Professional Documents
Culture Documents
La France Dans La Seconde Guerre Mondiale
La France Dans La Seconde Guerre Mondiale
مقدمة
أعلن غزو الجيوش األلمانية النازية لبولونيا في شتنبر 1939عن دخول األوربيين في حرب سبق وان انطلقت بغزو
اليابان للصين سنة .1937وقد بلغت الحرب العالمية الثانية كحرب شاملة درجات من العنف لم يسبق لها مثيل.
فما هي النتائج السياسية واالجتماعية التي أفرزتها هزيمة 1940بالنسبة لفرنسا وللفرنسيين؟
في شتنبر 1939تمت التعبئة العامة في ظروف جيدة .لتنطلق بعد ذلك "حرب غريبة" تقابل فيها الطرفان دون
معارك تذكر ،مما بعث على السأم والقنوط في صفوف المتحاربين .غير أنه في 10ماي 1940وضع هتلر حدا لهذه
االنتظارية وشن ما يسمى بمعركة فرنسا التي أظهرت أن االستراتيجية العسكرية الدفاعية الفرنسية غير فعالة مع
الحرب الخاطفة التي جعلت الجيش األلماني يتوغل بسرعة داخل التراب الفرنسي .مما أربك المدنيين ودفعهم إلى
الهجرة ،ودفع الحكومة الفرنسية بدورها إلى مغادرة باريس نحو مدينة تور أوال ثم مدينة بوردو في مرحلة ثانية.
وفي ظل هذا االنهيار التام ،انقسمت الحكومة حول ما ينبغي فعله لمواجهة هذه الوضعية .غير أن اختيار مواصلة
الحرب من إفريقيا الشمالية الذي دعا إليه رئيس الحكومة بول رينو Paul Reynaudلم يصمد أمام معارضة أنصار
الهدنة Armisticeبقيادة الماريشال بيتان .وقد قوبل توقيع الهدنة بنوع من االرتياح على ما يبدو ،على الرغم من
أنها كانت تنطوي على احتالل جزء من التراب الفرنسي وتكلفة مالية ضخمة (مصاريف قوات االحتالل) وعدم
تحرير أسرى الحرب.
ب -تميزت فترة 1944-1940بإقامة نظام سلطوي ومتعاون وعنصري هو نظام فيشي.
أوقف نظام فيشي العمل بنظام الجمهورية الثالثة .فقد اعتبر الماريشال بيتان ،أن إعادة بناء فرنسا يمر لزوما بالقضاء
على النظام الجمهوري .وقد تبعه البرلمان في ذلك في 10يوليوز 1940حيث أسند إليه مجموع السلطات "إلصدار
دستور جديد للدولة الفرنسية" .وابتداء من اليوم الموالي تم إصدار قرارات دستورية خولت لرئيس الدولة سلطة
مطلقة في نظام يقوم على تقديس الزعيم Culte du chefحول صورته كمنقذ لفرنسا ويحظى بالوالء التام من
طرف الجميع.
كما أن النظام الجديد اختار التعاون مع ألمانيا منذ البداية أمال في تحسين مصير فرنسا في النهاية .وهو تعاون اتخذ
أشكاال سياسية وعسكرية (مطارات موضوعة رهن إشارة ألمانيا سنة )1941وإدارية (استعمال اإلدارة الفرنسية
الستتباب األمن األلماني) .وابتداء من 1942منحت الدولة الفرنسية مساعدة ال يستهان بها للمجهود الحربي األلماني
(منتجات صناعية وفالحية) ،ويبرز إحداث المليشيا La Miliceسنة 1943القمع البوليسي المشترك األلماني
والفرنسي ضد المقاومين.
ج -أجمعت المقاومة الفرنسية خالل سنوات 1945-1940على مقاومة االحتالل و نظام فيشي في الوقت نفسه.
ابتداء من 18يونيو ندد الجنرال دوﯕول بالهدنة انطالقا من لندن .مما شكل البداية األولى للمقاومة الخارجية الملتفة
حول فرنسا الحرة .وفوق التراب الوطني ،وال سيما في المنطقة المحتلة ،يرجع ظهور أول مقاومة إلى سنة .1940
وقد تجلت في أعمال معزولة لمجموعات صغيرة .ومنها مجموعة "متحف اإلنسان" musé de l’Hommeالتي
قامت بأنشطة متنوعة ذات طابع دعائي (منشورات وجرائد) ،واستخباراتي ،ولوجستيكي (مساعدة أسرى الحرب
على الهرب) .ثم تدريجيا ،أخذت المقاومة تنظم نفسها داخل منظمات على شكل إما شبكات Réseauxللعمليات شبه
العسكرية وإما حركات Mouvementsتقود أنشطة عسكرية وسياسية .وأدى إحداث مصلحة العمل اإلجباري
STOفي فبراير 1943إلى خلق فرق عسكرية سرية maquisمؤلفة من الشباب الرافض للعمل اإلجباري.
ولم تبق المقاومة الخارجية بمعزل عن المقاومة الداخلية .فقد بادر دوﯕول ،تعزيزا مشروعيته أمام الحلفاء ،إلى توحيد
المقاومة تحت قيادته حول هدفين مشتركين وهما تحرير البالد وإعادة الجمهورية .وقد لعب جان موالن Jean
Moulinدورا حاسما في ذلك .فهو من كان وراء اندماج حركات المنطقة الجنوبية وكذلك إحداث المجلس الوطني
للمقاومة CNRالمعترف بسلطة الجنرال دوﯕول.
ورغم أن مختلف القوى العسكرية –القوات الفرنسية في الداخل FFIوالقوات الفرنسية الحرة -قد لعبت ،بعد نزول
الحلفاء في منطقة نورماندي في يونيو ،1944أدوارا متفاوتة في تحرير البالد ،فإن مشاركتها العسكرية في نزول
جنوب فرنسا Le débarquement de Provenceوفي معارك تحرير فرنسا عززت المكانة السياسية للحكومة
المؤقتة للجمهورية الفرنسية GPRFالمؤسسة في مدينة الجزائر سنة .1944ليتم استقبال رئيسه استقبال األبطال بعد
تحرير باريس في غشت .1944