -البضاعة :تطلق تسمية بضاعة حسب املخطط الوطني للمحاسبة على العناصر املادية من األشياء التي يتم الحصول عليها من عملية شراء بغرض إعادة بيعها على نفس شكلها املادي األساسي ،فهي ال تخضع لتحويالت مثلما يحدث في العملية اإلنتاجية .و تأخذ عدة صور حسب فروع النشاط التجاري للمؤسسة مثل تجارة املواد األولية املختلفة ،سواء في طبيعتها الخام أو املحولة إلى درجة معينة ،أو مواد البناء بمختلف أنواعها و مصادرها الطبيعية ،أو املحولة ،أو الحديدية .أو ذات االستهالك النهائي املباشر مثل الخضر والفواكه ،و املواد األخرى املستعملة للغذاء كمعلبات مصبرة أو غير مصبرة و غيرها .أو األلبسة التي تتميز بدورة إستعمالية أطول نوعا ما ،و إلى األجهزة الكهرومنزلية املختلفة و السيارات ووسائل النقل املختلفة ذات االستعماالت التجارية و الخدمات ،أو ذات االستعماالت الفردية السياحية .و هناك العديد من أنواع وسائل النقل و الجر والتجهيزات املتحركة املستعملة في مختلف القطاعات االقتصادية .و كذا البناءات و املحالت التي تشتريها املؤسسة بغرض إعادة بيعها .و كل هذه األشياء تجمع ضمن البضائع أو السلع نظرا الستعمالها لهدف تجاري في السوق . وقد تقوم املؤسسات ببعض العمليات البسيطة مع البضائع ،خاصة فيما يرتبط باملواد الكيميائية أو الغذائية ،مثل إعادة تكييف في علب و غالفان بكميات قابلة للشراء لكل املستهلكين كأسر ،انطالقا من كميات كبيرة في صناديق أو حاويات يتم شراءها أو استيرادها من مؤسسات أخرى لغرض تجاري . ب -املواد واللوازم :بعكس البضاعة فإن املواد واللوازم تجمع كل األشياء املادية ذات املصدر الخارجي عن املؤسسة ،يتم حيازتها لغرض التحويل ،أو االستعمال في ميدان اإلنتاج أو الخدمات ،فالفالح باملزرعة كمؤسسة يشتري من املؤسسة املتخصصة في بيع مختلف املواد التي يستعملها في الزراعة أو في تربية املواشي و متابعتها الصحية حتى إعطائها املنتوج التام القابل للتسويق . ـــــــــــــ فاألسمدة والبذور واألدوية والعلف وغيره من املستلزمات تعتبر من مدخالت اإلنتاج للمؤسسة الفالحية في حين تعتبر األرض واملاشية التي تستعمل للوالدة والحليب كاستثمارات أما التي تستعمل للتسمين والبيع كمواد أولية سوف تعطي منتجا وهو املستوى الذي تصل إليه عند البيع . كما يمكن تعميم نفس املنطق على مختلف القطاعات الصناعية حيث كل عنصر مادي يدخل ضمن تكوين صلب للمنتجات يعتبر كمواد أساسية ،أما املواد والعناصر التي تكون مساعدة الطالء أحيانا ،البراغي واللصاق والطاقة فهي تدخل في مكونات اإلنتاج بشكل غير مباشر ومساعد فتدعى لوازم أو مواد مستهلكة وهي نفس امليزة التي تعطى للعناصر في الصيانة من مواد تنظيف وقطع غيار وغيرها . أما في مجال الخدمات فإن املواد املستعملة قد تأخذ معنى أو وضعا يختلف عن ما وجد في القطاع الصناعي ،فقطاع الخدمات يقدم منتجات غير مادية وهو اليعني عدم استعمال أشياء مادية فمختلف اللوازم املرتبطة واملستعملة في مكاتب مؤسسة دراسات مثال كالورق و األقالم وغيرها من العناصر الضرورية لنشاطها ،بخالف التجهيزات والبرامج في األقراص اإلعالم آلية التي تعتبر كأصول ثابتة تستهلك لعدة سنوات .