Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫االستعداد لالضطهاد‬

‫الكتابية لالضطهاد‬
‫ّ‬ ‫الوحدة ال ّثالثة‪ :‬االستجابة‬

‫مقدمة‬
‫ال ّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يع َّد شيئاً ّ‬
‫عادّياً وربما‬ ‫يمكن أن َ‬
‫بسبب والئهم له ُ‬ ‫بالنسبة ألتبا ِع المسي ِح‬ ‫االضطهاد‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫من الواض ِح من كلمة هللا ّ‬
‫قال‪" :‬إن كانوا قد اضطهدوني‪ ،‬فسيضطهدونكم"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫األمر‪َ .‬‬ ‫معالجته لهذا‬ ‫جداً في‬
‫كان يسوعُ صريحا ّ‬ ‫متوقعاً‪َ .‬‬
‫"وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسي ِح‬ ‫بولس قائالً‪:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫(يوحنا ‪ )20 :15‬وبالطريقة نفسها‪ ،‬يح ّذ ُر ُ‬
‫ِ‬
‫الكنيسة تعكس حياة يسوع التي اتّسمت بفتر ٍ‬
‫ات من‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يضطهدون" (‪ 2‬تيموثاوس ‪ .)12 :3‬وما زالت حياةُ‬‫َ‬ ‫ع‬
‫يسو َ‬
‫ِ‬
‫االضطهاد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المقاومة و‬

‫أن الكنيس َة في أجز ٍاء كثيرٍة من العال ِم كنيسةٌ ُمعانيةٌ متأّلمةٌ‪ .‬فكما الحظنا في‬
‫ولهذا‪ ،‬فليس أم اًر مفاجئاً أن نرى ّ‬
‫بأن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نقر ّ‬
‫يتوج ُب علينا أن َّ‬
‫وعالمي)‪ّ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫يخي‬
‫الديني ‪ -‬منظوران تار ٌّ‬
‫ُّ‬ ‫المساق (االضطهادُ‬ ‫الوحدة األولى من هذا‬
‫ِ‬
‫بسبب‬ ‫المعاناة‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫غير ّ‬
‫كمسيحيين‪َ .‬‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫شهادتهم‬ ‫ِ‬
‫أعضائها أو‬ ‫وي ِة‬
‫به ّ‬
‫أسباب ال ترتب ُ ُّ‬
‫ط كلها ُ‬
‫ٍ‬ ‫لعد ِة‬
‫الكنيس َة تعاني وتتأّل ُم ّ‬
‫لمسيحيين مؤمنين كثيرين‪ ،‬بمن فيهم الذين يعيشون في‬
‫ّ‬ ‫يومياً‬
‫ع (أعمال الرسل ‪ )41 :5‬تبقى واقعاً ّ‬ ‫اس ِم يسو َ‬
‫ال إفريقيا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األوسط وشم ِ‬ ‫الشر ِق‬ ‫ِ‬
‫منطقة ّ‬
‫ِ‬
‫الكنيسة حتى يو ِمنا‬ ‫ِ‬
‫عصور‬ ‫ٍ‬
‫اضطهاد على مدى‬ ‫ِ‬
‫حاالت‬ ‫كتابي ٌة‪ .‬وسنلقي نظرةً على‬
‫سنرّك ُز على أمثلة لها سابق ٌة ّ‬
‫ٍ‬
‫مختلفة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫مختلفة وفي أوضا ٍع‬ ‫ط ِبقت في فتر ٍ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫‪1‬‬
‫الكتابي َة ُ ّ ْ‬
‫ّ‬ ‫االستجابات‬ ‫أن هذه‬
‫ظ كيف ّ‬ ‫هذا ‪ ،‬وسنالح ُ‬

‫‪1‬‬
‫‪Church in many parts of the world today (South America [Mexico، Peru، Colombia]، Eastern‬‬
‫‪Europe، Asia [Communist: China، Vietnam، Laos، North Korea; Islam: Central Asia، Pakistan،‬‬
‫‪Afghanistan، Indonesia; Hindu: Nepal, India; Buddhist: Myanmar، Sri Lanka]، Africa [Nigeria، Somalia،‬‬
‫)]‪Eritrea‬‬

‫‪Page 1 of 22‬‬
‫بفرح؟‬ ‫ِ‬
‫بصبر – حتى ٍ‬
‫ٍ‬ ‫االضطهاد – واحتماله‬ ‫َقبول‬

‫ويحتمل‬ ‫يقبل‬ ‫ِ‬


‫الخوف ّ ِ‬ ‫المسيحي الذي َّ‬
‫َ‬ ‫بقوته‪ ،‬أن َ‬ ‫شيء للمسي ِح‪ ،‬متغّلباً على‬
‫ٍ‬ ‫كل‬
‫سل َم َّ‬ ‫ُّ‬ ‫األول‪ :‬يستطيع‬
‫المفهوم ّ‬
‫وبقوِته‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بصبر من أجله ّ‬
‫ٍ‬ ‫االضطهاد‬
‫َ‬

‫االضطهاد – ليس أم اًر مفاجئاً!‬


‫اصتَه‪ .‬و ِ‬
‫لك ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪19‬‬ ‫«ِإن َكان اْلعاَلم يب ِغض ُكم َفاعَلموا أََّنه َقد أَب َغ ِ‬
‫ان اْل َعاَل ُم ُيح ُّب َخ َّ ُ َ‬ ‫ضني َقْبَل ُك ْم‪َ .‬ل ْو ُك ْنتُ ْم م َن اْل َعاَل ِم َل َك َ‬ ‫ْ َ َ ُ ُْ ُ ْ ْ ُ ُ ْ ْ َ‬
‫ض ُك ُم اْل َعاَل ُم‪20 .‬اُ ْذ ُك ُروا اْل َكالَ َم َّال ِذي ُقْلتُ ُه َل ُك ْم‪َ :‬ل ْي َس‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ألََّن ُك ْم َل ْستُ ْم ِم َن اْل َعاَلمِ‪َ ،‬ب ْل أََنا ْ‬
‫اختَ ْرتُ ُك ْم م َن اْل َعاَلمِ‪ ،‬لذل َك ُي ْبغ ُ‬
‫ظوا َكالَ ِمي َف َس َي ْحَف ُ‬ ‫ون ُك ْم‪َ ،‬وإِ ْن َك ُانوا َق ْد َح ِف ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫عبٌد أَع َ ِ‬
‫ظو َن َكالَ َم ُك ْم‪".‬‬ ‫ط ِه ُد َ‬
‫ضَ‬ ‫ط َه ُدوِني َف َس َي ْ‬ ‫ظ َم م ْن َسِّيده‪ِ .‬إ ْن َك ُانوا َقد ْ‬
‫اض َ‬ ‫َْ ْ‬
‫) يوحنا ‪.(20 – 18 :15‬‬

‫ع وللذين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نرى من هذا ّ ِ‬


‫العالم ليسو َ‬
‫ُ‬ ‫البغض الذي يحملُ ُه‬
‫ُ‬ ‫االضطهاد هو‬ ‫مصدر‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫حسب يوحنا ّ‬
‫َ‬ ‫اإلنجيل‬ ‫النص من‬

‫تصبح‬
‫ُ‬ ‫فإنها‬
‫ع‪ّ ،‬‬‫وتحمل بوضو ٍح صورَة يسو َ‬
‫ُ‬ ‫عند العال ِم‬
‫متميزةً َ‬
‫المسيحي ُة ّ‬
‫ّ‬ ‫اختارهم من العالمِ‪ .‬فعندما تكو ُن الكنيس ُة‬
‫َ‬
‫هدفاً لكر ِ‬
‫ِ‬
‫األساس‪.‬‬ ‫ضطه ُد على هذا‬
‫َ‬ ‫اهية العال ِم وعدو ِانه‪ ،‬وستُ‬
‫ّ‬
‫َّ‬ ‫خي ارً في ِ ِ‬
‫كل‬
‫أن َّ‬
‫"نعلم ّ‬
‫يخيفني ألننا ُ‬‫لزم أن َ‬‫حد ذاته‪ ،‬إالّ ّأنه متوق ٌع‪ .‬فال َي ُ‬
‫ّ‬ ‫جيداً أو ِّ‬
‫االضطهاد ليس أم اًر ّ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫مع ّ‬
‫"الخير"‬ ‫يشير هذا‬ ‫ِِ‬ ‫مدعوون‬ ‫يحبون هللا‪ ،‬الذين هم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫حسب قصده" (رومية ‪ُ .)28 :8‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫للخير للذين ّ‬ ‫تعمل معاً‬
‫األشياء ُ‬
‫ط ِة هللا الخالصية‪ .‬وال تشير إلى فكرِة ر ٍ‬
‫احة‬ ‫من ُخ ّ‬ ‫تشُّب ِه ِه بيسو ِ‬ ‫ِ‬ ‫النهائي ِة أو القصوى‬ ‫إلى الميزِة‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫عض ْ‬ ‫َ‬ ‫للمؤمن في َ‬ ‫ّ‬
‫االضطهاد‪:‬‬ ‫تصاحب‬ ‫ِ‬
‫البركة التي‬ ‫المقد ُس عن‬ ‫ِ‬ ‫زمني‪ .2‬وفي واق ِع‬ ‫أو ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الكتاب ّ‬
‫ُ‬ ‫يتحد ُث‬
‫األمر‪ ،‬غالباً ما ّ‬ ‫ّ‬
‫رخاء ٍ‬

‫ات (متى ‪.)10 :5‬‬ ‫أجل الِب ِر‪ ،‬ألن لهم ملكوت السماو ِ‬‫• طوبى للمطرودين (للمضطهدين) من ِ‬
‫َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عالمين أنكم لهذا ُدعيتم‬ ‫مباركين‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالعكس ِ‬ ‫ٍ‬
‫بشتيمة‪ ،‬بل‬ ‫ٍ‬
‫شتيمة‬ ‫شر ٍّ‬
‫بشر أو عن‬ ‫كل ٍّ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫غير مجازين عن ّ‬ ‫َ‬ ‫•‬

‫لكي ترثوا برك ًة‪ 1( .‬بطرس ‪)9 :3‬‬


‫ولكن إن تأّلمتم من ِ‬
‫أجل الِبِّر‪ ،‬فطوباكم‪ 1( .‬بطرس ‪)14 :3‬‬ ‫ْ‬ ‫•‬

‫‪2‬‬
‫”?‪See Module 2 Perspectives on Persecution – “What is our greatest good‬‬

‫‪Page 2 of 22‬‬
‫عام ٍة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اإليمان بصورة ّ‬
‫ِ‬
‫المضطهدة أو مجتم ِع‬ ‫ِ‬
‫الكنيسة‬ ‫المضطه ِد أو‬
‫َ‬
‫موجهاً إلى ِ‬
‫الفرد‬ ‫التطويب َّ‬
‫ُ‬ ‫قد يكو ُن هذا‬
‫االضطهاد ّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكنيسة أثناء فتر ِ‬
‫بعدها‪:‬‬
‫الشديد أو َ‬ ‫ات‬ ‫َ‬ ‫نمواً هائالً في‬
‫عبر التاري ِخ ّ‬ ‫ِّ‬
‫وتبي ُن أمثلة كثيرةٌ َ‬
‫الخاصة بالوحدة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لمشاهدة الفيديو "فترات اإلضطهاد" اذهب الى مصادر الميديا على مودل‬

‫االضطهاد والبركة‬

‫ويستخدم ُه‬ ‫ِ‬


‫االضطهاد‬ ‫ِ‬
‫بحدوث‬ ‫يسمح‬ ‫ِ‬
‫الالمتناهية‬ ‫ِ‬
‫حكمته‬ ‫لكن هللاَ في‬ ‫ٍ‬
‫بنشاط‪،‬‬ ‫ِ‬
‫االضطهاد‬ ‫ال ينبغي السعي إلى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الكنيسة‬ ‫ِ‬
‫وتوحيد‬ ‫إيمان المرِء‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تعميق‬ ‫ِ‬
‫لالضطهاد القدرَة على‬ ‫إن‬ ‫ِ‬
‫الوقت ِ‬ ‫كقناة ٍ‬
‫ِ‬
‫القول ّ‬
‫ُ‬ ‫يمكن‬
‫ُ‬ ‫نفسه‪ .‬ولهذا‬ ‫بركة في‬
‫‪3‬‬ ‫ِ‬
‫وتنميتها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وتطهيرها‬ ‫ِ‬
‫وتقويتها‬
‫ِ‬
‫وتنمية‬ ‫النض ِج‬ ‫ويصبح فرص ًة ِّ‬ ‫يمتحن االضطهاد إيمان المرِء معلناُ األعماق الحقيقي َة لتكر ِ‬
‫للنمو في ّ‬ ‫ُ‬ ‫يسنا للمسي ِح‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫مكتوب في )يعقوب ‪ِ" :)4 – 2 :1‬ا ْح ِس ُبوهُ ُك َّل َف َرٍح َيا ِإ ْخ َوِتي ِح َين َما تََق ُعو َن ِفي تَ َج ِار َب ُمتََنِّو َع ٍة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫المثابرِة‪ ،‬كما هو‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن امِتحان ِإ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ين‬
‫ين َغ ْي َر َناقص َ‬
‫ين َوَكامل َ‬
‫ام َ‬ ‫ام‪ ،‬لِ َك ْي تَ ُك ُ‬
‫ونوا تَ ّ‬ ‫الص ْب ُر َفْل َي ُك ْن َل ُه َع َم ٌل تَ ٌّ‬
‫َما َّ‬
‫ص ْب ًرا‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ين أ َّ ْ َ َ َ‬
‫يمان ُك ْم ُي ْنشئُ َ‬ ‫َعالم َ‬
‫ِفي َشي ٍء‪".‬‬
‫ْ‬
‫المؤمن ِ‬
‫الفرد وحده‪ ،‬بل هو ُيثري الكنيس َة المحّلّي َة و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العالمي َة أيضاً‪ ،‬فاهللُ‬
‫ّ‬ ‫اإليمان على‬ ‫فائدة نضج‬ ‫تقتصر‬
‫ُ‬ ‫وال‬
‫االضطهاد كان أول داف ٍع للمؤمنين األو ِ‬ ‫ِ‬ ‫لتحقيق إر ِ‬
‫ادته‪ .‬فعلى ِ‬ ‫ِ‬
‫ائل إلى‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫المثال‪ ،‬نرى ّ‬
‫أن‬ ‫سبيل‬ ‫االضطهاد‬
‫َ‬ ‫يستخدم‬
‫ُ‬
‫اضيا ِبَق ْتلِ ِه‪ .‬وح َد َث ِفي ِ‬
‫ذل َك اْل َي ْو ِم‬ ‫ِ‬ ‫"‬ ‫حادثة رج ِم استفانوس ِ‬
‫وبدء ِ‬ ‫ِ‬ ‫ترِكهم‬
‫ََ‬ ‫ان َش ُاو ُل َر ً‬ ‫نشر اإلنجيل‪َ .‬وَك َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫بعد‬
‫أورشليم َ‬
‫َ‬
‫الرُس َل‪.‬‬ ‫الس ِ‬
‫ام َرِة‪َ ،‬ما َع َدا ُّ‬ ‫ودي ِ‬
‫َّة َو َّ‬ ‫ُورَشلِيم‪َ ،‬فتَ َشتَّ َت اْل َج ِميع ِفي ُكوِر اْل َيه ِ‬ ‫اضطهاد ع ِظيم عَلى اْل َكِن ِ َِّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يسة التي في أ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ ٌ َ‬
‫يس ِة‪َ ،‬و ُه َو َي ْد ُخ ُل‬ ‫ِ‬
‫طو َعَلى اْل َكن َ‬ ‫ان َي ْس ُ‬‫َما َش ُاو ُل َف َك َ‬‫يم ًة‪َ .‬وأ َّ‬ ‫ِ‬
‫اح ًة َعظ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وس َو َعملُوا َعَل ْيه َمَن َ‬
‫وحمل ِرجال أ َْت ِقياء ِ‬
‫استَف ُان َ‬
‫َ َََ َ ٌ َ ُ ْ‬
‫ين ِباْل َكلِ َم ِة‪( ".‬أعمال الرسل ‪-1 :8‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْج ِن‪َ .‬فالذي َن تَ َشتَّتُوا َجالُوا ُم َب ّش ِر َ‬ ‫ِ ِ‬
‫اء َوُي َسّل ُم ُه ْم إَلى ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وت َوَي ُج ُّر ر َجاالً َون َس ً‬
‫اْل ُب ُي َ‬
‫‪.)4‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Galli، Mark، “Sometimes Persecution Purifies، Unites and Growths the Church. Sometimes it‬‬
‫‪doesn’t”، in: Christianity Today، May 19، 1997، Vol. 41، No. 6، p.16‬‬

