‫ُتعّد الخدمة االجتماعّية من أهّم الِمهن على اإلطالق؛ فهَي ِمن مهن الُمساعدات اإلنسانّية التي تقوم على

أسس ومتطّلبات‬
‫المهن المهمة‪ ،‬وذلك من حيث َت وُّفر األطر العديدة التي ُت ثري هذه المهنة كاإلطار النظري والمعرفي‪ ،‬ووجود‬
‫الُمتخّصصين والَم عاهد والُك لّيات لتعليمها ورفع مستوى العاملين فيها ثقافيًا‪ ،‬وتجمع بين االختصاصيين االجتماعيين‬
‫الموجودين فيها القيم األخالقّية الرفيعة التي ُتنّظ م عالقتهم مع بعضهم وعالقتهم بالُعمالء والُمجتمع‪ .‬أصبحت الخدمة‬
‫االجتماعية ُتنافس باقي المهن األخرى في األهمّية والَح داثة؛ فهي تنمو وتتطّو ر بشكٍل ُمستمر وذلك من أجل تلبية حاجاتها‪،‬‬
‫والّسعي لتحقيق أهدافها‪ ،‬وَم قدرتها على ُمواجهة القضايا العنصرّية المستجّدة وكيفّية التعامل معها وفق إطاٍر علمٍّي ووعٍي‬
‫َمعرفٍّي كبير؛ فالخدمة االجتماعية أو ما ُيسّمى بالرعاية االجتماعية هي ُمؤّسساٌت منّظ مٌة لها مهام وأعمال عديدة‪ ،‬وذلك‬
‫لتحقيق أهداٍف تّم وضعها ودراستها‪ ،‬بعيدًة ُك ّل الُبعد عن المردود المادي‪َ .‬ي رى الكثيرون أّن الخدمة االجتماعية تتشّعب‬
‫أنشطتها واّت جاهاتها في مساعدة األفراد والجماعات؛ فهي ال يقتصر عملها على الُمساعدة وعالج المشكالت الحياتّية التي‬
‫يمر بها األفراد‪ ،‬أو تحقيق التوافق لهم مع البيئة المحيطة بهم‪ ،‬وإّنما توجُد الّط رق والحلول لتغيير األوضاع الُمنتشرة في‬
‫المجتمع واألنظمة الُمختلفة القائمة فيه‪ ،‬وذلك بما ُيناسُب حّل هذه المشكالت‪ ،‬وبعد ذلك ُتحّسن الخدمة االجتماعية الُمستوى‬
‫االقتصادي والثقافي واالجتماعي‪ ،‬وحالة اإلسكان‪ ،‬وتوجُد فرص عمٍل للعاطلين‪ ،‬أو تدعو إلصدار تشريعاٍت جديدة تهدف‬
‫إلى تحسين األوضاع االجتماعّية ِبشكٍل عام‪ ]٢[]١[.‬تعريف الخدمة االجتماعية الَق ت الخدمة االجتماعّية اهتمامًا كبيرًا من‬
‫ِقبل الباحثين والعاملين في مؤسسات حقوق اإلنسان؛ وذلك نظرًا لعظم األعمال التي تؤّديها على الُمستوى اإلنساني بعيد‬
‫المدى؛ ولذلك فقد عّرفوها بَت عريفاٍت عديدة‪ ،‬ومن هذه التعريفات‪ ]٤[]٣[:‬مهنة ُمعّينة ذات أنشطة عديدة ُتساعد األفراد‬
‫والَج ماعات والُمجتمع‪ ،‬وذلك لَت رجمة المقدرات والمؤّهالت التي لديهم‪ ،‬وَد عمها ليتّم إيصالها إلى َم رحلة التفاعل‬
‫االجتماعي ِبصورٍة جيدة‪ .‬مساعدة الفرد أو الجماعة على استغالل إمكاناته الُمختلفة‪ ،‬وإمكانات مجتمعه؛ وذلك بهدف‬
‫التغّلب على الّصعوبات التي تعوق أدائه لَو ظيفته االجتماعية‪ .‬عّر فها ستروب بأّنها الفن الذي يعمل صاحبه على إيصال‬
‫الموارد العديدة إلى مجموعة من األفراد والجماعات بهدف سّد حاجات شرائح مختلفة من الناس‪ .‬وصفها سبيرون بأّنها‬
‫المهنة التي تهدف إلى وقاية الناس من العديد من المشكالت االجتماعية‪ ،‬والعمل على تطوير أدائهم لوظائفهم اليومّية‬
‫واالجتماعية‪ .‬بّين كراوس أّن الخدمة االجتماعية ذات تأثير ُمباشٍر على رفاهّية وصّح ة األفراد واألسر‪َ .‬ي رى دونالد هوارد‬
‫أّن مصطلح الخدمة االجتماعية َي رتبط على وجه الخصوص بتهيئة وتحسين ظروف حياة األفراد المادّية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬
‫والعقلية‪ ،‬والعاطفية‪ .‬عّر ف كاسيدي الخدمات االجتماعّية بأّنها األنشطة المنّظ مة التي تهتّم بصورٍة أساسيٍة وبشكٍل مباشر‬
