The Manifestations of Moral in the outstanding Tarfa bin al-Abd's ﻢﻴﻘﻟا ﺮﻫﺎﻈﻣ ﺪﺒﻌﻟا ﻦﺑ ﺔﻓﺮﻃ ﺔﻘﻠﻌﻣ ﻲﻓ ﺔﻴﻘﻠﺨﻟا

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.
net/publication/366119794
The Manifestations of Moral in the outstanding Tarfa bin al-Abd's ‫ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻘﻴﻢ‬
‫اﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻃﺮﻓﺔ ﺑﻦ اﻟﻌﺒﺪ‬
Preprint · December 2020
CITATIONS READS
0 7
1 author:
Abuhedaia Mohammed Ismael

University of Kordofan
19 PUBLICATIONS 0 CITATIONS
SEE PROFILE
All content following this page was uploaded by Abuhedaia Mohammed Ismael on 15 December 2022.
The user has requested enhancement of the downloaded file.

‫‪AJHS. NO (5) 2020‬‬ ‫مجلة عارف للدراسات اإلنسانية العدد (الخامس) ‪2020‬‬
‫كلمة افتتاحية‬
‫مجلة عارف للعلوم اإلنسانية‬
‫(الذكرى الخامسة لوفاة أ‪ .‬عارف)‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على النبي األمين وآله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم من‬
‫المهتدين‬
‫أما بعد ؛ فهذه مجلة العارف تطل علينا في ثوب قشيب متشحة بذكرى أخ عزيز‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه‬
‫فسيح جنته‬
‫ذكرى وفاتك إحياء ألعمال ***** من صنع جامعة تحيا بأجيال‬
‫إنها ذكرى وفاة أخي العزيز عارف سعد َّ‬
‫الزُّروق أحد أعضاء التدريس بجامعة أجدابيا‪ ،‬كان واسع األمل‪ ،‬كبير‬
‫التفاؤل‪ ،‬لم تقعد به العقبات‪ ،‬وأنشطته ومحاضراته شاهد على ذلك‪ ،‬ال تقف غاياته وآماله عند نفسه‪ ،‬وعرفت فيه الطموح‬
‫والعمل الجاد الدؤوب والصبر واالحتساب‪ ،‬كان وفياً إلخوانه وأحبابه‪ ،‬بعيداً عن الحقد والريبة والغل‪ ،‬ال ازل وقع خبر فقده‬
‫يحل علي كالصاعقة‪....‬‬
‫يعود إلى الشروق به الغروب‬ ‫لهذا اليوم في التاريخ ذكر‬
‫وأين دواؤها وم ِن الطبيب‬ ‫وان أك قد شكوت فما شكاتي‬
‫مع األيام ال يبقى شيء إال الذكرى‪ ،‬وحتى الذكرى ال يبقى منها في النفس إال نوع واحد‪ ،‬هو ذكرى النبل اإلنساني‪ ،‬فصورته‬
‫تظل عالقة بالذهن والنفس‪ ،‬تعجز األيام عن محوها ولو تحولت إلى شهور‪ ،‬وتحولت الشهور إلى سنين!!‬
‫إن النفس في أعماقها تحب إحياء ذكرى من تخالل‪ ،‬للتعبير العملي عما تكنه من وفاء واعجاب وشكر‪ ،‬وقليل في دنيا‬
‫الناس الوفاء‬
‫ابل ‪ ...‬فقد درست أعالمه ومنازله‬ ‫سقى اهلل أطالل الوفاء بو ٍ‬
‫ِ‬
‫‪...‬خ اال وِفياا وع ْه ًدا غير ُم ْنص ِرِم‬ ‫ض يد ْيك من ُّ‬
‫الدنيا فل ْست ترى‬ ‫فانفُ ْ‬
‫غير أن ثلة من األخالء األصفياء من رجاالت هذه الجامعة الفتية‪ ،‬ما برحوا أوفياء بحق الخلة قائمين‪ ،‬فكانت هذه‬
‫لسماهُ ـ وقام على رعايتها وسقيها بمعين الفكر الصائب‬
‫المجلة (مجلة العارف) التي غرسوا بذرتها ـ بعث ًا لذكره وتخليداً ُ‬
‫والعلم الخالص؛ جهابذة من دهاقنة كلية العلوم اإلنسانية وعلى رأسهم أسرة التحرير خاصة‪ ،‬حتى نمت‪ ،‬و َّ‬
‫امتد أصلها وسما‬
‫فرعها‪ ،‬وترامت أغصانها؛ فأينعت ودنا جنيها‪ ،‬وحان قطافها‪ .‬والمؤمل أن تضحي دوحة سامقة ترنو إليها األبصار وتطمح‪،‬‬
‫تغذو أبناء الوطن وناشدي المعرفة بثمار العلم والثقافة الحقة‪ ،‬وأن تكون منشأً للمفكرين ومدرسة بما يطرح فيها من آراء‬
‫الصفحة ‪1‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫ونظريات ومشكالت وتشخيص ألمرض المجتمع وظواهره المرغوبة والمرهوبة‪ ،‬وأال تمالئ وتماري أحداً على حساب الحقيقة‬
‫بل ترسلها ألوكة ناصعة البياض‪.‬‬
‫ولكن ذلك األثر اإلصالحي يتطلب خلق جمهور من القراء‪ ،‬وهذا من أسباب حياة المجالت والصحف ولذلك وسائله‬
‫المعلومة المتعلق بعضها بالشكل وبعضها بالمضمون وآخر بالدعاية والدعم‪...‬الخ‬
‫كما ينبغي أال يقتصر الهدف على مخاطبة النخبة وصانعي القرار ـ وان كان ذلك مهما ـ ومن يقبع خلف أسوار الجامعة بل‬
‫المرجو أن تتخطى ذلك إلى مخاطبة الحاضر والباد‪ ،‬من مثقفي المجتمع وغيرهم‪ ،‬ولعل في مجلة المورد العراق العريقة‬
‫والعربي الكويتية خير محتذى‪ ،‬ولعلها بذلك تعيد مجداً كان لبعض المجالت والصحف الليبية فيما خال‪.‬‬
‫وال يفوتني ـ هنا ـ أن أ ِّ‬
‫ُذكر أرباب األقالم ممن يسودون الطروس بأمور يجدر بهم االبتعاد عنها‪َّ ،‬‬
‫فإنه مهما كانت المنهجية‬
‫دقيقة ال يخلو المرء من ٍ‬
‫قدر من الهوى والتحيز‪ ،‬وهذه األمور هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬وهم االكتفاء المعرفي‬
‫يحدث ذلك عندما يقارن ألو المؤهالت أنفسهم بمن حولهم في وسطهم االجتماعي المتدني علمياً‪ ،‬فيشعرون‬
‫بالتميز ويصابون بوهم بلوغ الغاية؛ فيتركون طلب العلم واالستزادة ومطالعة كل جديد؛ فيقعون بسبب ذلك في هفوات علمية‬
‫وآراء غير ناضجة عندما يصوغون أفكارهم في مقاالت أو محضرات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلسراف في التفاؤل أو التشاؤم‬
‫ً‬
‫ومنشأ ذلك أن بعض الكتبة بحكم أنه يحيا حياة مطمئنة لم يذق فيها شيئا من عذابات الحياة وقسوتها؛ تجدهم‬
‫بطريقة غير واعية يفرط في التفاؤل بل ويتطرف‪ ،‬فتراه ال يلتقط مما حوله إال الصور الجميلة والمؤشرات اإليجابية؛ ثم‬
‫يقدمها على أنها الواقع وما سواها هو النادر الشاذ‪.‬‬
‫وبعضهم اآلخر على العكس من ذلك لديهم سوداوية متشائمة في كل المواقف‪ ،‬مما عانوه من عذابات الحياة وبؤسها‪ ،‬أو‬
‫بحكم طبيعة أعمالهم ووظائفهم المتعلقة بالخصومات والجرائم ومساوئ المجتمع‪ ،‬كالموظفين في األجهزة الرقابية وسلك‬
‫المحماة والقضاء‪ ،‬فهؤالء في الغالب يفرطون في التشاؤم‪ ،‬فتجدهم يصدرون أحكاماً قاسية تشير إلى انحطاط الحياة‬
‫االجتماعية والحالة األخالقية‪.‬‬
‫والفيصل بين هذا وذاك هو االحتكام إلى األرقام والتقارير واإلحصاءات الصادرة من جهات االختصاص‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬عدم االعتراف بالخطأ‬
‫يعتقد كثير من المرموقين أن اعترافه بالخطأ يحطُّ من قدره؛ لذلك ال تجده يتحدث عما فشل في إنجازه‪ ،‬واألفكار‬
‫وهم كبير‪ ،‬وينبغي للباحث الحق أن يتعود ثقافة البوح باألخطاء والرجوع عنها‪.‬‬
‫التي لم يبرزها بصورة جيدة‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫وفي الختام لن يستطيع قلمي أن يبث ما في الفؤاد‪ ،‬ولكن ال يسعني إال أن أثني على الجهود المبذولة من قبل رئيس‬
‫التحرير؛ لتبقى مجلتنا هذه رائدة بين مثيالته‪ ،‬معلية لشأن هذا الوطن‪ ،‬واهلل أسأل أن يوفقنا‪ ،‬ويهدينا سواء السبيل‪.‬‬
‫ا‪ .‬فهمي سعد الزروق‬

‫أستاذ اللغة العربية‪ /‬مركز إجدابيا للمتفوقين‬

‫العدد (الخامس) – ‪ /30‬أغسطس سنة ‪2020‬م‬

‫فهرس المواضيع‬
‫اسم الباحث‬ ‫عنوان البحث‬
‫د‪ .‬أنيس السنوسي ميلود‬ ‫فن المقالة السياسية عند إبراهيم األسطى عمر‬
‫د‪ .‬علي عياد محمد صالح‬
‫د‪ .‬فاطمة منصور النويصري‬
‫د‪ .‬ابوهداية محمد اسماعيل‬ ‫مظاهر القيم ال ُخلقية في معلقة طرفة ابن العبد‬
‫د‪ .‬فتحية ميمون الطيب‬ ‫المجامع المسكونية السبعة في بيزنطة (‪787-325‬م )‬
‫د‪ .‬منى بشير الهوني‬ ‫المكوس والضرائب في الدولة اإلسالمية عصر سيطرة األتراك‬
‫السالجقة ) ‪552 _ 429‬هـ ‪1157 _1037 /‬م )‬
‫د‪ .‬محمد مرسال‬ ‫قوة العمل والنشاط االقتصادي في منطقة الخمس عامي ‪–1973‬‬
‫‪2006‬‬
‫د‪ .‬مفتاح ابوبكر فرج‬ ‫حجم حوادث المرور ومؤشرات خطورتها فى ليبيا( دراسة تحليلية‬
‫ا‪ .‬ابراهيم محمد علي‬
‫جغرافية )‬
‫د‪ .‬منصف محمد صالح‬ ‫التنوع النباتي في منطقة التنين شمال غرب مدينة المرج (ليبيا)‬
‫ا‪ .‬سعد رجب لشهب‬
‫د‪ .‬سامي عبدالكريم األ زرق‬ ‫دور القيم االجتماعية عند الشباب في الحد من ظاهرة التطرف‬
‫د‪ .‬صالح سعد محمود علي‬
‫أ‪ .‬عمر عبد الحميد مفتاح‬ ‫الدور التربوي لألسرة الليبية في تحقيق الصحة النفسية للطفل في‬
‫أ‪ .‬عبد السالم محمد مصباح‬ ‫ظل الظروف الراهنة‬
‫د‪ .‬حنان عبد الحميد على‬ ‫االثار النفسية‪-‬االجتماعية‪-‬االقتصادية للطالق على األسرة‬
‫د‪ .‬هدى ابراهيم بوخماده‬ ‫فاعلية برنامج تدريبي لخفض اعراض النشاط الزائد لدى أطفال‬
‫الروضة‬
‫‪Yasir A, Taha‬‬ ‫‪Translating Colour Terms‬‬
‫د‪ :‬مفتاح أبوبكر فرج العرفي‬

‫رئيس هيأة تحرير مجلة عارف للدراسات اإلنسانية‬

‫فن المقالة السياسية عند إبراهيم األسطى عمر‬

‫د‪ .‬أنيس السنوسي ميلود محمد‪ /‬كلية التربية ـ البيضاء ـ جامعة عمر المختار ‪anees.alsunousi@omu.edu.ly‬‬
‫د‪ .‬علي عياد محمد صالح‪ /‬كلية اآلداب والعلوم‪ .‬المرج ـ ـ جامعة بنغازي ‪aliayad71@yahoo.com‬‬
‫د‪ .‬فاطمة منصور النويصري‪ /‬كلية اآلداب والعلوم‪ .‬درنة ـ جامعة عمر المختار ‪Fatmamansor1981@gmail.com‬‬
‫ملخص البحث‪:‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي المصطفى الكريم‪ ،‬وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫إن المتأمل في األدب الليبي يجد أن مسيرة المقالة األدبية قد ارتبطت ارتباطا وثيقا بتطور األحداث السياسية في‬
‫ليبيا‪ ،‬وقدمت صورة حية للمجتمع الليبي‪ ،‬وأسهمت المقالة في إثراء الحركة األدبية في البالد ودفعها‪ ،‬وقد انعكست أحداث‬
‫هذه المرحلة التي انتهت بالتنازع والخصومات والمطالبة بالحقوق بين الوطنيين واإلنجليز‪ ،‬وبين أبناء الوطن الواحد من‬
‫دعاة توحيد ودعاة انقسام‪ ،‬انعكست أغلب تلك الصراعات والمحاوالت على صفحات جرائد هذه المرحلة‪ ،‬خاصة وأن‬
‫بعضها كان لسان حال جمعيات ومؤسسات سياسة ووطنية في البالد؛ لذلك وقع اختيارنا على فن المقالة السياسية عند‬
‫إبراهيم األسطى عمر؛ الستجالء وتوضيح عدة أمور هي‪:‬‬
‫ما أثر المقالة السياسية في الحركة األدبية في ليبيا؟ وما األسلوب الذي اعتمد عليه إبراهيم األسطى عمر؟‬
‫وما الموضوعات التي تناولها إبراهيم األسطى عمر في مقاالته؟‬
‫ولتحقيق هذه األهداف قُسم البحث إلى مباحث ثالثة‪ :‬يدرس األول‪ :‬بداية الكتابة الصحافية عند إبراهيم األسطى‬
‫عمر‪ ،‬وخصص الثاني لدراسة المقاالت الصحافية عند إبراهيم األسطى عمر‪ ،‬أما الثالث يبين خصائص المقالة الصحافية‬
‫عند األسطى عمر‪ .‬واعتمدت الدراسة على عدة مناهج هي‪ :‬المنهج التاريخي‪ ،‬والوصفي‪ ،‬والفني‪ .‬وتوصلت الدراسة إلى‬
‫نتائج عدة أهمها‪ ،‬سيطرة الطابع الوطني على مقاالت األسطى عمر‪ ،‬فال ينفك يتتبع كل مستجد على ساحة بالده بعين‬
‫الوطني المتيقظ‪ ،‬وحسه الحريص على مصلحة الوطن‪ .‬كما أن سمات مقاالته الفنية قد اتسمت بوضوح العنوان واأللفاظ‬
‫وبساطتها دون اإلغراق في المحسنات والتصنع‪ ،‬وسيطرة جو الخطابة مع اعتماده الواضح على تقديم األدلة والب ارهين‬
‫ليحمل قارئيه على االقتناع بفكره ورؤاه‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الحركة الصحافية_ فن المقالة_ إبراهيم األسطى عمر‪ -‬الخصائص الموضوعية – الخصائص الفنية‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The lebanese authorities have also taken measures to prevent the movement of the‬‬
‫‪.population from being used as a means of preventing the movement of the population‬‬
‫‪Therefore, we chose the art of journalistic writing by Ibrahim Al-Asti Omar to clarify‬‬
‫‪:and clarify several queries, the most important of which are‬‬
‫‪What is the prose color left by Ibrahim al-Asti Omar? And what style did he rely on in‬‬
‫?‪his writings? What topics did Ibrahim Al-Asti Omar address in his articles‬‬
‫‪To achieve these objectives, the research was divided into three investigations: the‬‬
‫‪first study: the beginning of the journalistic writing by Ibrahim Al-Asti Omar, the second was‬‬
‫‪devoted to the study of the newspaper articles by Ibrahim Al-Asti Omar, while the third‬‬
‫‪shows the characteristics of the journalistic article at The Asti Omar‬‬
‫‪The study was based on several approaches, including historical, and technical‬‬
‫‪approaches. The study reached several conclusions, the most important of which, the control‬‬
‫‪of the national character on the articles of The Asti Omar, he continues to follow every‬‬
‫‪newbiennale on the field of his country with the eyes of the national attentive, and his sense of‬‬
‫‪care for the interest of the nation. The features of his artistic essays were clearly characterized‬‬

‫‪by title, words and simplicity without being drowned out in the insinuations and fabrications,‬‬
‫‪and the control of the atmosphere of rhetoric with his clear reliance on the presentation of‬‬
‫‪evidence and evidence to convince his readers of his idea and vision‬‬
‫‪Keywords: The Press Movement - The Art of The Article - Ibrahim Al-Asti Omar -‬‬
‫‪.Objective Characteristics - Artistic Characteristics‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إرهاصات الحركة الصحافية في ليبيا‪:‬‬
‫ُّ‬
‫تعد المقالة األدبية فناً نثرياً أدبياً يكتب بأسلوب عفوي مقنع‪ ،‬ومشوق‪ ،‬وسلس‪ ،‬وجذاب؛ بهدف إقناع القارئ بفكرة‬
‫معينة محدودة الطول والموضوع تتناول فكرة محددة‪ ،‬وقد أسهمت مجموعة من العوامل في نشأة المقالة فارتبطت ارتباطاً‬
‫وثيقاً بتطور الصحافة؛ بسبب تهيج مشاعر الكتّاب وأحاسيسهم‪ ،‬وقيام الوعي في مختلف البالد العربية الذي أسهم بدوره في‬
‫تنوع مجاالتها‪ ،‬فظهرت المقاالت السياسية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬واألدبية‪ ،‬والفكرية‪ ،‬والعلمية؛ لمقاومة االستعمار وظهور األحزاب‬
‫السياسية وتعددها في الدول العربية‪ ،‬وكثرت المجالت األدبية األمر الذي أدى لتطور المقالة بشكل عام‪.‬‬
‫وعند الحديث عن المقالة في ليبيا منذ مولدها لم تنبت في منبت سهل‪ ،‬فقد عانت ما يعانيه كل نبت في أرض‬
‫قاحلة تعز فيها التربة الصالحة‪ ،‬ويشح فيها غيث البقاء‪ ،‬إال أنها نبتت واستطال ظلها بدافع إرادة التحدي البيئي الذي كان‬
‫وراء كثير من النجاح‪ ،‬ومن خالل تتبع تطور المقالة في ليبيا يتضح أن البيئة الثقافية في ليبيا لم تحظ بأي نوع من البناء‬
‫والتطور خالل حقب االحتالل التي مرت عليها في القرنين الماضيين‪ ،‬بدءا بالحكم العثماني ومرو ار باالحتالل اإليطالي‪،‬‬
‫ووصوال إلى عهد اإلدارة اإلنجليزية والفرنسية في البالد‪.‬‬
‫وعرفت الصحافة في ليبيا أثناء العهد العثماني بصدور صحيفة (طرابلس الغرب) عام ‪1866‬م‪ ،‬ونشرة دورية‬
‫(سالنامة) في سنة ‪1869‬م‪ ،‬وصحيفة الترقي ‪1897‬م‪ ،‬ومجلة الفنون ‪1898‬م‪ ،‬وبإعادة صدور الدستور العثماني عام‬
‫‪1908‬م وبروز قانون المطبوعات شهدت حركة الصحافة تطو ار ملحوظا من تلك الفترة إلى عام ‪1911‬م حتى أنتهى‬
‫الوجود العثماني في ليبيا‪ ،‬وأثر هذا التطور فعادت جرائد لالنطالق بعد توقف طويل مثل‪ :‬جريدة (الترقي)‪ ،‬وزاد عدد‬
‫المطابع والصحف في الساحة الثقافية الليبية فصدرت جرائد جديدة مثل‪( :‬الكشاف) و(الرقيب) و (لمرصاد) و (أبوقشة) ‪.1‬‬
‫وقد أسهمت في النهوض بمثل هذه الصحف عوامل عدة‪ ،‬كان من أبرزها فرع حزب (االتحاد والترقي) في ليبيا‪،‬‬
‫ا لذي ضم عددا من الشباب الليبي المثقف الذي وجد في الصحافة مجاال واسعا للنهوض بالبالد‪ ،‬كما كان لعودة الطالب‬
‫الليبيين من األزهر دعم كبير لحركة الصحافة؛ لكثرة تتبعهم للنشاط الصحفي في البالد العربية‪ ،2‬ومثل هذه العوامل وغيرها‬
‫جعلت الصحافة في ليبيا في تلك الفترة تؤدي دو اًر مهما في المستقبل الفكري واألدبي للبالد‪ ،‬على الرغم من التسلط الذي‬
‫حاول فرضه بعض الوالة األتراك عليها‪.‬‬
‫وبدخول الجيوش اإليطالية الغازية لليبيا في عام ‪1911‬م‪ ،‬أوقف إصدار جميع الصحف والمجالت الليبية‪ ،‬وفي‬
‫عام ‪1919‬م منحت المادة السابعة من القانون األساسي حرية التعبير والنشر‪ ،‬فزادت الصحف الليبية وأصدرت في مناطق‬
‫من البالد‪ ،‬عرف طابع النضال والوطنية على بعضها‪ ،‬والسيما حين اتخذت بعض األحزاب السياسية والوطنية من الصحف‬
‫لسان حال لها تنشر على صفحاتها آراءها وتوجهاتها‪ ،‬كجريدة (اللواء الطرابلسي) لسان حال (حزب اإلصالح الوطني) في‬
‫‪ 1‬ـ ينظر‪ :‬حممد طه احلاجري‪ ،)1962( ،‬احلياة األدبية يف ليبيا‪ ،‬منشورات معهد الدراسات العربية ـ القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.133‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ :‬علي مصطفى املصرايت‪ ،)2000( ،‬صحافة ليبيا يف نصف قرن‪ ،‬دار اجلماهريية للنشر والتوزيع‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ص‪.41‬‬

‫سبتمبر ‪ 1919‬م‪ ،‬وقد أسهم في تحرير هذه الجريدة عدد من المثقفين والزعماء السياسيين والشعراء مثل‪ :‬أحمد قنابة وأحمد‬
‫الشارف‪ ،‬وأحمد الفقيه حسن وغيرهم‪.‬‬
‫وفي عام ‪1921‬م أصدرت السلطات اإليطالية جريدة (بريد برقة) في بنغازي‪ ،‬لنشر اخبارها‪ ،‬وتولي رئاسة تحريرها‬
‫محمد طاهر المحيشي وبعد وفاته تولي شقيقة عمر فخري المحيشي إدارة هذه الجريدة‪ ،‬كما أوكل إليه اإليطاليون رئاسة‬
‫مجلة (ليبيا المصورة) عام ‪1935‬م التي أنشئت خدمة ألهدافهم االستعمارية‪ ،‬فاتخذ منها عمر فخري منب ار مارس فيه‬
‫وطنيته بشكل سري وخاص‪ ،‬فقد كان له الفضل في اطالع كثيرين على كذب االستعمار وغشه‪ ،‬وفي تشجيع الميدان‬
‫األدبي والفني فدارت على صفحاتها كثير من المناقشات األدبية الجادة عن قضايا األدب والشعر‪ ،‬والى جانب ذلك صدرت‬
‫العديد من الجرائد مثل‪( :‬العدل) و(الوقت)‪ ،‬و(الذكرى) و(الحقيقة)وغيرها ‪.3‬‬
‫أما في عهد اإلدارة اإلنجليزية والفرنسية على ليبيا ( ‪1943‬م – ‪1951‬م)‪ ،‬فواصلت الجرائد والمجالت الليبية‬
‫صدورها‪ ،‬وبرز النشاط الوطني والنضالي بشكل أكبر وأوضح من العهد الماضي‪ ،‬ومن أهم صحف ومجالت هذه الفترة‬
‫جريدتا (طرابلس الغرب) و (برقة الجديدة) اللتان تصدران بإشراف مكتب المعلومات البريطاني‪ ،‬كما أصدر المجلس العام‬
‫لجمعية (عمر المختار) مجلة (عمر المختار) وجريدة (برقة الرياضية) التي صار اسمها (جريدة الوطن) عام ‪1947‬م‪،4‬‬
‫وقد افسحت هذه الجريدة ومجلة عمر المختار أيضا المجال أمام العمل النضالي الوطني‪ ،‬وصورت مبادئ الجمعية الداعية‬
‫لالستقالل‪ ،5‬وقد كان إبراهيم األسطى عمر‪ ‬أحد األقالم المساهمة شع ار ونث ار على صفحاتها ‪.6‬‬
‫وقد برزت المقالة السياسية واالجتماعية واألدبية والعلمية في تلك الفترة‪ ،‬فأسهم هذا النشاط الصحفي في إثراء‬
‫الحركة األدبية في البالد ودفعها‪ ،‬وانعكست أحداث هذه المرحلة التي انتهت بالتنازع والخصومات والمطالبة بالحقوق بين‬
‫الوطنيين واإلنجليز‪ ،‬وبين أبناء الوطن الواحد من دعاة توحيد ودعاة انقسام‪ ،7‬فانعكست أغلب تلك الصراعات والمحاوالت‬
‫على صفحات ج ارئد هذه المرحلة خاصة وأن بعضها كان لسان حال جمعيات ومؤسسات سياسية ووطنية في البالد‪.‬‬
‫ــــــــ أسباب اختيار الدراسة‪:‬‬
‫ـ ـ ما أثر المقالة السياسية في الحركة األدبية في ليبيا؟‬
‫ـ ـ ـ وما األسلوب الذي اعتمد عليه إبراهيم األسطى عمر؟‬
‫ـ ـ ـ وما الموضوعات التي تناولها إبراهيم األسطى عمر في مقاالته؟‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ تهدف هذه الدراسة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ ـ إلقاء مزيد من الضوء على الحركة الصحافية في ليبيا‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ ـ بيان دور المقالة السياسية في ليبيا في فترة اإلدارة البريطانية‪.‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.159:‬‬

‫‪ 4‬ينظر‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.246‬‬
‫‪ 5‬ـ ينظر‪ :‬حممد بشري املغرييب‪ ،)1993( ،‬وثائق مجعية عمر املختار‪ ،‬مؤسسة دار اهلالل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.213‬‬
‫‪ " ‬ولد مبدينة درنة يف أوائل شهر ديسمرب سنة ‪ ،1908‬من أب يدعى عبدالكرمي بن إبراهيم بن األسطى عمر بن حممد البحري التونسي األصل‪ ،‬ومن أم تدعي عويشة بنت احلاج‬
‫وعِّي قاضياً أهلياً‪ ،‬وترأس فرع مجعية عمر املختار بدرنة‪ ،‬مث انتخب عضواً يف الربملان الربقاوي عن مدينة درنة‪ ،‬ويف يوم ‪ 26‬من شهر سبتمرب سنة‬
‫حممد بن إمساعيل مكراز الطرابلسي‪ ،‬ن‬
‫ليسري عن نفسه بالسباحة‪ ...‬فخانته قواه‪ ،‬وابتلعه البحر فمات غريقاً "‬
‫‪1950‬م نزل إىل البحر ّ‬
‫كر للشاعر إبراهيم األسطي عمر‪ ،‬مجعه عبد الباسط سليمان الدالل‪ ،‬عبد اللطيف حممد شاهِّي‪ ،‬مطبعة م ‪ .‬ك ‪ .‬اإلسكندرية‪ ،1967 ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.21‬‬
‫الو ُ‬
‫ينظر ديوان البُلبُ ُل و َ‬
‫‪ 6‬ـ حممود الشنيطي‪ ،)1951( ،‬قضية ليبيا‪ ،‬مكتبة النهضة املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬ص ‪.191‬‬
‫ـ ينظر‪ :‬حممد طه احلاجري‪ ،‬احلياة األدبية يف ليبيا‪ ،‬ص ‪.133‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ 3‬ـ ـ ـ دراسة المقاالت الصحافية عند إبراهيم األسطى عمر‪ ،‬وبيان خصائصها الموضوعية والفنية‪.‬‬
‫ــــــــ الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ـــ الدراسة األولى‪ :‬الحركة الصحافية األدبية النسائية في ليبيا‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬إعداد‪ /‬شريفة القيادي‪ ،‬جامعة الفاتح‪ ،‬كلية‬
‫التربية‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫دراسة عامة عن أبرز رائدات الصحافة في ليبيا‪ ،‬ودراسة بعض التجارب الصحافية التي نشرت في الصحف‪.‬‬
‫ــــ الدراسة الثانية‪ :‬الصحافة األدبية في ليبيا منذ الحرب العالمية الثانية إلى بداية العقد األخير من القرن العشرين وأثرها في‬
‫تطور األدب الحديث‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬إعداد‪ /‬الطيب الشريف‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية العلوم ‪1996‬م‪ .‬وتعنى هذه الدراسة‬
‫بالصحافة األدبية في ليبيا في مجملها‪ ،‬فلم تتعرض للمقالة إال بشكل عام‪.‬‬
‫ـــــ الدراسة الثالثة‪ :‬فن المقالة في الصحافة الليبية من أواخر العهد العثماني إلى منتصف القرن العشرين‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫إعداد‪ /‬سالم المرادي‪ ،‬جامعة الفاتح‪ ،‬كلية التربية ‪1983‬م‪ .‬اقتصرت هذه الدراسة على الوصف السردي للمقالة في إطار‬
‫صحفي بحت‪.‬‬
‫ــــ الدراسة الرابعة‪ :‬المقالة في ليبيا‪ ،‬نشأتها وتطورها خالل العهد العثماني الثاني (‪ 1866‬ـ ـ ‪ )1911‬إعداد‪ /‬أحمد عمران‬
‫بن سليم‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ط‪1992 ،1‬م‪ .‬تحدثت عن بداية الصحافة في ليبيا فترة العهد العثماني‪.‬‬
‫ـــــ الدراسة الخامسة‪ :‬المقالة األدبية في الصحافة الليبية (‪ 1919‬ـ ـ ـ ‪ )1969‬دراسة وصفية تحليلية نقدية‪ ،‬إعداد‪ /‬أحمد‬
‫عمران بن سليم‪ ،‬منشورات مجلس تنمية اإلبداع ـ ـ بنغازي‪ ،‬ط‪2006 ،1‬م‪ .‬أعطت هذه الدراسة فكرة عامة عن الصحافة‬
‫خالل فترة االستعمار اإليطالي‪ ،‬وفترة اإلدارة البريطانية‪ ،‬وفترة العهد الملكي‪ ،‬وتناولت فن المقالة بالد ارسة والتحليل عند‬
‫أحمد رفيق المهدوي‪ ،‬وخليفة محمد التليسي‪ ،‬والصادق النيهوم‪.‬‬
‫ــــــ منهج الدراسة‪ :‬اعتمدت الدراسة على مناهج عدة منها‪ :‬المنهج التاريخي‪ ،‬والوصفي‪ ،‬والفني‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬بداية الكتابة الصحافية عند إبراهيم األسطى عمر‪:‬‬
‫الكتابة النثرية كانت أسوء حاال في ليبيا‪ ،‬بسبب تفشي األمية وانعدام المكتبات وقلة اإلقبال على المضامين‬
‫األدبية األمر الذي أبقى الكتابة النثرية على حالها في العصر التركي‪ ،‬بل تجاوزتها إلى ما هو شر من ذلك؛ إذ تفشت فيها‬
‫العامية وسيطرت على أساليبها المحسنات اللفظية‪ ،‬كما أسهمت في سيطرة السجع على فن النثر في ظل الزوايا الدينية‬
‫التي انتشرت في البالد‪ .‬ولكن النهضة التي أصابت الشعر تناولت النثر في العديد من جوانبه‪ ،‬فخلفت الصنعة اللفظية‬
‫والزخرفية‪ ،‬وحل محل الحوشي والغريب ألفاظ دراجة‪ ،‬وأصبحت الكتابة النثرية تقوم على البساطة في كل شيء‪ .‬وكان النثر‬
‫الفعلي بمفهومة الحقيقي من الندرة بمكان؛ فقد أنعكس هذا الواقع على نثر إبراهيم األسطي عمر كما سنتبين ذلك في‬
‫موضعه‪ ،‬علما أن ما بين أيدينا من نثر األسطى عمر هو من نوع المقاالت التي تكتب للصحف والتي من أبرز معالمها‬
‫سهولة اللفظ وبساطته‪. 8‬‬
‫وبعد خروج االحتالل اإليطالي من ليبيا عام ‪1943‬م‪ ،‬عاد األسطي عمر إلى البالد‪ ،‬وعمل في إدارة مركز‬
‫االستعالمات البريطانية في درنة فترة وجيزة‪ ،‬لم يلبث بعدها أن ترك هذه الوظيفية التي خالفت حسه الوطني‪ ،‬وعاد إلى‬
‫العمل في القضاء والمحاكم‪ ،‬ونقل في عام ‪1944‬م للعمل مح ّكما في مدينة المرج‪ ،‬كما انضم إلى فرع جمعية (عمر‬
‫المختار) في درنة‪ ،‬ومارس من خاللها نشاطه الثقافي والرياضي والسياسي أيضا‪ ،‬فصار عضو بار از فيها ثم رئيسا لها في‬
‫ـ ينظر‪ :‬عمر فروخ‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬قصة األدب يف ليبيا‪ ،‬منشورات الشركة العامة للنشر‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ص‪.97‬‬ ‫‪8‬‬

‫وقت الحق‪ ،‬كما كان له نشاطا صحفيا من خالل قصائده ومقاالته السياسية التي كانت تنشر على صفحات جريدة الوطن‪،‬‬
‫ومجلة عمر المختار ونحوهما من الصحف والمجالت التي كانت تصدر عن جمعية (عمر المختار) ‪.9‬‬
‫وبالبحث عن آثار إبراهيم المخطوطة طالعتنا حقيقة مهمة‪ :‬وهي أن هناك مجموعة من المقاالت نشرت له تحت اسم‬
‫مستعار‪.‬‬
‫وأن نثر إبراهيم األسطى عمر قد جاء على شكل مقاالت صحافية كانت تنشرها الصحف الليبية وتحديدا ((جريدة الوطن))‬
‫ما بين عامي ‪1947-1942‬م‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة المقاالت الصحافية عند إبراهيم األسطى عمر‪:‬‬
‫مهما يكن من أمر هذه المقاالت السياسية التي وجدناها من خالل التقصي والبحث‪ ،‬فالبد لنا من إيرادها أوال بحرفيتها‪،‬‬
‫وبعد ذلك البد من وقفة عليها إلبداء مالمحها الفنية والفكرية‪.‬‬
‫‪ -1‬مبادئي‪:10‬‬
‫لكل إنسان آمال في الحياة‪ ،‬وله أيضا مبادئه التي يسير عليها‪ ،‬والطبيعة البشرية قد جعلت إحدى الغرائز التي تولد وتنمو‬
‫مع كل إنسان (األنانية) فكل إنسان يود لو أن األيام تجعل كل شيء سائ ار حسب رغبته لتحقيق آماله ومبادئه‪.‬‬
‫وما الحروب الطاحنة التي شهدها التاريخ وقد حصدت األرواح وأتت على األخضر واليابس‪ ،‬وكلما تقدمت الحضارة ازدادت‬
‫بشاعة الدفاع عن مبادئ معينة ورغبة في نصرها‪.‬‬
‫وقد أصبح في بالدنا اليوم أنواع من المبادئ غير أني أرى كثي ار منها ال يرتكز على أساس المنطق السليم والتمشي مع روح‬
‫العصر والمصلحة العامة‪ ،‬فلذلك نجدها متزعزعة بأقل تيار من الهواء يرمي بها‪ ،‬فهي كالورقة الذابلة متى مستها الريح‬
‫سقطت‪.‬‬
‫ولو أمعنا النظر في سبب تزعزعها فأننا نجد تعنت معتنقيها‪ ،‬وما يرمون إليه من ورائها‪ ،‬فهم يعتنقونها لحاجة في أنفسهم‬
‫يودون تحقيقها مهما كلفهم األمر دون مراعاة أو مدارة ألفراد‪.‬‬
‫وبمناسبة الكالم عن المبادئ أقول لم يسفر الجو السياسي في بالدنا رغم الدروس القاسية التي تلقيناها‪ ،‬والحوادث التي ال‬
‫تزال تصطدم بها بين الحين والحين‪ ،‬عن حالة استقرار‪ ،‬ووجهة موحدة حتى اآلن‪ ،‬بل ال يزال الجو مكفه ار تتضاربه األهواء‬
‫والمطامع من مختلف الجهات‪ ،‬فكلما حاولت فئة أن توجه تيارها إلى ناحية معينة جاءت أخرى فعكست اآلية وهدمت كل‬
‫شيء دون أن تفكر أو تزن األشياء بميزان العقل أو المنطق‪.‬‬
‫قام نفر من الشعب بالمقارنة والمزح‪ ،‬وخرج بنتيجة واحدة حتمية فاعتنقها مبدأ وآمن بها‪ ،‬وصارع بها دون لف ‪...‬‬
‫هذا المبدأ هو توحيد ليبيا واالنضمام إلى جامعة الدول العربية‪ ،‬التي يعلق عليها العالم العربي آماله في الحياة‪ ،‬لما لنا بها‬
‫من الصالت القومية الوثيقة فهي أحق بالدفاع عن قضيتنا‪ .‬ولكن سرعان ما وقف نفر آخر متمسكا بالمثل (خالف تعرف)‬
‫فأرغى وأزبد وبث الدسائس ألوانا‪ ،‬واستغل بساطة الجمهور وسذاجته ومن طبيعة الجمهور في كل أنحاء العالم‪ ،‬االندفاع‬
‫وراء كل مناد السيما إذا وجد هذا الجمهور ألسنة معسولة ونفوسا مبدية غير ما تعتقد‪ ،‬وضمائر مستترة في خالفات من‬
‫المطامع واألهواء والخيال‪ .‬أقوال استغل هؤالء بساطة الجمهور فراحوا يروجون بينة من مختلف اإلشاعات التي تجعل في‬
‫نظرة كل من يذكر على لسانه اسم الجامعة‪ ،‬ووحدة ليبيا كاف ار خائنا لوطنه‪ .‬بل ذهب هؤالء إلى أبعد من ذلك فرموا من‬
‫ويدا جيدة تعمل لحساب األجانب‪.‬‬
‫هداما في كيان الوطن ً‬
‫يؤمن ويصرح بهذه المبادئ بأنه سوسة لالستعمار‪ ،‬ومعوال ً‬
‫ـ ينظر‪ :‬علي مصطفى املصرايت‪ ،)1957( ،‬شاعر من ليبيا "إبراهيم األسطى عمر"‪ ،‬مكتبة الشرق‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.36‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ 10‬ـ ينظر‪ :‬جريدة الوطن‪ ،)1947( ،‬تصدر عن مجعية عمر املختار ـ بنغازي‪ ،‬العدد‪6 ،72 :‬ـ مايو‪ ،‬دون ترقيم للصفحة‪.‬‬

‫أعبر في مقالي هذا حسب المثل العامي (اكتب‬

‫وبعد وقت برهنت الحوادث أن األمور عكس ما يرجون‪ ،‬كان بودي أن ّ‬
‫بالعمود واخطب بالمسجنة)‪ ،‬ولكنني أكتفي بتحكيم الرأي العام بعد أن حصحص الحق‪ ،‬وتبينت له األمور ومجراها‪ ،‬حتى‬
‫يوحد رأيه على تمكنه من مواجهة لجنة االستفتاء التي هي على وشك القدوم للبالد‪ ،‬فتنظر في مطالبة‪ ،‬وتحقيق في حالته‪،‬‬
‫وتسمع إرادة التي يواجهها‪ ،‬ثم تضع تقاريرها وخططها وتحكم في مصيره‪.‬‬
‫واذا جاءت هذه ووجدت الشعب مفكك اآلراء‪ ،‬منحل الروابط‪ ،‬وحكمت عكس ما يريد‪ ،‬فهناك الطامة الكبرى‪ ،‬والموت‬
‫األبدي‪ ،‬وهناك تندم حيث ال ينفع الندم‪ ،‬وهذا يطلق علينا المثل‪( :‬سبق السيف العذل) أو ((الصيف ضيعت اللبن))‪.‬‬
‫درنة – وطني‪.‬‬
‫كان ذلك هو المقال الصحفي األول الذي استطعنا أن نصل إليه من مقاالت إبراهيم‪ ،‬وسنحاول أن نقف على أهم سماته‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫المقال قالب فني معروف منذ القدم‪ ،‬وهو رصد وتحليل لسمات مختلفة للسلوك بشطريه السليم والمعيب‪ ،‬يتمثل المقال في‬
‫التي حواها كتابه (( المقاالت))‪ ،‬ثم جاء بعد ((مونتين)) الذي نشر طائفة من‬ ‫‪11‬‬
‫الغرب كتابات (( فرنسيس بيكون))‬
‫‪.‬‬ ‫المقاالت بوحي من التراث اإلغريقي والروماني‬
‫‪12‬‬
‫أما في العربية‪ :‬فقد وجدناه في فن (( الرسائل )) كرسائل أبي عمرو بن بحر الجاحظ ‪.13‬‬
‫وقد كان المقال سواء عند العرب أو في أوروبا‪ ،‬يكتب لذاته كقالب مستقل‪ ،‬ولكنه وبعد اختراع الطباعة وانتشار الصحف‪،‬‬
‫وضع المقال موضعه كقالب أدبي مستقل‪ ،‬فلم تنشر كتب بعدها تحمل بين دفاتها مقاالت‪،‬‬‫وجد المقال طريقه إليها‪ ،‬حينها ِ‬
‫بل أصبح المقال ينشر في الصحف التي كتب من أجلها أصال وبعد ذلك يتم جمع المقاالت المنشورة لتطبع في كتاب خوفا‬
‫عليها من الضياع والنسيان‪.‬‬
‫والمقال يتوخى الدقة في ألفاظه‪ ،‬لذلك حاول الكتاب تخصيص اللفظ الواحد لشيء واحد‪ ،‬ومن هنا حاول كتاب المقال خلق‬
‫أسلوب عربي جديد ((يقوم على الترسل والوضوح والسرعة والتركيز وتلك الخصائص هي التي أعطت ألسلوب فن المقالة‬
‫أصالته))‪.14‬‬
‫وقد تنوع المقال واختلفت أغراضه‪ :‬فظهر المقال الفلسفي واألدبي‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬والسياسي‪ ،‬وجميعها ارتبطت بالصحافة‬
‫بشكل أو آخر‪.‬‬
‫وبالنظر إلى مقاالت إبراهيم فقد تمثلت فيها خصائص المقال‪:‬‬
‫أ‪ -‬مقاالته عبارة عن فكرة نبتت في عقله‪ ،‬ثم اخضعها للتجربة والمالحظة وجمع المعلومات حتى كبرت واقترنت باألدلة‬
‫والبراهين وقوة الحجة‪ ،‬فعرفت طريقها إلى الصحف ولكنها لم تجمع في كتاب‪.‬‬
‫قالبا من السلوك اإلنساني وسلطت األضواء عليه في لغة محدودة األلفاظ والمعاني‪ ،‬وجاءت في أسلوبها‬
‫ب‪ -‬مقاالته حملت ً‬
‫قائمة على التركيز والوضوح والسرعة مع محاولة متعثرة أحيانا للترسل‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ عزالدين إمساعيل‪ ،)1965( ،‬األدب وفنونه ( دراسة ونقد)‪ ،‬دار الفكر العريب ـ القاهرة‪ ،‬ط‪ ،7‬ص‪.288‬‬
‫‪ 12‬ـ حممد مندور‪( ،‬د‪.‬ت) األدب وفنونه‪ ،‬دار النهضة مصر للطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪ 13‬ـ املرجع السابق‪ :‬ص‪.191‬‬
‫ـ املرجع السابق‪:‬ص‪.181‬‬ ‫‪14‬‬

‫جـ‪ -‬لقد أفاد من التضمين كوسيلة لتثبيت الفكرة وجمع األدلة الموصلة لها‪ ،‬ولكنه في تضمينه أخذ من مصادر شتى منها‬
‫األدبي‪ ،‬ومنها السوقي‪.‬‬
‫د‪ -‬ركز في مقاالته على فكرة الوحدة (ألجزاء ليبيا) وذلك عنده مطلب وطني‪ ،‬يقتضى تسفيه الخصوم‪ ،‬وتعرية آرائهم‪ ،‬لذلك‬
‫نجده (( يضعهم على السفود )) دون هوادة‪.‬‬
‫وتعرض له فكرة أخرى يبدو أنه وصل إليها من خالل البحث والمالحظة هي الجهل‪ ،‬الذي يدفع البعض لجعل الوالء للحاكم‬
‫أم ار مرتبطًا بشروط قد ال تجتمع في ذلك الحاكم أو تفارقه بعد اجتماعها فيه‪ ،‬وعندها يصبح الخروج عليه ومقاومته هو‬
‫األمر الواجب‪.‬‬
‫كذلك وجدنا إبراهيم يرفض مبدأ الحزبية السياسية‪ ،‬ويتجه الوجهة القومية في فكره‪.‬‬
‫‪ 2‬ــــ هذا هو الغرب‪:15‬‬

‫ليس من العجيب أن نرى األقدار تلقي على الشرق والشرقيين بين الحين والحين‪ ،‬من الدروس ما هو جدير باالنتباه‪،‬‬
‫والتفكير‪ ،‬ولكن العجب كل العجب‪ ،‬أن نرى الشرق والشرقيون ال يزالون بين الحين واآلخر يخدعون وتنطلي عليهم الحيل‪،‬‬
‫وتؤثر فيهم المخدرات والسموم المهدئة‪ ،‬التي يعمد إليها الغرب‪ ،‬كلما رأى هذه الشرق يتحفز للنهوض واثبا‪ ،‬نافضا عنه‬
‫الخمول والنوم الطويل‪.‬‬
‫فمنذ أن وجد هذا (الوليد) الغرب العاق وفصل من أبيه الشرق الذي غذاه معنويا وأوجد فيه الحياة النابضة‪.‬‬
‫أوجد الشرق وليده‪ ،‬الغرب‪ ،‬وما كاد األخير ينمو ويترعرع حتى نظر إليه أبوه‪ ،‬فشفه حاله؛ ألنه وجده يتخبط في ظلمات من‬
‫الجهالة‪ ،‬والفقر والهمجية الدينية واالجتماعية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬وهناك بعث إليه بأشعة من نور الفكر الصيني والخيال الهندي‪،‬‬
‫وجمال الفن الفارسي‪ ،‬والحضارة الفرعونية المصرية‪ ،‬وتوقد الذهن العربي‪ ،‬ونهضة اإلسالم السياسية واالجتماعية‪ .‬فكون‬
‫وسلطانا وقوة واستغل هذه كلها في استبعاده‪ ،‬ومحوه من الوجود‪ ،‬لو وجد الفرصة المالئمة‬
‫ً‬ ‫الغرب بهذا كله سالحا فتا ًكا‬
‫ليحل محلة في االنتشار والتوسع في السلطان والثروة‪.‬‬
‫ولو أمعن اإلنسان النظر في التاريخ‪ ،‬لوجد أن الحروب الصلبية ومحاكم التفتيش‪ ،‬والحملة الفرنسية‪ ،‬والحروب االستعمارية‬
‫الكثيرة‪ ،‬ووقوف أساطيل الحلفاء على أبواب تركيا‪ ،‬في انتظار تقسيم الغنيمة‪ ،‬يوم كانت تركيا على وشك االنهيار‪ ،‬لوجدها‬
‫أن هي إال نماذج من نوايا الغرب وتعصبه األعمى ضد الشرق‪.‬‬
‫ورغم كل هذا‪ ،‬نجد األن كثي ار من األقطار الشرقية ال تزال تستسلم راضية تحت تأثير الحقن التي يلجأ إليها الغربيون لحقنها‬
‫بها بالوعد وبالوعيد‪.‬‬
‫وما وعود مصر المتعددة على ما اعتقد‪ ،‬وال أخالني مخطئا‪ ،‬ومعاهدات أقطار الجزيرة العربية‪ ،‬وتهدئة عرب فلسطين‪،‬‬
‫وتخدير أقطار شمال افريقيا والتقرب من األتراك‪ ،‬والدعايات الغربية المنتشرة في كثير من نواحي الشرق‪ ،‬إال حروب‬
‫صليبية‪ ،‬ومحاوالت استعمارية تطورت مع الزمن فلبست حلال للزركشة خالبة‪ ،‬ولكن في ظاهرها الرحمة‪ ،‬وباطنها من قبله‬
‫العذاب‪.‬‬
‫على أننا نرى في كثير من األحيان‪ ،‬ونسمع عن بعض الغلطات التي يقترفها الغرب‪ ،‬فتخرج محاوالته من جرائها كما هي‬
‫مجردة من أثوابها‪.‬‬
‫‪ 15‬ـ جريدة الوطن‪ )1947(،‬العدد‪10 ،77 ،‬ـ يونيو ‪.‬د‪.‬ص‬

‫وما هذه الغلطات إال درس وعظة‪ ،‬وعبرة تلقيها األقدار على الشرقيين ليستفيقوا من نومهم الذي ألفوه‪ ،‬وأحالمهم اللذيذة التي‬
‫استعذبوها هذه فرنسا كانت باألمس القريب محطمة تحت أقدام النمر النازي تتودد (بيه) فتقدم له ولجنوده أموالها وعدتها‬
‫وجمالها رغبة لترضيته‪ ،‬وتخفيفا لحدته‪ ،‬وطلبا لمودته‪ ،‬ما كادت ترى قاهرها مغلوبا حتى هبت ال لتأخذ ثأرها منه‪ ،‬ولكن‬
‫لتسجل صفحات بشعة من تاريخها في سوريا ولبنان‪ ،‬القطرين العربيين اللذين عاوناها في محنتها‪ ،‬طلبا في حرية بالدهم‪،‬‬
‫فكافأتهم بقتل األبرياء‪ ،‬ودك المدن والمنشآت بالقنابل‪ ،‬ولو أنها أخذت في ذلك در ًسا عر ًبيا ستظل تذكره إلى آخر أيامها‪.‬‬
‫وهي تمثل باألبرياء في تونس والشمال األفريقي‪ ،‬الذين يستغيثون من آالم‪ ،‬االستعمار الغاشم‪ ،‬وويالت المجاعة‪ ،‬ولم يكفها‬
‫تركهم يعانون ما يعانون‪ ،‬حتى تمنع عنهم المئونة والمعونة الغذائية‪ ،‬التي بعث بها إليهم إخوانهم العرب‪ ،‬وتطاول ألم‬
‫المدنية الغربية ومهدها‪ ،‬فتمنع الباخرة المصرية المشحونة بالمواد الغذائية‪ ،‬لعرب تونس من االقتراب من الشاطئ األفريقي‪،‬‬
‫تحت تهديد الطائرات والمدمرات‪ ،‬بل تصل إلى منعها من أخذها ما هي في حاجة إليه من مياه الشرب‪ ،‬وال تتورع إذاعتها‬
‫بعد كل هذا‪ ،‬من أن تذيع على ا لعالم‪ ،‬أن الحكومة الفرنسية منعت الباخرة فوزية من الدخول لموانئها األفريقية؛ ألن اللجنة‬
‫القادمة على ظهر الباخرة‪ ،‬ذات مشارب سياسية تتعارض ومصالح الحكومة الفرنسية‪.‬‬
‫ثم نراها بعد هذا ترغي وتزبد‪ ،‬وتقيم الدنيا وتقعدها؛ ألن المجاهد العربي األمير عبد الكريم نزل في مصر‪ ،‬بعد أن قضى‬
‫ربع قرن في منفاه‪ ،‬الذي فرضه عليه االستعمار الفرنسي‪ ،‬ليستريح بقيمة أيام حياته في كنف الفاروق مأوى المجاهدين في‬
‫مصر‪.‬‬
‫و بعد ‪ ...‬فهذا هو الغرب‪ ،‬وهذه نواياه‪ ،‬وأفعاله فأين الشرق؟‬
‫أال يجدر به أن يتحد لينهض من كبوته ولو طبق المثل المشهور‪ (( :‬أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ))‪.‬‬
‫درنة‪ -‬وطني‬
‫إن هذا المقال من الناحية الفنية‪ ،‬مكتمل المالح‪ ،‬فأسلوب الكاتب يميل إلى القوة في لفظه‪ ،‬ماعدا هفوات بسيطة تأخذه نحو‬
‫الدارج من القول‪ ،‬كما يميل في الوقت ذاته إلى الوضوح واالهتمام بالفكرة والتركيز عليها‪ ،‬دون صنعة للقول أو عناية بتلك‬
‫الصنعة‪.‬‬
‫والكاتب يكثر التركيز على الفكرة التي يريدها فيقدمها واضحة جلية ويتفنن في إيراد الدالئل والبراهين التي تؤيد رأيه‪.‬‬
‫ونرى الكاتب يميل إلى الخطابة ويعتمد على أسلوب الرد المباشر‪ ،‬وال يقترب من الحوار الهادئ الرزين‪ ،‬على عكس ما‬
‫شاهدناه في شعره‪.‬‬
‫ويحرص الكاتب على أن يظل مستوليا على انتباه القارئ وذلك باللجوء إلى طرح األسئلة المباشرة‪ ،‬ثم التوجه مباشرة إلى‬
‫القارئ‪.‬‬
‫ونرى كذلك اهتمام األسطىعمر بإنهاء مقاله بطريقة إنهاء الخطبة فهو يختار لمقاالته نهاية قوية محكمة ال تقبل الجدل‪،‬‬
‫وهنا في هذا المقال نجده يعمد إلى الحديث الشريف فيقتبس منه ما يعتقد أنه صالح إلنهاء مقاله‪ ،‬أال وهو قوله ((أنصر‬
‫أخاك ظالما أو مظلوما ))‪ ،‬مع أنه وقع في لبس عندما اعتبر أن هذا ( مثال مشهو ار ) ولم يشر إلى أنه حديث نبوي‬
‫شريف‪.‬‬
‫أما من الناحية الموضوعية‪:‬‬
‫فالمقال قد جاء في بداية عصر البعث القومي عند العرب‪ ،‬لذلك فأننا نجد أن الفكرة القومية واضحة جليه عند الشاعر‪ ،‬رغم‬
‫أن غيوما تعتريها‪ ،‬فتارة يطلق على أجزاء الوطن العربي ((األقطار الشرقية)) ماعدا ذلك فهو ملم في فكرة هذا المقال بكل‬
‫المهموم التي تصطرع في الرأس العربية‪.‬‬
‫ويتناول الكاتب موقفين‪ ،‬يقارن بينهما‪:‬‬

‫موقف الغرب الجاحد‪ ،‬والمتنكر لما قدمه له العرب من حضارة‪ ،‬ومن مواقف داعمة في حربه الكونية التي خاضها‪ ،‬ولكنه‬
‫يبالغ في ذلك حينما يقرر أن الغرب هو ابن الشرق العاق‪.‬‬
‫في تصورنا أن هناك عالقة بين الشرق والغرب‪ ،‬قد نسميها عالقة تلمذة وفضل‪ ،‬قد نقول بأن الشرق هو مصدر الحضارة‬
‫والروحانية هذا صحيح‪ ،‬ولعل من الصحيح أيضا أن الشرق هو الذي أمد الغرب بهذا كله‪ ،‬أو أن الغرب هو الذي أخذ ذلك‬
‫من الشرق وانتزعه انتزاعا‪ ..‬سيىان هو األمر‪ .‬لكننا ال نستطيع أن نسمي العالقة بينهما عالقة أبوه‪ ..‬فاألبوة عالقة نسب‪،‬‬
‫وليس بين الشرق والغرب لقاء إال في عالم األجناس البعيد‪.‬‬
‫وموقف الغرب على أي حالة هو موقف العداء‪ ،‬بكل فنونه وصورة وأشكاله هذا ما يحاول الشاعر إثباته باألدلة الدامغة‪.‬‬
‫والموقف اآلخر هو موقف الشرق المفكك والضعيف‪ ،‬والذي ال زال تفككه هو سبب ضعفه ووقوعه تحت طائلة االستعمار‬
‫بكل صورة وأشكاله ولكن نبضات الحياة ال زالت تدب في ذلك الشرق‪ ،‬فهو يتألم لما يصيب أي طرف من أطرافه‪ ،‬ها هي‬
‫ليبيا تأسى لما أصاب سوريا ولبنان على أيدي الفرنسيين‪ ،‬وها هو شاعرنا يتألم لما أصاب المجاهد عبد الكريم الخطابي من‬
‫نفي وتشريد‪ .‬ويؤكد الكاتب ضرورة وضع حد لكل ما يجري من مآسي على األرض العربية ‪ ...‬وهو هنا بعكس ما لمسناه‬
‫في شعره‪ ،‬ال يقدم الداء ويتناوله بالوصف وكفى‪ ،‬ولكنه يقدم الدواء أيضا‪ ،‬فيها هو يرى أن الدواء هو الوحدة العربية التي‬
‫تجمع شمل العرب وتعيد إليهم قوتهم تلك القوة الموحدة التي هي وحدها فصل الخطاب في عذابهم إذ بها وحدها يتم تحرير‬
‫األرض العربية ودحض الزور والبهتان وعندها يسود العدل والحق والسالم على األرض العربية‪.‬‬
‫‪ 3‬ــــ لمن الوالء‪:16‬‬
‫(وصلنا المقال التالي في األسبوع الماضي‪ ،‬والجريدة تحت الطبع‪ ،‬فأرجأناه‪ ،‬مضطرين إلى هذا العدد أننا نستميح (فتي‬
‫الوادي) العذر في هذا التأجيل غير المقصود)‪.‬‬
‫نشرت برقة الجديدة في عددها رقم(‪ )935‬نبأ حفلة االستقبال التي أقيمت بسرايا البلدية‪ ،‬لسعادة القائد العام للجيوش‬
‫البريطانية في الشرق األوسط الجنرال (ج‪ ،‬ن كروكرولد) وذكرت‪ :‬أن سعادته ألقى خطابا باللغة اإلنجليزية‪ ،‬ق أر ترجمته‬
‫بالعربية‪ ،‬صاحب السيادة‪ ،‬قائم مقام بنغازي السيد أبو القاسم السنوسي‪ ،‬على جمع من وجهاء البالد وأعيانها‪ ،‬وقد ورد في‬
‫الخطاب المنشور‪ ،‬بالعدد المذكور من الجريدة‪ ،‬كلمة غربية لم نألف سماعها من قبل‪ ،‬هي التي دعتني لكتابة هذه العجالة‪،‬‬
‫‪ ...‬كلمة جديدة أو قل نغمة جديدة‪ ،‬وأن شئت فقل فاتحة لسياسة جديدة‪ ،‬كلمة واحدة جاءت في خطاب القائد العام‪ ،‬ومرت‬
‫في االجتماع بسالم ؛ ألن المستمعين مروا على معناها مر الكرام؟‬
‫ليست مجرد كلمة ولكنها قنبلة‪ ،‬وليست من قنابل المدافع الكبيرة العيار‪ ،‬وال من قنابل الطائرات شديدة االنفجار‪ ،‬ولكنها من‬
‫نوع القنابل الجديدة ‪ -‬القنابل الذرية –؛ ألنها صغيرة في حجمها اللفظي‪ ،‬شديدة القتل في مدلولها المعنوي‪ ،‬هذه الكلمة هي‪:‬‬
‫الوالء‪.‬‬
‫قال سعادة القائد العام في خطابه المشار إليه‪(( :‬يلزمني كذلك أن أطلب إليكم على الخصوص الوالء في تعاونكم مع اإلدارة‬
‫العسكرية البريطانية ‪ ...‬إلخ))‪.‬‬
‫ونحن نعتقد أن سعادة القائد العام ال يجهل في كلمة ((الوالء)) معناها في االصطالح الحديث‪ :‬الطاعة المقرونة بالخضوع‪،‬‬
‫وهذه الحالة ال تجب على الشعب إال لصاحب السلطان الشرعي‪ ،‬الذي نعرفه إلى اآلن أن اإلدارة العسكرية البريطانية في‬
‫برقة ال تتمتع بهذه الصفة‪ ،‬وانما هي إدارة مؤقتة أوجدتها ظروف االحتالل لبالد عدو سيقرر مصيرها في يوم من األيام‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ جريدة الوطن‪ ،)1947( ،‬العدد‪9 ،90 ،‬ـ سبتمرب ـ د‪.‬ص‬

‫ولئن جاز لإلدارة في هذه الظروف الشاذة‪ ،‬أن تطلب إلينا الصبر والتزام الهدوء وجد همامنا‪ ،‬فال يجوز لها‪ ،‬وال يجب علينا‬
‫أن نقدم لها الوالء بأي حال من األحوال‪.‬‬
‫هذ ا إذا كانت اإلدارة العسكرية البريطانية تعتقد كما نعتقد أنها مؤقتة في حكمها وفي وجودها إلى تقرير مصير البالد أما إذا‬
‫كانت تسري نفسها – كيفما كان المصير – صاحبة السلطان الشرعي في هذه البالد‪ ،‬وتطلب من سكانها الوالء فلتعلن ذلك‬
‫في صراحة لنقف منها موقفا صريحا‪.‬‬
‫فأما أن نقدم لها ((الوالء)) أو نعلن ضدها العداء‪.‬‬
‫درنة ‪ -‬فتى الوادي‬
‫والمقال من الناحية الفنية‬
‫أن المقال الذي بين أيدينا يصلح أن يكون خطبة في حشد من الناس‪ ،‬كما حرص الكاتب على خاتمة قوية ال‬
‫تقبل الجدل هي األخرى‪ ،‬شأنها شأن نهايات الخطب‪ ،‬ولكن الجديد في هذه ( النهاية ) أنها من إنتاج الكاتب‪ ،‬وبعضا من‬
‫أسلوبه فهو لم يلجأ إلى التضمين للوصول إلى هذه الخاتمة‪.‬‬
‫أما الموضوع ‪ :‬ففيه من الجرأة والصراحة ما هو جدير بأن يسجل للشاعر‪ ،‬الكاتب‪ ،‬فهو يعترض على ما يطالب به الحاكم‬
‫البريطاني الشعب العربي من (الوالء) ويذكر بالتسلل االستعماري الهادئ إلى البالد‪ ،‬وها هو يبصر محاوالت التسلسل‬
‫التدريجي المنطقي لنفوس الناس عقولهم‪.‬‬
‫أنه األسلوب البريطاني المخادع ذاته‪ ،‬ذلك الذي عرفنا به وجه بريطانيا الغادر في سايكس بيكو سنه ‪ ،1916‬وعرفنا به‬
‫وجهها المخادع في وعد بلفور سنة ‪ ،1917‬وأحداث كثيرة أخرى تتكرر اليوم في ليبيا‪ ،‬أنه الوجه البشع لدبلوماسية قديمة‬
‫مخادعة ‪ ..‬وابراهيم يكشف لنا كل ذلك في مقاله‪.‬‬
‫يرفض بأسلوب مبطن ولكنه واضح إعطاء الوالء لهذا الدخيل الذي يطلبه‪ ،‬ويقرر أن يخرج هذا المستعمر من ثوب الذئب‬
‫الذي يرتديه ليقول عالنية ما يريد؟ ليحدد إن كان بقاؤه في ليبيا هو القدر الذي قرره وعندما سيسمع الجواب إما الوالء ‪...‬‬
‫واما العداء‪ .‬وأغلب الظن أنه العداء والثورة‪.‬‬
‫إنها صورة واضحة من التهديد‪ ..‬والتنبيه‪ ..‬تنبيه شعبه لما يراد به‪ ،‬ولما يحاك له في الخفاء‪ ،‬وتهديده لذلك الذي اغتر‬
‫بالهدوء واعتقد أن األمر قد أنتهى‪.‬‬
‫وفي مقال إبراهيم ((إذا كانت اإلدارة العسكرية البريطانية تعتقد كما نعتقد أنها مؤقتة في حكمها وفي وجودها إلى تقرير‬
‫مصير البالد أما إذا كانت تسري نفسها – كيفما كان المصير – صاحبة السلطان الشرعي في هذه البالد‪ ،‬وتطلب من‬
‫سكانها الوالء فلتعلن ذلك في صراحة))‪ ،‬سخرية واستخفاف باألسرة السنوسية التي كانت حاكمة آنذاك‪ ،‬فكان على الحاكم‬
‫أن يرفض ازدواجية الوالء لشعبه‪ ،‬الذي ال يجوز له أن يصرف شيئا من هذه الوالء لغير حاكمه العربي‪ ،‬كما ال يجوز ألية‬
‫جهة أخرى أن تطالب بهذا الوالء وعلى مسمع الحاكم العربي‪.‬‬
‫لكنه يريد أن يذكرنا بأن هؤالء الحكام وكل حكام العرب في تلك المرحلة‪ ،‬كانوا يجلسون على عروشهم بمباركة وارادة هذا‬
‫المستعمر‪ ،‬وهم على أي حال ال يجرؤون على الخروج عن إرادته فضال عن أنهم ال يجرؤون حتى على محاورته‪.‬‬
‫‪ 4‬ــــ صحفيون أم سماسرة‪:17‬‬
‫وافتنا األنباء في آواخر أبريل الماضي‪ ،‬بأن ثالثة من الصحفيين البريطانيين يمثلون ثالثا من كبريات الصحف اللندنية‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ 17‬ـ جريدة الوطن ‪ )1947(،‬العدد‪19 ،79 ،‬ـ‪.1‬د‪.‬ص‬

‫(المانثستر جاردين‪ ،‬ونيو هرلد تربيون‪ ،‬صنداي تايمز) يزورون برقة‪ ،‬بعد زيارتهم لطرابلس‪ ،‬وقد استنتجنا مما نشرته‬
‫الصحف المحلية‪ ،‬عن تجوالتهم واتصاالتهم‪ ،‬أنهم ليسوا صحفيين بالمعنى الصحيح‪ ،‬وانما هم جماعة مكلفون برسم صور‬
‫خيالية (معينة) لهذه البالد لتحقيق غرض معين‪.‬‬
‫ذلك ألن اتصاالتهم بالوطنيي ن في برقة‪ ،‬كانت خاصة بأشخاص معينين من موظفي اإلدارة؛ وألن أسئلتهم كانت ضمن دائرة‬
‫محدودة ال تخرج عن البحث في أمر الوصاية‪ ،‬فكانوا أشبه بالسماسرة منهم‪ ،‬بالمراسلين النزهاء للصحف الحرة‪ ،‬ولم يخب‬
‫ظننا فيهم؛ فقد نشر المستر (برجل) في جريدة المانثستر جاردين رسالة نقلتها برقة الجديدة في عددها رقم ‪ 902‬تحت‬
‫عنوان‪:‬‬
‫(األزمة الغذائية في ليبيا وتصرف السلطات البريطانية إزاءها)‬
‫تحدث فيها عن أزمة المواد الغذائية في طرابلس فقال‪(( :‬إن اإلدارة البريطانية تصرفت في المسألة تصرفا سريعا وحازما))‪.‬‬
‫وبعد أن فسر هذا التصرف الحازم بتوزيع اإلدارة أربعة كيلوغراما من الشعير على كل فرد في الشهر‪ ،‬راح يصف الصعوبة‬
‫في تموين البالد فقال‪(( :‬ويقدر ما يجب استيراده لسد حاجاتهم حتى يتم حصاد العام القادم بـ(‪ 39‬ألف طن) من الحبوب))‪.‬‬
‫ثم انتقل إلى التمويل من خطر المجاعة وقال‪(( :‬إن المجاعة األن هي بعض المشاكل التي تواجه السياسة العالمية فال‬
‫غرو إذا رأينا الجامعة العربية تستغل هذه األزمة للدعاية))‪.‬‬
‫وختم رسالة برفع الالئمة عما حدث عن اإلدارة البريطانية أمام لجنة االستفتاء التي ستزور هذه البالد بقوله‪(( :‬إنها ستجد‬
‫أمامها بداية سيئة طرابلس وستطالعها هذه األزمة المؤلمة ولكن من الصعب أن تجد سبيال إلى توجيه اللوم إلى السلطات‬
‫البريطانية على ما حدث في تلك البالد))‪.‬‬
‫عند هذا الحد يقف المراسل ليترك المجال لزميلة المستر ((بيتر سترسبرخ)) ليستعرض في جريدة (الهيرك تربيون) األحوال‬
‫في ليبيا‪ ،‬ويصورها بالصورة التي رسمتها ريشة سياسة المطامع االستعمارية‪ ،‬ويزعم أن السياسي الوحيد الذي اجتمع به وهو‬
‫(( علي الفقيه حسن )) رئيس الجبهة الوطنية الحرة في طرابلس‪ ،‬وأنه تحدث إليه في شأن الوصاية‪ ،‬واذا اسندت إلى‬
‫الجامعة العربية فقال‪ :‬إنها لن تقبل إال تحت اإلكراه وبعد أن يصف المشقة التي سيجدها العرب في االستعانة باإلداريين‬
‫والفنيين األجانب يدعي أن بعض المتعلمين العرب‪ ،‬الذي التقيت بهم‪ ،‬يعتقدون أنهم بحاجة إلى دور من المرانة‪ ،‬تحت‬
‫إشراف دولة وصاية أو منتدبة‪ ،‬ثم يحاول التدليل على صدق دعواه فيقول‪ :‬ويرى ((علي الجربي)) مساعد مدير التعليم في‬
‫برقة أن تقوم بريطانيا بهذه المهمة لمدة معينة كعشرين سنة مثال‪.‬‬
‫ويتصور المراسل ليبيا‪ ،‬وقد أسندت وصايتها إلى بريطانيا فيشفق عليها من هذا العبء؛ ألنه يعتقد أن هذه الوصاية ستكلف‬
‫الدولة التي تقوم بها قد ار كبي ار من المال‪ ،‬قد يتجاوز المليونين من الجنيهات‪ ،‬وهو القدر الذي أنفقته بريطانيا على البالد في‬
‫السنوات الثالث األخيرة)‪.‬‬
‫ويختم المراسل بحثه القيم فيبشرنا بأن‪ :‬ما ستتفقه بريطانيا في العام الحالي‪ ،‬سيفوق األموال التي أنفقتها في األعوام‬
‫الماضية‪.‬‬
‫هذا مجمل ما لفقه الصحفيان المذكوران‪ ..‬أما زميلهما (المستر جوردن) فأننا ال ندرى ما نثر في جريدة (الصنداي تاس)‬
‫ولعلة ربا بنفسه وبجريدته أن ينزال إلى هذا اإلسفاف‪ ،‬وقد يكون من الالئق قبل مناقشة المراسليين‪ ،‬أن نبعث بتهانينا إلى‬
‫الصحيفتين المحترمتين (مانشترجوردن – وهيرولد تربيون) على ظفرهما بمثل هؤالء المراسلين‪ ،‬الذين عندما يعجزون في‬
‫الحصول على ما يريدون من تصريحات أو آراء‪ ،‬يستعملون الخيال والقلم‪ ،‬فيخلقون الحوادث واألشخاص شأن القصصي‬
‫البارع ويبعثون بما يختلقون لجرائدهم غير حاسبين لقارئهم أقل حساب‪.‬‬

‫ولنبدأ بمناقشة المراسل األول فنقول‪ :‬إن أزمة نقص المواد الغذائية وظهور شبح المجاعة في اإلدارة البريطانية‪ ،‬فتموين بالد‬
‫ال يتجاوز عدد سكانها ثالثة أرباع المليون‪ ،‬ال يكون مشكلة عند اإلدارات الرشيدة‪.‬‬
‫ولهذا السبب كرس المراسل جهوده للدفاع عن السلطة البريطانية‪ ،‬ورفع اللوم عنها‪ ،‬ووصف تصرفاتها بالحزم‪ ،‬ولعله يقصد‬
‫بهذا (الحزم) تمكنها من توزيع أربعة كيلوغرامات من الشعير في الشهر على كل فرد وعزمها على استيراد كميات (هائلة)‬
‫من الحبوب تقرب من حمولة سفينة تجارية واحدة‪.‬‬
‫وفكرة الوحدة العربية‪ ،‬واسم الجامعة العربية خطر على االستعمار والمستعمرين‪ ،‬ولعل المهرجانات‪ ،‬واالحتفاالت التي أقيمت‬
‫في طرابلس بمناسبة عيد الجامعة قد أقضت مضاجع سماسرة االستعمار‪ ،‬فمن الطبيعي والحالة هذه‪ ،‬أن يهاجم الم ارسل‬
‫الجامعة العربية ويتهمها بأنها تستغل المجاعة في طرابلس للدعاية‪ ،‬كان الجامعة العربية في نظر هذا المراسل‪ ،‬دولة لها‬
‫غايات استعمارية تسعى لتحقيقها عن طريق الدعاية‪.‬‬
‫ولننتقل إلى المراسل الثاني‪ ،‬وهو أطول باعا من زميله في الخلط والتلفيق واالختالق؛ ألنه خصص رسالته الستعراض‬
‫الناحية السياسية في ليبيا‪ ،‬فأول خطأ وقع فيه‪ ،‬قوله‪ :‬إن السياسي الوحيد الذي اجتمع به هو علي الفقيه حسن‪ ،‬كأنه يريد‬
‫أن يقول‪ :‬ليس في طرابلس شخص يمكن أن يوصف بالسياسي عدا (علي الفقيه حسن) مع أن المعروف‪(( :‬توجد خمس‬
‫هيئات سياسية‪ ،‬لكل منها رئيسا وأعضاء‪ ،‬وبرنامجها السياسي خالف النوادي الكثيرة التي تضم شخصيات بارزة‪ ،‬وعقوال‬
‫جبارة‪ ،‬ومن حظ هذا المراسل أنه شفع خطأة‪ ،‬لخلطه‪ ،‬فزعم أن‪ :‬السياسي الوحيد‪ ،‬هو رئيس الجبهة الوطنية الحرة‪ ،‬مع أنه‬
‫في الواقع‪ ،‬رئيس الكتل ة الوطنية الحرة‪ ،‬أما الجبهة الوطنية المتحدة فرئيسها (سالم بيك المنتصر)‪.‬‬
‫المعروف في ليبيا منذ أن تحرر من الحكم اإليطالي‪ ،‬أن كان سكانها من متعلمين‪ ،‬وغير متعلمين أال يفكرون في غير‬
‫االستقالل‪ ،‬وأن الوصاية عندهم نوع جديد من االستعمار المتصنع‪ ،‬ومع هذا المراسل المحترم من الزعم بأن المتعلمين‬
‫يعتقدون أنهم بحاجة إلى دولة وطنية أو منتدبه ولعل حقيقة الحديث الذي أدلى به إليه (علي الجربي) ونشرته (برقة‬
‫الجديدة) في عددها (‪ ) 904‬إذا قورن بما نسبه إليه في رسالته يدلنا على مقدار الصدق في جميع ما قال‪.‬‬
‫ومما يؤكد لنا أن المراسل لم يكن صحفيا نزيها‪ ،‬أنه لم يذكر في رسالته أن أحد في ليبيا يرى أو يعتقد أو حتى يتمنى‬
‫االستقالل‪ ،‬كما لم يذكر أن أحدا تحدث إليه عن وحدة ليبيا‪ ،‬وانما كان حديثه يدور حول إسناد وصاية طرابلس للجامعة‬
‫العربية‪ ،‬ووصاية برقة لبريطانيا‪.‬‬
‫أما بعد‪ ،‬فنحن نعلم أن الغرض مثل هذه الزيارات الصحفية‪ ،‬وما يتبعها من نشر‪ ،‬ما يسيء بسمعة هذه البالد في الخارج‬
‫هو (جس النبض) ومقدمة للقيام بحركة (تمهيدية) لوصاية بريطانيا على كل أو بعض هذه البالد‪ ،‬قبل مجيء لجنة‬
‫االستفتاء‪ ،‬إال فليعلم المالء عامة‪ ،‬وسماسرة االستعمار خاصه أن ليبيا‪ ،‬ما قاومت الحكم االيطالي ردحا من الزمن‪ ،‬وال‬
‫خاضت غمار الحرب األخيرة‪ ،‬إلى جانب الحلفاء لكي تستبدل استعما ار باستعمار‪ ،‬أو حكما أجنبيا بحكم أجنبي من نوع‬
‫آخر‪ ،‬ولكن لتسترد حقها (الطبيعي) في االستقالل التام‪ ،‬كأمة من أمم البحر األبيض المتوسط‪ ،‬على رأسها القائل‪(( :‬ال‬
‫يقبل الليبيون االستعمار ولو كان المستعرون من المالئكة))‪.‬‬
‫درنة ‪ -‬فتي الوادي‬
‫إن هذا المقال يأخذ مواصفات الكتابة الصحفية‪ ،‬من حيث سهولة األلفاظ‪ ،‬ووضوح الفكرة‪ ،‬كما أنه يولى الموضوع الذي‬
‫يناقشه الكاتب جل اهتمامه‪ ،‬فيقدم الحدث ثم يعلق عليه‪ ،‬بما يخدم توجهه الوطني‪.‬‬
‫وقد كتب شاعرنا مقاله باألسلوب العلمي المتأدب‪ ،‬إذ هو يورد الحقائق العلمية‪ ،‬ويخاطب بها العقل‪ ،‬ولكنه ال يقدم هذه‬
‫الحقائق مجردة من العاطفة بل يغلفها بغالف عاطفي‪ ،‬وذلك أدعى لتأثيره في النفوس‪.‬‬
‫ونلحظ استم اررية التساؤل في عناوين مقاالته‪ ،‬كما نلمح القوة التي تأتي بها عبارته الختامية‪ ،‬والتي غلب عليها التضمين‪.‬‬

‫أما من حيث الداللة‪ :‬فالكاتب يطارد االستعمار البريطاني‪ ،‬بكل حيله وخدعه‪ ،‬ويكشف للجماهير تلك األساليب التي يلجأ‬
‫إليها البريطانيون‪ ،‬في سبيل بسط نفوذهم وسيطرتهم على األرض الليبية‪.‬‬
‫ثم هو يعرض لحقيقة منطقية‪ ،‬تلك الحقيقة التي أثبتها الواقع والحدث ولكن بريطانيا لم تكن تعرف لغة المنطق‪ ،‬فالليبيون‬
‫الذين قاتلوا ايطاليا قرابة ربع القرن‪ ،‬وعندما أعيتهم الحيلة‪ ،‬وعز عليهم النصر‪ ،‬اضطروا إلى االنضواء مع الفيالق‬
‫البريطانية‪ ،‬لم يكن رائدهم استبدال مستعمر بآخر‪ ،‬وال سيد بسيد ولكن تلك لغة بريطانيا أفلم تطبق هذه الفكرة في الوطن‬
‫العربي‪ ،‬الذي وقف معها في حربها الكونية األولى؟ ألم يكن العرب هم ((الطابور الخامس)) الذي أذن بأفول شمس تركيا‬
‫عن دنيا العرب؟‬
‫أكان العرب يطلبون بذلك استبدال استعمار تركي بآخر بريطاني؟ لكن الواقع يفيد بأن هذا ما فعلته بريطانيا وطبقته وجعلت‬
‫نتيجة له‪ ،‬خلق كيان صهيوني على األرض العربية‪.‬‬
‫كانت بريطانيا تسعى لكي تلعب اللعبة ذاتها على األرض الليبية لكن كاتبنا ينزلق إلى منزلق خطر‪ ،‬إذ يطلب لليبيا أن تحيا‬
‫(كأمة من أمم البحر االبيض المتوسط؟) هنا تغشى الضبابية مفهوم إبراهيم األسطى عمر القومي أن إطالق (أمة) على‬
‫شعب هو في الواقع جزء من أمة ألمر يعكس ضعف الوعي القومي‪ ،‬وقد يكون لشاعرنا عذره‪ ،‬فالمفهوم القومي بالمعني‬
‫الحديث‪ ،‬لم يكن قد وضح بعد إال عند بعض المفكرين العرب‪ ،‬وكبار مثقفيهم‪ ،‬أما بالنسبة للكاتب فالمفهوم القومي يتضح‬
‫عنده تارة‪ ،‬ويعتليه ا لضباب تارة أخرى‪ ،‬إذ نجده في المقال ذاته يدافع بحماس عن دور الجامعة العربية‪ ،‬بل ويعرب عن‬
‫ارتياحه وتأييده‪ ،‬ألي دور تقوم به الجامعة العربية‪ ،‬ويقرن بذلك تخوفه وريبته من أي تحرك بريطاني في المنطقة‪ ،‬لكنه‬
‫عندما يصنف الشعب الليبي الذي هو جزء من األمة العربية – بأنه أمة من أهم األمم في البحر المتوسط فذلك أمر غير‬
‫مقبول من شاعر مناضل مثل شاعرنا‪ ،‬وال يخفف من ذلك أننا ال زلنا وحتى اليوم نسمع البعض يطلق لفظ (األمة) على‬
‫الشعب المصري أو التونسي فنحن نحتكم للوعي أوال وللنقاء القومي ثانيا‪.‬‬
‫‪...‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪ 5‬ـــ من المسؤول‬
‫نشرت اإلدارة البريطانية في العدد (‪ )746‬من (برقة الجديدة) بتاريخ ‪1946/5/1‬م بيانا عن نفقات اإلدارة في برقة جاء‬
‫فيها‪:‬‬
‫(ولكن من المحتمل أن يجيء الفرق بين النفقات واإليرادات وقد بلغ (خمسمائة ألف جنية) في هذا العام أي العام الماضي‪،‬‬
‫مما يسدده دافع الضرائب البريطاني في الوقت الحاضر من شعب هذه البالد‪ ،‬فاالستكفاء المالي هو غاية البالد التي تحترم‬
‫نفسها)‪.‬‬
‫من هذا البيان يخرج القارئ بثالث نتائج‪:‬‬
‫األولى ـ ـ أن ميزانية برقة لعام ‪ 46-45‬منيت بعجز قدرة نصف مليون جنيه‪.‬‬
‫والثانية ـ ـ أن هذا العجز سوف يجبى من أهل برقة‪.‬‬
‫الثالثة‪ -‬أن برقة بالد ال تحترم نفسها‪.‬‬
‫وعاودت اإلدارة الكرة‪ ،‬فنشرت في العدد ‪ 870‬من ((برقة الجديدة)) بتاريخ ‪ 47-3-23‬بيانا آخر عن نفقات اإلدارة ببرقة‪،‬‬
‫يفهم منه أن ميزانية برقة في هذا العام من أول يوليو ‪ 1946‬إلى آخر يونيو ‪ )1947‬قد أصيبت بعجز قدرة ‪11‬و‪700‬‬
‫جنية استرليني‪ ،‬غير أن اإل دارة لكي تطمئن أهل برقة‪ ،‬أكدت في بيانها هذه المرة أن هذا الفرق‪ ،‬وهو عجز الميزانية يسدد‬
‫عن طريق مساعدة تمنحها حكومة صاحب الجاللة البريطانية‪.‬‬
‫‪ 18‬ـ جريدة الوطن‪ )1947(،‬العدد‪18 ،68 ،‬ـ ‪ 4‬ـ ابريل‪.‬د‪.‬ص‬

‫وبدال من أن يشرح لنا هذا البيان‪ ،‬موارد الميزانية‪ ،‬ويبين أسباب العجز‪ ،‬ويعللها‪ ،‬أخذ يدافع عن تصرف اإلدارة ويقرر (أن‬
‫مبلغ ‪ )184 . 405‬جنيهات استرلينية‪ ،‬من هذا العجز‪ ،‬يؤلف نفقات الضباط البريطانيين العسكريين ومن يعادلهم في‬
‫الحالة من المدنيين اإلنجليز‪ ،‬الذين تستخدمهم اإلدارة‪ ،‬وأن مبلغ (‪ )63 . 080‬جنيها استرلينيا‪ ،‬يؤلف نفقات الموظفين غير‬
‫البريطانيين القادمين من الخارج)‪.‬‬
‫نرجو أن ال تكون اإلدارة قد أرادت بنشر هذين البيانين المشابهين في النتيجة أن تقول لنا بصوت خافت (أن برقة بالد‬
‫فقيرة‪ ،‬وايراداتها ال تكفي نفقاتها (الخاصة) حتى إن ميزانيتها في هذا العام (( كما هي الحال في العام الماضي )) بعد‬
‫خصم نفقات الضباط البريطانيين والموظفين األجانب واجهت عجز قدره (‪215‬ر ‪ )274‬جنيها استرلينيا‪ ،‬ومن العبث‬
‫مطالبتكم باالستقالل‪ ،‬ما دامت إيرادات بالدكم ال تغطى نفقاتها‪ ،‬ال سيما وأنها ختمت بيانها األخير بقولها‪ (( :‬ويؤمل أن‬
‫يكون من الواضح اال أنه ال ينفق أي إيراد من ايرادات برقة على موظفين بريطانيين))‪.‬‬
‫نحن مقتنعون تمام االقتناع – ولو لم تنشر اإلدارة هذه البيانات بأن إيرادات برقة بالحالة التي هي عليها اآلن – ال تكفي‬
‫نفقاتها‪ ،‬وال بد من عجز تواجهه ميزانيتها كل سنة‪ ،‬ذلك ألننا نعلم تمام العلم ((األزمة)) استفحلت وطأتها في برقة حتى‬
‫أفلس الشعب أو كاد وما دمنا مقت نعين بهذه الحقيقة المرة‪ ،‬فال نريد أن نسأل اإلدارة عن أبواب اإليرادات ووجوه الصرف‪،‬‬
‫ولكننا نريد أن نسأل – وليكم سؤالنا موجها إلى المنطق ال إلى اإلدارة أو الشعب‪ - :‬من المسؤول يا ترى عن األزمة‬
‫االقتصادية في برقة أوال وعن عجز ميزانيتها ثانيا؟ أهو الشعب البرقاوي المحكوم؟ أم هي اإلدارة البريطانية الحاكمة؟‬
‫إذا حكمنا المنطق المجرد من الهوى في هذه القضية‪ ،‬فأنه بعد درسها ال شك يحكم بأن اإلدارة هي المسؤولة عن الحالة‬
‫الراهنة في برقة؛ ألنه إذا حدث ما يسبب مسؤولية في محيط به حاكم ومحكوم ((فإن التبعة)) تقع على الحاكم‪ ،‬لما له من‬
‫سلطة األمر والنهي في المحكوم المكلف بالسمع والطاعة‪ ،‬ولهذه الحكم حيثيات منها‪:‬‬
‫‪ -1‬كانت ليبيا وحدة جغرافية واقتصادية وسياسية قسمها االحتالل البريطاني إلى ثالث مناطق‪ :‬طرابلس‪ ،‬وفزان‪ ،‬وبرقة‪،‬‬
‫وجعل لكل منها إدارة وعملة وحدودا‪ ،‬وبهذا فقد كل جزء من هذا الوطن التعاون االقتصادي الذي كان يتمتع به من قبل‪،‬‬
‫ولم تكن هناك ضرورة تقضي بهذه التجزئة‪ ،‬وبذلك خالفت بريطانيا أهم قاعدة في القانون الدولي‪ ،‬الذي يحتم على الدولة‬
‫المحتلة لبالد العدو أن تسي ار دارتها بقدر ما تمسح به الظروف‪ ،‬حسب النظام الذي كانت عليه قبل احتاللها‪.‬‬
‫‪ -2‬كانت البالد الليبية قبل االحتالل البريطاني عملة قانونية‪ ،‬هي الليرة اإليطالية‪ ،‬وكانت كل ‪ 100‬ليرة تساوي ‪ 104‬قرش‬
‫مصرية‪ ،‬فلما احتلت القوات البريطانية ليبيا بدال من أن تحافظ على قيمة النقد الموجود بها‪ ،‬أصدرت منشو ار يبيح التعامل‬
‫به على أساس كل (‪ )492‬ليرة تساوي جنيها واحدا مصريا‪ ،‬هذا عدا المناشير التي كانت تعدد وتنقص النسبة المئوية التي‬
‫تقبلها اإلدارة في معامالتها مع األهالي‪ ،‬حتى تدهورت قيمة النقد‪ ،‬وبهذا اإلجراء أصيب صرح الوطن االقتصادي في هذه‬
‫البالد بانهيار‪.‬‬
‫‪ -3‬انتهت الحرب منذ سنتين تقريبا وال تزال اإلدارة في برقة تستغل القيوم التي تحد من نشاط البالد االقتصادي‪ ،‬والتي‬
‫كانت قد أوجبتها ظروف الحرب‪ .‬فيما نرى البالد األخرى أخذت تستعيد نشاطها في ميادين االقتصاد‪ ،‬نجد (حالة الحرب)‬
‫ال تزال مخيمة على جو هذه البالد‪.‬‬
‫‪ -4‬لوال وجود ما تقدم من تجزئة البالد‪ ،‬وتدهور نقدها‪ ،‬وسريان األحكام التي أوجدتها ظروف الحرب‪ ،‬لكانت البالد اليوم‬
‫على غير ما هي عليه من بؤس‪ ،‬ولكان للميزانية مال احتياطي يكون في ازدياد مستمر‪.‬‬
‫هذا هو حكم المنطق بحيثياته على مسؤولية اإلدارة البريطانية عن الحالة الراهنة في البالد‪ ،‬تفهم منه أن األسباب التي‬
‫أوجبت وجود األزمة االقتصادية‪ ،‬وعجز الميزانية المتكرر‪ ،‬لم تكن طبيعية وال قهرية‪ .‬وبعد‪:‬‬

‫فمن المؤسف بل المؤلم أن نرى أصدقانا الذين حالفناهم في الحرب‪ ،‬واعتمدنا على صداقتهم ومعونتهم في السلم‪ ،‬يطبقون‬
‫علينا في بالدنا قول الحالج‪:‬‬
‫إياك إياك أن تبتل بالماء))‬ ‫((ألقاة في اليم مكتوفا وقال له‬
‫ولعل في هذا درس لنا‪ ..‬وما الحياة إال (مدرسة) وال بد عن شد للفوز أن يجتاز مراحل (االمتحان) بصبر وثبات‪ ،‬ومع اليوم‬
‫غد‪ ،‬ولكل أجل كتاب‪.‬‬
‫هكذا يعود لنا إبراهيم مرة أخرى في هذا المقال بأسلوب علمي متأدب يجمع بين طائفة من الحقائق‪ ،‬ويدلل على صدق رأيه‬
‫بهذه األرقام الشواهد‪ ،‬ثم ينطلق منها في قوة ومنطق لرد الفرية التي تفتريها اإلدارة العسكرية‪ ،‬البريطانية والتي تسود بها‬
‫القاء الرعب والروع في نفسية اإلنسان العربي الليبي أن اقتصاد بالده منهار‪ ،‬والفضل في استم اررية الحياة على هذه‬
‫األرض‪ ،‬هو لبريطانيا الدولة الحامية‪.‬‬
‫لكن إبراهيم ال يركب موجه االنفعال وال الغضب‪ ،‬ولم يطالب اإلدارة البريطانية بالبساطة والوضوح بل ويتحداها‪ ،‬أن تنفض‬
‫يديها من هذا العبء المالي الذي يثقل كاهل خزينتها‪ ،‬ويزيد من شقاء دافعي الضرائب من الشعب البريطاني أنه ال يفعل‬
‫ذلك‪ ،‬وكان األجدر به لو أنه فعل‪.‬‬
‫إذن لكان بذلك قد أراح نفسه من طول عناء هذا الرد ‪ ...‬ولكنه يسلك مسلكا منطقيا إلى حد بعيد‪ ،‬فيورد أقوال الخصم ثم‬
‫يخضعها للرد‪ ،‬بل وللمحاكمة مستفيدا من مهنته كقاض من قضاة برقة‪ .‬فمقاله كما نرى صحيفة اتهام‪ ،‬ضمنها الم ارفعة‬
‫وأقوال الدفاع‪ ،‬ثم إصدر الحكم‪ ،‬لكن المنطق ال مكان له في لغة المستعمر‪.‬‬
‫مهما يكن من أمر‪ ،‬فإن إبراهيم يتصدى في مقاله مرة أخرى لألقنعة التي تحاول بريطانيا إخفاء وجهها القبيح من خاللها‬
‫لتخدع به شعب هذه البالد‪ ،‬كما خدعت به شعوبا أخرى في الوطن العربي وفي آسيا وأفريقيا‪.‬‬
‫يفعل إبراهيم ذلك بجرأة نادرة‪ ،‬وكأنه قوة سياسية يجب على بريطانيا أن تحسب لها كل حساب‪.‬‬
‫بهذا نأتي على نهاية هذه المقاالت الصحفية التي استطعنا أن نصل إليها حتى اآلن‪ ،‬ومنها يمكننا أن نتلمس طريقنا لدراسة‬
‫خصائص المقالة عند إبراهيم األسطى عمر‪.‬‬
‫المبحث الثالث ــــ خصائص المقالة الصحافية عند إبراهيم األسطى عمر‪:‬‬
‫تلك هي المقاالت الصحفية التي استطعنا أن نصل إليها من نثر إبراهيم األسطى عمر‪ ،‬ورغم المحاوالت المتعددة التي‬
‫أجريت للبحث عن نماذج أخرى لنثره‪ ،‬فأننا لم نستطع الوصول إلى شيء منه في ألوان أخرى من النثر‪ ،‬ودراسة إال تلك‬
‫المقاالت الصحفية الخمسة وبذلك نستطيع أن نبين المعالم الرئيسية للمقالة والخصائص التي حظيت بها‪.‬‬
‫أوالً ـــــ الخصائص الموضوعية‪:‬‬
‫إن الموضوعات التي تناولها إبراهيم في مقاالته‪ ،‬مرتبطة بموضوع الوطن وما يلم به من أحداث‪ ،‬وما يراد به من كيد‪،‬‬
‫وكشف ذلك كله والتنبيه عليه‪ ،‬وقد تناولته مقاالت إبراهيم إذ قامت على األسس التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الرفض المطلق للحكم البريطاني‪ ،‬فلقد دخلت بريطانيا ليبيا باتفاقية بين أهل البالد وبينها‪ ،‬اتفاقية تقتضي أن تغادر‬
‫بريطانيا أرض ليبيا غداة طرد إيطاليا منها‪ ،‬وقد تم ذلك بالمساعدات التي قدمها الليبيون وبالتضحيات التي احتملتها األرض‬
‫الليبية‪ ،‬والتي كان قوامها الدمار والخراب وحقول األلغام‪ ،‬وال غرو‪ ،‬فقد كانت ساحة حرب‪.‬‬
‫‪ -2‬التصدي بحزم للفكرة االستعمارية التي طرحت بتقسيم التراب الليبي‪ ،‬فقد رأى في تلك الفكرة رغم ما استطاعت أن تجد‬
‫له من مؤيدين استطاعت أن تستميلهم بريطانيا بالمال والمنصب‪ ،‬رأى فيها خطوة استعمارية متقدمة في سبيل تفتيت الوطن‬
‫وتجريده من عناصر قوته‪ ،‬لذلك نجده ينبه إلى ذلك المنزلق الخطر ويسفه في عنف ال هوادة فيه كل من ساير بريطانيا في‬
‫فكرها أو انقاد له‪.‬‬

‫‪ -3‬كان إبراهيم من األدباء الذين قرو ار الخيار العربي‪ ،‬فهو االنتماء الحق الذي ال انتماء سواه‪ ،‬هذا االنتماء الذي جعله‬
‫يبارك كل خطوة عربية‪ ،‬لالقتراب نحو المشكلة الليبية وبالقدر ذاته الذي يلعن ويرفض أية خطوة أخرى‪ ،‬ويرفض المقارنة‬
‫بين الخطوتين على اعتبار أن الخطوة العربية‪ ،‬خطوة داخلية تهم العرب وحدهم بينما الخطوات األخرى‪ ،‬خطوات استعمارية‬
‫مشبوهة البد من الحذر منها بل والتصدي لها‪.‬‬
‫‪ -4‬تحميل بريطانيا وحدها كل المسؤولية لما يصيب البالد‪ ،‬وما يحل بها من مشاكل سواء أكان ذلك في الميدان‬
‫االقتصادي أو االجتماعي أو السياسي‪ ..‬بل ويذهب إلى ما هو أبعد من ذلك عندما يهدد بالخيار العسكري‪ ،‬خيار الثورة‬
‫الذي ال زال قائما‪ ،‬بعد أن قررت بريطانيا المجاهرة بإعالن حمايتها على ليبيا‪ ،‬فعل إبراهيم ذلك‪ ،‬وهدد بريطانيا‪ ،‬ال ككاتب‬
‫بل وكأنه قوة سياسية كاملة‪ ،‬تحمل لواء التحدي وتتحمل تبعاته ونتائجه‪.‬‬
‫هكذا نأتي على الخصائص الموضوعية لكتابة المقالة عند إبراهيم‪ ،‬الذي أنتمي فأحسن االنتماء لألرض‪ ،‬تعلقا بحبات‬
‫رملها‪ ،‬وللقوم وفاء لكل نبضة قلب نضخ بالعزيمة ذودا عن الوطن ووحدته المقدسة‪ ،‬واحتراقا لكل قدم دخيلة تدنس قدسية‬
‫ذلك الوطن‪.‬‬
‫ثانياً ـــــ الخصائص الفنية‪:‬‬
‫ونعني بذلك أسلوبه‪ ،‬وحال اللفظة عنده‪ ،‬والعصر الذي يمثله ذلك النثر أهو عصر النهضة األدبية التي عاش فيها‪ ،‬أو‬
‫خالف ذلك؟ فماذا نجد؟‬
‫نستطيع أن نقف على الخصائص الفنية التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ ـ ـ ـ من خالل تتبع تطور شكل المقالة الذي يبدأ من العنوان نستطيع القول إن إبراهيم األسطى عمر وفق في عناوين‬
‫مقالته؛ ألنها تدل عل ى المضمون داللة كاملة حتى لتكاد تق أر نصف المقالة من عنوانها‪ .‬ومن المالمح العامة على شكل‬
‫المقالة عنده سمة التجميع التي تؤدي إلى كثرة االستطراد واالنتقال من موضوع إلى آخر‪ ،‬إال إن هذه الموضوعات يوجد‬
‫بينها رابط يربط بعضها ببعض‪.‬‬
‫وقد خضع شكل المقاالت عنده من حيث الطول والقصر إلى تحكم شكل الصحيفة فيه‪ ،‬فهو يقصر بضيق مساحتها ويطول‬
‫باتساع صفحاتها‪.‬‬
‫‪ -2‬جاء كتابة ا لمقالة عنده من بنية النثر الفني في عصر النهضة‪ ،‬فال اهتمام فيه باللفظة على حساب المعنى‪ ،‬وال الجري‬
‫وراء المحسنات اللفظية والبديعية‪ ،‬بل لقد ترك األلفاظ تأتي على سجيتها‪ ،‬وأطلق لها العنان‪ ،‬فتاهت في بعض األحيان‬
‫وغرقت في البساطة‪ ،‬حتى وصلت إلى العامي والدارج‪ ،‬وتنافرت حينا كما أئتلفت أحيانا‪.‬‬
‫‪ -3‬بدت البساطة أهم مالح أسلوبه الذي دبجه على طريقة األسلوب العلمي المتأدب‪ ،‬فقدم الحقائق في نثرة‪ ،‬وأورد األرقام‬
‫ليدلل على صدق الحق ائق التي يناقشها‪ ،‬ولكنه لم يجرد تلك الحقائق عن العاطفة‪ ،‬فهو شاعر لذلك نجده ال يستطيع مغارقة‬
‫العاطفة بل هو يغلف حقائقه بغالف عاطفي‪.‬‬
‫‪ -4‬وعلى عادة كتاب عصر النهضة‪ ،‬ظل االهتمام بالموضوع هو الجانب المهم عنده‪ ،‬لذلك نجده يكثر التركيز على‬
‫موضوعه ويقدم األدلة والبراهين التي تحمل السامع أو القارئ على اإليمان بفكره الذي يطرحه‪ .‬وهو يقدم األدلة المنطقية‬
‫التي تؤدي إلى نتائج واضحة ال تحتمل التالعب أو االحتمال‪.‬‬
‫‪ -5‬مال في مذكراته ألسلوب السرد‪ ،‬بينما غلب على مقاالته أسلوب الخطابة ذلك األسلوب الذي بدا واضحا في أسلوب‬
‫ذيل مقاالته بعبارة قوية ال تحتمل النقاش‬
‫الخطاب‪ ،‬فكان القارئ أمامه يستمع إليه‪ ،‬كما أخذ من الخطابة نهايات الخطبة‪ ،‬إذ ّ‬
‫وال تسمح بإثارة الجدل‪ ،‬ونجده يستعين في تحقيق ذلك باللجوء إلى األقوال المأثورة واألمثال السائرة‪.‬‬

‫‪ -6‬ورغم أن الحوار قد كان ملمحا من مالمح شعره‪ ،‬إال أننا نجده يفارق أسلوب الحوار في نثره‪ ،‬ويستعيض عنه بالسرد مع‬
‫أن النثر يبيح له الحوار الهادئ‪ ،‬ويبدو أن الجدية في مقاالت قد صرفته عن الحوار وألجأته إلى الخطاب المباشر‪.‬‬
‫‪ -7‬كان صادق العاطفة في نثره‪ ،‬صدقا دفعه إلى الجرأة في القول مع استعداده لتحمل النتائج التي لم يكن من السهل على‬
‫اآلخرين احتمالها‪ .‬ولكن صدق العاطفة عنده‪ ،‬ظل هو المظهر الوحيد الذي يمكن له أن يضفي شيئا من الموسيقي على‬
‫نثره‪ ،‬فان سجام االلفاظ‪ ،‬وتساوي الجمل‪ ،‬وغيرها‪ ،‬لم تكن من األمور التي يحفل بها إبراهيم‪ ،‬لذلك نجد أن الموسيقي في نثره‬
‫إما هادئة إلى حد بعيد‪ ،‬أو منعدمة في العديد من المواقع‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫الحمد هلل الذي بحمده تتم الصالحات‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم‬
‫الدين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫من خالل ما تقدم نستطيع ان نلخص أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة فيما يأتي‪:‬‬
‫مقاالت إبراهيم األسطى عمر من الناحية الموضوعية‪:‬‬
‫ـ ـ ـ إن الموضوعات التي تناولها إبراهيم في مقاالته‪ ،‬مرتبطة بموضوع الوطن وما يلم به من أحداث‪ ،‬وما يراد به من كيد‪،‬‬
‫وركز في مقاالته على فكرة الوحدة (ألجزاء ليبيا) وذلك عنده مطلب وطني‪ ،‬يقتضي تسفيه الخصوم‪ ،‬وتعرية آرائهم‪.‬‬
‫ـ ـ الرفض المطلق للحكم البريطاني وتحميل بريطانيا وحدها كل المسؤولية لما يصيب البالد‪ ،‬وما يحل بها من مشاكل سواء‬
‫أكان ذلك في الميدان االقتصادي أو االجتماعي أو السياسي‪ ،‬بل ويذهب إلى ما هو أبعد من ذلك عندما يهدد بالخيار‬
‫العسكري‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ويؤكد الكاتب ضرورة وضع حد لكل ما يجري من مآسي على األرض العربية ‪ ...‬وهو هنا بعكس ما لمسناه في شعره‪،‬‬
‫ال يقدم الداء ويتناوله بالوصف وكفى‪ ،‬ولكنه يقدم الدواء أيضا‪ ،‬فهو يرى أن الدواء هو الوحدة العربية التي تجمع شمل‬
‫العرب وتعيد إليهم قوتهم تلك القوة الموحدة التي هي وحدها فصل الخطاب في عذابهم إذ بها وحدها يتم تحرير األرض‬
‫العربية ودحض الزور والبهتان وعندها يسود العدل والحق والسالم على األرض العربية‪.‬‬
‫ـ في مقاالت إبراهيم األسطى عمر سخرية واستخفاف باألسرة السنوسية التي كانت حاكمة‪ ،‬وكان على الحاكم أن يرفض‬
‫ازدواجية الوالء لشعبه‪ ،‬ويذكرنا بأن هؤالء الحكام وكل حكام العرب في تلك المرحلة‪ ،‬كانوا يجلسون على عروشهم بمباركة‬
‫هذا المستعمر وارادته‪ ،‬وهم على أي حال ال يجرؤون على الخروج عن إرادته فضال عن أنهم ال يجرؤون حتى على‬
‫محاورته‪.‬‬
‫مقاالت إبراهيم األسطى عمر من الناحية الفنية‪:‬‬
‫ـ ـ ـ من خالل تتبع تطور شكل المقالة الذي يبدأ من العنوان نستطيع القول إن إبراهيم األسطى عمر وفق في عناوين مقالته؛‬
‫ألنها تدل على المضمون داللة كاملة حتى لتكاد تق أر نصف المقالة من عنوانها‪ ،‬ومقاالته تأخذ مواصفات الكتابة الصحفية‪،‬‬
‫من حيث سهولة األلفاظ‪ ،‬ووضوح الفكرة‪ ،‬كما أنه يولى الموضوع الذي يناقشه ُجل اهتمامه‪ ،‬فيقدم الحدث ثم يعلق عليه‪،‬‬
‫بما يخدم توجهه الوطني‪.‬‬
‫ـ ـ ـ جاءت كتابة المقالة عنده من بنية النثر الفني في عصر النهضة‪ ،‬فال اهتمام فيه باللفظة على حساب المعنى‪ ،‬وال الجري‬
‫وراء المحسنات اللفظية والبديعية‪ ،‬بل لقد ترك االلفاظ تأتي على سجيتها‪ ،‬وأطلق لها العنان‪ ،‬فتاهت في بعض األحيان‬
‫وأغرقت في البساطة‪ ،‬حتى وصلت إلى العامي والدارج‪.‬‬

