Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫جامعة االنبار‬

‫كمية القانون والعموم السياسية‬


‫قسم العموم السياسية‬
‫الفكر السياسي القديم والوسيط‬
‫المرحمة الثانية‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬مؤيد جبير محمود‬
‫افالطون السٌاسً‬
‫كتاب (السٌاسً) أو (رجل الدولة) هو محاورة فكرٌة ٌحاول افالطون من خاللها ان‬
‫ٌغطً ذلك المأخذ الذي سجل على نظرٌته السٌاسٌة (استبعاد القانون كلٌة من الدولة‬
‫المثالٌة المحكومة من قبل الملك الفٌلسوف)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬موقع القانون في إطار الدولة‬
‫حٌن ٌعالج افالطون مكانة القانون فً الدولة ٌنطلق ابتداء من تعرٌف السٌاسً أو‬
‫رجل الدولة فٌؤكد ان السٌاسً ‪(:‬هو عالم خبٌر مختص ٌمارس فنه على مجتمع‬
‫بأكمله مؤلف من غٌر الخبراء )‪.‬‬
‫وٌشابه افالطون بٌن السٌاسً ورب االسرة باعتبار كل منهما ٌعمل لصالح الجماعة‬
‫فبقدر ما ٌعمل رب اال سرة لمصلحة افاراد اسرته ٌعمل السٌاسً لمصلحة المجتمع‬
‫ككل‪ .‬والشك ان تشبٌه الدولة باالسرة ٌعنً التسلٌم بنظرٌة الحكم المطلق‪.‬‬
‫ثم ٌسائل افالطون عن اهمٌة القانون وٌرى ان الفٌلسوف قادر بما ٌملكه كن علم‬
‫ومعرفة وقدرة على تفهم االمور السٌاسٌة وعلى اصدار االوامر والحلول المتطلبة‬
‫لكل حالة من الحاالت التً ٌستوجب لها األمر تنظٌما‪ ،‬واذا كان االمر كذلك فما‬
‫الداعً اذن ان نقٌد الفالسفة بقٌود القانون‪.‬‬
‫وما دامت السلطة ستوضع بأٌدي اهل المعرفة (الفالسفة) فرضاء المحكومٌن أو‬
‫عدم رضائهم الٌنال من شرعٌة السلطة ألن ممارستها (السلطة) ستكون عاقلة‬
‫وحكٌمة‪ ،‬ومن ثم تلزم المواطنٌن ولو رغما عنهم ‪.‬‬
‫وٌترتب على ربط السلطة بالمعرفة كذلك ان السلطة عند افالطون البد ان تكون‬
‫تقدٌرٌة مطلقة التخضع لقانون‪ ،‬ألن القانون ال ٌمكن ان ٌسمو على العقل‪ .‬هذا الحكم‬
‫– غٌر الخاضع للقانون ‪ -‬هو اسلم صور الحكم‪ ،‬وهو وحده الحكم الحقٌقً نجد‬
‫الحكمم متمكنٌن من العلم حقا ولٌست علٌهم سٌماؤه فقط‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬نظام الحكم‬
‫حٌن ٌتناول افالطون موضوع نظم الحكم بالبحث ٌبتعد قلٌال عن ذلك الموقف سبق‬
‫وان اتخذه فً (الجمهورٌة) وهنا البد من االنتباه الى حقٌقتٌن اساسٌتٌن‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫جامعة االنبار‬
‫كمية القانون والعموم السياسية‬
‫قسم العموم السياسية‬
‫الفكر السياسي القديم والوسيط‬
‫المرحمة الثانية‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬مؤيد جبير محمود‬
‫‪ - 1‬الدولة المثالٌة قد استبعدت نهائٌا من عداد الدول المستطاع تحقٌقها‪.‬‬
‫‪- 2‬ان الدٌمقراطٌة قد خصت برعاٌة أكبر فً (السٌاسً) عنها فً الجمهورٌة‪.‬‬
‫أنوع الدول عند افالطون‪:‬‬
‫‪- 1‬الدولة المثالٌة‪ :‬وهً الدولة التً ٌرأسها الحاكم الفٌلسوف‪ ،‬وتتمٌز بأن الحكم فٌها‬
‫للمعرفة‪ ،‬وبأن ال حاجة فٌها للقانون‪.‬‬
‫‪- 2‬الدولة الزمنٌة‪ :‬وهً ستة أنواع معٌار التمٌٌز بٌنها هو مدى التزامها بالقانون من‬
