Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 16

‫‪:‬‬ ‫وحدة النظريات السوسيولوجية الحديثة " الجزء األول " املوسم الجامعي ‪2021/2022‬‬

‫السنة الثانية علم االجتماع‬

‫النظرية العلمية ‪:‬‬

‫إعتمد علم اإلجتماع في نشأته على الفلسفة والعلوم السياسية والتاريخ وعلوم أخ>رى عدي>دة‪،‬‬

‫ثم اس> >>تقل عنه> >>ا بع> >>د أن أص> >>بحت لدي> >>ه منهجي> >>ة خاص> >>ة ب> >>ه ونظري> >>ات تفس> >>ر الظ> >>واهر االجتماعي> >>ة‬

‫والواقع االجتماعي‪.‬‬

‫مفهوم النظرية‪:‬‬

‫الزالت املف > > >>اهيم العلمي > > >>ة تش > > >>كل تح > > >>ديا أم > > >>ام العلم > > >>اء ألنه > > >>ا ال تخ > > >>دم فق > > >>ط تط > > >>ور العلم‬

‫والتخصصات وإنم>ا تع>بر عن التط>ور ال>ذي وص>ل إلي>ه مج>ال علمي وكيفي>ة تغ>ير مفاهيم>ه هي ال>دليل‬
‫ّن‬
‫على ذل >>ك‪ ،‬دون أن ننسى أ العلم >>اء نفس >>هم ق >>د يختلف >>ون في إنت >>اج املف >>اهيم وه >>ذا أيض >>ا من طبيع >>ة‬

‫التطور العلمي‪.‬‬
‫ّن‬
‫يق>>دم لن>>ا عب>>د املعطي مفهوم>>ا عام>>ا اتف>>ق علي>>ه العلم>>اء وه>>و"أ النظري>>ة العلمي>>ة نس>>ق فك>>ري‬

‫استنباطي متس >>ق ح >>ول ظ >>اهرة أو مجموع >>ة من الظ >>اهرات املتجانس >>ة‪ ،‬ويحت >>وي ه >>ذا األخ >>ير إط >>ارا‬

‫تص>>وريا ومفهوم>>ات وقض>>ايا نظري>>ة توضح العالق>>ات بين الوق>>ائع وتنظمه>>ا بطريق>>ة دال>>ة وذات مع>>نى‪،‬‬

‫كم >>ا أنه >>ا ذات بع >>د ام >>بريقي بمع >>نى اعتماده >>ا على الواق >>ع ومعطيات >>ه‪ ،‬وذات توجي >>ه تنب >>ئي يس >>اعد على‬

‫تفهم مستقبل الظاهرة ولو من خالل تعميمات احتمالية"‪( .‬عبد املعطي‪19( :2009،‬‬

‫ولكن هذا املفهوم يبدو عاما جدا لذلك سنقارنه مع مفاهيم أخرى من خالل عاملين يذكرهما‬

‫(غربي‪ ): 200737 ،‬فيما يلي‪:‬‬

‫يعرف مرتون‪ Robert Merton :‬النظرية بأنها "مجموعة من التصورات املترابطة بصورة‬

‫منطقية‪ ،‬وهي محدودة وغير شاملة‪ .‬يرى أن النظرية تبدأ بالتكون عندما تترابط مجموعة من‬

‫املفاهيم في شكل قضايا حول متغيرات واقعية"‪.‬‬


‫أما أرنولد روس‪ Arnold Ross :‬فيرى بأنها " بناء متكامل يضم مجموعة من التعريفات واالفتراض>>ات‬

‫وقضايا عامة تتصل بظ>اهرة معين>ة‪ ،‬يمكن أن يستنبط منه>ا منطقي>ا مجموع>ة من الفرض>يات القابل>ة‬

‫لالختبار بحيث تحقق التنبؤ والتفسير‪".‬‬

‫عناصر النظرية العلمية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أ) املالحظة‪ :‬هي وس>يلة لجم>ع املعلوم>ات من الع>الم املحي>ط بن>ا وأداة أولي>ة في البحث العلمي‪ ،‬ف>العلم‬

‫يب >>دأ منه >>ا وينتهي إليه >>ا؛ وهي نوع >>ان‪ :‬املالحظ >>ة البس >>يطة الغ >>ير مقص >>ودة‪/‬الغ >>ير مض >>بوطة (مالحظ >>ة‬

‫حس >>ية)‪ ،‬واملالحظ >>ة العلمي >>ة املقص >>ودة‪/‬املض >>بوطة (املالحظ >>ة املنظم >>ة) تخض >>ع للض >>بط العلمي من‬

‫ناحية موضوع املالحظة وظروفها الزمنية واملكانية‪.‬‬

‫ب) ص>>ياغة املف>>اهيم‪ :‬تعت>>بر املف>>اهيم ج>>زءا مهم>>ا من النظري>>ة العلمي>>ة‪ ،‬طاملا أنه>>ا تتك>>ون من مجموع>>ة‬

‫أفكار مترابط> >>ة ترابط> >>ا منطقي> >>ا وج> >>دليا‪ .‬وهي أفكار دينامكي> >>ة قابل> >>ة للتغ> >>ير والتح> >>ول تبع> >>ا لتب> >>دل‬

‫ظروف املجتمع املوضوعية واإليديولوجية‪ .‬من شروطها‪ :‬الدقة‪ ،‬الوضوح‪ ،‬التجريب واالختبار‪.‬‬

‫ج) الفرضيات‪ :‬تّع د الفرضية تفسيرا مؤقت>ا أو محتمال يوضح العوام>ل أو األح>داث أو الظ>روف ال>تي‬

‫يح> >>اول الب> >>احث فهمه> >>ا‪ .‬وتص> >>اغ في ص> >>يغة اإلثب> >>ات أو ص> >>يغة النفي‪ .‬من ش> >>روطها‪ :‬قابلي> >>ة االختب> >>ار‪،‬‬

‫اإلثب > >>ات املوض > >>وعي والعلمي‪ ،‬الوض > >>وح‪ ،‬ع > >>دم التن > >>اقض واالزدواجي > >>ة في املوض > >>وع‪( .‬عب > >>د املعطي‪،‬‬

‫‪)20: 2009‬‬

‫العالق> >>ة بين النظري> >>ة والبحث العلمي‪ :‬هي عالق> >>ة تكاملي> >>ة فكل بحث يستند إلى أس> >>اس نظ> >>ري‪ ،‬كم> >>ا‬

‫تس >>اهم البح >>وث في فحص النظري >>ات وتأكي >>دها أو تطويره >>ا‪ .‬إذن هي عالق >>ة جدلي >>ة فالبيان >>ات ب >>دون‬

‫نظرية موجهة تعتبر فاقدة للمعني‪ ،‬والنظرية بدون بيانات ومعطيات‪ ،‬تعتبر عمال مجردا فلسفيا‪.‬‬

‫شروط النظرية العلمية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫يجب أن تكون مصطلحاتها ومفاهيمها واضحة ومترابطة ومتكاملة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تعبر عن الواقع وقابلة لالختبار والفحص امليداني‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املوضوعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تخضع للتعديل والتغيير حسب التقدم العلمي (نسبية)‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تفردها في تفسير الحقائق‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تحمل رؤية الستشراف مستقبل الظاهرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وظائف النظرية‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫للنظري>ة وظ>ائف أساس>ية تختل>ف ب>اختالف األدبي>ات ولكنه>ا في العم>وم تش>ترك في ثالث>ة وظ>ائف‬

‫أساسية كالتالي‪( :‬ابراهيم عيسى عثمان‪) 28 ،‬‬

‫‪ ) 1‬تحدد املوضوعات األساسية للعلم وإبراز الدور املعرفي التراكمي‪.‬‬

‫‪ )2‬تح>>دد املوض>>وعات ذات األولوي>>ة واملوض>>وعات الغ>>ير مدروس>>ة ومس>>توى التط>>ور املع>رفي في ه>>ذا‬