كما أن أي فندق أو مطعم يستعمل لتقديم خدمات عدة مواد ،ابتدءا من املواد الغذائية املختلفة ، واملواد املستعملة في التنظيف واالستهالك اليومي باإلضافة إلي الطاقة واملياه ......الخ . ج -املنتجات قيد اإلنتاج ونصف املصنعة :في إطار العملية اإلنتاجية تتحصل املؤسسة على منتجات تحت االنجاز عند توقف العملية ،فمثال في نهاية يوم أو فترة معينة من اإلنتاج قد ال تنتهي املنتوجات تماما في عملية التحويل ،بل يبقى البعض منها في إحدى مراحل العملية ،ابتداءا من دخول املواد األولية إلى العمليات األولى عليها وحتى نهاية املنتوج تماما .ووجود املنتوجات قيد الصنع أو التنفيذ في املصنع أو الورشة يكون حسب طبيعة املنتوجات قيد الصنع في حالة اإلنتاج الذي يمر على مراحل متعددة ،ويمكن أن يتوقف في إحداها دون التأثير أو التغيير في طبيعتها (مثل ما في املواد االستهالكية سريعة التلف) ،وكذلك في حال اإلنتاج بالطلبيات ، وفيها نجد أن املؤسسة كما الورشة تخصص متسعا من املكان لوضع املنتجات قيد الصنع ،في انتظار إنهائها في مرحلة أحرى ،و هذا التخصيص يتم ضمن عملية إعداد و تنظيم املصنع و الو رشات قبل انطالق العمل . ـــــــــــــ كما نجد باإلضافة إلى هذا النوع من املنتجات ،منتوجات قد وصلت إلى مرحلة محددة،ويمكن تناولها أو بيعها استثنائيا على ذالك الشكل،إال أن استعمالها العادي هو في تكوين املنتوج التام الذي تنجزه املؤسسة ،و فيه عدة إمكانيات ،فقد يكون املنتوج نصف املصنع في صورة منتوج كهر ومنزلي ،أو قطع أســاسية داخلية فيه ،و في نفس الشيء نجده في صناعة السيارات وإنتاج األثاث و غيرها . د -املنتوجات التامة :في نهاية الدورة اإلنتاجية تكون املنتوجات جاهزة للبيع و في مرحلة انتظاره يدخل املخازن،أو في عدة حاالت قد يستعمل املنتوج املعني داخليا في املؤسسة أو في إحدى فروعها األخرى إلنتاج منتوجات قد تكون في نفس التخصص أو في تخصص مخالف لهذه الحاالت،تكون في املؤسسات املتركزة في شكل تروست أو املؤسسات متعددة الجنسيات و الفروع املتعددة سواء في نفس البلد أو في بلدان مختلفة،و عادة ما تستعمل املقاولة من الباطن أو ما تنتجه مؤسسات تونسية للصناعة الفرنسية أو في التايوان للمؤسسات األمريكية. وحسب نوع املؤسسة و طبيعة نشاطها و فرع هذا النشاط أو قطاعه األول ،الثاني أو الثالث ،يحدد املنتوجات التامة ،فقد تكون في صورة قمح أو حليب أو حيوانات أو مواد خام محولة إلى درجة معينة أو صورة منتجات غذائية مصبرة جاهزة لالستعمال،أو في صورة أوراق أو غالفات أو قارورات أو سيارات أو أجهزة إلكترونية ....الخ. و -الفضالت و املهمالت:أثناء عملية اإلنتاج يتم الحصول على عدة منتوجات مرافقة قد تنتج من عدة أسباب منها ما يعتبر عيوبا و أضرارا في املواد األولية مفصولة أو قطع نتجت عن التقطيع للحصول على الشكل و األطوال املالئمة ،أو عن التبذير...