‫‪ -‬وعلى عادة كتاب عصر النهضة‪ ،‬ظل االهتمام بالموضوع هو الجانب المهم عنده‪ ،‬لذلك نجده يكثر التركيز على‬
‫موضوعة ويقدم األدلة والبراهين التي تحمل السامع أو القارئ على اإليمان بفكرة الذي يطرح‪ ،‬وهو يقدم األدلة المنطقية التي‬
‫تؤدي إلى نتائج واضحة ال تحتمل التالعب أو االحتمال‪.‬‬
‫‪ -‬ب دت البساطة أهم مالح أسلوبه الذي دبجه على طريقة األسلوب العلمي المتأدب‪ ،‬فقدم الحقائق في نثره‪ ،‬وأورد األرقام‬
‫ليدلل على صدق الحقائق التي يناقشها‪ ،‬ولكنه لم يجرد تلك الحقائق عن العاطفة‪ ،‬فهو شاعر لذلك نجده ال يستطيع مغارقة‬
‫العاطفة بل هو يغلف حقائقه بغالف عاطفي‪ ،‬وصدقه دفعة إلى الجرأة في القول مع استعداد لتحمل النتائج التي لم يكن من‬
‫السهل على اآلخرين احتمالها‪.‬‬
‫‪ -‬مال في مذكراته ألسلوب السرد‪ ،‬بينما غلب على مقاالته أسلوب الخطابة ذلك األسلوب الذي بدأ واضحا في أسلوب‬
‫الخطاب‪ ،‬فكان القارئ أمامه يستمع إليه‪ ،‬كما أخذ من الخطابة نهايات الخطبة‪ ،‬إذ ذيل مقاالته بعبارة قوية ال تحتمل النقاش‬
‫وال تسمح بإثارة الجدل‪ ،‬ونجده يستعين في تحقيق ذلك باللجوء إلى األقوال المأثورة واألمثال السائرة‪ ،‬ويبدو أن الجدية في‬
‫مقاالت قد صرفته عن الحوار والجأته إلى الخطاب المباشر‪.‬‬
‫توصيات البحث‬
‫مما خلص إليه هذا البحث من نتائج أوضحت دور المقالة األدبية في ليبيا من خالل ما يكتبه األدباء‪ .‬البد لنا أن نوصي‬
‫بتوصيات مهمة‪:‬‬
‫‪ -1‬التركيز على المقاالت األدبية في الصحافة الليبية لما لها من دور في تسجيل وتوثيق لألحداث والوقائع التي ارتبطت‬
‫بتطور األحداث السياسية في ليبيا‪.‬‬
‫‪ -2‬توجيه الباحثين في أدبنا الليبي إلى االعتماد على الدراسات الحديثة المعتمدة على قراءة المقالة األدبية وفق معايير‬
‫نقدية حديثة‪.‬‬
‫‪ -3‬ضرورة االهتمام بتنمية مهارات كتابة المقالة األدبية‪ ،‬وذلك من خالل االطالع على أطوار المقالة األدبية في ليبيا‪.‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬إبراهيم األسطى عمر‪ ،)1967( ،‬ديوان البلبل والوكر‪ ،‬جمعه‪ :‬عبد الباسط سليمان الدالل‪ ،‬وعبد اللطيف محمد‬
‫شاهين‪ ،‬مطبعة االسكندرية‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -2‬عزالدين اسماعيل‪ ،)1965( ،‬األدب وفنونه (دراسة ونقد)‪ ،‬دار الفكر العربي ـ القاهرة‪ ،‬ط‪.7‬‬
‫‪ -3‬عمر فروخ‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬قصة األدب في ليبيا‪ ،‬منشورات الشركة العامة للنشر‪ ،‬طرابلس‪.‬‬
‫‪ -4‬علي مصطفى المصراتي‪ ،)1957( ،‬شاعر من ليبيا "إبراهيم األسطى عمر"‪ ،‬مكتبة الشرق‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -5‬علي مصطفى المصراتي‪ ،)2000( ،‬صحافة ليبيا في نصف قرن‪ ،‬دار الجماهيرية للنشر والتوزيع‪ ،‬طرابلس‪.‬‬
‫‪ -6‬محمد بشير المغيربي‪ ،)1993( ،‬وثائق جمعية عمر المختار‪ ،‬مؤسسة دار الهالل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -7‬محمود الشنيطي‪ ،)1951( ،‬قضية ليبيا‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -8‬محمد طه الحاجري‪ ،)1962( ،‬الحياة األدبية في ليبيا‪ ،‬منشورات معهد الدراسات العربية ـ القاهرة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -9‬محمد مندور‪( ،‬د‪.‬ت) األدب وفنونه‪ ،‬دار النهضة مصر للطباعة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫الدوريات‬
‫‪ -1‬جريدة الوطن‪ ،)1947( ،‬تصدر عن جمعية عمر المختار ـ بنغازي‪ ،‬العدد‪6 ،72 :‬ـ مايو‪.‬‬
‫‪ -2‬جريدة الوطن‪ ،)1947( ،‬تصدر عن جمعية عمر المختار ـ بنغازي‪ ،‬العدد‪10 ،77 ،‬ـ يونيو‪.‬‬

‫‪ -3‬جريدة الوطن‪ ،)1947( ،‬تصدر عن جمعية عمر المختار ـ بنغازي‪ ،‬العدد‪9 ،90 ،‬ـ سبتمبر‪.‬‬
‫‪ -4‬جريدة الوطن‪ ،)1947( ،‬تصدر عن جمعية عمر المختار ـ بنغازي‪ ،‬العدد‪10 ،79 ،‬ـ يونيو‪.‬‬
‫‪ -5‬جريدة الوطن‪ ،)1947( ،‬تصدر عن جمعية عمر المختار ـ بنغازي‪ ،‬العدد‪ 4 .18 ،68 ،‬ابريل‪.‬‬

‫مظاهر القيم ال ُخلقية في معلقة طرفة ابن العبد‬
‫د‪ .‬ابوهداية محمد اسماعيل‬
‫مستخلص‪:‬‬
‫الخلقـي فـي المعلقـة ومـا لألخـالق‬

‫الخلقيـة فـي معلقـة طرفـة بـن العبـد‪ ،‬الهـدف منهـا تبيـين الجانـب ُ‬
‫هذه الدراسة عن مظاهر القيم ُ‬
‫مــن أثــر فــي نظــم الشــاعر‪ ،‬وهــي د ارســة جديــدة تكمــن أهميتهــا فــي ّأنهــا تتخــذ األخــالق مــدخالً لقـراءة وتحليــل الــنص‪ ،‬واعتمــدت الد ارســة‬
‫المنهج الوصفي االستقرائي‪ ،‬وارتكزت في مادتها على ما أورده القدامى من شـروح ونصـوص مـا تناولـه المحـدثون مـن د ارسـات‪ ،‬وكانـت‬
‫نتائج الدراسة ‪ :‬تميز طرفة بقوة العزيمة وهذا قـد ظهـر جليـاً فـي معلقتـه‪ ،‬وأن معلقـة طرفـة عبـارة عـن تقريـر واضـح عـن معتقـده ونظرتـه‬
‫للحياة ‪ ،‬وأن طرفة لم يداهن ولم يصانع فجاءت لغته صريحة في التعبير عن رؤاه ومعتقـده‪ ،‬أن األخـالق هـي التـي كانـت تقـود وتحـرك‬
‫طرفة سواء المكارم أم المخازي منها‪.‬‬
‫نوصي بإعادة قراءة معلقة طرفة بطريقة يكون مفتاحيها األخالق‪ ،‬والدوفع النفسية‪.‬‬
‫‪ABSTRACT‬‬
‫‪This study about the manifestations of moral in the outstanding Tarfa bin al-Abd's. The‬‬
‫‪aim of the study which is to show the moral aspect of the pedant and the ethics of the‬‬
‫‪influence in the systems of the poet, this is a new study whose importance lies in the fact that‬‬
‫‪morality is an introduction to reading and analysis of poetic text. The study followed the‬‬
‫‪inductive and descriptive method, The results of the study were characterized by power of‬‬
‫‪determination, which was clearly evident in his commentary, and that there was a clear‬‬
‫‪comment on his belief and his view of life through his comment. On his visions and belief,‬‬
‫‪that Tarfa Ibn Alabd was driving by the power of morality whether the kindness or‬‬
‫‪wickedness. The study recommend that to re-read the Tarfa's pedant in a way that has its key‬‬
‫‪morality once, and psychological rebirth again.‬‬
‫امتن بـه علـى خلقـه لتأديـة حقـه‪ ،‬وأشـهد لـه بـاإلخالص ال‬
‫الحمد هلل الذي فتق العقول بمعرفته‪ ،‬وأطلق األلسن بحمده‪ ،‬وجعل ما ّ‬
‫ٍ‬
‫ماض آت‪ ،‬والحاض على اغتفار الهنات‪ ،‬وعلى آله وصحبه الثقات‪.‬‬ ‫أن محمداً عبده ورسوله الخاص بسيادة ك ّل‬
‫إله غيره‪ ،‬و ّ‬
‫هذه الدراسة عن معلقة طرفـة بـن العبـد‪ ،‬وهـي محاولـة لجعـل األخـالق معيـا اًر يمكـن مـن خاللـه قـراءة الشـعر وتحليلـه‪ .‬ويسـتطيع‬
‫القــارئ لمعلقــة طرفــة أن يالحــظ األثــر الواضــح لألخــالق فيتشــكيل نظمــه لقصــيدته‪ ،‬فالشــاعر جمــع فــي معلقتــه مــا يعتقــد فيــه مــن مكــارم‬
‫األخالق ومفاسدها‪ ،‬فطرفة شاب اليخلو من نزق مرده إلى صغر السن‪ ،‬ومع ذلك فقد أظهر نضجاً عقلياً‪ ،‬وحكماً فلسـفياً فـي كثيـر مـن‬
‫قضايا الحياة الجاهلية وأسلوب العيش فيهـا‪ ،‬وهـي فلسـفة تقـوم علـى االسـتمتاع بالحيـاة فـي جميـع جوانبهـا لقصـر عمـر اإلنسـان وترصـد‬
‫الموت له‪.‬‬
‫طرفة ابن العبد‪:‬‬

‫نسبه ‪:‬‬
‫ضـب ْيعة بـن ق ْـيس بـن ث ْعلبـة بـن‬

‫قال الخطيب التبريزي والزوزني وابن األنباري ‪ :‬هو عمرو بن العبد بن ُسفيان بن سعد بن مالـك بـن ُ‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫اسط بن ِه ْنب بن أ ْفصى بن ُد ْعمـى بـن ج ِديلـة بـن أسـد بـن ربيعـة ابـن نـزار بـن مع ّـد بـن‬
‫عكآبة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ق ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ع ْدنان‪.‬‬
‫ق ــال محمـ ــد ب ــن حبيـ ــب(*)في"ألق ــاب الشعراء"اسـ ــمه(‪ُ :)4‬عبي ــد بـ ــن العب ــد بـ ــن س ــفيان بـ ــن س ــعد بـ ــن مال ــك‪ .‬وقـ ــال اب ــن قتيبـ ــة في"الشـ ــعر‬
‫بن الع ْب ِد بن سفيان‪.‬‬
‫والشعراء"اسمه ‪ :‬طرفةُ ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫لقب غلب عليه حتى ُن ِسي اسمه‪ ،‬فقد جاءه من بيت شعر قاله‪ ،‬قال محمد بن حبيب(‪ :)6‬وطرَّفة قوله(‪:)7‬‬
‫طرفة‪ٌ :‬‬
‫بالد ِار إِذ وقفا‬

‫وال أميرْي ُكما َّ‬ ‫كاء اليوم ُمطَّ ِرفا‬
‫ال تُع ِجال بالب ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ُغ ِف ْل ح ُمولة م ْعب ِد‬

‫ت فلم أ ْ‬
‫نش ْد ُ‬ ‫على غير شئ قلته غير ّأننِي‬
‫نشأته ‪:‬‬
‫األم وحيـدة‪،‬‬
‫أسرة طرفة بن العبد‪ ،‬التي نشأ فيها وربا بينها‪ ،‬كـان ألحوالهـا علـى طبعـه أثـر‪ ،‬وفـي شـعره أكثـر مـن خبـر؛ فـاألب متـوفى‪ ،‬و ّ‬
‫أن لهــذا التكــوين أثــر قــوي علــى نفــس طرفــة الــذي ماانفــك ثــائ اًر علــى األغنيــاء واألقربــاء‬
‫والبنــون صــغار‪ ،‬واألعمــام فــيهم ظلــم؛ ونظـ ّـن ّ‬
‫والزعماء‪ ،‬وجعل لنفسه آراء خاصة في الحياة خالف فيها كثي اًر مما كان سائداً في بيئته الجاهلية‪.‬‬
‫إن تـاريخ طرفـة مــتلفّح بـالغموض‪ ،‬شـأنه فــي ذلـك شـأن كثيــر مـن أخبـار ذلــك العصـر‪ ،‬أكثـر األمــور غموضـاً هـي مكــان والدتـه‪ ،‬وتــاريخ‬
‫ّ‬
‫يتعرض لذلك بذكر‪ ،‬الثابت عند الرواة جميعاً من أخبار طرفة ما قيـل عـن هجائـه لعبـد عمـرو بـن بشـر‬
‫فإن أحداً من الباحثين لم ّ‬
‫وفاته‪ّ ،‬‬
‫سيد أهل زمانه‪ ،‬ومن أحسنهم جسماً بقوله(‪:)8‬‬
‫بن مرثد ّ‬
‫أن له ك ْشحاً‪،‬إذا قام‪،‬أهضما‬

‫نى و ّ‬ ‫ِ‬ ‫ال خ ْير ِف ْي ِه غ ْير ّ‬
‫أن له غ ً‬
‫‪") 1‬شرح القصائد العشر"‪،‬للخطيب التبريزي(أبوزكريا يحيي بن علي بن محمد الشيباني)‪،‬تحقيق‪:‬محمد محي الدين عبد الحميد‪،‬ط أولى‪ ،‬مطبعة‬
‫السعادة‪،‬مصر‪،‬د‪.‬ت‪،‬ص‪.9:‬‬
‫بع"‪،‬للزوزني(أبو عبداهلل الحسين بن أحمد بن الحسين)‪ ،‬تحقيق‪:‬عبد الرحمن المصطاوي‪،‬دار المعرفة‪،‬بيروت‪1423،‬هـ‬
‫ّ‬ ‫الس‬
‫‪")2‬شرح المعلّقات ّ‬
‫‪،‬ص‪.67:‬‬
‫ُمه(حبيب)‪،‬انظر‪":‬معجم األدباء"‪،‬لياقوت الحموي(شهاب الدين أبوعبد اهلل ياقوت بن عبد‬
‫*)أبوجعفر(محمد بن حبيب)‪،‬ال يعرف أبوه‪،‬وانما نسب إلى أ ّ‬
‫عباس‪،‬ط أولى‪،‬دار الغرب‪،‬بيروت‪،‬د‪.‬ت‪،‬ج‪،18‬ص‪.112:‬‬ ‫اهلل)‪،‬تحقيق‪:‬د‪.‬إحسان ّ‬
‫السبع الطّ ّوال الجاهليات"‪،‬البن األنباري(محمد بن القاسم)‪ ،‬تحقيق‪:‬عبد السالم محمد هرون‪،‬ط الخامسة‪،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪")3‬شرح القصائد ّ‬
‫‪1963‬م‪،‬ص‪.117:‬‬
‫جعفر(محمد بن حبيب ت‪245:‬هـ)‪،‬لجنة األليف والتّرجمة‪1954،‬م ‪،‬ص‪.320:‬‬
‫ّ‬ ‫‪")4‬ألقاب ال ّشعراء"‪،‬ألبي‬
‫‪")5‬الشعر والشعراء"‪،‬البن قتيبة‪،‬تحقيق‪:‬أحمد محمد شاكر‪،‬دار المعارف‪،‬القاهرة‪(،‬د‪.‬ت)‪،‬ج‪،1‬ص‪.185:‬‬
‫‪")6‬ألقاب الشعراء"‪،‬ألبي جعفر(محمد بن حبيب ت‪245:‬هـ)‪،‬ص‪.320:‬‬
‫‪")7‬ديوان طرفة بن العبد"‪،‬شرح األعلم الشنتمري‪،‬تحقيق‪:‬درية الخطيب وآخرون‪،‬ط ‪،2‬المؤسسة العربية‪،‬بيروت‪2000 ،‬م‪،‬ص‪.171:‬‬
‫‪)8‬المصدر نفسه‪":‬ديوان طرفة بن العبد"‪،‬ص‪.106:‬‬

‫قد أرَّخ الزوزني لمولده ووفاته(‪( :)1‬بسـنة‪60-86:‬ق‪.‬ه)‪( ،‬سـنة‪564-538:‬م)‪ ،‬أشـار أبـوجعفر النحـاس إلـى تـأريخ وفاتـه قـائالً(‪ :)2‬تـوفى‬
‫سنة‪ 70:‬قبل الهجرة‪ ،‬ذكر ذلك الشنقيطي بقوله(‪ :)3‬مات طرفة سنة‪ 70:‬قبل الهجرة وسنة‪550:‬م أو‪552‬م للمسيح‪.‬‬
‫أن عمـره عشـرين أوسـتاً وعشـرين سـنة‪ ،‬وص ّـح اعـتالء‬

‫صح مقتل طرفة في عهـد عمـرو بـن هنـد علـى يـد عاملـه بـالبحرين ‪ ،‬وص ّـح ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫إن ّ‬
‫ْ‬
‫ـإن طرفـة يكـون قـد ولـد بعـد سـنة‪528:‬م‪ ،‬ومـات قبـل‬
‫عمرو بن هند عرش الحيرة سنة‪554:‬م‪ ،‬وص ّـح تـاريخ نهايـة حكمـه سـنة‪569 :‬م‪ ،‬ف ّ‬
‫سنة‪569 :‬م‪ ،‬بين هاتين السـنتين عـاش طرفـة حياتـه القصـيرة‪ ،‬وقـال التبريـزي(‪ :)5‬فكـان تحـت رعايـة أعمامـه‪ ،‬فـأهملوا تربيتـه ولـم ُيحسـنوا‬
‫الدعة والبطالة‪ ،‬وعكف على اللهو وشرب الخمر‪.‬‬
‫الدأب‪ ،‬ومال إلى ّ‬ ‫تأديبه‪ ،‬فعزفت نفسه عن الج ِّ‬
‫ِّد و ّ‬
‫احتج ـوا لــذلك بمــا رواه ابــن قتيبــة عــن أبــي ُعبيــدة‬
‫بأنــه عــاش عش ـرين ســنة‪ ،‬و ّ‬
‫الــرواة مختلفــون فــي عــدد ســنوات عم ـره‪ ،‬إذ يقــول بعضــهم ّ‬
‫بأن لبيد بن ربيعة قد مر بمجلس بني نهد بالكوفة‪ ،‬فبعثـوا خلفـه غالمـاً يسـأله مـن أشـعر النـاس‪ ،‬فقال‪:‬الملـك ِ‬
‫الضـلّيل؛ يعنـي امـ أر‬ ‫قال ‪ّ :‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ّ‬
‫يحتجـون لـذلك بقـول أختـه‬
‫ّ‬ ‫ـإنهم‬
‫بأنـه عـاش سـتاً وعشـرين سـنة‪ ،‬ف ّ‬
‫أما الـذين قـالوا ّ‬
‫القيس‪ .‬قال‪:‬ثم من؟ قال‪ :‬ثم ابن العشرين؛ يعني طرفة‪ .‬و ّ‬
‫ترثيه(‪:)7‬‬
‫عددنا له ستاً وعشرين ِح ّجةً فلما توفاها استوى ّ‬

‫سيداً ض ْخما‬
‫خير ٍ‬
‫حال الوليداً والق ْحما‬ ‫ِ‬ ‫فُ ِج ْعنا به لما رجونا إِيابه على‬
‫قد اختلفت رواية أبي زيد القرشي في الجمهرة‪ ،‬إذ روى(‪( :)8‬ن ِع ْمنا به خمساً وعشرين ِح َّجةً)بدالً من(عددنا له ستاً وعشرين ِح ّجةً)‪.‬‬
‫عمر هو ٍ‬
‫ست وعشرين سنة فقط‪ ،‬ولعل هذا هو أرجح األقوال في عمره‪.‬‬ ‫فإن غاية ما بلغة طرفة من ٍ‬
‫على ك ّل حال ّ‬
‫أن يذكر الرواة بعض أوص ٍ‬

‫ـاف لطرفـة‪ ،‬وهـم يختلفـون فـي سـني عمـره‪ .‬قـال المرزبـاني(‪ :)9‬كـان آدم أزرق أوقـص أفـرع أ ْكشـف‬ ‫من عجب ْ‬
‫الصدر متأثّل الخ ْلق(*)‪ .‬فمن أين جاءتهم هذه األوصاف؟ وهم مختلفون حول وقت ميالده‪ ،‬وسنوات عمره‪.‬‬
‫أ ْزور ّ‬
‫‪")1‬شرح المعلقات السبع" للزوزني‪،‬ص‪.67:‬‬

‫‪")2‬شرح القصائد التّسع المشهورات"‪،‬ألبي جعفر أحمد بن محمد النحاس ت‪338:‬هـ‪،‬تحقيق‪:‬أحمد خطاب‪،‬دار الحرية للطباعة‪،‬بغداد‪1973،‬م‪،‬القسم‬
‫األول‪،‬ص‪.207:‬‬
‫‪")3‬المعلّقات العشر وأخبار قائليها"‪،‬جمع تصحيح‪:‬أحمد بن األمين ال ّشنقيطي ط ثالثة‪،‬مكتبة الخانجي‪،‬القاهرة‪1993،‬م ص‪.13:‬‬
‫‪")4‬الشعر والشعراء"‪،‬البن قتيبة‪،‬ج‪،1‬ص‪.186:‬‬
‫ي‪،‬تحقيق‪:‬محمد محي الدين عبد الحميد ‪،‬ص‪.9:‬‬
‫ّ‬ ‫‪")5‬شرح المعلقات العشر"‪،‬للتبريز‬
‫‪")6‬الشعر والشعراء"‪،‬البن قتيبة‪،‬ج‪،1‬ص‪.190-189:‬‬
‫‪")7‬ديوان طرفة بن العبد"‪،‬شرح األعلم الشنتمري‪،‬ص‪.112:‬‬
‫انظر‪":‬المزهر في علوم اللغة وأنواعها"‪،‬للسيوطي(عبد الرحمن جالل الدين)شرح وضبط وتصحيح‪:‬محمد أحمد جاد المولى وآخران‪،‬ط ثالثة‪ ،‬دار‬
‫التراث‪،‬القاهرة‪(،‬د‪.‬ت)‪،‬ج‪،2‬ص‪.485:‬‬
‫انظر‪":‬العمدة في محاسن الشعر وآدابه"‪،‬البن رشيق(أبي علي الحسن القيرواني)‪،‬تحقيق‪:‬محي الدين عبد الحميد‪1994 ،‬م‪،‬ج‪،1‬ص‪.57:‬‬
‫محمد البجاوي‪،‬نهضة‬
‫‪")8‬جمهرة أشعار العرب في الجاهلية واإلسالم"‪،‬ألبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي‪،‬تحقيق‪:‬علي ّ‬
‫مصر‪،‬القاهرة‪(،‬د‪.‬ت)‪،‬ص‪.93:‬‬
‫محمد بن عمران بن موسى‪384-297 :‬هـ)‪،‬دار إحياء الكتب العربية‪1960 ،‬م‪،‬ص‪.3:‬‬
‫‪")9‬معجم ال ّشعراء"‪،‬للمرزباني(أبوعبيد اهلل ّ‬

‫شاعرية طرفة ‪:‬‬
‫أما شاعرية طرفة فقد كانت عنوان نبوغ‪ ،‬وكان ومازال موضع تقدير األدباء‪ ،‬وظ ّل نبوغه المبكر لغ اًز من األلغاز‪ ،‬حيـّر الباحثين وشغل‬ ‫ّ‬
‫أذهان القدماء منهم والمحدثين‪ .‬وا ّال فكيف تبوأ تلك المكانة المرموقة في سني عمـره القصـار بـين المعمـرين مـن الشـعراء أربـاب الـدواوين‬
‫الكبار‪.‬‬
‫قــد وصــلت إلينــا أخبــار نبوغــه المبكــر مــن نتــف األخبــار والقصــص العــابرة التــي تــرددت علــى ألســنة الــرواة(‪ :)1‬كقصــته مــع القنــابر وهــو‬
‫صغير في السابعة من عمره‪ ،‬فملخصها‪ :‬كان قد رافق أحد أعمامـه فـي سـفر‪ ،‬فلمـا خطـوا رحلهـم يسـتريحون فـي الصـحراء‪ ،‬ذهـب طرفـة‬
‫أن تقـع علـى فخـه فلـم تفعـل‪،‬‬
‫ب‪ ،‬شأنه في ذلك شأن الصـبية مـن أت اربـه‪ ،‬وظـ ّل يومـه يرقـب القنـابر ْ‬
‫بفخ له فنصبه للقنابر‪ ،‬ونثر عليه الح ّ‬
‫حذرت أمره‪.‬‬
‫ْ‬ ‫فقد‬
‫فخــه ومضــى‪ ،‬التفــت إلــى القنــابر فوجــدها تســقط علــى مكــان الفــخ‪ ،‬تلــتقط الحــب المنثــور فهــيج ذلــك‬
‫لمــا أراد الركــب المســير أخــذ طرفــة ّ‬
‫قريحته المبكرة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫الجو فبيضي و ِ‬
‫أصفري‬ ‫الك ِم ْن قُّبرٍة بِمع ٍ‬
‫ي ِ‬
‫لك ّ ّ‬ ‫مر خال‬
‫رحل الصياد‪ 2‬عنك فأبشري‬ ‫أن ّتنقّري قد‬ ‫ونقّ ِري ما ِش ِ‬

‫ئت ْ‬
‫من صيدك يوماً فاصبري‬ ‫الفخ فماذا تحذري البد‬

‫ورفع ّ‬
‫مر بنا خبرها‪.‬‬

‫أمه‪ ،‬فقد ّ‬
‫حق ّ‬
‫أما القصة الثانية‪ :‬وهي هجاء طرفة ألعمامه حين هضموا ّ‬
‫ّ‬
‫قصـة قولـه ‪ -‬وكـان ال زال صـغي اًر يلعـب مـع الصـبيان‪(: -‬اسـتنوق‬
‫أما القصة الثالثـة التـي دلّـل البـاحثون بهـا علـى نبوغـه المبكـر‪ :‬فهـي ّ‬
‫ّ‬
‫الجمل)بالرفع في(الجم ُل)على الفاعـل‪ ،‬والنصـب علـى المفعـول بـه؛ مـع خالـه المـتلمس؛ نسـبها ابـن قتيبـة(‪ ،)3‬أوالمسـيب بـن علـس؛ نسـبها‬
‫أن ثالثتهم قد عاصر طرفة‪.‬‬
‫اآلمدي ‪ ،‬أوعمرو بن كلثوم؛ نسبها أبوزيد القرشي والمرزباني في الموشح ‪ .‬والثابت ّ‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫أن نضر بن شميل قال(‪ :)2‬طرفة‬

‫عده أبوعمرو أحد األربعة األوائل واألخرون هم ‪ :‬امرؤ القيس والنابغة والمهلهل‪ .‬وذكر السيوطي ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫قد ّ‬
‫السموط‪ .‬وقال أبوعبيد‪ -‬فيما ذكره ابن قتيبة(‪ :)3‬طرفة أجودهم واحـدة‪،‬‬
‫أشعر الناس‪ .‬وهو صاحب أحد القصائد السبع الطوال المعلقات أو ّ‬
‫*)"الصحاح‪ -‬تاج اللغة وصحاح العربية"‪،‬الجوهري(إسماعيل بن حماد ‪393‬هـ)‪،‬تحقيق‪:‬أحمد عبد الغفور عطار‪،‬ط ثانية‪،‬دارالعلم‬
‫ّ‬
‫الزرق‪:‬شدة صفاء اللون (الصحاح‪،‬ج‪،4‬مادة‪:‬زرق)‪ ،‬والوقص‪ :‬قصر‬
‫ّ‬ ‫للماليين‪،‬بيروت‪1979،‬م‪.‬اآلدم من الناس األسمر(الصحاح‪،‬ج‪،5‬مادة‪:‬أدم)‪،‬و‬
‫العنق(الصحاح‪،‬ج‪،4‬مادة‪ :‬وقص)‪،‬واألفرع‪:‬الوافي الشعر وهو ضد األصلع(الصحاح‪،‬ج‪،3‬مادة‪:‬فرع)‪،‬واألكشف‪:‬الذي تنبت له شعرات في قصاص‬
‫ناصيته التكاد تسترسل؛ والعرب تتشاءم به(الصحاح‪،‬ج‪،4‬مادة‪:‬كشف)‪.‬والزور‪:‬ميل في وسط الصدر(الصحاح‪،‬ج‪،4‬مادة‪:‬زور)‪،‬ومتأثل‪:‬عظيم الخلق‬
‫(الصحاح‪،‬ج‪،4‬مادة‪ :‬أثل)‪.‬‬
‫‪)1‬المصدر نفسه‪":‬ديوان طرفة بن العبد"‪،‬ص‪.158:‬‬
‫محمد ناصر الدين‪،‬ط ثالثة‪،‬دار الكتب العلمية‪،‬بيروت‪2000،‬م‪،‬ص‪.49:‬‬
‫وانظر‪":‬ديوان طرفة بن العبد"‪،‬شرح‪:‬مهدي ّ‬
‫‪2‬‬
‫‪")3‬الشعر والشعراء"‪،‬البن قتيبة‪،‬تحقيق‪:‬أحمد محمد شاكر‪،‬ج‪،1‬ص‪.191:‬‬

‫‪")4‬الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري"‪،‬لآلمدي‪،‬تحقيق‪:‬السيد صقر‪،‬دار المعارف‪،‬القاهرة‪1965،‬م‪،‬ص‪.26:‬‬
‫‪")5‬جمهرة أشعار العرب"‪،‬ألبي زيد القرشي‪،‬تحقيق‪:‬البجاوي‪،‬ص‪.93:‬‬

‫ِ ِّ‬
‫وسويد بن أبي كاهل‪.‬‬ ‫ولكنه ُيوضع مع أصحابه‪ :‬الحارث بن حل ِزة وعمرو بن كلثوم ُ‬ ‫النابغة‪ّ ،‬‬
‫وال ُيلحق بالبحور‪ ،‬يعني ام أر القيس وزهي اًر و ّ‬
‫وقد وضعه ابن سالم في الطبقة الرابعة‪ ،‬وأضاف(‪ :)4‬وهم أربعـة فحـول موضـعهم مـع األوائـل؛ واّنمـا أخـ ّل بهـم ِقلّـة شـعرهم بأيـدي الـرواة‪.‬‬
‫ـص‬
‫وقال عنه أبو عثمان األشنانداني ‪ :‬نبغ في الشعر من حداثته‪ ،‬حتى صار ُيعد من الطبقة األولـى‪ .‬وقـال عنـه القيروانـي ‪ :‬ولقـد ُخ ّ‬
‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫بأوفر نصيب من الشعر على أنزر نصيب من العمر‪ .‬وقال التبريزي(‪ :)7‬يمتاز طرفة بصدق الوصف‪ ،‬والبعد عن المغاالة واإلغراق‪.‬‬
‫قــد كـ ّـون شــاعرنا مــذهباّ خاص ـاً بالحيــاة وانــتهج ســلوكاً مـ ّـي ـ ـزه عــن غي ـره‪ .‬والمتص ـفّح لديوانــه يخــرج بانطبــاع‪ ،‬وهــو اإلباحيــة المطلقــة التــي‬
‫وقصة موته أثر بعيد‪.‬‬
‫اتّصف بها‪ ،‬واالعتداد بالنفس‪ ،‬والجراءة على الهجاء بصورة كان لها في لون حياته ّ‬
‫معتداً بنفسه‪ ،‬مفتخ اًر بشجاعته وفروسـيته‪ُ ،‬م ِـدالًّ بمكانتـه فـي قومـه‪،‬‬
‫أن طرفة بن العبد‪ ،‬كان شاباً منطلقاً ال يلوي على شئ‪ّ ،‬‬
‫نخلص إلى ّ‬
‫النـاس‪ ،‬وهـو بـين هـذا وذاك يسـتبيح كـ ّل لـ ّذة‪ ،‬ويقتـنص كـل فرصـة للهـو‪ ،‬اليردعـه رادع‪ ،‬وال‬
‫مرخياً لنفسه العنان في هجاء مـن يشـاء مـن ّ‬
‫يحسب حساباً للعواذل والالئمين‪.‬‬
‫معلقة طرفة‪:‬‬
‫أن طرفـة نظمهـا إثـر‬

‫يرجح بعـض شـارحيها ّ‬
‫أما شعره الذي استحق به تلك المرتبة المتقدمة بين الشعراء الجاهليين فأبرزه المعلقة‪ ،‬والتي ّ‬
‫ّ‬
‫أن يـؤازه فـي‬
‫عمـه مالـك ْ‬
‫مشادة بينه وبين ابن عمه مالك بعد أن أنفق ميراثه على الخمر واللهو‪ ،‬وأضاع إبل أخيه معبد‪ .‬فطلب من ابـن ّ‬
‫ّ‬
‫وحرك كوامن شاعريته‪ ،‬فقال المعلقة"‪.‬‬
‫عمه المه على تفريطه‪ ،‬فأثار هذا غضبه‪ّ ،‬‬
‫"لكن ابن ّ‬
‫طلبها‪ .‬قال عمر فاروق الطّّباع ‪ّ :‬‬
‫(‪)8‬‬
‫تتم دفعة واحدة؛ بل يـزاد فيهـا‪ ،‬ويحـذف منهـا‪ ،‬ومناسـبة هـذه‬

‫أن ّ‬‫أن هذه القصائد الطوال اليمكن ْ‬
‫همو ‪ :‬مما الشك فيه ّ‬
‫(‪)9‬‬
‫قال عبد المجيد ّ‬
‫القصيدة هي وصف ظلم أقاربه‪.‬‬
‫النــاس واحــدة‪ .‬وقــال ابــن قتيبــة(‪ :)11‬هــو أجــودهم طويلــة‪ .‬وقــال‬

‫فأمــا طرفــة فأشــعر ّ‬
‫قــد تحــدث العلمــاء عنهــا‪ ،‬فقــال محمــد بــن ســالم ‪ّ :‬‬
‫(‪)10‬‬
‫أبوعمرو بن العالء ‪ -‬فيما ذكره ابن عبد رّبه ‪ :‬طرفة أشعرهم واحدة‪ .‬وقال ابن رشيق والسيوطي في باب المـُـقلِّين من الشعراء ‪ّ :‬‬
‫إن‬ ‫(‪)13‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫الناس بواحدة عند العلماء‪ ،‬وهي المعلقة التي يقول فيها‪:‬‬ ‫طرفة فضل ّ‬
‫همو‪،‬ط أولى‪،‬منشورات مؤسسة األعلمي‪ ،‬بيروت‪2001،‬م‪ ،‬ص‪.38:‬‬

‫‪")1‬شرح المعلّقات التّسع"‪،‬ألبي عمرو ال ّشيباني‪،‬تحقيق‪:‬عبد المجيد ّ‬
‫‪")2‬المزهرفي علوم اللغة وأنواعها"‪،‬للسيوطي‪،‬ج‪،2‬ص‪.481:‬‬
‫‪")4‬طبقات فحول ال ّشعراء"‪،‬تأليف‪:‬محمد بن سالم الجمحي‪،‬شرح‪:‬محمود شاكر‪،‬ط أولى‪،‬مطبعة المدني‪،‬القاهرة‪1974 ،‬م‪،‬ص‪.115:‬‬
‫‪")5‬معاني الشعر"‪،‬ألبي عثمان األشنانداني ت‪288:‬هـ‪،‬دمشق‪1922،‬م‪،‬ص‪.16:‬‬
‫‪")6‬أعالم الكالم"‪،‬للقيرواني ت‪460:‬هـ‪،‬مطبعة الخانجي‪،‬مصر‪1926،‬م‪،‬ص‪.16:‬‬
‫ي‪،‬تحقيق‪:‬محمد محي الدين عبد الحميد ‪ ،‬ص‪.10:‬‬
‫ّ‬ ‫‪")7‬شرح المعلقات العشر"‪،‬للتبريز‬
‫‪")8‬شرح المعلقات العشر المذهبات"‪،‬للتبريزي‪،‬ضبط وشرح د‪.‬عمر فاروق الطباع‪،‬ص‪.75:‬‬
‫‪")9‬شرح المعلقات التسع"ألبي عمرو الشيباني‪،‬ص‪.38:‬‬
‫‪")10‬طبقات فحول الشعراء"‪،‬لمحمد بن سالم‪،‬دار المعارف‪،‬ص‪.115:‬‬
‫‪" ) 12‬العقد الفريد"‪،‬البن عبد ربه(أحمد بن محمد بن عبدربه األندلسي)‪،‬تحقيق‪:‬محمد العريان‪،‬مطبعة االستقامة‪1940 ،‬م‪،‬ج‪ ،5‬ص‪.271:‬‬
‫‪")13‬العمدة في محاسن وآدابه"‪،‬البن رشيق القيرواني‪،‬ج‪،1‬ص‪.57:‬‬

‫اه ِر ا ْلي ِد‬

‫تلُوح كباقي ا ْلو ْشِم في ط ِ‬
‫ُ‬ ‫طال ٌل بِب ْرق ِة ث ْهم ِد‬ ‫ِ‬
‫لخولة أ ْ‬
‫ع َّدها بعضهم معلقة التأمل و ِ‬

‫الحكم من خالل الجانب التأملي النفسي لطرفة في اإلحساس بجمال الحياة‪ ,‬إلي جانـب اإلحسـاس بـالموت‬
‫بوصفه هاجساً مسيط اًر على تفكيره ‪ .‬وقـال د‪.‬طـه حسـين‪" :‬فهـو لـيس صـاحب لـ ّذة غليظـة تصـدر عـن الحـس لترضـى الحـس‪ ،‬واّنمـا هـو‬
‫أن قومه عجزوا عن فهمه فأنكروه"(‪.)1‬‬
‫وبناء على ذلك يرى ّ‬
‫ً‬ ‫صاحب ل ّذة رقيقة تصدر عن تفكير وفلسفة‪ ،‬وعن اختبار الحياة‪،‬‬
‫مظاهر وصور القيم ال ُخلقية ‪:‬‬
‫مثلت األخالق مركز الشعر الجاهلي‪ ،‬فلها يعيشون وعنها يصدرون‪ ،‬فالشعر الجاهلي ما وجـد فـي األصـل إال للتغنـي بمكـارك األخـالق‬
‫ت األخــالق قاعــدةً‬
‫والشــيم‪ ،‬ومــا القصــيدة الجاهليــة إال وســيلة الشــاعر للتعبيــر عــن مذهبــه فــي الحيــاة‪ ،‬ومــا يعتقــده‪ ،‬ويــؤمن بــه‪ .‬وقــد ُعـ ّـد ْ‬
‫النطالق الشعر والشاعر‪ ،‬فأصبح لزاماً على الشاعر حتى ينال قدره العالي‪ ،‬ومكانته الرفيقة أن يتمثلها في قصيدته‪ ،‬وما نالته المعلقـات‬
‫من مكانة إال ألنها مجدت أخالق الجاهلييين‪ ،‬فالشاعر الجاهلي استطاع أن يجعل من الشعر واألخـالق وسـيطاً نقـل مـن خاللـه مـا يـراه‬
‫ويـؤمن بــه ويعيشــه فـي مجتمعــه‪ ،‬وقــد فرضـت بيئــة الشــاعر ومجتمعـه نمطـاً مــن األخـالق يتـراوح بــين الحسـن والقــبح‪ ،‬وهــذا مـا جمــع بــين‬
‫شعراء الحقبة الجاهلية ‪ ،‬فقد حرصوا على إظهار ما يميـزهم مـن أخـالق‪ ،‬ومـا ُيعلـي قـدرهم مـن فضـائل‪ ،‬فلكـي نصـل إلـى هـدف الشـاعر‬
‫ومقصده من نصه الشعري الجاهلي فالبد من أن ندرس األخالق بوصفها مفتاح قراءة القصيدة الجاهلية‪.‬‬
‫ليعبـر عـن حاجـات‬

‫أن األدب هـو ابـن البيئـة التـي نشـأ فيهـا والمجتمـع الـذي انطلـق منـه ّ‬
‫المتفق عليه عنـد أدبـاء ونقـاد العصـر الحـديث‪ّ :‬‬
‫ـاعي‪ ،‬وتحكمــه ق ـوانين البيئــة المحيطــة‬ ‫ـائن اجتمــاعي يتشــكل وعيــه فــي إطـ ٍ‬
‫ـار اجتمـ ٍ‬ ‫وميــول ورغبــات وتطلعــات ذلــك المجتمــع‪ "،‬فالمبــدع كـ ٌ‬
‫المش ـ ّكل"(‪ .)2‬فــأي نشــاط إنســاني يعــود فــي األصــل إلــى مــا ورثــه اإلنســان مــن قــيم وأعــراف‬
‫فتــنعكس مــؤثرات البيئــة فــي العمــل اإلبــداعي ُ‬
‫وأخالق من أبائه وأجداده‪.‬‬
‫ألن الغاية من وراء الدراسة تأخذنا إلى غير‬

‫نقسم المعلقة إلى أقسام متفاوتة بحسب الموضوعات كما تعارف عليه الباحثون‪ ،‬وذلك؛ ّ‬
‫لن ّ‬
‫منا بأن المعلقة عبارة عن ك ّل ال يتجزأ‪ ،‬تجمعها ظاهرة واحـدة‬
‫لنص المعلقة‪ .‬و"إيماناً ّ‬
‫هذا االتجاه‪ ،‬وبعيداّ عن طريق التقسيم الموضوعي ّ‬
‫وعرت أخالقه‪ ،‬وأظهرت طبعه اإلنساني الحقيقي"(‪.)3‬‬
‫كشفت لنا نفس الشاعر‪ّ ،‬‬
‫ْ‬ ‫النص من أوله إلى آخره‪ ،‬والتي‬
‫ّ‬ ‫مسيطر على‬
‫الخلقي للمعلقة وتحديده عبـر تناولهـا مرتبـة بحسـب روايتهـا المتفـق عليهـا بـين الـرواة( مـن أولهـا‬
‫أن نجعل الدراسة في اإلطار ُ‬
‫كنا نأمل ْ‬
‫الخلقيــة المشــتركة بــين الفضــائل متنــاثرة ومتداخلــة ومتنوعـة فــي أبيــات‬
‫أن المظــاهر ُ‬
‫إلــى آخرهــا)‪ ،‬ولكـ ّـن بعــد التــدقيق أثنــاء الق ـراءة وجــدنا ّ‬
‫أن نجد معيا اًر آخر أكثر منطقية‪ ،‬وأقرب إلى كشف خبايا تلـك الظـاهرة‪ ،‬وبمـا أ ّن‬
‫المعلقة الواحدة‪ ،‬فصعب علينا األمر‪ .‬فكان لزاماً علينا ْ‬
‫الدراسة تدور حول المكارم والمحامد والفضائل في معلقة طرفة فقد اتخذنا أصول الفضائل األربعة‪( :‬العقل‪ ،‬والشجاعة‪ ،‬والعفة‪ ،‬والعـدل)‬
‫الخلُقية الخاصة به‪.‬‬
‫أُط اًر يندرج تحت ك ّل منها مظاهره ُ‬
‫وأنظر‪":‬المزهر"‪،‬للسيوطي‪،‬ج‪،2‬ص‪.485:‬‬
‫‪")1‬حديث األربعاء"‪،‬لد‪.‬طه حسين‪،‬ط ثانية عشرة‪،‬دار المعارف‪،‬مصر‪،‬ج‪،1‬ص‪.63:‬‬
‫‪") 2‬ظاهرة الغموض في الشعر العربي الحديث"‪،‬لد‪.‬عبد العليم محمد إسماعيل‪،‬ط أولى‪،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪2011 ،‬م‪،‬ص‪.270:‬‬
‫‪")3‬الجانب الخلقي في المعلقات العشر"‪،‬محمد عبد اهلل حسين الغامدي‪،‬رسالة ماجستير مقدمة لجامعة أم القرى كلية اللغة‬
‫العربية‪1427،‬هـ‪،‬ص‪.122:‬‬

‫وخلق أقسام عديدة وصور متنوعة بقوله(‪:)1‬‬

‫قدامة بن جعفر جعل لكل فضيلة ُ‬
‫‪ -‬مــن أقســام العقــل‪ :‬ثقابــة المعرفــة‪ ،‬والحيــاء‪ ،‬والبيــان‪ ،‬والسياســة‪ ،‬والكفايــة‪ ،‬والصــدع بالحجــة‪ ،‬والعلــم‪ ،‬و ِ‬
‫الحلــم‪ ،‬ومــن اعتــدال قــوة العقــل‬
‫يحصــل(‪ :)2‬حســن التــدبير‪ ،‬وجــودة الــذهن‪ ،‬وثقابــة ال ـرأي‪ ،‬واصــابة الظـ ّـن‪ ،‬والــتفطن لــدقائق األعمــال وخبايــا آفــات الــنفس‪ .‬ومــن إفراطهــا‬
‫الدهاء‪ .‬ومن تفريطها يصدر‪ :‬البله‪ ،‬وقلّة التجربة‪ ،‬والحمق‪ ،‬والجنون‪.‬‬
‫الخسة واللؤم‪ ،‬والمكر‪ ،‬والخداع‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫تصدر‪:‬‬
‫‪ -‬مــن أقســام ال شــجاعة‪ :‬الحمايــة والــدفاع‪ ،‬واألخــذ بالثــأر‪ ،‬والنكايــة فــي العــدو‪ ،‬والمهابــة‪ ،‬وقتــل األق ـران‪ ،‬والســير فــي المهامــه الموحشــة‬
‫والقفــار‪ .‬ومــن اعتــدال قــوة الشــجاعة يصــدر‪ :‬الكــرم‪ ،‬والجــدة والشــهامة‪ ،‬وكســر الــنفس واالحتمــال‪ ،‬والحلــم والثبــات وكظــم الغــيظ‪ ،‬والوقــار‪،‬‬
‫والتودد‪ ،‬وأمثا لها‪ .‬ومن إفراط الشجاعة يحـدث‪ :‬التهـور‪ ،‬فيصـدر عنـه‪ :‬الصـلف‪ ،‬والبـذخ‪ ،‬والكبـر والعجـب‪ .‬ومـن تفريطهـا يحـدث‪ :‬المهانـة‬
‫وال ّذلّة والخساسة‪ ،‬والجزع‪ ،‬وصغر النفس‪ ،‬واالنقباض عن تناول الحق والواجب‪.‬‬
‫وضد واحد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬من أقسام العدل‪ :‬السماحة‪ ،‬والتبرع بالنائل‪ ،‬واجابة السائل‪ ،‬وِقرى األضياف‪ ،‬وما جانسه ذلك‪ .‬وليس له إال مقابل واحد‪،‬‬
‫وهو الجور‪.‬‬
‫‪ -‬مـن أقســام العفّــة‪ :‬القناعــة وقلّــة الش ـره‪ ،‬وطهــارة اإلزار‪ .‬ومــن اعتــدال العفــة يصــدر‪ :‬الســخاء‪ ،‬والحيــاء‪ ،‬والصــبر والمســامحة‪ ،‬والقناعــة‬
‫والــورع‪ ،‬واللطافــة والمســاعدة‪ ،‬والظُــرف وقلّــة الطمــع‪ .‬ومــن اإلف ـراط فــي العفّــة يحــدث‪ :‬التقصــير‪ ،‬والريــاء والملــق‪ ،‬والتــذلل لألغنيــاء‪ .‬ومــن‬
‫التفريط فيها يحدث‪ :‬ال ّشره‪ ،‬والوقاحة‪ ،‬والتبذير‪ ،‬والمجانة‪ ،‬والحسد والشماتة‪ ،‬واستحقار الفقراء‪.‬‬
‫لكن طرفيها مـذمومان‪ ،‬ولكـ ّل منهـا مـتمم"(‪ ،)3‬فاالعتـدال فـي ك ِّـل فضـيلة محمـود وحسـن‪ ،‬ولك ّـن‬
‫الفضيلة بصفة عامة هي‪" :‬وسط محمود ّ‬
‫األفراط في الفضيلة أوالتفريط فيها مذمومان وقبيحان‪.‬‬
‫"ألن نصــوص القصــائد الجاهليــة ت ـربط بــين‬

‫ألمــات الفضــائل تفســح لنــا المجــال أمــام نــص قصــيدة طرفــة؛ ّ‬ ‫هــذه األقســام والفــروع الكثي ـرة ّ‬
‫المواقــف التــي تبــدو مختلفــة ومســتقلة شــعورياً‪ ،‬وال تتعــارض مــع الوحــدة الشــعورية التــي تجعــل مــن الموضــوع ك ـالً واحــداً‪ ،‬كظــاهرة ِ‬
‫الحكــم‬
‫والتأمـل النفسـي لطرفـة فـي اإلحسـاس بجمـال الحيـاة‪ ,‬إلـي جانـب اإلحسـاس بـالموت بوصـفه هاجسـاً مسـيط اًر علـى تفكيـره‪ ...‬فلكـل معلقـة‬
‫ـص المعلقــة إلــى آخرهــا"(‪)4‬؛ فالقصــيدة الجاهليــة كانــت "متــأثرة فــي نظمهــا بواقــع الحيــاة‪ ،‬فهــي تتــألف مــن عـ ّـدة‬
‫ظــاهرة مســيطرة مــن أول نـ ّ‬
‫أغ ـراض ي ـربط بينهــا خــيط نفســي دقيــق يســتعيره الشــاعر مــن تجربتــه فــي مجــرى حياتــه"(‪ ،)5‬فــذلك الخــيط النفســي تمثلــه الظــاهرة النفســية‬
‫ـنص التــي تشـ ّـد معــاني القصــيدة بعضــها إلــى بعــض‪ ،‬وتتلــون بــأخالق الشــاعر المســتوحاة مــن وســطه العــام‪ ،‬وظروفــه‬
‫المســيطرة علــى الـ ّ‬
‫الخاصة المكونة لشخصيته األدبية‪ ،‬والباعثة لفنه الشعري‪.‬‬
‫إن طرفة كان منطلقاً في معلقته من فلسفة خاصة في فهم الحيـاة‪ ،‬وكـان يعـيش مـا تـوحي بـه إليـه نفسـه‪ ،‬وهـو مـع هـذا وذاك‬
‫القول إذن ّ‬
‫‪") 1‬نقد الشعر"‪،‬لقدامة بن جعفر‪،‬تحقيق‪:‬محمد عبد المنعم خفاجي‪،‬ط ثانية‪،‬دار الكتب‪،‬بيروت‪(،‬د‪.‬ت)‪،‬ص‪.66-65:‬‬

‫‪")2‬التربية الخلقية"‪،‬لد‪.‬علي عبد الحليم محمود‪،‬دار النشر والتوزيع اإلسالمية‪،‬القاهرة‪1418،‬هـ‪،‬ص‪.33-32:‬‬
‫وانظر‪":‬الجانب الخلقي في المعلقات العشر"‪ ،‬محمد عبد اهلل حسين الغامدي‪،‬ص‪.117-116:‬‬
‫‪")3‬التربية الخلقية"‪،‬لد‪.‬علي عبد الحليم محمود‪،‬ص‪.34:‬‬
‫‪")4‬الجانب الخلقي في المعلقات العشر"‪ ،‬محمد عبد اهلل حسين الغامدي‪،‬ص‪.124:‬‬
‫‪")5‬شعراء الطبيعة في العصر العباسي الثاني"‪،‬لد‪.‬رشدي على حسن‪،‬دار عمار‪،‬األردن‪1988،‬م‪،‬ص‪.17:‬‬

‫التواقــة إلــى الحيــاة‪ ،‬وجــاءت معلقتــه تحمــل مــا يــؤمن بــه ويعتقــد فيــه مــن محامــد ومفاســد‪،‬‬
‫مــن أعيــان عشــيرته‪ .‬وقــد مثّــل شــعره مـرآة نفســه ّ‬
‫الخلقي في معلقته تش ّكل من‪:‬‬
‫أن االتجاه ُ‬
‫ومكارم ومسالب‪ ،‬ولذا نجد ّ‬
‫أوالً ‪:‬العقل‪:‬‬
‫من مظاهر العقل في معلقة الشاب الفتى‪:‬‬
‫* (الحكمة) ‪:‬‬
‫على الرغم من عمر طرفة القصير نسبياً إال ّأنه وهب عقالً واعياً وناضجاً‪ ،‬وقاد اًر على إصدار األحكام‪ ،‬وتلخيص التجارب‪ ،‬وحكمته‬
‫تدور حول فلسفة الحياة والموت‪ ،‬كقوله(‪:)1‬‬
‫ي في البطال ِة ُم ْف ِس ِد‬ ‫كق ْب ِر ِ‬

‫غو ِّ‬ ‫أرى ق ْبر ن ّح ٍام بخ ٍ‬
‫يل بِماله‬
‫ض ِد‬
‫ص ِّم من صفي ٍح ُمن َّ‬
‫ائح ُ‬
‫صف ُ‬ ‫ترى جشوت ْي ِن من تُراب عل ْيهما‬
‫ال الفِا ِ‬
‫حش المتش ِّد ِد‬ ‫ع ِقيلة م ِ‬ ‫صطفي‬ ‫ِ‬
‫تام الكرام وي ْ‬
‫أرى الموت ي ْع ُ‬
‫هر ي ْنف ِد‬

‫الد ُ‬
‫َّام و ّ‬ ‫ومات ْنقُ ِ‬
‫ص األي ُ‬ ‫أرى الع ْيش كن اًز ناقصاً ك ّل ْليل ٍة‬
‫لكالطَّو ِل الم ْرخى وثِْنياهُ بِالي ِد‬ ‫لع ْم ُرك ِإ ّن الموت ما أ ْخطأ الفتى‬
‫أن تفكي ـره العقالنــي فــي فلســفة الحيــاة‬

‫لكـ ّـن نظ ـرة طرفــة للحيــاة والمــوت بــرغم مــا فيهــا مــن حقيقــة بغــض الحيــاة‪ ،‬والزهــد فــي الملــذات إال ّ‬
‫والموت قد أصابه انحـراف فـي السـلوك‪ ،‬وخضـع لسـلطان الشـهوة‪ ،‬وأصـبحت مثلـه العليـا فـي الحيـاة محصـورة فـي ثـالث خصـال اعتبرهـا‬
‫قوامة العيش من وجهة نظرة‪ ،‬ومثّلت الجانب المذموم لقيمة العقل عنده بقوله(‪:)2‬‬
‫جدك لم أ ِ‬
‫حف ْل متى قام ُع ْودي‬ ‫و ِّ‬ ‫ِ‬
‫عيشة الفتى‬ ‫الث ُه َّن من‬
‫ولوال ث ٌ‬
‫اء تُْزبِِد‬
‫ُكم ْي ٍت متى ما تُعل بالم ِ‬
‫ْ‬ ‫الت بِشرب ٍة‬
‫ف ِم ْنه ّن س ْب ِقي الع ِاذ ِ‬
‫ُ‬
‫المتوِّرِد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضاف ُمحَّنباً‬ ‫ِ‬

‫كسيد الغضا نّب ْهتهُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫الم‬
‫وكِّري إذا نادى ُ‬
‫المع َّم ِد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬

‫بب ْهكنة ت ْحت الخباء ُ‬ ‫الدجن ُمع ِج ٌ‬
‫ب‬ ‫جن و ُ‬ ‫تقصير يوم َّ‬
‫الد ِ‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫تستمر نظرته الفلسفية للحياة والموت التي خضعت لسلطان اللذة رغم صواب رؤيته العقلية بقوله(‪:)3‬‬
‫صط ِد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫فِإ ْن ت ْبغني في ح ْلقة الق ْوِم تلقني وِا ْن ت ْلتم ْسني في ال ْحوانيت ت ْ‬
‫‪)1‬المصدران نفسيهما‪":‬ديوان طرفة بن العبد"‪،‬ص‪ .48:‬وص‪.26:‬‬


‫أن يطّلـع عليـه النـاس‬

‫ولكنه كان يستتر من أعين النـاس عنـدما يريـد شـرب الخمـر ألحساسـه بـإثم فعلـه وك ارهـة ْ‬
‫هو ال يتخلّف عن قومه ّ‬
‫في هذا المكان المعيب‪ ،‬وقد اعترف بإضاعة ماله‪ ،‬واسرافه في شرب الخمر‪.‬فقال(‪:)1‬‬
‫وب ْي ِعي وِا ْنفاقي طريفي و ُم ْتل ِدي‬ ‫وما زال ت ْشرابي الُ ْخمور ول َّذتي‬
‫ير الُمعب َِّد‬

‫ت إِفْراد ا ْلب ِع ِ‬
‫وأُ ْف ِرْد ُ‬ ‫إِلى أ ْن تحامتْني ا ْلعشيرةُ ُكلّها‬
‫قد ختم رؤيته بمتمم آخر عزز به قوله السابق‪ ،‬وهو(‪:)2‬‬
‫دد‬ ‫وال أ ْه ُل هذاك الطِّر ِ‬

‫اف المم ِ‬ ‫يت بنِي غ ْبراء ال ُي ْن ِك ُرونني‬
‫أر ُ‬
‫ات ه ْل ْأنت ُم ْخ ِلدي؟‬ ‫أحضر الوغى وأن أ ْشهد َّ‬

‫اللذ ِ‬ ‫أن ْ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫الالئمي ْ‬ ‫أال أيُّهذا‬
‫ت ي ِدي‬ ‫فد ْعني ِ‬

‫أباد ْرها بِما ملك ْ‬ ‫تطيعُ د ْفع منِيَّتي‬
‫فِإ ْن كنت ال تس ِ‬
‫ْ‬
‫* (مشيئة اهلل فوق مشيئة العباد) ‪:‬‬
‫أن الغنى والفقر بيد اهلل وحده‪ ،‬فهو الرازق والمانع بقوله(‪:)3‬‬
‫ظنه ّ‬
‫قد علم طرفة بجودة ذهنه‪ ،‬وثقابة رأيه‪ ،‬وحسن ّ‬
‫ت عمرو بن م ْرث ِد‬

‫نت قيس بن خالِ ٍد ول ْو شاء ربي ُك ْن ُ‬
‫فل ْو شاء رّبي ُك ُ‬
‫نون كرام سادةٌ ِ‬

‫لمس َّوِد‬ ‫ال ٍ‬ ‫ت ذا م ٍ‬
‫ب ٌ ٌ‬ ‫كثير وزارني‬ ‫صب ْح ُ‬
‫فأ ْ‬
‫* (صواب الرؤية) ‪:‬‬
‫هي نتاج العقل‪ ،‬والفطرة السليمة‪ ،‬ومنها قوله(‪:)4‬‬
‫ويأْتِيك باأل ْخب ِ‬

‫ار م ْن ل ْم تُزِّوِد‬ ‫ستُْب ِدي لك األيَّام ما ُك ْنت ِ‬
‫جاهالً‬ ‫ُ‬
‫ب له وقْت مو ِ‬ ‫ويأْتِيك باأل ْخ ِ‬

‫عد‬ ‫ْ‬ ‫ض ِر ْ ُ‬
‫بتاتاً ول ْم ت ْ‬ ‫بع لهُ‬
‫بار م ْن ل ْم ت ْ‬
‫فتزود‬
‫فما اسطعت من معروفها ّ‬ ‫لعمرك ما األيام إال معارة‬
‫وال نائل يأتيك بعد التَّ ّلدد‬ ‫وال خير في ٍ‬

‫خير ترى ال ّشر دونه‬
‫أفي اليوم إقدام المنية أم غد؟‬ ‫لعمرك ما أدري واّني لواجل‬

‫‪")4‬شرح المعلقات التسع"‪،‬ألبي عمرو الشيباني‪،‬ص‪.82:‬‬
‫وأنظر‪":‬ديوان طرفة بن العبد"‪،‬شرح وتقديم‪:‬مهدي محمد ناصر الدين‪،‬ص‪.29:‬‬

‫قدامي أجدها بمرصد‬

‫وان تك ّ‬ ‫فإن تك خلفي ال يفتها سواديا‬
‫عدوك فابعد‬ ‫ِ‬

‫ولم ت ْنك بالبؤسى ّ‬ ‫إذا أنت لم تنفع بودك أهله‬
‫(البّر) ‪:‬‬
‫* ِّ‬
‫أهميــة هــذا الـرابط االجتمــاعي فــي رتــق نســيج المجتمــع‪ ،‬والحفــاظ علــى أفـراد األسـرة والقبيلــة فــي المجتمــع‬
‫قــد أدرك طرفــة بصـواب عقلــه ّ‬
‫عمه مالك‪ ،‬ورغم الظروف القاسية التـي عاشـها فقـد‬
‫الجاهلي‪ ،‬وقد تألم كثي اًر عندما منعه أعمامه إرث أبيه‪ ،‬وما لقيه من أخيه معبد وابن ّ‬
‫استجاب لنداء عقله الحكيم‪ ،‬فقال(‪:)1‬‬
‫المهَّن ِد‬ ‫على المرِء ِمن وْق ِع ُ ِ‬

‫الحسام ُ‬ ‫وظُْل ُم ذوي القُ ْربى أش ُّد مضاضةً‬
‫و ْلو ح ّل ب ْيتي نائباً عند ض ْرغ ِد‬ ‫فذرني و ُخ ْلقي‪ ،‬إَِّنني لك ش ِ‬

‫اكٌر‬ ‫ْ‬
‫ثانياً‪:‬الشجاعة ‪:‬‬
‫من مظاهرها المحمودة ‪:‬‬
‫* (الكرم) ‪:‬‬
‫ـأن بــذل العــون للمحتــاج واغاثــة الملهــوف واســتجارة المســتجير عمــل مــن‬
‫الكــرم مــن مظــاهر الشــجاعة "ولــيس يــدعونا إلــى تأكيــد القــول بـ ّ‬
‫أعمال البطولة ‪ ...‬وفيه من عمل الفروسية والبطولة ما ال يقل عن معاني االستبسال في القتال‪ ،‬والذود عن الحياض"(‪.)2‬‬
‫عدة جوانب منها المحمود والمذموم‪ ،‬ومن الجوانب المحمودة ‪:‬‬

‫قد اتخذ الكرم في معلقة طرفة ّ‬
‫‪ -1‬مساعدة الفقراء‪ ،‬حيث قال(‪:)3‬‬

‫دد‬ ‫وال أ ْه ُل هذاك الطِّر ِ‬
‫اف المم ِ‬ ‫يت بنِي غ ْبراء ال ُي ْن ِك ُرونني‬
‫أر ُ‬
‫ُ‬
‫‪ -2‬نجدة المستنجد‪ ،‬نجدها في قوله(‪:)4‬‬

‫‪ِّ -3‬إدخار المحامد ‪:‬‬

‫حيث جمع كرم األصل‪ ،‬وشرف المنبت‪ ،‬وطيب العنصر‪ ،‬وصدق العزيمة‪ ،‬واإلقدام في بيت و ٍ‬
‫احد وهو قوله(‪:)1‬‬

‫أنظر‪":‬ديوان طرفة بن العبد"‪،‬شرح وتقديم‪:‬مهدي محمد ناصر الدين‪،‬ص‪.27:‬‬
‫الجاهلية"‪،‬لد‪.‬محمد زكي عشماوي‪ ،‬ط أولى‪،‬دار الشروق‪1994 ،‬م‪،‬ص‪.227:‬‬
‫ّ‬ ‫‪")2‬النابغة الذبياني مع دراسة القصيدة العربية في‬

‫محت ِدي‬ ‫امي و ِ‬

‫ص ْدقي و ْ‬ ‫ولك ْن نفى عني األعادي جراءتي عل ْي ِهم وِا ْقد ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫من جوانب الكرم المذمومة في معلقة طرفة نجد ‪:‬‬
‫اإلغراق في الملذات ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫قد وضح ذلك من خالل شربه للخمر‪ ،‬ومداعبة الجواري‪ ،‬ومالمسة أجسادهن الناعمة‪ ،‬واتالف األموال بقوله(‪:)2‬‬
‫ت ُرو ُح ع ْلينا بين ُب ْرٍد وم ْجس ِد‬ ‫بيض كالنجوم وق ْينةٌ‬

‫نداماي ٌ‬
‫ضةُ اُلمتجرِد‬ ‫بِج ِّس َّ‬

‫الندامى ب َّ‬ ‫اب ال ْج ْي ِب ْ‬
‫منها رِقيقةٌ‬ ‫ر ٌ ِ‬
‫حيب قط ُ‬
‫ط ُروقةً لم تش َّد ِد‬

‫على ِر ْسلِها م ْ‬ ‫ت لنا‬ ‫إِذا ن ْحن قُ ْلنا أس ِ‬
‫معينا ْانبر ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫آر على ُرب ٍع رِد‬

‫ظٍ‬ ‫جاوب أ ْ‬
‫ص ْوتها ت ُ‬ ‫ت في ص ْوتِها ِخ ْلت‬
‫إِذا رجع ْ‬
‫بأنه عقّار لإلبل يهجم عليها وهي نائمة‪ ،‬فيسرف في عقرها وبتر‬
‫التهور واإلسراف في الكرم ‪ :‬فقد تعدى صفة الكرم المحمودة ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫سوقها‪ ،‬فيقول(‪:)3‬‬
‫ض ٍب ُمجَّرِد‬ ‫بو ِاديها‪،‬أ ِ‬
‫مشي بِع ْ‬ ‫ك ُه ُجوٍد قد أث ْ‬
‫ارت مخافتي‬ ‫وب ْر ُ‬
‫بيل يل ْند ِد‬

‫ع ِقيلةُ ش ْي ٍخ كالو ِ‬ ‫ات خ ْي ٍ‬
‫ف ُجاللةٌ‬ ‫ت كهاةٌ ذ ُ‬
‫مر ْ‬
‫ف ّ‬
‫بمؤيِِد‬
‫ألست ترى أن قد أت ْيت ْ‬ ‫يقُو ُل وق ْد تّر الو ِظ ُ‬
‫يف وساقُها‬
‫ش ِد ٍيد عل ْينا ب ْغُيهُ ُمتع ِّم ِد‬ ‫ار ٍب‬

‫وقال‪،‬أال ماذا ترْون بِش ِ‬
‫وِاالّ ت ُكفّوا قاصي الب ْر ِك ي ْزد ِد‬ ‫وه ِإَّنما ن ْف ُعها لهُ‬
‫وقال‪،‬ذ ُر ْ‬
‫* (اإلحساس بالواجب) ‪:‬‬
‫ألنه قد يقابل إزاء هذا الشعور النبيل بـالجحود مـن أقـرب النـاس‪ ،‬فالبـد مـن الصـبر‬
‫المروءة والكرم تحتم على اإلنسان التحلي بالصبر؛ ّ‬
‫أمام موجات النكران تلك‪ .‬من صوره ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصبر على ظلم األقارب(‪:)4‬‬

‫متى أ ْد ُن ِم ْنه ي ْنأ عنِّي وي ْب ُع ِد‬ ‫فمالي أراني و ْابن ع ِّمي مالِكاً‬
‫بن م ْع ِبد‬
‫الحي قُْرطُ ُ‬
‫ّ‬ ‫المني في‬ ‫وم وما أ ْد ِري عالم يلُ ُومني كما‬
‫يلُ ُ‬


‫س ُم ْلح ِد‬
‫كأنا وضعناهُ إِلى رْم ِ‬
‫َّ‬ ‫ني من كل خ ْي ٍر طلبتُهُ‬
‫وأ ْيأس ِ‬
‫ُغ ِفل حمولة م ْعب ِد‬

‫نش ْد ُ‬ ‫ٍ‬
‫شيء قُ ْلتُهُ غ ْير أَّنني‬ ‫على غ ْي ِر‬
‫ك أ ْمٌر لِ ّلنكيث ِة أ ْشه ِد‬

‫متى ي ُ‬ ‫جدك إَِّنني‬
‫ت بالقُ ْربى و َّ‬
‫وقّرْب ُ‬
‫‪ -2‬إجابة الصريخ‪:‬‬
‫"إذ ال يفعل ذلك إال الشجعان األقوياء‪ ،‬وال يتخلف عنه إال المبلّد الجبان"(‪ ،)1‬يقول(‪:)2‬‬
‫اء بالج ْه ِد أ ْجه ِد‬ ‫ِ‬

‫وِا ْن يأتك األ ْعد ُ‬ ‫كن ِم ْن ُحماتِها‬
‫لى أ ْ‬
‫للج َّ‬
‫وِا ْن أ ُْدع ُ‬
‫مد يد العون لكل محتاج(‪:)3‬‬

‫‪ّ -3‬‬
‫لك ْن متى ي ْست ْرِف ِد ا ْلق ْوُم أ ْرِف ِد‬
‫وِ‬ ‫ت بِحالَّ ِل التِّال ِع مخافةً‬
‫ول ْس ُ‬
‫‪ -4‬الفخر بعراقة النسب(‪:)4‬‬

‫يف الُمص َّم ِد‬
‫الش ِر ِ‬ ‫ق الح ُّي الج ِميع تُ ِ‬
‫القني إِلى ِذروِة الب ْي ِت َّ‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫وِا ْن ي ْلت ِ ْ‬
‫* (الوفاء) ‪:‬‬
‫قد اتخذ هذا المظهر صو اًر عديدة في معلقة طرفة‪ ،‬من ذلك ‪:‬‬
‫‪ -1‬الوقوف على األطالل ‪:‬‬

‫هو االنتماء والصلة بين اإلنسان والمكان الذي "يقف قسيماً للصلة باإلنسان في تجسيد هذه القيم النفسية"(‪ ،)5‬فالوقوف على األطالل‬
‫هو وفاء ألهله الظاعنين عنه‪ ،‬حيث يقول(‪:)6‬‬
‫اه ِر الي ِد‬

‫تلُوح كباقي الو ْشِم في ظ ِ‬
‫ُ‬ ‫طال ٌل بِي ْرق ِة ث ْهم ِد‬ ‫ِ‬
‫لخولة أ ْ‬
‫ظللت بِها ْأب ِكي‪،‬و ْأب ِكي‪،‬إلى ِ‬

‫الغد‬ ‫حائل‬ ‫ِ‬
‫فأكناف ٍ‬ ‫دعمى‬
‫روضة ْ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ب ْ‬
‫‪ -2‬استحضار صورة المرأة غداة الرحيل(‪:)7‬‬

‫ف ِم ْن د ِد‬
‫اص ِ‬
‫النو ِ‬
‫خاليا س ِفين بِ َّ‬ ‫كأن ح ُدوج المالِ ِكي ِ‬
‫َّة ُغ ْدوةً‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ‬
‫‪") 1‬أخالق العرب بين الجاهلية واإلسالم"‪،‬لمحمد الناصر‪(،‬دراسة مقارنة)‪،‬ط أولى‪،‬دار الرسالة‪،‬مكة‪1413،‬هـ‪ ،‬ص‪.106:‬‬
‫‪")5‬تطور الغزل بين الجاهلية واإلسالم"‪،‬لد‪.‬شكري فيصل‪،‬ص‪.127:‬‬
‫‪)7‬المصدران نفسيهما‪:‬ديوان طرفة بن العبد"‪،‬ص‪ .23:‬وص‪.19:‬‬

‫ور وي ْهت ِدي‬

‫الح ط اً‬
‫ي ُجوز ُبها ا ْل ّم ُ‬
‫ين ْاب ِن ي ِ‬
‫ام ٍن‬ ‫ع ُدولَِّيةٌ أ ْو ِم ْن س ِف ِ‬
‫‪ -3‬الجزع والحزن لفراق األحبة(‪:)1‬‬

‫ظللت بِها ْأب ِكي‪،‬و ْأب ِكي‪،‬إلى ِ‬
‫الغد‬ ‫حائل‬ ‫ِ‬
‫فأكناف ٍ‬ ‫دعمى‬
‫روضة ْ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ب ْ‬
‫يقُولُون ال ت ْهلِ ْك أس ًى وتجلَِّد‬ ‫وقُوفاً بِها ص ْحبي عل َّي ِ‬

‫مطيَّهُ ْم‬ ‫ُ‬
‫‪ -4‬إنجاز الوعد(‪:)2‬‬
‫وم ْن ِجز موعدي‬ ‫ِ‬
‫لمخلف إيعادي ُ‬
‫ُ‬ ‫واّني وا ْن ْأوعدتُه أو وعدتُه‬
‫* (العزم) ‪:‬‬
‫يعنــي الجـ ّـد مــع الصــبر‪ ،‬قــد تمثّــل فــي معلقــة طرفــة بقولــه واصــفاً ناقتــه بــالعزم والنشــاط "فعــزم الناقــة عزمــه وعناؤهــا عنــاؤه"(‪ .)3‬فوصــف‬
‫الجاهلي لناقته وفرسه أشبه ما يكون رمو اًز لمعاني الشجاعة والفروسية السائدة في الشعر الجاهلي كله "والذي يكشف عـن حقيقـة موقـف‬
‫أن تنظـر إلـى أوصـاف الناقـة‪ ،‬فكلهـا أوصـاف مشـتقة مـن‬
‫البدوي من الحياة‪ ،‬ورغبته فـي االنتصـار عليهـا بكـل مـا أوتـي مـن قـوة‪ ،‬يكفيـك ْ‬
‫معاني القوة"(‪ ،)4‬قد أخذ وصـف الناقـة فـي معلقـة طرفـة حيـ اًز كبيـ اًر بلـغ ثالثـة وثالثـين بيتـاً مـن جملـة أبيـات المعلقـة البالغـة مائـة وبضـعة‬
‫أبيات عند بعضهم‪ ،‬في ذلك يقول(‪:)5‬‬
‫ال ت ُرو ُح وت ْغت ِدي‬

‫بِعوجاء ِمرق ٍ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫احتِض ِ‬
‫ارِه‬ ‫الهم ِع ْند ْ‬
‫ضي َّ‬‫وِانِّي ألم ِ‬
‫ْ‬
‫‪ -‬النشاط والذكاء (‪:)6‬‬
‫المتوقِّد‬
‫حية ُ‬ ‫كر ِ‬
‫ْس ال ّ‬‫شاش أ‬
‫خ ٌ‬ ‫ِّ‬
‫َّرب الذي ت ْع ِرفُونهُ‬
‫الر ُج ُل الض ْ‬
‫أنا ّ‬
‫‪ -‬مالزمة السالح وسرعة اليقظة ‪:‬‬
‫إن طبيعة الحياة الصحراوية‪ ،‬وظروف المجتمع تحتم على الفارس مالزمة سالحه‪ ،‬ويقظته المستمرة‪ ،‬في ذلك يقول طرفة(‪:)7‬‬
‫ّ‬
‫الش ْفرت ْي ِن ُمهَّن ِد‬

‫ق َّ‬ ‫لِع ْ‬
‫ض ٍب رِقي ِ‬ ‫ت ال ي ْنف ُّ‬
‫ك ك ْش ِجي بطانةً‬ ‫آلي ُ‬
‫ف ْ‬

‫‪)2‬المصدر نفسه‪":‬شرح المعلقات التسع"‪،‬ص‪.82:‬‬
‫‪" )3‬أدب السياسة وسياسة األدب التفسير الطقوسي لقصيدة المدح في الشعر العربي القديم"‪،‬لد‪.‬سوزان بنكني‪ ،‬ترجمة‪:‬حسن البنا عزالدين‪ ،‬طبعة الهيئة‬
‫المصرية‪1998،‬م‪،‬ص‪.67:‬‬
‫الجاهلية"‪،‬لد‪.‬محمد زكي عشماوي‪،‬ص‪.228:‬‬
‫ّ‬ ‫)"النابغة ال ّذبياني مع دراسة للقصيدة العربية في‬
‫‪ّ 4‬‬

‫معض ِد‬
‫دء ليس بِ ْ‬
‫الع ْود منه الب ُ‬
‫مت منت ِ‬
‫ص اًر به كفى‬ ‫ٍ ِ‬
‫ُحسام إذا ماقُ ُ ُ‬
‫جزهُ‪ :‬ق ِدي‬ ‫إِذا ِقيل مهالً قال ِ‬

‫حا ُ‬ ‫ني ع ْن ض ِر ٍ‬
‫يبة‬ ‫أ ِخ ِي ثق ٍة ال ي ْنث ِ‬
‫ْ‬
‫ت بقائِ ِم ِه ي ِدي‬
‫منيعاً إِذا بلّ ْ‬ ‫إِذا ابتدر الق ْوُم السِّالح و ْ‬
‫جدتني‬
‫الشدة (‪:)1‬‬
‫ب عن النساء في مواطن ّ‬
‫‪ -‬ال ّذ ّ‬
‫نهاري وال لْيلي عل ِّي بس ْرم ِد‬ ‫بغ َّم ٍة‬

‫أمري عل َّي ُ‬
‫لع ْم ُرك ما ْ‬
‫ِحفاظاً على ع ْوراتِ ِه والتَّه ُّد ِد‬ ‫الن ْفس عند عر ِ‬

‫اكه‬ ‫ت َّ‬ ‫وي ٍ‬
‫وم حب ْس ْ‬
‫ئص تُْرع ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫على م ْوط ٍن ي ْخشى ا ْل ْفتى عندهُ الرَّدى متى ت ْعت ِر ْك فيه ا ْلف ِار ُ‬
‫ثالثاً‪ :‬العدل ‪:‬‬
‫قد تجلى في ‪:‬‬
‫الصبر والمسامحة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫قد صبر على ظلم أقاربه له‪ ،‬وضبط نفسه‪ ،‬وسامحهم كما في قوله(‪:)2‬‬
‫متى أ ْد ُن ِم ْنه ي ْنأ عنِّي وي ْب ُع ِد‬ ‫فمالي أراني و ْابن ع ِّمي مالِكاً‬
‫بن م ْع ِبد‬
‫الحي قُ ْرطُ ُ‬
‫ّ‬ ‫وم وما أ ْد ِري عالم يلُ ُومني ما المني في‬
‫يلُ ُ‬
‫س ُم ْلح ِد‬
‫كأنا وضعناهُ إِلى رْم ِ‬
‫َّ‬ ‫ني من كل خ ْي ٍر طلبتُهُ‬
‫وأ ْيأس ِ‬
‫ُغ ِفل حمولة م ْعب ِد‬

‫نش ْد ُ‬ ‫ٍ‬
‫شيء قُ ْلتُهُ غ ْير أَّنني‬ ‫على غ ْي ِر‬
‫ك أ ْمٌر لِ ّلنكيث ِة أ ْشه ِد‬

‫متى ي ُ‬ ‫جدك إَِّنني‬
‫ت بالقُ ْربى و َّ‬
‫وقّرْب ُ‬
‫اء بالج ْه ِد أ ْجه ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لى أ ْ ِ‬

‫كن م ْن ُحماتها وِا ْن يأتك األ ْعد ُ‬ ‫للج َّ‬
‫وِا ْن أ ُْدع ُ‬
‫التهد ِد‬ ‫ِ‬

‫الموت قبل ُّ‬ ‫ْس ِحي ِ‬
‫اض‬ ‫قذفُوا بالقذ ِع ِع ْرضك أ ْس ِق ِه ْم بكأ ِ‬
‫وِان ي ِ‬
‫ْ‬
‫طرِدي‬
‫وم ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِال حد ٍث أ ْحدثْتُهُ وك ُم ْحد ٍث‬
‫هجائي وق ْذفي بالشكاة ُ‬
‫لفرَّج ك ْربي أ ْو ألنظرني غ ِدي‬ ‫أم ُرٌءا ُهو غ ْيرهُ‬

‫فل ْو كان م ْوالي ْ‬


‫الش ْك ِر والتَّ ْسآل أ ْو أنا ُم ْفت ِد‬

‫على ُّ‬ ‫آم ُرٌء ُهو خانقي‬ ‫ِ‬
‫ولك ّن م ْوالي ْ‬
‫اإلحسان ‪ :‬وهو من المظاهر المحمودة حيث يقول(‪:)1‬‬ ‫‪-2‬‬

‫فتزود‬
‫اسطعت من معروفها ّ‬ ‫لعمرك ما األيام إال معارة فما‬
‫وال نائل يأتيك بعد التَّ ّلدد‬ ‫وال خير في ٍ‬

‫خير ترى ال ّشر دونه‬
‫أما الجانب المذموم في العدل فهو الجور‪:‬‬

‫وّ‬ ‫‪-3‬‬
‫قد تمثّل في عدم رأفته بالحيوان أثناء الركوب كما في قوله(‪:)2‬‬
‫ي ِمن ا ْلق ِّد ُم ْحص ِد‬

‫ت مخافة ملْ ِو ِّ‬ ‫شئت لم تُْرِق ْل وِا ْن ُ‬
‫شئت أ ْرقل ْ‬ ‫وِا ْن ُ‬
‫وقوله(‪:)3‬‬
‫المتوقِّ َّد‬
‫ب آ ُل ْاأل ْمع ِز ُ‬
‫وق ْد خ َّ‬ ‫ت عل ْيها بالقطيع فأ ِجذمت‬
‫أح ْل ُ‬
‫حل م ِ‬
‫مدد‬ ‫تُِري ربَّها أذيال س ٍ‬ ‫ذالت وليدة م ْجلِ ٍ‬
‫س‬ ‫ذالت كما ْ‬
‫ف ْ‬
‫وقوله عندما عقر ونحر نوقه بال رأفة(‪:)4‬‬
‫بمؤيِِد‬
‫ألست ترى أن قد أت ْيت ْ‬ ‫يقُو ُل وق ْد تر الو ِظ ُ‬
‫يف وساقُها‬
‫رابعاً ‪ :‬العفّة ‪:‬‬
‫من مظاهرها المحمودة في معلقة طرفة ‪:‬‬
‫أن تنعاه بما هو أهله حيث يقول(‪:)5‬‬

‫عبر عنه بطلبه البنة أخيه ْ‬ ‫اإلسراع إلى المكارم واإلقالع عن الفحشاء‪ ،‬وقد ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫ىء ل ْيس ه ُّمهُ كه ِّمي وال ُي ْغنِي غنائي وم ْشه ِدي‬
‫كامر ٍ‬
‫وال ت ْجعلِيني ِ‬
‫ال ُمله َِّد‬

‫الرج ِ‬ ‫الخنا ذلُ ٍ‬
‫ول بأجما ِع ِّ‬ ‫الجلى س ِريع الى‬ ‫ِ ٍ‬
‫بطيء عن ُ‬
‫الحياء ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫حيث وصف محبوبته بالظبية المستترة خلف أغصان األراك كما في قوله(‪:)6‬‬


‫اه ِر ُس ْمط ْي لُ ْؤ ٍلؤ وزب ْرج ِد‬

‫شاد ٌن مظ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫المرد‬
‫ض ْ‬ ‫الحي أحوى ي ْنفُ ُ‬
‫ِّ‬ ‫وِفي‬
‫ير وت ْرت ِدي‬

‫طراف البر ِ‬
‫تناو ُل أ ْ‬ ‫خ ُذو ٌل تُراعي رْبرباً بِخميل ٍة‬
‫أتم هذا المظهر الخلقي المحمود بمتمم آخر كما في قوله(‪:)1‬‬

‫قد ّ‬
‫ص لهُ ن ِد‬
‫َّم ِل ِد ْع ٍ‬ ‫َّ‬ ‫وت ْب ِس ُم ع ْن ألمى كأ َّن ُمن ّو اًر‬
‫تخلل ُحَّر الرْ‬
‫ف ولم ت ْك ِدم عل ْي ِه بإثْ ِ‬

‫مد‬ ‫ِ‬ ‫الش ْمس إِال لِثاتِ ِه‬
‫سقتْهُ إِياُة َّ‬
‫أُس ّ ْ ْ‬
‫عل ْي ِه ن ِق ُّي اللَّ ْو ِن ل ْم يتخ َّد ِد‬ ‫ت ِرداءها‬ ‫كأن َّ‬

‫الش ْمس ألق ْ‬ ‫وو ْجهٌ َّ‬
‫أما طرفة بن العبد ففي رأي كثير من الباحثين كصـنوه امـرئ القـيس إذ حكمـوا عليـه بـاإلفراط فـي الملـذات والسـعي وراء إشـباع الرغبـات‬
‫ّ‬
‫واالنغماس في مظـاهر التـرف واللهـو والمجـون؛ لعـدم وجـود ال ّـرادع القـوي الـذي يمنـع مـن التمـادي فيهـا‪ ،‬وقـد عـانى العربـي الجـاهلي مـن‬
‫ـتن لنفسـه طرقـاً‬
‫أن يب أر من جانبيها المـرذولين‪ .‬وبفكـره المحـدود فقـد اس ّ‬
‫ولكن الفضيلة قد انتظمت معلقة طرفة دون ْ‬
‫غياب الرادع والوازع‪ّ ،‬‬
‫يسير عليها‪ ،‬ومبادئ يعيش بها‪ ،‬وغايات يحيي ألجلها‪ ،‬كقوله(‪:)2‬‬
‫جدك لم أ ِ‬
‫حف ْل متى قام ُع ْودي‬ ‫ِ‬
‫عيشة الفتى و ِّ‬ ‫الث ُه َّن من‬
‫ولوال ث ٌ‬
‫اء تُْزبِِد‬
‫ُكم ْي ٍت متى ما تُعل بالم ِ‬
‫ْ‬ ‫الت بِشرب ٍة‬
‫العاذ ِ‬
‫ف ِم ْنه ّن س ْب ِقي ِ‬
‫ُ‬

‫المع َّم ِد‬ ‫ِ ِ‬ ‫جن والدجن مع ِج ٌ ِ ٍ‬

‫ب بب ْهكنة ت ْحت الخباء ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫تقصير يوم َّ‬
‫الد ِ‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫فإن طرفة قد عاش لمجتمعـه فكـ اًر ولنفسـه سـلوكاً فلـم يخـرج عـن دائـرة القـيم الفاضـلة إال مـن خـالل مظهريهـا المـذمومين(اإلفراط‬
‫مع هذا ّ‬
‫والتفريط)‪ ،‬ورّبما يعود سبب اإلخالل بالفضائل عنده إلى حداثة عمـره‪ ،‬وقلّـة تجاربـه فـي الحيـاة‪ ،‬وتسـرعه‪ ،‬وانقيـاده لعواطفـه‪ ،‬فـإذا هاجـت‬
‫هدأت وضع نفسه في مصاف‬
‫ْ‬ ‫فيه رياح الشباب نراه ينساق وراء أوهام نفسه الشابة التي ال تؤمن ّإال باغتنام فرص اللهو والملذات‪ ،‬واذا‬
‫كبار القوم وأسيادهم‪.‬‬
‫خالصة األمر فأخالق طرفة محمودها ومرذولها من خالل الشواهد التي وقفنا عندها ربما تُوقعُ القارئ في لبس لتداخلها‪ ،‬واشتراكها في‬
‫إن هــذا التــداخل الشــديد الــذي يـراه القــارئ يعــود فــي مجملــه‬
‫أكثــر مــن قيمــة‪ ،‬وورودهــا أكثــر مــن م ـرة فــي حــالتين مختلفتــين‪ ،‬ولكـ ّـن نقــول‪ّ :‬‬
‫بحســب تقــديرنا إلــى وحــدة المصــدر النفســي الــذي صــدرت منــه‪ .‬واألخــالق بشـقّيها تأخــذ برقــاب بعضــها بعضـاً‪ ،‬وتتــداخل بحيــث يصــعب‬
‫تجسـد الصـراع النفسـي بـين‬
‫ألن سـلوك الجـاهلي متذبـذب‪ ،‬ومتغيـر بتغيـر الظـروف واألحـوال مـن حـين إلـى آخـر‪ ،‬ومعلقـة طرفـة ّ‬
‫فصلها؛ ّ‬
‫الرغبة القوية والعقل الحكيم ‪.‬‬
‫‪)1‬المصدران نفسيهما‪:‬ديوان طرفة بن العبد"‪،‬ص‪ .26 :‬وص‪.20:‬‬


‫جاءت على أربعـة مظـاهر‪ ،‬هـي‪ :‬الحكمـة التـي دارت حـول فلسـفة الحيـاة والمـوت‪ ،‬وصـواب‬
‫ْ‬ ‫المظاهر المحمودة في فضيلة العقل عنده‬
‫الرؤية‪ ،‬ومشيئة اهلل فوق مشيئة العباد‪ ،‬والبر‪.‬‬
‫أما المظاهر المرذولة لفضيلة العقل فنجدها في الخضوع لسلطان الشهوة حيث مثلت الجانب المذموم لقيمة العقل في معلقته‪.‬‬
‫ّ‬
‫أورد مظاهر فضلية الشجاعة المحمودة في أربعة مظاهر‪ ،‬هي‪ :‬العزم‪ ،‬ومن صوره‪ :‬النشـاط والـذكاء‪ ،‬ومالزمـة السـالح وسـرعة اليقظـة‪،‬‬
‫والذب عن النساء في مواطن الشدة‪.‬‬
‫مظهر الوفاء تمثّل في أربع صور هي‪ :‬الوقوف على األطالل‪ ،‬واستحضار صورة المـرأة غـداة الرحيـل ‪ ،‬والجـزع والحـزن لفـراق األحبـة‪،‬‬
‫وانجاز الوعد‪.‬‬
‫ومظهــر اإلحســاس بالواجــب وتمثــل فــي أربــع صــور هــي‪ :‬الصــبر علــى ظلــم األقــارب‪ ،‬واجابــة الصـريخ‪ ،‬ومــد يــد العــون‪ ،‬والفخــر بع ارقــة‬
‫النسب‪.‬‬
‫مظهر الكرم تمثل في ثالثة صور‪ :‬مساعدة الفقراء‪ ،‬ونجدة المستنجد‪ ،‬وادخار المحامد‪.‬‬
‫من مظاهر الشجاعة في جانبيها المرذولين والمذمومين (اإلفراط والتفريط) نجد‪ :‬اإلغراق في الملذات‪ ،‬والتهور واإلسراف في الكرم‪.‬‬
‫أما فضيلة العدل فلم تنطفئ جذوتها‪ ،‬فقد أوردها في مظاهرين محمودة هما‪ :‬الصبر والمسامحة‪ ،‬واإلحسان‪.‬‬
‫ّ‬
‫جانب العدل المذموم هو الجور حيث نجدة ماثالً في نص المعلقة في أكثر من بيت‪.‬‬
‫جاءت فضيلة العفّة في صورتين‪ :‬األسراع في المكارم واإلقالع عن الفحشاء‪ ،‬والحياء‪.‬‬

‫ْ‬
‫أن شخصية طرفة بن العبد قد اتفق الرواة والمؤرخـون والبـاحثون والنقـاد علـى اسـتقامة القـيم والفضـائل مـع صـغر عمـره‪،‬‬
‫على الرغم من ّ‬
‫حيـة فـي أشـعاره‪ ،‬نابضـة بالحيـاة‬
‫ـت ّ‬
‫وحداثة سنه‪ ،‬وقلة تجاربته‪ ،‬فقد أقبل على الملذات واللهو‪ ،‬وأطلق لغ ارئـزه العنـان‪ ،‬فجـذوة الفضـيلة بقي ْ‬
‫اءت صور الحكمة في معلقته خانقة لمظاهر وصور الرذائل‪.‬‬
‫في معلقته‪ ،‬فج ْ‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫من نتائج الدراسة‪:‬‬
‫أن كل تصرفات طرفة كانت توجهها األخالق‪.‬‬

‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫استطاع طرفة أن يرسم صورة صادقة وواضحة المعالم لشكل الحياة التي أرادها وعاشها من خالل معلقته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تبين من خالل الدراسة أن األخالق تصلح أن تكون معيا اًر نقدياً ناجحاً لتقييم النص الجاهلي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬جمعت معلقة طرفة بين مكارم األخالق ومفاسدها في تألف صادق وأسلوب فريد حيث كانت أمـات المكـارم موجـةً الفكـر‪ ،‬ومعيـا اًر‬
‫الحكم‪.‬‬

‫المجامع المسكونية السبعة في بيزنطة (‪787-325‬م )‬
‫‪Ecumenical Councils in Byzantium‬‬
‫فتحية ميمون الطيب‬
‫قسم التاريخ ‪ /‬جامعة بنغازي‬
‫ملخص‬
‫كثي اًر ما كان للدين األثر الكبير في العصر الوسيط وال سيما زمن الدولة البيزنطية ‪ ,‬وقد انصبت هذه الدراسة علي‬
‫التعريف بجانب معين من الحياة الدينية وهو المجامع أو المؤتمرات الدينية التي ُعقدت في تلك الفترة وهي سبعة مجامع‬
‫مسكونية‪ ،‬وتكمن أهمية الموضوع في دراسة هذه المجامع ومعرفة تاريخ انعقادها ومكانه وسبب انعقادها والق اررات والنتائج‬
‫التي خرجت عن كل مؤتمر من هذه المؤتمرات‪ ،‬وتهدف الدراسة إلي التدليل ولو بشي بسيط عن دور البابا والكنيسة في‬
‫التاريخ البيزنطي وخاصة وان قلت الدراسة لمثل هذه الجوانب وهذا ما يسبب بعض من صعوبات هذا البحث‪.‬‬

AJHS. NO (5) 2020 2020 )‫مجلة عارف للدراسات اإلنسانية العدد (الخامس‬
‫ ومن أهم‬،‫أما عن المنهج المتبع في الدراسة فهو المنهج السردي التاريخي وتحليل األحداث الواقعة في تلك الفترة‬
:‫النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث ما يلي‬
.‫ قلة المراجع العربية التي انصبت حول دراسة الناحية الدينية للدولة البيزنطية وخاصة تاريخ المجامع المسكونية‬-1
‫ كانت المجامع الدينية نقطة مهمة في تاريخ الكنيسة البيزنطية وتعكس المشاكل الحقيقية التي عاناها اإلنسان‬-2
.‫المسيحي البيزنطي في بداية حياته المسيحية‬
.‫ كثي اًر ما لم يكتب لق اررات بعض هذه المجامع بالنجاح الكافي ولم تحقق الهدف المراد منها‬-3
‫ عكست هذه المؤتمرات الصورة الحقيقية للخالفات الدينية التي سادت تلك الفترة والتي تزيد حدتها وتخف علي‬-4
.‫حسب ظروف المسيحيين البيزنطيين االوائل ونمط حياتهم‬
Abstract
Religion had a great impact in the middle ages, specially the times of the Byzantine
state. this study focused on the definition of particular aspect of religious, namely the
councils or religious conferences during that period, which are seven ecumenical council.
The importance of this subject in the study of these councils and to Know the date, place
the reason for their convening and the decisions and results that emerged from each of
these conferences.
The study aims to demonstrate even a little about the role of the pope and the church in
Byzantine history, especially if the study of such aspects is reduced and this causes some of
difficulties research.
The method used in the study is the historical narrative method and the analysis of the
events in that period.
The most important findings of this research are the following:
-Lack of Arab references that focused on the study of religious aspect of the Byzantine
state, especially the history of ecumenical councils.
-Religious council, were an important point in the history of Byzantine church and reflected
the real problems that the Byzantine Christian suffered at the beginning of his Christian life .
41 ‫الصفحة‬ uoa.edu.ly
‫‪-oftentimes, were not written for decisions of some these councils success fully undid not‬‬
‫‪achieve their intended purpose,‬‬
‫‪-These conferences reflected the real picture of the religion disagreements that prevailed‬‬
‫‪during this period, which increase and mitigate of its intensive according to circumstances‬‬
‫‪and life style of the early Byzantine Christians.‬‬
‫محاور البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬بداية انتشار المسيحية واالعتراف بها داخل بيزنطة‪.‬‬

‫‪ -2‬التعريف بالمجامع المسكونية أهدافها وأسبابها‪.‬‬
‫‪ -3‬المجامع المسكونية السبعة‪:‬‬
‫المجمع المسكوني األول ( نيقيا األول – ‪325‬م ) ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجمع المسكوني الثاني (القسطنطينية األول – ‪381‬م ) ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجمع المسكوني الثالث (أفسوس – ‪431‬م ) ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجمع المسكوني الرابع ( خلقدونية – ‪451‬م ) ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجمع المسكوني الخامس ( القسطنطينية الثاني – ‪553‬م ) ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجمع المسكوني السادس ( القسطنطينية الثالث – ‪680‬م ) ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجمع المسكوني السابع (نيقيا الثاني – ‪787‬م ) ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -4‬النتائج العامة للمجامع المسكونية ‪.‬‬
‫المصطلحات المستخدمة في البحث ‪:‬‬
‫م ‪ ------‬ميالدي‬
‫مج ‪ ------‬مجلد‬
‫ت ‪ -------‬ترجمة‬
‫ط ‪ --------‬طبعة‬
‫ج ‪ --------‬جزء‬
‫د‪ .‬ت ‪ ------‬دون تاريخ نشر‬
‫د‪ .‬م ‪ -------‬دون مكان نشر‬

‫ص ‪ ------‬صفحة‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫لقد شغلت الشؤون الدينية جانب كبير من حياة اإلنسان البيزنطي السيما في عصره األول ‪ ,‬بما احتواه هذا الجانب من‬
‫خالفات مذهبية وصلت إلي صرعات في بعض األحيان حول جوانب مختلفة من خالفات حول تحديد طبيعة السيد المسيح‬
‫عليه السالم إلي خالفات حول عبادة وتقديس األيقونات وغيرها من الصراعات الفكرية والدينية ‪.‬‬
‫وبالحديث هنا عن الجانب الديني سوف نلخص الحديث عن جانب معين وهو المؤتمرات السبعة المهمة التي عقدتها‬
‫الكنيسة البيزنطية والتي عرفت بالمجامع المسكونية السبعة ‪.‬‬
‫حيث يتم دراسة بداية انتشار المسيحية في بيزنطة ثم التعريف بالمجامع المسكونية ومعرفة أهدافها وماهيتها ونتائج‬
‫كل مؤتمر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬بداية المسيحية واالعتراف بها داخل بيزنطة ‪:‬‬

‫كان الرومان أسالف البيزنطيون علي الديانة الوثنية وقبل خروج بيزنطة إلي العالم انتشرت المسيحية ولكن بنسب قليلة‬
‫بين الشعب الروماني الوثني ‪ ,‬الن البعض تطلع إلي ايجاد ما يريح نفسيته بعد أن تأكدوا من أن عبادة اإلمب ارطور أو‬
‫الظواهر الطبيعية أو األوثان لم تعد تفي بالغرض لديهم ‪ ( .‬ربيع ‪1968 ,‬م ‪ ,‬ص‪)17‬‬
‫فقد تعرض المسيحيون من الشعب البيزنطي في بداية انتشار المسيحية للكثير من العنف واالضطهاد خاصة في‬
‫عصر اإلمبراطور دقلديانوس "‪305 -284‬م " ونائبه جاليروس حتي ُعرف عصره بعصر الشهداء النه حارب المسيحيين‬
‫بالقتل واالعدام والدم ولهذا ظلت المسيحية تعمل خفية عنه وعن غيره مدة ثالثة قرون ‪ ( .‬السيد ‪2000 ،‬م ‪ ,‬ص‪)20‬‬
‫حتي ُكتب لها النصر علي يد اإلمب ارطور قسطنطين األول " ‪337 -305‬م " الذي يبدو أنه أول من تنصر من‬
‫األباطرة رغم الخالف الكبير بين المؤرخين حول هذا الجانب ‪ ,‬فقد سمح للناس باختيار دياناتهم التي يريدونها ‪ ,‬بل اظهر‬
‫زيادة عن تسامحه مع المسيحيين تسامحاً جديداً ُعرف بإصدار مرسوم ميالن الشهير عام ‪312‬م الذي منح فيه اإلمبراطور‬
‫الحرية الدينية لجميع طبقات الشعب ك ٌل حسب ميوله الدينية ‪( .‬بورتر‪1991 ,‬م ‪,‬ص‪) 447‬‬
‫وقضي المرسوم برد كل الحقوق الدينية للمسيحيين التي كانوا حرموا منها ظلماً ‪ ,‬كما نص كذلك بإعادة ممتلكات‬
‫الكنيسة وكل أماكن العبادة واالراضي العامة المصادرة دون جدل أو ابطاء ‪ ,‬واقترن هذا اإلنذار الصارم بوعد كريم يقضي‬
‫بأن يدفع لمن اشتروا أمالك الكنيسة ودفعوا مبالغ كبيرة تعويض من خزانة االمبراطورية ‪ ( .‬عمران ‪1986 ,‬م ‪ ,‬ص ‪) 40‬‬
‫وقد بلغت المسيحية حداً استطاع خاللها اإلمبراطور قسطنطين األول من إلغاء العبارة التي تُشير إلي عبادة الشمس‬
‫في العملة ‪ ,‬وحل محلها رسم للسيد المسيح عليه السالم وكان ذلك عام ‪325‬م ‪ ,‬كما قرر منع اقامة التماثيل واالصنام‬
‫داخل المعابد الوثنية وقد عجز عن تدميرها وهدمها حفاظاً علي االستقرار داخل دولته ‪( .‬العريني ‪1968 ,‬م‪ ,‬ص‪) 76‬‬

‫ثم جاءت فترة جديدة من تاريخ المسيحية البيزنطية تعكر فيها صفوها ودخلت في مشكالت كثيرة كانت في غني عنها‬
‫وعقدت في البالد العديد من المجامع والمؤتمرات الدينية وانصبت اغلب هذه الخالفات‬
‫‪ ,‬فقسمت المجتمع إلي فرق وطوائف ُ‬
‫حول تحديد طبيعة السيد المسيح عليه السالم والعالقة بينه وبين اهلل عز وجل ‪ ( .‬عاشور ‪ ,‬ج‪1986, 1‬م‪ ,‬ص ‪)58-57‬‬
‫فظهرت األريوسية (‪ )Aruseua‬التي جاءت في عهد قسطنطين األول في القرن الرابع الميالدي وهي تنسب إلي‬
‫آريوس أحد قساوسة مصروفي بعض الروايات يقال بأنه كان ليبياً ‪ ,‬وقد نادي آريوس بواحدانية اهلل أو فكرة اإلله الواحد ‪,‬‬
‫وقال بأن االبن ال يمكن أن يتساوي مع االب جوه اًر وقدسياً و أزلياً ‪ ,‬وبالتالي فهو ال يعترف بقدسية المسيح االبن ‪( .‬‬
‫توفيق ‪1995 ,‬م‪ ,‬ص‪) 70 – 69‬‬
‫هذا الخالف الديني تفاقم واشتد خاصة بين المؤيدين له والمعارضين مما دفع اإلمبراطور قسطنطين األول إلي ارسال‬
‫مبعوثه هوسيوس (‪ ) Hossius‬إلي اإلسكندرية ليزيل الخالف القائم إال أن جهوده لم يكتب لها النجاح مما دعا إلي عقد‬
‫مجمع ديني في مدينة نيقيا (‪ )Nekiua‬عام ‪325‬م وكان هذا المؤتمر هو األول في تاريخ الكنيسة الشرقية ‪( .‬عاشور‪,‬ج‪, 1‬‬
‫‪1986‬م ‪ ,‬ص‪) 58-57‬‬
‫‪-2‬تعريف المجامع المسكونية أهدافها وأسبابها ‪:‬‬
‫المجامع المسكونية ‪ :‬يعرف البعض بأن عصر المجامع حلقة مهمة من حلقات تاريخ الكنيسة المتتابعة وهو سلسلة مترابطة‬
‫الحلقات صاغت للكنيسة قانون إيمانها ووضعت لها من القوانين والق اررات المجمعية ما يكفل لها السير في أمن وسالم ‪.‬‬
‫والمجامع نوعان ‪:‬‬
‫‪ -1‬مجامع مكانية ‪ :‬وهي التي يعقدها المجمع لكل كنيسة في مقر رياستها مثل الكنيسة القبطية والسريانية وغيرها ‪.‬‬
‫‪ -2‬مجامع مسكونية ‪ :‬وهي التي يجتمع فيها االساقفة من كل العالم المسيحي في مكان معين وكانت في الماضي‬
‫يدعو لها األباطرة المسيحيون وتكون تحت رعايتهم ‪ ( .‬اإلنطواني ‪1994 ,‬م ‪ ,‬ص‪) 7‬‬
‫وسميت بالمجامع المسكونية نسبة لكلمة المسكوني وهي في عرف الكنيسة كل ما يسكن الكرة األرضية ‪ ,‬وقد جاء‬
‫هذا اللفظ في الترجمات العربية للتدليل علي اللفظ اإلغريقي (‪ (Oikoumen‬ويعني األرض المسكونة ‪ ,‬وأصبح بعد ذلك‬
‫لفظاً كنائسياً رسمياً في عام ‪381‬م وكان في اوائل عهده مجمعاً امبراطورياً ينعقد بدعوة من اإلمبراطور‪( .‬الشلبي ‪1973,‬م‬
‫‪ ,‬ص ‪)168‬‬
‫إذا المجمع هو اجتماع رؤساء الكنيسة واالساقفة المدعوين لبحث األصول والقوانين لحاجة في الكنيسة تقتضيها‬
‫الظروف ‪ ,‬يتدارس فيها اولئك الرعاة الموضوع المطروح عليهم ويتخذون القرار الضروري ويتم توزيعه علي جميع‬
‫الحاضرين ‪( .‬ابرص ‪1996 ,‬م ‪ ,‬ص ‪)20‬‬

