‫جريمة النصب‬

‫القانون الجنائي العام لألعمال يعتبر جزءًا أساسيًا من النظام القانوني الذي يتعلق بالجرائم التي ت رتكب في س ياق األعم ال‬
‫والشركات‪ .‬يركز هذا النوع من القانون الجنائي على األفعال الجنائية التي ترتبط بالشركات والمؤسسات التجارية واألفراد‬
‫الذين يعملون في هذا القطاع‪ .‬وجريمة النصب ُت عتبر جزًءا من مجال القانون الجنائي العام لألعمال حيث تتم معالجته ا وفًق ا‬
‫للمبادئ والقوانين المعمول بها في النظام القانوني‬
‫قد تبوأت جرائم النصب موقعا متقدما في مصاف الجرائم الخطيرة‪ ،‬والتي يعاني منها المجتمع المغربي‪ ،‬وتن وعت وس ائل ه ذا الن وع‬
‫من الجرائم‪ ،‬ولكنها مع اختالفها‪ ،‬إال إنها تتفق وغيرها في التمويه‪ ،‬والخداع‪ ،‬والتغرير‬
‫لم تكن جريمة النصب معروفة في التشريعات القديمة‪ ،‬وكانت ُتعتبر في القانون الروماني جزًءا من ج رائم س لب ممتلك ات اآلخ رين‪،‬‬
‫مثل السرقة وخيانة األمانة‪ .‬لم تظهر جريمة النصب بوضوح كجريمة مستقلة إال بع د الث ورة الفرنس ية‪ .‬في الس ابق‪ ،‬ك ان ُيفهم أحياًن ا‬
‫على أنها سرقة‪ ،‬وأحياًن ا أخرى كتزوير‪ .‬وكان ُيعاقب على استخدام أسماء أو صفات كاذبة وفًق ا لجريمة التزوير‪.‬‬
‫لكن بعد الثورة الفرنسية‪ ،‬أصبحت جريمة النصب مستقلة بذاتها عن الجرائم األخرى المشابهة‪ ،‬وُو ِض َع ت لها نصوص قانونية محددة‪.‬‬
‫في عام ‪ُ ،1791‬أقر تشريع خاص لجريمة النصب بم وجب الث ورة الفرنس ية‪ ،‬وفيم ا بع د في ع ام ‪ُ ،1810‬أض يفت جريم ة النص ب‬
‫كجريمة منفصلة بخصائص ومميزات تميزها عن جرائم السرقة والتزوير وخيانة األمانة‬
‫وتعتبر جريمة النصب من الجرائم الماسة باألموال التي نظمها المشرع في الفصول من ‪ 540‬إلى الفصل ‪ .542‬من القانون الجنائي‬
‫أهمية هذا الموضوع تكمن في فهم شامل لظاهرة جريمة النصب في المغرب‪ .‬فاستكشاف التع اريف المتع ددة له ذه الجريم ة‬
‫يسهم في توفير رؤية متعمقة وشاملة تجاه هذه الظاهرة الجنائية‬
‫وانطالقا من تحليلنا هذا‪ ،‬سنطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما هو منظور المشرع المغربي لجريمة النصب؟ ما هي اإلجراءات الزجرية التي سنها‪ ،‬للحد من تفاقهما؟‬
‫لإلجابة عن هاته اإلشكالية‪ ،‬سنتناول في مبحثين‪ ،‬المبحث األول الخاص باإلطار النظري لجريمة النصب‪ ،‬والمبحث الث اني‬
‫المتعلق بعقوبات جريمة النصب‪.‬‬

‫التصميم‪:‬‬
‫المبحث االول‪ :‬مفهوم جريمة النصب وإطارها القانوني‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف النصب وتمييزها عن الجرائم المشابهة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اركان جريمة النصب‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عقوبات جريمة النصب‬