‫‪Page 3 of 22‬‬
‫ِ‬
‫لمساعدة‬ ‫يمكن أن تكون‬ ‫ِ‬
‫االضطهاد‪ .‬فهل‬ ‫عبر‬ ‫كان من الصو ِ‬
‫ُ‬ ‫نساعد اآلخرين َ‬ ‫َ‬ ‫اب أن‬ ‫ّ‬ ‫ال إن َ‬ ‫وربما ُيطرُح سؤ ٌ‬
‫يعمل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البركة والن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شخص في الخرو ِج من ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫وحي؟ من المؤّكد أن هللاَ‬
‫مو الر ِ‬
‫ّ ّ ّ ّ‬
‫فرصة‬ ‫المحنة حرماناً له من‬ ‫مثل هذه‬

‫الدع ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في ِ‬


‫المحبة و ّ‬‫ّ‬ ‫تقد ُم الفرص َة لآلخرين أيضاً إلظهار‬
‫لكن هذه ّ‬ ‫المحن واألل ِم والمعاناة‪ّ ،‬‬ ‫خالل‬ ‫حياتنا من‬

‫خدمة للمسيح‪،‬‬ ‫بركة ال ِ‬


‫الختبار ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للكنائس األخرى‬ ‫المضطهدةُ ُفرص ًة‬ ‫نفسها‪ ،‬تُ ّشكل الكنيس ُة‬ ‫للمسيحيين‪ .‬وبالطر ِ‬
‫يقة ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫للكنيسة المتأّل ِ‬
‫مة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أفة التي تقدمها هذه الكنائس‬ ‫خالل الر ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ّ‬

‫بصبر‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫االضطهاد‬ ‫احتمال‬

‫تقول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المقد ِ‬ ‫ِ‬


‫س عن احتمال المشّقات من أجل المسي ِح‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الكتاب‬ ‫آيات كثيرةٌ من‬
‫تتحدث ٌ‬
‫ُ‬
‫فأي‬ ‫ٍ‬
‫كأبناء‪ُّ .‬‬ ‫ٍ‬
‫كتأديب) يعاملُكم هللا‬ ‫(عبرانيين ‪" )7 :12‬إن كنتم تحتملون التأديب (إن كنتم تحتملون المشّق ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬
‫اليوناني ُة هبومينو‬
‫ّ‬ ‫تدل الكلم ُة‬
‫(انظر أيضاً ‪ 2‬تيموثاوس ‪3 :2‬؛ ‪5 :4‬؛ ‪ 1‬بطرس ‪ُّ .)2 :2‬‬
‫ْ‬ ‫يؤدُبه أبوه؟"‬ ‫ٍ‬
‫ابن ال ّ‬
‫بعد أن يكو َن اآلخرون قد غادروا‪ ،‬أو "‬
‫ف" َ‬‫"يحتمل" على معنى "يبقى" أو "يتخّل ُ‬
‫ُ‬ ‫ترجم إلى‬
‫"‪ "hipomeno‬التي تُ ُ‬
‫ٍ‬
‫بصبر"‪.‬‬ ‫العبء" أو "يتأّل ُم‬
‫يتحمل ْ‬
‫ّ‬
‫‪4‬‬

‫ومكملِه يسو َ‬
‫ع‪ ،‬ال ـ ــذي مـ ــن أجـ ِـل‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫اإليمان‬ ‫االحتمال‪" :‬ناظرين إلى ر ِ‬
‫ئيس‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫كمثال لنا لما يعنيه‬ ‫الرب يسوعُ‬ ‫َّ‬
‫ويقد ُم ُّ‬

‫ـب مست ــهيناً بالخــزِي" (عبرانيين ‪.)2 :12‬‬


‫الصــلي ـ َ‬
‫احتمل ّ‬
‫َ‬ ‫السـّ ِ‬
‫ـرور الموض ــوِع أم ــامـَـه‪،‬‬

‫ص ِدي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫َما أ َْن َت َفَق ْد تَب ْع َت تَ ْعليمي‪َ ،‬وِس َيرتي‪َ ،‬وَق ْ‬
‫"‬
‫االضطهاد‪َ :‬وأ َّ‬
‫َ‬ ‫يحتمل‬
‫ُ‬ ‫بأنه‬
‫بولس أيضاً ّ‬
‫ـول ُ‬‫ـف الرسـ ُ‬
‫غالــباً ما يوص ُ‬
‫اك َي َة َوِإيُقوِنَّي َة َولِ ْسِت َرَة‪ .‬أََّي َة‬
‫طِ‬‫َص َابِني ِفي أ َْن َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اضطهاداتي‪َ ،‬وآالَمي‪ ،‬م ْث َل َما أ َ‬
‫َ‬ ‫ص ْب ِري‪َ ،‬و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِإ ِ‬
‫يماني‪َ ،‬وأ ََناتي‪َ ،‬و َم َحبَّتي‪َ ،‬و َ‬
‫َ َ‬
‫بولس‬
‫األمر‪ ،‬كتب ُ‬ ‫ِ‬ ‫الر ُّب" (‪ 2‬تيموثـاوس ‪ .)11 – 10 :3‬وفي واقـ ـ ِع‬ ‫احتَ َمْل ُت! َو ِم َن اْل َج ِمي ِع أ َْنَق َذِني َّ‬ ‫ٍ‬
‫اضطها َدات ْ‬
‫ات واالضطهاد ِ‬ ‫الضر ِ‬ ‫ات و َّ ِ‬ ‫أجل المسي ِح‪" :‬لِذلِك أُس ُّر ِب َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫باالضطهادات من ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫ور َ‬ ‫الشتَائ ِم َو َّ ُ َ‬ ‫الض َعَف َ‬ ‫َ َ‬ ‫كان حتى مسرو اًر‬ ‫أنه َ‬
‫يف َف ِح َينِئ ٍذ أ ََنا َق ِو ٌّي‪ 2( ”.‬كورنثوس ‪.)10 :12‬‬ ‫ات ألَج ِل اْلم ِسي ِح‪ .‬ألَِّني ِحينما أَنا ِ‬
‫ضع ٌ‬‫ََ َ َ‬ ‫ْ َ‬
‫الضيَق ِ‬
‫ِ‬
‫َو ّ‬

‫‪4‬‬
‫‪https://www.teknia.com/greek-dictionary/hypomeno‬‬

‫‪Page 4 of 22‬‬
‫لكن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫شر‪ّ ،‬‬ ‫أقل ّاً‬
‫جعَل ُه َّ‬ ‫بصبر التّغاضي عن االضطهاد‪ ،‬أو المواَفق َة عليه‪ ،‬أو ْ‬ ‫المعاناة واآلال ِم‬ ‫احتمال‬
‫ُ‬ ‫ال يعني‬

‫ِ‬
‫األمر‬ ‫مسيحي عن هذا‬ ‫وباحث‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بنعمة ِّ‬
‫ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫عب َر مؤّل ٌ‬
‫نبتهج فيه‪ّ .‬‬
‫َ‬ ‫الرب‪ ،‬أن‬ ‫نستطيع‪،‬‬
‫َ‬ ‫يدنا أن نتوّق َع ُه وأن‬
‫الرب ير ُ‬
‫َّ‬

‫ـتاب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫ـكن الك ـ َ‬
‫أرسم قناعاً جميالً على وجه االضطهاد‪ .‬فهو بش ـ ٌـع‪ .‬لـ ّ‬ ‫بشكل جميل عندما كتب‪" :‬أنا ال أحاول أن َ‬
‫ِ‬
‫المعاناة على مض ـ ٍ‬ ‫يد هللاُ لشعِبه‪ ،‬ال أن َ‬
‫‪5‬‬
‫ـض‪ ،‬بل‬ ‫َ‬ ‫يقبل‬ ‫ـهج فيه" ‪ .‬وكــتب أيضاً‪" :‬ير ُ‬
‫المقد َس يعـّل ُمنا أن نتـوّق َعه ونبت َ‬
‫ّ‬

‫باألحـرى أن نبتـ َ‬
‫‪6‬‬
‫ـهج فيهــا‪.‬‬

‫ويتَّهمون زو اًر من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ضطهدون ُ‬ ‫َ‬ ‫طوباوية المؤمنين عندما ُيهانون ُ‬
‫وي‬ ‫ّ‬ ‫الجبل عن‬ ‫العظة على‬ ‫الرب يسوعُ في‬ ‫َّ‬
‫وتحد َث ُّ‬
‫أجلِ ِه (متى ‪ .)11 :5‬وهو يطــلب من مثل هؤالء الضحايا‪" :‬افرحو وتهللوا‪ ،‬ألن اجركم عظيم في السمو ِ‬
‫ات"‬ ‫ٌ‬ ‫ّ َ‬ ‫ُ‬
‫أن البرك َة قد‬ ‫االضطهاد‪ .‬وفي ِ‬‫ِ‬
‫حين ّ‬ ‫سبب االبتها ِج في‬
‫ماوي َة هي ُ‬
‫الس ّ‬
‫المكافأة ّ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫(متى ‪ .)12 :5‬ومن الواض ِح ّ‬
‫بفرٍح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تُرى على‬
‫لكننا نترّق ُبها َ‬
‫بعد‪ّ ،‬‬
‫ئيسي َة لم تأت ُ‬
‫المكافأة الر ّ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫األرض بعد أوقات المعاناة والمشّقة‪ ،‬إال ّ‬
‫الرب يس ــوعُ أن ي َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـرد على‬ ‫فض ُّ‬‫يتسببون فيه‪ .‬فقد ر َ‬
‫الكلي إلرادة أولئك الذين ّ‬
‫َّ‬ ‫االمتثال‬
‫َ‬ ‫االضطهاد‬ ‫ال يعني احتمال‬

‫بيالطس‬ ‫أمام‬ ‫رحت عليه أثــناء االستج ـو ِ‬ ‫أسـ ٍ‬


‫َ‬ ‫ـام السنهدريم (متى ‪ ،)63 :26‬والحقاُ َ‬ ‫خضع له‪ّ ،‬أوالً أمـ َ‬
‫َ‬ ‫اب الذي‬ ‫َ‬ ‫ط ْ‬ ‫ـئلة ُ‬
‫المنتظر‬ ‫المسيح‬ ‫اف بأنه‬ ‫ِ‬
‫الكهنة‪ ،‬يسوع باالعتر ِ‬ ‫ئيس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ألزم قيافا‪ ،‬ر ُ‬ ‫البنطي (متى ‪ .)14 :27‬وفي نهاية المطاف‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫أمام الوالي‬
‫هت إليه َ‬‫أي من التُّه ِم التي ُو ِّج ْ‬
‫يجيب عن ٍّ‬
‫َ‬ ‫فض أن‬ ‫عر َ‬‫لكن يسو َ‬
‫يجيب‪ّ .‬‬‫َ‬ ‫استح َلف ُه باهللِ ِ‬
‫الحي أن‬ ‫ْ‬ ‫بأن‬
‫ّ‬
‫األخير‪.‬‬
‫َ‬ ‫أذهل‬
‫األمر الذي َ‬ ‫ُ‬ ‫البنطي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بيالطس‬
‫َ‬ ‫وماني‪،‬‬
‫الر ِ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أسير المسي ِح‬ ‫ِ‬
‫لالضطهاد ِ‬
‫نفسه على أنه ُ‬ ‫قد َم َ‬
‫حيث إنه ّ‬‫ع المسي ِح‪ُ ،‬‬ ‫وعه ليسو َ‬
‫خض ُ‬ ‫بقدر ُ‬ ‫بولس‬
‫سول ُ‬ ‫الر ُ‬
‫وخضع ّ‬
‫َ‬
‫للحكم المحّلي أو‬ ‫عندما سجن من ِ‬
‫ّ‬ ‫سلبي ًة ُ‬
‫كضحي ًة ّ‬
‫ّ‬ ‫فاحتمل المشّق َة طاع ًة للمسي ِح وليس‬
‫َ‬ ‫أجله (أفسس ‪.)1 :3‬‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫االضطهاد وهو‬ ‫يبتهج في‬ ‫ِِ‬
‫بمقدوره أن يفرَح‪ ،‬بل أن‬ ‫كان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومانيِة‪ .‬ومن‬ ‫حتّى لإلمبر ِ‬
‫َ‬ ‫المنظور‪َ ،‬‬ ‫خالل هذا‬ ‫الر ّ‬‫اطورية ّ‬
‫جن ِه وربما من خاللِها أيضاً‪.‬‬
‫مقاصد هللاِ في فترِة ِس ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خدمة‬ ‫مستمر في‬
‫ٌّ‬

‫السؤال اذهب الى موديل‪:‬‬


‫لالجابة على ّ‬

‫‪5‬‬
‫‪Harris، Zachary، “My Case against Secrecy in Mission” (online)، February 2001، p. 4 (Available at:‬‬
‫)‪www.geocities.com/zacharyaustinharris/underground.htm‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Harris، Zachary، “A Critique of ‘Security’”، (online)، no date، p.2 (Available at:‬‬
‫‪www.geocities.com/zacharyaustinharris/security.txt).‬‬

‫‪Page 5 of 22‬‬
‫سؤال الفهم ‪:1‬‬

‫بحسب الدرس‪ ،‬يستخدم هللا االضطهاد في حياة المؤمنين‪:‬‬


‫‪ .1‬لتحقيق إر ِ‬
‫ادته‪.‬‬
‫ِ‬
‫كقناة للبركةٍ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إيمان المرء‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ .3‬ليمتحن‬
‫‪ .4‬جميع االحتماالت‪.‬‬