‫وقد عددت المجامع الكنيسية في تاريخ الكنائس الشرقية والغربية بحوالي عشرين مجمعا ‪ ,‬كان آخرها مجمع‬
‫الفاتيكان عام ‪1870‬م ‪ ,‬إال أن الكنيسة الشرقية لم تعترف سوي بالمجامع السبعة األولي بأنها مجامع مسكونية ‪( .‬عاشور ‪,‬‬
‫ج‪1989 ,2‬م ‪ ,‬ص‪ ) 227‬وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬مجمع نيقيا األول عام ‪325‬م ‪.‬‬

‫‪ -2‬مجمع القسطنطينية األول عام ‪381‬م ‪.‬‬
‫‪ -3‬مجمع افسوس عام ‪431‬م ‪.‬‬
‫‪ -4‬مجمع خلقدونيا عام ‪451‬م ‪.‬‬
‫‪ -5‬مجمع القسطنطينية الثاني عام ‪553‬م ‪.‬‬
‫‪ -6‬مجمع القسطنطينية الثالث عام ‪680‬م ‪.‬‬
‫‪ -7‬مجمع نيقيا الثاني عام ‪787‬م ‪.‬‬
‫أهدافها ‪:‬‬
‫إن المناقشات في تلك الفترة هدفت إلي غرض معين أال وهو انقاذ اإلنسان الذي انفصل عن اهلل لوقوعه في الخطيئة‬
‫فهذه النقطة تعتبر هي اساس الرسالة المسيحية التي حاولت المجالس الدينية معالجتها والحفاظ عليها من البدع التي‬
‫اصبحت تمثل خط اًر كبي اًر يقيم حاج از بين اهلل وعبده ‪ ( .‬اليوسف ‪ 1966 ,‬م ‪ ,‬ص ‪) 36 -35‬‬
‫كذلك كان هناك العديد من المشاكل التي واجهتها اإلمبراطورية منذ القرن الرابع الميالدي كان ذلك االنقسام والنزاع‬
‫بين المسيحيين ‪ ,‬ولتفهم طبيعة هذا النزاع و االنشقاق فعلينا أن نوضح أهم األسباب التي أدت إلي قيامه ‪:‬‬
‫‪ -1‬مرت حوالي ثالثة قرون علي ظهور الديانة المسيحية فيها كانت هذه الديانة حركة سرية وكانت طقوسها تقام في‬
‫الخفاء وكان من الطبيعي في هذه األحوال أن تقوم بعض االختالفات في تفسير نصوص الدين ‪.‬‬
‫‪ -2‬في الوقت الذي أُعترف فيه بالمسيحية كدين رسمي كانت تلك الديانة قد وضعت بعض نظمها وأصبح لها ثالثة‬
‫مراكز رئيسية مستقلة هي بطريركيات " روما – انطاكية – اإلسكندرية " أما بطريركية " اورشليم – بيت المقدس‪-‬‬
‫القسطنطينية " فلم يكن لها من القدم ما كان للبطريركيات الثالث االولي ‪ ,‬وال يمكنها التفاخر في تأسيسها علي تلك‬
‫البطريركيات الثالث التي أسسها رسل المسيح األول ‪ ,‬وفي بادئ األمر لم يكن هناك تفوق ثابت ألي من تلك‬
‫البطريركيات علي االخري ولكن كان من الطبيعي بعد أن اعترفت الدولة بالمسيحية أن يعمد كبار البطاركة لبسط‬
‫نفوذهم والمطالبة بأسبقية بطريركيتهم علي غيرهم ‪,‬ووضحت هذه الحالة بقوة في بطريركية كل من القسطنطينية‬
‫وروما وكان البد أن يؤدي ذلك إلي النزاع بينهم ‪ ( .‬توفيق ‪1995 ,‬م ‪ ,‬ص ‪) 68 -67‬‬
‫أسبابها ‪:‬‬
‫كان السبب الرئيسي لتلك المؤتمرات الدينية ينطوي علي عدة جوانب مهمة يذكر منها علي سبيل المثال ‪:‬‬

‫‪ -1‬تنظيم الكنيسة المرئية وتوضيح مبادئها ولتحديد مراكز البطريركيات الرئيسية في تلك الفترة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد العقيدة وتعريفها بموجب االسس الرئيسية التي ترتكز عليها كالثالوث (‪)Trinity‬‬
‫والتقمص (‪ , )Incarnation‬ويعتقد المسيحيون أن الثالوث والتقمص هما من االسرار التي ال تفسرها لغة االنسان‬
‫وال يرتقي إليها فهمه ‪.‬‬
‫‪ -3‬ابعاد اآلراء الخاطئة عن االسرار الكنيسية والحول دون وقوع المسيحيون في الخطأ واالنزالق في البدع ‪.‬‬
‫(اليوسف ‪1966 ,‬م ‪ ,‬ص ‪. ) 35‬‬
‫‪ -4‬كذلك كان السبب الرئيسي لعقدها ظهور مذاهب دينية غريبة ينبغي فحصها واصدار ق اررات بشأنها وشأن‬
‫مبتدعيها ‪( .‬محمد ‪2014 ,‬م ‪ ,‬ص‪. )14‬‬
‫المجامع المسكونية السبعة ‪:‬‬
‫‪ -1‬المجمع الديني األول ( نيقيا األول – ‪325‬م ) ‪:‬‬
‫سبب انعقاده ‪:‬‬

‫ظهور بدعة أو هرطقة آريوس ويقال بأنه كان كاهناً ليبياً بكنيسة اإلسكندرية ‪.‬‬
‫وملخص الهرطقة التي جاء بها آريوس هي مناداته بتعاليم منافية للعقيدة منك اًر الهوت السيد المسيح أنه ليس إلهاً‬
‫بل هو مجرد انسان مخلوق ‪.‬‬
‫الداعي النعقاد المجمع ‪:‬‬
‫دعا إليه اإلمبراطور قسطنطين األول وهو أول من آمن بالمسيحية من األباطرة البيزنطيين فعندما ظهر هذا‬
‫االنشقاق أراد اإلمبراطور أن يحافظ علي وحدة الكنيسة فدعا لهذا اإلجتماع ‪.‬‬
‫عدد الحاضرون ‪:‬‬
‫حضره حوالي ‪ 300‬اسقف من كنائس عدة في بيزنطة ‪.‬‬
‫كان أول مجمع اتضح انه عالمي " مسكوني " وقد بدل قسطنطين األول كل ما في وسعه لكي يتمكن االساقفة من‬
‫الوصول لمكان االجتماع ‪,‬حتي أنه منحهم حق استخدام البريد اإلمبراطوري ‪ ,‬المخصص عادة لنقل الموظفين الذين‬
‫يقومون بخدمتهم ‪ ,‬ومع ذلك كله لم تخل العقبات المادية من التأثير ‪.‬‬
‫فمعظم االساقفة الثالثمائة تقريبا الذين اجتمعوا في ‪ 20‬مايو ‪325‬م كانوا من الشرق ‪ ,‬وكان الغرب الالتيني ممثال‬
‫بعدد قليل ‪ ,‬أي بثالثة أو أربعة أساقفة فقط ‪.‬‬
‫افتتح قسطنطين األول المجمع في قاعة القصر الكبري وسرعان ما ارتسمت ميول المشاركين ‪ ,‬فليس اآلريوسيون‬
‫المتشددون مع اوسابيوس (‪ )Osapuios‬اسقف نيقوميديا سوي قلة وهم يصدمون غالبية االساقفة بصيغهم غير المرنة التي‬
‫تُنكر الوهية السيد المسيح ‪ ,‬وفي الجهة المقابلة تجمع أشد خصوم اآلريوسية عزما حول اسكندر اإلسكندري يرافقه شماسة‬

‫وخلفه أثناسيوس وهوسيوس اسقف قرطبة وسعوا إلي حمل المشاركين في المجمع علي إعالن " تساوي " األب واالبن في "‬
‫الجوهر " االلهية نفسها ‪ ,‬هو إله مساوي لالب وتمثل ذلك في أصحاب الطبيعة الواحدة ‪.‬‬
‫نتائج مجمع نيقيا األول ‪:‬‬
‫‪ -1‬تبني المجتمعون في هذا المجمع قانون اإليمان المستعمل في قيصرية فلسطين قاعدة إلعالن ايمانهم ولكنهم‬
‫وضحوا ذلك بكلمة " المساوي في الجوهر " التي تؤكد بوضوح الوهية االبن وتبين ذلك في النص الذي خرج به هذا المجمع‬
‫وهو ‪:‬‬
‫" إنه إله آت من إله ‪ ,‬ونور آت من من نور ‪ ,‬إله حق آت من إله حق ‪ ,‬مساو الب في الجوهر ‪ ,‬وبه خلق كل شئ "‬
‫تعالي اهلل عن كفرهم‬
‫وقد حفظت الكنائس المسيحية ذلك النص قانون لها ‪ ( .‬لوبليه ‪2002 ,‬م ‪ ,‬ص‪)172‬‬
‫‪ -2‬تحريم آريوس ونبذ تعاليمه ‪.‬‬

‫‪ -3‬تم اصدار ‪ 20‬قانون في قضايا مختلفة ‪.‬‬
‫واخي اًر رفض المجمع أراء آريوس وقرر أن االبن أي المسيح من نفس جوهر االب ‪ ,‬كما تم حرمان آريوس ووضع‬
‫قانوناً عاماً لإليمان المسيحي أوله ( نؤمن بإله واحد ) أي أن الثالوث واحد ال ينقسم ‪ ,‬كما وضع قانوناً ألصل الكنيسة‬
‫وانتخاب رعاتها وتأديبهم ‪ ,‬وقرر المجمع أيضا منع الزواج الثاني لمن كان متزوجاً من رجال الدين المسيحي وماتت زوجته‬
‫‪ ,‬واختار المجمع الكتب المقدسة التي ال تتعارض مع الق اررات السابقة وقرر تدمير ما عداها من الرسائل واآلناجيل ‪( .‬‬
‫محمد ‪2014 ,‬م ‪ ,‬ص ‪) 16 -15‬‬
‫وهكذا استطاع اإلمبراطور قسطنطين األول في عصره من تحقيق آمال المسيحيين واستطاع أن يساوي بين المسيحية‬
‫والوثنية وعطف علي المسيحيين ‪ ,‬فانطلقوا اح ار اًر بعد كبت دام طويال ‪ ,‬وراحوا يتبارون في تشييد الكنائس وتزيينها ‪ ( .‬رستم‬
‫‪1958 ,‬م ‪,‬ص‪) 8‬‬
‫و بالرغم من المشاكل التي واجهها والتي سوف يواجهها األباطرة من بعده ‪ ,‬ولكن يعتبر مجمع نيقيا األول ‪325‬م‬
‫البداية التمهيدية لسلسلة طويلة من الخالفات والمجادالت التي جني ثمارها المسيحيون في السنوات المتعاقبة ‪.‬‬
‫‪ -4‬المجمع الديني الثاني ( القسطنطينية األول – ‪381‬م ) ‪:‬‬

‫ظهور عدة بدع جديدة من أهمها بدعة مكدونيوس وكان اسقف القسطنطينية وملخص البدعة فقد نادي‬
‫مكدونيوس بأن السيد المسيح مخلوق مثل المالئكة وهذا ينافي العقيدة المسيحية ‪.‬‬

‫الداعي النعقاد المجمع ‪:‬‬
‫كان الداعي لهذا المؤتمر اإلمبراطور ثيودسيوس األول (‪395 -379‬م) ‪.‬‬
‫برئاسة البابا ‪:‬‬
‫البابا داماسوس (‪. )Damaciuos‬‬
‫وحضره حوالي ‪ 150‬أسقفا ‪ ,‬وتم عقده في مدينة القسطنطينية ‪.‬‬
‫حدد الوهية السيد المسيح ضد مكدونيوس القسطنطيني وماراتونيوس النيقوميدي ‪ ,‬كما أكمل قانون إيمان نيقيا ‪ ,‬كان‬
‫ضم فيما بعد إلي الئحة المجامع المسكونية بفعل‬
‫هذا المجمع في االساس مجمعاً عاماً شرقيا لم ُيدع إليه البابا ولم يحضره ُ‬
‫االعتراف المسكوني بالعقيدة التي أقرها ‪( .‬ابرص ‪1996 ,‬م ‪ ,‬ص‪) 77‬‬
‫كما عدل بعض الق اررات االولي المتعلقة بمراكز البطريركيات حيث أن القسطنطينية اصبحت عاصمة اإلمبراطورية لذا‬
‫تقرر وضعها قبل كنيسة اإلسكندرية مرتبة أي في الدرجة الثانية بعد كنيسة روما ‪ ,‬وأشار المؤتمر إلي أن اسقف‬
‫القسطنطينية يجب أن يكون له شرف المرتبة الثانية بعد اسقف روما الن القسطنطينية اصبحت األن روما الثانية ‪.‬‬
‫وهذا األمر آثار جدالً عنيفاً فيما بعد فقد كرهتها كل من اإلسكندرية وروما وهي مرتبة كنيسة القسطنطينية الثانية بعد‬
‫روما ‪ ,‬إذ رفضت البابوية تصديقها خوفاً من ادعاء روما الجديدة باحتالل المرتبة االولي إن المادة الرابعة من قرارات مجمع‬
‫القسطنطينية عام ‪381‬م كانت تحديا لكنيسة اإلسكندرية التي احتلت المكانة االولي في الشرق القديم ‪( .‬اليوسف ‪1966 ,‬م‬
‫‪ ,‬ص ‪)38 -37‬‬
‫أهم نتائج هذا المجمع ‪:‬‬
‫‪ -1‬تحريم مكدونيوس وجميع تعاليمه ‪.‬‬

‫‪ -2‬اصدار ‪ 7‬قوانين جديدة ‪.‬‬
‫المجمع الديني الثالث ( افسوس – ‪431‬م ) ‪:‬‬
‫ظهور هرطقة نسطوريوس اسقف القسطنطينية ‪.‬‬
‫وملخصها تدور حول طبيعة السيد المسيح حيث أنكر الوهية السيد المسيح وبدأ بإنكار كون السيدة مريم العذراء والدة اإلله‪.‬‬

‫الداعي النعقاده ‪:‬‬
‫اإلمبراطور ثيودسيوس الثاني (‪450 -408‬م ) ‪.‬‬
‫رئاسة المؤتمر ‪:‬‬
‫البابا السكندري كيرليس الكبير ‪.‬‬
‫بلغ عدد الحاضرون حوالي ‪ 200‬اسقفاً ‪.‬‬
‫استمرت الخالفات بين الفرق المسيحية علي الرغم من محاوالت األباطرة السابقة لتوحيد الكنيسة ‪ ,‬وكان ظهور ما‬
‫ُعرف ببدعة نسطوريوس (‪ )Nastoruis‬وهو أحد القساوسة الذي اصبح بطريركاً علي القسطنطينية في عام ‪418‬م ‪.‬‬
‫فقد نادي بوجود طبيعتين بخالف ما تمسكت به الكنيسة االرثوذكسية ‪ ,‬ولذا فقد تم عقد مجمع بدعوة من اإلمبراطور‬
‫ثيودسيوس الثاني ورفض الحاضرون هذه البدعة والذي لم يقبله نسطوريوس ‪ ,‬وحاول اإلمبراطور التدخل لحل هذا النزاع‬
‫الذي نشب في الكنيسة واتخذ قرار بإدانة النسطورية والتأكيد علي مذهب الدولة السابق وعزل نسطوريوس ‪( .‬اب ارهيم‬
‫وآخرون ‪2003 ,‬م ‪,‬ص ‪) 76‬‬
‫وعلي النقيض من المونوفيزتية (هم من عرفوا بأصحاب الطبيعة الواحدة ) جاءت النسطورية ‪ ,‬وقد قادت د ارسات‬
‫نسطوريوس الالهوتية إلي أن الطبيعة البشرية هي التي تطفئ علي المسيح حيث أن مريم العذراء أم المسيح من البشر ‪,‬‬
‫ولكن دحضت هذه األفكار في مؤتمر افسوس ولكن هذه الدعوة استمرت وانتشرت في سوريا وبالد ما بين النهرين وايران‬
‫واواسط آسيا الصغري ويرجح بعض المؤرخين بأن الفضل في ترجمة وحفظ التراث الهلليني يرجع إلي كهنة النساطرة الذين‬
‫تنقلوا في تلك االماكن ‪ ( .‬الناصري ‪1991 ,‬م ‪ ,‬ص ‪) 497‬‬
‫من أهم نتائج مؤتمر افسوس ‪:‬‬
‫‪ -1‬تحريم نسطوريوس وتعاليمه ‪.‬‬

‫‪ -2‬وضع مقدمة قانون اإليمان وتعديله ‪.‬‬
‫‪ -3‬اصدار ‪ 8‬قوانين جديدة ‪.‬‬
‫المجمع الديني الرابع ( خلقدونية – ‪451‬م ) ‪:‬‬

‫عدة مواضيع منها دراسة األحكام الصادرة في مجمع افسوس الغير مسكوني عام ‪449‬م ‪ ,‬وأيضا التعريف بطبيعة السيد‬
‫المسيح وكذلك العديد من النزاعات التي تبناها اساقفة آخرون وبالتالي ظهور نظريات جديدة ‪.‬‬
‫الداعي لهذا المجمع ‪:‬‬
‫دعا لإلنعقاده اإلمبراطور مرقيان (‪457-450‬م ) ‪.‬‬
‫رئاسة المجمع ‪:‬‬
‫بطريرك القسطنطينية وأعضاء من مجلس الشيوخ بقيادة االرستقراطي أناتوليوس (‪. ) Anatoluois‬‬
‫حوالي ‪ 520‬وفي رواية اخري ‪ 630‬اسقفا من جميع الكنائس ‪.‬‬
‫ُعقد في مدينة خلقدونية وأقر ق اررات المجامع السابقة مع اضافة بعض التعديل عليها ‪ ,‬وجاء رد الفعل من جانب‬
‫كنائس مصر وأرمينية وبالد الشام حيث رفضت ق ارراته معلنة الطبيعة الواحدة للسيد المسيح عليه السالم مما أدي إلي‬
‫ظهور بوادر انفصال هذه األقسام عن الدولة البيزنطية ‪( .‬ابراهيم وآخرون ‪2003 ,‬م ‪ ,‬ص ‪) 76‬‬
‫ويعتبر مجمع خلقدونية من أخطر المجامع كلها إذ شهد انفصال الكنائس الشرقية االرثوذكسية ( السريانية واالرمينية‬
‫والقبطية ) عن الكنيستين الرومانية الكاثوليكية والبيزنطية االرثوذكسية انفصاالً التزال آثاره قائمة لليوم ‪.‬‬
‫فبعد مناقشة حول طبيعة السيد المسيح انتهي المجتمعون العتبار أن للمسيح طبيعتين إلهية وبشرية بال اختالط وال‬
‫تحول وال انقسام وال انفصال ‪ ,‬وقال بذلك االساقفة الغربيون الذين لعنوا وطردوا من ال يقول بقولهم هذا ‪ ,‬فاعترضت‬
‫الكنائس الشرقية وأصروا علي قرار مجمع افسوس بأن المسيح له طبيعتين إلهية وبشرية ‪ ,‬ومن هنا ظل هذا االختالف في‬
‫العقيدة من أهم الخالفات العقائدية بين الكاثوليك القائلين بالطبيعتين واألقباط والسريان واألرمن القائلين بالطبيعة الواحدة ‪(.‬‬
‫أبو بلحة ‪ ,‬من اإلنترنت )‬
‫نتائج هذا المجمع ‪:‬‬
‫‪ -1‬تقرير العقيدة الخلقدونية ‪.‬‬

‫المجمع الديني الخامس ( القسطنطينية الثاني – ‪553‬م ) ‪:‬‬
‫اسباب انعقاده ‪:‬‬
‫رفض اإلمبراطور جستنيان األول (‪565 -527‬م ) وزوجته ثيودو ار لق اررات المجمع السابق وهو مجمع خلقدونية ‪.‬‬

‫الداعي للمجمع ‪:‬‬
‫اإلمبراطور جستنيان األول ‪.‬‬
‫بطريريك القسطنطينية افيتجيوس ‪.‬‬
‫عدد الحاضرين‪:‬‬
‫حضره حوالي ‪ 163‬اسقفاً ‪.‬‬
‫في هذا المجمع أدان المجتمعون " الفصول الثالثة " وهو مرسوم اصدره اإلمبراطور جستنيان األول عام ‪543‬م‬
‫السترضاء المونوفيزتين تحت تأثير زوجته اإلمبراطورة ثيودو ار التي كانت تساند وتدعم هذا المذهب ‪ ,‬وكان موجه ضد‬
‫رجال الكنيسة النسطورية الذين عاشوا في القرن الخامس الميالدي الذين كانوا أعداء للمونوفيزتية ‪( .‬اليوسف ‪1966 ,‬م ‪,‬‬
‫ص‪) 80‬‬
‫وكانت الفصول الثالثة موجه باألخص إلي ثيودوروس وأعماله ‪ ,‬وكتابات ثيودورتيوس اسقف قورش ضد كيرليس وضد‬
‫مجمع افسوس ‪ ,‬ورسالة ايباس اسقف الرها إلي ماريس ‪ ,‬وهؤالء جميعاً كانوا من انصار النسطورية ‪ ( .‬ابرص ‪1996 ,‬م ‪,‬‬
‫ص‪)78‬‬
‫أهم نتائج هذا المجمع ‪:‬‬
‫‪ -1‬لم يتمكن الحاضرون من سن تشريعات جديدة بل أكدوا علي ما جاء في المجمع الرابع ‪.‬‬
‫‪ -2‬حاولوا ايجاد تفسير لكيفية اتحاد طبيعتي السيد المسيح في تكوين شخص واحد ‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن اهم ق ارراته الحكم بتحريم الفصول الثالثة ‪.‬‬
‫المجمع الديني السادس ( القسطنطينية الثالث – ‪680‬م ) ‪:‬‬
‫دحض البدعة القائلة بأن للمسيح مشيئة واحدة وعمالً واحدة أي بمعني المونوفيزتية ‪.‬‬
‫اإلمبراطور قسطنطين الرابع ( ‪ 685 -668‬م) ‪.‬‬

‫البطريرك جاورجيوس القسطنطيني ‪.‬‬
‫حوالي ‪ 174‬أسقفاً ‪.‬‬
‫في هذه الفترة مثل غيرها فقد ورث المجتمع البيزنطي الخالف القديم والمجادالت التي ال طائل من وارئها سوي‬
‫المزيد من الخالفات ‪ ,‬وكلها تدور حول تحديد طبيعة السيد المسيح ‪ ,‬حيث اصدر اإلمبراطور قسطانز الثاني (‪-641‬‬
‫‪ 668‬م ) مرسوم آثار الغضب والفتنة سمي مرسوم اإليمان قصد به اإلمبراطور قطع دابر الفتن الدينية فيما تبقي من أجزاء‬
‫امبراطوريته ‪ ,‬وقد منع المرسوم كافة المجادالت الدينية بخصوص السيد المسيح عليه السالم ‪.‬‬
‫هذا األمر دفع بخلفه قسطنطين الرابع لعقد مؤتمر عالمي ديني يشار له بالمجمع السادس في القسطنطينية عام‬
‫‪680‬م كان لق ارراته األثر الكبير ‪.‬‬
‫من أهم نتائج المجمع السادس ‪:‬‬
‫‪ -1‬إعادة العالقات مع البابوية واالعتراف بأقدمية كنيسة روما ‪.‬‬

‫‪ -2‬انتهاج الدولة سياسة صارمة ضد المونوفيزتين كما أدان المجمع بالقطع كل الذين نادوا ببدعة المشيئة الواحدة ‪.‬‬
‫وقد عارضت كنائس انطاكية والقدس واإلسكندرية تلك الق اررات وراي زعماء الدين في تلك المناطق أن اإلمبراطور لم‬
‫يكن راغباً حقاً في ايجاد تسوية معهم نظ اًر لعدم تبعيتهم السياسية له ‪ ( .‬اليوسف ‪1966 ,‬م ‪ ,‬ص ‪) 98‬‬
‫وهنا توضيح بسيط وهو أن هذه المناطق لم تعد من أمالك بيزنطة فقد خرجت من أيديهم واصبحت تحت حكم‬
‫المسلمين ‪.‬‬
‫المجمع الديني السابع ( نيقيا الثاني – ‪ 787‬م ) ‪:‬‬
‫سبب انعقاد المجمع ‪:‬‬
‫كان إلبداء موقف الكنيسة بشأن موضوع إكرام األيقونات ‪.‬‬
‫اإلمبراطورة ايرين (‪802-797‬م ) ‪.‬‬
‫البطريرك طراسيوس بطريرك القسطنطينية ‪.‬‬

‫حوالي ‪ 376‬اسقفاً ‪.‬‬
‫ُعقد المجمع أوالً في القسطنطينية ثم انتقل إلي نيقيا بسبب االضطرابات التي أحدثها محاربو األيقونات في العاصمة ‪,‬‬
‫وأقر إكرام األيقونات ممي اًز بين اإلكرام لوالدة اإلله والقديسين والعبادة الواجبة هلل وحده ‪ ( .‬ابرص ‪1996 ,‬م ‪ ,‬ص ‪) 78‬‬
‫وهنا كان في هذه الفترة نص اًر لأليقونات ومناصري هذه العبادة خاصة بعد مجئ سند قوي لهم وهو اإلمبراطورة ايرين‬
‫حيث أن أغلب أو جل األباطرة الذين سبقوها كانوا من أشد معارضي هذه الظاهرة الدينية ‪ ,‬فقد حاربوها بكل ما اوتوا من‬
‫قوة وأصدروا ق ارراتهم وتعليماتهم بهذا الخصوص وهذا ما ُيفسر ما حدث في عصر اإلمبراطور ليو الثالث األيسوري‬
‫(‪741-717‬م ) وعصر ابنه قسطنطين الخامس (‪775 -741‬م ) ومؤتمره عام ‪754‬م الذي حرم فيه عبادة األيقونات‬
‫ولكن ألسف لم يعترف بهذا المؤتمر بأنه مجمع مسكوني ‪.‬‬
‫لقد ظهرت حركة مناهضة عبادة األيقونات ضمن مرحلتين المرحلة االولي تمتد من عام ‪726‬م إلي ‪780‬م ‪ .‬وتنتهي‬
‫بالمجمع الديني السابع ‪ ,‬أما المرحلة الثانية فتمتد من عام ‪813‬م حتي ‪843‬م ‪ ,‬وكان سبب ظهور الحركة األيقونية الحياة‬
‫اإلجتماعية في الدولة البيزنطية التي غلب عليها اإلعتقاد بالمعجزات والتنبؤات والمصائب فحتي الهزائم العسكرية غلب‬
‫عليها الطابع الديني ‪ ( .‬االشامي ‪2002 ,‬م ‪ ,‬ص ‪) 39‬‬
‫نتائج مجمع نيقيا الثاني ‪:‬‬
‫‪ -1‬اصدار حوالي ‪ 22‬قانون جديد ‪.‬‬

‫‪ -2‬من أهم ق ارراته تحريم ق اررات مجمع عام ‪754‬م الخاص بتحريم عبادة األيقونات ‪.‬‬
‫‪ -3‬اعادة عبادة األيقونات وتقديسها ‪.‬‬
‫‪ -4‬اصدار عقوبة الحرمان لكل من يعترض ق اررات هذا المجمع ‪.‬‬
‫" النتائج العامة للمجامع المسكونية "هناك عدة نقاط ونتائج للمجامع المسكونية من أهمها ‪:‬‬
‫إن المجامع المسكونية هي التي ُيدعي إليها األساقفة ومن لهم حق التصويت من كل أنحاء العالم‬ ‫‪-1‬‬
‫المسيحي والتي تعقد برئاسة البابا أو أحد مندوبيه ويجيز مراسيمها فيتحتم علي المسيحين لذلك وجوب التقيد‬
‫بأوامرها ‪.‬‬
‫يري البعض إن هذه المجامع لم يكتب لمجهوداتها ذلك النجاح فكانت ق ارراتها سبباً هاماً في تسعير‬ ‫‪-2‬‬
‫الخالفات الدينية بين الفرق إلي ابتعاد كل من روما واإلسكندرية والقسطنطينية عن بعضها البعض ‪.‬‬

‫هناك من يري أن المجامع المسكونية انعقدت لظروف قاهرة وحاسمة وبالتالي كانت ق ارراتها أيضا حاسمة‬ ‫‪-3‬‬
‫لمستقبل الكنيسة ‪ ,‬ربما لتحديد نقطة دقيقة من العقيدة أو رد هرطقة أو إعادة تنظيم أو فرض نظام جديد أو‬
‫تحريم مبتدع يعبث بعقيدة اإليمان ‪.‬‬
‫كان لإلمبراطور البيزنطي دور كبير في تدعيم هذه المؤتمرات وفرض ق ارراتها وتنفيذها ومثال ذلك ما قام‬ ‫‪-4‬‬
‫به اإلمبراطور قسطنطين األول في مجمع نيقيا األول عام ‪325‬م حيث شرع المجامع وأعطاها الصفة‬
‫القانونية وثبت ق ارراتها علي البالد ‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫أوالً ‪ :‬المصادر البيزنطية ‪:‬‬
‫تم اإلطالع علي ‪:‬‬
‫القديس اثناسيوس الرسولي ( د‪.‬ت ) ‪ ,‬المقالة األولي ضد اآلريوسين ‪ ,‬د‪.‬م ‪ :‬مؤسسة القديس انطونيوس ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬المراجع ‪:‬‬
‫ابرص ‪ ,‬ميشال‪ -‬انطوان عرب (‪1996‬م ) ‪ ,‬مدخل إلي المجامع المسكونية ‪ ,‬بيروت ‪ :‬المكتبة البوليسية ‪.‬‬
‫ابراهيم ‪,‬خميس ابراهيم – حسن عبد الوهاب حسن – سهير ابراهيم (‪2003‬م ) ‪ ,‬معالم التاريخ البيزنطي " السياسي‬
‫والحضاري " ‪ ,‬اإلسكندرية ‪ :‬دار المعرفة الجامعية ‪.‬‬
‫توفيق ‪,‬عمر كمال – محمود سعيد عمران (‪1995‬م ) ‪ ,‬تاريخ الدولة البيزنطية ‪ ,‬اإلسكندرية ‪ :‬دار المعرفة الجامعية ‪.‬‬
‫ربيع ‪ ,‬حسنين محمد ( ‪1968‬م ) ‪ ,‬دراسات في تاريخ الدولة البيزنطية ‪ ,‬بيروت ‪ :‬دار النهضة العربية ‪.‬‬
‫رستم ‪ ,‬أسد (‪1958‬م ) ‪ ,‬حرب في الكنائس ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬المطبعة الكاثوليكية ‪.‬‬
‫السيد ‪ ,‬السيد محمود (‪2000‬م ) ‪ ,‬تاريخ الدولة البيزنطية ‪ ,‬اإلسكندرية ‪ :‬مؤسسة الجامعة ‪.‬‬
‫الشامي ‪ ,‬فاطمة قدورة ( ‪2002‬م ) ‪,‬الحضارة البيزنطية ‪1453-323‬م ‪ ,‬بيروت ‪ :‬دار النهضة العربية ‪.‬‬
‫الشلبي ‪ ,‬أحمد (‪1973‬م ) ‪ ,‬مقارنة األديان ‪ ,‬المسيحية ‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬مكتبة النهضة المصرية للنشر ‪.‬‬
‫عاشور ‪ ,‬سعيد عبد الفتاح (‪1986‬م ) ‪ ,‬اوروبا العصور الوسطي التاريخ السياسي ‪ ,‬ط ‪ , 10‬ج‪ , 1‬القاهرة ‪ :‬مكتبة األنجلو‬
‫المصرية ‪.‬‬

‫عاشور ‪ ,‬سعيد عبد الفتاح (‪1989‬م ) ‪ ,‬اوروبا العصور الوسطي " النهضات والحضارة والنظم " ‪ ,‬ج‪ , 2‬القاهرة ‪ :‬مكتبة‬
‫األنجلو المصرية ‪.‬‬
‫العريني ‪ ,‬السيد الباز (‪1968‬م ) ‪ ,‬تاريخ اوروبا في العصور الوسطي ‪ ,‬بيروت ‪ :‬دار النهضة العربية ‪.‬‬
‫بيروت ‪ :‬دار النهضة العربية ‪.‬‬ ‫عمران ‪ ,‬محمود سعيد ( ‪1986‬م ) ‪ ,‬معالم تاريخ اوروبا في العصور الوسطي ‪ ,‬ط‪, 2‬‬
‫اإلنطواني ‪ ,‬لوقا ( ‪1994‬م ) ‪ ,‬المجامع المسكونية الثالثة وأبطالها ‪ ،‬بني سويف ‪ :‬دار الجيل للطباعة ‪.‬‬
‫محمد ‪ ,‬صالح االمين عبداهلل (‪2014‬م ) ‪ ,‬اثرانتشار المذاهب المسيحية والمجامع الدينية العالمية علي اإلمبراطورية‬
‫البيزنطية ‪ ,‬المجلة الليبية العالمية ‪ ,‬المرج ‪.‬‬
‫الناصري ‪ ,‬سيد أحمد علي (‪1991‬م ) ‪ ,‬تاريخ اإلمبراطورية الرومانية "السياسي والحضاري " ط‪ , 2‬القاهرة ‪ :‬دار النهضة‬
‫العربية ‪.‬‬
‫اليوسف ‪ ,‬عبد القادر أحمد (‪1966‬م ) ‪ ,‬اإلمبراطورية البيزنطية ‪ ,‬بيروت ‪ :‬المكتبة العصرية ‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬الموسوعات و الدوريات ‪:‬‬
‫بورتر ‪ ,‬هارفي ( ‪1991‬م ) ‪ ,‬موسوعة مختصر التاريخ القديم ‪ ,‬القاهرة ‪ :‬مكتبة مدبولي ‪.‬‬
‫لوبليه ‪ ,‬كلود (‪2002‬م ) ‪ ,‬تاريخ الكنيسة المفصل ‪ ,‬ت‪ :‬انطوان الغزال ‪ ,‬الفصل السادس " األزمة االريوسية " مج ‪, 1‬‬
‫بيروت ‪ :‬دار المشرق ‪.‬‬
‫رابعاً ‪ :‬مواضيع من اإلنترنت ‪:‬‬
‫أبو عاصم أحمد أبو بلحة ‪,‬المجامع المسكونية ودورها في توجيه الفكر النصراني ‪ ,‬متاح علي الرابط التالي ‪,‬‬
‫‪http://www.ebnmaryam.com/vb/register.php‬‬

‫المكوس والضرائب في الدولة اإلسالمية عصر سيطرة األتراك السالجقة‬

‫)‪552 _ 429‬هـ ‪1157 _1037 /‬م)‬
‫د‪ .‬منى عبداللطيف بشير الهوني‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫* نبذة عن السالجقة وحكمهم للعالم اإلسالمي‪:‬‬
‫يرجــع أصــل الســالجقة إلــي قبيلــة تنتمــي إلــى فــرع مــن األت ـراك يســمون (الغــز) ‪ ،‬وتحديــداً إلــى مجموعــة قبليــة عرفــت باســم‬
‫(قنق) ‪ ،‬وهي من ضمن قبائل الغز األربعة والعشرين ‪ ،‬وكلها قبائل رعوية ترتحل طلباً للرعي ‪ ،‬وبعد فترة مـن ضـيق وسـائل‬
‫العــيش والرعــي علــيهم تحرك ـوا جماعــات جماعــات إلــي بــالد آســيا الوســطي واســتقروا فــي مدينــة اســمها (جنــد) وكــانوا بزعامــة‬
‫(سلجوق بن دقاق) فنسبوا إليه‪.‬‬
‫ثــم اعتنــق الســالجقة اإلســالم ‪ ،‬وكــان اســتقرارهم متزامن ـاً مــع فتـرة الص ـراع الــذي حــدث بــين الســامانيين والخــانيين ‪ ،‬وحــين‬
‫ســقطت الدولــة الســامانية طلــب الســالجقة مــن الســلطان (محمــود الغزنــوي) الســماح لهــم بعبــور نهــر جيحــون واالســتقرار فــي‬
‫خراسان ‪ ،‬لكنهم بعد مدة تنكروا للغزنويين وعملوا على إزاحتهم ‪ ،‬فبدأت مرحلة من مراحل الصراع بينهما أسفرت عن هزيمـة‬
‫الغزنــويين واســتيالء الســالجقة عل ــى عاصــمته نيســابور ســنة ‪429‬ه ــ‪1037 /‬م ‪ ،‬وك ــانوا حينه ــا تحــت قي ــادة أول س ــالطينهم‬
‫(طغرلبك) الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لدولة السالجقة ‪.‬‬
‫فـي ذات الوقـت كانـت الخالفــة العباسـية واقعـة تحـت ســيطرة ونفـوذ البـويهيين الشـيعة وتواجــه خطـر الفـاطميين فـي مصــر ‪،‬‬
‫فاستنجد العباسيون بالسالجقة فقاموا بالسيطرة على معظم العراق وكل خراسان ومـدوا نفـوذهم إلـي بـالد فـارس وأرمينيـة وآسـيا‬
‫الصغرى فيما بعد ‪.‬‬
‫وفي طور الحق تحكم السالجقة في طرق التجارة ووضعوا العديد من النظم الماليـة التـي يسـرت لهـم السـيطرة علـى التجـارة‬
‫العالمية آنذاك ‪ ،‬حتى صار الدينار السلجوقي من أقوي العمالت في فترة حكمهم وكانت لهم مواردهم التي نظموها وأضافوا‬
‫إليها ‪ ،‬كالخراج واإلقطاع والتضمين والضرائب ‪.‬‬
‫* النظام المالي في دولة السالجقة ‪:‬‬
‫منذ أن بسط السالجقة سلطانهم على العراق والمشرق اإلسالمي وضعوا نظاماً مالياً يحقق لهم االسـتقرار والسـيطرة علـى‬
‫مقدرات الدولة ‪ ،‬فنظموا اإلدارة المالية تنظيماً دقيقاً يضـمن لهـم العمـل علـى تحقيـق أهـدافهم ‪ ،‬فأنشـأوا ديـوان اإلشـراف والـذي‬
‫يخــتص بالمحاســبات وتحقيــق الت ـوازن بــين الصــادر وال ـوارد ‪ ،‬كمــا أنشــأوا ديوان ـاً يســمى دي ـوان االســتيفاء ‪ ،‬وهــو مكمــل لــديوان‬
‫اإلنشاء ومهمته مراجعة حسابات الدولة المالية والمحافظة على أموالها ‪.‬‬
‫وقد أرسى الوزير السلجوقي نظام الملك دعائم النظام المالي ‪ ،‬ونظم عمل الـدواوين ‪ ،‬واتخـذ عمـاالً مـن أعوانـه لإلشـراف‬
‫‪ ،‬وكــان يــتم تعيــين مــوظفي اإلدارة‬ ‫(‪)1‬‬
‫علــى إدارة وحســابات األقــاليم ‪ ،‬كمــا وضــع نظام ـاً دقيق ـاً لمراجعــة حســاب هــذه األقــاليم‬
‫‪ ،‬وسـمحوا ألنفسـهم‬ ‫(‪)2‬‬
‫المالية دون الرجوع إلي الخلفاء العباسيين فـي بغـداد ‪ ،‬وكـانوا يتصـرفون فـي مـوارد الدولـة كمـا يشـاؤون‬
‫‪ - 1‬نظام الملك ‪ :‬سياسة نامة ‪ ،‬ترجمة محمود الغزاوي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الرائد العربي ‪1975 ،‬م ‪ ،‬ص ‪، 58‬‬
‫‪ 2‬إقبال عباس‪ :‬الوز ارة في عهد السالجقة ‪ ،‬ترجمة كمال الدين حلمي ‪ ،‬الكويت‪،‬منشورات جامعة الكويت‪1984،‬م‪ ،‬ص‪.54‬‬

‫‪ ،‬كمـا فرضـوا رقابـة شـديدة علـى دواويـن المـال وعلـى كـل مـن لـه‬ ‫(‪)1‬‬
‫بجبايـة الجزيـة التـي كانـت تحمـل إلـي بيـت مـال الخليفـة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫صلة بالدواوين كجامعي الضرائب‬
‫أوالً ‪ :‬المكوس‪:‬‬
‫‪ ،‬وكانت هذه المراصد منتشـرة فـي‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ _1‬رسوم التجارة الداخلية والخارجية ‪ ،‬وأطلق علي أماكن جبايتها (مراصد المكس)‬
‫‪.‬‬ ‫األقاليم المطلة على البحار واألنهار في خراسان وسجستان‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬لذلك اهتم بهـا سـالطين السـالجقة ففرضـوها علـى عمليـات البيـع‬ ‫(‪)5‬‬
‫وكانت هذه المكوس من مداخيل بيت المال المهمة‬
‫والشـ ـراء داخ ــل األسـ ـواق وخارجه ــا ‪ ،‬وفرضـ ـوا ضـ ـرائب عل ــى ال ــدور والحواني ــت ف ــي األسـ ـواق وأطل ــق عل ــى ه ــذا الن ــوع اس ــم‬
‫‪.‬‬ ‫المستغالت‬
‫(‪)6‬‬
‫كما كان هناك نوع من المكوس يجبى من التجارة الخارجية الواردة من ثغور بالد العراق والمشرق مثل البصرة وبغداد‬
‫وسيراف وكرمان ‪ ،‬وكان بعض هذه الرسوم يؤخذ من التجار الذين تقل تجارتهم عن أربعين دينا اًر بالنسبة للتجار المسلمين‬
‫‪ ،‬كما كانت تجبى من تجار أهل الذمة لكنها تختلف عن تجار المسلمين ‪ ،‬فالمقيمون‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪ ،‬وعشرين دينا اًر لغير المسلمين‬
‫من أهل الذمة يجبى منهم (عشرى) قيمة بضائعهم مرة واحدة في السنة حتي تتجاوز قيمة البضائع مائتي درهم ‪ ،‬وأما‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫القادمون منهم فتبلغ (عشر) قيمة بضائعهم إذا زادت على مائتي درهم‬
‫‪ _ 2‬مكوس دور اللهو والمعازف والمالهي‬
‫‪.‬‬ ‫وكانت تخص الشحنة ‪ ،‬وكان أكثر ما يتحصل منها يأتي من خراسان وما وراء النهر‬
‫(‪)9‬‬
‫‪ _ 3‬ضريبة المكس (المستغالت) ‪:‬‬

‫‪ ،‬وكانــت تــدر مبــالغ طائلــة علــى‬ ‫(‪)11‬‬
‫والحمامــات‬ ‫(‪)10‬‬
‫وهــي ض ـريبة تفــرض علــى الحوانيــت واألس ـواق والــدور والط ـواحين‬
‫الخ ازنــة الســلطانية الســلجوقية ‪ ،‬وكانــت إحــدى العوامــل المــؤثرة فــي غــالء األســعار ورخصــها ‪ ،‬فمتــي أبطلــت المكــوس كانــت‬
‫األسعار تنخفض ومتي فرضت ارتفعت األسعار ‪ ،‬وقد أبطلها السلطان ملكشـاه سـنة ‪479‬هــ‪1086 /‬م فقـد أمـر بإبطـال أخـذ‬
‫المكوس من سائر التج ار من جميع البضائع في العراق وخراسان وحظر أخذ أي شيء منها في بلد من البلدان التجارية في‬
‫‪ - 1‬أبوالفداء الملك المؤيد بن اسماعيل ‪ ،‬ت ‪732‬هـ‪1321 /‬م ‪ ،‬المختصر في أخبار البشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار المعارف ‪1325 ،‬م ‪،‬‬
‫ص‪. 186‬‬
‫‪ - 2‬آشتور ‪ :‬التاريخ االقتصادي واالجتماعي للشرق األوسط ‪ ،‬دمشق ‪1985 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 277‬‬
‫‪ - 3‬آدم متز ‪ :‬الحضارة اإلسالمية في القرن الرابع الهجري ‪ ،‬جـ‪ ، 1‬ترجمة أحمد عبدالهادي أبوريدة ‪ ،‬القاهرة‪1941 ،‬م ‪،‬‬
‫ص‪. 169‬‬
‫‪ - 4‬االصطخرى ‪ :‬المسالك والممالك ‪ ،‬تحقيق محمد صابر عبدالعال ‪ ،‬القاهرة ‪1961 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 73‬‬
‫‪ -‬محمد جمال الدين سرور ‪ :‬تاريخ الحضارة اإلسالمية في الشرق ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪1966 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 119‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ -‬حسن إبراهيم حسن ‪ :‬تاريخ النظم اإلسالمية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار النهضة المصرية ‪1952 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 282‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ -‬إدريس ‪ :‬تاريخ العراق في العصر السلجوقي األول ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪1985 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 217‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪ -‬سرور ‪ :‬تاريخ الحضارة ‪ ،‬ص‪. 119‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪ -‬أنوري ‪ :‬اصطالحات ديواني ‪ ،‬ص‪. 62‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ -‬االصطخرى ‪ :‬المسالك ‪ ،‬ص‪ 96‬؛ ابن حوقل ‪ :‬صورة األرض ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪1979 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 264‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪ -‬ابن حوقل ‪ :‬صورة األرض ‪ ،‬ص‪. 264‬‬ ‫‪11‬‬

‫مملكتـه ‪ ،‬بـل شـاركه الخليفـة العباسـي المقتـدي بـاهلل سـنة ‪480‬هــ‪1087 /‬م بمنشـور أبطـل فيـه الضـرائب والمسـتغالت وكتبـت‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ألواح ألصقت على المساجد بتحريمها‬
‫‪ _4‬أموال الهدايا ‪:‬‬
‫كانت أموال الهدايا تمثل مورداً مهماً مـن مـوارد الـدخل السـلطانية فـي العصـر السـلجوقي ‪ ،‬وكثيـ اًر مـا كـان يضـع السـلطان‬
‫الســلجوقي األم ـوال المهــداة إليــه فــي الخ ازنــة الســلطانية بالــدركاه ‪ ،‬ففــي ســنة ‪440‬ه ــ‪1048 /‬م أرســل اإلمب ارطــور البيزنطــي‬
‫‪ ،‬وفــي ســنة ‪448‬ه ــ‪/‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫قســطنطين التاســع مــائتي ألــف دينــار للســلطان طغرلبــك مــن أجــل تحريــر أســرى الــروم دون فديــة‬
‫‪ ،‬وفــي ســنة ‪445‬هــ‪1057 /‬م‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪1056‬م أرســلت اإلمب ارطــورة تيــودو ار خمســين ألــف دينــار للســلطان طغرلبــك كجزيــة وهديــة‬
‫أرسل األمير نصر الدولة بن مروان عشرة آالف دينار لطغرلبك بسبب النجاة مـن عقابـه واعـالن الـوالء لـه ‪ ،‬ولعفـو طغرلبـك‬
‫‪ ،‬وقــد أرســل ســيف الدولــة صــدقة أم ـراء بنــي مزيــد فــي الحلــة إلــي‬ ‫(‪)4‬‬
‫عنــه بســبب قبضــه علــى اثنــين مــن الســفراء مــن بيزنطــة‬
‫على سبيل اإلهداء ‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫السلطان ملكشاه ‪ ،‬ما قدره عشرون ألف دينار ‪ ،‬وخمسمائة قطعة من أواني الفضة‬
‫‪ _5‬المصادرات ‪:‬‬
‫على الرغم من تعدد المصادر المالية فإن هذا لم يمنع السالجقة من اللجوء إلي مصادرة بعض األموال في وقـت الحاجـة‬
‫ويكــون مــا‬ ‫إلــي المــال ‪ ،‬فكــان ســالطين الســالجقة يصــادرون أم ـوال كبــار رجــال الدولــة والتجــار وأصــحاب اإلقطاعي ــات‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ ،‬بــل وتجـ أر ســالطين الســالجقة وصــادروا أمـوال وأمــالك الخلفــاء أنفســهم واقطاعــاتهم ‪،‬‬ ‫يصــادرونه مــنهم دخـالً لبيــت المــال‬
‫(‪)7‬‬
‫مثلما فعل السلطان طغرلبك مع الخليفة القائم بأمر اهلل العباسي حينما صادر كل إقطاعاتـه وتـرك لـه مـا كـان للخليفـة القـادر‬
‫‪ ،‬ولجأ سالطين السالجقة إلي فرض ضرائب على أثرياء الدولة ‪ ،‬وكان شرف الملـك أبـو سـعد‬ ‫(‪)8‬‬
‫باهلل من إقطاعات بسيطة‬
‫المستوفي أحد هؤالء حين تقرر عليه مبلغ كبير من المال على قسطين ‪ ،‬فكان يقول إن الـذي أخـذ منـى ال يـؤثر عنـدي فـإن‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫لي ذخائر جمة ‪ ،‬وكل ذلك كسبته في أيام السالجقة ‪ ،‬وأن ما أخذ منى ال يغير حالي ‪ ،‬وأن مالي بين أيديهم‬
‫وكان جباة المكوس أو الضرائب بصفة عامة يوصفون بعدم اإلنصاف في كثير من األحيان فضالً عما كـان يتعـرض لـه‬
‫دافعوها من عسف الجباة ‪ ،‬ولقد شدد نظام الملك مطالباً برفع الحيف والظلم عـن الرعيـة ‪ ،‬ودافعـي الضـرائب وكـان يـري أنـه‬
‫ال تقع وظائف الجباة ونوابهم في كل مدينة وأرزاقهـم علـى كاهـل وعوائـق الرعيـة ‪ ،‬وانمـا يجـب أن يعطـوا مـا أمـر لهـم بـه مـن‬
‫‪.‬‬ ‫بيت المال لكيال تكون لهم حاجة في أثبات الخيانة أو أخذ الرشوة‬
‫(‪)10‬‬
‫ثانياً ‪ :‬الضرائب ‪:‬‬
‫‪ -‬ابن الجوزي ‪ :‬المنتظم ‪ ،‬جـ‪ ، 9‬ص‪ 35‬؛ أشتور ‪ :‬التاريخ االقتصادي ‪ ،‬ص‪. 279‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ -‬الرواندي ‪ :‬راحة الصدور ‪ ،‬ص‪. 206‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ -‬ابن األثير ‪ :‬الكامل ‪ ،‬جـ‪ ، 9‬ص‪. 189 ، 188‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -‬ابن الجوزي ‪ :‬المنتظم ‪ ،‬جـ‪ ، 9‬ص‪. 250‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ -‬نفس المصدر ‪ ،‬ص‪. 251‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ -‬حسن أنوري ‪ :‬اصطالحات ديواني ‪ ،‬ص ‪. 109‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪ -‬ابن الجوزي ‪ :‬المنتظم ‪ ،‬جـ‪ ، 8‬ص ص‪. 324 ، 323‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪ -‬نفس المصدر ‪ ،‬جـ‪ ، 9‬ص‪. 128‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ -‬نظام الملك ‪ :‬سياسة نامة ‪ ،‬ص‪. 107 ، 101 ، 59 ، 58‬‬ ‫‪10‬‬

‫شهد عصر السالجقة فرض العديد من الضرائب ‪ ،‬أهمها ‪:‬‬

‫تؤخذ من أموال من يموت دون أن يترك وارثـاً لـه ‪ ،‬وكـان التفسـير الفقهـي لهـذه الضـريبة أن مـن مـات ولـم يكـن لـه وارث‬
‫‪.‬‬ ‫ولذلك أنشئ لها ديوان خاص عرف بديوان (المواريث)‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ذهب إرثه إلي بيت المال‬
‫‪ -1‬ضريبة اإلرث ‪:‬‬
‫واختلفــت الســالطين فــي اإلبقــاء عليهــا أو فرضــها ‪ ،‬فطغرلبــك أعادهــا بعــد أن أعفــى والــي البص ـرة والكوفــة النــاس منهــا ‪،‬‬
‫‪ ،‬علــى أن الــبعض أوصــى بأموالــه لبيــت المــال قبيــل وفاتــه ‪ ،‬فقــد تــوفى‬ ‫(‪)3‬‬
‫وأصــدر أم ـ اًر بــأن تــرد هــذه األم ـوال إلــي خزينتــه‬
‫الخطيب البغدادي سنة ‪463‬هـ‪1070 /‬م ‪ ،‬وقبل وفاته كتب (إذ مت كان مالي لبيت المال) وكـان مقـدار مـا يملكـه الخطيـب‬
‫(‪)4‬‬
‫البغدادي مائتي ألف دينار‬
‫‪ -2‬ضريبة أعشار السفن ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫تفرض على السفن ‪ ،‬وتؤخذ من تجار الروم إذا دخلوا بالد اإلسالم وتعتبر ضريبة جمركية‬
‫‪ -3‬ضريبة العقار ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫وكانت تفرض على الحوانيت والدور وقصور األمراء وغيرها من الممتلكات الخاصة‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ -4‬ضريبة دار ضرب العملة‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫وهي ما يجبى من دار ضرب النقود ونسبتها واحد في المائة مما يضرب من هذه النقود‬
‫‪ -5‬ضريبة خفارة الحج ‪:‬‬

‫فرض السالجقة ضريبة تعرف "بخفارة الحج" واستقطعت هذه الضريبة في عهد السلطان ملكشاه سنة ‪479‬هـ‪1086 /‬م‬
‫(‪)8‬‬
‫حيـث يؤخـذ مـن كـل حـاج سـبعة دنـانير ذهبيـة ‪ ،‬ثـم خفضـها الـوزير‬ ‫(‪)9‬‬
‫وكانت تؤخذ من كل حاج وسميت كذلك برسوم الحج‬
‫‪.‬‬ ‫نظام الملك‬
‫(‪)10‬‬
‫‪ -6‬ضريبة الحرب ‪:‬‬
‫‪ -‬ابن مماتي ‪ :‬قوانين الدواوين ‪ ،‬تحقيق عزيز سولاير عطية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1943 ،‬ص‪ 13‬؛ القلقشندي ‪ :‬صبح األعشى‬ ‫‪1‬‬
‫في صناعة اإلنشاء ‪ ،‬القاهرة ‪1963 ،‬م ‪ ،‬جـ‪ ، 3‬ص‪. 460‬‬

‫‪ -‬التنوخي ‪ :‬نشوار المحاضرة ‪ ،‬جـ‪ ، 1‬ص‪. 23‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ -‬آدم متز ‪ :‬الحضارة ‪ ،‬جـ‪ ، 1‬ص‪. 198‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ -‬فاضل الخالدي ‪ :‬النظم في العراق في القرن الخامس الهجري ‪ ،‬بغداد ‪1999 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 181‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ -‬ابن سالم ‪ :‬األموال ‪ ،‬ص‪. 84‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ -‬نفس المصدر ‪ ،‬نفس الصفحة ‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪ -‬البندارى ‪ :‬آل سلجوق ‪ ،‬ص‪. 72‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪ -‬نظام الملك ‪ :‬سياسة نامة ‪ ،‬ص‪. 304‬‬ ‫‪10‬‬

‫كـان الســلطان محمــود الغزنــوي قــد فــرض ضـريبة تســمي ضـريبة (الحــرب) ‪ ،‬وأراد الســلطان ألــب ارســالن وابنــه ملكشــاه أن‬
‫يســيروا بمقتضــاها ‪ ،‬فطلــب إليهمــا نظــام الملــك صــرف النظــر عنهــا واعتمــد بـدلها علــى احتيــاطي بيــت المــال العــام خوفـاً مــن‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫غضب العسكر‬
‫‪.‬‬ ‫‪ _ 9‬ضريبة أسواق الخيل والماشية ‪ ،‬فرضت على الدواب بمقدار درهمين‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ _10‬ضريبة على األغنياء والمياسير والتجار يدفعونها على شكل أقساط عند حاجة الدولة للمال‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ _11‬ما يطلبه السالطين السالجقة من الخلفاء ‪ ،‬فقد طلب السلطان طغرلبك من الخليفة القائم بأمر اهلل العباسي جزءاً‬
‫من مصاريف إقامة جنده في بغداد سنة ‪447‬هـ‪1055 /‬م ‪ ،‬وفي نفس الوقت طلب الخليفة من السلطان أن يخصص له‬
‫أرزاقه ‪ ،‬فعين له ما كان للخليفة القادر باهلل ‪422 – 381‬هـ‪1031 – 991 /‬م من إقطاعات ‪ ،‬أما بقية األموال فقد‬
‫‪.‬‬ ‫أرسلت إلي ديوان السلطان‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ _12‬ضريبة استضافة العسكر ‪:‬‬

‫فرضت علـى النـاس عنـد مـرور الجـيش بـدورهم ‪ ،‬ولكـن نظـام الملـك ألغـى هـذه الضـريبة لتـذمر النـاس منهـا ‪ ،‬فعنـدما نـزل‬
‫‪.‬‬ ‫بغداد أقام سرادقاً خارجها إلقامته ‪ ،‬فاقتدى به العسكر‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ _13‬ضريبة الرقيق ‪:‬‬

‫فرض السالجقة ضريبة على الرقيق ‪ ،‬فكان تجارهم ال يعبرون بهم نهر جيحون إال إذا دفعوا الرسوم المقررة ‪ ،‬فكان يؤخذ‬
‫‪.‬‬ ‫على الرجل سبعون درهماً وعلى المرأة عشرون‬
‫(‪)6‬‬
‫‪_14‬غرامة األسعار ‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫فرضها السالجقة على التجار إذا غالوا في األسعار ويقوم المحتسب بتحصيلها‬
‫(‪)7‬‬
‫‪ ‬ثروات السالجقة المتحصلة من المكوس والضرائب‪:‬‬

‫حــرص ســالطين الســالجقة علــى تحصــيل األمـوال ‪ ،‬وكانــت الــدراهم والــدنانير وســيلة التعامــل النقــدي فــي زمــنهم وعرفــت‬
‫‪ ،‬ومــع ذلــك فضــل‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬وقــد شــاع فــي بــالد المشــرق اســتعمال الــدراهم الفضــية النتشــار منــاجم الفضــة بهــا‬ ‫(‪)8‬‬
‫باســم الســكة‬
‫‪ -‬نفس المصدر ‪ ،‬نفس الصفحة ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ -‬ابن األثير ‪ :‬الكامل ‪ ،‬جـ‪ ، 9‬ص‪. 211 ، 210‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -‬الرواندي ‪ :‬راحة الصدور ‪ ،‬ص‪. 56 ، 55‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ -‬الشيرزى ‪ :‬نهاية الرتبة في طلب الحسبة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الثقافة ‪1981 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 175‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪ -‬السكة هي الحديدة التي يطبع عليها الدراهم ‪ ،‬وقيل هي الختم على الدنانير والدراهم المتعامل بها بين الناس بطابع‬ ‫‪8‬‬
‫جديد ينقش فيه صورة أو كلمات مقلوبة ويضرب بها على الدينار والدرهم ‪ ،‬فيخرج رسوم تلك النقوش عليها ظاهرة مستقيمة‬
‫إال أن هذا االسم انتقل إلي النقود نفسها ‪ ،‬ثم أطلق على وظيفة سك النقود ‪ ،‬للمزيد راجع الماوردي ‪ :‬األحكام ‪ ،‬ص‪ 199‬؛‬
‫أنستاس الكرملى ‪ :‬النقود العربية واإلسالمية وعلم النميات ‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية ‪ ،‬القاهرة ‪1987 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 103‬‬

‫‪ ،‬فــازدهر الــدينار الســلجوقي‬ ‫(‪)2‬‬

‫الســالجقة اســتعمال الــدينار علــى الــدراهم ‪ ،‬وأصــبح هــو األســاس فــي التعامــل النقــدي لــديهم‬
‫‪.‬‬ ‫ازدها اًر كبي اًر فلم يعد للدراهم وجود بجوارها ‪ ،‬ومع ذلك استمر التعامل بالنقدين‬
‫(‪)3‬‬
‫وكانــت نقــود الســالجقة خاصــة الــدينار مــن الــذهب منقوشـاً عليهــا اســم الخليفــة العباســي وان ضـربت قبــل حصــول الســلطان‬
‫‪ ،‬وكانت معظم النقود اإلسالمية عامـة‬ ‫(‪)4‬‬
‫السلجوقي على اعتراف الخليفة نفسه ولكي يكتسب النقد صفة الشرعية عند الناس‬
‫والسلجوقية خاصة التي عثر عليها مثقوبة من الجانب وذلك كي يسهل تعليقها في صدور األوالد أو رؤوسهم الحتوائها على‬
‫‪ ،‬وكان وزن الدينار السـلجوقي أربعـة ج ارمـات ونصـف مـن‬ ‫(‪)5‬‬
‫بعض اآليات القرآنية ‪ ،‬وكثي اًر ما تستخدمها النساء كحلية لهن‬
‫‪ ،‬وكان تعرف بالعوالي ويساوي دينار منها اثني عشر درهماً ‪،‬‬ ‫الذهب‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ ،‬كمــا أبطــل‬ ‫(‪)7‬‬

‫وكــان النــاس يتعــاملون بهــا فــي بغــداد وفــي مــدن المشــرق اإلســالمي إلــي جانــب التعامــل بالــدنانير األخــرى‬
‫الســالجقة مــا يعــرف بالــدينار المغربــي والــذي ينســب إلــي الدولــة الفاطميــة ‪ ،‬وحرصـوا علــى عــدم اســتعماله وضـربوا مــا يعــرف‬
‫‪ ،‬ويعتبــر الســلطان طغرلبــك أول ســالطين الســالجقة الــذين ضــربت‬ ‫(‪)8‬‬
‫بالــدينار األميــري وعزم ـوا علــى التعامــل بــه دون غي ـره‬
‫النقــود باســمهم ‪ ،‬وكانــت أكثــر نقــوده التــي ظهــرت مــن الــذهب حيــث كانــت بــالد خ ارس ــان غنيــة بالمعــادن الثمينــة وخاصــة‬
‫‪.‬‬ ‫الذهب‬
‫(‪)9‬‬
‫‪ ‬دور السكة وعالقتها بثروات السالجقة ‪:‬‬

‫أنشأ السالجقة دو اًر لضرب النقود في بعض مدن بالمشرق اإلسالمي ‪ ،‬وكـذلك فـي حاضـرة الخالفـة العباسـية بغـداد حيـث‬
‫‪ ،‬وأش ـرفوا بأنفســهم عليهــا أو عين ـوا لهــا مــن عهــدوا فــيهم الن ازهــة واالســتقامة ‪ ،‬وكــانوا فــي‬ ‫(‪)10‬‬
‫كانــت لهــم دار لضــرب النقــود‬
‫‪ ،‬وكــان هــذا‬ ‫(‪)12‬‬
‫‪ ،‬وقــد رأى نظــام الملــك وجــوب معرفــة الــوزير بوجــوه المعــامالت الماليــة والتجاريــة‬ ‫(‪)11‬‬
‫الغالــب مــن القضــاة‬
‫الحرص نابعاً من خوفهم من ظهور الفلوس المزيفة في أيدي الناس ‪ ،‬ففي سـنة ‪462‬ه ـ ‪1069 /‬م صـارت دار صـك النقـود‬
‫‪.‬‬ ‫ببغداد في يد وكالء الخليفة والسلطان خوفاً من التزييف‬
‫(‪)13‬‬
‫‪ -‬المقدسي ‪ :‬أحسن التقاسيم ‪ ،‬ص‪. 398‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ -‬جمال الشيال ‪ :‬السياسة النقدية ‪ ،‬بحوث في التاريخ االقتصادي (الجمعية المصرية للدراسات التاريخية) ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1961‬م ‪،‬ص‪. 67‬‬

‫‪ -‬ابن األثير ‪ :‬الكامل ‪ ،‬جـ‪ ، 1‬ص‪. 7‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -‬الشيال ‪ :‬السياسة النقدية ‪ ،‬ص‪. 68‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد باقر الحسيني ‪ :‬نقود السالجقة ‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة آداب القاهرة ‪1968 ،‬م ‪ ،‬ص‪37 ، 36‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ -‬إدريس ‪ :‬تاريخ العراق ‪ ،‬ص‪ ، 224‬حسن ‪ 378‬؛ محمد باقر ‪ :‬نقود السالجقة ‪ ،‬ص‪. 289‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ -‬محمد باقر الحسيني ‪ :‬نقود السالجقة ‪ ،‬ص‪. 290 ، 289‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪ -‬ناصر النقشبندي ‪ :‬الدينار اإلسالمي في المتحف العراقي ‪ ،‬بغداد ‪1953 ،‬م ‪ ،‬جـ‪ ، 1‬ص‪. 34‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪ -‬كي لسترنج ‪ :‬بلدان الخالفة الشرقية ‪ ،‬ترجمة بشير فرنسيس وكوركيس عواد ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الرسالة ‪1985 ،‬م ‪،‬‬ ‫‪9‬‬
‫ص‪. 206‬‬
‫‪ -‬جورج مقدسي ‪ :‬خطط بغداد في القرن الخامس الهجري ‪ ،‬ترجمة صالح أحمد العلى ‪ ،‬بغداد ‪1944 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 55‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪ -‬نظام الملك ‪ :‬سياسة نامة ‪ ،‬ص‪. 216‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪،‬‬ ‫وقد تعـددت دور الضـرب السـلجوقية ‪ ،‬فكـان بمدينـة أصـفهان ومنـذ أن دخلـت فـي حـوزة السـالجقة دار لضـرب النقـود‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬كمــا كــان بــاألهواز دار لضــرب النقــود نقــش عليهــا اســم‬ ‫(‪)2‬‬
‫وقــد ســكت بهــا نقــود ذهبيــة نقــش عليهــا اســم طغرلبــك وملكشــاه‬
‫‪ ،‬وكان بمدينة الري أكبر دار لضـرب النقـود فـي إقلـيم الجبـال ووجـد اسـمها علـى كثيـر مـن م اركـز‬ ‫(‪)3‬‬
‫طغرلبك وملكشاه كذلك‬
‫‪ ،‬كمــا ض ــرب‬ ‫(‪)4‬‬
‫ض ــرب النقــود الســلجوقي ‪ ،‬وقــد ورد اس ــمها عل ــى النق ــد الــذهبي للس ــلطان طغرلب ــك ســنة ‪447‬هـــ‪1055 /‬م‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫السالجقة نقودهم في مدن مرو وهراة وبلخ وقاشان وسرخس ومدينة السالم بغداد‬
‫وقــد حــرص ســالطين الســالجقة علــى وضــع عالمــة أو رمــز للســلطان علــى نقــودهم للداللــة علــى جودتهــا ‪ ،‬وكانــت دور‬
‫‪.‬‬ ‫الضرب تستعمل الموازين لتقدير أو وزن العمالت‬
‫(‪)6‬‬
‫‪:‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪ ‬استعمال الصك في التعامالت المالية‬
‫كان الصك من وسائل التعامل المالي الذي شاع استخدامه في العصر السلجوقي لنشـاط حركـة التجـارة ‪ ،‬واسـتخدم كـذلك‬
‫لــدفع رواتــب الجنــد أو كــأجر للســفن التــي تنقــل الجنــود فعنــدما عبــرت جيــوش ملكشــاه نهــر جيحــون أعطــي وزيـره نظــام الملــك‬
‫‪ ،‬وكــان الص ـراف الــذي يصــرف‬ ‫(‪)8‬‬
‫المالحــين الــذين حمل ـوا الجــيش علــى م ـراكبهم صــكوكاً كــأجرة تصــرف لهــم فــي انطاكيــة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫الصكوك يتقاضى عمولة نظير ذلك تبلغ درهماً عن كل دينار‬
‫‪ :‬كانت السفاتج أي الحواالت مـن وسـائل المعـامالت الماليـة والتجاريـة التـي كثـر‬ ‫(‪)10‬‬
‫‪ ‬السفاتج ودورها في زيادة الثروات‬
‫استخدامها في الدولـة اإلسـالمية عامـة والسـلجوقية خاصـة الزدهـار حركـة التجـارة وازديـاد نشـاط المعـامالت الماليـة والتجاريـة‬
‫‪ ،‬لـذلك لجـأ‬ ‫حيث أصبح التعامل بالمبالغ الماليـة الكبيـرة يواجـه بعـض األخطـار ‪ ،‬وخاصـة مـن ناحيـة نقلهـا إلـي بلـد آخـر‬
‫(‪)11‬‬
‫التجــار إلــي اســتعمال الســفاتج وهــي رقــاع يكتبهــا لهــم الجهابــذة أو الصـرافون بقيمــة المبــالغ التــي يأخــذونها مــنهم ‪ ،‬وهــي قابلــة‬
‫‪ ،‬وقــد انتشــر اســتعمال الســفاتج فــي بــالد الع ـراق والمشــرق بــين األفـراد وبــين الـوالة فــي‬ ‫للصــرف فــي أي بلــد بهــا عمالؤهــم‬
‫(‪)12‬‬
‫‪ -‬محمد باقر الحسين ‪ :‬نقود السالجقة ‪ ،‬ص‪. 38‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد باقر الحسين ‪ :‬نقود السالجقة ‪ ،‬ص‪. 69‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪. 81‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ -‬حمدان الكبيسي ‪ :‬أصول النظام النقدي في الدولة العربية اإلسالمية ‪ ،‬بغداد ‪1988 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 44‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ -‬أبو الحسن الحكيم ‪ :‬الدوحة المشتبكة في ضوابط دار السكة ‪ ،‬تحقيق حسين مؤنس ‪ ،‬مدريد ‪1960 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 84‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ -‬الصك ‪ :‬كلمة فارسية معربة ‪ ،‬واألصل (صك أستا) وال يزال أثره في كلمة (‪" )Cheauk‬شيك" آدي شير ‪ :‬األلفاظ‬ ‫‪7‬‬
‫الفارسية المعربة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار المعارف ‪1951 ،‬م ‪ ،‬ص ص ‪. 45 ، 44‬‬

‫‪ -‬آدم متز ‪ :‬الحضارة اإلسالمية ‪ ،‬جـ‪ ، 2‬ص‪. 374‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ -‬السفتجة ‪ :‬كلمة فارسية معناها ورقة مالية أو خطاب أو كمبيالة ‪ ،‬وهي معربة من كلمة " سفت أستا " وعلى صاحب‬ ‫‪10‬‬
‫المال أن يبعث هذا الخطاب (السفتجة) لوكيله بأن يدفع ماالً قرضاً يأمن به من خطر الطريق ‪ ،‬أدي شير ‪ :‬األلفاظ‬
‫الفارسية ‪ ،‬ص‪. 91‬‬
‫‪ -‬التنوخي ‪ :‬الفرج بعد السكرة ‪ ،‬جـ‪ ، 2‬ص‪. 163‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪ -‬متز ‪ :‬الحضارة ‪ ،‬جـ‪ ، 2‬ص‪. 319‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪ ،‬وكان موعد استحقاق السفتجة محدداً للصرف سواء من التـاجر أو الصـراف ‪ ،‬وتوقـع السـفتجة‬ ‫(‪)1‬‬
‫األقاليم إلي جانب التجار‬
‫‪ ،‬وصــارت الســفتجة عــامالً مهمـاً فــي الحيــاة االقتصــادية ‪ ،‬فأخــذ‬ ‫(‪)2‬‬
‫مــن صــاحبها للص ـراف أو التــاجر حتــي يســتحق صـرفها‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الوالة يرسلون ما زاد من دخل والياتهم إلي بغداد على شكل سفاتج‬
‫‪ ‬استعمال البراءات (الحجج ) ‪:‬‬

‫أدي ازدياد النشاط التجاري في العصر السلجوقي إلي ظهور كثير من االصطالحات لبعض المعامالت التجارية والمالية‬
‫‪ ،‬فكان هناك ما يصرف بالبراءات أو اإليصاالت ‪ ،‬وهي ورقة تعتبر حجة يعطيها الجهبذ لمن يؤدي ما عليه مـن ديـن دلـيالً‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫على الوفاء بدينه‬
‫‪ ‬نظام الصيرفة ‪:‬‬
‫‪،‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫الصــيرفة مــن الظ ـواهر الضــرورية فــي األس ـواق اإلســالمية ‪ ،‬وكــان عملهــا أشــبه بعمــل البنــوك فــي العصــر الحــديث‬
‫ويرجــع مصــدر كث ـرة أم ـوال الص ـرافين إلــي الودائــع التــي ســاعدت علــى قيــام المصــارف فقــد وجــدت طائفــة كبي ـرة مــن كبــار‬
‫الموظفين والوزراء والكتاب لديهم أموال يرغبون في إيداعها في مكان أمين ‪ ،‬وكانت السرية مكفولة لعمالئهـم الـذين اسـتثمروا‬
‫‪.‬‬ ‫أموالهم في التجارة لتحقيق المكاسب المادية‬
‫(‪)6‬‬
‫وأدي اســتخدام الســفاتج والصــكوك والب ـراءات إلــي ظهــور ه ـؤالء الص ـرافين والجهابــذة وكانــت أصــفهان وبخــارى مــن أشــهر‬
‫" أن أصفهان كان بها سوق للصـيارفة يضـم مـائتي صـراف "‬ ‫مراكز تواجدهم في العصر السلجوقي ويذكر ناصر خسرو‬
‫(‪)7‬‬
‫‪ ،‬وكـان لكـل جهبـذ‬ ‫(‪)8‬‬

‫واحتلت بخارى مرك اًز مهماً في فن الصيرفة ‪ ،‬وهناك مثل يقول ( فالن أشد يقظة من سمسار بخارى)‬
‫أو ص ـراف شــارة خاصــة علــى صــكوكه ‪ ،‬لــذلك قــدمت الصــيرفة خــدمات جليلــة للتجــار فأخــذوا يقومــون بعمليــات اإلقــراض‬
‫‪ ،‬كمــا قــام الصــيارفة بــدور‬ ‫الواســعة وقبــول الح ـواالت والصــكوك لقــاء عمولــة محــدودة قــدرت بــدرهم واحــد عــن كــل دينــار‬
‫(‪)9‬‬
‫الوســيط بــين النــاس ودور الضــرب ‪ ،‬فكــانوا يأخــذون الــذهب والفضــة مــنهم لســكها ثــم يــدفعون لهــم نقــوداً تعادلهــا فــي القيمــة ‪،‬‬
‫‪ -‬ابن مسكويه ‪ :‬كتاب تجارب األمم ‪ ،‬نشر آمد روز ‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي ‪ ،‬القاهرة ‪1914 ،‬م ‪ ،‬جـ‪ ، 2‬ص‪. 82‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفس المصدر ‪ ،‬جـ‪ ، 5‬ص‪. 146‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -‬ابن مماتي ‪ :‬قوانين الدواوين ‪ ،‬ص‪. 9‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ -‬سرور ‪ :‬الحضارة ‪ ،‬ص‪ 163‬؛ عبدالمجيد محمود ‪ :‬المصارف في العراق ‪ ،‬مجلة غرفة التجارة ‪ ،‬بغداد ‪1942 ،‬م ‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫ص‪. 132‬‬
‫‪ -‬مسكويه ‪ :‬تجارب األمم ‪ ،‬جـ‪ ، 5‬ص‪. 44‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ -‬سفر نامة ‪ ،‬ص‪ 96‬؛ النقشبندي ‪ :‬الدينار اإلسالمي ‪ ،‬جـ‪ ، 1‬ص‪. 6‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪ -‬أرمانيوس فامبرى ‪ :‬تاريخ بخارى من أقدم العصور حتي العصر الحاضر ‪ ،‬ترجمة وتعليق محمود الساداتي ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫‪8‬‬
‫دار المعارف ‪1965 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 25‬‬

‫‪ -‬إدريس ‪ :‬تاريخ العراق ‪ ،‬ص‪. 328‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ ،‬وكان الصراف الذي يأخذ الصك يعطـي حاملـه القيمـة المدونـة نقـداً ‪ ،‬كمـا فعـل‬ ‫(‪)1‬‬
‫وبذلك يستفيدون من الفرق بين القيمتين‬
‫‪.‬‬ ‫نظام الملك مع المالحين الذين حملوا جيش السالجقة عبر نهر جيحون‬
‫(‪)2‬‬
‫الخاتمة‬
‫توصل البحث إلي عدة نتائج ومنها ‪:‬‬
‫‪ ‬حرص األتراك السالجقة على تحقيق نوع من السياسة الجبائية المالية تحقق لهم السيطرة على مقدرات دولتهم ‪.‬‬
‫‪ ‬أشار البحث إلي أهم الضرائب التجارية التي شهدتها دولة األتراك السالجقة الواسعة كضـريبة اإلرث و المكـس والعقـارات‬
‫والزكاة والجزية والغنائم ‪.‬‬
‫‪ ‬أكد البحـث أن السـالجقة لجـؤوا إلـي أسـلوب المصـادرات فـي وقـت الحاجـة إلـي المـال فكـانوا يصـادرون أمـوال كبـار رجـال‬
‫الدولة والتجار وأصحاب اإلقطاعات ‪.‬‬
‫‪ ‬أشار البحث إلي أهم الدواوين المالية الخاصة بشئون الدولة السلجوقية كديوان بيـت المـال واالسـتيفاء واإلشـراف والخـراج‬
‫والتركات ‪.‬‬
‫‪ ‬خلصت الدراسة إلي أن السالطين السالجقة ضربوا عمالت بأسمائهم وألقابهم وكانت قوة الدينار السـلجوقي واضـحة لثقـل‬
‫وزنه فقد كان يبلغ حوالي (‪ 4.450‬جرام) من الذهب الخالص ‪.‬‬
‫‪ ‬أكـد البحـث علـى ازدهــار الـدينار السـلجوقي ازدهـا ار كبيـ اًر ‪ ،‬وذلـك بفضـل مــا وصـل إليـه السـالجقة عــن طريـق التجـارة مــع‬
‫الــدول المجــاورة ‪ ،‬وتســرب هــذه الــدنانير إلــي خــارج بــالد اإلســالم عــن طريــق آســيا الوســطي وطرقهــا التجاريــة ‪ ،‬والبحــر‬
‫األحمر والمتوسط ‪ ،‬نتيجة القيام بالعمليات التجارية ‪.‬‬
‫‪ ‬أوضح البحث أن السالجقة ضربوا نقودهم في دار عرفت بدار السكة والتي وضعوا لها الكثير من الضوابط للحفاظ علـى‬
‫عدم تزييف عملتهم ‪.‬‬
‫‪ ‬أش ــار البح ــث إل ــي مجموع ــة م ــن نظ ــم المع ــامالت المالي ــة والتجاري ــة ‪ ،‬تعام ــل به ــا الس ــالجقة كالص ــك والس ــفتجة والبـ ـراءة‬
‫والقيراط والحبة والجريب ‪.‬‬
‫‪ ‬خلصت الدراسة إلي أن وظيفة الصراف (الجهبذ) كانت من أهم الوظائف التي وجدت في المدن السـلجوقية والتـي سـهلت‬
‫عملية التبادل التجاري ‪.‬‬
‫‪ -‬عبدالعزيز الدوري ‪ :‬تاريخ العراق االقتصادي في القرن الرابع الهجري ‪ ،‬بغداد ‪1948 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 170‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ -‬الرواندي ‪ :‬راحة الصدور ‪ ،‬ص‪. 202 ، 201‬‬ ‫‪2‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫أوالً ‪ :‬المصادر ‪:‬‬
‫‪ ‬القرآن الكريم ‪.‬‬

‫‪ ‬ابن األثير ‪ :‬علي بن أحمد بن أبي الكرم ‪ ،‬ت ‪630‬هـ‪1238 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬الكامل في التاريخ ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪1407 ،‬هـ‪1987 /‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬ابن الجوزي ‪ :‬أبو الفرج عبدالرحمن بن علي ‪ ،‬ت ‪597‬هـ‪1045 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬المنتظم في تاريخ الملوك واألمم ‪ ،‬حيدر آباد الدكن ‪1358 ،‬هـ ‪1359 -‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ‬ابن حوقل ‪ :‬أبي القاسم الضبي ‪ ،‬ت ‪367‬هـ‪979 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬صورة األرض ‪ ،‬بيروت ‪1979 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬ابن خلدون ‪ :‬عبدالرحمن بن محمد بن جابر ‪ ،‬ت ‪808‬هـ‪1405 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مطبعة بوالق ‪1284‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ‬ابن سالم ‪ :‬أبو عبيداهلل بن سالم ‪ ،‬ت ‪224‬هـ‪838 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬األموال ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مؤسسة ناصر للثقافة ‪1981 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬ابن طباطبا ‪ :‬فخرالدين محمد المعروف بابن الطقطقي ‪ ،‬ت ‪709‬هـ‪1247 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬الفخري في اآلداب السلطانية والدول اإلسالمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار صادر ‪1975 ،‬م‬
‫‪ ‬ابن مسكويه ‪ :‬أبو علي أحمد بن محمد ‪ ،‬ت ‪421‬هـ‪1030 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬كتاب تجارب األمم ‪ ،‬نشر آمد روز ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي ‪1914 ،‬م‬
‫‪ ‬ابن مماتي ‪ :‬شرف الدين أسعد بن مهدب ‪ ،‬ت ‪606‬هـ‪1204 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬قوانين الدواوين ‪ ،‬تحقيق عزيز سولاير ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مطبعة الجمعية الزراعية الملكية ‪1943 ،‬م‬
‫‪ ‬أبو الفداء ‪ :‬الملك المؤيد بن اسماعيل ‪ ،‬ت ‪732‬هـ‪1321 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬المختصر في أخبار البشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار المعارف ‪1325 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬أبو يوسف ‪ :‬يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬ت ‪912‬هـ‪807 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬كتاب الخراج ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬المطبعة السلفية ‪1352 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ ‬االصطخرى ‪ :‬أبو اسحاق إبراهيم الفارسي الكرخي ‪ ،‬ت ‪309‬هـ‪951 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬المسالك والممالك ‪ ،‬تحقيق محمد عبدالعال ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬و ازرة اإلرشاد القومي ‪1961 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬البندارى ‪ :‬الفتح بن علي بن محمد البندارى األصفهاني ‪ ،‬ت ‪643‬هـ‪1245 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬تاريخ آل سلجوق ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار اآلفاق الجديدة ‪1980 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬التنوخي ‪ :‬القاضي أبو علي الحسين بن علي بن محمد ‪ ،‬ت ‪384‬هـ‪994 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة ‪ ،‬تصحيح مارجليوث ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة هندية ‪1931 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬الحسيني ‪ :‬صدر الدين أبو الحسن علي ناصر بن علي ‪ ،‬ت ‪622‬هـ‪1225 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬كتاب أخبار الدولة السلجوقية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار اآلفاق الجديدة ‪1984 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬السيوطي ‪ :‬عبدالرحمن بن بكر جالل الدين ‪ ،‬ت ‪911‬هـ‪1505 /‬م ‪:‬‬

‫‪ -‬تاريخ الخلفاء ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬د‪ .‬ت ‪.‬‬

‫‪ ‬الشيرزى ‪ :‬عبدالرحمن بن نصر ‪ ،‬ت ‪589‬هـ‪1193 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬نهاية الرتبة في طلب الحسبة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الثقافة ‪1981 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬ابن عبد الحي‪ :‬أبو الحسن محمد بن عبد الحي بن يوسف ‪ ،‬ت ‪7049‬هـ‪1365 /‬م‬
‫الدراسات اإلسالمية ‪1960 ،‬م ‪.‬‬ ‫‪ -‬الدوحة المشتبكة في ضوابط دار السكة ‪ ،‬حققه حسين مؤنس ‪ ،‬مدريد ‪ ،‬معهد‬
‫‪ ‬القلقشندي ‪ :‬أبو العباس أحمد ‪ ،‬ت ‪821‬هـ‪1418 /‬م ‪:‬‬

‫‪ -‬صبح األعشى في صناعة اإلنشاء ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الشركة العربية للطباعة ‪1963 ،‬م‬
‫‪ ‬الماوردي ‪ :‬أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب ‪ ،‬ت ‪450‬هـ‪1058 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬األحكام السلطانية والواليات الدينية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مطبعة عيسي البابي الحلبي ‪1973 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬المقدسي ‪ :‬شمس الدين أبو عبداهلل البشاري ‪ ،‬ت ‪381‬هـ‪991 /‬م ‪:‬‬
‫‪ -‬أحسن التقاسيم في معرفة األقاليم ‪ ،‬ليدن ‪1906 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬ناصر خسرو ‪ :‬القبادياني ‪ ،‬ت ‪481‬هـ‪1088 /‬م ‪:‬‬
‫سفر نامة ‪ ،‬نقله للعربية يحيي الخشاب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مطبعة لجنة الترجمة ‪1943 ،‬م‬
‫‪.‬نظام الملك ‪ :‬أبو الحسن علي الطوسي ‪ ،‬ت ‪ 485‬هـ ‪1092 /‬م‬
‫‪ -‬سياسة نامة ‪ ،‬ترجمة محمود الغزاوي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الرائد العربي ‪1975 ،‬م‬
‫‪ ‬ياقوت الحموي ‪ :‬شهاب الدين أبو عبداهلل الحموي الرومي ‪ ،‬ت ‪626‬هـ‪1229 /‬م‬
‫‪ -‬معجم البلدان ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار صادر ‪1965 ،‬م ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬المراجع ‪:‬‬
‫‪ ‬األب أنســتاس الكرملــي ‪ :‬رســائل فــي النقــود العربيــة واإلســالمية وعلــم النميــات ‪ ،‬ط‪ ، 2‬القــاهرة ‪ ،‬مكتبــة الثقافــة الدينيــة ‪،‬‬
‫‪1987‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬إبراهيم طرخان ‪ :‬النظم اإلقطاعية في الشرق األوسط ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪1968 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬إبراهيم فؤاد ‪ :‬الموارد المالية في اإلسالم ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية ‪1957 ،‬م‬
‫‪ ‬أحمد عبدالحميد الشامي ‪ :‬صالح الدين والصليبيون ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار اإلصالح ‪1991 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬آدم متز ‪ :‬الحضارة اإلسالمية في القرن الرابع الهجري ‪ ،‬جزآن ‪ ،‬ترجمة عبدالهادي أبوريدة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الفكـر العربـي‬
‫‪1941 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬أدي شير ‪ :‬األلفاظ الفارسية المعربة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬د‪ .‬ت ‪.‬‬
‫‪ ‬أرمانيوس فامبرى ‪ :‬تـاريخ بخـارى منـذ أقـدم العصـور حتـي العصـر الحاضـر ‪ ،‬ترجمـة محمـد السـاداتي ‪ ،‬القـاهرة ‪ ،‬مكتبـة‬
‫نهضة الشرق ‪1961،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬آشتور ‪ :‬التاريخ االقتصادي واالجتماعي للشرق األوسط في العصور الوسطي ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬دار قتيبة ‪1985 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬إقبـال عبــاس ‪ :‬و ازرات در عهـد ســلجوق الـوزرات فــي عهــد السـالجقة ‪ ،‬ترجمــة كمـال الــدين حلمـي ‪ ،‬الكويــت ‪ ،‬منشــورات‬
‫جامعة الكويت ‪1984 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬جمال الشيال ‪ :‬السياسة النقدية بحث منشور ضمن سلسلة بحوث التاريخ االقتصادي ‪ ،‬القاهرة ‪1961 ،‬م ‪.‬‬

‫‪ ‬جورج مقدسي ‪ :‬خطط بغداد في القرن الخامس الهجري ‪ ،‬ترجمة صالح أحمد العلـي ‪ ،‬بغـداد ‪ ،‬منشـورات المجمـع العلمـي‬
‫‪1984 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬حسن إبراهيم حسن ‪ :‬النظم اإلسالمية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار النهضة المصرية ‪1952 ،‬م‬
‫‪ ‬حسين أمين ‪ :‬تاريخ العراق في العصر السلجوقي ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬المكتبة األهلية ‪1965 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬حمدان الكبيسي ‪ :‬أصول النظام النقدي في الدولة العربية اإلسالمية ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬دار الشئون الثقافية ‪1988 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬سعد زغلول عبدالحميد ‪ :‬العمارة والفنون في الدولة اإلسالمية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬منشأة المعارف ‪1967 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬عبدالحميد محمود ‪ :‬المصارف في العراق ‪ ،‬مجلة غرفة التجارة ‪ ،‬بغداد ‪1942 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬عبدالعزيز الدوري ‪ :‬تاريخ العراق االقتصادي في القرن الرابع الهجري ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬مطبعة المعارف ‪1948 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬عبد النعيم حسانين ‪ :‬سالجقة إيران والعراق ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الكتاب ‪1959 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬فاضل الخالدي ‪ :‬الحياة السياسية ونظم الحكم في العراق خالل القرن الخامس الهجري ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬دار األديب ‪1961 ،‬م‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬كي لسترنج ‪ :‬بلدان الخالفة الشرقية ‪ ،‬نقله للعربية بسير فرسيس وكورميس عواد ‪ ،‬بيروت مؤسسة الرسالة ‪1985 ، ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬محمد باقر الحسيني ‪ :‬نقود السالجقة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬منشورات جامعة القاهرة ‪1968 ،‬م‬
‫‪ ‬محمد جمال الدين سرور ‪ :‬تاريخ الحضارة اإلسالمية في الشرق ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪1966 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬محمد ضياء الدين الريس ‪ :‬الخراج والنظم المالية للدولة اإلسالمية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار األنصار ‪1977 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬ناصر النقشبندي ‪ :‬الدينار اإلسالمي في المتحف العراقي ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬مطبعة الرابطة ‪1953 ،‬م‪.‬‬

‫قوة العمل والنشاط االقتصادي في منطقة الخمس‬
‫عامي ‪2006 – 1973‬‬
‫د‪ .‬محمد مرسال علي قسم الجغرافيا – كلية اآلداب – جامعة بنغازي‬
‫الملخص‬
‫تفيد دراسة القوى العاملة والتركيب االقتصادي للسكان في معرفة توزيع السكان على القطاعات االقتصادية‬
‫المختلفة في منطقة الخمس‪ ،‬وتعتبر القوى البشرية الدعامة االساسية لالقتصاد القومي‪ ،‬فالقوة البشرية هي القادرة على‬
‫االنتاج التقدم العلمي والتكنولوجي وهي القادرة على استثمار البيئة التي تعيش فيها‪.‬‬
‫وتبين الدراسة أن ما نسبته ‪ %73‬من العاملين يتركزون في قطاع الخدمات‪ ،‬وان قطاع التعليم يحتل المرتبة‬
‫االولي في ذلك‪ ،‬وان فئة الكتبة يحتلون المرتبة الثانية ‪ %31‬للذكور من مجموعهم مقابل ‪ %26‬لإلناث وفيما يخص‬
‫التركيب العملي فان الجهاز االداري يستحوذ على ‪ % 50.5‬للذكور من مجموعهم مقابل ‪ %55‬لإلناث‪ .‬وان حجم التغير‬
‫في قوة العمل نتيجة عنصر السكان قد بلغ ‪ %89‬من اجمالي التغير النسبي في قوة العمل بالمقارنة مع نتيجة معدالت‬
‫النشاط االقتصادي‪ .‬وبالتالي فالمنطقة تحتاج إلعادة هيكلة القوى العاملة والنشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪Summary‬‬
‫‪The study of the workforce and the economic structure of the population is useful in knowing‬‬
‫‪the distribution of the population on the various economic fields in the Al-Khums area، and‬‬
‫‪the manpower is the mainstay of the national economy، so the human force is capable of‬‬
‫‪producing scientific and technological progress and it is able to invest the environment in‬‬
‫‪which it lives.‬‬
‫‪The study shows that 73% of workers are concentrated in the services sector، and that the‬‬
‫‪education sector occupies the first rank in that،، and the clerical group occupies the second‬‬
‫‪position 31% for males of their total compared to 26% for females، which are related to‬‬
‫‪practical installation، the administrative apparatus holds 50.5% for males of their total‬‬
‫‪compared to 55% for females.‬‬
‫‪The size of the change in the labor force as a result of the population component has reached‬‬
‫‪89% of the total relative change in the labor force compared to the result of the rates of‬‬
‫‪economic activity. Consequently، the region needs to restructure the workforce and economic‬‬
‫‪activity‬‬
‫تفيد دراسة القوى العاملة في معرفة توزيع السكان على القطاعات االقتصادية المختلفة في منطقة الخمس‪ ،‬ومدي‬
‫التوازن بين هذه القطاعات ودرجات الكفاية واالستقرار االقتصادي‪ ،‬كما يعكس قدرة االنسان على استثمار البيئة وامكاناتها‬
‫من ناحية‪ ،‬وتعد أساسا ضروريا لوضع خطط المستقبل في مشروعات التنمية االقتصادية من ناحية أخرى‪ ،‬وبذلك يمكن‬
‫تحديد حجم قوة العمل وأهميتها وخصائصها المتعددة‪ ،‬وتحديد مظاهر النشاط االقتصادي وعناصره وارتباط هذه العناصر‬
‫بظروف البيئة الجغرافية ‪.‬‬

‫مشكلـــــة البحث‪ :‬دراسة أهم التغيرات التي شهدتها القوى العاملة من خالل التعرض للقطاع االيجابي والمتمثل في‬
‫الناشطين اقتصاديا وذلك القطاع السلبي والذي يتمثل في المتعطلين‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪ :‬دراسة القوة ا لعاملة بأبعادها المختلفة تعد ذات أهمية بالغة‪ ،‬حيث أن هذا الجزء من السكان يمثل القطاع‬
‫األكثر فاعلية وقدرة على تطوير المجتمع سواء اقتصاديا أو اجتماعيا باإلضافة إلى رفع قدرات المجتمع االنتاجية وهو‬
‫المنفذ للخطط التنموية‬
‫منهج و اسلوب الدراسة‪ :‬تم استخدام منهج شمولية الموقع الجغرافي بعناصره الثالثة (التوزيع والربط والسببية) واستخدام‬
‫مدخل المقارنة ‪ Comparative Approach‬للتأكيد علي البيانات المكانية و الزمانية‪ ،‬باإلضافة إلي استخدام االساليب‬
‫الكمية وتحليل البيانات للوصول إلي النتائج النهائية ‪.‬‬
‫الهدف‪:‬‬
‫‪ .1‬دراسة طبيعة القوى العاملة في منطقة الخمس‪.‬‬

‫‪ .2‬ماهي أكثر القطاعات االقتصادية اجتذابا للعمالة‪.‬‬
‫‪ .3‬ما هو الحجم المتوقع للقوى العاملة في المستقبل‪.‬‬
‫الفرضية‪ :‬يعد قطاع الخدمات القطاع األول في اجتذاب العمالة في منطقة الدراسة‪.‬‬
‫اإلطار المكاني‪ :‬دراسة القوى العاملة والنشاط االقتصادي في إطار الحدود االدارية لمنطقة الخمس عام ‪ 1973‬والذي‬
‫يشمل اإلطار الزمني‪ ،‬تشمل منطقة الخمس خالل الفترة ‪.2006-1973‬‬
‫تتكون منطقة الخمس من الفروع الخمس‪ ،‬مسالته‪ ،‬ترهونة‪ ،‬بني وليد‪ ،‬وتبلغ مساحتها ‪ 25470‬كم‪ ،2‬ما يعادل ‪ %1.6‬من‬
‫مساحة ليبيا وتقع بين خطي طول ‪ °14 '50 ،°14 '12‬شرقا‪°32 '78 ،°32 '18 ،‬شماال‪.‬‬
‫شكل (‪ :)1‬يبين منطقة الدراسة‬
‫المصدر‪ :‬أمانة التخطيط‪ ،‬مصلحة المساحة‪ ،‬األطلس الوطني‪ ، 1977 ،‬صـ ‪. 28‬‬

‫حجم ونمو السكان في منطقة الخمس خالل الفترة ‪2012 -1954‬‬

‫تعد ديناميكية السكان المعبر عنها بالنمو السكاني من الظواهر الديموغرافية ذات االهمية البالغة التي تسعى الدراسات‬
‫المختلفة السيما في جغرافية السكان‪ ،‬للتعرف على مكوناتها وحساب معدالتها وامكانية التنبؤ بها‪ ،‬ومدى تأثيرها على‬
‫الحيز الجغرافي على أن ذلك ال يمكن أن يتم إال وفق دارسة وتحليل ثالثة عناصر تشترك بالضرورة في تحديد حجم‬
‫السكان وتغيره ومعدل نموه في أية منطقة‪ ،‬وتتمثل تلك العناصر في الوالدات والوفيات والهجرة (‪.)1‬‬
‫وتتأثر هذه العناصر وفاعليتها في اي مجتمع بمنظومة من المتغيرات الديموغرافية واالجتماعية واالقتصادية والبيئة‬
‫والنفسية والسياسية لذلك المجتمع(‪.)2‬‬
‫جدول (‪ )1‬النمو السكاني لمنطقة الخمس خالل الفترة ‪%2012 ،1954‬‬
‫معدل النمو السكـــــــاني‬ ‫عدد السكـــــــــــــــــان‬ ‫السنة‬
‫‪-‬‬ ‫‪165454‬‬ ‫‪1954‬‬
‫‪1.9-‬‬ ‫‪136679‬‬ ‫‪1964‬‬
‫‪1.2‬‬ ‫‪156362‬‬ ‫‪1973‬‬
‫‪3.6‬‬ ‫‪217212‬‬ ‫‪1984‬‬
‫‪3.7‬‬ ‫‪303438‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪3.3‬‬ ‫‪410187‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪1.3‬‬ ‫‪442225‬‬ ‫‪2012‬‬
‫المصدر‪ :‬التعدادات العامة للسكان في ليبيا ‪.2012،2006،95،84،73،64،54‬‬
‫تظهر بيانات الجدول (‪ )2‬ان معدالت المواليد قد سجلت أعلـي معـدل لهـا عـام ‪ 49 1984‬فـي االلـف ثـم أخـذ‬
‫المعــدل يتنــاقص تــدريجيا مســجال ادنــي معــدل بلــغ ‪ 20.9‬فــي االلــف عــام ‪ ،2000‬اســانيده ارتفــاع مســتوي المعيشــة فــي فتـرة‬
‫(‪)1‬‬
‫عباس فاضل السعدي‪ ،‬دراسة في جغرافية السكان‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬االسكندرية‪ ،1988 ،‬صـ ‪.15‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فايز محمد العيسوي‪ ،‬أسس جغرافية السكان‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬االسكندرية‪ ،1966 ،‬صـ ‪.22‬‬

‫الســبعينات ومطلــع الثمانينــات مــن القــرن الماضــي‪ ،‬وارتفــاع معــدالت الــزواج‪ ،‬وت ـوافر فــرص العمــل ووجــود وف ـرة فــي قطــاع‬
‫الســكان‪ ،‬ويعلــل انخفــاض المعــدل فيمــا بعــد تلــك الفت ـرة الــي ارتفــاع نســبة التعلــيم لــدى االنــاث وولــوج الكثيــر مــنهن فــي ســوق‬
‫العمل وتغير متطلبات الحياة والسيما الزواج‪ ،‬وقد انخفضت معدالت الوفيـات تـدريجيا بسـبب تحسـن المسـتوى الطبـي وتـوافر‬
‫التطعيم ضد شـلل االطفـال والحصـبة وااللتهـاب الرئـوي وااللتهـاب السـحائي ممـا قلـل وفيـات االطفـال والتـي انعكسـت بـدورها‬
‫علي المعـدل العـام للوفيـات‪ ،‬وبالتـالي شـهدت معـدالت الزيـادة الطبيعيـة انخفاضـا تـدريجيا اسـهم بـدوره فـي انخفـاض معـدالت‬
‫النمو السكاني فقد كان العامل الرئيسي وبذلك انخفاض معدالت المواليد‬
‫التركيب العمري والنوعي لسكان منطقة الخمس عامي ‪2006 ،1973‬‬
‫يشير مفهوم تركيب ‪ structure‬او تكوين ‪ composition‬السكان إلى خصائصهم الكمية وجميع الحقائق‬
‫المتعلقة بهم التي يمكن قياسها وتصنيفها والحصول عليها من بيانات التعداد السكاني واالحصاءات الحيوية‪.‬‬
‫واذا كان ثمة من يميز من الباحثين بين هذين المفهومين على اساس ان المفهوم االول يعنى بدراسة الخصائص‬
‫الطبيعية للسكان وهي المتعلقة بالنوع والعمر والتي تعرف ايضا بالجوانب الكمية‪ ،‬بينما يتناول المفهوم الثاني الخصائص‬
‫الحضارية واالجتماعية التي يكتسبها السكان مثل الحالة الزواجية واللغة والدين وسواء ذلك مما يعرف ايضا بالجوانب‬
‫النوعية (‪.)1‬‬
‫جدول (‪ )3‬توزيع سكان منطقة الخمس حسب الفئات العمرية العريضة عامي ‪2006 ،1973‬‬
‫‪2006‬‬ ‫‪1973‬‬ ‫فئات السن‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪31.3‬‬ ‫‪128439‬‬ ‫‪47.6‬‬ ‫‪74467‬‬ ‫صغار السن‬
‫‪63.8‬‬ ‫‪261847‬‬ ‫‪46.9‬‬ ‫‪73349‬‬ ‫متوسطو السن‬
‫‪4.9‬‬ ‫‪19901‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪8546‬‬ ‫كبار السن‬
‫‪100‬‬ ‫‪410187‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪156362‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬تعدادي ‪2006،1973‬‬
‫نتبين من الجدول (‪ )3‬انخفاض نسبة صغار السن خالل الفترة ‪ 2006-1973‬من ‪ % 47.6‬إلي ‪ %31.3‬علي‬
‫التوالي‪ ،‬مما أدي إلي ارتفاع نسبة الفئة الشابة من ‪ %46.9‬إلي ‪ % 63.8‬خالل تلك الفترة االمر الذي ساعد على دعم‬
‫الفئة المنتجة بتقديم اعداد كبيرة تساهم في دعم االقتصاد اذ ما تم االستثمار في هذه الفئة علي الوجه الصحيح أي‬
‫االستثمار في رأس المال البشري‪ ،‬فيما تظهر بيانات الملحق (‪ )1‬ان نسبة النوع قد انخفضت من ‪ 105‬ذكر لكل ‪100‬‬
‫‪)1( Hussmann’s ،R. ،Others .1966 "Surveys Of Economically Active Population ،Employment ،Un Employment and Under Employment " An ILO Manual Concepts and‬‬
‫‪Methods . ILO Geneva،p.52.‬‬

‫انثي الي ‪ 102‬ذكر لكل ‪ 100‬انثى خالل تلك الفترة وهي تمثل استقرار النسبة النوعية‪ ،‬كذلك فان العمر الوسيط قد انتقل‬
‫من الفئة العمرية ‪ 23‬إلي الفئة ‪ 26‬ما يشير إلي انخفاض صغار السن وبالتالي عبأ االعالة ‪.‬‬
‫أساســا لوضــع خطــط المســتقبل سـواء أكــان فــي‬

‫ً‬ ‫معــدل النشــاط االقتصــادي الخــام‪ :‬تعــد د ارســة التركيــب االقتصــادي للمجتمــع‬
‫مشروعات التنمية االقتصادية أم في مجال الخدمة العامة‬
‫ويمثل معدل النشاط الخام نسبة السكان الناشطين اقتصادياً (‪64 -15‬سنة) إلى جملة السكان‪ ،‬وهذه النسبة توضح العالقة‬
‫بين حجم السكان الكلي والسكان الذين يقومون بعملية اإلنتاج‪ ،‬ويتأثر هذا المعدل بالتغيرات في معدالت الخصوبة والهجرة‪.‬‬
‫جدول (‪ )4‬توزيع السكان الذين اعمارهم ‪ 15‬سنة فما فوق حسب توزيعات القوة البشرية‬
‫عامي ‪2006 ،1973‬‬
‫‪1973‬‬
‫توزيع القوة البشرية‬
‫‪%‬‬ ‫جملة‬ ‫‪%‬‬ ‫اناث‬ ‫‪%‬‬ ‫ذكور‬
‫‪32‬‬ ‫‪31785‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪1115‬‬ ‫‪59.6‬‬ ‫‪30670‬‬ ‫العاملون اقتصاديا‬