‫عدمه‪ ،‬وبالتالً فهناك ثالث صور من الحكم تتقٌد بالقانو‪ ،‬وثالث صور أخرى ال‬
‫تتقٌد به وهً‪:‬‬
‫أ ‪ -‬دولة مقٌدة بالقانون ‪ :‬القوة الموجه فٌها هً المعرفة المعبر عنها بالقانون‪،‬‬
‫ونماذجها‪:‬‬
‫‪ - 1‬الملكٌة‪ :‬حكم الفرد المقٌد‪ ،‬وهً أفض انواع الحكم‪.‬‬
‫‪- 2‬االرستقراطٌة‪ :‬حكم القلة الملتزمة بالقانون‪ ،‬وهً الدولة الثانٌة من حٌث سلم‬
‫األفضلٌة‪.‬‬
‫‪- 3‬الدٌمقراطٌة الدستورٌة‪ :‬حكم الكثرة المعتدلة المتلزمة بالقانون‪ ،‬وهً أسوأ انواع‬
‫الدول القانونٌة لكنها فً نفس الوقت أفض من أي دولة غٌر قانونٌة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬دول غٌر مقٌدة بالقانون‪ :‬القوة الموجهة فٌها تكون جائرة ومتعسفة وغٌر ملتزمة‬
‫بالقانون‪ ،‬ونماذجها ‪:‬‬
‫‪- 1‬االستبدادٌة ‪ ،‬حكم الفرد غٌر الملتزم بالقانون وهً اسوء انواع الدول‪.‬‬
‫‪- 2‬االولٌغارشٌة‪ ،‬وهً حكم القلة غٌر الملتزمة بالقانون وهً تندرج بعد أسوأ انواع‬
‫الدول‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدٌمقراطٌة غٌر الدستورٌة‪ :‬حكم الكثرة المتطرفة الجائر‪ ،‬وهو أقل خطرا من‬
‫الدول االستبدادٌة واالولٌغرشٌة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫جامعة االنبار‬
‫كمية القانون والعموم السياسية‬
‫قسم العموم السياسية‬
‫الفكر السياسي القديم والوسيط‬
‫المرحمة الثانية‬
‫أستاذ المادة‪ :‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬مؤيد جبير محمود‬
‫وما ٌجب االنتباه إلٌه ان افالطون فً كتابه هذا (السٌاسً) ظل متٌقنا من فرضٌته‬
‫حول عدم كمال األفراد وان القانون هو المقوم الذي الغنى عنه والذي من دونه ال‬
‫ٌمكن كبح الجشع الناجم عن الحكم‪ .‬ان والء افالطون لمبدأ حكم الفالسفة الحكماء‬
‫ورغم ذلك ظل ملموسا فً كتابه السٌاسً ‪،‬غٌر ان انفعاالت الجمهورٌة قد قٌدت‬
‫ومن مهد افالطون الطرٌق لظاهرة االعتدال التً برزت بوضوح فً الكتاب الثالث‬
‫(القوانٌن)‪.‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫‪- 1‬غانم محمد صالح‪ ،‬الفكر السٌاسً القدٌم والوسٌط‪ ،‬كلٌة العلوم السٌاسٌة ‪ ،‬جامعة بغداد‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪- 2‬عبد الرضا الطعان‪ ،‬علً عباس مراد‪ ،‬عامر حسن فٌاض‪ ،‬ط‪،1‬موسوعة الفكر السٌاسً عبر‬
‫العصور‪ ،‬ابن الندٌم للنشر والتوزٌع‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪ - 3‬لٌو شتراوس‪ ،‬جوزٌف كروسبً‪ ،‬تارٌخ الفلسفة السٌاسٌة‪ ،‬ج‪ ،1‬ترجمة محمود احمد سٌد‪،‬‬
‫المجلس األعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬
‫‪ - 4‬فرانسو شاتلٌه‪ ،‬تارٌخ االٌدٌولجٌات‪ ،‬ج‪ ، 1‬ترجمة انطون حمصً‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬سورٌا‪،‬‬
‫‪.1991‬‬
‫‪ - 5‬جان توشار‪ ،‬تارٌخ الفكر السٌاسً‪ ،‬ط‪ ، 2‬ترجمة علً مقلد‪ ،‬الدار العالمٌة للطباعة والنشر‬
‫والتوزٌع‪ ،‬بٌروت‪.1993 ،‬‬

‫‪3‬‬

You might also like