‫التخصص‪.‬‬

‫‪ )3‬تس> >>اعد الب> >>احث علي تحدي> >>د األبع> >>اد والعالق> >>ات ال> >>تي يجب دراس> >>تها وتمه> >>د ل> >>ه جم> >>ع املعطي> >>ات‬

‫وتنظيمها وتصنيفها(وتحديد ارتباطاتها وتداخالتها)‪.‬‬

‫النظرية في علم االجتماع‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫تع>>ددت تعريف>>ات النظري>>ة السوس >>يولوجية مثلم>>ا تن>>وعت تعريف>>ات علم االجتم>>اع ذات>>ه‪ ،‬كم>>ا‬

‫ارتبطت عملي>>ة تعري>>ف النظري>>ة بكتاب>>ات علم>>اء النظري>>ة واملن>>اهج وتص>>وراتهم ح>>ول م>>دلول النظري>>ة‬

‫السوس > >>يولوجية‪ .‬ومن أهم ه > >>ذه التعريف > >>ات ن > >>ذكر تعري > >>ف نيك > >>وال تيماش > >>يف ال > >>ذي ج > >>اء في نهاي > >>ة‬

‫الستينات ليش >>ير إلى أنه >>ا‪" :‬مجموع >>ة من القض >>ايا ال >>تي يجب أن تت >>وافر فيه >>ا الش >>روط التالي >>ة‪(:‬عب >>د‬

‫الرحمن‪)61 :2006،‬‬

‫‪ .1‬يجب أن تكون املفاهيم التي تعبر عن القضايا محّد دة بدقة‪.‬‬

‫‪ .2‬يجب أن تتسق القضايا الواحدة مع األخرى‪.‬‬

‫‪ .3‬أن توضع في شكل يجعل من املمكن اشتقاق التعميمات القائمة اشتقاقا استنباطيا‪.‬‬

‫‪ .4‬أن تك> >>ون ه> >>ذه القض> >>ايا مثم> >>رة وتكش> >>ف الطري> >>ق ملالحظ> >>ات أبع> >>د م> >>دى وتعميم> >>ات تنمي مج> >>ال‬

‫املعرفة‪.‬‬
‫الوضعية التقليدية‪:‬‬

‫يجب أن نس>>تهل الخ>>وض في النظري>>ات الحديث>>ة في علم االجتم>>اع بفهم أسس>>ها التقليدي>>ة أوال‪ ،‬وم>>ا‬

‫هي األسباب التي طورت هذا العلم وأثرت حقله النظري الحديث في املقام الثاني‪.‬‬

‫مفهوم الوضعية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تشتق الكلمة في اللغة الالتينية من كلمة ‪ positif‬وتعتم>د على مب>دأين علم>يين هم>ا‪ :‬الواق>>ع‬

‫واالستعمالية (‪ ) )le reel et l’utilité‬و(‪ )le verbe poser‬وهو فعل مرتبط بحقيقة األشياء وبعالقة‬

‫ملموسة بين الذات واملوضوع‪ ( .‬يحياوي‪)133 :2016،‬‬

‫ويطلق اسم املدرسة الوضعية أو املذهب الوضعي على املذهب الذي أسسه أوغست كونت‪ ،‬وك>>ذلك‬

‫على االتج>>اه الفلس>>في الع>>ام ال>>ذي يعت>>بر ه>>ذا األخ>>ير ج>>زءا من>>ه‪ .‬وهي ب>>املعنى الع>>ام ذل>>ك ال>>رأي القائ>>ل‬

‫بأنه ما دامت املعرفة الحقيقية كلها مؤسسة على الخبرة الحسية وال تتقدم إال باملالحظ>ة والتجرب>ة‪،‬‬
‫ّن‬
‫ف>>إ املح>>اوالت التأملي>>ة أو امليتافيزيقي>>ة الكتس>>اب املعرف>>ة عن طري>>ق العق>>ل غ>>ير املح>>دود ب>>الخبرة ال‬

‫بد أن يتم التخلي عنها لصالح مناهج العلوم الخاصة‪( .‬شروخ‪.)136-135 :2005 ،‬‬

‫مفه>وم هرب>رت م>>اركيوز‪ " :‬يختص علم االجتم>اع الوض>>عي ببحث الوق>>ائع ب>دال من األوه>ام املتعالي>ة‪،‬‬

‫وباملعرف >>ة النافع >>ة ب >>دال من التأم >>ل العقيم‪ ،‬وب >>اليقين ب >>دال من الش >>ك وال >>تردد‪ ،‬وب >>التنظيم ب >>دال من‬

‫الس> >>لب والنفي‪ .‬وفي كل ه> >>ذه الح> >>االت ينبغي على علم االجتم> >>اع الجدي> >>د أن يرتب> >>ط بحق> >>ائق النظ> >>ام‬

‫القائم"‪( .‬علي غربي‪): 200740،‬‬

‫نشأة الوضعية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪ :2.1‬األس >>س الفلس >>فية‪ :‬تش >>كلت الوض >>عية كنس >>ق متم >>يز في تل >>ك املرحل >>ة الالحق >>ة للفلس >>فة النقدي >>ة‬

‫الس> >>البة كفك> >>ر ل> >>ه موقف> >>ه االيج> >>ابي من الواق> >>ع‪ .‬ل> >>ذلك تع> >>رف ع> >>ادة باس> >>م الفلس> >>فة االيجابي> >>ة‪La « .‬‬

‫‪ » philosophie positive‬وللح >>ديث عن النظري >>ة الوض >>عية في علم االجتم >>اع يس >>توجب األم >>ر األخ >>ذ‬

‫بعين االعتبار بعدين أساسيين كالتالي‪( :‬غربي‪)39-2007،38،‬‬

‫البعد التاريخي العمودي‪ :‬يمثل الجذور و الروافد الفكرية للوضعية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫البعد الفكري األفقي‪ :‬يمثل الواق>ع االجتم>اعي بجانبي>ه الفك>ري واملادي أو األنس>اق الفكري>ة الس>ائدة‬ ‫‪‬‬

‫في تلك الفترة‪.‬‬

‫تأسس > >>ت الوض > >>عية أو علم االجتم > >>اع عن > >>د ك > >>ونت كمرحل > >>ة الحق > >>ة للفلس > >>فة النقدي > >>ة الس > >>البة‪.‬‬

‫وتع >>رف الوض >>عية باإليجابي >>ة لكونه >>ا تتخ >>ذ موقف >>ا ايجابي >>ا من الواق >>ع ال >>راهن وذل >>ك بع >>دم محاول >>ة‬

‫رفض >>ه مثلم >>ا يفع >>ل التنويري >>ون‪ ،‬والتح >>ول من نفي الواق >>ع إلى اإليم >>ان ب >>ه والرغب >>ة في تنظيم >>ه‪ .‬وهي‬

‫أيض > >>ا وض > >>عية ألنه > >>ا ترضى بم > >>ا ه > >>و ق > >>ائم وتح > >>اول تنظيم > >>ه على أس > >>اس من اإلدراك املنظم للعق > >>ل‬

‫الب >>احث أي بواس >>طة العلم‪ .‬وهي نظري >>ة محافظ >>ة أي غ >>ير ثوري >>ة في نظرته >>ا لتغي >>ير املجتم >>ع‪( .‬غ >>ربي‪،‬‬

‫‪)40 : 2007‬‬

‫‪ ‬فلسفة فرنسيس بيكون‪:‬‬

‫ي>>رى ه>>ذا الع>>الم أن العلم الب>>د وأن يق>>وم على دع>>امتين وهم>>ا املالحظ>>ة والتجرب>>ة وله>>ذا وض>>ع‬

‫مع > >>الم منهجي > >>ة للوص > >>ول إلى إص > >>الح الفك > >>ر بوض > >>ع تصنيف للعل > >>وم املوج > >>ودة‪ ،‬تقري > >>ر املب > >>ادئ‬

