Professional Documents
Culture Documents
الدولة السعودية الأولى
الدولة السعودية الأولى
إعداد الطالب/
الدولة السعودية األولى
الدولة السعودية األوىل ،أو إمارة الدرعية ،هي دولة تأسست يف وسط اجلزيرة العربية عام ،1744
أسسها حممد بن سعود آل مقرن أمري الدرعية والذي اختذها عاصمة لدولته ،استمرت الدولة
السعودية األوىل يف التوسع حىت سقوطها عام 1818على يد اجليش العثماين بقيادة إبراهيم باشا.
تتقسم شبه اجلزيرة العربية إىل عدة أجزاء هي احلجاز وجند وهتامة ،فكانت معظم أجزاء هتامة
بينما كانت جند ختضع لنفوذ بعض األسر مثل آل سعود بالدرعية وآل خريف يف احللوة وآل ماضي
يف روضة سدير واملزاريع يف منفوحة ودهام بن دواس يف الرياض وبين زيد يف الوشم والعرض ،أما
اما جازان اليت كانت تسمى املخالف السليماين نسبة إىل سليمان بن طرف احلكمي أما منطقة عسري
فقد كانت تسمى ( خمالف جرش ) وكانت خاضعة لنفوذ آل عائض اليزيديون
وكان إقليم األحساء يف شرق اجلزيرة العربية على اخلليج العريب فيها ألسرة زامل اجلربي تلتها السلطة
والزبارة وكانت عاصمتها احلويلة وتشتهر املنطقة بالصيد والتجارة ،وكانت خاضعة ألسرة ال مسلم
التاريخ
إمارة الدرعية
بلدة الدرعية أسسها مانع بن ربيعة املريدي الدرعي مساها بالدرعية نسبة إىل بلدته اليت قدم منها وهي
الدروع (بلدة أو قرية صغرية كانت قدميا بالقرب من القطيف) ،وهي نسبة إىل جده درع أيضًا ،وقد
قدم مانع املريدي بعد أن دعاه ابن عمه ابن درع من حجر اليمامة ألخذ منطقة بالقرب من وادي
حنيفة وملا توىف مانع خلفه ابنه ربيعة بن مانع فرتأس أهل البلد ،وتكاثر سكان الدرعية ،فأراد ربيعة
توسعة رقعتها باالستحواذ على جانب من أراضي آل يزيد وكانت هلم قريتا الُنْع مية والوصيل
اجملاورتان للدرعية ،فدفعوه عنهم ،فقاتلهم ،وقوى ابن لربيعة ،امسه موسى فأصبح على اإلمارة يف أيام
أبيه ،واستقر يف احلكم وقضى على شوكة جريانه آل يزيد ،ودمر منازهلم وأجالهم عن قريتيهم
وأحلقهما بأراضي الدرعية ،وحكم بعده ابنه إبراهيم بن موسى مث ولده مرخان بن إبراهيم ،أيضا بعد
وفاة مرخان ،تأمر ابناه ربيعة ومقرن مشرتكني معا ،وتداول اإلمارة بعدمها ،ابنامها وطبان بن ربيعة
بن مرخان ،ومرخان بن مقرن بن مرخان .مث ناصر بن حممد بن وطبان ،فمحمد بن مقرن ،فإبراهيم
بن وطبان ،فأدريس بن وطبان ،إىل أن كانت أيام موسى بن ربيعة بن وطبان سنة 1131هـ ،فخلعه
أهل الدرعية سنة 1132هـ املوافق 1720م فتوالها سعود األول بن حممد بن مقرن وتوىف سنة
1137هـ املوافق 1725م وبعد وفاته ،خلفه أكرب رجال األسرة سنًا ،زيد بن مرخان بن وطبان
وقتل سنة 1139هـ املوافق 1726م وتوىل حممد بن سعود بن حممد بن مقرن إمارة الدرعية الذي
الدعوة اإلصالحية
بدأ اإلمام حممد بن عبد الوهاب بدعوته بعد حفظه للقران وتعلمه العلوم الشرعية والسفر ملكة
واملدينة والبصرة لتلقي العلم على علمائها وما شاهده من بعض األفعال املنكرة حسب اعتقاده اليت