‫‪68‬‬ ‫‪67558‬‬ ‫‪97.7‬‬ ‫‪46814‬‬ ‫‪40.4‬‬ ‫‪20744‬‬ ‫غير العاملين اقتصاديا‬
‫‪100‬‬ ‫‪99343‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪47929‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪51414‬‬ ‫مجموع السكان العاملون اقتصاديا‬
‫‪3.7‬‬ ‫‪1171‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪1155‬‬ ‫معدل البطالة *‬
‫‪2006‬‬
‫توزيع القوة البشرية‬
‫‪%‬‬ ‫جملة‬ ‫‪%‬‬ ‫اناث‬ ‫‪%‬‬ ‫ذكور‬
‫‪41.7‬‬ ‫‪117493 18.9‬‬ ‫‪26376‬‬ ‫‪64.2‬‬ ‫‪91117‬‬ ‫العاملون اقتصاديا‬
‫‪58.3‬‬ ‫‪164255 81.1 113474 35.8‬‬ ‫‪50781‬‬ ‫غير العاملين اقتصاديا‬
‫‪100‬‬ ‫‪281748‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪139850‬‬ ‫‪100‬‬ ‫مجموع السكان العاملون اقتصاديا ‪141898‬‬
‫‪23.8‬‬ ‫‪27982‬‬ ‫‪26.4‬‬ ‫‪6963‬‬ ‫‪23.1‬‬ ‫‪21019‬‬ ‫معدل البطالة *‬
‫المصدر‪ :‬بيانات تعدادي ‪.2006،1973‬‬
‫*معدل البطالة ‪ x 100‬من فئة العاملون اقتصاديا‬
‫وهنــاك بعــض المفــاهيم ‪ Concepts‬التــي تحــدد القــوة البش ـرية ‪ Man Power‬التــي تشــمل جميــع الســكان العــاملين وغيــر‬
‫العاملين‪ ،‬الذين تزيد أعمارهم على ‪ 15‬سنة وبهذا يمكن تعريف كل فئة على النحو التالي‪- :‬‬
‫العاملون اقتصاديا‪ :‬وهم األفراد الذين يشكلون في مجمـوعهم القـوى العاملـة التـي تمـد إقلـيم مـا بحاجتـه مـن األيـدي العاملـة‪،‬‬
‫وتشمل هذه الفئة جميع األفراد الذين كانوا يقومون بعمل إنتاجي فـي أحـد فـروع النشـاط االقتصـادي‪ ،‬خـالل األسـبوع األخيـر‬
‫تم استخراج العمر الوسيط باستخدام برنامج ‪ EXCEL‬وبيانات الملحق (‪)1‬‬ ‫‪‬‬

‫من يوم التعداد‪ ،‬كما تشمل هذه الفئة أيضا األفراد الذين كانوا يبحثون عن عمـل أو سـبق لهـم العمـل‪ ،‬وكـذلك البـاحثين عـن‬
‫عمل ألول مره‪.‬‬
‫غير العاملين اقتصاديا ‪ :‬هم األفـراد الـذين ال يعملـون وال يبحثـون عـن عمـل أو هـم األفـراد الـذين ال يشـكلون جـزءا مـن القـوة‬
‫العامل ــة‪ ،‬وتش ــمل ه ــذه الفئ ــة‪ :‬الطال ــب المتف ــرغ للد ارس ــة ورب ــة البي ــت المتفرغ ــة لألعم ــال المنزلي ــة‪ ،‬وم ــن يع ــيش عل ــى مرتب ــه‬
‫(‪)1‬‬
‫التقاعدي‪ ،‬كما تشمل غير القادرين على العمل بسبب عجزهم أو تقدمهم في السن‬
‫وقــد بلــغ معــدل النشــاط االقتصــادي الخــام عــام ‪ ،%1973،47‬وارتفــع إلــى ‪ %63‬عــام ‪ 2006‬ملحــق (‪ )1‬بســبب‬
‫انخفــاض معــدالت المواليــد فــي الســنة االخي ـرة ومــن ثــم انخفضــت معــدالت النمــو الســكاني‪ ،‬وارتفعــت نســبة الســكان العــاملين‬
‫اقتصــاديا مــن ‪ %32‬إلــى ‪ %41.7‬خــالل تلــك الفت ـرة وارتفعــت نســبة الــذكور مــن ‪ %59.6‬إلــى ‪ %64.2‬بنســبة زيــادة بلغــت‬
‫‪ %4.6‬بينمــا ارتفعــت نســبة اإلنــاث مــن ‪ %2.3‬إلــى ‪ %18.9‬بنســبة زيــادة بلغــت ‪ %16.7‬بســبب التوســع فــي مش ــاركة‬
‫االنـاث فــي قطاعــات النشـ اط االقتصــادي المختلفــة‪ ،‬كمـا أن المـرأة العاملــة قـد اســتفادت مــن القـانون الــذي صــدر عــام ‪1973‬‬
‫الذي يهدف إلي حماية المرأة من أي تعصب ضدها في مجال العمل ويؤكد علي مساواتها مع الرجل من حيث المرتب عنـد‬
‫قيامها بالعمل نفسه(‪.)1‬‬
‫أما فئة غير العاملين اقتصاديا فقد انخفضت نسبهم من ‪ %68‬عام ‪ 1973‬إلي ‪ %58‬عام ‪ 2006‬بسبب حركات‬
‫التنميــة االقتصــادية االجتماعيــة خــالل تلــك الفت ـرة جــدول (‪ )4‬وتتســم الــدول الناميــة بانخفــاض حجــم القــوى العاملــة بالمقارنــة‬
‫بالعدد االجمالي للسكان‪ ،‬حيث تبلغ نسـبهم بـين الـدول الناميـة مـن ‪ 1:3‬الـى ‪ 1:4‬وهـو مـا يرجـع بصـفة أساسـية إلـي ارتفـاع‬
‫نسبة صغار السن وانخفاض نسبة العاملين من النساء(‪.)2‬‬
‫ويختلــف الوضــع فــي منطقــة الد ارســة حيــث يبلــغ حجــم القــوة العاملــة الــى جملــة الســكان ‪ %63.5‬عــام ‪ ،1973‬وارتفــع الــى‬
‫‪ %68.7‬عام ‪ 2006‬للعوامل السابق ذكرها ومن المتوقع ان يبلغ حجم السكان عـام ‪ *833826 ،2030‬نسـمة بينمـا يبلـغ حجـم القـوة‬
‫العاملة ‪ 572736‬عامل أي ما يعادل ‪ %68.7‬من جملة السكان مما يستوجب اعداد وهيكلة القوى العاملة وفق مقتضـيات التنميـة فـي‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫البطالة‪:‬‬
‫تعتبر البطالة بصورها المختلفة احد المشكالت التى تقف عائقا امام التنمية البشرية حيث تمثل اهدا ار لطاقات‬
‫التنمية مما يزعزع امن المجتمع واستق ارره مما يحتم دراستها وايجاد الحلول لها حيث يستطيع المجتمع مواصلة جهوده‬
‫االنمائية عن طريق موارده البشرية(‪.)3‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أحميدة محمد ساسي‪ ،‬التغيرات السكانية في ليبيا ‪ ،1999-1954‬رسالة دكتوراة غير منشورة‪ ،‬قسم الجغرافيا‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة عين شمس‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،1999،‬صـ ‪.25‬‬
‫(‪ )1‬عباس فاضل السعدي‪ ،‬و ازرة التعليم والبحث العلمي‪ ،‬دار الكتب للطباعة والنشر‪ ،‬بغداد‪ ،2002،‬صـ ‪.33‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪M.Ganji ،"The Realization of Economics ،Social and Cultural Rights: Problems ،Policies،Progress" ،United‬‬
‫‪Nations Documents (New York 1975) E /CN.4/1108/Rev.1،E/CN.4 /1131/Rev1،p11.‬‬
‫‪ ‬تم تقدير عدد السكان باستخدام المعادلة االسية‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪U.N Department Of International Economic and Social Affairs ،Methods For Comprehensive Planning Y I‬‬
‫‪new York،1989،p.78.‬‬

‫فقد ارتفعت معدالت البطالة في منطقة الدراسة من ‪ %3.7‬إلي ‪ % 24.2‬خالل تلك الفترة بسبب الغاء التجارة والحصار‬
‫االقتصادي‪ ،‬اال ان العامل االساسي المؤثر في ذلك هو توقف حركة التنمية في الثمانينات من القرن الماضي‪.‬‬
‫الضغط على سوق العمل‪:‬‬
‫وهناك مقياس مستخرج من التركيب العمري للسكان وهو الضغط على سوق العمل‪ ،‬وهو النسب المئوية لفئة‬
‫إن الحجم النسبي لعنصر الشباب للسكان‬ ‫(‪)4‬‬
‫السكان العمرية (‪ 24 - 15‬سنة) إلى سكان الفئة العمرية (‪ 64 - 15‬سنة)‬
‫الناشطين اقتصاديا يعد مقياسا عاما للضغط التي تقع على سوق العمل‪ ،‬والتي يسببها الشباب الساعون وراء العمل فقد‬
‫ارتفع معدلهم في منطقة الدراسة من ‪ %32.3‬إلى ‪ %36.4‬خالل فترة الدراسة‪ ،‬ويالحظ أيضا أثر انخفاض معدالت‬
‫المواليد تحديدا علي تقارب النسب خالل تلك الفترة ومن ثم تخفيف الضغط نسبيا على سوق العمل‪.‬‬
‫معدالت النشاط الفعلي‪:‬‬
‫يعد معدل المشاركة في قوة العمل‪ ،‬أو معدل النشاط الفعلي أو المصحح أحد المؤشرات المهمة في دراسات‬
‫القوى العاملة وبخالف المعدل الخام للنشاط االقتصادي‪ ،‬يقيس هذا المعدل مدى قيام األفراد الذين هم في سن العمل‬
‫بالمشاركة الفعلية في العمل وانتاج السلع والخدمات‬
‫ويالحظ ان معدل النشاط الفعلي انه قد سجل ‪ %43‬عام ‪ 1973‬وانخفض مسجال ‪ %34‬عام ‪ ،2006‬أسبابه ان‬
‫تعداد ‪ 1973‬اعتمد الفئة العمرية عشر سنوات فأكثر ضـمن قـوة العمـل بينمـا اعتمـد تعـداد ‪ 2006‬الفئـة العمريـة ‪ 15‬فـأكثر‪،‬‬
‫كمــا ان عــام ‪ 1973‬شــهد حركــة تنمويــة كبي ـرة شــملت جميــع المجــاالت‪ ،‬فيمــا كــان عــام ‪ 2006‬متمــثال فــي مرحلــة الركــود‬
‫االقتصادي بصفة عامة‪.‬‬
‫النشاط االقتصادي‪:‬‬
‫نتبين من الجدول (‪ )5‬االنخفاض الكبير فـي نسـبة العـاملين فـي النشـاط الز ارعـي خـالل الفتـرة ‪ 2006-1973‬مـن‬
‫‪ %49‬مــن مجمــوع األنشــطة االقتصــادية إلــي ‪ %6‬خــالل تلــك الفت ـرة‪ ،‬حيــث كانــت الز ارعــة مثــل النشــاط األساســي لســكان‬
‫المنطقة والسيما ز ارعـة الزيتـون واللوزيـات‪ ،‬بينمـا ارتفعـت نسـبة المشـاركة فـي قطـاع الخـدمات مـن ‪ %23‬إلـي ‪ ،%73‬أي مـا‬
‫يقرب من ثالثة ارباع العاملين في منطقة الد ارسـة‪ ،‬ويعـد قطـاع التعلـيم أكبـر القطاعـات اسـتحواذا للعمالـة فـي منطقـة الد ارسـة‬
‫بينمـا يالحــظ انعــدام تمثيــل االنــاث فــي قطـاع المنــاجم والكهربــاء‪ ،‬والبنــاء‪ ،‬فقــد كانــت نسـبتهن محــدودة جــدا فــي بــاقي االنشــطة‬
‫باســتثناء الز ارعــة ‪ 908‬والخــدمات ‪ 176‬عاملــة عــام ‪ ،1973‬كــذلك فــإن اعــدادهن متواضــعة نســبيا عــام ‪2006‬م‪ ،‬باســتثناء‬
‫قطــاع الخــدمات والــذي ســجل ‪ 18558‬يتــوزعن علــي قطــاع التعلــيم والمصــارف ويمكــن ان نجمــل أهــم النتــائج علــى النحــو‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Shoryock ،H. S.،& Siegel،J.S. ،The Methods and Materials Of Demography Condensed Edition ،Academic‬‬
‫‪Press ،New York،1976 ،p.64.‬‬
‫‪‬‬
‫عدد أفراد قوة العمل‬

‫× ‪100‬‬ ‫معدل النشاط الفعلي =‬
‫السكان في سن العمل (‪ 64-15‬سنة)‬
‫‪ -‬انظر‪ :‬رشود بن محمد الخريف‪ ،‬السكان المفاهيم واالساليب والتطبيقات‪ ،‬مكتبة جرير‪ ،‬الرياض‪ ،2001،‬صـ‪.17‬‬

‫التالي‪ :‬استحوذ قطاع الزراعة نحو ‪ %50‬من مجموع العاملين فـي االنشـطة االقتصـادية عـام ‪ ،1973‬بينمـا اسـتقطب قطـاع‬
‫الخدمات نحو ثالثة ارباع العاملين عام ‪.2006‬‬
‫جدول (‪ )5‬أقسام النشاط االقتصادي في منطقة الخمس خالل عامي ‪2006،1973‬‬
‫‪2006‬‬ ‫‪1973‬‬
‫‪%‬‬ ‫جملة‬ ‫اناث‬ ‫ذكور‬ ‫‪%‬‬ ‫جملة‬ ‫اناث‬ ‫ذكور‬

‫‪6.4‬‬ ‫‪5669‬‬ ‫‪253‬‬ ‫‪5416‬‬ ‫‪49.1 15282‬‬ ‫‪908‬‬ ‫‪14374‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪1.5‬‬ ‫‪1296‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪1271‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪164‬‬ ‫المناجم‬
‫‪3.2‬‬ ‫‪2805‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪2669‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪494‬‬ ‫التحويلية‬
‫‪3.5‬‬ ‫‪3098‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪3055‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪436‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪436‬‬ ‫الكهرباء والمياه‬
‫‪1.6‬‬ ‫‪1395‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1373‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪2266‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2266‬‬ ‫التشييد والبناء‬
‫‪5.2‬‬ ‫‪4635‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪4516‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪1599‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1597‬‬ ‫التجارة‬
‫‪4.2‬‬ ‫‪3814‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪3761‬‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪2898‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2896‬‬ ‫النقل‬
‫‪1.2‬‬ ‫‪1147‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪1026‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪101‬‬ ‫التمويل‬
‫‪72.7 64779 18558‬‬ ‫‪46221‬‬ ‫‪23.3‬‬ ‫‪7239‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪7063‬‬ ‫الخدمات‬
‫‪0.5‬‬ ‫‪392‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪345‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪668‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪664‬‬ ‫غير واضح التصنيف‬
‫‪100‬‬ ‫‪89030 19377‬‬ ‫‪69653‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪31106 1101 30055‬‬ ‫الجملة‬
‫المصدر‪ :‬تعدادي عام ‪.1973،2006‬‬
‫التركيب المهني‬
‫بينما تشير بيانـات الجـدول (‪ )6‬ان اعلـي نسـبة مشـاركة للـذكور واالنـاث كانـت فـي فئـة المهـن العلميـة والفنيـة فهـي‬
‫تمثل نحو ‪ %43‬على مستوي المنطقة وهي أكثر ارتفاعا بين االناث بالمقارنة مـع الـذكور ‪ %89‬مقابـل ‪ %30‬علـى التـوالي‬
‫وتستحوذ مهنة التعليم العدد االكبر تليها فئة االطباء وفني االشعة وغيرها‬
‫وترتفع نسبة االناث في مهنة الكتبة ‪ %83‬مقابل ‪ %30‬للذكور وتشمل العامالت في المصارف واالعمال االدارية‬
‫في المصالح الحكومية بصفة عامة ويالحظ االنكماش الكبير فـي مهنـة الز ارعـة بسـبب مردودهـا المـنخفض والهجـرة المغـادرة‬
‫الى طرابلس وارتفاع نسبة المتعلمين بصفة عامة‪.‬‬
‫الحالة العملية‬
‫يالحــظ مــن الجــدول (‪ )7‬أن أكبــر نســبة مشــاركة كانــت العــاملين بالجهــاز االداري ويليهــا نســبة العــاطلين ويعــد هــذا‬
‫انعكاسا إللغاء النشاط الخاص السيما التجارة مما دفع بالعمالـة الـى التركـز فـي قطـاع الخـدمات بصـفة عامـة‪ ،‬ممـا أدي الـي‬
‫تقلص فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة‪.‬‬

‫جدول (‪ )6‬توزيع المهن في منطقة الخمس عام ‪2006‬‬
‫‪%‬‬ ‫الجملة‬ ‫‪%‬‬ ‫اناث‬ ‫‪%‬‬ ‫ذكور‬ ‫اقسام المهن‬

‫‪0.7‬‬ ‫‪595‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪581‬‬ ‫كبار المسؤولين‬
‫‪43.1‬‬ ‫‪38358‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪16857 30.7 21501‬‬ ‫العلمية والفنية‬
‫‪25.9‬‬ ‫‪23054‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪1564‬‬ ‫‪30.7 21490‬‬ ‫الكتبة‬
‫‪7‬‬ ‫‪6259‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪8.7‬‬ ‫‪6118‬‬ ‫البيع والشراء‬
‫‪5.4‬‬ ‫‪4839‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪233‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪4606‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪12.2‬‬ ‫‪10920‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪15.5 10878‬‬ ‫الحرف‬
‫‪5.2‬‬ ‫‪4601‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪4561‬‬ ‫االالت والمعدات‬
‫‪0.5‬‬ ‫‪418‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪363‬‬ ‫غير مصنف‬
‫المصدر‪ :‬تعداد ‪.2006‬‬
‫جدول (‪ )7‬توزيع الحالة العملية لسكان منطقة الخمس ‪2006‬‬
‫‪%‬‬ ‫جملة‬ ‫‪%‬‬ ‫اناث‬ ‫‪%‬‬ ‫ذكور‬ ‫الحالة العملية‬

‫‪54.93‬‬ ‫‪64536‬‬ ‫‪70.34‬‬ ‫‪18554‬‬ ‫‪50.46‬‬ ‫‪45982‬‬ ‫الجهاز االداري‬
‫‪9.06‬‬ ‫‪10640‬‬ ‫‪1.16‬‬ ‫‪306‬‬ ‫‪11.34‬‬ ‫‪10334‬‬ ‫منشأة مملوكة للدولة‬
‫‪0.33‬‬ ‫‪393‬‬ ‫‪0.08‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫‪372‬‬ ‫شركة مساهمة‬
‫‪0.22‬‬ ‫‪256‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.28‬‬ ‫‪251‬‬ ‫شلركة عامة‬
‫‪0.11‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.14‬‬ ‫‪127‬‬ ‫شركة اجنبية‬
‫‪0.01‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪8‬‬ ‫شركة مشتركة خاصة‬
‫‪5.82‬‬ ‫‪6834‬‬ ‫‪1.06‬‬ ‫‪279‬‬ ‫‪7.19‬‬ ‫‪6555‬‬ ‫يعمل لدي الغير‬
‫‪0.51‬‬ ‫‪597‬‬ ‫‪0.17‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪0.61‬‬ ‫‪553‬‬ ‫يعمل لحسابه ومع اخرون‬
‫‪4.77‬‬ ‫‪5600‬‬ ‫‪0.63‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪5.96‬‬ ‫‪5434‬‬ ‫يعمل بمفرده‬
‫‪0.12‬‬ ‫‪143‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫‪138‬‬ ‫يعمل لدي أسرته‬
‫‪0.01‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫‪15‬‬ ‫يعمل بالقطاع التعاوني‬
‫‪0.31‬‬ ‫‪362‬‬ ‫‪0.13‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫‪329‬‬ ‫متعطل وسبق له العمل‬
‫‪23.82‬‬ ‫‪27982‬‬ ‫‪26.40‬‬ ‫‪6963‬‬ ‫‪23.07‬‬ ‫‪21019‬‬ ‫متعطل ولم يسبق له العمل‬
‫‪100.00‬‬ ‫‪117493‬‬ ‫‪100.00‬‬ ‫‪26376‬‬ ‫‪100.00‬‬ ‫‪91117‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬بيانات تعداد ‪.2006‬‬

‫مكونات التغير في قوة العمل‪:‬‬
‫يتأثر حجم القوة العمل في منطقة الخمـس أمـا بمعـدالت النمـو السـنوي للسـكان سـواء للـذكور أو اإلنـاث‪ ،‬أو بمكـون‬
‫النشــاط االقتصــادي‪ ،‬أو بــاالثنين معــا‪ ،‬وأن دور معــدل النشــاط الخــام علــى الــرغم مــن ضــآلته عنــد المقارنــة كــان لــه تــأثيرات‬
‫مختلفة بالنسبة للذكور واإلنـاث‪ ،‬وإليضـاح مكونـات التغيـر فـي قـوة العمـل فـي إقلـيم بنغـازي فـي الفتـرة مـا بـين عـامي ‪،1973‬‬
‫‪Forward‬‬ ‫‪ Standardization Technique‬اعتمــادا علــى الطريقــة األماميــة‬ ‫‪ 2006‬باســتخدام أســلوب المعــايرة‬
‫‪ ،)1( Method‬وهى طريقة لمحاولة تحديد العوامل المؤثرة في حجم ونمـو قـوة العمـل‪ ،‬فهـل هـذا التغيـر يرجـع إلـى التغيـر فـي‬
‫حجم السكان؟! أم إلى التغير في معدالت النشاط على حد سـواء بالنسـبة للـذكور واإلنـاث فـي قـوة العمـل؟! وهـذا مـا يوضـحه‬
‫الج ــدول (‪ ) 8‬وال ــذي يب ــين التغي ــر المطل ــق والنس ــبي ألحج ــام ق ــوة العم ــل‪ ،‬نتيج ــة ت ــأثير عنص ــري الس ــكان‪ ،‬ومع ــدل النش ــاط‬
‫ومنة يتضح اآلتي‪-:‬‬
‫بلــغ إجمــالي التغيــر المطلــق لحجــم قــوة العمــل فــي منطقــة الخمــس نتيجــة تــأثر عنصــري‬ ‫‪-‬‬
‫الس ــكان ومع ــدل النش ــاط نح ــو‪ ،69667‬وان ك ــان ت ــأثير عنص ــر الس ــكان ه ــو العام ــل‬
‫األساسي لهذا التغير إذ بلغ حجم التغير في قوة العمل نتيجة عنصر السكان ‪62018‬‬
‫نسمة‪ ،‬أي حوالي ‪ ٪ 89‬من إجمالي التغير النسبي في قوة العمل‪ ،‬فـي حـين بلـغ حجـم‬
‫التغيــر نتيجــة معــدالت النشــاط ‪ 21695 -‬أي بمــا يعــادل ‪ ٪ 31.1‬مــن جملــة التغيــر‬
‫النسبي لقوة العمل‪.‬‬
‫أما حجم التغير في قوة العمـل نتيجـة عنصـري السـكان ومعـدالت النشـاط معـا‪ ،‬فقـد بلـغ‬ ‫‪-‬‬
‫– ‪ 14045‬أي – ‪ ٪20.16‬من إجمالي التغير النسبي لقوة العمل‪.‬‬
‫أن هناك تأثير لهذين العنصرين على كل مـن الـذكور واإلنـاث‪ ،‬فقـد بلغـت نسـبة التغيـر‬ ‫‪-‬‬
‫للــذكور ونحــو و‪ ،٪88.39‬بينمــا بلغــت بالنســبة لإلنــاث ‪ ،٪ 69.69‬وعلــى العكــس مــن‬
‫ذل ــك نج ــد أن ت ــأثير عنص ــر مع ــدالت النش ــاط ك ــان بالنس ــبة لل ــذكور أق ــل من ــة بالنس ــبة‬
‫لإلناث‪ ،‬إذ بلغت النسبة ‪ ٪ 32.04-‬للذكور‪ ٪ 88.44 ،‬لإلناث‪.‬‬
‫ومن ثم يرجـع التغيـر المطلـق والنسـبي لقـوة العمـل فـي المنطقـة‪ :‬أوال إلـى عامـل السـكان‪ ،‬وثانيـا إلـى معـدالت النشـاط‬
‫وبالتالي فإن المنطقـة تعـانى مـن سـوء توزيـع االنشـطة االقتصـادية ممـا يسـتدعي اعـادة هيكلـة القـوة العاملـة والتوسـع فـي فـتح‬
‫مناشط اقتصادية جديد في جميع القطاعات لتقليل البطالة واستيعاب الخريجين الجدد من قطاع التعليم‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أشرف زكريا محمد العبد‪ ،‬التغيرات السكانية في مدينة المحلة الكبرى في الفترة ‪ ،1996-1927‬رسالة دكتو ارة غير منشورة‪ ،‬االسكندرية‪،2002،‬‬
‫صـ‪.74‬‬

‫جدول (‪ )8‬مكونات تغير قوة العمل في اإلقليم حسب النوع في الفترة ما بين عامي ‪.2006 ،1973‬‬
‫* المصدر‪ :‬النسب من حساب الباحث واألعداد المطلقة اعتمادا على بيانات تعدادي ‪.2006 ،1973‬‬
‫‪W)،LF = LF(P) + LF(W) - LF(P‬‬ ‫اعتماداً على المعادلة‬

‫التالية‪:‬‬
‫‪LF(P) = (P2-P1)*W2‬‬ ‫حيث‪:‬‬
‫‪LF(W) = (W2-W1)*P2‬‬
‫‪W) = (P2-P1)* (W2-W1)،LF(P‬‬
‫‪ LF‬إجمالي التغير في العمل‬
‫)‪ LF (P‬التغير في قوة العمل نتيجة عنصر السكان‬
‫)‪ (W1‬معدل النشاط الفعلي عام ‪1973‬‬
‫‪ W)،LF (P‬التغير نتيجة عنصري السكان ومعدالت النشاط‬
‫‪ W)،LF (P‬التغير نتيجة عنصري السكان ومعدالت النشاط‬
‫)‪ (W2‬معدل النشاط الفعلي ‪2006‬‬
‫)‪ P (1‬السكان في سن العمل (‪ 15‬سنة فأكثر)‬ ‫)‪ P (2‬السكان في سن العمل (‪ 15‬سنة فأكثر) عام ‪2006‬‬
‫عام ‪1973‬‬
‫(‪ )1‬مصدر المعادلة (‪) 12‬‬

‫نستنتج مما سبق‪:‬‬
‫‪ .1‬انخفضت نسبة العاملين في حرفة الزراعة من ‪ %49‬إلى ‪ %6‬خالل الفترة ‪.2006-1973‬‬

‫‪ .2‬ارتفعت نسبة العاملين في قطاع الخدمات من ‪ %23‬إلى ‪.%73‬‬
‫‪ .3‬ارتفعت نسبة العاملين في مهنة الكتبة واالعمال االدارية إلى أكثر من ‪ %50‬بين الذكور مقابل ‪ %54‬لإلناث‪.‬‬
‫‪ .4‬ارتفعت معدالت العاطلين عن العمل من ‪ %6.7‬الى ‪.%23‬‬
‫‪ .5‬بلغ حجم التغير في قوة العمل نتيجة عنصر السكان ‪ %89‬من اجمالي التغير النسبي في قوة العمل بالمقارنة مع‬
‫معدالت التغير نتيجة النشاط االقتصادي وبالتالي فالمنطقة تحتاج إلى إعادة هيكلة قوة العمل والنشاط االقتصادي‬
‫وربط ذلك بقطاع التعليم ومخرجاته التي يجب أن تتكيف واحتياجات سوق العمل وتطوره‪.‬‬
‫‪ .6‬من المتوقع ان يصل حجم القوى العاملة عام ‪ 2030،572736‬عامل ما يعادل ‪ %68.7‬من حجم السكان في‬
‫المستقبل يحتاج هذا العدد إلى االعداد الجيد‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫العمل على التوسع في التعليم الفني لسد احتياجات التنمية والعمل علي ربط التعليم بسوق العمل واعادة‬
‫هيكلة القوى العاملة‪.‬‬
‫المراجع والمصادر‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬االحصائيات الحيوية للسنوات ‪.2006،95،84،73،64‬‬

‫‪ .2‬أحميدة محمد ساسي‪ ،‬التغيرات السكانية في ليبيا ‪ ،1999-1954‬رسالة دكتوراة غير منشورة‪ ،‬قسم الجغرافيا‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪.1999،‬‬
‫‪ .3‬أشرف زكريا محمد العبد‪ ،‬التغيرات السكانية في مدينة المحلة الكبرى في الفترة ‪ ،1996-1927‬رسالة دكتوراة غير‬
‫منشورة‪ ،‬االسكندرية‪ ،2002،‬صـ‪.74‬‬
‫‪ .4‬أشرف زكريا محمد العبد‪ ،‬التغيرات السكانية في مدينة المحلة الكبرى في الفترة ‪ ،1996-1927‬رسالة دكتوراة غير‬
‫منشورة‪ ،‬االسكندرية‪.2002،‬‬
‫‪ .5‬أمانة التخطيط‪ ،‬مصلحة االحصاء والتعداد‪ ،‬النتائج النهائية للتعداد العام للسكان ‪ ،1973‬طرابلس‪.1979،‬‬
‫‪ .6‬أمانة التخطيط‪ ،‬مصلحة االحصاء والتعداد‪ ،‬النتائج النهائية للتعداد العام للسكان ‪ ،1984‬طرابلس‪.1989،‬‬
‫‪ .7‬أمانة التخطيط‪ ،‬مصلحة المساحة‪ ،‬االطلس الوطني‪ ،‬طرابلس‪.1977،‬‬
‫‪ .8‬رشود بن محمد الخريف‪ ،‬السكان المفاهيم واالساليب والتطبيقات‪ ،‬مكتبة جرير‪ ،‬الرياض‪.2001،‬‬
‫‪ .9‬عباس فاضل السعدي‪ ،‬و ازرة التعليم والبحث العلمي‪ ،‬دار الكتب للطباعة والنشر‪ ،‬بغداد‪.2002،‬‬
‫‪ .10‬عبد العزيز طريح شرف‪ ،‬جغرافية ليبيا‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.1962 ،‬‬
‫‪ .11‬فايز محمد العيسوي‪ ،‬أسس جغرافية السكان‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬االسكندرية‪.1966 ،‬‬
‫‪ .12‬الهيئة العامة للمعلومات والتوثيق‪ ،‬النتائج النهائية للتعداد العام للسكان ‪ ،2006‬طرابلس‪.2009،‬‬

.1999،‫ طرابلس‬،1995 ‫ النتائج النهائية للتعداد العام للسكان‬،‫ الهيئة القومية للمعلومات والتوثيق‬.13
.2015،‫ طرابلس‬،2012 ‫ النتائج النهائية للتعداد العام للسكان‬،‫ الهيئة القومية للمعلومات والتوثيق‬.14
.1958 ،‫ طرابلس‬،1954 ‫ نتائج النهائية لتعداد‬،‫ مصلحة االحصاء والتعداد‬،‫ و ازرة االقتصاد الوطني‬.15
.1968،‫ طرابلس‬،1964 ‫ النتائج النهائية‬،‫ مصلحة االحصاء والتعداد‬،‫ و ازرة االقتصاد والتجارة‬.16
:‫ األجنبية‬:‫ثانيا‬
17. U.N Department of International Economic and Social Affairs، Methods for
Comprehensive Planning Y I New York،1989.
18. Shoryock، H. S.،& Siegel،J.S.، The Methods and Materials of Demography
Condensed Edition، Academic Press، New York، 1976.
19. Nassef،A. F.، " The Egyptian Labour Force " Its Determinates & Changing Structure
(1970-1960) " Population Studies Center . University Of Pennsylvania،Philadelphia،
1974.
20. M.Ganji، "The Realization Of Economics، Social and Cultural Rights: Problems،
Policies،Progress"، United Nations Documents (New York 1975)، E
/CN.4/1108/Rev.1،E/CN.4 /1131/Rev1.
21. Hussmanns، R.، Others .1966 "Surveys Of Economically Active Population،
Employment، Un Employment and Under Employment " An ILO Manual Concepts and
Methods . ILO Geneva.
‫ملحق (‪)1‬‬
‫التوزيع العمري النوعي لمنطقة الخمس ‪2006،1973‬‬
‫‪2006‬‬ ‫‪1973‬‬
‫فئات السن‬
‫اناث‬ ‫ذكور‬ ‫اناث‬ ‫ذكور‬
‫‪22534‬‬ ‫‪23153‬‬ ‫‪15014‬‬ ‫‪15118‬‬ ‫‪4-0‬‬
‫‪19952‬‬ ‫‪20782‬‬ ‫‪13137‬‬ ‫‪13750‬‬ ‫‪9-5‬‬
‫‪20733‬‬ ‫‪21285‬‬ ‫‪8905‬‬ ‫‪10543‬‬ ‫‪14-10‬‬
‫‪23469‬‬ ‫‪24156‬‬ ‫‪5659‬‬ ‫‪6883‬‬ ‫‪19-15‬‬
‫‪23403‬‬ ‫‪24219‬‬ ‫‪4465‬‬ ‫‪5218‬‬ ‫‪24-20‬‬
‫‪22366‬‬ ‫‪22882‬‬ ‫‪4432‬‬ ‫‪3838‬‬ ‫‪29-25‬‬
‫‪18530‬‬ ‫‪18649‬‬ ‫‪3388‬‬ ‫‪3312‬‬ ‫‪34-30‬‬
‫‪13566‬‬ ‫‪13770‬‬ ‫‪4265‬‬ ‫‪3673‬‬ ‫‪39-35‬‬
‫‪9500‬‬ ‫‪10016‬‬ ‫‪3621‬‬ ‫‪3514‬‬ ‫‪44-40‬‬
‫‪6783‬‬ ‫‪6866‬‬ ‫‪3456‬‬ ‫‪3352‬‬ ‫‪49-45‬‬
‫‪4494‬‬ ‫‪3918‬‬ ‫‪2484‬‬ ‫‪2616‬‬ ‫‪54-50‬‬
‫‪4444‬‬ ‫‪4108‬‬ ‫‪1689‬‬ ‫‪2158‬‬ ‫‪59-55‬‬
‫‪3089‬‬ ‫‪3619‬‬ ‫‪1642‬‬ ‫‪1684‬‬ ‫‪64-60‬‬
‫‪2858‬‬ ‫‪3177‬‬ ‫‪1124‬‬ ‫‪1536‬‬ ‫‪69-65‬‬
‫‪2391‬‬ ‫‪2377‬‬ ‫‪1210‬‬ ‫‪1135‬‬ ‫‪74-70‬‬
‫‪4957‬‬ ‫‪4141‬‬ ‫‪1589‬‬ ‫‪1952‬‬ ‫‪+75‬‬
‫‪203069‬‬ ‫‪207118‬‬ ‫‪76080‬‬ ‫‪80282‬‬ ‫جملة‬
‫‪ 23‬عام‬ ‫‪ 16‬عام‬ ‫العمر الوسيط‬
‫المصدر‪ :‬بيانات تعدادي ‪.2006 ،1973‬‬

‫حجم حوادث المرور و مؤشرات خطورتها في ليبيا‬
‫( دراسة تحليلية جغرافية )‬
‫د‪ .‬مفتاح ابوبكر فرج‬ ‫أ ــ إبراهيم محمد على محمد‬
‫قسم الجغرافيا ـــ كلية اآلداب ـــ جامعة اجدابيا‬ ‫قسم الجغرافيا ـــ كلية اآلداب ـــ جامعة اجدابيا‬
‫‪elharke1974@gmail.com‬‬ ‫هاتف ‪0927037873‬‬
‫الملخص ‪:‬‬
‫تهتم هذه الدراسة ببيان أهداف رئيسية تتلخص فى معرفة حجم الحوادث المرورية فى ليبيا وابراز خطورة هذه الحوادث‬
‫عن طريق حساب أهم المؤشرات المتفق عليها دولياً ‪ ،‬وهى ‪ :‬ـ‬
‫ـ ـ مؤشر عدد المصابين إلى عدد الحوادث بسبب الحوادث المرورية ‪.‬‬
‫ـ ـ مؤشر عدد المصابين بسبب الحوادث المرورية لكل ‪ 100000‬نسمة ‪.‬‬
‫ـ ـ مؤشر عدد المصابين بسبب الحوادث المرورية لكل ‪ 10000‬سيارة ‪.‬‬
‫وتبين أن متوسط المؤشر األول فى ليبيا منخفض مقارنة بالدول العربية األخرى ‪ ،‬و كذلك الحال بالنسبة لمتوسط‬
‫المؤشر الثانى ليبيا منخفض مقارنة بالدول العربية األخرى ‪ ،‬وبالنسبة للمؤشر الثالث فهو مرتفع فى ليبيا حيث يزيد على‬
‫العديد من الدول العربية وقد جاءت ليبيا فى المرتبة الثانية بعد الجزائر ‪ ،‬وقد قدمت الدراسة أيضاً مقارنة بين بعض المدن‬
‫الليبية من حيث تطبيق المؤشرات وبذلك توصلت الدراسة الى تباين فى حجم الحوادث و إلصابات المرورية و ما ينتج‬
‫عن هذه اإلصابات من إعاقات بكل مدينة ‪ ،‬كما تم تقديم مقترحات لتحسين مستوى السالمة المرورية فى ليبيا ‪ ،‬وتضم‬
‫مجموعة من ال مقترحات تتعلق بالطرق والنواحى التنظيمية ‪ ،‬و أخرى بالمركبات ‪ ،‬وثالثة تتعلق بسائق المركبة وسلوكه ‪،‬‬
‫والرابعة تتعلق برجل المرور ‪ ،‬مع مراعاة ان تكون هذه المقترحات مرنة وقابلة للتطبيق وتتناسب مع متطلبات وظروف‬
‫وامكانيات البالد ‪ ،‬وتلبي تطلعاتها نحو طرق أمنة لكافة مستخدمى هذه الطرق ‪.‬‬

Summary :
This study deals with the main objectives of knowing the volume of trafflc accidehts in Lidya
And to nighlight the seriousness of incidehts by calculating the most imPortaht indicators
agreed internatiohally, namely:
- The indicator of the number of injured to the number of accidents due to traffic accidents .
- Index of the number of injured due to traffic accidents Per 100,000 inhabitahts.
- Index of the number of injured due to traffic accidents Per 10,000 Cars.
And it was found that the average of the flrst indicator in Libya is low compared to other
Arab countries,and the same is the case for the average of the second indicator in Libya
compared to other Arab countries
The study also presented a comparison between some Libyan cities in terms of the
application of indicators, thus the study found a varation in the volume of accidents and
traffic injuries and tne disailies that result from these injuries in each city proposals were
also submitted to improve the level of traffic safety in Libya, and it included a set of
proposals related to roads and organizational aspects, others related to vehicles, a third
related to the vehicle driver and his behavior and the fourth related to the traffic man ,
taking into account that these proposals are flexible, applicable and commensuate with the
requirements, conditions and capabilities of the country, and meet its aspirations for safe
roads for all users of these roads
: ‫المقدمة‬
، ‫ والصحية العامة والمرتبطة بالتنمية‬،‫تعد مشكلة اإلصابات المرورية على الطرق من المشكالت االجتماعية واالقتصادية‬
‫ مليون بجروح من جراء تلك‬50 ‫ كما يصاب ما ال يقل عن‬، ‫ مليون نسمة‬1.3 ‫حيث تحصد حوادث الطرق حياة أكثر من‬
‫ وفي‬، )1(‫ من إجمالي الناتح المحلى‬% 3 ‫ الى‬1 ‫ و تستنزف الحوادث المرورية عادة من‬، ‫الحوادث على الطرق كل عام‬
‫ ( أن اإلصابات الناجمة عن حوادث المرور سوف تزداد إلى ما‬WHO (‫هذا السياق يتوقع خبراء المنظمة الصحة الدولية‬
‫ و الدليل‬، ‫م الغالبية العظمى منهم سوف تكون في الدول النامية‬2030 ‫ بحلول عام‬،‫ ألف نسمة‬400‫ال يقل عن مليونين و‬
‫على ذلك هو أن نفس منظمة الصحة العالمية تتوقع إنخفاضا في عدد ضحايا حوادث المرور في الدول الصناعية المتطورة‬
‫ و تعاني الدول‬، ‫ في دول أفريقيا‬%80 ‫ في دول أمريكا الجنوبية و بنسبة‬%44 ‫ و إرتفاعها بمعدل‬%28 ‫بنسبة تصل إلى‬
‫العربية هي األخرى من ظاهرة حوادث المرور بحيث تزداد يوميا وتتحمل نتائج إقتصاديا او نتائجها المادية والمعنوية من‬
‫ و لهذا حذرت منظمة الصحة العالمية من أن إستمرار‬، ‫إصابات و وفيات واتالف المركبات وأمراض نفسية و إجتماعية‬
‫عما‬% 60 ‫هذا الوضع في المنطقة العربية سيؤدي إلى زيادة أعداد الوفيات و اإلصابات بسبب حوادث المرور بنسبة‬
‫عليها اآلن وذلك بحلول عام ‪2020‬م (‪ ، )2‬كما تتسبب حوادث الطرق فى أصابة حوالى خمسين مليون نسمة على مستوى‬
‫العالم و إعاقتهم ‪ ،‬و أن ‪%86‬من هذه اإلصابات ونتحدث فى الدول النامية ‪ ،‬وتقدر تكلفة اإلصابات الناتجة عن حوادث‬
‫فى الدول النامية بحوالى ‪ 65‬مليار دوالر سنوياً ‪ ،‬وهذا يفوق ما تحصل عليه هذه الدول من معونات للتنمية ‪ ،‬و أهتمت‬
‫منظمة الصحة العالمية ( ‪ ) W . H .O‬منذ الخمسينات بهذا الموضوع حيث عقدة عدة مؤتمرات كان أهمها فعالية هو‬
‫المؤتمر الذى عقد بدولة المكسيك عام ‪1984‬م حول حوادث المرور بالدول النامية ‪ ،‬حيث أوصى هذا المؤتمر بتوصيات‬
‫خاصة تتناسب و أوضاع هذه الدول االقتصادية واالجتماعية والثقافية التى تختلف من قطر آلخر حتى فى الدول النامية‬
‫نفسها(‪ )3‬ـ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ) 1‬ــ اللجان اإلقليمية لألمم المتحدة ‪ " ،‬تحسين السالمة المرورية على الصعيد العالمى ‪ ،‬ووضع األهداف اإلقليمية‬
‫والوطنية للحد من الحوادث المرورية على الطرق ‪ ،‬نيويورك ‪2010 ،‬م ص ‪. 1‬‬
‫‪ ) 2‬بشرى بواب ‪ ،‬وصالحة برابح ‪ ،‬حوادث المرور فى والية ورقلة ‪ ( ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ) ‪ ،‬قسم علوم‬
‫األعالم واالتصال ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة قاصدى مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪2016 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 3‬‬
‫‪ ) 3‬ــ سالم فرج العبيدى ‪ ،‬حوادث المرور وحوادث الطريق بمدينة طبرق ‪ ،‬دراسة تطبيقية ‪،‬كتاب دراسات تطبيقية فى‬
‫جغرافية ليبيا البشرية ‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس ‪ ،‬بنغازى ‪ ،‬الطبيعة األولى ‪2000 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 261‬‬
‫وفى هذه الدراسة سيتم بيان حجم الحوادث المرورية فى ليبيا ومعرفة خطورة هذه الحوادث عن طريق حساب أهم المؤشرات‬
‫المتفق عليها دولياً ‪ ،‬وهى ‪ :‬ـ‬
‫ـ مؤشر عدد المصابين الى عدد حوادث المرور ‪.‬‬
‫ـ مؤشر عدد المتصابين بسبب حوادث المرور لكل ‪ 100‬ألف نسمة ‪.‬‬
‫ـ مؤشر عدد المصابين بسبب حوادث المرور لكل ‪ 10‬آالف سيارة ‪.‬‬
‫وستقوم الدراسة بمقارنة هذه المؤشرات بين ليبيا وبعض الدول العربية ألظهار حجم الحوادث المرورية بها ‪ ،‬كذلك سيتم‬
‫عمل مقارنة بين بعض المدن الليبية لهذه المؤشرات لمعرفة نسبة الحوادث وما تسببه من إصابات و إعاقات فى كل مدينة‬
‫‪ ،‬أضافة الى تقديم مقترحات لتحسين السالمة المرورية والتقليل من عدد الحوادث فى المستقبل ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ مشكلة الدراسة ‪:‬‬
‫تعاني الدول العربية من هذه المشكلة كغيرها من دول العالم ‪ ،‬بل وتشير اإلحصائيات إلى أن بعض الدول العربية‬
‫– ومنها ليبيا – تواجه معاناة أشد ضر اًر وأسوأ نتائج مما تواجهه الدول المتقدمة على المستوى البشري واالقتصادي معاً ‪،‬‬
‫وقد تزايد حجم هذه المشاكل مع زيادة عدد المركبات المستعملة في الطريق حتى أصبحت من المشاكل الرئيسية في الوقت‬

‫الحاضر لقد أصبحت ظاهرة تزايد الحوادث المرورية أم اًر معرقالً للتنمية على المستوى المحلى واالقليمى والعالمى ‪ ،‬لذا ال‬
‫يجب أن يترك األمر لرجال الشرطة والمرور وحدهم لتحمل مسئوليات المواجهة ‪ ،‬وعليه فمن الواجب تضافر الجهود‬
‫إلظهار معدالت الحوادث المرورية فى ليبيا ‪ ،‬وتحليل توزيعها الجغرافى مما يسهم فى مقاومة تنامى هذه الظاهرة عن طريق‬
‫التعريف بها وبخصائصها وتقديم الحلول العلمية والمنهجية تمهيدًا لوضع استراتيجيات مناسبة للسالمة المرورية ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تساؤالت الدراسة ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ما حجم ومعدالت الحوادث المرورية فى ليبيا ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ما معدل الحوادث بليبيا مقارنة ببعض الدول االخرى االقليمية ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ما مؤشرات المشكالت المرورية نسبة الى عدد السكان و االصابات و اإلعاقة ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أهمية الدراسة ‪:‬‬
‫لما كان استخدام المركبات وما ينجم عنها من أثار سلبية على الموارد البشرية والمادية ‪ ،‬فإنه البد من االنتباه لهذا‬
‫التأثير السلبى على السالمة المرورية للمواطنين والمقيمين والزائرين على حد سواء ‪ ،‬خاصة مع غياب وسائل النقل البرية‬
‫األخرى مثل السكك الحديدية والنقل الجماعى فى ليبيا ‪.‬‬
‫تعد هذه الدراسة من الدراسات القليلة التى تنبه لموضوع أهمية تحليل المعطيات المرورية ومعرفة تأثير حوادث المرور‬
‫على الس المة المجتمع باالعتماد على تحليل البيانات المسجلة والمسوحات ‪ ،‬وكذلك أعداد استراتيجية السالمة المرورية‬
‫والخطط التنفيذية ‪ ،‬كما أن المكتبات المحلية و العربية تفتقر لمثل هذه الدراسات ‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ أهداف الدراسة ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ التعرف على حجم ومعدالت الحوادث المرورية فى ليبيا ومقارنتها ببعض الدول األقليمية ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ التعرف على توزيع الحوادث والمخالفات المرورية ومعدالتها على مستوى ليبيا ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تحليل بيانات الحوادث المختلفة بمنهجية علمية ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ تقديم توصيات لتحسين و تطوير نظم السالمة المرورية تناسب ظروف ليبيا ‪.‬‬
‫‪ 5‬ــ حدود البحث ‪:‬‬
‫أ ــ الحدود المكانية ‪:‬‬

‫اقتصرت الحدود المكانية للبحث على حدود دولة ليبيا والتى يحدها من الشمال البحر المتوسط ‪ ،‬ودولة النيجر وتشاد‬
‫من الجنوب ‪ ،‬ودولة مصر والسودان من الشرق ‪ ،‬ودولة تونس والجزائر من الغرب ‪ ،‬كما هو موضح فى الشكل ( ‪. ) 1‬‬
‫وفلكياً تقع ليبيا بين دائرتى عرض‪ 18ْ 25‬و ْ‪ 33‬شماالً ‪ ،‬وخطى طول ْ‪ 9‬و ‪ 2ْ5‬شرقاً ‪ ،‬وتبلغ مساحة البالد‬
‫‪1750000‬كم‪. 2‬‬
‫سيقتصر البحث على‬ ‫ب ــ الحدود الزمانية ‪:‬‬

‫إحصاءات مصلحة اإلحصاء والتعداد الكتاب اإلحصائى ‪2012‬م ‪ ،‬أضافة الى التقرير اإلحصائى السنوى لقطاع الصحة‬
‫والبيئة لسنة ‪ 2007‬م‪ ،‬والتقرير اإلحصائى السنوى لو ازرة الصحة لسنة ‪2017‬م ‪ ،‬وذلك لغرض المقارنة حيث بلغت الفترة‬
‫بين التقريرين (‪ )10‬سنوات إلظهار ما حدث من تطور وتغير على هذه المشكلة التى تعانى منها الكثير من دول العالم ‪.‬‬
‫شكل (‪ ) 1‬موقع منطقة الدراسة ( ليبيا )‬
‫‪ 5‬ــ منهجية الدراسة ‪:‬‬
‫اتبع فى هذا البحث المنهج الوصفى واالعتماد على التحاليل اإلحصائية الوصفية المقدمة من االدارة العامة للمرور‬
‫كالتكرار والنسبة المئوية ‪ ،‬أضافة الى المنهج التاريخى الذى يعتمد على السالسل الزمنية ‪ ،‬وكذلك المنهج المقارن الذى‬
‫يعتمد على مناقشة الظاهرة ما فى أكثر من منطقة ‪ ،‬كما تم االستعانة بالنتائج التي توصل إليها باحثون آخـرون في بعض‬

‫حقول المعرفة التي لها عالقة بالنقل و حوادث المرور وكان لها أهميتها في الد ارسـة التـي تعددت أساليبها واختلفت بحسب‬
‫طبيعة المادة العلميـة ‪ ،‬أما طريقة التحليل الكمي فقدأستعملت بعض المؤشرات ذات العالقة بموضوع الدراسة ‪.‬‬
‫‪ -٢‬جمع المعلومات التي تمثلت بالدراسات والبحوث العلمية المرتبطـة بموضـوع الدراسة فضال عن البيانات الرسمية‬
‫المنشورة وغير المنـشورة حـول النقل والحوادث المرورية فى ليبيا التي كانت ذات فائـدة كبيـرة لالستعانة بها في عملية رسم‬
‫العديد من الخرائط واألشكال والجداول ‪.‬‬
‫‪ 6‬ــ الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫حظى موضوع حوادث المرور واألضرار الناتجة عنها باهتمام الجغرافيين سواء على المستوى الدولى او المحلى ‪ ،‬ولكن‬
‫في هذا البحث سنكتفى بسرد بعض البحوث والدراسات الليبية عن حوادث الطرق والسالمة المرورية ومنها ما يلى ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ دراسة قام بها عوض يوسف الحداد (‪1989‬م ) ‪ ،‬عن االختالفات المكانية لحوادث الطرق فى ليبيا ‪ ،‬وقد اعتمد‬
‫الباحث على احصائيات المرور عام ‪1983‬م ‪ ،‬وقد أظهرت الدراسة ارتفاع نسبة الحوادث فى البلديات ذات الكثافة‬
‫السكانية الكبيرة كطرابلس وبنغازى ‪ ،‬وارتفاع نسبة القتلى والمصابين اصابة بليغة فى البلديات ذات الكثافة السكانية القليلة‬
‫كمرزق وسوف الجين ‪ ،‬كما أظهرت الدراسة انخفاض عدد الحوادث مقارنة بين احصائيات السبعينيات والثمانينات ورغم‬
‫هذا االنخفاض فمازال معدل الحوادث مرتفع مقارنة بمعدالت بعض الدول التى تفوق ليبيا فى عدد السكان وعدد المركبات‬
‫‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ دراسة فرج سالم العبيدى ( ‪2002‬م ) بعنوان حركة المرور وحوادث الطرق بمدينة طبرق ‪ ،‬وقد توصلت الدراسة لعدد‬
‫من النتائج منها ‪ :‬ان ‪ %67‬من افراد العينة يرجعون اسباب الحوادث الى التهور والسرعة المخالفة للقانون ‪ ،‬وأن ‪%60‬‬
‫يرجعون اسباب الحوادث ليالً الى استعمال األضواء المبهرة ‪ ،‬كما أظهرت الدراسة ان مع جل مرتكبى الحوادث من الفئات‬
‫العمرية ما بين ‪ 15‬ـ ـ ‪ 35‬سنة ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ دراسة حسين مسعود بو مدينة ( ‪2017‬م ) بعنوان حوادث الطرق فى بلدية مصراته ‪ ،‬دراسة فى جغرافية النقل ‪ ،‬وقد‬
‫خلص الى بعض النتائج كاسباب للحوادث منها ‪ %61.8‬بسبب تجاوز السرعة المقررة قانوناً ‪ ،‬والسبب الثانى للحوادث هو‬
‫عدم مراعاة األسبقية بنسبة ‪ ، %16.4‬وان أكثر الحوادث فى بلدية مصراته وقعت فى الطريق الساحلى ‪ ،‬وقد جاءت‬
‫حوادث االصابات البليغة فى المرتبة األولى ‪.‬‬
‫* ــ المصطلحات ‪:‬‬
‫المصطلحات التالية حسب ما جاءت فى مصادرها ‪ :‬ـ‬
‫أ) ـ الحادث المرورى ‪ :‬هى الحوادث التى تحدث فى الطرق عند أصطدام سيارة ب ــأخرى أو إنسان أو حيوانات أو‬
‫اصطدامها بمنشأة ‪ ،‬وتنتج عن هذه الحوادث خسائر مادية واصابات بشرية وحاالت وفاة ‪.‬‬

‫ب ) ـ السالمة المرورية ‪ :‬ان السالمة المرورية ـ بحد ذاتها ـ ليست كمية يمكن قياسها ‪ ،‬ولكن باألمكان قياس مستوى‬
‫السالمة المرورية ‪ ،‬ولكن البد من أخذ الحذر عند التعبير عنه ليكون هذا التعبير دقيقاً وواضحاً(‪. )4‬‬
‫ج ) ـ ـ اإلعاقة ‪:‬‬
‫اإلعاقة وهى حسب تعريف منظمة الصحة العالمية ‪ :‬ـ ـ " اإلعاقة هو مصطلح يغطي العجز ‪ ،‬والقيود على النشاط ‪ ،‬و‬
‫ـ ـ ـ و تعرف أيضاً بأنها ‪ :‬حالة تحد من قدرة الفرد‬ ‫مقيدات المشاركة ‪.‬‬
‫تعد أساسية فى الحياة اليومية كالعناية بالذات أو ممارسة العالقة‬
‫على القيام بوظيفة واحدة أو أكثر من الوظائف التى ّ‬
‫تعد طبيعية ‪.‬‬
‫االجتماعية والنشاطات االقتصادية وذلك ضمن الحدود التى ّ‬
‫أوالً ‪ :‬ـ حوادث الطرق فى ليبيا ‪:‬‬
‫( أ ) ــ تطور أعداد حوادث المرور ‪:‬‬
‫أن مشكلة حوادث المرور أصبحت اليوم ظاهرة وبائية تفتك بحياة الناس فى كل عام وتسبب فى عجز واصابة اآلالف منهم‬
‫وتؤدى الى إهدار أقتصادى كبير فى األموال واألنفس والممتلكات كما تشير الى ذلك المؤشرات األحصائية المختلفة(‪، )5‬‬
‫وفى ليبيا أصبحت السيارة وسيلة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ) 4‬ــ بشرى بواب ‪ ،‬وصالحة برابح ‪ ،‬حوادث الطرق فى والية ورقلة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ ) 5‬ــ عيد بن الفى شاهر العتيبي ‪ ،‬الحوادث والمخالفات المرورية فى المملكة العربية السعودية " دراسة تحليلية جغرافية‬
‫" ‪ ،‬مجلة شعبة الدراسات والبحوث الجغرافية ‪ ،‬كلية اآلداب ‪ ،‬جامعة المنوفية ‪ ،‬جمهورية مصر العربية ‪ ،‬مارس ‪2007‬م‬
‫النقل المهمة والرئيسية التي ال غنى لنا عنها في وقتنا المعاصر؛ وأضحـى االعتماد عليها أساسياً في‬ ‫‪،‬ص‪.5‬‬
‫الحياة اليومية ‪ ،‬إن رحلة العمل تحتاج السيارة ‪ ،‬وكذلك رحلة النـزهة ‪ ،‬مع أن للسيارة من فوائد كثيرة فإنها ونتيجـة لسوء‬
‫استعمالها من بعض السائقين أصبحت تشكل خط اًر على الحياة البشرية(‪ ، )6‬ففى ليبيا مثالً أصبحت الطرق البرية هى‬
‫العمود الفقرى للنقل ‪ ،‬خصوصاً بعد االنتهاء من تشييد شبكة ضخمة من الطرق المعبدة ‪ ،‬بلغت ( ‪ ) 25‬ألف كيلومتر سنة‬
‫‪1991‬م لربط شمال البالد بجنوبها وشرقها بغربها ‪ ،‬فى حين بلغ عدد السيارات فى ليبيا ‪1990‬م ( ‪ )500‬ألف سيارة ‪،‬‬
‫وقد وصل هذا الرقم سنة ‪2000‬م إلى (‪ )600‬ألف سيارة ‪ ،‬وبالتالى ُيتوقع أن تزيد مشكل االزدحام أكثر مما هى موجودة‬
‫عليه وخصوصاً فى المدن الكبرى(‪. )7‬‬
‫فقد أشارة األحصائيات المرورية التى تم كنا من الحصول عليها عن الحوادث المرورية فى ليبيا وما ينجم عنها من وفيات و‬
‫أصابات يتضح أن عدد الحوادث فى تزايد حيث كان عدد الحوادث فى عام ‪2007‬م حوالى ‪ 3670‬حادث ‪ ،‬فى حين‬
‫وصل عدد الحوادث فى عام ‪2017‬م الى ‪ 4644‬حادث بمعدل زيادة بلغ ‪ ، %26.5‬يتضح أن عدد الوفيات قد بلغ‬

‫‪ 2138‬حالة وفاة فى عام ‪2007‬م أما فى عام ‪2017‬م فبلغ عدد الوفيات ‪ 2059‬حالة وفاة أى بمعدل زيادة بلغ ‪%3.7‬‬
‫بالسالب فى عدد الوفيات ‪ ،‬فى حين وصل عدد األصابات فى عام ‪2007‬م الى ‪ 7979‬إصابة ‪ ،‬أما فى عام ‪2017‬م فقد‬
‫بلغ ‪ 3413‬إصابة أى نسبة اإلصابات انخفضت عما كانت بمعدل ‪57.2‬ـ ـ ـ ‪ %‬بالسالب إصابة ‪ ،‬ومن خالل األرقام يتضح‬
‫ان هناك انخفاض فى عدد الوفيات وعدد األصابات بين عامى ‪ 2007‬ـ ‪2017‬م وكل ذلك راجع الى عدة عوامل سيتم‬
‫ذكرها فى تطبيق مؤشرات خطورة الحوادث ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬ــ تطبيق بعض المؤشرات لحوادث المرور ‪:‬‬
‫إن االعتماد على أعداد الحوادث ‪ ،‬أو الوفيات ‪ ،‬أو اإلصـابات فقط ‪ ،‬خاصة في عمل المقارنات يمكن أن يقودنا إلى‬
‫استنتاجات خاطئــة ‪ ،‬ولكـن عندما ننسب تلك الكميات إلى كمية أو أساس ‪ ،‬فإننا نقلل ‪ -‬بشكل كـبير‪ -‬مـن مشكلة‬
‫االستنتاجات الخاطئة ‪ ،‬لذلك فإن إحصاءات‬
‫‪ )6‬ــ على‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بن سعيد الغامدى ‪ ،‬مفاهيم أساسية فى علم المرور ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬ص ‪. 199‬‬
‫‪ ) 7‬ــ عوض يوسف الحداد ‪ ،‬الطرق الفردية وشبكات النقل " دراسة كمية وتطبيقية فى جغرافية النقل ‪ ،‬منشورات‬
‫جامعة قاريونس ‪ ،‬بنغازى ‪ ،‬الطبعة األولى ‪2002 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬
‫الحـوادث ينبغي عرضها علـى شكل معدالت (نسب) بدالً من أعداد(‪ ، )8‬و يمكن االستفادة من إحصائيات حوادث المرور‬
‫في تحديد مؤشـر خطـورة الحوادث ‪ ،‬ويفيد مؤشر الخطورة في تزويد صانعي القرار بصورة عامـة عـن مـدى خطورة الحوادث‬
‫المرورية وفعالية السياسات والخطط المعمول بها وأيضاً في أغـراض المقارنة ‪ ،‬لمواجهة مشكلة الحوادث ‪ ،‬فقد تم استخدام‬
‫‪ 3‬من أهم المؤشرات المتفق عليها دولياً لقياس مستوى السالمة المرورية وهى ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ مؤشر عدد المصابين إلى عدد حوادث المرور‪ :‬ويتم حسابه ‪:‬‬
‫عدد المصابين بسبب حوادث المرور ÷ عدد حوادث المرور‬
‫‪ 2‬ـ مؤشر عدد المصابين بسبب حوادث المرور لكل ‪ 100000‬نسمة‬
‫‪ :‬ويتم حسابه بالطريقة التالية ‪:‬‬
‫( عدد المصابين في حوادث المرور ÷ عدد السكان ( ‪100000 X‬‬
‫‪ 3‬ـ مؤشر عدد المصابين بسبب حوادث المرور لكل ‪ 10000‬سيارة‬
‫ويحسب كاالًتى ‪:‬‬
‫‪10000 X‬‬ ‫) عدد المصابين في حوادث المرور ÷ عدد السيارات )‬

‫فهذه المؤشرات تعد من أهم المؤشرات لفهم خطورة الحوادث المرورية في اى بلد ‪ ،‬خاصة إذا تم مقارنتها بما يماثلها في‬
‫‪ ،‬فعند مقارنة حاالت إصابات حوادث الطرق فى ليبيا مثالً مع بعض الدول‬ ‫الدول االخرى في مجال السالمة المرورية‬
‫األوروبية مثل فرنسا والنمسا وبريطانيا فقد تبين أن النسبة فى هذه الدول ال تزيد عن ‪ 5.8‬فرد لكل ‪ 10,000‬مركبة فى‬
‫حين نسبة حاالت الوفاة فى ليبيا تفوق ذلك الرقم بأربعة أضعاف أى ‪ 20‬حالة وفاة لكل ‪10,000‬سيارة سنوياً ‪ ،‬وعلى‬
‫المستوى العالمى فقد بلغ معدل الوفيات فى ليبيا حوالى ‪ 45‬فرداً لكل ‪ 100,000‬نسمة فى حين أن أكثر الدول العربية‬
‫تأث اًر بهذه المشكلة وهى الكويت لم تصل إلى هذا الحد حيث بلغ معدل الوفيات بها ‪ 27‬فرداً لكل ‪ 100,000‬نسمة (‪. )9‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ )8‬ــ عامر بن ناصر المطير ‪ ،‬وناصر بن مرشد الزير ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 11 ، 10‬‬
‫‪ )9‬ــ حامد طاهر بدوى ‪ ،‬حوادث المرور فى مدينة بنغازى " دراسة جغرافية تطبيقية ( رسالة ماجستير غير منشورة ) ‪،‬‬
‫جامعة قاريونس ‪ ،‬كلية اآلداب والتربية ‪ ،‬بنغازى ‪1997 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 40‬‬
‫‪1‬ــ مقارنة مؤشرات خطورة الحوادث المرورية بين الدول العربية ‪:‬‬
‫يوضح الجدول ( ‪ ) 2‬أهم ثالثة مؤشرات لخطورة الحوادث المرورية في الوطن العربي ‪ ،‬وهي ‪ :‬مؤشر عدد المصابين‬
‫إلى عدد الحوادث ‪ ،‬ومؤشر عدد االصابات إلى كل ‪100000‬نسمة من السكان ‪ ،‬ومؤشر عدد االصابات إلى كل‬
‫‪ 10000‬سيارة ‪ ،‬فهذه المؤشرات تعد من أهم المؤشرات لفهم خطورة الحوادث المرورية في ليبيا ‪ ،‬خاصة إذا تم مقارنتها بما‬
‫يماثلها في الدول العربية في مجال السالمة المرورية ‪،‬‬
‫وعند المقارنة فأن القيمة العددية المرتفعة ألحد المؤشرات تدل على شدة خطورة الحوادث المرورية ‪ ،‬فى حين أن القيمة‬
‫العددية المنخفضة للمؤشر تدل على ارتفاع مستوى السالمة المرورية الذى يحد من خطورة الحوادث المرورية ونتائجها ‪.‬‬
‫يالحظ من الجدول (‪ )2‬أن ليبيا جاءت فى المرتبة الثانية بعد الجزائر على رأس الدول العربية من حيث ارتفاع المؤشر‬
‫الثانى بقيمة ( ‪ ) 104.6‬أعلى من متوسط مؤشر الدول العربية البالغ ( ‪ ، )44.72‬وتفسير ذلك أن عدد اإلصابات‬
‫بسبب حوادث المرور يفوق الوحدة المعيارية لعدد المركبات ( السيارات ) وهي ‪10000‬سيارة في هذه البالد مما نتج عنه‬
‫ارتفاع المؤشر‪ ،‬إضافة إلى عوامل أخرى من أهمها عدم تقيد السائقين من مستخدمي الطرق بقواعد السالمة المرورية ‪ ،‬و‬
‫خاصة السرعة الفائقة ‪ ،‬وقلة الوعي المروري ‪ ،‬أما بالنسبة للمؤشر االول وهو عدد اإلصابات الى عدد الحوادث جاءت‬
‫ليبيا فى المراتب الدنيا من متوسط مؤشر الدول العربية حيث بلغ المؤشر ( ‪ ) 0.7‬فى حين بلغ متوسط مؤشر الدول‬
‫العربية ( ‪ ، ) 2.08‬ويمكن تفسير ذلك أن الحوادث المرورية ليست بالشديدة بحيث تخلف وارئها عدداً من المصابين يفوق‬
‫عدد الحوادث ‪ ،‬إضافة الى وجود سيارات حديثة و متطورة والتى تتوفر بها وسائل السالمة ‪ ،‬كذلك الحال بالنسبة للمؤشر‬

‫الثانى وهو عدد اإلصابات الى عدد السكان وهو ‪ 100000‬نسمة ‪ ،‬جاءت ليبيا فى المراتب الدنيا من متوسط الدول‬
‫العربية ‪ ،‬حيث بلغ المؤشر ( ‪ ) 52.7‬فى حين بلغ متوسط مؤشر الدول العربية ( ‪ ، ) 73.05‬ويمكن تفسير ذلك بسبب‬
‫انخفاض الحركة المرورية او تكاد تكون محدودة بسبب الظروف التى تمر بها البالد من حروب وانقسام مما سبب اغالق‬
‫الكثير من الطرق الحيوية ‪ ،‬إضافة الى انخفاض او محدودية عدد الركاب فى المركبات اى وجود السائق فقط بدون مرافقين‬
‫له بالسيارة نتيجة الى االسباب السابقة التى تمر بها البالد ‪.‬‬
‫من المقارنات السابقة ‪ ،‬نستنتج أن الحوادث المرورية في الوطن العربي وما ينتج عنها من ضحايا ‪ ،‬سواء مصابين أو‬
‫اء ‪ ،‬شباباً أو شيوخاً أو أطفاالً أصبحت أشد وطأة على المجتمعات‬
‫متوفين من سائقي المركبات أو المشاة‪ ،‬رجاالً أو نس ً‬
‫العربية من الحروب ‪ ،‬فحوادث المرور حرب ليست كسائر الحروب ‪ ،‬وذلك أن الحروب تقوم لتنتهي في يوم ما ‪ ،‬أما‬
‫الحوادث المرورية فهي حرب مستمرة تلتهم موارد الدول ‪ ،‬حيث تفتك باأليدي الفتية ‪ ،‬وتسبب الكثير من األضرار في‬
‫الممتلكات العامة والخاصة (‪.)10‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ )10‬ــ عامر بن ناصر المطير ‪ ،‬وناصر بن مرشد الزير ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬
‫‪2‬ــ مقارنة مؤشرات خطورة الحوادث المرورية بين بعض المدن الليبية ‪:‬‬
‫ونحاول هنا تطبيق بعض المؤشرات لمعرفة خطورة الحوادث المرورية ومستوى السالمة فى بعض المدن الليبية التى‬
‫توفرت لها معلومات عن الحوادث المرورية بها وعمل مقارنة بينها ألظهار مستوى خطورة الحوادث ‪ ،‬أضافة الى مستوى‬
‫السالمة بها ‪.‬‬
‫يالحظ من الجدول السابق أنه بالنسبة للمؤشر األول و الذى بلغ متوسطه ( ‪ ) 1.022‬فقد جاءت مدينة الكفرة فى المرتبة‬
‫األولى ( ‪ ) 2‬وجاءت مدينة طبرق فى المرتبة الثانية ( ‪ ) 1.5‬وجاءت مدينة غات فى المرتبة الثالثة ( ‪ ، ) 1.4‬فى حين‬
‫جاءت مدينة سبها فى المرتبة األخيرة ( ‪ ) 0.39‬بالنسبة لهذا المؤشر اما المؤشر الثانى وقد بلغ متوسطه ( ‪) 68.4‬‬
‫جاءت مدينة طبرق فى المرتبة األولى ( ‪ ، ) 170.3‬وجاءت مدينة الكفرة فى المرتبة الثانية ( ‪ ، ) 143‬وجاءت مدينة‬
‫المرج فى المرتبة الثالثة ( ‪ ، ) 92.7‬وقد جاءت مدينة نالوت فى المرتبة األخيرة ( ‪ ، ) 6.9‬إما بالنسبة للمؤشر الثالث‬
‫والبالغ متوسطه ( ‪ ) 43.4‬فقد جاءت مدينة طبرق مرة أخرى فى المرتبة األولى ( ‪ ، ) 163‬وجاءت مدينة غات فى‬

‫المرتبة الثانية ( ‪ ، ) 52.5‬ثم جاءت مدينة المرج فى المرتبة الثالثة ( ‪ ، ) 51.1‬فى حين جاءت مدينة نالوت فى المرتبة‬
‫األخيرة ( ‪. ) 3.7‬‬
‫وبالنظر الى هذه المؤشرات لكل مدينة ‪ ،‬نجد أن مدن الكفرة و طبرق و غات ‪ ،‬فى مقدمة المدن من حيث ارتفاع المؤشر‬
‫األول فى الجدول ( ‪ ) 3‬وهذا يدل على شدة الحوادث المرورية بحيث ينتج عنها عدداً من المصابين يفوق عدد الحوادث‬
‫وربما يرجع ذلك الى أسعاف ضحايا حوادث المرور بطريقة خاطئة من قبل المواطنين المتجمهرين حول مكان الحادث ‪،‬‬
‫أضافة ُبعد المسافة كما هو الحال مدينة الكفرة التى تقع فى أقصى جنوب شرق البالد بحيث عند وقوع الحادث يتأخر تقديم‬
‫األسعافات ‪ ،‬مما يزيد فى عدد المصابين فى مكان الحادث ‪ ،‬أضافة الى خلو الطريق الممتدة من مدينة الكفرة الى مدينة‬
‫اجدابيا من المستشفيات المتطورة و المجهزة ‪ ،‬كذلك الطرق بها هى طرق فردية وتعد طرق متهالكة وتوجد بها العديد من‬
‫الحفر والتصدعات والشقوق وكذلك الحال ينطبق على مدينة غات ‪.‬‬
‫اما مدينة طبرق يرجع سبب ارتفاع عدد المصابين على عدد الحوادث ‪ ،‬لذلك نجد أن مدينة طبرق ُيعد هذا المؤشر بها‬
‫مرتفع جداً اذ بلغ ضعف متوسط المؤشر بين المدن الليبية ‪ ،‬وربما يرجع ذلك أضافة الى األسباب السابقة الى طبيعة‬
‫تضاريس المنطقة فهى صعبة جداً والطرق بها تعاريج كثيرة وغير مستقيمة ‪ ،‬أضافة الى الكثافة المرورية حيث تقع المدينة‬
‫مباشرة على المنفذ الحدودى الوحيد مع دولة مصر الشقيقة " منفذ امساعد " ‪ ،‬وربما ان هذه الحوادث التى تقع بالقرب من‬
‫هذا المنفذ الوحيد تحدث مع أشخاص هم من غير سكان مدينة طبرق أى من مدن أخرى ولكن يتم األبالغ عن هذه‬
‫الحوادث فى مديرية أمن طبرق [ قسم المرور طبرق ] ويتم تسجيل هذه الحوادث من ضمن أحصائية مدينة طبرق ‪ ،‬هذا‬
‫بالنسة للمؤشر االول ‪.‬‬
‫وتأتى مدن طبرق و الكفرة والمرج على رأس المدن الليبية من حيث ارتفاع المؤشر الثانى وتفسير ذلك أن عدد المصابين‬
‫بسبب حوادث المرور يفوق الوحدة المعيارية لعدد السكان وهى ‪ 100000‬نسمة فى هذه المدن مما نتج عنه ارتفاع المؤشر‬
‫أضافة الى عوامل اخرى من أهمها عدم تقيد السكان من مستخدمى الطرق بقواعد السالمة المرورية ‪ ،‬وقلة الوعى المرورى‬
‫‪ ،‬أضافة الى التهور وعدم أحترام آداب وقواعد المرور على الطرقات العامة ‪ ،‬لذلك نجد أن مدينة طبرق ُيعد هذا المؤشر‬
‫بها مرتفع جداً اذ بلغ ضعف متوسط المؤشر بين المدن الليبية ‪ ،‬وربما يرجع ذلك الى األسباب التى سبق ذكرها ‪،‬‬
‫أما مدينة الكفرة تأتى فى المرتبة الثانية فى هذا المؤشر نتيجة األسباب السابقة وانها أكبر مدن الجنوب الشرقى الليبى ‪،‬‬
‫أضافة الى الكثافة المرورية حيث تقع المدينة مباشرة على المنافذ الحدودية الجنوبية مع دولة السودان ودولة تشاد ‪ ،‬وربما‬
‫ان هذه الحوادث التى تقع بالقرب من مدينة الكفرة و تحدث مع أشخاص هم من غير سكان مدينة الكفرة أى من مدن‬
‫ومناطق أخرى ولكن يتم األبالغ عن هذه الحوادث فى مديرية أمن الكفرة [ قسم المرور الكفرة ] ويتم تسجيل هذه الحوادث‬
‫من ضمن أحصائية مدينة الكفرة حالها حال مدينة طبرق ‪.‬‬

‫أما مدينة المرج تأتى فى المرتبة الثالثة فى هذا المؤشر وربما يرجع ذلك الى األسباب التى ذكرت ‪ ،‬أضافة الى طبيعة‬
‫تضاريس المنطقة فهى صعبة جداً والطرق بها تعاريج كثيرة وغير مستقيمة ‪ ،‬أضافة الى الكثافة المرورية حيث تقع المدينة‬
‫بين مدينة بنغازى فى الغرب ومدن الجبل األخضر فى الشرق خاصة " مدينة البيضاء " مقر الحكومة الليبية المؤقتة حيث‬
‫توجد حركة مرورية كثيفة بسبب المترددين على المقرات الحكومية ‪ ،‬أضافة الى األعداد الكبيرة من المصطفين والسواح‬
‫المحليين الذين يقصدون مدن الجبل األخضر للسياحة ‪ ،‬وربما ان هذه الحوادث التى تقع بالقرب من مدينة المرج تحدث مع‬
‫أشخاص هم من غير سكان المدينة أى من مدن أخرى ولكن يتم األبالغ عن هذه الحوادث فى مديرية أمن المرج [ قسم‬
‫المرور المرج ] ويتم تسجيل هذه الحوادث من ضمن أحصائية مدينة المرج ‪ ،‬ومن اسباب ارتفاع هذا المؤشر فى هذه‬
‫المدن ايضاً هى نفس األسباب التى تم ذكرها ‪.‬‬
‫فى حين نجد أن مدينة الكفرة جاءت فى المرتبة األولى فى المؤشر األول وهو عدد المصابين الى عدد الحوادث ‪ ،‬نجدها‬
‫فى المؤشر الثانى وهو عدد المصابين مع الوحدة المعيارية لعدد السكان وهى ‪100000‬نسمة جاءت فى المرتبة الثانية ‪،‬‬
‫وهذا يدل على ارتفاع الحركة المرورية على الطرق فى أقصى الجنوب الشرقى للبالد ‪.‬‬
‫أما المؤشر الثالث فى الجدول ( ‪ ) 3‬والتى تبين أحصائية عام ‪2010‬م ‪ ،‬فأعلى قيمة نجدها فى مدينة طبرق ثم مدينة‬
‫غات ثم مدينة المرج ‪ ،‬ويرجع ارتفاع هذا المؤشر بسبب ارتفاع عدد المصابين بسبب الحوادث المرورية عن الوحدة‬
‫المعيارية وهى ‪ 10000‬سيارة ‪ ،‬وبالرغم من قلة عدد السيارات فى هذه المدن مقارنة بالمدن األخرى ‪ ،‬وخاصة مدينة طبرق‬
‫التى تعرف بقلة سكانها وقلت السيارات بها األ أنها جاءت فى المرتبة األولى فى الوقت الذى جاءت فيه مدينة طرابلس فى‬
‫المرتبة ما قبل األخيرة ( ‪ ) 8.05‬وهى تُعد أكبر مدن ليبيا وهى عاصمة البالد ‪ ،‬وهذه النتيجة تدل تفاعل بين عوامل كثيرة‬
‫سبق ذكرها هذا بالنسبة الى مدينة طبرق ‪.‬‬
‫أما مدينة غات فقد جاءت فى المرتبة الثانية وجاءت مدينة المرج فى المرتبة الثالثة في المؤشر األول وهو عدد‬
‫المصابين الى عدد الحوادث ‪ ،‬نتيجة للعوامل السابقة التى تم ذكرها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـــــــ الحوادث المرورية ومخاطر اإلصابة باإلعاقة ‪:‬‬
‫تُعد الحوادث المرورية من أهم األسباب المكتسبة التى تؤدى الى اإلصابة باإلعاقة وليس فقط ألسباب خلقية أو وراثية ‪ ،‬و‬
‫تؤكد منظمة الصحة العالمية أن الحوادث المرورية تقتل ‪ 1.3‬مليون نسمة سنوياً ‪ ،‬و تؤدى إلى إصابة و إعاقة ‪ 50‬مليون‬
‫نسمة على مستوى العالم ‪ ،‬وفى ليبيا وصل عدد اإلعاقة بسبب الحوادث المرورية فى عام ‪2017‬م الى ‪ 10677‬معاق فى‬
‫الوقت الذى بلغ عدد المعاقين االجمالى ‪ 116482‬معاق ‪ ،‬وبذلك تكون نسبة اإلعاقة بسبب الحوادث فى ليبيا حوالى‬
‫‪ ، %9.1‬ونحاول هنا تطبيق بعض المؤشرات لمعرفة خطورة الحوادث المرورية وما ينتج عنها إصابات بليغة و إعاقة فى‬
‫بعض المدن الليبية التى توفرت لها معلومات عن حجم اإلصابات و اإلعاقة بسبب الحوادث المرورية ‪ ،‬وعمل مقارنة بينها‬
‫ألظهار مستوى خطورة الحوادث وحجم اإلعاقة واإلصابات ‪ ،‬أضافة الى مستوى السالمة بها(‪)11‬‬

‫وعند المقارنة فأن القيمة العددية المرتفعة ألحد المؤشرات تدل على شدة خطورة الحوادث‬
‫المرورية و ما ينتج عنها من إصابات و إعاقة ‪ ،‬فى حين أن القيمة العددية المنخفضة للمؤشر تدل على ارتفاع مستوى‬
‫السالمة المرورية الذى يحد من خطورة الحوادث المرورية ونتائجها ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ )11‬ــ ‪Hakeem News . hakeemnews . com‬‬
‫و بالنظر الى الجدول رقم ( ‪ ) 4‬يالجظ أن المؤشر األول و الذى بلغ متوسطه ( ‪ ) 6.1‬فقد جاءت مدينة سبها فى المرتبة‬
‫األولى ( ‪ ) 14.8‬وجاءت مدينة نالوت فى المرتبة الثانية‬
‫( ‪ ) 13.3‬وجاءت مدينة غات فى المرتبة الثالثة ( ‪ ، ) 9.9‬فى حين جاءت مديينة المرج فى المرتبة األخيرة ( ‪) 1‬‬
‫بالنسبة لهذا المؤشر اما المؤشر الثانى و البالغ متوسطه ( ‪ ) 4.5‬جاءت مدينة غات فى المرتبة األولى ( ‪ ، ) 14‬وجاءت‬
‫مدينة سبها فى المرتبة الثانية ( ‪ ، ) 5.9‬وجاءت مدينة الكفرة فى المرتبة الثالثة ( ‪ ، ) 4.6‬وقد جاءت مدينة المرج مرة‬
‫اخرى فى المرتبة األخيرة ( ‪ ، ) 1.4‬إما بالنسبة للمؤشر الثالث فقد بلغ متوسطه ( ‪ ) 234.3‬فقد جاءت مدينة غات مرة‬
‫أخرى فى المرتبة األولى ( ‪ ، ) 574‬وجاءت مدينة الكفرة فى المرتبة الثانية ( ‪ ، ) 324.2‬ثم جاءت مدينة سبها فى‬
‫المرتبة الثالثة ( ‪ ، ) 279.4‬فى حين جاءت مدينة نالوت فى المرتبة األخيرة ( ‪. ) 82.6‬‬
‫وبالنظر الى هذه المؤشرات لكل مدينة ‪ ،‬نجد أن مدن سبها و نالوت و غات ‪ ،‬فى مقدمة المدن من حيث ارتفاع المؤشر‬
‫األول فى الجدول ( ‪ ) 4‬وهذا يدل على شدة الحوادث المرورية بحيث ينتج عنها عدداً من المعوقين يفوق عدد المصابين‬
‫وربما يرجع ذلك الى أسعاف ضحايا حوادث المرور بطريقة خاطئة ‪ ،‬أضافة ُبعد المسافة كما هو الحال مدينة غات التى‬
‫تقع فى أقصى جنوب غرب البالد بحيث عند وقوع الحادث يتأخر تقديم األسعافات فى الوقت الحرج ‪ ،‬مما ُيسبب إعاقة‬
‫المصابين فى مكان الحادث ‪ ،‬أضافة الى خلو الطريق الممتدة من مدينة غات الى مدينة سبها من المستشفيات المتطورة و‬
‫المجهزة ‪ ،‬وكذلك الحال ينطبق على مدينة سبها ‪.‬‬
‫اما مدينة نالوت يرجع سبب ارتفاع عدد المعوقين الى عدد الحوادث االسباب السابقة ‪ ،‬أضافة الى ان المدينة تقع فى‬
‫أقصى غرب الجبل الغربى حيث تتميز تضاريس المنطقة بالصعوبة والطرق بها تعاريج كثيرة وغير مستقيمة ‪ ،‬هذا بالنسة‬
‫للمؤشر االول‬

‫و تأتى مدن غات و سبها والكفرة ‪ ،‬فى مقدمة المدن من حيث ارتفاع المؤشر الثانى فى الجدول ( ‪ ) 4‬وهذا يدل على‬
‫شدة الحوادث المرورية بحيث ينتج عنها عدداً من المعوقين يفوق عدد الحوادث وربما يرجع ذلك الى األسباب التى تم‬
‫ذكرها‪ ،‬أضافة الى خلو الطريق الممتدة من مدينة غات الى مدينة سبها من المستشفيات المتطورة و المجهزة ‪ ،‬وكذلك‬
‫‪.‬‬ ‫الحال ينطبق على مدينة الكفرة‬
‫وتأتى مدن غات و الكفرة و سبها على رأس المدن الليبية من حيث ارتفاع المؤشر الثالث وتفسير ذلك أن عدد المعاقين‬
‫بسبب حوادث المرور يفوق الوحدة المعيارية لعدد السكان وهى ‪ 100000‬نسمة فى هذه المدن مما نتج عنه ارتفاع‬
‫المؤشر‪ ،‬لذلك نجد أن مدينة غات ُيعد هذا المؤشر بها مرتفع جداً اذ بلغ ضعف متوسط المؤشر بين المدن الليبية ‪ ،‬وربما‬
‫يرجع ذلك أضافة الى األسباب السابقة ‪ ،‬حيث تقع المدينة مباشرة على المنفذ الحدودى مع دول النيجر والجزائر الشقيقة ‪،‬‬
‫وربما ان هذه الحوادث التى تقع بالقرب من المدينة تحدث مع أشخاص هم من غير سكان مدينة غات أى من مدن أخرى‬
‫ولكن يتم األبالغ و تسجيل هذه الحوادث من ضمن أحصائية مدينة غات ‪.‬‬
‫أما مدينة الكفرة تأتى فى المرتبة الثانية فى هذا المؤشر نتيجة األسباب السابقة ‪ ،‬أضافة الى وجود بعض المشاريع‬
‫الزراعية وخزانات النهر الصناعى وهذه المشاريع يعمل بها اشخاص هم من غير سكان مدينة الكفرة ‪ ،‬وربما ان هذه‬
‫الحوادث التى تقع بالقرب من المدينة تحدث مع أشخاص هم من غير سكان مدينة الكفرة أى من مدن ‪ ،‬ويتم تسجيل هذه‬
‫الحوادث من ضمن أحصائية مدينة الكفرة ‪.‬‬
‫أما مدينة سبها تأتى فى المرتبة الثالثة فى هذا المؤشر وهو عدد المعاقين مع الوحدة المعيارية لعدد السكان وهى‬
‫‪100000‬نسمة وربما يرجع ذلك الى األسباب التى ذكرت سابقاً ‪ ،‬أضافة الى التهور وعدم أحترام آداب وقواعد المرور‬
‫على الطرقات العامة ‪.‬‬
‫أما مدينة نالوت جاءت فى المرتبة األخيرة فى هذا المؤشر ‪ ،‬ربما بسبب قلة الكثافة السكانية وقلة عدد السيارات والكثافة‬
‫المرورية ‪ ،‬أضافة الى موقعها فى أقصى غرب البالد ‪.‬‬
‫هذا بالنسبة لحجم اإلعاقة فى بعض المدن الليبية وهنا نتطرق الى حجم اإلعاقة بسبب الحوادث المرورية فى ليبيا بشكل‬
‫عام فيما بين عامى ‪2007‬م ـ ـ ‪2017‬م حيث وصل اعداد األشخاص المعاقين فى عام ‪2007‬م الى ‪ 7979‬شخص معاق‬
‫ما بين ذكور و أناث ونالحظ ان عدد الذكور يفوق عدد األناث بكثير ‪ ،‬كذلك وجد أن أكثر الفئات العمرية عرضة لإلعاقة‬
‫هى الفئة العمرية ما بين ‪ 15‬سنة الى ‪ 44‬سنة ‪.‬‬
‫أما فى عام ‪2017‬م فقد وصل عدد األشخاص المعاقين الى ‪ 10677‬شخص معاق أى بفارق زيادة عن عام ‪2007‬م‬
‫بلغت حوالى ‪ 2698‬شخص معاق ‪ ،‬كذلك الحال نالحظ ان عدد الذكور أعلى من عدد األناث ‪ ،‬أضافة الى أكثر الفئات‬
‫العمرية عرضة لإلعاقة هى الفئة العمرية ما بين ‪ 15‬سنة الى ‪ 44‬سنة ‪ ،‬و نالحظ تركز أكبر الخسائر البشرية فى فئة‬
‫الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 15‬الى ‪ 25‬سنة ‪ ،‬إذ تصل نسبة تضرر هذه الفئة من الحوادث إلى نحو ‪ ، %40‬وهذا‬

‫يعنى أن هناك خسارة فادحة تقع فى الفئة العمرية المنتجة والقوة العاملة فى المجتمع حيث ينتهى المطاف بالكثيرين إما‬
‫بالموت أو اإلصابة بإعاقة مستديمة ترافقهم طوال حياتهم ‪.‬‬
‫رابعا ــ أسباب حوادث الطرق فى ليبيا ‪:‬‬
‫إن وقوع الحوادث يرتبط بثالثة أنواع من العوامل ‪ :‬عوامل بشرية ‪ ،‬وعوامل مرتبطة بالمركبة ‪ ،‬وعوامل الطريق والبيئة‬
‫المحيطة ‪ ،‬تشير دراسات كثيرة إلى أن الخطأ البشري ( السائق ) هو السبب الرئيسي في وقوع حوادث الطرق كون ما‬
‫والذي يتورط فيه السائق (‪. )12‬‬ ‫يتراوح بين ‪ %60‬و ‪ %90‬من الحوادث تنتج عن هذا الخطأ‬
‫ولعله من المناسب فى هذا المقام أن نستعرض بشكل سريع أهم األسباب لوقوع الحوادث المرورية فى الوطن العربى والتى‬
‫تشبه الى حد كبير أسباب الحوادث فى ليبيا ‪ ،‬وهى على النحو التالى ‪ :‬ـ‬
‫أ ) ــ اإلنسان ‪ :‬السرعة فى قيادة المركبة ‪ ،‬و التهور فى القيادة ‪ ،‬و قيادة صغار السن للمركبات ‪ ،‬و القيادة تحت تأثير‬
‫المسكرات والمخدرات ‪ ،‬و كثرة الحيوانات السائبة العابرة للطرق‪.‬‬
‫ب ) ــ المركبة ‪ :‬تهالك وقدم المركبات ‪ ،‬وعدم صالحية اإلطارات ‪ ،‬و ضعف المكابح ( الفرامل ) فى المركبات ‪ ،‬وعدم‬
‫سالمة اإلضاءة فى المركبات‬
‫ج ) ــ الطريق ‪ :‬كثرة المنعطفات بدون إشارات تحذيرية ‪ ،‬و كثرة الطرق ذات المسار الواحد ‪ ،‬و خلو كثير من أجزاء‬
‫الطريق من األكتاف ‪ ،‬و عدم متابعة صيانة الطرق وحمايتها من زيادة األحمال ‪ ،‬و قلة المعابر اآلمنة للمشاة والحيوانات و‬
‫خاصة فى المناطق الريفية ‪.‬‬
‫د ) ــ البيئة ‪ :‬تغلب على كثير من أجزاء الوطن العربى ارتفاع درجة الح اررة ‪ ،‬فاالرتفاع فى درجة الحرارة وجفاف البيئة ‪،‬‬
‫خاصة بين المدن البعيدة المسافة عن بعضها البعض يسبب اإلرهاق والتعب وعدم الشعور بالمتعة أثناء القيادة لكثير من‬
‫سائقى المركبات ‪ ،‬مما يعرضهم لخطر التعرض للحوادث المرورية ‪ ،‬نتيجة لقيادة المركبات بسرعة عالية فى سبيل الوصول‬
‫للمكان المقصود(‪. )13‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ )12‬ــ على بن سعيد الغامدى ‪ ،‬مفاهيم أساسية فى علم المرور ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 280 ، 279‬‬
‫‪ )13‬ـ عامر بن ناصر ‪ ،‬و ناصر بن مرشد الزير ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 16 ، 15‬‬
‫خامسا ‪ :‬ـــ النتائج ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اتضح أن ليبيا جاءات فى المرتبة األولى بين الدول العربية فى أرتفاع مؤشر عدد اإلصابات الى عدد ‪ 10000‬مركبة‬
‫‪ ،‬وكذلك الحال فى المؤشرات األخرى مرتفعة فى ليبيا ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ هناك تدنى فى الخدمات الصحية وخاصة األسعاف نتج عنه أرتفاع عدد اإلصابات ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ سجلت كل من مدينة الكفرة ثم مدينة طبرق أعلى معدالت فى اإلصابات بسبب الحوادث نظ اًر لقلة األمكانيات وخاصة‬
‫األسعاف واألطقم الطبية وبعد المسافة أضافة للطرق المتهالكة ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ـ ـ سجلت كل من مدينة الكفرة و غات ونالوت المراتب األولى فى المؤشر االول عدد اإلعاقة الى عدد اإلصابات ‪ ،‬و‬
‫المؤشر الثانى عدد اإلعاقة الى عدد الحوادث ‪ ،‬والمؤشر الثالث عدد اإلعاقة الى عدد السكان فى ‪ ، 100000‬لألسباب‬
‫التى تم ذكرها ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ـ وجد أن عدد اإلعاقة حسب النوع والعمر ‪ ،‬أنها مرتفعة فى الذكور أكثر من األناث ويرتفع فى الفئة العمرية ‪ 15‬ـ ـ ـ ‪44‬‬
‫الفئة العمرية المنتجة والقوة العاملة فى المجتمع ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬ــ التوصيات ‪:‬‬
‫وبذلك أمكن وضع بعض المقترحات والتوصيات لهذه المشكلة وهى ليست حلول جذرية ألن تطبيقها واالهتمام بها ووضعها‬
‫موضع التنفيذ هو الذى يعطيها صبغة الحلول وهذه التوصيات هى ‪ :‬ـ‬
‫أ ) ــ توصيات تتعلق بالطرق والنواحى التنظيمية من أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ) 1‬ـ توسعة شبكة الطرق الحالية‬
‫‪ ) 2‬ـ توفير العالمات المرورية اإلشارات الضوئية على الطرق وتركيبها ‪ ،‬وتخطيط الطرق ووضع اإلشارات األرضية‬
‫عليها بالدهانات العاكسة لأللضواء ‪.‬‬
‫‪ ) 3‬ـ العمل على فصل بين االتجاهين المختلفين فى الطريق الرئيسى بقضبان معدنية ‪.‬‬
‫‪ )4‬ـ يجب إضاءة الطريق من الجانبين ‪ ،‬وعمل سياج لحماية الطريق من الحيوانات والمشاة ‪.‬‬
‫‪ ) 5‬ـ ضرورة التقليل من التقاطعات مع الطريق السريع ‪ ،‬وألغاء الفتحات العشوائية الموجودة على الطريق الساحلى ‪ ،‬كما‬
‫يجب أن تمر الطرق الرئيسية حول المدن وليس ‪.‬‬
‫‪ ) 6‬ـ ضرورة توفير مراكز إسعاف سريع على طول الطريق الساحلى ‪ ،‬أضافة الى أدخال اإلسعاف الطائر ( العمودي ) ‪،‬‬
‫وخاصة فى المناطق النائية " الصحراوية والحدودية " ‪.‬‬
‫‪ ) 7‬ـ استخدام تقنيات المراقبة المرورية الحديثة مثل الرادارات والكاميرات على الطرق التي تكثر عليها الحوادث المرورية‬
‫الخطيرة ‪.‬‬

‫ب ) ــ توصيات تتعلق بالمركبات ‪:‬‬
‫‪ ) 1‬ـ يجب الفحص الجيد لكفاءة السيارات الفنية وصالحية األضواء األمامية والخلفية فى كل األوقات وليس عند تجديد‬
‫الرخصة او تغيير ملكية المركبة ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬ـ ضرورة فحص أحزمة المقاعد بكل المركبات ‪ ،‬مع الحرص على تجديد اإلطارات بعد ‪ 50‬ألف كلم من االستعمال ‪.‬‬
‫ج ) ــ توصيات تتعلق بسائقى السيارات وسلوكهم ‪:‬‬
‫‪ ) 1‬ـ تفعيل القوانين المعمول بها في و ازرة المواصالت ‪ ،‬والنقل وو ازرة العدل ‪ ،‬ووحـدة المـرور المتعلقة بحركة النقل حتى‬
‫تكون أداة لجميع المخالفين دون استثناء ‪.‬‬
‫‪ )2‬ـ ضرورة غرس الثقافة المرورية لجميع المواطنين بدءا بطالب المؤسسات التعليمية ‪.‬‬
‫‪ ) 3‬ـ تكثيف التوعية المرورية في جميع وسائل األعالم المسموعة ‪ ،‬والمرئية ‪ ،‬وصفحات التواصل األجتماعي ‪ ،‬حتـى‬
‫يعملوا على احترام القوانين المرورية واستعمال الطرقات بشكل قانوني وحضارى ‪.‬‬
‫د ) ــ توصيات تتعلق برجل المرور‬
‫‪ ) 1‬ـ على رجال المرور متابعة المخالفات وتسجيلها فور وقوعها وعدم التساهل مع مرتكبيها ‪ ،‬ونشر الدوريات المرورية‬
‫بصورة منتظمة ومكثفة على الطرق الرئيسة والفرعية ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬ـ االهتمام باإلحصاء المروري ‪ ،‬لتكوين قاعدة بيانات تفصيلية ودقيقة عن أماكن وقوع الحوادث ‪ ،‬وأسبابها ‪ ،‬واألضرار‬
‫البشرية ‪ ،‬واالقتصادية الناتجة عنها ‪.‬‬
‫‪ ) 3‬ـ تكثيف الدوريات المرورية على الطرق السريعة ‪ ،‬وتزويدها بالسيارات الحديثة وادخال المراقبة الجوية لهذه الطرق‬
‫بصورة مستمرة ‪.‬‬
‫ـــ الملحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق رقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم ( ‪) 1‬‬
‫هذه هى المصادر التى تم استعمال البيانات واألحصائيات من حيث عدد الحوادث و عدد األصابات و عدد السكان وعدد‬
‫السيارات وهى كاألتى ‪ :‬ـ ـ‬
‫‪ -1‬وكالة األنباء السعودية ‪2017 ، www.spa . gov. sa /‬م ‪ ،‬أضافة الى الهيئة العامة لإلحصاء ‪ ،‬المسح‬
‫الديموغرافى ‪2016‬م ‪ ،‬ص ‪18‬‬
‫‪ -2‬فاطمة مساتى ‪ ،‬قراءة إحصائية لحوادث المرور فى الجزائر‪ ،‬مجلة الباحث فى العلوم األنسانية و األجتماعية ‪،‬‬
‫العدد‪ ، 32‬جانفى ‪2018 ،‬م ‪،‬ام ‪ ،‬سنة ‪2018‬م ‪ ،‬ص ‪56‬‬

‫‪ -3‬جهاز التعبئة مصر ‪ ،‬أضافة الى الجهاز المركزى للتعبئة العامة و األحصاء ‪ ،‬نتائج تعداد ‪2014‬م ‪.‬‬
‫‪ -4‬التقرير السنوى للحوادث المرورية فى األردن لعام ‪2017‬م ‪ ،‬مديرية األمن العام ‪ ،‬عام ‪2018‬م ‪.‬‬
‫‪ -5‬المرصد الوطنى للسالمة المرورية تونس ‪ ،‬حوادث عام ‪2017‬م ‪onsr.hat.tn‬‬
‫‪ -6‬السالمة المرورية ‪ ،‬البوابة الرسمية لحكومة األمارت العربية المتحدة ‪. road-safe.ty.ar.ae‬‬
‫‪ -7‬عدد سكان المغرب ‪. mawdoo3.com‬‬
‫ـــــ مصادر ومراجع البحــث ‪:‬‬
‫بشرى بواب ‪ ،‬وصالحة برابح ‪ ،‬حوادث المرور فى والية ورقلة ‪ ( ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ) ‪ ،‬قسم علوم‬ ‫‪-1‬‬
‫األعالم واالتصال ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة قاصدى مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪2016 ،‬م‪.‬‬
‫حامد طاهر بدوى ‪ ،‬حوادث المرور فى مدينة بنغازى " دراسة جغرافية تطبيقية ( رسالة ماجستير غير منشورة‬ ‫‪-2‬‬
‫) ‪ ،‬جامعة قاريونس ‪ ،‬كلية اآلداب والتربية ‪ ،‬بنغازى ‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫سالم فرج العبيدى ‪ ،‬حوادث المرور وحوادث الطريق بمدينة طبرق ‪ ،‬دراسة تطبيقية‪ ،‬كتاب دراسات تطبيقية فى‬ ‫‪-3‬‬
‫جغرافية ليبيا البشرية ‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس ‪ ،‬بنغازى‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫عامر بن ناصر المطير ‪ ،‬و ناصر بن مرشد الزير ‪ ،‬مستوى السالمة المرورية فى الوطن العربى مقارنة بالدول‬ ‫‪-4‬‬
‫األخرى واالستراتيجية المقترحة لتحسينه ‪ ،‬جامعة الملك سعود ‪Geosp . het ،‬‬
‫على بن سعيد الغامدى ‪ ،‬مفاهيم أساسية فى علم المرور ‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫عوض يوسف الحداد ‪ ،‬الطرق الفردية وشبكات النقل " دراسة كمية وتطبيقية فى جغرافية النقل ‪ ،‬منشورات‬ ‫‪-6‬‬
‫جامعة قاريونس ‪ ،‬بنغازى ‪ ،‬الطبعة األولى ‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫عيد بن الفى شاهر العتيبي ‪ ،‬الحوادث والمخالفات المرورية فى المملكة العربية السعودية " دراسة تحليلية‬ ‫‪-7‬‬
‫جغرافية " ‪ ،‬مجلة شعبة الدراسات والبحوث الجغرافية ‪ ،‬كلية اآلداب ‪ ،‬جامعة المنوفية ‪ ،‬جمهورية مصر العربية‬
‫‪ ،‬مارس ‪2007‬م‪.‬‬
‫اللجان اإلقليمية لألمم المتحدة ‪ " ،‬تحسين السالمة المرورية على الصعيد العالمى ‪ ،‬ووضع األهداف اإلقليمية‬ ‫‪-8‬‬
‫والوطنية للحد من الحوادث المرورية على الطرق ‪ ،‬نيويورك‪2010 ،‬م‬

‫التنوع النباتي في منطقة التنين شمال غرب مدينة المرج (ليبيا)‬
‫ا‪ .‬سعد رجب لشهب‬ ‫د ‪ .‬منصف محمد صالح‬
‫قسم الموارد والبيئة ‪ /‬جامعة بنغازي‬ ‫قسم الجغرافيا ‪ /‬جامعة بنغازي‬
‫ملخص‬
‫تناولت هذه الدراسة التنوع النباتي في منطقة التنين في الشمال الشرقي الليبي على الحافة األولى للجبل األخضر‬
‫والمعروفة بغناها الحيوي ومناخها المميز والذي بدوره انعكس على البيئة النباتية الموجودة واكتسبت خصائص هذا المناخ‬
‫وتأقلمت مع فصله الجاف والطويل‪ ،‬فظهر في المنطقة تنوع نباتي مذهل نباتي من فصل ألخر ومن منطقة ألخرى داخل‬
‫منطقة الدراسة‪ ،‬واختلف في كثافته من فصل ألخر‪ .‬وتأثر بالبيئة المحيطة تأث اًر مباش اًر مما انعكس سلباً على هذا التنوع‬
‫وبدأ في التالشي في أجزاء منطقة الدراسة حسب ما أظهرته المرئيات الفضائية التي تم االستعانة بها في هذه الدراسة‪.‬‬
‫وتعددت أسباب هذا التالشي بين أسباب طبيعية وأخرى بشرية كان السبب الرئيسي فيها غياب الوعي البيئي لدى المواطن‬
‫وغياب دور الدولة والتشريع القضائي في الحد من هذه التجاوزات الخطيرة‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪This study dealt with the plant diversity in the dragon region in the Libyan Northeast‬‬
‫‪on the first edge of the green mountain, known for its vital richness and distinctive climate,‬‬
‫‪which in turn reflected on the existing plant environment and acquired the characteristics of‬‬
‫‪this climate and adapted to its long and dry season. One area to another within the study‬‬
‫‪He was directly affected by the area, and its density varied from one semester to another.‬‬
‫‪surrounding environment, which reflected negatively on this diversity and began to fade in‬‬
‫‪the parts of the study area, as shown by the space visuals that were used in this study. The‬‬
‫‪role of the state and judicial legislation in curbing these serious abuses.‬‬

‫تزخر منطقة التنين بوجود غطاء نبات كثيف ومتنوع انعكس على المنطقة وأعطاها صورة جمالية تفوق‬
‫الوصف‪ ،‬ومنطقة الدراسة من المناطق الغنية في محتواها من النبات الطبيعي والتزال تحتفظ بصورتها الطبيعية األصلية في‬
‫أعلب اجزائها‪ ،‬إال أن ظهور االيادي العابثة المتمثلة في التحطيب والرعي الجائرين‪ ،‬وكذلك التوسع العمراني على حساب‬
‫النبات الطبيعي والذي كان له األثر السيئ على النبات الطبيعي خاصة في المناطق المحيطة بمنطقة الدراسة‪.‬‬
‫وللنبات الطبيعي أهميته من حيث توفير األكسجين للبيئة المحيطة كما انه يعد المالذ األمن للكثير من األحياء‪،‬‬
‫ودوره الرئيسي والفعال في منع التربة من االنجراف وتفاقم ظاهرة التصحر‪ ،‬حيث تكمن أهمية النبات الطبيعي من حيث‬
‫ودخول النبات في العديد‬ ‫حفاظه على التربة من التدهور وتدمير مكونات البيئة كالتربة والهواء والمياه والكائنات الحية‬
‫(‪)1‬‬
‫من المجاالت المهمة كالصناعات الطبية حيث يقدر العلماء بأن هناك أكثر من ‪ 1400‬نوع من النبات استخدمت في‬
‫عالج السرطان (‪ ،)2‬وكذلك النبات الطبيعي يعد مصد اًر غذائياً للكثير من الكائنات الحية‪ ،‬ومهم جداً في الحفاظ على‬
‫وظائف النظام البيئي كالبناء الضوئي وغيره (‪ .)3‬وفي هذه الدراسة حاولنا تسليط الضوء األنواع النباتية السائدة في منطقة‬
‫الدراسة واهم العوامل المؤثرة فيها من حيث النمو والتالشي‪ .‬وخاصة في غياب وقلة الوعى البيئي بأهمية هذا الغطاء‬
‫النباتي في نواحي الحياة المختلفة(‪.)4‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫من المعروف أن الغطاء النباتي من أهم الموارد الطبيعية خاصة في الناطق الجافة وشبه الجافة ومن الواجب الحرص على‬
‫هذا المورد‪ ،‬والحفاظ عليه من التالشي واالضمحالل وأن التنوع النباتي الكبير والجيد إلى حد ما في منطقة الدراسة والذي‬
‫يعطي صورة واضحة عن العوامل الطبيعية التي ساهمت في نشوء هذا الغطاء النباتي وتطوره‪ ،‬األمر الذي يجعلنا نطرح‬
‫مجموعه من التساؤالت في الصورة اآلتية‪:‬‬
‫س‪ 1‬هل للعوامل الطبيعة دور أساسي وواضح في هذا التنوع النباتي تطوره في منطقة الدراسة؟‬
‫س‪ 2‬ماهي أهم أنواع النبات الطبيعي السائدة في منطقة الدراسة وما مدى كثافة كل نوع من هذه األنواع؟‬
‫(‪)1‬‬
‫(الهالي‪،2007،‬ص‪)22‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اليعقوبي وكاظم ‪،2019،‬ص ‪347‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(المحمود‪،2010،‬ص‪)2‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(موسى‪ ،2006،‬ص‪)22‬‬