‫المطلب االول‪ :‬العقوبات األصلية والتكميلية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب اإلعفاء‬
‫المبحث االول‪ :‬مفهوم جريمة النصب وإطارها القانوني‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف النصب وتمييزها عن الجرائم المشابهة‬
‫يعتبر النصب في القانون االستيالء على شي مملوك‪ ،‬بطريقة احتيالية بقصد تملك ذلك الشيء‪ ،‬أو االس تيالء على م ال الغ ير بطري ق‬
‫الحيلة نيته تملكه‪ ،‬أو االستيالء على مال منقول مملوك للغير‪ ،‬بن اء على االحتي ال بني ة تملك ه‪ ،‬والش خص ال ذي يم ارس ذل ك يس مي‬
‫النصاب‪ ،‬أو الدجال‪ ،‬أو المحتال‬
‫والمشرع المغربي بتناوله كافة األفعال المعتبرة جرائم ماسة باألموال وتحديد عقوبات لكن جريم ة على ح دة‪ ،‬خص جريم ة النص ب بكي ان‬
‫تشريعي مستقل وذلك في الفصل ‪ 540‬من القانون الجنائي‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى الفصل ‪ 540‬من م‪.‬ق‪.‬ج نجد أن المشرع ينص على ما يلي‪ " :‬يعد مرتكبا لجريمة النصب‪ ،‬ويعاقب من سنة إلى خمس‬
‫سنوات وغرامة من خمسمائة إلى خمسة آالف درهم‪ ،‬من استعمل االحتيال ليوقع شخصا في الغل ط بتأكي دات خادع ة أو إخف اء وق ائع‬
‫صحيحة أو استغالل ماكر لخطأ وقع فيه غيره ويدفعه بذلك إلى أعمال تمس مصالحه أو مص الح الغ ير المالي ة بقص د الحص ول على‬
‫منفعة مالية له أو لشخص آخر‬
‫ويختلف النصب عن السرقة وخيانة األمانة من ناحية الركن المادي‪ ،‬ففي السرقة نج د االختالس وفي النص ب فه و عملي ة ت ؤدي إلى تس ليم‬
‫الشيء المملوك بواسطة طرق احتيالية‪ ،‬بينما خيانة األمانة فهي تبديد الشيء أو اختالسه بعد أن تم استالمه بإرادة المالك تنفيذا لعقد ما‪ ،‬كم ا‬
‫تختلف جريمة النصب عن جريمة خيانة األمانة من حيث معيار التسليم‪ ،‬فالتسليم يعتبر شرط من شروط قيام خيانة األمانة ويكون بن اء على‬
‫إرادة حرة‪ ،‬أما في النصب فإن التسليم يكون بناء على طرق احتيالية وفي جريمة السرقة فإن التسليم ينفي االختالس‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اركان جريمة النصب‬

‫الركن المادي لجريمة النصب‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫إن الفعل المادي في جريمة النصب كما في غيرها من جرائم النتيجة تتكون من ثالثة عناصر‪ ،‬نشاط إيجابي أو سلبي يتمثل في إتيان الجاني‬
‫“االحتيال” ونتيجة إجرامية هي قيام الضحية بعمل يضر مصالحه أو مصالح الغير المالية وعالقة سببية بين النشاط اإلجرامي والنتيجة‬
‫االحتيال‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن النشاط الذي يمارسه الجاني (النصاب) لتحقيق هدفه اإلجرامي هو استعمال وسائل االحتيال والمخادعة لتضليل المجني عليه ودفعه إلى‬
‫تسليم المال بصورة اختيارية‪ ،‬أو القيام بما من شأنه اإلضرار بمصالحه المالية‬
‫فاالحتيال يقع اعتداء على حق الملكية سواء المنقولة أو العقارية‪ ،‬وحق الملكية كما هو معروف حق جامع مانع يخول المالك حق في‬
‫استعمال واستغالل الشيء في حدود القانون والتصرف فيه‬

‫والمشرع المغربي كما هو واضح من الفصل ‪ 540‬من ق‪.‬ج لم يقم بتعريف مدلول االحتيال المشكل للعنصر األول في الركن المادي وإنما‬
‫حدد صراحة وعلى سبيل الحصر وسائل االحتيال التي تتحقق بها هذه الجريمة في ثالث‪:‬‬
‫– تأكيدات خادعة‪ :‬تشمل هذه الوسيلة كل حاالت الكذب المؤيد بوقائع خارجية من شأنها أن تخدع الضحية فيصدق الجاني فيما يزعمه ويسلم‬
‫له المال‪ ،‬أما إذا ادعى هذا األخير واقعة صحيحة وحقيقية للمجني عليه‪ ،‬وتمكن بذلك من االستيالء على بعض أمواله‪ ،‬فال يكون مرتكبا‬
‫لجريمة النصب‬
‫– إخفاء وقائع صحيحة ‪ :‬إن إخفاء الوقائع الصحيحة معناه كتمانها وعدم التصريح بها أمام المحتال الذي ال يعلم بها‪ ،‬فالقانون المغربي‬
‫بإدخاله هذه الطريقة ضمن وسائل االحتيال الجنائي قد تخطى مفهوم النصب في القوانين الالتينية‪ ،‬ألن هذه القوانين ال تعترف إال باالحتيال‬
‫المرتكب بالوسائل اإليجابية دون الوسائل السلبية وإن بلغت ما بلغت في خداع الضحية‪ ،‬فاالحتيال له مفهوم إيجابي‪ ،‬ومجرد السكوت موقف‬
‫سلبي أي العدم والعدم ال يسمى احتياال سواء في الفقه أو العرف‪ ،‬كما أن النصب من جرائم النتيجة‪ ،‬وهذا النوع من الجرائم يتعذر ارتكابه‬
‫بالسكوت واالمتناع‬