‫األساس >>ية لتفس >>ير الطبيع >>ة‪ ،‬جم >>ع املعطي >>ات التجريبي >>ة من املش >>اهدة‪ ،‬إج >>راء التج >>ارب‪ ،‬اس >>تخدام‬

‫االس> > >>تقراء‪ ،‬تق > >>ديم ش> > >>واهد لنج> > >>اح املنهج العلمي الجدي > >>د‪ ،‬وض> > >>ع إثب > >>ات بالتعميم > >>ات ال> > >>تي يمكن‬

‫استقراؤها من دراسة الظواهر في الطبيعة‪ ،‬وضع فلسفة شاملة في الطبيعة‪( .‬يحياوي‪)100 : 2016،‬‬

‫إن االتج >>اه الوض >>عي ق >>ديم في التفك >>ير اإلنس >>اني‪ ،‬حيث يض >>رب بج >>ذوره التاريخي >>ة والفكري >>ة في‬

‫الت >>اريخ األوروبي ملرحل >>ة م >>ا قب >>ل الث >>ورة الفرنس >>ية بكث >>ير‪ ،‬ولكن >>ه لم يكتم >>ل كنس >>ق نظ >>ري متم >>يز إال‬

‫بعدما نشر أوغس>ت ك>ونت كتاب>ه املوس>وم‪" :‬دروس في الفلس>فة الوض>عية « ‪cours en philosophie‬‬

‫‪ » positive‬وال >>تي ألقاه >>ا على ش >>كل محاض >>رات على أتباع >>ه وطلبت >>ه فيم >>ا بين ‪ .1880-1842‬وب >>الرغم‬

‫من أن الوض>>عية ترتب>>ط إلى ح>>د كب>>ير به>>ذا الع>>الم‪ ،‬ف>>إن البن>>اء النظ>>ري له>>ا يرج>>ع إلى إس>>هامات كل من‬

‫سان سيمون في فرنسا‪ ،‬وإسهامات فريديريك شلنغ وشتال في املانيا‪( .‬غربي‪): 200737،‬‬

‫‪ :2.2‬األس>>س السوس>>يولوجية‪ :‬تأسس>>ت الفلس>>فة الوض>>عية على ي>>د الع>>الم "أوغس>>ت ك>>ونت" (‪-1798‬‬

‫‪ ،)1857‬ال > >>ذي كان مفتون > >>ا بنش > >>وة املجتم > >>ع الص > >>ناعي والعقالني > >>ة العلمي > >>ة‪ ،‬وفي سبيل تص > >>ور ه > >>ذا‬

‫املجتم>>ع الجدي>>د الب>>ارز‪ ،‬أراد أن يؤس>>س علم>>ا ملا ه>>و اجتم>>اعي‪ ،‬س>>يدعوه "السوس>>يولوجيا" ‪SOCIO-‬‬
‫‪ .LOGIE‬حيث ظه>>رت ه>>ذه الكلم>>ة للم>>رة األولى ع >>ام ‪ ،1839‬وذل >>ك في س >>ياق فق>>رة من ال >>درس ‪ 47‬من‬

‫"دروس في الفلسفة الوضعية" ألوغست كونت‪.‬‬

‫كان هذا العالم مرغما على إدخال هذه الكلمة املس>تحدثة‪ ،‬ففي الحقيق>ة كان ك>ونت في البداي>ة‬

‫ي>>رغب بش>>دة أن يطل>>ق تس>>مية "الفيزي>>اء االجتماعي>>ة" على العلم املع>>ني ب>>املجتمع‪ ...‬وهي التس>>مية ال>>تي‬

‫س > >>بقه إليه > >>ا الع > >>الم كيتلي ال > >>ذي فك > >>ر في تس > >>مية "الفيزي > >>اء االجتماعي > >>ة" على الدراس > >>ة اإلحص > >>ائية‬

‫للجماعات البشرية‪( ".‬كابان‪ ،‬دورتييه‪)21: 2010،‬‬

‫أ) فلسفة سان سيمون‪:‬‬

‫لم يكن مق>>ترح س>>ان س>>يمون في البداي>>ة س>>وى إع>>ادة كتاب>>ة املوس>>وعة وله>>ذا الغ>>رض جم>>ع من‬

‫حول>>ه ثل>>ة من العلم>>اء لكن>>ه تخلى عن مش>>روعه بع>>د م>>دة‪ .‬فابت>>داءا من س>>نة ‪ 1807‬ح>>اول قي>>ادة ث>>ورة‬
‫ّل‬
‫علمي>>ة ببن>>اء نس>>ق فك>>ري جدي>>د مخ ص من بقاي>>ا ال>>دين وامليتافيزيق>>ا‪ ،‬وق>>د ح>>اولت من قب>>ل الفلس>>فة‬

‫الحس>>ية عن>>د كون>>دياك وأتباع>>ه وك>>ذلك االقتص>>اد السياسي إح>>داث القطيع>>ة م>>ع التقالي>>د العقالني>>ة‬

‫وتدش>>ين معرف>>ة وض>>عية ح>>ول اإلنس>>ان‪ ،‬وبالنتيج>>ة يجب اآلن إتم>>ام ه>>ذا العم>>ل بع>>دما دخلت عل>>وم‬

‫الطبيعة بقسط وافر في املرحلة الوضعية‪ .‬بينما األمر ليس كذلك بالنسبة لعلم اإلنسان‪.‬‬

‫ومن هن> >>ا ح> >>اول س> >>ان س> >>يمون البحث عن مماثل> >>ة ب> >>النموذج النظ> >>ري للفيزيولوجي> >>ا والعل> >>وم‬

‫الفيزيائية‪ ،‬وتطوير هذا االختصاص بمعالجة علمية لظ>>واهر نظ>>ام أخالقي في إط>>ار نس>ق ص>>ناعي‪ .‬غ>>ير‬

‫أن >>ه تخلى عن مش >>اريعه املوس >>وعاتية بع >>د س >>قوط االمبراطوري >>ة س >>نة ‪ ،1815‬ف >>أفرزت ع >>ودة النظ >>ام‬

‫القديم وضعا متناقضا مع مجتمع يعتمد كلية على الصناعة أو على املنتجين بصفة عام>>ة‪(.‬ط>>واهري‪،‬‬

‫‪.)31 :2012‬‬

‫تض >>منت مؤلفات >>ه انتق >>ادات ح >>ادة للنظ >>ام الق >>ائم وللنبالء ورج >>ال ال >>دين مم >>ا عرض >>ه للمتابع >>ة‬

‫القض> >>ائية‪ ،‬فتخلى بع> >>دها عن الليبرالي> >>ة لص> >>الح نس> >>ق اجتم> >>اعي حيث يع > >ّو ض الق> >>انونيون الق> >>دماء‬

‫(ميتافيزيقيي السياسة) بالعلماء والفنانين والحرفيين‪ :‬إنه (النس>ق الص>ناعي)‪ .‬وحق>ق ل>ه كتاب>ه األخ>ير‬

‫ش >>هرة بع >>د وفات >>ه‪ .‬كان معتق >>د س >>ان س >>يمون ال >>رامي إلى تحس >>ين وض >>عية الطبق >>ة الغالب >>ة أي طبق >>ة‬

‫البروليتاريا وراء ظهور عدة طوبوهات اش>تراكية‪ ،‬ولكن>ه ح>رك ك>ذلك مب>ادرات بعض رج>ال األعم>ال‬
‫املقتنعين بأهمي > > >>ة النظ > > >>ام املص > > >>رفي أو ش > > >>ركات س > > >>كك الحدي > > >>د الفتي > > >>ة‪ .‬فمن فك > > >>ر ث > > >>وري عن > > >>د‬

‫السانس>>يمونيين األوائ>>ل (التندي>>د بامللكي>>ة الخاص>>ة‪ ،‬واالهتم>>ام بمص>>ير البروليتاري>>ا) سيتحول النس>>ق‬