‫االضطهاد واالستشهاد‬
‫ليب إالّ‬ ‫يذهب يسوعُ إلى الص ِ‬ ‫يه‪ .‬فلم‬ ‫االستشهاد رغم أنه ال ينبغي تمِن ِ‬ ‫ِ‬ ‫المسيحيين أحياناً عن‬ ‫اضطهاد‬ ‫سفر‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُي ُ‬
‫ٍ‬
‫أوقات‬ ‫ليقوم به (يوحنا ‪ .)4 :17‬وفي‬ ‫ِ‬
‫ـمل األب الذي أعطــاه َ‬ ‫ـمل عـ َ‬ ‫ـان ُيك ُ‬ ‫ـان وأنـّه كـ َ‬ ‫الوقت حـ َ‬‫َ‬ ‫ـرف أن‬ ‫عندما عـ َ‬
‫أحد يداً عليه‪ ،‬ألن ساعتَه‬ ‫يلق ٌ‬ ‫االستشهاد‪" :‬فطلبوا أن ُيمسكوه‪ ،‬ولم ِ‬ ‫تجن َب‬
‫لكنه ّ‬ ‫ادت الجموعُ أن تقتَله‪ّ ،‬‬ ‫أخرى أر ِ‬
‫َ‬
‫بعد‪( ".‬يوحنا ‪.)3 :7‬‬ ‫تكن قد جاءت ُ‬ ‫لم ْ‬
‫فيلبي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم َه َّم َة التي أعطاه هللاُ ّإياها‪ .‬فلدى كتابته إلى كنيسة ّ‬ ‫يكمل َ‬ ‫َ‬ ‫بعد أن‬
‫االستشهاد لن يأتي إالّ َ‬ ‫َ‬ ‫أن‬‫بولس ّ‬
‫أدرك ُ‬ ‫َ‬
‫وقت‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬
‫بأن َ‬ ‫(فيلبي ‪ ،)26 – 20 :1‬وكان مقتنعاً ّ‬ ‫يموت ّ‬ ‫َ‬ ‫يفض ُل أن يحيا أو‬ ‫كان ّ‬ ‫تأم َل في نفسه إن َ‬ ‫سجنه‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫لكنيسة فيلبي‪ .‬وبعد سنو ٍ‬ ‫ِ‬
‫كتابته رسالتَه الثّاني َة إلى‬ ‫ات‪ ،‬ولدى‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫كان ضرورّياً‬ ‫وجودهُ َ‬‫َ‬ ‫ألن‬
‫بعد‪ّ ،‬‬ ‫يحن ُ‬ ‫موِته لم ْ‬
‫ِ‬
‫االستشهاد‪.‬‬ ‫الحياة عن طر ِ‬
‫يق‬ ‫ِ‬ ‫حان لمغادرِة هذه‬ ‫ِ‬
‫الوقت َ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫اكتملت و ّ‬
‫ْ‬ ‫األرض قد‬ ‫أن خدمتَه على‬ ‫أدرك ّ‬
‫تيموثاوس‪َ ،‬‬‫َ‬
‫الس ْع َي‪َ ،‬ح ِف ْ‬
‫اه ْد ُت اْل ِج َه َاد اْل َح َس َن‪ ،‬أَ ْك َمْل ُت َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ ُت‬ ‫ض َر‪َ .‬ق ْد َج َ‬ ‫ُس َك ُب َسك ًيبا‪َ ،‬وَوْق ُت ْانحالَلي َق ْد َح َ‬ ‫"َفِإّني أ ََنا َ‬
‫اآلن أ ْ‬
‫ان" (‪ 2‬تيموثاوس ‪.)7 – 6 :4‬‬ ‫يم َ‬ ‫ِ‬
‫اإل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بشكل عا ٍم في ِّ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫األصدقاء‬ ‫للعائلة و‬ ‫تحدث صدمةٌ‬ ‫ُ‬ ‫المسيحي‪ .‬إ ْذ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫قوي في المجتم ِع‬ ‫رد فعل ٍّ‬ ‫ّ‬ ‫االستشهاد‬
‫ُ‬ ‫يتسب ُب‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األشخاص الذين ارتادوا‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ِّ‬
‫الفردي‪ ،‬ويتوّق ُ‬ ‫لإليمان‬ ‫تحد‬
‫برز ّ‬ ‫الخوف بسرعة‪ .‬إ ْذ َي ُ‬ ‫جو من‬ ‫يشيع ٌّ‬‫ُ‬ ‫الكنيسة‪ .‬وربما‬ ‫و‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫تمر الكنيس ُة‬ ‫إيمانهم‪ .‬وهكذا ُّ‬ ‫يتقوى ُ‬ ‫األوفياء يبقون‪ .‬وربما ّ‬ ‫َ‬ ‫األمناء‬
‫َ‬ ‫لكن‬
‫مادي ًة عن المجيء‪ّ .‬‬ ‫أكثر ّ‬ ‫الكنيس َة ألسباب َ‬
‫ِ‬
‫الحتياجاتهم‬ ‫يمكن‬ ‫المؤسف أنه‬ ‫ِ‬ ‫لكن من‬ ‫العادة دعم فورٌّي للمعالين من أُس ٍر ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بفترِة‬
‫ُ‬ ‫الشهداء‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ويوجد في‬
‫ُ‬ ‫تنقية‪.‬‬
‫ِ‬
‫الوقت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مرور‬ ‫الكبر َى مع‬ ‫ِ‬
‫الكنيسة ُ‬ ‫العاطفي أن تُنسى من ِق ِ‬
‫بل‬ ‫ِ‬ ‫ألمهم‬‫وِ‬
‫ّ‬

‫‪Page 6 of 22‬‬
‫تجعل الكنيسةُ من‬ ‫يمكن أن‬ ‫إعالن تطويِبهم ّ‬
‫"كقديسين"‪ .‬إ ْذ‬ ‫ِ‬ ‫امهم‪ ،‬من دو ِن‬ ‫ِ‬ ‫ينبغي ُّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اإليمان واكر ُ‬ ‫شهداء‬
‫ُ‬ ‫تذك ُر‬

‫نشترك فيها جميعاً‪ ،‬فال‬ ‫أمور‬ ‫ِ‬ ‫ـاتهم وصر ِ‬ ‫هداء "مسيحيين خارقين"‪ ،‬متجاهل ًة ضعفـ ِ‬‫الش ِ‬
‫ُ‬ ‫الخطية‪ ،‬وهي ٌ‬ ‫ّ‬ ‫اعاتهم مع‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫الكنيسة!‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫العادّيين" ض َ‬
‫"المسيحيين ّ‬
‫ّ‬ ‫ينطبق على‬
‫ُ‬ ‫يعود مثالهم‬
‫ُ‬

‫المدمرة‬
‫ّ‬ ‫قوته‬
‫االضطهاد – ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غير أنه ِ‬
‫ِ‬
‫المحن‬ ‫أوقات‬ ‫نموها‪ .‬فعندما ف ِه َم ُ‬
‫بولس أن‬ ‫للكنيسة ويعو ُق َّ‬ ‫ضرر ٍ‬
‫كبير‬ ‫ٍ‬ ‫يتسب ُب في‬
‫االضطهاد ّ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫ظ ّ‬‫لوح َ‬ ‫َ‬
‫ع المؤمنون بمجيء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكنائس‪ِ ،‬‬
‫وفي ًة إليمانها لئالّ يتزعز َ‬
‫تحدياً للكنيسة لتبقى ّ‬
‫يقدم ّ‬
‫ص على أن ّ‬
‫حر َ‬ ‫قادم ٌة إلى‬
‫المشّق ِ‬
‫ات‪.‬‬

‫ام َل َم َعَنا‬ ‫"لِذلِك ِإ ْذ َلم نحتَ ِمل أَيضا استَحسَّنا أَن ن ْترك ِفي أَِثينا وحدنا‪َ .‬فأَرسْلنا ِتيموثَاوس أَخانا‪ ،‬وخ ِادم هللاِ‪ ،‬واْلع ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ََْ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ َْ ْ ْ ً ْ َْ ْ َُ َ‬ ‫َ‬
‫ات‪َ .‬فِإَّن ُك ْم أ َْنتُ ْم تَ ْعَل ُمو َن‬ ‫ظ ُكم ألَج ِل ِإيم ِان ُكم‪َ ،‬كي الَ يتَ َزع َزع أ ِ ِ ِ ِ‬
‫الضيَق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َحٌد في هذه ّ‬ ‫في ِإ ْنجيل اْل َمسي ِح‪َ ،‬حتَّى ُيثَِّبتَ ُك ْم َوَيع َ ْ ْ َ ْ ْ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضا‪َ ،‬وأ َْنتُ ْم‬‫ص َل أَ ْي ً‬ ‫ض َاي َق‪َ ،‬ك َما َح َ‬
‫َن َنتَ َ‬ ‫وعو َن لِه َذا‪ .‬ألََّنَنا َل َّما ُكَّنا ع ْن َد ُك ْم‪َ ،‬سَبْقَنا َفُقْل َنا َل ُك ْم‪ِ :‬إَّن َنا َعت ُ‬
‫يدو َن أ ْ‬ ‫ض ُ‬‫أََّن َنا َم ْو ُ‬
‫ص َير‬ ‫تَعَلمو َن‪ِ .‬من أَج ِل ه َذا ِإ ْذ َلم أَحتَ ِمل أَيضا‪ ،‬أَرسْلت لِ َكي أَع ِرف ِإيمان ُكم‪َ ،‬لع َّل اْلمج ِرب ي ُكو ُن َق ْد ج َّرب ُكم‪َ ،‬في ِ‬
‫َ َ ْ َ‬ ‫ُ َّ َ َ‬ ‫ْ ْ ْ ْ ً َْ ُ ْ ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫اطالً" (‪ 1‬تسالونيكي ‪.)5 – 1 :3‬‬ ‫تَعبنا ب ِ‬
‫َ َُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المهم‬
‫ِّ‬ ‫أن من‬ ‫بأنه كان لالضطهاد قدرةٌ كاملةٌ على القضاء على عملِه في تسالونيكي‪ .‬ورأى ّ‬ ‫أقر ّ‬ ‫بولس َّ‬ ‫أن َ‬ ‫ظ ّ‬ ‫ِ‬
‫الح ْ‬
‫بولس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المسيحيون‬ ‫أن يكو َن‬
‫أس َس ُ‬ ‫وبعد أن ّ‬ ‫أوفياء إليمانهم‪َ .‬‬ ‫َ‬ ‫لالضطهاد‪ ،‬وأن يتوّق َع منهم أن يبقوا‬ ‫مستعدين‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫معي ٍن‪ ،‬أال وهو‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وتشجيعهم‬
‫ُ‬ ‫االضطهاد‬ ‫التحذير من‬
‫ُ‬ ‫مرةً أخرى بهدف ّ‬ ‫كنائس في األناضول‪ ،‬از ار رعاياها ّ‬ ‫َ‬ ‫وبرنابا‬

‫أمناء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫البقاء‬ ‫على‬
‫َ‬
‫ان أ َْنُفس التَّالَ ِم ِيذ وي ِع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرين‪ .‬ثُ َّم رجعا ِإَلى لِسِترة وإِيُقوِني َة وأ َْن َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ظان ِه ْم أ ْ‬ ‫طاكَي َة ُي َش ّدَد ِ َ‬ ‫َف َب َّش َار في تْل َك اْل َمد َينة َوَتْل َم َذا َكث ِ َ‬
‫"‬
‫َن‬ ‫ََ‬ ‫ْ ََ َ َ َ‬ ‫َََ‬
‫وت هللاِ" (أعمال الرسل ‪.)22 – 21 :14‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫ان‪َ ،‬وأََّن ُه ِبضيَقات َكث َيرٍة َي ْن َبغي أ ْ‬
‫َن َن ْد ُخ َل َمَل ُك َ‬ ‫يم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َي ْثُبتُوا في اإل َ‬
‫الحكم على‬ ‫عب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫يص ُ‬ ‫تنتج عنها برك ٌة بادَي ٌة‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬فإنه ْ‬ ‫يخي ٌة من االضطهاد لم ْ‬ ‫حاالت تار ّ‬ ‫ٌ‬ ‫كانت هنالك‬

‫ِ‬ ‫نهاية ِ‬ ‫ِ‬ ‫منظور بشرٍّي‪ .‬ففي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الجدير‬ ‫أن من‬ ‫غير ّ‬‫الصورَة كامل ًة‪َ .‬‬ ‫وحده ويرى ّ‬ ‫يعرف هللا َ‬ ‫ُ‬ ‫األمر‪،‬‬ ‫األمور من‬ ‫مثل هذه‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بال ِّذ ِ‬
‫شمال إفريقيا‪،‬‬ ‫اليوم‪ .‬ففي‬ ‫معينة من العال ِم َ‬ ‫وحي في أجزاء ّ‬ ‫سبب العق ِم الر ِ‬
‫ّ ّ‬ ‫يمكن أن يكو َن َ‬ ‫االضطهاد ُ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫كر ّ‬

‫‪Page 7 of 22‬‬
‫المسيحي ِة‪ .‬وفي ِ‬
‫زمن‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫الحقبة‬ ‫ات األولى من‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫بالحياة في السنو ِ‬ ‫ِ‬
‫المثال‪ ،‬كانت هنالك كنيسةٌ نابضةٌ‬ ‫ِ‬
‫سبيل‬ ‫على‬
‫ِ‬
‫وبحلول العا ِم ‪ 1050‬م‪،‬‬ ‫المسيحي َة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المجتمعات‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬كان هنالك ما بين ‪ 40 – 30‬أسقفاً يخدمون‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الغزو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ٍ ‪7‬‬
‫يعد هنالك أحد‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫يبق إالّ ستّ ُة اساقفة‪ .‬وفي العا ِم ‪ ،1400‬لم ْ‬
‫لم َ‬
‫بعد‬ ‫ِ‬ ‫مسيحي كبير في ِ‬
‫شبه الجزيرِة العر ّبية في ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وبطر ٍ‬
‫لكن َ‬
‫اإلسالمي‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫الغزو‬ ‫زمن‬ ‫ٌّ ٌ‬ ‫وجود‬
‫ٌ‬ ‫مشابهة‪ ،‬كان هنالك‬ ‫يقة‬
‫ِ ‪8‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شبه الجزيرِة العر ّبية‪.‬‬
‫كان قد تحولوا قس اًر إلى اإلسال ِم أو غادروا َ‬
‫عمر (‪ 644‬م‪َ ،).‬‬ ‫عهد الخليفة َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النساطرِة‬
‫للمرسلين ّ‬
‫َ‬ ‫كان‬
‫المسيحية‪ .‬إ ْذ َ‬
‫ّ‬ ‫المجتمعات‬ ‫أسفر عن ِ‬
‫محو‬ ‫االضطهاد َ‬
‫َ‬ ‫ونرى في شر ِق آسيا أيضاً ّ‬
‫أن‬

‫اطور وو تسونغ ‪Wu‬‬ ‫الميالدي‪ .‬لكن بدأ اإلمبر ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ين من العام ‪ 635‬حتى القرِن التّاس ِع‬ ‫الص ِ‬
‫ال في ّ‬ ‫فع ٌ‬‫عمل ّ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫أرسلت الكنيس ُة‬ ‫األصليين‪ .‬وفي ‪ 987‬م‪.‬‬ ‫الصينيين‬
‫ّ‬ ‫المسيحيين ّ‬
‫ّ‬ ‫ضد‬
‫‪ Tsung‬في ‪ 845‬م‪ .‬اضطهاداً شرساً ّ‬
‫رجوعهم ُن ِق َل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكنيسة‪ .‬وعند‬ ‫ين لتقدم تقري اًر عن ِ‬
‫حالة‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫النسطورّيةُ ستّ َة ر ٍ‬
‫َّ‬ ‫الحقائق في ّ‬ ‫لتقصي‬
‫هبان في َم َه َّمة ّ‬
‫ِ‬
‫اليابان‬ ‫مسيحي في‬ ‫نصف مليو ٍن‬ ‫ويقد ُر أنه كان هنالك‬ ‫ين"‪َّ 9.‬‬ ‫الص ِ‬ ‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫مسيحي واحد في ّ‬
‫ّ‬
‫ٍ‬ ‫أي‬
‫يتبق ُّ‬
‫عنهم قولُهم‪" :‬لم َّ‬

‫الياباني لياسو شونج ‪ Shogun Leyasu‬في ‪ 1614‬م‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫للجيش‬ ‫بداية القرِن السابع عشر‪ .‬لكن أول ٍ‬
‫قائد‬ ‫في ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ َّ‬ ‫ّ َ َ‬
‫ِ‬
‫اإليمان أو هربوا من‬ ‫معظمهم عن‬ ‫بحلول ‪ ،1650‬ار َّتد‬‫الكنيسة المسيحي ِة‪ .‬و ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بإبادة‬ ‫العظيم"‬ ‫"المرسوم‬ ‫أصدر‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪10‬‬ ‫ِ‬
‫البالد أو ُقتلوا‪.‬‬
‫ِ‬
‫وشهداء‬ ‫ِ‬
‫االضطهاد‬ ‫ِ‬
‫مجال‬ ‫بارز في‬
‫كاتب ٌ‬ ‫ِ‬
‫ضوء مثل هذه األمثلة‪ ،‬كتب د‪ .‬وركمان ‪ Dr. Workman‬وهو ٌ‬ ‫وفي‬

‫قوٍة عندما يكو ُن قاسياً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫يقت ُل‬
‫ومستمر‪ .‬فقد ُ‬
‫ّاً‬ ‫القوِة‪ .‬وهو بالكاد ُ‬
‫سبب ّ‬ ‫االضطهاد عالم ًة على ّ‬
‫ُ‬ ‫الكنيسة‪" :‬قد يكو ُن‬

‫أتباع ِه‪.‬‬
‫بسيطة‪ ،‬إذا كانت قوتُه تكمن فقط في عدد ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬ ‫خالل عملي ٍة استنز ِ‬
‫اف‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بشكل كّل ٍي من‬ ‫ويدم ُرهُ‬
‫االضطهاد ديناً ّ‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫‪11‬‬ ‫ِ‬
‫باالضطهاد‪ ،‬فهو خطاء جسيم‪".‬‬ ‫أخالقي من ِ‬
‫بلد ما‬ ‫يمكن إستئصال معتقد‬
‫ّ‬
‫ٍ‬ ‫أما الفكرة السائدة أنه ال ُ‬ ‫وّ‬

‫‪7‬‬
‫‪Galli opus cit.، see also Daniel opus cit.‬‬
‫‪8 Scudder، Lewis R. III، The Arabian Mission’s Story، 1998، Grand Rapids: Wm. B. Eerdmans، p.57-62‬‬
‫‪9 Galli opus cit.‬‬
‫‪10 Laman، Gordon D.، “Our Nagasaki Legacy: an Examination of the Period of Persecution of‬‬
‫‪Christianity and its Impact on Subsequent Christian Mission in Japan:، The Northeast Asia Journal of‬‬
‫‪Theology، March-September 1982، p.94-141.‬‬
‫‪11 Workman opus cit.، p. 350‬‬

