الجماعات المحلية وواقع العملية التنموية في الجزائر

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 98

‫وزارة التعليــم العالـي والبحـث العلمـي‬

‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬

‫جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم‬

‫المرجع‪........... :‬‬ ‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬

‫قسم ‪ :‬العلوم السياسية‬

‫مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة الماستر‬

‫الجماعات المحلية وواقع العملية‬


‫التنموية في الجزائر‬
‫ميدان الحقوق و العلوم السياسية‬
‫التخصص‪ :‬إدارة محلية‬ ‫الشعبة‪ :‬العلوم السياسية‬
‫تحت إشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب ‪:‬‬
‫‪ -‬عباسي عبد القادر‬ ‫‪ -‬هيبة محمد‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫رئيسا‬ ‫فراحي محمد‬ ‫األستاذ‬
‫مشرفا مقر ار‬ ‫عباسي عبد القادر‬ ‫األستاذ‬
‫مناقشا‬ ‫بوغازي عبد القادر‬ ‫األستاذ‬

‫السنة الجامعية‪9191/9102 :‬‬

‫نوقشت يوم‪0505/05/50:‬‬
‫اإلهداء‬
‫أهدي هذا العمل إلى أعز ما يملك اإلنسان في هذه الدنيا إلى ثمرة نجاحي إلى من أوصى بهما‬
‫هللا سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫" وبالوالدين إحسانا "‬

‫إلى الشمعة التي تحترق من أجل أن تضئ أيامي إلى من ذاقت مرارة الحياة وحلوها‪ ،‬إلى قرة‬
‫عيني وسبب نجاحي وتوفيقي في دراستي إلى‬

‫"خيرة "‬

‫أطال هللا في عمرها‬

‫إلى الذي أحسن تربيتي وتعليمي وكان مصدر عوني ونور قلبي وجالء حزني ورمز عطائي‬
‫ووجهني نحو الصالح والفالح إلى‬

‫"أبي "طاهر "‬

‫أطال هللا في عمرها‬

‫إلى أخواتي وجميع أفراد عائلتي‬

‫إلى أستاذي " عباسي عبد القادر " و جميع األساتذة األجالء الذين أضاءوا طريقي بالعلم‬

‫ومن كانوا برفقتي أثناء‬ ‫وإلى كل أصدقاء الدراسة و العمل خاصة كل من لطروش العربي‬
‫إنجاز هذا البحث إلي كل هؤالء وغيرهم ممن تجاوزهم قلمي ولن يتجاوزهم قلبي أهدي ثمرة‬
‫جهدي المتواضع‬
‫شكر وتقدير‬
‫‪ -‬الحمد هلل على توفيقه وإحسانه‪ ،‬والحمد هلل على فضله وإنعامه‪ ،‬والحمد هلل على جوده‬
‫وإكرامه‪ ،‬الحمد هلل حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده‬

‫أشكر هللا عز وجل الذي أمدني بعونه ووهبني من فضله ومكنني من إنجاز هذا العمل وال‬
‫يسعني إال أن أتقدم بشكري الجزيل إلى كل من ساهم في تكويني وأخص بالذكر أستاذي الفاضل‬
‫" عباسي عبد القادر "‬

‫الذي تكرم بإشرافه على هذه المذكرة ولم يبخل علي بنصائحه الموجهة لخدمتي‬

‫فكان لي نعم الموجه والمرشد‬

‫كما ال يفوتني ان أشكر أعضاء لجنة المناقشة المحترمين الذين تشرفت لمعرفتهم وتقييمهم‬
‫لمجهوداتي‬

‫كما أشكر كل من قدم لي يد العون والمساعدة ماديا أو معنويا من قريب أو بعيد إلى كل هؤالء‬
‫أتوجه بعظيم االمتنان وجزيل الشكر المشفع بأصدق الدعوات ‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫تعد عملية التنمية بصفة عامة و التنمية المحلية بصفة خاصة أحد أهم األهداف التي‬
‫سعت الدولة إلى تحقيقها‪ ،‬أي يمكن من خاللها االنتقال بالمجتمع من حالة الركود و الضعف‬
‫إلى حالة التقدم و الرفاهية و االرتقاء إلى ما هو أفضل‪ ،‬و كذلك تحقيق التوازن بين األقاليم‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫ونظ ار ألهمية التنمية المحلية اتجهت الجزائر إلى االهتمام أكثر بالجماعات المحلية‬
‫كونها تشكل اللبنة األولى و الخلية القاعدية في هرم الدولة و كوفا تتحكم في العمليات اإلدارية‬
‫المختلفة من تخطيط توجيه و رقابة و إشراف و المتابعة‪ ،‬و هي التي يمكن لها حصر‬
‫الحاجات الملحة و تحديد أولويات العمل الواجب القيام به كما جاء هذا االهتمام في إطار‬
‫االتجاه إلى توسيع نطاق مشاركة المواطنين ودورهم في عملية التنمية و النهوض بالمجتمع‬
‫المحلي في جميع المجاالت بصفة عامة ‪ ،‬و لذلك سعت الجزائر إلى القيام بتطوير نظام‬
‫الجماعات المحلية من خالل إصدار قانون البلدية ‪ 90-09‬و قانون الوالية ‪90-09‬ثم القانون‬
‫الجديد للبلدية ‪ 19-11‬و قانون الوالية ‪ 90-11‬لقد أصبحت الجماعات المحلية اليوم ذات‬
‫اختصاصات واسعة باعتبارها مؤسسات للتنمية المحلية بكل أبعادها و هي تشكل الوسيط بين‬
‫المواطن و اإلدارة المركزية‪.‬‬
‫و أدوار الجماعات المحلية في مجال ومن هذا المنطلق أحاول في هذه الدراسة تحديد‬
‫وظائف التنمية المحلية‪.‬‬
‫اإلشكالية‬
‫من أجل دراسة الموضوع رأيت أن تكون اإلشكالية على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬كيف تساهم الجماعات المحلية في تحقيق التنمية المحلية ؟‬
‫و يتفرع عن هذه اإلشكالية جملة من األسئلة الفرعية يكن إجمالها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬ما المقصود بكل من الجماعات المحلية و التنمية المحلية؟‬
‫‪ -‬ما واقع الجماعات المحلية و التنمية المحلية في الجزائر؟‬
‫‪ -‬ما هي الوسائل التي تعتمدها الجماعات المحلية حتى تقوم بمهامها الموكلة إليها؟‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬ما هي الصعوبات و العراقيل التي تعترض التنمية المحلية؟ وما هو السبيل إلى تجاوزها؟‬
‫فرضيات الدراسة‬
‫حتى أتمكن من دراسة هذا الموضوع قمت باقتراح الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الجماعات المحلية هي األداة الضرورية لتحقيق التوازن بين األقاليم في عملية التنمية المحلية‬
‫إذا ما توفرت لها الوسائل المالئمة و الدعم الالزم في إنجاح خطط التنمية المحلية‬
‫‪ -‬إن فشل الجماعات المحلية في الوصول إلى تنمية محلية ناجحة يعود إلى عدم التناسب بين‬
‫حجم الصالحيات الممنوحة و اإلمكانيات المتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬الجماعات المحلية تحقق االستقرار وتساهم في الكشف عن المصادر المحلية وحسن‬
‫استخدامها‪.‬‬
‫أهمية البحث‬
‫تكمن أهمية البحث في أن الجماعات المحلية لها دور كبير في تحقيق التنمية المحلية و‬
‫الهيئة األساسية لها‪ ،‬و هذا بحكم فربها من المواطن و قد وضعت أساسا بهدف التسيير شؤون‬
‫المواطنين وتحسين أوضاعهم االقتصادية و االجتماعية الصحية و حتى البيئية ‪.‬‬
‫كما أن التنمية الوطنية ال تتحقق إال بدفع عجلة التنمية المحلية في كافة الواليات و البلديات و‬
‫لذلك أصبحت الجزائر تولي اهتمام كبي ار للنظام الالمركزي‪.‬‬
‫كما أن الجماعات المحلية هي نقطة البداية في إرساء نظام ديمقراطي يحقق المشاركة‬
‫الشعبية و يحقق االستقرار من خالل شعور المواطن بتواجد الدولة و حضورها الفعلي إلى‬
‫جانبه و في خدمة مصالحه ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫أهداف البحث‬
‫تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق األهداف التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬محاولة فهم أعمق لموضوع التنمية بشكل عام و التنمية المحلية بشكل خاص‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد اإلطار القانوني للجماعات المحلية و إبراز وظائفها دورها في عملية التنمية المحلية‬
‫كما تهدف إلى إبراز التحديات و العراقيل التي تحد من عمل الجماعات المحلية في أداء‬
‫مهامها‪.‬‬
‫محاولة تشخيص إمكانيات بلدية بوسعادة و أفاق لتنمية المحلية بها‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‬
‫يعود اختيار هذا الموضوع إلى أسباب ذاتية و أخرى موضوعية ‪ - :‬الرغبة في الكشف و‬
‫التعرف أكثر على السياسات التنموية المحلية في الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة الذاتية في معرفة ما تقوم به بلدية بوسعادة من أدوار في تحقيق التنمية المحلية و‬
‫النهوض بمجتمعها المحلي‪.‬‬
‫‪ -‬لقد أصبحت التنمية المحلية أحد المواضيع الهامة حيث أصبحت تحتل جزءا مهما في برامج‬
‫الحكومة لجزائرية وأحد أهم أولوياتها‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة التوجه العالمي نحو الالمركزية اإلدارية و االهتمام بها‪.‬‬
‫‪ -‬نقص الدراسات التي تتعلق بدور الجماعات المحلية في التنمية المحلية‪.‬‬
‫منهجية الدراسة ‪:‬‬
‫اعتمدت في هذه الدراسة على‪:‬‬
‫االقتراب القانوني المؤسسي‪:‬‬
‫فاالقتراب القانوني يركز في دراسته على الجانب القانوني أي على مدى التزام الظواهر‬
‫بالمعايير القانونية و مطابقة الفعل مع القانون ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫أما االقتراب المؤسسي فهو يهتم باألبنية و الهياكل و األطر الرسمية‪ ،‬و يعتمد هذا‬
‫االقتراب على الشرح و التفصيل الوصفي للمؤسسة ونحن بصدد دراسة الجماعات المحلية البد‬
‫من التطرق إلى النظام القانوني لها‪.‬‬
‫المنهج الوصفي التحليلي ‪ :‬تم االعتماد على هذا المنهج بهدف وصف و تحليل المفاهيم‬
‫المتعلقة بالموضوع وقد كان هذا المنهج هو انسب المناهج التحقيق هذه األهداف ألنه يتيح لنا‬
‫إمكانية إعطاء وصف دقيق و تحليل موضوعي للظاهرة محل الدراسة و من ثم استخالص أهم‬
‫النتائج بشكل علمي منظم وعليه سوف يعتمد عليه الباحث في جمع المعلومات عن الظاهرة‬
‫محل البحث و تحديد مفهومها و مستوياتها المختلفة‪.‬‬
‫المنهج التاريخي‪ : :‬يساعد هذا المنهج في دراسة التطور التاريخي لمختلف المفاهيم الواردة في‬
‫الدراسة واعتمدت عليه كونه يتناول التطور التاريخي للجماعات المحلية‪.‬‬
‫منهج دراسة حالة ‪ :‬و لضرورة تحديد و حصر الدراسة في نموذج بوسعادة فقد انتهجت هذا‬
‫المنهج حتى أتمكن من دراسة الموضوع من مختلف الجوانب به ميدانيا وبالتالي معرفة ما تقوم‬
‫به الجماعات المحلية من دور في تحقيق التنمية المحلي في هذه المنطقة‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‬
‫إن المراجع التي اعتمدت عليها في دراستي ال أستطيع أن أحددها في مجال معين‪ ،‬بل‬
‫أينما و جدت ضالتي فثم مرجعي‪ ،‬و لكن سأعتمد بشكل كبير على المراجع العامة المتخصصة‬
‫وبصفة أكثر المصادر الرسمية من القوانين و اللوائح التنظيمية المختلفة‪.‬‬
‫نجد بعض الدراسات التي عالجت موضوع الجماعات المحلية و أخرى موضوع التنمية المحلية‪،‬‬
‫و من بين هذه الدراسات ‪:‬‬
‫کتاب بعنوان شرح قانون البلدية لكاتبه عمار بوضياف و الذي تناول فيه شرح لقانون‬
‫البلدية‪ 11 - 19‬و أبرز فيه هيئات البلدية و أهم أدوارها في مجال التنمية المحلية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬كتاب بعنوان تنمية المجتمعات المحلية للكاتب خاطر مصطفی خاطر حيث عمد من خالله‬
‫إلى أهمية الفرد في تحقيق التنمية على المستوى المحلي وابراز أهم العوائق التي تحد من عملية‬
‫التنمية المحلية‪.‬‬
‫و كذلك مقال لألستاذ ناجي عبد النور في مقاله نحو تفعيل دور اإلدارة المحلية (الحكم‬
‫المحلي) الجزائرية لتحقيق التنمية الشاملة حيث تناول من خالله اإلطار القانوني لإلدارة المحلية‬
‫كما أبرز دور هذه األخيرة في التنمية الشاملة وأيضا ابرز العراقيل التي تؤثر على فاعلية أداء‬
‫اإلدارة المحلية لوظائفها‪.‬‬
‫خطة الدراسة‬
‫لقد قسمت الدراسة إلى مقدمة و ثالثة فصول و خاتمة حيث تناولت في الفصل األول‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية من خالل إبراز مفهوم كل منهما و ذکر و‬
‫وظائف الجماعات المحلية و كذلك مرتكزات التنمية المحلية‪ ،‬أما في الفصل الثاني فقد تم‬
‫التطرق إلي مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية من خالل إبراز و واقع الجماعات‬
‫المحلية في الجزائر و دورها في التنمية المحلية‪ ،‬و أهم المعوقات التي تعترض التنمية المحلية‪،‬‬
‫ذكر إمكانيات البلدية و آفاق التنمية فيها‪ ،‬وخاتمة ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫حظي موضوع الجماعات المحلية باهتمام متزايد من طرف مختلف الدول و ذلك لما لها‬
‫من أهمية كبيرة للنهوض بالمجتمع المحلي خاصة و الدولة بصفة عامة نحو األفضل حيث‬
‫منحت الدول في إطار الالمركزية دور أكبر في عمليات التنمية المحلية بكل أبعادها المختلفة‬
‫من إقتصادية و إجتماعية وحتى الثقافية إذ أصبحت المسؤول المباشر على القيام بالمشاريع‬
‫على مستوى إقليمها‪.‬‬
‫ومن هنا سوف أتطرق لمفهوم الجماعات المحلية ومعرفة أهم وظائفها و كذلك التنمية‬
‫المحلية و أهم أهدافها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الجماعات المحلية‪:‬‬


‫تحتل الجماعات المحلية مرك از هاما داخل الدولة‪ ،‬كما تقوم بدور فعال في التنمية فهي تتميز‬
‫بكونها إدارة قريبة من المواطنين ونابعة من الشعب‪ ،‬وهي بمثابة أداة تنقل مشكالت المجتمع‬
‫وحاجاته من جانب وتعيد إلى هذا المجتمع حل هذه المشكالت من جانب آخر وبالتالي فهي‬
‫وحدة أساسية البد منها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الجماعات المحلية‪:‬‬
‫تعد الجماعات المحلية وحدات جغرافية‪ ،‬مقسمة من إقليم الدولة وهي عبارة عن هيئات‬
‫مستقلة في الواليات والمدن والقرى‪ ،‬وتتولى شؤون هذه الوحدات بالطرق المناسبة لها وتتمنع‬
‫بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪.‬‬
‫وقد أصطلح على تسميتها في بعض الدول بالحكم المحلي لتمتعها باالستقالل المالي‬
‫الواسع عن الحكومة المركزية إلى درجة تشبيهها بالحكومة المحلية ويمكن التفريق بين‬
‫مصطلحي اإلدارة المحلية والحكم المحلي كون هذا األخير يتضمن مظاهر الحكم التقليدية من‬
‫التشريع والتنفيذ والقضاء بينما نظام اإلدارة المحلية ال شأن له بالتشريع وال القضاء حيث‬
‫ينحصر عمله في مجال الوظيفة التنفيذية بالمرافق ذات الطابع المحلي‪.1‬‬
‫كما عرفت بأنها جماعات إقليمية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستغالل المالي‪ ،‬لها دور‬
‫أساسي في تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية ألنها تعمل على تنفيذ سياسة الدولة‬
‫االجتماعية واالقتصادية في مجاالت السكن‪ ،‬التشغيل‪ ،‬التهيئة العمرانية و التعمير‪.2‬‬
‫وتعرف الجماعات المحلية كذلك بأنها عبارة عن مجموعة من السكان يسكنون حدودا‬
‫ترابية معينة من خريطة الدولة يتميزون بخصائص محددة وبقيم اجتماعية لها عالقة بالعادات‬
‫والتقاليد واألعراف التي تقررها الوضعية االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياسية للجماعة‬

‫‪ - 1‬لخضر مرغداد‪ " ،‬االيرادات العامة للجماعات المحلية و مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬عدد ‪ 10‬فيفري ‪.1992‬‬
‫‪ - 2‬فريدة مزياني‪ ،‬دور الجماعات المحلية في مجال االستثمار‪ ،‬محلة االجتهاد القضائي‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬عدد ‪ ،1990، 90‬ص‬
‫‪.25‬‬
‫‪8‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫التي تنتخب من بين أعضائها من يمثلها في المجلس الجماعي الذي يشرف على تنظيم الشؤون‬
‫العامة للجماعة وتساعد المواطنين على تنظيم شؤوم الخاصة كما يعمل على إحداث تنمية‬
‫اقتصادية واجتماعية وثقافية من أجل النهوض بالجماعة على جميع المستويات في إطار‬
‫التنسيق مع اإلقليم ومع الجهة وعلى المستوى الوطني‪3‬والى جانب هذا التعريف الكالسيكي‬
‫أصبحت الجماعات المحلية المعاصرة تفترض وجود شرطين هما التدبير الحكيم وتقديم الخدمة‬
‫األفضل فضال عن تمنين أسس الديمقراطية المحلية والحرص على كون الجماعات المحلية هي‬
‫لبنة مندمجة ومتراصة بحيث تنتخب الجماعة ممثلين لهم ليشاركوا في إدارة الشأن المحلي‬
‫للجماعة وتنميتها إقتصاديا وثقافيا عن طريق تنمية مواردها المالية وتجهيزها بمختلف حاجات‬
‫السكان في مختلف الميادين من سكن‪ ،‬صحة وتعليم ‪ ....‬إلخ‪.4‬‬
‫خصائص الجماعات المحلية‪:‬‬
‫تتميز الجماعات المحلية بالخصائص‪:‬‬
‫‪ -‬االستقاللية المالية‪ :‬إن تمتع الجماعات المحلية بالشخصية المعنوية واالستقالل اإلداري‬
‫يوجب االعتراف لها بخاصية االستقالل المالي أو الذمة المالية المستقلة‪ ،‬وهذا يعني توفير‬
‫موارد مالية خاصة للجماعات المحلية تمكنها من أداء االختصاصات الموكلة إليها واشباع‬
‫حاجات المواطنين في نطاق عملها وتمتعها بحق التملك لألموال الخاصة كما أن االستقاللية‬
‫المالية للجماعات المحلية تسمح لها بإدارة ميزانيتها بحرية في حدود ما تمليه عليها السياسة‬
‫االقتصادية للدولة حتى ال يكون لذلك تأثير على مجرى نمو النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬االستقاللية اإلدارية‪ :‬وهي من أهم المميزات التي تنتج بشكل عادي من االعتراف‬
‫بالشخصية المعنوية‪ ،‬فاالستقالل اإلداري يعني أن تنشأ أجهزة تتمتع بكل السلطات الالزمة‬

‫‪ - 3‬محمد الحنفي‪ ،‬هل يمكن اعتبار الجماعات المحلية أدوات تنموية‪ ،‬انتظر الموقع‬
‫‪www . ahwar . org / debat / show _ art . asp ? Aid-2009‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬عيسی بدة ‪ ،‬مالية البلدية وانعكاساتها على التنمية المحلية‪ ،‬دراسة حالة بلدية عين الريش والية المسيلة (‪)1990-1991‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ‪ ،‬قسم علوم التفسير ‪ ،1990-1990‬ص‪19‬‬
‫‪9‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫بحيث يتم توزيع الوظائف اإلدارية بين الحكومة المركزية والهيئات المحلية المستقلة‪ ،‬وذلك وفقا‬
‫لنظام رقابي يعتمد من طرف السلطات المركزية للدولة وتتمتع هذه االستقاللية بمزايا منها‪:‬‬
‫‪ -‬تخفيف العبء على اإلدارة المركزية نظ ار لكثرة وتعدد وظائفها‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب التباطؤ وتحقيق اإلسراع في إصدار الق اررات المتعلقة بالمصالح المحلية‪.5‬‬
‫‪ -‬تحقيق مبدأ الديمقراطية عن طريق المشاركة المباشرة للمواطن في تسيير شؤونه العمومية‬
‫المحلية ‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة المرافق المحلية بفعالية والتخفيف من األعباء المترتبة عن انشغال السلطات المركزية‬
‫باألمور اإلدارية البحتة التي في اإلمكان إسنادها إلى مؤسسات إدارية محلية بهدف التفرغ‬
‫للمهام القومية المستعصية والخطيرة كالدفاع والسياسة الخارجية‪.6‬‬
‫‪ -‬إشراك المواطن في تسيير شؤونه المحلية بهدف تربيته تربية سياسية وزيادة وعيه السياسي‬
‫وتحضيره للمناصب السياسية الوطنية‪ ،‬وكذا بهدف التوسع في األخذ بمبادئ الديمقراطية‪.‬‬
‫‪-‬التوسع في مجال الخدمات االجتماعية وضمان فعاليتها فيما يخص استفادة كل المواطنين‬
‫دون استثناء‪ ،‬وتحقيق مطلب العدالة االجتماعية في جانب توزيع الدخول المترتبة عن الضرائب‬
‫وغيرها التي يحصل عليها من المواطن بصفة أساسية‪. 7‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة وتطور الجماعات المحلية‪:‬‬
‫"خلق اهلل سبحانه و تعالى اإلنسان عاج از عن العيش منفردا‪ ،‬فتجمع في صورة أسر‬
‫بدائية يتحمل فيها عبئ الكفاح في سبيل لقمة العيش‪ ،‬ثم تجمعت هذه األسر بحثا عن المأوى‬
‫والمرعي واألمن وتكونت هذه المجموعات في شكل قبائل بقصد إشباع حاجاتها األمنية‬
‫واالقتصادية والروحية‪ ،‬وكان صاحب السلطة والسيادة في القبيلة أقواها عائليا‪ ،‬وبعد ذلك نشأت‬

‫‪ - 5‬لخضر مرغاد‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 6‬عبد القادر عكوشي‪ ،‬التنظيم في مؤسسات اإلدارة المحلية ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية ‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،1990-1995 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ - 7‬عبد القادر عكوشي ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪10‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫أفراد هذه القبيلة لغة واحدة للتفاهم بين أفرادها‪ ،‬ومع مرور الزمن تواجدت على أرض الواقع‬
‫ممارسات أصبحت فيما بعد تقليدا لها قوة القانون ولم يكن االرتباط الفرد الوثيق بقبيلته وال‬
‫لسلطة رئيس القبيلة على أفرادها من مبرر في أذهانهم سوى أن هذه السيادة والسلطة هي‬
‫األساس الوحيد لضمان استقرارهم وتوفير األمن لهم‪.‬‬
‫لم يكن النظام القبلي لقلة أفراده وارتباطهم بروابط القربي يسمح لرئيس القبلية بأن يكون‬
‫معزوال عن أفرادها وال أن يشغ نشاطهم لصالحه بعيدا عن األفراد اآلخرين كما أن حياة المرعی‬
‫والصيد التي كانت تعيشها القبيلة لم تكن لتسمح باالستبداد بأفرادها‪ ،‬إذ أن هذه الحياة بطبيعتها‬
‫تقوم على الحرية والحماية الجماعية تحت راية رئيس القبيلة ومجلسها الذي يختاره أفراد القبيلة‪،‬‬
‫ويعتبر مجلس القبيلة وسلطة رئيس المجلس القبيلة هي الصورة البدائية النشأة السلطة المحلية‪.8‬‬
‫وحينما ظهرت حرفة الزراعة إستقر األفراد في بعض المناطق الزراعية واحترفوا الزراعة‬
‫تغيرت حياة الناس وتكونت بذلك القرى ثم المدن وظهرت وظائف جديدة كالتجارة والحدادة‬
‫وصناعة األدوات واصالحها‪ ،‬وظهرت مهنة الحراسة كحراسة المزروعات والمحاصيل وظهرت‬
‫فكرة السلطة اإلدارية التي تفض المنازعات وتنظم العالقات بين أفراد القبيلة‪.9‬‬
‫وبعد تراجع النظام القبلي في أداء وظائفه األساسية في كثير من التجمعات السكانية‬
‫نشأت الدولة التي تعتبر أهم شخصية إقليمية برزت إلى حيز الوجود في العصر الحديث حيث‬
‫تحولت السلطة إلى حكومة والتقاليد إلى قوانين ‪ ،‬وكانت الدولة تقوم بإدارة جميع المرافق المهمة‬
‫کالدفاع عن الدولة من الخارج وحماية أمنها من الداخل واقامة العدل وتوفير الخدمات‬
‫للمواطنين جميعا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬الصالح ساکري‪ ،‬المعوقات التنظيمية وأثرها على فعالية الجماعات المحلية دراسة ميدانية بوالية باتنة ثالث بلديات ( باتنة‬
‫تسديس ‪ -‬عين التوتة‪ ،‬نموذجا ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة باتنة كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلسالمية‪ ،‬قسم علم االجتماع‬
‫والديمغرافيا‪ -1990-1990 ،‬م ‪،‬ص ‪.101- 109‬‬

‫‪ - 9‬الصالح ساكري ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.101‬‬


‫‪11‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫وبمرور الوقت اتسعت وظائف الدولة وشملت أوجه الحياة االقتصادية والسياسية‬
‫واالجتماعية كافة‪ ،‬ثم أفرزت الثورة الصناعية خالل القرن ‪ 10‬مدى حاجة الدولة إلى التخطيط‬
‫ووضع برامج التنمية وضرورة تدخل الدولة المباشر والمستمر في حياة األفراد لتنظيم حركة‬
‫المجتمع على النحو الذي يكفل نجاح تنفيذ الخطط والبرامج‪ ،‬ولقد ترتب على ذلك قيام الدولة‬
‫بتدعيم جهازها اإلداري بما يمكنها من أداء المسؤوليات المنوطة بها ولكن مع زيادة األعباء‬
‫على أجهزة الدولة أصبح الجهاز اإلداري غير قادر على مواجهة التحديات المستمرة والمتزايدة‬
‫وبالتالي أسندت الدولة جانب من مهام وظيفتها إلى األفراد لمباشرها بواسطة هيئات محلية‬
‫تمثلهم في أقاليم الدولة حتى يساعد ذلك على سرعة البث في المسائل والقضايا المحلية‬
‫المطروحة‪.‬‬
‫إن تعدد وظائف الدولة واتساع رقعة الدولة الحديثة أدى إلى ضرورة قيام الدولة بتنظيم إدارة‬
‫جميع المصالح على الصعيدين الوطني والمحلي وذلك بتوزيع الوظيفة اإلدارية في الدولة بين‬
‫‪10‬‬
‫الحكومة المركزية وبين هيئات محلية‬
‫ومنذ النصف الثاني من القرن ‪ 19‬اتجهت الدول المتقدمة والدول النامية نحو األخذ‬
‫بنظم اإلدارة المحلية وهذا نتيجة لعدة متغيرات سياسية أو تكنولوجية أو ثقافية حدثت في العالم‬
‫القرن ‪ 19‬كان أثرها الرئيسي في تغير أسلوب إدارة المجتمعات المحلية‪ ،‬ومع استقالل الدول‬
‫النامية من ربقة االستعمار الغربي قامت الحكومات في الدول النامية بتطبيق العديد من‬
‫سياسات اإلصالح بهدف التخلص من كل أشكال الحكم ونظم اإلدارة التي فرضها عليها‬
‫االستعمار‪ .‬ومن بينها الجزائر من خالل إصالح نظام الجماعات المحلية بإصدار قانون البلدية‬
‫في ‪ 1000‬وقانون الوالية في ‪ 1000‬والهدف منها إعادة تحديد الوحدات اإلدارية للجزائر‬
‫ومهامها واتاحة قدر أكبر من الالمركزية‪ ،‬ومع ظهور فكرة الدولة الخادمة والتي تعمل على‬
‫خدمة المجتمعات وليس فقط حراستها وتقوم بإشباع حاجات المواطنين طرحت الديمقراطية خيا ار‬