‫إلى فلسفة مقاولين‪( .‬طواهري‪.)32 :2012،‬‬

‫ب) الفك>>ر الوض>>عي عن>>د أوغس>>ت ك>>ونت‪ :‬اس>>تفاد أوغس>>ت ك>>ونت من تك>>وين متع>>دد التقني>>ات وتعليم‬

‫علمي كالس > >>يكي‪ ،‬كم > >>ا كانت ل > >>ه مع > >>ارف في الطب والفيزيولوجي > >>ا‪ ،‬وش > >>ارك عن كثب في أعم > >>ال س > >>ان‬

‫سيمون فت>أثر كث>يرا بإص>الحاته الص>ناعية واس>تطاع إح>داث القطيع>ة بين املرحل>ة امليتافيزيق>ة (الق>رن‬

‫‪ )18‬واملرحلة الوضعية والعلمية (القرن ‪( .)19‬طواهري‪.)32 :2012،‬‬

‫يرس> >>م الكاتب في مؤلف> >>ه لوح> >>ة عن الحال> >>ة االجتماعي> >>ة املتحول> >>ة من مجتم> >>ع الق> >>رون الوس> >>طى‬

‫املتم>>يز بفك>>ر دي>>ني ونش>>اط عس>>كري إلى مجتم>>ع علمي وص>>ناعي‪ ،‬حيث ح>>ل العلم>>اء مح>>ل رج>>ال ال>>دين‪،‬‬

‫والص>>ناعيون أو املق>اولون مح>>ل العس>كريين‪ ،‬ف>>تركت الح>رب املكان للص>>راع م>>ع الطبيع>ة‪ ،‬ولكن نظ>>را‬

‫لع>>دم اكتم>>ال ه>>ذا االنتق>>ال‪ ،‬أص>>بح من الض>>روري التأس>>يس إلص>>الح فك>>ري (نتع>>رف هن>>ا على مش>>روع‬

‫سان سيمون) وعليه يجب أن يؤسس الفكر الوضعي لسياسة وضعية‪( .‬طواهري‪.)33 :2012،‬‬

‫ج) دروس في الفلس> >>فة الوض > >>عية‪ :‬اس > >>تهل الكاتب (دروس في الفلس> >>فة الوض > >>عية) على ش > >>كل دروس‬

‫عام>>ة ألقاه>>ا ابت>>داءا من ‪ 1826‬معلن>>ا من الوهل>>ة األولى عن ق>>انون أساسي كب>>ير وه>>و ق>>انون الح>>االت‬
‫ّن‬
‫الثالث ال >>ذي يخض >>ع الفك >>ر البش >>ري لض >>رورة ثابت >>ة في مس >>يرته التقدمي >>ة‪ .‬مف >>اد ه >>ذا الق >>انون أ كل‬

‫تص >>ور من تص >>وراتنا األساس >>ية‪ ،‬وكل ف >>رع من معارفن >>ا يم >>ر بص >>فة متتالي >>ة ع >>بر ثالث ح>>االت نظري >>ة‬

‫مختلف > >>ة وهي الحال > >>ة الالهوتي > >>ة أو الغيبي > >>ة والحال > >>ة امليتافيزيقي > >>ة أو املج > >>ردة والحال > >>ة العلمي > >>ة أو‬

‫الوضعية‪.‬‬

‫ففي الحال>>ة األولى يعت>>بر التفك>>ير البش>>ري الظ>>واهر من فع>>ل كائن>>ات ف>>وق طبيعي>>ة غ>>دت ق>>وى‬

‫مج >>ردة (أس >>باب) في الحال >>ة الثاني >>ة‪ ،‬ال >>تي تش >>كل انتق >>اال للحال >>ة الثالث >>ة حيث "عن طري >>ق اس >>تعمال‬

‫م >>ركب بص >>فة جي >>دة للتفك >>ير واملالحظ >>ة‪ ،‬يكش >>ف عن قوانينه >>ا الحقيقي >>ة بمع >>نى عالقاته >>ا في التع >>اقب‬

‫واملتشابهات غير املتغيرة فيحل البحث عن القوانين محل البحث عن األسباب"‪.‬‬


‫اهتم ك >>ونت بالعم >>ل السياسي والفك >>ر اإلص >>الحي االجتم >>اعي‪ ،‬وأدرك نتيج >>ة الث >>ورة الص >>ناعية‬

‫بأن>>ه يجب االعتم>>اد على العق>>ل والعلم الوض>>عي إلص>>الح املجتمع>>ات وليس القيم املثالي>>ة كالتي ن>>ادت‬
‫ّن‬
‫به> >>ا الث> >>ورة نفس> >>ها‪ .‬ويعطي أهمي> >>ة للعم> >>ل والص> >>ناعة في تط> >>وير املجتم> >>ع‪ ،‬ومن جه> >>ة أخ> >>رى ي> >>رى أ‬

‫التق > >>دم الفك > >>ري والعلمي ي > >>ؤدي إلى التق > >>دم السياسي واالجتم > >>اعي‪ .‬ويق > >>ال أن > >>ه ه > >>و مكتش > >>ف العلم‬

‫الجدي >>د السوس >>يولوجيا السياس >>ية ال >>تي أس >>ماها بداي >>ة الفيزيولوجي >>ا االجتماعي >>ة‪( .‬يحي >>اوي‪:2016،‬‬

‫‪.)119-118‬‬

‫وكأن>>ه هن>>ا يح>>اول تشبيه األنس>>اق االجتماعي>>ة باألعض>>اء البش>>رية والعالق>>ات الفيزيولوجي>>ة املعتم>>دة‬

‫بينها هي نفسها العالقات املعتمدة بين أنساق املجتمع‪( .‬يحياوي‪)120 :2016،‬‬

‫مفاهيم النظرية الوضعية‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ :1.3‬تقسيم املجتمع‪ :‬قسم كونت علم االجتماع إلى قسمين أساسيين هما‪( :‬خالد حامد‪.)72 :2015،‬‬

‫‪ -‬الس> >>كونية (الس> >>تاتيكا) االجتماعي> >>ة‪ :‬تهتم بدراس> >>ة النظم والبن> >>اء االجتم> >>اعي من ناحي> >>ة التك> >>وين‬

‫وال >>دور في املجتم >>ع وق >>د ح >>دد ثالث عوام >>ل ترب >>ط املجتم >>ع كوح >>دة اس >>تاتيكية وهي‪ :‬اللغ >>ة‪ -‬ال >>دين‪-‬‬

‫تقسيم العمل‪.‬‬

‫‪ -‬الدينامية (الديناميكا) االجتماعية‪ :‬تهتم بدراسة تطور وتغيير وعدم ثبات املجتمع‪.‬‬

‫‪ :2.3‬قانون األطوار الثالث‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫لذلك قدم كونت الحقا قانون األطوار أو املراحل الثالث كالتالي‪:‬‬

‫الالهوتية‪ :‬يغلب الفكر الديني وتسود االتجاهات العسكرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫امليتافيزيقي > >>ة‪ :‬تس > >>ود االتجاه > >>ات امليتافيزيقي > >>ة في الفك > >>ر اإلنس > >>اني أي مب > >>ادئ وف > >>روض غيبي > >>ة‬ ‫‪-‬‬

‫ويقوم التنظيم على أساس جمعي‪.‬‬

‫العلمية (الوضعية)‪ :‬يسود فيها الفكر العلمي واستخدام املنهج العلمي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّن‬
‫‪ :3.3‬النظام‪ :‬مفهوم مح>وري ويع>ني محاول>ة تنظيم املجتم>ع‪ ،‬وكان ي>رى س>ان س>يمون وكارل م>اركس أ‬
‫ّن‬
‫أزمة النظام تتمثل في حالة الفوضى واالستغالل الواقعي للنظام الصناعي‪ .‬ويرى كومت أ ه>>ذه األزم>>ة‬

