Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫المحاضرة‪ : 9‬العمليات المعرفية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يعد االىتمام بالعقل اإلنساني والعمميات العقمية مدار بحث واىتمام اإلنسان عبر العصور حيث اعتبر العمماء‬
‫السموك المعرفي احد اىم اشكال السموك اإلنساني الذي أثار فضول اإلنسان وتفكيره حول قضايا كاإلدراك‬
‫واالنتباه والتخيل والتفكير والذاكرة وغيرىا‪ ،‬وىذه العمميات والعوامل ىي محور اىتمام العمماء بعمم النفس‬
‫المعرفي منذ أقدم العصور حتى يومنا ىذا‪ ،‬ونتطرق فيما يمي إلى أىم العمميات المعرفية‪:‬‬

‫‪-1‬اﻹحﺴاس‬

‫‪-1‬تعريف اﻻحﺴاس‬

‫لغة‪ :‬االحساس من الفعل أحس‪ ،‬يحس بالشيء بمعنى يشعر بو‬

‫ويمكن النظر إلى اإلحساس عمى أنو العممية الحيوية التي يتم من خالليا استقبال المعمومات من العالم‬
‫الخارجي عبر الحواس المتعددة‪ ،‬والتي نمكن الفرد من الوعي بخصائص المثيرات المختمفة‪.‬‬

‫‪-‬االحساس عممية فيزيولوجية تتمثل في استقبال االثارة الحسية من العالم الخارجي وتحويميا إلى نبضات‬
‫كيروعصبية في النظام العصبي‬

‫مالحظة‪ :‬اﻻحﺴاس واﻻدراك‪:‬‬

‫االحساس عممية فيزيولوجية تتمثل في استقبال االثارة الحسية من العالم الخارجي وتحويميا إلى نبضات‬
‫كيروعصبية في النظام العصبي‪ ،‬في حين أن االدراك ىو عممية تفسير ليذه النبضات‪ ،‬واعطائيا المعاني‬
‫الخاصة بيا‪.‬‬

‫‪-3‬مراحل ﻋملية اﻹحﺴاس‪:‬‬

‫‪.1‬مرحلة التنبية او اﻻﺴتﺜارة‪ :‬التنبيو أو االستثارة ىي الخطوة االولى في عممية االحساس ‪ ،‬وبدونو ال يمكن‬
‫ليذه العممية ان تتم عمى االطالق‪ ،‬فال بد من وجود منبو او مثير مناسب لمحاسة‪ ،‬وان يكون عمى درجة‬
‫مناسبة من الشدة تكفى لتنبيو واستثارة عضو الحس حتى يستقبل ىذا المثير‪ ،‬ويطمق مصطمﺢ العتبة عمى‬
‫مستوى الشدة الالزم لإلحساس‪:‬‬

‫ﻋتبة اﻹحﺴاس‪ :‬إن خصائص اﻷجيزة الحسية لدى اإلنسان ال تمكنو من التقاط كافة اإلشارات الحسية‬
‫لممثيرات الخارجية‪ ،‬وحتى يستطيﻊ عضو الحس التقاط واكتشاف خصائص المثيرات الخارجية ال بد أن‬
‫تصل شدتيا أو كثافتيا إلى حد معين يسمى عتبة اإلحساس‪ ،‬وعميو فﺈن عتبة اإلحساس ىي الحد اﻷدنى‬
‫لشدة المثير بحيث يمكن لعضو الحس اكتشافو أو التقاطو‪.‬‬

‫وأنواع العتبات الحسية ىي‪(:‬العافري‪ ،8102 ،‬ص‪.)07‬‬

‫أ‪ -‬العتبة المطلﻘة‪ :‬ىي الحد اﻷدنى لإلحساس بالمثير واستقبالو؛ فالمثير لكى يحدث إحساسا البد ان يصل‬
‫الى درجة معينة من الشدة تكفى الستثارة عضو الحس‪ ،‬وتكفى الستقبالو‪.‬‬

