الدرس الأول من سورة يوسف

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫الشطر األول من «سورة يوسف»‬ ‫❖‬

‫✓ وضعية مشكلة ‪:‬‬

‫تعتبر القصة القرآنية من أهم الدعامات التي يوظفها القرآن الكريم من أجل العبرة والموعظة‪ ،‬واستخالص‬

‫األحكام والحكم‪ ،‬كما تعتبر خبرا موثوقا ألنها من مصدر رباني‪ ،‬ووحي منزل‪ ،‬وإذا كانت القصة القرآنية‬

‫بشكل عام تتميز بهذه الوظيفة المهمة في تسديد سلوك اإلنسان‪.‬‬

‫فما هي الدروس المستخلصة من قصة سيدنا يوسف على وجه الخصوص؟‬ ‫•‬

‫وما هي أهم الدروس التي يمكن استنباطها من خالل الشطر األول من سورة يوسف؟‬ ‫•‬

‫✓ بين يدي اآليات‪:‬‬


‫َ‬
‫اركَ َوتَعَالى‪:‬‬ ‫✓ قَا َل ه‬
‫َّللاُ تَبَ َ‬

‫علَيكَ أَح َ‬
‫سنَ القَص ِ‬
‫َص‬ ‫بين ۝ إِنّا أَ َ‬
‫نزلناهُ قُرآنًا ع ََربِيًّا لَعَلهكُم تَع ِقلونَ ۝ نَح ُن نَقُصُّ َ‬ ‫﴿الر تِلكَ آياتُ الكِتا ِ‬
‫ب ال ُم ِ‬

‫ت إِنّي َرأَيتُ أَ َح َد‬


‫ف ِألَبي ِه يا أَبَ ِ‬
‫بِما أَوحَينا إِلَيكَ هـذَا القُرآنَ َوإِن كُنتَ مِ ن قَب ِل ِه لَمِ نَ الغافِلينَ ۝ إِذ قا َل يوسُ ُ‬

‫خوتِكَ فَيَكيدوا لَكَ‬ ‫همس َوالقَ َم َر َرأَيت ُ ُهم لي ِ‬


‫ساجدينَ ۝ قا َل يا بُنَ هي ال تَقصُص ُرؤياكَ عَلى إِ َ‬ ‫عش ََر كَو َكبًا َوالش َ‬
‫َ‬

‫علَيكَ‬ ‫عد ٌُّو ُمبي ٌن ۝ َوكَذ ِلكَ يَجتَبيكَ َربُّكَ َويُعَ ِّل ُمكَ مِ ن تَأوي ِل األَحادي ِ‬
‫ث َويُتِ ُّم نِع َمتَهُ َ‬ ‫نسان َ‬
‫ِ‬ ‫كَيدًا إِنه الشهيطانَ ِل ِ‬
‫إل‬

‫ف‬ ‫عقوب كَما أَتَ همها عَلى أَبَ َويكَ مِ ن قَب ُل إِبراهي َم َوإِسحا َ‬
‫ق إِنه َربهكَ عَلي ٌم حَكي ٌم ۝ لَقَد كانَ في يوسُ َ‬ ‫َ‬ ‫َوعَلى آ ِل يَ‬

‫َب إِلى أَبينا مِ نّا َونَح ُن عُصبَةٌ إِنه أَبانا لَفي ضَال ٍل‬
‫ف َوأَخوهُ أَح ُّ‬
‫سائِلينَ ۝ إِذ قالوا لَيوسُ ُ‬
‫خوتِ ِه آياتٌ لِل ّ‬
‫َوإِ َ‬

‫اطرحوهُ أَرضًا يَخ ُل لَكُم َوجهُ أَبيكُم َوتَكونوا مِ ن بَع ِد ِه قَو ًما صا ِلحينَ ۝ قا َل قائِ ٌل‬
‫ف أَ ِو َ‬
‫بين ۝ اقت ُلوا يوسُ َ‬
‫ُم ٍ‬