‫انظر قانون املراحل الثالثة عند أ‪.‬كونت‪ :‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫‪1‬‬
‫توج>>د على املس>>توى العقلي ولكي نعي>>د تنظيم املجتم>>ع يجب إع>>ادة التنظيم العقلي ولتخطي األزم>>ة يجب‬

‫تخطي الصراع بين املرحلتين الالهوتية وامليتافيزيقية‪( .‬علي غربي‪.)41 :2007،‬‬

‫‪ :4.3‬التط>>ور العقلي‪ :‬ه>>و املح>>ور ال>>ذي تنتظم حول>>ه الظ>>واهر االجتماعي>>ة لتحقي>>ق التق>>دم‪ ،‬وله>>ذا يجب‬

‫توفر ثالثة عناصر‪:‬‬

‫‪ :5.3‬الوح>>دة الفكري>>ة‪ :‬األفكار هي ال>>تي تح>>دد مص>>ير املجتم>>ع‪ ،‬ل>>ذلك يجب االلتف>>اف ح>>ول وح>>دة فكري>>ة‬

‫وهي الرجوع للماضي والتقاليد‪.‬‬

‫املزاوج >>ة بين النظ >>ام والتق >>دم‪ :‬لنفي الص >>راع املحت >>دم بين دع >>اة النظ >>ام ودع >>اة التق >>دم وجب املزاوج >>ة‬

‫بينهم >>ا في م >>ذهب واح >>د وه >>و الوض >>عية حيث نتب >>نى النظ >>ام ونس >>ير نح >>و التق >>دم والتغ >>ير باعتب >>اره حال >>ة‬

‫حتمية نتيجة التطور العقلي‪( .‬علي غربي‪.)42 :2007،‬‬

‫‪ :6.3‬االتس>>اق الع>>ام (‪ :)consensus‬أو االرتب>>اط بين عناص>>ر املجتم>>ع وه>>و أس>>اس التض>>امن‪ .‬ولكن كي>>ف‬

‫يحدث االتساق العام والتضامن في مجتمع طبقي متناقض املصالح‪.‬‬

‫‪ :7.3‬املس> >>ألة الطبقي> >>ة‪ :‬اإلبق> >>اء على الطبق> >>ة الس> >>ائدة لص> >>الح البرجوازي> >>ة أي الطبق> >>ة الوس> >>طى‪ ،‬وخل> >>ق‬

‫االتس>>اق الع>>ام ملحارب>>ة الفوضى والص>>راع الطبقي ورفض فك>>رة الفرداني>>ة‪ .‬فقيم>>ة الف>>رد تتحق>>ق فق>>ط‬

‫في إطار اجتماعي (األسرة‪ ،‬املؤسسة‪ ،‬النظام‪...‬الخ) (علي غربي‪)44 :2007،‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ :8.3‬أسس املنهج الوضعي‪:‬‬

‫يق> >>ترح املنهج الوض> >>عي اس> >>تخدام الط> >>رق الثالث> >>ة املس> >>تخدمة في من> >>اهج العل> >>وم الطبيعي> >>ة وهي‬

‫(املالحظة – التجريب – املقارنة ) باإلضافة إلى املنهج التاريخي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الوضعية املحدثة‪:‬‬

‫لدراسة النظرية الوضعية املحدث>ة‪ ،‬يجب على الط>>الب اإلملام الت>ام بمع>ارف س>>ابقة عن الوض>>عية‬

‫التقليدية‪.‬‬

‫مفهوم الوضعية املحدثة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ 2‬الرج &&وع إىل مقي &&اس التغ &&ري االجتم &&اعي لفهم املنهج اخلل &&دوين يف الدراس &&ات االجتماعي &&ة وخطوات &&ه املنهجي &&ة وهي نفس &&ها عن &&د أوجس &&ت ك &&ونت بف &&ارق أن ابن‬
‫خلدون يسبقه بقرون‪ ،‬على الطالب أن يدقق ويقرا قراءة نقدية هذا التشابه يف املنهج‪.‬‬
‫هي اتج >>اه نظ >>ري في علم االجتم >>اع يع >>ود أول اس >>تعمال له >>ا كمص >>طلح إلي نيك >>وال تيماش >>يف‪،‬‬

‫وجاء استعمال صفة املحدثة أو الجديدة لتمييزها عن وضعية أوغست كونت (الوضعية التقليدية‬

‫أو الكالس >>يكية)‪ .‬لكنه >>ا لم تح >>ظ بنفس االنتش >>ار الواس >>ع ال >>ذي حظيت ب >>ه التقليدي >>ة‪ ،‬ل >>ذلك انتش >>ر‬

‫استعمال مصطلح علم االجتماع الرياضي أو االتجاه الرياضي في علم االجتم>اع كم>رادف للوض>عية‬

‫املحدثة‪.‬‬

‫حيث ظهرت كنتيجة استعمال املنهج التجريبي في دراسة السلوك اإلنساني والفعل االجتماعي‬

‫وخض > >>وع دراس > >>ة الظ > >>اهرة االجتماعي > >>ة للمنهج اإلحص > >>ائي التحليلي بك > >>ثرة‪ ،‬وعلى أنق > >>اض املذهب‬

‫التط >>وري ال >>ذي ب >>دأ ي >>تراجع آن >>ذاك‪( .‬التغ >>ير االجتم >>اعي ب >>دل التط >>ور االجتم >>اعي‪),1922OGBURN ،‬‬

‫(علي غربي‪)49-48 :2007،‬‬

‫روافد الوضعية املحدثة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تشكلت الوضعية املحدثة من خالل الجمع بين منطلقات نظرية عديدة نذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ :1.2‬النزع> >>ة الكمي> >>ة‪ :‬وهي تعتم> >>د علي منهج الع> >>د والقي> >>اس في الدراس> >>ة‪ ،‬ظه> >>رت في الربع األول من‬

‫الق> >>رن ‪ 19‬وش> >>كلت دراس> >>ات كيتلي> >>ه )‪ Quetelet (1796-1874‬في البيولوجي> >>ا أهمه> >>ا‪ ،‬وه> >>و أول من‬

‫اس >>تعمل اإلحص >>اء لفهم الظ >>واهر االجتماعي >>ة‪ .‬وبالنس >>بة ل >>ه نص >>ل إلى الكم >>ال العلمي بالس >>هولة في‬

‫استعمال الرياضيات وأصبحت هذه العبارة من مبادئ الوضعية املحدثة‪.‬‬

‫‪ ‬دراس>>ات فرانس>>يس غ>>التون (‪ :)1822-1911‬تم>>يزت دراس>>اته بالط>>ابع اإلحص>>ائي‪ :‬دراس>>ة العبقري>>ة‬

‫الوراثية‪ ،‬رجال العلم االنكليز‪.‬‬

‫‪ ‬إسهامات كارل بيرسون‪ :1857-1936 :‬في دراسته "قواعد العلم"‪ 1892‬والتي أصبحت مرجعا لهده‬

‫النظرية‪.‬‬

‫‪ :2.2‬النزعة السلوكية‪ :‬ترجع إلي عالم النفس الروسي ايفان بافلوف (‪:)1936-1849‬‬

‫فبالنس> >>بة ل> >>ه ال يمكن معرف> >>ة الش> >>عور موض> >>وعيا م> >>ا لم يتم قياس> >>ه كمي> >>ا‪ ،‬وحس> >>ب رأي> >>ه وجب‬

‫االبتع > >>اد عن دراس > >>ة الج > >>وانب الش > >>عورية االستبطانية واقتص > >>ار علم االجتم > >>اع وعلم النفس على‬

‫دراسة السلوك املالحظ و قياسه من خالل التجربة العلمية‪( .‬علي غربي‪)50-49 :2007،‬‬
‫‪ :3.2‬االبستيمولوجيا الوض> >>عية‪ :‬تس> >>تمد ج> >>ذورها من الفلس> >>فة األمريكي> >>ة البراغماتي> >>ة كم> >>ا يس> >>ميها‬