‫‪Page 8 of 22‬‬
‫ِ‬
‫الدولة‪،‬‬ ‫سلطات‬ ‫ِ‬
‫شمال إفريقيا اضطهاداً قامت به‬ ‫يعمل في‬ ‫بي يدعى "تيد فشر" ‪Ted Fisher‬‬ ‫مرس ٌل غر ٌّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شه َد َ‬
‫ِ‬
‫الغرب‬ ‫ائد في‬
‫الس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االعتقاد ّ‬
‫َ‬ ‫"إن‬
‫عقيم‪ّ :‬‬
‫المسيحي في شمال إفريقيا على ّأنه ٌ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫العمل‬ ‫حيث كان ُينظر أحيانا إلى‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫أي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أن كثيرين أروا‬ ‫األمر هو ّ‬ ‫اقع‬
‫لكن و َ‬
‫ثمر‪ّ .‬‬ ‫هو ّأنهم (أي المرسلين في شمال إفريقيا) خدموا سنوات من دون ِّ‬
‫حدث هنا‪ .‬إ ْذ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫االضطهاد‪ .‬وهذا هو تماماً ما‬ ‫ِ‬
‫بسبب‬ ‫وقت ٍ‬
‫مبكر جدا‬ ‫بالفعل‪ ،‬لكن انخفضت ثمارهم في ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ثما اًر‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫قبل عشرين‬ ‫الشديد من ّ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشرطة َ‬ ‫االضطهاد‬ ‫بسبب‬ ‫تبعثرت‬
‫ْ‬ ‫كانت هنالك مجموعةٌ مزدهرةٌ من المؤمنين إلى أن‬
‫سن ًة مضت‪ .‬وما زال بعض هؤالء المؤمنين موجودين هنا‪ ،‬محافظين على ِ‬
‫إيمانهم‪ ،‬ولكن يحتفظون به ِ‬
‫ألنفسهم‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫مستعدين للمخاطرِة ِ‬
‫كنيسة مرةً أخرى‪"12.‬‬ ‫ببدء‬ ‫ّ‬ ‫فاالضطهاد من دون تلقي دعم‪ ،‬ترك عندهم ندوباً‪ ،‬وهم ُ‬
‫غير‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أكبر ٍ‬
‫الكنيسة‬ ‫االفتقار إلى االهتما ِم من‬
‫ُ‬ ‫االضطهاد‪ ،‬كان‬ ‫قدر من‬ ‫حيون َ‬ ‫يشهد المسي ّ‬
‫حيث ُ‬ ‫مناطق من العالمِ‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫وفي‬

‫المضطهدين‬ ‫للمسيحيين‬ ‫أحدث فرقاً بالنسبة‬ ‫عم ربما‬ ‫أنحاء العال ِم كّلِه موضوع ٍ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الد َ‬
‫بأن ّ‬
‫ويعترف تيد فيشر ّ‬
‫ُ‬ ‫انتقاد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫في‬

‫كمرس ٍل انخر َ‬
‫ط في‬ ‫َ‬ ‫ردَد د‪ .‬فرنون ستيرك ‪ Dr. Vernon Sterk‬صدى هذه الفكرِة‪" :‬أرى‬ ‫ِ‬
‫شمال إفريقيا‪ .‬وقد ّ‬ ‫في‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫س مدة ثالثين سن ًة في ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الك ارزِة و ِ‬
‫المحدود من‬
‫َ‬ ‫ط‬‫أن االنخ ار َ‬
‫لإلنجيل ّ‬ ‫معادية‬ ‫بيئة‬ ‫المقد ِ ّ َ‬
‫ّ‬ ‫الكتاب‬ ‫وترجمة‬ ‫التلمذة‬

‫كان أم اًر ُمحبطاً‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫أنحاء العال ِم كِّله في دع ِم‬ ‫ِ‬
‫المضطهدين وتشجيعهم َ‬
‫َ‬ ‫المسيحيين‬
‫ّ‬ ‫الكنيسة في‬
‫ِ‬
‫مقولة ترتليان‬ ‫صح ِة‬ ‫ِ‬
‫الشك في ّ‬ ‫المكسيك َساورهُ ّ‬ ‫دة في تشيماباس في‬ ‫المضطه َ‬
‫َ‬ ‫درس الكنيس َة‬
‫د‪ .‬ستيرك الذي َ‬
‫االضطهاد هو‬ ‫بأن‬ ‫اض ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫تعقيدات تبرز من االفتر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المشهورِة‪:‬‬
‫َ‬ ‫العام القائل ّ‬
‫ّ‬ ‫الكنيسة‪ ".‬ورأى‬ ‫"دماء الشهداء هي بذرةُ‬‫ُ‬
‫اساته وخبرِته إلى أن َقبول رس ِ‬
‫ـالة‬ ‫يسة‪ ،‬وخل ـص بناء علـ ــى در ِ‬ ‫نمو الكــن ِ‬
‫إيجابي يتّسـ ّـب ِب في ِّ‬ ‫عنصر‬ ‫حد ِ‬
‫ذاته‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َُ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫في ّ‬
‫ـارِة من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سلبياً في نـ ـ ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الض ـ ّ‬
‫اآلثار ّ‬ ‫ـليل من‬
‫"يمكن التقـ ُ‬
‫ُ‬ ‫لكن‬
‫ـمو الكنيسة‪ْ ،‬‬ ‫يؤدي إلى اضطهاد يؤثّر تأثي اًر ّ‬ ‫اإلنجيل ّ‬
‫ِ‬
‫لالضطهاد‪”13.‬‬ ‫ـجابة مناس ـ ٍ‬
‫ـبة‬ ‫كاف الستـ ٍ‬ ‫ـضير ٍ‬ ‫خالل تحـ ٍ‬‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخوف وعد ِم‬ ‫المسيحيون ّ‬
‫جواً من‬ ‫ّ‬ ‫ض له‬
‫يتعر ُ‬
‫هيب الذي ّ‬ ‫الض ّارةُ لالضطهاد؟ غالباً ما يخلُ ُق التر ُ‬
‫اآلثار ّ‬
‫ُ‬ ‫فما هي‬
‫ِ‬
‫العائلة‬ ‫ِ‬
‫أعضاء‬ ‫ينسحب على‬ ‫يمكن أن‬ ‫قة (التخوين) على الغر ِ‬
‫باء‪ ،‬بل‬ ‫التخوين)‪ .‬وال يقتصر عدم الثّ ِ‬
‫ِ‬ ‫الثّ ِ‬
‫قة (أو‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫‪12‬‬ ‫‪Fisher، Ted (pseudonym)، “Planting a Church from Nothing”، in: Frontline، April 2002، p.2‬‬
‫‪13‬‬
‫‪Sterk، Vernon J.، Does your Church have a Responsibility to the Persecuted Church?،‬‬
‫‪unpublished. See also: Sterk، Vernon Jay، The Dynamics of Persecution، 1992 (Ph.D. Dissertation at‬‬
‫‪Fuller Theological Seminary).‬‬

‫‪Page 9 of 22‬‬
‫األمان‪ .‬وغالباُ ما يكو ُن هنالك‬ ‫ِ‬ ‫قويةٌ من عد ِم‬ ‫ِ‬
‫مشاعر ّ‬
‫ُ‬ ‫نتج عن هذا‬
‫المسيحي‪ ،‬وتَ ُ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫من المجتم ِع‬
‫الموجودين ض َ‬
‫َ‬ ‫و‬

‫مسيحيون‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بإيمانهم ِ‬ ‫ِ‬
‫ممتنعين عن‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫عرفوا بأنهم‬ ‫ويتجنبون أن ُي َ‬
‫ّ‬ ‫ألنفسهم‬ ‫إليمان المؤمنين عندما يحتفظون‬ ‫"تحييد"‬
‫ٌ‬
‫ط في‬ ‫الضغ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ويتْقَبلون علناً كأنهم ينتمون إلى ِ‬
‫يتسب َب ّ‬
‫األغلبية‪ .‬وال ّبد من أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫دين‬ ‫االجتما ِع مع مؤمنين آخرين ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَ ُّ‬
‫المسيحي ُة مَقبول ًة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫حيث تُ َع ُّد‬
‫آخر‪ُ ،‬‬ ‫تفكير كثيرين في االنتقال إلى بلد َ‬ ‫ع المسي ِح وفي‬ ‫نك ِر بعضهم إليمانهم بيسو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫االضطهاد من ِ‬
‫دي في‬ ‫الضغط االقتصا ِّ‬ ‫نتج ْت عن االضطهاد و ّ‬ ‫أقل احتماالً‪ .‬فعلى سبيل المثال‪َ ،‬‬‫أجل المسي ِح َّ‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ِ‬
‫الباقية‪.‬‬ ‫الكنيسة‬ ‫إضعاف‬
‫ُ‬ ‫مسيحيين كثيرين و‬
‫ّ‬ ‫جماعياً‪ ،‬هجرةُ‬
‫ّ‬ ‫فردياً أم‬
‫أكان ذلك ّ‬
‫اء َ‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬سو ٌ‬

‫أنحاء العالمِ كِّل ِه‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكنيسة في‬ ‫االضطهاد – استجابة‬

‫تستطيع الكنيسةُ‬ ‫أنحاء العال ِم كّلِه أن تدعم الكنيس َة المعاني َة المتأّلم َة بطر ٍق مخ ٍ‬
‫تلفة‪ّ .‬أوالً‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫تستطيع الكنيسةُ في‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الة من أجلِهم‪ .‬فعلى‬ ‫أن تقف مع المضطهدين في الص ِ‬
‫فع صالةً‬ ‫أورشليم تر ُ‬‫َ‬ ‫المثال‪ ،‬كانت الكنيس ُة في‬ ‫سبيل‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يمكن أن‬
‫ُ‬ ‫ال‪،‬‬‫بشكل فع ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ـجن (أعمال الرسل ‪ .)5 :12‬ولكي تصّلي الكنيس ُة‬ ‫بطرس وهو في السـ ِ‬ ‫َلجوج ًة من ِ‬
‫أجل‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫ِ‬
‫لحماية‬ ‫السرّي ِة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ظ على شيء من ّ‬ ‫غم أنه ينبغي الحفا ُ‬ ‫أفضل على الموقف‪ .‬ور َ‬ ‫َ‬ ‫بشكل‬ ‫طال ِع‬‫تسعى إلى اال ّ‬
‫ِ‬
‫معاناة‬ ‫ِ‬
‫فتقدير‬ ‫وسائل اإلعالمِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خالل‬ ‫متاح علنياً من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن ْقد اًر كبي اًر من المعلومات ٌ‬ ‫المضطهدين وعائالتهم‪ ،‬إالّ ّ‬ ‫َ‬
‫يقوي الكنيس َة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المضطهدين وإيمانهم من شأنه أن ّ‬ ‫َ‬
‫احة له في‬‫يمتدح بولس أرسترخس ومرقس ويسطس في )كولوسي ‪ )11 – 10 :4‬على كوِنهم مصد اًر للر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أحس بها المؤمنون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوحدة التي َّ‬ ‫المضطهدين‪ .‬وقد عّلق كثيرون َ‬
‫حول‬ ‫َ‬ ‫وتعزي‬
‫تشج َع ّ‬ ‫وتستطيع الكنيس ُة أن ّ‬ ‫ُ‬ ‫السجن‪.‬‬

‫بفضل معر ِفتهم‬ ‫ِ‬ ‫أحسوا بها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أثناء حبسهم أو المعاملة القاسية التي يتلّقونها من أجل المسي ِح‪ ،‬والطمأنينة التي ّ‬ ‫َ‬
‫االهتمام‪.‬‬ ‫نسون لوال ذلك‬ ‫ِ‬ ‫يمتد هذا العو ُن‬
‫ويمكن أن َّ‬
‫ُ‬ ‫الضحايا الذين ربما ُي َ‬
‫العملي إلى عوائل ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫باهتما ِم اآلخرين بهم‪.‬‬

‫ولكن يمكنـُهم أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يستطيع المؤمنون أن يساعدوا‬


‫األول)‪ْ ،‬‬ ‫المضطهدين على احتمالهم لالضطهاد (القسم ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وهكذا‬

‫االنتقال (القسم الثّاني)‪ ،‬أو‬


‫َ‬ ‫إعادة التوط ـ ِ‬
‫ـين أو‬ ‫ـهروب و َ‬
‫ـضم ُن االست ــجاب ُة الـ َ‬
‫ـاعدة أيضاً عندما تتـ ّ‬
‫يقدم ـوا المسـ َ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫المثال (القسم الثّالث)‪.‬‬ ‫القانوني‪ ،‬على ِ‬
‫سبيل‬ ‫ِ‬ ‫التحدي‬ ‫ِ‬
‫خالل‬ ‫ِ‬
‫االضطهاد من‬ ‫مقاوم َة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السؤال اذهب الى موديل‪:‬‬
‫لالجابة على ّ‬

‫‪Page 10 of 22‬‬
‫سؤال الفهم ‪:2‬‬

‫عدد أربعة آثار ضارة لالضطهاد جاء ذكرها في الدرس‪.‬‬


‫ّ‬

‫ِ‬
‫االضطهاد‬ ‫الهروب من‬ ‫مسالك اَل َهرب –‬
‫ٌ‬
‫غير‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اليوم – َ‬
‫ويمكن أن يكو َ هذا خيا اًر مشروعاً َ‬
‫ُ‬ ‫وبولس‪.‬‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫للهروب من االضطهاد يسو َ‬ ‫الكتابيةٌ‬
‫ّ‬ ‫تشمل األمثلةٌ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اللجوء‬ ‫تحت توجي ِهه‪ .‬وبدالً من‬ ‫ِ ِ‬ ‫يز ِ‬ ‫المة الشخصي ِة‪ ،‬بل بالر ِ‬
‫غبة في تعز ِ‬ ‫بالقلق على الس ِ‬ ‫ِ‬
‫عمل ملكوت هللا َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مدفوٍع‬

‫فاعلي ًة‪.‬‬ ‫األكثر‬ ‫ِ‬


‫العادة‬ ‫ات المؤّقت َة هي في‬ ‫إلى ٍ‬
‫بلد آخر‪ ،‬فإن الخيار ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬

‫ِ‬
‫االضطهاد‬ ‫ِ‬
‫بالهروب من‬ ‫كتابي‬ ‫تفويض‬
‫ٌ‬
‫ٌّ‬
‫ِ‬
‫المقترب‬ ‫ِ‬
‫الخطر‬ ‫الرب يسوعُ سامعيه إلى‬ ‫المقد ِ‬
‫س‪ .‬فقد ّنب َه ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ّ‬ ‫االضطهاد استجاب ٌة مشروع ٌة في‬ ‫الهروب من‬
‫ُ‬
‫تحذير‬ ‫أورشليم‬ ‫مسيحيو‬ ‫بال‪ ".‬وعندما َّ‬
‫تذك َر‬ ‫"فليهرب الذين في اليهودي ِة إلى الج ِ‬
‫ِ‬ ‫(متى ‪ )16- 15 :24‬قائالً‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫الر ِّب‪ ،‬تركوا المدين َة المحكوم َة عليها‬
‫شمال‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫األردن‪،‬‬ ‫عبر ِ‬
‫نهر‬ ‫العشر‪َ ،‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المدن‬ ‫مدينة بيلة في‬ ‫ِ‬
‫بالدمار وهربوا إلى‬ ‫ّ‬
‫ِ ‪14‬‬
‫ذات مرٍة‪ ،‬فتح لهم ملجأً آمناً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بولس بين يديه َ‬ ‫يباس الثّاني‪ ،‬الذي َم َث َل ُ‬
‫هيرودس أغر ُ‬
‫ُ‬ ‫الملك‬
‫ُ‬ ‫فتح لهم‬
‫حيث َ‬‫بيري َة‪ُ ،‬‬
‫هيرودس أن‬ ‫ِ‬
‫الملك‬ ‫ِ‬
‫بمحاولة‬ ‫ات‪ ،‬بدءاً‬‫الخطر في عد ِة مر ٍ‬
‫ِ‬ ‫اتيجي من موق ِع‬ ‫ٍ‬
‫بشكل إستر ٍ‬ ‫نفس ُه‬
‫َ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرب يسوعُ ُ‬
‫انسحب ُّ‬
‫َ‬ ‫و‬