‫استغالل ماكر لخطأ وقع فيه الغير ‪ :‬الغلط حالة نفسية إذا تمكنت من شخص بدت له األمور على غير حقيقتها فإذا كان الشخص مدركا حقيقة‬
‫الحيلة التي يحاول الغير بها خداعه فإنه ال يكون واقعا في غلط وإذا سلم رغم هذا اليقين ما له لمن أراد خداعه انقطعت رابطة السببية تماما‬
‫بين االحتيال والتسليم وحال ذلك دون تمام جريمة النصب‬
‫ونشير أن المشرع قصد القول استغالل ماكر لغلط وقع فيه الغير‪ ،‬ألنه بالرجوع إلى النص الفرنسي للمادة ‪ 540‬نجد لفظ “‪ ”erreur‬وليس “‬
‫‪.” Faute‬وبشكل عام فإن االستغالل الماكر لخطأ وقع فيه الغير يتطلب وجوده توفر عنصرين‪ :‬غلط يقع فيه الضحية واستغالل ماكر لهذا‬
‫الغلط من جانب الجاني‪.‬‬

‫النتيجة اإلجرامية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫جاء في الفصل ‪ 540‬من ق ج “ويدفعه بذلك إلى أعم ال تمس مص الحه أو مص الح غ ير المالي ة بقص د الحص ول على منفع ة مالي ة ل ه أو‬
‫لشخص آخر”‪.‬‬
‫ويتضح من هذه المادة أن القانون المغربي وخالفا لغيره من القوانين يرب ط قي ام النص ب بإتي ان المج ني علي ه لتص رف يمس بمص الحه أو‬
‫مصالح غيره نتيجة نشاط المحتال‪ ،‬لذلك فمن المتصور في القانون المغربي قيام جريمة النصب في صورتها التام ة ب دون أن يس لم المج ني‬
‫عليه للجاني شيء‬
‫وهكذا تتضح لنا صرامة المشرع المغربي في حماية مصالح األفراد المالية‪ ،‬فمتى تحقق المساس بهذه المص الح‪ ،‬ك انت الجريم ة تام ة‪ ،‬ألن‬
‫الضرر الذي وقع من أجله التجريم قد حدث فعال‪ ،‬وال يهم بعد ذلك أن يكون الجاني قد حصل على الفائدة المتوخاة له أم ال‬
‫عالقة السببية بين الحيل المستعملة والنتيجة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يجب أن يكون بين وسيلة االحتيال التي لجأ إليها المتهم واإلضرار بمصالح الضحية أو مصالح الغير المالية رابطة سببية وهذا يقتض ي أوال‬
‫أن يكون التسليم الحقا على استعمال التدليس‪ .‬وأن تكون الطرق االحتيالية التي لجأ إليها الجاني هي التي دفعت بالمجني عليه إلى اإلض رار‬
‫بمصالحه المالية أو مصالح الغير‪ ،‬أما إذا كان هذا األخير عالما بحقيقة ما وقع عليه من احتيال‪ ،‬ورغم ذل ك ق ام بتس ليم الج اني الم ال‪ ،‬ف إن‬
‫علمه هذا ينفي عالقة السببية وبالتالي ال تقوم جريمة النصب‬
‫الركن المعنوي للجريمة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إن النصب جريمة عمدية يلزم لوقوعها توافر القصد الجنائي وال يكفي القصد العام وحده لوقوع جريمة النصب‪ ،‬بل يجب كذلك أن يقوم لدى‬
‫الجاني قصد جنائي خاص‬
‫يشترط لقيام القصد العام أن يحيط الجاني علما بكافة العناصر الواقعية للجريمة فالبد أن يكون عالما بأن ما يصدر من ه ادع اءات‬ ‫‪‬‬
‫وأكاذيب كما يشترط أن تتجه إرادة الجاني إلى ماديات الجريمة وهي ممارسة االحتيال والحصول على المنفع ة المالي ة س واء ل ه‬
‫أو لغيره‪ ،‬ولذلك ال تقوم جريمة النصب إذا كانت غاية الفاعل الحصول على منفعة غير مالية‬
‫القصد الخاص في جريمة النصب هو فيه تملك المال المستولى عليه أو تمليكه للغير مباشرة‪ ،‬فإذا تخلفت ه ذه الني ة لم يقم القص د‬ ‫‪‬‬
‫فإن لم تتوفر لديه نية التملك وسلب مال الغير فال يسأل جزائيا النتفاء عنصر القصد الخ اص‪ ،‬مث ال ذل ك أن يق وم الج اني‬
‫باستخدام وسائل تدليسية للحصول على مال المجني عليه لالنتفاع منه فترة من الزمن ثم يعيده إليه فهنا القصد الخاص غير‬
‫متوفر وبالتالي ال تقوم جريمة النصب‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عقوبات جريمة النصب‬