‫س‪ 3‬هل هناك عوائق ومشاكل من شأنها الحد من انتشار هذه األنواع النباتية وعدم تطورها في منطقة الدراسة‪ .‬ماهي هذه‬
‫العوائق أو األسباب التي تسببت في تالشي هذه األنواع النباتية في منطقة الدراسة؟‬
‫الهدف من الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1‬تسليط الضوء على األنواع النباتية السائدة في منطقة الدراسة (النوع والكثافة)‪.‬‬
‫‪ -2‬دور العوامل الطبيعة أو العوامل األخرى أن وجدت في تطور هذا التنوع النباتي في منطقة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -3‬معرفة أهم المشاكل والعوائق التي من شأنها الحد من انتشار الغطاء النباتي وتطوره في منطقة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -4‬إعطاء فكرة للدارسين في مثل هذه المجاالت عن التنوع النباتي واظهار دور الجغرافيا في مثل هذه المجاالت‬
‫(الجغرافيا الحيوية أو الجغرافيا النباتية)‪.‬‬
‫منطقة الدراسة‪:‬‬
‫تقع منطقة الدراسة في شمال غرب مدينة المرج فيما بين منطقة فرزوغة ومدينة المرج وسميت بهذا االسم تيمناً‬
‫بالوادي الذي يشقها‪ ،‬ويحدها من الغرب وادي العقر ومن الشرق وادي العصر ومن الشمال منطقة اردانو ومن الجنوب‬
‫الطريق الساحلي الرئيسي للبالد‪.‬‬
‫وفلكياً تقع منطقة الدراسة بين دائرتي عرض ‪ 32.33.54‬و‪ 32.30.54‬شماالً‪ ،‬وخطي طول ‪20.43.30‬‬
‫و‪ 20.40.30‬شرقاً‪ ،‬وتعد المنطقة من المناطق التي التزال تحتفظ بصبغتها النباتية الطبيعة ذات التنوع الحيوي الكبير‪،‬‬
‫ولقد شملتها التنمية الزراعية للدولة الليبية إبان الثمانينيات من القرن الماضي‪ ،‬حيث اعتمدت الدولة على إزالة جزء من‬
‫النبات الطبيعي لتهيئة هذه األرض زراعياً‪ ،‬وذلك باستصالح مساحات معينة ألجل هذه التنمية‪ .‬إال أن هذه اإلزالة لم تؤثر‬
‫على البيئة النباتية الطبيعية لتلك المنطقة وخاصة نباتات وادي التنير‪ ،‬شكل (‪.)1‬‬
‫شكل (‪ )1‬موقع منطقة الدراسة‬

‫المصدر‪ :‬عمل الباحث اعتمادا على صور ‪ .Google Earth2019‬باستخدام برنامج ‪Arc Gis 10.5‬‬
‫طريقة الدراسة‪:‬‬
‫ـ مواد وطرق البحث‪:‬‬
‫ـ المسح المكتبي‪ :‬اُعتمد في هذه الدراسة على طريقتين األولى وهي عمل مسح مكتبي ومحاولة االطالع على الدراسات‬
‫التي تناولت مثل هذه المواضيع سواء في منطقة الدراسة او على المستوى اإلقليمي والدولي وكذلك دراسة التقارير الدولية‬
‫وخاصة التي تبنتها المنظمات التي تعنى بمثل هذه المواضيع‪.‬‬
‫ـ الدراسة الميدانية‪ :‬أما الطريقة الثانية فاعتُمد فيها على الدراسة الميدانية ومحاولة عمل مسح ميداني للنباتات السائدة في‬
‫منطقة الدراسة‪ ،‬ومحاولة حصرها بالطريقة المعروفة وهي استخدام المربعات وحصر ما تحويه هذه المربعات من نبات‬
‫طبيعي وتطبيق بعض المعادالت لمعرفة الكثافة النباتية‪ ،‬وكذلك التصوير الفوتوغرافي‪.‬‬
‫ـ جانب االستشعار عن بعد ونظم المعلومات‪ :‬تم االعتماد على المرئيات الفضائية للقمر األمريكي الند سات ‪ 5‬والند سات‬
‫‪ ،8‬وذلك لتقدير الكثافة ومدى التالشي الذي حدث للنبات الطبيعي بين عامي ‪ 1989‬و‪ ،2020‬اعتمادا على معادلة نسبة‬
‫التغير في النبات الطبيعي‪ ،‬واستخدام مؤشر ‪ NDVI‬لتحليل التغير في االختالفات الخضرية للغطاء النباتي‪ ،‬عن طريق‬
‫تحليل المرئيتين الفضائيتين‪ ،‬لمعرفة مدى التغير الذي ط أر على مساحة الغطاء النباتي‪ ،‬والغطاء األرضي باستخدام معادلة‬
‫نسبة التغير‪.‬‬
‫ـ معادلة نسبة التغير في الغطاء النباتي الطبيعي ‪ ꞊‬س ـ ص ‪ /‬ص ͯ ‪.100‬‬

‫جدول (‪ )1‬مؤشر االختالفات الخضرية للغطاء النباتي ‪NDVI‬‬
‫حالة الغطاء النباتي‬ ‫مدى قيم مؤشر ‪NDVI‬‬
‫معدوم‬ ‫‪ 0‬ـ ‪0.13‬‬

‫نادر جدا‬ ‫‪ 0.13‬ـ ‪0.2‬‬
‫نادر‬ ‫‪ 0.2‬ـ ‪0.3‬‬
‫متوسط‬ ‫‪ 0.3‬ـ ‪0.4‬‬
‫كثيف‬ ‫‪ 0.4‬ـ ‪0.5‬‬
‫كثيف جدا‬ ‫‪ 0.5‬ـ ‪0.7‬‬
‫المصدر‪ ،Land Sat8 :‬مؤشر ‪ ،NDVI‬للتعرف على االختالفات الخضرية للغطاء النباتي‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪ :‬هناك العديد من الدراسات السابقة التي تناولت موضوع التنوع النباتي سواء مؤسسات وهيئات أو أفراد‪،‬‬
‫أال ان منطقة الدراسة لم يتم دراستها سابقاً وهو من األسباب الرئيسية التي شجعتنا على هذه الدراسة وفيما يلي عرض‬
‫لبعض الدراسات السابقة التي تناولت موضوع التنوع النباتي‪:‬‬
‫دراسة محمود سعد ابراهيم (‪ )2009‬والتي تناول فيها اسباب تراجع الغطاء النباتي في جنوب شرق الجبل‬ ‫‪‬‬
‫األخضر وامكانية معالجة هذا التراجع‪.‬‬
‫دراسة عبدالحميد الزربي ومحمد الدراوي (‪ )2012‬والتي تناولت الغطاء النباتي الرعوي في وادي الكوف بالجبل‬ ‫‪‬‬
‫االخضر وامكانية استغالها كمصدر علف‪.‬‬
‫دراسة حمد محمد (‪ )2014‬والتي تناولت تقييم الغطاء النباتي بين االبرق وشحات في الجبل االخضر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة عبدالحميد الزربي وموحد الدراوي (‪ )2017‬والتي تناولت دراسة الغطاء النباتي بمنطقة سيدي بو ارس من‬ ‫‪‬‬
‫حي النوع والكثافة واالهمية‪.‬‬
‫العوامل الطبيعة المؤثرة على التنوع النباتي في منطقة الدراسة‪:‬‬
‫تأثر الغطاء النباتي في منطقة الدراسة بالعديد من العوامل الطبيعية والتي كان لها الدور األبرز في نموه وكثافته والحد من‬
‫انتشاره وتتمثل هذه العوامل الطبيعية في المناخ والتربة والتضاريس وغيرها من العوامل التي من شأنها التأثير المباشر وغير‬
‫المباشر في النبات الطبيعي السائد في منطقة الدراسة‪.‬‬
‫أوالً المناخ‪:‬‬
‫لعب المناخ الدور األساسي في التنوع النباتي السائد في منطقة الدراسة وبشكل ملحوظ والذي انعكس على‬
‫النبات السائد في المنطقة ولذا تعرف بنباتات البحر المتوسط نسبة إلى مناخ البحر المتوسط الذي تتأثر به منطقة الدراسة‪.‬‬

‫ويظهر تأثير المناخ من خالل عناصر المختلفة كالح اررة والهطول والرطوبة النسبية خالل السنة‪ ،‬فمنطقة الدراسة‬
‫شتاء والدفء صيفاً والذي بدوره أثر على النبات السائد في منطقة الد ارسة من حيث‬
‫تتميز بمناخها المعتدل حيث األمطار ً‬
‫الكم والنوع‪ ،‬ومن حيث التأقلم مع المناخ السائد‪ .‬ومعدل الهطول بشكل عام يصل إلى ‪ 370‬مم‪/‬سنه‪ ،‬فاألمطار على سبيل‬
‫شتاء ويكون النصيب األعظم لشهر ديسمبر ‪ 98.5‬مم ‪/‬سنه وتكاد‬
‫المثال تتباين في سقوطها خالل العام فتجدها تزداد ً‬
‫تنعدم صيفاً ويقل معدل تساقطها في فصلي الربيع والخريف جدول (‪.)1‬‬
‫جدول (‪ )1‬معدالت سقوط االمطار مم‪/‬سنه في منطقة الدراسة (دوره مناخية)‬
‫ديسمبر‬ ‫نوفمبر‬ ‫اكتوبر‬ ‫سبتمبر‬ ‫اغسطس‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‬ ‫مايو‬ ‫ابريل‬ ‫مارس‬ ‫فبراير‬ ‫يناير‬ ‫شهر‬
‫‪98.5‬‬ ‫‪57.4‬‬ ‫‪3.27‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪00.0‬‬ ‫‪00.0‬‬ ‫‪00.0‬‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪14.8‬‬ ‫‪29.8‬‬ ‫‪56.2‬‬ ‫‪74.4‬‬ ‫متوسط‬
‫المصدر‪ :‬المركز الوطني لألرصاد الجوية‪ .‬طرابلس‬
‫أما الح اررة فمن خالل جدول (‪ )2‬يتبين أن أعلى درجة ح اررة عظمـى سـجلت فـي شـهر أغسـطس والتـي بلغـت ‪31.4‬‬
‫م‪ o‬وأدنى درجـة حـ اررة صـغرى سـجلت ‪ 4.1‬م‪ o‬فـي شـهر ينـاير‪ ،‬ووصـل المـدى الحـراري الشـهري أقصـاه فـي منطقـة الد ارسـة‬
‫‪ ،‬وأدنـاه فـي شـهر ينـاير ليسـجل ‪ 10.8‬م‪ o‬أمـا المـدى الحـراري الفصـلي بـين شـهري‬ ‫‪o‬‬
‫خالل شهر أغسطس ليسجل ‪14.9‬م‬
‫أغسطس ويناير فوصل إلى ‪15.8‬األمر الذي كان لـه األثـر المباشـر فـي تنـوع النبـات السـائد ومعـدالت نمـوه وخاصـة النمـو‬
‫الخضــري وهــو مــا يعــرف بدرجــة الح ـ اررة المثلــى (ابو ارضــي‪،2002،‬ص‪،)465‬ويعتبــر التفاعــل بــين الفت ـرة الضــوئية و درجــة‬
‫)‪،1983،Yamagauchi‬ص‪.)416‬‬ ‫الح اررة من أهم العوامل الالزمة لنمو النبات‬
‫(‪)1‬‬
‫جدول (‪ )2‬المتوسط الشهري لدرجات الحرارة العظمى والدنيا (م‪ )o‬في منطقة الدراسة (دورة مناخية)‬
‫(‪)1‬‬

‫اغسطس سبتمبر اكتوبر نوفمبر ديسمبر‬ ‫يوليو‬ ‫يونيو‬ ‫مايو‬ ‫مارس ابريل‬ ‫فبراير‬ ‫يناير‬ ‫الشهر‬
‫‪7.8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12.5‬‬ ‫‪15.3‬‬ ‫‪16.5‬‬ ‫‪14.1 14.8 10.8 7.9‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫درجة‬
‫الحرارة‬
‫‪o‬‬
‫دنيا م‬
‫‪18.1‬‬ ‫‪22.1 26.5‬‬ ‫‪30.4‬‬ ‫‪31.4‬‬ ‫‪30.5‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪27.2‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪17.8 14.2 14.8‬‬ ‫درجة‬
‫الحرارة‬
‫عظمى‬
‫‪o‬‬
‫م‬
‫المصدر‪ :‬المركز الوطني لألرصاد الجوية‪ .‬طرابلس‬
‫وكذلك ال يمكن إهمال دور اإلضاءة واإلشعاع الشمسي من خالل دورة حياة النبات وعملية اإلنبات وحتى وصول النبات‬
‫تاء‬
‫الى أخر مراحل نموه‪ ،‬وكذلك الحال مع الرطوبة النسبية ودورها في التنوع الحيوي في منطقة الدراسة حيث تزداد ش ً‬
‫لتسجل حوالي ‪ ،% 74‬وتقل صيفاً إلى حوالي ‪ ،% 65.8‬ولذلك يتميز مناخ المنطقة من حيث الرطوبة النسبية من مناخ‬
‫متوسط الرطوبة إلى مناخ منخفض الرطوبة‪ ،‬ويعتبر شهر يناير هو أكثر الشهور رطوبة في منطقة الدراسة والذي وصلت‬
‫الرطوبة فيه إلى ‪ % 75.4‬وأقل شهور السنة رطوبةً في منطقة الدراسة شهر مايو والذي وصلت في الرطوبة إلى ‪55.3‬‬
‫‪ %‬وأن المتوسط العام للرطوبة النسبية في منطقة الدراسة ‪ ،62.9‬أما الرياح فيظهر دورها من خالل حركة السحب ونقل‬
‫البذور لإلنبات في أماكن جديدة وكذلك ما يمكن أن تسببه رياح القبلي من انسداد الثغور وبالتالي التأثير على العمليات‬
‫الفسيولوجية للنبات‪ ،‬وكذلك سرعة الرياح وقوتها التي قد تتسبب في تكسير األغصان وموت بعض النباتات‪.‬‬
‫ثانياً التربة‪:‬‬

‫تعد التربة الوعاء المالئم لنمو أي نبات وهي المصدر األساسي للعناصر المغذية التي يحتاجها لنبات حتى‬
‫يكتمل نموه ‪،‬ونوع التربة يعكس نوع النبات السائد فيها وهو ما ُيرى جلياً في منطقة الدراسة فالتربة في منطقة الدراسة هي‬
‫عبارة عن ترب رسوبية حمراء اللون تعرف بترب التيراروسا وهي ترب غنيه في محتواها من أكاسي الماغنسيوم والحديد‬
‫وكذلك غنية بكربونات الكالسيوم حيث أن التربة ذات أصل جيري (المسماري‪،2005 ،‬ص‪ ،)6‬وكما هو موضح من الجدول‬
‫( ‪ ) 3‬فإن التربة ذات منشأ جيري طينية الى طيني سلتيه يغلب على تكوينها معادن الطين ‪،‬ذات خصوبة جيدة إلى حد ما‬
‫بسبب محتواها المعدني الجيد من أكاسيد الحديد والماغنسيوم‪ ،‬ومعدل الغسيل فيها جيد بالنظر الى معدالت الهطول‬
‫ومسامية التربة‪ ،‬حيث تغسل االمالح وتترسب الى العمق وبالتالي سطح التربة خالي من األمالح الى حد ما‪ ،‬والتربة ذات‬
‫تفاعل هيدروجيني قريب الى التعادل ( ‪ )PH‬حيث سجل من ‪ 7‬الى ‪ 7.5‬ويعد هذا التفاعل مالئم لنمو الكثير من النباتات‬
‫ألن اغلب النبات ينشط في وجود تفاع هيدروجين متعادل ‪.‬فقيرة في محتواها من الفوسفور والنيتروجين والمادة العضوية‬
‫(بسبب عدم تساقط األوراق)‪ ،‬وغنية في محتواها من البوتاسيوم والحديد والماغنسيوم‪.‬‬
‫جدول (‪ )3‬خصائص التربة في منطقة الدراسة‬
‫المادة‬ ‫الماغنسيوم‬ ‫الحديد‬ ‫النيتروجين الفوسفور البوتاسيوم‬ ‫البناء‬ ‫القوام‬ ‫‪E.C‬‬ ‫‪PH‬‬
‫العضوية‬ ‫‪ppm‬‬ ‫‪ppm‬‬ ‫‪ppm‬‬ ‫‪ppm‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫‪2.2‬‬ ‫‪355‬‬ ‫‪788‬‬ ‫‪450‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪2‬‬ ‫هش الى‬ ‫طيني‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪7.5 -7‬‬
‫كتلي‬
‫التنوع النباتي في منطقة الدراسة‪:‬‬
‫تظهر في منطقة الدراسة الكثير من األنواع النباتية الطبيعية المميزة وخاصة األشجار والشجيرات دائمة الخضرة‬
‫المنتشرة في منطقة الدراسة‪ ،‬فكما هو معروف فأن فصل الجفاف طويل وحار في تلك المنطقة األمر الذي جعل النبات‬
‫الطبيعي يتحايل على ظروف الجفاف بالعديد من الوسائل‪:‬‬
‫‪ -1‬تحورت األوراق على شكل أبري لتقليل المساحة السطحية للورقة لتقليل كمية النتح وبالتالي تقليل الفاقد في المياه‬
‫صورة‪.‬‬

‫‪ -2‬وجود األوراق في صورة مركبة وصغيرة جدا لتقليل المساحة السطحية وكذلك تغطية الورقة بطبقه شمعية سميكة‬
‫(كيوتكل) لتقليل كمية النتح والفاقد في المياه صورة (‪.)1‬‬
‫‪ -3‬تغلغل جذور العديد من هذه النباتات إلى مسافات عميقة بحثاً عن المياه لتعويض الفاقد منها في فصل الجفاف‪.‬‬
‫صورة (‪ )1‬تحور االوراق‬

‫وهذه الطرق السابقة ساهمت بشكل كبير في وجود هذه النباتات في مثل هذه البيئات الجافة وشبه الجافة وفيما يلي عرض‬
‫لألنواع النباتية الطبيعية السائدة في منطقة الدراسة ونسبة تواجدها‪:‬‬
‫اوالً األشجار‪:‬‬
‫وتظهر في منطقة الدراسة في صورة أشجار معمرة دائمة الخضرة تنوع في أشكالها وفصائلها ونسبة تواجدها أو كثافتها في‬
‫منطقة الدراسة كالعرعر والبطوم والشماري والخروب والزيتون البري والجداري والقندول صورة ( ‪ ) 2‬وتكمن أهميتها‬
‫األساسية في منع التربة من االنجراف الى جانب العديد من الفوائد التي سنتطرق اليها‪ ،‬ومن خالل جدول( ‪ ) 4‬تبين نسبة‬
‫تواجد هذه األشجار واسمائها العلمية واهميتها االقتصادية ويالحظ من الجدول أن نبات الشعرة (العرعر) هو أكثر هذه‬
‫األشجار تواجداً ويغطي مساحات كبيرة من منطقة الدراسة‪ ،‬وهو ما تبين من خالل الدراسة الحقلية فسجلت شجرة الشعرة‬
‫(العرعر) ما نسبته ‪ %42‬ثم يأتي بعد ذلك شجرة البطوم والتي كان لها حضو ار جيداً في المجتمع النباتي الطبيعي في‬
‫منطقة الدراسة وسجلت ‪ ،%20‬الجداري والقندول الذي سجل نسبة متقاربة حوالي ‪ ،%16‬ومن ثم يأتي الشماري مسجالً‬
‫ما نسبته ‪ %11‬وشجرة الخروب بعد ذلك بنسبة ‪ %6‬أما الزيتون البري فكان أقل أنواع االشجار تواجداً في منطقة‬
‫الدراسة وسجل ‪.%5‬‬
‫جدول ( ‪ ) 4‬أنواع االشجار السائدة في منطقة الدراسة وكثافتها وأهميتها االقتصادية‬
‫األهمية‬ ‫الكثافة‬ ‫االسم العلمي‬ ‫االسم‬
‫‪%‬‬
‫نبات طبي ثماره مستساغه يدخل في العديد من‬ ‫‪42‬‬ ‫‪Juniperusphoenicea‬‬ ‫الشعرة (العرعر)‬
‫الصناعات كالدباغة والتحطيب‬
‫ثماره مستساغه لحيوانات الرعي ونبات طبي‬ ‫‪20‬‬ ‫‪Pistacillentiscus‬‬ ‫البطوم‬
‫والتحطيب‬
‫نبات شوكي يحمي التربة من االنجراف‬ ‫‪Rhus tripartite‬‬ ‫الجداري‬

‫نبات شوكي يحمي التربة من االنجراف‬ ‫‪16‬‬ ‫‪Fabaceae‬‬ ‫القندول‬

‫ثماره تؤكل وأزهاره مرعى جيد ومنتج ألجود أنواع‬ ‫‪11‬‬ ‫‪Arbutus pavaiipamp‬‬ ‫الشماري‬
‫العسل (الحنون)‬
‫ثماره تؤكل وستخدم صناعيا(دبس الخروب) وأزهاره‬ ‫‪6‬‬ ‫‪Ceratoniasiliqua‬‬ ‫الخروب‬
‫ينتج منها عسل الشبر والتحطيب‬
‫يحمي التربة من االنجراف ثماره تؤكل ويصنع منها‬ ‫‪5‬‬ ‫‪Oleaeuropaea‬‬ ‫الزيتون البري‬
‫الزيت وكذلك التحطيب‬
‫المصدر الدراسة الحقلية ‪2020‬‬
‫صوره ( ‪ ) 2‬بعض انواع االشجار في منطقة الدراسة‬
‫ثانياً الشجيرات‪:‬‬
‫وهي نباتات طبيعية في صورة شجيريه معمرة ودائمة الخضرة ومقاومة للجفاف وهي تتواجد بنسب متفاوتة في منطقة‬
‫الدراسة ولها العديد من االستخدامات الطبية والغذائية وغيرها وجزء كبير منها مستساغ للمواشي التي يربيها سكان تلك‬
‫المنطقة وتتعدد أنواعها صورة (‪ )3‬وكذلك نسب كثافتها وتواجدها وهو ما اوضحته الدراسة الميدانية جدول (‪)5‬‬
‫جدول (‪ )5‬أنواع الشجيرات السائدة في منطقة الدراسة ومعدالت تواجدها‬

‫االسم العلمي‬ ‫الكثافة ‪%‬‬ ‫اسم النبات‬
‫‪Phlomisfloccose‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الزهيرة‬
‫‪Rosmarinusofficinalis‬‬ ‫‪20‬‬ ‫األكليل‬
‫‪Diplotaxisharra‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الحارة‬
‫‪Globulariaalypum‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الزريقة‬
‫‪Prasiummalus‬‬ ‫‪10‬‬ ‫عين الذيب‬
‫‪Limoniastrummonopetalum‬‬ ‫‪8‬‬ ‫التفاح البري‬
‫‪nervosa Microme‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الزعتر‬

‫‪Torilis arvensis‬‬ ‫‪4‬‬ ‫القميلة‬
‫صوره (‪ )3‬بعض أنواع الشجيرات في منطقة الدراسة‬
‫ثالثاً النباتات الحولية أو الموسمية‪:‬‬
‫وهي تلك النباتات التي تعيش لموسم واحد وخاصة بعد هطول المطر‪ ،‬وقد تموت تاركة جذورها لتنمو مع الموسم المطري‬
‫الجديد‪ ،‬وهي في مجملها نبتات عشبية قزمية مزهرة خضراء بسبب مادة الكلوروفيل غير سامة في أغلبها وتستغل في العديد‬
‫من االستخدامات الطبية وفي الرعي ألنها في مجملها نباتات مستساغة رعوياً‪ ،‬ومن امثلتها العنصل والخرشوف والرينش‬
‫والكريشه والكلخ وشوك الحمار وعشبة االرنب وغيرها وهي تتواجد بنسب مختلفة حسب معدل الهطول في منطقة الد ارسة‬
‫جدول (‪ )6‬وصوره (‪.)4‬‬
‫جدول ( ‪ ) 6‬بعض النباتات الحولية في منطقة الدراسة‬
‫االسم العلمي‬ ‫االسم‬

‫‪Ferula communis‬‬ ‫كلخ‬
‫‪Arum cyrenaicum‬‬ ‫رينش‬
‫‪Centanreaalexandrina‬‬ ‫شوك الحمار‬
‫‪Drimiamaritima‬‬ ‫العنصل‬
‫‪Cynaracorniqeralindley‬‬ ‫قعمول‬
‫‪Cynaracyrenaica‬‬ ‫خرشوف‬
‫‪Helichrysumstoechas‬‬ ‫عشبة األرنب‬

‫صوره (‪ )4‬بعض أنواع النباتات الحولية في منطقة الدراسة‬
‫وبسبب االستخدام الخاطئ وغياب الوعي البيئي لدى السكان تأثرت البيئة النباتية سلباً وظهر التالشي في العديد من‬
‫أجزائها خالل سنوات متعاقبة‪ ،‬وهوماتظهره المرئية الفضائية المأخوذة من القمر األمريكي الند سات بين عامي ‪1989‬‬
‫و‪ 2020‬والتي اظهرت اختالفا واضحاً وتالشي واضح للمساحات النباتية وخاصة الكثيفة حيث بلغت نسبة التغير بها ـ‬
‫‪ ،%70.58‬والنباتات متوسطة الكثافة‪ ،‬والتي بلغت نسبة تغيرها ‪ ،%62.36‬حيث يظهر من الشكلين (‪ )3()2‬والجدول(‪)7‬‬
‫جدول (‪ )7‬مؤشر ‪ NDVI‬للتعرف على االختالفات في الغطاء الخضري ونسبة تغيره بوادي التنين‬
‫نسبة التغير‪%‬٭‬ ‫المساحة بالهكتار‬ ‫حالة النبات الطبيعي‬

‫عام ‪1989‬‬ ‫عام ‪2020‬‬
‫ـ ‪%70.58‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫‪2.53‬‬ ‫كثيف‬
‫ـ ‪%62.36‬‬ ‫‪205.16‬‬ ‫‪77.22‬‬ ‫متوسط الكثافة‬
‫‪% 6.35‬‬ ‫‪466.88‬‬ ‫‪496.53‬‬ ‫ضعيف الكثافة‬
‫ـ ‪%15.33‬‬ ‫‪680.64‬‬ ‫‪576.28‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬التابع االمريكي ‪ Land sat 7,5‬مؤشر االختالفات الخضرية ‪NDVI‬‬
‫٭نسبة التغير من حساب الباحث اعتماداً على معادلة نسبة التغير في النبات الطبيعي‪.‬‬
‫التباين والتغير الكبيرين في مساحات الغطاء النباتي بين العامين المذكورين‪ ،‬بينما الغطاء النباتي ضعيف الكثافة لم يسجل‬
‫تناقصاً كبي اًر‪ ،‬أما نسب التغير في النبات الطبيعي فقد بلغت ـ‪ ،%15.33‬في مجمل الكتلة الخضرية للنبات الطبيعي‪.‬‬
‫شكل(‪ )2‬كثافة الغطاء النباتي في منطقة الدراسة للعام ‪2020‬‬

‫المصدر‪ :‬عمل الباحث اعتمادا على تحليل مرئية فضائية مؤشر‪ ،NDVI‬باستخدام برنامج ‪.Arc Gis 10.5‬‬
‫شكل (‪ )2‬كثافة الغطاء النباتي في منطقة الدراسة للعام ‪1989‬‬
‫المصدر‪ :‬عمل الباحث اعتمادا على تحليل مرئية فضائية مؤشر‪ ،NDVI‬باستخدام برنامج ‪.Arc Gis 10.5‬‬
‫ويظهر تالشي الغطاء النباتي في عدة صور وله العديد من المسببات منها الطبيعي ومنها البشري فعلى سبيل المثال من‬
‫أهم األسباب الطبيعية تظهر على بعض النباتات العديد من األمراض الفطري والبكتيرية كظهور األشنات على نبات الشعره‬
‫صورة (‪ )5‬والفطريات على سيقان الشماري صورة( ‪ ) 6‬وقد تظهر بعض النقاط السوداء على أوراق البطوم صورة (‪.)7‬‬
‫وهناك األسباب البشرية المتمثلة في تدخل األنسان السافر واستغالل البيئة النباتية المحيطة به استغالالً سيئاً من شانه‬

‫التأثير على هذه البيئة واألضرار بها‪ ،‬ومن أمثلة هذه التدخل السافر ما يعرف بالتحطيب الجائر عن طريق قص األشجار‬
‫بشكل عشوائي الستغاللها في انتاج الفحم‪ ،‬وفي ظل غياب الوعي البيئي وغياب القانون وعدم وجود ادع لمثل هذه‬
‫التصرفات الخطيرة والتي انعكست سلباً على النبات الطبيعي السائد في منطقة الدراسة‪ ،‬وقد يقوم بعض البشر بكسر جزء‬
‫من الشجرة لتركها تجف وتموت ليسهل اقتالعها بعد ذلك صورة (‪ .)8‬كما أن الحمولة الرعوية الكبيرة في تلك المنطقة‬
‫وارتفاع عد د المواشي فيها بشكل ملفت للنظر االمر الذي ساعد على ظهور الرعي الجائر‪ ،‬وبالتالي التسريع من عملية‬
‫اقتالع االعشاب الحولية والتي كانت فيما سبق تكمل دورة حياتها حتى نهاية الربيع ودخول فصل الصيف‪ .‬أما األن وبسبب‬
‫هذه الحمولة الرعوية الكبيرة اصبح تالشي هذه النباتات الحولية يبدأ مبك اًر بحيث أنها تختفي في منتصف فصل الربيع‪ ،‬وهي‬
‫ظاهرة تستحق الدراسة وترشيد المواطن حول أضرارها‪.‬‬
‫صورة (‪ )6‬النمو الفطري على نبات الشماري‬ ‫صورة (‪ )5‬االشنات على نبات الشعرة‬
‫صورة(‪ )8‬الموت الجزئي لألشجار‬ ‫صورة (‪ )7‬تبرقع اوراق البطوم‬
‫ويعزى هذا التباين واالختالف في مساحات الغطاء النباتي الطبيعي ونقصان كثافته الى العديد من العوامل والتي يمكن‬
‫سردها في األتي‪:‬‬
‫‪.1‬غياب الوعي البيئي لدى سكان المنطقة وعدم الدراية باضرار تالشي الغطاء النباتي ومايمكن ان يترتب عليها من دمار‬
‫للبيئة الطبيعية المحيطة‪.‬‬

‫‪.2‬ظهور العديد من األمراض النباتية على النبات الطبيعي الموجود والتي انعكست سلباً على الغطاء النباتي الطبيعي‬
‫وتسببت في موته مع الزمن‪.‬‬
‫‪.3‬غياب دور الدولة والتشريعات والقوانين في الحد من هذه المخالفات ووضع عقاب رادع للمتمادي‪.‬‬
‫‪.4‬غياب دور وزراة الزراعة وقسم أمراض النبات للحد من تفشي هذه االمراض ومعالجتها والقضاء عليها‪.‬‬
‫النتائج والتوصيات‪:‬‬
‫تم الوصول الى العديد من النتائج والتوصيات في هذه الدراسة والتي يمكن تلخيصها في االتي‪:‬‬
‫اوأل النتائج‪:‬‬
‫‪ .1‬هناك تنوع نباتي واضح وكثيف ويستحق االهتمام من قبل الدارسين والبحاث في هذا المجال كما أن يستحق اهتمام‬
‫الدولة وأن توليه شيئاً من العناية‪.‬‬
‫‪ .2‬أن المناخ السائد (مناخ البحر المتوسط) كان له األثر الواضح والجلي على النبات الطبيعي الموجود‪.‬‬
‫‪ .3‬أن النباتات الطبيعية الموجودة في منطقة الدراسة اكتسبت العديد من الخصائص بحيث أنها استطاعت التحايل على‬
‫البيئة شبه الجافة وتأقلمت معها‪.‬‬
‫‪ .4‬يخالف التنوع النباتي في منطقة الدراسة من أشجار وشجيرات ونباتات حولية‪.‬‬
‫‪ .5‬األشجار والشجيرات دائمة الخضرة ومعمره وغير متساقطة األوراق تتحمل الجفاف وفق ألية معينة اكتسبتها وتحورت‬
‫أوراقها وسيقانها ألجل هذه المهمة‪.‬‬
‫‪ .6‬النباتات الحولية عمرها فصير حسب موسم المطر وتنتهي مع نهاية فصل الربيع‪.‬‬
‫‪ .7‬يواجه التنوع النباتي الموجود العديد من المشاكل على رأسها التالشي والذي تسببه العديد من األمراض الفطرية والبكتيرية‬
‫الخطيرة التي لو استمرت ستقضي على هذا التنوع‪.‬‬
‫‪ .8‬بلغت نسبة التغير في مساحة الغطاء النباتي بين عامي ‪1989‬ـ ‪( 2020‬ـ ‪.)%15.33‬‬
‫‪ .9‬االستخدام الخاطئ من قبل البشر القاطنين في المنطقة لهذا التنوع واستغالله بشكل سيء ومفرط من حمولة رعوية‬
‫وتحطيب جائر األمر الذي قي يسبب كارثة بيئية في تلك المنطقة‪.‬‬
‫ثانياً التوصيات‪:‬‬

‫‪ .1‬ترشيد الموطن حول اضرار تالشي الغطاء النباتي وما يمكن أن يسببه هذه التالشي من أضرار للبيئة المحيطة‪ ،‬وذلك‬
‫هن طريق الندوات التثقيفية واإلرشادية لتوعية المواطن حول هذه األضرار‪.‬‬
‫‪ .2‬االهتمام بالبيئة النباتية الموجودة وذلك بالحجر عليها حتى ال تتعرض للتلف والتالشي وعمل محميات طبيعية للحفاظ‬
‫على هذا التنوع‪.‬‬
‫‪ .3‬مقاومة األمراض الموجودة طبيعياً أو كيميائياً وازالة النباتات الضارة والمتطفلة على هذه البيئة النباتية الهامة‪.‬‬
‫‪ .4‬حمالت التشجير لتعويض النقص في األشجار التي تم اقتالعها وكذلك زراعة نباتات مقاومة للجفاف لزيادة التنوع‬
‫والتعويض عن الفقد الذي ط أر على منطقة الدراسة‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫‪.1‬ابوراضي ‪ ،‬فتحي عبدالعزيز‪:2002،‬األصول العامة في الجغرافيا المناخية والحيوية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪.2‬المسماري‪ ،‬منصف محمد‪ :2015،‬التربة في حوض المرج‪ ،‬مجلة العلوم والدراسات االنسانية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم المرج‪.‬‬
‫جامعة بنغازي‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫‪.2‬الهالي ‪ ،‬داوود ابراهيم‪:2007،‬تدهور الغطاء النباتي الطبيعي في السفوح الشرقية لجبال فلسطين الوسطى ‪،‬جامعة‬
‫بيرزيت‪.‬‬
‫‪ .3‬المحمود‪ ،‬فادي و الشاطر‪ ،‬زهير‪ :2010،‬دراسة التنوع النباتي في محمية ابوقبيس ‪،‬المركز العربي لدراسات المناطق‬
‫الجافة واألراضي القاحلة (اكساد)‪،‬جامعة الدول العربية‪.‬‬
‫‪ .4‬اليعقوبي ‪ ،‬سليم ياوز و كاظم ‪ ،‬دالل حسن‪ :2019 ،‬التنوع الحيوي والتنمية الزراعية المستدامة في الوطن العربي‬
‫‪،‬مجلة اآلداب‪ ،‬بغداد ‪,‬العراق‪.‬‬
‫‪ .5‬علي‪ ،‬عبدالمنعم موسى‪ :2006 ،‬تدهور النباتات الطبيعية في المنطقة الممتدة ما بين بالجبل األخضر ‪.‬البياضة غرباً‬
‫وزاوية العرقوب شرقاً‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬قسم الجغرافيا‪ ،‬كلية اآلداب ‪،‬جامعة بنغازي‪.‬‬
‫‪6.Yamagauchi , M. ( 1983 ) . World vegetables : principles, production and nutritive values‬‬

‫‪. Avi Pub. Com , Inc . , Westport , Connecticut . 415 P.‬‬
‫دور القيم االجتماعية عند الشباب في الحد من ظاهرة التطرف‬

‫د‪ .‬صالح سعد محمود علي‬ ‫د‪ .‬سامي عبدالكريم الزرق‬
‫قسم علم االجتماع ‪ /‬جامعة بنغازي‬ ‫قسم علم االجتماع‪ /‬جامعة اجدابيا‬

‫‪Sami.abdalkarim@uoa.edu.ly‬‬
‫‪Sk_top_new@yahoo.com‬‬
‫المقدمة‪.‬‬
‫إن الشباب هم عماد المجتمع‪ ،‬وبهم تتقدم األمم‪ ،‬فال تنمية بدون السواعد الشابة‪ ،‬وال مجتمع بال قوة الشباب‪ ،‬ولكي يكون‬
‫المجتمع محافظًا على شبابه واالستفادة من قدراتهم وطاقاتهم‪ ،‬البد من وضع اآللية الصحيحة وفي االتجاه الصحيح‬
‫والتوقيت الصحيح‪.‬‬
‫إن قيم المجتمع العربي الليبي ال تخلو من تلك اآلليات التي تربى عليها النشء‪ ،‬فهي قيم متوارثة من األجداد‪ ،‬وكل أسرة‬
‫من األسر تحاول ما استطاعت أن تحافظ على أبنائها بشتى الطرق وتنتشلهم من الضياع إذا سقطوا فريسة االنحراف أو‬
‫التطرف‪.‬‬
‫لذلك كانت هذا البحث ذو تركيز خاص على القيم االجتماعية وتأثيرها على الشباب للمحافظة على المجتمع وتماسكه‬
‫ويعد التفريط في قيم المجتمع وتربية األبناء على تلك القيم من أهم األولويات التي يجب التركيز عليها في‬
‫ووحدته‪ُ ،‬‬
‫المجتمع من اجل الوقاية من تفشي أمراض التطرف واإلرهاب واالنحراف الفكري‪.‬‬
‫باال‪ ،‬إما عن قد أو دون قصد‪ ،‬وربما ال يكلفنا حل المشكلة الكثير‪ ،‬بينما‬

‫وقد يكون الحل بين أيدينا دائماً إلى أننا ال نلقي له ً‬
‫يكلفنا تجاهلها أو البحث في االتجاه الخطأ الكثير من الوقت والجهد والمال‪ ،‬فالقيم االجتماعية تُعتبر بمثابة الدرع الواقي من‬
‫األخطار التي يمكن أن تعصف بالفكر والمعتقدات والعادات والنظام الجتماعي‪ ،‬بل وقد يتطور األمر إلى تمزيق النسيج‬
‫االجتماعي بسبب إهمال الدور الفعال والحقيقي للقيم االجتماعية كحصن وملجأ للعقول التي تبحث عن ماهية وحقيقة‬
‫األشياء‪.‬‬
‫إن القي م االجتماعية ال تعمل بمعزل عن منظومة متكاملة تعزز وجودها وتقوي تأثيرها‪ ،‬فاألسرة عامل أساسي في غرس‬
‫القيم الفاضلة‪ ،‬حيث تعمل األسرة من خالل عملية التنشئة االجتماعية والتربية‪ ،‬على بلورة القيم في عقول أبنائها واعطائها‬
‫جرعات مناسبة من التوعية والتوجيه واإلرشاد‪ ،‬باإلضافة للمدرسة وما تقدمه من محتوى تعليمي يعزز قيم االنتماء والوالء‬
‫للوطن والعقيدة الوسطية‪ ،‬من خالل مناهج قادرة على صقل العقول ومعلم متمكن من محتوى المنهج العلمي‪ ،‬كما ال يمكن‬
‫إغفال دور البيئة االجتماعية ووسائل اإلعالم كموجهات للسلوك ومعزز لثقافة قادرة على مواجهة الغزو الفطري المتطرفة‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪.‬‬
‫تُعد القيم االجتماعية إحدى وسائل الضبط االجتماعي في المجتمعات‪ ،‬حيث تكون القيم ذات أهمية كبيرة في ضبط وتوجيه‬
‫السلوك الفردي وتعمل على الحد من االتجاهات المتطرفة المنافية للعادات والتقاليد والنظام االجتماعي العام‪.‬‬

‫وتتمحور مشكلة هذا البحث في الدور الذي تلعبه القيم االجتماعية عند الشباب بصفة خاصة في الحد من االتجاه نحو‬
‫ظاهرة التطرف‪.‬‬
‫يعد التطرف بجميع أشكاله وأنواعه ظاهرة مرفوضة في كل المجتمعات‪ ،‬وهو نوع من ممارسة أحادية الفكر مع تصادم‬
‫واضح مع معتقدات الجماعة االجتماعية التي يحيا في ظلها الفرد‪ ،‬وهذا األمر يجعل األفكار الشاذة أو المتطرفة موضع‬
‫استهجان ورفض‪ ،‬ويبقى السؤال المهم‪ ،‬لماذا يتجه الشباب نحو الفكر المتطرف؟ وكيف يقتنع بذلك الفكر وما هو دور القيم‬
‫االجتماعية في المحافظة والحماية من االتجاه نحو التطرف؟‬
‫أهداف البحث‪.‬‬
‫األهداف التي يسعى البحث إلثباتها على النحو التالي‪:‬‬
‫دور مهما في حياة الشباب‪.‬‬
‫‪ -1‬أن للقيم االجتماعية ًا‬
‫‪ -2‬أن القيم االجتماعية تُعد ضابط لسلوك الفرد في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬إن التطرف عند الشباب يحدث بسبب تبدل وتغير في نسق القيم‪.‬‬
‫أهمية البحث‪.‬‬
‫تُعد القيم االجتماعية من ضمن المكونات األساسية التي تعزز ثقة الفرد في ثقافته وما ينبثق عنها من معايير وانساق‬
‫اجتماعية ذات قالب مجتمعي متوافق مع تطلعات وحياة المجتمع‪ ،‬وبما أن الشباب هو األساس في ديموجرافيا المجتمع كان‬
‫من الضروري التأكيد على أهمية هذه الفئة وتكوينها الثقافي واالجتماعي‪ ،‬ألنها أساس في األيديولوجية التي يعتنقا الفرد في‬
‫مجتمعه‪.‬‬
‫مصطلحات البحث‪.‬‬
‫القيم‪:‬‬
‫يعرفها توفيق السمالوطي بأنها "الخصائص المرغوب فيها التي توجه السلوك االجتماعي‪ ،‬على أساس أن ما يحكم السلوك‬
‫(‪)1‬‬
‫والعالقات هي ما يتوقعه الناس طبقًا لنظام القيم أو موجهات السلوك"‬
‫كما تعرف القيم بأنها "مجموعة األحكام التقويمية التي يصدرها الفرد على بيئتها اإلنسانية والمادية بالتفصيل أو عدم‬
‫التفصيل‪ ،‬بالخير أو بالشر بالخطأ أو بالصواب بالقبح أو بالجمال بالنفع أو بالضرر على الموضوعات أو األشياء أو‬
‫السلوك أو الفكر أو االنفعال"‬
‫(‪)2‬‬
‫التطرف‪:‬‬
‫ودينيا‪ ،‬فالتطرف‬
‫ً‬ ‫اجتماعيا‬
‫ً‬ ‫سياسيا و‬
‫ً‬ ‫يعرف التطرف على انه "مجموعة من المعتقدات واألفكار التي تتجاوز المتفق عليه‬
‫دائما مرتبط بما هو فكري باألساس"‬
‫(‪)3‬‬
‫يكون ً‬
‫(‪ )1‬نبيل توفيق السمالوطي‪ ،‬الدين والبناء االجتماعي‪ ،‬ج‪ ،1‬دار الشرق‪ ،‬جدة‪ ،1981 ،‬ص‪.84‬‬
‫(‪ )2‬مراد نعموني‪ ،‬العالقة بين القيم والعمل واالتجاه‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪،1998 ،‬ص‪.33‬‬
‫(‪ )3‬إمام حسنين عطاهللا‪ ،‬اإلرهاب البنيان القانوني للجريمة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص‪.22‬‬

‫ويعرف كذلك بأنه"المغاالة السياسية أو الدينية أو المذهبية أو الفكرية وأسلوب مدمر للفرد والجماعة ولكيان المجتمع‬
‫(‪)4‬‬
‫والدولة"‬
‫ويعرف التطرف بأنه "الخروج عن القواعد الفكرية والقيم السلوكية التي يرتضيها المجتمع والتي تمثل األداء واألفكار‬
‫والمعتقدات وطرق السلوك الفردي والجماعي السائد فيه"‬
‫(‪)5‬‬
‫التطرف الديني‪:‬‬
‫يعرف التطرف الديني بأنه "حاالت اإلغراق الشديد في األخذ بضوابط النصوص الدينية على غير علم بمقاصدها وسوء‬
‫(‪)6‬‬
‫الفهم لها قد يحل بالمرء إلى درجة الغلو المذكور في الدين"‬
‫اإلرهاب‪:‬‬
‫"هو كل عمل من أعمال العنف أو التهديد به‪ً ،‬أيا كان يقع تنفي ًذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي‪ ،‬ويهدف إلى إلقاء‬
‫(‪)1‬‬
‫الرعب بين الناس وترويعهم إذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر"‬
‫المسؤولية االجتماعية‪:‬‬
‫"وتعني مراعاة حقوق اآلخرين والمحافظة عليها وعدم اإلضرار بها‪ ،‬بما في ذلك إزالة الشوكة من الطريق‪ ،‬وحقوق الجار‬
‫دور مهماً في استقرار الحياة لألفراد والمجتمعات‪ ،‬حيث‬
‫وحقوق الوالدين واألقارب واألرحام‪...‬وتلعب المسؤولية االجتماعية ًا‬
‫تعمل على صيانة نظم المجتمع‪ ،‬وتحفظ قوانينه وحدوده من االعتداء‪ ،‬ويقوم كل فرد بواجبه ومسئولياته نحو نفسه ونحو‬
‫(‪)2‬‬
‫مجتمعه‪ ،‬ويعمل ما عليه في سبيل النهوض بأمانته الملقاة على عاتقه"‬
‫الدراسات السابقة‪.‬‬
‫دراسة (معتز عبداهلل) االتجاهات التعصبية‪.1989 ،‬‬
‫(هدفت الدراسة إلى التعرف على أهم أشكال التعصب ومدى انتشارها بين الشباب‪ ،‬ومعرفة االتجاهات التعصبية بين‬
‫فرضا مؤداه‪ ،‬هل هناك عوامل ألشكال‬
‫ً‬ ‫الجنسين ومعرفة العالقة بين سمة التعصب ونمط السلوك‪ ،‬وقد فرضت الدراسة‬
‫التعصب بين الذكور واإلناث؟ واستخدم‬
‫المنهج الوصفي في هذه الدراسة‪ ،‬وكان من بين أهم نتائجها اآلتي‪:‬‬
‫وجود ثالث عوامل لدى الذكور‪ ،‬األول االتجاهات التعصبية للرياضة الكروية‪ ،‬والثاني التعصب للطبقة والقومية السياسية‪،‬‬
‫والثالث التعصب الفكري والثقافي والديني بالنسبة للذكور‪ ،‬أما اإلناث فكان التعصب الطبقي والثقافي والتعصب للجنس‬
‫(‪)3‬‬
‫والتعصب الديني واالتجاه المحافظ والتعصب السياسي االنتقائي)‬
‫(‪ )4‬عبدهللا بن عبدالعزيز يوسف‪ ،‬األنساق االجتماعية ودورها في مقاومة اإلرهاب والتطرف‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )5‬احمد أبو الروس‪ ،‬اإلرهاب والتطرف والعنف الدولي‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2001 ،‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )6‬حسين عبدالحميد أحمد رشوان‪ ،‬اإلرهاب والتطرف من منظور علم االجتماع‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪،2002 ،‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )1‬عيد فتحي محمد‪ ،‬اإلرهاب والمخدرات‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2005 ،‬ص‪.117‬‬
‫(‪ )2‬سليمة علي حمد‪ ،‬خصائص الطالب بمراكز تحفيظ القرآن الكريم بالمساجد وعالقتها بالقيم االجتماعية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫بنغازي‪ ،2016 ،‬ص ‪.49‬‬
‫(‪ )3‬معتز عبدهللا‪ ،‬ا التجاهات التعصبية أهم أشكالها ومدى عموميتها‪ ،‬دار النشر للمجلس الوطني الثقافي‪ ،‬الكويت‪،1989 ،‬ص‪.251‬‬

‫دراسة جالل محمد سليمان ‪ ،‬التطرف وعالقته بمستوى النضج النفسي واالجتماعي لدى الشباب‪( ،‬هدفت الدراسة لمعرفة‬
‫البنية النفسية للشخصية المتطرفة ومعرفة العالقة بين االتجاه نحو التطرف وكل الحاجات النفسية لألمن النفسي والنضج‬
‫النفسي‪ ،‬وصاغت الدراسة عدة تساؤالت من بينها‪ ،‬هل هناك دوافع نفسية للتطرف‪ ،‬وهل للتطرف مقياس؟ وخلصت الدراسة‬
‫إلى وجود عالقة ارتباطيه سالبة بين التطرف ومستوى النضج النفسي االجتماعي‪ ،‬كما أكدت الدراسة وجود فروق في‬
‫التطرف لصالح اإلناث وفروق في النضج النفسي االجتماعي لصالح الذكور وتميز الشخصية المتطرفة ببنية نفسية خاصة‬
‫(‪)1‬‬
‫عن غيرها‪ ،‬مثل التعصب والتصلب والسيطرة والجمود الفكري)‬
‫دراسة نوال سالم محمد‪ ،‬بعنوان الفراغ الفكري لدي الشباب دراسة تحليلية بنظرة تربوية إسالمية‪.1998،‬‬
‫وهدفت إلى معرفة األسباب التي تسبب الفراغ الفكري لدى الشباب والتعرف على العالج من منظور التربية اإلسالمية‪ ،‬وقد‬
‫أجريت الدراسة في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬واستخدمت الدارسة المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬وتوصلت إلى‬
‫عدد من النتائج منها‪:‬‬
‫‪ -‬تعد مرحلة الشباب من أهم مراحل حياة اإلنسان وبمقدار الرعاية بهم يتحدد معيار األمة‪.‬‬
‫‪ -‬يركز التغريب على تسميم أفكار الشباب وغرس بذور الكراهية في نفوسهم ألمنهم وتراثهم‪.‬‬
‫‪ -‬إن ازدواجية التعليم من أكبر األخطاء التي أدت إلى تشتت الرؤية وتمزق وحدة الفكر‪.‬‬
‫‪ -‬يخفي التغريب غاية واحدة وهي إبعاد اإلسالم عن جميع ميادين الفكر باستخدام وسائل التغريب المختلفة كالتعليم‬
‫(‪)2‬‬
‫واإلعالم والثقافة)‬
‫تساؤالت البحث‪.‬‬
‫‪ -1‬هل للقيم االجتماعية المتمثلة في ( قيمة االنتماء‪ ،‬قيمة التسامح‪ ،‬قيمة المسؤولية واالعتدال والوسطية) دور مهم‬
‫في المحافظة على الشباب من التطرف؟‬
‫‪ -2‬هل للتنشئة االجتماعية األسرية دور في الحد من التطرف؟‬
‫‪ -3‬هل للتعليم دور مهم في تدعيم القيم ومحاربة التطرف الفكري والديني؟‬
‫‪ -4‬هل للبيئة االجتماعية دور في ظهور وتنامي الفكر المتطرف؟‬
‫النظريات المفسرة للقيم‪.‬‬
‫من بين أهم النظريات المفسرة للقيم النظرية الذاتية ويمثلها دور (اميل دوركايم) وفيها يضع مقاربة اجتماعية بين القيم‬
‫االجتماعية وحياة المجتمع التي توافق عليها أفراده‪ ،‬فالقيم االجتماعية ما هي إال اتفاق عام وتوافق بين العقل الجمعي‬
‫المجتمعي على معايير سلوكية ارتضاها المجتمع إلفراده "فالقيم عند دوركايم تتصف بصفة مستقلة عن كيفية اإلحساس بها‬
‫في لحظة الحكم‪ ،‬وقد برر دوركايم رفضه هذا باعتقاده بعدم وجود أي عالقة بين الخصائص الموضوعية لألشياء وبين‬
‫(‪ )1‬جالل محمد سليمان‪ ،‬التطرف وعالقته بمستوى النضج النفسي‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة األزهر‪.1993 ،‬‬
‫(‪ )2‬نوال سالم محمد‪ ،‬الفراغ الفكري لدى الش باب‪ ،‬دراسة تحليلية بنظرة تربوية إسالمية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلحصائية‪ ،‬جامعة الملك عبدالعزيز‪ ،‬السعودية‪.1998 ،‬‬

‫فالقيم متمثلة في ما يمثله الشيء موضوع القيمة ويتفق عليها ضمير‬ ‫قيمتها‪ ،‬وأكد أن القيم تقدير يقتص على األشياء"‬
‫(‪)1‬‬
‫وعقل جمعي واحد‪.‬‬

‫وفي ذات الوقت القيم االجتماعية موجودة في المجتمع سواء أدركها الفرد أم لم يدركها‪ ،‬بمعنى أن وجودها مستقل عن وجود‬
‫الفرد‪ ،‬وهذا ما ليعزز فكرة دوركايم عن أن وجود القيم مستقل عن وجود الفرد‪ ،‬وأن القيم سابقة على وجود المجتمع‪.‬‬
‫إال أن دوركايم يرى من جهة أخرى أن سبب ظهور التطرف في المجتمع يعود إلى وجود خلل في النسق االجتماعي‪ ،‬وهو‬
‫عدم وجود تقارب واندماج بين فئات المجتمع‪ ،‬أو غياب مبدأ المساواة االجتماعية (العدالة االجتماعية) وهذا بدوره يسبب في‬
‫وجود فجوة في المنظومة األخالقية في المجتمع األمر الذي يدفع بالكثير من أفراد المجتمع إلى أبراز قيم مضادة ومنحرفة‬
‫وغير مألوفة‪ ،‬ويرجع دوركايم هذا األمر لسبب فشل المؤسسات في المجتمع على تلبية حاجات األفراد‪.‬‬
‫"بينما ينظر الماركسيون إلى أن سبب مثل هذه الظواهر يعود لتفشي الظواهر االقتصادية السيئة التي تعيشها فئات كبيرة‬
‫بالمجتمع على هامش مخلفات النظام الرأسمالي من فقر وبطالة وفقد المجتمع للعدالة االجتماعية‪...‬مما ينعكس على نمو‬
‫(‪)2‬‬
‫ظواهر عدة‪ ،‬والتطرف الفكري من أخطرها"‬
‫كثير عن فكرة‬
‫وهذا القول ال يبتعد ًا‬ ‫(‪)3‬‬
‫فعال وتعبر عن طبيعته"‬
‫وترى النظرية الموضوعية "أن قيمة الشيء كامنة وكائنة فيه ً‬
‫بعيدا عن ذات الفرد وأهواءه ونزعاته الشخصية‪ ،‬ويمكن أن يعزز السلوك من خالل‬
‫دوركايم‪ ،‬حيث يحمل الفعل قيمته فيه ً‬
‫تقمص القيم وبلورتها في قوالب تتماشى والثقافة السائدة في أي مجتمع من المجتمعات‪.‬‬
‫"وتتصور النظرية الوظيفية أن المشاكل االجتماعية راجعة إلى انهيار نسق القيم وعيوب في عملية التنشئة االجتماعية"(‪،)1‬‬
‫وهذا التصور الوظيفي يمكن أن يفسر حالة التغير المفاجئ الذي صحبه تغير وتخبط في نسق القيم والعادات والتقاليد‬
‫أساسا راجع لعوامل تتعلق بالتنشئة االجتماعية‪ ،‬حتى لو اعتبرنا أن النظام‬
‫ً‬ ‫االجتماعية‪ ،‬أن أي تغير في نسق القيم هو‬
‫السياسي أهمل القيم األخالقية وتطويرها والمحافظة عليها‪ ،‬إال أن لألسرة دور حاسم في عملية المحافظة على النسق وتقوية‬
‫نضجا‬
‫ً‬ ‫الروابط واالجتماعية‪ ،‬كما أن األساليب الدافعية "أو المكانيزمات التلقائية التي تعرف باألساليب الدفاعية األكثر‬
‫(‪)2‬‬
‫وتقدما هي التي تحافظ على النظام في المجتمع"‬
‫ً‬
‫مميزات وخصائص القيم‪.‬‬
‫تتمتع القيم االجتماعية بخصائص تجعلها فريدة في طبيعتها‪ ،‬فهي المنظمة لسلوك الفرد وحياة المجتمع‪ ،‬كما يمكن تطوير‬
‫القيم ودفعا لتكون معايير للحكم وضابط مهم لسلوك أفراد المجتمع‪.‬‬
‫ومن بين تلك الخصائص اآلني‪:‬‬
‫‪ -1‬الخاصية الذاتية‪.‬‬
‫(‪ )1‬الجموعي بكوش‪ ،‬القيم االجتماعية مقاربة نفسية‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات االجتماعية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬العدد‪،2014 ،8‬ص‪.72‬‬
‫(‪ )2‬عالء زهير الرواشدة‪ ،‬التطرف اإليديولوجي‪ ،‬المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬المجلد ‪ ،31‬العدد ‪ ،63‬الرياض‪،2015 ،‬ص‪.91‬‬
‫(‪ )3‬الجموعي بكوش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪87‬‬
‫(‪ )1‬عبدالناصر شماطة‪ ،‬المختصر في النظرية االجتماعية الكالسيكية‪ ،‬جامعة بنغازي‪ ،‬ط‪ ،2018 ،1‬ص‪.159‬‬
‫(‪ )2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.160‬‬

‫تُعد الخصائص الذاتية من أهم مميزات الشخصية‪ ،‬حيث تتمحور وتتبلور من خالل رغبات شخصية وميول خاصة‬
‫وتفضيالت يتبناها الفرد ويجعلها أساس في تعامالته العامة والخاصة‪ ،‬وبما أن القيم الذاتية أحكام فردية فإن الفرد يضفي‬
‫مميز لسلوكيات خاصة به إلى جانب العنصر المعرفي في القيمة‪.‬‬
‫طابعا ًا‬
‫ً‬ ‫عليها‬
‫‪ -2‬الموضوعية‪.‬‬
‫مستقال عن وجود األفراد‪ ،‬على الرغم من ارتباطهم بها وتأثيرها فيهم‪ ،‬فموضوعية القيم‬
‫ً‬ ‫وجودا‬
‫ً‬ ‫الموضوعية تعني أن للقيم‬
‫تعني أنها أشياء خارجية تمارس سلطة على أفراد أي مجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬نسبية القيم‪.‬‬
‫تعني نسبية القيم "بأنها تختلف من شخص ألخر ومن مجتمع ألخر ومن ثقافة ألخرى ومن زمن ألخر‪ ،‬بل أنها تختلف في‬
‫الشخص الواحد حسب رغباته وحاجاته ومستواه"(‪ ،)3‬فالقيم ينظر إليها من خالل الوسط الذي يحيا فيه الفرد وثقافة المجتمع‬
‫حتما مع ثقافات أخرى‪ ،‬وهذا االختالف النسبي راجع للتفضيالت ونسق تقدير القيمة وشيوعها‪ ،‬فما هو مقبول‬
‫التي تتقاطع ً‬
‫مجتمعا آخر‪ ،‬وما يتم االتفاق عليه في المجتمعات ذات الثقافات المختلفة‪ ،‬ما هو إال نوع‬
‫ً‬ ‫مستهجنا في‬
‫ً‬ ‫في مجتمع ما يكون‬
‫من العقد االجتماعي والتعايش السلمي بين الثقافات وهو ما يعبر عنه بنسبية القيم‪.‬‬
‫‪ -4‬خاصية الترتيب‪.‬‬
‫إذا ما تأملنا سلم (مالتوس) للحاجات يتبين لنا أن هناك ترتيب لتلك الحاجات من المهم لألهم‪ ،‬كذلك القيم يتم ترتيبها حسب‬
‫األهمية واألولوية‪ ،‬وبما أن القيم األخالقية في المجتمع تمثل منظومة متكاملة‪ ،‬فإن أفراد المجتمع يتفقون على تلك القيم‬
‫ول كنهم يختلفون على ترتيب تلك القيم في سلم الحاجات واألولويات حسب الحاجة‪ ،‬وهذا ناتج عن الوعي بأهمية القيم‬
‫وضرورة وضعها في مجموعات مرتبة‪.‬‬
‫دور القيم في مواجهة التطرف‪.‬‬
‫جليا أن للقيم دور مهم في استقرار المجتمع‪ ،‬فكل المجتمعات‬
‫من بين التعريفات السابقة للتطرف وتعريف القيم‪ ،‬يتضح ً‬
‫مر التاريخ لها أبعاد قيمية توظفها لمواجهة الثقافات الدخيلة والمهددة لكيان المجتمع‪ ،‬وكانت القيم كالسد‬
‫اإلنسانية على ّ‬
‫المنيع في مواجهة التطرف الفكري والديني‪.‬‬
‫ويمكن تحديد مفهوم التطرف الفكري من الناحية االصطالحية بأنه "الغلو والتنطع في قضايا الشرع‪ ،‬واالنحراف المتشدد في‬
‫فهم قضايا الواقع والحياة"(‪.)1‬‬
‫ومن هنا يتضح أن الغلو في مسائل الحياة والدين تؤدي إلى انحراف في الفكر‪ ،‬وينشأ عنه انحراف فكري يقع ضحيته‬
‫الشباب الغير قادرين على التمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ‪ ،‬وبما أن للقيم دور في الضبط االجتماعي للفرد وسلطة‬
‫تقديرية معيارية على نطاق األخالق‪ ،‬فأنها تلعب الدور المهم في التربية األسرية والتنشئة‪ ،‬ويمكن االعتماد على القيم‬
‫االجتماعية كمدد وموجه للسلوك العام عند األفراد‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر فالصدق واألمانة واحترام الوقت‪ ،‬تعتبر قيم‬
‫دور حاسماً في صقلها وبلورتها بصورة تخدم المجتمع والفرد‪.‬‬
‫اجتماعية أساسية في مكونات الشخصية‪ ،‬إال أن التربية تلعب ًا‬
‫(‪ )3‬محمد عبدالقادر الشيباني‪ ،‬القيم والعادات االجتماعية في المجتمع الليبي‪ ،‬ط‪ ،1‬بنغازي‪،2009،‬ص‪.28‬‬
‫(‪ )1‬احمد الدجاني‪ ،‬قراءة في شروط الوسطية واالعتدال‪ ،‬مجلة التقريب‪ ،‬العدد ‪ ،36‬السنة ‪ ،2004‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫إال أن القيم االجتماعية المتمثلة في المسؤولية االجتماعية واالنتماء للوطن والهُوية والتسامح واالعتدال والوسطية‪ ،‬كلها قيم‬
‫ومفاهيم تحتاج إلى أكثر من مكون لصقلها في الشخصية‪ ،‬كما تحتاج لجهود مشتركة لتعريفها وصياغتها بصورة يمكن‬
‫مثال‪،‬‬
‫االستفادة منها في المجتمع‪ ،‬فال يمكن لألسرة أن تضع ضوابط واضحة المعالم ومقصودة لمعنى االعتدال والوسطية ً‬
‫فيلزمها بالضرورة مؤسسات مكملة لعملها كأسرة لترسخ المفهوم وتجذيره كقيمة خدمةً للفرد واألسرة والمجتمع ب ٍ‬
‫شكل عام‬
‫ٍ‬
‫بشكل خاص‪.‬‬ ‫وللثقافة‬
‫ولعل استغال البعض من ِقبل البعض اآلخر أو استغاللهم من ِقبل منظمات متطرفة سببه يرجع لعوامل اجتماعية أو أسرية‪،‬‬
‫أساسيا في االنحراف الفكري واالنزالق في تيارات فكرية متطرفة‪ ،‬وهذا مرده للجهل بالقيم االجتماعية‬
‫ً‬ ‫عامال‬
‫ً‬ ‫فالجهل ُيعد‬
‫الضامنة الستقامة الفكر وتحديد المرغوب والمقبول والمتوافق مع ثقافة المجتمع والمنسجم مع القيم السائدة‪.‬‬
‫إلى جانب الجهل يأتي الفقر في مرحلة أخرى ليبرز كحائط سد أما إعمال سلطة القيم الممنوحة للفرد من سيل الثقافة‬
‫المجتمعية‪ ،‬فالفقر تتحطم على أسواره القيم والعادات االجتماعية والثقافة الموروثة والتربية األسرية وكل ما يتعلق بتعليم الفرد‬
‫في شتى مناحي حياته‪.‬‬
‫وغالبا ما يؤدي الفقر إلى االنجراف خلف تيارات تستغل الفرد وتعمل على تشويه الفكر من خالل غرس قيم ومفاهيم مضلله‬
‫ً‬
‫سببا في التطرف واالنحراف الفكري‪" ،‬ويؤدي التغير في القيم االجتماعية إلى حدوث العديد من المشكالت‬
‫تكون ً‬
‫االجتماعية‪ ،‬فالقيم تحدد معايير السلوك بالنسبة لألفراد والجماعات والمنظمات االجتماعية وتغير القيم منوط بالتغير‬
‫االجتماعي الذي يحدث والتغير في بعض األنظمة االجتماعية ودورها الذي تقوم به"‬
‫(‪)1‬‬
‫إن من بين القيم المتأثرة بالتغير الذي يطال األنظمة االجتماعية قيم االعتدال والوسطية‪ ،‬وهذه القيمة يتطلب التوعية بها‬
‫ودينيا وثقافية‪ ،‬لتحصين أفراد المجتمع من االستغالل واالنزالق في متاهة تيارات‬
‫ً‬ ‫اجتماعيا‬
‫ً‬ ‫إلى أجهزة متخصصة فكرًيا و‬
‫متطرفة ال تؤمن بالتعددية وحرية الفكر وحرية العبادة‪ ،‬بل وال تؤمن حتى بالحرية الشخصية‪.‬‬
‫إن انتزاع القيم االجتماعية من ثقافة الفرد والمجتمع ليس بدافع الحفاظ على الثقافة أو اإلرث الثقافي‪ ،‬بل هو نوع من‬
‫االنغالق الفكري على مفاهيم وقيم محددة تزج بالمجتمع في متاهات متطرفة لنبذ اآلخرين وازدراء ثقافاتهم وطمس تاريخ‬
‫الشعوب وحضاراتها بدعوى دينية أو فكرية متطرفة يهيم بها من ال ثقافة وال فكر لهم‪ ،‬واذا أمعنا النظر في تنشئتهم فسوف‬
‫ترى أثر الفقر والجهل في حياة من تأثروا بتلك الدعوى أو من يروجون لتلك األفكار‪.‬‬
‫مهما‬
‫ومن هنا كان للقيم االجتماعية التي تدعوا للتسامح وتدعوا للوسطية واالعتدال وتدعوا إلى االنتماء والمسؤولية‪ ،‬دوًار ً‬
‫في المحافظة على كيان المجتمع وتماسكه‪ ،‬وذلك من خالل التنشئة األسرية ومن خالل تعليم دنيوي وديني معتدل‪ ،‬وفي‬
‫ظل ظروف بيئية طبيعية ومناسبة لحياة الفرد‪.‬‬
‫التنشئة األسرية ومحاربة التطرف‪.‬‬
‫تُعد األسرة هي النواة األولى التي ينشأ فيها الفرد ويحيا في ظلها ويتشرب قيمها وعاداتها االجتماعية‪ ،‬من تعاليم األسرة‬
‫وتربيتها ألبنائها تولد ثقافة محصنة لدى الشباب في المستقبل ضد أي غزو ثقافي أو هدم للقيم االجتماعية‪.‬‬
‫(‪ )1‬محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬االعتدال في التدين‪ ،‬جمعية الدعوة اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،2005 ،4‬ص‪.12‬‬

‫وتُعد األسرة "الحلقة األهم في عملية التنشئة االجتماعية السياسية‪ ،‬والعالقات األسرية ليست عالقات نفعية‪ ،‬وانما هي‬
‫دور مهماً في عملية اإلقناع‬
‫عالقات حميمية ترتكز على التفاعل المستمر‪ ،‬فعالقات السلطة القائمة بين أفراد األسرة تلعب ًا‬
‫واالقتناع‪ ،‬لذلك ما تزال األسرة هي المؤسسة األهم في تنشئة األجيال مع أهمية العالقات األخرى"‬
‫(‪)1‬‬
‫وبما إن األسرة ال تملك السيطرة الكاملة على كل ما يصل إلى أبنائها الشباب من أفكار ومفاهيم جديدة بسبب التطور‬
‫الهائل في وسائل االتصال الحديثة‪ ،‬إال أنها بتكوينها وتشكيلها للفكر والثقافة عند الشباب يمكنها الحد من خطر التطرف‬
‫الفكري‪ ،‬ناهيك عن دور المؤسسات المكملة لعمل األسرة كالمدرسة والجامعة واإلعالم‪.‬‬
‫والقيم تتضمن ثالثة عناصر وهي‪( :‬العنصر المعرفي وهو الذي يغيب فيه عن معظم معتنقي الفكر المتطرف من الشباب‬
‫ما هم عليه من خطأ‪ ،‬بل وال يراد لهم معرفة إال ما هو محدد من فكر األخر‪ ،‬بمعنى إقناعهم بأفكار بعينها‪ ،‬دون أن تكون‬
‫لهم بصيرة بما هم مقبلين عليه في مستقبل حياتهم‪ ،‬ومعنى اعتناق قيم بعينها أنما هو معرفة ما هي هذه القيم ومدرك‬
‫لمعناها ومعرفة الطريقة الصحيحة للسلوك الذي يسير عليه الشاب من أجل تحقيق تلك القيمة‪.‬‬
‫والعنصر الثاني يتمثل في الجانب العاطفي‪ ،‬وهو اإلحساس بتلك القيم وقبولها أو الموافقة عليها وما يتعلق بها‪ ،‬إلى جانب‬
‫(‪)2‬‬
‫العنصر الثالث وهو الجانب السلوكي وهو القيام بأفعال تعبر عن تلك القيم سواء باإلجاب أو السلب)‬
‫إن غرس القيم الروحية الصحيحة والسليمة تُعد بمثابة الدرع الواقي للشباب من هجمات القيم الشاذة والمتطرف الدخيلة‪ ،‬أما‬
‫المفاهيم المعتدلة‪ ،‬والمعايير المتفقة مع ثقافة المجتمع‪ ،‬تعد من أهم أسباب المحافظة على الشباب من التطرف واالنحراف‪.‬‬
‫مهما في رسم سياسة ذات تأثير قوي على أفرادها وخاصة الشباب منهم‪ ،‬وينبغي التركيز على‬
‫دور ً‬
‫لذلك فإن األسرة تلعب ًا‬
‫دور األسرة في المجتمع واالهتمام بها وتوعيتها ألهمية دورها ووظيفتها في حماية شبابها من التطرف واالنج ارف خلف‬
‫تيارات فكرية أو دينية منحرفة تسعى لتحقيق أهدافها عن طريقهم‪.‬‬
‫وقد شبه الغزالي قلب الطفل بالصفحة البيضاء واألسرة من خالل دورها في تشكيل قالب العقل والقلب تنقش ما تشاء من‬
‫أفكار وقيم في عقول أبنائها‪ ،‬فيقول‪" :‬الصبي أمانة عند والدية‪ ،‬وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة وهو‬
‫قابل لكل ما نقش‪ ،‬ومائل إلى كل ما يمال به إليه‪ ،‬فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه‪ ،‬وسعد في الدنيا واآلخرة أبواه وكل معلم‬
‫له مؤدب‪ ،‬وان عود الشر وأهمل إهمال إليها ثم شقي وهلك‪ ،‬وكان الوزر في رقبة القيم عليه"‬
‫(‪)1‬‬
‫وكما يقال فالوقاية خير من العالج‪ ،‬فعندما تقوم األسرة بدورها تجاه الشباب وتتمكن من غرس القيم االجتماعية النبيلة في‬
‫عقولهم ومتابعتهم وتهذيب سلوكهم العام وتقويم انحرافاتهم‪ ،‬هو بمثابة تعزيز لسلوك المجتمع وتقويم له وتأكيد لدور القيمة‬
‫االجتماعية والمتمثلة في تعزيز قيم االنتماء والتسامح والمسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫بعيدا عن التفكير المادي المتمثل‬
‫إن توفير الحياة األسرية الكريمة للشباب في األسرة‪ ،‬ومساعدتهم لكي ينعموا بتربة متوازنة ً‬
‫في األكل والمشرب والملبس‪ ،‬بل يتعدى دور األسرة إلى التوجيه والرقابة على أفعال وتصرفات الشباب وتقويم سلوكياتهم‬
‫وتعديل أفكارهم‪.‬‬
‫(‪ )1‬منير أديب‪ ،‬المسئول األول عن نشأت التطرف‪ ،‬مجلة الوعي اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،515‬الكويت‪ ،2008 ،‬ص‪.25‬‬
‫(‪ )2‬محمد عبدالقادر الشيباني‪ ،‬القيم والعادات االجتماعية في المجتمع الليبي‪ ،‬المؤسسة العامة للثقافة‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪29‬‬
‫(‪ )1‬محمد بن الغزالي‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1379 ،‬هـ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.72‬‬

‫(حيث أكدت إحدى الدراسات التي قام بها المركز القومي المصري للبحوث االجتماعية والجنائية في جمهورية مصر العربية‬
‫على أن نسبة كبيرة من الجانحين المتهمين بالسرقة من األحداث ناتج عن تقصير اسري‪ ،‬وهذا يدل على أهمية العاطفة‬
‫والحنان في هذه الفترة من حياة أبنائها حتى تكون عملية التربية على نحو سليم ومتزن كونه من أسباب الوقاية من التأثيرات‬
‫السلبية)‬
‫(‪)2‬‬
‫إلى جانب متابعة األسرة ألصدقاء أبنائهم ومعارفهم وانتمائهم أم اًر في غاية األهمية‪ ،‬حيث يتأثر الشباب بمعارفهم‬
‫وأصدقائهم أكثر من أي شخص آخر‪ ،‬وهذا بطبيعة الحال بسبب المرحلة العمرية التي يمرون بها‪.‬‬
‫ولهذا كانت األسر والتنشئة األسرية من بين أهم العوامل التي ينبغي التركيز عليها في مراقبة ومتابعة الشباب وحمايتهم من‬
‫االنحراف والتطرف‪ ،‬فغياب الرقابة األسرية وضعف التنشئة والمراقبة واهمال دور القيم االجتماعية كمعزز للسلوك عند‬
‫الشباب األثر الكبير في حمايتهم ووعيهم باألخطار المحتملة التي يمكن أن تعترض حياتهم‪ ،‬السيما في ظل عالم متغير‬
‫وأفكار شاذة ومتطرفة تنتشر باسم الحرية والديمقراطية ورفعة الدين ورفع الظلم وغيرها من الشعارات التي تتخذ كستار‬
‫لمشاريع مضللة تهدف لهدم المجتمعات والقضاء على نظامها االجتماعي وقيمهم المتوارثة ونهب خيرات بالدهم والزج‬
‫بالشباب في تيارات ومواجهات ليست واجبة عليهم‪.‬‬
‫ومن المؤسسات المعنية بالتنشئة األسرية بالدرجة األولى األسرة تليها المدرسة ثم يأتي المسجد ووسائل اإلعالم‪ " ،‬وتتميز‬
‫عملية التنشئة بكونها عملية مركبة‪ ،‬حيث يمر الفرد بمواقف وخبرات يتفاعل فيها مع اآلخرين سواء على نحو مباشر أو‬
‫(‪)1‬‬
‫غير مباشر‪ ،‬فيؤثر فيهم ويتأثر بهم"‬
‫لذلك البد أن تعمل كل تلك المؤسسات على تكثيف الجهود لتحقيق مصلحة مشتركة‪ ،‬وهي وقاية الشباب من خطر التطرف‬
‫واالنحراف‪.‬‬
‫دور التعليم في توعية الشباب بخطر التطرف‪.‬‬
‫منيعا في مواجهة التطرف والمحافظة على قيم المجتمع‪ ،‬وذلك بسبب المحتوى الموجه‬
‫ً‬ ‫وسدا‬
‫مهما ً‬
‫دور ً‬
‫يلعب التعليم ًا‬
‫للسلوك‪.‬‬
‫ويعتبر الجهل أو نقص التعليم بيئة خصبة لنمو أفكار متطرفة وعقلية غير قادرة على فرز وغربلة المحتوى المقدم لها‪ ،‬مما‬
‫ودينيا‪ ( ،‬فالكثير ممن تبنوا الفكر المتطرف ليسوا من أهل‬
‫ً‬ ‫يساعد على الذوبان في مجموعات ذات أبعاد متطرفة اجتماعية‬
‫(‪)2‬‬
‫جدا وليس لهم دراية بأحكام الدين)‬
‫العلم أو حتى أكاديميين‪ ،‬وثقافتهم الدينية محدودة ً‬
‫فالمدرسة على سبيل المثال هي مركز التعليم األساسي الذي يغرس ويعزز القيم االجتماعية في عقول التالميذ‪ ،‬ينمى تلك‬
‫القيم من خالل منهج علمي موجه لسلوك الطالب‪ ،‬فدور المدرسة تربوي وتعليمي‪ ،‬وهي التي تقوم بغرس القيم واألخالق‬
‫الفاضلة في نفوس وعقول التالميذ من ُذ نعومة أظفارهم‪ ،‬واذا سارت العملية التعليمية كما ينبغي فأن المجتمع يضمن ألفراده‬
‫األمن واالستقرار واالطمئنان‪.‬‬
‫(‪ )2‬محمد جمال الدين محفوظ‪ ،‬التربية اإلسالمية للطفل والمراهق‪ ،‬دار النصر‪ ،‬القاهرة‪ ،1986 ،‬ص‪.51‬‬
‫(‪ )1‬سليمة علي حمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫(‪ )2‬محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫وفعاال في غرس القيم األخالقية النبيلة من حيث أن المجتمع يستطيع البقاء فقط إذا وجد بين أعضائه‬
‫ً‬ ‫إيجابيا‬
‫ً‬ ‫دور‬
‫"فالتعليم ًا‬
‫(‪)1‬‬
‫متمثال في المدرسة"‬
‫ً‬ ‫درجة من التجانس والتكامل والنظام التربوي في المجتمع‬
‫ُيعد التعليم نعمة ال يمكن تقديرها بثمن‪ ،‬فهي بمثابة النور في وقت الظلمات وهو نعمة ال يدركها إال قلة ممن عرفوا حقيقتها‬
‫أو لمسوا نتائجها‪ ،‬إال أن التعليم ال يعني الحصول على شهادة أو مؤهل علمي‪ ،‬وانما القدرة على التحصيل الصحيح‬
‫والموجه للسلوك بطرق تتوافق مع العقل والمنطق وتمكن الشباب من إدراك حقيقة األمور وعرضها للفحص والتحليل قبل‬
‫الخوض في غمارها‪.‬‬
‫وتُعد مشكلة التطرف عند الشباب ذات عالقة بالتعليم‪ ،‬حيث نجد أن معظم الشباب الذين ينجرفون في تيارات التطرف‬
‫والعنف ال يحملون مؤهالت علمية أو ثقافة علمية تتعلق بموضوع التطرف واالنحراف‪ ،‬فيكون جرهم وادماجهم في جماعات‬
‫متطرفة فكرية من أيسر األمور‪.‬‬
‫عالقة اإلعالم بالتطرف عند الشباب‪.‬‬
‫إن التطرف الفكري والعقائدي ظاهره ليست بحديثة‪ ،‬فهي متجددة ومتغيرة عبر العصور والحضارات‪ ،‬إال أنها تتخذ أشكاالً‬
‫وصور ومختلفة بحسب المجتمعات وظروف تطورها‪ ،‬وفي وقتنا الحاضر والمعاصر تبرز ظاهرة التطرف الفكر والديني‬
‫ًا‬
‫لتطفوا على السطح وتلقي بظاللها على المجتمعات والحكومات وتشكل مشكلة اجتماعية وسياسية خطيرة بسبب ما يحمله‬
‫أتباع األفكار المتطرفة من تناقضات تضر بالفرد واألسرة والمجتمع‪.‬‬
‫ويتميز عصرنا عن غيره من العصور بسرعة انتقال المعلومات وتوفرها في متناول الجميع‪ ،‬وهذه المعلومات تنتقل بين‬
‫األفراد والجماعات والمجتمعات دون أن تخضع للرقابة أو المراجعة‪ ،‬بل وال يوجد تأكيد لمصداقيتها أو للجهة المروجة لها‪.‬‬
‫ويعتبر االنترنت سابقة هذا العصر من ابرز وسائل نقل المعلومات‪ ،‬باإلضافة للقنوات الفضائية التي غزت اإلعالم المحلي‬
‫واإلقليمي‪ ،‬حتى أضحت هذه القنوات غير معلومة المصدر أو الجهة المشرفة عليها أو الممولة لها‪ ،‬فهي تعرض محتوى‬
‫مشوه ال يمت للثقافة بصلة وال عالقة له بالدين الصحيح والوسطية المعهودة‪ ،‬كما أنها تعمل على زرع الفتن في القُطر‬
‫الواحد وتشتيت النسيج االجتماعي‪ ،‬وهذا ما ينطبق على االنترنت كوسيلة شخصية وقوية التأثير وجاذبة للكبار والصغار‬
‫بمثيرتها وتأثيراتها القوية التي جعلت الدول والحكومات تقف عاجزة عن مواجهتها ومواجهة ما تبثه من أفكار ومعلومات‬
‫تستهدف الشباب وعقائدهم‪.‬‬
‫ولقد "اتجهت الجماعات المتطرفة خالل السنوات القليلة الماضية إلى االستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة وبمقدمتها‬
‫شبكة المعلومات الدولية سواء في عرض أفكارهم ونشرها‪ ،‬أو في تحقيق تواصل فيما بينها‪ ،‬أو في اإلعالن عن مواقفهم من‬
‫بعيدا عن أوجه الرقابة المعتادة‪ ،‬ولقد نجحوا بالفعل في استغالل مرونة تلك الشبكة وبعدها عن قبضة‬
‫القضايا العامة ً‬
‫(‪)1‬‬
‫األجهزة الرقابية في تحقيق أغراض متعددة"‬
‫(‪ )1‬نسرين حمزة السلطاني‪ ،‬دور التربية والتعليم في تحصين عقول الناشئة من التطرف واإلرهاب‪ ،‬مجلة كلية التربية األساسية‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬العدد‬
‫‪.2015 ،23‬‬
‫(‪ )1‬محمد حمزة‪ ،‬مكافحة اإلرهاب والتطرف وأسلوب المراجعة الفكرية‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،2012 ،‬ص‪.20‬‬

‫ومن هذا المنطلق كان أمر التوجيه والمراقبة للشباب في وغرس قيم مجتمعهم النبيلة فيهم‪ ،‬من بين أهم الدعائم في مواجهة‬
‫هنا بما يقدمه المجتمع‬
‫التطرف‪ ،‬ويعتبر الوعي االجتماعي الداعم األساسي لعملية الوقاية من التطرف‪ ،‬فالوعي االجتماعي ر ً‬
‫من معلومات ذات ُبعد قيمي مهم ومحتوى يهم مصالح المجتمع ويتوافق مع عاداته ونظامه االجتماعي‪.‬‬
‫ويعد الوقت من بين أهم القيم التي‬
‫وينبغي حث الشباب على ملئ الفراغ بما يعود عليهم وعلى أسرهم بالنفع وعلى أوطانهم‪ُ ،‬‬
‫يجب أن تستثمر وأن يركز عليها المجتمع حتى ال ينجر الشباب نحو االنحراف والتطرف‪.‬‬
‫"ويمثل ملء أوقات الفراغ لدى الشباب بما هو مفيد‪ ،‬أهمية بالغة في العالم المعاصر‪ ،‬ويتطلب توجيه الشباب العربي‬
‫واإلسالمي إلى نشاطات مخطط لها بعناية تنفعه ومجتمعه‪ ،‬فوقت الفراغ ليس عبثًا‪ ،‬بل سلوك يجب أن يتسم بالجدية ليحقق‬
‫(‪)2‬‬
‫الصحة النفسية للشباب ويقلل من اضطراباتهم السلوكية‪ ،‬ويزيد من إنتاجيتهم"‬
‫ومن بين أهم وسائل اإلعالم المهمة وذات التأثير المهم في الشباب وسلوكياتهم خطب يوم الجمعة‪ ،‬فهي تمثل تذكير وتنبيه‬
‫للشباب باالعتدال والوسطية واتباع المنهج اإلسالمي الصحيح‪ ،‬وللخطبة تأثير على المستمعين لها‪ ،‬وهي من أهم األساليب‬
‫التي تعمل على توجيه الشباب والتأثير في قيمهم‪.‬‬
‫عالقة البيئة االجتماعية بتطرف الشباب‪.‬‬
‫"إن المعيار الذي يميز الحي اة اإلنسانية عن الحياة الحيوانية‪ ،‬هو أن األولى تعيش وفق أنظمة اجتماعية تسودها عالقات‬
‫اجتماعية قوامها التفاعل المشترك"‬
‫(‪)1‬‬
‫وبناء على هذا المبدأ فإن البيئة االجتماعية هي بيئة تفاعلية بين أفراد المجتمع‪ ،‬ولها تأثير في المكون االجتماعي والثقافي‬
‫للذين يحيون في كنفها‪ ،‬فهم يتشربون كل قيمها االجتماعية والثقافية‪ ،‬السيما الشباب الذين يترعرعون داخل ذلك النسق‬
‫وتتبلور أفكارهم وفق الرؤى واإليديولوجية السائدة‪.‬‬
‫إن تأثير البيئة االجتماعية التي نحيا في ظلها تلقي بظاللها على المكون الفكري للشباب‪ ،‬على الرغم من الموروث الثقافي‬
‫الذي ينتقل من جيل الكبار إلى الشباب‪ ،‬فهنالك تأثير قوي للمحيط البيئي‪ ،‬كاألصدقاء أو األقران وبيئة المدرسة والحي أو‬
‫الشارع‪ ،‬وبيئة العمل واألقارب‪.‬‬
‫فكل تلك المؤثرات ترسل مثيرات تؤثر في تبني أفكار وقيم جديدة عند الشباب‪ ،‬ومن بين ما تنقله البيئة من معارف وأفكار‬
‫جديدة‪ ،‬التطرف الفكري والعقائدي والديني‪ ،‬وهذا ُيعد أخطر أنواع المثيرات في البيئة االجتماعية‪ ،‬فالشباب في سن المراهقة‬
‫مثال يكونون مدفوعين بالحماس الزائد تجاه المواقف المختلفة‪ ،‬وتكون أفكارهم غير ناضجة بما يكفي لمواجهة خطر التطرف‬
‫ً‬
‫الفكر‪.‬‬
‫منيعا في مواجهة الغزو الفكري‪ ،‬باإلضافة إلى التأثير‬
‫سدا ً‬‫إال أن القيم االجتماعية التي نحن بصدد الحديث عنها تمثل ً‬
‫المباشر للبيئة الطبيعية في سلوك ومزاج أفراد المجتمع‪ ،‬وفي المجتمعات الحضرية "فالجماعات السائدة هي الجماعات‬
‫الثانوية‪ ،‬والعالقات القائمة بين أفرادها عالقات ثانوية‪ ،‬وليست على درجة من القوة كما هو الحال بالنسبة للعالقات األولية‪،‬‬
‫(‪ )2‬عثمان سيد أحمد‪ ،‬الشباب وأوقات الفراغ‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪ ،2001 ،1‬ص‪.77‬‬
‫(‪ )1‬هاري إلمربارنز‪ ،‬مقدمة في تاريخ علم االجتماع‪ ،‬ترجمة صبحي محمد قنوص‪ ،‬الهيئة الوطنية للبحث العلمي‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص‪.320‬‬

‫والعالقات في مثل هذه المجتمعات لها جانب واحد وهو الجانب االقتصادي‪ ،‬وبالتالي فهي في هذه الحالة عالقة اقتصادية‬
‫(‪)2‬‬
‫بحتة تحددها المصالح الشخصية"‬
‫بعيدا عن معيار القيم االجتماعية التي تنظم حياة أفراد المجتمع‪ ،‬قد ينتج عنها اختالل قي‬
‫وهذه العالقات التي تنشأ ً‬
‫العالقات االجتماعية‪ ،‬وفي ظل هذه العالقات تضعف سلطة القيم وتبرز سلطة المصلحة‪ ،‬ومن هذا الجانب تستغل‬
‫احتياجات الشباب للمال والسلطة والنفوذ‪ ،‬من ِقبل التنظيمات والجماعات المتطرفة فكرًيا إن البيئة التي ينشأ فيها الفرد ذات‬
‫تأثير كبير في حياته‪ ،‬ومن البيئة يتشرب أفكاره وعاداته ونظامه االجتماعي‪ ،‬كما يستقي من البيئة كل المعلومات التي‬
‫تشكل اإليديولوجية الفكرية للفرد‪ ،‬والتي يتعامل بها فيما بعد مع مجتمعه وبيئته التي يحيا فيها‪.‬‬
‫دور مهماً من حيث محتوى المادة التي تزود األفراد بها‪ ،‬واألقران هم أحد أهم وابرز الذين يؤثرون على الفرد‬
‫والبيئة تلعب ًا‬
‫في محيط البيئة‪ ،‬خاصة في ظل وجود ظروف اجتماعية أو اقتصادية تؤثر على حياة الفرد‪.‬‬
‫لذلك ينبغي االهتمام بالبيئة االجتماعية التي يحيا الشباب في كنفها واعطائها األولوية في المراقبة اللصيقة كونها تزود الفرد‬
‫بمعارفه وقيمة االجتماعية‪ ،‬فهي اإلناء الذي منه ينهل أفكاره وعاداته ونظامه االجتماعي‪.‬‬
‫نتائج البحث‪.‬‬
‫من خالل ا الطالع وجمع المعلومات‪ ،‬يمكننا أن نخلص إلى عدد من النقاط واعتبارها نتائج تم التوصل إليها‪ ،‬وهي على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬تبين جميع الدراسات أن للقيم االجتماعية دور مهم وحاسم في تحديد سلوك الشباب وتوجيههم‪ ،‬وهي بمثابة ضابط‬
‫للسلوك العام‪ ،‬وهذا ما يتوافق مع دراسة (معتز عبداهلل) ويلتقي معها في أن التعصب من القيم االجتماعية التي‬
‫تحدد سلوك الشباب وتوجهها نحو أهداف محددة‪ ،‬وهذا يجيب عن التساؤل الثالث المتمثل في دور تدعيم القيم‬
‫االجتماعية ومحاربة التطرف الفكري والديني‪ ،‬وهذا أحد أهم األهداف التي يسعى البحث للوصول إليها‪ ،‬وهو‬
‫اثبات أن للقيم دور مهم في حيات الشباب‪.‬‬
‫‪ -2‬إن عدم تمسك المجتمع بالقيم االجتماعية النبيلة‪ ،‬كاالنتماء والتسامح والمسؤولية االجتماعية تجاه الوطن‪،‬‬
‫واالعتدال والوسطية الفكرية والدينية‪ ،‬تدعم نسق المجتمع وتقوي مقاومة أفراده لآلفات واألمراض االجتماعية‪ ،‬وهي‬
‫تحصين للشباب من االنحراف والتطرف‪ ،‬وهذه النتيجة تجب عن التساؤل األول حيث يتضح أن لتلك القيم‬
‫االجتماعية دور مهم في المحافظة على الشباب من التطرف‪ ،‬فالقيم مقرونة بالنضج النفسي واالنفعالي‪ ،‬وهذا‬
‫يتفق مع دراسة (جالل محمد سليمان) إذ يؤكد على مستوى النضج النفسي واالجتماعي ودوره المهم في الوقاية‬
‫من التطرف واالنحراف الفكري‪ ،‬وكانت هذه النتيجة من بين األهداف التي يهدف البحث لتأكيدها‪.‬‬
‫‪ -3‬إن األسرة مسئولة مسؤولية كاملة عن التربية وغرس القيم االجتماعية الصحيحة في عقول شبابها وعدم تركهم‬
‫للمغريات والثقافات الدخيلة التي تعصف بهم وتهدد قيم مجتمعهم‪ ،‬وهذا يجيب عن التساؤل الثاني‪ ،‬إذ يتبين أن‬
‫دور األسرة دور محوري وحاسم في الحد من التطرف‪.‬‬
‫(‪ )2‬سوزان احمد ابورية‪ ،‬اإلنسان والبيئة والمجتمع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2009 ،‬ص‪.138‬‬

‫‪ -4‬ضرورة وضع ضوابط للمتعلم والمعلم ومراقبة المناهج وتطعيمها بما يضمن غرس قيم مجتمعية سليمة تدل على‬
‫االنتماء للوطن والتسامح والتصالح واالعتدال والوسطية والمسؤولية االجتماعية‪ ،‬إلى جانب وجود وسائط إعالمية‬
‫لها القدرة على تعزيز القيم من خالل آليات وخبرات يمكنها استمالة الشباب في االتجاه الصحيح‪ ،‬وهذا إجابة عن‬
‫التساؤل الرابع‪ ،‬إذ يبين أن للبيئة االجتماعية دور في تنامي الفكر المتطرف‪ ،‬كما تؤكده دراسة (نوال سالم محمد)‬
‫التي تبين أن للفراغ الفكري لدى الشباب دور مهم ومنطقة خصبة لنمو الفكر المتطرف‪.‬‬
‫مقترح توصيات البحث‪.‬‬
‫‪ -1‬التركيز على إيضاح القيم االجتماعية المرغوبة في المجتمع للشباب في سن النضج وكذلك إدراجها في المناهج‬
‫التعليمية‪ ،‬كقيمة االنتماء للوطن والمسؤولية االجتماعية والتسامح واالعتدال والوسطية‪.‬‬
‫‪ -2‬تغيير الخطاب اإلعالمي بحيث يتم إدراج برامج تعنى بالقيم والعادات االجتماعية والنظام االجتماعي‪ ،‬وتنشئة‬
‫األبناء على حب الفضيلة والتسامح‪.‬‬
‫‪ -3‬االهتمام باألسرة على اعتبار أنها المؤسسة األولى التي ينشأ في األبناء‪ ،‬ونقل الموروث الثقافي لهم ومدهم‬
‫بالوسائل التي من خاللها يمكنهم التصدي ألي محاولة إدماج ُممنهجة‪.‬‬
‫الخاتمة‪.‬‬
‫إن المجتمعات تسعى جاهدة إلى تكوين طبقة عازلة بين الشباب واالنجراف نحو التطرف‪ ،‬وهي بذلك تحمي الدولة الوطنية‬
‫من االنزالق والدخول في مواجهة مع شبابها المغرر بهم‪.‬‬
‫فالشباب استثمار حقيقي ورأس مال بشري ينبغي أن يوظف في ما ينفع الدولة‪ ،‬من خالل ما يستقيه من قيم راسخة وعقائد‬
‫تغرس فيهم ويمنون بتطبيقها للدفاع عن وطنهم ضد الهجوم على القيم المعتقدات والعادات واألخالق‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بشكل عام على ما تحتويه من قيم وتراث‬ ‫إن الحرب اليوم ال تستهدف البنية التحتية بل تستهدف الثقافة المجتمعية‬
‫اجتماعي‪ ،‬فالثقافة هي ما تدل على الُهوية‪ ،‬وهي ما تميز المجتمع وتطبع علية سمة خاصة ومميزة‪ ،‬ول‪1‬لك كان الثقافة‬
‫بمكونتها المختلفة هدفًا لألطماع ومكمن الحرب على المجتمعات‪.‬‬
‫المراجع‬
‫‪ -1‬احمد أبو الروس‪ ،‬اإلرهاب والتطرف والعنف الدولي‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.2001 ،‬‬
‫‪ -2‬إمام حسنين عطااهلل‪ ،‬اإلرهاب البنيان القانوني للجريمة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬القاهرة‪.2004 ،‬‬
‫‪ -3‬حسين عبدالحميد أحمد رشوان‪ ،‬اإلرهاب والتطرف من منظور علم االجتماع‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2002 ،‬‬
‫‪ -4‬سوزان احمد ابورية‪ ،‬اإلنسان والبيئة والمجتمع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2009 ،‬‬
‫‪ -5‬عبداهلل بن عبدالعزيز يوسف‪ ،‬األنساق االجتماعية ودورها في مقاومة اإلرهاب والتطرف‪ ،‬ط‪.2006 ،1‬‬
‫‪ -6‬عبدالناصر شماطة‪ ،‬المختصر في النظرية االجتماعية الكالسيكية‪ ،‬جامعة بنغازي‪ ،‬ط‪.2018 ،1‬‬
‫‪ -7‬عثمان سيد أحمد‪ ،‬الشباب وأوقات الفراغ‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪.2001 ،1‬‬
‫‪ -8‬عيد فتحي محمد‪ ،‬اإلرهاب والمخدرات‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪.2005‬‬

‫‪ -9‬محمد بن الغزالي‪ ،‬إحياء علوم الدين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1379 ،‬هـ‪ ،‬ج‪.3‬‬
‫محمد جمال الدين محفوظ‪ ،‬التربية اإلسالمية للطفل والمراهق‪ ،‬دار النصر‪ ،‬القاهرة‪.1986 ،‬‬ ‫‪-10‬‬
‫محمد حمزة‪ ،‬مكافحة اإلرهاب والتطرف وأسلوب المراجعة الفكرية‪ ،‬بدون دار نشر‪.2012 ،‬‬ ‫‪-11‬‬
‫محمد عبدالقادر الشيباني‪ ،‬القيم والعادات االجتماعية في المجتمع الليبي‪ ،‬ط‪ ،1‬بنغازي‪.2009،‬‬ ‫‪-12‬‬
‫محمد عبدالقادر الشيباني‪ ،‬القيم والعادات االجتماعية في المجتمع الليبي‪ ،‬المؤسسة العامة للثقافة‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫‪-13‬‬
‫محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬االعتدال في التدين‪ ،‬جمعية الدعوة اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،2005 ،4‬ص‪.12‬‬ ‫‪-14‬‬
‫معتز عبداهلل‪ ،‬االتجاهات التعصبية أهم أشكالها ومدى عموميتها‪ ،‬المجلس الوطني الثقافي‪ ،‬الكويت‪،‬‬ ‫‪-15‬‬
‫‪.1989‬‬
‫نبيل توفيق السمالوطي‪ ،‬الدين والبناء االجتماعي‪ ،‬ج‪ ،1‬دار الشرق‪ ،‬جدة‪.1981 ،‬‬ ‫‪-16‬‬
‫هاري إلمربارنز‪ ،‬مقدمة في تاريخ علم االجتماع‪ ،‬ترجمة صبحي محمد قنوص‪ ،‬الهيئة الوطنية للبحث‬ ‫‪-17‬‬
‫العلمي‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬
‫الدوريات‬
‫احمد الدجاني‪ ،‬قراءة في شروط الوسطية واالعتدال‪ ،‬مجلة التقريب‪ ،‬العدد ‪ ،36‬السنة ‪ ،2004‬عمان‪،‬‬ ‫‪-18‬‬
‫األردن‪.‬‬
‫الجموعي بكوش‪ ،‬القيم االجتماعية مقاربة نفسية‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات االجتماعية‪ ،‬جامعة الوادي‪،‬‬ ‫‪-19‬‬
‫العدد‪.2014 ،8‬‬
‫عالء زهير الرواشدة‪ ،‬التطرف اإليديولوجي‪ ،‬المجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬المجلد ‪،31‬‬ ‫‪-20‬‬
‫العدد ‪ ،63‬الرياض‪.2015 ،‬‬
‫منير أديب‪ ،‬المسئول األول عن نشأت التطرف‪ ،‬مجلة الوعي اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،515‬الكويت‪.2008 ،‬‬ ‫‪-21‬‬
‫نسرين حمزة السلطاني‪ ،‬دور التربية والتعليم في تحصين عقول الناشئة من التطرف واإلرهاب‪ ،‬مجلة‬ ‫‪-22‬‬
‫كلية التربية األساسية‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬العدد ‪.2015 ،23‬‬
‫الرسائل العلمية‬
‫جالل محمد سليمان‪ ،‬التطرف وعالقته بمستوى النضج النفسي‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية‬ ‫‪-23‬‬
‫التربية‪ ،‬جامعة األزهر‪.1993 ،‬‬
‫سليمة علي حمد‪ ،‬خصائص الطالب بمراكز تحفيظ القرآن الكريم بالمساجد وعالقتها بالقيم االجتماعية‪،‬‬ ‫‪-24‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة بنغازي‪.2016 ،‬‬
‫مراد نعموني‪ ،‬العالقة بين القيم والعمل واالتجاه‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1998 ،‬‬ ‫‪-25‬‬
‫نوال سالم محمد‪ ،‬الفراغ الفكري لدى الشباب‪ ،‬دراسة تحليلية بنظرة تربوية إسالمية‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬ ‫‪-26‬‬
‫منشورة‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلحصائية‪ ،‬جامعة الملك عبدالعزيز‪ ،‬السعودية‪.1998 ،‬‬

‫الدور التربوي لألسرة الليبية في تحقيق الصحة النفسية للطفل في ظل الظروف الراهنة‬
‫أ‪ .‬عبد السالم محمد مصباح بوكنيشة‬ ‫أ ‪ .‬عمر عبد الحميد مفتاح المغربي‬
‫قسم علم النفس ‪ /‬جامعة إجدابيا‬ ‫قسم علم النفس ‪ /‬جامعة إجدابيا‬
‫‪omar.abdalhameed@uoa.edu.ly‬‬ ‫‪Abdalsalam.mohamed@uoa.edu.ly‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫هدفت الدراسة إلى تحديد الدور التربوي الذي تقوم به األسرة في تربية األبناء لتحقيق الصحة النفسية في ظل‬
‫الظروف الراهنة ‪ ،‬إضافة إلى الكشف عن أهم األدوار التربوية لالسرة الليبية في تحقيق الصحة النفسية للطفل الليبي في‬
‫ظل الظروف الراهنة ‪ ،‬ثم معرفة أهم حاجات الطفل الليبي للرعاية األسرية المباشرة ‪ ،‬والكشف عن الفروق بين النوع (أب‬
‫– أم ) وكذلك بين المستوى التعليمي ( أساسي – ثانوي ) وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬وقام الباحثان‬
‫ببناء استبانة مكونة ( ‪ )24‬فقرة ‪ ،‬وتم التأكد من صدقها بعرضها على مجموعة من المحكمين واستخدم لمعرفة ثباتها‬
‫معادلة ألفاكرونباخ والذي بلغ ( ‪ ) 0.68‬وقد طبقت االستبانة على عينة عشوائية (‪ )10‬من أولياء األمور ( أرباب أسر)‬
‫فيما تكونت عينة الدراسة من (‪ ) 50‬من أولياء األمور ( أب ‪ -‬أم ) اختيرت عشوائيا ‪ ،‬وتكشف الدراسة في تحديد بعض‬
‫األدوار المناطة بها في تحقيق صحة ابنهما النفسية من خالل الحوار الهادف والعقاب الغير جسدي أفضل وسيلة للتعامل‬
‫مع الطفل في كل األحوال ‪ ،‬و استخدام الكلمة االيجابية للطفل"أنت ذكي أنت قوي" لها أثر في تغير شخصية ونفسية‬
‫الطفل ‪ ،‬تمارس السلطة في أسرتها مع ضرورة االستماع واعطاء جو من الديمقراطية أيضا ‪ ،‬يمارس سلطته األبوية على‬
‫الولد في الوقت الذي يستمع إليه ويوفر له الحنان الضروري لتنشئته تنشئة سليمة ومتزنة‪ ، ،‬ولتبين الدراسة حاجات الطفل‬
‫في هذه المرحلة والتي كانت من خالل االستبيان تعلم الطفل الصدق من والديه والذي يغرس فيه روح الثقة في النفس وعدم‬
‫الخوف وعدم التردد في الكالم وأن يزرعوا في الطفل االعتماد على النفس والمسؤولية حتى يكون قوي ويتعمد عليه ‪،‬‬
‫وبينت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية لمتغير النوع ‪ ،‬و المستوى التعليمي لألب واألم ‪ .‬وتبين أن من‬
‫أبرز األسباب التي تقف وراء تربية األبناء هي‪ :‬الظروف االجتماعية واالقتصادية والسياسية التي يعيشها الليبيون ‪،‬‬
‫وضعف الوازع الديني لدى اآلباء وانشغال الوالدين بوظائفهم على حساب التربية‪.‬‬

:Abstract
The study aimed at determining the educational role played by the family in raising
children to achieve mental health in the current circumstances, in addition to revealing the
most important educational roles of the Libyan family in achieving the mental health of the
Libyan child under the current circumstances. The researcher used the descriptive analytical
method, and the researchers constructed a questionnaire consisting of (24) paragraphs, and
was verified by its presentation to a group of arbitrators and used to determine the
consistency equation Alvak And Nbach, which amounted to (0.68) was applied to a random
sample questionnaire (10) of parents (heads of household) in the study sample consisted of
Of the parents (father - mother) was chosen randomly,((50
And reveals the study in determining some of the roles assigned to the realization of the
health of their son through psychological dialogue and punishment non - physical best way
to deal with the child in all cases, and use the positive word for the child, "It has an impact
on the personality and psychological changes of the child, exercising power in her family
with the need to listen and give an atmosphere of democracy as well, exercising his parental
authority over the child while listening to him and providing him with the necessary
compassion to nurture a sound and balanced upbringing. It was through the learning
questionnaire The child has the honesty of his parents and instills in him the spirit of self-
confidence and fear and non-reluctance to speak and to plant in the child self-reliance And
the responsibility to be strong and deliberate. The results of the study showed that there
were no statistically significant differences in the gender variable and the educational level of
the father and mother. The main reasons behind the raising of children are: the social,
economic and political conditions experienced by the Libyans, the weakness of religious
belief among the parents and the preoccupation of parents with their jobs at the expense of
education.