‫‪ - 10‬الصالح ساكري‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.101‬‬


‫‪12‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫إستراتيجيا على نطاق واسع بين الدول المتقدمة والنامية وطالبت بحكم الشعب من الشعب‬
‫ولتحقيق ذلك كان من المتعين أخذ رأي الشعب فيما يقدم لهم من الخدمات والسياسات‪.11‬‬
‫أهم األسباب التي أدت إلى األخذ بها‪:‬‬
‫تعتبر األسباب الداعية العتماد نظام اإلدارة المحلية موحدة تقريبا في كل الدول ويمكن‬
‫حصرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ )0‬تزايد مهام الدولة‪ :‬لقد كانت مهام الدولة فيما سبق تتمثل في األمن والعدالة والدفاع‬
‫فتطورت فيما بعد إلى دولة متدخلة تعتني بالمسائل االجتماعية واالقتصادية والثقافية وغيرها‪،‬‬
‫هذا التنوع في النشاط والتعدد في المهام فرض إنشاء هياكل المساعدة الدولة في الدور المنوط‬
‫بها‪ ،‬والمتمثلة في اإلدارة المحلية‪ ،‬فقد أصبح العمل بالمركزية اإلدارية ال يجدي نفعا مع تطور‬
‫عدد البلديات وتزايد المشاريع التنموية والمنشآت القاعدية ‪.12‬‬
‫‪ )9‬التفاوت بين أجزاء إقليم الدولة‪ :‬تختلف األقاليم من الناحية الجغرافية فهناك المناطق‬
‫الساحلية والمناطق القريبة من العاصمة والمناطق البعيدة عنها‪ ،‬كما تختلف من حيث تعداد‬
‫السكان إلى جانب وجود المدن المكتظة بالسكان‪ ،‬مدن قليلة السكان‪ ،‬مناطق تزخر باإلمكانات‬
‫السياحية ومناطق ال تتوفر على هذا العامل‪ ،‬هذا االختالف بين منطقة وأخرى من مناطق‬
‫الدولة الواحدة في العامل الجغرافي والسكان إلى جانب العامل المالي يفرض بالضرورة‬
‫االستعانة بإدارة محلية لتسيير شؤون اإلقليم ذلك أنه ال يمكن تصور تسيير كل المناطق على‬
‫اختالف عواملها وامكانياتها وموقعها بجهاز مرکزي واحد مقره العاصمة وكلما كان مقر المسير‬
‫قريبا من مشاكل اإلقليم مواكب التطورات التنمية اإلقليمية كلما كان التسيير أحسن‪.‬‬
‫‪ )3‬تجسيد الديمقراطية على المستوى المحلي‪ :‬تعير اإلدارة المحلية عن التسيير الذاتي وهو‬
‫وسيلة فعالة إلشراك المنتخبين من الشعب في ممارسة السلطة وهي عالمة من عالمات‬

‫‪ - 11‬الصالح ساكري المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪101‬‬


‫‪ - 12‬نسمة عولي ‪ ،‬تشخيص نظام اإلدارة المحلية والمالية المحلية في الجرائر ‪ ،‬مجلة إقتصاديات شمال إفريقي‪ ،‬عدد ‪ ،5‬ص‬
‫‪120‬‬
‫‪13‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫الديمقراطية في نظام الحكم كلما استعانت السلطة المركزية باإلدارة المحلية ومجالسها المنتخبة‬
‫كلما كان ذلك مؤش ار على الديمقراطية فالمركزية اإلدارية ال تحقق الديمقراطية وال تعد كافية‬
‫لوحدها إلدارة كافة المرافق العامة في الدولة لذا ظهرت الالمركزية اإلدارية باعتبارها أحسن‬
‫األساليب التسيير المرافق المحلية فالجماعات المحلية لها دور بارز ومهم في التسيير كوفا‬
‫أقرب إلى المجتمع المحلي‪ .13‬فالالمركزية تحسن من أداء وتنظيم الخدمات‪ ،‬وتزيد من كفاية‬
‫القطاعات وبالتالي هي محفز أكثر لجلب المستثمرين‪.14‬‬
‫أساليب تشكيل المجالس المحلية‪:‬‬
‫‪ -0‬أسلوب االنتخاب‪ :‬ويتم فيه انتخاب کامل أعضاء المجلس المحلي مباشرة من قبل سكان‬
‫الوحدة المحلية ويجري ذلك بواسطة قيام عدد من سكان المنطقة بترشيح أنفسهم لالنتخابات‬
‫بشكل مستقل أو ضمن قائمة أحد التجمعات السياسية وهناك العديد من الدول التي تأخذ بهذا‬
‫األسلوب‪ ،15‬باعتباره األكثر ديمقراطية واحتراما لحق المواطنين في ممارسة حقهم االنتخابي‪،‬‬
‫ويؤكد أصحاب هذا األسلوب بالتأكيد على أسلوب االنتخاب باعتبار أن وجود أعضاء منتخبين‬
‫سيحول دون أن تمارس السلطة المركزية ضغوطا عليهم حيث أن والءهم يكون في المقام األول‬
‫للمواطنين الذين انتخبوهم باعتبارهم مصدر سلطتهم ووجودهم‪.16‬‬
‫‪ -9‬أسلوب التعيين‪ :‬إن أصحاب اتجاه أسلوب التعيين يؤكدون على تحقيق اعتبارات الكفاية‬
‫والفعالية اإلداريتين بغض النظر عن االعتبارات األخرى العتقادهم أن الظاهرة المحلية ظاهرة‬
‫إدارية بحتة خلقت من أجل أن تشارك السلطة المركزية في أدائها لمهامها اإلدارية الجديدة‬

‫‪ - 13‬نسيمة عولي ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪1210‬‬


‫‪14‬‬
‫‪- decentralization, local development and social cohesion an: analytical review, may, 2009,p10‬‬
‫‪ - 15‬خالد ممارة الزغبي‪ ،‬تشكيل المجالس المحلية واثره على كفايتها في نظم اإلدارة المحلية ‪ -‬دراسة مقارنة ‪ -‬المملكة المتحدة‬
‫‪ -‬فرنسا ‪ -‬يوغسالفيا ‪ -‬األردن ‪ :‬الطبعة ‪ 1‬األردن‪ ،‬مكتبة دار الثقافية‪ 1001 ،‬ص‪,05‬‬
‫‪ - 16‬احمد علي الخاليلة‪ ،‬اإلدارة المحلية وتطبيقاتها في كل من األردن بريطانيا ‪ -‬فرنسا ‪ -‬مصر دراسة تحليلية مقارنة‪،‬‬
‫الطبعة اعمان‪ :‬دار الثقافة ‪ ، 1990،‬ص‪.00‬‬
‫‪14‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫وبالتالي فإنهم يرون أن تشكيل هذه المجالس التي تشرف على إدارة وتسيير المجتمع المحلي‬
‫البد أن يراعی فيه‪:‬‬
‫‪ -‬توفر عناصر أو األعضاء ذوي الكفاءة والخبرة اإلدارية والفنية كشرط للقيام بهذه الوظيفة‪،‬‬
‫وأن أسلوب االنتخاب ال يكفل في الغالب للجماهير المحلية على اختيار الممثلين الحقيقيين‬
‫المصالحهم فأسلوب التعيين يسمح باالستفادة من خبرة وكفاءة بعض األشخاص‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة االرتباط بين المستوى المحلي والمستوى المركزي حيث أن أسلوب االنتخاب مثال‬
‫يمنح الهيئات المحلية لدرجة كبيرة من االستقاللية قد تجعلها تفكر في االنسالخ عن الحكومة‬
‫المركزية وبالتالي المساس بالوحدة الوطنية للدولة‪.17‬‬
‫‪ )3‬األسلوب المختلط‪ :‬أي أسلوب الجمع بين االنتخاب والتعيين حيث يقوم سكان الوحدة‬
‫المحلية بانتخاب عدد من أعضاء المجلس المحلي بشكل مباشر بحيث تكون األكثرية لهؤالء‬
‫األعضاء المنتخبين وتقوم السلطات المركزية ممثلة في و ازرة اإلدارة المحلية أو إحدى الو ازرات‬
‫األخرى وبناء على توصية من ممثل السلطة المركزية في المنطقة المحلية بتعيين عدد من‬
‫األشخاص والهدف من ذلك هو دعم المجلس المحلي بالكفاءات عن طريق تعيين أشخاص‬
‫مؤهلين لهذه الغاية‪.18‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف ووظائف الجماعات المحلية‪:‬‬
‫أهداف الجماعات المحلية‪ :‬هناك أهداف متعددة منها سياسية واجتماعية واقتصادية وادارية‪:‬‬
‫‪ -0‬األهداف السياسية‪ :‬ترتبط أساسا هذه األهداف بمبدأ تشكيل الهيئات المحلية باالنتخاب‬
‫وهو مبدأ أساس اإلدارة المحلية الذي يحقق أهدافا منها‪:‬‬
‫‪ -‬الديمقراطية‪ :‬حيث تعتبر أحد األهداف الرئيسية التي يسعى إلى تحقيقها نظام اإلدارة‬
‫المحلية‪ ،‬هذه الديمقراطية قد تمثلت في المجالس المحلية المنتخبة بواسطة المجتمع المحلي‬

‫‪ - 17‬الطاهر بن حرف اهلل‪ ،‬السخية المحلية في الجزائر‪ ،‬دراسة اجتماعية سياسية آلليات تشكيل الممثلين المحليين الجزء‬
‫األول‪ ،‬النخبة المحلية في ظل نظام الحزب الواحد (‪ )1000-1001‬الجزائر‪ -1911 ،‬ص ‪10‬‬
‫‪ - 18‬خالد سمارة الزغبي ومرجع سابق‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪15‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫لتتولى الحكم واإلدارة في هذه المجتمعات وتعتبر اإلدارة المحلية جزء ال يتج أز إن لم تكن أساسا‬
‫وقاعدة النظام الحكم الديمقراطي بالدولة كلها‪ ،‬والحقيقة أن إشراك المواطنين في إدارة وحداتهم‬
‫المحلية يدربهم على أصول العمل السياسي وينمي لديهم الشعور بتحمل المسؤولية‪.‬‬
‫‪ -‬دعم الوحدة الوطنية وتحقيق التكامل القومي‪ :‬ففي الدول التي لم تستطع أن تحقق وحدة‬
‫سياسية قوية األركان فإن نظام اإلدارة المحلية المطبق فيها يجب أن يسعى إلى تدعيم وتأكيد‬
‫الوحدة الوطنية والقضاء على أي تسلط للقوى السياسية داخل الدولة‪.19‬‬
‫فنظام اإلدارة المحلية السليم يجب أن ال يؤدي إلى ظهور مثل هذه القوى القادرة على‬
‫أن تنافس أو تعارض الحكومة المركزية أو ال تمتثل للسياسة العامة التي تضعها وتدرسها هذه‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫‪ -‬إن نظام اإلدارة المحلية يهدف إلى تقوية البناء السياسي واالقتصادي واالجتماعي للدولة‬
‫وذلك بتوزيع االختصاصات بدال من تركيزها في العاصمة مما يظهر أثره في مواجهة األزمات‬
‫التي قد تتعرض لها الدول في الداخل أو الخارج‪.‬‬
‫‪ - 9‬األهداف اإلدارية ‪ :‬وتتضمن برقيق الكفاءات اإلدارية حيث تلعب كفاءة اإلدارة دو ار فعاال‬
‫وأساسيا في إدارة المحليات للخدمات الدختلفة وكذلك في أداء الوظائف العامة التي يصطلح بها‬
‫المجلس المحلي بكفاءة لتحقيق االستخدام األمثل للموارد المتاحة وتوفير الخدمات للمواطنين‬
‫بأيسر السبل‪ ،‬وكما أن نظام اإلدارة المحلية تساهم في القضاء على الديمقراطية التي تالزم‬
‫تركيز السلطة اإلدارة حيث تؤدي الخدمات بواسطة أشخاص ال يدركون طبيعة الحاجات‬
‫المحلية وال يخضعون لرقابة وأشراف الدستفيدين بها‪.‬‬
‫‪ -‬كما يساهم نظام اإلدارة المحلية في التخفيف من األعباء الملقاة على السلطات المركزية‬
‫حيث تتولى المجالس المحلية إدارة األنشطة المحلية بدا يتيح الفرصة للسلطات المركزية للتفرغ‬
‫للمسائل ذات األهمية القومية‪.‬‬

‫‪ - 19‬خالد سمارة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪50 ، 51‬‬


‫‪16‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫‪ -3‬األهداف االقتصادية ‪ :‬تتمثل هذه األهداف فيما يلي ‪:‬‬


‫‪ -‬توفير مصادر التمويل المحلي من خالل الضرائب والرسوم المحلية وايرادات وأمالك‬
‫المجالس المحلية مما يساهم في بتخفيف العبء عن مصادر الدولة التقليدية وتخصيص تلك‬
‫المصادر للمشروعات القومية‪.‬‬
‫‪ -‬تأسيس مشروعات اقتصادية تالئم احتياجات الوحدات المحلية وحاجات المواطنين فالمجالس‬
‫المحلية أقدر عادة من السلطة المركزية على اقت ارح أو إقرار المشروع االقتصادي الذي تحتاجه‬
‫الوحدة المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬تنشيط االقتصاد الوطني كنتيجة لتنشيط االقتصادي على المستوى المحلي‪.20‬‬
‫‪ -5‬األهداف االجتماعية ‪ :‬تتركز األهداف االجتماعية لإلدارة المحلية في ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلدارة المحلية وسيلة لربط البناء المركزي بالقاعدة الشعبية وبذلك يحصل التجاوب بت‬
‫الجهاز المركزي وباقي القطاعات الشعبية‪.‬‬
‫‪ -‬إن اإلدارة المحلية وسيلة لحصول األفراد على احتياجاتهم وذلك ألن إدارة المصالح المحلية‬
‫تتفق وحاجات المجتمع المحلي وتحقق ميوله‪.‬‬
‫‪ -‬تعميق الثقة باإلنسان وبالقيم اإلنسانية عن طريق تأكيد حرية الفرد واحترام کرامته وكبريائه‬
‫معنی معاملته ككائن اجتماعي يرتبط بأفراد مجتمعة وينتمي معهم إلى بيئة محلية معينة يؤثر‬
‫فيها ويتأثر بها ورغبته في اإلدارة وانتخاب من يمثله‪.21‬‬
‫وظائف الجماعات المحلية‪:‬‬
‫هناك عدة وظائف أسندت إلى اإلدارة المحلية ممثلة في مؤسستها المختلفة من والية‬
‫وبلدية وما يتبعها من مصالح وأقسام ويمكن أن تحصر هذه الوظائف في‪:‬‬
‫‪ -1‬األمن والنظام العام‪ :‬أي تسيير الشؤون المحلية وتنظيمها و تأطيرها‪ ،‬كما تعمل كذلك على‬

‫‪20‬‬
‫‪-‬محمد علي الخاليلة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.01-01‬‬
‫‪ - 21‬خالد سمارة الزغبي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪50‬‬
‫‪17‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫صياغة المؤسسات وتفعيل عملها وتوفير كل ما يمكن أن يساهم في راحة المواطنين من‬
‫كهرباء‪ ،‬غاز‪ ،‬غذاء‪ ،‬صحة وهيئة عمرانية وتقوم كذلك بتفعيل األمن العام وأمن األشخاص‬
‫والممتلكات والحفاظ على النظام العام‪.‬‬
‫‪ -9‬المصلحة العامة المحلية‪ :‬وهنا تتعلق بتنظيم الحالة المدنية وتسييرها من خالل االعتماد‬
‫على سجالت و ميکانيزمات تنظيمية خاصة بكل الحاالت المدنية من والدات ووفيات وغيرها‬
‫ويعتبر هذا القسم من أهم األقسام التنظيمية الضرورية للمواطن‪ ،‬وللدولة على حد سواء وتقوم‬
‫أيضا مؤسسات اإلدارة المحلية فيما يخص مهام تسيير وتطوير المصلحة العامة المحلية‬
‫فاألهداف التي رسمتها الدولة فيما يخص اإلصالح اإلداري وتطوير الخدمات للمواطنين‬
‫وتحسينها أدرجت في أولوياتها االهتمام باإلدارة المحلية باعتبارها أكثر قربا من المواطن وأكثر‬
‫تمثيال للدولة وأكثر تعامال مع متطلبات المجتمع على المستوى المحلي‪.‬‬
‫‪ -1‬االتصال بالمحيط واالستماع للمواطن وتتم هذه العملية بإشراك المواطن في مجريات الحياة‬
‫التنظيمية المحلية وأعالمه بما يجري باإلضافة إلى مهمة استقبال الزوار وتبسيط إجراءاتها‬
‫وتنشيط االتصال وتسهيل مرور المعلومات بين المواطن وادارته‪.22‬‬

‫‪ - 22‬عبد القادر عكوشي ‪ ،‬المرجع سابق ‪ ،‬ص‪21‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار النظري للتنمية المحلية‪:‬‬


‫يحتل موضوع التنمية والتنمية المحلية مكانا بار از بين مواضيع الفكر االقتصادي‬
‫والدراسات االجتماعية‪ ،‬ذلك أنها عملية وخطة وبرنامجا يمكن من خاللها االنتقال بالمجتمع من‬
‫حالة التخلف إلى التقدم واالرتقاء به إلى ما هو أفضل وتحقيق التوازن بين األقاليم المختلفة‪،‬‬
‫وسوف نتطرق المفهوم التنمية والتنمية المحلية وأهم مجاالتها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف التنمية‪:‬‬
‫البدايات التاريخية لظهور مفهوم التنمية‪:‬‬
‫لقد كان االهتمام بالتنمية في البداية من الناحية التاريخية منصبا على الجانب‬
‫االقتصادي إلى حد كبير باعتباره العنصر الوحيد للتنمية وتعود هذه الفترة إلى نهاية الحرب‬
‫العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة فكان ظهور مصطلح التنمية على يد االقتصادي " آدم‬
‫سميث " فأطلق هذا المفهوم على عملية تأسيس نظم اقتصادية وسياسية متماسكة‪ ،‬غير أنه لم‬
‫يستعمل منذ ذلك الحين إلى غاية الحرب العالمية الثانية إال على سبيل االستثناء‪،‬‬
‫فالمصطلحات السائدة آنذاك كانت التقدم المادي والتقدم االقتصادي اللذان أستخدما لإلشارة إلى‬
‫حدوث تطور في المجتمع وعند إثارة مسألة تطوير بعض اقتصاديات أوربا الشرقية تم استعمال‬
‫عبارات التصنيع والتحديث‪ ،‬وغداة الحرب العالمية الثانية استعمل "يوجن ستيلي " ‪Eugene‬‬
‫‪ Staley‬مصطلح التنمية ذي الداللة المعاصرة حين إقترح خطته لتنمية العالم ثم انتقل مفهوم‬
‫التنمية إلى حقل السياسة منذ ستينات القرن العشرين في مرحلة تميزت بتصاعد حركات التحرر‬
‫واالستقالل للدول التي كانت خاضعة لالستعمار المباشر حيث ظهرت التنمية كحقل يهتم‬
‫‪23‬‬
‫وعلى الرغم من شيوع المصطلح‬ ‫بتطوير تلك البلدان المستهدفة وتوجيهها نحو الديمقراطية‬
‫واالهتمام به فإن مفهومه محاط بااللتباس لتعدد االتجاهات النظرية الخاصة به حيث اهتم‬
‫بعض العلماء بالتنمية من الناحية االقتصادية وفريق آخر ركز على الجانب االجتماعي وآخر‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬أمينة فالح ‪ ،‬دور البياد في تفعيل الحكم الراشد والتنمية المستدامة في إفريقيا‪ ،‬رسالة ماجسيئير‪ ،‬جاميعة فسنعطينية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية ‪ ،‬ص ص ‪.02-05‬‬
‫‪19‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫على الجانب السياسي ‪ ...‬إلخ‪ ،‬ويتضح من هذا أن مفهوم التنمية نال اهتمام الكثير من العلماء‬
‫وأصبح ينظر إليه من كل الجوانب‪.‬‬
‫تعريف التنمية‪:‬‬
‫التنمية عملية متعددة األبعاد وبالتالي فهي ليست ظاهرة اقتصادية فقط وانما قدف إلى‬
‫إحداث تغيرات جذرية في البنى االجتماعية والمؤسسات الوطنية وتعمل على تسريع النمو‬
‫االقتصادي والتخفيف من حدة الفوارق اإلقليمية ومكافحة الفقر وهي بهذا المعنى تسعى إلى‬
‫‪24‬‬
‫فالتنمية تعني االنتقال‬ ‫تحقيق الكفاية الذاتية والقدرة على إشباع الحاجات األساسية للسكان‬
‫من حال إلى حال لرفع مستوى المجتمع‪ ،‬وهي تخلق التطور الشامل والمتكامل للمجتمع وذلك‬
‫لتحقيق رفاهية وزيادة كفاءة فاعلية أداء مختلف أنشطته‪ ،‬وبعبارة أخرى إنما التغيير المفقود‬
‫‪25‬‬
‫والموجه والمخطط باتجاه تحقيق األهداف‬
‫وتعرف كذلك بأنها تغير النسق االقتصادي واالجتماعي السائد واحالل نظم أخرى جديدة أكثر‬
‫تقدما وتجاوبا مع روح العصر وأكثر تلبية االحتياجات اإلنسانية بحيث تكفل المستوى المالئم‬
‫لمعيشة السواد األعظم من الناس وتتوجه إلى تحرير اإلنسان واطالق طاقته المبدعة والخالقة‬
‫وافساح المجال أما مبادراته كعنصر فعال في بناء الحاضر والمستقبل كما تتوجه إلى تحرير‬
‫الوطن من كل أشكال التخلف والتعبئة واالستغالله‪.26‬‬
‫وعرف "شوداك" التنمية ما هي إال عملية تغيير جذري في المجتمع من نواح مختلفة‬
‫سواء اقتصادية‪ ،‬اجتماعية ثقافية وغيرها‪.27‬‬
‫أي أن التنمية ما هي إال عملية شاملة لجميع الجوانب لالرتقاء بالمجتمع ألفضل حال‪.‬‬

‫‪ - 24‬عثمان محمد غنيم‪ ،‬مقدمة في التخطيط التنموي واإلقليمي‪ ،‬الطابعة ‪ ،1‬عمان ‪ :‬دار صفاء‪ ،1990 ،‬ص ‪110‬‬
‫‪ - 25‬مهدي حسن زويلف‪ ،‬التنمية اإلدارية والدول النامية ‪ ،‬األردن‪ :‬دار محمد الوي‪،1001 ،‬ص‪.0‬‬
‫‪ - 26‬عبد السالم عبد الالوي‪ ،‬دور المجمع المهني في التنمية المحلية بالجزائر‪ ،‬دراسة لواليتي المسيلة وبرج بوعريريج‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة ورقلة كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،1911-1919 ،‬ص ‪29‬‬
‫‪ - 27‬عبد الرزاق جعفري‪ ،‬التنمية المحلية في ظل اإلصالحات السياسية واالقتصادية‪ ،‬دراسة حالة والية برج بوعريريج ‪-1000‬‬
‫‪ 1999‬رسالة ماجسير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم السياسية واإلعالم قسم علوم سياسية وعالقات حولية‪ ،‬جوان ‪1991‬‬
‫()‪ ،199‬ص‪19‬‬
‫‪20‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫بعض المفاهيم ذات الصلة بالتنمية‪:‬‬


‫‪ -‬النمو‪ :‬يختلف النمو عن التنمية ففي حين يشير النمو إلى عملية الزيادة الثابتة أو المستمرة‬
‫التي تحدث في جانب معين من جوانب الحياة نجد أن التنمية عبارة عن تحقيق زيادة سريعة‬
‫ودائمة عبر فترة من الزمن في اإلنتاج والخدمات نتيجة استخدام الجهود العلمية لتنظيم األنشطة‬
‫المشتركة الحكومية والشعبية ومنه النمو والتنمية يتفقان من حيث االتجاه اإليجابي نحو‬
‫التحسين واالرتقاء إلى أن االختالف يكمن في أن النمو هو عملية تلقائية‪ ،‬أما التنمية فتشير‬
‫إلى النمو الذي يتم عن طريق الجهود المنظمة التي يقوم بها اإلنسان لتحقيق أهداف معينة‪.28‬‬
‫‪ -‬التحديث‪ :‬هو عملية تستهدف إحداث تغيرات في جوانب الحياة االجتماعية واالقتصادية‬
‫والسياسية والثقافية واإليديولوجية وتنتهي عملية التحديث إلى تطور اتجاهات إيجابية داخل‬
‫المجتمع في حين يرى اولبرت مور ‪ M.WOOER‬بأنه يشير إلى انتقال المجتمع من مجتمع‬
‫تقليدي أو مجتمع ما قبل التحديث إلى أنماط تكنولوجية وما يتعلق بها من تنظيم اجتماعي يميز‬
‫الدول الغربية المتقدمة اقتصاديا والمستقرة نسبيا‪.‬‬
‫والتحديث يمثل أحد أهداف التنمية المحلية في الوقت نفسه فإذا كانت التنمية المحلية‬
‫هدف من خالل البرامج التنموية المسطرة إلى تحسين مستوى معيشة األفراد وتحقيق رفاهية‬
‫اإلنسان واذا كان التحديث يتضمن تخصص األنشطة تخصصا فنيا رفيعا وتحديث الوظائف‬
‫االقتصادية وتكاملها تکامال متجانسا و ترشيد التنظيم وتكافؤ الفرص‪ ،‬فليس ثمة اعتراض على‬
‫كون عملية التحديث هي محتواه ضمن عملية أشمل وهي عملية التنمية المحلية التي تسعى‬
‫الدول المتخلفة والمجتمعات المحلية إلى تحقيقها وذلك من أجل االلتحاق بالركب الحضاري‪.29‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -‬جهيدة رعاش‪ ،‬إشكالية العالقات بين إدارة التنمية والتنمية اإلدارية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،‬كلية‬
‫العلوم السياسية واإلعالم‪ ،‬قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،1990-1990 ،‬ص ص‪.11 -11‬‬
‫‪ - 29‬ونية رابح أشرف رضا‪ ،‬معوقات التنمية المحلية‪ ،‬دراسة ميدانية في والية سكيكدة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬معهد‬
‫علم االجتماع‪ ، 1000-1000،‬ص‪.19‬‬
‫‪21‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫فمثال النمو االقتصادي يعني زيادة في الناتج القومي الصافي بينما تتضمن التنمية إضافة إلى‬
‫ذلك تغيرات أساسية في النظام االجتماعي واالقتصادي والسياسي‪ ،‬بمعنى أن التنمية تتضمن‬
‫تحوال هيكليا في االقتصاد ال يتطلبه النمو وهذا التغيير الهيكلي يخدم جوانب اجتماعية وسياسية‬
‫باإلضافة إلى العناصر االقتصادية‪.30‬‬
‫‪ -‬التغير‪ :‬يرى عبد الباسط محمد حسن بأن هذا المصطلح يشير إلى حدوث تغيرات في‬
‫الظواهر واألشياء دون أن يكون ارتقاء أو تقدما وقد يكون لهذا التغير اتجاه واضح يميزه عما‬
‫كان وسيكون فالتغير قد يكون ارتقاء أو تقدم وقد يكون نكوس أو تخلفا ذلك ألن المجتمعات‬
‫تشهد التحسن واالرتقاء في بعض مظاهر حياتها والتأخر والتخلف في البعض األخر ويذهب‬
‫"فليب روب ‪ "Philip Roob‬إلى أن التغيير هو حدوث تحوالت اجتماعية في أي اتجاه والتنمية‬
‫تتضمن الجانب اإليجابي للتغير لكونها عملية تغيير سريعة مقصودة وهادفة‪ ،‬موجهة نحو حياة‬
‫‪31‬‬
‫أفضل لكل أفراد المجتمع في كل جوانب حياتة‬
‫خصائص التنمية‪:‬‬
‫‪ -‬الشمولية‪ :‬فالتنمية تغير شامل ينطوي ليس فقط على الجانب االقتصادي وانما أيضا الثقافي‬
‫‪32‬‬
‫وهي تتعامل مع المجتمع على أساس كونه نظاما متكامال‪.‬‬ ‫والسياسي واالجتماعي واألخالقي‬
‫‪ -‬االستمرارية‪ :‬إذ أنها ذات طبيعة استم اررية ما دام المجتمع في تغير مستمر في حاجاته‬
‫ومتطلباته ‪.‬‬
‫‪ -‬عملية إرادية واعية ومخططة‪ :‬فهي ليست عشوائية بل عملية إرادية تعتمد على التخطيط‬
‫المسبق للوصول إلى أهداف معينة‪.‬‬