‫ج>>ون دي>>وي (املذهب العلمي) من رواده>>ا‪ :‬ويلي>>ام جيمس (‪ ،)1829-1978‬ج>>ون دي>>وي (‪،)1859-1952‬‬

‫برتران> >>د راس> >>ل (‪ .)1872-1970‬ولكن أهمهم "كارل بيرس> >>ون" ال> >>ذي يحص> >>ر املعرف> >>ة في االنطباع> >>ات‬

‫الحس >>ية و م >>ا ت >>ؤدي إلي >>ه من نت >>ائج وه >>ذه التج >>ارب حس >>ب رأي >>ه هي ال >>تي توص >>لنا إلي الق >>وانين‪( .‬علي‬

‫غربي‪)50 :2007،‬‬

‫رّو اد الوضعية املحدثة‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪ :1.4‬ف >>رانلكين غي >>دنز‪ F. GIDDINGS :‬ه >>و خ >>ير من يمث >>ل الوض >>عية املحدث >>ة بجمي >>ع تفرعاته >>ا‪ ،‬حيث‬

‫تعام >>ل م >>ع عناص >>رها الثالث >>ة وخاص >>ة النزع >>ة الكمي >>ة وبعض ج >>وانب النزع >>ة الس >>لوكية معتم >>دا علي‬

‫املنهج اإلحصائي‪( .‬علي غربي‪.) 55 :2007،‬‬

‫‪ :2.4‬الن >>دبرغ‪ :)1966-1895(:‬يعتق >>د أن العلم (طبيعي >>ا أو اجتماعي >>ا) ه >>و وس >>يلة للتواف >>ق وبن >>اءا على‬

‫ذل>>ك ف>>ان موض>>وع العل>>وم االجتماعي>>ة ه>>و حركات الن>>اس أي س>>لوكهم ال>>تي تح>>دد مواض>>عهم داخ>>ل‬

‫املواق >>ف االجتماعي >>ة‪ .‬وه >>و إلى ج >>انب ذل >>ك ين >>اقش قض >>ايا التفاع >>ل واالتص >>ال االجتم >>اعيين في ض >>وء‬

‫مفه >>وم الحرك >>ة (حرك >>ة ال >>ذرات) أو الس >>لوك‪ .‬وي >>رفض اس >>تعمال االص >>طالحات التقليدي >>ة كالش >>عور‬

‫واأله >>داف والقيم وال >>دوافع‪...‬الخ‪ .‬ويؤك >>د علي ض >>رورة اس >>تخدام التعريف >>ات اإلجرائي >>ة‪ ،‬ف >>الظواهر‬

‫االجتماعي>>ة هي فق>>ط تل>>ك ال>>تي يمكن قياس>>ها كاملس>>احة ال>>تي تق>>اس ب>>املتر وال>>ذكاء باختب>>ارات ال>>ذكاء‪.‬‬

‫(علي غربي‪.) 55 :2007،‬‬

‫‪ :3.4‬أوغ>>برن‪ :‬يعت>بر كتاب>ه "التغ>ير االجتم>اعي" إس>>هامه األساسي في النظري>ة االجتماعي>ة وق>>د استبدل‬

‫مص >>طلح التط >>ور االجتم >>اعي (‪ )1923‬ب >>التغير االجتم >>اعي‪ ،‬وذل >>ك إس >>هاما من >>ه في التغلب على النزع >>ة‬

‫التطورية السيكولوجية التي كانت مؤثرة في تلك الفترة‪( .‬علي غربي‪.)57 :2007،‬‬

‫‪ :4.4‬ستيوارت ش > >>ابين‪ :‬من الوض > >>عيتين املح > >>دثين املعت > >>دلين‪ ،‬ل > >>ه مؤل > >>ف بعن > >>وان "النظم األمريكي > >>ة‬

‫املعاصرة ‪ "1935‬حيث يطرح سؤاال كالتالي‪( :‬علي غربي‪.)58 :2007،‬‬


‫كيف يمكننا تحديد معنى النظم االجتماعي>ة بطريق>ة تختل>ف عن الفهم الع>ام له>ا ؟ ل>ذلك اعتبره>ا‬

‫مج> > >>رد أنم> > >>اط من الس> > >>لوك البش> > >>ري؟ أو ش> > >>بكة من االس> > >>تجابات الش> > >>رطية والع> > >>ادات الفردي> > >>ة‬

‫واالتجاهات‪ .‬ويعتبر الرسوم البيانية الرمزية وسيلة من وسائل تحدي>د النظم‪ ،‬وبالنس>بة ل>ه يجب أن‬

‫تخضع العالقات في شكل (األنماط) للقياس والوسيلة املعتمدة في ذلك هي البيانات‪.‬‬

‫النظرية املاركسية التقليدية‪:‬‬

‫نش>>أة املاركس>>ية‪ :‬ظه>>رت في النص>>ف الث>>اني من الق>>رن التاس>>ع عش>>ر في ش>>رق أورب>>ا‪ .‬أسس>>ها املفك>>ر‬ ‫‪)1‬‬

‫كارل ماركس(‪ ،)1883 -1818‬درس الحق>وق والفلس>فة والت>اريخ‪ ،‬وكانت مفاهيم>ه هيجيلي>ة بحت>ة‪،‬‬

‫ت >>أثر م >>اركس بكل من االقتص >>اد االنجل >>يزي ال >>ذي س >>اد انجل >>ترا بع >>د االنقالب الص >>ناعي و باملذهب‬
‫ًا‬
‫االش> >>تراكي الفرنسي وق> >>د كان م> >>اركس فيلس> >>وفا ومفك> >>را مادي > > ‪ .‬ص> >>احب مقول> >>ة "ال> >>دين أفي> >>ون‬

‫الش> >>عوب" فال> >>دين ال يشجع الفك> >>ر الح> >>ر ال> >>ذي ينتج ب> >>ل يبقيهم كاملخ> >>درين دون طم> >>وح للتق> >>دم‬

‫والتغيير‪ .‬من أهم مؤلفاته "بيان الحزب الشيوعي" و"رأس املال"‪( .‬مجدي كامل‪)11 :2016،‬‬

‫رواف>>دها وأه>>دافها‪ :‬عاص>>رت ال>>تراث الفك>>ري للفلس>>فة الكالس>>يكية األملاني>>ة‪ ،‬االقتص>>اد السياسي‬ ‫‪)2‬‬

‫الكالس >>يكي االنجل >>يزي و االش >>تراكية الفرنس >>ية‪ .‬وهي نظري >>ة مادي >>ة بحت >>ة بعي >>دة عن امليتافيزيقي >>ة‬

‫واملثالي > >>ة‪ .‬موض > >>وعها‪ :‬الص > >>راع بين الطبق > >>ات فمن جه > >>ة الطبق > >>ة الرأس > >>مالية وملكيته > >>ا لوس > >>ائل‬

‫اإلنتاج ومن جهة أخرى طبقة البروليتاريا‪ .‬منهج النظرية‪ :‬قوانين جدلية وتاريخية‪.‬‬

‫وهي تهدف إلى تفنيد واقع الرأسمالية املتعصب‪ ،‬قيام مجتمع اشتراكي وقيام مجتمع ش>>يوعي‪.‬‬

‫إال أن ه >>ذا الطم >>وح اص >>طدم بواق >>ع الرأس >>مالية املتعص >>ب ولم تض >>محل الرأس >>مالية لتح >>ل محله >>ا‬

‫االشتراكية ومن ثم الشيوعية‪ ،‬هذا ما أدى ببعض املفكرين لنقد نظريت>ه ونعته>>ا بالناقص>>ة‪ .‬لي>أتي من‬

‫بع >>ده تالمذت >>ه ومفك >>رين معج >>بين بنظريت >>ه اتبع >>وا خط >>اه ودرس >>وا الواق >>ع املع >>اش بتط >>بيق النظري >>ة‬