‫ب‪ -‬العتبة الﻘﺼوى ‪ :‬ىي الحد اﻷقصى الذى تصل اليو درجة شدة المثير‪ ،‬والتي يكون الوصول إلييا مؤلما ‪ ،‬كما‬
‫وتؤدى الى ايذاء العضو الحاس والحاق الضرر بو‪.‬‬

‫ج‪ -‬العتبة الﻔارﻗة‪:‬ويقصد بيا الفرق في التنبيو أو االستثارة الذى يجعل الفرد واعيا بوجود فرق بين مثيرين‪.‬‬

‫‪.2‬مرحلة ﻻﺴتﻘبال‪:‬‬

‫وفى ىذه الخطوة يقوم عضو الحس باستقبال او التقاط المثير في صورة نوع معين من الطاقة‪ ،‬قد تكون‬
‫فزيائية او ميكانيكية او كيميائية او اشعاعية ‪ ،‬بحسب نوع المثي‪ ،‬حيث ويوجد لجميﻊ الحواس اعضاءىا‬
‫المسؤولة عن اكتشاف واستقبال المثيرات‪.‬‬

‫‪.3‬مرحلة تحويل الطاﻗة‪:‬‬

‫يقوم عضو االستقبال الحسى بتحويل طاقة المثير الى نوع اخر من الطاقة‪ ،‬ىي الطاقة العصبية التي تﺄخذ‬
‫صورة االشاراتالكيروكيميائية ‪ ،‬ويتم انتقال الصورة الجديدة لمطاقة إلى المﺦ خالل العصب الحسي‬
‫المتخصص‪ ،‬ويوجد لكل حاسة عصبياالحسي‪.‬‬

‫‪.4‬تﺴﺠيل اﻻشرات الﺠديدة فﻲ المﺦ ﻛﺈحﺴاس‪:‬‬

‫في ىذه الخطوة يتم نقل االشا ارت الكيروكيميائية عبر العصب الخاص بالحاسة الى المﺦ‪ ،‬فينشط الجزء‬
‫المسؤول عن االحساس في المﺦ‪ ،‬ويسجل ىذه االشا ارت كﺈحساس‪.‬‬

‫فعممية اإلحساس ال يمكن ان تتم إال بعد وصول اإلشارة إلى المﺦ‪ ،‬وتختمف الحواس في المناطق التي‬
‫تخصيا في المﺦ والتي يتم تنشيطيا واستشارتيا عند حدوث عممية اإلحساس‪ ،‬وبعد التسجيل يمكن لمعمميات‬
‫المعرفية التالية االكثر تعقيدا أن تحدث(العافري‪ ،8102 ،‬ص‪)02‬‬

‫وأخي ار يمكن القول ان لإلحساس أىمية كبيرة بالنسبة لمعمميات المعرفية‪ ،‬كما لو العديد من الوظائف‬
‫اﻷخرى‪ ،‬وأن الوظيفة االساسية لإلحساس ىي حفظ بقاء االنسان‪ ،‬وذلك من خالل تعريفو بالبيئة المحيطة بو‪،‬‬
‫وتمكينو من ضبطيا احيانا والتكيف معيا احيانا اخرى ‪ ،‬كما يمكنو االحساس من الدفاع عن نفسو بمعرفة‬
‫كل االخطار التي قد تيدد كيانو ‪ ،‬ضف الى ذلك الوظيفة الطبية التي تسمﺢ بتشخيص االمراض‪ ،‬وبالتالي‬
‫عالجيا ‪ ،‬دون ان ننسي الوظيفة البيئية التي تساعده لمحفاظ عمى بيئة صحية تكفل لو العيش بسالمة في منﺄى‬
‫عن مختمف اﻷمراض التي قد يسببيا التموث المحيط بو‪.‬‬

You might also like