‫‪ - 30‬صالح الدين ونعمي محمود‪ ،‬الفساد اإلداري المعوق لعمليات التنمية االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬المركز العربي للدراسات‬
‫األمنية والتدريب‪ ،1005 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ - 31‬صالح الدين ونعمي محمود ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 11‬‬
‫‪ - 32‬عبد القادر محمد عبد القادر عطية‪ ،‬إتجاهات حديثة في التنمية‪ ,‬مصر‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،1999 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪22‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫‪ -‬عملية هادفة غايتها تحقيق رفاهية المجتمع عن طريق زيادة كفاءة وأداء مختلف أنشطته‪.33‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف التنمية المحلية‪:‬‬
‫تطور مفهوم التنمية المحلية‪:‬‬
‫لقد بدأت تظهر البوادر األولى لالهتمام بالتنمية المحلية من خالل تنامي اهتمام الدول‬
‫بالتسيير على المستوى المحلي كبديل لنظام التسيير الموحد على المستوى المركزي ففي البداية‬
‫أطلق على مصطلح تنمية المناطق الريفية والمحلية مصطلح تنمية المجتمع خاصة عام ‪1055‬‬
‫عندما رأت سكرتارية اللجنة االستشارية للتعليم الجماهير في إفريقيا ضرورة األخذ بتنمية‬
‫المجتمع واعتبارها نقطة البداية في السياسات العامة‪ ،‬كما أوصى مؤتمر كامبردج في عام‬
‫‪ 1050‬بضرورة تنمية المجتمع المحلي لتحسين األحوال والظروف المعيشية للمجتمع ككل‬
‫اعتماد على المشاركة والمبادرة المحلية ألبناء المجتمع وفي عام ‪ 1025‬أوصى مؤتمر أشردج‬
‫‪ Ashridge‬الذي عقد لمناقشة المشاكل اإلدارية في المستعمرات البريطانية بضرورة تنمية‬
‫المجتمع المحلي وتحد على مستوى األمم المتحدة وعالقتها المتخصصة تم تركيز مفهوم تنمية‬
‫المجتمع كوسيلة لرفع مستوى المعيشة وتعبئة أسباب الرقي االجتماعي المحلي من خالل‬
‫‪34‬‬
‫فتنمية المجتمع‬ ‫مشاركة المجتمع اإليجابية ومبادراته الذاتية عالوة على الجهود الحكومية‬
‫هي الجهود التي تبذل بواسطة الهيئات الحكومية أو المجتمع نفسه في سبيل إحداث تطور‬
‫‪35‬‬
‫اجتماعی و اقتصادي معين‬
‫ثم ظهر مفهوم التنمية الريفية حيث عرفت بأنها مفهوم معنوي يعبر عن عميلة ديناميكية‬
‫تهدف إلحداث مجموعة من المتغيرات الوظيفية والهيكلية إلعداد الطاقات البشرية الريفية‬
‫بالشكل والحجم الذي يمكن المجتمع من زيادة الموارد المسيرة واالستفادة منها إلى أقصى‬

‫‪ - 33‬مهدي حسن زويلف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.90‬‬


‫‪ - 34‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬التمويل الحلى والتنمية المحلية‪ ،‬مصر‪ :‬الدار الجامعية ‪، 1991‬ص ‪.15‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ -‬عز الدين فراج‪ ،‬الشمية االقتصادية واالجتماعية في الوطن العربي وتحقيق األمن الغذائي واالكتفاء الذان‪ ،‬مصر‪ :‬دار‬
‫الفكر العربي‪،1000 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪23‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ ،‬فالتنمية‬ ‫الدرجات المختلفة وذلك عن طريق استيعاب األساليب الالزمة إلحداث هذا التغيير‬
‫الريفية تركز على الجانب االقتصادي وزيادة اإلنتاج الزراعي دون اهتمام بالجوانب األخرى‬
‫كالخدمات االجتماعية التي تتمثل في التعليم والصحة واإلسكان ومياه الشرب النقية والصرف‬
‫الصحي وغيرها‪.‬‬
‫وقد أدى هذا التطور في فكر التنمية إلى ظهور مفهوم التنمية الريفية المتكاملة الذي‬
‫عبر عنه تقرير البنك الدولي في عام ‪ 1002‬أن التنمية الريفية عملية متكاملة تستهدف تطوير‬
‫الحياة االقتصادية واالجتماعية الفقراء الريف وذلك من خالل زيادة اإلنتاج الزراعي وانشاء‬
‫صناعات ريفية توفر فرص عمل جديدة وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية واإلسكان‪.‬‬
‫وأخي ار ظهر مفهوم التنمية المحلية نظ ار ألن مفهوم التنمية الريفية المتكاملة كان يركز فقط على‬
‫المناطق الريفية دون ربطها بتنمية المناطق الحضرية وبالتالي أصبحت التنمية المحلية تتجه‬
‫إلى الوحدات المحلية سواء كانت ريفية أو حضرية وبالتالي فهي عملية تغيير تتم بشكل مستمر‬
‫ال تتوقف وال تنتهي عند نقطة معينة ولكنها مستمرة ومتصاعدة إلشباع الحاجات والمطالب‬
‫المحددة للمجتمع المحلي‪.37‬‬
‫تعريف التنمية المحلية‪ :‬نظ ار ألهمية موضوع التنمية المحلية فقد حظيت باهتمام الباحثين‬
‫حيث كانت هناك عدة تعاريف يمكن أن نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬التنمية المحلية هي عملية يتمكن بها المجتمع من تحديد حاجاته وأهدافه أو ترتيب هذه‬
‫الحاجات واألهداف بحسب أولوياتها‪ ،‬ثم إذكاء الثقة والرغبة في العمل المقابلة تلك الحاجات‬
‫واألهداف‪ ،‬ثم القيام بعمل إزاءها ومن هذا الطريق تنمو وتمتد روح التعاون والتضامن في‬
‫المجتمع‪.38‬‬

‫‪ - 36‬سعد الفاروق حمودة‪ ،‬التنمية والمجتمع‪ ،‬ومدخل نظري لدراسة المجتمعات المحلية ‪ ،‬مصر ‪ :‬المكتب الجامعي الحديث‪،‬‬
‫‪ 1991‬ص ‪52‬‬
‫‪ - 37‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪12‬‬
‫‪ - 38‬ونية رايح أشرف رضا‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.12‬‬
‫‪24‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫كما عرفها محي الدين صابر ‪ :‬بأنها مفهوم حديث ألسلوب العمل االجتماعي‬
‫واالقتصادي في مناطق محددة‪ ،‬يقوم على أسس وقواعد من مناهج العلوم االجتماعية‬
‫واالقتصادية وهذا األسلوب يقوم على إحداث تغيير حضاري في طريقة التفكير والعمل والحياة‬
‫عن طريق إثارة وعي البيئة المحلية‪ ،‬وأن يكون ذلك الوعي قائما على أساس المشاركة في‬
‫التفكير واإلعداد والتنفيذ من جانب أعضاء البيئة المحلية جميعا في كل المستويات عمليا‬
‫واداريا‪.‬‬
‫وفي تعريف آخر للتنمية المحلية‪ :‬هي العملية التي بواسطتها يمكن تحقيق التعاون‬
‫الفعال بين المجهود الشعبي والحكومي لالرتقاء بمستوى المجتمعات المحلية والوحدات المحلية‬
‫اقتصاديا‪ ،‬واجتماعيا وثقافيا وحضاريا من منظور تحسين نوعية الحياة لسكان تلك التجمعات‬
‫المحلية في أي مستوى من مستويات اإلدارة المحلية في منظومة شاملة ومتكاملة‪.‬‬
‫هي إذا عملية التغير التي تتم في إطار سياسة عامة محلية تعبر عن احتياجات الوحدة‬
‫المحلية واقناع المواطنين المحليين بالمشاركة واالستفادة من الدعم المادي والمعنوي للحكومة‬
‫وصوال إلى رفع مستوى المعيشة لكل أفراد الوحدة الوطنية‪.39‬‬
‫أهداف التنمية المحلية‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة الدخل المحلي‪ :‬تعتبر الزيادة في الدخل من أولى أهداف التنمية المحلية فزيادة الدخل‬
‫الحقيقي في أي مجتمع محلي تحكمه عوامل كمعدل الزيادة في السكان وامكانيات المجتمع‬
‫الفنية والمادية فمثال كلما كان معدل الزيادة في السكان كبي ار كلما اضطرت الدولة للعمل على‬
‫تحقيق نسبة أعلى للزيادة في الدخل غير أن حدود هذه الزيادة تتوقف على اإلمكانيات المادية‬
‫والفنية للمجتمع المحلي والدولة‪ ،‬فكلما توافرت رؤوس األموال والكفاءات كلما تحققت نسبة أعلى‬
‫للزيادة في الدخل الحقيقي المحلي‪.‬‬

‫‪ - 39‬الصالح ساكري‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪111‬‬


‫‪25‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫‪ -‬رفع مستوى المعيشة‪ :‬تسعى الدول النامية باستمرار من أجل رفع مستوى معيشة أفرادها‬
‫ألنها أيقنت بأن الضرورة المادية للحياة‪ ،‬والمتعذرة تحقيقها ما لم يرتفع مستوى المعيشة للسكان‬
‫المجتمعات المحلية لهذا نجد أن هذا الهدف من بين أهم األهداف التي يجب أن تعمل التنمية‬
‫المحلية على تحقيقها لكافة أفراد المجتمع المحلي‪.‬‬
‫‪ -‬إشباع الحاجات األساسية لألفراد‪ :‬إن لألفراد داخل المجتمع المحلي احتياجاتهم األساسية‬
‫والتي بدوها تصعب الحياة كالعالج والتعليم والمسكن‪ ،‬وبالتالي إذا حدث غياب لمؤشر واحد من‬
‫هذه االحتياجات أمكننا القول أن أحد مسببات التخلف قد تواجد وبالتالي من أهداف التنمية‬
‫المحلية في هذه الحالة منع حدوث مجاعة مثال‪ ،‬واتاحة فرص التعليم وغيرها ‪.40‬‬
‫‪ -‬تنمية جهود المواطنين في المجتمع وتأكيد استمرارها وهذا عن طريق استخدام كل الموارد‬
‫البشرية في المجتمع والعمل بشتى الطرق على تنميتها عن طريق التعليم والتدريب والممارسة‪.41‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مرتكزات التنمية المحلية‪:‬‬
‫مجاالت التنمية المحلية‪:‬‬
‫بالنسبة لحاالت التنمية المحلية متعددة نذكر منها‪ :‬التنمية االقتصادية‪ ،‬التي يقصد بها‬
‫عملية تحسين وتنظيم واستغالل الموارد المادية والبشرية المتاحة بهدف زيادة اإلنتاج الكلي من‬
‫السلع والخدمات بمعدل أسرع من معدل الزيادة في السكان بهدف تحقيق زيادة متوسطة في‬
‫دخل الفرد الحقيقي إذا فغاية التنمية هي رفاهية اإلنسان ماديا عن طريق تحسين دخل الفرد‬
‫وتحسين مستواه المعيشي‪ ،‬كما أن التنمية االقتصادية هدف أساسا لوضع مخططات لتطوير‬
‫الوضعية االقتصادية للمجموعة المحلية سواء كانت في الجانب الصناعي أو الزراعي وحتى‬
‫المنشآت القاعدية‪.‬‬

‫‪ - 40‬ونية رابح أشرف رضا‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪11 ،19‬‬


‫‪ - 41‬عالوي سفيان ‪ ،‬دور المجتمع المدني في التنمية المحلية ‪ ،‬رسالة ماجستير جامعة الجزائر كلية العلوم السياسية واإلعالم‬
‫قسم العلوم السياسية ‪ ،‬والعالقات الدولية‪ ،‬ماي ‪1919‬م ‪ ،‬ص ‪29‬‬
‫‪26‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫التنمية االجتماعية‪ :‬وهي مجال تنموي يسعى لالهتمام بتنمية الجانب االجتماعي ألفراد اإلقليم‬
‫الواحد حيث أن جوهر هذا المفهوم هو العنصر اإلنساني للتركيز على قواعد مشاركة الفرد في‬
‫إعداد وتنفيذ البرامج الرامية للنهوض به‪ ،‬وخلق الثقة في فعالية برامج التنمية االجتماعية مثل‪:‬‬
‫الصحة‪ ،‬اإلسكان‪ ،‬التعليم وهو الضمان االجتماعي‪.42‬‬
‫كما أن تغيير األوضاع االجتماعية المحلية تشتمل على عنصريين‪:‬‬
‫األول‪ :‬تغيير األوضاع االجتماعية القديمة التي لم تساير ظروف العصر‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬إقامة بناء اجتماعي تنبثق عنه عالقات جديدة وقيم مستحدثة ويسمح لألفراد بتحقيق‬
‫‪43‬‬
‫أكبر قدر ممكن من إشباع المطالب‬
‫التنمية السياسية‪ :‬تهدف إلى تنمية النظام السياسي القائم في دولة ما على اعتبار أن التنمية‬
‫السياسية هي عملية يكتسب بمقتضاها النظام السياسي مرونة تسمح له باستيعاب التغيرات‬
‫االجتماعية التي تط أر على المجتمع وتكسبه القدرة على مواجهة المشكالت التي تواجه المجتمع‬
‫‪44‬‬
‫وهذا باألخذ بأشكال المشاركة الشعبية‬ ‫في المدى البعيد مما يزيد من فعاليته واستق ارره‬
‫الجماهيرية والمتمثلة في حق المواطنين في اختيار من يمثلوهم لتولي السلطة كاختيار أعضاء‬
‫المجالس المحلية‪ ،‬وبالتالي من خالل المشاركة السياسية يلعب المواطن دو ار كبي ار في دعم‬
‫مسيرة التنمية السياسية‪.‬‬
‫‪ -‬التنمية اإلدارية‪ :‬ترتبط التنمية اإلدارية بتواجد قيادة إدارية فعالة لها القدرة على بث النشاط‬
‫في جوانب التنظيم ومستوياته‪ ،‬كما يغرس في األفراد العاملين بالمنظمة روح التكامل واإلحساس‬
‫بأنهم جماعة واحدة ومترابطة تسعى إلى تحقيق األهداف والتطلع إلى المزيد من العطاء‬

‫‪ - 42‬حفري خيضر‪ ،‬تمويل الكمية المحلية في الجزائر واقع وآفاق‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر كلية العلوم االقتصادية‬
‫العلوم التجارية وعلوم الني‪ ، 1911 ، 1919 ،‬ص ص ‪. 11 ،19‬‬
‫‪ - 43‬أحمد مصطفى خاطر‪ ،‬تسمية المجتمعات المحلية واالتجاهات المعاصرة االستراتيجيات بحوث العمل وتشحيم المشمه)‪،‬‬
‫مصر‪ :‬المكي الجامعي الجديد‪، 1992 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ - 44‬بومدين طالمة‪ ،‬دراسات في التنمية السياسية في بلدان الجنوب (قضايا واشكاليات)‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫‪ ،1911 -‬ص ‪.50‬‬
‫‪27‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫واإلنجازات‪ ،‬كما أن مفهوم التنمية اإلدارية يرتبط أكثر بتنمية وتطوير القدرات البشرية في‬
‫اإلدارة لتحقيق الكفاءة والفعالية في المؤسسات اإلدارية وزيادة مهارتها وقدرتها على حل‬
‫‪45‬‬
‫‪.‬‬ ‫المشاكل التي تواجهها ورفع مستوى أدائها‬
‫خصائص التنمية المحلية‪:‬‬
‫تتصف بعدة سمات من أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬أن التنمية المحلية عملية فرعية وليست حالة عرضية عابرة‪ ،‬فهي عملية تفاعل حركي‬
‫ديناميکی مستمر ومتجدد‪ ،‬إذ أنها تقتضي حركة مستمرة في الجسد االجتماعي‪ ،‬بأعضائه‬
‫وأبنيته المتنوعة بغية إشباع الحاجات والمطالب المتجددة للجماعة السياسية ومن أجل االقتراب‬
‫من القيم والمثل العليا لتلك الجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬التنمية المحلية عملية موجهة ومتعمدة وواعية‪ ،‬تستهدف األقاليم الفرعية من الوطن وهذا‬
‫يعني أنها ليست عشوائية أو تلقائية بل هي عملية إرادية مخططة‪ ،‬ويقصد بالتخطيط هنا التدبر‬
‫والنظر للمستقبل‪ ،‬وتحديد القدرات الذاتية بموضوعية والسعي نحو تحقيق أهداف الجماعة‬
‫السياسية بأقصى قدر من الفعالية والكفاءة‪.‬‬
‫‪ -‬إن كون التنمية المحلية عملية إرادية واعية تتطلب إرادة جماعية شعبية‪ ،‬هي إرادة التفكير‬
‫والتخلص من التخلف وهذا يقضي وعي والشعور بالتخلف والرغبة في التخلص منه من قبل‬
‫المجتمع المدني ككل المحلي والوطني‪.‬‬
‫‪ -‬إن التنمية بصفة عامة عملية متكاملة غير قابلة للتجزئة والتكامل يعني أن تسير التنمية في‬
‫جميع القطاعات والمستويات بطريقة متوازنة وتبعا لذلك يكون من المستحيل تنمية الصناعة‬
‫مثال دون التعليم أو حل مشکالت المدينة دون اهتمام مماثل بمشکالت الريف وأساس مفهوم‬
‫التكامل أن المجتمع بشكل كال عضويا واحدا‪ ،‬وهناك تقوم فكرة التكامل والشمول بدور أساسي‬
‫في تأكيد االعتماد المتبادل بين جميع أوجه النشاط والتكامل في التنمية‪.46‬‬

‫‪ - 45‬حضري خيضر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪11، 11‬‬


‫‪ - 46‬عبد السالم عبد الالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪50‬‬
‫‪28‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫نماذج التنمية المحلية‪ :‬هناك ثالث نماذج رئيسية‪:‬‬


‫‪-0‬النموذج التكاملي‪ :‬ويتمثل هذا النموذج في مجموعة من البرامج التي تهم كامل المجتمعات‬
‫المحلية أي تشمل كافة المناطق الجغرافية في الدولة‪ ،‬حضرية‪ ،‬ريفية‪ ،‬صحراوية‪ ،‬وهي تشمل‬
‫كافة القطاعات االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫والنموذج التكاملي هو الذي يشمل البرامج التي تحقق التوازن اإلنمائي من خالل التنسيق‬
‫والتعاون بين الجهود الحكومية والمحلية والشعبية‪ ،‬كما يقوم هذا النموذج على مبدأ التنمية‬
‫المحلية المستمرة بغرض توفير مؤسسات التنمية المحلية داخل المجتمعات المحلية والتي تشرف‬
‫عليها األجهزة المركزية واألجهزة الوطنية القائمة على المستويات اإلدارية المركزية والمحلية ألن‬
‫التنمية المحلية هي جزء من التنمية الوطنية‪.‬‬
‫يشترط لنجاح هذا النموذج توافر شبكات االتصال المزدوج من خالل قنوات ثابتة‬
‫ومستمرة بين الهيئة العليا المركزية‪ ،‬والهيئة النوعية الوظيفية من خالل مؤسسات وهيئات ولجان‬
‫دائمة أو مشتركة تصهر على مراقبة ومتابعة وتنفيذ البرامج اإلنمائية‪ ،‬و لن يتأتى هذا إال عن‬
‫طريق تكامل المستويات اإلدارية والتنظيمية المسؤولة عن إدارة التنمية المحلية والتنمية القومية‬
‫وذلك في ظل توفر قدر معين من الالمركزية في إتخاذ الق اررات التي تعين على تنفيذ برامج‬
‫التنمية المحلية في إطار الخطة العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ -9‬النموذج التكييفي‪ :‬يتفق هذا النموذج مع النموذج التكاملي في كون أن برنامج كل منهما‬
‫ينبثق على المستوى المركزي ولكن الخالف بينهما يمثل في كون النموذج التكييفي يركز على‬
‫عمليات تنمية المجتمع المحلي وذلك من خالل اإلشارة إلى الجهود الذاتية واالعتماد على‬
‫التنظيمات الشعبية‪ ،‬كما ال يتطلب هذا النموذج استحداث تغيرات في التنظيم اإلداري القائم ألنه‬
‫قابل للتنفيذ في ظل أي نوع منه‪ ،‬ويمكن أن يلحق الجهاز التنظيمي المشرف على تنفيذها بأي‬
‫جهاز إداري قائم‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫‪ -3‬نموذج المشروع‪ :‬هناك اختالف بين نموذج المشروع وبين النموذجين وذلك لكون هذا‬
‫األخير يطبق في منطقة جغرافية معينة لها خصوصياتها المتميزة ومن أمثلة هذا النموذج‬
‫مشروع الجزيرة بالسودان‪.‬‬
‫ويرى بعض المهتمين بشؤون التنمية أن هذا النموذج المتعدد األغراض يمكن أن يكون‬
‫بمثابة نموذجا تجريبيا أو استطالعيا يطيق على المستوى القوي إذا ما ثبت نجاحه وفعاليته في‬
‫المناطق التجريبية‪ ،‬والمقصود هنا المناطق المحلية‪.47‬‬
‫عناصر التنمية المحلية‪:‬‬
‫او من خالل استقراء العديد من برامج التنمية المحلية لعدة دول تستطيع القول أن هناك‬
‫عناصر أساسية اعتمدت لتلك العملية الدينامية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬التغير البنائي‪:‬‬
‫تعتبر التنمية المحلية عملية دينامية حساسة وجد هامة ألنها تمس جميع جوانب‬
‫المجتمع المحلي وتشمل المجاالت االجتماعية واالقتصادية التي تحدث تغيرات بنائية داخل‬
‫المجتمع الذي يسوده التوازن والتكامل في البرامج التنموية المحلية‪ ،‬وهذا النوع من التغير البني‬
‫بشمل أدوار األفراد والنظم وطبيعة العالقات‪.‬‬
‫ويقصد بالتغير البدائي ذلك النوع من التغير الذي يستلزم ظهور أدوات و تنظيمات‬
‫اجتماعية واقتصادية جديدة‪ ،‬تختلف اختالفا نوعيا عن األدوار والتنظيمات القائمة في المجتمع‪،‬‬
‫وبفضي هذا النوع إلى حدوث تحول كبير في الظواهر والنظم والعالقات السائدة في المجتمع‬
‫المحلي‪.‬‬
‫واذا كانت التنمية ‪-‬المحلية ‪ -‬عملية تتطلب تغي ار بنائيا اقتصادي واجتماعي كليا أو جزئيا فإن‬
‫ذلك يكون بإدخال تعديالت على النظم والتنظيمات والعالقات واألدوات والتفاعالت القائمة في‬
‫المجتمع‪ -‬المحلي ‪ -‬أو بعضها لالنتقال من الحال األقل تقبال الذي هو عليه فعال إلى حال‬

‫‪ - 47‬ونية رابح أشرف رضا‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪10‬‬


‫‪30‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫أكثر تقبال‪ ،‬وكذلك فإن التغير البنائي يؤدي إلى تغير موافق أفراد المجتمع ‪ -‬المحلي‪ -‬تجاه‬
‫اإلنجازات المادية للمشروعات المحلية في مراحلها التنموية‪.‬‬
‫‪ -9‬الدفعة القوية‪:‬‬
‫حتى تحقق التنمية المحلية أهدافها المرجوة فال بد لها من دفعة قوية تستند على تجنيد‬
‫كل العوامل المادية والبشرية حتى يمكن دفع عجلتها إلى األمام‪ ،‬كما يجب أن تتوافق األنشطة‬
‫المبذولة في المجتمع مع الحاجات األساسية له‪ ،‬بحيث تكون األولوية للمشروعات التي تم‬
‫األفراد في حياتهم مباشرة‪.‬‬
‫كما يمكن أيضا أن تحدث الدفعة القوية في المجال االجتماعي واالقتصادي بإحداث‬
‫تغيرات تقلل التفاوت في الثروات والدخول بين المواطنين وتوزيع الخدمات توزيعا عادال بين‬
‫األفراد وجعل التعليم إلزاميا ومجانيا بقدر اإلمكان وتأمين العالج والتوسع في مشروعات‬
‫اإلسكان وغير ذلك من المشروعات التي تتعلق بالخدمات‪.‬‬
‫وفي حقيقة األمر فإن التنمية المحلية في حاجة إلى تضافر جهود كل من السلطات‬
‫الرسمية القائمة في البالد والهيئات المحلية إلى جانب المشاركة الشعبية عن قناعة وبإرادة‬
‫ووعي غير زائف‪ ،‬وهذا يعني بدوره غياب السيطرة األحادية سواء في رسم أو تنفيذ مشروعات‬
‫وبرامج التنمية المحلية‪ ،‬وكل هذا في أساسه يشكل دفعة قوية لعملية التنمية المحلية‪.48‬‬
‫‪-3‬االستراتيجيات المالئمة‪:‬‬
‫حتى تتحقق التنمية المحلية أهدافها وبلوغها غاياتها البد أن تتضمن تغي ار بنائيا شامال‬
‫كما تتضمن دفعة قوية بتضافر جهود كل من الدولة بكامل مؤسساتها الوطنية والمحلية من‬
‫جهة والمشاركين في التنمية المحلية بمختلف شرائحهم من جهة أخرى‪ ،‬ولكن في حقيقة األمر‬
‫بحد أنفسنا في حاجة ماسة إلى عنصر ثالث أال وهو اإلستراتيجية المالئمة التي تراعي‬
‫الخصوصيات التنموية‪ ،‬ومن الواضح جليا لدى خبراء التنمية – بصفة عامة ‪ -‬بأن المجتمعات‬