‫املاركس> >>ية الكالس > >>يكية علي> >>ه فوج> >>دوها تح > >>وي على نق> >>ائص‪ ،‬مم> >>ا اض > >>طرهم إلى تح > >>ديث النظري> >>ة‬

‫التقليدي> >>ة واكتش> >>اف طبق> >>ة وس> >>طى في املجتم> >>ع وإض> >>افة بعض املف> >>اهيم ال> >>تي كانت غائب> >>ة عن كارل‬

‫ماركس مع حفاظهم على األساس ولب النظرية الكالسيكية‪.‬‬

‫تعريف املدرسة املاركسية التقليدية‪:‬‬ ‫‪)3‬‬


‫هي مدرسة اقتص>ادية قائم>ة علي الفك>ر االقتص>ادي االش>تراكي أسس>ها الحق>وقي والفيلس>وف‬

‫كارل ماركس بعد الثورة الصناعية الليبرالية التي تسببت في فقر الطبقة العاملة وثراء أرباب العم>ل‬

‫مما أدى إلى تدهور أحوال العمال وازدهار للطبقة البرجوازية من جديد‪.‬‬

‫مفاهيم املدرسة املاركسية التقليدية‪:‬‬ ‫‪)4‬‬

‫‪ :1.4‬الص > >>راع الطبقي‪ :‬يع > >>د كارل م > >>اركس مؤس > >>س اتج > >>اه الص > >>راع ال > >>ذي ه > >>و أح > >>د االتجاه > >>ات‬

‫األساس> >>ية في النظري> >>ة االجتماعي> >>ة‪ ،‬والسبب في ه> >>ذا الص> >>راع ه> >>و ص> >>راع ق> >>ائم على املص> >>الح بين‬

‫الطبقات االجتماعية‪( .‬خالد حامد‪)107 :2015،‬‬

‫‪ :2.4‬املادية الجدلية‪ :‬أول من وضع مبادئ املادية الجدلي>ة ه>و الفيلس>وف األملاني كارل م>>اركس ال>>ذي‬

‫أسس > >>ها م > >>ع ص > >>ديقه فردري > >>ك انجل > >>ز‪ ،‬ويطل > >>ق على ه > >>ذه الفلس > >>فة اس > >>م «املادي > >>ة الجدلي > >>ة "ملت > >>أثره‬

‫بالفلس >>فة األملاني >>ة املادي >>ة ال >>تي كانت س >>ائدة في عص >>ره‪ ،‬فأخ >>ذ عن (هيج >>ل) الج >>دل وه >>و املتناقض >>ات‬

‫ال> >>تي تنش> >>أ في العق> >>ل الجمعي أوال ثم تنعكس على أرض الواق> >>ع‪ .‬وتق> >>وم املادي> >>ة الجدلي> >>ة عن> >>د كارل‬

‫ماركس على قوانين ثالثة وهي كالتالي‪( :‬مجدي كامل‪)28-27 :2016،‬‬

‫أ) قانون وحدة األضداد وصراعها‪:‬‬

‫يقوم أساسا على أن كل شيء طبيعي وكل ظاهرة تشتمل على طرفي تضاد‪ ،‬وه>ذا يول>د الص>راع بينهم>ا‬

‫وه>>ذا األخ>>ير ال يقضي على وح>>دة الشيء أو الظ>>اهرة‪ ،‬ب>>ل يقضي إلى تغلب الط>>رف املع>>بر عن التق>>دم‬

‫على الطرف اآلخر فيحدث التحول وهو السبيل إلى التطور‪.‬‬

‫ب) قانون نفي النفي‪ :‬يكشف عن االتجاه العام للتطور في العالم املادي‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫املجتم> > > >>ع‬ ‫املجتم> > > >>ع الص> > > >>ناعي الرأس> > > >>مالي نفي‬ ‫املجتم> > > >>ع اإلقط> > > >>اعي نفي‬

‫االشتراكي (نفي النفي)‬

‫ج) قانون االنتقال من التغير الكمي إلى التغير الكيفي‪:‬‬

‫تغ > >>ير‬ ‫تغ > >>ير كمي (الث > >>ورة) االش > >>تراكية‬ ‫الرأس > >>مالية‬

‫نوعي الشيوعية‬
‫‪:3.4‬املادية التاريخية‪ :‬املادة هي أصل ظهور ال>وعي أو الفك>ر عن>د م>اركس‪ ،‬ففي رأي>ه أن املجتم>ع ن>اتج‬

‫من حركة املادة التي تشكل الطبيعة وخاصة أشكالها الطبيعية‪ ،‬وأن اإلنت>اج املادي ه>و أس>اس وج>ود‬

‫املجتم>ع‪ .‬ف>>الرؤى السياس>>ية‪ ،‬األخالقي>ة‪ ،‬التش>ريعية والديني>ة تق>وم على أس>>اس اإلنت>اج وه>و األس>>اس‬

‫االقتص >>ادي للمجتم >>ع وه >>ذا األخ >>ير يق >>وم على طبق >>ات تعكس >>ها املص >>الح املتض >>اربة وبالت >>الي الص >>راع‬

‫التاريخي‪( .‬مجدي كامل‪)15 :2016،‬‬

‫سابعا‪ :‬املاركسية املحدثة‬

‫مفه > >>وم املاركس > >>ية املحدث > >>ة‪ :‬يطل > >>ق مص > >>طلح املاركس > >>ية املحدث > >>ة على املفك > >>رين املتمس > >>كين‬ ‫‪.1‬‬

‫باملاركس >>ية التقليدي >>ة م >>ع انتقاده >>ا في بعض الج >>وانب‪ .‬إذن املاركس >>ية املحدث >>ة هي املاركس >>ية‬

‫التقليدية ‪ +‬االنتق>ادات املوجه>ة له>ا‪ .‬ونم>يز املاركس>ية املحدث>ة من خالل النق>اط التالي>ة‪( :‬علي‬

‫غربي‪)147-146 :2007 ،‬‬


‫ّل‬
‫‪ .1‬تس م املاركسية الجديدة بمفهومات ومنهج وقوانين املاركسية التقليدية‪.‬‬

‫‪ .2‬تنطلق املاركسية الجديدة من الحقائق الجديدة للواقع والقوانين النوعية للتطور االجتماعي‪.‬‬

‫‪ .3‬تشترط املاركسية الجديدة االلتزام باإلطار العام املعرفي واإليديولوجي للنظرية‪.‬‬

‫نش> >>أة املاركس> >>ية املحدث> >>ة‪ :‬ظه> >>رت كاتج> >>اه ف> >>ردي للفك> >>ر املاركسي وكنتيج> >>ة لنج> >>اح بعض تج> >>ارب‬ ‫‪.2‬‬

‫ال >>دول النامي >>ة ال >>تي طبقت املاركس >>ية وظه >>ور ق >>ادة مث >>ل ماوتسي تونغ ممن اس >>تطاعوا تغي >>ير واق >>ع‬

‫مجتمعاتهم‪ .‬لذلك نميز بين نوعين من الفاعلين في املاركسية املحدثة‪ :‬رجال التنظ>ير والفك>ر ورج>ال‬

‫الفكر واملمارسة‪( :‬علي غربي‪)147 :2007 ،‬‬

‫رجال التنظير‪ :‬ماركس وأتباعه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫رجال املمارسة‪ :‬ماوتسي تونغ‪ ،‬كيميل سونغ‪ ،‬فرانز فانون‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .3‬القضايا الفكرية في املاركسية املحدثة‪:‬‬

‫‪ :1.3‬مكانة علم االجتماع في النسق املاركسي‪ :‬يوجد موقف ماركسي من علم االجتماع ومؤسسيه‬

‫ومن املنهج السوسيولوجي‪ ،‬فق>د اس>توحى م>اركس منهج>ه من الفلس>فة املادي>ة التاريخي>ة وانتق>د علم‬