‫كان طفالً رضيعاً‪:‬‬


‫يقتَل ُه عندما َ‬
‫ُم ُه‬ ‫ف ِفي ُحْل ٍم َق ِائالً‪ُ«:‬ق ْم َو ُخ ِذ َّ‬
‫الصِب َّي َوأ َّ‬ ‫وس َ‬
‫الر ِب َق ْد َ ِ‬
‫ظ َه َر ل ُي ُ‬ ‫ك َّ ّ‬‫ص َرُفوا‪ِ ،‬إ َذا َمالَ ُ‬
‫• متى ‪َ " :13 :2‬وَب ْع َد َما ْان َ‬
‫الصِب َّي لِ ُي ْهلِ َك ُه‪".‬‬ ‫واهرب ِإَلى ِمصر‪ ،‬وُكن هناك حتَّى أَُقول َلك‪ .‬أل َّ ِ‬
‫طلُ َب َّ‬ ‫ود َس ُم ْزِم ٌع أ ْ‬
‫َن َي ْ‬ ‫ير ُ‬ ‫َن ه ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َ ْ َُ َ َ‬ ‫َ ُْ ْ‬
‫اك‪.‬‬ ‫يسيُّو َن تَ َشاوروا عَلي ِه لِ َكي يهلِ ُكوه‪َ ،‬فعلِم يسوع و ْانصر ِ‬ ‫• متى ‪َ" :15-14 :12‬فَل َّما خرج اْلَف ِر ِ‬
‫ف م ْن ُه َن َ‬ ‫ْ ُْ ُ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َ‬ ‫َُ َ ْ‬ ‫ََ َ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يعا‪".‬‬ ‫َوتَِب َع ْت ُه ُج ُموعٌ َكث َيرةٌ َف َشَف ُ‬
‫اه ْم َجم ً‬

‫‪14‬‬
‫‪Schaff، Philip (1819-1893)، History of the Christian Church، Volume 1: Apostolic Christianity‬‬
‫‪A.D. 1-100‬‬

‫‪Page 11 of 22‬‬
‫ِ‬ ‫اختََفى و َخرج ِمن اْلهي َك ِل مجتَ ًا ِ‬ ‫• يوحنا ‪َ" :59 :8‬ف َرَف ُعوا ِح َج َارةً لِ َي ْر ُج ُموهُ‪ .‬أ َّ‬
‫از في َو ْسط ِه ْم‪َ ،‬و َم َ‬
‫ضى‬ ‫َ َ َ َ َْ ُ ْ‬ ‫َما َي ُسوعُ َف ْ‬
‫هك َذا‪".‬‬
‫َ‬
‫َن ُي ْم ِس ُكوهُ‪َ ،‬ف َخ َرَج ِم ْن أ َْي ِدي ِه ْم‪".‬‬
‫ضا أ ْ‬
‫طَل ُبوا أ َْي ً‬
‫"‬
‫• يوحنا ‪َ 39 :10‬ف َ‬
‫دمشق‬
‫َ‬ ‫اليهود في‬
‫ُ‬ ‫هدَد‬ ‫ِ‬
‫المثال‪ ،‬عندما ّ‬ ‫مناسبات‪ .‬فعلى ِ‬
‫سبيل‬ ‫ٍ‬ ‫عد ِة‬
‫اتيجي َة في ّ‬ ‫بولس أيضاً هذه اإلستر ّ‬ ‫سول ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫اتَّ َ‬
‫بع ّ‬
‫الهروب في سّل ٍة أُدليت من ٍ‬
‫فتحة‬ ‫ِ‬ ‫إفالته‪ ،‬تم ّك َن من‬‫بحرص للتأ ّك ِد من عد ِم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫المدينة‬ ‫مداخل‬ ‫بقتلِه وكانوا يراقبون‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫المدينة (أعمال الرسل ‪.)25-23 :9‬‬ ‫ِ‬ ‫في ِ‬
‫سور‬

‫لكنهم حاولوا أن يقتلوهُ‪ .‬وعندما علِ َم اإلخوةُ بذلك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫الحقة‪َّ ،‬‬ ‫وفي فترٍة‬
‫اليونانيين‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫اليهود‬ ‫بولس مع‬
‫وتجادل ُ‬
‫َ‬ ‫تحد َث‬

‫بولس‬
‫لت شهادةُ َ‬ ‫ِ‬
‫األمر‪ ،‬مّث ْ‬ ‫طرسوس (أعمال الرسل ‪ .)30 – 29 :9‬وفي واق ِع‬‫َ‬ ‫أخذوه إلى قيصرّي َة وأرسلوهُ إلى‬
‫ِ‬
‫عينيه‪،‬‬ ‫نص َب‬ ‫نجيل تهديداً ال ِ‬
‫الثّابتةُ وخدمتُه لإل ِ‬
‫وضع سالم َة اآلخرين ْ‬ ‫َ‬ ‫للمحيطين به‪ .‬ولهذا‬
‫َ‬ ‫لنفسه فقط‪ ،‬بل أيضاً‬
‫اإلخوة‬ ‫ِ‬
‫أعمال الرسل ‪ 17‬أن‬ ‫ِ‬
‫المثال‪ ،‬نق أُر في‬ ‫ليجنبهم الخطر بسب ِبه‪ .‬فعلى ِ‬
‫سبيل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ينسحب بهدوء ّ َ‬
‫ُ‬ ‫فكان غالباً ما‬

‫وصل‬ ‫ٍ‬
‫الحقة‪ ،‬عندما‬ ‫متاعب هناك‪ .‬وفي فترٍة‬ ‫اليهود‬ ‫أثار‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بولس وسيال إلى بيري َة عندما َ‬
‫في تسالونيكي أرسلوا َ‬
‫لينطلق إلى أثينا (أعمال الرسل ‪– 1 :17‬‬
‫َ‬ ‫ع‪ ،‬أرسَله اإلخوةُ‬
‫وهيجوا الجمو َ‬
‫اليهود من تسالونيكي إلى بيري َة أيضاً ّ‬
‫ُ‬
‫‪.)15‬‬

‫اجهها التالمي ُذ أثنا َء ك ارزِتهم في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫سبق أن أنبأَ يسوعُ في متى ‪ 23- 17 :10‬عن االضطهاد والمشّقات التي سيو ُ‬
‫َ‬
‫هذِه اْل َم ِد َين ِة‬
‫وكم ِفي ِ‬
‫ط َرُد ُ ْ‬
‫"‬
‫االضطهاد كّلما كان ذلك ممكناً‪َ :‬و َمتَى َ‬ ‫َ‬ ‫أوعز إليهم أن يتفادوا‬ ‫فلسطين وُقراها‪ ،‬و َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫مدن‬

‫ان‪( ".‬متى ‪)23 :10‬‬ ‫يل َحتَّى َيأِْتي ْاب ُن ِ‬


‫اإل ْن َس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول َل ُك ْم‪ :‬الَ تُ َك ّمُلو َن ُم ُد َن ِإ ْس َرائ َ‬
‫ِ‬
‫اه ُرُبوا ِإَلى األخرى‪َ .‬فِإّني اْل َح َّق أَُق ُ‬
‫َف ْ‬
‫َ‬
‫الخطر‪ ،‬بل‬ ‫ِ‬ ‫الشخصي ِة وتفادي‬
‫ّ‬
‫عي إلى الر ِ‬
‫احة‬ ‫الس ِ‬‫مجرَد ّ‬ ‫يكن ّ‬ ‫الهروب لم ْ‬ ‫ِ‬ ‫افع إلى‬‫الد َ‬ ‫ظ أن ّ‬ ‫المهم أن نالح َ‬
‫ِّ‬ ‫ومن‬

‫بولس من والي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الخدمة وتعز ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الفرصة لالستمر ِار في‬ ‫ِ‬
‫سول ُ‬
‫الر ُ‬ ‫هرب ّ‬ ‫يز ملكوت هللا‪ .‬فعلى سبيل المثال‪َ ،‬‬ ‫إلتاحة‬

‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُدليت من ِ‬ ‫ٍ‬


‫الهروب م ّك َن ُه من خدمة يسو َ‬ ‫َ‬ ‫لكن هذا‬
‫سور المدينة (‪ 2‬كورنثوس ‪ّ ،)33-32 :11‬‬ ‫دمشق في سّلة أ ْ‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أماكن أخرى‪.‬‬
‫َ‬ ‫اليهود) في‬ ‫(غير‬ ‫المسي ِح في الك ارزِة باإلنجيل لأل ّ‬
‫ُمميين ِ‬

‫خيار دائماً‬
‫أفضل ٍ‬ ‫ِ‬
‫االضطهاد – ليس هذا‬ ‫الهروب من‬
‫َ‬

‫‪Page 12 of 22‬‬
‫ِ‬
‫حادثة‬ ‫فبعد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ المؤمن على ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هروب آخرين‪َ .‬‬ ‫غم‬
‫الشهادة المحّلّية ر َ‬ ‫ُ‬ ‫االضطهاد ان يحاف َ‬ ‫أوقات‬ ‫المهم في‬
‫ِّ‬ ‫ّإنه لمن‬

‫فهرب كثيرون وكرزوا‬ ‫أورشليم‪.‬‬ ‫ِ‬


‫الكنيسة في‬ ‫ضد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫عظيم ّ‬
‫ٌ‬ ‫اضطهاد‬
‫ٌ‬ ‫اندلع‬
‫َ‬ ‫استفانوس (أعمال الرسل ‪،)7‬‬
‫َ‬ ‫رج ِم‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرواي َة‬
‫أورشليم (أعمال الرسل ‪ .)1 :8‬ويبدو أن ّ‬
‫َ‬ ‫سل بقوا في‬‫الر َ‬ ‫بعد تشتُّتهم (أعمال الرسل ‪ّ ،)4 :8‬‬
‫لكن ّ‬ ‫باإلنجيل َ‬
‫أن‬ ‫ٍ‬
‫لشعوب أخرى‪ ،‬و ّ‬ ‫ِ‬
‫باإلنجيل‬ ‫بأن الذين هربوا فعلوا حسناً بهروبِهم هذا‪ ،‬وانتهزوا الفرص َة للك ارزِة‬
‫تقر ّ‬
‫الكتابي َة ُّ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫الكنيسة في أورشليم‪ .‬وعندما يكو ُن‬ ‫ِ‬
‫المحافظة على‬ ‫الذين بقوا واحتملوا االضطهاد فعلوا حسناً أيضاً في ِ‬
‫بقائهم و‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يختاروا البقاء‬ ‫نه أن يدين أُولئك الذين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ع وإكرامه‪ ،‬فمن الذي ُيمك ُ‬
‫اء االستجابة لالضطهاد هو خدمة يسو َ‬
‫الدافع ور َ‬
‫ُ‬
‫يختارون المغادرِة؟‬
‫ُ‬ ‫أو الذين‬
‫ِ‬
‫الغرب‬ ‫بلدانهم إلى‬ ‫ِ‬
‫الحقبة الحاضرِة في مغادرِة ِ‬ ‫ِ‬
‫وشمال إفريقيا في‬ ‫ِ‬
‫األوسط‬ ‫الشر ِق‬
‫مسيحيون كثيرون في ّ‬ ‫يف ّك ُر‬
‫ّ‬
‫ط المباشرَة أو‬ ‫ِ‬
‫التوطين (االنتقال) هذا الضغو َ‬ ‫ِ‬
‫إعادة‬ ‫اء‬ ‫ٍ‬
‫جديدة‪ .‬وغالباً ما ال يكو ُن‬ ‫ٍ‬ ‫من ِ‬
‫الدافع ور َ‬
‫ُ‬ ‫حياة‬ ‫أجل‬

‫اء الهجرِة‪ ،‬أو أسباباً‬ ‫ٍ‬ ‫أكثر يكو ُن‬ ‫االضطهاد‪ ،‬بل في ٍ‬
‫اقتصادية ور َ‬
‫ّ‬ ‫ائد‬
‫الدافع هو ما يتوّق ُع ُه المؤمن من فو َ‬‫ُ‬ ‫مرات َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ط أحياناً بالض ِ‬
‫غوط المرتكزِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي َة للهجرِة ُ‬
‫يمكن أن ترتب َ‬ ‫ّ‬ ‫األسباب‬
‫َ‬ ‫فإن‬
‫الحال‪ّ ،‬‬ ‫وبطبيعة‬ ‫أكبر‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بأمان َ‬ ‫متعّلق َة‬
‫ِ ‪15‬‬ ‫الديني إلى ِ‬
‫األسباب‬
‫َ‬ ‫يتفه َم‬
‫المهم أن ّ‬ ‫ِّ‬ ‫لكن من‬‫االقتصادية ‪ْ .‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫الفرص‬ ‫تقليل‬ ‫ُّ‬ ‫التمييز‬
‫ُ‬ ‫ين إذا ّأدى‬ ‫الد ِ‬
‫أساس ّ‬‫ِ‬ ‫على‬

‫ئيسي للمغادرِة‪.‬‬
‫السبب الر َّ‬ ‫الديني عندما ال يكو ُن‬ ‫ِ‬
‫باالضطهاد‬ ‫ع المرُء‬ ‫اء المغادرِة‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫يتذر َ‬
‫ويعترف بها‪ ،‬وأالّ ّ‬
‫ُ‬ ‫الكامن َة ور َ‬
‫فقدها الميزَة‬
‫عف الكنيس َة المحّلّي َة وتُ ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫المسيحيين تُ ْ‬
‫ّ‬ ‫بأن هجرَة‬
‫يتوج ُب اإلقرُار ّ‬ ‫اء المغادرِة‪ّ ،‬‬ ‫الدافع ور َ‬
‫ُ‬ ‫ومهما كان‬
‫االضطهاد أن يطلبوا برو ِح الص ِ‬
‫الة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الهروب من‬ ‫ط الباقين‪ .‬فعلى الذين يف ّكرون في‬ ‫األمر الذي يحب ُ‬ ‫العددي َة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫وتضمينات ذلك‬ ‫غبتهم في الهجرِة‬ ‫ِ‬
‫الكامنة وراء ر ِ‬ ‫بالدواف ِع‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِّب‬
‫َ‬ ‫بصدق ّ‬ ‫األمر ويعترفوا‬ ‫وتوجيهه في هذا‬ ‫َ‬ ‫حكم َة ّ‬
‫للكنيسة المحّلّي ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالنسبة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وغالباً ما يكو ُن هنالك توتٌّر لدى الكنيسة المحّلّية عندما يسعى القادةُ إلى أن يحموا المؤمنين القابلين َ‬
‫للجرِح أو‬
‫ِ‬
‫الكنيسة‬ ‫ِ‬
‫شهادة‬ ‫ِ‬
‫المحافظة على‬ ‫نفسه يسعون إلى‬ ‫ِ‬
‫الوقت ِ‬ ‫أماكن آمن َة‪ ،‬وما زالوا في‬ ‫المضطهدين ويوّفروا لهم‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪15‬‬
‫‪http://www.catholic.org/international/international_story.php?id=5410220‬‬

‫‪Page 13 of 22‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المحّلّي ِة‪ .‬ويتطّل ُب‬
‫لكل من‬
‫األفضل ّ‬
‫ُ‬ ‫يار‬
‫الخ ُ‬ ‫الصالة لمعرفة ِّ‬
‫أي موق ٍع جديد هو َ‬ ‫األمر حكم ًة وبصيرةً من خالل ّ‬
‫ُ‬
‫المسيحي المحّل ِي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المؤمن والمجتم ِع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ظ ٍ‬
‫مات‬ ‫المضطهدين وعياً بهذا التوتّ ِر أيضاً‪ .‬فهي ُ‬
‫تدرك أنها‪ ،‬كمن ّ‬ ‫َ‬ ‫تساعد المؤمنين‬
‫ُ‬ ‫المسيحي ُة التي‬
‫ّ‬ ‫المنظمات‬
‫ُ‬ ‫تزداد‬
‫ُ‬
‫قرب مع ِ‬
‫قادة‬ ‫ِ‬
‫العمل عن ٍ‬ ‫بأهمي ِة‬
‫ّ‬ ‫االضطهاد‪ .‬وهي تق ُّر‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫تسهيل هجرِة الذين يواجهون‬ ‫تتسرعُ أحياناً في‬ ‫ٍ‬
‫خارجية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫الكنيسة‬ ‫شهادة‬ ‫ض‬ ‫ِ‬ ‫حسنة ِ‬‫ٍ‬ ‫ضمان أن الدعم المدفوع ِبِني ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يقو ُ‬
‫المؤمن ال ّ‬ ‫للفرد‬ ‫َّة‬ ‫َ‬ ‫ّ ّ َ‬ ‫المنطقة‪ ،‬ساعي ًة إلى‬ ‫الكنيسة في هذه‬