‫‪ - 48‬ونية رابح أشرف رضا ‪،‬ال مرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪31‬‬
‫اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫المحلية تختلف عن بعضها البعض باختالف المجتمعات واإلمكانات المادية والمعنوية المتمثلة‬
‫في الموارد الطبيعية والبشرية والتكنولوجية وكذلك رؤوس األموال‪ ،‬باإلضافة إلى مستوى التحكم‬
‫والسيطرة على المخططات التنموية وتحسيدها على أرض الواقع‪ ،‬ناهيك عن الخصوصيات‬
‫التاريخية والثقافية‪ ،‬وبالتالي فإن نجاح أي تنمية محيلة يتوقف بالدرجة األولى على استراتيجية‬
‫مالئمة مدروسة بدقة‪ ،‬و تستند إلى جملة من الشروط التي ال يمكن االستغناء عنها وهي‪:‬‬
‫‪ -‬األخذ بنظام األولويات وسواء كان هذا بالنسبة لنشاطات التنمية المحلية أو قطاعتها المختلفة‬
‫والمتعددة‪.‬‬
‫‪ -‬األخذ باالتجاه الكمي الرقمي إلى جانب االتجاه الكيفي‪.‬‬
‫‪ -‬الموازنة بين إمكانيات المجتمع الحقيقية وتطلعاته‪.‬‬
‫‪ -‬الموازنة بين التنمية االقتصادية من جهة والتنمية االجتماعية من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك يجب أن تكون المشاريع والبرامج التنموية‪ - .‬الخطط التنموية‪ -‬نابعة من واقع‬
‫المجتمع المحلي نفسه وهذا في حد ذاته يتضمن االشارة إلى االبتعاد عن استراتيجات األجنبية‬
‫الجاهزة التي تحمل في ظاهرها التقدم والتطور والرفاهية وفي باطنها تكريس الفقر والتبعية‬
‫والتخلف‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫تعهد مسؤولية التنمية المحلية في الجزائر إلى الجماعات المحلية ألنها تعد بمثابة منبر‬
‫للمواطنين المحليين من أجل المشاركة و المساهمة في تسيير شؤوفم و الدفاع عن حقوقهم من‬
‫خالل انتخاب ممثلين لهم في المجالس المحلية‪ ،‬و نظ ار ألهمية الجماعات المحلية في الجزائر‬
‫فقد إعتبر الدستور الوالية و البلدية هما قاعدتا الالمركزية في البالد‪ .‬ومنه سوف نتطرق إلبراز‬
‫أهم أدوار كل منهما في التنمية المحلية في الجزائر‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نظام الجماعات المحلية في الجزائر‪:‬‬

‫تعتبر الجماعات المحلية في النظام اإلداري الجزائري والمتمثلة في الوالية والبلدية من‬
‫أهم صور وركائز الالمركزية اإلقليمية خاصة من خالل هيئاتها (المجلس الشعبي البلدي‪،‬‬
‫والمجلس الشعبي الوالئي) المنتخبة‪.‬‬

‫فلقد اهتمت الجزائر بها منذ االستقالل وذلك من خالل إصدار قوانين تخص البلدية و‬
‫الوالية محاولة منها إرساء الالمركزية‪ ،‬كما تقوم هذه الوحدات اإلدارية بمهام التخطيط و التوجيه‬
‫والرقابة‪ ،‬ومن أجل الحديث عن هذه الوحدات سوف نتطرق للبلدية والوالية طبقا للتشريع‬
‫المعمول به وابراز أهم صالحياتها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة وتطور الجماعات المحلية في الجزائر ‪:‬‬

‫‪ -0‬في العهد العثماني‪ :‬يعد نظام الجماعات المحلية (اإلدارة المحلية في الجزائر من أقدم‬
‫النظم المحلية‪ ،‬إذا يمكن إرجاعه إلى العهد العثماني في بداية القرن ‪ )1210( 10‬حيث قسمة‬
‫البالد من الناحية اإلقليمية إلى ‪ 5‬مناطق وهي‪ :‬دار السلطات أي العاصمة وضواحيها‪ ،‬بايلك‬
‫التيطري وعاصمتها المدية‪ ،‬بايلك الغرب وعاصمتها وهران پايلك الشرق وعاصمتها قسنطينة‬

‫كما يتكون البايلك من عدة مستويات وهي الباي‪ ،‬ديوان الباي‪ ،‬المجلس االستشاري والمصالح‬
‫اإلدارية للبايلك‪ ،‬ويتكون البايلك من منظمات إقليمية إدارية أخرى أقل حجما من األولى وهي‬
‫البلدة (البلدية في وقتنا الحالي)‪ ،‬المنطقة (الدائرة)‪ ،‬الوطن (القبيلة) ‪.49‬‬

‫‪ -9‬أثناء مقاومة األمير عبد القادر‪ :‬حيث بعد سقوط الدولة العثمانية خضعت الجزائر‬
‫لالحتالل الفرنسي عام ‪ ،1019‬نظمت المقاومة الشعبية الوطنية بقيادة األمير عبد القادر الذي‬
‫تم اختياره كرئيس للدولة الجزائرية في‪ ،1011/11/10‬ولم يقتصر تنظيم الدولة على المستوى‬

‫‪ - 49‬محمد العربي سعودي‪ ،‬المؤسسات المركزية والمحلية في الجزائر الوالية‪ ،‬البلدية ‪ 1001 -1210 -‬الجزائر‪ :‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،1990 ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪35‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫المركزي (حيث األمير رئيس الدولة‪ ،‬بمجلس الحكومة‪ ،‬السلطة التشريعية و كذلك المجلس‬
‫االستشاري‪ ،‬والسلطة القضائية بل امتد إلى المؤسسات المحلية بحيث نظمت على غرار‬
‫الهيئات المركزية وبنفس القواعد والمعايير الوطنية وتم تفويض خلفاء األمير بالواليات‪ .‬بسلطات‬
‫كبيرة بحيث توسعت معها المركزية إلى مدى بعيد‪.‬‬

‫وقسمت البالد إقليميا إلى ثمانية واليات وعلى رأس كل والية خليفة يعتبر ممثل الدولة‬
‫وخليفة األمير‪.50‬‬

‫‪ -3‬المجالس المحلية أثناء فترة االحتالل الفرنسي‪:‬‬

‫اعتمدت السلطات الفرنسية في إدارتها المحلية للجزائر سياسات متعددة‪ ،‬ففي السنوات‬
‫األولى من احتالل الجزائر قسمت البالد إلى ثالثة مناطق في إدارتها فكانت هنا مناطق إدارة‬
‫مدنية تتبع نفس النظم الفرنسية وتطبق في المناطق التي يكون فيها أغلبية األوربيون‪ ،‬ومناطق‬
‫إدارة مختلطة يسكنها أوربيون وعدد قليل من الجزائريين بحيث يخضع األوربي للنظام المدني‬
‫والوطني للنظام العسكري‪ ،‬وادارة عسكرية وهي مناطق يسكنها الجزائريون‪.‬‬

‫وأنشأت في هذه المرحلة المكاتب العربية عام ‪ 1055‬لتسهيل االتصال بين اإلدارة‬
‫الفرنسية والجزائريين ‪.51‬‬

‫ثم بعد ذلك اعتبرت الجزائر ملحقة بفرنسا وقسمت البالد إلى (‪ )1‬واليات‪ :‬الجزائر ‪،‬‬
‫وهران‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ويرأس كل منها والي ومجلس والية‪ ،‬ثم قسمت الواليات إلى بلديات حسب‬
‫تواجد العنصر األوربي‪:‬‬

‫‪ - 50‬محمد العربي السعودي ‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.191 ،01‬‬


‫‪ - 51‬جعفر أنس قاسم‪ ،‬أسس التنظيم اإلداري واإلدارة المحلية بالجزائر‪ ،‬الطبعة ج‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫‪ ،1000‬ص ‪51‬‬
‫‪36‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ -0‬البلديات كاملة االختصاص‪ :‬يوجد فيها أوربيون بأغلبية ساحقة في شمال الجزائر ولها‬
‫نفس االختصاصات التي تمارسها في فرنسا‬

‫‪ -9‬البلديات المختلطة‪ :‬حيث بها أقلية أوربية وأغلبية جزائرية حيث يكون نصف األعضاء في‬
‫المجالس البلدية من األوربيين والنصف اآلخر من السكان األصليين‪.‬‬

‫‪ -3‬البلديات األهلية‪ :‬توجد الجنوب حيث أغلب السكان من المواطنين وتميزت هذه البلديات‬
‫بالطابع العسكري‪.52‬‬

‫أما من حيث دور البلديات فإنها لم تقم بأي دور لخدمة مصالح الشعب الجزائري‪ ،‬بل‬
‫كانت أداة إدارية فقط‪ ،‬تسعى لتلبية مصالح األقلية األوربية‪.‬‬

‫‪ -4‬المجالس المحلية أثناء الثورة التحريرية‪ :‬فكر قادة الثورة بعد عامين من اندالع ثورة أول‬
‫نوفمبر ‪ 1025‬في عقد مؤتمر الصومام عام ‪ 1020‬لتنظيم وهيكلة الثورة‪ ،‬ومن الق اررات الهامة‬
‫التي جاء بها هذا المؤتمر هو إنشاء تنظيم إقليمي للبالد وخلق إدارة محلية خاصة بكل وحدة‬
‫إقليمية‪ ،‬حيث قسمت الجزائر إلى ستة واليات وبدورها الوالية قسمت إلى مناطق والمناطق إلى‬
‫نواحي والنواحي إلى قسمات وبذلك تحسد السلطة المحلية‪ ،‬تأسس التنظيم اإلداري للوالية على‬
‫مبدأ القيادة الجماعية من خالل إنشاء مجلس للوالية مهامه موزعة على الشؤون السياسية‬
‫والعسكرية واالتصال واألخبار‪.‬‬

‫أما المجالس البلدية فقد أنشأتها قيادة الثورة التأطير المدنيين وتنظيمهم وربطهم مباشرة‬
‫بجيش وجبهة التحرير الوطني ‪ ،53‬وبهدف قمع الجماهير ومقاومة الثورة التحريرية دعمت‬
‫السلطة االستعمارية الفرنسية الطابع العسكري للبلديات بإحداث األقسام اإلدارية الخاصة‬

‫‪ - 52‬جعفر أنس قاسم ‪ ،‬المرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪55 51‬‬


‫‪ - 53‬الناجي عبد النور‪ ،‬دور اإلدارة المحلية في تقديم الخدمات العامة (تجربة البلديات الجزائرية ) انقر الموقع‬
‫‪news / php ? action = view / id = 53www . bouhania . com‬‬
‫‪37‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ S– A -S‬في المناطق الريفية واألقسام اإلدارية الحضرية ‪ S– A - U‬في المدن وهي هيئات‬
‫تقع تحت سلطة الجيش الفرنسي وتتحكم فعليا في إدارة تسيير البلديات ‪.54‬‬

‫لقد غطت المجالس الشعبية أثناء الثورة كل األرياف والقرى‪ ،‬أصبحت تسيرها هيئة جماعية‬
‫منتخبة يقودها شيخ البلدية وتنوعت اختصاصات المجلس الشعبي البلدي وأصبحت إدارة البلدية‬
‫موازية لإلدارة االستعمار‪.‬‬

‫‪ -5‬المجالس المحلية الجزائرية بعد االستقالل‪:‬‬

‫عاشت الجزائر في فترة االستقالل حالة فراغ إداري بعد الهجرة الجماعية لإلطارات‬
‫األوربية وورثت البلديات العديد من المشاكل األمراض‪ ،‬الفقر‪ ،‬الجهل والبطالة نتيجة السياسة‬
‫االستعمارية ولتجاوز هذه الوضعية‪ ،‬عمدت السلطات العامة إلى اتخاذ جملة من اإلجراءات‬
‫على مستوى التأطير والتنظيم اإلداري المحلي والتشريع من اتجاه اإلصالح اإلداري‪ ،‬فلجأت إلى‬
‫تخفيض عدد البلديات عن طريق دمج عدة بلديات معا إلمكانية إدارتها وتفسيرها فأصبح بذلك‬
‫‪ 011‬بلدية بعدما كان ‪ 1200‬بلدية ليصبح منذ عام ‪ 1251 - 1984‬بلدية‪.‬‬

‫أما اإلصالح في المجال التشريعي فقد كرس دستور ‪ 1001‬حيث اعتبر البلدية أساسا‬
‫للمجموعة الترابية واإلدارية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وهو التوجه الذي أكده ميثاق الجزائر لسنة‬
‫‪ 1005‬بضرورة أعضاء الجماعات المحلية سلطات تتطلب مراجعة إدارية جذرية هدفها جعل‬
‫مجلس البلدية قاعدة التنظيم السياسي واالقتصادي واالجتماعي للبالد‪ ،‬ثم صدر أول نص‬
‫قانوني ينظم الجماعات المحلية تمثل في األمر رقم ‪ 15 -00‬الصادر في ‪ 10‬جانفي ‪،1000‬‬
‫المتضمن قانون البلدية ثم صدر األمر رقم ‪ 10-00‬المؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ 1000‬والمتضمن‬
‫قانون الوالية و أوكلت للبلدية والوالية عدة مهام سياسية واقتصادية واجتماعية ‪.55‬‬

‫‪ - 54‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية الجزائرية‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ 1995 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ - 55‬ناجی عبد النور‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪38‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫وفي عام ‪ 1000‬عرفت هذه المرحلة عدة تطورات في تسيير اإلدارة المحلية حيث تم‬
‫إصدار دستور عام ‪ 1000‬الذي أخذ بنظام التعددية السياسية الحزبية وتجاوز نظام الحزب‬
‫‪56‬‬
‫وتماشيا مع اإلصالحات السياسية‬ ‫الواحد لتمثيل اإلدارة الشعبية على المستوى المحلى‬
‫واإلدارية جاء القانون البلدي رقم ‪ 90 - 1009‬وقانون الوالية ‪ 90 -1009‬ليحدد مسارة جديدة‬
‫في التنظيم اإلداري المحلي ونتيجة لضرورة االنتقال إلى مرحلة نوعية في مجال التنظيم ومحال‬
‫التسيير واعادة االعتبار للجماعات اإلقليمية وتحسيد فكرة اإلدارة الجوارية والحكم الراشد تم‬
‫إصدار قانون البلدية ‪ 1119‬المؤرخ في ‪ 19‬يونيو ‪ ،1911‬وقانون الوالية ‪ 90 -11‬المؤرخ في‬
‫‪ 11‬فبراير ‪.1911‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الوالية في الجزائر‪:‬‬


‫حتى تطلع الدولة بأعباء السلطة العامة وتلبي سائر الخدمات العامة تحتاج إلى‬
‫االستعانة بأشخاص إقليمية أخرى كالوالية‪.‬‬
‫تنص المادة األولى من قانون ‪ 90 -11‬المتعلق بالوالية على أنها "الجماعة اإلقليمية‬
‫للدولة تتمتع بالشخصية المعنوية والخدمة المالية المستقلة‪ ،‬وهي أيضا الدائرة اإلدارية غير‬
‫الممركزة للدولة وتشكل هذه الصفة فضاء لتنفيذ السياسة العمومية التضامنية و التشاورية بين‬
‫الجماعات اإلقليمية والدولة‪.57‬‬
‫وبذلك فإن تصنيف الوالية على أنها جماعة إقليمية واالعتراف لها بالشخصية المعنوية‬
‫واالستقالل المالي يجسد الالمركزية اإلقليمية‪.‬‬

‫‪ - 56‬علي زغدود‪ ،‬نظام األحزاب السياسية في الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ - 57‬المادة ‪ 91‬من القانون ‪ 90 -11‬المؤرخ في ‪ 11‬فبراير ‪ 1911‬المتعلق بالوالية ‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫وتعرف الالمركزية اإلقليمية بأنها توزيع الوظائف اإلدارية بين الحكومة المركزية في‬
‫العاصمة وبين هيئات مصلحة أو محلية مستقلة بحيث تكون هذه الهيئات في ممارستها‬
‫لوظيفتها اإلدارية تحت إشراف ورقابة الحكومة المركزية‪.58‬‬

‫بمعنى أن الوظيفة اإلدارية هي وحدها التي تكون موزعة بين الحكومة والسلطات‬
‫اإلدارية اإلقليمية التي تتمتع في هذا المجال سواء كانت منتخبة أو معينة من قبل السلطة‬
‫المركزية مع تشييع ذلك من نتائج قانونية وال سيما وجود خدمة مالية مستقلة عن الخدمة العامة‬
‫للدولة‪.59‬‬

‫ومن أبرز ومبررات نظام الالمركزية اإلدارية ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الالمركزية أقدر على إشباع حاجات إقليمها ألن الهيئات المحلية أدرى بحاجات إقليمها ألنها‬
‫توجد بذات اإلقليم‪ ،‬وكفالة حسن سير المرافق العامة المحلية‪ ،‬كما أنها تتناسب مع ازدياد وتنوع‬
‫أعمال اإلدارة حيث أن أعمال اإلدارة وواجباتها إزاء األفراد قد تنوعت وتشعبت في الوقت‬
‫الحاضر الدرجة يصعب على السلطة المركزية أن تواجهها بأجمعها لذلك فإن توزيع الوظيفة‬
‫اإلدارية بين السلطة المركزية والهيئات الالمركزية من شأنه أن يخفف على كاهل السلطة‬
‫المركزية ويمكنها من أداء وظائفها على نحو أفضل‪.‬‬

‫كما أن الالمركزية اإلدارية ضرورة ديمقراطية والديمقراطية السياسية ترمي إلى مباشرة‬
‫الشعب شؤون السلطة والحكم‪ ،‬فهو مصدر السلطة والالمركزية اإلدارية ترمي إلى مباشرة‬
‫الشعب لشؤونه المحلية اإلدارية و يتحقق في كلتا الحالتين يتحقق ذلك عن طريق االنتخاب و‬
‫بالتالي الالمركزية اإلدارية تمثل إحدى صور الديمقراطية اإلدارية التي يباشر الشعب فيها‬

‫‪ - 58‬أحمد خالد عالم وعبد الغني شعبان عبد العظيم‪ ،‬العمران والحكم المحلي في مصر‪ ،‬مصر‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية‪،‬‬
‫‪ 1999‬ص ‪.12‬‬
‫‪ - 59‬موريس نخلة‪ ،‬الوسيط في شرح قانون البلديات‪ ،‬الطبعة ‪ ،‬لبنان ‪ :‬منشورات الحلي الحقوقية‪ ،1000 ،‬ص ‪10‬‬
‫‪40‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫شؤونه المحلية اإلدارية ومن هنا فإن الديمقراطية اإلدارية مكملة للديمقراطية السياسية باعتبار‬
‫‪60‬‬
‫أكما يهدفان إلى مباشرة الشعب الشؤونه سواء كانت سياسية أم إقليمية‬

‫يقتضي نظام الالمركزية اإلدارية وجود مصالح محلية متميزة تديرها هيئات مستقلة لكن‬
‫هذا االستقالل ليس مطلقا فهو ال يعني استقالال تاما عن السلطة المركزية ولهذا فإن لهذه‬
‫السلطة حق الرقابة على الهيئات الالمركزية ويطلق على هذه الرقابة الوصاية اإلدارية مما يكفل‬
‫االنسجام في تسيير مصالحها وادارة شؤونها‪.61‬‬

‫وبالتالي فالالمركزية اإلقليمية هي تنظيم الجهاز اإلداري في الدولة بشكل يسمح بتعدد‬
‫أشخاصها اإلدارية على أساس إقليمي أو جغرافي ‪.62‬‬

‫خصائص نظام الوالية كمجموعة ووحدة إدارية المركزية في النظام اإلداري الجزائري‪:‬‬

‫تمتاز الوالية كمجموعة إدارية المركزية إقليمية بمجموعة من الخصائص منها‪:‬‬

‫‪ -1‬أن الوالية هي وحدة إدارية المركزية إقليمية وجغرافية وليست وحدة المركزية مصلحية أو‬
‫مرفقية‪ ،‬فقد وجدت ومنحت االستقالل والشخصية المعنوية من سلطة الدولة على أساس إقليمي‪.‬‬

‫‪ -1‬تعد الوالية كوحدة إدارية همزة وصل بين الحجات والمصالح والمقتضيات المحلية المتميزة‬
‫عن مصالح الدولة ككل وبين مصالح و مقتضيات واحتياجات المصلحة العامة في الدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬تمتاز الوالية باعتبارها وحدة إدارية بأنها أوضح صورة لنظام الالمركزية اإلدارية النسبة‬
‫وليست وحدة أو مجموعة المركزية إدارية مطلقة وذلك ألن أعضاء هيئة وجهاز تسييرها‬

‫‪ - 60‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬عمان‪ :‬دار الثقافة‪ 1990 ،‬م ص ‪.120-120‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ -‬هاني على الطهراوي‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية‪ ،‬الحكم المحلي في األردن وبريطانيا الطبعة ‪ ،‬عمان‪ :‬دار الثقافة‪،1995 ،‬‬
‫ص ‪.10‬‬

‫‪ - 62‬حمدي القبيالت‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة‪ :‬األردن ‪ :‬دار واتا للنشر‪ ،1990 ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪41‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫وادارتها بختار بعضهم باالنتخاب العام بينما يعين الوالي من قبل السلطات إدارية مركزية‬
‫مرسوم‪.‬‬

‫مراحل إنشاء الوالية‪:‬‬

‫تمر ب ‪ 1‬مراحل‪:‬‬

‫‪ -0‬مرحلة التقرير ‪ :‬وهي مرحلة انعقاد اإلرادة و النية للسلطات العامة المختصة على إحداث‬
‫وانشاء الوالية وذلك بعد إجراء الدراسات والمناقشات والمداوالت الالزمة التخاذ قرار إنشاء‬
‫الوالية‪.‬‬

‫‪ -9‬مرحلة التحضير‪ :‬وهي تنحصر في إعداد الوسائل القانونية والبشرية والمادية واإلدارية‬
‫الالزمة والضرورية لمرحلة تنفيذ قرار قانون إنشاء الوالية‪.‬‬

‫‪ -3‬مرحلة التنفيذ‪ :‬أي الدخول فعال في حيز التطبيق وتحويل مرحلة التقرير إلى عمل وواقع‬
‫مطبق‪.63‬‬

‫هيئات الوالية‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ 91‬من قانون الوالية فإن للوالية هيئات هما‪ :‬المجلس الشعبي الوالئي‬
‫والوالي‪.64‬‬

‫‪ - 63‬عمار عوبدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الحره األول‪ :‬النظام اإلداري‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،1992 ،‬‬
‫ص ص ‪121 ،121‬‬
‫‪ - 64‬المادة ‪ 91‬من قانون بالوالية‬
‫‪42‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المجلس الشعبي الوالئي‪:‬‬

‫إن المجلس الشعبي الوالئي هو جهاز مداولة على مستوى الوالية ويعتبر األسلوب‬
‫األمثل للقيادة الجماعية والصور الحقيقية التي بموجبها يمارس سكان اإلقليم حقهم في تسييره‬
‫‪65‬‬
‫والسهر على شؤونه ورعاية مصالحه‬

‫ينتخب المجلس الشعبي الوالئي لمدة ‪ 92‬سنوات‪ ،‬وينتخب رئيسه من طرف جميع‬
‫أعضاء المجلس باالقتراح السري واألغلبية المطلقة من بين أعضاءه وفي حالة ما إذا تساوت‬
‫األصوات يختار الرئيس األكبر سنا بين المترشحين ‪ ،‬أما عن عدد أعضاءه فيتشكل من ‪12‬‬
‫إلى ‪ 22‬عضوا حسب عدد سكان الوالية ‪.66‬‬

‫وفي إطار دعم ترشيح المرأة للمجالس الشعبية الوالئية فقد اشترط المشرع الجزائري في‬
‫إعداد قوائم الترشيحات لهذه المجالس‪ ،‬كما جاء في المادة ‪ 91‬من القانون العضوي رقم ‪1191‬‬
‫أال يقل عدد النساء في كل قائمة ترشيحات النسب التالية‪:‬‬

‫‪ 19 %‬عندما يكون عدد المقاعد ‪ 12‬أو ‪ 51 - 10‬و ‪ 50‬مقعد‪.‬‬

‫‪ 12 %‬عندما يكون عدد المقاعد ‪ 21‬إلى ‪ 22‬مقعدا‪.67‬‬

‫ويعقد المجلس ‪ 95‬دورات عادية في السنة لمدة ‪ 12‬يوما وهي في أشهر مارس‪ ،‬يونيو‪،‬‬
‫سبتمبر‪ ،‬ديسمبر‪ ،‬ويعقد دورات استثنائية بطلب من رئيسه أو الوالي أو يطلب من ثلث أعضاء‬

‫‪ - 65‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬الجزائر ‪ :‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،1990 ،‬ص ‪111‬‬
‫‪ - 66‬المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬الرهانات الجديدة للتنمية المحلية‪ ،‬حلقة دراسية من إعداد طلبة السنة الرابعة فرع إدارة محلية‪،‬‬
‫‪ ،1990-1992‬ص ‪11‬‬
‫‪ - 67‬مادة ‪ 91‬من القانون العضوي رقم ‪ 91-11‬المؤرخ في ‪ 11‬جانفي ‪ 1911‬الذي يحدد كيفيات توسيع حظوظ المرأة في‬
‫المجالس المنتخبة ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫المجلس‪ ،‬وله أيضا أن يشكل لجان تعينه في المسائل التي تم الوالية قد تكون دائمة أو‬
‫مؤقتة‪.68‬‬

‫الجدول رقم ‪ 10‬يبين عدد أعضاء المجلس الشعبي الوالئي حسب عدد السكان‪.‬‬

‫عدد األعضاء عدد سكان الوالية‬


‫في المجلس‬

‫في الواليات التي تقل عدد سكانها عن ‪ 129.999‬نسمة‪.‬‬ ‫‪ 12‬عضوا‬

‫في الواليات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 129.991‬و ‪ 029.999‬نسمة‪.‬‬ ‫‪ 10‬عضوا‬

‫في الواليات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 029.991‬و ‪ 029.999‬نسمة‪.‬‬ ‫‪ 51‬عضوا‬

‫في الواليات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 029.991‬و‪ 1.129.999‬نسمة‪.‬‬ ‫‪ 50‬عضوا‬

‫في الواليات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 1.129.99‬و‪1.129.999‬نسمة‪.‬‬ ‫‪ 21‬عضوا‬

‫في الواليات التي يفوق عدد سكانها ‪ 1.129.999‬نسمة‪.‬‬ ‫‪ 22‬عضوا‬

‫‪69‬‬
‫هذا الجدول من إعداد الطالب باالعتماد على قانون ‪ 91 -11‬مادة ‪.01‬‬

‫ويتحسب عمل المجلس في إطار المداوالت التي يتم المصادقة عليها بأغلبية األعضاء‬
‫المكونين‪ ،‬وفي حالة تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس‪ ،‬وتكون المداوالت في إطار‬
‫اختصاصات المجلس الشعبي الوالئي ما نصت عليه المادة ‪ 21‬من القانون ‪ 90 /11‬المتعلق‬
‫بالوالية وعلى الرغم من إطالق االختصاص المعتمد في قانون الوالية إال أن هذا لم يمنع‬

‫‪ - 68‬المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬الرهانات الجديدة للتنمية المحلية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ - 69‬مادة ‪ 01‬من القانون العضوي رقم ‪ 91 -11‬المؤرخ في ‪ 11‬يناير ‪ 1911‬المتعلق بنظام االنتخابات ‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫المشرع من رسم الخطوط األساسية الصالحيات المجلس الشعبي الوالئي في الميادين المختلفة‬
‫يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬صالحيات خاصة بالمجال االقتصادي‪ ،‬الفالحي والمالي‪.‬‬

‫‪ -‬النشاط االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬صالحيات خاصة بالمجال الثقافي والسياحي‪.‬‬