‫مقدمة ‪:‬‬
‫نموها‪ ،‬خاصة النمو النفسي أو االنفعالي؛‬

‫تأثير أساسياا في تكوين شخصية الطفل من سائر جوانبها ومراحل ِّ‬ ‫َّ‬
‫إن لألسرة ًا‬
‫ويولد الطفل خاليا من الخبرات والمعارف والسلوكات االجتماعية ويتلقى الدروس األولى في حياته من أسرته بما يسهم في‬
‫أي أسرة‪،‬‬
‫تكوين شخصيته وادراكاته وبما يكفل له أن يتواصل مع محيطه بشكل ايجابي ‪ ،‬وتلعب الظروف التي تعيش فيها ُّ‬
‫دور مه اما وأساسياا في هذا المجال‪ ،‬تعكس بظاللها على الوضع النفسي للطفل‬
‫والعالقات التي تسود بين أفرادها ‪ً -‬ا‬
‫وسلوكياته بصورة مباشرة‪ ،‬األمر الذي ُيلقي على عاتق األسرة مسؤولية كبيرة وحسَّاسة في الوقت نفسه‪ ،‬ومن واجباتها‬
‫لتحقيق صحة نفسية أفضل ألطفالها ‪ ،‬فهي تلعب ٍ‬

‫دور كبير في حياة األطفال‪ ،‬ولها تأثيرها في تنشئتهم عقلايا وانفعالياا‪،‬‬
‫أهم البيئات التي يبدؤون فيها باكتساب‬

‫واجتماعياا وسلوكياا‪ ،‬فهي أولى المصادر التي تلبِّي احتياجاتهم على اختالفها‪ ،‬و ُّ‬
‫تفاعلهم معها‪ ،‬فيتعلَّمون اللغة‪ ،‬و َّ‬

‫يتدربون على أساليب‬ ‫الخبرات وتكوين ِ‬
‫القيم‪ ،‬من خالل المؤثِّرات التي َّ‬
‫يتعرضون لها خالل ُ‬
‫ِ‬
‫النمو العام لألطفال‪ ،‬ومصدر‬

‫اصل‪ ،‬وأنماط السلوك؛ مما يجعل األسرة مركز التأثير األكثر ُعمقًا في ِّ‬
‫التعبير‪ ،‬وأشكال التو ُ‬
‫كل تربية يتأثَّرون بها‪.‬‬

‫ِّ‬
‫وتعتبر األسرة المسرح األول الذي ينمي فيه الطفل قدراته‪ .‬ويكون ذلك عن طريق اللعب‪ ،‬ومشاركة رفاقه في لهوهم‪،‬‬
‫ومسراتهم‪ ،‬وخبراتهم‪ ،‬والشك أن للتشجيع والمناقشة المشروعة أثرها في نمو هذه القدرات وتطورها‪ .‬ويحسن أال نصدمه بأمور‬
‫(‪)1‬‬
‫( فهمي ‪)65 : 1965 ،‬‬ ‫ال يفهمها‪ ،‬أو يصعب عليه القيام بها حتى ال يدب اليأس إلي نفسه‪.‬‬
‫الرْفة‪،‬‬ ‫بالدفء‪ ،‬والم َّ‬

‫ودة و َّأ‬ ‫المفعم ِّ‬
‫فاحتياجه إلى الحب والعطف والحنان‪ ،‬واألمن والطمأنينة واالنتماء‪ ،‬والى الجو األُسري ُ‬
‫التفاهم والثِّقة واالحترام‪ ،‬وال سيَّما في مراحل الطفولة األولى‪ ،‬باعتبار هذه االحتياجات تضمن للطفل ً‬
‫جانبا مه اما‬ ‫ُ‬ ‫القائم على‬
‫من االستقرار العاطفي والنمو االنفعالي السليم‪ ،‬وتُ ِّ‬

‫عزز لديه الشعور باألمان والثقة بالذات‪.‬‬
‫عدة أخرى؛ كالحاجة إلى ممارسة االستقالل الشخصي‪ ،‬والى اكتساب بعض‬ ‫ٍ‬
‫احتياجات َّ‬ ‫كما َّ‬
‫أن الطفل يحتاج إلى إشباع‬
‫المهارات العقليَّة والحركيَّة واالجتماعيَّة األساسية‪ ،‬وبعض المعايير األخالقيَّة‬
‫_________________________‬
‫‪ -1‬فهمي ‪ ،‬مصطفي (‪1965‬م ) مجاالت علم النفس‪ ،‬مكتبة مصر‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪.‬‬

‫المهمة في المجتمع ‪ ،‬و " لألبوين أهمية كبيرة في تلبية مطالب أساسية وجوهرية في تنشئة الطفل تنشئة أسرية ‪،‬ونخص‬
‫َّ‬
‫بالذكر األب لما له من دور كبير في أن يكون قدوة يحتذي بها األبناء ‪ ،‬وصورته في نظرهم عظيمة ال توازيها عظمة "‬
‫(‪)1‬‬
‫( أبو شمالة ‪) 2: 2002،‬‬
‫ومما ال شك فيه أن الدور التربوي الذي تؤديه األسرة تجاه أبنائها يختلف من أسرة إلى أخرى تبعاً للحالة السائدة داخل‬
‫األسرة من حيث المستوى الثقافي‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬واالقتصادي‪ ،‬ومن حيث العالقات السائدة بين الزوج والزوجة من جهة ‪،‬‬
‫وأسلوب تعاملهما مع األبناء من جهة أخرى‪.‬‬
‫أسر يسودها االنسجام التام‪ ،‬واالحترام المتبادل بين الوالدين وسائر األبناء‪ ،‬وال يعانون من أية مشكالت سلوكية‬
‫فهناك ٌ‬
‫بين أعضائها الذين يشتركون جميعاً في االلتزام بالقيم السامية التي تحافظ على بناء وتماسك األسرة‪ ،‬وتستطيع هذه األسر‬
‫تذليل جميع المشاكل والصعوبات والتوترات الداخلية التي تجابههم بالحكمة والتعقل وبالمحبة والتعاطف واالحترام العميق‬
‫لمشاعر الجميع صغا اًر وكبا اًر ‪.‬‬
‫إن عدم االنسجام بين الوالدين يؤدي إلى صراع حاد داخل األسرة‪ ،‬وقد يطفو هذا الصراع على السطح‪ ،‬وقد تشتعل‬
‫حرب باردة بين الوالدين‪ ،‬وقد يترك األب الضعيف الشخصية المسؤولية العائلية لألم‪ ،‬وقد تحاول األم تشويه صورة زوجها‬
‫أمام األبناء وتستهزئ به‪ ،‬مما يؤدي إلى شعور األبناء بعدم االحترام ألبيهم الضعيف والمسلوب اإلرادة ‪.‬‬
‫وهناك الكثير من اآلباء المتسلطين على بقية أفراد العائلة‪ ،‬ولجوئهم إلى أساليب العنف والقسوة في التعامل مع الزوجة‬
‫ومع األبناء‪ ،‬معرضينهم للتوتر الدائم والغضب والقلق ‪،‬واالنطواء ‪ ،‬وحب والسيطرة ‪،‬والعدوانية ‪.‬‬
‫وهناك أسر تعمل فيها األم باإلضافة إلى األب‪ ،‬ومن الطبيعي أن األم العاملة تترك أطفالها في رعاية اآلخرين‪ ،‬سواء‬
‫أكان ذلك في دور الحضانة‪ ،‬ورياض األطفال‪ ،‬أو تركهم لدى األقارب مثل الجد والجدة‪ ،‬وحيث أن أكثر من نصف‬
‫األمهات قد دخلن سوق العمل‪ ،‬فإن النتيجة التي يمكن الخروج بها هي أن أكثر من ‪ %50‬من األطفال يقضون فترة زمنية‬
‫طويلة من النهار في رعاية شخص آخر من غير الوالدين سواء داخل األسرة أو خارجها ‪.‬‬
‫_________________________‬

‫‪ -1‬أبو شمالة‪،‬أنيس عبد الرحمن (‪) 2002‬أساليب الرعاية في مؤسسات رعايـة األيتـام وعالقتها بالتوافق النفسي‬
‫واالجتماعي ‪ ،‬كليـة التربيـة‪،‬الجامعة اإلسالمية‪،‬غزة‪.‬‬
‫إن التربية األسرية تبدأ مع الطفل منذ والدته‪ ،‬ويكون بعد سنوات قد اكتسب عناصر مختلفة عن طريق احتكاكه‬
‫وتفاعله مع إفراد أسرته ومجتمعه‪ ،‬والتنشئة تتضمن كافة عمليات التشكيل والتغيير واالكتساب التي يتعرف لها الطفل خالل‬
‫تفاعله مع اإلفراد والجماعات ويقف على رأس هذه العمليات عمليات ضبط السلوك‪ ،‬واشباع الحاجات‪ ،‬وتأكيد الذات‬
‫واكتساب الشخصية‪ ،‬بمعنى إن التربية األسرية عملية تشكيل االجتماعي لخامات الشخص ‪.‬‬
‫ويرى علماء النفس إن الكائن البشري يجاهد من تحقيق االستقالل من الوالدين‪ ،‬ويحدث ذلك خالل السنوات الثالثة‬
‫األولى من العمر ثم مع البداية المراهقة مرة أخرى‪ ،‬وان ما يقدمه الوالدين وخاصة إالم في إشباع لحاجات الطفل وتحقيق‬
‫(عبد‬ ‫مطالب النمو ودعم مساعدته على االستقالل في المرة األولى يسهم في تحقيق االستقالل في المرة الثانية‪.‬‬
‫الرحمن‪)322، 1988 :‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وتؤثر أساليب التربية األسرية في تنمية واحباط قدرات الطفل‪ ،‬واالم هي مصدر خبرة للطفل بل هي وعاء الخبرة‬
‫األهم في الطفولة المبكرة وفي هذه المرحلة تقع عليها بالدرجة األولى مسؤولية رعاية الطفل جسميا ونفسيا واجتماعيا‪ ،‬وهي‬
‫صاحبة العطاء األول في تلك الرعاية ومن ثم صاحبة التأثير األهم‪( .‬عبد العال‪)172 ،1985 ،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وكذلك إن غياب دور األب في األسرة يؤدي إلى تأثير أدوارهما ومراكزهما وعالقتهما ونتيجة لذلك تقوم األم بدورين‬
‫وهذا يؤدي باألبناء إلى التعلق غير األمن بأمهاتهم‪ ،‬وقد وجد في دراسة (بوبلي ‪ )1988‬إن األبناء الذين يبدون مظاهر‬
‫التعلق غير األمن يكونون أكثر عرضه لالكتئاب (حداد‪ ،2000 ،‬ص ‪)290‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وتعد األسرة المكونة من األب واألم أقدم مؤسسة اجتماعية للتربية عرفها اإلنسان‪ ،‬وال تزال تقوم بدورها في تعليم‬
‫البسيطة‬ ‫ومعارفها‬ ‫المحدودة‬ ‫ومهاراتها‬ ‫الحياة ‪،‬‬ ‫بخبرات‬ ‫وتزويدهم‬ ‫النشء‪،‬‬ ‫وتهذيب‬
‫(أبو دف ‪) 162 : 2006 ،‬‬

‫(‪)4‬‬
‫_________________________‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن‪ ،‬عبد الكريم محمود ( ‪ ) 1988‬شخصية الطفل واساليب التربية االسرية ‪ ،‬مجلة كلية التربية األساسية‬
‫جامعة بابل ‪ ،‬آذار ‪ 2014 ،‬م ‪ ،‬العراق ‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد العال ‪ ،‬حسن (‪ : )1985‬التربية وال طبيعة اإلنسانية ‪ ،‬دار عالم الكتب ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬
‫‪ -3‬حداد‪ ,‬ياسـمين (‪ )2000‬أنـماط التعلـق وعالقتهـا بالتفاعـل االجتماعـي اليـومي والتكيـف النفسي لطلبة جامعيين‪ .‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ,‬الجامعة االردنية‪ ,‬عمان‪.‬‬
‫‪ -4‬أبو دف‪،‬محمود(‪ )2006‬دراسات في الفكر التربوي اإلسالمي ‪ ،‬الطبعة األولي ‪.‬‬
‫ويظهر‬
‫اء في مرحلة الطفولة المبكرة أو في مرحلة الدراسة الثانوية ‪،‬هذا ُ‬
‫فاألسرة لها دو ار كبي ار في تعليم الطفل وتطوره سو ً‬
‫األطفال الذين يعيشون في بيوت تمارس فيها النشاطات التعليمية بانتظام ميالً أكبر في تطوير ممارستهم التعلمية مقارنةً‬
‫باألطفال الذين ال يتعرضون بانتظام لمثل هذه النشاطات ‪.‬ويمكن القول بالمثل بأن الطلبة الذين يق أر لهم أهلهم ‪،‬ويجيبون‬
‫عن أسئلتهم حول الكتب والمطبوعات‪،‬ويعطونهم الفرصة لالتصال بالمواد القرائية والكتابية ‪،‬ويتلقون تعزي اًز إيجابياً على‬
‫آثار إيجابية في تطوير قدراتهم القرائية والكتابية ‪ ،‬وهنالك عدة عوامل تلعب دوا كبي ار في‬
‫‪،‬يظهرون ً‬
‫نشاطاتهم التعلمية ُ‬
‫تكوين شخصية الطفل وهي عالقة الوالدين ومعاملتهم للطفل ‪ ،‬وكذلك الجو األخالقي والعاطفي داخل األسرة لما له من دور‬
‫في تكوين شخصية الطفل ‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة ‪:‬‬
‫يساهم الدور التربوي لألسري في تنمية قدرات وحاجات الطفل ‪ ،‬حيث يحقق الدور التربوي لألسري المالئم أهم مطالب‬
‫النمو النفسي واالجتماعي للطفل ‪ ،‬ومن خالله يتعلم ممارسة االستقالل الشخصي ‪ ،‬واالجتماعي ‪ ،‬والطفل في جميع‬
‫المراحل السابقة نجده متأث ار باألسرة ‪ ،‬وتمثل األسرة الوسيط الذي ينقل كافة المعارف والمهارات واالتجاهات والقيم التي‬
‫تسود المجت مع بعد أن تترجمها إلى أساليب عملية في تنشئة األبناء ‪ ،‬متمثلة في توفير المجال الكافي لهم لمتابعة ميولهم‬
‫وهواياتهم داخل المنزل وخارجه ‪ ،‬ومناقشتهم في الموضوعات التي تهمهم وتشجيعهم على اإلطالع ‪ ،‬إن هذه الممارسات‬
‫تساهم بشكل إيجابي في رعاية وتشجيع اإلبداع ‪ ،‬توفير المناخ التربوي السليم والمناسب لتنشئة أبنائها تحقق صحة نفسية‬
‫له ‪ ،‬لذا فإن هذه الدراسة سوف تحاول اإلجابة عن اإلسئلة التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬م ا دور األسرة الليبية في تحقيق الصحة النفسية للطفل من خالل األدوارالتربوية التي تتقلدها؟‬

‫‪ -2‬ما هي أهم األدوار التربوية لالسرة الليبية التي تحقق الصحة النفسية للطفل في ظل الظروف الراهنة ؟‬
‫‪ -3‬ما هي أهم حاجات الطفل الليبي للرعاية األسرية المباشرة ؟‬
‫‪ -4‬هل توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى داللة (‪ )0.05  ‬للدور الذي تقوم به األسرة في تحقيق الصحة النفسية‬
‫للطفل في ظل الظروف الراهنة وفقا لمتغير النوع ( األب واألم )؟‬
‫‪ -5‬هل توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى داللة (‪ )0.05  ‬للدور الذي تقوم به األسرة في تحقيق الصحة النفسية‬
‫للطفل في ظل الظروف الراهنة وفقا لمتغير مستوى تعليم األب واألم ؟‬
‫أهمية الدراسة ‪:‬‬
‫إن هذا الموضوع يعتبر من أهم الموضوعات التي ينبغي تناولها بالبحث والتفصيل لألهمية المتزايدة للصحة النفسية‬
‫للطفل ‪ ،‬خاصة في حياة األسرة ‪ ،‬والتي تتمثل في الجوانب السلوكية والعاطفية واالجتماعية للحياة اليومية ‪ ،‬وتؤثر بصورة‬
‫مباشر في تفكك‬
‫ًا‬ ‫سببا‬
‫مباشرة على األسرة‪ ،‬فهي تكون وسيلة للترابط والتضامن األسري ‪ ،‬واضطراب هذه الصحة قد يكون ً‬
‫األسرة واختالل توازنها ‪ ،‬واضطراب الصحة النفسية للطفل ‪.‬‬
‫أحيانا‪ ،‬فكم من األطفال أحضروا للعيادات النفسية‬

‫ً‬ ‫وطريقة عمل األسرة وتعاملها من المنظور النفسي‪ ،‬تثير الحيرة‬
‫وتكون شكوى الوالدين أنه غير مطيع وغير مكترث بدروسه‪ ،‬ويعاني من اضطراب الـمسلك‪ ،‬وفي النهاية نكتشف أن الطفل‬
‫غير مريض‪ ،‬وانـما المريض هو شخص آخر داخل األسرة كأحد األبوين مثالً‪ ،‬ويكون هو سبب األزمة النفسية التي يعاني‬
‫منها الطفل‪.‬‬
‫وكم الحظنا أن بعض األسر تقام داخلها أحالف تآمرية‪ ،‬يستقطب فيها أحد الوالدين مجموعة من األطفال‪ ،‬ويستقطب‬
‫اآلخر مجموعة أخرى ‪ ،‬ولئن كانت هذه الظاهرة النفسية ال شعورية في كثير من الحاالت‪ ،‬إال أنها بال شك تهز كيان‬
‫األسرة‪.‬‬

‫أيضا لديها ما يعرف «بالطفل المدلل»‪ ،‬الذي ُيعامل معامـلـة فيها الكثـير مـن التدليــل‪ ،‬ويفــرض‬
‫وها هي بعض األسر ً‬
‫حـولــه طـوق نفسي مـما يضر به وبإخوته اآلخرين من ناحية الـتربية والتـنشئة النفسية واالجتماعية ‪ ،‬لذا يمكن أن نجمل‬
‫أهمية هذه الدراسة في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب على أولياء األمور معرفة األساليب التربوية الجيدة المتبعة في األسرة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يتمتع ا لطفل بشخصية سليمة تؤهله على التكيف السليم والصحي والتفاعل االيجابي مع محيطه االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -3‬ما يمكن لهذه الدراسة أن تقدمه من نتائج تؤكد على الدور التربوي للوالدين وتقديم التوجيه واالرشاد للوالدين نحو‬
‫التعامل الناجع مع أبنائهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬استفادة المعلمين وأولياء األمور من معرفة اآلثار السلبية ألدوارالتربية األسرية الخاطئة على الصحة النفسية للطفل‪.‬‬
‫‪ -5‬استفادة وأولياء األمور من قائمة الحلول والبدائل التربوية لتجنب األدوار الخاطئة للتربية األسرية ‪ ،‬واستخدام أساليب‬
‫التربية األسرية الناجحة ‪.‬‬
‫أهداف الدراسة ‪:‬‬
‫‪ -‬الكشف عن دور األسرة الليبية في تحقيق الصحة النفسية للطفل ‪.‬‬
‫‪ -‬ا لكشف عن أهم األدوار التربوية لالسرة الليبية في تحقيق الصحة النفسية للطفل الليبي في ظل الظروف الراهنة ‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة أهم حاجات الطفل الليبي للرعاية األسرية المباشرة ‪.‬‬
‫‪ -‬ا لكشف عن الدور الذي تقوم به األسرة في تحقيق الصحة النفسية للطفل في ظل الظروف الراهنة وفقا لمتغير النوع (‬
‫األب واألم )‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن الدور الذي تقوم به األسرة في تحقيق الصحة النفسية للطفل في ظل الظروف الراهنة وفقا لمتغير مستوى‬
‫تعليم األب واألم ‪.‬‬

‫حدود الدراسة ‪ :‬ـ الحدود البشرية ‪ :‬ويتمثل فى األشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة وهم أولياء األمور األطفال والبالغ‬
‫عددهم ( ‪ ) 50‬أب وأم ‪.‬‬
‫ـ الحدود المكانية ‪ :‬ويتمثل فى المكان الذى أجريت فيه الدراسة وهى مدينة إجدابيا ‪.‬‬
‫ـ الحدود الزمنية ‪ :‬ويتمثل فى الفترة التى أجريت فيها الدراسة وهى ‪ 2018(:‬م ‪)2019 -‬‬
‫مصطلحات الدراسة ‪:‬‬
‫تعريف التربية لغويا‪ -:‬ربى‪ ،‬يربى‪ ،‬على وزن خفا يخفي‪ ،‬ومعناها نشأ وترعرع ‪ ،‬و ربا يربو‪ ،‬بمعنى زاد ونما‪.‬‬
‫الدورالتربوي ‪ :‬عبارة عن مجموعة األنشطة التي يقوم بها األب واألم للطفل من أجل التوجيه واإلرشاد ‪.‬‬
‫األسرة ‪ :‬هي وحدة بنائية تتشكل من رجل وامرأة تصل بينهما عالقات معنوية متماسكة مع األطفال واألقارب في حين‬
‫وجودها يكون مستندا على الدوافع الغريزية والمصالح المتبادلة والشعور المشترك الذي يتناسب مع تطلعات وآمال أف اردها ‪.‬‬
‫( حسن ‪)551: 1970 ،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫_________________________‬
‫‪ -1‬حسن ‪،‬عبد الباسط محمد‪،1970،‬علم االجتماع الصناعي ‪ ،‬مكتبة االنجلو ‪،‬القاهرة ‪،‬مصر ‪.‬‬
‫الصحة النفسية ‪:‬‬
‫إنها قابلية الفرد على التوافق الشخصي واالجتماعي ‪ ,‬والتوافق يعني االنسجام والمؤازرة والمشاركة ‪،‬وتعرف على أنها " حالة‬
‫عقلية انفعالية دائمة نسبيا يكون فيها الفرد متوافقا نفسيا واجتماعيا أي مع نفسه ومع بيئته ويشعر فيها بالسعادة مع نفسه‬
‫ومع اآلخر يكون قاد ار على تحقيق ذاته واستغالل قدراته وامكانياته ويكون قاد ار على مواجهة مطالب الحياة "‬

‫(عبد الخالق ‪)1993‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬هي عملية تزويد الطفل بما يحتاج إليه من الثقافة اإلنسانية الضرورية‪ ،‬وتغذيته بما يحتاج إليه من األغذية‪،‬‬
‫ورعايته خالل نموه‪ ،‬وتهذيب أخالقه‪ ،‬ونفسه لينشأ نشأة سليمة‪ ،‬ولينمو نموا كامال متكامال من الناحية الجسمية والروحية‪،‬‬
‫والعقلية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬واألخالقية حتى يعلو شأنه‪ ،‬وترتفع منزلة ويكون شريفا في قومه ‪.‬‬
‫ويعريفها الباحثان ‪ :‬بأنها الطريقة أو األسلوب الذي يتعامل بها الوالدين مع الطفل خالل فترات حياته من الوالدة إلى‬
‫الرشد‪.‬‬
‫الظروف الراهنة ‪ :‬هي الظروف النفسية واالجتماعية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية الصعبة التي تمر بها األسرة‬
‫الليبية ‪.‬‬
‫_________________________‬
‫‪ -1‬عبد الخالق ‪ ،‬أحمد محمد (‪ )1993‬أصول الصحة النفسية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫مصر ‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‬
‫من خالل االطالع على الدراسات السابقة التي تتحدث عن موضوع البحث نجد أن الدراسات قد تنوعت في التطرق‬
‫لهذا الموضوع ‪ ،‬وفيما يلي عرض لبعض الدراسات التي اهتمت بموضوع البحث الحالي مرتبة من األقدم إلى األحدث وهى‬
‫كاآلتى‪ :‬ـ‬
‫‪ -3‬دراسة باحارث‪ )1989( ،‬مسؤولية األب المسلم في تربية الولد الذكر في مرحلة الطفولة‪.‬‬
‫وت حدث فيه عن مسؤولية األب المسلم في تربية الولد الذكر في مرحلة الطفولة‪ ،‬وقد اقتصر على ثالثة جوانب فقط‬
‫وهي‪ :‬الجانب الخلقي‪ ،‬والجانب الفكري‪ ،‬و الجانب الجسمي‪،‬كما ذكر أهم العقبات التي تعوق األب المسلم عن أداء دوره‬
‫التربوي بشكل فعال‪ ،‬مبيناً الطرق السديدة التي تمكنه من التغلب على هذه العقبات‪ ،‬وقد هدفت هذه الدراسة إلى توضيح‬

‫نظرة اإلسالم إلى دور األب في األسرة‪ ،‬ووضع نموذج عملي لدور األب في تربية الولد الذكر‪ ،‬مع تعريفه بأهم العقبات‬
‫التي تواجهه في هذه المهمة‪ ،‬وقد استخدم المنهج االستنباطي والمنهج الوصفي‪ ،‬ومن أهم نتائج هذه الدراسة ‪ :‬وجوب تربية‬
‫األبناء على األب‪ ،‬أن مرحلة الطفولة مرحلة مناسبة للتربية‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة علي ( ‪2003‬م) بعنوان ‪ :‬الدور التربوي لألسرة في ضوء المعايير اإلسالمية ومدى تمثله في األسرة‬
‫الفلسطينية من وجهة نظر أبنائها ‪.‬‬
‫هدفت الدراسة إلى التعرف على الدور التربوي لألسرة في األسرة الفلسطينية والكشف عن درجة الفروق بين المتغيرات‬
‫الدراسة " الجنس ‪ ،‬السكن ‪ ،‬المستوى التعليمي لألبناء والقتصادي وحجم األسرة ‪ ،‬استخدمت الباحثة استبانة طبقتها على‬
‫عينة الدراسة التي تكونت من (‪ )985‬طالبا وطالبة في الصف العاشر في منطقة غزة التعليمية ‪ ،‬ومن أهم ما توصلت إليه‬
‫نتائج الدراسة وجود فروق دالة إحصائيا في تمثيل الدور التربوي المناط باألسرة الفلسطينية تعزى لمتغير الجنس والسكن‬
‫والمستوى االقتصادي وحجم األسرة وعدم وجود أي فروق تعزى لمتغير المستوى التعليمي لألبناء ‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسة العبد اهلل ‪ ) 2011 ( ،‬هدفت إلى معرفة المستوى االقتصادي والتعليمي لألسرة ودوره في المستوى‬
‫التحصيلي لطلبة المرحلة الثانوية بمحافظة أدلب ‪.‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على دور األسرة في التحصيل الدراسي لطلبة المرحلة الثانوية كما هدفت إلى التعرف‬
‫على مدى تأثير المستوى االقت صادي والتعليمي لألسرة على تحصيل األبناء‪ ،‬إضافة إلى التعرف على أهم الصعوبات التي‬
‫تعترض مسيرتهم التعليمية‪ .‬ولبلوغ أهداف هذه الدراسة استخدم المنهج الوصفي القائم على التحليل والنقد والمالحظات‬
‫الميدانية‪ ،‬وقد تم استخدام االستبانة لغرض الدراسة كأداة رئيسة لجمع البيانات والمعلومات‪ .‬انحصرت عينة الدراسة في‬
‫طلبة المرحلة الثانوية (الثالث الثانوي) بفرعيه العلمي واألدبي طالبا وطالبات في محافظة إدلب في الجمهورية العربية‬
‫السورية‪ ،‬وقد تم اختيار عينة الدراسة من أكثر من عشرين مدرسة ثانوية عشوائياً موزعة على الحاضرة والريف ولتكون‬
‫ممثلة فعال لمختلف المستويات االقتصادية والتعليمية‪ ،‬وكما تم اختيار الطلبة ضمن ثالثة مستويات‪ :‬متفوق د ارسياً ومتوسط‬
‫ومقصر دراسياً استناداً إلى نتيجة اختبارات سابقة‪ .‬وكان ملخص نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن لألسرة دو ار واضحا في المستوى التحصيلي لطلبة المرحلة الثانوية بشكل عام في محافظة إدلب في سورية‪.‬‬

‫‪ -2‬للمستوى اال قتصادي المرتفع لألسرة دور في ارتفاع تحصيل الطلبة الدراسي من خالل تأمين احتياجاتهم الدراسية‪.‬‬
‫‪ -3‬للمستوى التعليمي المرتفع لألسرة دور في ارتفاع المستوى التحصيلي ألبنائهم من خالل رسم خطط وجداول للدراسة‬
‫وكذلك تدليل بعض العقبات الدراسية التي تعترضهم أثناء أداء واجباتهم ومذاكرة دروسهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يوجد معوقات في التحصيل الدراسي لطلبة المرحلة الثانوية تعزى للمستوى االقتصادي والتعليمي لألسرة‪.‬‬
‫‪ -5‬يعزى التفوق الدراسي والتقصير الدراسي في الغالب للطالب نفسه ويرجع لمدى اهتمامه ورغبته وانخفاض وارتفاع‬
‫مستوى دافعتيه للتحصيل ‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسة العناسوه‪2011 (،‬م ) دور األسرة والمدرسة اإلسالمية في تكوين شخصية الطفل المسلم ‪.‬‬
‫هدفت الدراسة إلى وصف وتحليل الدور الذي تؤديه األسرة والمدرسة اإلسالمية في تكون شخصية الطفل المسلم في‬
‫المرحلة العمرية من (‪ )12-6‬سنة‪.‬‬
‫وبينت نتائج الدراسة أهمية التعاون بين األسرة والمدرسة والتفاعل بينهما من خالل الزيارات المنظمة التي يعد غيابها‬
‫مشكلة‪ ،‬باإلضافة إلى ندرة المعلومات الكافية حول غياب الوعي الكامل بها‪ .‬وبينت نتائج الدراسة أهمية التعاون بين األسرة‬
‫والمدرسة‪ ،‬وذلك من خالل مجالس اآلباء والمعلمين؛ إذ تنعكس تربية المدرسة على سلوك الطفل األمر الذي يدعو إلى‬
‫تكثيف الجهود‪ ،‬ومشاركة األطراف اإلنسانية جميعها في توجيه الطفل إلى األهداف التربوية واإلسالمية توجيها سليما‪.‬‬
‫وركزت نتائج الدراسة أيضا على إبراز صورة الطفولة عند بعض المربين المسلمين األوائل‪ ،‬ودور األسرة في بناء شخصية‬
‫الطفل المسلم في المرحلة العمرية من (‪ )12-6‬سنة‪.‬‬
‫مناقشة الدراسات السابقة‬
‫يتضح من استعراض الدراسات السابقة أنها تناولت موضوعات لها صلة بموضوع البحث حيث أن منها قد تناولت‬
‫دور األسرة التربوي في تنشئة األطفال النفسية ومنها ما تناول دور أحد األب باعتباره الركيزة في المحافظة على كيان‬

‫األسرة ومنها ما كان يهتم برأي البناء حول آباءهم ومنها ما كان تعزيز بعض القيم في نفوس األبناء لتختلف في العينة‬
‫المختار والهداف وقد عمدنا إلى مناقشة هذه الدراسات في هذا الفصل والتي كانت على النحو التالي ‪:‬‬
‫أوجه االتفاق ‪:‬‬
‫(‬ ‫من ناحية الموضوع فقداتفقت الدراسة الحالية مع دراسة (باحارث‪1989 :‬م) ودراسة‬
‫العناسوه ‪2011‬م ) ودراسة ( العبد اهلل ‪2011:‬م ) في أن كل هذه الدراسات قد تناولت دور األسرة التربوي ‪ ،‬واتفقت من‬
‫( العبد اهلل‪2011 :‬م ) في أن كل منها كان‬ ‫ناحية األهداف مع دراسة ( العناسوه ‪2011:‬م ) ودراسة‬
‫هدفها تكوين شخصية الطفل وعالقة المستوى التعليمي للوالدين بها ومع ودراسة (علي‪2003 :‬م) ومن ناحية المنهج فقد‬
‫اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج الوصفي ليكون لها مرشدا في تحقيق أهدافها لتتفق في ذلك مع دراسة كل من ودراسة‬
‫( العناسوه ‪2011:‬م )‬ ‫(علي‪2003 :‬م) ودراسة ( عبد اهلل ‪2009:‬م ) ودراسة ( العبد اهلل‪2011 :‬م ) و دراسة‬
‫في أن كل هذه الدراسات استخدمت المنهج الوصفي في تحقيق أهدافها أما من ناحية المجتمع واختيار العينة فقد كان‬
‫مجتمع هذه الدراسة رب األسرة ( األب واألم ) لتتفق مع دراسة ( العبد اهلل ‪2011:‬م ) و دراسة ( العناسوه‪2011 :‬م ) ومن‬
‫ناحية األساليب اإلحصائية فقد استخدمت هذه الدراسة الحالية عدة أساليب اتفقت مع دراسة (علي ‪2003‬م ) ودراسة (‬
‫العبد اهلل‪2011 :‬م ) و دراسة ( العناسوه‪2011 :‬م ) في أن كل هذه الدراسات استخدمت ومنها المتوسط الحسابس‬
‫واالنحراف المعياري والوزن النسبي و (اختبار ‪ )T‬والفاكرونباخ ‪ ،‬ومن ناحية النتائج فإن الدراسات السابقة قد اتفقت كدراسة‬
‫(باحارث ‪1989‬م) و( العبد اهلل‪2011 :‬م ) في أن الجانب االقتصادي لألسرة له دور كبير في عملية التربية والتنشئة‬
‫والتحصيل العلمي لألبناء ‪ ،‬في حين اتفقت دراسة (العناسوه ‪:2011‬م ) مع دراسة ( العبد اهلل‪2011 :‬م ) في أن المستوى‬
‫التعليمي المرتفع لألبوين له دور فعال في التربية األسرية وكذلك في التحصيل العلمي لألبناء ‪.‬‬
‫أما أوجه االختالف ‪:‬‬
‫( العبد اهلل‪2011 :‬م )‬ ‫من ناحية الموضوع الدراسة الحالية تناولت الدور التربوي لألسرة لتختلف مع دراسة‬
‫التي تعدت مرحلة األطفال إلى مرحلة الشباب ‪ ،‬ومن ناحية المنهج المستخدم فقد اتخذت الدراسة الحالية المنهج الوصفي‬
‫منهجا لها في البحث لتختلف مع دراسة (باحارث‪1989 :‬م) التي اتخذت من المنهج االستبطاني منهجا لبحثها وأما من‬

‫ناحية المجتمع فقد ركزت الدراسة الحالية على دور األبوين مجتمعين في حين أن دراسة (باحارث ‪1989:‬م) كانت قد‬
‫ركزت على دور األب فقط واختلفت مع دراسة (علي‪2003 :‬م ) الذي كان مجتمعه من األبناء ورأيهم في دور اآلباء في‬
‫التنشئة وأما من ناحية النتائج فقد اختلفت دراسة ( العبد اهلل‪2011 :‬م ) مع دراسة (علي‪2003 :‬م ) حيث بينت دراسة (‬
‫العبد اهلل‪2011 :‬م ) أن هناك فروق في المستوى التعليمي لألسرة أثر في ارتفاع تحصيل األبناء في حين دراسة (علي‪:‬‬
‫‪2003‬م ) لم تبين أن هناك فروق في المستوى التعليمي ‪ ،‬كما اختلفت دراسة ( العناسوه‪2011 :‬م ) في الجانب التعليمي‬
‫لألسرة ‪ ،‬وقد تميزت هذه الدراسة في أنها تبين األدوار التربوية لألبوين في جانب تحقيق الصحة النفسية للطفل وهو جانب‬
‫جد ذو أهمية وبارز في عملية التنشئة السليمة للطفل وخاصة في هذه المرحلة العمرية الهامة ‪.‬‬
‫‪ -1‬منهجية الدراسة ‪:‬‬
‫استخدم الباحثان المنهج الوصفي التحليلي ‪ ،‬وذلك لمناسبته للبحث الحالي ‪ " ،‬فالمنهج الوصفي يقوم بوصف ما هو‬
‫كائن وتفسيره ‪ ،‬ويهتم بتحديد الظروف والعالقات التي توجد بين الوقائع ‪ ،‬كما يهتم بتحديد الممارسات الشائعة والسائدة ‪،‬‬
‫والتعرف على اتجاهات ومعتقدات األفراد " ( السيد ‪2005 ،‬م ‪)134 ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ولقد قام الباحثان بجمع المعلومات والبيانات عن طريق بطاقة االستبيان ‪ ،‬ومن ثم قام الباحثان بتحليلها ‪ ،‬واستخالص‬
‫النتائج واعداد التوصيات المناسبة التي توصلت إليها في ضوء نتائج البحث‬
‫‪ -2‬مجتمع البحث ‪:‬‬
‫يشير معنى مجتمع البحث إلى المجموعة الكلية من العناصر التي يسعى الباحثان إلى أن يعمم عليها النتائج ذات‬
‫العالقة بالمشكلة المدروسة ‪ ،‬بينما يشير معنى عينة البحث إلى " تلك العينة التي تتوزع فيها خصائص المجتمع بنفس‬
‫وقد تكون مجتمع هذا البحث من أسر أطفال رياض األطفال ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫النسب الواردة في المجتمع‪( .‬عودة ‪1987:‬م ‪)127،‬‬
‫‪3‬ـ عينة الدراسة ‪:‬‬
‫لقد استخدم الباحثان أسلوب العينة العشوائية البسيطة حيث بلغ حجم العينة التي تم اختيارها (‪ )50‬منقسمين إلى (‬
‫‪ ) 27‬أب ‪ ،‬و ( ‪ ) 23‬أم ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )1‬يوضح توزيع أفراد العينة ‪.‬‬
‫النسبة ‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫األسرة‬
‫‪%54‬‬ ‫‪27‬‬ ‫أب‬
‫‪%46‬‬ ‫‪23‬‬ ‫أم‬
‫‪%100‬‬ ‫‪50‬‬ ‫المجموع‬
‫_______________‬
‫‪ -1‬السيد‪،‬فؤاد بهي ( ‪)2005‬علم النفس اإلحصائي وقياس العقل البشري‪،‬ط‪،4‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -2‬عودة ‪ ،‬أحمد –و ملكاوي فتحي ‪1987‬ف‪ :‬أساسيات البحث العلمي في التربية والعلوم اإلنسانية الزرقاء ‪ :‬مكتبة‬
‫المنار للنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أداة جمع البيانات ‪:‬‬
‫لقد اعتمد الباحثان فى هذا البحث على أداة األستبانة كأداة لجمع البيانات من أفراد العينة وقد و اشتملت األداة في‬
‫صورتها األولية على ثالثة أجزاء وهي كالتالي ‪:‬‬
‫ـ مقدمة األستبانة ‪ :‬وتشمل على التعريف بالجهة القائمة بالدراسة ‪.‬‬
‫ـ البيانات األساسية ‪ :‬وتشمل على متغيرات الدراسة وهي ‪ :‬النوع ‪ ،‬ومستوى تعليم األب ‪ ،‬ومستوى تعليم األم ‪.‬‬
‫ـ قائمة المقياس والذى اعتمد على مقياس( ليكرت الخماسي ) و تحوي االستبانة على ( ‪ ) 24‬فقرة ‪ ،‬ومن ثم تم عرض‬
‫األستبانة على مجموعة من المحكمين من ذوى الخبرة واالختصاص فى مجال التربية وعلم النفس من كلية اآلداب جامعة‬
‫إجدابيا ‪ ،‬وذلك بهدف تعديل أو إضافة أو حذف بعض الفقرات‪.‬‬
‫حيث بلغ صدقها (‪ )%85‬في حين بلغ ثباتها (‪ )0.68‬و التي تعد هذه القيمة مطمئنة ‪ ,‬ومن ثم أصبحت األداة‬
‫جاهزة للتطبيق حيث قام الباحثان بجمع البيانات من المبحوثين وبتوضيح الهدف من البحث والتأكيد على سرية المعلومات‬

‫للمبحوثين ‪ ،‬وأهميتها ألغراض البحث العلمي وقد حرص الباحثان خالل جمع البيانات على إقامة عالقة طيبة وتحقيق‬
‫األلفة مع المفحوصين ‪.‬‬
‫وبقراءة التعليمات والتأكد من فهمهم لها ولكيفية اإلجابة عليها ‪ ،‬وكتابة البيانات بشكل صحيح ‪ ،‬كما تم التأكيد على‬
‫الجدية ‪ ،‬واألمانة ‪ ،‬والصراحة في اإلجابة ‪ ،‬حيث تم التوزيع على ( ‪ ) 50‬أب وأم من عينة الدراسة وتم استرجاع ( ‪) 50‬‬
‫استمارة لذا ال وجود للفاقد ‪ ،‬وبعد التأكد من جمع البيانات تم تفريغها للتحليل اإلحصائي ‪ ،‬والذى أعتمد فيه الباحثان على‬
‫الحاسب اآللى بإستخدام برنامج ( ‪) spss‬‬
‫األساليب اإلحصائية ‪-:‬‬
‫تم تحليل البيانات إحصائيا من خالل استخدام الحزمة اإلحصائية (‪ ) SPSS‬عن طريق األساليب اإلحصائية التي تتناسب‬
‫مع طبيعة البيانات المجمعة وهي ‪-:‬‬
‫‪ -2‬االنحراف المعياري ‪ -3 .‬الوزن النسبي‬ ‫‪-1‬المتوسطات الحسابية ‪.‬‬
‫‪ -6‬مستوى الدال لة‪.‬‬ ‫‪ -5‬درجة الحرية ‪.‬‬ ‫‪ -4‬المتوسط الفرضي ‪.‬‬
‫‪ -7‬اختبار ‪. T‬‬
‫عرض النتائج وتفسيرها‬
‫تعد هذه المرحلة من أهم مراحل البحث العلمي حيث يتم فيها عرض النتائج التي تم التوصل إليها وفق الترتيب‬
‫ألهداف الدراسة لتصبح ذات معنى وداللة ‪ ،‬والخروج بنتائج علمية وحقائق قد تكون محل ثقة علمية ‪ ،‬إذاً فالبحث العلمي‬
‫يبدأ من الدراسة ومعالجتها إحصائياً وتفسيرها ومناقشتها ‪.‬‬
‫الهدف األول ‪ :‬والذي صيغته الكشف عن الدور التربوي لالسرة الليبية في تحقيق الصحة النفسية للطفل في ظل‬
‫الظروف الراهنة ‪ ،‬ولمعرفة ذلك تم حساب المتوسط الحسابي والوسط الفرضي واالنحراف المعياري والقيمة التائية كما هو‬
‫موضح بالجدول التالي ‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ )2‬يوضح المتوسط الحسابي والوسط الفرضي واالنحراف المعياري والقيمة التائية‬

‫مستوى‬ ‫قيمة ‪T‬‬ ‫درجة‬ ‫االنحراف‬ ‫المتوسط‬ ‫المتوسط‬ ‫حجم‬ ‫مقياس‬

‫الداللة‬ ‫الحرية‬ ‫المعياري‬ ‫الحسابي‬ ‫الفرضي‬ ‫العينة‬
‫الدور‬
‫‪.000‬‬ ‫‪40.103‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪18.130‬‬ ‫‪99.128‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪50‬‬
‫التربوي‬
‫يتضح من الجدول السابق بأنه يوجد انتشار للدور التربوي لألسرة الليبية في تحقيق الصحة النفسية للطفل عند‬
‫مستوى داللة ( ‪ ، ) . 000‬حيث بلغت قيمة ‪ ) 40.103 ( T‬بمتوسط الحسابي قدره ( ‪ ، ) 99.128‬بانحراف معياري (‬
‫‪ ، )18.130‬والوسط الفرضي (‪ )72‬وهذا يعطي بأن هناك انتشار للدور التربوي لألسرة ‪ ،‬وقد يرجع السبب في ذلك إلى‬
‫مدى تماسك جدار األسرة الليبية وانصياعها لدورها الذي انيطت به من تحمل أعباء المسؤولية الملقاة على عاتقها من تربية‬
‫األوالد ذكو ار كانوا أو إناثا خاصة في هذه السن على االستقامة في جميع مناحيها األخالقية والسلوكية وأن االنطباع العام‬
‫( األب أو األم ) متأصل لدى كثير من الليبيين‬ ‫نحو تكوين األسرة الحقيقية التي ترث الطباع من رب األسرة‬
‫وقد اتفقت هذه التنيجة على ما جاءت به نتيجة دراسة ( العبد اهلل ‪2011 :‬م) في أن مستوى الدور الذي تلعبه األسرة كان‬
‫( العناسوه ‪2011 :‬م) والتي بينت أهمية التعاون بين األسرة والمدرسة له مستوى عال‬ ‫واضحا ود ارسة‬
‫وواضح فيشمل األدوار التي انيطت بها األسرة والمدرسة‪.‬‬
‫الهدف الثاني ‪ :‬والذي صيغته معرفة أهم األدوار التربوية لالسرة الليبية التي تحقق الصحة النفسية للطفل في ظل‬
‫الظروف الراهنة ‪،‬ولمعرفة ذلك تم إيجاد المتوسط الحسابي والوزن النسبي وترتيب المجاالت والجدول التالي يوضح ترتيب‬
‫مجال األدوار التربوية لألسرة الليبية ‪:‬‬
‫الجدول (‪ )3‬يوضح المتوسط الحسابي والوزن النسبي وترتيب المجاالت‬
‫الترتيب‬ ‫الوزن النسبي‬ ‫المتوسط الحسابي‬ ‫المجاالت‬ ‫ت‬
‫الرابع‬ ‫‪38‬‬ ‫‪19‬‬ ‫غرس القيم األخالقية والدينية‬ ‫‪1‬‬
‫الثاني‬ ‫‪42‬‬ ‫‪21‬‬ ‫إشباع الحاجات النفسية لألبناء‬ ‫‪2‬‬
‫الخامس‬ ‫‪36‬‬ ‫‪18‬‬ ‫العدالة االجتماعية في المعاملة‬ ‫‪3‬‬

‫األول‬ ‫‪44.6‬‬ ‫‪22.3‬‬ ‫تشجيع الطفل في مشاركة النشاطات‬ ‫‪4‬‬
‫الثالث‬ ‫‪38.2‬‬ ‫‪19.10‬‬ ‫االبتعاد عن استخدام األساليب العقابية تجاه الطفل‬ ‫‪5‬‬
‫*‬ ‫‪198.256‬‬ ‫‪99.128‬‬ ‫مجموع جميع المجاالت‬
‫يتضــح مــن خــالل الجــدول الســابق أن تشــجيع الطفــل فــي مشــاركة النشــاطات بالمجــال رقــم (‪ )4‬تــأتي فــي المرتبــة‬
‫األولــى حيــث بلــغ الــوزن النســبي لهــا (‪ )44.6‬ويــرجح الباحثــان أن ســبب ذلــك أن الطفــل فــي هــذه الســن ال يحتــاج فقــط للعــب‬
‫ولكــن إلــى كونــه مشــبعا بعبــارات تــدل علــى أنــه يبــدع فــي ذلــك النشــاط وذلــك مــن خــالل تشــجيعه وتبديــد أســباب الركــون عنــه‬
‫ويــأتي المجــال رقــم (‪ )2‬وهــي إشــباع الحاجــات النفســية فــي المرتبــة الثانيــة وبــزن نســبي بلــغ( ‪ ) 42‬ليــرجح الباحثــان ذلــك أن‬
‫العوامل النفسية هي أكثر العوامل تأثي ار في الطفل مما يجعله يرغب بها عن انـواع التربيـة األخـرى ثـم يـأتي المجـال رقـم (‪)5‬‬
‫بوزن نسبي بلغ (‪ )38.2‬في المرتبة الثالثة وهي االبتعـاد عـن اسـتخدام األسـاليب العقابيـة تجـاه الطفـل ثـم فـي المرتبـة الرابعـة‬
‫المجــال رقــم (‪ )1‬والــذي يعنــي غــرس القــيم األخالقيــة والدينيــة بــوزن نســبي بلــغ (‪ ) 38‬ثــم يليهــا فــي المرتبــة الخامســة العدالــة‬
‫االجتماعية في المعاملة وهو المجال رقم (‪ )3‬بـوزن نسـبي بلـغ ( ‪ ، ) 36‬وفـي مجمـوع المجـاالت بلـغ (‪ )198.256‬ويعـزو‬
‫الباحثان ذلك إلى تقدير اآلباء لحاجة األبنـاء الماسـة لممارسـة األلعـاب الرياضـية كنـوع مـن التـرويح عـن الـنفس وتهـذيبها ‪،‬‬
‫كما أن اندماج األبناء في ممارسة الرياضة ‪ ،‬يخفف عن اآلباء عبء متابعـة األبنـاء ويـريحهم لـبعض الوقـت ‪ ،‬وهـذه النتيجـة‬
‫تتفق على ما جاءت به دراسة (باحارث ‪1989:‬م) في أن الجانب الجسمي والفكري والخلقـي يجـب علـى األب أن يضـع فـي‬
‫حسبانه إزالة أي عقبات قد تقع وتسبب في حرمان أحدها أو تعمل على إعاقته وعرقلته ‪.‬‬
‫الهدف الثالث ‪ :‬والذي صيغته معرفة أهم الحاجات النفسية للطفل الليبي ‪ ،‬ولمعرفة ذلك تم إيجاد المتوسط الحسابي‬
‫والوزن النسبي وترتيب المجاالت والجدول التالي يوضح ترتيب مجاالت الحاجات النفسية للطفل ‪:‬‬
‫الجدول (‪ )4‬يوضح المتوسط الحسابي والوزن النسبي وترتيب المجاالت‬
‫الترتيب‬ ‫الوزن النسبي‬ ‫المتوسط الحسابي‬ ‫المجاالت‬ ‫ت‬
‫الخامس‬ ‫‪25.4‬‬ ‫‪12.7‬‬ ‫الحاجة إلى الرعاية الصحية والنفسية واالجتماعية‬ ‫‪1‬‬

‫الثالث‬ ‫‪34‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الحاجة إلى الحب والتقدير االجتماعي‬ ‫‪2‬‬
‫األول‬ ‫‪41.6‬‬ ‫‪20.8‬‬ ‫الحاجة إلى الحرية واالستقالل‬ ‫‪3‬‬
‫الثاني‬ ‫‪36.8‬‬ ‫‪18.4‬‬ ‫الحاجة إلى التأكيد واحترام الذات‬ ‫‪4‬‬
‫الرابع‬ ‫‪30.6‬‬ ‫‪15.3‬‬ ‫الحاجة إلى التحصيل والنجاح‬ ‫‪5‬‬
‫*‬ ‫‪99.5‬‬ ‫‪84.2‬‬ ‫مجموع جميع المجاالت‬
‫يتضح من خالل تحليل محاور االستبيان في الجدول السابق أن الحاجة إلى الحرية واالستقالل بالمجال رقم‬
‫(‪ )3‬تأتي في المرتبة األولى حيث بلغ الوزن النسبي لها (‪ )41.6‬ويرجح الباحثان أن سبب ذلك أن الطفل في هذه‬
‫السن يربو بأن يكون ذا استقاللية في لعبه دون أن يتدخل احد‪،‬ويأتي المجال رقم (‪ )4‬وهي الحاجة إلى التأكيد واحترام‬
‫الذات في المرتبة الثانية وبوزن نسبي بلغ (‪ )36.8‬ليرجح الباحثان ذلك أن بروز الذات مفعم باحترامه وعدم التقليص‬
‫من أدوار الطفل و من أكثر العوامل تأثي ار في الطفل مما يجعله يؤكد عليها في شكل محاولته لتمثيل أدوار المعلم ألنه‬
‫يراه مستحوذ على اهتمام كل أقرانه ثم يأتي المجال رقم (‪ )2‬بوزن نسبي بلغ (‪ )34‬في المرتبة الثالثة وهي الحاجة إلى‬
‫الحب والتقدير االجتماعي ثم في المرتبة الرابعة المجال رقم (‪ )5‬وهي الحاجة إلى التحصيل والنجاح بوزن نسبي بلغ‬
‫(‪ ) 30.6‬ثم يليه في المرتبة الخامسة الحاجة إلى الرعاية الصحية والنفسية واالجتماعية وهو المجال رقم (‪ )1‬بوزن‬
‫نسبي بلغ ( ‪ )25.4‬ويعزو الباحثان ذلك أن الجانب الصحي والنفسي والجانب االجتماعي أساسيان وملحان في تربية‬
‫األبناء فاألول عواقب التقصير فيه خطيرة ومباشرة ومرتبطة بحياة األبناء وأما الثاني فهو متعلق بمدى تقبل و تعايش‬
‫األبناء لمجتمعهم فضالً ‪،‬وفي مجموع المجاالت بلغ (‪ ) 99.5‬ويعزو الباحثان ذلك إلى ارتفاع مستوى الوعي التربوي‬
‫لدى اآلباء وكذلك أن دورهم ال يقل عن دور المؤسسات االجتماعية والثقافية المسئولة عن تربية النشء وأن أغلب‬
‫األسرة عينة الدراسة كانت على وعي بدورها التربوي تجاه أطفالهم ‪ ،‬وتتفق هذه النتيجة مع ما جاء في د ارسة (‬
‫( العبد اهلل ‪2011 :‬م) أن الوعي والمستوى التعليمي لألبوين له دور فاعل‬ ‫العناسوه‪2011 :‬م ) ودراسة‬
‫وكبير في العملية التربوية ‪.‬‬
‫والمجاالت السابقة تشير إلى ان الدور التربوي لألسرة الليبية كبير جدا وضروري في تعميق القيم التربوية في طفل‬
‫المجتمع الليبي وتؤكد على بناء شخصية الطفل نفسيا وصحيا ومن المعروف أن هذا الدور يعتبر من األدوار الريادية والتي‬

‫تخضع لمعايير الحالة االقتصادية لألسرة وأيضا للجانب االجتماعي ‪ ،‬أما بقية المجاالت والتي كانت منخفضة فإنها تؤكد‬
‫على أن مثل هذه األشياء تتقيد بالمضامين التي تعبأ بها األسرة الليبية والتي تقوم على الفراغ المتروك من قبل أحد‬
‫الوالدين‪.‬‬
‫الهــدف الرابــع ‪ :‬والــذي صــيغته ‪:‬الكشــف عــن االخــتالف بــين األدوار التــي تقــوم بهــا األســرة الليبيــة فــي تحقيــق الصــحة‬
‫النفسية للطفل وفقا لمتغير النوع (أب – أم )‬
‫وقد قام الباحثان باستخدام اختبار " ت " ‪ T-Test‬لحساب داللة الفروق بين مجموعتين مستقلتين وغير مرتبطتين‬
‫وذلــك بــين متوســطات عينــة الد ارســة لــألدوار التــي تقــوم بهــا األس ـرة الليبيــة فــي تحقيــق الصــحة النفســية للطفــل الليبــي ؛وفقــا‬
‫لمتغير النوع (أب– أم) وهي كما في الجدول اآلتي ‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ )5‬يوضح اختبار " ‪ "T‬إليجاد داللة الفروق بين متوسطات درجات عينة الدراسة في االستجابة على بنود‬
‫االستبانة وفقاً لمتغير النوع‬
‫مستوى الداللة‬ ‫قيمة ‪T‬‬ ‫درجة الحرية‬ ‫االنحراف المعياري‬ ‫المتوسط الحسابي‬ ‫العدد‬ ‫النوع‬
‫‪6.53‬‬ ‫‪29.93‬‬ ‫‪27‬‬ ‫األب‬

‫‪0.05‬‬ ‫‪1.432‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪6.79‬‬ ‫‪28.38‬‬ ‫‪23‬‬
‫األم‬
‫يتضــح مــن الجــدول الســابق أن قيمــة ت المحســوبة فــي كــل مجــال مــن المجــاالت والمجمــوع الكلــي للمجــاالت أقــل مــن‬
‫قيمة الجدولية(‪)1.432( ) T‬وذلك عند درجة حرية( ‪)48‬ومستوى داللـة( ‪ ، )0.05‬وعليـه ال توجـد فـروق بـين عينـة الد ارسـة‬
‫لكــل مــن ( األب واألم ) فــي األدوار التــي يقومــان بهــا فــي تحقيــق الصــحة النفســية للطفــل الليبــي فــي ظــل الظــروف الراهنــة‬
‫تعزى لمتغير النوع ‪ ،‬وتدلل هذه النتجة على أن اآلباء واألمهـات وهـم يمارسـون دورهـم فـي تربيـة األبنـاء فهـم فـي العـادة علـى‬
‫درجة من الوعي بمعايير السلوك التربوي السليم تجاه األبناء ولذا توافقت استجاباتهم على مجاالت االستبانة ‪.‬‬

‫الهــدف الخــامس ‪ :‬والــذي صــيغته الكشــف عــن االخــتالف بــين األدوار التــي تقــوم بهــا األســرة الليبيــة فــي تحقيــق الصـحة‬
‫النفسية للطفل وفقا لمتغير المستوى التعليمي (أب – أم )‪.‬‬
‫وقد قام الباحثان باستخدام اختبار " ت " ‪ T-Test‬لحساب داللة الفروق بين بين متوسطات عينة الدراسة لألدوار التي‬
‫تقـوم بهـا األسـرة الليبيـة فـي تحقيـق الصـحة النفسـية للطفــل وفقـا لمتغيـر المسـتوى التعليمـي بـين (األب و األم) وهـي كمـا فــي‬
‫الجدول اآلتي ‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ )6‬يوضح الفروق بين متوسطات درجات عينة الدراسة في االستجابة على بنود االستبانة وفقاً‬
‫لمتغير المستوى التعليمي‬
‫مستوى الداللة‬ ‫قيمة ‪T‬‬ ‫دجة الحرية‬ ‫االنحراف المعياري‬ ‫المتوسط الحسابي‬ ‫العدد‬ ‫المستوى التعليمي‬
‫‪7.13‬‬ ‫‪30.383‬‬ ‫‪33‬‬ ‫التعليم األساسي‬

‫‪0.05‬‬ ‫‪0.676‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪5.54‬‬ ‫‪80.116‬‬ ‫‪17‬‬ ‫التعليم الثانوي‬
‫يتضــح مــن الجــدول الســابق أن قيمــة(‪)T‬غيردالــة إحصــائياً عنــد مســتوى داللــة ( ‪ )0.05‬وذلــك فــي كــل مــن مســتوى‬
‫التعليم األساسي ومستوى التعليم الثانوي وما يعادلها وعليه التوجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى داللة ) ‪ )0.05‬لـألدوار‬
‫التي تقوم بها األسرة الليبية في تحقيق الصحة النفسية للطفل ‪ ،‬تعزى لمتغير المتسوى التعليمي آلباء وأمهات أطفال رياض‬
‫األطفال ‪.‬‬
‫ويعزو الباحثان ذلك إلى أن اآلباء غير المتعلمين في المجتمع الليبي يمثلون نسبة ضئيلة وبالتالي لم تظهر فـروق‬
‫في استجابات أفـراد العينـة حـول فقـرات االسـتبانة ‪ ،‬وتختلـف هـذه النتيجـة مـع د ارسـة ( العبـد اهلل ‪2011 :‬م) التـي أفـادت مـن‬
‫نتائجهــا أن المســتوى التعليمــي المرتفــع لألس ـرة دور فــي ارتفــاع المســتوى التحصــيلي ألبنــائهم مــن خــالل رســم خطــط وجــداول‬
‫للدراسة وكذلك تذليل بعض العقبات الدراسية التي تعترضهم أثناء أداء واجباتهم ومذاكرة دروسهم اآلباء ‪.‬‬
‫وأيضــا تقــف وراء ممارســة اآلبــاء فــي تربيــة األبنــاء " الظــروف االجتماعيــة واالقتصــادية والنفســية والسياســية التــي‬
‫يعيشها الليبيون وتفاعلهم وتأثرهم بالظروف القاسية التي يعاني منها الشـعب الليبـي بمجملـه ‪ ،‬فـي ظـل الضـغط النفسـي علـى‬
‫اآلباء فيتصرفون بطريقة متباينة تجاه األبنـاء ويـرى الباحثـان أن هـذه الظـروف الصـعبة التـي يكتـوي بنارهـا الجميـع ‪ ،‬يفتـرض‬

‫أن تحفز اآلباء على مزيـد مـن العنايـة والتعامـل برفـق مـع األبنـاء ولـيس العكـس حتـى يقـدموا الـدعم النفسـي المطلـوب لألبنـاء‬
‫ويوفروا المناخ الصحي لنموهم على أفضل وجه ممكن ‪.‬‬
‫التوصيات والمقترحات ‪:‬‬
‫حتى تؤدي األسرة الليبية دورها التربوي تجاه األبناء ‪ ،‬على أكمل وجه ال بد من توعيتها وتطوير أداءها بصورة‬
‫مستمرة ومعالجة جوانب الخلل والقصور في سلوك اآلباء وممارساتهم التربوية وفي ضوء نتائج الدراسة ‪ ،‬يوصي الباحثان‬
‫بما يلي ‪:‬‬
‫مد اآلباء بمعايير التربية الصحيحة لألبناء في جوانبها العديدة والتي من أبرزها ‪:‬‬
‫‪ّ -1‬‬
‫‪ -‬مراعاة الوسطية واالعتدال في التعامل مع األبناء وفي األساليب المستخدمة في تربيتهم‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة خصائص مرحلة الطفولة من حياة األبناء واالستجابة لمتطلباتها التربوية ‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام وسائل علمية وترفيهية وتربوية تتناسب ونموهم على أسس علمية وموضوعية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تفعيل دور المؤسسات التعليمية والثقافية في مساندة الدور التربوي لألسرة والعمل على توعية اآلباء ومدهم بالخبرات‬
‫الالزمة وتطوير أساليبهم من خالل المحاضرات العلمية وورش العمل والبرامج الخاصة باألسرة عبر وسائل اإلعالم‬
‫لتزويد اآلباء بالخب ارت واكسابهم االتجاهات اإليجابية في تربية النشء ‪.‬‬
‫‪ -3‬تدريس مساق خاص بالتربية الزواجية من خالل الجامعات الليبية‪ ،‬لتوعية الشباب المقبلين على الزواج بواجباتهم‬
‫التربوية تجاه األبناء واعدادهم ليكونوا آباء جيدين في المستقبل ‪.‬‬
‫‪ -4‬تخصيص برنامج عبر التلفاز ‪ ،‬خاص بالتربية األسرية يناقش قضاياها ويصحح مسارها ويطور أداءها ‪.‬‬
‫‪ -5‬تزويد اآلباء بأداة لتقويم ممارساتهم في تربية األبناء وتدريبهم على استخدامها واالستفادة من نتائجها ‪.‬‬
‫‪-6‬عقد المزيد من ورش العمل واأليام الدراسية والمؤتمرات العلمية لمعالجة موضوع التربية األسرية بكل جوانبه وأبعاده ‪.‬‬
‫يقترح الباحثان بإجراء الدراسات التالية ‪:‬‬ ‫‪-7‬‬
‫اآلثار المترتبة على سوء معاملة اآلباء ألبنائهم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫دور األسرة في مساندة التعليم المدرسي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دور األسرة في تقديم الدعم النفسي ألطفالها في ظل ممارسات االحتالل التعسفية والقمعية‬ ‫‪-‬‬
‫المراجع ‪:‬‬
‫‪ -1‬أبو شمالة‪،‬أنيس عبد الرحمن (‪) 2002‬أساليب الرعاية في مؤسسات رعايـة األيتـام وعالقتها بالتوافق النفسي‬
‫واالجتماعي ‪ ،‬كليـة التربيـة‪،‬الجامعة اإلسالمية‪،‬غزة‪.‬‬
‫‪-2‬أبو دف‪،‬محمود(‪ )2006‬دراسات في الفكر التربوي اإلسالمي ‪ ،‬الطبعة األولي ‪.‬‬
‫‪ -3‬السيد‪،‬فؤاد بهي ( ‪)2005‬علم النفس اإلحصائي وقياس العقل البشري‪،‬ط‪،4‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -4‬العبد اهلل ‪ ،‬خالد شريف‪ ) 2011 ( .‬المستوى االقتصادي والتعليمي لألسرة دوره في المستوى التحصيلي لطلبة المرحلة‬
‫الثانوية بمحافظة أدلب في سوريا ‪ :‬دراسة ميدانية ‪.‬‬
‫‪ -5‬العناسوه‪ ،‬سالم سالمة‪ )2011 (.‬دور األسرة والمدرسة اإلسالمية في تكوين شخصية الطفل المسلم كلية العلوم‬
‫التربوية‪ ،‬الجامعة األردنية ‪.‬‬
‫‪ -6‬باحارث ‪ ،‬عدنان حسن (‪1989‬م ) مسؤولية األب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة في التربية االسالمية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ‪.‬‬
‫‪ -7‬حسن ‪،‬عبد الباسط محمد‪،1970،‬علم االجتماع الصناعي ‪ ،‬مكتبة االنجلو ‪،‬القاهرة ‪،‬مصر‬
‫‪ -8‬حداد‪ ,‬ياسـمين (‪ )2000‬أنـماط التعلـق وعالقتهـا بالتفاعـل االجتماعـي اليـومي والتكيـف النفسي لطلبة جامعيين‪.‬‬
‫رسالةماجستير غير منشورة‪ ,‬الجامعة االردنية‪ ,‬عمان‪.‬‬
‫‪ -9‬عبد العال ‪ ،‬حسن (‪ : )1985‬التربية والطبيعة اإلنسانية ‪ ،‬دار عالم الكتب ‪ ،‬الرياض ‪.‬‬
‫‪ -10‬عبد الخالق ‪ ،‬أحمد محمد (‪ )1993‬أصول الصحة النفسية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫مصر ‪.‬‬
‫‪ -11‬عبد الرحمن‪ ،‬عبد الكريم محمود ( ‪ ) 1988‬شخصية الطفل واساليب التربية االسرية ‪ ،‬مجلة كلية التربية األساسية‬
‫جامعة بابل ‪ ،‬آذار ‪2014 ،‬م ‪ ،‬العراق ‪.‬‬
‫‪ -12‬عودة ‪ ،‬أحمد –و ملكاوي فتحي ‪1987‬ف‪ :‬أساسيات البحث العلمي في التربية والعلوم اإلنسانية الزرقاء ‪ :‬مكتبة‬
‫المنار للنشر والتوزيع ‪.‬‬

‫‪ -13‬علي ‪ ،‬عزيزة ( ‪2003‬م) بعنوان ‪ :‬الدور التربوي لألسرة في ضوء المعايير اإلسالمية ومدى تمثله في األسرة‬
‫الفلسطينية من وجهة نظر أبنائها ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة في أصول التربية ‪ ،‬الجامعة االسالمية ‪ ،‬غزة ‪ ،‬فلسطين ‪.‬‬
‫‪ -14‬فهمي ‪ ،‬مصطفي (‪1965‬م ) مجاالت علم النفس‪ ،‬مكتبة مصر‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪.‬‬

‫االثار النفسية‪-‬االجتماعية‪-‬االقتصادية للطالق على االسرة‬

‫حنان عبد الحميد على حمد‬
‫قسم االجتماع‪-‬كلية اآلداب‪-‬جامعة طبرق‬
‫ملخص الدراسة ‪-:‬‬

‫وتهدف الباحثة من اجراء هذه الدراسة للمساهمة في التعرف على مفهوم الطالق والتعرف على انعكاسات ظاهرة الطالق‬
‫على افراد االسرة (االبناء) والمجتمع والمساهمة في وضع حلول للمشكالت التى تؤدي إلى الطالق‪,‬والتي نتوقع ْان تساعد‬
‫السباب التي تقف وراء الطالق من وجهة‬
‫في الحد من انتشاره في المجتمع من خالل اإلجابة على التساؤالت اآلتية‪:‬ما ا ْ‬
‫نظر المطلقات في مدينة طبرق ؟ما اآلثار النفسية واالجتماعية و االقتصادية الناتجة عن ظاهرة الطالق من وجهة نظر‬
‫المطلقات ؟ما آثار طالق المرأة على أبنائها من وجهة نظر المطلقات في مدينة طبرق ؟ حيث تكونت العينة من( ‪) 60‬‬
‫الخذ في االعتبار ألعمارهن ومستواهن االقتصادي‪.‬ولجمع بيانات الدراسة لقد تم اعداد استمارة االستبيان لكي‬
‫عينه دون ا ْ‬
‫وتم توزيعها على عينه عشوائية من المطلقات في مدينة طبرق‬ ‫تفي بتحقيق أغراض الدراسة و أهدافها‬
‫وضواحيها‪,‬واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي والذي يتناسب مع طبيعة الدراسة في وصف الظاهرة ‪,‬وتقصي‬
‫ْاسبابها والتعرف على اآلثار المترتبة على الطالق وصوالً إلي النتائج وتحليلها وتفسيرها التي قد تسهم في الحد من الطالق‬
‫من خالل اإلرشاد و التوجيه‪,‬وانتهت الدراسة بجملة من النتائج أهمها أن عمر المطلقات عند الزواج كان من ‪ 20‬وأقل من‬
‫‪ 30‬سنة‪,‬اْن من ْاسباب الطالق هو بخل الزوج و تدخل األهل في الحياة الزوجية و ضعف شخصية الزوج ‪ ,‬ومن آثار‬
‫الطالق على المرأة هو القيم والعادات التقليدية غير منصفة للمرأة والتضايق من الوسط االجتماعي الذي تعيش فيه وأنها‬
‫تتمنى ْان تعيش مستقلة اقتصاديا وال ترغب ْان يساعدها ْاحد مادياً‪ ,‬و الشعور بعدم العدالة في العالم وْان سنوات عمرها‬
‫راحت هد اًر‪ ,‬أما آثار الطالق علي االطفال فنجد أن إجابة المبحوثات التى لديهن اطفال جاءت متساوية في أن االضطرابات‬
‫السلوكية وشعورهم بالتشتت بين األم و األب وأصابتهم بعقد نفسيه ونجد أن معظم المطلقات يرن أن للحد من ظاهرة‬
‫الطالق يجب على الزوج أن يحسن معاملته لزوجته من النصائح الموجهه للمقبلين على الزواج من المطلقات هي اختيار‬
‫الشريك المناسب‪.‬‬
‫‪Study Summary:‬‬
‫‪The researcher aims to carry out this study to contribute to identify the concept of divorce‬‬
‫‪and to recognize the repercussions of the phenomenon of divorce on family members‬‬
‫‪(children) and society and contribute to the development of solutions to the problems that‬‬
‫‪lead to divorce, which we expect to help reduce its spread in the community by answering‬‬
‫‪the following questions What are the reasons behind divorce from the point of view of‬‬
‫‪divorced women in Tobruk? What are the psychological, social and economic effects of‬‬
‫‪divorce from the point of view of divorced women? Where the sample consisted of (60) To‬‬
‫‪collect the data of the study, a questionnaire was prepared in order to meet the objectives‬‬
‫‪and objectives of the study and was distributed to a random sample of divorced women in‬‬
‫‪the city of Tobruk and its environs. The researcher used the descriptive and analytical‬‬
‫‪method that fits the nature of the study in describing the phenomenon. The study ended‬‬

‫‪with a number of results, the most important of which is that the age of divorced women at‬‬
‫‪marriage was between 20 and less than 30 years. One of the reasons for divorce is the‬‬
‫‪stinginess of the husband and the interference of parents in the marital life and the‬‬
‫‪weakness of the husband's personality, and the effects of divorce on women is the‬‬
‫‪traditional values and customs unfair to women and harassment of the social milieu in which‬‬
‫‪they live and that they wish to live economically independent and do not wish to help them‬‬
‫‪financially, And the feeling of injustice in the world and years of life has been wasted, but‬‬
‫‪the effects of divorce on children, we find that the answer of respondents who have children‬‬
‫‪came equal in that the behavioral disorders and their sense of distraction between the‬‬
‫‪mother and father and contract them psychological and find that most of the divorced‬‬
‫‪believe that to reduce the phenomenon of divorce must On the husband To improve his‬‬
‫‪treatment of his wife tips for those who are going to marry divorced is to choose the right‬‬
‫‪partner.‬‬
‫أباح اهلل الطالق ‪,‬نظ اًر لكونه دين يشرع للحياة الواقعية ‪,‬التي يضطرب فيها اإلنسان فكثي اًر ما تحدث اضط اربات‬
‫تقتضي ضرورة الطالق من أجل االستقرار االجتماعي‪ .‬فعلى الرغم من إباحة الطالق شرعاً‪ ,‬إال أن الشارع قيده بقيود تكفل‬
‫بغض اإلسالم الناس في اتخاذ قرار‬ ‫تحقيق صالح األسرة نفسها‪ ,‬من أجل تحقيق التوازن في حقوق كل الزوجين ‪,‬لذا َّ‬
‫الطالق وحث المسلمين على اتقائه ما استطاعوا إلى ذلك سبيال‪ .‬وفي ذلك يقول (ص)‪":‬أبغض الحالل إلى اهلل الطالق "‬
‫ويقول كذلك "تزوجوا وال تطلقوا‪ ,‬فإن الطالق يهتز له عرش الرحمن"‪.‬‬
‫والطالق في ثقافة المجتمع ذو طبيعة اجتماعية ثقافيه ‪ ,‬حيث انه يتعلق باألسرتين وليس فقط الزوجين ‪,‬إذ يرتبط ارتباطاً‬
‫وثيقاً بمصالحهما‪.‬‬
‫فقد تفرض مصلحة إحدى األسرتين أو المصالح المشتركة بينهما ضرورة استمرار الزواج‪ ,‬بغض النظر عن معاناة‬
‫الزوجين أو احدهما من مظاهر الضغوط النفسية واالجتماعية من جراء التحمل‪ .‬فالعرف ال يهتم بالفرد قدر اهتمامه‬
‫بالجماعة القرابية والمص الح المشتركة التي تدعم نسق القرابة‪ ,‬وهناك حالة عدم رضا تجاه الطالق في نطاق العرف السائد ‪,‬‬
‫ويترتب على ذلك النظر إلى الطالق على أنه عار يلحق بالمطلقين وأسرهم‪.‬‬
‫يعتبر الطالق ظاهرة من الظواهر االجتماعية التي الزمت الحياة الزوجية في كل زمان ومكان‪ ,‬كما إنها تشكل‬
‫خط ار يهدد المجتمع واستق ارره وتقدمه ‪,‬حيث أن الطالق ينعكس سلبيا على أفراد المجتمع ومؤسساته؛ مما يؤدي به إلى‬
‫التفكك وعدم االستقرار‪ ,‬فالطالق من األمور المنبوذة لدى المجتمعات على مختلف دياناتها وثقافاتها‪ ,‬ألنه من اخطر‬
‫األمراض االجتماعية ويحمل في طياته الكثير من األضرار التي تخيب آمال المجتمعات وتقدمها‪.‬‬
‫اوال ‪:‬منهجية الدراسة‪-:‬‬

‫‪ .1‬تحديد مشكلة الدراسة‪-:‬‬

‫وتحدد مشكلة الدراسة باإلجابة عن التساؤالت التالية‪:‬‬

‫ما األسباب التي تقف وراء الطالق من وجهة نظر المطلقات في مدينة طبرق ؟‬ ‫‪‬‬
‫ما اآلثار النفسية واالجتماعية و االقتصادية الناتجة عن ظاهرة الطالق من وجهة نظر المطلقات في مدينة طبرق‬ ‫‪‬‬
‫؟‬
‫ما أثر طالق المرأة على ابنائها من وجهة نظر المطلقات في مدينة طبرق ؟‬ ‫‪‬‬
‫ما المقترحات التي يمكن التوصل إليها للحد من انتشار ظاهرة الطالق؟‬ ‫‪‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫نظ اًر النتشار الطالق في المجتمع الليبي وخاصة في مدينة طبرق وما تسببه هذه الظاهرة من أضرار تؤدي إلى‬
‫تدمير األسرة وتشتت األطفال بعيداً عن الوالدين ‪,‬والمأساة التي يخلفها الطالق على المرأة وأوالدها وأسرتها‪ ,‬وكذلك‬
‫اآلثار النفسية واالجتماعية على المرأة المطلقة نفسها‪ ,‬وتأتي أهمية الدراسة في البحث عن األسباب التي تؤدي إلى‬
‫بناء الثقة بين الزوجين ‪ ,‬ونشر الوعي الثقافي بينهما والعمل على الحد أو التقليل من هذه الظاهرة على اعتبار أن‬
‫األسرة هي نواة بناء المجتمع الفاضل ‪ ,‬وأن تماسك األسرة هو تماسك المجتمع‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تحديد األسباب التي تقف وراء الطالق من وجهة نظر المطلقات في مدينة طبرق ؟‬ ‫‪‬‬
‫معرفة اآلثار النفسية واالجتماعية و االقتصادية الناتجة عن ظاهرة الطالق من وجهة نظر المطلقات في مدينة‬ ‫‪‬‬
‫طبرق ؟‬
‫معرفة أثر طالق المرأة على ابنائها من وجهة نظر المطلقات في مدينة طبرق ؟‬ ‫‪‬‬
‫التوصل للمقترحات التي يمكن أن تحد من انتشار ظاهرة الطالق؟‬ ‫‪‬‬
‫الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫هناك العديد من الدراسات السابقة العربية واألجنبية التي تناولت هذا الموضوع الهام من قبل الباحثين من مختلف‬
‫التخصصات ‪ ،‬وركزت الباحثة على استعراض بعض هذه الدراسات العربية واألجنبية ذات الصلة بموضوع البحث‪.‬‬
‫الدراسات العربية ‪:‬‬
‫دراسة الشلبي ( ‪ ) 1992‬بعنوان الطالق في لواء رام اهلل دراسة إحصائية اجتماعية ‪:‬‬
‫تعالج هذه الدراسة موضوعاً من موضوعات األحوال الشخصية والمتعلق بموضوع الطالق ‪ ،‬واعتمدت على تحليل مكثف‬
‫للسجالت الرسمية المتعلقة بطالق ‪ ،‬والمتوفرة في المحكمة الشرعية لمحافظة رام اهلل لألعوام ‪ 1986‬ـ ‪ 1989‬وتضمنت‬
‫الدارسة العديد من الجداول اإلحصائية فهي تشكل أساساً ليس فقط لالستفادة من تلخيصاتها الرقمية ‪ ،‬وانما في وضع‬
‫أساس منهجي لتحليل ملفات المحاكم الشرعية إحصائياً‪.‬‬
‫دراسة المالكي ( ‪ ) 2001‬بعنوان ظاهرة الطالق في دولة اإلمارات العربية المتحدة ‪ ،‬األسباب واالتجاهات والمخاطر‬
‫والحلول ‪:‬‬
‫ركز الباحث للتعرف على أهم األسباب المؤدية للطالق وتأثيرها على المطلقات ‪ ،‬فوضع فرضيات لألسباب‬
‫المباشرة وغير المباشرة ‪ ،‬وكانت عينة الدراسة عينة عشوائية من المطلقات ‪ ،‬وبلغ عددها ‪ 310‬مطلقة ‪ ،‬وقد توصلت‬
‫الدراسة أن معظم المطلقات هن في مقتبل العمر وسن العطاء ‪ ،‬كما وجد أن النساء األقل تعليما وعمالً هن من أكثر‬
‫المطلقات ‪ ،‬وأوصى الباحث بتأهيل المطلقات مادياً ومعنوياً من خالل مؤسسات خاصة لمعالجة آثار ظاهرة الطالق‪.‬‬

‫‪ .3‬دراسة الخطيب ( ‪ ) 2009‬بعنوان التغيرات االجتماعية وأثرها في ارتفاع معدالت الطالق في المملكة العربية‬
‫السعودية من وجهة نظر المرأة السعودية ‪:‬‬
‫سعت هذه الدراسة إلى الكشف عن أثر التغيرات االجتماعية التي اجتاحت المجتمع السعودي وأدت إلى ارتفاع‬
‫معدالت الطالق ف المجتمع السعودي ‪ ،‬حيث تشير اإلحصائيات الرسمية إلى ارتفاع معدالت الطالق بمعدل ‪ %4‬من‬
‫عام ‪ 1993‬إلى عام ‪2001‬م ‪ ،‬ومعرفة أهم العوامل المؤدية للطالق من وجهة نظر المطلقات السعوديات ‪ ،‬وهدفت الدراسة‬
‫إلى إلقاء الضوء على أهم العوامل االجتماعية التي أت إلى ارتفاع معدالت الطالق في المجتمع السعودي‪.‬‬
‫اعتمدت هذه الدراسة على منهج دراسة الحالة ‪ ،‬فقامت الباحثة بدراسة ( ‪ ) 30‬حالة سيدة سعودية مطلقة ‪ ،‬وأهم‬
‫األدوات المستخدمة هي المقابلة المعمقة لمجموعة من السيدات لمجموعة من السيدات المطلقات في مدينة الرياض ‪،‬‬
‫واستخدام االستبيان ذو األسئلة المفتوحة ‪ ،‬وأشارت نتائج الدراسة إلى أن أهم أسباب الطالق من وجهة نظر المرأة السعودية‬
‫هي ‪ :‬عدم تحمل المسؤولية ‪ ،‬الجفاف العاطفي ‪ ،‬الخيانة الزوجية ‪ ،‬اختالف طباع الزوجين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .4‬دراسة شفيق عياش ( ‪ ) 2004‬بعنوان ‪ :‬ظاهرة الطالق من وجهة نظر نسائية في مدينة البيرة ‪ ،‬فلسطين ‪:‬‬
‫هدفت الدراسة إلى التعرف على القضايا التي تتعلق بالطالق ‪ ،‬وأسبابه ‪ ،‬وما يترتب عليه من مشاكل ‪ ،‬وكيفية التعامل معه‬
‫‪ ،‬واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي ‪ ،‬متبعاً أداة القياس ‪ ،‬المقابلة المباشرة مع نساء مطلقات من مدينة البيرة ‪،‬‬
‫وعددهن ( ‪ ) 14‬مطلقة ‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها ‪ :‬سفر الزوج إلى الخارج ‪ ،‬الزواج المبكر ‪ ،‬الضرب ‪ ،‬العقم ‪،‬‬
‫تعدد الزوجات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .5‬دراسة يحيى الخضر ( ‪ ) 2012‬بعنوان ‪ :‬أسباب الطالق في المجتمع الكويتي من وجهة نظر المطلقات ‪:‬‬
‫هدفت الدراسة إلى التعرف على أسباب الطالق في المجتمع الكويتي من وجهة نظر المطلقات ‪ ،‬وتم إعداد استبانة تحتوي‬
‫على سؤال مفتوح عن أسباب الطالق ‪ ،‬وسمات العالقة بين الطرفين قبل وبعد الطالق ‪ ،‬وأجريت على عينة من المطلقات‬
‫عددهن ‪ 242‬مطلقة ‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها ‪ :‬سوء المعاملة والمشكالت المادية ‪ ،‬الخيانة الزوجية ‪،‬‬
‫عدم توفر سكن مستقل‪.‬‬
‫‪ .6‬دراسة وفاء بنت سعيد المعمري ( ‪ ) 2015‬بعنوان األسباب المؤدية للطالق من وجهة نظر المطلقين والمطلقات في‬
‫‪3‬‬
‫المجتمع العماني ‪:‬‬
‫هدفت الدراسة إلى استكشاف أهم أسباب الطالق من وجهة نظر المطلقين والمطلقات في المجتمع العماني ‪ ،‬اتبعت الدراسة‬
‫المنهج الوصفي التحليلي ‪ ،‬وصممت استبانة ووزعت على عينة عددها ( ‪ ) 500‬مطلق ومطلقة ‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى‬
‫نتائج أهمها ‪ :‬األسباب العاطفية ‪ ،‬األسباب األخالقية واألسباب الدينية ‪ ،‬واألسباب الجنسية ‪ ،‬واألسباب االقتصادية ‪،‬‬
‫وأسباب متعلقة بالتدخل من قبل األهل ‪ ،‬أسباب متعلقة بالسكن ‪ ،‬وتعدد الزوجات‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬الدراسة األجنبية ‪:‬‬
‫‪ .1‬دراسة هيلروريك ( ‪ ) 2013‬في فرنسا بعنوان التغيرات في أنماط الطالق ‪changes in divorce pattens :‬‬
‫‪culture and the law‬‬
‫‪ . 1‬شفيق عياش ‪ ،‬ظاهرة الطالق من وجهة نظر نسائية في مدينة البيرة ـ فلسطين ‪ ،‬مجلة جامعة القدس المفتوحة ‪ ،‬فلسطين ‪ ، 2004 ،‬ص ص‬
‫‪.231 ، 201‬‬
‫‪ . 2‬يحيى الخضر ‪ ،‬أسباب الطالق في المجتمع الكويتي من وجهة نظر المطلقات ‪ ،‬المجلة األردنية في العلوم االجتماعية ‪ ،‬األردن ‪ ، 2012 ،‬ص‬
‫ص ‪ 330‬ـ ‪.341‬‬
‫‪ . 3‬وفاء بيت سعيد المعمري ‪ ،‬األسباب المؤدية للطالق من وجهة نظر المطلقين والمطلقات في المجتمع العماني ‪ ،‬مجلة األكاديمية األمريكية‬
‫العربية للعلوم والتكنولوجيا ( أماراباك ) الواليات المتحدة األمريكية ‪ ، 2015 ،‬ص ص ‪ 1‬ـ ‪.26‬‬

‫تركز هذه الدراسة على التفاعل المشترك ما بين التغيير في معدالت الطالق وقوانين الطالق والتقبل االجتماعي لها ‪ ،‬وقد‬
‫توصلت الدراسة إلى أن التغيرات االقتصادية المتسارعة وانعكاساتها على الحياة االجتماعية تتطلب مراجعة دائمة لقوانين‬
‫‪1‬‬
‫الطالق ‪ ،‬وكذلك إلى حقيقة مفادها أن التغيرات الحاصلة في القوانين ترتبط بالحقائق الموجودة‪.‬‬
‫‪ .2‬دراسة فيتانين ( ‪ ) 2014‬في الواليات المتحدة األمريكية بعنوان ثورة الطالق والثقة العامة ‪the divorce :‬‬
‫‪: revolution and generalized trust: evidence from the united states 1973-2010‬‬
‫أوضحت الدراسة العالقة بين قوانين الزواج والثقة بالمجتمع ‪ ،‬وأتضح أنه كلما كانت قوانين الطالق تمتاز بالسهولة أي ما‬
‫يعرف بثقافة الطالق السهل ‪ ،‬كلما تناقصت ثقة األفراد بالمجتمع الذي بدروه سينعكس على التماسك االجتماعي من ناحية‬
‫‪ ،‬وعلى االنتماء والوالء للمجتمع من ناحية أخرى ‪ ،‬إن موضوع الثقة سواء أكان على المستوى الفردي ( الثقة بالنفس ) ‪ ،‬أو‬
‫على المستوى االجتماعي ( الثقة بالمجتمع ) فإن قيمة ومعاييره هي في غاية األهمية ‪ ،‬وبالتالي جاءت نتائج هذه الدراسة‬
‫‪2‬‬
‫متفقة مع كثير من الدراسات التي أجريت في الواليات المتحدة ول الثقة بالمجتمع والعوامل المؤثرة فيه‪.‬‬
‫االجراءات المنهجية للدراسة ‪-:‬‬
‫نوع ومنهج الدراسة‪:‬‬
‫تعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التحليلية التى تهدف الى وصف وتحليل المشكلة‪,‬كما اعتمدت على االسلوب‬
‫الوصفي التحليلي ‪,‬بهدف جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها ‪.‬واعتمدت الباحثة على المنهج الوصفي التحليلي والذي يتناسب‬
‫مع طبيعة الدراسة في وصف الظاهرة ‪,‬وتقصي أسبابها والتعرف على اآلثار المترتبة على الطالق‪ ,‬وصوال إلى النتائج‬
‫وتحليلها وتفسيرها التي قد تسهم في الحد من الطالق من خالل اإلرشاد و التوجيه ‪ ,‬وعلى الرغم من أن الوصف هو أبسط‬
‫أهداف العلم ‪ ،‬وخطوة أولى من خطوات التقدم العلمي فإنه أكثره أهمية و داللة ‪ .‬فبدون الوصف يعجز العلم عن التقدم‬
‫نحو تحقيق هدفه األساسي و هو التفسير ‪ ،‬وما يترتب عليه من بعد ذلك من إمكانية التنبؤ بالظاهرة موضوع االهتمام و‬
‫ضبطها أو التحكم فيها ‪ ،‬ونعتمد في هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي و يركز على اإليضاح للوصول لمكونات‬
‫الظاهرة المدروسة من حيث جوهرها و خصائصها ‪.‬‬
‫ويرى (المشوخي حمد سليمان ‪ )2002‬أنه قد اعتاد الباحثون على استخدم كلى المنهجين الوصفي التحليلي ليكمل‬
‫كل منهما اآلخر وفق مقتضيات البحث ‪ ،‬ألن الوصف يعتمد على تجميع الحقائق و تحليلها و تبويبها ‪ ،‬في حين التحليل‬
‫يعمل غلى تدقيق الدالالت و تفسيرها و تحليلها ‪ ،‬ويهدف كال المنهجين للوصول إلى حقائق علمية و اختبار صحتها و‬
‫‪3‬‬
‫تنبؤاتها و صياغتها لالنتفاع بها‪.‬‬
‫أداة الدراسة‪:‬‬
‫األداة المستخدمة في الدراسة هو االستبيان‪ ,‬ويتكون من عدد من األسئلة موجهه إلى المطلقات بعد إقناعهن بسرية البيانات‬
‫لحساسية الموضوع حتى تأتي اإلجابة صادقة وصحيحة‪.‬‬
‫مجتمع الدراسة ‪:‬‬
‫لقد تمت هذه الدراسة على المطلقات في مدينة طبرق ‪.‬‬
‫عينة الدراسة‪:‬‬
‫‪international review of law ،. Hiller, victor, recoules, magali: changes in divorce patterns: culture and the law 1‬‬
‫‪and economics 34, p77,‬‬
‫‪. Viitanedn tarja (2014) L the divorce revolution and generalized trust: evidence from the united states 2‬‬
‫‪2010 taja. International review of law and economics 38,p25.،1973‬‬
‫‪ 3‬المشوخي محمد سليمان ‪ ،‬أ ̸ ك تقنيات و مناهج البحث العلمي ‪ ،‬د ̸ ن الفكر العربي ‪ ،‬م ̸ ن القاهرة ‪ ،‬س ̸ ن ‪ ، 2002‬ص(‪)29‬‬

‫تم اختيار عينة عشوائية من المطلقات بمدينة طبرق و يبلغ حجم العينة(‪ )100‬حالة حيث ترى الباحثة أن هذا الحجم‬
‫مالئم للناحية اإلحصائية والتحليلية ‪.‬‬
‫حدود الدراسة ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحد البشري ‪ :‬اقتصرت هذه الدراسة على المطلقات في المجتمع الليبي و البالغ عددهم (‪ )100‬حالة حيث أن‬
‫عملية االختيار أخذت بعين االعتبار حداثة الطالق نظ ار لالستمرار تأثيرها ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحد المكاني‪ :‬اقتصرت هذه الدراسة على مدينة طبرق في المجتمع الليبي ‪.‬‬
‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬
‫الطالق‪ :‬هو حكم قضائي بالتفريق بين الزوجين يعطي الحق لكل منهما بإعادة الزواج حسب القوانين المتبعة في بلديهما ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ويعرف الطالق أيضاً بأنه حل العصمة المنعقدة بين الزوجين بألفاظ مخصومة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وكذلك يعرف الطالق بأنه انحالل الرابطة الزوجية ويترك آثار مختلفة على اآلباء واألبناء ‪.‬‬
‫المرآة المطلقة‪ :‬المطلقة هي المرآة التي رفع عنها الزواج في الحال بلفظ الكتابة أو بما يقوم من الكتابة أو اإلشارة ‪ ،‬ويكون‬
‫طالقا بنائيا وليس رجعيا ألن المطلقة رجعيا تبقى صفة الزوجية قائمة عليها‪ ,‬أو المرأة التي رفع عنها قيد الزواج غير‬
‫‪3‬‬
‫الصحيح بفسخ العقد من تلقاء الطرفين أو تفريق القاضي بينهما ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الرابطة الزوجية‪ -:‬هو إنهاء الحياة الزوجية في الحال والمال‪ ,‬بلفظ مشتق من الطالق أو معناه‪ ,‬صراحة أو داللة‪.‬‬
‫تعري إجرائيا للطالق‪:‬‬
‫بأنه كل امرأة فارقت زوجها في حياته بطالقه لها وانهاء للعالقة الزوجية بإرادة الزوج أو بالرغم من إرادته بحكم القاضي ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬االطار النظري للدراسة‪-:‬‬
‫‪ -‬مفهوم الطالق ‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫يعرف الطالق في اللغة بأنه التخلية من الوثائق ‪ ،‬فالمرأة المطلقة هي الخالة عن حبالة النكاح‪.‬‬
‫ويعرف أيضاً بأنه هو الترك والفرقة حسياً أو معنوياً وبوجه عام فإن الطالق في اللغة هو رفع قيد النكاح وفي الشرع يعرف‬
‫‪7‬‬
‫الطالق بأنه حل قيد النكاح أو بعضه‪ 6.‬أي بعض قيد النكاح إذا طلقها طلقة رجعية‪.‬‬
‫وعرفها البعض اآلخر بأنه رفع قيد النكاح في الحال بالبائن أو المال بالرجعى بلفظ مخصوص وكذلك يعرف الطالق بأنه‬
‫‪8‬‬
‫رفع القيد الثابت شرعاً بالنكاح ‪ ،‬أن الطالق صفة حكمية ترفع حل منفعة الزوج بزوجته‪.‬‬
‫‪ -‬حكم الطالق ومشروعيته ‪:‬‬
‫يختلف حكم الطالق تبعاً لظروفه ومقتضياته وهو نظام تعتريه األحكام الشرعية الخمسة ‪ ،‬فمرة يكون واجباً ‪ ،‬ومرة يكون‬
‫مندوباً ‪ ،‬ومرة مباحاً ‪ ،‬ومرة مكروهاً ‪ ،‬وأخرى حراماً ويمكن تفصيل ذلك في ‪:‬‬
‫‪ .1‬محمد طاهر الجوابي‪-‬المجتمع واألسرة ‪ ،‬في اإلسالم‪ ،‬دار عالم الكتب للطباعة والنشر‪،‬الرياض‪،‬ط‪،3،2000‬ص‪.149‬‬
‫‪ .2‬احمد عبد اللطيف أبو السعد‪ ،‬اإلرشاد الزواجي واألسري‪ ،‬دار الشروق للطباعة‪،‬عمان‪،‬ط‪،1،2008‬ص‪.131‬‬
‫‪ .3‬مهتاب أحمد إسماعيل ‪ ،‬طالق وأسبابه ونتائجه ‪ ،‬فلسطين ‪،)2016( ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ .4‬بالحاج بالعربي‪ ،‬شرح قانون األسرة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،2004،‬ص‪.28‬‬

‫‪ . 5‬سليم عمر عبد المنعم ‪ ،‬الجامع في أحكام الطالق والفقه وأدلته ‪ ،‬دار الضياء ‪1421 ،‬هـ ‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ . 6‬عبد الوهاب محم الظفيري وآخرون ‪ ،‬أسباب الطرق االجتماعية والنفسية في الكويت في مطلع األلفية الثالثة ‪ ،‬إدارة األبحاث ‪ ،‬جامعة الكويت‬
‫‪ ، 2001 ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ . 7‬البهوتي ‪ ،‬كشاف القناع عن متن اإلقناع ‪ ،‬المجلد الخامس ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬ص ‪.232‬‬
‫‪ .8‬محمد ممدوح صبري ‪ ،‬أوجه االختالف بين المرأة والرجل في أحكام الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي دراسة فقهية مقارنة ‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 2009 ، 1‬ص ‪.184‬‬

‫فقد يكون واجباً ‪ :‬إذ وجد سبب قوي ‪ ،‬كأنه يستحكم الخالف بين الزوجين ويتعذر اإلصالح ‪ ،‬أو كان هناك عجز جنسي‬
‫كامل بالنسبة للزوج تتضرر معه الزوجة‪.‬‬
‫وقد يكون مندوباً ‪ :‬إذا كان سببه انحراف الزوجة في سلوكها وايذائها لزوجها وأهله ‪ ،‬وأو تقصيرها في حق من حقوقها‬
‫كالصالة والصوم مثالً ولم يستطيع الزوج أن يجبرها على ذلك‪.‬‬
‫وقد يكون مكروهاً ‪ :‬إذا كانت المرأة مستقيمة الحالة فيطلقها زوجها بدون ضرورة أو سبب واضح‪.‬‬
‫ويكون مباحاً ‪ :‬إذا كان لحاجة تدعو إليه كسوء سلوك المرأة وعشرتها وخاف الزوج أن يتجاوز حدود اهلل تعالى في‬
‫معاملتها‪.‬‬
‫وقد يكون حراماً ‪ :‬إذ طلقها بعد الدخول وهي حائض ‪ ،‬أو في مرض موته قاصداً ذلك حرمان الزوجة من الميراث وما‬
‫‪1‬‬
‫شابه ذلك‪.‬‬
‫والطالق مشروع بالكتاب والسنة واالجتماع ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫وه َّن لِ ِع َّدتِ ِه َّن‪".‬‬ ‫النبِ ُّي إِذا طلَّ ْقتُ ْم ِّ‬
‫النساء فطلِّقُ ُ‬ ‫األدلة من الكتاب ‪ ":‬يا أيها َّ‬
‫األدلة من السنة ‪ :‬قوله ( ص ) ‪" :‬إنما الطالق لمن أخذ بالساق ‪ ،:‬وكذلك قال ( ص ) ‪" :‬أبغض الحالل إلى اهلل تعالى‬
‫الطالق" ‪ ،‬وقال ( ص ) ‪" :‬ما أحل اهلل شيئاً أبغض إليه من الطالق " وجه الداللة ‪ :‬اآليات واألحاديث داللة على الطالق‬
‫مشروع إذ دعت إليه الحاجة‪.‬‬
‫‪ -‬شروط الطالق ‪ :‬حتى يكون الطالق صحيحاً البد من توافر ‪:‬‬
‫( ص)‪:‬‬ ‫الشرط األول ‪ :‬أن يكون بين الزوج والزوجة عقد زواج صحيح فال يصح الطالق من غير الزوج لقوله‬
‫"إنما الطالق لمن أخذ بالساق"‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬البلوغ فال يقع الطالق من الصبي قبل البلوغ ‪ ،‬لقوله ( ص ) ‪" :‬رفع القلم عن ثالثة عن النائم حتى يستيقظ‬
‫‪ ،‬وعن الصبي حتى يحتلم ‪ ،‬وعن المجنون حتى يعقل‪.:‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬العقل ذهب الفقهاء إلى عدم صحة الطالق كطالق المجنون والمعتوه لفقدان أهلية األداء في األول ‪،‬‬
‫ونقصانها في الثاني‪.‬‬
‫الشرط الرابع ‪ :‬القصد وهو شرط في الصحة مع اشتراط النطق بالتصريح ‪ ،‬فلو لم ينوي الطالق لم يقع ‪ ،‬كالساهي والنائم‬
‫والغالط‪.‬‬
‫الشرط الخامس ‪ :‬اإلسالم فال يعتد بطالق الكافر ‪ ،‬سواء أكانت زوجته كافرة أو مسلمة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الشرط السادس ‪ :‬أن تكون الزوجة طاهرة من الحيض والنفاس‪.‬‬
‫‪-‬أسباب الطالق ‪:‬‬
‫سوء االختيار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم الكفاءة بين الزوجين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التقصير في الحقوق والواجبات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بخل الزوج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الخيانة الزوجية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ . 1‬رمزي أحمد عبد الحي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.209‬‬

‫‪ . 2‬سورة الطالق ‪ ،‬اآلية ‪.1‬‬
‫‪ . 3‬عماد عمر خلف هللا أحمد ‪ ،‬ظاهرة الطالق أسبابها وأثرها وعالجها في ضوء الهدى النبوي ‪ ،‬مجلة مركز بحوث القرآن الكريم والسنة النبوية‬
‫‪ ،‬السعودية ‪ ،‬العدد الثاني ‪ ، 2015 ،‬ص‪.11‬‬

‫الضرب واإلهانة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫شرب الخمر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العقم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إنجاب اإلناث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬أنواع الطالق ‪:‬‬
‫ينقسم الطالق من حيث إمكانية المراجعة بين الزوجين وعدم إمكانيتها إلى نوعين ‪:‬‬
‫طالق رجعي ‪ :‬وهو الذي يجوز للرجل فيه رد زوجته إلى عصمته بدون الحاجة إلى عقد ومهر جديدين ومن دون حاجة‬
‫إلى رضاها ما دامت في عدتها وكان طالقها غير مكمل ثالثة طلقات‪.‬‬
‫طالق بائن ‪ :‬وينقسم هذا النوع إلى صورتين ‪:‬‬
‫طالق بائن بينونة صغرى ‪ :‬هو الذي ال يستطيع المطلق إعادة زوجته إلى عش الزوجية إال بعقد ومهر جديدين‪.‬‬
‫طالق بائن بينونة كبرى ‪ :‬ويكون ذلك بعد الثالث الطلقات حيث ال يستطيع الرجل المطلق بعد ذلك إعادة العالقة الزوجية‬
‫‪1‬‬
‫مع مطلقته إال بعد أن تتزوج بزوج آخر صحيحاً ويدخل بها دخوالً حقيقياً ثم يموت عنها أو يطلقها وتنقش عدتها منه‪.‬‬
‫‪ -‬مشكالت الطالق ‪:‬‬
‫المشكالت النفسية ‪:‬‬
‫يعد الطالق أحد أسباب وقوع المطلقين لبراثن األمراض النفسية وتأثيراتها ‪ ،‬وان كانت آثار المشكالت النفسية تكون‬
‫مالمحها على أن المرأة أكبر وذلك بسبب تداخل عوامل أخرى متعددة ‪ ،‬منها ما يعود لطبيعة تركيبة المرأة النفسية‬
‫وحساسيتها تجاه األزمات ‪ ،‬ومنها ما يعود للمجتمع ونظرته للمطلقة ‪ ،‬وما يحملها آياه من عبء ومسؤولية كبيرة في فشل‬
‫عالقتها الزوجية‪ 2‬كما أن اعتماد المرأة على الرجل في توفير سبل الحياة سبب لشعورها بالقلق النفسي لغياب مصدر األمان‬
‫بالنسبة لها‪ .‬وفي حالة وجود أطفال ‪ ،‬خصوصاً إن لم تكن معتادة لتحمل المسؤولية ‪ ،‬فإن تحملها لمسؤوليات جديدة سبب‬
‫لتغير أدوارها ووظائفها االجتماعية ‪ ،‬وهذا سيصاحبه أزمات نفسية واحباط لخوفها من تأثير هذه األدوار الجديدة على‬
‫‪3‬‬
‫حياتها‪.‬‬
‫المشكالت االقتصادية ‪:‬‬
‫لعل المشكالت االقتصادية تعد أحد أبرز المشكالت الناتجة عن الطالق خصوصا على المرأة ألنها في الغالب ستكون‬
‫معتمدة على الزوج في اإلنفاق ‪ ،‬والطالق يعني غياب هذه النفقة ‪ ،‬فكثير من المطلقات يكن عرضة للعوز والحاجة المادية‬
‫بعد حدوث الطالق ‪ ،‬بسبب توقف النفقة الزوجية التي كانت تحصل عليها الزوجة وهي في ذمة الزوج ‪ ،‬وبالتالي فإن نسبة‬
‫كبي رة من المطلقات يصبحن ضمن الفئات في المجتمع‪ .‬وتزداد المشكلة حدة إذا كان عند المطلقة أطفال في سن المدرسة‬
‫يحتاجون لمصاريف التعليم ومصاريف العالج‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن الضمان االجتماعي يوفر معاشاً للمطلقة إال أنه في كثير من األحوال يكون أقل من المطلوب لتلبية‬
‫احتياجاتها ‪ ،‬فالمطلقة عندما تعود ألسرتها ‪ ،‬فأنها تشكل عبئاً ثقيالً على كاهل األسرة خصوصاً لو كان معها أطفال ‪ ،‬لذلك‬
‫فإن أغلبية المطلقات هن المستفيدات من الجمعيات الخيرية ‪ ،‬والطالق يحول كثي اًر ًً من النساء إلى فقيرات معوزات ‪،‬‬
‫‪ . 1‬عبد الوهاب محمد الظفري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪. 2‬الرميح صالح رميح ‪ ،‬النظرة االجتماعية للمطلقة ‪ ،‬رؤية اجتماعية مجلة جامعة الملك سعود ‪ ،‬الرياض ‪ ، 2009 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ . 3‬سلمان محمد العمري ‪ ،‬ظاهرة الطالق في المجتمع السعودي ‪ ،‬دراسة تشخيصية ‪ ،‬طبيعة الظاهرة ‪ ،‬حجمها اتجاهاتها ‪ ،‬عواملها ‪ ،‬آثارها‬
‫وعالجها ‪ ، 2009 ،‬ص‪.50‬‬