‫المسيحي األوس ِع بال دا ٍع‪.‬‬


‫ِ‬ ‫المعنوي َة للمجتم ِع‬
‫ّ‬ ‫الرو َح‬
‫وّ‬
‫ّ‬
‫تساعد المؤمنين المضطهدين‪.‬‬ ‫حول العال ِم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الحرّي ِة‬
‫ُ‬ ‫تضم منظمات كثيرةً َ‬ ‫ُّ‬ ‫الدينية" (‪ )RLP‬مبادرةً‬
‫ّ‬ ‫تمّث ُل "شراك ُة ّ‬
‫ِ‬
‫توطين (انتقال) المؤمنين استجاب ًة‬ ‫ِ‬
‫إعادة‬ ‫ِ‬
‫مسألة‬ ‫حول‬
‫أقر ْت هذه المنظم ُة (‪ )RLP‬سياس ًة والتزاماً َ‬ ‫ففي ‪ّ 2013‬‬
‫موجود في‬ ‫المنطقي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األساس‬ ‫ِ‬
‫المصاحبة و‬ ‫الخلفي ِة‬ ‫ِ‬
‫جانب‬ ‫ِ‬
‫السياسة وااللت ازمِ‪ ،‬إلى‬ ‫الكامل لهذه‬ ‫النص‬ ‫ِ‬
‫لالضطهاد‪ .‬و ُّ‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫أخير‬ ‫ٍ‬
‫كمالذ ٍ‬ ‫ِ‬
‫مساعدة المؤمنين في الهجرِة‬ ‫فق عليها إلى‬‫وتهدف سياستُها المتّ ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الوحدة‪.‬‬ ‫اإلضافي ِة لهذه‬
‫ّ‬
‫ماد ِة القر ِ‬
‫اءة‬ ‫ّ‬
‫دقة على هذه الس ِ‬
‫ياسة‬ ‫الكنائس المحّلي ِة‪ .‬وقد نبع الدافع إلى المصا ِ‬ ‫ِ‬ ‫قرب مع ِ‬
‫قادة‬ ‫ِ‬
‫بالعمل عن ٍ‬ ‫فقط‪ ،‬وااللت از ِم‬
‫ّ‬ ‫َ ّ ُ‬ ‫ّ‬
‫المسيحيين‬ ‫ٍ‬
‫(وبشكل خاص‬ ‫المضطهدين‬ ‫المسيحيين‬ ‫ِ‬
‫توطين‬ ‫ِ‬
‫إعادة‬ ‫يقة حس ٍ‬
‫اسة مع‬ ‫عامل بطر ٍ‬‫وااللتزام بها من نيِة التّ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫دة المر ِ‬
‫تبطة‬ ‫المشكالت المعّق ِ‬
‫ِ‬ ‫الشخصي ِة و‬ ‫ِ‬
‫المؤمن‬ ‫ِ‬
‫بسالمة‬ ‫ِ‬
‫وشمال إفريقيا) في ما يتعّل ُق‬ ‫ِ‬
‫األوسط‬ ‫الشر ِق‬
‫منطقة ّ‬‫ِ‬ ‫من‬
‫ّ‬
‫الكنيسة المحّلّي ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شهادة‬ ‫ِ‬
‫المحافظة على‬ ‫ِ‬
‫لتوطين و‬ ‫ِ‬
‫بإعادة ا‬

‫الكنائس المحّلّي ِة يستدعي الت از ِم الكنيسة المحلية باالستمر ِار في‬


‫ِ‬ ‫قرب مع ِ‬
‫قادة‬ ‫ِ‬
‫بالعمل عن ٍ‬ ‫ِ‬
‫المنظمات‬ ‫ام هذه‬ ‫والتز ُ‬
‫ِ‬
‫االستجابة‬ ‫ِ‬
‫ضطهاد و‬ ‫ِ‬
‫لمساعدتها في فه ِم أوضا ِع اال‬ ‫المنظمات الخارجية في‬‫ٍ‬ ‫تعاوني مع‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بشكل‬ ‫اسلة واالنخر ِ‬
‫اط‬ ‫المر ِ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫المناسبة له‪.‬‬

‫لكنه ليس االستجاب َة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وملخص ِ‬
‫القول هو َّ‬
‫كتابي ًة كاستجابة سليمة لالضطهاد‪ّ ،‬‬
‫عام ًة ّ‬
‫أن للهروب من االضطهاد ُد ُ‬ ‫ّ ُ‬
‫للمسيحي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للخير األسمى‬ ‫المسيحي المحّل ِي أو‬
‫ِ‬ ‫الوحيدة المالئم َة‪ ،‬وربما ال يكو ُن مالئماً من ِ‬
‫أجل المجتم ِع‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫لتعقيد‬ ‫أمر ضرورٌّي نظ اًر‬ ‫ِ‬ ‫قدر ٍ‬‫وجود ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬
‫التمييز ٌ‬ ‫كبير من‬ ‫َ‬ ‫فإن‬
‫كخيار‪ّ ،‬‬ ‫التوطين‬ ‫إعادة‬ ‫ظر في‬ ‫المضط َهد‪ .‬ولدى ّ‬
‫ٍ‬
‫كاملة من‬ ‫ٍ‬
‫مجموعة‬ ‫تتوج ُب دراسةُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالنسبة ِ‬ ‫العو ِ‬
‫يغادره والذي يدخلُه‪ .‬إ ْذ ّ‬
‫ُ‬ ‫وكنيسته والمجتم ِع الذي‬ ‫وعائلته‬ ‫للفرد‬ ‫اقب‬
‫ِ‬
‫بإعادة‬ ‫صدر قرٌار‬ ‫القانوني ُة إلخ‪ .‬فإذا‬ ‫ات‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫اللوجستي ُة‪ ،‬واالعتبار ُ‬
‫ّ‬ ‫امل‬
‫بحرص‪ ،‬بما في ذلك الدواف ُع والعو ُ‬ ‫القضايا‬

‫‪Page 14 of 22‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أفضل كثي اًر من‬
‫ُ‬ ‫خيار‬
‫آخر من البلد نفسه ٌ‬ ‫االنتقال إلى بلد في المنطقة نفسها أو إلى ِّ‬
‫أي موق ٍع َ‬ ‫َ‬ ‫فإن‬
‫التوطين‪ّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫الجئ ربما‬ ‫(ديني) أو‬ ‫سياسي‬ ‫لجوء‬ ‫ِ‬
‫كطالب ٍ‬ ‫حاالت معي ٍ‬
‫نة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫التوطين في‬ ‫إعادة‬ ‫غير أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫التوطين في الغرب‪َ .‬‬ ‫إعادة‬

‫األوحد‪.‬‬
‫َ‬ ‫اقعي‬
‫البديل الو َّ‬
‫َ‬ ‫يكو ُن‬

‫السؤال اذهب الى موديل‪:‬‬


‫لالجابة على ّ‬
‫سؤال التقييم ‪:١‬‬
‫ِ‬
‫اإلنجيل (‪ 2‬كورنثوس ‪:11‬‬ ‫ات من ِ‬
‫أجل يسو َع المسيــ ِح و‬ ‫كثير ومشّق ٍ‬
‫اضطهادا ًا‬
‫ً‬ ‫الرســـول بولــس‬
‫احتـــمل ّ‬
‫َ‬
‫يغادر المدين ًة على أن يبقى‬
‫َ‬ ‫عد َة مواقف يختار فيها بولس أن‬ ‫ِ‬
‫الرسل ّ‬ ‫ِ‬
‫أعمال‬ ‫‪ .)33-21‬لكّننا نق أر في ِ‬
‫سفر‬

‫ضطه َد‪ .‬بذلك يعّلمنا الكتاب المقدس عن طريقتين مختلفتين لالستجابة لالضطهاد‪ .‬في ضوء ذلك‪ ،‬صغ‬
‫وي َ‬
‫مفهومك لألسلوب الكتابي للتعامل مع االضطهاد في حوالي ‪ 200‬كلمة‪.‬‬

‫ِ‬
‫بالمطالبة بحقوِقنا‬ ‫االضطهاد وتحد ِ‬
‫يه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫مقاومة‬
‫ّ‬
‫العام أو االحتكا ِم إلى الحقو ِق القانوني ِة استجاب ًة مشروع ًة ألنوا ٍع معي ٍ‬
‫نة من‬ ‫أي ِّ‬ ‫الر ِ‬ ‫يمكن أن يكو َن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اللجوء إلى ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أكبر لمؤمنين آخرين‪،‬‬ ‫تقود إلى حماية َ‬‫ويمكن أن َ‬ ‫ُ‬ ‫ويمكن أن تكو َن مطالبتُنا بحقوِقنا شهادةً ّ‬
‫قوي ًة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫االضطهاد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫حكمة كبيرٍة في هذا‬
‫األمر‪.‬‬ ‫فإن هنالك حاج ًة إلى‬ ‫يمكن أيضاً أن يكون صحيحاً‪ .‬ولهذا ّ‬ ‫العكس ُ‬‫َ‬ ‫مع أن‬
‫َ‬

‫العام‬
‫أي ّ‬ ‫الر ِ‬
‫مناشدة ّ‬
‫ع‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫س عن ِ‬
‫المقد ِ‬ ‫ِ‬
‫حدوث االضطهاد‪ .‬ففي ما يتعّل ُق بيسو َ‬
‫َ‬ ‫الشعبي‬
‫طف َ‬‫نع فيها التعا ُ‬
‫عدة أوضا ٍع َم َ‬
‫ّ‬ ‫الكتاب ّ‬ ‫نق أر في‬
‫ِ‬
‫القبض عليه‪ ،‬لك ّنهم خافوا من وْق ِع ذلك على الجموِع (مثالً‪ ،‬متى‬ ‫اليهود إلى‬
‫ُ‬ ‫مناسبات سعى فيها‬
‫ٌ‬ ‫كانت هنالك‬

‫خان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫األمر عندما َ‬ ‫نهاية‬ ‫بالمالحظة أنه في‬ ‫جدير‬
‫ألمر ٌ‬
‫موضع التنفيذ‪ .‬و ّإنه ٌ‬
‫َ‬ ‫طتهم‬
‫‪ ،)46 :21‬ولهذا لم يضعوا خ ّ‬
‫تجن َب‬ ‫ِ‬
‫غياب جموٍع‪ ،‬لي ّ‬ ‫ع إلى السنهدريم في‬
‫يتحي ُن الفرص َة لتسلي ِم يسو َ‬
‫الخائن ّ‬
‫ُ‬ ‫ع‪ .‬كان هذا التلمي ُذ‬‫يهوذا يسو َ‬
‫الشعبي ِة (لوقا ‪.)6 :22‬‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫المقاومة‬ ‫مخاطرَة‬

‫‪Page 15 of 22‬‬
‫ِ‬
‫انتقاده‬ ‫ِ‬
‫بسبب‬ ‫هيرودس‬ ‫الملك‬ ‫سج َنه‬ ‫ِ‬ ‫المعمدان لفترٍة من‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أن َ‬
‫سبق ْ‬
‫الزمن‪ .‬فقد َ‬ ‫َ‬ ‫الشعبي أيضاً يوحنا‬
‫ُّ‬ ‫الغضب‬
‫ُ‬ ‫وحمى‬
‫َ‬
‫خاف من‬ ‫الملك كان ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يقتل يوحنا‪ ،‬إالّ أنه عندما أرَاد أن يقتَله‪َ ،‬‬
‫يود أن َ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫غم ّ‬‫له على عالقته بزوجة اخيه‪ .‬ور َ‬
‫نبي‪( .‬متى ‪)5 :14‬‬ ‫عندهم مثل ٍ‬ ‫ألنه كان َ‬
‫عب‪ّ ،‬‬ ‫الش ِ‬
‫ّ‬
‫َ ّ‬
‫المسيحيين أنق َذ‬ ‫الشعبي مع‬ ‫عاطف‬ ‫ِ‬ ‫وفي ِ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫قيل إن التّ َ‬
‫وماني ديوكليتيان‪َ ،‬‬
‫الر ُّ‬ ‫اطور ّ‬
‫شن ُه اإلمبر ُ‬
‫زمن االضطهاد الذي ّ‬
‫‪16‬‬
‫ٍ‬
‫أشخاص كثيرين‪.‬‬ ‫حياة‬
‫َ‬
‫يمكننا أن‬ ‫ِ‬ ‫الشعبي ِة ُّ‬
‫تجنباً لالضطهاد‪ ،‬إال ّأنه ُ‬ ‫ِ‬
‫المشاعر‬ ‫ِ‬
‫بمناشدة‬ ‫رجال هللاِ‬
‫ِ‬ ‫كتابي ٍة لقيا ِم‬ ‫ٍ‬
‫نفتقر إلى أمثلة ّ‬
‫غم أننا ُ‬
‫ّ‬ ‫ور َ‬
‫العام َرَدعا المقاوم َة‪.‬‬
‫أي ِّ‬ ‫الر ِ‬
‫وتأثير ّ‬
‫َ‬ ‫الوعي‬
‫ِ‬ ‫قوَة‬ ‫نرى َ‬
‫كيف أن ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عامل‬
‫ٌ‬ ‫االضطهاد (وبالمثل فيمكنه أن ُي ّشكل‬ ‫ضد‬
‫قوةً مساعدةً ّ‬ ‫العام ّ‬‫أي ُّ‬ ‫يمكن أن يكو َن ّ‬
‫الر ُ‬ ‫ُ‬ ‫عصرنا أيضاً‪،‬‬ ‫وفي‬

‫كاف لدى المؤمنين‬ ‫االضطهاد)‪ .‬ولهذا فإن القلق على المسيحيين المضطهدين دافع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ئيسي في التشجي ِع على‬ ‫ر ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫المسيحي ِة‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫المساهمات‬ ‫المسيحيين إما بإبراز‬
‫ّ‬ ‫العام ِة تُجاه‬ ‫ِ‬
‫اإليجابية لدى ّ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المشاعر‬ ‫السعي إلى تشجي ِع‬‫ِ‬ ‫اآلخرين في‬
‫ِ‬
‫المثال‪.‬‬ ‫التمييز والمظال ِم التي يواجهونها‪ ،‬على ِ‬
‫سبيل‬ ‫ِ‬ ‫باالعتراض على‬ ‫ِ‬ ‫الحيوي ِة في المجتم ِع‪ ،‬أو‬
‫ّ‬
‫المسيحيون‬ ‫اجهها‬ ‫ٍ‬ ‫ويمكن أن تكو َن‬
‫ّ‬ ‫الوعي بالمظال ِم التي يو ُ‬
‫ِ‬ ‫فعال ًة لرف ِع‬
‫االجتماعي ُة أدوات ّ‬
‫ّ‬ ‫العام ُة و‬
‫وسائل اإلعال ِم ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العملي ِة‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫الممارسة‬ ‫وجد في‬ ‫ِ‬
‫بدورها أن تحميهم من االضطهاد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإنه ت ُ‬ ‫يمكن ِ‬‫العامة التي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يز مواقف ّ‬ ‫وتعز ِ‬

‫أولوي َة‬ ‫تقد َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويمكن أن تكو َن‬


‫ّ‬ ‫ويمكن أن ّ‬
‫ُ‬ ‫الخاص ُة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫العادة أجندتُها‬ ‫لوسائل اإلعال ِم في‬ ‫ُ‬ ‫مخاطر كامنةٌ كثيرةٌ‪.‬‬
‫ُ‬
‫تحفيز المضط ِهدين على مز ٍيد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التضليل‪ ،‬وحتى إلى‬ ‫يؤدي هذا إلى‬ ‫ويمكن أن ّ‬‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫الحق‪،‬‬ ‫الحقيقة أو‬ ‫المشاعر على‬
‫ِ‬
‫المعلومات المنشورَة‪،‬‬ ‫يمكن أن يستخدم المحامون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫المضطهدين‪ .‬وربما ُ‬ ‫َ‬ ‫مساعدة‬ ‫ضطهاد بدالً من‬ ‫ممارسة اال‬ ‫من‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جاهها‪.‬‬ ‫الضحية أو تحفيز عداوٍة َ‬
‫أكبر تُ َ‬ ‫ّ‬ ‫ضد‬
‫قضية ّ‬‫االدعاء على بناء ّ‬ ‫فتُساعد محامي ّ‬
‫روحي ًة وحذ اًر كبي اًر‪،‬‬ ‫عي إلى ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ط حكم ًة وبصيرةً‬
‫شعبي يشتر ُ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫توليد دع ِم‬ ‫الس ِ‬
‫اللجوء إلى وسائل اإلعال ِم و ّ‬
‫َ‬ ‫فإن‬
‫وهكذا ّ‬
‫وخي ٍر ٍ‬
‫كبير أيضاً‪.‬‬ ‫لضرر ٍ‬
‫كبير ْ‬ ‫ٍ‬ ‫إمكاني ًة كامن ًة‬
‫ّ‬ ‫حيث إن هنالك‬
‫ُ‬