‫‪ -‬التهيئة العمرانية‪ ،‬التجهيز والهياكل األساسية ‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر المجلس الشعبي الوالئي من الناحية النظرية األسلوب األمثل للقيادة الجماعية والصورة‬
‫الحقيقة التي بموجبها يمارس سكان اإلقليم حقهم في تسييره والسهر على شؤونه‪ ،‬ولكن الواقع‬
‫يظهر لنا وجوده الرمزي فقط‪ ،‬خاصة أمام هيمنة الوالي من خالل الصالحيات الواسعة الموكلة‬
‫إليه باعتباره ممثل للدولة والوالية والتي جعلته السلطة األولى على مستوى الوالية‪.70‬‬

‫الوالي‪:‬‬

‫يعين الوالي مرسوم رئاسي يتخذ في مجلس الوزراء بناء على تقرير من وزير الداخلية‬
‫وذلك طبقة للمادة ‪ 00‬من دستور ‪.1000‬‬

‫وبالتالي فهو من صور عدم التركيز اإلداري مثله مثل رئيس الدائرة‪ ،‬ويقصد بأسلوب‬
‫عدم التركيز اإلداري‪" :‬نقل الصالحيات من المركز األعوان يمثلون الدولة ويتصرفون باسمها‬
‫‪71‬‬
‫تنتهي مهام الوالي بموجب مرسوم رئاسي وباإلجراءات نفسها المتبعة‬ ‫على المستوى المحلى‬

‫‪ - 70‬حسين عبد القادر‪ ،‬الحكم الراشد في الجزائر واشكالية التنمية المحلية‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،1911 - 1911 ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ - 71‬المدرسة الوطنية لإلدارة البلدية مهام وصالحيات‪ ،‬واقع و أفاق‪ ،‬حلقة دراسية من إعداد طلبة السنة الرابعة فرع إدارة‬
‫محلية‪،1000 - 1000 ،‬ص ‪10‬‬
‫‪45‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫لدى تعيينه وللوالي صالحيات مزدوجة منها بكونه هيئة تنفيذية للمجلس الشعبي الوالئي ومنها‬
‫بصفته ممثال للدولة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬سلطات الوالي بصفته ممثال للوالية‪:‬‬

‫نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬يسهر الوالي على نشر مداوالت المجلس الشعبي الوالئي وتنفيذها‬

‫‪ -‬يقدم الوالي عند افتتاح كل دورة عادية تقري ار عن تنفيذ المداوالت المتعددة خالل الدورات‬
‫السابقة كما يطلع المجلس الشعبي الوالئی سنوية على نشاط القطاعات غير الممركزة بالوالية‪.‬‬

‫‪ -‬كما يطلع الوالي رئيس المجلس الشعبي الوالئي بانتظام خالل الفترات الفاصلة بين الدورات‪،‬‬
‫كما يمثل الوالي الوالية في جميع أعمال الحياة المدنية واإلدارية حسب الشروط المنصوص‬
‫عليها في القوانين والتنظيمات المعمول بها‪.‬‬

‫‪ -‬يمثل الوالي الوالية أمام القضاء‬

‫‪ -‬بعد الوالي مشروع الميزانية ويتولى تنفيذها بعد مصادقة المجلس الشعبي الوالئي عليها وهو‬
‫األمر بصرفها‪.‬‬

‫‪ -‬يسهر الوالي على وضع المصالح الوالئية ومؤسساتها العمومية وحسن سيرها ويتولى تنشيط‬
‫ومراقبة نشاطاتها‪ ،‬كما يقدم الوالي أمام المجلس الشعبي الوالئي بيانا سنويا حول نشاطات‬
‫الوالية يتبع بمناقشة يمكن أن تنتج عن ذلك توصيات يتم إرسالها إلى الوزير المكلف بالداخلية‬
‫والى القطاعات المعنية‪.72‬‬

‫‪ - 72‬المواد من ‪ 191‬إلى ‪ 190‬من قانون الوالية‬


‫‪46‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطات الوالي بصفته ممثال للدولة‪ :‬تذكر من هذه السلطات ما يلي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬التمثيل‪ :‬حيث تنص المادة ‪ 119‬من قانون الوالية بأن الوالي مثل الدولة على مستوى‬
‫الوالية وهو مفوض الحكومة‪.‬‬

‫كما ينشط الوالي وينسق ويراقب نشاط المصالح غير الممركزة للدولة المكلفة بمختلف‬
‫قطاعات النشاط في الوالية‪ ،‬باستثناء بعض القطاعات نظ ار لطبيعة مهامها التي تقتضي بقاء‬
‫ارتباطها المباشر باإلدارة والمصالح المركزية للو ازرة ومن هذه القطاعات ما يلي‪:73‬‬

‫العمل التربوي والتنظيم في مجال التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬وعاء‬
‫الضرائب وتحصيلها‪ ،‬الرقابة المالية‪ ،‬إدارة الجمارك‪ ،‬مفتشية العمل‪ ،‬مفتشية الوظيفة العمومية‬
‫والمصالح التي يتجاوز نشاطها بالنظر إلى طبيعتها أو خصوصيتها إقليم الوالية‪.‬‬

‫ب) التنفيذ‪:‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 111‬من قانون الوالية على أن يسهر الوالي على تنفيذ القوانين‬
‫والتنظيمات وعلى احترام رموز الدولة وشعاراتها على إقليم الوالية‪.74‬‬

‫كما أن الوالي مكلف كذلك بتنفيذ القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية وكذا األوامر‬
‫في مختلف المجاالت وذلك بعد يوم من نشرها في الجريدة الرسمية ومضى يوم من وصولها‬
‫إلى مقر الدائرة ‪.75‬‬

‫ج) الضبط‪:‬‬

‫فإن الوالي يتمتع بالعديد من سلطات الضبط اإلداري منها‪:‬‬

‫‪ - 73‬المادة ‪ 111-119‬من قانون الوالية‬


‫‪ - 74‬مادة ‪ 111‬من قانون بالوالية‬
‫‪ - 75‬محمد صغير بعلي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪,110‬‬
‫‪47‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ -‬أن الوالي مسؤول عن المحافظة على النظام واألمن والسالمة والسكينة العمومية‪ ،‬كما توضع‬
‫مصالح األمن تحت تصرفه‪ ،‬كما يقوم بالتنسيق بينها‪ ،‬كما يمكن للوالي أن يطلب تدخل قوات‬
‫الشرطة والدرك الوطني المتواجدة على إقليم الوالية عن طريق التسخير‪.‬‬

‫د) أما في مجال الحماية المدنية‪ :‬كما يعتبر الوالي المسؤول عن إعداد وتنفيذ إجراءات الدفاع‬
‫والحماية التي ال تكتسي طابعا عسكريا‪ ،‬كما يتولى اإلشراف على أعمال مصالح األمن في‬
‫الوالية‪ .‬كما يسهر على إعداد واتمام وتنفيذ مخططات تنظيم اإلسعافات في الوالية ويمكنه لهذا‬
‫‪76‬‬
‫‪.‬‬ ‫الغرض تسخير األشخاص واألمالك‬

‫وتعتبر الدائرة كذلك هيئة تحسد عدم التركيز اإلداري على المستوى المحلي‪ ،‬وتعد هيئة‬
‫إدارية لكنها ليست إدارة محلية مستقلة كونها ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪ .‬وليس لها أي‬
‫استقالل إداري أو مالي‪ ،‬ويعتبر رئيس الدائرة متصرف إداري يتبع وزير الداخلية إذ يعين‬
‫بموجب مرسوم رئاسي باقتراح من رئيس الحكومة ويمارس صالحياته تحت السلطة الرئاسية‬
‫للوالي حيث يتولى ‪:‬‬

‫‪ -‬العمل على تقريب اإلدارة العامة وأعمالها من مواطني الدائرة ‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بتطبيق القوانين واألنظمة‪.‬‬

‫‪ -‬تطبيق توجيهات الحكومة‪.‬‬

‫‪ -‬اإلشراف على تسيير المصالح اإلدارية في الدائرة والمؤسسات العمومية ‪.‬‬

‫كما يمثل رئيس دائرة الدولة في إقليم الدائرة فيقوم برفع التقارير إلى الوالي إبالغه بكل‬
‫قضية هامة سراء كانت سياسية أو إدارية أو اقتصادية‪ ،‬وتعد الدائرة همزة وصل بين البلدية‬

‫‪ - 76‬المادة ‪ 110 -115‬من قانون الوالية‪.‬‬


‫‪48‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫والوالية باعتبارها جهاز إداري غير مستقل عن الوالية‪ ،‬يساعدها في أداء مهامها ويخفف عنها‬
‫العبء ويعمل تحت إشرافها‪.77‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬البلدية في الجزائر ‪:‬‬

‫تعريف البلدية‪ :‬عرف القانون رقم ‪ 19-11‬في مادته األولى بأن البلدية هي الجماعة اإلقليمية‬
‫القاعدية للدولة وتتمتع بالشخصية المعنوية والخدمة المالية المستقلة وتحدث بموجب قانون ‪.‬‬
‫وحسب المادة الثانية فهي القاعدة اإلقليمية لالمركزية ومكان لممارسة المواطنة‪.78‬‬

‫هيئات البلدية‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬المجلس الشعبي البلدي‪ :‬هو عبارة عن هيئة تداولية منتخبة باالقتراع العام المباشر‬
‫السري لمدة ‪ 2‬سنوات من قبل مواطنين قاطنين بالبلدية دون تفريق في الجنس والبالغين ‪10‬‬
‫سنة يوم االقتراع ومسجلين في دوائرهم االنتخابية‪ ،79‬ويختلف عدد أعضاء المجلس الشعبي‬
‫البلدي بحسب التعداد السكاني للبلدية كما جاء في المادة ‪ 00‬من قانون االنتخاب وذلك كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ - 77‬وفاء معاوي‪ ،‬الحكم المحلي الرشيد کالية للتنمية المحلية في الجزائرة منكرة الماجستير جامعة باتنة‪ ،‬كلية الحقوق في العلوم‬
‫السياسية ‪ ،1919 -1990‬ص ‪02‬‬
‫‪ - 78‬المادة ‪ 91 - 91‬من قانون رقم ‪ 11 / 19‬المؤرخ في ‪ 11‬يونيو ‪ 1911‬المتعلق بالبلدية‪.‬‬
‫‪ - 79‬عبيد خضر‪ ،‬التنظيم اإلداري للجماعات المحلي‪ ،‬الطبعة ‪ ،91‬الجزائر ‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬ص ‪95‬‬
‫‪49‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ -‬الجدول رقم ‪ 19‬بين عدد أعضاء المجلس الشعبي البلدي حسب عدد السكان ‪:‬‬

‫عدد األعضاء عدد سكان الوالية‬


‫في المجلس‬

‫في البلديات التي تقل عدد سكانها عن ‪ 19.999‬نسمة‪.‬‬ ‫‪ 11‬عضوا‬

‫في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 19.999‬و ‪ 19.999‬نسمة‪.‬‬ ‫‪ 12‬عضوا‬

‫في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 19.9911‬و ‪ 29.999‬نسمة‪.‬‬ ‫‪ 10‬عضوا‬

‫في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 29.991‬و‪ 199.999‬نسمة‪.‬‬ ‫‪ 11‬عضوا‬

‫في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 199.991‬و‪ 199.999‬نسمة‪.‬‬ ‫‪ 11‬عضوا‬

‫في البلديات التي يفوق عدد سكانها‪ 199.991‬نسمة‪.‬‬ ‫‪ 51‬عضوا‬

‫الجدول من إعداد الطالب باالعتماد على القانون العضوي ‪ 91-11‬المؤرخ في ‪ 11‬يناير‬


‫‪ 1911‬المتعلق باالنتخابات‪.‬‬

‫وحسب المادة ‪ 19‬من القانون العضوي رقم ‪ 91 -11‬المؤرخ في ‪ 11‬جانفي ‪1911‬‬


‫الذي يحدد كيفيات توسيع حظوظ المرأة في المجالس المنتخبة في إطار دعم ترشيح المرأة لهذه‬
‫المجالس فقط اشترط كذلك المشرع الجزائري في إعداد قوائم الترشيحات لمثل هذه المجالس أال‬
‫يقل عدد النساء في كل قائمة ترشيحات عن نسبة ‪ %19‬في المجالس الشعبية البلدية الموجودة‬
‫بمقرات الدوائر وبالبلديات التي يزيد عدد سكانها عن ‪ 19.999‬نسمة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ -‬طبقا للمادة ‪ 10‬من قانون ‪ 19-11‬يجتمع المجلس البلدي في دورة عادية كل شهرين وال‬
‫تتعدى مدة كل دورة ‪ 92‬أيام‪ ،‬كما يجتمع في دورة غير عادية كلما دعت ظروف البلدية لذلك‪،‬‬
‫ويتم دعوة األعضاء إما من جانب رئيس المجلس أو ثلث األعضاء أو والي الوالية ‪.80‬‬

‫وحسب نص المادة ‪ 25‬من قانون البلدية فإنه يتم اتخاذ مداوالت المجلس باألغلبية‬
‫البسيطة لألعضاء الحاضرين أو ممثليهم مع ترجيح صوت الرئيس في حالة تساوي األصوات‪.‬‬
‫وتكون المداولة علنية ما عدا في حالتين حسب مادة ‪ 10‬من قانون البلدية‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة الحاالت التأديبية للمنتخبين ودراسة المسائل المرتبطة بالحفاظ على النظام العام ‪.81‬‬
‫ويشكل المجلس الشعبي البلدي من بين أعضاء لجانا دائمة للمسائل التابعة لمحال‬
‫اختصاصه وال سيما المتعلقة‪ :‬باالقتصاد والمالية‪ ،‬الصحة والنظافة وحماية البيئة‪ ،‬هيئة اإلقليم‬
‫والتعمير والسياحة والصناعات التقليدية‪ ،‬الري والفالحة والصيد البحري‪ ،‬الشؤون االجتماعية‬
‫والثقافية والرياضية والشباب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫يعلن رئيسا للمجلس الشعبي البلدي متصدر القائمة التي تحصلت على أغلبية األصوات‬
‫الناخبين خالل ‪ 12‬يوما على األكثر تلي نتائج االنتخابات‪.82‬‬

‫صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي‬

‫رئيس المجلس الشعبي البلدي القيام بصالحيات متنوعة منها ما يعود إليه باعتباره ممثال‬
‫للدولة ومنها ما يعود إليه باعتباره هيئة تنفيذية للمجلس الشعبي البلدي ومنها ما يعود إليه‬
‫باعتباره ممثال للبلدية‪:‬‬

‫‪ - 80‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية‪ ،‬الطبعة ‪ ،)1‬الجزائر جسور للنشر والتوزيع‪ ،1911 ،‬ص ص ‪100 ،100‬‬

‫‪ - 81‬المادة ‪ 25 - 10‬من قانون ‪ 19 -11‬للمتضمن قانون البلدية‬


‫‪ - 82‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪190 -101‬‬
‫‪51‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي باعتباره ممثال للدولة‪ :‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬يمثل رئيس المجلس الشعبي البلدي الدولة على مستوى إقليم البلدية‪.‬‬

‫‪ -‬يتمتع رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفة ضابط الحالة المدنية ومن ثم يعود إليه أمر‬
‫إصغاء الطابع الرسمي على عقود الحالة المدنية ويجوز له أن يفوضه إمضاءه إلى المندوبين‬
‫البلديين والى كل موظف بلدي ويبلغ النائب العام بذلك‪.‬‬

‫‪ -‬يتمتع رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفة ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫‪ -‬يتولى رئيس المجلس الشعبي البلدي عملية التصديق على الوثائق ويجوز له تفويض‬
‫إمضاءه للمندوبين البلديين والى كل موظف بلدي وهذا تحت مسؤولية ورقابة األمين العام‪.‬‬

‫كما يتولى رئيس المجلس الشعبي البلدي نشر القوانين والتنظيمات واتخاذ كل إجراء‬
‫يهدف إلى تنفيذها في حدود إقليم البلدية‬

‫رئيس المجلس الشعبي البلدي كل االحتياطات الضرورية لضمان سالمة وحماية‬


‫األشخاص والممتلكات في األماكن العمومية التي يمكن أن تحدث فيها كارثة أو حادث‪ ،‬وكذلك‬
‫‪83‬‬
‫‪.‬‬ ‫تفعيل مخطط اإلسعافات لحماية األشخاص والممتلكات‬

‫ثانيا‪ :‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي باعتباره هيئة تنفيذية للمجلس‬

‫يتولى رئيس المجلس الشعبي البلدي التحضير لجلسات المجلس الشعبي البلدي فهو من‬
‫پسندعي األعضاء ويبلغهم بجدول األعمال‪ ،‬ويتخذ كل اإلجراءات التي من شأنها تسهيل عملية‬
‫تنفيذ مداوالت المجلس الشعبي البلدي ويقدم بين كل دورة وأخرى تقري ار يعد منه تنفيذ مداوالت‬
‫المجلس وحتى يتمكن رئيس المجلس من القيام بمهمة التنفيذ وفي آجال معقولة خول له المشرع‬
‫بموجب المادة ‪ 00‬من قانون البلدية ‪ 19 -11‬االستعانة بيئة تنفيذية تتولى اإلشراف والمتابعة‬

‫‪ - 83‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪.115-111‬‬


‫‪52‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫بخصوص مداوالت المجلس‪ ،‬وتضم الهيئة إلى جانب الرئيس نوابه ويتراوح عددهم من ‪ 91‬إلى‬
‫‪ 90‬حسب تعداد أعضاء المجلس‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي باعتباره ممثال للبلدية ‪:‬‬

‫يتولى رئيس المجلس الشعبي البلدي تمثيل البلدية في جميع التظاهرات الرسمية‪ ،‬كما يتولى‬
‫رئاسة المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬وبهذه الصفة هو من يعهد إليه استدعاءه واعداد مشروع جدول‬
‫أعمال الدورة‪ ،‬ويتولى تنفيذ ميزانية البلدية ويتابع تطور المالية البلدية كما يتخذ المبادرات‬
‫لتطوير مداخيل البلدية‪ ،‬ويتمتع بصفة األمر بالصرف باسمها ولمصلحتها‪ ،‬ويبرم العقود‬
‫المختلفة باسم البلدية ويقبل الهدايا والوصايا طبقا للتشريع الجاري به العمل‪ ،‬ويعهد إليه إبرام‬
‫المناقصات والمزايدات طبقا للتشريع والتنظيم الجاري بكما العمل ويتولى مراقبة حسن تنفيذها‪،‬‬
‫ويمارس حق التقاضي باسم البلدية والحسابا‪ ،‬ويتخذ كل الق اررات المناسبة جدف إيقاف التقادم‬
‫أو إسقاطه‪.‬‬

‫كما يسهر رئيس المجلس الشعبي البلدي على حسن سير المؤسسات البلدية‪.84‬‬

‫‪ - 84‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪119 -110‬‬


‫‪53‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الجماعات المحلية كفاعل أساسي في التنمية المحلية‪:‬‬

‫أصبحت التنمية المحلية في السنوات الحديثة جزء أساسي للتفكير بشأن ازدياد اإلنتاج‪،‬‬
‫واستحداث أعمال وثروات وتحسين المشاريع وازديادها وتحسين المداخيل ‪.85‬‬

‫كما تعتبر الجماعات المحلية وحدات أساسية معترف لها بالشخصية المعنوية واالستقالل‬
‫المالي فمهامها يقتصر على إدارة وتسيير الشؤون المحلية للسكان فقط بل أصبحت كذلك‬
‫مؤسسات أساسية للتنمية المحلية وهذا ما أكده المشروع الجزائري من خالل قانوني الوالية‬
‫‪ 1190‬والبلدية ‪ 19 -11‬وهذا ما نبينه من خالل دور كل منها‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬وسائل تحقيق التنمية المحلية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الوسائل المالية‪:‬‬

‫‪ -‬الوسائل المالية المحلية‪ :‬تشتمل على الجباية المحلية‪ ،‬التمويل الذاتي‪ ،‬مداخيل األمالك‬

‫أ) الجباية المحلية‪ :‬تحتل الجباية المحلية مكانة هامة في المصادر المالية الخاصة‬
‫بالجماعات المحلية حيث تشكل المصدر األساسي لتمويل نشاطها وتمثل على مستوى‬
‫الجماعات المحلية أكبر المداخيل الذاتية ويمكن تقسيم الموارد الجبائية إلى‪:‬‬

‫‪ -‬ضرائب محصلة لفائدة الدولة‪ :‬وتشمل ضريبة الدخل اإلجمالي والضريبة على أرباح‬
‫الشركات‪.‬‬

‫‪ - 85‬حسين عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.105‬‬


‫‪54‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ -‬ضرائب محصلة لفائدة الجماعات المحلية‪ :‬هي األخرى تشمل ضرائب محصلة لفائدة‬
‫الواليات والبلديات والصناديق المشتركة للجماعات المحلية وضرائب محصلة لفائدة البلديات‬
‫دون سواها‪.86‬‬

‫ب) أما بالنسبة للتمويل الذاتي‪ :‬يعرف التمويل على أنه تلك النفقات المالية والمادية التي تنفق‬
‫اإلنجاز خطط التنمية المحلية‪ ،‬وعملية التمويل أساسية فال يمكن للبرامج التنموية أن تدخل حيز‬
‫‪87‬‬
‫‪ ،‬فالتمويل الذاتي إذا اقتطاع تقوم به الجماعات‬ ‫لتنفيذ ما لم تتوفر السيولة المالية الالزمة‬
‫المحلية من إيرادات التسيير الفائدة التجهيز واالستثمار ويحدد نسبة االقتطاع قرار وزاري‬
‫مشترك بالنسبة الميزانية البلدية وقرار وزاري بالنسبة لميزانية الواليات‪ ،‬ويتراوح عموما بين ‪%19‬‬
‫و‪ %19‬من مجموع اإليرادات‪.‬‬

‫ج) وفيما يخص مداخيل األمالك‪ :‬فهي تلك اإلسهامات المقدمة من األشخاص للجماعات‬
‫المحلية في مقابل االستفادة من خدمة معينة وتشمل تأخير العمارات والبنايات‪ ،‬حقوق الطرق‬
‫والتوقف ومداخيل الخطيرة العمومية‪.88‬‬

‫‪ -II‬الوسائل المالية الخارجية‪ :‬وتشمل‪:‬‬

‫أ) الصندوق المشترك للجماعات المحلية‪ :‬يعد الصندوق المشترك للجماعات المحلية مؤسسة‬
‫عمومية ذات طابع إداري‪ ،‬نتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬ويخضع مباشرة‬
‫لوصاية و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬مهمته األساسية تسيير وتمويل صندوق التضامن‬
‫وصندوق الضمان البلديين وكذا الوالئيين‪ ،‬والتي تتكفل بدورها بتمويل ميزانية البلدية وتغطية‬

‫‪ - 86‬محمد بلخير ‪ ،‬الشامية المحلية وانعكاساتها االجتماعية ‪ -‬دراسة ميدانية لوالية تمنراست شهادة ماجستير ‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،1992 ،1995 ،‬ص ‪29‬‬
‫‪87‬‬
‫‪- Organization for economic cooperation and development, financing local development deombre 2007. p 2.‬‬
‫‪ - 88‬حسين عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪55‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫النقص في المحاصيل الجبائية‪ ،‬وكذلك يقوم الصندوق بتقديم المساعدات المباشرة للجماعات‬
‫المحلية خاصة إعانة التجهيز واالستثمار بهدف دعم برامج التنمية ‪.89‬‬

‫‪ )0‬فأما صندوق الضمان‪ :‬يوجد أساسا للبلديات والواليات لضمان تقديرات الرسوم والضرائب‬
‫المباشرة وغير المباشرة ويتمثل دوره في ‪:‬‬

‫‪ -‬الدفع المنتظم للبلدية عند ظهور إختالالت في التقديرات الجبائية التي تتضمنها ميزانية‬
‫البلدية ‪.‬‬

‫‪ -‬المساعدة في تدارك تخفيضات القيم التي لم يتسن تحصيلها من خالل الضرائب المباشرة‬
‫خالل السنة المالية‪.90‬‬

‫‪ )9‬أما صندوق التضامن‪ :‬فهو يتكفل بتغطية نفقات التجهيز و االستثمار ومنح اإلعالنات‬
‫االستثنائية التي تعاني من وضعية خاصة التي تواجه الكوارث والحوادث وتخصيصات الخدمة‬
‫العمومية اإلجبارية ‪ ،‬كما يعمل على تحقيق التوازن لدى الجماعات المحلية المحرومة عن‬
‫طريق معادلة التوزيع ‪.91‬‬

‫‪ )3‬القروض‪ :‬تستعمل القروض في تمويل المشروعات االستثمارية التي تنشأ على مستوى‬
‫المحليات وتعجز موارد الميزانية على تغطية نفقاها وال يجوز عادة للمجالس المحلية على‬
‫مستوى المحليات أن تلجأ إلى عقد قروض دون إذن من الحكومة‪.92‬‬

‫‪ - 89‬حميد الطاهر‪ ،‬آليات تفعيل دور البلدية في إدارة التنمية المحلية بالجزائر‪ ،‬شهادة ماجستير ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق‪ 1919 - 1990 ،‬ص ‪00‬‬
‫‪ - 90‬المدرسة الوطنية لإلدارة البلدية مهام وصالحيات‪ ،‬واقع وآفاق‪ ،‬ص ‪95‬‬
‫‪ - 91‬مذکور نيب‪ ،‬حلقة دراسية حول االستقاللية المالية للجماعات المحلية‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬فرع ميزانية ‪- 1992‬‬
‫‪ ،1990‬ص‪.10‬‬
‫‪ - 92‬حياة بن إسماعيل ‪ -‬وسيلة السيتي "التمويل المحلي للتنمية اخية نماذج من اقتصاديات الدول النامية" ‪ ،‬الملتقى الدولي‬
‫حول سياسات التمويل وأثرها على اقتصاديات المؤسسات ‪ -‬دراسة حالة الجزائر والدول الداعية‪ ،‬يومي ‪ 11 -11‬نوفمبر‬
‫‪ ،1990‬جامعة بسكرة‪،‬ص ‪0‬‬
‫‪56‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ )4‬اإلعالنات الحكومية‪ :‬بما أن مصادر التمويل الذاتي ال تكفي لتغطية الحاجات الضرورية‬
‫فإنه يلجأ إلى موارد مالية خارجية‪ ،‬تتمثل أساس في إعانات السلطة المركزية باعتبارها موردا‬
‫هاما في دعم البلدية والوالية خاصة في التجهيز واالستثمار بحيث تؤدي هذه اإلعالنات أهداف‬
‫اقتصادية وأخرى اجتماعية تتمثل في تعميم الرخاء في مختلف مناطق البالد‪.93‬‬

‫فبالنسبة للبلدية فقد نصت المادة ‪ 101‬من قانون ‪ 19 -11‬فإنه تتلقى البلدية إعالنات‬
‫ومخصصات تسيير نتيجة لعدم كفاية مداخليها مقارنة بمهامها وصالحيافا‪.‬‬

‫عدم كفاية التغطية المالية للنفقات اإلجبارية‪ ،‬التبعات المرتبطة بالتكفل بحاالت القوة‬
‫القاهرة خاصة الكوارث الطبيعية‪ ،‬نقص القيمة لإليرادات الجبائية للبلدية في إطار تشجيع‬
‫االستثماره‬

‫وبالتالي فمن الضروري أن تساهم السلطة المركزية في ميزانية الهيئات المحلية إال أنه‬
‫يجب أن تكون هذه المساهمة محدودة حتى ال يكون تدخل السلطة المركزية المباشرة في عمل‬
‫الهيئات المحلية بما يؤثر على االستقالل المالي ‪.94‬‬