يفعلها أكثر العوام والعلماء عرب العصور من التحذير منها بشدة كالدعاء عند قبور األموات واعتقاد
النفع والضر فيهم وتقبيل القبور والتمسح هبا والطواف هبا وغريها من املعتقدات الباطلة اليت هي
حسب اعتقاده شرك أو تقود إىل الشرك باهلل كما يعتقد بعقيدة السلف الصاحل من علماء املسلمني
خاصة من القرون الفاضلة من وصف اهلل مبا وصف به نفسه أو مبا وصفه به النيب بغري حتريف وال
تكييف وال تعطيل وال متثيل .فأفكاره تنبع من املدرسة احلنبلية الصرفة البن تيمية وقد رد عليه كما
رد على ابن تيمية من قبل خصومهم من هذه الردود قوله تعاىل "وال حتسنب الذين قتلوا يف سبيل اهلل
امواتا بل احياء عند رهبم يرزقون" آل عمران 169 -و اآلية "وال تقولوا ملن يقتل يف سبيل اهلل
امواتا بل احياء ولكن ال تشعرون" البقرة 154-هذا للشهداء فكيف النيب وأهل بيته
سافر للبصرة لتلقي العلم وقد أوذي كثريا هناك بسبب دعوته وأراه والنقاشات بينه وبني علماء
البصرة يف التوسل بالقبور واألضرحة وغريها كاالعتقاد باللجوء للقرآن الكرمي وحده فعارضه ورد
عليه العلماء كالشيخ القمي مؤكدين بأن كتاب اهلل وحده ال يكفي و قد ادعى عليه البعض يف أمر
مبالغ فيه بأن االجنليز خدعوه لريتكب املعصية و حرضوه على متزيق الصف االسالمي كم جاء يف
مذكرات مسرت مهفر فخرج من البصرة إىل الزبري مث األحساء وتلقى العلم هناك مث عاد إىل حرميالء
وبدأ إعالن دعوته وصار له تالميذ وألف كتابه األشهر كتاب التوحيد الذي هو حق اهلل على العبيد
وقد انتشر الكتاب بني طلبة العلم ،وبعد حماولة قتله من العبيد الذي أنكر عليهم الكثري من أعماهلم،
خرج الشيخ بعدها إىل العيينة وكان أمريها عثمان بن محد بن معمر الذي أيده ونصره وتزوج الشيخ
من اجلوهرة بنت عبد اهلل بن معمر وبدأت الدعوة اإلصالحية فسار الشيخ مع جيش بن معمر هلدم
قبة قرب زيد بن اخلطاب فهدمها الشيخ بيده وأقام األمر باملعروف والنهي عن املنكر كما يراه ،فبدأ
صدى الدعوة ينتشر فبدأت املخاصمة من بعض العلماء الذين راسلوا علماء مكة واملدينة والبصرة مث
شكوه إىل حاكم األحساء رئيس بين خالد سليمان بن حممد آل محيد خلروجه عما يعتقدون أنه
إمجاع املسلمني فأرسل ألبن معمر يطلب منه قتل الشيخ وإال فأنه سيقطع عنه اخلراج فأمر خبروج
بعدما وجه الشيخ إىل الدرعية توافد عليه الطالب ومنهم ثنيان بن سعود ومشاري بن سعود أخوة
أمري الدرعية حممد بن سعود ومل يكن األمري مهتما للشيخ إال بعد طلب زوجة األمري موضي بنت أيب
وطبان من الذهاب إليه ونصرته ،وطلب ثنيان ومشاري من األمري أن يذهب إليه بنفسه فألتقى اإلمام
حممد بن عبد الوهاب مع األمري حممد بن سعود وكان األمري خيشى بعد نصرته أن يفارقه الشيخ
ويستبدل غريه وأن مينعه من األموال اليت يأخذها من األهايل فرد الشيخ بأن الدم بالدم واهلدم باهلدم
وأما األموال فلعل اهلل يعوضه خبري منها وبدأ ما يعرف مبيثاق الدرعية يف 1745وهو بداية لقيام
خريطة تبني بعض أهم املدن والقرى واهلجر الواقعة على هضبة جند ،باإلضافة إىل بعض احلواضر
واملدن اجملاورة.