‫ار ِة ِإن كُنت ُم فا ِعلينَ ۝ قالوا يا أَبانا ما‬ ‫ب يَلتَقِطهُ بَعضُ ال ه‬


‫سيّ َ‬ ‫ت ال ُج ِّ‬ ‫ف َوأَلقوهُ في َ‬
‫غيابَ ِ‬ ‫مِ ن ُهم ال تَقت ُلوا يوسُ َ‬

‫ناصحونَ ۝ أَرسِلهُ َمعَنا َ‬


‫غدًا يَرتَع َويَلعَب َو ِإنّا لَهُ لَحافِظونَ ۝ قا َل ِإنّي‬ ‫ف َو ِإنّا لَهُ لَ ِ‬
‫لَكَ ال تَأ َمنّا عَلى يوسُ َ‬

‫ئب َونَح ُن عُصبَةٌ‬


‫ئب َوأَنت ُم عَنهُ غافِلونَ ۝ قالوا لَئِن أَ َكلَهُ ال ِ ّذ ُ‬
‫خاف أَن يَأكُلَهُ ال ِ ّذ ُ‬
‫لَيَحزُ نُني أَن تَذهَبوا ِب ِه َوأَ ُ‬

‫ب َوأَوحَينا ِإ َلي ِه لَتُنَ ِّبئَنه ُهم ِبأ َ ِ‬


‫مرهِم‬ ‫ت ال ُج ِّ‬ ‫سرونَ ۝ فَلَ ّما ذَهَبوا ِب ِه َوأَج َمعوا أَن َيج َعلو ُه في َ‬
‫غيا َب ِ‬ ‫ِإنّا ِإذًا لَخا ِ‬

‫ف عِن َد‬
‫س َ‬ ‫هـذا َوهُم ال َيش ُعرونَ ۝ َوجاءوا أَباهُم عِشا ًء َيبكونَ ۝ قالوا يا أَبانا ِإنّا ذَهَبنا نَستَ ِب ُ‬
‫ق َوت ََركنا يو ُ‬
‫س هولَت‬
‫ب قا َل بَل َ‬ ‫ئب َوما أَنتَ بِ ُمؤمِ ٍن لَنا َولَو كُنّا صادِقينَ ۝ َوجاءوا عَلى قَ ِ‬
‫ميص ِه بِد ٍَم َك ِذ ٍ‬ ‫َمتاعِنا فَأ َ َكلَهُ ال ِذّ ُ‬

‫وار َدهُم فَأَدلى‬ ‫ارةٌ فَأَر َ‬


‫سلوا ِ‬ ‫َّللاُ ال ُمستَعا ُن عَلى ما ت َِصفونَ ۝ َوجا َءت َ‬
‫سيّ َ‬ ‫َبر جَمي ٌل َو ه‬ ‫لَكُم أَنفُسُكُم أَ ً‬
‫مرا فَص ٌ‬

‫س ّروهُ بِضاعَةً َو ه‬
‫َّللاُ عَلي ٌم بِما يَع َملونَ ۝ َوش ََروهُ بِثَ َم ٍن بَ ٍ‬
‫خس دَرا ِه َم َمعدو َد ٍة‬ ‫َلوهُ قا َل يا بُشرى هـذا غُال ٌم َوأَ َ‬
‫د َ‬

‫سى أَن يَنفَعَنَا أَ ْو نَتهخِ ذَهُ‬ ‫شت ََراهُ مِ ن ِ ّمص َْر ِال ْم َرأَتِ ِه أَك ِْرمِ ي َمثْ َواهُ َ‬
‫ع َ‬ ‫الزا ِهدينَ ۝ َوقَا َل الهذِي ا ْ‬
‫َوكانوا في ِه مِ نَ ّ‬