‫‪ )4‬الهبات والوصايا‪ :‬وتتكون حصيلتها مما يتبرع به المواطنون إما مباشرة إلى المجالس‬
‫المحلية أو بشكل مباشر للمساهمة في تمويل المشاريع التي نقوم بها‪ .‬وكذلك قد تكون نتيجة‬
‫وصية تركها أحد المواطنين بعد وفاته في حالة انعدام الورثة وتنقسم هذه التبرعات إلى قسمين‪،‬‬
‫تبرعات مفيدة بشرط عدم قبولها إال بموافقة السلطات المركزية وتبرعات أجنبية ال يمكن قبولها‬
‫إال بموافقة رئيس الجمهورية سواء كانت من هيئات أو من أشخاص أجانب‪.‬‬

‫‪ - 93‬عبد القادر موفق‪ ،‬االستقاللية المالية للبلدية في الجزائر‪ ،‬أيحات اقتصادية وادارية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬عدد ‪ 91‬ديسمبر‬
‫‪1911‬‬
‫‪ - 94‬محمد أنسي قاسم جعفر‪ ،‬ديمقراطية اإلدارة اخلية واالشتراكية الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ص ‪ 101‬و عزيز‬
‫محمد الطاهر‪ ،‬مرجع سابق ص ‪199‬‬
‫‪57‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ )5‬التخطيط المحلي‪ :‬حسب ما قضت به المادة ‪ 92‬من المرسوم رقم ‪ 109/01‬هناك نوعين‬
‫من المخططات تقوم بها الجماعات المحلية في مجال التنمية أحدهما يتم على مستوى البلدية‬
‫واآلخر قطاعي على مستوى الوالية‪.95‬‬

‫‪de Communaux‬‬ ‫أ‪ -‬المخططات البلدية للتنمية ( ‪Développement : )P . C . D‬‬

‫‪ :Programmes‬المنشأ بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 110 -01‬المؤرخ في ‪/90 /90‬‬


‫‪ ،1001‬يشكل هذا األخير الوسيلة المالئمة للتنمية على مستوى البلدية ألنه يعتبر من أولويات‬
‫واحتياجات تنمية البلدية بحيث يتم إعداده بالتنسيق مع الوالية وموافقتها مع مراعاة األولويات‬
‫المقررة‪.‬‬

‫فالمخطط البلدي هو في حقيقة األمر يعبر عن االمركزية التخطيط مع إق ارره لمسؤولية‬


‫الجماعات المحلية في ميدان اإلنجاز والتنفيذ ‪ ،‬ويحتوي على البرامج والمشاريع التي تخص‬
‫البلدية في المجال الفالحي والقاعدي والتجهيزات الضرورية للمواطنين‪.‬‬

‫ب‪ -‬المخططات القطاعية للسمية ‪Programmes Sectoriels De )P . S . D( :‬‬

‫‪ :Développement‬يعتبر األداة الالمركزية المنشأة للهياكل الحقيقية الحصيلة بإعداد‬


‫مشاريع تنموية متناسقة تماشيا مع اإلمكانيات المحلية ويهدف إلى تحقيق ترتيب و تنسيق كافة‬
‫األعمال المتعلقة باإلنجاز واإلنتاج وتكوين مختلف المتصرفين العاملين على مستوى تراب‬
‫الوالية يدعم هذه األخيرة من خالل مجالسها التنفيذي على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إشراك القطاع الخاص في المخططات المحلية‪.‬‬

‫‪ -‬تنفيذ العمليات الخاصة بالتهيئة العمرانية‪.‬‬

‫‪ - 95‬رضوان بن موسی‪ ،‬حلقة دراسية حول المخططات البلدية للتنمية‪ ،‬المدرسية الوطنية‪ ،‬فرع إدارة عملية ‪ ،1990/1992‬ص‬
‫‪10‬‬
‫‪58‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ -‬التنسيق والتنشيط في إعداد مخطط التنمية في كل المستويات‪.96‬‬

‫البرامج المرافقة والمدعمة لإلصالحات االقتصادية‪ :‬وهي برامج تستجيب لوضعيات معينة ‪،‬‬
‫فهي بذلك ترمي إلى التكفل بتلك الوضعيات لتجاوزها ومن أهم هذه البرامج‬

‫‪ -0‬برنامج اإلنعاش االقتصادي‪ )9114 -9110( :‬دخل خير التنفيذ عام ‪ 1991‬ويهدف‬
‫إلى إنعاش االستثمار العمومي بواسطة مشاريع مسجلة ضمن مختلف برامج التجهيز العمومي‬
‫للدولة‪.‬‬

‫ويعتبر هذا البرنامج كأداة مرافقة لإلصالحات الهيكلية التي التزمت بها بالدنا قصد‬
‫إنشاء محيط مالئم الندماجه في االقتصاد العالمي حيث تميز بإنعاش مكثف للتنمية االقتصادية‬
‫وتحسد ذلك في إنجازات عديدة نذكر منها ما يلي‪ :‬دعم النشاطات اإلنتاجية من خالل‪:‬‬

‫‪ )1‬دعم الفالحة حيث يندرج من إطار المخطط الوطني للتنمية الفالحية (‪ )PNDA‬ويتمحور‬
‫حول البرامج المرتبطة بتكثيف اإلنتاج الفالحي خاصة المواد واسعة االستهالك وترقية‬
‫الصادرات من المنتجات الفالحية‪ ،‬وحماية األحواض المنحدرة والمصبات وتوسيع مناصب‬
‫الشغل الريفي وحماية النظام البيئي الرعوي‪.‬‬

‫‪ )1‬وكذلك الصيد والموارد المائية ‪ :‬يتضمن أساس البناء‪ ،‬تصليح وصيانة البحرية ‪...‬إلخ‬
‫ويتعلق األمر هنا وعلى وجه الخصوص‪ ،‬بتخصيص الموارد للصندوق الوطني المساعد في‬
‫الصيد ‪ ،‬إنشاء مؤسسة للقرض من أجل الصيد وتربية المائيات وغيرها‪.97‬‬

‫‪ -9‬برنامج صندوق الجنوب‪ :‬أنشئ هذا الصندوق بموجب المادة ‪ 02‬من قانون المالية لسنة‬
‫‪ 1000‬صندوق تنمية مناطق الجنوب وهو صندوق وطني خصيصا لتنمية مناطق الجنوب‬

‫‪ - 96‬بدال غنية‪ ،‬التخطيط البلدي والتنمية المحلية‪ ،‬دراسة حالة بلدية شلف‪ ،‬المدرسية الوطنية لإلدارة‪ ،‬فرع إدارة محلية ‪1992‬‬
‫‪ ،1990 -‬ص ‪10‬‬
‫‪ - 97‬کرم زرمان‪" ،‬الشمية المناعة في الجزائر من خالل برنامج اإلنعاش االقتصادي ‪ 1990 -1991‬أبحاث اقتصادية وادارية‬
‫عدد ‪ ،90‬جوان ‪ ،1919‬ص ص ‪.191 ،199‬‬
‫‪59‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫وترقيتها واحداث نوع من التوازن الجهوي بين مختلف مناطق البالد كان في الفترة الممتدة من‬
‫‪ 1000‬إلى غاية ‪ 1990‬شمل ‪ 11‬والية ثم ابتداء من سنة ‪ 1990‬تم القيام بتقسيم جغرائي‬
‫جديد يميز واليات الجنوب حيث أصبحت ‪ 19‬واليات‪ ،‬حيث بلغت اإلعتمادات المخصصة لهذه‬
‫الواليات ‪ 010‬مليار دينار جزائري وهذا في الفترة الممتدة ‪.98 1990 -1990‬‬

‫‪ -‬الصناديق الخاصة‪ :‬تهدف هذه الصناديق إلى التكفل بالعجز في ميدان التجهيزات عبر‬
‫واليات الوطن المتخلفة بالمقارنة مع واليات أخرى في إطار محاربة الفوارق الجهوية‪.99‬‬

‫وبالتالي حتى تستطيع هذه الهيئات المحلية القيام بكل اختصاصاتها واشباع رغبات‬
‫األفراد يستلزم أن تكون الموارد المالية متعددة ومتنوعة تبعا لطبيعة الخدمات التي تؤديها‬
‫السلطات المحلية ألنها تؤدي خدمات مختلفة منها ما يتعلق بالمحافظة على النظام العام عن‬
‫طريق خدمات األمن والصحة والسكينة العامة ومنها ما يتعلق بخدمات ضرورية لكل سكان‬
‫المناطق المحلية بحيث ال يمكنهم االستغناء عنهم كخدمات الكهرباء والغاز وغيرها‪.100‬‬

‫الوسائل البشرية‪:‬‬

‫يعتبر العنصر البشري ضروري لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية التي بدورها تعتبر‬
‫عملية شاملة ومتكاملة تستهدف إحداث تغييرات أساسية في الهيكل االقتصادي واالجتماعي‬
‫للدولة وتهدف إلى المستويات متصاعدة من الدخل واإلنتاج ومن ثم الرفاهية العامة لمختلف‬
‫فئات المواطنين ‪.101‬‬

‫‪ - 98‬حضري جنيفر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪110‬‬


‫‪ - 99‬موسی رحماني‪ ،‬وسيلة السبتي‪" ،‬واقع الجماعات المحلية في ظل اإلصالحات المالية وأفاق التنمية المحلية"‪ ،‬الملتقى‬
‫الدولي حول تسيير وتمويل الجماعات المحلية في ضوء التحوالت االقتصادية‪ ،‬جامعة باتنية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم‬
‫التسيير‬
‫‪ - 100‬محمد أنس قاسم جعفر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪ - 101‬سميرة كامل محمد‪ ،‬التخطيط من أجل التنمية‪ ،‬مصر‪ ،‬المكتب الجامعي ‪ - 1000‬ص ‪.11‬‬
‫‪60‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫كما يعد وسيلة ضرورية إلنجاح أي مشروع تنموي فكل الصالحيات واالختصاصات‬
‫التي تتوفر عليها الجماعات المحلية تبقى دون جدوى في غياب العنصر البشري‪ ،‬ومن بين‬
‫الوسائل البشرية بحد المخطط السنوي للموارد البشرية‪ ،‬وفي إطار تفسير المسار المهني‬
‫الموظفين واألعوان العموميين في الدولة المنصوص عليهم في المادة ‪ 90‬من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 110 -02‬يتعين على المؤسسات واإلدارات العمومية أن تعد مخططا سنويا لتسيير الموارد‬
‫البشرية تبعا للمناصب المالية المتوفرة ووفقا لألحكام القانونية األساسية والتنظيمات المعمول‬
‫بها‪ ،‬والغرض من التسيير المنصوص عليه هو ضبط العمليات التي يجب القيام بها خالل‬
‫السنة المالية السيما ما يتعلق بالتوظيف والترفيه‪ ،‬التكوين وتحسين المستوى وتحديد المعارف‪،‬‬
‫اإلحالة على التقاعد‪ ،‬وتشترك في ضبط هذا المخطط اإلدارة المعنية ومصالح السلطة المكلفة‬
‫بالتوظيف العمومي مجرد تحديد عدد المناصب المالية وقبل الشروع في تنفيذه ويتم ويعدل‬
‫حسب األشكال نفسها أما فيما يخص موقع برنامج التكوين متميز ثالث جوانب هي‪:‬‬

‫• تكوين داخلي بعيدا عن العمل‪.‬‬

‫• تكوين داخلي أثناء العمل‪.‬‬

‫• تكوين خارجي‪.‬‬

‫وفي األخير ومن خالل الواقع الميداني ألنماط تسيير الشؤون العمومية على المستوى‬
‫المحلي أبرز عجزة واضحة في تنفيذ السياسات التنموية‪ ،‬هذا ما يستدعي إعادة النظر في‬
‫ضبط الموارد البشرية والمادية والمالية وترشيد النفقات حسب الخيارات واألولويات بما يحقق‬
‫الصالح العام ‪.102‬‬

‫‪ - 102‬وفاء معاوي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ .02 ،05‬د ناحير البالد‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الشظيم اإلداري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة ‪91‬‬
‫الجزائر ‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪61‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور الوالية في مجال التنمية المحلية‪:‬‬

‫تعتبر الوالية فاعل أساسي في مجال التنمية المحلية ويتحدد دورها من خالل القانون‬
‫الوالئي بحيث تسند لها جميع األعمال المتعلقة بالتنمية سواء أكانت اقتصادية أو اجتماعية أو‬
‫ثقافية أو بيئية أو غيئة إقليم الوالية‪ ،‬ويمكن تحديد دور الوالية من خالل العناصر التي يمكن‬
‫إجمالها في التهيئة العمرانية‪ ،‬الصحة‪ ،‬الثقافة‪ ،‬السياحة‪ ،‬السكن‪ ،‬الفالحة‪ ،‬الري‪ ،‬الهياكل‬
‫األساسية االقتصادية‪ ،‬التجهيزات التربوية وتجهيزات التكوين المهني‪ ،‬النشاط االجتماعية)‪.‬‬

‫‪ -0‬الميدان المتعلق بالتهيئة العمرانية‪ :‬تقوم الوالية في هذا المجال بتحديد مخطط التهيئة‬
‫العمرانية بالوالية‪ ،‬ورسم النسيج العمراني ومراقبة تنفيذه‪ ،‬كما يبادر المجلس بكل عمل من شأنه‬
‫توفير التجهيزات التي تتجاوز قدرات البلديات‪ ،‬كما يبادر المجلس لكل عمل من شأنه فك العزلة‬
‫على األرياف ‪.103‬‬

‫‪ -9‬الميدان الصحي‪ :‬يتولى المجلس الشعبي الوالئي في ظل احترام المعايير الوطنية في‬
‫مجال الصحة العمومية وانجاز تجهيزات الصحة التي تتجاوز إمكانيات البلديات ويسهر على‬
‫تطبيق تدابير الوقاية الصحية ويتخذ كل التدابير لتشجيع إنشاء هياكل مكلفة بمراقبة وحفظ‬
‫الصحة‪ ،‬كما يساهم المجلس الشعبي و باالتصال مع البلديات في تنفيذ كل األعمال المتعلقة‬
‫مخطط تنظيم اإلسعافات والكوارث واآلفاق والوقاية من األويئة‪.104‬‬

‫‪ -3‬الميدان الثقافي‪ :‬يساهم المجلس الشعبي الوالئي في إنشاء الهياكل القاعدية الثقافية‬
‫والرياضية والترفيهية وحماية التراث التاريخي والثقافي والفني بالتشاور مع البلديات‪ ،‬وكل‬
‫الهيئات األخرى المكلفة بترقية هذه النشاطات ‪.105‬‬

‫‪ - 103‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق ص ‪120‬‬


‫‪ - 104‬المادة ‪ 02 -05‬من قانون الوالية وده المادة ‪ 00-00‬قانون الوالية‬
‫‪ - 105‬فريدة مرياني‪ ،‬المجالس الشعبية اغنية في ظل التعددية السياسية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬ق طينة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق ‪ ،1992‬ص‪190‬‬
‫‪62‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ -4‬الميدان السياحي‪ :‬تتميز الجزائر بإمكانيات سياحية متعددة وآمال معالمها الطبيعية‬
‫وتنوعها منها مراكز المياه المعدنية ذات الخصائص المتعددة التي تستعمل في العالج الطبي‬
‫واالستحمام أو الراحة‪ ،‬يضطلع المجلس الشعبي الوالئي بازدهار السياحة في الوالية وذلك‬
‫باتخاذ اإلجراءات الالزمة التي تساعد في استغالل القدرات السياحية ويشجع االستثمارات في‬
‫مجال السياحة وينسق عمل البلديات من أجل ترقية هذا القطاع‪.‬‬

‫‪ -5‬الميدان المتعلق بالفالحة والري‪ :‬يبادر به المجلس الشعبي الوالئي ويدخل حيز التنفيذ كل‬
‫عمل في مجال حماية وتوسيع وترقية األراضي الفالحية والتهيئة والتجهيز الريفي‪ ،‬ويبادر بكل‬
‫األعمال محاربة مخاطر الفيضانات والجفاف‪ ،‬كما يبادر بكل األعمال الموجهة إلى تنمية‬
‫وحماية األمالك الغابية في مجال التشجير‪ ،‬وحماية الترية واصالحها‪ ،‬كما يعمل المجلس‬
‫الشعبي الوالئي على تنمية الري‪ ،‬ويساعد تقنيا وماليا بلديات الوالية في مشاريع التزويد بالمياه‬
‫الصالحة للشرب والتطهي ار‪.106‬‬

‫‪ -6‬الميدان المتعلق بالسكن‪ :‬يساهم المجلس الشعبي الوالئي في إنجاز برامج السكن كما‬
‫يساهم بالتنسيق مع البلديات والمصالح التقنية المعنية في برنامج القضاء على السكن الهش‬
‫وغير الصحي‪.107‬‬

‫‪ -7‬ميدان التجهيزات التربوية والتكوينية‪ :‬تتولى الوالية إنجاز مؤسسات التعليم المتوسط‬
‫والثانوي والمهني وتتكفل بصيانتها والمحافظة عليها‪.108‬‬

‫‪ -8‬الميدان المتعلق بالنشاط االجتماعي‪ :‬يعمل المجلس الشعبي الوالئي على المساهمة في‬
‫برامج ترقية التشغيل بالتشاور مع البلديات والمتعاملين االقتصاديين والسيما تجاه الشباب‪ ،‬كما‬

‫‪ - 106‬المادة ‪ 00 -02 -05‬من قانون الوالية‪.‬‬


‫‪ - 107‬المادة ‪ 191 -199‬من قانون الوالية‬
‫‪ - 108‬المادة ‪ 01‬من قانون الوالية‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫يساهم المجلس بالتنسيق مع البلديات في كل نشاط اجتماعي يهدف إلى مساعدة الطفولة‬
‫ومساعدة المسنين وذوي االحتياجات الخاصة والمعوزين والمتشردين والمختلين عقليا‪.109‬‬

‫وعموما لقد أعطى القانون للمجلس الشعبي الوالئي الحق في اتخاذ كل إجراء من شأنه‬
‫ضمان تنمية الوالية حسب قدراتها ومميزاتها‪ ،‬وجعل من المجلس منيرة لتشجيع كل المبادرات‬
‫الهادفة لبعث تنمية منسجمة ومتوازنة للوالية‪ ،‬كما يمكن للمجلس الشعبي الوالئي أن يبادر إلى‬
‫إنحاز تجهيزات تتجاوز من حيث حجمها وأهميتها قدرات البلدية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور البلدية في مجال التنمية المحلية‪:‬‬

‫لقد ضمت التنمية المحلية أبعاد مختلفة ومتعددة منها بعد اقتصادي‪ ،‬اجتماعي‪ ،‬ثقافي‬
‫وبيئي وهي تعتبر منهج أو طريقة تساعد في تحسين نوعية الحياة وزيادة رفاهية المجتمع‪،110‬‬
‫وتعتبر البلدية الوحدة القاعدة التي تمثل الدولة على المستوى المحلي وهذا تعتبر المحرك‬
‫األساسي للتنمية المحلية بأبعادها المختلفة بحكم عالقاتها المباشرة مع المواطنين وارتباطهم بما‪،‬‬
‫ويكمن هذا الدور للبلدية في‪:‬‬

‫‪ -0‬في مجال تهيئة اإلقليم والتنمية المستدامة والتخطيط‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 190‬و ‪ 190‬يكلف المجلس الشعبي البلدي بوضع برامج تنموية سنوية‬
‫ومتعددة السنوات المرافقة لعهدته في إطار المخطط الوطني للتهيئة والتنمية المستدامة لإلقليم‬
‫وكذا المخططات التوجيهية القطاعية‪ ،‬وينفذ على المدى القصير والمتوسط أو البعيد هذه‬
‫البرامج أخذا بعين االعتبار برنامج الحكومية ومخطط الوالية‪ ،‬وما يساعد المجلس للقيام بهذه‬

‫‪ - 109‬المادة ‪ 00 -01‬من قانون الوالية‬


‫‪110‬‬
‫‪- European Union, Cohesion policy support for local development: best practice and future policy options, april‬‬
‫‪2010.p10‬‬
‫‪64‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫المهمة أن هناك بنك المعلومات على مستوى الوالية يشمل كافة الدراسات والمعلومات‬
‫‪111‬‬
‫واإلحصاءات االجتماعية والعملية المتعلقة بالوالية‬

‫كما يتولى مهمة رسم النسيج العمراني للبلدية مع مراعاة مجموع النصوص القانونية‬
‫والتنظيمية السارية المفعول وخاصة النصوص المتعلقة بالتشريعات العقارية‪.112‬‬

‫وعلى هذا األساس اعترف المشرع للبلدية بممارسة الرقابة الدائمة للتأكد من مطابقة‬
‫عمليات البناء للتشريعات العقارية‪ ،‬وخضوع هذه العمليات الترخيص مسبق من المصلحة التقنية‬
‫بالبلدية مع تسديد المرسوم التي حددها القانون‪ ،‬وأوجب المشرع ساعة وضع ومناقشة مخطط‬
‫البلدية ونسيجها العمراني مراعاة المساحات المخصصة للفالحة وكذلك تجانس المجموعات‬
‫المكانية والطابع الجمالي للبلدية‪.‬‬

‫ويهدف المحافظة على البيئة والصحة‪ ،‬أوجب القانون استصدار موافقة المجلس الشعبي‬
‫كلما تعلق األمر بمشروع ينطوي على مخاطر صحية‪ ،‬باستثناء المشاريع الوطنية‪.113‬‬

‫وطبقا للمادة ‪ 110‬من قانون ‪ 19 -11‬حمل المشرع البلدية حماية التراث العمراني والمواقع‬
‫الطبيعية واآلثار والمتاحف وكل شيء ينطوي على قيمة تاريخية أو جمالية‪.114‬‬

‫وكذلك المحافظة على الوعاء العقاري‪ ،‬وتبادر بالعمليات المرتبطة بتهيئة الهياكل‬
‫والتجهيزات الخاصة بالشبكات التابعة الختصاصها‪.‬‬

‫ويناط بالبلدية أيضا القيام أو المساهمة في حيئة المساحات الموجهة الحتواء النشاطات‬
‫االقتصادية أو التجارية أو الخدماتية‬

‫‪ - 111‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬


‫‪ - 112‬ليلی مواخي‪ ،‬دور التخطيط االستراتيجي في تطوير أداة اإلدارة تحية دراسة حالة و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪،‬‬
‫شهادة ماجستير‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬قسم علوم سياسية وعالقات دولية‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ - 113‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪199‬‬
‫‪ - 114‬المادة ‪ 110‬من قانون بالبلدية‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫وفي مجال الضبط أناط المشرع بالبلدية صالحية أقامة إشارات المرور التي ال تعود إلى‬
‫هيئات أخرى ويعود للبلدية السهر على النظافة العمومية والطرق ومعالجة المياه القذرة وتوزيع‬
‫المياه الصالحة للشرب ومكافحة نقالت األمراض المعدية كما يعود لها حماية التربة والثروة‬
‫المائية‪ )9 .115‬في مجال االجتماعي‪:‬‬

‫أعطى المشروع بموجب المادة ‪ 111‬من القانون ‪ 19 -11‬للبلدية حق المبادرة بإتباع‬


‫كل إجراء قصد إنجاز مؤسسات التعليم االبتدائي طبقا للخريطة المدرسية وكذا ضمان صيانتها‪،‬‬
‫وانجاز وتسيير المطاعم والسهر على ضمان توفير وسائل النقل للتالميذ‪ ،‬وهذه الشك مهمة‬
‫ثقيلة ملقاة على عاتق البلدية وتربط وثائق الصلة بينها وبين مواطني اإلقليم اعتبا ار لما تلعبه‬
‫المدرسة من دور فعال في مجال العلم والمعرفة‪.‬‬

‫وفي حدود اإلمكانات المتوفرة لديها يناط بالبلدية اتخاذ كل التدابير من أجل ترقية‬
‫وتوفير مرافق للطفولة من حدائق ومرافق للتعليم التحضيري وتساهم البلدية أيضا في إنجاز‬
‫مرافق للرياضة والشباب ومرافق للثقافة كالمكتبات ومرافق للتسلية وأخرى للقرن‪ .‬ويمكن أن‬
‫تحصل في هذا اإلطار على حكم من الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬وتساهم البلدية في صيانة المساجد والمدارس القرآنية المتواجدة على ترابها من شأنه التكفل‬
‫بالفئات االجتماعية المحرومة ومديد المساعدة إليها في مجاالت الصحة‪ ،‬والتشغيل والسكن‪.116‬‬

‫‪ -‬والزام البلدية بإنجاز مؤسسات التعليم األساسي وفقا للبرامج المسطر في الخريطة المدرسية‬
‫وصيانة هذه المؤسسات واتخاذ كل إجراء من شأنه تسهيل عملية النقل المدرسي‬

‫‪ - 115‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪191‬‬


‫‪ - 116‬المادة ‪ 111‬من قانون البلدية‬
‫‪66‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫وفي مجال السكن‪ ،‬تكلف البلدية بتشجيع كل مبادرة تستهدف الترقية العقارية على مستوى‬
‫البلدية‪ ،‬وأجاز المشرع االشتراك في إنشاء المؤسسات العقارية وتشجيع التعاونيات في المجال‬
‫العقارية‪.117‬‬

‫في المجال المالي‪:‬‬

‫يتولى المجلس الشعبي البلدي طبقا للمادة ‪ 109‬سنويا المصادقة على ميزانية البلدية‬
‫سواء الميزانية األولية قبل ‪ 11‬أكتوبر من السنة السابقة للسنة المعنية أو الميزانية اإلضافة قبل‬
‫‪ 12‬جوان من السنة المعنية وتتم المصادقة على االعتمادات المالية مادة وباب بيان‪.‬‬

‫وحسب نص المادة ‪ 101‬من قانون البلدية فإنه ال يمكن المصادقة على الميزانية إذا لم‬
‫تكن متوازنة أو إذا لم تنص على النفقات اإلجبارية وفي حالة ما إذا صوت المجلس الشعبي‬
‫البلدي على ميزانية غير متوازنة فإن الوالي يرجعها مرفقة بمالحظاته خالل ‪ 12‬يوما التي تلي‬
‫استالمها إلى الرئيس الذي يخضعها لمداولة ثانية للمجلس الشعبي البلدي خالل ‪ 19‬أيام‪.118‬‬

‫في المجال االقتصادي‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 190‬من قانون ‪ 19 -11‬يخضع إقامة أي مشروع استثمار أو تجهيز على‬
‫إقليم البلدية إلى الرأي المسبق للمجلس الشعبي البلدي‪ ،‬والسيما في مجال حماية األراضي‬
‫الفالحية والتأثير في البيئة‪.‬‬

‫وطبقا للمادة ‪ 111‬تبادر المجلس الشعبي البلدي بكل عملية ويتخذ كل إجراء من شأنه‬
‫التحضير وبعث تنمية نشاطات اقتصادية تتماشى مع طاقات البلدية وخططها التنموي‪.119‬‬

‫‪ - 117‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪191‬‬


‫‪ - 118‬المادة ‪ ،101-109‬من قانون البلدية‪.‬‬
‫‪ - 119‬المادة ‪ 111 -190‬من قانون البلدية ‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫وكذا ترقية الجانب السياحي في البلدية وتشجيع المتعاملين في هذا المجال وأجاز قانون‬
‫البلدية للمجلس الشعبي البلدي إنشاء مؤسسات عامة ذات طابع اقتصادي تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية ومن جميع ما تقدم يتضح لنا أن البلدية كقاعدة الالمركزية مهامها كبيرة ومتنوعة‬
‫وذات صلة وثيقة بالجمهور‪ ،‬من أجل ذلك أولتها السلطات العمومية كل الدعم بتخصيص‬
‫مبالغ مالية رصدت اإلقامة الهياكل المذكورة‪.120‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬معوقات وعوامل نجاح التنمية المحلية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬معوقات التنمية المحلية‬