الخ. و هذه العناصر تتخذ طبيعة املواد األولية املستعملة في اإلنتاج ،سواء في الصناعة أو الفالحة أو الخدمات ،و قد تكون مادية أو غازية أو سائلة ،و تدعى بالفضالت. و قد تتحصل املؤسسة على منتوجات تامة أو نصف مصنعة ولكنها ذات عيوب أو أضرار واضحة تفصل أثناء الفرز و املراقبة للمنتجات عن العناصر الجيدة ،و قد يعاد تحويلها أو إصالحها أو بيعها كما هي ،و تدعى هذه املتوجات باملهمالت.ورغم عدم الوضوح أحيانا في محتوى املهمالت و الفضالت لدى البعض نظرا للتعقيد و التشابه في عدة جوانب منها ،وفي طرق املعاملة قد يأخذ ـــــــــــــ منتوج معين مكان الفضالت في حالة املواد الكيميائية أو السوائل أو العكس ،و املؤسسة عادة تضع حدودا معينة مسموح بها ملستوى الفضالت و املهمالت مثل % 5من حجم أو مواد أو عدد املنتوجات أو أكثر أو أقل ،حسب عدة عوامل مثل طبيعة املواد و املنتوجات املتعامل بها ،و تكنولوجية اآلالت و طريقة اإلنتاج املستعملة ،درجة تكوين املستخدمين،نوعية املواد ،وزن املؤسسة في السوق....الخ. وهي عناصر تدرس و تؤخذ بعين االعتبار في وضع التقديرات الخاصة باإلنتاج وبنسبة الخطأ أو الفضالت و املهمالت املسموح بها. املطـ ــلب الث ـ ــالث : - 3أهمية املوارد أو املخزونات في املؤسسة االقتصادية :على ضوء اإلطالع على مختلف مكونات عناصر املخزون التي تتعامل معه املؤسسة ،و التعقيدات التي تتميز بها حسب مختلف القطاعات االقتصادية ،نالحظ درجة األهمية التي تتمتع بها هذه املخزونات و الوزن الذي يمثله نشاطها فهي تحدد إلى حد بعيد أهم جزء في تكلفة املنتوج باختالف أنواعه ،و تؤثر بذلك سعر البيع و إيراداته ، فقد تصل نسبة تكلفة املواد في سعر املنتوج إلى % 25أو حتى إلى 70و % 80حسب املنتوجات و املواد و طبيعتها ،و كذا حسب فرع النشاط .ففي القطاع التجاري ترتفع النسبة في سعر بيع البضاعة أحيانا ،إذا لم تستلزم النقل ،و ما يرتبط بعملية التخزين و التسويق و غيرها بنسبة كبيرة ،و العكس في حالة املنتوجات التي تستعمل تكنولوجيا مرتفعة فترة فيها تكلفه اآلالت املستعملة في التحويل ،و تكلفة اليد العاملة التي تستوجب التكوين املتخصص و درجة مراقبة و دقة و متابعة عالية ،في حين تنخفض نسبة املواد األولية فيها نتيجة لذلك . و من جانب آخر فإن عناصر املخزون ،سواء املشتراة من خارجها أو التي يتم إنتاجها داخليا تلعب دورا في عملية تحديد و تنظيم أنشطة فروع املؤسسة ،و طريقة مراقبتها و إدارتها ،و كذلك تستعمل عدة أدوات تقنية في عملية متابعة هذه املخزونات للعمل على التحكم في حركتها و تكاليفها التي تؤثر على اإليرادات العامة للمؤسسة و أرباحها ،نظرا ألنها تعبر عن تكاليف رقم أعمالها ،و في نفس الوقت من أصولها في موجوداتها كما ذكرنا سابقا ،و هذه العناصر سوف نتطرق إليها في جزء إدارة املخزونات .و سوف نتطرق بعد هذا إلى املوارد البشرية في املؤسسة . ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ــــ املبحث الث ـ ــالث : / 3العمل و املوارد البشرية :من املوارد األساســية و املؤثرة في حياة املؤسسة ،ليس فقط بتكلفتها و نوعيتها كما في املوارد املادية و املعنوية ،بل أيضا تؤثر بعدة جوانب معنوية و اجتماعية في نتائج املؤسسة ،و في توجيه هذه األخيرة و تغيير أهدافها في حاالت معينة ...الخ ،و كل هذا ينتج الخصائص الخاصة به مقارنة باملواد األخرى ،و سوف نتعرض للبعض من هذه العناصر في هذه الفقرة إبتداءا من التعريف . املطـ ــلب األول : - 1تعريف العمل :و هو ذلك النشاط الواعي و الهادف ،املبذول في عملية اإلنتاج أي في استعمال أدوات اإلنتاج من أجل تحويل مادة العمل ،فال يمكن إذن أن نتصور عمال خارج عملية اإلنتاج املادية و املعنوية ،وفي نفس الوقت العمل قد يكون عضليا أو فكريا . ويرى االقتصاديون و االشتراكيون أن العمل هو صورة عنصر أساسي و هو قوة العمل التي تكمن في ذات أو جسم اإلنسان بحيث تظهر عند إنفاقها في صورة عمل و يعرفها ماركس " :تحت هذا االسم يجب أن تشمل مجموعة من الطاقات الجسمية و الفكرية املتواجدة في جسم إنسان ،و التي يجب أن يجعلها حركة لكي ينتج أشياء نافعة ". كما أن هؤالء يرون إن أساس عملية اإلنتاج وإنشاء املنفعة أو تكوين منتوج معين هو من العمل البشري الحسي الذي يحرك عوامل اإلنتاج األخرى .أي بدونه ال يمكن أن تتم عملية اإلنتاج ويستنتجون حسب هذا التحليل أن عوامل اإلنتاج األخرى خاصة أدوات العمل ما هي إال عمل متراكم سابق (ميت) ،وهذا يعني أن أصل كل إنتاج أو خدمة هو عمل بشري فأساس النشاط االقتصادي هو العامل البشري وهو صانع الخيرات بمختلف أنواعها ،في حين أن رب العمل في املؤسسة الرأسمالية ما هو إال مستغل فهو قد جمع رأسماال بواسطة االستحواذ على فائض اإلنتاج (القيمة) ،الذي قدمه العامل في دورات إنتاج وتحويل السلع إلى نقود ثم إلى عوامل إنتاج ما هو إال جزء من حق العامل الذي حرم منه وأن رأس املال أو أدوات اإلنتاج ال حركة لها وبالتالي فهي ال تنتج قيما .وهكذا يتوصل ماركس بعد مقارنات إلى أن استغالل العامل يكمن في عملية اإلنتاج الرأسمالية . ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ــــــ إال أن الرأسماليين يرون أن رأس املال هو العنصر األساسي في عملية اإلنتاج وبالتالي في تكوين املؤسسة مما يخول له بشكل منطقي االستحواذ على أكبر جزء من عوائد عملية اإلنتاج بعد طرح أعباء العناصر األخرى ومنها العمل في صورة أجور . وهذا يؤدي إلى أن هناك تضاد بين العمل ورأس املال سواء لدى أصحابها ،وهذا ما أكده أحد كبار ومؤسسي نظرية الرأسمالية " " David Ricardoحيث قال أن :األجر والربح في املؤسسة الرأسمالية يتناسبان عكسيا فيما بينهما ،ومجموعهما يكون نت ـ ـ ـ ــيجة عملية اإلنتاج وبالتالي فان رفع أحدهما يؤدي إلى انخفاض الثاني .