بعد ميثاق الدرعية بدأ التوسع السعودي لنشر الدعوة اإلصالحية والبيعة ألمري الدرعية حممد بن
سعود ،ومل تعرف الدولة السعودية الناشئة استقرارا لكثرة احلروب وكثرة اخلصوم للدولة ورفض
الدعوة اإلصالحية أو ما يسميها اخلصوم الوهابية وتبدل والء البلدان من املعاهدة وتبين الدعوة إىل
إقليم العارض
يقصد بالعارض الرياض والدرعية والعيينة وضرما ومنفوحة وقد كان أكرب خصوم إمارة الدرعية أمري
الرياض دهام بن دواس وأمري ثرمداء إبراهيم بن سليمان العنقري واألول هو الذي رفض الدعوة
اإلصالحية وقاتل ضد توسع إمارة الدرعية يف سبعة عشر موقعة ملدة سبع وعشرين عاما قتل فيها
حاويل أربعة آالف قتيل ومن أشهرها وقعة الشياب ووقعة العبيد وقد قاد دهام محلة على إمارة
الدرعية قتل فيها فيصل وسعود أبنا حممد بن سعود وبعدها وقعة الشراك ووقعة البنية ووقعة اخلريزة
ووقعة احلبونية ووقعة البطحاء وأستمر الكر والفر حىت طلب دهام بن دواس الصلح من الشيخ حممد
واإلمام حممد بن سعود ووافق على الشروط وهي عودة أنصار الدعوة للرياض وان يرد إليهم أمواهلم
وأن يدفع للدرعية ألفي لاير معجلة ،وقد شارك دهام يف حرب الدرعية ضد قبائل الظفري يف وقعة
جراب وبعد وفاة اإلمام حممد بن سعود جتددت اخلالفات واحلروب بني إمارة الرياض والدرعية حىت
سقطت الرياض بعد أن تركها دهام بن دواس بعد مقتل ولديه وتعبه من كثرة احلروب وذهب إىل
الدمل وقد أتى الرياض اإلمام عبد العزيز بن حممد بن سعود حمتال يف ربيع اآلخر سنة 1187هـ /
1773م فعلم بفرار دهام فخضعت الرياض وانتشرت فيها الدعوة اإلصالحية .انضمت منفوحة
بقيادة أمريها علي بن مزروع لتبين الدعوة يف 1159هـ 1746م ونقض أهلها عهدهم للدرعية
سنة 1166هـ ،ومت ضم العيينة الذي تبىن أمريها عثمان بن محد بن معمر الدعوة اإلصالحية ولكنه
أخرج الشيخ حممد بسبب ضغوط من حاكم األحساء سليمان بن حممد ،وقد شارك أمري العيينة يف
حروب الدرعية ومت قتله سنة 1163هـ 1750 /م بعد صالة اجلمعة بسبب وجود قرائن من
مؤيدين الدعوة بعدائه للدولة السعودية الناشئة ووجود اتفاقات سرية مع خصوم الدولة وبعده عني
مشاري بن معمر ومت عزله وعني بدله سلطان بن حميسن املعمري وانتهت حكم آل معمر وأصبحت
العيينة تابعة للدولة السعودية .وخضعت حرميالء للحكم السعودي سنة 1165هـ 1751 /م ولكن
قاضي حرميالء الشيخ سليمان بن عبد الوهاب شقيق الشيخ حممد بن عبد الوهاب كان معارضا
ورافضا لدعوة أخوه اإلصالحية فقام بتحريض أهلها على طرد أتباع الدعوة ومنهم األمري حممد بن
عبد اهلل وأخوه عثمان فقصد املطرودون الدرعية فخاف أهل حرميالء من الثأر فأرجعوهم إىل دارهم
ولن آل راشد من حرميالء هجموا عليهم وقتلوا األمري حممد بن عبد اهلل ومثانية من اتباعه وجنا مبارك
بن عدوان واستنجد باإلمام حممد بن سعود الذي أرسل ابنه عبد العزيز الذي متكن من السيطرة على
حرميالء وتعيني مبارك بن عدوان أمريا هلا وقد مت عزله بعد تنكره للدعوة وتعيني أمحد بن ناصر بن
عدوان .واستطاع احلكم السعودي السيطرة على إقليم العارض ونشر الدعوة اإلصالحية فيها.
القويعية اليت بايعت سنة 1169هـ 1755/م ،ومن البلدان اليت رفضت وقاومت التوسع السعودي
ثرمداء وبلدة أشيقر وبلدة القصب وبلدة مرات وبلدة الفرعة ومل تسقط إال بعد أن قام األمري عبد
العزيز بن حممد بن سعود بعدة محالت عسكرية ضدها ،وقامت الدرعية بعدة محالت ضد إقليم سدير
استمرت ألكثر من عشر سنوات واستطاعت السيطرة على بعض البلدان وروضة سدير ويف عام
1196هـ 1782/م قام حتالف كبري ضد نفوذ آل سعود ويضم التحالف آل ماضي من روضة
سدير وأمري اخلرج زيد بن زامل الدليمي واستطاع التحالف إخراج القوات السعودية من الروضة
ولكن القوات السعودية يف ثادق استطاعت بعد ذلك هزمية آل ماضي والسيطرة على روضة سدير
وتعيني عبد اهلل بن عمر أمريا عليها .استمر التوسع للسيطرة على إقليم اخلرج الذي قاوم التوسع