‫علَى أَ ْم ِر ِه َولَ ِكنه أَ ْكثَ َر النه ِ‬


‫اس‬ ‫ِب َ‬ ‫َّللاُ َ‬
‫غال ٌ‬ ‫ض َو ِلنُعَ ِلّ َمهُ مِ ن تَأ ْ ِوي ِل األَحَادِي ِ‬
‫ث َو ه‬ ‫ف فِي األَ ْر ِ‬
‫َولَدًا َو َكذَ ِلكَ َم هكنها ِليُوسُ َ‬

‫الَ يَ ْعلَ ُمونَ ﴾‪.‬‬

‫]سورة يوسف‪ ،‬من اآلية‪ 1 :‬إلى اآلية‪[21 :‬‬

‫‪ - 1-‬التعريف بالسورة‪:‬‬

‫أ‪ -‬سورة يوسف‪:‬‬

‫سورة مكية عدد أياتها ‪.111‬‬ ‫•‬

‫ترتيبها النزولي ‪.53‬‬ ‫•‬

‫ترتيبها في المصحف ‪ 12‬بعد سورة هود وقبل سورة الرعد‪.‬‬ ‫•‬

‫سميت بذلك لتضمنها قصة سيدنا يوسف عليه السالم‪.‬‬ ‫•‬

‫ب‪ -‬سبب نزول السورة ‪:‬‬

‫نزلت سورة يوسف في آخر العهد المكي تسلية وتخفيفا لحزنه‪ ،‬أيام الشدة التي القاها‬ ‫•‬

‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من قومه بعد وفات عمه أبي طالب‪ ،‬ووفاة زوجه خديجة‬

‫رضي هللا عنهما‪.‬‬


‫نزلت كذلك إجابة على سؤال وجهه اليهود إلى الرسول صلى هللا عليه وسلم عن رجل‬ ‫•‬

‫كان في الشام فارقه ولده فبكى حتى عمي‪.‬‬

‫‪ - 2-‬شرح المفردات ‪:‬‬


‫الر ‪:‬من فواتح السور التي تعد من إعجاز القرآن‪.‬‬ ‫•‬

‫عربيا ‪:‬بلغة العرب لما في العربية من أدوات البيان واإلفهام‪.‬‬ ‫•‬


‫نقص عليك ‪:‬نحدثك ونبين لك‪.‬‬ ‫•‬

‫يجتبيك ‪:‬يصطفيك ألمور عظيمة‪.‬‬ ‫•‬

‫تأويل األحاديث ‪:‬تعبير الرؤيا‪.‬‬ ‫•‬

‫عصبة ‪:‬جماعة قوية‪.‬‬ ‫•‬

‫اطرحوه أرضا ‪:‬ألقوه في أرض بعيدة‪.‬‬ ‫•‬

‫يخل لكم ‪:‬يخلص لكم وحدكم‪.‬‬ ‫•‬

‫غيابات الجب ‪:‬ما أظلم من قعر البئر‪.‬‬ ‫•‬

‫أجمعوا ‪:‬صمموا وعزموا‪.‬‬ ‫•‬

‫سولت ‪:‬زينت وسهلت‪.‬‬ ‫•‬

‫واردهم ‪:‬من يتقدمهم ليستقي لهم‪.‬‬ ‫•‬

‫أسروه ‪:‬أخفوه عن بقية الرفقة‪.‬‬ ‫•‬

‫شروه ‪:‬باعوه‪.‬‬ ‫•‬

‫بخس ‪:‬منقوص نقصانا ظاهرا‪.‬‬ ‫•‬

‫أكرمي مثواه ‪:‬اجعلي محل إقامته كريما‪.‬‬ ‫•‬

‫غالب على أمره ‪:‬ال بقهره شيء وال يدفعه عنه أحد‪.‬‬ ‫•‬

‫أشده‪: :‬منتهى شدته وقوته‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ - – 3‬المعنى اإلجمالي للشطر القرآني‪:‬‬


‫افتتح هللا عز وجل هذه السورة بالثناء على قصة يوسف‪ ،‬وذكر الرؤيا التي رآها يوسف ألبيه مع تنبيه‬