وبالطبع فالرأسمالي هو صاحب السلطة في املؤسسة ،وهو الذي يفرض رغبته ويعمل على تخفيض األجر أو قيمة شراء قوة العمل إلى أدنى مستوى ،وهي قيمة الوسائل االستهالكية املادية واملعنوية التي تسمح باالحتفاظ على هذه القوة وتجديدها دون السماح لها بالخروج من ضغوطه . من جهة أخرى نجد هذا التضاد والنفور بين العنصرين في حالة إدخال أدوات أو وسائل اإلنتاج جديدة ،مما يؤدي إلى التخلص من عدد من العمال وهذا ما لوحظ منذ القدم خاصة أثناء الثورة الصناعية في أوربا .كما قد يؤخذ العامل مكان اآللة في حالة التخلص منها وذلك بسبب ارتفاع قيمتها أو بسبب سياسة املؤسسة التي تستعمل طرق إنتاج أكثر استعماال للعمال . إال أن التطور السريع في املايكرو إلكترونيك قد أدخل جذريا اإلعالم اآللي واآلالت األوتوماتيكية إلى املؤسسات وفرضت نوعا معينا من التنظيم ،وكذلك سيطرت على حرية العمال من ناحية التكوين واستعمال هذه اآلالت وكذلك أخرجت الكثير منهم إلى خارج دائرة نشاط املؤسسة ،وهذا ألنها تستجيب إلى رغبات املؤسسة بصفة عامة في عملية اإلنتاج وارتفاع املردود والسرعة والتنظيم الجيد . امل ـ ــطلب الثانـ ــي : - 2خصائص العمل البشري :لقد تطرق إلى عنصر العمل العديد من االقتصاديين واملتخصصين في اإلدارة والتنظيم بمختلف اتجاهاتهم وأزمان وجودهم خاصة في هذا القرن .وكل من تطرق إلى مفهوم العمل يمكن أن نستخلص ميزات مشتركة ناتجة عن جوهرهوعالقته باملحيط واإلنسان الذي يقوم به : -أن العمل يعبر عن بذل جهد عقلي وفكري لغرض تحقيق أو تحصيل على مقابل وهو يتخذ أشكاال وأنواعا. ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ـــــ -إن العمل نتيجته تقديم أشياء أو منتوجات ذات قيمة وتختلف طبيعتها باختالف طبيعة العمل املقدم واملوارد املستعملة فيه وهي املنتجات املقدمة إلى االستعمال البشري . -يخضع العمل إلى إحصاء أو قياس وهو عنصر مالزم له لعدة أسباب منها ما يزيد بتقديم الذي يقابله وقد أخذ صورة الزمن املنفق في عملية العمل من أجل اإلنتاج أو األمر ليقيم هذا الجهد فيما بعد بقيم نقدية وغيرها . -باعتباره ظاهرة اجتماعية ،فالعمل يرتبط بشكل مباشر بتنظيم املجتمع،بواسطة ما يسمى بتقسيم العمل و تنظيمه. -يأخذا لعمل ميزة أخالقية ،تزيد أو تنقص ،أو تأخذ قيمتها حسب ما يتخذه هذا الجانب لدى املجتمع ،و يرتبط بالجانب الثقافي القيمي للمجتمعات . -يتميز العمل و العامل بالتعقيد و اعتبار العملية نتيجة حاصلة لتجمع عدد من الجوانب النفسية ،االجتماعية ،االقتصادية ،و غيرها داخل اإلنسان الذي يقوم بها،و للظروف املحيطة بهذا اإلنسان . -مع تطور التكنولوجيا و طرق تنظيم املؤسسات و التطور الحضاري لإلنسان تتغير درجة ارتباط اإلنسان ككائن حي باآللة .فبعد أن كان يقوم بالعمل مجردا من األدوات ،أصبحت هذه األدوات الوسيط بينه و بين املواد أو املوضوع الذي يقع عليه العمل ،ثم أخذت اآللة مكان األداة اليدوية البسيطة بعد ذالك .و يزداد تعقيد العمل بتالي بتعقيد اآللة و دورها في العمل . -وبتدخل القوانين و التنظيمات املفروضة من طرف األنظمة و الدول و كذالك دور النقابات املتزايد في هذا املجال يزيد من تعقد و تشابك موضوع العمل . ولكل هذا أصبح العمل اليوم ال يمكن أن يغطيه نوع من الدراسات أو العلوم بل مجاال خصص لكثير من العلوم و املناهج في التطرق إليه .