Professional Documents
Culture Documents
الاقصوصة: الشخصيات
الاقصوصة: الشخصيات
لئن تنوعت اتجاهات الكتابة القصصية (واقعية وهزلية ورمزية وخيالية) فإنها اتفقت في معالجة قضايا
االنسان والوجود
تنوع اتجاهات الكتابة القصصية
التيار الواقعي :محمود تيمور يؤسس لمميزات الكتابة الواقعية
علي الدوعاجي يؤسس للكتابة الهزلية الكاريكاتورية الساخرة باستعمال التشويه و المبالغة (تصوير
الواقع و نقد التغيرات الثقافية و الحضارية التي طرأت على المجتمع التونسي في ما بين الحربين –
زمن االستعمار)
االقصوصة الرمزية حكاية باب وصادق
الكتابة العاطفية االسترجاعية :عاطفة الحب في صراعها مع الطبقية لينتصر العلم وينهزم الحب
االقصوصة الخيالية :توظيف الخيال العجيب فب رسم الشخصيات واالحداث واألمكنة واألزمنة
والشخصيات الستمالة القارئ ودفعه الى التفكير واالنتباه الى القضايا المطروحة
ماهي مميزات الكتابة القصصية وكيف التزم كل كتاب االقصوصة بخصائص االيجاز واالكتناز
واالنتقاء
الكتابة الواقعية
تشتغل الكتابة الواقعية بجملة من المميزات أهمها رسم الشخصيات بأساليب السرد والوصف والحوار
رسما انتقائيا وظائفيا فهو يختار الشخصيات التي تعاني خلال جسديا او نفسيا او اجتماعيا فينطلق من
الرسم الجسدي ليضخم عناصر النقص (بذرة اإلعاقة) وهي الحدبة وقماءة الشخصية إضافة الى اإليحاء
الى االختالل النفسي واالجتماعي بإبراز عالمات اليتم والتشرد فيتخذ السارد من النعوت المبرزة
لعالمات التشويه ما يختزل به مالمح الشخصية النفسية واالجتماعية والجسدية فهو "غالم قميء مهلهل
الثياب ال يعدو العاشرة من عمره له حدبة تكاد تبتلع ظهره" و ضخم كذلك عيوب شخصية المعلم فجعل
من الصفات الجسدية المبرزة لصفات القبح و النقص وسيلة لإليحاء بعالمات االنكسار النفسي و هزيمة
المعلم و تأزمه في مجتمعه فهو يوصف بانه "مقوس الظهر بلغ ارذل العمر عكر السمات محتقن الوجه
يعتمد في سيره على عصا ضخمة كثيرا ما اتخذها للبي سوط عذاب" و الطريف ان الشخصية ال يسند
لها اسم علم فالكاتب بتعمد تعتيم الهوية و يسكت عن اسمائها المرجعية حتى يكثف اإلشارة الى انفتاحها
على فئة عمرية بأكملها او قل كبقة اجتماعية فرغم ارتباطها بإشارات الواقع المصري فإنها اكتنزت في
ذاتها فئة األطفال المشردين الذين يعانون من البؤس و الشقاء و طوع علي الدوعاجي الشخصية
الجماعية من خالل اإلحالة على انتمائها الى الرجال و النساء مثل باعة الليموناضة و المستحمات فيقول
" و المستحمون رجاال و نساء خالعون مالبسهم و حياءهم" و جعل من وصف شخصية المرأة البدينة في
العربة األولى مشهدا مكتنزا بدالالت السخرية و المبالغة من خالل تضخيم العيوب الخلقية الى درجة
تحويلها الى رسم كاريكاتوري مثير لإلضحاك فهو يربط االحمرار ببدانة الجسد فهو يظن ان "لبس
األحمر وراثي مثل السمنة في هذه العائلة"
و ال تبنى الشخصية بعالمات الوصف المكتنز بالدالالت فحسب او بانتمائها الفردي او الجماعي بل طوع
كذلك المؤلف سرد االعمال و متابعة/نقل/رواية األفعال إلبراز عالمات التأزم و التصدع و بذرة النقص
لدى الشخصيات و سعيها الى المغامرة قصد التحرر من ذلك فالصبي لم نر من اعماله اال الهروب من
الشرطي في سرعة البرق و التهامه للحلوى بشكل يكثف معنى تحقيق اللذة و سد النقص أي تحويل
الحرمان الى لذة " على حين كان االحدب الصغير يمسح فمه ليزيل عنه ما علق به من بقايا نبابيت
الخفراء التي التهمها في غفلة من العيون" فأعمال الحرمان و عالمات النقص و القسوة و الشراسة ليست
اال وسائل يعول عليها الراوي لتضخيم القبح و ابرازه للقارئ حتى يخلق لديه إحساسا بانطباع واحد و
هو مأساوية المنزلة االجتماعية للشيوخ المحرومين من الرعاية العائلية و قد فاجا تيمور القارئ بكشف
فجاجة الواقع االجتماعي عند تصوير المعلم بقوله انه "لم يكن يجيد في حياته اال امرين اثنين "...فنتبين
بذلك ان المفارقة بين ما ينتظر و ما يتحقق’ بين ما ينتظره القارئ و ما يرسمه الفنان هي الوسيلة الفنية
التي اختزل بها تركيب الشخصية فالحركات تتراوح بين البطء و السرعة او بين الخفة و البدانة و كذلك
بين الدخول و الخروج وبين السفور و االحتجاب خاصة عند رسم النساء في شاطئ حمام االنف "مرة
يحسون الحر فيرتمون في الماء و اذا احسوا البرد فانبطحوا عارضين اجسامهم ألشعة الشمس" وهي
عالمات توجه القارئ و تركز انتباهه على القضايا المطروحة اذ تهيئ و تلمح الى التمزق و التصدع
التي تسيطر على المجتمع التونسي فزعزع قيمه الثابتة و دفعه الى التحول و االنفتاح على االخر
طوع كتاب االقصوصة االنتقاء االجتماعي وسيلة لتشكيل الرؤيا الطبقية واالجتماعية فالشخصيات رغم
انها ال تحمل أسماء وهي شخصيات فردية او جماعية لها سمات خلقية وخلقية فان انفتاحها على بقية
الشخصيات تجلى واضحا من خالل االعمال التي تمارسها مثل بيع الغالم للحلوى التي يصنعها المعلم و
هي عالقة ضخمت معنى الحرمان من التلذذ بأكلها بسبب الخوف "من غلظة و شراسة االب" فنتبين ان
المفارقة ليست اال أداة موجهة لكشف التصدع االجتماعي او النفسي او الفكري
اما الشخصية في االقصوصة الرمزية او النفسية فترسم بانتقاء صفات او قيم ملهمة لتنامي االحداث مثل
اسم "صادق" او "نادر" في األرض المستحيلة إضافة الى صفات تختزل انتماء مهنيا مثل المحامي الذي
يحضر بأقواله التعليمي واالرشادية لتوحي بمفارقة بين القول والفعل أي بين الموجود والمنشود فهو
القائل "سادسا ان ال يكذب ولو هددوه فا حتى باتفه
الوصف هو أسلوب يركز على ابراز عالمات النقص و القبح و التشويه