‫المطلب االول‪ :‬العقوبات األصلية والتكميلية‪:‬‬
‫عاقب المشرع بمقتضى الفصل ‪ 540‬من القانون الجنائي على النصب وحدد لجنحة النص ب في ص ورتها البس يطة عقوب ة حبس ية من س نة‬
‫إلى خمس سنوات وغرامة من خمسمائة إلى خمس آالف درهم‬
‫إال أنه شدد العقوبة ورفعها إلى الضعف لتصل من سنتين إلى عشر سنوات‪ ،‬والحد األقصى للغرام ة إلى مائ ة أل ف درهم‪ ،‬إذا ك ان م رتكب‬
‫الجريمة أحد األشخاص الذين اس تعانوا ب الجمهور في إص دار أس هم‪ ،‬أو س ندات أو أذون ات أو حص ص أو أي أوراق مالي ة أخ رى متعلق ة‬
‫بشركة أو مؤسسة تجارية أو صناعية والعلة من وراء هذا التشديد بالنسبة للصورة الثاني ة تكمن في الخط ورة اإلجرامي ة للج اني وزعزع ة‬
‫الثقة العامة‬
‫أجاز المشرع في الفصل ‪ 540‬للمحكمة الحكم على الجاني إلى جانب العقوبة األصلية بعقوبة إضافية تتمثل في الحرمان من واحد أو أكثر من‬
‫الحقوق المشار إليها في الفصل ‪ 40‬من القانون الجنائي وبالمنع من اإلقامة من خمس إلى عشر سنوات‪ ،‬وهذا يعني أن المحكمة غير ملزمة‬
‫بالحكم بالعقوبات التكميلية إلى جانب العقوبات األصلية‪.‬‬
‫أما فيما يخص المحاولة في النصب والتي تتحقق بأي عمل ال لبس فيه يقوم به الفاعل ويهدف من ورائه مباشرة إلى ارتكاب الجريمة فإن‬
‫المشرع عاقب عليها بعقوبة الجريمة التامة (حسب الفقرة األخيرة من ف ‪ 540‬من قانون جنائي (‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب اإلعفاء‬

‫أحال الفصل ‪ 541‬من القانون الجنائي بخصوص اإلعفاء من العقوبة وقيود المتابعة في جريم ة النص ب على الفص ول من ‪ 534‬إلى ‪536‬‬
‫المطبقة على السرقة‪ ،‬حيث تسري أيضا على مرتكبي جريمة النصب‬
‫بالرجوع إلى الفصل ‪ 531‬الذي أحال عليه المشرع في الفصل ‪ 541‬من القانون الجنائي بخصوص أسباب اإلعفاء مع التزامه والمطبق على‬
‫السرقة نجده ينص على أن السارق يعفى من العقاب مع التزامه بالتعويضات المدنية في األحوال اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان المال المسروق مملوكا لزوجه‬
‫‪ -2‬إذا كان المال المسروق مملوكا ألحد فروعه‬
‫وعليه إذا كان المال محل الجريمة مملوكا لزوج الجاني أو ألحد فروعه‪ ،‬وثبتت التهمة قضائيا ضده‪ ،‬فإنه يعفى من العقوبة مع التزامه فقط‬
‫بالتعويض المدني وهو ما يسري أيضا على مرتكبي جريمة النصب‬
‫بالرجوع إلى مقتضيات الفصل ‪ 535‬من القانون الجنائي فإن الدعوى العمومية ال يتم تحريكها إلى بناء على شكاية‪ ،‬يتقدم بها المجني عليه‬
‫متى كان المال محل النصب ألحد أصول الجاني أو أحد أقاربه أو أصهاره إلى الدرجة الرابعة‬
‫تجدر بنا اإلشارة إلى أن المشرع استثنى من تطبيق أسباب اإلعفاء وقيود المتبع ة الجن اة الخاض عين للتش ديد ال وارد علي ه النص في الفق رة‬
‫الثانية من الفصل ‪ ، 540‬وهم النصابون الذين يستعينون بالجمهور في إصدار أسهم أو سندات…إلخ مهما كانت صفتهم بحيث ال يعف ون من‬
‫العقاب‬