مما يزيده ثراء و توسعا بعد أن كان حكرا على املتخصصين في العلوم االقتصادية .وقد أعطت النظريات النفسية و السوسيولوجية دفعا قويا لفهم العمل وطبيعته ومن خالله فهم العامل وتوفير الشروط الضرورية لنجاح املؤسسة في استغالله ،بعد أن عملت املدرسة الكالسيكية في اإلدارة ملدة طويلة على إلغاء الضوء على جوانب من العمل وخاصة ذات العالقة بالجوانب الكمية و القياسية . ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ـــــ املطل ــب الثال ـ ــث: - 3العمل لدى مفكري اإلدارة :بإلقاء نظرة سريعة على ما لدى بعض الكتاب في اإلدارة يمكن أن نكتشف اهتمام كل منهم بموضوع العمل ضمن اتجاههم العام. فمن بين تعريفات املنظمة أو املؤسسة نجد H.SIMONيعتبر هذه األخيرة نظاما متوازنا لقي مساهمات في صورة رأسمال و جهد و يقدم باملقابل عوائد لهذه املساهمات .و من بين العائدات و الفوائد صنف عددا من الحوافز املادية و الغير املادية بدءا باألجر إلى املراكز أو املناصب ومنها الترقية و غيرها . أما WEISفتتميز لديه املنظمة بأربعة خصائص أساسية: -شبكة من األفراد يمارسون وظائف. -ارتباطهم املسؤول بنشاطاتهم الوظيفية املحددة تماما و املصورة إجماال. -هدف يعمل الجميع من أجل تحقيقه. -نظام عالقات ثابت ،و متناسق بين الوظائف في إطار تنظيم هيكلي معين. أما T.CAPLOمن جهته قد اعتبر املنظمة":كوحدة جماعية تظم مجموعة أو أكثر و يسودها نظام يحدد مراكز أعضائها و يفرض عليها برنامج عمل مسبقا"،أما الجماعة املنظمة فهي":الجماعة االجتماعية املستقرة التي يمكننا التثبت من هوية أعضائها دون أي التباس". وفي كال التعريفين األخيرين نالحظ الدور العام املعطي لوجود العمال و األفراد و ضرورة تنظيمهم وعملهم في إطار موجه نحو تحقيق أهداف معينة .و هو نفس الشيء الذي نجده لدى BAKKE ET ARGYRISالذين يعتبران أن املنظمة هي عبارة عن : مجموعة من األفراد ،مجتمعين مع بعضهم البعض لحل املشكالت و معتمدين على بعضهم البعض في هذا الحل يستخدمون موارد بشرية و مادية و طبيعية لتحقيق أهداف شخصية و جماعية بواسطة سلوك منظم و الذي يمكن وصفه بأنه: -نظام لعمليات أساسية مرتبط بعضها ببعض مدعمة بمواصفات و قواعد و بضمانات أخرى وهي ما يمكن أن تسمى"روابط النظام ". -نظام األدوات واألدوار املت ــباينة مدعم باملواصفات ،والقواعد والضمانات األخرى . -بطرق تحمل "الفردية " كما تبينها وتدعمها الئحة املنظمة . ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ــــــ -في ظروف طبيعية واجتماعية موفرة لها الفرص لصيانة املنظمة ،وتحديد أهدافها وأهداف العمال فيها . هذا بشكل عام عن املؤسسة وعالقتها والعمال فيها ،أما فيما يتعلق بالتطرق على وجه الخصوص إلى العمل في املؤسسة فيتضح أكثر من خالل مختلف أفكار املتخصصين في اإلدارة بداية من املدرسة العلمية لإلدارة أين ركزت على العمل في مجملها ،وعلى رأسهم تايلور الذي دعا إلى استعمال اإلدارة العلمية في املؤسسة ،واالختيار العلمي ،وتطوير معارف العمال وتدريبهم ألداء نشاطاتهم بشكل أكثر مرودية ،وكذلك تقسيم العمل داخل املؤسسة وتنظيمه باإلضافة إلى الفصل بين اإلدارة والعمال في املؤسسة . وأهم عنصر في اإلدارة حسب تايلور هو " فكرة الوظيفة " " ،فعمل كل فرد مخطط تخطيطا كامال بواسطة اإلدارة يوما مسبقا على األقل ،وفي معظم الحاالت يتسلم العامل تعليمات مكتوبة كاملة ،تشرح بتفصيل العمل املطلوب منه " . وهو ما يدعو إلى تصنيف املناصب في املؤسسة وتوزيعها على العمال وفق قدراتهم وإمكانيتهم " :إن كل عامل يجب أن يعطى له أعلى مستوى من العمل يناسب قدرته وحالته الجسمية " .كما اقترح في كتابه عن اإلدارة نوعا من األجرة واملكافأة عن العمل الذي يقدمه العامل زيادة عن مستوى معين ،وهو نظام األجرة الذي عرف باسمه إلى اليوم والذي يدعو من حالله العامل للتخلي عن تكاسله حسب ما يعرفه تايلور . وقد اهتم كل من جلبرت فرانك ،وهنري غانت ،بالعامل وحركاته في املؤسسة ،وضرورة تسلسل خطوات العمل ،ومعرفة أحسن الظروف للعامل .وقد حدد غانت خرائط العمل التي تبين ما إذا قام العامل بعمله اليومي املطلوب أم ال ،وهو بذلك يضع نوعا من أساليب الرقابة على العمال وحركاتهم ،بواسطة التقرير للشيء الالزم منها مسبقا ،ويقارن مع الشيء املحقق فعال . ويأتي فايول في نفس الفترة ليقدم املبادئ املشهورة ( 14مبدئ ) عن اإلدارة ،إذ يتجه فيها إلى اإلطار العام لإلدارة وتنظيم وظائف املؤسسة ،وبالتالي يكمل نظرية تايلور حول أساليب اإلدارة ومتابعة العمل على مستوى التنفيذ أو الورشة . ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ــــــ ونجـ ـ ــد من بين 14مبدأ لفا يول 9منها تهتم وتدعو إلى االلتفات للعامل وتنظيم العمل ،وتوجيهه وتقسيمه والتعاون فيما بين العمال ، وخضوع املصلحة الشخصية في املؤسسة إلى املصلحة العامة ،والعدالة في معاملة العمال وتقديم األجور .حتى تضمن املؤسسة بذلك احترامهم وتعاونهم واستمرارهم فيها .ولم تأت اقتراحات CULICKو IRWIKبعيدة عما جاء به فايول وتايلور حيث اقترح األولون عددا من الوظائف لإلدارة ،منها التنظيم ،تهيئة األفراد التوجيه والتنسيق وهي العناصر املهمة في اإلدارة ،واملوجودة لدى مختلف املدارس اإلدارية ،وهي مرتبطة بالعوامل البشري ومتابعته ،ضمن تكييف األفراد مع الهيكل التنظيمي للمؤسسة ،وتدعم وحدة السلطة ووحدة األمر بمستشارين ومساعدين للمسؤول . وبدوره يقول شلدون "أن اإلدارة جزء ال يتجزأ من تركيب الصناعة ،وان مسؤولية اإلدارة مسؤولية إنسانية ناتجة من رقابتها على البشر ،وليس من تطبيقها للطرق التقنية ". وتأتي املدرسة السلوكية بمختلف مفكريها ابتدءا من فوليت (،)1933-1867إلى ما جاء مع التجارب التي قام بها التون مايو في ، WESTERN ELECTRICالتي بينت انه اليمكن فهم تصرفات العمال بعيدا عن شعورهم .