‫هناك عدة معوقات تقف في وجه الجماعات المحلية بما ال يحقق تنمية محلية‪ :‬نذكر‬
‫منها‪:‬‬

‫‪ -0‬المعوقات التشريعية‪ :‬من بين هذه المشاكل تذكر‪:‬‬

‫‪ -‬تكليف الجماعات المحلية بصالحيات متعددة تفوق اإلمكانيات المادية والمالية والبشرية‬
‫ألغلبها‪ ،‬مع وجود العديد من النصوص التنظيمية التي تجعل البلدية أو الوالية طرفا وشريكا مع‬
‫قطاعات أخرى وهو أمر يحتم التنسيق والتشاور واالتفاق والقرار الجماعي (ري‪ ،‬أشغال‬
‫عمومية‪ ،‬سكن سياحة‪ ،‬بيئة‪ ،‬فالحة‪ )...‬وما يترتب على ذلك من صعوبات في التدخل وأداء‬
‫المهام العادية واإلستعجالية‪.‬‬

‫‪ -‬تعدد اللوائح والتعليمات والقواعد المنظمة لشؤون اإلدارة المحلية وتواليها مع المناسبات‬
‫المختلفة وتطور األحداث سواء في المجال االجتماعي أو العمراني أو إعداد مخططات وبرامج‬
‫التنمية المحلية والموازنات وكيفية إبرام الصفقات ويحدث ذلك مع كل مناسبة النتخابات أو‬
‫حدوث كوارث طبيعية أو احتياجات اجتماعية على عمل معين وهو ما يدل على قصور‬
‫القوانين الناظمة لعمل الجماعات المحلية ‪.‬‬

‫‪ - 120‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪195‬‬


‫‪68‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ -‬عدم اشتراط أي مستوى تعليمي أو تخصصات علمية معينة في المترشحين للمجالس النيابية‬
‫الوطنية والمحلية تغليبا للجانب الديمقراطي على الجانب الفني والكفاءة اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬وقد أدى هذا إلى انعكاسات سلبية على أداء الجماعات المحلية في كل المجاالت التي‬
‫تتطلب عناصر قيادية متمكنة من العمليات اإلدارية بصورها المختلفة من تخطيط تنفيذ‬
‫واشراف‪.‬‬

‫‪ -‬عدم إلزامية المواد المتعلقة بمشاركة المواطنين وحضور دورات المجلس وعالنيتها وثقافية‬
‫الق اررات ونشر المداوالت التي تتم في أغلب وأعم البلديات في جلسات مغلقة‪ ،‬بل أحيانا في‬
‫غياب بعض األعضاء ‪.121‬‬

‫‪ -‬تكريس قانون الرقابة الشديدة والمتعددة الصور والمستويات الواسعة النطاق على المجالس‬
‫المحلية المتابعة القضائية‪ ،‬تعليق العضوية و توقيف أو اإلقالة التي من شأنها أن تحد من‬
‫حرية المبادأة لدى المجالس المحلية‪ ،122‬وبالتالي حرمانها من التمتع بأحد األركان األساسية‬
‫المكرسة الستقالليتها ويدفعها إلى االقتصار على التدخل في المسائل الجزئية التي تدخل في‬
‫صلب اختصاصاتها وال تتطلب ترددة في إذن الوصاية وهذه الرقابة السلبية تقلل من صالحيات‬
‫المجالس المحلية‪.‬‬

‫‪ )9‬المعوقات اإلدارية والفنية‪:‬‬

‫‪ -‬ضعف عمليات التخطيط على مستوى المجالس المحلية المنتخبة خاصة البلديات بسبب‬
‫عدم توفر نسق كفء من المعلومات والكفاءات واإلطارات والخبرات البشرية ذات التكوين‬

‫‪121‬‬
‫‪ -‬شريفي أحمد‪ ،‬دور الجماعات اإلقليمية في تحقيق التنمية المحلية في الجزائر‪ ،‬أطروحة الدكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التو‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية ‪ 1919 - 1990‬می ‪191 ،199‬‬
‫‪ - 122‬ناجي عبد النور‪ ،‬نحو تفعيل دور اإلدارة المحلية (الحكم المحلي الجزائرية لتحقيق التنمية الشاملة‪ ،‬ورقة مقدمة إلى‬
‫الملتقى الوطني حول التحوالت السياسية واشكالية التنمية في الجزائر‪ ،‬واقع وتحديات‪ ،‬جامعة شلف كلية العلوم القانونية‬
‫واإلدارية ‪ 10 -10‬ديسمبر ‪ ،1990‬ص ‪11‬‬
‫‪69‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫العالي المتخصصة‪ ،‬األمر الذي ينعكس سلبا على أداء والوظائف اإلدارية األخرى‪ ،‬وكذلك‬
‫تعدد األهداف وتنافرها وعدم تكامل النشاطات المحققة لها نتيجة عدم االلتزام بإستراتيجية‬
‫محددة ومستقرة والتي يكون لها تأثير سلبي على معنويات المواطن وعلى الموارد والطاقات‬
‫البشرية‪ ،‬وعدم تکامل المشاريع من سكن وري وأشغال عمومية وحيئة عمرانية بحيث يتلف‬
‫مشروع آخر‪ .‬وغياب مفهوم التنمية الشاملة والمستدامة والبشرية لدى أعضاء المجالس المحلية‬
‫ويعكس ذلك نوعية البرامج والمشاريع غير المتكاملة والتي ال تراعي البعد البشري واالحتياجات‬
‫المستقلة مثل‪ :‬التوسع في منح قطع األراضي الموجهة للسكن على حساب المساحات الخضراء‬
‫أو األراضي الفالحية‪ ،‬عدم تثمين المناطق السياحية واألثرية والتراث‪.‬‬

‫‪ -‬انخفاض مستوى األداء واإلنتاجية لدى الموظفين وعدم القدرة على تأطير المشاريع والتحكم‬
‫في التكاليف واآلجال ونوعية المنشآت بسبب عدم تالءم الوسائل البشرية مع األهداف المسطرة‬
‫نتيجة كلية المسابقات واالختبارات النتقاء الموظفين واإلطارات وبسبب المحسوبية هو محدودية‬
‫التوظيف تحرم الهيئات المستخدمة من التوفر على الموارد البشرية المؤهلة والقادرة على‬
‫المتابعة وانحاز المشاريع بسبب تأشيرة الوصاية و الوظيف العمومي‪ ،‬وانخفاض المستوى‬
‫التعليمي وغياب التدريب والتكوين المستمر بصورة جدية ومنه ضعف الموارد البشرية‪.123‬‬

‫‪ -‬غياب التجسيد الفعلي لالمركزية في اتخاذ الق اررات وتعدد المجاالت والمهام الموكلة لإلدارة‬
‫المحلية وكذا المشاكل البيروقراطية التي تعيق قيام المشاريع التنموية وخاصة منها المتوسطة‬
‫والصغيرة من خالل تعقيد اإلجراءات والبطء الشديد في إصدار األوامر والق اررات باإلضافة إلى‬
‫العجز في الكفاءة اإلدارية على تحمل المسؤولية ضمن عمليات التنمية‪.124‬‬

‫‪ - 123‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪.192 ،195‬‬


‫‪ - 124‬مشري محمد الناصر‪ ،‬دور المؤسسات المتوسطة والصغيرة في تحقيق التنمية احية المستدامة‪ ،‬دراسة اإلستراتيجية‬
‫الوطنية لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (حالة والية تبسة) رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة فرحات عباس كلية العلوم االقتصادية‬
‫وعلوم التسيير والعلوم التجاري ‪ ،1990 -1990‬ص‪100‬‬
‫‪70‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ -‬التموين غير المنتظم للسوق بالمواد الضرورية مثل القطاع المتكرر لمواد البناء كاالسمنت‬
‫والحديد ومختلف المواد التي تتطلبها مختلف القطاعات مما يشكل عائقا حقيقية لكثير من‬
‫المشاريع وتأخير تسليمها في آجالها المحددة‪.‬‬

‫‪ -3‬صعوبات مالية‪ :‬تعاني الجماعات المحلية من صعوبات مالية منها‪:‬‬

‫‪ -‬محدودية الموارد المالية الذاتية والعجز في التحصيل الجبائي‪ ،‬ومظاهر التهرب الضريبي‬
‫‪125‬‬
‫وذلك بسبب محدودية مصادرها أو عدم القدرة على تثمينها‬ ‫والمديونية وكثرة النفقات المحلية‬
‫أو بسبب ضعف التحكم في عملية اإلنفاق وسوء تخصيص الموارد أو بسبب التقسيم اإلداري‬
‫الذي لم يأخذ بعين االعتبار البعد االقتصادي عند إنشائها واكتفاءه بالبعد االجتماعي واإلداري‪.‬‬

‫أو بسبب عدم االعتماد على المشاريع االستثمارية التي تساهم في زيادة الموارد الذاتية‬
‫وتخفيض االعتماد على مساعدات السلطات المركزية‪.‬‬

‫‪ -‬عدم توافر آليات التنفيذ لبعض المشاريع رغم توفر االعتمادات المالية واالعتماد بشكل كلي‬
‫على اإلدارة بالعقود واللجوء إلى المقاولين في تنفيذ المشاريع الحيوية ومنحها بطرق غير قانونية‬
‫ومشبوهة مع المبالغة في تقدير التكاليف وما في ذلك من نفقات إضافية وتدني مستوى االنجاز‬
‫والتنفيذ ‪ -126‬ضعف ومحدودية المساعدات المقدمة من قبل و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‬
‫والصندوق المشترك للجماعات المحلية وهذا العجز على مستوى الصندوق المشترك يرجع‬
‫ألسباب منها‪:‬‬

‫‪125‬‬
‫‪ -‬عبد الرزش سويفات‪ ،‬إصالح النظام االنتخابي لترشيد الحكم في الجزر‪ ،‬رسالناحي جامعة قسنطينة‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،1919-1990 ،‬ص ‪109‬‬
‫‪ - 126‬أحمد شريفی‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬می ‪115111‬‬
‫‪71‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ -‬العدد المتزايد والكبير للبلديات العاجزة وتكليف الصندوق بدفع إعانات تسيير البلدي والتي‬
‫تتعدى على الغالب ‪ %59‬من ميزانية‪.127‬‬

‫‪ -‬التوظيف غير المرشد للموارد المالية المتاحة وتسجيل نفس العمليات بشكل روتيني ودوري‬
‫دون النظر إلى أولياتها‪.‬‬

‫‪ -‬ضعف المساعدات والمخصصات المالية الموجهة لتطوير الريف والتركيز على الوسط‬
‫الحضري وواجهات المدن‪.‬‬

‫‪ -‬عدم وجود مؤسسات مالية على المستوى المحلي تعمل على تجميع وحشد وتعبئة المدخرات‬
‫المحلية الصغيرة واستثمارها‪.‬‬

‫‪ -4‬المعوقات االجتماعية والثقافية‪ :‬بين هذه المعوقات نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬وجود قناعة لدى فئة كبيرة من المواطنين بعدم أهمية وعدالة المجالس المحلية ويعكس ذلك‬
‫الفجوة الكبيرة بين أفراد المجتمع وبين المجالس‪.‬‬

‫‪ -‬غياب الثقة وضعف التواصل بين الفئات االجتماعية والسلطات المحلية‪.‬‬

‫‪ -‬التنافس وعدم االنسجام بين مكونات النسق االجتماعي وتضارب مصالح الفئات االجتماعية‬
‫بسبب العوامل الحزبية والفئوية وغلبة االعتبارات الجهوية والعروشية والثقافية والروابط العائلية‬
‫وتوظيفها في الدعاية والحمالت االنتخابية ‪.128‬‬

‫‪ -‬مشكلة الفقر مع تزايد وارتفاع نسبة األمية والبطالة وتراكم الديون‪.‬‬

‫‪ - 127‬بن شعيب نصر الدين‪ ،‬شريف مصطفی‪ ،‬الجماعات اإلقليمية ومفارقات التنمية المحلية في الجزاتر‪ ،‬محلة الباحث عدد‬
‫‪ ،1911 ،19‬ص ‪105 102‬‬
‫‪ - 128‬أحمد شريفی‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪72‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ -‬تزايد السكان بنسبة مذهلة مع االستمرار في الهجرة من الريف إلى المدن الحضارية مما‬
‫يؤدي إلى االنعكاسات السلبية على الجانب اإليكولوجي إلى جانب التأثير على المرافق‬
‫والخدمات‪.129‬‬

‫ضعف المشاركة الشعبية في التنمية المحلية وغياب العمل التطوعي والخدمة االجتماعية بسبب‬
‫شكلية المجتمع المدني وضعفه وقلة هياكله ومؤسساته‪.‬‬

‫‪ -‬انعدام الرقابة الشعبية أو عدم فعاليتها إن وجدت وضعف االهتمام بالعمل الديمقراطي‬
‫المحلي الذي ينوب ويعوض الرقابة اإلدارية للوصاية بنوع من الرقابة السياسية والمدنية‪ ،‬التي‬
‫يمارسها المواطنون من خالل ممثليهم في المجالس المحلية أو منظمات المجتمع المدني أو‬
‫األفراد ونقل الشكوى للجهات المركزية صاحبة الحق في اتخاذ اإلجراءات ضد المجالس‬
‫المنحرفة رغم إعطاء القانون أهمية بالغة لهذا النوع من الرقابة‪ ،‬لكن الواقع يفصح عن انعدامها‬
‫بسبب ‪:130‬‬

‫‪ -‬عدم تطبيق الفقرات القانونية الخاصة بها ووضع العراقيل في وجه الجهات التي تقوم بها من‬
‫طرف الوصاية‪ ،‬وعدم تنظيم ندوات للمواطنين االستماع إلى شكواهم‪.‬‬

‫‪ -‬ضعف وعي المواطنين بأهمية المجالس المحلية ودورها في عملية التنمية إلى درجة أن‬
‫الكثير منهم ال يعرضون دورها إال في توزيع السكنات أو قفة رمضان أو استخراج وثائق الحالة‬
‫المدنية‪.131‬‬

‫‪ -‬ومن المعوقات الثقافية نجد أيضا تأثير العادات والتقاليد حيث يظهر تأثيراها في المجتمعات‬
‫الريفية حيث يسوء التمسك بالقديم واالعتزاز بما تركه األجداد كل هذا يعيق إنشاء وسير‬

‫‪ - 129‬عمر شريف‪ ،‬استخدام الطاقات المتجددة ودورها في التنمية اخية المستدامة‪ ،‬دراسة حالة الطاقة الشمسية في الجزائر‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه ‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية‪ ،1990 -1990 ،‬ص ‪101‬‬
‫‪ - 130‬عمر شريف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪110‬‬
‫‪ - 131‬عمر شريف ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪73‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫المشاريع التنموية‪.132‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عوامل نجاح التنمية المحلية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اإلرادة السياسية واالستقرار السياسي‪ :‬العوامل السياسية لها دو ار بار از في تشكيل النظام‬
‫السياسي واإلداري ألي قطر‪ ،‬ونظام اإلدارة المحلية يقرر بمقتضى أداة قانونية دستور كان أو‬
‫قانونا أو مرسوما يصدر عن الجهة التي تباشر العمل السياسي في الدولة‪.‬‬

‫فال يمكن تصور قيام سلطة محلية ديمقراطية في دولة ال تمارس الديمقراطية على‬
‫المستوى المركزي‪ ،‬كما أن االستقرار السياسي أمر أساسي إلنشاء اإلدارة المحلية ودعمها‬
‫لتحقيق أهدافها‪ .‬ومن غير الممكن على إدارة التنمية أن تنمو في ظل نظام سياسي غير‬
‫مستقر‪.‬‬

‫إن البيئة السياسية لها تأثير عميق ومباشر على اإلدارة المحلية واألطراف الفاعلة في‬
‫مجاالت التنمية المحلية‪ ،‬والتنمية إدارة سياسية ومجتمعية بالدرجة األولى‪ ،‬فتوفر اإلدارة‬
‫السياسية الصادقة يشكل العامل األكثر أهمية لنجاح التنمية على المستوى الوطني والمحلي بما‬
‫توجده من توحد وحماس لدى المسؤولين ومكونات المجتمع وتنظيماته السياسية والمدنية من‬
‫شعور بأهمية التنمية وخطر التخلف وايجاد الدافعية للعمل لصالح مجتمعاته وأوطانم وبناء‬
‫برامج وطنية مستقلة وتوفير مناخ نجاحها ومواجهة التحديات الداخلية والتهديدات الخارجية‪،‬‬
‫هذه اإلدارة يجب أن تكون مدعومة بوضع سياسي مستقر تختفي فيه عوامل الصراع والفرقة‬
‫والنزاع والتوتر‪.‬‬

‫‪ - 132‬مالوي سفيان‪ ،‬دور المجتمع المدني في التنمية المحلية في الجزائر (بلدية الجزائر الوسطى)‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر كلية العلوم السياسية واإلعالم قسم السياسية والعالقات الدولية‪ ،1919 ،‬ص ‪22‬‬
‫‪74‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬النمو االقتصادي المستديم والمنصف‪:‬‬

‫يشكل النمو االقتصادي المناخ العام الذي تتطور وتنطلق وتزدهر في ظله مختلف‬
‫المبادرات والنشاطات اإلنتاجية المحلية والوطنية العامة والخاصة‪ ،‬كما يشكل أهم وأبرز أهداف‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية وأحد ركائز قوة المجتمع وعامل أساسي للتقدم بشكل دائم‬
‫ومستمر‪ ،133‬ويتمثل النمو االقتصادي في الزيادة الكمية في متوسط الدخل الفردي الحقيق‪،‬‬
‫والمفهوم العكسي للنمو االقتصادي هو الركود االقتصادي أو الكساد‪ ،134‬ويتطلب النمو‬
‫االقتصادي ما عرف في الفكر االقتصادي بالدفعة القوية كأساس لالنطالق برامج تنموية فعالة‬
‫وشاملة وطنيا ومحلياء والجزائر قد أخذت وعملت بمقتضى الدفعة القوية منذ بداية التنمية‬
‫المخططة سنة ‪ 1000‬إلى غاية ‪ 1000‬أخر سنة من المخطط الخماسي الثاني‪ ،‬ولم تتوقف‬
‫في ظل التوجه الجديد القتصاد السوق بل أكدت جميع برامج الحكومات المتعاقبة على أهمية‬
‫االستثمار العمومي الستمرار مسيرة التنمية وخلق شروط انطالقها وفق قواعد السوق من حيث‬
‫التشريعات واستحداث المؤسسات والدعم الالزم لظهور قطاع خاص وطني وأجنبي قادر على‬
‫قيادة قاطرة التنمية‪ ،‬كما يعتبر برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي للفترة ‪ 1995 -1991‬عودة‬
‫قوية لالستثمار واإلنفاق العمومي والمدعم بالبرنامج الخماسي الممتد من ‪1990 -1992‬‬
‫المتضمن النسبة الكبيرة من برنامج التنمية المحلية الموكل أمر تنفيذها للجماعات المحلية في‬
‫شكل برامج قطاعية وبرامج بلدية للتنمية هذه الدفعة القوية التي يترتب عليها نمو اقتصادي‬
‫مستمر وبمعدالت متزايدة يعتمد أساس على اإلمكانيات الذاتية والمتمثلة في االدخار المحلي‬
‫وهو ذلك الجزء المقتطع من الدخل القومي والذي ال ينفق في مجال االستهالك الحكومي أو‬

‫‪ - 133‬عمر شريف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪110‬‬


‫‪ - 134‬إبراهيم العيسوي‪ ،‬الكمية في عالم متغير‪ ،‬دراسة في مفهوم التنمية ومؤشراقا‪ ،‬الطبعة ‪ ،91‬مصدر دار الشروق‪،1991 ،‬‬
‫ص ‪10‬‬
‫‪75‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫العائلي بل يستخدم في الحفاظ على األصول الرأسمالية القائمة وتوسعها أو استحداث استثمارات‬
‫وأصول جديدة‪.135‬‬

‫و تتجلى أهمية النمو االقتصادي المترافق مع سياسات توزيع عادلة في اعتباره محور‬
‫السياسة االقتصادية للبرامج الحكومية واحدى أهم أهدافها الكلية نظ ار لما له من آثار على‬
‫الحياة الفردية والجماعية منها‪:‬‬

‫‪ -‬ارتفاع مستوى المعيشة من خالل زيادة نصيب الفرد من الدخل الحقيق وتحسن ظروف‬
‫المعيشة من سكن وصحة ومستوى التعليم وانخفاض مستوى األمية ‪...‬‬

‫‪ -‬التحرر من التبعية والضغوط الخارجية‪ ،‬حيث يمنح النمو االقتصادي البلد مكانة دولية وقوة‬
‫تفاوضية يستقطب المبادرات االستثمارية واإلنتاجية الوطنية واألجنبية‪.‬‬

‫‪ -‬االرتفاع النسبي في اإلنتاجية وتنوع النشاط االقتصادي وزيادة اإليرادات الحكومية المركزية‬
‫والمحلية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلدارة الكفؤة والفعالة‪ :‬تعتير اإلدارة في الدولة والمجتمع والمؤسسة بمثابة الجهاز‬
‫األساسي الذي يتحكم ويدير وينظم وينسق ويوجه جميع النشاطات‪ ،‬كما يشكل مركز يستقبل‬
‫المعلومات ويصدر الق اررات المناسبة لها (المخرجات) ويحكم ويقيم ذلك كله كما تعتبر اإلدارة‬
‫أداة أساسية وضرورية في أي مؤسسة مهما كانت طبيعة ملكيتها‪.‬‬

‫ومع مطلع الثمانينات قامت الجزائر بإعادة هيكلة المؤسسة العمومية عضوية ومالية‬
‫واعادة النظر في التقسيم اإلداري للتراب الوطني برفع عدد الواليات والبلديات وصدور قانون‬
‫استقاللية المؤسسات وقانون الوالية والبلدية عقب صدور دستور ‪1000‬م‪ ،‬إال أن قانون البلدية‬
‫والوالية أظه ار في الميدان عدة نقائص مما استدعی إعادة النظر فيهما وقد أصبح ليس خافيا‬
‫على أحد أهمية اإلدارة ودورها الحاسم في عملية التنمية باعتبارها المكلفة بـ ـ‪:‬‬

‫‪ - 135‬عمر شريف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.119 ،110‬‬


‫‪76‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫• تدبير الموارد المالية وتنميتها‪.‬‬

‫• صياغة وتشكيل السياسات التنموية وترجمتها إلى أهدافي‪ ،‬والقيام بعمليات التخطيط وتحديد‬
‫‪136‬‬
‫‪.‬‬ ‫األهداف واألولويات‬

‫رابعا‪ :‬التحكم في التكنولوجيا واالستفادة منها‪:‬‬

‫لقد لعبت التطورات التكنولوجية دو ار كبي ار في بلورة وزيادة اإلسهامات العلمية‪ ،‬حيث أدت‬
‫إلى ظهور العديد من المفاهيم الحديثة استجابة لتلك التطورات وانصب االهتمام على كيفية‬
‫استخدام التكنولوجيا المتطورة في مختلف مجاالت عمل المنظمات حيث أصبحنا نعيش واقعا‬
‫تكنولوجيا في جميع المجاالت كالتجارة االلكترونية واإلدارة االلكترونية والحكومة االلكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬فالتكنولوجيا تسهم في إيجاد وتحديد شبكات االتصال بطريقة يتحقق معها التالحم داخل‬
‫الجماعات المحلية و بيئتها الخارجية الوطنية والدولية بأقصى كفاءة وفعالية‪.‬‬

‫‪ -‬تسهم في رفع كفاءة األفراد من حيث السرعة وتقليص المصدر والضياع في الجهود البشرية‬
‫والمادية والمالية والمعلومات في ظل انتشار و تعميم استعمال الحواسيب االلكترونية‬
‫والتكنولوجية الرقمية في ميادين االتصال ومعالجة المسائل ومختلف القضايا العلمية والمهنية‪.‬‬

‫‪ -‬كما تسهل عملية التواصل والعمل الجواري بين المنظمة والمواطن من خالل استعمال وسائل‬
‫اإلشهار الحديثة واإلعالم واطالع الجمهور على نشاط الجماعات المحلية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التخطيط اإلقليمي‪:‬‬

‫يهدف التخطيط اإلقليمي إلى تحقيق التنمية الوطنية عن طريق تنمية أقاليم المجتمع‬
‫بطريقة أكثر فعالية وبشكل متوازن ومتكامل ومن يراعي خصوصيات هذه األقاليم بحيث يتحقق‬
‫أعلى معدل للتنمية‪ ،‬وتبرز أهمية التخطيط اإلقليمي فيما يلي‪:‬‬

‫‪ - 136‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪. 119 . 111‬‬


‫‪77‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪ -‬دفع عملية التنمية من خالل تشجيع االستثمارات وتوجيهها إلى المجاالت األكثر طلب في‬
‫القطاعات المختلفة واألكثر نفعا وتجاوبا مع تطلعات السكان المحليين‪.‬‬

‫‪ -‬الحد من التباين التنموي بين األقاليم الذي يتحقق معه توزيع جغرافي أكثر توازنا للسكان‬
‫وضمانه لنمو متوازن لجميع األقاليم ومستوى متقارب من الرفاهية االقتصادية واالجتماعية‬
‫للسكان‪.‬‬

‫‪ -‬عالج مشكلة التصنيع وحركة العمران‪ :‬بحيث ال يكون هناك تركز الصناعات في مناطق‬
‫محددة وال يكون هناك مشكالت لإلسكان في المدن والمراكز الصناعية‪.137‬‬

‫سادسا‪ :‬تكريس الثقافة ومحاربة الفساد اإلداري‪:‬‬

‫‪ -‬حيث أصبحت الثقافة عنصرة رئيسية ومميزة لألنظمة الديمقراطية ومعيا ار للحكم الراشد‬
‫وكفاءة العمل اإلداري وفعاليته والشفافية تقتضي العمل والتصرف بطريقة مكشوفة وعلنية‬
‫مادامت الق اررات المتخذة بشأها حدف إلى خدمة المصلحة العامة المشروعة وتتجلى أهمية‬
‫الشفافية في کوها‪ :‬عامل لتقوية الثقة والتالحم بين اإلدارة والمواطن وعامل االتصال ومحاربة‬
‫الفساد وكذلك عامل استقرار سياسي واداري وذلك من خالل فتح المجال أمامهم لإلطالع على‬
‫سير إدارة شؤون المجتمع في كافة النواحي والمجاالت وهذا يعني وضوح سياسات الدولة في‬
‫جميع أجهزتها وسلطاتها والشفافية في المجالس المحلية بين األعضاء المنتخبين أنفسهم ‪.‬‬

‫‪ -‬محاربة الفساد اإلداري حتى تتمكن اإلدارة المحلية من النجاح في تحقيق التنمية المحلية‪،‬‬
‫ألنه يترتب عن الفساد اإلداري آثار سلبية على المجتمع والدولة معا ومن بين هذه السلبيات‬
‫إيجاد فواصل وهوة بين المواطن والدولة يكون من نتائجها معارضة الق اررات التي تتخذها‬
‫األجهزة اإلدارية وعدم االستجابة لها‪ ،‬كما أنه يضعف هيبة الدولة‪ ،‬وكذلك ينجر عن الفساد‬

‫‪ - 137‬المرجع نفسه ص ص ‪115 ،111‬‬


‫‪78‬‬
‫مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫االستخدام غير الكفء واألمثل للموارد والضياع األموال العامة عن طريق االستغالل والسيطرة‬
‫على المال العام وانتشار السرقة والرشوة‪..‬‬