‫هذا األخير على كتمانها‪ ،‬كما أكد هللا سبحانه وتعالى على اصطفائه لهذا النبي الكريم لتعبير الرؤى دون‬

‫باقي األنبياء‪ ،‬ثم انتقل سبحانه وتعالى لذكر أحداث المؤامرة التي تحاك ضد يوسف من طرف إخوته‪ ،‬التي‬

‫تتمثل في رميه في الجب والتخلص منه‪ ،‬ليتم هذا األمر وتكون صدمة ألبيهم الذي لم يتحمل فراق أعز‬
‫ابن له‪ ،‬ثم تكتب ليوسف النجا ة بإنقاذه من طرف القافلة التي باعته لعزيز مصر‪ ،‬لينتهي به المطاف في‬

‫قصره وخادما لزوجته‪.‬‬

‫‪ - - 4‬مضامين سورة يوسف من اآلية ‪ 1‬الى ‪:20‬‬

‫تتحدث هذه اآليات عن القرآن الكريم الذي أنزله هللا بلسان عربي واضح ليفهمه الناس‬ ‫•‬

‫ويعقلوه‪.‬‬

‫ثم تبين اآليات أن هللا سبحانه و تعالى يقص على النبي صلى هللا عليه وسلم أحس‬ ‫•‬

‫األخبار بإيحائه إليه هذا القرآن‪.‬‬


‫ثم تبدأ قصة يوسف عليه السالم حينما حكى ألبيه عن رياه‪.‬‬ ‫•‬

‫تفسير يعقوب عليه السالم لرؤيا إبنه بأنه سينال منزلة عالية ومكانة عظيمة في الدنيا‬ ‫•‬

‫واآلخرة‪ ،‬وأمره بكتمان رؤياه وأال يقصها على إخوته‪.‬‬

‫ثم تذكر اآليات حسد إخوة يوسف له على محبة أبيه له وألخيه الشقيق بنيامين أكثر‬ ‫•‬

‫منهم‪.‬‬

‫تشاور إخوة يوسف في قتله أو إبعاده إلى ارض ال يرجع منها‪ ،‬ليخلو لهم وجه أبيهم و‬ ‫•‬

‫تبقى لهم محبته وحدهم‪.‬‬

‫تستمر اآليات في الحديث عن يوسف وإخوته‪ ،‬وإلقائه في البئر‪ ،‬ورجوعهم إلى أبيهم‬ ‫•‬

‫بقميصه ملطخ بالدم‪ ،‬وادعائهم أن الدئب أكل يوسف‪.‬‬

‫‪ - - 5‬الدروس المستفادة من اآليات ‪:‬‬

‫ما في القرآن من قصص وأخبار يؤكد صدق الرسول صلى هللا عليه وسلم وإعجاز‬ ‫•‬

‫القرآن ألن الرسول صلى هللا عليه وسلم لم يكن يعرف من هذه األخبار شيئا قبل‬

‫نزول القرآن عليه‪.‬‬

‫الحسد مرض نفسي واجتماعي خطير له آثاره المدمرة‪.‬‬ ‫•‬


‫اإلستعانة باهلل والصبر عند الشدائد من غير شكوى وال جزع‪.‬‬ ‫•‬
‫ضرورة حفظ األسرار عن األشرار‪.‬‬ ‫•‬

‫الصبر على المحن واالبتالءات سنة سائر األنبياء والرسل‪.‬‬ ‫•‬

‫هللا تعالى يتولى عباده الصالحين في وقت الشدة‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ – 6‬القيم المستفادة ‪:‬‬

‫الصبر واليقين‪.‬‬ ‫•‬

‫الستر والكتمان‪.‬‬ ‫•‬

‫الحب‪.‬‬ ‫•‬

‫الحسد والغدر‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ – 7‬األحكام المستفادة ‪:‬‬

‫الكذب‪.‬‬ ‫•‬

You might also like