‫‪16‬‬
‫‪H.A. Drake، Lambs into Lions، 149–53; Lane Fox، Pagans and Christians، 598–601‬‬

‫‪Page 16 of 22‬‬
‫االحتكام إلى القانو ِن‬
‫ِ‬ ‫وبالمفار ِ‬
‫أمر متوّق ٌع‪،‬‬
‫قويةٌ‪ .‬وهذا ٌ‬ ‫االحتكام إلى القانو ِن سابقةٌ ّ‬
‫كتابيةٌ ّ‬ ‫َ‬ ‫فإن‬
‫الشعبية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المشاعر‬ ‫قة مع االحتكا ِم إلى‬
‫ِ‬
‫ألعضاء‬ ‫إعطائهم شريعته‪ ،‬فكان من المتوّق ِع تحت شر ِ‬
‫يعة هللا أن يكو َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خالل‬ ‫شعبه من‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫بارك َ‬‫عادل َ‬‫ٌ‬ ‫إله‬
‫ألن هللا ٌ‬
‫ّ‬
‫العام‬
‫االفتقار َّ‬ ‫يب‪ .‬وعندما يقارُن المرُء‬ ‫المجتم ِع كِّلهم حقو ٌق‪ ،‬بمن فيهم األرمل ُة‪ ،‬واليتيم‪ ،‬و ِ‬
‫َ‬ ‫العبد‪ ،‬والغر ُ‬
‫صي‪ ،‬و ُ‬ ‫الخ ُّ‬ ‫ُ‬
‫يعة هللاِ‪.‬‬
‫اض أخرى‪ ،‬فإنه ال عجب أن يكون المزمور ‪ 119‬احتفاء بشر ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫للشعوب في أر ٍ‬ ‫عي ِة‬
‫للحقو ِق الشر ّ‬
‫قانوني ٍة‬
‫ّ‬ ‫الر ِّ‬
‫ومانيين الذي َوّف َر حقوقاً‬ ‫تحت الحك ِم والقانو ِن ّ‬
‫ِ‬
‫المسيحية األولى َ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫الحقبة‬ ‫المسيحيين في‬
‫ّ‬ ‫معظم‬
‫ُ‬ ‫عاش‬
‫َ‬
‫بولس ُولد في‬ ‫يعترف بحقو ِق ِ‬ ‫ِ‬
‫لكل مو ٍ‬
‫غير المواطنين‪ .‬واقع االمر أن ُ‬ ‫ْ‬ ‫روماني‪ ،‬لكنه لم‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫اطن‬ ‫حك َم ًة للغاية ّ‬
‫ُم َ‬
‫أورشليم امتيا اًز عظيماً (أعمال‬ ‫وماني في‬
‫الر ُّ‬‫القائد ّ‬
‫ُ‬ ‫روماني ٍة‪ ،‬وهي ميزةٌ َّ‬
‫عدها‬ ‫ّ‬ ‫بجنسي ٍة‬
‫ّ‬ ‫ألبوين يتمتّ ِ‬
‫عان‬ ‫ِ‬ ‫طرسوس‬
‫َ‬
‫َ‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرسل ‪ .)29- 27 :22‬وفي واق ِع ِ‬
‫ومان‬ ‫ومانيةُ بتفادي الجـ ـْلد على أيــدي ّ‬
‫الر ّ‬ ‫سمحت حقو ُق والدة َ‬
‫بولس ّ‬ ‫ْ‬ ‫األمر‪،‬‬

‫ـيم (أعمال الرسل ‪.)26- 22 :22‬‬


‫في أورشل ـ َ‬
‫بولس ورفاُقه (سيال وتيموثاوس ولوقا‬
‫روماني‪ .‬كان ُ‬‫ٍ‬ ‫يكن يلجأُ دائماً إلى استخدا ِم حِّقه كمو ٍ‬
‫اطن‬ ‫بولس لم ْ‬
‫أن َ‬ ‫غير ّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫السو ِق‬ ‫وربما آخرون) في فيلبي‪ ،‬المستعمرِة الر ِ‬
‫وجروهما إلى ّ‬ ‫بولس وسيال ّ‬
‫جمهور على َ‬ ‫ٌ‬ ‫هجم‬
‫أن َ‬ ‫وحد َث ْ‬
‫ومانية‪َ ،‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫جنسيتَهما‬ ‫الس ِ‬
‫جن‪ .‬لم ُيعلنا‬ ‫بشد ٍة وأ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ُلقي بهما في ّ‬
‫َ‬ ‫بولس وسيال ّ‬ ‫وج َلد ُ‬
‫السلطات (أعمال الرسل ‪ُ .)9 :16‬‬ ‫لمواجهة ّ‬
‫ِ‬
‫حماية‬ ‫ِ‬
‫القاسية‪ .‬وربما فعال ذلك ألنهما رِغبا في‬ ‫ِ‬
‫المعاملة‬ ‫الروماني َة‪ ،‬األمر الذي كان سيحول دو َن تلّقي ِ‬
‫مثل هذه‬ ‫َ ُْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ّ‬
‫ٍ‬
‫الحق‪ ،‬أ ّك َد‬ ‫وقت‬‫فاقهما الذين لم يحملوا الجنسي َة الروماني َة‪( .‬وال يعطي الكتاب المقدس سبب ذلك)‪ .‬لكن في ٍ‬‫رِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫ٍ‬
‫الة بأن‬ ‫غير منصفة‪ .‬وطاَلبا الو َ‬‫رومانيان‪ ،‬وعليه‪ ،‬فالمعامل ًة التي تل ّقياها تكون َ‬
‫ّ‬ ‫بولس وسيال أنهما مواطنان‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫السجن‪ ،‬ففعلوا ذلك فو اًر خائفين من عو ِ‬
‫ِ‬
‫بولس‬‫أن َ‬ ‫اطنين رومانيَّين‪ .‬ولهذا نرى ّ‬
‫اقب إساءة مو َ‬ ‫يشيعوهما خارَج‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫اإليمان‬ ‫سجاناً وعائلتَه إلى‬ ‫ِ‬
‫اطنين‪ .‬وربما بقيامهما بذلك ثبَّتا شهادتَهما قبل أن يقودا ّ‬
‫وسيال استخدما حّقيهما كمو َ‬
‫حساب ر ِ‬
‫فقائهما‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الشخصي ِة على‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫سالمتهما‬ ‫لكنهما لم يطالبا بحقوِقهما من ِ‬
‫أجل‬ ‫بالمسي ِح‪ّ ،‬‬
‫ِ‬
‫لالستئناف‬ ‫روماني‬ ‫حقه كمو ٍ‬
‫اطن‬ ‫اليهود لقتلِه‪ّ ،‬‬
‫لكنه استخدم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ع مؤامرٍة من‬ ‫ٍ‬ ‫وفي ٍ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫بولس موضو َ‬ ‫الحق‪ ،‬كان ُ‬ ‫وقت‬
‫ِ‬
‫الكهنة‪،‬‬ ‫فستوس ور ِ‬
‫ئيس‬ ‫وماني‬
‫الر ِ‬ ‫مكيدتهم‪ .‬قدم بولس التماساً لدى ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫تحدثه إلى الوالي ّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫فأفلت من‬ ‫َ‬ ‫قيصر‪،‬‬
‫َ‬ ‫لدى‬
‫اليهود قائالً‪" :‬ألَِّني ِإن ُك ْنت ِآثما‪ ،‬أَو ص َنعت َشي ًئا يستَ ِح ُّق اْلموت‪َ ،‬فَلست أَستَع ِفي ِمن اْلمو ِت‪ .‬و ِ‬
‫لك ْن ِإ ْن‬ ‫ِ‬ ‫و ِ‬
‫القادة‬
‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ ُ ْ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ ُ ً ْ َ ْ ُ ْ َْ‬

‫‪Page 17 of 22‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اي!"‬
‫ص َر أ ََنا َراف ٌع َد ْع َو َ‬
‫َن ُي َسّل َمني َل ُه ْم‪ .‬إَلى َق ْي َ‬
‫يع أ ْ‬
‫َحٌد َي ْستَط ُ‬ ‫َل ْم َي ُك ْن َش ْي ٌء م َّما َي ْشتَكي َعَل َّي ِبه ُ‬
‫هؤالَء‪َ ،‬فَل ْي َس أ َ‬
‫ِ‬ ‫‪َّ ٍ ِ ِ 12‬‬
‫ص َر تَ ْذ َه ُب!" ( أعمال‬ ‫اب‪ِ« :‬إَلى َق ْيص َر َرَف ْع َت َد ْعو َ ِ‬
‫اك‪ .‬إَلى َق ْي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ورِة‪َ ،‬فأ َ‬
‫َج َ‬ ‫وس َم َع أ َْرَباب اْل َم ُش َ‬
‫ح َينئذ تَ َكل َم َف ْستُ ُ‬
‫الرسل ‪.)12 – 11 :25‬‬
‫ِ‬
‫السفينة‬ ‫روماني‪ ،‬ظروفاً مضنية طويل ًة تتضمن االعتقال‪ ،‬وتَح ُّ‬
‫ط َم‬ ‫بولس‪ ،‬في استغاللِه لحقوِقه كمو ٍ‬
‫اطن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ٍّ ُ‬ ‫احتمل ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫باإلنجيل‬ ‫ِ‬
‫خدمة الك ارزِة‬ ‫األقل كان قاد اًر على مو ِ‬
‫اصلة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لكنه على ّ‬‫الحكم عليه في روما‪ّ .‬‬ ‫َ‬ ‫مالطة‪ ،‬وأخي اًر‬ ‫به قريباً من‬

‫البيتي ِة الجبرّي ِة‪.‬‬ ‫ِ‬


‫ظل اإلقامة ّ‬
‫ِ‬
‫لألمميين‪ ،‬حتى في ّ‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫وكما كانت هنالك في القرِن‬
‫يستفيد‬
‫َ‬ ‫بولس أن‬‫ومانيين‪ ،‬استطاع ُ‬ ‫الر ّ‬‫األول حقو ٌق متعّلق ٌة بالمواطنين ّ‬ ‫ِّ‬
‫الميالدي ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشر ِق‬
‫يجب أن‬‫المسيحيون‪ ،‬حقوقاً ُ‬ ‫ّ‬ ‫وشمال إفريقيا‪ ،‬بمن فيهم المؤمنون‬ ‫األوسط‬ ‫فإن لدى مواطني ّ‬ ‫منها‪ ،‬كذلك ّ‬
‫بعض الحقو ِق‬ ‫ِ‬ ‫إثبات‬ ‫ٍ‬ ‫وتختلف الحقو ُق‬ ‫تمنح لهم‪ ،‬على ِ‬
‫ويمكن ُ‬
‫ُ‬ ‫آخر‪.‬‬
‫المعينةُ من بلد إلى َ‬‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫حيث المبدأُ‪.‬‬ ‫األقل من ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ويمكن‬
‫ُ‬ ‫البلد‪.‬‬
‫صادق عليها ذلك ُ‬ ‫َ‬ ‫ولي ِة التي‬
‫الد ّ‬ ‫ستمد من القو ِ‬
‫انين ّ‬ ‫يمكن أن تُ َّ‬ ‫حين أنها ُ‬ ‫الوطني ِة‪ ،‬في ِ‬‫ّ‬ ‫ضمن القو ِ‬
‫انين‬ ‫َ‬
‫المدني ِة‬
‫ّ‬ ‫حو َل الحقو ِق‬
‫ولي ْ‬
‫الد َّ‬
‫الميثاق ّ‬
‫َ‬ ‫فإن‬ ‫ِ‬
‫المثال‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫سبيل‬ ‫الديني ِة‪ .‬فعلى‬
‫ّ‬ ‫بالحرّي ِة‬
‫ّ‬ ‫حدٍد‬ ‫ٍ‬
‫بشكل ُم ّ‬ ‫أن تتعّل َق الحقو ُق‬
‫ِ‬
‫لمعتقده‬ ‫اختيار المرِء‬
‫ِ‬ ‫الحق في‬
‫َّ‬ ‫يدعم‬ ‫ِ‬
‫وشمال إفريقيا‬ ‫ِ‬
‫األوسط‬ ‫الشر ِق‬
‫بلدان ّ‬‫صادق عليها معظم ِ‬ ‫لسياسي َة التي‬ ‫وا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫تنص مثالً‬ ‫قضائي ٍة ُمستُوجبة التنفيذ‪ .‬إ ْذ ُّ‬
‫ّ‬ ‫آت‬‫ط هذه الحقو ُق بإجر َ‬
‫ِ ‪17‬‬
‫المعتقدات ‪ .‬وربما ترتب ُ‬ ‫ِ‬
‫إظهار تلك‬ ‫وفي‬

‫ويحاك ُم‬ ‫عتقل‬ ‫أن المو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشر ِق‬ ‫دساتير ِ‬
‫َ‬ ‫وي ُ‬‫قبض عليه ُ‬‫اطن الذي ُي ُ‬ ‫وشمال إفريقيا وقوانينها بوضو ٍح على ّ‬ ‫األوسط‬ ‫بلدان ّ‬ ‫ُ‬
‫لديه حقوقاً قانوني ًة م ٍ‬
‫عينة‪.‬‬ ‫ّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يطالب‬
‫َ‬ ‫للمؤمن أن‬ ‫ال أم اًر مالئماً‬ ‫حترم دائماً‪ ،‬وأن الحقو َق تُ ُ‬
‫نتهك‪ ،‬إال ّأنه ما ز َ‬ ‫أن هذه االلتزامات ال تُ ُ‬ ‫غم ّ‬‫ور َ‬
‫ِ‬
‫االضطهاد‪.‬‬ ‫بحقوِق ِه الشرعي ِة لدى مو ِ‬
‫اجهة‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يمكن أن تكو َن المطالب ُة بالحقو ِق‬
‫المضطهدين‬
‫َ‬ ‫للمسيحيين‬
‫ّ‬ ‫بالنسبة‬ ‫معي ٍن أم اًر ّ‬
‫مهماً‪ ،‬ال‬ ‫القانونية كمواطنين في بلد ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫التصدي له‪،‬‬ ‫تحدي الظل ِم إلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أنفسهم فحسب‪ ،‬بل أيضاً من ِ‬
‫ّ‬ ‫ين‪ .‬وإذا ّأدى ّ‬
‫للمؤمنين اآلخر َ‬
‫َ‬ ‫الفائدة األوس ِع‬ ‫أجل‬

‫‪17‬‬
‫‪For more information regarding international law provisions relating to freedom of religion، see‬‬
‫‪Module 6 of this course.‬‬

‫‪Page 18 of 22‬‬
‫ٍ‬
‫بسهولة‬ ‫لحماية المؤمنين اآلخرين‪ ،‬فال يستطيع المضط ِهدون أن يواصلوا‬ ‫ِ‬ ‫يمكن أن يش ّك َل هذا سابق ًة ُم ِه ّم ًة‬ ‫فإنه ُ‬ ‫ّ‬
‫تم فضح أعمالِهم بأنها منافية لقانو ِن ِ‬
‫البلد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اضطهادهم إذا َّ‬ ‫ممارس َة‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫تتضمُن ُه‬
‫ّ‬ ‫اقعي لما‬
‫هم و ٌّ‬ ‫المهم أيضاً أن يكو َن لدينا َف ٌ‬
‫ِّ‬ ‫هم‪ .‬ومن‬ ‫الدافع وراء المطالبة بحقوِقنا كمؤمنين ٌ‬
‫أمر ُم ٌّ‬ ‫َ‬ ‫لكن‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫ظ‬
‫شهادتنا‪ ،‬أو الحفا َ‬ ‫يسه ُل استمرَار‬
‫كان هذا ّ‬‫إن َ‬ ‫نطالب بحقوِقنا ْ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫بولس‪ْ ،‬‬
‫شأن َ‬ ‫شأننا ُ‬ ‫ويمكننا‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫العملي ُة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫هذه‬
‫لة ومرِه ٍ‬
‫قة ينبغي‬ ‫احتمال عملي ٍة مطو ٍ‬
‫ِ‬ ‫كبولس‪ ،‬إلى‬ ‫نحتاج‪،‬‬ ‫مفيدة لآلخرين‪ .‬وربما‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫سابقة‬ ‫على حقوِقنا‪ ،‬وخْل َق‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الح ِ‬
‫سبان‪.‬‬ ‫أخ ُذها في ِ‬