‫االجتم > >>اع الكون > >>تي الوض > >>عي ال > >>ذي يرك > >>ز على دراس > >>ة الوح > >>دات االجتماعي > >>ة ويعتم > >>د على النظ > >>رة‬
‫ًا‬
‫االيجابي>>ة للمجتم>>ع‪ .‬وب>>ذلك يك>>ون الفك>>ر املاركسي مض>>اد للفك>>ر السوس>>يولوجي الوض>>عي‪ .‬وبالت>>الي‬
‫ّن‬
‫يكمن النق >>د املاركسي لعلم االجتم >>اع في أ تجزئ >>ة املجتم >>ع ت >>ؤدي إلى ه >>دم الص >>ورة البنائي >>ة الكلي >>ة‪.‬‬

‫(علي غربي‪)147 :2007 ،‬‬

‫‪ :2.3‬موق>>ف املاركس>>ية املحدث>>ة‪ :‬ض>>رورة تب>>ني املادي>>ة التاريخي>>ة لقي>>ادة البح>>وث السوس>>يولوجية‬

‫وتوجيهها موضوعا وتصميما مع اإلفادة من األساليب البحثية التي توص>>ل إليه>>ا علم االجتم>>اع ش>>رط‬

‫أال يتح>>ول إلى دراس>>ات جزئي>>ة إنم>>ا يجب أن يك>>ون علم>>ا بنائي>>ا ل>>ه توجهات>>ه املس>>تقبلية ويس>>عى إلث>>راء‬

‫النظرية وتطويرها‪ .‬وهنا يكمن املوقف النقدي لسوروكين املعارض للطرح املاركسي‪.‬‬

‫‪ :3.3‬الطبق > >>ات االجتماعي > >>ة والتغي > >>ير‪ :‬يتف > >>ق املاركس > >>يون الج > >>دد أن م > >>اركس أولى اهتم > >>ام ملفه > >>وم‬
‫الطبق > >>ات االجتماعي > >>ة كمقول > >>ة تفس > >>يرية للكث > >>ير من الظ > >>واهر االجتماعي > >>ة‪ ،‬وأض > >>فى عليه > >>ا مع > >>نًى‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫سوس>>يولوجي متغ>>ير ‪ .‬فه>>و يح>>دد الطبق>>ات االجتماعي>>ة من خالل موقعه>>ا في نظ>>ام اإلنت>>اج والتنظيم‬

‫االجتم>>اعي للعم>>ل وال يح>>ددها من خالل مؤش>>رات الحق>>ة لوجوده>>ا‪ .‬إنم>>ا ينتق>>دون املاركس>>ية لكونه>>ا‬

‫لم تع>ّر ف الطبق>>ة واهتمامه>>ا فق>>ط بمح>>دداتها‪ .‬ولكن يوج>>د تعري>>ف ش>>ائع للطبق>>ة قّد م>>ه لي>>نين ال>>ذي‬

‫يع >>رف الطبق >>ات بأنه >>ا جماع >>ات من الن >>اس تحت >>ل مواق >>ع متماثل >>ة نسبيا في نظ >>ام اإلنت >>اج االجتم >>اعي‪.‬‬

‫(علي غربي‪)148 :2007 ،‬‬

‫‪ :4.3‬ال > >>دور الث > >>وري للبروليتاري > >>ا‪ :‬يحت > >>اج ه > >>ذا املفه > >>وم إلع > >>ادة النظ > >>ر نتيج > >>ة الطبق > >>ة العامل > >>ة في‬

‫املجتمع > >>ات الرأس > >>مالية املعاص > >>رة‪ ،‬ففي الس > >>بعينيات ش > >>كلت الطبق > >>ة العمالي > >>ة آن > >>ذاك م > >>ا يع > >>رف‬

‫بالبرجوازية املتوسطة‪.‬‬

‫‪ :5.3‬ال>>وعي ب>>الواقع وال>>وعي ب>>املمكن‪ :‬يق>>ول غول>>دمان أن البن>>اء االجتم>>اعي ه>>و عملي>>ة دينامي>>ة للبن>>اء‬

‫واله>دم ل>ذلك يجب إع>ادة النظ>ر دوم>ا في النم>اذج واألط>ر النظري>ة‪ ،‬ف>اقترح تغي>ير مفه>وم الرأس>مالية‬

‫إلى االمبريالي>>ة وف>>ق لي>>نين لنعكس الطبيع>>ة املنظم>>ة للرأس>>مالية العص>>رية املتقدم>>ة‪.‬واعت>>بر غول>>دمان‬

‫مفه >>وم ال >>وعي املمكن مهم >>ا ونقط >>ة ارتكاز منهجي >>ة جدلي >>ة في علم االجتم >>اع‪ ،‬فعن >>دما تح >>دث م >>اركس‬

‫عن وعي الطبق >>ة العمالي >>ة لم يكن يقص >>د وعي أفراده >>ا ب >>الواقع وإنم >>ا وعي الجماع >>ة ب >>التغيير‪ .‬وي >>رى‬
‫غول > >>دمان أن ال > >>وعي ه > >>و عملي > >>ة دينامي > >>ة ومحافظ > >>ة في نفس ال > >>وقت‪ ،‬فكل جماع > >>ة تس > >>عى ملعرف > >>ة‬

‫الحقيقة لكن ليس للحد الذي يتعارض مع وجودها ومصالحها‪( .‬علي غربي‪)149 :2007 ،‬‬

‫‪ :6.3‬معارضة املاركسية املحدثة للنظرية البرجوازية‪ :‬تتحدد هذه املعارضة من خالل األبعاد التالية‪:‬‬

‫(علي غربي‪)150 :2007 ،‬‬

‫البع >>د االي >>ديولوجي‪ :‬تس >>عى النظري >>ة البرجوازي >>ة إلى ت >>برير دور الرأس >>مالية املعاص >>رة وتخفي‬ ‫أ)‬

‫تك>>ريس تخل>>ف ال>>دول النامي>>ة وتبعيته>>ا له>>ا‪ .‬وتس>>تعمل في إقناعه>>ا للبرجوازي>>ات الوطني>>ة لتب>>ني‬

‫الديمقراطي >>ة الغربي >>ة من خالل مس >>اعدات مادي >>ة وعس >>كرية‪ .‬بع >>د الكلي >>ة‪ :‬ت >>دعو املاركس >>ية‬

‫املحدث> > >>ة إلى ض> > >>رورة النظ> > >>ر للمجتم> > >>ع املعاص> > >>ر في إط> > >>ار كلي لفهم> > >>ه ويعت> > >>بر غول> > >>دمان أن‬

‫املاركسية هي منهج الكلية‪.‬‬

‫الطبق >>ة االجتماعي >>ة والث >>ورة‪ :‬انتق >>د املاركس >>يون الج >>دد دراس >>ة الطبق >>ات من خالل الت >>درج‬ ‫ب)‬

‫االجتم>>اعي ال>>ذي ينفي املالمح الدينامي>>ة والعالق>>ات بين الطبق>>ات االجتماعي>>ة‪ .‬وبالنس>>بة ل>>دور‬

‫الثورة يرى املاركسيون الجدد على لسان فرانز فانون أن العنف هو السبيل الوحيد للقضاء‬

‫على االستعمار والتغيير‪ .‬فيبرزون دور الفالحين والبرجوازية الصغيرة كتحالفات طبقية جنب>>ا‬

‫إلى جنب مع البروليتاريا املتمركزة في املدن‪( .‬علي غربي‪)151 :2007 ،‬‬

‫االقتص >>اد‪ :‬يع >>ترفون ب >>دور البع >>د االقتص >>ادي ال >>داخلي في فهم أبع >>اد البن >>اء الكلي للمجتم >>ع‬ ‫ج)‬

‫ودور النظ>>ام االقتص>>ادي الع>>املي في تك>>ريس التخل>>ف بالبل>>دان النامي>>ة‪( .‬علي غ>>ربي‪:2007 ،‬‬

‫‪)152‬‬

You might also like