‫سابعا‪ :‬المشاركة الشعبية‪:‬‬

‫تعرف األمم المتحدة مشاركة المواطنين في التنمية على أنها مساهمة جماهير األهالي‬
‫الفعالة في عمليات اتخاذ القرار لتحديد األهداف المجتمعية وحصر وتحديد الموارد الالزمة‬
‫لتحقيق هذه األهداف وكذلك مساهمات األهالي التطوعية في برامج ومشروعات التنمية‪.‬‬

‫وتكمن أهمية المشاركة في إدارة التنمية المحلية في كون أن المواطنين المحليين هم أكثر الناس‬
‫معرفة الحاجات المجتمع وأولوياته وبالتالي مشاركتهم ورضاهم عن البرامج والمشروعات المنفذة‬
‫من طرف السلطات الوطنية والمحلية مؤشر يوجه القائمين على التنمية إلى المشروعات‬
‫المناسبة والوسائل المالئمة‪ ،‬كما وجدت اإلدارة في المنظمات الحديثة أن هناك ضرورة إلى‬
‫األخذ بمبدأ المشاركة في صنع القرار مع توسيع دائرة المشاركين كلما أمكن وعدم تركيز القرار‬
‫في يد فرد واحد ومن أنواع المشاركة نجد‪ :‬التمثيل السياسي في الهيئات الحكومية المحلية‬
‫‪138‬‬
‫‪.‬‬ ‫(السلطة المحلية وكذلك التنظيمات االجتماعية منظمات المجتمع المدني‬

‫‪ - 138‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.110‬‬


‫‪79‬‬
‫خاتمة‬

‫من خالل ما سبق يتضح أن للجماعات المحلية دور كبير داخل الدولة ‪ ،‬و ذلك من‬
‫خالل تحقيق التنمية المحلية االجتماعية و االقتصادية و الثقافية و السياسية و الحرص على‬
‫ضمان راحة المواطن في جميع احتياجاته ‪ ،‬و ذلك بالحفاظ على النظام العام ‪ ،‬فنعتبر حقيقة‬
‫الجماعات المحلية يمكن بها االرتقاء بالمجتمع من حالة التخلف إلى حالة الرخاء ‪ ،‬و يظهر‬
‫ذلك جليا في الدور الذي تقوم به البلدية و الوالية في مختلف المجاالت ‪ ،‬حيث تعتبرها ركيزة‬
‫أساسية للنهوض بمجتمعها المحلى ‪ ،‬إال أن هذه التنمية ال تتم بشكل متكامل في ظل وجود‬
‫معوقات تحد من أعمالها ‪ ،‬و ذلك لعدم وجود إمكانيات متوفرة ‪ ،‬ووجود لوائح متعددة منظمة‬
‫لشؤون الجماعات المحلية ‪ ،‬و كذا ضعف عملية التخطيط على المستوى المجالس المحلية‬
‫المنتخبة‪.‬‬

‫و للنهوض بالتنمية المحلية وجب توفر بالدرجة األولى نظام سياسی مستقر كون له‬
‫تأثير عميق ومباشر على الجماعات المحلية باإلضافة إلى عوامل أخرى كالنمو االقتصادي‬
‫المستديم و العادل ووجود إدارة فعالة في المجتمع هي أكثر من ضرورية في أي دولة كانت‬
‫دون أن ننسى التطور في التكنولوجيا‪ ،‬و التخطيط و االستفادة منهم‪ .‬بعد عرض نتائج الدراسة‬
‫التي خلصنا إليها يمكن القول‪:‬‬

‫فإن الجماعات المحلية في الجزائر تحتاج إلى استقاللية أكثر في تسيير شؤونها المحلية‬
‫كما يجب وضع قوانين و قواعد واضحة في نظام الجماعات المحلية يجب أن تكون لها موارد‬
‫مالية كافية حتى تقوم بمهامها و مواجهة أي تحدي يواجهها‪ ،‬ومنه تحقيق تنمية محلية فعلية‬

‫‪81‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ :‬باللغة العربية‬


‫أ‪ -‬الكتب‬
‫‪ - 1‬سمارة الزغبي‪ ،‬خالد ‪ ،‬تشكيل المجالس المحلية و أثره على كفايتها في نظم اإلدارة المحلية‬
‫‪( ،‬دراسة مقارنة المملكة المتحدة ‪ -‬فرنسا ‪ -‬يوغسالفيا‪ -‬األردن)‪ ،‬ط‪ ،1‬األردن‪ :‬مكتبة دار‬
‫الثقافة‪1001. ،‬‬
‫‪- 2‬الطهراوي‪ ،‬هاني علي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬عمان‪ :‬دار الثقافة‪.1990،‬‬
‫‪- 3‬الطهراوي‪ ،‬هاني علي‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية‪ ،‬الحكم المحلي في األردن وبريطانيا‪ ،‬ط‪1‬‬
‫عمان‪ :‬دار الثقافة‪.1995 ،‬‬
‫‪- 4‬القبيالت‪ ،‬حمدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ط‪ ،1‬األردن ‪ :‬دار وائل للنشر ‪.1990،‬‬
‫‪- 5‬الخاليلة‪ ،‬محمد علي‪ ،‬اإلدارة المحلية وتطبيقاتها في كل من االردن ‪ -‬بريطانيا‪ -‬فرنسا‪-‬‬
‫مصر‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ :‬دار الثقافة‪1990 ،‬‬
‫‪- 6‬بوضياف‪ ،‬عمار‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر ‪ :‬جسور للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪.1990‬‬
‫‪- 7‬بوضياف ‪ ،‬عمار ‪ ،‬شرح قانون البلدية‪ ،‬ط‪ ،1‬الج ازئر ‪ :‬جسور للنشر والتوزيع‪.1911 ،‬‬
‫‪- 8‬بن خرف اهلل ‪ ،‬الطاهر‪ ،‬النخبة المحلية في الجزائر‪ ،‬دراسة اجتماعية سياسية آلليات‬
‫تشكيل الممثلين المحليين‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬النخبة المحلية في ظل نظام الحزب الواحد (‪-1001‬‬
‫‪ )1000‬الجزائر‪.1911 ،‬‬
‫‪- 9‬بعلي‪ ،‬محمد الصغير‪ ،‬القانون اإلدارة المحلية الجزائرية‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار العلوم للنشر‬
‫والتوزيع‪.2004‬‬
‫‪ -19‬قاسم جعفر‪ ،‬أنس ‪ ،‬أسس التنظيم اإلداري واإلدارة المحلية بالجزائر ‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪:‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪.1000 ،‬‬
‫‪ -11‬قاسم جعفر ‪ ،‬محمد أنس ‪ ،‬ديمقراطية اإلدارة المحلية واالشتراكية‪ ،‬الجزائر ‪ :‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‬
‫‪83‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -11‬زويلف ‪،‬حسن‪ ،‬التنمية اإلدارية و الدول النامية‪ ،‬األردن‪ :‬دار محمد الوي‪.1001 ،‬‬
‫‪ -11‬زغدود‪ ،‬علی‪ ،‬نظام األحزاب السياسية في الجزائر‪ ،‬الجزائر ‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫‪ -15‬مسعد الفاروق ‪ ،‬حمودة‪ ، ،‬التنمية والمجتمع"مدخل نظري لدراسة المجتمعات المحلية"‪،‬‬
‫مصر‪ :‬المكتب الجامعي الحديث‪.1991 ،‬‬
‫‪ -12‬طاشمية‪ ،‬بومدين‪ ،‬دراسات في التنمية السياسية في بلدان الجنوب "قضايا و إشكاليات"‪،‬‬
‫الجزائر ‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.1911 ،‬‬
‫‪ -10‬کامل محمد‪ ،‬سميرة‪ ،‬التخطيط من أجل التنمية‪ ،‬مصر ‪ :‬المكتب الجامعي‪.1000 ،‬‬
‫‪ -10‬لباد‪ ،‬ناصر‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -10‬موريس ‪ ،‬نخلة‪ ،‬الوسيط في شرح قانون البلديات‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪ :‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪ -10‬سعودي ‪ ،‬محمد العربي‪ ،‬المؤسسات المركزية و المحلية في الجزائر ‪ -‬الوالية البلدية‬
‫‪ ،1001 -1210‬الجزائر ‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.1990،‬‬

‫‪ - 19‬عبد الحميد‪ ،‬عبد المطلب‪ ،‬التمويل المحلي و التنمية المحلية‪ ،‬مصر‪ :‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫‪.1991‬‬
‫‪ -11‬عبيد لخضر‪ ،‬التنظيم اإلداري للجماعات المحلية‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر ‪ :‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‬
‫‪ -11‬محمد عبد القادر‪ ،‬عطية عبد القادر‪ ،‬اتجاهات حديثة في التنمية‪ ،‬مصر‪ :‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ -11‬عوابدي‪ ،‬عمار‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء األول‪ :‬النظام اإلداري‪ ،‬ط ‪ ،1‬الجزائر‪ :‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪.1992 ،‬‬
‫‪ -15‬خالد ‪ ،‬عالم أحمد ‪ ،‬شعبان عبد العظيم عبد الغني‪ ،‬العمران و الحكم المحلي في مصر‪،‬‬
‫مصر‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية‪.1999 ،‬‬
‫‪84‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -12‬فراج ‪ ،‬عز الدين‪ ،‬التنمية االقتصادية و االجتماعية في الوطن العربي و تحقيق األمن‬
‫الغذائي و االكتفاء الذاتي‪ ،‬مصر‪ :‬دار الفكر العربي‪.1000 ،‬‬
‫‪ -10‬مصطفی احاطر أحمد ‪ ،‬تنمية المجتمعات المحلية ‪ -‬االتجاهات المعاصرة –‬
‫االستراتيجيات بحوث العمل و تشخيص المجتمع‪ ،‬مصر‪ :‬المكتب الجامعي الجديد‪1992. ،‬‬
‫‪ -10‬محمد‪ ،‬غنيم عثمان ‪ ،‬مقدمة في التخطيط التنموي واإلقليمي‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ :‬دار صفاء‪،‬‬
‫‪.1990‬‬
‫ب‪ -‬المذكرات و األطروحات الجامعية‬
‫‪ -1‬بدة ‪ ،‬عيسی‪ ،‬مالية البلدية و انعكاساتها على التنمية المحلية‪ ،‬دراسة حالة بلدية عين‬
‫الريش و والية المسيلة (‪ ،)1990-1991‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة كلية العلوم االقتصادية و‬
‫علوم التسيير قسم علوم التسيير‪.1990-1990 ،‬‬
‫‪ -1‬بلخير‪ ،‬محمد‪ ،‬التنمية المحلية و انعكاساتها االجتماعية‪ ،‬دراسة ميدانية لوالية تمنراست‬
‫رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم علم االجتماع‪،‬‬
‫‪.1992/1995‬‬
‫‪ -1‬جعفري‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬التنمية المحلية في ظل االصالحات السياسية واالقتصادية‪ ،‬دراسة‬
‫حالة والية برج بوعريريج ‪ ،1999-1000‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم‬
‫السياسية واالعالم‪ ،‬قسم العلوم السياسية و العالقات الدولية‪ ،‬جوان‪.1991 ،‬‬
‫‪ -5‬ونية رابح‪ ،‬أشرف رضا‪ ،‬معوقات التنمية المحلية‪ ،‬دراسة ميدانية في والية سكيكدة‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬معهد علم االجتماع ‪.1000-1000‬‬
‫‪ -2‬مزياني‪ ،‬فريدة‪ ،‬المجالس الشعبية المحلية في ظل التعددية السياسية في التشريع الجزائري‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬كلية الحقوق‪.1992،‬‬
‫‪ -0‬معاوي ‪ ،‬وفاء‪ ،‬الحكم المحلي الرشيد‪ ،‬آلية التنمية المحلية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير في‬
‫جامعة باتنة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪.1919-1990 ،‬‬

‫‪85‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -0‬مشري‪ ،‬محمد الناصر‪ ،‬دور المؤسسات المتوسطة والصغيرة و المصغرة في تحقيق التنمية‬
‫المحلية المستدامة‪ ،‬دراسة اإلستراتيجية الوطنية لترقية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة (حالة‬
‫والية تبسة)‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‬
‫قسم علوم التسيير و العلوم التجارية‪.1990-1990 ،‬‬
‫‪ -0‬ساکري‪ ،‬الصالح‪ ،‬المعوقات التنظيمية و أثرها على فعالية الجماعات المحلية‪ ،‬دراسة‬
‫ميدانية في والية باتنة‪ ،‬ثالث بلديات (باتنة ‪-‬قسديس ‪ -‬عين التوتة))‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫باتنة‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية و العلوم االسالمية‪ ،‬قسم علم االجتماع و الديموغرافيا ‪-1990‬‬
‫‪.1990‬‬
‫‪ -0‬سويقات‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬اصالح النظام االنتخابي لترسيخ الحكم في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫جامعة قسنطينة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪.1919-1990 ،‬‬
‫‪ -19‬عبد الالوي‪ ،‬عبد السالم‪ ،‬دور المجتمع المدني في التنمية المحلية بالجزائر‪ ،‬دراسة‬
‫لواليتي المسيلة و برج بوعريريج‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية قسم العلوم السياسية ‪.1911-1919‬‬
‫‪ -11‬عبد القادر‪ ،‬حسين‪ ،‬الحكم الراشد في الجزائر و إشكالية التنمية المحلية‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫جامعة تلمسان‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية قسم العلوم السياسية ‪.1911-1911‬‬
‫‪ -11‬عكوشي‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬التنظيم في مؤسسات اإلدارة المحلية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية‪ ،‬قسم علم االجتماع‪.1992-1995 ،‬‬
‫‪ -11‬فالح ‪ ،‬أمينة‪ ،‬دور النيباد في تفعيل الحكم الراشد و التنمية المستدامة في أفريقيا‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية ‪.‬‬
‫‪ -15‬ريمالوي ‪ ،‬سفيان‪ ،‬دور المجتمع المدني في التنمية المحلية بالجزائر‪ ،‬بلدية الجزائر‬
‫الوسطى‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم قسم العلوم السياسية‬
‫والعالقات الدولية‪ ،‬ماي ‪.1919‬‬

‫‪86‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -12‬رکاش‪ ،‬جهيدة‪ ،‬إشكالية العالقات بين إدارة التنمية و التنمية اإلدارية في الجزائر‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية‪.1990-1990 ،‬‬
‫‪ -10‬صوالحي‪ ،‬ليلی‪ ،‬دور التخطيط االستراتيجي في تطوير أداة اإلدارة المحلية‪ ،‬دراسة حالة‬
‫و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬قسم العلوم السياسية‬
‫والعالقات الدولية‪.‬‬
‫‪ -10‬عزيز ‪ ،‬محمد الطاهر‪ ،‬آليات تفعيل دور البلدية في إدارة التنمية المحلية بالجزائر‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية قسم الحقوق ‪.1919-1990‬‬
‫‪ -10‬شريف‪ ،‬عمر‪ ،‬استخدام الطاقات المتجددة و دورها في التنمية المحلية المستدامة‪ ،‬دراسة‬
‫حالة الطاقة الشمسية في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و‬
‫علوم التسيير ‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية‪1990-1990،‬‬
‫‪ -10‬شريفي‪ ،‬أحمد‪ ،‬دور الجماعات اإلقليمية في تحقيق التنمية المحلية في الجزائر اطروحة‬
‫دكتوراه جامعة الجزائر ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير ‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫‪.1919-1990‬‬
‫‪ -19‬خنفري ‪ ،‬خيضر‪ ،‬تمويل التنمية المحلية في الجزائر ‪ -‬واقع و آفاق ‪ -‬أطروحة دكتوراه‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير‪1911-1919 ،‬‬
‫‪ -‬يوميات ابراهيم‪ ،‬سعودي هجيرة‪ ،‬تحليل ظاهرة التمايز العمراني و االجتماعي لألحياء‬
‫السكنية الناجمة عن التوسع العشوائي‪ ،‬دراسة حالة مدينة بوسعادة بالجزائر‪ ،‬المعهد العربي‬
‫إلنماء المدن‪.1911/95/19 ،‬‬
‫‪ -‬صولة‪ ،‬عبد الحكيم‪ ،‬دراسة مراجعة المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لبلدية بوسعادة‪،‬‬
‫مكتب الدراسات و اإلنجازات في التعمير‪ ،‬ديسمبر ‪.1911‬‬

‫‪87‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫ج‪ -‬الملتقيات‬
‫‪ -1‬بن اسماعين‪ ،‬حياة ‪ ،‬السبتي‪ ،‬وسيلة ‪ "،‬التمويل المحلي للتنمية المحلية نماذج من‬
‫اقتصادات الدول النامية "‪ ،‬الملتقى الدولي حول سياسات التمويل وأثارها على اقتصادات‬
‫المؤسسات دراسة حالة الجزائر والدول النامية ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ 11 .11 ،‬نوفمبر ‪. 1990‬‬
‫‪ -1‬ناجي ‪ ،‬عبد النور ‪" ،‬نحو تفعيل دور اإلدارة المحلية ( الحكم المحلي الجزائرية لتحقيق‬
‫التنمية الشاملة" ‪ ،‬ورقة مقدمة ‪ :‬إلى الملتقى الوطني حول التحوالت السياسية واشكالية التنمية‬
‫في الجزائر ‪ ،‬واقع وتحديات ‪ ،‬جامعة الشلف ‪ 10 .10 ،‬ديسمبر ‪. 1990‬‬
‫‪ -1‬رحماني‪ ،‬موسى ‪ ،‬السبتي ‪ ،‬وسيلة ‪" ،‬واقع الجماعات المحلية في ظل اإلصالحات المالية‬
‫وآفاق التنمية المحلية" ‪ ،‬الملتقى الدولي حول تسيير وتمويل الجماعات المحلية في ضوء‬
‫التحوالت االقتصادية ‪ ،‬جامعة باتنة‬
‫د‪ -‬الحلقات الدراسية‬
‫‪ -1‬بدال‪ ،‬غنية ‪ ،‬حلقة دراسية حول التخطيط البلدي والتنمية المحلية ‪ ،‬دراسة حالة بلدية‬
‫الشلف ‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،‬فرع إدارة محلية ‪.1990-1992‬‬
‫‪ -1‬بن موسی ‪،‬رضوان ‪ ،‬حلقة دراسية حول المخططات البلدية للتنمية ‪ ،‬المدرسة الوطنية‬
‫لإلدارة ‪ ،‬فرع إدارة محلية ‪. 1990-1992 ،‬‬
‫‪ -1‬المدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،‬الرهانات الجديدة للتنمية المحلية ‪ ،‬حلقة دراسية من إعداد طلبة‬
‫السنة الرابعة ‪ ،‬فرع ادارة محلية ‪. 1990-1992 ،‬‬
‫‪ -5‬المدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،‬البلدية مهام وصالحيات ‪ ،‬واقع وآفاق ‪ ،‬حلقة دراسية من إعداد‬
‫طلبة السنة الرابعة ‪ ،‬فرع إدارة محلية ‪. 1000-1000‬‬
‫‪ -2‬مدكور‪ ،‬زينب ‪ ،‬حلقة دراسية حول االستقاللية المالية للجماعات المحلية ‪ ،‬المدرسة الوطنية‬
‫لإلدارة ‪ ،‬فرع ميزانية ‪. 1990-1992 ،‬‬

‫‪88‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫و‪ -‬القوانين‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 11 / 90‬المؤرخ في ‪ 11‬فبراير ‪ 1911‬المتعلق بالوالية ‪.‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي رقم ‪ 11 / 91‬المؤرخ في ‪ 11‬جانفي ‪ 1911‬الذي يحدد كيفيات توسيع‬
‫حظوظ المرأة في المجالس المنتخبة‪.‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي رقم ‪ 11 / 91‬المؤرخ في ‪ 11‬يناير ‪ 1911‬المتعلق بنظام االنتخابات‪.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 19-11‬المؤرخ في ‪ 11‬يونيو ‪ 1911‬المتعلق بالبلدية ‪.‬‬
‫و‪ -‬المجالت واألبحاث‬
‫‪ -1‬بن شعيب‪ ،‬نصر الدين‪ ،‬مصطفی شريف‪" ،‬الجماعات اإلقليمية و مفارقات التنمية المحلية‬
‫في الجزائر"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬عدد‪1911 ،19‬‬
‫‪ -1‬مزياني‪ ،‬فريدة‪" ،‬دور الجماعات المحلية في مجال االستثمار"‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‪،‬‬
‫جامعة باتنة‪ ،‬عدد‪.1990 ،90‬‬
‫‪ -1‬مرغاد ‪ ،‬لحضر‪ "،‬االيرادات العامة للجماعات المحلية"‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‪ ،‬عدد‪،95‬‬
‫فيفري‪.1992.‬‬
‫‪ -5‬عولمي‪ ،‬بسمة‪" ،‬تشخيص نظام اإلدارة المحلية و المالية المحلية في الجزائر"‪ ،‬بمحلة‬
‫اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬عدد‪5‬‬
‫‪ -2‬زرمان ‪ ،‬کريم ‪" ،‬التنمية المستدامة في الجزائر من خالل برنامج اإلنعاش االقتصادي"‬
‫‪ 1991/1991‬أبحاث اقتصادية وادارية ‪ ،‬عدد ‪ ، 90‬جوان ‪1919‬‬
‫‪ -0‬موفق‪ ،‬عبد القادر ‪ "،‬االستقاللية المالية للبلدية في الجزائر" ‪ ،‬أبحاث اقتصادية وادارية ‪،‬‬
‫جامعة بسكرة ‪ ،‬عدد ‪ ، 91‬ديسمبر ‪.1911‬‬
‫‪ -0‬نويبسات ‪ ،‬إبراهيم ‪ ،‬سعودي‪ ،‬هجيرة ‪ ،‬تحليل ظاهرة التمايز العمراني واالجتماعي لألحياء‬
‫السكنية الناجمة عن التوسع العشوائی ‪ ،‬دراسة حالة مدينة بوسعادة بالجزائر ‪ ،‬المعهد العربي‬
‫إلنماء المدن‪.1991/95/19‬‬

‫‪89‬‬
‫قائمة المراجع‬

، ‫ بلدية بوسعادة‬، ‫ دراسة مراجعة مخطط توجيهي لتهيئة والتعمير‬، ‫ عبد الحكيم‬، ‫ صولة‬-0
. 1911 ‫ ديسمبر‬، ‫مكتب الدراسات واالنجازات في التعمير‬
‫ مقاالت على شبكة االنترنيت‬-‫ز‬
‫ الموقع‬، ‫ هل يمكن اعتبار الجماعات المحلية ادوات تنموية‬، ‫ محمد‬، ‫ الحنفي‬-1
.www.ahwar.org/debat/show_art.asp? Aid=20409
‫ ( تجربة البلديات‬، ‫ دور اإلدارة المحلية في تقديم الخدمات العامة‬، ‫ عبد النور‬،‫ ناجي‬-1
‫الجزائرية‬
=21 ‫ من موقع‬www . bouhania . com / news / php ? action = view / id
www . startimes . com
‫ نشأة مدينة بوسعادة وتطور نسيجها العمراني من موقع‬-1
WWW . wikipedia . org / wiki / boussada
‫ لمحة تاريخية عن منطقة بوسعادة من موقع‬-5
‫ باللغة األجنبية‬:‫ثانيا‬
1 -Youssef Nacib, Cultures oasis Boussaâda : essai d'histoire Sociale, 1986.
2- European Union, Cohesion policy support for local development: best practice
and future policy options, april 2010.
3- Decentralization, local development and social cohesion: analytical review,
may 2009.
4- Organization for economic cooperation and development, financing local
development, December 2007.

90
‫الفهرس‬

‫إهداء‬

‫الشكر‬

‫مقدمة‪91 .............................................................................. .‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار العام للجماعات المحلية و التنمية المحلية ‪90 .......................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف الجماعات المحلية ‪90 .............................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الجماعات المحلية ‪90 .............................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نشأة وتطور الجماعات المحلية ‪19 .......................................‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أهداف و وظائف الجماعات المحلية ‪12 .................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار النظري للتنمية المحلية ‪10 .........................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف التنمية ‪10 ........................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف التنمية المحلية‪11 ............................................... .‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مرتكزات التنمية المحلية ‪10 ..............................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مسؤولية الجماعات المحلية اتجاه التنمية المحلية في الجزائر ‪15 ............‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نظام الجماعات المحلية في الجزائر ‪12 ....................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة وتطور الجماعات المحلية في الجزائر ‪12 .............................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الوالية في الجزائر ‪10 ....................................................‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬البلدية في الجزائر ‪50 ...................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الجماعات المحلية كفاعل أساسي في التنمية المحلية ‪25 ...................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬وسائل تحقيق التنمية المحلية‪25 ......................................... .‬‬


‫الفهرس‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬دور الوالية في مجال التنمية المحلية ‪01 ..................................‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬دور البلدية في مجال التنمية المحلية‪05 ................................ .‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬معوقات وعوامل نجاح التنمية المحلية ‪00 .................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬معوقات التنمية المحلية ‪00 ................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عوامل نجاح التنمية المحلية ‪05 ..........................................‬‬

‫الخاتمة ‪01 ...............................................................................‬‬

‫القائمة المراجع‪01 ........................................................................‬‬


‫مــلخص مذكرة الماستر‬
‫ و ذلك من خالل‬، ‫من خالل ما سبق يتضح أن للجماعات المحلية دور كبير داخل الدولة‬
‫تحقيق التنمية المحلية االجتماعية و االقتصادية و الثقافية و السياسية و الحرص على ضمان راحة‬
‫ فنعتبر حقيقة الجماعات المحلية‬، ‫ و ذلك بالحفاظ على النظام العام‬، ‫المواطن في جميع احتياجاته‬
‫ و يظهر ذلك جليا في الدور الذي تقوم‬، ‫يمكن بها االرتقاء بالمجتمع من حالة التخلف إلى حالة الرخاء‬
‫ إال‬، ‫ حيث تعتبرها ركيزة أساسية للنهوض بمجتمعها المحلى‬، ‫به البلدية و الوالية في مختلف المجاالت‬
‫ و ذلك لعدم وجود‬، ‫أن هذه التنمية ال تتم بشكل متكامل في ظل وجود معوقات تحد من أعمالها‬
‫ و كذا ضعف عملية‬، ‫ ووجود لوائح متعددة منظمة لشؤون الجماعات المحلية‬، ‫إمكانيات متوفرة‬
.‫التخطيط على المستوى المجالس المحلية المنتخبة‬
‫فإن الجماعات المحلية في الجزائر تحتاج إلى استقاللية أكثر في تسيير شؤونها المحلية كما‬
‫يجب وضع قوانين و قواعد واضحة في نظام الجماعات المحلية يجب أن تكون لها موارد مالية كافية‬
‫ ومنه تحقيق تنمية محلية فعلية‬،‫حتى تقوم بمهامها و مواجهة أي تحدي يواجهها‬
:‫الكلمات المفتاحية‬
‫القانون البلدية والوالية‬./3 ‫ الجماعات‬./2 ‫التنمية المحلية‬../1

Abstract of The master thesis


From the above it is clear that local groups have a great role within the state,
and that is through achieving local social, economic, cultural and political
development, and keenness to ensure the comfort of the citizen in all his needs,
by preserving public order. Upgrading society from a state of backwardness to
a state of prosperity, and this is evident in the role that the municipality and the
state play in various fields, as it considers it an essential pillar for the
advancement of its local community, but this development is not carried out in
an integrated manner in light of the presence of obstacles that limit its work,
and This is due to the lack of available resources, the existence of multiple
regulations governing the affairs of local groups, as well as the weakness of the
planning process at the level of elected local councils.
Local groups in Algeria need more independence in running their local
affairs. Clear laws and rules must be established in the local community
system. They must have sufficient financial resources to carry out their tasks
and face any challenge they face, and from that to achieve actual local
development.
key words:
.. / 1local development 2 /. Communities 3 /. Municipal and state law

You might also like