‫والسبب هو عدم التزام األزواج بدفع النفقة وهناك نساء يضطررن للتدين وأخذ السف لتعويض األزواج عما دفعوه من‬
‫‪1‬‬
‫صداق ومصروفات ‪ ،‬عندما تون المرأة هي من تقدمت بطلب الفسخ‪.‬‬
‫المشكالت األسرية ‪:‬‬
‫تظل نظرة المجتمع للمطلقة فيها نوع من السلبية ‪ ،‬حتى لو كانت ضحية الرجل وهو من طلقها ‪ ،‬فكثير من األسر تشدد في‬
‫معاملة االبنة المطلقة‪.‬‬
‫إن الطالق سبب رئيس لحدوث التفكك األسري التي تعد نواة المجتمع السليم وبفقدها يفقد المجتمع جزءاً من مكوناته مما‬
‫يكون له تأثير على بناء المجتمع ككل ‪ ،‬فانتشار الطالق مرتبط بانتشار مشكالت أسرية منها انحراف األبناء ‪ ،‬ضعف‬
‫‪2‬‬
‫تحصيلهم الدراسي ‪ ،‬غياب الرقابة األسرية ‪ ،‬فقدان األمان األسري‪.‬‬
‫مشكالت الحضانة ‪:‬‬
‫تعد مشكالت الحضانة من أبرز مشكالت الطالق ‪ ،‬فقد يستغل أحد المطلقين واقعة الطالق لحرمان أحد طرفي العالقة من‬
‫رؤية أطفاله ‪ ،‬وهذه تعد مشكلة كبيرة يكون ضحيتها األطفال ‪ ،‬فهم الذين يعانون حرمانهم من رؤية أحد الوالدين ‪ ،‬ويترتب‬
‫على ذلك الكثير من المشكالت النفسية‪.‬‬
‫فنجد أن بعض اآلباء يتنازل عن حقه في حضانة أبناءه ليس من باب عطفه عليهم بأن يربوا في كنف األمهات بل من‬
‫أجل الضغط على األمهات بأن يتنازلن عن حقهن في النفقة مقابل حضانة األطفال‪.‬‬
‫مشكالت النفقة ‪:‬‬
‫تعد مشكلة عدم النفقة على األبناء من أكثر المشكالت التي تعج بها المحاكم في إطار القضاياً األسرية‪.‬‬
‫وتتطلب مشكلة النفقة إيجاد حلول ناجحة للتعامل معها وحلها ‪ ،‬بحيث تأخذ معناها الشرعي من حيث كونها حق لألبناء في‬
‫أموال األب لتوفير المعيشة الكريمة لهم ‪ ،‬وتعج المحاكم بالعديد من قضايا النفقة التي تتقدم بها مطلقات طلباً في حق‬
‫أبنائهن في الحصول على ما يمكنهم من خالله العيش بأقل اإلمكانات المتاحة ‪ ،‬ولكن لألسف فإن الكثير من اآلباء يجحد‬
‫‪3‬‬
‫حق أبنائه في النفقة‪.‬‬
‫ومن أهم وأبرز اآلثار الواقعة على المرأة المطلقة ‪:‬‬
‫العوز المالي الذي كان يقوم به الزوج‪.‬‬
‫الهموم واألفكار والتي تنتاب المرأة وشعورها بالخوف من المستقبل‬
‫قلة الفرصة المتوفرة لديها في الزواج مرة أخرى‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫نظرة المجتمع إلى المطلقة هي نظرة ريبة وشك في سلوكها وتصرفاتها ‪ ،‬مما تشعر معه بالذنب والفشل وخيبة األمل‪.‬‬
‫‪ -‬النظريات المفسرة للطالق ‪:‬‬
‫وقد استخدم الباحثون منذ عام ‪ 1990‬مجموعة من النظريات وتشمل هذه النظريات ‪:‬‬
‫نظرية النسوية ‪:‬‬
‫الذي تحدث عنها جاربون ‪ Garbonn, 1994‬والتي يرى فيها أن الطالق بين الزوجين هو سبب دخول المرأة مع ترك‬
‫العمل مع الرجال ‪ ،‬وهذا أضاف عبئاً وتوت اًر على المرأة في رعاية األطفال ‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى إضعاف الروابط العاطفية‬
‫‪ . 1‬الرميح صالح رميح ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪ . 2‬ثروث محد شلبي ‪ ،‬الطالق والتغير االجتماعي في المجتمع السعودي ‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث ‪ ،‬اإلسكندرية ‪1998 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ . 3‬سامي بن عيد العزيز الدامغ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪ . 4‬عماد عمر خلف هللا أحمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫بين الزوجين ‪ ،‬فالنساء في هذه الحاالت أقرب إلى أطفالهن من أزواجهن ‪ ،‬وهذا يساعد على خلق مشكالت انفعالية‬
‫وعاطفية في ظل االكتفاء الذاتي بكل منهما ‪ ،‬إضافة إلى غياب الدور الوالدي في تقاسم األعمال المنزلية مع الزوجة‪.‬‬
‫نظرية التعلق ‪:‬‬
‫وتحدث هازان وشيفر ‪ Hazan&Shaver 1992‬في نظرية التعلق وعالقة ذلك بالرضا الزواجي والطالق ‪ ،‬وترى‬
‫هذه النظرية أن طالق أحد الوالدين قد يكون سببه تعلق عاطفي لدى أحد الزوجين بوالديه ‪ ،‬وهذا يجعل الطفل يحن إلى‬
‫االرتباط بأحد والديه ‪ ،‬ويرفض الدور والمسؤولية الجديدة التي نجمت عن هذا الزواج ‪ ،‬لذلك فقد يكون الطالق لحل‬
‫مشكالت تتعلق باالرتباط العاطفي لكل الزجين مع والديهم ‪ ،‬إضافة إلى عدم التوافق مع الهوية واألدوار الجديدة للحياة‬
‫الزوجية ‪ ،‬وتشير هذه النظرية إلى أن تاريخ التعلق له تأثير على انخفاض نمط العالقة الرومانسية لدى الزوجين‪.‬‬
‫نظرة العزو ‪:‬‬
‫كما أشارت نظرية العزو إلى أن بعض حاالت الزواج التي تنتهي إلى الطالق ‪ ،‬تعود أسبابها إلى اضطراب‬
‫الهوية الشخصية وعدم التوافق وتعاطي أحد الزوجين المخدرات ولكحول ‪ ،‬والعصبية الزائدة ‪ ،‬إضافة إلى الخصائص‬
‫الشخصية مثل السلوك المضاد للمجتمع ‪ ،‬أو الشخصية السلبية ‪ ،‬كما أن العوامل الخارجية كالعرق ‪ ،‬والطبقة االجتماعية ‪،‬‬
‫وأسلوب الحياة قد يلعب دو اًر مهماً في طالق األزواج ‪ ،‬وبذلك فإن ملخص نظرية العزو أسباب طالق الزوجين إلى صفات‬
‫تعكس صفات ثابتة نسبياً من الزوجين ( االكتئاب ‪ ،‬عدم التوافق ‪ ،‬العدوانية ‪ ،‬التوتر ) وسمات تلعب دو اًر سببياً في تنمية‬
‫‪1‬‬
‫الصراع الزواجي ‪ ،‬مثل صراع األدوار وأسلوب الحياة والفروق العمرية والطبقة االجتماعية‪.‬‬
‫إضافة إلى ما سبق فإن نظريات حديثة عدة تحدثت عن أسباب الطالق كنظرية النظم ‪ ،‬نظرية رأس المال‬
‫االجتماعي ‪ ،‬وجميع هذه النظريات تؤكد أن الطالق ينطلق من مؤشرات سلبية للزوجين واألطفال ‪ ،‬كسوء التوافق‬
‫والصراعات وغياب الدعم العاطفي بين الزوجين ‪ ،‬وبين الزوجين واألطفال ‪ ،‬وذلك كما يمثله الشكل التالي ‪:‬‬
‫ديمومة المشكالت‬
‫الصحية والسلوكية‬
‫غياب المسؤولية في‬ ‫والنفسية‬
‫رعاية األطفال‬
‫اضطراب أسلوب‬
‫عملية الطالق‬ ‫الحياة‬
‫غياب التواصل بين‬

‫سلسلة من الصدمات‬
‫الوالدين‬
‫ثالثا‪-:‬تحليل االحصائي لبيانات الدراسة‪-:‬‬
‫‪ . 1‬راشد مانع راشد ‪ ،‬فاعلية برنامج إرشادي جماعي لتحسين مستوى التوافق النفسي واالجتماعي لدى أبناء األسر المطلقة ‪ ،‬جامعة دمشق ‪،‬‬
‫كلية التربية ‪ ،‬رسالة منشورة ‪ ، 2014 ،‬ص ‪ 33‬ـ ‪.38‬‬

‫أوال‪ -:‬البيانات األساسية ‪-:‬‬

‫جدول رقم (‪ )1‬يوضح عينة الدراسة حسب العمر‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫العمر‬
‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أقل من ‪ 20‬سنة‬
‫‪%36‬‬ ‫‪22‬‬ ‫من ‪ 20‬وأقل من ‪ 30‬سنة‬

‫‪%18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫من ‪30‬وأقل من ‪ 40‬سنة‬
‫‪%45‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪40‬سنة فأكثر‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫كشف تحليل بيانات الجدول السابق حسب مفردات العينة وفقاً للعمر نجد أن عمر المطلقات التي طبقت عليهن استمارة‬
‫االستبيان في عمر ‪40‬سنة فأكثر بنسبة ‪ %45‬من اجمالي العينة‪,‬يليها من عمر ‪ 20‬وأقل من ‪ 30‬أكثر نسبة ‪ %36‬من‬
‫إجمالي عينة دراسة ‪,‬بينما نجد أقل نسبة كانت أقل من ‪ 20‬نسبة ‪%0‬من اجمالي العينة‪.‬‬
‫جدول رقم( ‪ )2‬يوضح عينة الد ارسة حسب مستوي التعليمي‬

‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫مستوي التعليمي‬
‫‪%5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أمي‬
‫‪%10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ابتدائي‬
‫‪%13‬‬ ‫‪8‬‬ ‫أعدادي‬
‫‪%25‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ثانوي او معهد متوسط‬
‫‪%46‬‬ ‫‪28‬‬ ‫جامعي او ما يعدله‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫كشف تحليل بيانات الجدول السابق حسب مفردات العينة وفقًا للمستوي التعليمي نجد أن مستوي الجامعي أكثر بنسبة‬
‫‪, %46‬ويدل ذلك اْن معظم المطلقات من التعليم العالي ‪,‬ويليهما المطلقات الحاصالت على شهادة الثانوية اوما يعدلها‬
‫بنسبة ‪,% 25‬بينما اقل نسبة كانت من نصيب المطلقة األمية غير متحصله على شهادة علمية بنسبة ‪ %5‬من اجمالي‬
‫حجم العينة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )3‬يوضح هل يوجد أطفال‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫هل يوجد أطفال‬
‫‪%75‬‬ ‫‪45‬‬ ‫نعم يوجد‬

‫‪%25‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ال يوجد‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬

‫كشف تحليل بيانات الجدول سابق حسب مفردات الدراسة وفقًا ليوجد أطفال وقد كانت أكثر بنسبة ‪ %75‬من إجمالي عينة‬
‫لديها اطفال‪,‬بينما نسبة ‪ %25‬من النساء المطلقات ليس لديها اطفال‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )4‬يوضح دخل الزوج‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫الدخل‬

‫‪%33‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪500-300‬‬
‫‪%13‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪700-500‬‬

‫‪%18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪900-700‬‬
‫‪%35‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪ 900‬فأكثر‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫كشف تحليل بيانات الجدول سابق حسب مفردات الدراسة وفقاً لدخل الزوج ان نسبة ‪ %35‬من اجمالي حجم العينة ْان دخل‬
‫الزوج كان من ‪ 900‬فأكثر‪,‬يليها الدخل من ‪500-300‬دينا اًر‪,‬بينما اقل نسبة في الدخل هي ‪700-500‬دينا اًر‪.‬‬
‫جدول (‪ )5‬يوضح عينة الدراسة حسب مدة الحياة الزوجية‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫مدة الحياة الزوجية‬
‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الطالق تم قبل الدخول‬
‫‪%31‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أقل من سنة‬
‫‪%21‬‬ ‫‪13‬‬ ‫من‪ 3-1‬سنوات‬
‫‪%28‬‬ ‫‪17‬‬ ‫من‪ 3‬وأقل من ‪ 10‬سنوات‬
‫‪%18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫من ‪ 10‬سنوات فأكثر‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬

‫كشف تحليل بيانات الجدول سابق حسب مفردات العينة وفقًا لمدة الحياة الزوجية نجد أن المطلقات لم يستمر زواجهن إال‬
‫أقل من سنة أكثر بنسبة ‪ %31‬من إجمالي العينة ويليها من‪ 3‬وأقل من ‪ 10‬سنوات بنسبة ‪ %28‬وأقل نسبة الطالق تم قبل‬
‫الدخول بنسبة ‪ %0‬من اجمالي العينة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )6‬يوضح السكن‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫السكن‬

‫‪%55‬‬ ‫‪33‬‬ ‫مستقيل مع الزوج‬
‫‪%35‬‬ ‫‪21‬‬ ‫مشترك مع أهل الزوج‬
‫‪%10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫مع زوجات اخريات‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬

‫كشف تحليل بيانات الجدول السابق حسب مفردات الدراسة وفقاً لسكن نجد أن السكن المستقيل مع الزوج أكثر بنسبة ‪%55‬‬
‫من إجمالي عينة الدراسة ‪,‬يليها السكن المشترك مع أهل الزوج بنسبة ‪ %35‬من اجمالي حجم العينة ‪,‬بينما أقل نسبة كانت‬
‫السكن المشترك مع زوجات اخريات بنسبة ‪ %10‬من اجمالي حجم الدراسة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -:‬البيانات الخاصة بموضوع الدراسة ‪-:‬‬

‫جدول رقم (‪ )1‬يوضح العمر عند الزواج للمطلقات‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫العمر عند الزواج للمطلقات‬

‫‪%5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أقل من ‪ 20‬سنة‬
‫‪%60‬‬ ‫‪36‬‬ ‫من ‪20‬وأقل ‪ 30‬سنة‬
‫‪%25‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪30‬سنة وأقل من ‪40‬‬
‫‪%10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪40‬سنة بأكبر‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫كشف تحليل بيانات الجدول السابق حسب مفردات العينة وفقًا لعمر المطلقات عند الزواج نجد أن من ‪ 20‬وأقل من ‪30‬‬
‫سنةأكثر بنسبة ‪ %60‬من إجمالي‪,‬يليها من‪30‬سنة وأقل من‪40‬سنة ‪, %25‬بينما اقل نسبة كانت أقل من ‪ 20‬سنة بنسبة‬
‫‪ %5‬من اجمالي العينة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )2‬يوضح كيفية التعرف على الزوج‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫طريقة التعرف‬

‫‪%50‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الهل واألصدقاء (دالله)‬
‫عن طريق ا ْ‬
‫‪%21‬‬ ‫‪13‬‬ ‫صلة القرابة‬
‫‪%3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مكان العمل‬
‫‪%25‬‬ ‫‪15‬‬ ‫وسائل االتصال المختلفة‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫اتضحت من نتائج تحليل بيانات الجدول السابق حسب مفردات العينة وفقاُ لكيفية التعرف على الزوج ْان اكثر نسبة كانت‬
‫التصال المختلفة‬
‫الهل واألصدقاء بنسبة ‪ %50‬من اجمالي حجم العينة‪,‬يليها عن طريق وسائل ا ْ‬
‫من نصيب عن طريق ا ْ‬
‫بنسبة ‪ % 25‬من اجمالي حجم العينة ‪,‬بينما اقل نسبة كانت عن طريق مكان العمل بنسبة ‪ %3‬من اجمالي حجم العينة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )3‬يوضح كيف يتم حل الخالفات الزوجية‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫حل الخالفات الزوجية‬

‫‪%41‬‬ ‫‪25‬‬ ‫االهل واألقارب‬

‫‪%16‬‬ ‫‪10‬‬ ‫االصدقاء‬

‫‪%8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫علماء الدين‬
‫‪%33‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ال الجاء الى ْاحد‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫كشف تحليل بيانات الجدول السابق حسب مفردات العينة وفقًا لكيفية حل الخالفات الزوجية نجد أن األهل واألقارب احتلت‬
‫الترتيب األول بنسبة ‪ %41‬من اجمالي حجم العينة‪,‬يليها ْانها ال تلجأ الي أحد بنسبة ‪ %33‬من اجمالي حجم العينة ‪ ,‬بينما‬
‫احتلت الترتيب االخير اللجوء الي علماء الدين بنسبة ‪ %8‬من اجمالي حجم العينة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )4‬يوضح أسباب الطالق االقتصادية من وجهة نظر المطلقة‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫ماهي أسباب الطالق من وجهة نظرك كمطلقة‬
‫‪%36‬‬ ‫‪22‬‬ ‫بخل الزوج الشديد‬
‫‪%33‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ضعف االمكانيات المادية للزوج‬
‫‪%16‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اذالل الزوجة عند طلب المال‬
‫‪%8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫محاولة اخذ مال الزوجة الخاصة‬
‫‪%5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫تراكم الديون على الزوج‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫كشف تحليل بيانات الجدول السابق حسب مفردات العينة وفقاً ألسباب الطالق اقتصادياً أن بخل الزوج هو السبب الرئيسي‬
‫للطالق وذلك بنسبة ‪ %36‬من اجمالي العينة ‪,‬يليها ضعف االمكانيات المادية للزوج وعدم تلبية احتياجات الزوجة هو‬
‫السبب الثاني للطالق بنسبة ‪ %33‬من اجمالي العينة ‪,‬يليها اذالل الزوجة عند طلب المال من الزوجة خاصة عندما تكون‬
‫الزوجة ليس لديها راتب حكومي هو السبب الثالث للطالق بنسبة ‪ %16‬من اجمالي العينة ‪,‬بينما اقل نسبة وهي ت اركم‬
‫الديون على الزوج بنسبة ‪ %5‬من اجمالي حجم العينة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )5‬يوضح أسباب الطالق االجتماعية من وجهة نظر المطلقة‬
‫‪%11‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الضرب والعقاب الجسدي‬
‫‪%8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الهجر والخصام‬
‫‪%13‬‬ ‫‪8‬‬ ‫االيمان بالسحر و الشعوذة‬
‫‪%23‬‬ ‫‪14‬‬ ‫تدخالت األهل في الحياة الزوجية‬

‫‪%16‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الخيانة الزوجية‬
‫‪%10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫السكن المشترك مع االهل‬
‫‪%15‬‬ ‫‪9‬‬ ‫شرب الخمر وادمان المخدرات‬
‫‪%1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عدم االحترام والتقدير‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬

‫كشف تحليل بيانات الجدول السابق حسب أسباب الطالق االجتماعية من وجهة نظر المطلقات فكانت تدخل األهل في‬
‫حياة الزوجية احتلت المرتبة االولي بنسبة ‪ %23‬من إجمالي عينة ويليها السبب الثاني الخيانة الزوجية كانت بنسبة‬
‫‪%16‬ويليها السبب الثالث شرب الخمر وادمان المخدرات ‪%15‬من اجمالي حجم العينه‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )6‬يوضح االسباب النفسية للطالق من وجه نظر المطلقات‬

‫‪%20‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ضعف الشخصية للزوج‬
‫‪%5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫سرعة االنفعال‬
‫‪%13‬‬ ‫‪8‬‬ ‫سوء معاملة الزوج‬
‫‪%13‬‬ ‫‪8‬‬ ‫كثرة المشاكل ألتفه االسباب‬
‫‪%8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫عدم التوافق وتالئم االخالق‬
‫‪%10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫االنانية والهروب من المسئولية‬
‫‪%6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫عدم التوافق العاطفي‬
‫‪%8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ملل الزوج من الحياة الزوجية‬
‫‪%15‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التهديد بالزواج مره اخرى‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫كشف تحليل بيانات الجدول السابق حسب أسباب الطالق النفسية للمرأة المطلقة ْان السبب األول للطالق هو ضعف‬
‫شخصية الزوج بنسبة ‪%20‬من اجمالي العينة‪,‬يليها السبب الثاني وهو التهديد بالزواج مرة اخرى بنسبة ‪ %15‬من حجم‬
‫السباب حيث‬
‫العينة‪ْ ,‬اما السبب الثالث للطالق فقد تساوت اإلجابات في كالً من سوء معاملة الزوجة وكثرة المشاكل ألتفه ا ْ‬
‫النفعال بنسبة ‪ %5‬من اجمالي‬
‫كانت النسبة ‪ %13‬من اجمالي العينة‪,‬بينما اقل نسبة كانت من نصيب السبب سرعة ا ْ‬
‫العينة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )7‬يوضح رغبة المطلقة في الزواج بعد الطالق‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫هل ترغبي في الزواج قبل الطالق‬

‫‪%56‬‬ ‫‪34‬‬ ‫نعم أرغب‬
‫‪%43‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ال أرغب‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫كشف تحليل بيانات الجدول السابق حسب رغبة المطلقات لزواج مرة أخرى أكثر بنسبة ‪ %56‬من إجمالي العينة ‪,‬وذلك‬
‫إليجاد فرصة اخرى لتكوين عائلة فكانت معظم المطلقات التي طبقت عليهن استمارة االستبيان متزوجات مرة اخرى ‪,‬بينما‬
‫النها تزوجت في عمر فوق ‪ْ 40‬اما ألنها اكتفت برعاية‬
‫جاءت نسبة ال ارغب بزواج بعد الطالق ‪%43‬وذلك نتيجة ْاما ْ‬
‫اطفالها‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )8‬يوضح شعور المطلقة بالندم على طلب الطالق‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫الشعور بالندم‬
‫‪%25‬‬ ‫‪15‬‬ ‫نعم‬

‫‪%75‬‬ ‫‪45‬‬ ‫ال‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫اوضحت نتيجة تحليل بيانات الجدول السابق وفقًا لشعور المطلقة بالندم على الطالق فكانت اإلجابة االكثر من نصيب ْان‬
‫المطلقة لم تندم على الطالق وجاءت ذلك بنسبة ‪ %75‬من حجم العينه وذلك ألنها رأت ْان الطالق هو الحل األنسب لها‬
‫لتعيش بسالم واالبتعاد عن جميع المشاكل وشراء راحت البال حتى لو كلفها ذلك تدمير حياتها الزوجية ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )9‬يوضح اآلثار االجتماعية للمرأة المطلقة‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫ماهي اآلثار االجتماعية لطالق المرأة من وجهة نظرك‬
‫‪%25‬‬ ‫‪15‬‬ ‫التضايق من الوسط االجتماعي الذي أعيش فيه‬
‫‪%15‬‬ ‫‪9‬‬ ‫أتألم البعد األوالد عن حياتي‬
‫‪%30‬‬ ‫‪18‬‬ ‫القيم والعادات التقليدية غير منصفة للمرآة‬
‫‪%16‬‬ ‫‪10‬‬ ‫أتردد في قيام عالقات اجتماعية وعاطفية جديدة‬
‫‪%8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫القاء اللوم علي من المجتمع‬
‫‪%5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مشكالت تربية األبناء بمفردي‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫كشف تحليل بيانات الجدول السابق حسب مفردات العينة وفقاً لآلثار االجتماعية للمرأة المطلقة نجد أن القيم والعادات‬
‫التقليدية غير منصفة للمرأة احتلت المرتبة االولى بنسبة ‪ %30‬من إجمالي عينة الدراسة ويليها التضايق من الوسط‬
‫االجتماعي الذي تعيش فيه بنسبة ‪%25‬بينما نجد ْان المطلقة تتردد في قيام عالقات اجتماعية وعاطفية جديدة وذلك بنسبة‬
‫‪,%16‬بينما اقل نسبة كانت من نصيب مشكالت تربية األبناء بمفردي بنسبة ‪%5‬من اجمالي حجم العينة ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )10‬يوضح اآلثار االقتصادية للمرأة المطلقة‬

‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫ماهي اآلثار االقتصادية لطالق المرأة من وجهة نظرك‬
‫‪%26‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ال أرغب ان يساعدني احد ماديا‬
‫‪%33‬‬ ‫‪20‬‬ ‫اتمنى ان اعيش مستقلة اقتصاديا‬
‫‪%20‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اشعر ان عبء على اهلي‬
‫‪%20‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اعاني من مشكالت مادية كثيرة بسبب التزامات الطالق‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫كشف تحليل بيانات الجدول السابق حسب مفردات العينة وفقآ لآلثار االقتصادية لطالق المرأة نجد أن اتمنى ْان ْاعيش‬
‫ماديا بنسبه ‪%26‬من اجمالي حجم‬
‫مستقلة اقتصاديا اكثر نسبة ‪ %33‬من اجمالي العينة ‪,‬ويليها ال ْارغب اْن يساعدني ْاحد ً‬

‫العينة‪,‬بينما اقل نسبة جاءت متساوية إلجابة المبحوثات هي ‪%20‬جاءت بأنها تشعر بأنها عبئ على أهلها وكذلك تعاني‬
‫من مشكالت مادية كثيرة بسبب ْالتزامات الطالق ‪.‬‬
‫جدول (‪)11‬يوضح اآلثار النفسية للمرأة المطلقة من وجهة نظرها‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫ماهي اآلثار النفسية للمرأة المطلقة من وجهة نظرك‬
‫‪%28‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الشعور بعدم العدالة في العالم‬

‫‪%20‬‬ ‫‪12‬‬ ‫عدم الثقة باآلخرين‬
‫‪%25‬‬ ‫‪15‬‬ ‫سنوات العمر ضاعت هد ار‬
‫‪%21‬‬ ‫‪13‬‬ ‫زيادة المشكالت في حياتي والخوف من المجهول‬
‫‪%5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫سلوكي يمتاز بالعصبية والتوتر‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫اتضح من تحليل بيانات الجدول السابق وفقًا لآلثار النفسيه للطالق على المرأة ْان الشعور بعدم العدالة في العالم احتلت‬
‫المرتبة االولى بنسبة ‪ %28‬من حجم العينة‪,‬يليها سنوات عمرها راحت هد اًر جاءت بالمرتبة الثانية بنسبه ‪%25‬من اجمالي‬
‫العينة ‪,‬ثم شعورهن بعدم الثقة باآلخرين جاءت بنسبة ‪%20‬من اجمالي حجم العينة‪,‬واقل نسبة كانت من نصيب سلوكهن‬
‫يمتاز بالعصبية والتوتر بنسبة ‪%5‬من اجمالي حجم العينة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )12‬يوضح اثار الطالق على األبناء‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫ما هي آثار الطالق على االبناء‬
‫‪%25‬‬ ‫‪15‬‬ ‫اضطرابات سلوكية‬
‫‪%13‬‬ ‫‪8‬‬ ‫انخفاض مستوي التعليم‬
‫‪%16‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الخوف من فكرة الزواج مستقبال‬
‫‪%25‬‬ ‫‪15‬‬ ‫شعورهم بالتشتت بين االم واألب‬
‫‪%20‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اصابتهم بعقد نفسيه عند الكبر‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫كشف تحليل بيانات الجدول السابق حسب مفردات العينة وفقًا آلثار الطالق علي االطفال فنجد ْان إجابة المبحوثات التى‬
‫لديهن اطفال جاءت متساوية في إصابة االطفال االضطرابات السلوكية وشعورهم بالتشتت بين األم و األب احتلت المرتبة‬
‫االولي بنسبة ‪ %25‬من اجمالي عينة‪ ,‬ويليها إصابتهم بعقد نفسيه عند الكبر بنسبة ‪ %20‬من اجمالي حجم العينة‪,‬يليها‬
‫مستقبال بنسبة ‪%16‬من اجمالي العينة‪,‬بينما اقل نسبة كانت من نصيب إنخفاض مستوي التعليم‬
‫ً‬ ‫الخوف من فكرة الزواج‬
‫لألطفال حيث كانت النسبة ‪ %13‬من اجمالي العينة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )13‬يوضح الطرق الحد من ظاهرة الطالق‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫ماهي الطرق للحد من ظاهرة الطالق‬
‫‪%36‬‬ ‫‪22‬‬ ‫على الوالدين توجيه الزوجين في حالة حدوث مشكلة بين الزوجين‬
‫‪%18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫اشراك الزوجة في الق اررات األسريه‬
‫‪%38‬‬ ‫‪23‬‬ ‫حسن معاملة الزوج لزوجته‬

‫‪%18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫تدخل اهل االصالح في حل المشكالت الزوجية‬

‫‪%21‬‬ ‫‪13‬‬ ‫وجود مؤسسة تعتني باألسر وتعمل علي حل مشكالتها‬
‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫كشف تحليل بيانات الجدول السابق حسب مفردات العينة وفقًا للحد من ظاهرة الطالق نجد اْن حسن معاملة الزوج لزوجته‬
‫اكثر نسبة‪ %38‬من اجمالي العينة فعلى الزوج احترام الزوجة وْان يجعل بينه وبين زوجته التقدير واحترام الحياة الزوجية‬
‫واستماع آلراء البعض وْان الحياة الزوجية لها قدسيتها وال يجب ع ْاحد ْان يتدخل فيها ‪,‬ويليها على الوالدين توجيه الزوجين‬
‫في حالة حدوث مشكلة بين الزوجين بنسبة ‪ %36‬من اجمالي العينة ‪,‬يليها وجود مؤسسة تعتني باألسر وتعمل علي حل‬
‫مشكلة األزواج بنسبة ‪%21‬من اجمالي العينة‪,‬بينما إجابات المطلقات وهى ْاشراك الزوجة في الق اررات األسريه و تدخل اهل‬
‫االصالح في حل المشكالت الزوجية جاءت بنسب متساوية عند المطلقات حيث نسبتها ‪ %18‬من اجمالي العينة وهي‬
‫تعتبر اقل نسبة‪.‬‬
‫جدول(‪ )14‬يوضح نصائح موجهه للمقبلين على الزواج‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫نصائح المراة المطلقه للمقبلين على الزواج‬
‫‪%33‬‬ ‫‪20‬‬ ‫اختيار الشريك المناسب‬
‫‪%13‬‬ ‫‪8‬‬ ‫عدم تدخل االهل في اختيار الزوج‬
‫‪%23‬‬ ‫‪14‬‬ ‫عدم الزواج في سن مبكر‬
‫‪%30‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ْان يكون السكن مستقال عن اهل الزوج‬

‫‪%100‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬
‫كشف تحليل بيانات الجدول السابق حسب مفردات العينة وفقًا للنصائح الموجهه للمقبلين على الزواج من المطلقات ْان‬
‫النصيحة التى احتلت المرتبة االولى هي اختيار الشريك المناسب بنسبة ‪ %33‬من اجمالي العينة‪ ,‬فعلى من يرغب في‬
‫الزواج ْان يختار شريك حياته بنفسه وْان تكون هناك فترة تعارف طويلة لكي يتعرف كل منهم على االخر‪,‬يليها النصيحة‬
‫الثانية وجاءت بنسبة ‪ %30‬من اجمالي العينة ْان يكون هناك سكن مستقل للزوجة‪,‬والنصيحة الثالثة عدم الزواج في سن‬
‫مبكره وجاءت بنسبة ‪ %23‬من اجمالي العينة ‪.‬‬
‫رابعا‪:‬النتائج والتوصيات ‪-:‬‬
‫‪ .1‬أن عمر المطلقات التي طبقت عليهن استمارة االستبيان في عمر ‪40‬سنة فأكثر‪.‬‬
‫ْان معظم المطلقات من التعليم العالي ‪,‬ويليهما المطلقات الحاصالت على شهادة الثانوية اوما يعدلها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ْ .3‬ان معظم المطلقات لم تستمر في الزواج إال أقل من سنةو نجد ان معظم المطلقات يعيشن مستقالت مع الزوج‬
‫وكان عمر المطلقات عند الزواج كان من ‪ 20‬وأقل من ‪ 30‬سنة‪.‬‬
‫‪ .4‬كانت المطلقة تلجأ في حل الخالفات الزوجية الى األهل واألقارب ‪.‬‬
‫‪ .5‬وفقا ألسباب الطالق اقتصادياً أن بخل الزوج هو السبب الرئيسي للطالق‪,‬يليها ضعف االمكانيات المادية للزوج‬
‫وعدم تلبية احتياجات الزوجة هو السبب الثاني للطالق وأن من أسباب الطالق االجتماعية هو تدخل األهل في‬
‫الحياة الزوجية حتى وْان كانت الزوجة مستقلة السكن مع الزوج أما من أسباب الطالق النفسية للمرأة المطلقة‬
‫نجد ْان السبب األول للطالق هو ضعف شخصية الزوج ‪,‬يليها السبب الثاني وهو التهديد بالزواج مرة اخرى ‪.‬‬

‫‪ْ .6‬ان المطلقات يرغبن بالزواج مرة أخرى وذلك إليجاد فرصة اخرى لتكوين عائلة فكانت معظم المطلقات التي‬
‫طبقت عليهن استمارة االستبيان متزوجات مرة اخرى‬
‫‪ْ .7‬ان المطلقات لم يشعرن بالندم على الطالق وذلك ألنهن يرن ان الطالق هو الحل األنسب لهن ليعشين بسالم‬
‫البتعاد عن جميع المشاكل وشراء راحت البال حتى لو كلفهن ذلك تدمير حياتهن الزوجية وطلب الطالق ‪.‬‬
‫وا ْ‬
‫‪ .8‬من اآلثار االجتماعية للطالق على المرأة هو القيم والعادات التقليدية غير منصفة للمرأة والتضايق من الوسط‬
‫االجتماعي الذي تعيش فيه ‪ْ ,‬اما اآلثار االقتصادية للطالق على المرأة ْانها تتمنى ْان تعيش مستقلة اقتصاديا وال‬
‫ترغب ْان يساعدها احد مادياً‪,‬ويليها اآلثار النفسية للطالق على المرأة هو الشعور بعدم العدالة في العالم وْان‬
‫سنوات عمرها راحت هد اًر‪,‬وْاما آثار الطالق علي االطفال فنجد ْان إجابة المبحوثات التى لديهن اطفال جاءت‬
‫الب واصابتهم بعقد نفسيه ‪.‬‬
‫الم و ا ْ‬
‫متساوية في ْان االضطرابات السلوكية وشعورهم بالتشتت بين ا ْ‬
‫‪ .9‬نجد ْان معظم المطلقات يرن أن للحد من ظاهرة الطالق يجب على الزوج أن يحسن معاملته لزوجته فعلى‬
‫الزوج احترام الزوجة وْان يجعل بينه وبين زوجته التقدير واحترام الحياة الزوجية و استماع آلراء البعض وْان الحياة‬
‫الزوجية لها قدسيتها واليجب على احد اْن يتدخل فيها‬
‫‪ .10‬من النصائح الموجهه للمقبلين على الزواج من المطلقات هي اختيار الشريك المناسب فعلى من يرغب في‬
‫الزواج ْان يختار شريك حياته بنفسه وْان تكون هناك فترة تعارف طويلة لكي يتعرف كل منهم على االخر‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬التوصيات‪-:‬‬
‫يمكن الحد من وقوع الطالق إتباع اآلتي ‪:‬‬
‫‪ . 1‬تكوين لجان اجتماعية نفسية تدرس بشكل موضوعي حاالت الطالق واألسباب المؤدية إليه حتى تحاول االستفادة‬
‫ومعرفة هذه الظاهرة وأسبابها ومعالجتها بحيث تقلل من حدوثها في المستقبل‪.‬‬
‫‪ .2‬توعية األفراد بعدم تعدد الزوجات إال في الحدود الضيقة المنصوص عليها شرعاً‪.‬‬
‫‪ . 3‬إنشاء مكاتب صحية للكشف على الراغبين في الزواج قبل عقده ‪ ،‬وبذلك تختفي حاالت الطالق للمرضى أو العقم أو‬
‫الشذوذ الجنسي‪.‬‬
‫‪ .4‬عدم الزواج في سن مبكرة‪.‬‬
‫‪ .5‬عدم تدخل األهل في المشاكل الزوجية إال في حاالت الضرورة حتى ال تفسد الحياة الزوجية بسبب عناد األهل‪.‬‬
‫‪ .6‬العناية بالنواحي الترفيهية لألسرة ‪ ،‬وتنظيم أوقات الفراغ لألسرة وانشاء مكاتب التوجيه األسري والتي تعمل على تقديم‬
‫النصح واإلرشاد للزوجين‪.‬‬
‫‪ .7‬عدم إرهاق الزوج بمصاريف الزواج‪.‬‬
‫‪ .8‬أن يتم الزواج على أساس التفاهم والحب واألخالق والتمسك بالمبادئ اإلسالمية في الزواج وليس على أساس المال‬
‫والجمال‪.‬‬
‫‪ .9‬تطبيق قانون سن الزواج بدقة وعدم السماح بالتزوير في شهادات الميالد للبنات‪.‬‬
‫‪ . 10‬إتاحة الفرصة للرجل والمرأة المقبلين على الزواج باللقاء مع بعضهم البعض عن طريق الخطبة ‪ ،‬حتى يتعرف كل‬
‫منهم على اآلخر‪.‬‬
‫‪ .11‬التأكد قبل الزواج على ضرورة وجود التفاهم المتبادل واالتفاق والتعاون بينهما والتفاني في الحياة الزوجية‪.‬‬

‫المراجع العربية ‪:‬‬

‫‪ .1‬أحمد عبد اللطيف أبو السعد‪ ،‬اإلرشاد الزواجي واألسري‪ ،‬دار الشروق للطباعة‪،‬عمان‪،‬ط‪.1،2008‬‬
‫‪ .2‬أميرة أحمد حسن وآخرون ‪ ،‬الطالق وآثاره النفسية واالجتماعية ‪ ،‬كلية التربية ‪ ،‬جامعة نباال ‪.2009 ،‬‬
‫‪ .3‬البهوتي ‪ ،‬كشاف القناع عن متن اإلقناع ‪ ،‬المجلد الخامس ‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .4‬الرميح صالح رميح ‪ ،‬النظرة االجتماعية للمطلقة ‪ ،‬رؤية اجتماعية مجلة جامعة الملك سعود ‪ ،‬الرياض ‪.2009 ،‬‬
‫‪ .5‬المشوخي محمد سليمان ‪ ،‬تقنيات و مناهج البحث العلمي ‪ ،‬الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪. 2002 ،‬‬
‫‪ .6‬بالحاج بالعربي‪ ،‬شرح قانون األسرة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.2004،‬‬
‫‪ .7‬ثروث محد شلبي ‪ ،‬الطالق والتغير االجتماعي في المجتمع السعودي ‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ .8‬راشد مانع راشد ‪ ،‬فاعلية برنامج إرشادي جماعي لتحسين مستوى التوافق النفسي واالجتماعي لدى أبناء األسر‬
‫المطلقة ‪ ،‬جامعة دمشق ‪ ،‬كلية التربية ‪ ،‬رسالة منشورة ‪.2014 ،‬‬
‫‪ .9‬رمزي أحمد عبد الحي ‪ ،‬التربية وقضايا المجتمع المعاصرة ‪ ،‬زهراء الشرق ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪.2008 ، 1‬‬
‫‪ .10‬رندا يوسف محمد سلطان ‪ ،‬ظاهرة الطالق المبكر في ريف محافظة أسيوط ‪ ،‬جامعة أسيوط ‪ ،‬اإلرشاد الزراعي ‪،‬‬
‫‪.2017‬‬
‫‪ .11‬سلمان محمد العمري ‪ ،‬ظاهرة الطالق في المجتمع السعودي ‪ ،‬دراسة تشخيصية ‪ ،‬طبيعة الظاهرة ‪ ،‬حجمها‬
‫اتجاهاتها ‪ ،‬عواملها ‪ ،‬آثارها وعالجها ‪.2009 ،‬‬
‫‪ .12‬سليم عمر عبد المنعم ‪ ،‬الجامع في أحكام الطالق والفقه وأدلته ‪ ،‬دار الضياء ‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .13‬سورة الطالق ‪ ،‬اآلية ‪.1‬‬
‫‪ .14‬شفيق عياش ‪ ،‬ظاهرة الطالق من وجهة نظر نسائية في مدينة البيرة ـ فلسطين ‪ ،‬مجلة جامعة القدس المفتوحة ‪،‬‬
‫فلسطين‪.‬‬
‫‪ .15‬عبد الرحمن الصابوني ‪ ،‬انحالل الزواج في الفقه والقانون ‪ ،‬رسالة لنيل إجازة الليسانس في الشريعة اإلسالمية من‬
‫جامعة دمشق ‪.1967 ،‬‬
‫‪ .16‬عبد الوهاب محم الظفيري وآخرون ‪ ،‬أسباب الطرق االجتماعية والنفسية في الكويت في مطلع األلفية الثالثة ‪،‬‬
‫إدارة األبحاث ‪ ،‬جامعة الكويت ‪.2001 ،‬‬
‫‪ .17‬عماد عمر خلف اهلل أحمد ‪ ،‬ظاهرة الطالق أسبابها وأثرها وعالجها في ضوء الهدى النبوي ‪ ،‬مجلة مركز بحوث‬
‫القرآن الكريم والسنة النبوية ‪ ،‬السعودية ‪ ،‬العدد الثاني ‪.2015 ،‬‬
‫‪ .18‬فاخر عاقل ‪ ،‬معالم التربية ‪ ،‬دار العلم للماليين ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪.1983 ، 5‬‬
‫‪ .19‬محمد طاهر الجوابي‪ ،‬المجتمع واألسرة ‪ ،‬في اإلسالم‪ ،‬دار عالم الكتب للطباعة والنشر‪،‬الرياض‪،‬ط‪.3،2000‬‬
‫‪ .20‬محمد ممدوح صبري ‪ ،‬أوجه االختالف بين المرأة والرجل في أحكام الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي دراسة‬
‫فقهية مقارنة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪.2009 ، 1‬‬
‫‪ .21‬مهتاب أحمد إسماعيل ‪ ،‬طالق وأسبابه ونتائجه ‪ ،‬فلسطين ‪.2016 ،‬‬
‫‪ .22‬وفاء بيت سعيد المعمري ‪ ،‬األسباب المؤدية للطالق من وجهة نظر المطلقين والمطلقات في المجتمع العماني ‪،‬‬
‫مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا ( أماراباك ) الواليات المتحدة األمريكية ‪.2015 ،‬‬

‫ المجلة األردنية في العلوم‬، ‫ أسباب الطالق في المجتمع الكويتي من وجهة نظر المطلقات‬، ‫ يحيى الخضر‬.23
.2012 ، ‫ األردن‬، ‫االجتماعية‬
: ‫المراجع األجنبية‬
Hiller, victor, recoules, magali: changes in divorce patterns: culture and the .1
international review of law and economics 34.،law
Viitanedn tarja (2014) L the divorce revolution and generalized trust: evidence from .2
2010 taja. International review of law and economics 38.،the united states 1973

‫فاعلية برنامج تدريبي لخفض اعراض النشاط الزائد لدى أطفال الروضة‬
‫مقــدمة‪:‬‬
‫تعد مرحلة الطفولة المبكرة من أهم المراحل العمرية التي يمر بها االنسان في حياته‪ ،‬إن لم تكن األكثر االهمية‪ ،‬فمـا يتعلمـه‬
‫الطفل في هذه المرحلة يصعب تعديله مسـتقبالً‪ ،‬ففيهـا تنمـو قد ارتـه وتنضـج مواهبـه‪ ،‬ويرسـى فيهـا أسـاس شخصـيته‪ ،‬ويكتسـب‬
‫خاللها العادات واالتجاهات والسلوكيات‪ ،‬التي تتصف بالثبات فيما بعد‪ ،‬فما يغرس في أطفال هذه المرحلة هو ما نحصـده‬
‫ال حقاً‪ .‬ولذلك كان إعداد أطفال الروضة اعداداً صحيحاً من القضايا المهمة التي شغلت بال الكثير من الباحثين والمهتمين‬
‫بهذه المرحلة‪ ،‬ودراسة مشكالتها‪ ،‬والتعرف على اسبابها‪ ،‬وتقديم العالج الناجح لها‪.‬‬
‫وقـد أظهــرت الد ارسـات الحديثــة مـدي أهميــة السـنوات الخمــس األولـي مــن حيـاة الطفــل وأثرهـا البــالغ فـي نمــوه وبنـاء شخصــيته‬
‫بشكل متكامل قبـل التحاقـه بالمدرسـة ‪ ،‬وأن قد ارتـه تبلـغ مـداها فـي هـذه المرحلـة مـن حياتـه األمـر الـذي جعـل المـربيين يولـون‬
‫هــذه المرحلــة نصــيباً وافيـاً مــن جهــودهم ‪ ،‬ود ارســاتهم باعتبارهــا األســاس األهــم فــي بنــاء المرحلــة المقبلــة مــن حيــاة االنســان ‪،‬‬
‫ورسم خطوط شخصيته ‪ ،‬وبيان معالمها في المستقبل(‪.)1‬‬
‫وتعد دراسة مشكالت األطفال النفسية والسلوكية‪ ،‬سواء كانت مرتبطـة بالطفـل نفسـه أو بعالقتـه بـاآلخرين‪ ،‬ود ارسـتها‪ ،‬ضـرورة‬
‫ملحــة؛ ف الطفــل قــد يعــاني ؛ فالطفــل قــد يعــاني مــن المشــكالت النفســية والســلوكية فــي حياتــه اليوميــة ‪ ،‬ال تصــل الــى درجــة‬
‫المرض النفسي ‪ ،‬ولكن يجب االهتمام بها ‪ ،‬وعالجها قبل أن يستفحل أمرها‪ ،‬وتتطور الحالة إلى عصاب أو ربما ذهـان‪ ،‬أو‬
‫على االقل تحول دون النمو النفسي السوي ‪ ،‬ودون تحقيق الصحة النفسية له(‪.)2‬‬
‫وتشـير الد ارسـات النفسـية إلــي خطـورة تـرك المشــكالت السـلوكية ألطفـال مـا قبــل المدرسـة دون حـل ممــا يـؤدي إلـي اســتمرارها‬
‫وتفاقمها ‪ ،‬وأهمية التدخل الموجه لمعالجة المشكالت في تلك المرحلة العمرية لما تتميز به من المرونـة والقـدرة علـي إحـداث‬
‫التغيير فيها ‪.‬‬
‫وتظهر نتائج العديـد مـن الد ارسـات إلـى أن النشـاط ال ازئـد المصـحوب بتشـتت االنتبـاه مـن اكثـر االضـطرابات السـلوكية شـائعة‬
‫الحدوث لدى أطفال مرحلة الطفولة‪ ،‬ويصيب هذا االضطراب(‪ )%10‬من أطفال العالم(‪.)3‬‬
‫كما أن اضطراب النشاط الزائد وتشـتت االنتبـاه يسـبب الكثيـر مـن المشـاكل للطفـل سـواء فـي البيـت أو المدرسـة‪ ،‬وتظهـر هـذه‬
‫المشكلة عادة في المراحل العمرية المبكرة‪ ،‬وتزيد نسبة انتشاره بين الذكور أكثر منها لدى االناث(‪.)4‬‬
‫وللنشاط الزائد وتشتت االنتباه آثار سـلبية علـى الطفـل فـي معظـم جوانـب حياتـه‪ ،‬حيـث أظهـرت نتـائج الد ارسـات التـي اجريـت‬
‫فــي هــذا الجانــب أن ه ـؤالء األطفــال يعــانون مــن تــدني مفهــوم الــذات لــديهم‪ ،‬والشــعور باالكتئــاب والتشــاؤم ونقــص الدافعيــة‬
‫(‪ )1‬حسن بوزيد(‪ ،)2001‬مدى فاعلية برنامج مقترح في خفض السلوك العدواني لدى أطفال ما قبل المدرسة ‪ ،‬دكتوراه‪ ،‬معهد الدراسات والبحوث التربوية ‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬ص‪.96 :‬‬
‫(‪ )2‬حامد عبدالسالم زهران( ‪ ،)2000‬التوجيه واإلرشاد ‪ ،‬ط(‪ ، )3‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص‪. 170 :‬‬
‫(‪ )3‬عبد المنعم الميالدي(‪ ،)2004‬مشاكل نفسية تواجه الطفل‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.44:‬‬
‫(‪ )4‬سوسن شاكر مجيد(‪ ، ،)2008‬مشكالت االطفال النفسية واالساليب االرشادية لمعالجتها‪ ،‬ط(‪ ،)1‬دار الصفاء للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،‬ص‪.190 :‬‬

‫للد ارســة‪ ،‬ونق ــص المه ــارات االجتماعيــة وعــدم القــدرة عل ــى تكــوين عالقــات اجتماعيــة س ــوية فــي البيئــة المدرســية والمحليــة‪،‬‬
‫وصعوبة التوافق االجتماعي(‪.)1‬‬
‫وتشير الدراسات إلى أن العوامل النفسية مثل القلق واالحبـاط والمعـامالت االسـرية السـلبية والظـروف االجتماعيـة المتعارضـة‬
‫فــي األسـرة والمدرســة‪ ،‬تســاعد فــي ظهــور أعـراض اضــطراب النشــاط ال ازئــد لــدى األطفــال‪ .‬كمــا تشــير د ارســات اخــرى إلــى أن‬
‫والــدي األطفــال ذوي النشــاط ال ازئــد أكثــر اســتخداماً ألســاليب العقــاب مـن والــدي األطفــال العــاديين‪ ،‬كمــا أنهــم يتميــزون بزيــادة‬
‫التحكم الوالدي‪ ،‬والتذبذب في معاملة أطفالهم(‪.)2‬‬
‫وقد زاد االهتمام بمرحلة الروضة في السنوات االخيرة‪ ،‬وذلك لما لها من اهمية في تكـوين شخصـية الطفـل‪ ،‬وكـذلك ألهميتهـا‬
‫في الكشف البكر عن المشكالت السلوكية التي يعاني منها الطفل في مرحلة مبكرة‪ ،‬ومحاولة عالجها‪ .‬ولعـل مشـكلة النشـاط‬
‫الزائد من المشكالت الخطيرة التي يمكن مالحظتها في مرحلة الروضة‪ ،‬وتنتقل مع الطفل إلى المدرسة‪ ،‬التي يتطلب النجـاح‬
‫فيها أحد المهارات االساسية في التعلم التركيز واالنتباه‪ ،‬والذي يقصد به النظر واالصغاء إلى مثيـر معـين لفتـرة زمنيـة‪ ،‬وهـي‬
‫الفترة التي يستطيع فيها الطفل أن يركز على موضوع معـين‪ ،‬حيـث ينتقـي الطفـل بـين المثيـرات المتعـددة الموجـودة فـي غرفـة‬
‫الصــف تلــك المثي ـرات ذات العالقــة بالتحصــيل‪ ،‬لــذلك يجــب مســاعدة األطفــال الــذين يعــانون مــن هــذه المشــكلة قبــل أن تــزداد‬
‫لديهم األعراض‪ ،‬ويصبح من الصعب عالجها(‪.)3‬‬
‫وقد تعددت أساليب عالج اضطراب النشاط الزائد‪ ،‬فمنها العالج باألدويـة التـي تسـاعد تخفيـف الحركـة المفرطـة لـدى الطفـل‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى تحسين انتباهه‪ ،‬غير أن هذه العالجات لها آثار جانبية سلبية‪ ،‬حيث أنها تؤثر على نوم الطفل وشهيته‪.‬‬
‫كما استخدم العالج السلوكي الذي يقوم على مبادئ نظرية التعلم‪ ،‬والـذي يهـدف إلـى تغييـر سـلوكيات الطفـل غيـر المرغوبـة‪،‬‬
‫واحالل السلوكيات المرغوبة محلها‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫يعــد اضــطراب النشــاط ال ازئــد مــن االضــطرابات الســلوكية التــي تحــول دون نمــو الطفــل بصــورة ســليمة‪ ،‬بســبب اآلثــار الســلبية‬
‫للسلوكيات التي يمارسونها على نواحي نموهم الجسمي والحركي واالنفعالي واالجتماعي‪ ،‬وعلـى مهـاراتهم المعرفيـة والتعليمـة‪.‬‬
‫حيث توصلت الكثير من الدراسات إلى ارتفاع العدوانية وانخفاض مستوى التحصـيل واالكتئـاب وصـعوبة التوافـق االجتمـاعي‬
‫لدى األطفال الذين يعانون من اضطراب النشاط الزائد وتشتت االنتباه‪.‬‬
‫ونظـ اًر لنــدرة االبحــاث والد ارســات المهتمــة بالمشــكالت أطفــال الروضــة بشــكل عــام ومشــكلة النشــاط ال ازئــد بشــكل خــاص فــي‬
‫البيئة الليبيـة‪ ،‬ونظـ اًر ألهميـة هـذه المرحلـة( مرحلـة الروضـة) التـي سـبق االشـارة لهـا‪ ،‬ممـا يترتـب عليهـا مـن مشـكالت سـلوكية‬
‫وانفعاليــة ونفســية واجتماعيــة واكاديميــة مس ـتقبلية‪ ،‬حيــث رأت الباحثــة الضــرورة الملحــة بنــاء برنــامج تــدريبي لمســاعدة أطفــال‬
‫الروضــة (‪ )5.5-4‬ســنوات‪ ،‬والــذين يعــانون مــن اعـراض اضــطراب النشــاط ال ازئــد‪ ،‬ووضــع الخطــط واالســتراتيجيات التــي مــن‬
‫شأنها التخفيف من األعراض االساسية لهذا االضطراب‪.‬‬
‫(‪ )1‬بطرس حافظ بطرس(‪ ،)2010‬تعديل وبناء سلوك االطفال (المشكالت النفسية وعالجها) ‪ ،‬ط(‪ ، )1‬دار المسير‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن ص‪68 :‬‬
‫(‪ )2‬سامي محمد ملحم (‪ )2010‬االسس النفسية للنمو في الطفولة المبكرة‪ ،‬ط(‪ ،)1‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ .‬ص‪386 :‬‬
‫(‪ )3‬طه عبدالعظيم حسين(‪ ،) 2010‬الصحة النفسية ومشكالتها لدى األطفال‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر ص‪424 :0‬‬

‫وفي ضوء ما سبق تتحدد مشكلة الدراسة في محاولة االجابة على السؤال الرئيسي التالي ‪:‬‬
‫س‪ .‬ما مدى فاعلية البرنامج التدريبي المستخدم في الدراسة الحالية في خفض اعراض النشاط الزائد لدى أطفال الروضة؟‬
‫ويتفرع منه االسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬ه ــل هن ــاك ف ــروق دال ــة احص ــائيا عن ــد مس ــتوى دالل ــة (‪ )0.05‬ب ــين متوس ــط درج ــات أطف ــال المجم ــوعتين (التجريبي ــة‪-‬‬
‫الضابطة) على مقياس النشاط الزائد من وجهة نظر المعلمات في القياس البعدي‪.‬‬
‫‪ .2‬هل هناك فروق دالة احصائيا عند مستوى داللة (‪ )0.05‬بين متوسط درجـات أطفـال المجموعـة التجريبيـة علـى مقيـاس‬
‫النشاط الزائد من وجهة نظر المعلمات في القياس البعدي والتتبعي‪.‬‬
‫‪ .3‬ه ــل هن ــاك ف ــروق دال ــة احص ــائيا عن ــد مس ــتوى دالل ــة (‪ )0.05‬ب ــين متوس ــط درج ــات أطف ــال المجم ــوعتين (التجريبي ــة‪-‬‬
‫الضابطة) على مقياس النشاط الزائد من وجهة نظر المعلمات في القياسين القبلي والبعدي‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬هدفت الدراسة الحالية إلى‪:‬‬
‫‪ .1‬التحقق من فاعلية برنامج تـدريبي المقتـرح فـي خفـض اعـراض النشـاط ال ازئـد لـدى أطفـال المجموعـة التجريبيـة بعـد‬
‫تطبيق البرنامج التدريبي المستخدم في الدراسة الحالية‪.‬‬
‫‪ .2‬التحقــق م ــن وجــود ف ــروق ف ــي درجــة النش ــاط ال ازئ ــد ( تش ــتت االنتب ــاه ‪ -‬لنشــاط ال ازئـ ـد ‪ -‬االندفاعيــة) ب ــين أطف ــال‬
‫المجموعتين (التجريبية‪ -‬الضابطة) بعد تطبيق البرنامج المستخدم في الدراسة الحالية‪.‬‬
‫‪ .3‬التحقــق مــن وجــود فــروق فــي درجــة النشــاط ال ازئــد ( تشــتت االنتبــاه‪-‬النشــاط ال ازئ ـد‪ -‬االندفاعيــة) القياســين البعــدي‬
‫والتتبعي لدى أطفال المجموعة التجريبية‪.‬‬
‫‪ .4‬التحقق من وجود فروق درجة النشاط الزائد ( تشتت االنتباه ‪ -‬لنشاط الزائد ‪ -‬االندفاعية) بـين أطفـال المجمـوعتين‬
‫(التجريبية‪ -‬الضابطة) في القياسين القبلي والبعدي ‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تسعى الدراسة الحالية إلى البحث فـي مـدى فاعليـة البرنـامج التـدريبي المسـتخدم فـي خفـض اعـراض اضـطراب النشـاط ال ازئـد‬
‫لدى أطفال الروضة‪ ،‬ويتضمن ذلك اهمية كبيرة من الناحيتين النظرية والتطبيقية‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬
‫االهمية النظرية‪ :‬والتي تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬محاولة المساهمة من خالل نتائج هذه الدراسة في إثراء مجال علم النفس‪ ،‬حيث تسعى الباحثة من خالل نتائج الد ارسة‬
‫الحالية إلى سد النقص الملحوظ في الدراسات النفسية بشكل عام‪ ،‬ودراسات سـلوكيات االطفـال بشـكل خـاص فـي البيئـة‬
‫الليبية‪ .‬حيث الحظت الباحثة من خالل اطالعها وزياراتها الميدانية إلى وجود نقص كبير إن لـم تكـن نـدرة فـي البحـوث‬
‫والدراسات السابقة التي تناولت النشاط الزائد لدى أطفال الروضة‪.‬‬
‫‪ .2‬تزويــد االخصــائيين النفســيين واالجتمــاعيين والمعلمــين‪ ،‬والمهتمــين بمجــال الطفولــة وخاصــة ريــاض األطفــال ببرنــامج فعــال‬
‫لمساعدة االطفال الذين يعانون من اضـطراب النشـاط ال ازئـد‪ ،‬والتخفيـف مـن مظـاهر هـذا االضـطراب‪ ،‬وبالتـالي مسـاعدتهم‬
‫في التكيف مع انفسهم ومع محيطهم االجتماعي والمدرسي‪.‬‬

‫‪ .3‬تستمد الدراسة الحالية اهميتها من اهمية المرحلة التي تتناولها بالبحـث والد ارسـة‪ ،‬حيـث تعتبـر مرحلـة الطفولـة المبكـرة مـن‬
‫أكثــر م ارحــل الحيــاة أهميــة وخطــورة‪ ،‬وهــي االســاس الــذي يشــكل الشخصــية فيمــا بعــد‪ ،‬والــذي يعتمــد عليــه عطــاؤه وانتاجــه‬
‫المستقبلي‪ ،‬كما أن هذه الشريحة من أهم شرائح المجتمع أهمية‪ ،‬ورعايتها هي استثمار ال يقدر بثمن‪.‬‬
‫‪ .4‬مســاع دة األطفــال الــذين يعــانون مــن اضــطراب النشــاط ال ازئــد علــى تعــديل اخطــائهم الســلوكية‪ ،‬وخفــض ســلوكهم العــدواني‪،‬‬
‫تنمية بعض مهاراتهم االجتماعية‪.‬‬
‫األهمية التطبيقية‪ :‬وهي تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬امكانية استخدام المرشدين واالخصائيين النفسيين والمعلمين في رياض األطفال للبرنامج الحالي للتخفيف من األعراض‬
‫اضطراب النشاط الزائد وما يصاحبه من اضطرابات سلوكية اخرى كالسلوك العدواني ونقص المهارات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .2‬أن نتائج الدراسة الحالية تفتح المجال امام دراسات وابحاث الحقـة تقتـرح طرقـاً واسـاليباً وفنيـات جديـدة يمكـن اسـتخدامها‬
‫مع أطفال الروضة لمساعدتهم في حل مشكالتهم السلوكية والنفسية واالجتماعية واالكاديمية‪.‬‬
‫مصطلحات الدراسة‪ :‬تتمثل مصطلحات الدراسة الحالية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬البرنــامج ‪ :‬تعــرف الباحثــة البرنــامج اجرائيـاً بأنــه" مجموعــة الجلســات التــي تتضــمن التــدريب علــى مجموعــة مــن االنشــطة‬
‫االجتماعي ــة والفني ــة والموس ــيقية وااللع ــاب الترفيهي ــة والرياض ــية المحيط ــة عل ــى اس ــس علمي ــة‪ ،‬لتق ــديم المس ــاعدة لتخي ــف‬
‫االعراض االساسية للنشاط الزائد لدى أطفال الروضة‪ ،‬الذين تتراوح أعمارهم ما بين(‪ )5.5-4‬سنوات‪.‬‬
‫‪ .2‬النشاط الزائد‪ :‬هو الدرجـة التـي يتحصـل عليهـا طفـل الروضـة علـى مقيـاس النشـاط ال ازئـد المسـتخدم فـي الد ارسـة الحاليـة‬
‫وأبعاده الثالثة( تشتت االنتباه‪ -‬النشاط الزائد‪ -‬االندفاعية)‪.‬‬
‫‪ .3‬طفــل الروضــة‪ :‬هــو الطفــل الــذي يتـراوح عمـره الزمنــي مــا بــين(‪ )5.5-4‬ســنوات‪ ،‬والملتحــق بإحــدى دور ريــاض األطفــال‬
‫بمدينة بنغازي‪ ،‬ممن يعانون من أعراض اضطراب النشاط الزائد‪.‬‬
‫حدود الدراسة‪:‬‬
‫تتمثل حدود الدراسة الحالية بالمحددات التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬الحدود المكانية‪ ..‬وتتضمن روضتي اشراقات المستقبل ورياض الجنة بمدينة بنغازي ‪.‬‬
‫ب‪ .‬الحدود الزمانية‪ ..‬وتمتد من بداية شهر يناير‪ -‬منتصف شهر مارس شهر‪.2020‬‬
‫ت‪ .‬الحدود البشرية‪ ..‬وتتضمن أطفال الروضة بروضتي اشراقات المستقبل ورياض الجنة بمدينة بنغازي‪.‬‬
‫كمــا تتحــدد حــدودها بــالمنهج المســتخدم فيهــا‪ ،‬ومجتمــع الد ارســة عينتــه‪ ،‬واالدوات المســتخدمة‪ ،‬واســاليب التحليــل االحصــائي‬
‫المستخدمة في تحليل ومعالجة البيانات‪.‬‬
‫اإلطار النظري‪:‬‬

‫يقســم هــذا الجــزء مــن الد ارســة إلــى محــورين رئيســيين همــا‪ :‬محــور النشــاط ال ازئــد ‪ ،‬ويتنــاول تعريــف النشــاط ال ازئــد‪ ،‬واســبابه‬
‫واع ارضــه واالضــطرابات المصــاحبة لــه‪ ،‬وطــرق عالجــه‪ .‬أمــا محــور طفــل الروضــة فيتضــمن مفهــوم ريــاض األطفــال‪ ،‬أهميــة‬
‫مرحلة الروضة‪ ،‬وخصائص طفل الروضة‪ ،‬العوامل المؤثرة في نموه‪.،‬‬
‫المحور األول‪ /‬النشاط الزائد‪:‬‬
‫يعــد اضــطراب النشــاط ال ازئــد مــن اكثــر االضــطرابات الســلوكية انتشــا ار بــين االطفــال فــي جميــع انحنــاء العــالم‪ ،‬وفــي جميــع‬
‫الطبقات االجتماعية والثقافية وفي مراحل العمرية المختلفة من الذكور واالناث وخاصة بين أطفال الطبقات الفقيرة(‪.)1‬‬
‫ويكــون الطفــل دائــم النشــاط والحركــة بصــورة اندفاعيــة غيــر مالئمــة وال مقبولــة‪ ،‬ممــا يجعلــه موضــع شــكوى فــي الروضــة أو‬
‫المدرســة أو البيــت‪ ،‬كمــا تتســبب االع ـراض المصــاحبة لهــذا االضــطراب فــي العديــد مــن المشــكالت للطفــل مثــل‪ ،‬الفشــل فــي‬
‫انجــاز أي نشــاط أو عمــل وســرعة الشــعور بالملــل والتشــتت‪ ،‬وصــعوبة التركيــز فــي المهــام ممــا يــؤثر علــى تحصــيل األطفــال‪،‬‬
‫والى سوء توافقهم االجتماعي مع اآلخرين‪.‬‬
‫وهـؤالء األطفــال ال يرغبــون فـي خلــق المشــاكل ألحـد‪ ،‬ولكــن جهــازهم العصـبي يســاعد فــي ظهـور االســتجابات غيــر المناســبة‪،‬‬
‫ولذلك فهم بحاجة إلى التفهم والمساعدة والضبط‪ ،‬ولكن بالطرق االيجابية(‪.)2‬‬
‫ويعرف اضـطراب النشـاط ال ازئـد المصـحوب بتشـتت االنتبـاه وفقـاً للـدليل التشخيصـي االحصـائي ال اربـع لالضـطرابات العقليـة‬
‫بأنه" اضطراب نمائي يظهـر خـالل مرحلـة الطفولـة‪ ،‬وفـي الكثيـر مـن الحـاالت يظهـر قبـل سـن السـابعة‪ ،‬ويوصـف بمسـتويات‬
‫نمائية غير مناسبة في جانب االنتباه البصري والسمعي‪ /‬أو النشاط الزائد واالندفاعية(‪.)3‬‬
‫ويتميز اضطراب النشاط الزائد بوجود ثالثة أنماط أساسية وهي‪:‬‬
‫تشــتت االنتبــاه‪ ..‬هــو عبــارة عــن هيمنــة ســلوك عــدم االنتبــاه علــى الطفــل بشــكل أكبــر مــن الســلوك الحركــة المفرطــة واالنــدفاع‪،‬‬
‫ويقعد به صعوبة تركيز االنتباه لفترة زمنية معينة عند ممارسة االنشطة المختلفة(‪.)4‬‬
‫النشاط الزائدهو عبارة عن هيمنة سـلوك الحركـة المفرطـة وظهـور بشـكل أكبـر مـن سـلوك عـدم االنتبـاه‪ ،‬ويقصـد بـه عـدم قـدرة‬
‫الطفل على االستقرار‪ ،‬والحركة الزائدة وسهولة االستثارة االنفعالية‪ ،‬والقيام بحركات عصبية غير منظمة(‪.)5‬‬
‫(‪ )1‬طه عبدالعظيم حسين‪ ،) 2010(،‬الصحة النفسية ومشكالتها لدى األطفال‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪)415 :‬‬
‫(‪ )2‬احمــد مجــاور عبــد الفهــيم(‪ ،) 2011‬فاعليــة برنــامج معرفــي ســلوكي فــي خفــض اضــطراب االنتبــاه لــدى عينــة مــن أطفــال المرحلــة االبتدائيــة‪ ،‬مجلــة كليــة التربيــة‪ ،‬جامعــة عــين شــمس‪،‬‬
‫العدد(‪ ،)36‬الجزء(‪ ،)1‬ص‪.147-112‬‬
‫(‪ )3‬عبدالعزيز ابراهيم سليم(‪ ،)2011‬االضطرابات النفسية لدى األطفال‪ ،‬دار المسيرة للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،‬ص‪177 :‬‬
‫(‪ )1‬ماريان معوض (‪ ،) 2011‬فعالية برنامج تدريبي قائم على التعليم الشرطي فـي خفـض اضـطراب النشـاط ال ازئـد المصـحوب بقصـور االنتبـاه لـدى األطفـال‪ ،‬مجلـة كليـة التربيـة‪ ،‬جامعـة‬
‫بور سعيد‪ ،‬العدد(‪ ،)10‬ص‪829‬‬
‫(‪ )2‬كمال سالم سيسالم (‪ ،)2006‬اضطرابات قصور االنتباه والحركة المفرطة‪ ،‬خصائصها واسبابها واساليب معالجتها‪ ،‬ط(‪ ،)2‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬االمارات‪22 :‬‬

‫االندفاعيــة ويقصــد بهــا ميــل الطفــل إلــى التســرع فــي االســتجابة دون تفكيــر مســبق‪ ،‬وانتقالــه بســرعة مــن عمــل إل ـى آخــر قبــل‬
‫إكمال العمل األول ومقاطعته لآلخرين في كثير من األحيان(‪.)1‬‬
‫ويمكن تعريف اضطراب النشاط الزائد المصحوب بتشتت االنتباه بأنـه" نشـاط ازئـد مصـحوب بعـدم القـدرة علـى تركيـز االنتبـاه‬
‫لمدة طويلة‪ ،‬وعدم القدرة على ضبط النفس وعدم القدرة على إقامة عالقات اجتماعية جيدة مع أولياء والمعلمين والزمالء(‪.)2‬‬
‫االمراض المصاحبة الضطراب النشاط الزائد‪:‬‬
‫يعاني األطفال المصابون باضطراب النشاط الزائد من واحد أو أكثر من االمراض التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬صعوبات التعلم‪.‬‬
‫‪ .2‬اضطراب العناد‪.‬‬
‫‪ .3‬اضطراب التصرف‪.‬‬
‫‪ .4‬اضطراب ثنائي القطب‪.‬‬
‫‪ .5‬القلق واالكتئاب‪.‬‬
‫‪ .6‬متالزمة توريت‪.‬‬
‫وقد اظهرت دراسة ( منى حسين عثمان‪ )45 :2011،‬لمعرفة عوامل الخطـورة الضـطراب النشـاط ال ازئـد وابعـاده لـدى أطفـال‬
‫المدراس‪ ،‬كانت نسبة حدوث اضطراب العناد (‪ .)%34,7‬واضطراب الجناح االجتمـاعي(‪ ،)%16.3‬والقلـق(‪ ،)%15‬التبـول‬
‫الالإرادي (‪ ،)%30,3‬االكتئاب ش(‪ .)%6‬كما بلغت حاالت التأخر الدراسي المصاحبة (‪.)3()%45.8‬‬
‫عالج اضطراب النشاط الزائد‪:‬‬

‫تعــددت طــرق عــالج اضــطراب النشــاط ال ازئــد ووســائله بنــاء علــى االع ـراض‪ ،‬وهنــاك تصــنيفات عديــدة لالتجاهــات الحديثــة‬
‫لدراسات استخدمت برامج‪ ،‬وخطط عالجية فعالة في خفض اضطراب النشاط الزائد‪ ،‬وهي تنقسم الى برامج‪ :‬النظام الغذائي‪،‬‬
‫االنظمة الطبية‪ ،‬تنظيم وتعديل السلوك‪ ،‬تدريب الوالدين‪ ،‬العالج المتعدد‪.‬‬
‫‪ .1‬العالج الغذائي‪ :‬يؤكد اصحاب هذا االتجاه على دور بعض االطعمة‪ ،‬وتأثيرها على ظهور اضطراب النشاط الزائد لدى‬
‫األطفال‪ ،‬حيث أثبتت العديد من الدراسات الطولية كدراسة ‪ (Kanekoet.al.1993).‬أن بعض االغذية مثـل( السـكر‪،‬‬
‫اللــبن‪ ،‬البــيض الــذرة‪ ،‬الشــكوالته‪ ،‬االل ـوان الصــناعية) تــؤثر فــي ظهــور اضــطراب النشــاط ال ازئــد‪ .‬كمــا ان اضــافة بعــض‬
‫المعادن للطعام يؤدي إلى خفض اعراض اضطراب النشاط الزائد(‪.)4‬‬
‫(‪ )3‬ماريان معوض (‪ ،) 2011‬فعالية برنامج تدريبي قائم على التعليم الشرطي في خفض اضطراب النشاط الزائد المصحوب بقصور االنتبـاه لـدى األطفـال‪ ،‬مجلـة كليـة التربيـة‪ ،‬جامعـة‬
‫بور سعيد‪ ،‬العدد(‪ ،)10‬ص ‪829 :‬‬
‫(‪ )4‬محمد مقداد(‪ ،)2006،‬التكفل باألطفال الذين يعانون اضطراب عجز االنتباه مع فرط الحركة في تنمية الموارد البشرية‪ ،‬جامعة فرحات العباس‪ ،‬سطيف الجزائر‪192 :،‬‬
‫(‪ )1‬منى حسين عثمان(‪ ،) 2011‬نسبة انتشار عوامل الخطورة الضطراب فرط الحركة ونقص االنتباه لدى أطفال المدارس‪ ،‬دراسات في الطفولة‪ ،‬العدد(‪.)45‬ص‪45 :‬‬
‫(‪ )2‬مشيرة عبد الحميد(‪ ،)2007‬النشاط الزائد لدى األطفال‪ ،‬ط(‪ ،)2‬المركز الجامعي الحديث‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪38 :‬‬

‫‪ .2‬العالج الدوائي‪ :‬ان استخدام العقـاقير الطبيـة لخفـض اعـراض النشـاط ال ازئـد ألنهـا ذات تـأثير فـي تهدئـة الطفـل وتحسـين‬
‫مستوى انتباهه وهذه العقاقير تعيد تنشيط التوازن في خاليا المخ‪ ،‬فتخفف حدة اعراض هذا االضطراب(‪.)1‬‬
‫لكــن هنــاك مــن يــرفض العــالج الــدوائي ألنــه ال يــؤدي إلــى تعلــم مهــارات سـواء داخــل الفصــل أو خارجــه‪ .‬كمــا أن اســتخدامها‬
‫يرتبط بالعديد من االثار السلبية طويلة المدى على النمو والصحة وعملية التعلم(‪.)2‬‬
‫‪ .3‬الع ــالج الس ــلوكي‪ :‬ان الع ــالج الس ــلوكي أح ــد االس ــاليب العالجي ــة ‪ ،‬وال ــذي يق ــوم عل ــى اس ــاس نظري ــات ال ــتعلم‪ ،‬ويش ــمل‬
‫مجموعــة كبيـ ـرة مــن فني ــات العــالج الت ــي تســعى أله ــداف تغيي ــر وبن ــاء س ــلوك جدي ــد‪ .‬وق ــد أثبت ــت الد ارســات أن الع ــالج‬
‫السلوكي يمتاز بفاعليته في عالج مدى واسـع مـن االضـطرابات الحركيـة والسـلوكية فـي م ارحـل عمريـة مختلفـة‪ ،‬وأن أنـه‬
‫يمكــن تعــديل الســلوك المــزعج الم ـرتبط بتشــتت االنتبــاه لــدى األطفــال ذوي النشــاط ال ازئــد إلــى ســلوك أفضــل عــن طريــق‬
‫استخدام التعزيز‪.‬‬
‫‪ .4‬العــالج االســري‪ :‬يــرى الكثيــرون أن العــالج االســري ضــرورياً مــن وقــت آلخــر لمواجهــة العالقــات الص ـراعية بــين الفــرد‬
‫ووالديه‪ ،‬فالتفاعل السلبي بين الفرد ووالديه يؤدي إلى حدوث فجوة بينهما ينتج عنها انخفاض التفاعل االجتماعي وزيادة‬
‫المشكالت السلوكية(‪.)3‬‬
‫ويهــدف هــذا العــالج إلــى االســري إلــى تعــديل البيئــة المنزليــة التــي تناســب االســلوب العالجــي كــل المســتخدم‪ ،‬والــى تــدريب‬
‫الوالدين على كيفية تعديل السلوك المشكل لدى االبـن الـذي يعـاني مـن االضـطراب‪ .‬كمـا يهـدف إلـى خفـض الصـراع النفسـي‬
‫بين االفراد داخل االسرة‪.‬‬
‫‪ .5‬العــالج النفســي‪ :‬يســتخدم هــذا النــوع مــن العــالج مــع االضــطرابات الحركيــة واالنتبــاه التــي يكــون مصــدرها اســباب نفســية‬
‫ضاغطة‪ ،‬كالصراع واالحباط والتوتر واالضطرابات االسرية‪ ،‬والتي تشكل ضغطا ال يتحمله االطفال‪ ،‬وقد يـنعكس علـى‬
‫سلوكهم وتفاعلهم االجتماعي(‪.)4‬‬
‫وســيعتمد البرنــامج التــدريبي المســتخدم فــي هــذه الد ارســة العــالج الســلوكي متعــدد المحــاور والــذي يناســب عــالج االضــطرابات‬
‫السلوكية في مرحلة الطفولة‪ ،‬وهذا العالج يتضمن عـدداً مـن الفنيـات واالسـاليب الناجحـة مـع األطفـال الـذين يعـانون اعـراض‬
‫اضطراب النشاط الزائد مثل‪ :‬التعزيز‪ ،‬والنمذجة‪ ،‬ولعب األدوار‪ ،‬والواجب المدرسي‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ /‬طفل الروضة‪:‬‬
‫يعد االطفال حجـر الزاويـة فـي التعلـيم الخـاص بمرحلـة الطفولـة المبكـرة‪ .‬ويـرى العديـد مـن العلمـاء أن األطفـال يختلفـون عـن‬
‫الكبار ويستحقون رعاية خاصة‪ .‬كان اهتمام جميع دول العالم بإنشاء مدارس لألطفال قبل سن المدرسة‪ ،‬وقد سميت برياض‬
‫األطفــال‪ ،‬وهــي مؤسســات تربويــة تنمويــة لهــا دور هــام فــي تنشــئة الطفـل‪ ،‬واكســابه فــن الحيــاة باعتبــار دورهــا هــو امتــداد لــدور‬
‫االسرة(‪.)5‬‬
‫(‪ )3‬عثمان لبيب فراج(‪ ،)2002‬االعاقات الذهنية في مرحلة الطفولة‪ ،‬المجلس االعلى للطفولة والتنمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪184 :‬‬
‫(‪ )4‬خالد سعيد القاضي(‪ ،)2011‬تعديل سلوك األطفال ذوي اضطراب نقص االنتباه وفرط النشاط‪ -‬دليل عملي للوالدين والمعلمين‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط(‪ ،)1‬القاهرة‪ ،‬ص‪65 ,‬‬
‫(‪ )5‬محاسن مهدي عمر(‪ ،)2015‬اضطراب فرط الحركة وتشتت االنتباه وعالقته بأ ساليب المعاملة الوالدية (دراسة وصفية)‪ ،‬رسـالة ماجسـتير‪ ،‬جامعـة السـودان للعلـوم والتكنولوجيـا‪ ،‬كليـة‬
‫التربية‪ ،‬ص‪19 :‬‬
‫(‪ )1‬سحر احمد الخشومي (‪ ،)2002‬صعوبات التعلم بين الواقع والمأمول‪ ،‬المؤتمر العلمي لكلية التربية بجامعة بنها‪ ،‬القاهرة‪ ،.‬ص‪51 :‬‬
‫(‪ )2‬ثائر غباري‪ ،‬خالد ابو شعيرة(‪،)2010‬سيكولوجية النمو االنساني بين الطفولة والمراهقة‪ ،‬ط(‪ ،)1‬مكتبة المجتمع العربي‪ ،‬مصر‪ .‬ص‪63 :‬‬

‫وتعتبر رياض االطفال مؤسسات تربوية و اجتماعية تسعى الى تأهيل الطفل تأهيال سليما لاللتحاق بالمرحلة االبتدائية حتـى‬
‫ال يشــعر الطفــل باالنتقــال المفــاجئ مــن البيــت الــى المدرســة‪ ،‬حيــث تتــرك لــه الحريــة التامــة فـي ممارســة نشــاطاته و اكتشــاف‬
‫قدراته و ميوله و امكانياته‪ ،‬و بذلك فهي تسعى الى مساعدة الطفل في اكتساب مهارات وخبرات جديدة(‪.)1‬‬
‫ويعــرف الــبعض مرحلــة الروضــة بأنهــا " مرحلــة هامــة للطفــل فــي بدايــة حياتــه‪ ،‬حيــث تعمــل علــى تأسيســه ومســاعدته علــى‬
‫التعــرف علــى مجتمعــه الخــارجي‪ ،‬ويلتحــق بهـا الطفــل فــي الســنوات االولــى مــن عم ـره مــن (‪ )6 – 3‬ســنوات‪ ،‬لتلقــي الرعايــة‪،‬‬
‫والتربية والتعليم(‪.)2‬‬
‫ويعرف ( احمد اسماعيل‪ ،‬ابتهاج طلبة‪ ) 25 : 2007 ،‬الروضة بأنها ‪ " :‬وسيلة فعالة تعالج فترة شديدة الحساسية في حياة‬
‫الطفــل مــا بــين ( ‪ )6 -3‬ســنوات‪ ،‬ألنــه تهيئــة لمرحلــة المدرســة االبتدائيــة وهــي تمهيــد ع ـريض أو تقــديم للخب ـرة المســتمرة مــن‬
‫مقتطفات المعرفة‪ ،‬والمهارات العلمية المحسوسة‪ ،‬بما يفيد التنمية العقلية والجسمية والصحية للطفل عـن طريـق نشـاطه الحـر‬
‫وبعيدا عن التقيد بمناهج جامدة(‪.)3‬‬
‫أهمية مرحلة الروضة‪:‬‬
‫تعتبـر مرحلـة الروضــة حاسـمة وهامــة فـي حيــاة الطفـل‪ ،‬إذ أنهــا مـن اخصـب م ارحــل العمـر فــي بنـاء وتشــكيل شخصـية الفــرد‪،‬‬
‫وتحديد ابعاد سلوكه وتكامل ابعـاد نمـوه االساسـية‪ ،‬لـذلك فـان االهتمـام بأطفـال هـذه المرحلـة فـإن نتائجـه ال تعـود علـى الطفـل‬
‫فقط زلكن تعود على المجتمع ككل ألن التكوين السوي للفرد هو استثمار في البناء البشري(‪.)4‬‬
‫إن مرحلــة ريــاض االطفــال تعــد مرحلــة عمريــة خاصــة مــن حيــث طبيعــة التفكيــر ونوعــه ممــا يضــيف طابعـاً خاصـاً يجــب أن‬
‫يتميز به مناهجهم والبيئة المتاحـة لهـم‪ ،‬بحيـث يقابـل احتياجـات هـذه المرحلـة‪ ،‬كمـا أن معلمـة الروضـة فـي حاجـة إلـى معرفـة‬
‫خصائص أطفالها واحتياجاتهم حتى تخطط للبيئة التربوية التي تشبع هذه االحتياجات(‪.)5‬‬
‫وتوجــه الروضــة الطفــل لكــي يقــوم بنشــاطات ويمــر بخب ـرات مــن شــأنها تحقيــق النمــو المتكامــل لــه‪ ،‬واشــباع رغبتــه فــي الــتعلم‪،‬‬
‫وتنمية ثقته بنفسه‪ ،‬وقدرته على التفكير والتخيل واالدراك‪ ،‬واكسابه القدرة على العيش في المجتمع(‪.)6‬‬
‫وهـذا يتطلــب بنــاء برنــامج عملـي متكامــل وشــامل لرعايــة الطفــل فـي هــذه المرحلــة يمــارس مـن خاللــه االطفــال انشــطة متنوعــة‬
‫لمساعدته على النمو السليم جسمياً وعقلياً واجتماعياً‪.‬‬
‫خصائص النمو لطفل الروضة‪:‬‬
‫يــزداد نمــو الطفــل بصــورة سـريعة فــي هــذه المرحلــة لكنــه ال يكــون بــنفس معدالتــه فــي المرحلــة الســابقة فــي مظــاهر النمــو عــدا‬
‫النمو اللغوي‪ ،‬وتتميز هذه المرحلة بوضوح الفروق الفردية في مختلف جوانب السلوك‪ ,‬ولعل أهم خصائص النمـو فـي مرحلـة‬
‫الروضة ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬النمــو الجســمي الحســي الحركــي ‪ :‬يســير النمــو الجســمي خــالل مرحلــة الروضــة بمعــدل أبطــأ نســبيا بالمقارنــة مــع النمــو‬
‫الجسمي في المرح لـة السـابقة‪ ،‬ومـع ذلـك فـإن النمـو الجسـمي للطفـل فـي نهايـة هـذه المرحلـة يكـون قـد وصـل الـى حـوالي‬
‫(‪ )3‬هدى الناشف( ‪ ،) 2005‬أطفال الروضة‪ ،‬ط(‪ ،)1‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪131:‬‬
‫(‪www.noors.moe-sa)4‬‬
‫(‪ )5‬احمد اسماعيل‪ ،‬ابتهاج طلبة (‪ ،) 2007‬إدارة رياض األطفال ‪ ،‬زهراء الشرق للنشر‪ ،‬القاهرة ص‪25 :.‬‬
‫(‪ )6‬صالح الداهري (‪ ،)2008‬اضطراب نقص االنتباه المصحوب بالنشاط الزائد‪ ،‬ط(‪ ،)1‬مكتبة االنجلو‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪373 :‬‬
‫(‪ )7‬ثائر غباري‪ ،‬خالد ابو شعيرة (‪ ،)2010‬سيكولوجية النمو االنساني بين الطفولة والمراهقة‪ ،‬ط(‪ ،)1‬مكتبة المجتمع العربي‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪65 :‬‬
‫(‪ )1‬محمود طافش (‪ ،( 2013‬اهمية الروضة لبناء شخصية الطفل‪www.fafash.SU/malakat ،‬‬

‫‪ %43‬من النمو النهائي‪ .‬وتكون سرعة نمـو الطفـل فـي الـوزن و الطـول أقـل عمـا كـان عليـه عنـدما كـان رضـيعاً‪ ،‬ولكـن‬
‫يظــل اســتمرار الزيــادة فــي الــوزن والطــول بصــورة أســرع عمــا ســيكون عليــه فــي مرحلــة الطفولــة المتوســطة‪ .‬ويــزداد نمــو‬
‫العضالت بشكل أسرع عن ذي قبل(‪.)1‬‬
‫أما الحواس فيستمر نموها طوال هذه المرحلة العمرية نحو االكتمـال فسـيولوجيا و وظيفيـا‪ ،‬فيتميـز االبصـار فـي هـذه المرحلـة‬
‫بطول النظر ؛ فيرى االشياء البعيدة بوضوح يفوق رؤيته لألشياء القريبة‪ ،‬و يميل طفل الثالثة الى النظرة الكلية لألشياء(‪.)2‬‬
‫ويكتســب الطفــل فــي هــذه المرحلــة مهــارات حركيــة متنوعــة ومتباينــة ويميــل الــي االنتبــاه التــي تحتــاج الــي تبــديل مثــل ركــوب‬
‫الد ارجــة‪ ,‬كمــا أنــه مــتعطش الــي الحركــة والنشــاط واللعــب‪ .‬ويتــأثر النمــو الحركــي للطفــل فــي هــذه المرحلــة بعــدة عوامــل منهــا ‪:‬‬
‫الحالة الصحية للطفل ومستوي الذكاء‪ .‬عمليات التعليم والتدريب – تشجيع الوالدين(‪.)3‬‬
‫‪ .2‬النمو العقلي المعرفي‪ :‬ويكون النمو العقلي في منتهى السـرعة خـالل هـذه المرحلـة‪ ،‬لـذلك يجـب ان نسـتغلها لـدفع الطفـل‬
‫واســتخدام قد ارتــه و طاقاتــه العقليــة‪ ،‬حيــث أن قــدرة الطفــل علــى التــذكر واالســترجاع فــي هــذه المرحلــة فائقــة ؛ فأطفــال‬
‫الروضة يستطيعون تذكر واسترجاع العمل الجماعي الذي يؤدونه في ناحيتين‪ ،‬ناحية التنسيق والتتابع(‪.)4‬‬
‫ويعتمد تفكير الطفل في هذه المرحلة على االدراك الحسـي‪ ،‬و يـدور حـول أشـياء محسوسـة شخصـية‪ ،‬فيبـدأ الطفـل فـي ادراك‬
‫المض ــمون فيح ــاول اكتشـــاف العالق ــات ب ــين االش ــياء و محتوياته ــا‪ .‬و يح ــاول معرف ــة االس ــباب و المس ــببات‪ ،‬و التشـ ــابه و‬
‫االختالف بين الناس و االشياء بالتدرج كلما زاد نضجه‪ ,‬كما ان لديه القـدرة علـى ادراك عالقتـه الذاتيـة باألمكنـة‪ ،‬و عالقتهـا‬
‫به‪ ،‬و يكيف نشاطه و سلوكه تبعا لهذا االدراك(‪.)5‬‬
‫‪ .3‬النمو اللغوي‪ :‬ت عد هذه المرحلة اسرع مراحل النمو اللغوي من التعبير اللغوي الذي يتجه نحو الموضـوع وتحسـين النطـق‬
‫ويزداد فهم كالم اآلخرين‪ ،‬كما تزداد مفردات الطفل بسبب فضوله وحبه لالستطالع والتفاعل لفظياً أكثر منه حركياً(‪.)6‬‬
‫وتــزداد قــدرة الطفــل علــى اســتخدام الجمــل نتيجــة لت ازيــد قد ارت ـه علــى معرفــة الكلمــات ودالالتهــا والعالقــات بــين االشــياء‪ ،‬كمــا‬
‫يستخدم الطفل جمالً كاملة وطويلة ويستخدم الضمائر والصفات والظروف وتختفي الكلمات والتعابير الفلية(‪.)7‬‬
‫(‪ )2‬السيد عبدالقادر الشريف (‪ ،) 2004‬التنشئة االجتماعية للطفل العربي في عصر العولمة‪ ،‬ط (‪ ،)2‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص‪46 :‬‬
‫(‪ )3‬سامية مختار شهبو (‪ ،) 2007‬فعالية برنامج يستخدم أسلوب حل المشكالت االجتماعية في خفض السلوك العدواني لطفل الروضة ‪ ،‬دكتوراه ‪ ،‬معهد الدراسات العليا للطفولة ‪،‬‬
‫جامعة عين شمس ‪ ،‬ص‪65 – 64 :‬‬
‫(‪ )4‬ميساء يوسف مكي ( ‪ ،)2011‬برنامج إرشادي لتخفيف السلوك المشكل لدى طفل الروضة بالمجتمع السعودي ‪ ،‬دكتوراه ‪ ،‬كلية رياض األطفال‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬ص ‪.9 :‬‬
‫(‪ )1‬سـامية مختـار شـهبو(‪ ،) 2007‬فعاليـة برنـامج يسـتخدم أسـلوب حـل المشـكالت االجتماعيـة فـي خفـض السـلوك العـ دواني لطفـل الروضـة ‪ ،‬دكتـوراه ‪ ،‬معهـد الد ارسـات العليـا للطفولـة ‪،‬‬
‫جامعة عين شمس‪ ،‬ص‪66:‬‬
‫(‪ )2‬كلير فهيم (‪ ،)2005‬األمومة واشباع الحاجات النفسية لألبناء ‪ ،‬ط (‪ ، )1‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص‪.22 – 20 :‬‬
‫(‪ )3‬اسامة فاروق مصطفى (‪ ،)2011‬مدخل الى االضطرابات السلوكية واالنفعالية‪ ،‬ط(‪ ،)10‬دار المسيرة للنشر‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬ص‪. 33-32 :‬‬
‫(‪ )4‬سامي محمد ملحم(‪ ،)2007،‬مشكالت طفل الروضة‪ -‬االسس النظرية والتشخيصية‪ ،‬ط(‪ ،)2‬دار الفكر‪ ،‬االردن ‪ ،‬ص‪. 257:‬‬

‫‪ .4‬النمو االنفعالي‪ :‬تتميـز مرحلـة الروضـة بالتنـاقض الشـديد مـن الناحيـة االنفعاليـة‪ ،‬فهـي تتميـز بـالعنف وشـدة التـأثر وعـدم‬
‫االستقرار‪ ،‬ويتأثر النمو االنفعالي فيها بالنمو الجسمي والحركي واللغوي(‪.)1‬‬
‫‪ .5‬النمو االجتماعي‪ :‬تتسع دائرة التفاعل االجتماعي للطفل في هذه المرحلة‪ ،‬فيشـارك الطفـل اآلخـرين فـي كثيـر مـن انمـاط‬
‫السلوك االجتماعي‪ ،‬ويبدأ في التعاون مع اآلخرين واللعب معهم‪ ،‬ويتعلم كيف يكون عالقات مـع الغربـاء‪ ،‬وكيـف يواجـه‬
‫المشكالت‪ ،‬ويتدرب على االدوار االجتماعية المختلفة أثناء اللعب(‪.)2‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫تنقسم الدراسات السابقة إلى دراسات عربية وأخرى أجنبية‪ ،‬بعضها تناولت النشاط ال ازئـد وعالقتـه بـبعض المتغيـرات االخـرى‬
‫لدى األطفال ‪ ،‬بينما تناول بعضها االخر فاعلية برامج خفض وتعديل اعراض اضطراب النشاط الزائد لدى األطفال‪.‬‬
‫أوالً‪ /‬الدراسات العربية ‪:‬‬
‫‪ .1‬دراسة رضا عبد الستار كشك(‪ ")2002‬فاعلية برنامج ارشادي فـي خفـض النشـاط ال ازئـد لـدى أطفـال الروضـة"‪ .‬وهـدفت‬
‫الد ارسـة الــى التعــرف علــى مـدى فاعليــة برنــامج ارشــادي فـي خفــض حــدة اعـراض اضـطراب النشــاط ال ازئــد لــدى اطفــال‬
‫الروضــة‪ .‬واعتمــدت الد ارســة المــنهج التجريبــي‪ ،‬وطبــق البرنــامج علــى عينــة مكونــة مــن (‪ )14‬طفــل مــن اطفــال الروضــة‬
‫الذين يعانون من النشاط الزائد‪ ،‬والذين تتـراوح اعمـارهم مـا بـين خمـس سـنوات وخمـس سـنوات و‪ 11‬شـه اًر‪ ،‬مقسـمين الـى‬
‫مجموعت ين متسـاويتين ومتكـافئتين‪ ،‬واسـتخدمت الد ارسـة مقيـاس النشـاط ال ازئـد مـن اعـداد الباحثـة‪ .‬واظهـرت النتـائج وجـود‬
‫اثــر ايجــابي للبرنــامج المســتخدم فــي خفــض حــدة النشــاط ال ازئــد بأبعــاده الثالثة(تشــتت االنتبــاه‪ /‬فــرط الحركــة‪ /‬االندفاعيــة)‬
‫لدى طفل الروضة‪ ،‬وكذلك استمرار هذه الفاعلية حتى بعد مرور اكثر من شهرين على تطبيق البرنامج(‪.)3‬‬
‫‪ .2‬د ارسـة ســامية موســى ابـراهيم (‪" )2002‬اضـطراب النشــاط ال ازئــد وعالقتــه بــبعض المتغيـرات االسـرية"‪ .‬والتــي تهــدف إلــى‬
‫التعــرف علــى النشــاط ال ازئــد لــدى أطفــال الروضــة وعالقتــه بــبعض المتغي ـرات االس ـرية‪ ،‬وتكونــت الد ارســة مــن عينــة تبلــغ‬
‫‪ 240‬طف ــال وطفل ــة‪ .‬واس ــتخدمت الباحث ــة اختب ــار رس ــم الرج ــل(لجود ان ــف ه ــاريس) لقي ــاس ال ــذكاء‪ ،‬واس ــتمارة المس ــتوى‬
‫االقتصادي واالجتماعي والثقافي‪ ،‬واستمارة المالحظة‪ ،‬ومقياس النشاط الزائد من اعداد الباحثة‪ .‬واسـتخدمت الباحثـة فـي‬
‫تحليل البيانات كل من المتوسط الحسابي‪ ،‬ومعامالت االرتباط وتحليل التبـاين‪ ،‬واختبـار(ت)‪ .‬وقـد توصـلت الد ارسـة إلـى‬
‫نتيجة مفادها أن النشاط ال ازئـد ينتشـر بـين الـذكور أكثـر منـه بـين االنـاث‪ ،‬وان متغيـرات كحجـم االسـرة وعمـل االب واالم‬
‫أو غيابهما والترتيب الوالدي ليست كافية لحدوث اضطراب النشاط الزائد‪ ،‬كـذلك اظهـرت النتـائج عـدم وجـود ارتبـاط بـين‬
‫النشاط الزائد والمستوى االقتصادي االجتماعي لألسرة(‪.)4‬‬
‫‪ .3‬د ارســة منــال احمــد عبــد الحــافظ(‪")2002‬فاعليــة العــالج باللعــب فــي خفــض النشــاط ال ازئــد لــدى أطفــال مــا قبــل المدرســة‪.‬‬
‫وهــدفت الــى التحقــق مــن مــدى فاعليــة اســتخدام برنــامج عالجــي باللعــب باســتخدام انشــطة مختلفــة عــن طريــق جلســات‬
‫(‪ )5‬كريمان بدير(‪ ،)2008‬تقويم نمو الطفل‪ ،‬ط(‪ ،)1‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪59 :‬‬
‫(‪)2‬اسامة فاروق مصطفى(‪ ،)2011‬مدخل الى االضطرابات السلوكية واالنفعالية‪ ،‬ط(‪ ،)10‬دار المسيرة للنشر‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬ص‪. 28 :‬‬
‫(‪ )1‬رضا عبد الستار كشك(‪ ")2002‬فاعلية برنامج ارشادي في خفض النشاط الزائد لدى أطفال الروضة‪ ، ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة الزقازيق‪.‬‬
‫(‪ )2‬سامية موسى ابراهيم (‪ ،)2002‬اضطراب النشاط الزائد وعالقته ببعض المتغيرات األسرية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬مجلة القراءة والمعرفة‪ ،‬العدد(‪ ،)7‬ص ‪.132 -106‬‬

‫عالجيـة لخفــض النشــاط ال ازئــد لــدى األطفــال‪ .‬والتعــرف علــى الفـروق بــين الــذكور واالنــاث‪ .‬ومعرفــة مــا اذا كانــت فاعليــة‬
‫البرنامج مستمرة‪ .‬وتكونت عينة الدراسة من (‪ )60‬طفل وطفلة من رياض األطفال ممن يعـانون اعـراض النشـاط ال ازئـد‪.‬‬
‫وقســمت الباحثــة العينــة الــى مجمــوعتين متســاويتين ومتكــافئتين مــن الــذكور واالنــاث‪ .‬واســتخدمت الباحثــة مقيــاس النشــاط‬
‫الزائد المصحوب بتشتت االنتباه‪ .‬واسفرت النتائج عن ‪:‬‬
‫عدم وجود فروق دالة احصائيا بين درجات أطفال المجموعتين التجريبية والضابطة على مقيـاس النشـاط ال ازئـد فـي‬ ‫أ‪.‬‬
‫القياس القبلي‪. .‬‬
‫ب‪ .‬وجود فروق دالة احصائيا بين درجات أطفال المجموعتين التجريبية والضابطة على مقياس النشاط الزائد لصالح‬
‫المجموعة التجريبية في القياس البعدي‪.‬‬
‫ت‪ .‬وجود فروق دالة احصـائيا بـين درجـات أطفـال المجموعـة التجريبيـة علـى مقيـاس النشـاط ال ازئـد فـي القياسـين القبلـي‬
‫والبعدي لصالح القياس البعدي‪.‬‬
‫ث‪ .‬عـدم وجـود فـروق دالـة احصـائيا بــين درجـات أطفـال المجموعـة التجريبيـة مــن الـذكور واالنـاث علـى مقيـاس النشــاط‬
‫الزائد في القياس البعدي(‪.)1‬‬
‫‪ .4‬دراسة معصومة أحمـد ابـراهيم(‪ ")2003‬اضـطراب عجـز االنتبـاه وفـرط الحركـة وعالقتهمـا بـبعض المتغيـرات الديمغرافيـة‬
‫وس ــمات الشخص ــية"‪ .‬وته ــدف الد ارس ــة إل ــى معرف ــة العالق ــة ب ــين النش ــاط ال ازئ ــد وس ــمات الشخص ــية وبع ــض المتغيـ ـرات‬
‫الديموجرافية‪ ،‬وتكونت عينة الدراسة من ‪ 376‬طفل وطفلة‪ ،‬واستخدمت الباحثة مقياس النشاط ال ازئـد‪ ،‬ومقيـاس االكتئـاب‬
‫لألطفال‪ ،‬ومقياس العصابية‪ ،‬ومقياس القلق‪ .‬وتم تحليل البيانات باستخدام تحليـل التبـاين االحـادي‪ ،‬وحسـاب قـيم شـافيه‪،‬‬
‫ومعامل بيرسون‪ .‬واظهرت النتائج حصـول الـذكور علـى درجـات أعلـى مـن االنـاث علـى مقيـاس النشـاط ال ازئـد‪ ،‬ومقيـاس‬
‫القلق(‪.)2‬‬
‫‪ .5‬د ارسـة نــورة محمــد بــدوي(‪ ")2005‬برنــامج ارشـادي لتنميــة الســلوك التـوافقي لــدى ذوي النشـاط ال ازئــد وقصــور االنتبــاه مــن‬
‫أطفال الروضة"‪ .‬وهدفت الدراسة الى معرفة اثر برنامج ارشادي لتنمية السلوك التوافقي لدى ذوي النشاط الزائد وقصور‬
‫االنتبــاه مــن أطفــال الروضــة‪ .‬وتكونــت عينــة الد ارســة مــن(‪ )32‬طفــل مــن اطفــال الروضــة الــذين يعــانون مــن اضــطراب‬
‫النشاط الزائد‪ ،‬وقسـمت العينـة الـى مجمـوعتين متسـاويتين ومتكـافئتين‪ ،‬وطبقـت الباحثـة مقيـاس النشـاط ال ازئـد الـذي قامـت‬
‫باعــداده‪ .‬وبعــد تطبيــق البرنــامج االرشــادي اظهــرت النتــائج تحســن أطفــال المجموعــة لتجريبيــة فــي مقيــاس النشــاط ال ازئــد‬
‫وتشتت االنتباه بعد تطبيق البرنامج االرشادي‪ .‬بينما لـم تظهـر فـروق دالـة احصـائيا بـين أطفـال المجمـوعتين فـي القيـاس‬
‫القبلي على مقياس النشاط الزائد وقصور االنتباه(‪.)3‬‬
‫(‪ )1‬منال احمد عبد الحافظ(‪")2002‬فاعلية العالج باللعب في خفض النشاط الزائد لدى أطفال ما قبل المدرسة‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة عين شمس‪.‬‬
‫(‪ )2‬معصــومة أحمــد اب ـراهيم(‪ ") 2003‬اضــطراب عجــز االنتبــاه وفــرط الحركــة وعالقتهمــا بــبعض المتغي ـرات الديمغرافيــة وســمات الشخصــية‪ ،‬د ارســات عربيــة فــي علــم الــنفس‪ ،‬المجلــد(‪،)2‬‬
‫العدد(‪ ،)2‬ص ‪56-11‬‬
‫(‪ )3‬نورة محمد بدوي(‪ ")2005‬برنامج ارشادي لتنمية السلوك التوافقي لدى ذوي النشاط الزائد وقصور االنتباه من أطفال الروضة‪ ،‬رسالة دكتوراه غيـر منشـورة‪ ،‬معهـد الد ارسـات والبحـوث‬
‫التربوية‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬

‫‪ .6‬د ارســة عبيــر النجــار(‪ ")2006‬فاعليــة برنــامج الــدراما االبداعيــة فــي تحســين االنتبــاه لــدى األطفــال ذوي اضــطراب نقــص‬
‫االنتباه وفرط النشاط الملتحقـين بريـاض األطفـال"‪ .‬وقـد هـدفت الد ارسـة الـى محاولـة التعـرف علـى فاعليـة برنـامج لـدراما‬
‫االبداعية في تحسين االنتباه لدى االطفال ذوي نقص االنتباه وفرط النشاط لدى اطفال الروضة‪ ،‬وتكونت عينـة الد ارسـة‬
‫مــن (‪ )220‬طف ـالً وطفلــة مــن ريــاض االطفــال‪ ،‬والــذين تراوحــت اعمــارهم مــا بــين(‪ )6-5‬ســنوات‪ ،‬وللتحقــق مــن اهــداف‬
‫الد ارســة اســتخدمت الباحثــة مقيــاس انتبــاه االطفــال وت ـوافقهم‪ ،‬وبطاريــة مــدى االنتبــاه‪ ،‬ومقيــاس رســم الرجــل لجــود انــف‪،‬‬
‫وبرنــامج الــدراما االبداعيــة الــذي يعتمــد علــى الحركــة الدراميــة وانشــطة لعــب الــدور‪ .‬واشــارت النتــائج الــى تحقــق الفــرض‬
‫حيــث وجــدت فــروق دالــة احصــائياً لــدى أطفــال المجموعــة التجريبيــة قبــل وبعــد تطبيــق البرنــامج لصــالح القيــاس البعــدي‪.‬‬
‫وكذلك عدم وجود فروق دالة في درجات اطفال المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والمتابعة(‪.)1‬‬
‫‪ .7‬دراسة منى محمد هبد(‪" :)2009‬اضطراب ضعف االنتباه المصحوب بفرط الحركة بين أطفال الروضة بين التشـخيص‬
‫والتعديل"‪ .‬هدفت الد ارسـة الـى اعـداد برنـامج ارشـادي نفـس حركـي لخفـض اضـطرابات االنتبـاه المصـحوبة بفـرط الحركـة‬
‫لــدى اطفــال الروضــة‪ ،‬والتعــرف علــى تــأثير وفاعليــة البرنــامج‪ ،‬كمــا هــدفت الــى امكانيــة التنبــؤ بهــذا االضــطراب مبك ـ اًر‪.‬‬
‫وتكونت عينـة الد ارسـة مـن (‪ ) 80‬طفـل وطفلـة فـي روضـة زينـب بنـت خزيمـة بجـدة فـي المملكـة العربيـة السـعودية‪ .‬ممـن‬
‫تتـراوح اعمــارهم مــا بــين(‪ )6-4‬ســنوات ممــن تحصــلوا علــى اعلــى الــدرجات علــى اســتبيان اضــطراب االنتبــاه المصــحوب‬
‫بفرط الحركة‪ .‬واسـتخدمت الباحثـة لجمـع البيانـات كـل مـن‪ :‬اسـتمارة تشـتت االنتبـاه كمـا يـدركها الوالـدين‪ ،‬واسـتمارة تشـتت‬
‫االنتباه كما تدركها المعلمة‪ ،‬اختبار رسم الرجل لجود انف‪ ،‬والبرنامج االرشادي‪ .‬واسفرت النتائج على‪:‬‬
‫أ‪ .‬وجود عالقة سالبة بين مستوى درجات األطفال على استبيان اضطراب االنتباه المصحوب بفرط الحركة‪.‬‬
‫ب‪ .‬وجـ ــود عالقـ ــة ارتباطيـ ــة دالـ ــة بـ ــين العمـ ــر(‪ )5-4‬و(‪ )6-5‬ودرجـ ــات األطفـ ــال علـ ــى اسـ ــتبيان اضـ ــطراب االنتبـ ــاه‬
‫المصحوب بفرط الحركة‪.‬‬
‫ج‪ .‬وجود فروق دالة احصائيا بين الجنس(ذكر‪ -‬انثى) ودرجات اضطراب االنتباه المصحوب بفرط الحركة‪.‬‬
‫االنتبـاه المصـحوب بفـرط‬ ‫ح‪ .‬وجود فروق دالة احصائيا بين درجات المجموعـة التجريبيـة علـى اسـتبيان اضـطراب‬
‫الحركة في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي‪.‬‬
‫خ‪ .‬عدم وجود فروق دالة احصائيا بين درجات أطفال المجموعة التجريبية على استبيان اضـطراب االنتبـاه المصـحوب‬
‫بفرط الحركة في القياسين البعدي والتتبعي(‪.)2‬‬
‫‪ .8‬د ارســة حســين محمــد(‪ ")2012‬فاعليــة برنــامج عالجــي ســلوكي باســتخدام دمــج فنيتــي نظــام النقــاط مــع العقــود لمســاعدة‬
‫القـائمين علــى رعايـة األطفــال ‪ ADHD‬واثـره علـى تنميــة االنتبـاه وخفــض النشــاط ال ازئـد عنــد األطفـال "‪ .‬وهــدفت الد ارســة‬
‫الى التعرف على دور وفعالية البرنامج العالجي باستخدام فنيتي نظام النقط مع العقود في مساعدة القائمين على رعاية‬
‫األطفــال المصــابين باض ــطراب ضــعف االنتب ــاه والنشــاط ال ازئــد‪ ،‬واثـ ـره عل ــى تنمي ــة االنتبــاه وخف ــض النش ــاط ال ازئ ــد عن ــد‬
‫(‪ )1‬عبير عبد الحليم النجار(‪ ")2006‬فاعلية برنـامج الـدراما االبداعيـة فـي تحسـين االنتبـاه لـدى األطفـال ذوي اضـطراب نقـص االنتبـاه وفـرط النشـاط الملتحقـين بريـاض األطفـال‪ ،‬ط(‪،)1‬‬
‫مكتبة االنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫القاهرة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬منى محمد هبد(‪" :) 2009‬اضطراب ضعف االنتباه المصحوب بفرط الحركة بين أطفال الروضة بين التشخيص والتعديل"‪ ،‬مجلة دراسات الطفولة‪ ،‬جامعة عسين شمس‪،‬‬

‫األطفــال‪ .‬وتكون ـت عينــة الد ارســة مــن (‪)20‬طف ـالً مــن المصــابين باضــطراب ضــعف االنتبــاه المصــحوب بفــرط النشــاط‪،‬‬
‫والذين تتراوح اعمارهم ما بين(‪ )8-6‬سنوات‪ ،‬والوالدين والمعلمين‪ .‬واستخدم الباحـث فلـي جمـع البيانـات اسـتمارة الوضـع‬
‫االقتصــادي االجتمــاعي لألس ـرة والعــاملين علــى رعايــة االطفــال‪ ،‬واســتمارة متابعــة للوالــدين‪ ،‬واســتمارة متابعــة للمعلمــين‬
‫واالخصائيين النفسيين‪ ،‬ولوحة دمج نظام النقط مع العقود في البرنامج العالجي السلوكي‪ .‬وقد اسفرت النتائج عن‪:‬‬
‫أ‪ .‬وجــود فــروق دالــة احصــائياً بــين درجــات أطفــال المجمــوعتين التجريبيــة والضــابطة فــي القــدرة علــى االنتبــاه وخفــض‬
‫النشاط الزائد بعد تطبيق البرنامج العالجي لصالح أطفال المجموعة التجريبية‪.‬‬
‫ب‪ .‬وجــود فــروق دالــة احصــائياً بــين درجــات أطفــال المجموعــة التجريبيــة فــي القياســين القبلــي والبعــدي فــي القــدرة علــى‬
‫االنتباه وخفض النشاط الزائد لصالح القياس البعدي‪.‬‬
‫ث‪ .‬عــدم وجــود فــروق دالــة احصــائياً بــين درجــات أطفــال المجموعــة التجريبيــة فــي القياســين البعــدي والتتبعــي فــي القــدرة‬
‫على االنتباه وخفض النشاط الزائد(‪.)1‬‬
‫‪ .9‬دراسة ختام حسـين الطهـراوي(‪ ")2013‬فاعليـة برنـامج ارشـادي للتخفيـف مـن اعـراض نقـص االنتبـاه والنشـاط ال ازئـد لـدى‬
‫أطفـال الروضـة"‪ .‬هـدفت الد ارسـة الـى معرفـة مـدى فاعليــة برنـامج ارشـادي فـي التخفيـف اعـراض نقـص االنتبـاه والنشــاط‬
‫ال ازئــد لــدى اطفــال الروضــة‪ .‬وتكونــت عينــة الد ارســة مــن(‪ )26‬طفــل وطفلــة ممــن يعــاني اع ـراض نقــص االنتبــاه والنشــاط‬
‫ال ازئــد‪ ،‬مــوزعين بالتســاوي الــى مجمــوعتين تجريبيــة وضــابطة‪ .‬اســتخدمت الباحثــة مقيــاس نقــص االنتبــاه والنشــاط ال ازئــد‬
‫والبرنــامج االرشــادي‪ .‬ولتحليــل البيانــات تــم اســتخدام اختبــار مــان ويتنــي‪ ،‬واختبــار ويلكوكســون‪ .‬واظهــرت النتــائج وجــود‬
‫فروق دالة بين المجموعتين( التجريبية‪ -‬الضابطة) على القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية‪ .‬كمـا اشـارت ايضـاً‬
‫الى عدم وجود فروق دالة بين درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي(‪.)2‬‬
‫‪ .10‬دراسة حنان مبارك القحطـاني(‪ ")2016‬فاعليـة برنـامج قـائم علـى األلعـاب الصـغيرة فـي تحسـين بعـض القـدرات الحركيـة‬
‫لدى عينـة مـن أطفـال الروضـة المصـابين بفـرط الحركـة بالمملكـة العربيـة السـعودية"‪ .‬هـدفت الد ارسـة الـى تحسـين بعـض‬
‫القـدرات الحركيــة لـدى عينــة مـن اطفــال الروضـة المصــابين بفــرط الحركـة مــن خـالل برنــامج يسـتخدم االلعــاب الصــغيرة‪.‬‬
‫وتكونت العينة من ‪ 30‬طفل وطفلة ممن يعانون اعراض النشاط الزائد‪ .‬وقد استخدمت الدراسة اختبار األيروفيـب للياقـة‬
‫البدنية‪ ،‬ومقياس النشاط الزائد لألطفال‪ ،‬وبرنامج االلعاب‪ .‬واعتمدت الد ارسة في تحليل البيانات على المتوسط الحسـابي‬
‫واالنح ـراف المعيــاري واختبــار‪ . T‬وقــد اشــارت النتــائج الــى وجــود فــروق دالــة فــي القياســين القبلــي والبعــدي للمجموعــة‬
‫(‪ )1‬حسين محمد(‪ ") 2012‬فاعلية برنامج عالجي سلوكي باستخدام دمج فنيتي نظام النقـاط مـع العقـود لمسـاعدة القـائمين علـى رعايـة األطفـال ‪ ADHD‬واثـره علـى تنميـة االنتبـاه وخفـض‬
‫النشاط الزائد عند األطفال‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة بنها‪ ،‬العدد(‪ ،)92‬ص ‪.)315-247‬‬
‫(‪ )2‬ختام حسين الطهراوي(‪ ")2013‬فاعلية برنامج ارشادي للتخفيف من اعراض نقص االنتباه والنشاط الزائد لـدى أطفـال الروضـة"‪ ،‬رسـالة ماجسـتير ‪ ،‬كليـة التربيـة‪ ،‬الجامعـة االسـالمية‪،‬‬
‫غزة‪.‬‬

‫التجريبيــة لصــال القيــاس البعــدي‪ ،‬كــذلك اظهــرت النتــائج وجــود فــروق دالــة بــين المجموعتين(التجريبيــة‪ -‬الضــابطة) فــي‬
‫القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية(‪.)1‬‬
‫دراسات اجنبية‪:‬‬
‫‪ .1‬د ارسـة كــارال(‪ " )Karla,2009‬فهـم اضــطراب تشــتت االنتبـاه‪ :‬الــدفاع‪ /‬فــرط النشـاط مــن خــالل اكتشـاف البيئــة االسـرية"‪.‬‬
‫هــدفت الد ارســة الــى التعــرف علــى مــا اذا كــان هنــاك اخــتالف بــين ديناميــات االســر التــي لــديها أطفــال ذوي نشــاط ازئــد‬
‫واالسر التي لديها أطفال عاديون من خالل تقديم مقياس البيئة االسرية ‪ ،FES‬وقد تكونت عينة الدراسة من ‪ 60‬عائلة‬
‫ممن يعاني احد اطفالها من النشاط الزائد‪ ،‬وقد تضمن مقياس البيئة االسرية ثالثة أبعاد رئيسية لتقيس عشـر خصـائص‬
‫هامة لألسرة‪ ،‬هي بعد التواصل والعالقات بـين افـ ارد االسـرة‪ ،‬بعـد نمـو الشخصـية وتطورهـا‪ ،‬بعـد المحافظـة علـى التنظـيم‬
‫والتخطــيط ألنشــطة االس ـرة‪ .‬واســتخدمت الد ارســة تصــميم الســببية‪-‬النســبية‪ ،‬ولتحليــل البيانــات اســتخدمت تحليــل التبــاين‬
‫للوصول إلى النتائج التي أشارت إلى عدم وجود اختالفات كبيرة في ديناميات االسر التي لديها طفل يعاني من النشاط‬
‫الزائد واالسر التي يكون أطفالها عاديون(‪.)2‬‬
‫‪ .1‬دراسة لوسابيو(‪ " )Losapio,G.2010‬األطفال الذين يعانون من اضطراب نقص االنتباه وفرط النشاط ‪ :‬طرق العالج‬
‫وتصو ار الوالدين "‪ .‬وتهدف الدراسة الى التعرف على التصورات الوالدية حول النشاط الزائد وطرق عالجـه‪ ،‬وأي الطـرق‬
‫يفضل الوالدين اكثر‪ ،‬وتكونت عينة الدراسة من ‪ 206‬من االباء‪ ،‬مقسمين بالتساوي الى مجموعـات‪ ،‬احـداهما (‪)69‬مـن‬
‫اآلباء لديهم أطفال يعانون نت فرط الحركة واالندفاعية‪ ،‬واالخرى (‪)69‬من اآلباء لديهم آباء يعانون نت تشـتت االنتبـاه‪،‬‬
‫والثالث ــة(‪ )68‬م ــن اآلب ــاء ل ــديهم أطف ــال يع ــانون من(ف ــرط حرك ــة‪ ،‬االندفاعي ــة‪ ،‬تش ــتت االنتب ــاه)‪ .‬وت ــم تق ــديم ‪KADOVA‬‬
‫واختبــار‪ . T‬واشــارت النتــائج الــى انــه لــم تكــن هنــاك فــروق كبي ـرة فــي الــدرجات بــين اآلبــاء علــى فــرع االع ـراض والمعرفــة‬
‫العامة حول اضطراب النشاط الزائد‪ ،‬كذلك اظهـرت النتـائج ميـل اآلبـاء السـتخدام االدويـة كطريقـة لعـالج النشـاط ال ازئـد‪،‬‬
‫خاصة االباء الذين لديهم أطفال يعانون من النشاط الزائد وتشتت االنتباه واالندفاعية‪ ،‬عكس ما كان متوقع(‪.)3‬‬
‫تعليق عام على الدراسات السابقة‪:‬‬
‫الزئـد‬
‫هدفت بعض الدراسات السابقة الى قياس مدى فاعلية برمج االرشادي السلوكي في خفض اعراض اضطراب النشـاط ا‬
‫وتشــتت االنتبــاه كد ارســة رضــا عبدالســتار كشــك(‪ ،)2002‬نــورة محمــد بــدوي(‪ ،)2005‬عبيــر النجــار(‪ ،)2006‬منــى محم ــد‬
‫هبــد(‪ ،)2009‬حســين محمــد(‪ ،)2012‬ختــام حســين الطهــراوي(‪ .)2013‬بينمــا ك ــان هــدف الــبعض االخ ــر اســتخدام اللعــب‬
‫للتخفيـ ــف مـ ــن حـ ــدة اع ـ ـراض النشـ ــاط ال ازئـ ــد وتشـ ــتت االنتبـ ــاه كد ارسـ ــة منـ ــال احمـ ــد عبـ ــد الحـ ــافظ(‪ ،)2002‬حنـ ــان مبـ ــارك‬
‫القحطاني(‪ .) 2016‬في حين هدفت دراسات اخرى الى دراسة العالقة بين اضـطراب النشـاط ال ازئـد وتشـتت االنتبـاه بمتغيـرات‬
‫اخـ ــرى اس ـ ـرية وشخص ـ ــية وديموجرافيـ ــة كد ارس ـ ــة سـ ــامية موس ـ ــى اب ـ ـراهيم( ‪ ،)2002‬معص ـ ــومة احم ـ ــد ابـ ـ ـراهيم(‪ ،)2003‬و(‬
‫(‪ )3‬حنان مبارك القحطاني(‪ ")2016‬فاعلية برنامج قائم على األلعاب الصغيرة في تحسين بعض القدرات الحركية لدى عينة من أطفال الروضة المصابين بفرط الحركة بالمملكة العربيـة‬
‫السعودية"‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة االزهر‪ ،‬العدد(‪ ،)169‬الجزء الثالث ‪.2016‬‬
‫‪)2) 1.‬‬ ‫‪Karla. I," Understanting Attention- Deficit/ Hyperactivity Disorder Through a Exploration of "Family Environment. Ph.D.(UNPBLISHED), University of South‬‬
‫‪Carolina.‬‬
‫‪)3( Losapio,G(2010). Children with attention deficit hyperactivity disorder: treatment methods and parental perception. Ph.D.(Unpublished). St. John,s University, New‬‬
‫‪York.‬‬

‫‪ .Losapic(2010‬في حين هدفت د ارسـة)‪ Karla(2009‬الـى اخـتالف ديناميـات االسـر التـي يعـاني اطفالهـا مـن اضـطراب‬
‫النشاط الزائد وتشتت االنتباه‪.‬‬
‫)‪.)Losapic(2010‬‬ ‫ام ــا فيمــا يتعلــق بالعينــة فق ــد اســتخدمت جميــع الد ارســات عين ــة أطفــال الروضــة فيم ــا عــدا د ارســتي‬
‫‪)Karla(20009‬والتي استخدمتا عينة من اباء وامهات االطفال ذوي النشاط الزائد وتشتت االنتباه‪.‬‬
‫ومعظم الدراسات التي تناولتها الباحثة استخدمت مقياس النشاط الزائد المصحوب بتشتت االنتبـاه والـذي اعـده كـل باحـث بمـا‬
‫يتناسب وبيئته‪ ،‬والـذي تـم تطبيقـه علـى المجمـوعتين التجريبيـة والضـابطة فـي قياسـين قبلـي وبعـدي‪ .‬بينمـا اسـتخدمت د ارسـات‬
‫اخــرى اســتبيان تشــتت االنتبــاه كد ارســة منــى محمــد هبــد(‪ ،)2009‬حســين محمــد(‪ .)2012‬وهنــاك بعــض الد ارســات اســتخدمت‬
‫اختبار الذكاء لتحقيق التكافؤ بين المجموعتين التجريبية والضابطة كدراسة عبير النجار(‪ ،)2006‬منى محمد هبد(‪.)2012‬‬
‫وفي ضوء ما سبق فقد استفادت الباحثـة مـن الد ارسـات السـابقة فـي اختيـار االدوات التـي تناسـب عينـة الد ارسـة الحاليـة والتـي‬
‫تتناسب مع البيئة المحلية لعينة الدراسة‪.‬‬
‫فروض الدراسة‪:‬‬
‫‪ .1‬وجود فروق دالة احصـائيا عنـد مسـتوى داللـة (‪ )0.05‬بـين متوسـط درجـات أطفـال المجمـوعتين (التجريبيـة‪ -‬الضـابطة)‬
‫على ابعاد مقياس النشاط الزائد والدرجة الكلية للمقياس من وجهة نظر المعلمات في القياسين القبلي والبعدي‪.‬‬
‫‪ .2‬وجود فروق دالة احصـائيا عنـد مسـتوى داللـة (‪ )0.05‬بـين متوسـط درجـات أطفـال المجمـوعتين (التجريبيـة‪ -‬الضـابطة)‬
‫على أبعاد مقياس النشاط الزائد والدرجة الكلية للمقياس من وجهة نظر المعلمات في القياس البعدي‪.‬‬
‫‪ .3‬وجود فروق دالة احصائيا عند مستوى داللة (‪ )0.05‬بين متوسط درجات أطفال المجموعة التجريبية على ابعاد مقياس‬
‫النشاط الزائد والدرجة الكلية للمقياس من وجهة نظر المعلمات في القياسين البعدي والتتبعي‪.‬‬
‫منهج واجراءات الدراسة‬
‫يتضمن هذا الجزء عرضاً لمنهج الدراسة وعينتها‪ ،‬واألدوات المستخدمة وكيفية التحقق من خصائصها السيكومترية‪ ،‬وأساليب‬
‫المعالجة االحصائية لبيانات الدراسة ‪.‬‬
‫أوالً‪ /‬منهج الدراسة ‪:‬‬
‫اســتخدمت الباحثــة المــنهج شــبه التجريبــي ذو المجمــوعتين (التجريبيــة‪ -‬الضــابطة) المتكــافئتين لتحديــد مــدى فاعليــة البرنــامج‬
‫التــدريبي المســتخدم فــي الد ارســة الحاليــة (المتغيــر المســتقل) فــي خفــض اع ـراض النشــاط ال ازئــد (المتغيــر التــابع) لــدى أطف ـال‬
‫الروضة‪.‬‬
‫ثانياً‪ /‬مجتمع الدراسة‪:‬‬
‫تكون مجتمع الدراسة من (‪ )168‬طفالً وطفلة من أطفال روضتي اشراقات المستقبل ورياض الجنة بمدينة بنغازي‪ ،‬والذي تم‬ ‫ّ‬
‫اختيار عينة الدراسة من بينهم ‪.‬‬

‫ثالثاً‪ /‬عينة الدراسة‪:‬‬
‫للتحقق من صحة فروض الدراسة الحالية تكونت عينة الدراسة من‪:‬‬
‫‪ .1‬مجموعــة الد ارســة االســتطالعية‪ ..‬وقــد تكونــت مــن (‪ )30‬طفـالً‪ ،‬مــن أطفــال روضــتي اشـراقات المســتقبل وريــاض الجنــة‪،‬‬
‫والذين تتراوح أعمارهم ما بين (‪ -4‬أقل من ‪ )6‬سنوات‪ ،‬وذلك للتحقق من الخصائص السيكومترية ألدوات الدراسة ‪.‬‬
‫‪ .2‬مجمـوعتي الد ارسـة األساسـية ‪ ..‬اختــارت الباحثـة عينـة الد ارســة االساسـية بطريقـة قصـدية‪ ،‬وبلــغ عـددها (‪ )26‬طفـالً مــن‬
‫تحصل‬
‫ّ‬ ‫أطفال روضتي اشراقات المستقبل ورياض الجنة‪ ،‬والذين تتراوح أعمارهم ما بين (‪ -4‬أقل من ‪ )6‬سنوات‪ ،‬ممن‬
‫علــى درجــات مرتفعــة علــى مقيــاس النشــاط ال ازئــد (مقيــاس المعلمــات)‪ ،‬مــوزعين بالتســاوي علــى المجمــوعتين (التجريبيــة‪-‬‬
‫الضابطة)‪.‬‬
‫رابعاً‪ /‬أدوات الدراسة‪ :‬في ضوء أه داف الدراسة الحالية وللتحقق من فروضها استخدمت الباحثة األدوات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬اختبار المصفوفات المتتابعة الملونة لرافن (تقنين‪ :‬عماد أحمد حسين‪ ) 2015،‬لقياس الذكاء‪:‬‬
‫يتكون االختبار مـن ثالثـة أقسـام هـي‪( :‬أ)‪( ،‬أ‪ ,‬ب)‪(،‬ب)‪ ،‬ويشـمل كـل منهـا (‪ )12‬بنـد‪ ،‬ويتكـون كـل بنـد مـن المصـفوفات مـن‬
‫شــكل أو نمــط أساســي أقتطــع منــه جــزء معــين‪ ،‬وتحتــه ســته أجـزاء يختــار مــن بينهــا المفحــوص الجــزء الــذي يكمــل الف ـراغ فــي‬
‫الشكل األساسي‪ ،‬وقد استخدمت األلوان كخلفية للمشكالت لكي تجعل االختبار أكثر تشويقاً ووضوحاً واثارة النتبـاه األطفـال‪،‬‬
‫ويوضــع جــدول كــل مجموعــة بجـوار القســم الخــاص بــه فــي ورقــة اإلجابــة ‪ ،‬توضــع عالمــة (√( أمــام اإلجابــة التــي تتفــق مــع‬
‫المذكور بالجدول‪ ،‬وتوصع عالمـة (×) أمـام اإلجابـة التـي التتفـق مـع المـذكور فـي الجـدول ‪ ،‬ثـم تجمـع اإلجابـات الصـحيحة‬
‫في كل مجموعة‪ ،‬وتوضع أسفل المجموعـة فـي ورقـة اإلجابـة‪ ،‬والحـد االقصـى لدرجـة كـل مجموعـة يسـاوي (‪ . )12‬ثـم تجمـع‬
‫درجــات المجموعــات الــثالث‪ ،‬وتوضــع أســفل المجموعــة فــي ورقــة اإلجابــة‪ ،‬والحــد االقصــى للدرجــة الكليــة يســاوي (‪ .)36‬بعــد‬
‫ذلك يرجـع إلـي الجـدول الخـاص بالمعـايير السـتخراج الترتيـب المئينـي‪ ،‬ويوضـع فـي مكانـه‪ .‬وقـام عمـاد أحمـد حسـين بحسـاب‬
‫ثبــات االختبــار بطريقــة إعــادة االختبــار والــذي بلــغ معامــل ثباتــه (‪ .)0.85‬وكــذلك اســتخدم طريقــة التجزئــة النصــفية باســتخدام‬
‫معامل ألفا كرونباخ‪ ،‬وتوصل إلـى معامـل ثبـات قـدرة (‪ .)0.91‬بينمـا بلـغ معامـل االرتبـاط باسـتخدام طريقـة االتسـاق الـداخلي‬
‫بـين األقسـام الفرعيــة لالختبـار والدرجــة الكليـة‪ ،‬مــا بـين(‪ ،)0.86-0.61‬وجميــع معـامالت الثبــات دالـة إحصــائياً عنـد مســتوى‬
‫داللة(‪. ) 0.01‬وقام عماد أحمد حسن بحساب معامل الصدق التكويني من خالل تمارين األعمار‪ ،‬وقد بلغ معامل االرتبـاط‬
‫بــين الــدرجات المصــفوفات والعمــر الزمنــي (‪ )0.77‬فــي التطبيــق األول لالختبــار‪ ،‬بينمــا بلــغ معامــل االرتبــاط (‪ )0.81‬فــي‬
‫التطبيق الثاني‪.‬‬
‫كذلك قام بحساب صدق التحليل العاملي لبنود المصفوفات الملونة بمفردها وتوصل إلي ثالثة عوامل هـي( عامـل االسـتبدال‬
‫ـاء علـي ذلـك تبـين أن‬
‫المحسوس والمجرد – عامـل اإلكمـال المتصـل والمنفصـل ‪ -‬عامـل اإلكمـال عـن طريـق اإلغـالق)‪ .‬وبن ً‬
‫اختبـار المصـفوفات المتتابعـة الملونــة يتمتـع بقـدر جيـد مــن الصـدق التالزمـي ‪ ،‬والصـدق التنبــؤي‪ ،‬الصـدق التكـويني‪ ،‬وبدرجــة‬
‫كبيرة من الثبات وقد استخدمت الباحثة هذا االختبار عندما وجدت أنه يصلح لالستخدام مع عينة الدراسة الحالية ‪.‬‬
‫‪ .2‬استمارة المستوي االقتصادي واالجتماعي لألسرة (إعداد سعاد فرحات مصطفى‪. )2008،‬‬

‫اســتخدمت الباحثــة اســتمارة جمــع البيانــات عــن الحالــة االجتماعيــة االقتصــادية والثقافيــة لألس ـرة مــن (إعــداد ســعاد مصــطفي‬
‫فرحان‪ ،)2006 ,‬والتي اعتمدت في إعدادها علي الطريقة الكمية والتي تتضمن عدداً من األبعاد مثل الدخل‪ ,‬ومستوي تعليم‬
‫الوالدين ‪ .‬وقد اشتملت االستمارة علي عدد من المؤشرات لتحديد المستوي االقتصادي االجتماعي لألسرة مثل‪( :‬دخل األسرة‬
‫بحيث يتراوح ما بين (‪ ) 400-200‬دينار شهرياً‪ ،‬وعدد أفراد األسرة يتراوح ما بين (‪ )6-4‬أفراد‪ ،‬وظيفة كـل مـن األب واألم‬
‫‪ ،‬مســتوي تعلــيم األب ومســتوي تعلــيم األم ‪ ،‬دخــل كــل مــن األب واألم )‪.‬ولحســاب ثبــات االســتمارة اســتخدمت الباحثــة طريقــة‬
‫إعادة التطبيق وقد بلغ معامل ثبات االستمارة (‪ )0.85‬وهو معامل ثبـات مرتفـع ممـا يعنـي تمتـع االسـتمارة بدرجـة جيـدة مـن‬
‫الثبــات‪ .‬ولحســاب صــدق االســتمارة اســتخدمت الباحثــة صــدق المحكمــين والــذي بلــغ ح ـوالي (‪ )%95‬ونظ ـ اًر لتمتــع االســتمارة‬
‫بدرج ة جيدة من الثبات والصدق‪ ,‬وكذلك كونهـا تـم إعـدادها لتناسـب البيئـة الليبيـة فـإن الباحثـة تـري أنهـا أداة مناسـبة ألهـداف‬
‫الدراسة الحالية‪.‬‬
‫‪ .3‬مقياس النشاط الزائد (مقياس المعلمات) اعداد(محفوظة اليحمدي‪.)2014،‬‬
‫استخدمت الباحثة مقياس النشاط الزائد من وجهة نظر المعلمات والذي تضمن(‪ )24‬فقـرة موزعـة علـى ثالثـة ابعـاد هـي‪ :‬بعـد‬
‫تشــتت االنتبــاه‪ ،‬وبعــد النشــاط ال ازئــد‪ ،‬وبعــد االندفاعيــة‪ .‬واعطــي لكــل فق ـرة وزن مــدرج وفــق ســلم متــدرج ثالثي(دائم ـاً‪ ،‬احيان ـاً‪،‬‬
‫ناد اًر)‪ ،‬واعطيت له االوزان(‪ .)1،2،3‬وبـذلك تنحصـر درجـات افـراد عينـة الد ارسـة مـا بـين (‪ .)24،72‬وقامـت الباحثـة بتقـدير‬
‫صــدق المقيــاس بحســاب معامــل االرتبــاط بــين الدرجــة الكليــة للمقيــاس ودرجــة كــل بعــد مــن ابعــاد المقيــاس والتــي بلغــت علــى‬
‫التـوالي بعــد تشــتت االنتبــاه(‪ ،)0.84‬بعــد النشــاط ال ازئــد (‪ ،)0.81‬االندفاعيــة (‪ .)0.88‬وهــي معــامالت دالــة احصــائياً‪ .‬بينمــا‬
‫حسب معامل ثبات المقياس بإعادة تطبيقه مرتين والذي بلغ (‪ ،)0.79‬وجميع المعامالت دالة احصائياً‪.‬‬
‫‪ .4‬برنامج التدريبي لخفض النشاط الزائد لدى أطفال الروضة (إعداد الباحثة)‪:‬‬
‫قامت الباحثة بإعداد برنامج تدريبي مناسب ألطفال الروضة‪ ،‬قـائم علـى بعـض االسـاليب والفنيـات االرشـادية‪ ،‬منهـا التعزيـز‪،‬‬
‫ولعب الدور‪ ،‬والنمذجة والواجب المنزلي‪.‬‬
‫الهدف العام للبرنامج‪:‬‬
‫يهــدف البرنــامج التــدريبي المعــد الــى خفــض األع ـراض االساســية الضــطراب النشــاط ال ازئــد وتشــتت االنتبــاه واالندفاعيــة لــدى‬
‫أطفال الروضة‪ .‬من خالل تطبيق مجموعة من االساليب والفنيات االرشادية‪.‬‬
‫االهداف االجرائية للبرنامج‪:‬‬
‫يهدف البرنامج الحالي الى تحقيق عدداً من االهداف االجرائية‪ ،‬من خالل العمل داخل الجلسـات‪ ،‬وتطبيـق مجموعـة متنوعـة‬
‫من االساليب والفنيات االرشادية‪ .‬وتتلخص هذه االهداف فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬تدريب األطفال على الجلوس في مقاعدهم‪.‬‬
‫‪ .2‬تدريب األطفال على مهارة االستماع‪.‬‬
‫‪ .3‬تدريب األطفال النظر لمن يتحدث معهم ‪.‬‬
‫‪ .4‬تدريب األطفال مهارة مشاركة االطفال اآلخرين في اللعب‪.‬‬
‫‪ .5‬تدريب األطفال التعاون مع اآلخرين‪.‬‬

‫‪ .6‬تدريب األطفال مهارة اللباقة االجتماعية‪.‬‬
‫وتكــون البرنــامج مــن مجموعــة مــن الجلســات المنظمــة والت ـي تناســب مشــكلة الد ارســة‪ ،‬وقــد بلــغ عــددها (‪ )13‬جلســة‪ ،‬بواقــع‬
‫جلسـتان اســبوعياً‪ ،‬لمــدة ســتة اســابيع تقريبـاً‪ ،‬بــدأت مــن بدايــة شــهر ينــاير‪ 2020‬وحتــى منتصــف شــهر مــارس ‪ .2020‬وتـراوح‬
‫زمن الجلسة ما بين (‪ )60-45‬دقيقة‪.‬‬
‫وقد تم عرض البرنامج على مجموعة من المحكمين من اجل تحكيمه وتحديد مدى مالءمته لألهداف التي وضع من اجلها‪،‬‬
‫وابــداء آرائهــم ومقترحــاتهم حــول الجلســات التدريبيــة واالســاليب والفنيــات واالســتراتيجيات االرشــادية‪ ،‬واضــافة المقترح ـات التــي‬
‫يرونهــا مناســبة‪ .‬وتكــون البرنــامج مــن عــدة م ارحــل منهــا‪ :‬مرحلــة مــا قبــل البرن ــامج‪ ،‬مرحلــة الب ــدء‪ ،‬مرحلــة التطبيــق‪ ،‬مرحلــة‬
‫االنتهاء‪ ،‬مرحلة المتابعة‪.‬‬
‫خامسا‪ /‬األساليب اإلحصائية المستخدمة في الدراسة‪:‬‬

‫للتحقق من صحة فروض الدراسة الحالية استخدمت الباحثة الحاسب اآللي لتحليل البيانات باسـتخدام برنـامج‪ ،SPSS‬وذلـك‬
‫من خالل استخدام األساليب التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬النسبة المئوية لحساب صدق المحكمين للبرنامج المعد للدراسة‪.‬‬
‫‪ .2‬المتوسط الحسابي‪ ،‬واالنحراف المعياري لحساب التكافؤ بين المجموعات‪.‬‬
‫‪ .3‬معامل ارتباط بيرسون لحساب صدق وثبات المقياس النشاط الزائد‪.‬‬
‫‪ .4‬اختبار (ت) إليجاد داللة الفروق بين متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في القياسين القبلي والبعدي‪.‬‬
‫‪ .5‬اختبا ر (ت) إليجاد داللة الفروق بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي‪ -‬التتبعي‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫نعــرض فيمــا يلــي نتــائج الد ارســة التــي تــم التوصــل إليهــا بعــد تطبيــق االســاليب االحصــائية المناســبة للتحقــق مــن صــحة‬
‫فروض الدراسة‪.‬‬
‫الفرض األول‪ ..‬ونتائجه‪:‬‬

‫هل هناك فروق ذات داللة احصائية بـين متوسـطات درجـات أطفـال المجموعـة التجريبيـة علـى أبعـاد مقيـاس النشـاط والدرجـة‬
‫الكلية للمقياس من وجهة نظر المعلمات قبل وبعد تطبيق البرنامج التدريبي المستخدم في الدراسة الحالية‪.‬‬
‫للتحقــق مــن صــحة هــذا الفــرض تــم تحليــل نتــائج أداء أطفــال المجموعــة التجريبيــة علــى أبعــاد مقيــاس النشــاط ال ازئــد والدرجــة‬
‫الكلية للمقياس في القياسين (القبلي –البعدي)‪ ،‬ثم قامت الباحثة بما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬حســاب المتوســط الحســابي واالنح ـراف المعيــاري والوســيط والمن ـوال‪ ،‬ثــم حســاب الفــروق بــين متوســطات درجــات أطفــال‬
‫المجموعة التجريبية على مقياس النشاط الزائد والدرجة الكلية للمقياس باستخدام اختبار(ت) للعينات المترابطة‪.‬‬
‫‪ .2‬حسـاب حجــم تــأثير البرنـامج التــدريبي المســتخدم (متغيــر مسـتقل) علــى النشــاط ال ازئـد(متغير تابع)باســتخدام معادلــة حجـم‬
‫التأثير الختبار(ت) للفروق بين المتوسطات‪ .‬والجدول التالي يوضح ذلك‪.‬‬

‫جدول رقم ( ‪) 1‬‬
‫قيمة(ت) وداللة الفروق بين متوسطي درجات أطفال المجموعة التجريبية على أبعاد مقياس النشاط الزائد والدرجة الكلية في‬
‫القياسين القبلي والبعدي (ن= ‪ 13‬لكل مجموعة)‬
‫حجم‬ ‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫البعدي‬ ‫القبلي‬ ‫القياسات‬

‫التأثير‬ ‫الداللة‬ ‫(ت)‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫االبعاد‬
‫‪0.89‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪8.94‬‬ ‫‪5.22‬‬ ‫‪28.20‬‬ ‫‪3.56‬‬ ‫‪48.50‬‬ ‫تشتت االنتباه‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪7.21‬‬ ‫‪5.91‬‬ ‫‪28.70‬‬ ‫‪4.99‬‬ ‫‪48.60‬‬ ‫النشاط الزائد‬
‫‪0.87‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪7.90‬‬ ‫‪7.55‬‬ ‫‪26.80‬‬ ‫‪5.87‬‬ ‫‪48.00‬‬ ‫االندفاعية‬
‫‪0.90‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪9.46‬‬ ‫‪15.87‬‬ ‫‪83.70‬‬ ‫‪10.55‬‬ ‫‪145.10‬‬ ‫الدرجة الكلية‬
‫يتضـح مــن الجــدول رقــم(‪ ) 1‬وجـود فــروق بــين متوســطات درجـات المجموعــة التجريبيــة فــي القياسـين (القبلــي‪ -‬البعــدي) علــى‬
‫ابعاد مقياس النشاط الزائد من وجهـة نظـر المعلمـات‪ ،‬والدرجـة الكليـة للمقيـاس‪ ،‬وبلغـت قيمـة (ت) علـى التـوالي (‪( ،) 8.94‬‬
‫‪ ،)9.64(،) 7.46( ،)7.21‬وهي دالة احصائياً عند مستوى (‪ ) 0.000‬لصالح القياس البعدي ‪.‬‬
‫كما يتضح أن قيمة حجم تأثير البرنامج التدريبي المستخدم فـي الد ارسـة للدرجـة الكليـة لمقيـاس النشـاط ال ازئـد مـن وجهـة نظـر‬
‫المعلمات بلغت(‪ ،) 0.90‬وهذا يعني أن ( ‪ )%90‬من تحسن األعراض االساسـية للنشـاط ال ازئـد كمـا قيسـت بمقيـاس النشـاط‬
‫الزائد لدى أطفال الروضة من وجهة نظر المعلمات تعزى للبرنامج التدريبي المستخدم‪.‬‬
‫كما ان قيمة حجم تأثير البرنامج التدريبي المستخدم في الدراسة الحالية على أبعاد مقياس النشاط الزائد لدى أطفال الروضـة‬
‫كانت على التوالي (‪ ،) 0.87( ،)0.85 ( ،) 0.89‬وهي تشير إلى أن أكبر تأثير للبرنامج كـان علـى بعـد االندفاعيـة‪ ،‬يليـه‬
‫بد النشاط ال ازئد‪ ،‬ثم بعد تشـتت االنتبـاه‪ .‬وهـذا يشـير إلـى انخفـاض االعـراض االساسـية الضـطراب النشـاط ال ازئـد لـدى أطفـال‬
‫المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج التدريبي‪ ،‬عنها قبل التطبيق‪ ،‬وهذا يؤكد صحة هذا الفرض‪.‬‬
‫الفرض الثاني‪ ..‬ونتائجه‪:‬‬
‫هل هناك فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات أطفال المجموعتين (التجريبية – الضابطة) علـى ابعـاد مقيـاس النشـاط‬
‫الزائد والدرجة الكلية للمقياس من وجهة نظر المعلمات‪ ،‬بعد تطبيق البرنامج التدريبي المستخدم في الدراسة الحالية‪.‬‬
‫وللتحقق مـن صـحة هـذا الفـرض تـم تحليـل نتـائج أداء أطفـال المجمـوعتين (التجريبيـة –الضـابطة) علـى أبعـاد مقيـاس النشـاط‬
‫الزائد والدرجة الكلية للمقياس‪ ،‬ثم قامت الباحثة بما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬حســاب المتوســط الحســابي واالنح ـراف المعيــاري والوســيط والمن ـوال‪ ،‬ثــم حســاب الفــروق بــين متوســطات درجــات أطفــال‬
‫المجم ــوعتين (التجريبي ــة –الض ــابطة) ف ــي القي ــاس البع ــدي عل ــى ابع ــاد مقي ــاس النش ــاط ال ازئ ــد والدرج ــة الكلي ــة للمقي ــاس‬
‫باستخدام اختبار(ت) للعينات المستقلة‪.‬‬

‫‪ .2‬حساب حجم تأثير البرنامج التدريبي المستخدم (متغير مستقل) على النشاط الزائد(متغير تـابع) باسـتخدام معادلـة التـأثير‬
‫الختبار(ت) للفروق بين المتوسطات‪ .‬والجدول التالي يوضح ذلك‪.‬‬
‫الجدول رقم( ‪)2‬‬
‫قيمة (ت) وداللة الفروق بين متوسطي درجات أطفال المجموعتين (التجريبية‪ -‬الضابطة) على أبعاد مقياس النشاط الزائد‬
‫والدرجة الكلية في القياس البعدي (ن= ‪ 13‬لكل مجموعة)‬
‫حجم‬ ‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫المجموعة الضابطة‬ ‫المجموعة التجريبية‬ ‫المجموعات‬

‫التأثير‬ ‫الداللة‬ ‫(ت)‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫االبعاد‬
‫‪0.62‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪9.87‬‬ ‫‪5.22‬‬ ‫‪28.20‬‬ ‫‪4.13‬‬ ‫‪49.00‬‬ ‫تشتت االنتباه‬
‫‪0.80‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪8.71‬‬ ‫‪5.91‬‬ ‫‪28.70‬‬ ‫‪3.48‬‬ ‫‪47.50‬‬ ‫النشاط الزائد‬
‫‪0.76‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪7.71‬‬ ‫‪7.55‬‬ ‫‪26.80‬‬ ‫‪5.65‬‬ ‫‪49.80‬‬ ‫االندفاعية‬
‫‪0.87‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪15.87‬‬ ‫‪83.70‬‬ ‫‪7.93‬‬ ‫‪146.30‬‬ ‫الدرجة الكلية‬
‫يتضح من الجدول رقم(‪ ) 2‬وجود فروق بين متوسطات درجات أطفـال المجمـوعتين (التجريبيـة‪-‬الضـابطة)على أبعـاد مقيـاس‬
‫النشــاط ال ازئــد مــن وجهــة نظــر المعلمــات والدرجــة الكليــة للمقيــاس‪ ،‬وبلغــت قيمــة (ت)علــى الت ـوالي‪( ،)8.71( ،) 9.87( :‬‬
‫‪ .)11.15( ،)7.71‬وهي فروق دالة احصائياً عند مستوى داللة(‪ ،) 0.000‬لصالح أطفال المجموعة التجريبية‪.‬‬
‫كم ا يتضح أن قيمة حجم تأثير البرنامج التدريبي المستخدم فـي الد ارسـة للدرجـة الكليـة لمقيـاس النشـاط ال ازئـد مـن وجهـة نظـر‬
‫المعلمات بلغت(‪ ،) 0.87‬وهذا يعني أن ( ‪ )%87‬من تحسن األعراض االساسـية للنشـاط ال ازئـد كمـا قيسـت بمقيـاس النشـاط‬
‫الزائد لدى أطفال الروضة من وجهة نظر المعلمات تعزى للبرنامج التدريبي المستخدم‪.‬‬
‫كمــا ان قيمــة حجــم تــأثير البرنــامج التــدريبي المســتخدم ف ــي الد ارســة الحاليــة علــى أبعــاد مقيــاس النشــاط ال ازئــد لــدى أطفــال‬
‫الروض ــة‪ ،‬كان ــت عل ــى التـ ـوالي (‪ ،) 0.76( ،)0.80 ( ،) 0.62‬وه ــي تش ــير إل ــى أن أكب ــر ت ــأثير للبرن ــامج ك ــان عل ــى بع ــد‬
‫االندفاعية‪ ،‬يليه بد النشاط الزائد‪ ،‬ثم بعد تشتت االنتباه‪ .‬وممـا سـبق يتضـح انخفـاض االعـراض االساسـية الضـطراب النشـاط‬
‫الزائد لدى أطفال المجموعة التجريبية عنه لدى أطفال المجموعـة الضـابطة‪ ،‬علـى جميـع أبعـاد مقيـاس النشـاط ال ازئـد والدرجـة‬
‫الكلية للمقياس‪ ،‬بعد تطبيق البرنامج التدريبي الحالي‪ ،‬لصالح أطفال المجموعة التجريبية‪ ،‬مما يؤكد صحة هذا الفرض‪.‬‬
‫الفرض الثالث ونتائجه‪:‬‬
‫هل هناك فروق دالة احصائياً بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين (البعدي‪ -‬التتبعي) على ابعاد‬
‫مقياس النشاط الزائد والدرجة الكلية للمقياس من وجهة نظر المعلمات‪.‬‬
‫للتحقــق مــن صــحة هــذا الفــرض تــم تحليــل نتــائج أداء أطفــال المجموعــة التجريبيــة علــى مقيــاس النشــاط ال ازئــد لــدى أطفــال‬
‫الروضة المستخدم في هذه الدراسة في القياسين البعدي والتتبعي‪ ،‬ثم قامت الباحثة بما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬حساب المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والوسيط والمنوال‪.‬‬

‫‪ .2‬حســاب الفــروق بــين متوســطات درجــات أطفــال المجموعــة التجريبيــة فــي القياســين (البعــدي والتتبعــي) علــى ابعــاد مقيــاس‬
‫النشاط الزائد والدرجة الكلية للمقياس‪ ،‬باستخدام اختبار اختبار(ت) للعينات المترابطة ‪.‬‬
‫الجدول رقم( ‪)3‬‬
‫قيمة(ت) وداللة الفروق بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية على ابعاد مقياس النشاط الزائد والدرجة الكلية للمقياس‬
‫في القياسين البعدي والتتبعي (ن= ‪ 13‬لكل مجموعة)‬
‫مستوى الداللة‬ ‫قيمة (ت)‬ ‫التتبعي‬ ‫البعدي‬ ‫القياسات‬

‫ع‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫االبعاد‬
‫‪1.000‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪5.11‬‬ ‫‪28.20‬‬ ‫‪5.22‬‬ ‫‪28.20‬‬ ‫تشتت االنتباه‬

‫‪1.000‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪6.11‬‬ ‫‪28.70‬‬ ‫‪5.90‬‬ ‫‪28.70‬‬ ‫النشاط الزائد‬
‫‪0.591‬‬ ‫‪0.557‬‬ ‫‪7.62‬‬ ‫‪26.70‬‬ ‫‪7.55‬‬ ‫‪26.80‬‬ ‫االندفاعية‬
‫‪0.591‬‬ ‫‪0.557‬‬ ‫‪15.7‬‬ ‫‪83.60‬‬ ‫‪15.8‬‬ ‫‪83.70‬‬ ‫الدرجة الكلية‬
‫يتضح مـن الجـدول رقـم(‪ ) 3‬عـدم وجـود فـروق بـين متوسـطات درجـات المجموعـة التجريبيـة علـى ابعـاد مقيـاس النشـاط ال ازئـد‬
‫من وجهة نظر المعلمات‪ ،‬والدرجة الكليـة للمقيـاس فـي القياسـين(البعدي‪ -‬التتبعـي)‪ .‬ممـا يشـير إلـى اسـتمرار فاعليـة التـدريبي‬
‫المستخدم في الدراسة الحالية‪ ،‬ويؤكد صحة هذا الفرض‪.‬‬
‫مناقشة وتفسير النتائج ‪:‬‬
‫هــدفت الد ارســة الحاليــة إلــى التأكــد مــن مــدى فاعليــة برنــامج تــدريبي فــي تخفيــف وخفــض األع ـراض األساســية مــن اضــطراب‬
‫النشاط ال ازئـد لـدى أطفـال الروضـة‪ .‬وقـد بينـت نتـائج التحليـل اإلحصـائي للبيانـات عـن فاعليـة البرنـامج المسـتخدم فـي خفـض‬
‫أعـراض النشــاط ال ازئــد ونقــص االنتبــاه واالندفاعيــة‪ ،‬وذلــك مــن خــالل حســاب الفــروق بــين المتوســطات الحســابية واالنح ارفــات‬
‫المعياريــة لــدرجات أطفــال المجمــوعتين (التجريبيــة –الضــابطة) علــى مقيــاس النشــاط ال ازئــد مــن وجهــة نظــر المعلمــات‪ ،‬فــي‬
‫القياسين القبلي والبعدي‪ .‬وفيما يلي مناقشة وتفسير لنتائج فروض الدراسة الحالية ‪:‬‬
‫مناقشة وتفسير نتائج الفرض األول‪:‬‬
‫تشـير نتـائج هـذا الفـرض إلـى انخفـاض درجـة النشـاط ال ازئــد لـدى أطفـال المجموعـة التجريبيـة بعـد تعرضـهم لجلسـات البرنــامج‬
‫التدريبي‪ ،‬و يمكن تفسير هذه النتيجة في ضـوء األسـاليب والفنيـات واالسـتراتيجيات االرشـادية التـي اسـتخدمتها الباحثـة خـالل‬
‫البرنامج المستخدم مثل‪ :‬النمذجه‪ ،‬والتعزيز‪ ،‬لعب الدور‪ ،‬والواجبات المنزلية‪ .‬والتـي لـم يألفهـا أطفـال المجموعـة التجريبيـة مـن‬
‫قبـل‪ ،‬حيـث ســاع دت فنيـة لعـب االدوار فــي مسـاعدة هـؤالء األطفــال علـى ضـبط ســلوكهم‪ ،‬حيـث قـاموا بتمثيــل بعـض المواقــف‬
‫واألدوار‪ ،‬ومــن ثــم تقــديم التغذيــة الراجعــة المناســبة لهــم لتحديــد الســلوكيات الســوية المرغــوب فيهــا‪ ،‬وغيــر الســوية التــي يجــب‬
‫االبتعاد عنها‪ ،‬وبالتالي ساعدت هذه الفنيـة علـى زيـاد وعـي األطفـال وادراكهـم لمشـكالتهم ومحاولـة تعلـم السـلوك السـوي‪ .‬كمـا‬
‫ساعدت فنية النمذجة اطفال المجموعة التجريبية على مشاهدة نماذج السلوك السوي من خالل عرض مقاطع فيديو والصور‬

‫التــي تبــين لهــم الســلوكيات المرغوبــة والســوية‪ .‬وقــد اشــارت نتــائج د ارســة )‪ (Copeland&Weissbord,2002‬أن األطفــال‬
‫ذوي النشــاط ال ازئــد أكثــر اســتجابة لتعليمــات النمــوذج مــن األطفــال العــاديين‪ .‬كمــا ســاعدت فنيــة التعزيــز (المــادي‪ ،‬الرمــزي‪،‬‬
‫الغذائي ) المتكرر خالل الجلسات ادى الى شعور األطفال بالنجـاح ممـا دفعهـم الـى محاولـة اظهـار السـلوكيات المقبولـة مـن‬
‫اجــل المحافظــة علــى فــرص النجــاح‪ ،‬وبالتــالي الحصــول علــى التعزيــز‪ .‬وتتفــق نتيجــة هــذا الفــرض مــع مــا توصــلت لــه نتــائج‬
‫دراسة كل من‪ :‬منال احمد عبد الحافظ(‪ ،)20002‬عبير النجار(‪ ،)2006‬منى محمد هبد(‪ ،)2009‬حسـين محمـد(‪،)2012‬‬
‫ختام عبد الحميد(‪.،)2013‬حنان القحطاني(‪.)2016‬‬
‫مناقشة وتفسير نتائج الفرض الثاني‪:‬‬

‫أشارت نتائج اختبار مان ويتني إلى وجود فروق دالة احصائياً عند مستوى داللة(‪ )0.05‬بين متوسطات درجـات أطفـال‬
‫المجمــوعتين (التجريبيــة – الضــابطة) لصــالح أطفــال المجموعــة التجريبيــة الــذين خضــعوا للبرنــامج التــدريبي‪ .‬حيــث أن اطفــال‬
‫المجموعــة التجريبيــة قــد أظهــروا تحســناً ملحوظ ـاً علــى ابعــاد تشــتت االنتبــاه والنشــاط ال ازئــد واالندفاعيــة لــديهم بعــد تطبيــق‬
‫البرنامج التدريبي‪ .‬وبالنظر إلى ما سبق يتضح أن التطور والتحسن في درجات مقيـاس النشـاط ال ازئـد لـدى أطفـال المجموعـة‬
‫التجريبية ويمكن يرجع إلى البرنامج التدريبي الذي تعرضوا له ‪ .‬ويمكن تفسير هذا التحسن في ضوء تدريب الباحثة لألطفال‬
‫علــى بعــض المهــارات االجتماعيــة التــي تشــير الكثيــر مــن الد ارســات إلــى وجــود قصــور بهــا لــدى األطفــال الــذين يعــانون مــن‬
‫النشاط الزائد كمهارة التواصل مع االخرين وحل المشكالت والسلوك االجتماعي‪ ،‬والتـي يسـتطيع مـن خاللهـا الطفـل التصـرف‬
‫بطريقة مقبولة اجتماعياً في مختلف المواقف التي يتعرض لها‪ .‬وتتفق نتيجة هذا الفرض مع ما توصلت إليه دراسة كل من‪:‬‬
‫منال احمـد عبـد الحفـظ(‪ ،)2002‬نـورة محمـد بـدوي(‪ ،)2005‬رضـا عبدالسـتار كشـك(‪ ،)2002‬حسـين محمـد(‪ ،)2012‬ختـام‬
‫حسين الطهراوي(‪ ،)2013‬حنان مبارك القحطاني(‪.)2016‬‬
‫مناقشة وتفسير نتائج الفرض الثالث‪:‬‬
‫تشــير النتــائج إلــى تحقــق هــذا الفــرض‪ ،‬حيــث لــم تختلــف درجــة النشــاط ال ازئــد لــدى أطفــال المجموعــة التجريبيــة فــي القياســين‬
‫البعدي والتتبعي‪ .‬ويمكن تفسير ذلك في ضوء المشـاركة الفعالـة لألطفـال فـي أداء األنشـطة المتنوعـة المقدمـة لهـم مـن خـالل‬
‫البرنامج التدريبي المستخدم في الدراسة الحاليـة‪ ،‬والـذي اتـاح لهـم فـرص التفاعـل أمـام بقيـة الـزمالء فـي المجموعـة مـن خـالل‬
‫توضيح أشكال التفاعل السوي الذي أكد على اهمية احترام النظم والقوانين المدرسية‪ ،‬وذلـك عـن طريـق التعـرف علـى اشـكال‬
‫النشاط الزائد واالبتعاد عنه‪ ،‬وممارسة السلوك السوي وابراز جوانبه االيجابية‪ ،‬كما أن البرنامج المستخدم شجع األطفال علـى‬
‫الترب على بعض المهارات واالستمرار في تطبيقها بشكل متكرر مما أدى إلى اكتسابهم لهـا ومـن ثـم تعميمهـا علـى المواقـف‬
‫التعليميــة والحياتيــة المختلفــة مثــل الضــبط الــذاتي واالســترخاء‪ .‬ممــا أدى إلــى أن انعكســت بشــكل ايجــابي فــي خفــض مظــاهر‬
‫اضــطراب النشــاط ال ازئــد‪ .‬وتتفــق هــذه النتيجــة مــع مــا توصــلت إليــه د ارســة كــل مــن‪ :‬رضــا عبدالســتار كشــك(‪ ،)2002‬عبيــر‬
‫النجار(‪ ،)2006‬منى محمد هبد(‪ ،)2009‬حسين محمد(‪ ،)2012‬ختام حسين الطهراوي(‪.)2016‬‬
‫التوصيات والمقترحات ‪:‬‬
‫فــي ضــوء مشــكلة الد ارســة الحاليــة وأهميتهــا‪ ،‬والنتــائج التــي توصــلت إليهــا‪ ،‬فــان الباحثــة تقــدم عــدداً مــن التوصــيات والبح ـوث‬
‫المقترحة التي يمكن االستفادة منها في مجال االرشاد التربوي والنفسي لألطفال‪ ،‬والتي تتلخص في فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬تطبيق البرنامج الذي اعدته الباحثة في رياض األطفال بمدينة بنغازي‪.‬‬
‫‪ .2‬تطبيق البرنامج الحالي من قبـل االخصـائيين النفسـيين واالجتمـاعيين فـي المـدارس االبتدائيـة للتخفيـف مـن اعـ ارض‬
‫النشاط الزائد وتشتت االنتباه‪.‬‬
‫‪ .3‬تنظـيم دورات تدريبيــة للمعلمـات واوليــاء أمـور األطفــال حـول كيفيــة الحـد مــن أعـراض النشــاط ال ازئـد وتشــتت االنتبــاه‬
‫واالندفاعية لدى األطفال خاصة أطفال مرحلة الروضة للوصول بهم إلى النمو السوي‪.‬‬
‫‪ .4‬عقد ندوات وحلقات نقاش تلفزيونية للتوعية باآلثار السلبية للنشاط الزائد المصحوب بتشتت االنتباه‪.‬‬
‫‪ .5‬فاعلية التعلم بالنموذج في خفض اعراض اضطراب النشاط الزائد لدى أطفال الروضة‪.‬‬
‫‪ .6‬فاعلية برنامج ارشادي في خفض النشاط الزائد لدى األطفال الصم وضعاف السمع‪.‬‬
‫المراجع العربية‬
‫أوالً‪ /‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬أحمد إسماعيل ‪ ،‬إبتهاج طلبة (‪ ،)2007‬إدارة رياض األطفال ‪ ،‬زهراء الشرق للنشر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .2‬اســامة فــاروق مصــطفى(‪ ،)2011‬مــدخل الــى االضــطرابات الســلوكية واالنفعاليــة‪ ،‬ط(‪ ،)10‬دار المســيرة للنشــر‪ ،‬عمــان‬
‫األردن‪.‬‬
‫‪ .3‬السيد عبدالقادر الشريف (‪ ،)2004‬التنشئة االجتماعية للطفل العربي في عصر العولمة‪ ،‬ط (‪ ،)2‬دار الفكـر العربـي ‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ .4‬بط ــرس ح ــافظ بط ــرس(‪ ،)2010‬تع ــديل وبن ــاء س ــلوك االطفال(المش ــكالت النفس ــية وعالجه ــا) ‪ ،‬ط(‪ ، )1‬دار المس ــير‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬االردن‪.‬‬
‫‪ .5‬حامد عبد السالم زهران (‪ ، )2000‬التوجيه واإلرشاد ‪ ،‬ط(‪ ، )3‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ .6‬سامي محمد ملحم(‪،)2010‬مشكالت طفل الروضة‪ -‬االسس النظرية والتشخيصية‪ ،‬ط(‪ ،)2‬دار الفكر‪ ،‬االردن‪.‬‬
‫‪ .7‬سامي محمد ملحم(‪ ،)2007‬االسس النفسية للنمو في الطفولة المبكرة‪ ،‬ط(‪ ،)1‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .8‬صالح الداهري(‪ ،)2008‬اضطراب نقص االنتباه المصحوب بالنشاط الزائد‪ ،‬مكتبة االنجلو‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .9‬طه عبد المنعم حسين(‪ ،)2010‬الصحة النفسية ومشكالتها لدى األطفال‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .10‬عبدالمنعم الميالدي(‪ ،)2004‬مشاكل نفسية تواجه الطفل‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ .11‬عبدالعزيز ابراهيم سليم(‪ ،)2011‬االضطرابات النفسية لدى األطفال‪ ،‬دار المسيرة للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪.‬‬
‫‪ .12‬عبير عبد الحليم النجار(‪ ،)2008‬اضطراب نقص االنتباه وفرط النشاط والدراما االبداعية فـي ريـاض األطفـال‪ ،‬ط(‪،)1‬‬
‫مكتبة االنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .13‬عثمان لبيب فراج(‪ ،)2002‬االعاقات الذهنية في مرحلة الطفولة‪ ،‬المجلس االعلى للطفولة والتنمية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .14‬كمـال ســالم سيســالم(‪ ،)2001‬اضــطرابات قصـور االنتبــاه والحركــة المفرطــة‪ ،‬خصائصـها واســبابها واســاليب معالجتهــا‪، ،‬‬
‫ط(‪ ،)2‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬االمارات‪.‬‬
‫‪ .15‬كريمان بدير(‪ ،)2008‬تقويم نمو الطفل‪ ،‬ط(‪ ،)1‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .16‬كلير فهيم (‪ ،)2005‬األمومة واشباع الحاجات النفسية لألبناء ‪ ،‬ط (‪ ، )1‬مكتبة األنجلو المصرية ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .17‬خالد سعيد القاضي(‪ ،)2011‬تعديل سلوك األطفال ذوي اضطراب نقص االنتباه وفرط النشاط‪ -‬دليل عملي للوالدين‬
‫والمعلمين‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط(‪ ،)1‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .18‬مشيرة عبدالحميد اليوسفي(‪ ،)2007‬النشاط الزائد لدى األطفال‪ ،‬ط(‪ ،)2‬المركز الجامعي الحديث‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .19‬مجدي محمد الدسوقي(‪ ،)2006‬فاعلية برنامج ارشادي في تخفيف حدة اضطراب نقص االنتباه المصحوب بالنشاط‬
‫الزائد لدى عينة من االطفال المتخلفين عقلياً القابلين للتعلم‪ ،‬دراسات نفسية في الصحة النفسية‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬مكتبة‬
‫االنجلو ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫ثانياُ‪ /‬الدوريات‬
‫‪ .1‬أحمــد مجــاور عبــد الفهــيم(‪ ،)2012‬فاعليــة برنــامج معرفــي ســلوكي فــي خفــض اضــطراب االنتبــاه لــدى عينــة مــن أطفــال‬
‫المرحلة االبتدائية‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬العدد(‪ ،)36‬الجزء(‪ ،)1‬ص ‪.147-112‬‬
‫‪ .2‬حسـين محمـد(‪ ،) 2012‬فاعليـة برنـامج عالجـي سـلوكي باسـتخدام دمـج فنيتـي نظـام النقـاط مـع العقـود لمسـاعدة القــائمين‬
‫علــى رعايــة أطفــال ‪ ADHD‬واث ـره علــى تنميــة االنتبــاه وخفــض النشــاط ال ازئــد عنــد االطفــال‪ ،‬مجلــة كليــة التربيــة‪ ،‬جامعــة‬
‫بنها‪ ،‬العدد(‪ ،)92‬ص ‪.)315-247‬‬
‫‪ .3‬حنــان مبــارك القحطــاني(‪ ،)2016‬فاعليــة برنــامج قــائم علــى االلعــاب الصــغيرة فــي تحســين بعــض القــدرات الحركيــة لــدى‬
‫عينة من أطفال الروضة المصابين بفرط الحركة‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة االزهر‪ ،‬العدد(‪ ،)169‬الجزء الثالث‪ ،‬لسـنة‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ .4‬منى حسين عثمان(‪ ،)2011‬نسبة انتشار عوامل الخطورة الضطراب فرط الحركة ونقص االنتباه لدى أطفال المدارس‪،‬‬
‫دراسات في الطفولة‪ ،‬العدد(‪.)45‬‬
‫‪ .5‬ماريان معوض(‪ ،)2011‬فعالية برنامج تدريبي قائم على التعليم الشرطي في خفض اضطراب النشاط الزائد المصحوب‬
‫بقصور االنتباه لدى األطفال‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة بور سعيد‪ ،‬العدد(‪ ،)10‬ص ‪854 -821‬‬
‫‪ .6‬معصومة احمد ابراهيم(‪ ،)2003‬اضطراب عجز االنتباه وفرط الحركة وعالقتها ببعض المتغيرات الديموجرافية وسـمات‬
‫الشخصية‪ ،‬دراسات عربية في علم النفس‪ ،‬المجلد(‪ ،)2‬العدد(‪ ،)2‬ص ‪.56-11‬‬

‫‪ .7‬منى محمد هبد(‪ ،)2009‬اضطراب ضعف االنتباه المصحوب بفرط الحركة بين أطفال الروضة بين التشخيص‬
‫والتعديل‪ ،‬مجلة دراسات الطفولة‪ ،‬جامعة عسين شمس‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ /‬الرسائل العلمية‪:‬‬
‫‪ .1‬رضا عبدالستار كشك(‪ ،) 2002‬فعالية برنامج ارشادي في خفـض النشـاط ال ازئـد لـدى أطفـال الروضـة‪ ،‬رسـالة ماجسـتير‬
‫غير منشورة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة الزقازيق‪.‬‬
‫‪ .2‬ختام حسين الطهراوي(‪ ،)2013‬فاعلية برنامج ارشادي للتخفيف من اعراض نقص االنتبـاه والنشـاط ال ازئـد لـدى أطفـال‬
‫الروضة‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬الجامعة االسالمية‪ ،‬غزة‪.‬‬
‫‪ .3‬ســامية موســى اب ـراهيم(‪ ،)2002‬اضــطراب النشــاط ال ازئــد وعالقتــه بــبعض المتغي ـرات األســرية‪ ،‬رســالة ماجســتير ‪ ،‬مجلــة‬
‫القراءة والمعرفة‪ ،‬العدد(‪ ،)7‬ص ‪.132 -106‬‬
‫‪ .4‬سامية مختار شهبو (‪ ، )2007‬فعالية برنامج يستخدم أسلوب حـل المشـكالت االجتماعيـة فـي خفـض السـلوك العـدواني‬
‫لطفل الروضة ‪ ،‬دكتوراه ‪ ،‬معهد الدراسات العليا للطفولة ‪ ،‬جامعة عين شمس ‪.‬‬
‫‪ .5‬ســحر احمــد الخشــومي(‪ ،)2002‬صــعوبات الــتعلم بــين الواقــع والمــأمول‪ ،‬المــؤتمر العلمــي لكليــة التربيــة بجامعــة بنهــا‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ .6‬محمد مقداد(‪ ،) 2006‬التكفل باألطفال الذين يعانون اضطراب عجز االنتباه مع فرط الحركة في تنمية الموارد البشـرية‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة فرحات العباس‪ ،‬سطيف الجزائر‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪ .7‬محاســن مهــدي الحســين(‪ ،)2015‬اضــطراب فــرط الحركــة وتشــتت االنتبــاه وعالقتــه بأســاليب المعاملــة الوالديــة (د ارســة‬
‫وصفية)‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬كلية التربية‪.‬‬
‫‪ .8‬ميساء يوسف مكي (‪ ،)2011‬برنامج إرشادي لتخفيف السلوك المشكل لدى طفل الروضة بالمجتمع السـعودي ‪ ،‬رسـالة‬
‫دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية رياض األطفال‪ ،‬جامعة القاهرة ‪.‬‬
‫‪ .9‬منال أحمد عبـد الحـافظ(‪ ،) 2002‬فاعليـة العـالج باللعـب فـي خفـض النشـاط ال ازئـد لـدى أطفـال مـا قبـل المدرسـة‪ ،‬رسـالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة عين شمس‪.‬‬
‫‪ .10‬محفوظــة بنــت ســالم(‪ ،) 2014‬فاعليــة برنــامج ارشــادي فــي خفــض النشــاط ال ازئــد لــدى طلبــة الحلقــة االولــى مــن التعلــيم‬
‫االساسي في سلطنة عمـان‪ ،‬رسـالة ماجسـتير غيـر منشـورة‪ ،‬جامعـة نـزوى‪ ،‬كليـة العلـوم واآلداب‪ ،‬قسـم التربيـة والد ارسـات‬
‫االنسانية‪.‬‬
‫‪ .11‬نورة محمد بـوري(‪ ،)2005‬برنـامج ارشـادي لتنميـة السـلوك التـوافقي لـدى ذوي النشـاط ال ازئـد وقصـور االنتبـاه مـن أطفـال‬
‫الروضة‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬معهد الدراسات والبحوث التربوية‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫رابعاً‪ /‬المراجع االجنبية‬
‫‪1. Karla. I," Understanting Attention- Deficit/ Hyperactivity Disorder Through a Exploration‬‬
‫‪of "Family Environment. Ph.D.(UNPBLISHED), University of South Carolina.‬‬
‫‪2. Losapio,G(2010). Children with attention deficit hyperactivity disorder: treatment methods‬‬
‫‪and parental perception. Ph.D.(Unpublished). St. John,s University, New York‬‬

‫خامساً‪ /‬مواقع انترنت‪:‬‬
‫‪ .1‬محمود طافش(‪،)2013‬اهمية الروضة لبناء شخصية الطفل‪. www.fafash.SU/malakat ،‬‬

‫‪www.noors.moe-sa .2‬‬

Translating Colour Terms

Yasir A, Taha
University of Benghazi
Faculty of Languages
Translation Department
‫ملخص البحث‬
‫ فالكتاب والمتحدثون في كل اللغات يستخدمون المصطلحات اللونية في كتاباتهم‬.‫العالم الذي نعيش فيه مليء باأللوان‬
‫ فاأللوان تلعب دو ار أساسيا في حياتنا حيث أنها قد تجعلنا نغير‬.‫ومحادثاتهم اليومية للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم‬
‫ المصطلحات اللونية هي غالبا من نتاج الثقافة فالشعوب التي هي من‬.‫أفكارنا ونغير أفعالنا وتدفعنا للقيام بردة فعل‬
‫ فالشعوب المختلفة ثقافيا قد يكون لديها‬.‫ثقافات مختلفة ألن معانيها ودالالتها تختلف من شعب آلخر ومن ثقافة ألخرى‬
.‫فهما مختلفا فيما يتعلق بنفس اللون أو ربما تستخدمه بطريقة مختلفة‬
‫ لذلك فإن هذه الدراسة تحاول أن تدرس المعاني المختلفة لأللوان في‬.‫األلوان لها معاني مختلفة في الثقافات المختلفة‬
.‫ فمن المهم بالنسبة للمترجم أن يفهم تأثير األلوان في التواصل اللغوي‬.‫كل من الثقافة العربية واالنجليزية‬
‫ فكل لون له معاني و إيحاءت ثقافية‬.‫تهدف هذه الدراسة الى البحث في ظاهرة المصطلحات اللونية في اللغة االنجليزية‬
‫ وتحاول الد ارسة‬.‫مختلفة في كل ثقافة لذلك من الضروري أن نفهم هذه المعاني األيحائية وتأثيرها في التواصل األنساني‬
‫ كما تقدم الدراسة‬.‫أن تسلط الضوء على جوهر المصطلحات اللونية وتعريفتها وأنواعها واستخداماتها ومعانيها المختلفة‬
.‫أمثلة شاملة عن المصطلحات اللونية في اللغة االنجليزية وكيفية ترجمتها الى العربية‬
Abstract
The world we live in is full of colours. Writers and speakers in all languages use colour terms
in their everyday writings and conversations to express their ideas and feelings. Colours play
a vital role in our life. They are powerful means of communication because they can sway our
thinking, change actions, and cause reactions. Colour terms are often a product of culture
since their meanings and denotation vary from one people to another and from done culture to
another. Peoples of different cultures may have different understanding about the same colour
or may use it differently.
Colors have different meanings in different cultures. Thus, this paper tries to study the
different meanings of colors in both English and Arabic cultures. It is very important for the
translator to understand the impact of colors in language communication.
This study aims at investigating the phenomenon of colour terms in English. Every color has
different meanings and connotations in each culture. Therefore, it is necessary to understand these
connotations and their impact on human’s communication. The study tries shed light on the essence of
colour terms, definitions types, their uses and their different meanings. It also provides an extensive
exemplification about colour terms in English and their translation into Arabic

I. Translating Cultural Bound Expressions

Transferability of cultures has been the focus of scholarly attention for a long time, for its importance
in cultural exchange. According to Nida (1969)1 “One does not translate LANGUAGES, one translates
CULTURES”.
Vermeer (1989)2 talks about Skopos Theory which is a technical term refers to the
purpose or aim of a translation. In this theory, the translator is the one who decides the
function of the SLT because it is he who would be referred to when dealing with the
translations. Vermeer states that the TT is bound to the TL culture in the same way as the ST
is bound to the SL culture. Intertextual coherence in the TT should match that of the ST. That
is the function of the TT should be similar to the function of the ST.
Nida (1964)3 talked of Cultural Translation. He believed that differences between cultures
may cause more complications for the translator than do differences in languages. Regarding
the translation of cultural elements he paid more attention to dynamic equivalence which tries
to relate the receptor to modes of behavior relevant to the context of his own culture. To him
this method is more tangible for TL reader.
Venuti in his book The Translator's Invisibility: A History of Translation in (1995)4 introduced the
strategies of Domestication and Foreignization to the field of translation studies in order to help
translators dealing with cultural aspects.
a. Foreignization: Keeping the SL cultural elements without any change. It may provide explanation
of the cultural terms and translating idiomatic expressions literally without making adjustments. It is
the strategy of retaining the information of the ST and it may involve breaking the conventions of the
TL to preserve the SL text meaning.
His hair turned grey. .‫أصبح شعره رماديا‬

All roads lead to Rome. .‫كل الطرق تؤدي الى روما‬
His face is as black as ink. .‫وجهه أسود كالحبر‬
He returned empty-handed. .‫رجع بيدين فارغتين‬
b. Domestication: Making the SL cultural elements understandable to the TL readers by replacing

them by cultural elements of the TL through: finding cultural equivalent, adding additional
information to explain the SL cultural expression or clarifying the significance of the idiomatic
expression or eliminating the odd elements that may cause problems of understanding to the TL
readers. It is the strategy of making TL text closely conform to the TL culture even if there is loss of
information from the ST.
His hair turned grey. .‫واشتعل الرأس شيبا‬

All roads lead to Rome. ‫كل الطرق تؤدي الى مكة‬
His face is as black as ink. .‫وجهه أسود كالفحم‬
He returned empty-handed. .‫رجع بخفي حنين‬
II. Color Terms

Like any other language, English uses color terms to describe the nature, the life, the people and the
feelings. Colors have special linguistic function and symbolic connotations. Thus, translating color
1
Nida, E & Taber, C (1969) The Theory and Practice of Translation. Leiden: E . J Brill.
2
Vermeer, H. (1989) Skopos and Commission in Translational action. In Chesterman (1989)
3
Nida, E.A., (1964). Toward a Science of Translating, Leiden: E:J.Bril
4
Venuti, L (1995) The Translator's Invisibility. A History of Translation London: Routledge.

terms from English into Arabic and vice versa may cause a problem since the two languages use some
colors differently. (Berlin: 1969)1
Meaning and symbols of color terms differ from one language to another because of
the differences in cultures. Therefore, in translation, the most important is to break the
cultural barriers and convey the source cultural message faithfully and effectively. (ibid)
Nadia (2014)2 states that cultural connotations of color terms in English and Arabic may not always
be the same. They sometimes have different reference due to differences in customs, religions and
beliefs. Color terms have emotive function because they show the feeling as in the following example:
"He felt as if his head were spinning and his eyes swam before a kaleidoscope of red, yellow, black,
shiny, square, cylindrical, leaping, dancing, shapes."
Translating color terms is not an easy task since they have different designations in English and
Arabic. Therefore, it becomes necessary for a translator to know the connotation of each color. There
are sub-colors that are derived from the noun flower such as: pink, grey, violet, rosy, maroon, lilac and
vermilion.
Her face went pink.

His hair turned gray.
Magi has a maroon hair.
Girls prefer vermilion color.
The poor girl sat with rosy cheeks.
She wears a beautiful violet dress.
The woman was wearing a lilac blouse.
The language of literature such as stories, novels, poetry is often rich with color terms. Color terms
provide the story or the novel or the poem with an emotive colouring effect. They color the language
and make it more beautiful. Writers or poets use color terms heavily to color their writings and fill
them with live and expressive pictures. Consider the following examples:
Roses are red ‫الورود حمراء‬
violets are blue ‫وأزهار البنفسج زرقاء‬
sugar is sweet ‫والسكر حلو المذاق‬
and so are you ‫وكذلك أنت‬
The sun wouldn't be red, ‫ما كان للشمس أن تكون حمراء‬

the sea wouldn't be blue, ‫وما كان للبحر أن يكون أزرقا‬
the stars wouldn't be bright, ‫وما كان للنجوم أن تكون بيضاء‬
and I wouldn't be happy without you ‫ولوالك ما كانت ألن أكون سعيدا‬
III. Basic Color Terms

English contains 11 basic color terms namely black, white, red, green, yellow, blue, brown,
orange, pink, purple, and gray. However, a color term can be a single lexeme or compound
lexeme. Mono-lexemic color words are those composed of individual lexemes such as red,
blue, etc. while compound color words are those make use of adjectives with colors such as:
1
Berlin, B. (1969) Basic Colour Terms. London: Routledge.
2
Nadia Ilyas (2014) The Meaning of Colour Idioms.

light brown, sea green or yellow-green. Colors usually color our life. They are used in
communication to give flavor and arouse feelings. Each color has connotations. Let’s
consider each color and its designations. )Berlin:1969)1
Black is associated with power, elegance, formality, death, evil, and mystery, fear and the
unknown. Black denotes strength and authority. It is considered a formal, elegant, and
prestigious color. A black suit or dress can make you look thinner. It also has negative
connotations.
She gave me a black look. .‫ بغضب‬/ ‫نظرت إلي نظرة غضب‬
I want black coffee, please. .‫من فضلك أريد قهوة من دون سكر‬
She is practicing the black art. .‫ السحر‬/ ‫هي تمارس الشعوذة‬
Bob is infected with black vomit. .‫بوب مصاب بمرض الحمى الصفراء‬
It was a black day for the family. .‫كان يوما حزينا بانسبة للعائلة‬
Jack is the black sheep of the family. .‫جاك هو االبن العاق في العائلة‬
The company put him on the black list. .‫الشركة أدرجت اسمه في القائمة السوداء‬
There was a big black spot on the wall. .‫كان هنالك بقعة سوداء كبية على الجدار‬
The workers covered the roads with black top. .‫ االسفلت‬/ ‫كسا العمال الطريق بالقطران‬
Black widow is a very poisonous type of spider. .‫األرملة السوداء نوع سام جدا من العناكب‬
The whole house was pitch black, and very quiet. .‫كان البيت مظلما تماما ويعمه السكون‬
This case is not as black and white as you think! .‫هذه القضية ليس سهلة كما تظن‬
Bob had a quarrel and came home with a black eye. .‫تشاجر بوب وعاد الى البيت وعينه سوداء‬
The goods are double the price on the black market!
.‫تباع البضائع بضعف سعرها في السوق السوداء‬
John’s face was black and blue after the boxing match.
.‫كان وجه جون مليئا بالكدمات بعد نزال المالكمة‬
We had a black out last night and the city was as black as night.
.‫ليلة أمس كان هنالك إطفاء تام للكهرباء والمدينة كانت كالليل المظلم‬
When he fell on the ground, he banged his head and blacked out.
.‫عندما سقط على األرض ارتطم رأسه باألرض وأغمي عليه‬
The Black Death (plague) killed many people in Europe in the 14th century.
.‫قتل الطاعون الكثير من الناس في أوربا في القرن الربع عشر‬
After the scandal, he was blackballed (ostracized) by the people of the society.
. ‫بعد الفضيحة نبذه أبناء المجتمع‬
My hands and clothes were as black as a skillet, after I cleaned the garage!
.‫كانت يداي ومالبسي سوداء كالفحم بعد أن نظفت المرآب‬
She told me not to tell lies and she lies, but that’s like the pot calling the kettle black.
.‫تعظني بعدم الكذب وهي تكذب لكن ذلك كقول القدر ألبريق الشاي أنت أسود‬
The company has been in the black ever since the new CEO took over, and reformed it.
.‫الشركة بدأت تدر أرباحا منذ أن استلمها المدير الجديد وأجرى فيها إصالحات‬
1 Berlin, B. (1969) Basic Colour Terms. London: Routledge.

White is associated with light, goodness, innocence safety, cleanliness and purity. It is
considered to be the color of perfection. It usually has a positive connotation. It is associated
with coolness and cleanliness because it's the color of snow. Angels are usually imagined
wearing white clothes. White is associated with hospitals, doctors, and sterility (ibid).1
White collar jobs are boring. .‫الوظائف المكتبية مملة‬
Jack is a white-livered man. .‫جاك رجل جبان‬
Believe me! It was a white lie. .‫صدقني لقد كانت كبة بيضاء‬
Her face was white with fear/anger. .‫الغضب‬/‫إصفر وجهه من الخوف‬
Have you read the story of “Snow white”? ‫هل قرأت قصة بياض الثلج؟‬
The girl in infected with the white plague. .)‫الفتاة المسكينة مصابة بمرض التدرن الرئوي (داء السل‬
When I was in Britain I visited the White hall. .‫عندما كنت في بريطانيا زرت المقرات الحكومية‬
Discrimination between the black and the white. .‫التفرقة العنصرية بين السود والبيض‬
Look at those beautiful white horses in the sea. .‫انظر الى تلك الموجات البحرية الجميلة في البحر‬
The enemy surrendered and raised the white flag. .‫استسلم العدو ورفع الراية البيضاء‬
The girl has a white-hot passion towards her teacher. .‫الفتاة لديها حب شديد تجاه أستاذها‬
The boy has a tumour in the white matter of the brain.

.‫الولد لديه ورم سرطاني في المادة البيضاء للدماغ‬
Anti-war activists protested in front of the White House.

.‫تضاهر الناشطون المناهضون للحرب امام البيت األبيض‬
What’s wrong with you Harold? You’re as white as a sheet.

.‫ماذا بك يا هارولد؟ تبدو شاحبا كالورقة البيضاء‬
Investigators are accused of whitewashing the president’s corruption.

.‫ بتبيض صفحة الرئيس‬/ ‫المحققون متهمون بتبرئة الرئيس من تهم الفساد‬
The president is accused of trying to whitewash his wife scandal over charity pay-outs.
.‫الرئيس متهم بمحاولة تبرئة زوجته من فضيحة أموال الجمعيات الخيرية‬
My mum bought a new CD player for me, but it’s a white elephant.
.‫اشترت لي أمي جهاز تشغيل األقراص لكنه عديم الفائدة‬
I didn’t think the movie was that scary, but my sister was as white as a ghost!
.‫ال أعتقد أن الفيلم كان مرعبا لكن أختي إصفر وجهها من الخوف‬
Oh masters of Mecca! This white ant has defeated you and curbed your snobbery.
.‫يا سادة مكة هذه األرضة هزمتكم وأذلت كبريائكم‬
Red is the color of blood, energy, war, danger, strength, power, determination, passion,
desire, and love. It is a very emotional. It enhances human metabolism, increases respiration
1 Berlin, B. (1969) Basic Colour Terms. London: Routledge.

rate, and raises blood pressure. It has very high visibility and this is the reason for using at in
stop signs, stoplights, red buttons, red alert and fire equipment (ibid). 1
She went red when she saw her teacher. .‫إحمر وجهها خجال عندما رأت أستاذها‬
She was wearing a beautiful blood red dress. .‫كانت ترتدي فستانا أحمرا بلون الدم‬
Tom was caught red-handed taking the money. .‫أعتقل توم متلبسا وهو يأخذ النقود‬
Hearing his ex-wife’s name, was like a red rag to a bull.
.‫مجرد سماع اسم زوجته السابقة كان كالتلويح بخرقة حمراء في وجه ثور‬
John saw red when he heard someone shouting at his mother.
.‫جن جنون جون عندما سمع أحدهم يصرخ في وجه أمه‬
I could see my son up on the stage, his little face was beet red!
.‫يمكنني أن أرى ولدي على خشبة المسرح وقد أصبح وجهه أحمر كالبنجر‬
He drew more money than he had in his account. He is in the red.
.‫ لذلك هو مدين للمصرف‬.‫لقد سحب نقودا أكثر مما في حسابه‬
The witness was just a red herring. He was just wasting our time.
.‫ وكان فقط يضيع وقتنا‬.‫كان الشاهد يسرد أمورا جانبية‬
The new video game was red-hot and the fans were eager to get it!
.‫كانت لعبة الفيديو الجديدة مثيرة جدا لذلك كان الجمهور متلهفا للحصول عليها‬
I went red in the face when the teacher told me off in front of the students!
.‫شعرت باالحراج عندما طردني االستاذ أمام الطالب‬
The referee held up the red card and fired the player out of the playing field.
.‫رفع الحكم البطاقة الحمراء وطرد الالعب من الملعب‬
We had to catch the red-eye flight last night, and I’m completely exhausted now.
.‫كان علينا أن نسافر بالرحلة التي تنطلق بعد منتصف الليل وتصل صباحا لذك أنا اآلن منهك من التعب‬
Our company is finally out of the red now. We’ve managed to pay back our loan.
.‫وأخيرا تعافت شركتنا وتمكنا من تسديد القرض الذي اقترضناه من المصرف‬
The fallen trees along the road raised a red flag for the safety inspectors.
.‫االشجار المتساقطة على طول الطريق عالمة دالة على الخطر بالنسبة للمراقبين‬
The day I graduated was a red-letter day for my mum, she still talks about!
.‫كان يوم تخرجي يوما الينسى بالنسبة لوالدتي وهي ال تزال تتحدث عنه‬
I want to start my own business, but the amount of red tape involved is so frustrating.
.‫أريد أن أبدأ بتأسيس شركة خاصة بي لكن الروتين الممل ( البيروقراطية) مخيب للآلمال‬
When I had a minor heart attack last year, I saw the red light of danger.
.‫عندما أصبت بنوبة قلبية خفيفة في السنة الماضية أيقنت أن هذا إنذار بالخطر‬
We decided to take the children and paint the town red this weekend.
.‫قررنا أن نصحب األوالد ونحتفل ونستمتع في عطلة نهاية االسبوع‬
Blue is the color of the sky and sea. It is often associated with depth and stability. It symbolizes trust,
loyalty, wisdom, confidence, intelligence, faith, truth, heaven, piety and sincerity. It also indicates
nobleness and high rank (aristocratic).
I feel blue. .‫أشعر بالتعاسة‬

Sarah is a bluestocking woman. .‫سارة امرة مثقفة‬
Michael is a blue-blooded man. .‫ من أسرة نبيلة‬/ ‫مايكل رجل نبيل‬
He visits me once in a blue moon. .‫نادرا ما يزورني‬
She began to scream blue murder. .‫بدأت تصرخ بصوت عال‬
The Arab governments ban blue movies. .‫الحكومات العربية تمنع عرض األفالم االباحية‬
The boy was blue with cold and shivering. .‫أزرق الولد من البرد وكان يرتجف‬
Sarah talks a blue streak. I can’t follow her. .‫سارة تتحدث كثيرا و بسرعة وال أستطيع مجاراتها‬
Men in blue spread in our neighbourhood last night. .‫انتشرت الشرطة في حينا ليلة أمس‬
I kept trying to convince him until I was blue in the face. .‫حاولت كثيرا كي اقنعه ولكن دون جدوى‬
1 Berlin, B. (1969) Basic Colour Terms. London. Routledge.

Many of the blue bloods in our town were invited to the royal wedding.
.‫الكثير من كريمي النسب (النبالء) في مدينتنا كانوا مدعويين الى العرس الملكي‬
A blue ribbon panel of experts will investigate the extraordinary remains.
.‫فريق مميز من الخبراء سوف يدرسون اآلثار الرائعة‬
Sarah called me out of the blue yesterday, and told me she’s coming to visit me!
.‫اتصلت بي فجأة يوم أمس أخبرتني بأنها ستزورني‬
George is such a blue-eyed boy! The manager always treats him as if he is special.
.‫جورج فتى مميز فامدير دائما يعامله على أنه شخص مميز‬
It was a complete bolt from the blue for us, the divorce of the manager and his wife.
.‫طالق المدير وزوجته أمر لم نكن نتوقعه أبدا‬
Reports about bad treatment of refugees had been blue-penciled by the authorities.
.‫التقارير التي تتحدث عن سوء معاملة الالجئين تم تجاهلها من قبل السلطات الحكومية‬
Yellow is the color of sunshine. It is associated with joy, happiness, intellect, and energy. It
produces a warming effect, arouses cheerfulness, stimulates mental activity, and generates
muscle energy. Yellow is often associated with food. It indicates honor and loyalty. Later the
meaning of yellow was connected with cowardice. Yellow color evokes pleasant and cheerful
feelings. It is very effective for attracting attention.
Sam is a yellow dog. .‫سام شخص حقير‬

Chinese are yellow race. .‫الصينيون هم من شعوب العرق األصفر‬
Steve is yellow-bellied man. .‫ستيف رجل جبان‬
Yellow journalism publishes scandals news. .‫الصحافة الصفراء تنشر أخبار الفضائح‬
.‫إنه جبان وال يستطيع الصمود ولو لدقيقة‬
He is a yellow-bellied, and can’t resist for a moment!
Green is the color of nature. It symbolizes growth, harmony, freshness, and fertility. It is also
associated with safety and money. Sometimes it denotes lack of experience, growth and hope.
Helen is a greenhorn girl. .‫هيلين فتاة قليلة الخبرة‬
Would you like green tea? ‫أتريد شايا اخضرا؟‬
Becky is a green-eyed girl. .‫بيكي فتاة حسودة‬
I walked home across the green. .‫عدت الى البيت مشيا بين األعشاب‬
Sarah is pretty green. Life will teach her. .‫ سوف تعلمها الحياة‬.‫ال تزال سارة قليلة الخبرة‬
The mayor is planning to greening the city. .‫العمدة يخطط لتشجير المدينة‬
I visited John yesterday. He looked a bit green. .‫ كان يبدوا مريضا‬.‫زرت جون أمس‬
The green belt around the city looks wonderful. .‫الحزام األخضر حول المدينة يبدو جميال‬
When she got the job, she is as green as grass. .‫لقد حصلت على الوظيفة لكنها التزال قليلة الخبرة‬
After five years in the USA, I’ve got the green card.
.‫بعد خمس سنوات في الواليات المتحدة األمريكية حصلت على البطاقة الخضراء‬
Farmers can plant different crops in the greenhouse.
.)‫المزارعون بإمكانهم زراعة أنواع مختلفة من المحاصيل في البيت الزجاجي (المستنبت‬
The president gave the green light to attack the enemy.
.‫أعطى الرئيس الضوء األخضر لمهاجمة العدو‬
The actors and actresses are waiting in the greenroom.
.‫الممثلون والممثالت ينتظرون في غرفة االستراحة‬
Our garden looks beautiful because my father has a green thumb.
.‫حديقتنا تبدو رائعة ألن أبي لديه خبر في الزراعة‬
My friend used to get green with envy if my dad bought me a present.
.‫صديقتي كانت تنظر الى نظرة حسد إذا ما اشترى لي أبي هدية‬
Our country has witnessed a green revolution and we started to export surplus crops.

.‫شهدت بالدنا ثورة زراعية وبدءنا نصدر الفائض من المحاصيل الزراعية‬
Purple combines the stability of blue and the energy of red. It symbolizes royalty power,
nobility, luxury, ambition, wealth, wisdom, dignity, independence, creativity, mystery, and
magic. Children prefer purple. Purple is a very rare color in nature; some people consider it to
be artificial. Light purple is a good choice for a feminine design.
His face turned purple with rage .‫ إصفر وجهه من الغضب‬My

grandmother is still in the pink. ‫جدتي ال تزال بصحة جيدة‬
The boys were tickled pink to see you on TV! .‫كان األوالد مسرورين برؤيتك في التلفاز‬
Steve’s purple patch continued with a second victory on Tuesday.
.‫إستمر نجاح ستيف وأحرز نصرا آخر يوم الثالثاء‬
Brown is the color of the soil, wood and coffee.

The chef has browned the meat in the pan. .‫الطاهي طبخ اللحم في المقالة‬
He was as brown as berry after two weeks in the sun.
.‫كان وجهه كلون التوت بعد ما قضى اسبوعين تحت الشمس‬
Electrical power supply in our area has been browned out.
.‫تم تقليص تجهيز الطاقة الكهربائية لمنطقتنا‬
I’m always browned off when our neighbour comes to visit. .‫أشعر بالضجر كلما زارتني جارتي‬
Orange combines the energy of red and the happiness of yellow. It refers to with joy,
sunshine, enthusiasm, fascination, happiness, determination, attraction, success and
encouragement. Orange is a very hot color and it gives the sensation of heat.
She was wearing a bright orange shirt. .‫كانت ترتدي قميصا برتقاليا المعا‬
If I were you, I would have squeezed him like an orange.
.)‫لو كنت مكانك لسحقت عظامه (لعصرته كما تعصر البرتقالة‬
Grey is the color that something is not clearly defined, and there is still debate as to whether
it is black or white.
Today the weather is grey. .‫الطقس اليوم غائم‬
The grey men in government offices. ‫الرجال المملين في مكاتب الحكومة‬
Scientists are still studying the grey matter in human brain.
.‫ال يزال العلماء يدرسون المادة السنجابية في دماغ االنسان‬
Some people are in the grey area between loyalty and opposition to the government.
.‫بعض الناس في حيرة من أمرهم هل يوالون الحكومة أم يعارضونها‬
IV. Color Terms in Arabic and their Designation

Arabic Language is rich with color terms. Poets and writers heavily use color terms in
their writings. They realized the importance of colors in conveying the meaning and
approximating the picture to the mind of the reader. Colors make the language more
powerful and effective. They quickly slinking into the readers minds and provoke their
feelings. The Arab knew the six basic colors: white, black, red, blue, green and yellow.
(Qtaishat, Wafa and Al-Hyari, Dania: 2019)1
Arabs often use the word yellow to signify the notion of cunning or deception. They say: ‫ابتسامة أو‬
‫ ضحكة صفراء‬which means in English malicious smile or cunning laugh.
1
Qtaishat, Wafa and Al-Hyari, Dania. (2019) Color Connotations in Two Cultures; the
Arabic and American Culture-A Contrastive Study.

The white color refers to clarity, freedom, social status and generosity. The poet Hassan bin Thabit
describes the generous and pure people as having white faces:
They are Nobel with white faces ‫بيض الوجوه كريمة أحسابهم‬
Then Arabs say white nights to refer to happiness and pessimism and black nights to designate
sadness and distress. They use black and red colors to describe: war, shed of blood, feeling of terror
and fears of death as in the following verse:
The unbelievers see death black and red. ‫فكانت رجال المشركين يرون الموت أسود أحمرا‬
The black color is also connected with disgrace, ugliness and meanness. The expression black face
can be used to indicate calamity, sadness and grief as in the poem of Hassan bin Thabit when bewailed
the prophet Mohamed (peace may be upon him) by saying:
‫سودا وجوههم كلون األثمد‬ ‫ضاقت باألنصار البالد فأصبحت‬

The prophet supporters faces became black like the black eyeliner
A good example from the Holy Quran from Surat Ale Omran:) ‫( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه‬
(On the Day of Judgment when some faces will shine with happiness and other faces will be dark with
grief)
Arabs use the black color to designate both the date palm and water.
The two black: date palm and water ‫األسودان كناية عن التمر والماء‬
Black color is used in Arabic to refer to plague, the deadly disease. ‫الموت األسود أو الطاعون‬
The red color is heavily used in Arabic to indicate the deep stab which makes the blood oozes heavily.
The Arabic expression (‫ )طعنة حمراء‬means in English: a deep stab.
Arabs also use the expression: )‫ (حمر الحوصل‬which means in English a thin guts to refer to weakness
and dependence.
They also use the expression )‫ ( أهل القباب الحمر‬which means in English: people of the red domes, to
designate leadership and mastery.
Green color is sometimes used to designate black things. The severe intensity of greenness can be
referred to as blackness as in the 64 verse of Surah Arrahman in the Holy Quran: (two dark green
gardens) ‫)مدهامتان) تعني جنتان خضراوان غامقتان قريبتان من السواد‬
Green is also used in Arabic to designate happiness and abundant living as in as in the verse of
Alasha: ‫في العيش مخضرا جنابه‬ ‫ولقد أراه بغبطة‬
I can see him happy in his life and rich.
Arabs use the color green to designate the huge number of army and weapons. They say ‫= كتيبة خضراء‬
green battalion (huge battalion).
In Arabic, they say: )‫ ( ذهب دمه خضرا‬which means in English that he was killed in vain and nobody
took his revenge.
They also say: )‫ ( بحر أخضر‬which means in English (green sea) to refer to its productivity.
In Arabic, they say (‫ (اصفر وجهه خوفا‬which means (His face became yellow with fear) while the English
says (His face was white with fear). Here the color yellow when used with the word face, it indicates
fear and cowardice.

They also say: )‫ (اصفرت أنامله‬when a man is about to die which means in English: (his fingers became
yellow and he is going to die).
To sum up, Newmark (1981)1 in his communicative translation confirms that the focus is on
reproducing the same effect on the TL receiver as that of the original text has on the SL receiver. That
is, emphasizes the force of the message more than the content. Hence, the translator gives himself the
right to add or remove certain lexical items in order to make the thought of the SL text clear to the
reader. Newmark’s communicative translation resembles Nida’s dynamic equivalence in the effect it is
trying to create on the TT reader, while semantic translation has similarities to Nida’s formal
equivalence. In translating culture-specific terms that lack corresponding equivalent in the TL, we
could use a paraphrasing strategy. As for terms that are semantically complex, the best strategy is to
use the loan word plus a short explanation or a foot-note to describe it. (ibid)
V. Conclusion
Culture is the total set of beliefs, attitudes, customs, behavior, and social habits of the members of a
particular society". A few writers, translation theorists, and linguists have fully discussed the problems
of translating cultures. Some of them have dealt with translating culturally specific expressions from
Arabic into English or vice versa because it is always difficult to make generalizations and because
interest in translation has been subservient. Some languages are loaded with cultural emotive terms
and expressions called cultural specific terms that are difficult to translate. Even professional
translators find it difficult to deal with them because of the cultural context that represents the world
view of a society, its beliefs, emotions and values. It comprises some important factors which help in
building up the information necessary to enable the translator to translate easily and effectively. So,
any word or an expression is said to be cultural specific when it denotes concrete objects or abstract
aspects that may be related to religious beliefs, social habits, customs and traditions or social
situations, moral values, a type of cloth or a life style, kind of food, economical principle, political
ideology.
Translation main aim is to find equivalent expression in the TL for the SL ones. But sometimes
translators find it difficult to find the equivalent translation particularly when it is related to culture
terms. Color terms represent one of these problems since they are related to culture. Translators should
know how to translate cultural color term so that they don’t lose their cultural force and effect. This
study showed that people of different cultures have mutual life experience and understanding of color
terms.
More often than not, idioms are culture-specific, a matter which needs further care and awareness
on the part of the translator. In order to preserve such a criterion, the translator should work hard, not
only to avoid literalisms but also to endeavor to provide his readers, whenever this is possible, with
idiomatic translations in which not only the intended meaning is presented, but also the cultural
specificity flavour.
Like different sorts of figurative language, color terms give an impression of being the common
decoders of traditions, social convictions, social traditions, and standards. They empower a language
learner to comprehend the thoughts, feelings and perspectives of the author. Therefore, learning color
terms of both the source and the target language makes translators provide good translation.
Finally, translators have to be aware of the cultural differences between English and Arabic.
Knowing the differences between the SL culture and the TL culture helps the translator in providing a
good and effective translation to the TL read
1
Newmark, P. (1981) Approaches to Translation, Cambridge: Cambridge University Press.

References
Al-Adaileh B. The connotations of Arabic Color Terms. URL. https://fr.scribd.com/doc
219484811/ Strategies for Translating Idioms.
Berlin, B. (1969) Basic Colour Terms. London.
Leech, G. (1981) Semantics. 2nd Edition. Harmondsworth: Penguin Books.
Nadia Ilyas (2014) The Meaning of Colour Idioms.
Omar, A. Alfadh Alalwan fi Allugha Alarabiya. Volum. 1, No. 1, 1980.
Qtaishat, Wafa and Al-Hyari, Dania. (2019) Color Connotations in Two Cultures; the
Arabic and American Culture-A Contrastive Study.
Vermeer, H. (2000). Skopos and commission in translational activity. In L. Venuti.(Ed.),

The translation studies reader. London: Routledge.
Bassnett, Susan (1991) Translation Studies. Revised edition London and New York:
Routledge.
Larson, M. (1984) Meaning-Based Translation: A Guide to Cross-Language Equivalence,

Lanham, New York & London: University Press of America, 2nd Edition.
Newmark, P. (1981) Approaches to Translation, Cambridge: Cambridge University Press.
Nida, E.A., (1964). Toward a Science of Translating, Leiden: E:J.Bril
Nida, Eugene A., and Charles Taber (1969). The Theory and Practice of Translation.
Leiden, the Netherlands: E. J. Brill
Nida, E. (1985): "Translating Meaning", In: The 10th World Congress, Wein. Pp 121-9.
Venuti, Lawrence (1995) The Translator's Invisibility. London: Routledge.

‫‪View publication stats‬‬

The Manifestations of Moral in the outstanding Tarfa bin al-Abd's ﻢﻴﻘﻟا ﺮﻫﺎﻈﻣ ﺪﺒﻌﻟا ﻦﺑ ﺔﻓﺮﻃ ﺔﻘﻠﻌﻣ ﻲﻓ ﺔﻴﻘﻠﺨﻟا

Uploaded by

Document Information

Original Title

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

The Manifestations of Moral in the outstanding Tarfa bin al-Abd's ﻢﻴﻘﻟا ﺮﻫﺎﻈﻣ ﺪﺒﻌﻟا ﻦﺑ ﺔﻓﺮﻃ ﺔﻘﻠﻌﻣ ﻲﻓ ﺔﻴﻘﻠﺨﻟا

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

Preprint · December 2020

Abuhedaia Mohammed Ismael

The user has requested enhancement of the downloaded file.

‫(الذكرى الخامسة لوفاة أ‪ .‬عارف)‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫الصفحة ‪1‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫ا‪ .‬فهمي سعد الزروق‬

‫الصفحة ‪2‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫العدد (الخامس) – ‪ /30‬أغسطس سنة ‪2020‬م‬

‫د‪ .‬فتحية ميمون الطيب‬ ‫المجامع المسكونية السبعة في بيزنطة (‪787-325‬م )‬

‫د‪ :‬مفتاح أبوبكر فرج العرفي‬

‫الصفحة ‪3‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫فن المقالة السياسية عند إبراهيم األسطى عمر‬

‫الصفحة ‪4‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫الصفحة ‪5‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫‪ 3‬ينظر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.159:‬‬

‫الصفحة ‪6‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫الصفحة ‪7‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫الصفحة ‪8‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫أعبر في مقالي هذا حسب المثل العامي (اكتب‬

‫الصفحة ‪9‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫‪ 2‬ــــ هذا هو الغرب‪:15‬‬

‫‪ 15‬ـ جريدة الوطن‪ )1947(،‬العدد‪10 ،77 ،‬ـ يونيو ‪.‬د‪.‬ص‬

‫الصفحة ‪10‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫الصفحة ‪11‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫‪ 16‬ـ جريدة الوطن‪ ،)1947( ،‬العدد‪9 ،90 ،‬ـ سبتمرب ـ د‪.‬ص‬

‫الصفحة ‪12‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫‪ 17‬ـ جريدة الوطن ‪ )1947(،‬العدد‪19 ،79 ،‬ـ‪.1‬د‪.‬ص‬

‫الصفحة ‪13‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫الصفحة ‪14‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫الصفحة ‪15‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫‪ 18‬ـ جريدة الوطن‪ )1947(،‬العدد‪18 ،68 ،‬ـ ‪ 4‬ـ ابريل‪.‬د‪.‬ص‬

‫الصفحة ‪16‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫الصفحة ‪17‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫الصفحة ‪18‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫الصفحة ‪19‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫الصفحة ‪20‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫الصفحة ‪21‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫الصفحة ‪22‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫مظاهر القيم ال ُخلقية في معلقة طرفة ابن العبد‬

‫د‪ .‬ابوهداية محمد اسماعيل‬

‫الخلقـي فـي المعلقـة ومـا لألخـالق‬

‫طرفة ابن العبد‪:‬‬

‫الصفحة ‪23‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫ضـب ْيعة بـن ق ْـيس بـن ث ْعلبـة بـن‬

‫بالد ِار إِذ وقفا‬

‫ُغ ِف ْل ح ُمولة م ْعب ِد‬

‫أن له ك ْشحاً‪،‬إذا قام‪،‬أهضما‬

‫الصفحة ‪24‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫أن عمـره عشـرين أوسـتاً وعشـرين سـنة‪ ،‬وص ّـح اعـتالء‬

‫عددنا له ستاً وعشرين ِح ّجةً فلما توفاها استوى ّ‬

‫أن يذكر الرواة بعض أوص ٍ‬

‫‪")1‬شرح المعلقات السبع" للزوزني‪،‬ص‪.67:‬‬

‫الصفحة ‪25‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫شاعرية طرفة ‪:‬‬

‫رحل الصياد‪ 2‬عنك فأبشري‬ ‫أن ّتنقّري قد‬ ‫ونقّ ِري ما ِش ِ‬

‫من صيدك يوماً فاصبري‬ ‫الفخ فماذا تحذري البد‬

‫مر بنا خبرها‪.‬‬

‫أن نضر بن شميل قال(‪ :)2‬طرفة‬

‫‪")3‬الشعر والشعراء"‪،‬البن قتيبة‪،‬تحقيق‪:‬أحمد محمد شاكر‪،‬ج‪،1‬ص‪.191:‬‬

‫الصفحة ‪26‬‬ ‫‪uoa.edu.ly‬‬

‫أن طرفـة نظمهـا إثـر‬