وهي النتائج التي فتحت الطريق واسعا أمام عدة أعمال ،ودراسات تطبيقية قامت لدراسة مختلف املجاالت املرتبطة بالعمل في املؤسسة ،من قيادة وسلطة ودور الحوافز غير املادية في اإلنتاجية ،وكذلك الجماعات غير الرسمية . كما فتحت هذه األعمال الباب أمام فهم الكثير من الجوانب التي كانت غير واضحة في العمل ،واستفاد منها املديرون واألخصائيون في وضع سياسيتهم في املؤسسة وخططهم للوصول إلى تعاون واندماج ملختلف األطراف فيها (من عمال وادارييين مسؤولين) ،ألداء أهدافها وأهدافهم حسب BAKKEوARGYRIS واللذان توصال إلى أن الفرد كائن معقد ،أي يتكون من قدرات بيولوجية وبسيكولوجية واجتماعية ،له عادات و أحاسيس واتجاهات ومعتقدات صمن آلة بيولوجية ،على استعداد للتنشيط .واالتجاه الرئيسي فيها (الذات املركبة لإلنسان) ،هو تحقيق الذات والذي يتميز بتطويرها وإدراكها والتعبير عنها ،وهذا اليتم إال من خالل سلوك موجه نحو هدف وضمن إطار حضري معين . ـــــــــــــ امل ــطلب الراب ـ ــع : - 4املوارد البشري وعالقتها بالتنمية االقتصادية :لقد كان اعتبار اإلنسان أو العمل في النشاط االقتصادي ،وملدة طويلة (منذ ظهور التحليالت االقتصادية في القرن 18م) كعنصر اقتصادي كاألرض ورأس املال وان األجور كانت تحدد على أساس حد الكفاف ملختلف أنواع األعمال التي اعتبرت متجانسة ، ولو أنها تصدر أو تقدم من أفراد مختلفين ويتميزون بمواصفات غير متطابقة ،وهو ما يجعل األعمال أو القوة املقدمة مختلفة في نوعيتها ،وهو ما كان مغفال إلى حين . وانطالقا مما سبق فقد اعتبر النمو االقتصادي نتيجة للزيادة التي تعرفها إحدى العوامل االقتصادية الثالثة األرض ،العمل ورأس املال ،إال أن الدراسات التي تمت في الواقع سمحت بتفسير جزء فقط من النمو االقتصادي وأرجعته إلى العوامل الثـ ـ ـ ـ ــالثة .ففي الفترة 1957-1929كانت هذه العوامل الثالثة قد ساهمت بالنصف فقط في معدل النمو االقتصادي الذي شهدته أوربا الغربية و اليابان ،وتم إرجاع الفرق الباقي إلى عوامل أخرى غير محددة،حيث تم تجميعها تحت ما يسمى "بالتقدم التقني"،أولى عوامل التنمية املكثفة و التي تجمع عددا من العناصر مثل التطور التقني و غيرها،و هي تصنف في مجموعها في"التقدم التقني".و من جهة أخرى فإن نظرية أجر الكفاف (البقاء) أظهرت ضعفها أمام األجور املتغيرة و املرتبطة باإلمكانيات املوفرة لدى األفراد و بتالي فالعمل املتشابه كفرضية لم يصبح مقبوال .و هذا ما فتح املجال أمام الدراسات في هذا املوضوع إلى اعتبار العمل ليس فقط من جانبه الكمي بل أيضا من جانبه الكيفي . و أول من بين أن الجانب الكيفي للعمل ،و لو كان محددا في صفة محدودة في مؤشر مستوى التعليم،كان ،" DENISON":الذي قال عن الدعم الذي يقدمه التعليم أنه ":في الواليات املتحدة األمريكية بين ، 1957-1929استفاد العامل املتوسط بارتفاع سنوي في التعليم تقريبا ب ـ ،%2وهذا ما رفع نوعية العمل إلى %0.97سنويا ،و ساهم بـ %0.67في نمو الدخل الوطني ،و ساهم بـ %42في رفع الدخل الحقيقي لكل فرد عامل