‫نعي‬‫لالضطهاد باالحتكا ِم إلى حقوِقهم القانوني ِة للتمسك بها‪ ،‬ينبغي أن ِ‬


‫ِ‬ ‫المسيحيون أن يستجيبوا‬ ‫يستطيع‬ ‫ولكي‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫حامين‬ ‫نحدَد ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للمطالبة بتلك الحقو ِق‪ .‬ومن‬ ‫نعي أيضاً اآللي ِ‬‫ما هي تلك الحقوق‪ ،‬وأن ِ‬
‫َ‬ ‫الممكن أن ّ‬ ‫ات المالئم َة‬ ‫ّ‬
‫قوياً بحقو ِق‬ ‫ِ‬
‫المثال‪ ،‬مؤمنون‪ ،‬أو ّ‬ ‫ِ‬
‫ألن لديهم التزاماً ّ‬ ‫سبيل‬ ‫أنفسهم‪ ،‬على‬
‫المؤمنين ألنهم َ‬
‫َ‬ ‫مع‬
‫متعاطفين َ‬
‫َ‬ ‫ين‬
‫محّلّي َ‬
‫أجل المؤمنين‬‫العمل من ِ‬ ‫ِ‬
‫إعطاء المشورِة و ِ‬ ‫اغبين في‬ ‫الء المحامون‬‫اإلنسان‪ .‬ويمكن أن يكو َن هؤ ِ‬
‫ِ‬
‫ين ور َ‬ ‫مستعد َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫المحّلّيين أو نياب ًة عنهم‪.‬‬

‫فشل هذا التصدي‪ ،‬أو كان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ينبغي أن َّ‬


‫اإلمكان‪ .‬فإذا َ‬ ‫قدر‬
‫انوني المحّل ِّي َ‬
‫خالل النظا ِم الق ِ‬
‫ّ‬
‫يقد َم التصدي ّأوالً من‬
‫سلطات الد ِ‬
‫ِ‬ ‫بسبب ِ‬‫ِ‬ ‫ولي ِة للمؤمنين‬
‫ولة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إيمانهم على أيدي‬ ‫المضطهدين‬
‫َ‬ ‫طَلب المناصرِة ّ‬
‫الد ّ‬ ‫يمكن َ‬
‫مستحيالً‪ ،‬فإنه ُ‬

‫ولي‬
‫الد ُّ‬
‫التدعيم ّ‬
‫ّ‬
‫بالس ّرّي ِة تقريباً‬
‫سم ّ‬ ‫ط ُرقاً تتّ ُ‬
‫ولي‪ .‬ويتطّل ُب هذا ُ‬
‫داخل المجتم ِع الد ِ‬
‫ّ ّ‬
‫ِ‬
‫التأييد من ِ‬ ‫حشد‬
‫آخر‪ ،‬أال وهو ُ‬ ‫ِ‬
‫منهج ممك ٌن ُ‬
‫ٌ‬ ‫هنالك‬
‫المقد ِ‬
‫س‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تأثيرهم في الدعوِة إلى‬
‫ين على استخدا ِم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ّ‬ ‫نجد في‬
‫تحقيق العدالة‪ .‬ونحن ُ‬ ‫بأشخاص قادر َ‬ ‫لالتصال‬
‫تأثير‪ .‬إ ْذ نق أُر في (أعمال الرسل ‪ )41-17 :5‬عن مواج ِ‬
‫هة رسولين‬ ‫ٍ‬
‫أشخاص ذوي ٍ‬ ‫للتدخ ِل من ِ‬
‫قبل‬ ‫ُّ‬ ‫سابق ًة‬

‫الرسوالن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫فض ّ‬‫ع‪ .‬وعندما ر َ‬
‫تهديدهما ليتوّقفا عن التعلي ِم باس ِم يسو َ‬
‫ُ‬ ‫وتم‬
‫العامِ‪ّ ،‬‬
‫السجن ّ‬ ‫حيث ُوضعا في‬
‫لالضطهاد‪ُ ،‬‬
‫يسيين‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الفر ّ‬
‫خطاب أحد رؤساء ّ‬
‫ُ‬ ‫لكن أنق َذهما‬
‫أعضاء السنهدريم غضباً وأرادوا أن يقتلوهما‪ْ .‬‬
‫ُ‬ ‫ط‬
‫االمتثال‪ ،‬استشا َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫لالضطهاد‪.‬‬ ‫حداً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ياسي ّ‬
‫الس ُّ‬
‫تأثيرهُ ّ‬
‫إطالق سراحهما‪ .‬وهكذا وضع ُ‬ ‫َ‬ ‫وضم َن‬ ‫دافع عن ا ّلرسولين‬
‫غماالئيل‪ ،‬الذي َ‬
‫َ‬

‫‪Page 19 of 22‬‬
‫المضطهدين‪ .‬وإذا‬ ‫المسيحيين‬ ‫الدفاع عن‬ ‫ٍ‬ ‫رجال أو ٍ‬
‫نساء ذوي‬ ‫ويمكن لسياسيين أو ٍ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫تأثيرهم في ّ‬‫ظفوا َ‬ ‫مكانة أن يو ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بشكل‬ ‫مهم‬
‫أمر ٌّ‬ ‫الشعبي‪ .‬وهذا ٌ‬
‫ِ‬ ‫بسبب الض ِ‬
‫غط‬ ‫ِ ّ‬ ‫سلبي ٍة‬ ‫ٍ‬
‫يتجن ُب ّأي َة نتيجة ّ‬
‫فإن هذا ّ‬ ‫سرٍّي‪ّ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫التدخ ُل بشكل ّ‬ ‫ّ‬ ‫تم هذا‬ ‫َّ‬
‫ّ‬
‫الغالب ضد المسيحيين والن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشر ِق‬ ‫ِ‬
‫شاط‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ّ‬ ‫العام في‬
‫أي ُّ‬ ‫حيث يكو ُن الر ُ‬
‫وشمال إفريقيا‪ُ ،‬‬ ‫األوسط‬ ‫منطقة ّ‬ ‫خاص في‬‫ٍّ‬

‫ضد المسيحّيين من دو ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ّرِّي أن‬ ‫بقوٍة‪.‬‬


‫للتمييز أو االضطهاد ّ‬ ‫التصدي‬
‫ّ‬ ‫يساعد في‬
‫َ‬ ‫لتلدعي ِم ّ‬
‫ويمكن ّ‬
‫ُ‬ ‫المسيحي ّ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫الشعبي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اط السياسيين الذين يخشون فقدان ِ‬
‫دعمهم‬ ‫انخر ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫حيث ُقبض على ٍ‬ ‫ِ‬
‫األقباط والغر ّبيين‪،‬‬ ‫المسيحيين‬
‫ّ‬ ‫عدد من‬ ‫الس ّرِّي في ‪ 2013‬م‪ .‬في ليبيا‪َ ُ ،‬‬ ‫الدع ِم ّ‬ ‫لفاعلية ّ‬
‫ّ‬ ‫نجد مثالً‬
‫ُ‬
‫أن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أثناء فترِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُعلن ّ‬
‫تهديدات بعقد محكمة عسكرّية وشيكة‪ ،‬وأ َ‬
‫ٌ‬ ‫ُطلقت‬
‫الحجز‪ ،‬وأ ْ‬ ‫بعضهم لسوء المعاملة َ‬‫ض ُ‬ ‫وتعر َ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫شمال أمريكا‪،‬‬ ‫سياسيين في‬ ‫بالشكوى لدى‬ ‫ِ‬
‫اإلنسان ّ‬ ‫منظمات حقو ِق‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الحجز‪ .‬فقامت‬ ‫مات في‬
‫مسيحياً مصرّياً َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تكبها المسؤولون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مقدم ًة أدّل ًة على المظال ِم التي ار َ‬
‫لمؤسسات األم ِم المتّحدة‪ّ ،‬‬
‫ائر ّ‬‫الالتينية‪ ،‬وفي دو َ‬
‫ّ‬ ‫وأوروبا‪ ،‬وأمريكا‬
‫ِ‬ ‫افقت ليبيا عليها في ما يتعّل ُق بالحقو ِق‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫صل هؤالء‬ ‫الدينية‪ .‬فاتّ َ‬
‫ّ‬ ‫أن و ْ‬‫سبق ْ‬‫الليبيون في مخالفة لاللتزامات التي َ‬
‫ّ‬
‫الليبي ُة‬ ‫لطات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إلظهار ِ‬
‫ِ‬ ‫الليبي ِة‬ ‫السياسيون بالس ِ‬
‫ّ‬ ‫الس ُ‬‫حول تلك المسألة الطلب معالجتها‪ .‬فرضخت ّ‬ ‫َ‬ ‫قلقهم‬ ‫ّ‬ ‫لطات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫أوطانهم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالعودة إلى‬ ‫حت لهم‬
‫لت إطالق المحجوزين وسم ْ‬ ‫وسه ْ‬
‫ّ‬
‫طف الشعبي في كب ِح جما ِح الذين يسعون‬ ‫س ِ‬
‫لدور التعا ُ‬ ‫المقد ِ‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ّ‬ ‫نقول إننا نرى أمثل ًة في‬
‫سبق‪ُ ،‬‬
‫وتلخيصاً لما َ‬
‫ويتوج ُب‬ ‫ِ‬
‫االضطهاد أم اًر ضا اًر‪،‬‬ ‫العام في رد ِع‬
‫أي ِّ‬ ‫الر ِ‬ ‫يمكن أن يكو َن‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫استغالل ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لكن‬
‫المسيحيين‪ْ .‬‬
‫ّ‬ ‫اضطهاد‬ ‫إلى‬

‫شخص حقوَقه‬‫ٍ‬ ‫بولس مثال الستخدا ِم‬ ‫ٍ‬


‫بعناية وبرو ِح الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وضع العو ِ‬
‫الرسول ُ‬
‫ُ‬ ‫ويضرب‬
‫ُ‬ ‫الة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫االعتبار‬ ‫الممكنة في‬ ‫اقب‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫القانوني َة من ِ‬
‫روماني‪ .‬ففي‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫يختار دائماً اإلصرَار على حقوِقه كمو ٍ‬
‫اطن‬ ‫ُ‬ ‫تجن ِب االضطهاد‪ ،‬لكنه لم ْ‬
‫يكن‬ ‫أجل ُّ‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االضطهاد من ِ‬ ‫مناسبات معي ٍ‬
‫ٍ‬
‫شخص ذو سلطة نفوَذهُ‬ ‫ٌ‬ ‫يستخدم‬
‫ُ‬ ‫اإلنجيل‪ ،‬وقد‬ ‫أجل‬ ‫حتمال‬
‫َ‬ ‫اختار بدالً من ذلك ا‬
‫َ‬ ‫نة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ولي ِة‪.‬‬
‫الد ّ‬
‫ِ‬
‫االتفاقيات ّ‬
‫ّ‬ ‫الوطني ِة أو‬
‫ّ‬ ‫انين‬ ‫ِ‬
‫انتهاك القو ِ‬ ‫المضطهدين ونياب ًة عنهم‪ ،‬لتصحي ِح‬
‫َ‬ ‫في دع ِم‬

‫السؤال اذهب الى موديل‪:‬‬


‫لالجابة على ّ‬
‫سؤال التقييم ‪:٢‬‬

‫تستطيع الكنيسة أن تساعد المضطهدين على احتمال االضطهاد‪ ،‬الهروب وإعادة التوطين‪ ،‬أو التحدي‬

‫القانوني (أو المساءلة القانونية)‪ .‬في ضوء هذا‪ ،‬اشرح ما هو الدور الذي تقوم به الكنيسة في بلدك لتساعد‬

‫‪Page 20 of 22‬‬
‫ثمة المزيد الذي يمكن للكنيسة القيام به لمساعدة‬
‫المضطهدين‪ ،‬وما هو تقييمك لهذا الدور؟ وهل ّ‬
‫المضطهدين؟ اشرح ذلك في فقرة من ‪ ٢٠٠‬كلمة‪.‬‬

‫‪Page 21 of 22‬‬
‫الخاتمة‬
‫اضطهاد‪ ،‬لكن ال توجد طر ٍ‬
‫يقة‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل صري ٍح الكنيس َة من ّأنه ستأتي مقاومةٌ على ِ‬
‫شكل‬ ‫ٍ‬ ‫المقد ُس‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الكتاب ّ‬‫ُ‬ ‫يح ّذ ُر‬
‫ع والر ِ‬
‫سل‬ ‫المقدس أمثل َة ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احدة فقط م ٍ‬ ‫و ٍ‬
‫الرب يسو َ ّ‬ ‫الكتاب ّ ُ‬
‫ُ‬ ‫يقد ُم‬
‫عينة لالستجابة لذلك االضطهاد‪ .‬وبدالً من ذلك‪ّ ،‬‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫االستجابة‬ ‫حول‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلرشاد َ‬
‫ُ‬ ‫أما‬
‫متنوعة‪ ،‬اعتماداً على الموقف‪ .‬و ّ‬ ‫والكنيسة في استجابتهم للمقاومة العنيفة بأشكال ّ‬
‫فيتوجب الحصول عليه من ِّ‬
‫الرب‪.‬‬ ‫المسيحي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫المضطه ِد أم من المجتم ِع‬ ‫المالئمة‪ ،‬سواء أكانت من ِ‬
‫الفرد‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫أساسي من‬ ‫لكن الخبرَة المشترك َة والحكم َة جزٌء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌّ‬ ‫الصالة‪ّ ،‬‬
‫َ‬ ‫لالضطهاد‬ ‫السليمة‬ ‫االستجابة‬ ‫يد‬
‫تحد ُ‬
‫ويتضم ُن حتماً ّ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫اإلرشاد‪.‬‬ ‫عملي ِة‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المسيحي ُة أقوى ما تكو ُن عليه في‬
‫االضطهاد‪ .‬وتوفر‬ ‫خالل‬ ‫االمتحان من‬ ‫أوقات‬ ‫ّ‬ ‫وغالباً ما تكو ُن الشهادةُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الخوف‬ ‫لالضطهاد مرتكزةٌ على‬ ‫استجابة‬ ‫لكن ّأي َة‬‫اإلنجيل‪ّ .‬‬ ‫االستجابةُ المالئمةُ الفرصة لتمجيد هللا‪ ،‬وتنادي ِّ‬
‫بحق‬
‫ِ‬
‫الصليب‪ .‬ويح ّذ ُر‬ ‫عمل‬ ‫ِ‬
‫لسمعة ِ‬ ‫وتشويه‬ ‫اإلنجيل‪ ،‬وإهانةٌ ِّ‬
‫للرب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫إنكار للمسي ِح و‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫عصيان و ٌ‬
‫ٌ‬ ‫اإليمان‪ّ ،‬إنما هي‬ ‫ال على‬
‫ِ‬
‫استجابة عدم االيمان‪.‬‬ ‫المقد ُس من‬
‫الكتاب ّ‬
‫ُ‬
‫المسيحي األوس ِع تفويضاً‬ ‫فإن لدى المجتم ِع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫دى في وجه االضطهاد‪ّ .‬‬ ‫ظر عن االستجابة التي تُْب َ‬ ‫وبغض ّ‬
‫وتستطيع الكنيسةُ أن‬ ‫ِ‬
‫الجسد المتأّل ِم (‪ 1‬كورنثوس ‪.)26 - 25 :1‬‬ ‫ِ‬
‫للمشاركة في األلمِ‪ ،‬ودع ِم ذلك الجزِء من‬
‫ُ‬
‫يجعل‬
‫ُ‬ ‫حيث‬ ‫ِ‬
‫التلمذة‪ُ ،‬‬ ‫عملي ِة‬
‫يمر بها‪ ،‬فتكو َن جزءاً من ّ‬
‫ِ‬
‫االضطهاد التي ُّ‬ ‫المؤمن عبر عو ِ‬
‫اصف‬ ‫ِ َ‬
‫ِ‬
‫توجيه‬ ‫تساعد في‬
‫َ‬
‫ومجد هللاِ‬
‫ِ‬ ‫المضطه ِد‬ ‫األبدي ِة‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫شيء يعمل معاً – من ِ‬
‫ِّ‬
‫األبدي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫للمسيحي‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫أجل المكانة‬ ‫ُ‬ ‫كل‬
‫هللاُ َّ‬

‫‪Page 22 of 22‬‬

You might also like