‫بحماية وصيانة وتحسين الموارد اإلنسانية‪ُ .‬تضيف دائرة الَم عارف للعلوم االجتماعّية والدولية في حديثها حول تعريف‬
‫الخدمة االجتماعّية ودورها أّن الَه دف األساسي من وجود الرعاية االجتماعّية هو العمل على إعانة وُمساعدة األفراد‬
‫والعائالت والجماعات والُمجتمعات المختلفة‪ ،‬والتي ُتعاني من بعض االضطرابات المعيشّية والُمشكالت االجتماعية؛‬
‫فالخدمة االجتماعّية لها دور عظيم؛ ألّنها تساعدة اآلخرين وفق ُخ طٍط ونظرّياٍت تم وضعها ودراستها بأيدي أشخاٍص‬
‫متخّصصين اجتماعّيًا ومؤّهلين للتعامل مع جميع فئات الُمجتمع‪ .‬يتبّين من التعريفات السابقة آلية عمل الخدمات‬
‫االجتماعية‪ ،‬وماهية هذا العمل ومفهومه‪ ،‬والذي هو عبارة عن مجموعٍة من الجهود الكثيفة التي تبذلها الحكومات والهيئات‬
‫المختلفة والمؤسسات الخاصة‪ ،‬وذلك حتى يتمّك ن الفرد من التكّيف بشكٍل إيجابي مع البيئة الُمحيطة التي يعيش فيها‪ ،‬وهذه‬
‫التهيئة ُتتيح له أن َي نال قسطًا من الراحة النفسية‪ ،‬واالستمتاع بالّسكن المناسب‪ ،‬والقوة الجسمّية‪ ،‬والصحة البدنّية الجيدة‪،‬‬
‫والغذاء الكامل المتوازن‪ ،‬والثقافة‪ ،‬والتسلية‪ ،‬والترفيه‪ .‬أهداف الخدمة االجتماعية حتى يتسّن ى لِمهنة الخدمة االجتماعية‬
‫تحقيق أهدافها العديدة والنبيلة كان ال ُبّد لها من َت طوير األساليب والّط رق واألدوات التي ُتساعدها؛ وذلك لتخطو خطوات‬
‫التقّدم نحو األفضل‪ ،‬فأهدافها عظيمٌة بعظم اإلنسانية التي تسعى من أجلها‪ .‬من أهداف الخدمة االجتماعية‪]٧[]٦[]٥[:‬‬
‫الهدف األساسي واألسمى الذي تقوم عليه مؤّسسة الخدمة االجتماعية اإلنسان‪ ،‬وبالتالي فإّن كّل ما يتعلق باإلنسان من‬
‫احتياجات شخصية وخدمات اجتماعّية ُتوّفرها هذه المؤسسة؛ ذلك ألّن اإلنسان ِبطبيعته َي عتمد على اآلخرين لَب قائه‪،‬‬
‫ولرفاهّيته‪ ،‬وُو جدت هذه المؤسسة التي ُيعّد هدفها اجتماعٌّي بحت لَت خدم الفرد‪ ،‬وُتقّدم له ما يحتاج إليه من خدمات‪ ،‬وذلك‬
‫عن َط ريق وجود مجموعٍة ُمتخّصصٍة تعمل وفق أنظمٍة ُمعّينة‪ ،‬وترتيبات سياسّية أو اقتصادّية أو اجتماعّية‪ ،‬وتعمل هذه‬
‫المجموعة بشكٍل متناسق ومتكامل مع بعضها‪ ،‬ليتّم تحقيق الهدف المطلوب‪ .‬تهيئة ظروٍف َم عيشّية وحياتية كريمة ُتناسب‬
‫األفراد والجماعات في المجتمع‪ ،‬وُتغنيهم عن ُسؤال الناس‪ .‬توفير الحاجات المادّية‪ ،‬والُمتطّلبات الضرورّية التي تلزم كّل‬
‫فرٍد َي عيش في المجتمع‪ ،‬ويقع تحت رعاية مؤسسة الخدمة االجتماعية‪ .‬ضمان وتوفير ُمستوى صحي مالئم‪ ،‬والذي يشمل‬
‫عالج األفراد أو الَج ماعات من األمراض‪ ،‬والوقاية من األمراض التي قد ُتصيب األفراد‪ .‬إحداث تغييرات مهّمة‪ ،‬وحاسمة‬
‫مرغوب فيها على األفراد والجماعات والمجتمعات‪ ،‬وذلك إليجاد تكّيٍف بين الفرد وبيئته االجتماعية التي يعيش فيها‪.‬‬
‫تحقيق الهوّية المهنّية الخاّصة بها‪ ،‬والتي تمّيزها عن غيرها من المهن األخرى وتجعلها ُمختلفًة ومستقّلًة في عملها عّما‬
‫سواها من الِمَه ن اإلنسانّية األخرى‪ .‬تطوير هذه المهنة والسعي لالرتقاء بها من أجل ُمواجهة التحّديات العصرّية الحديثة‪،‬‬
‫وذلك من خالل رسم الُحدود الواِض حة لهذه الخدمة‪ ،‬وُمكّو ناتها ومقّو ماتها المهنّية والعلمّية‪.‬‬