السعودي بقيادة أمريها زايد بن زامل الدليمي وقد شارك زيد يف عدة أحالف ضد الدرعية زعماء
من جنوب جند ومساعدة من أهل جنران لشن هجوم جبيش كبري ضد الدرعية وقد اهنزمت القوات
السعودية يف معركه احلاير وبعد عقد اتفاق بني عبد العزيز بن حممد بن سعود وأمري جنران انسحبت
قوات جنران بقيادة حسن بن هبة اهلل املكرمي وبعد ذلك عقد زايد صلح مع الدرعية ولكنه خرج
عليه فأمر األمري عبد العزيز بن حممد بن سعود بتنحيته وتعيني سليمان بن عفيصان وأستمر زايد يف
حربه للدرعية حىت مت قتله على يد دورية سعودية واستمر أبناءه من بعده يف حروهبم مع الدرعية ومل
تستقر اخلرج يف عهد حممد بن سعود وترددت بني املبايعة والنقض واستطاع عبد العزيز بن حممد
إقليم القصيم
أعلنت بريدة بقيادة أمريها محود الدرييب ال أبوعليان والءها إلمارة الدرعية وتبنيها للدعوة اإلصالحية
سنة 1182هـ 1768/م ولكنها مل تستقر حىت حاصرها سعود بن عبد العزيز بن حممد سنة 1189
هـ 1775 /م ومت تعيني حجيالن بن محد أمريا عليها ،وخضعت عنيزة وأمريها عبد اهلل بن أمحد بن
زامل سنة 1182هـ 1768 /ولكن عنيزة مل تستقر للحكم السعودي وتزعمت عنيزة العصيان أكثر
من مرة وقتلت الدعاة املرسلني من الدرعية ،وتزعمت عنيزة سنة 1196هـ عصيان كبري وطلبت
عنيزة من حاكم األحساء سعدون بن عريعر العون فأرسل قواته املتحالفة مع قبائل الظفري وبادية مشر
وعنزة وحاصرت القوات بريدة املوالية للحكم السعودي وأمريها حجيالن بن محد لعدة أشهر ولكن
احلصار فشل ورجعت قوات سعدون وتوجهت لروضة سدير واستولت عليها ،واستطاع سعود بن
عبد العزيز بن حممد سنة 1202هـ 1788م إخضاع عنيزة للحكم السعودي .ساهم حجيالن بن
محد أمري القصيم يف التوسع السعودي يف الشمال يف شن عدة محالت على جبل مشر اخلاضع حلكم آل
علي حىت انضمام جبل مشر سنة 1207هـ 1792م ،وإخضاعه بعدها لقبائل الشرارات يف دومة
ضم جبل مشر من قبل أمري القصيم حجيالن بن محد وإدخاهلا حتت احلكم السعودي يف عام 1207
هـ1792 /م حيث قام األمري حممد بن عبد احملسن آل علي من اجلعفر من مشر حاكم جبل مشر ومشال
جند بالتحالف مع الدولة السعودية األوىل ووحد الصفوف عقائديا ومسيت حائل بالدا" تابعة
للمذهب اجلديد الذي كانت تدعو له القوات السعودية ،واطلق على األمري حممد بن عبداحملسن آل
احلامية العثمانية وأستمر التوسع لدولة بين خالد حىت وصل إقليم العارض يف جند ،ويف عهد حاكم
األحساء سليمان بن حممد بدأ الصراع مع الدرعية فقد أمر حاكم األحساء من أمري العيينة قتل حممد
بن عبد الوهاب فأخرجه أمري العيينة للدرعية ،وقد حدث خالف بني زعماء بين خالد نتج عنه طرد
سليمان بن حممد من األحساء فلجأ للخرج ومات هناك وتوىل عريعر بن دجني زعامة بين خالد
وحكم األحساء.
بد أت محالت بين خالد على الدرعية سنة 1172هـ 1759 /م حني قام عريعر بن دجني بالتحالف
مع أمراء جند ووصل التحالف لبلدة اجلبيلة مشال وادي حنيفة ولكن احللف تصدع ومل ينجح وعاد
تزعم عريعر بن دجني محلة كربى سنة 1178هـ 1765 /م بالتحالف مع حسن بن هبة اهلل
املكرمي زعيم جنران ودهام بن دواس أمري الرياض وبعض أمراء جند وتلقت الدرعية ضربة من قوات
جنران هددت بسقوط الدولة السعودية الناشئة وعقد اإلمام حممد بن سعود واإلمام حممد بن عبد
الوهاب صلح مع أمري جنران فأوقف أمري جنران هجماته ولكن قوات عريعر وصلت للدرعية
وحاصرت الدرعية ملدة شهر كامل .بعدها قام عريعر بن دجني سنة 1188هـ 1774 /م هبجوم
على منطقة القصيم وجنح يف إبعاد عبد اهلل بن حسن وتعيني راشد الدرييب ال أبوعليان وكان ينوي
شن هجوم على الدرعية ولكنه تويف بعد شهرين من انسحابه من بريدة.يف األحساء دب اخلالف
والصراع بني زعماء بين خالد بعد وفاة عريعر بن دجني حىت توىل سعدون بن عريعر احلكم ،قام
1198هـ 1784م بشن محلة على قرية العيون وغنم منها غنائم كثرية وقام اإلمام سعود يف
1199هـ 1785 /م بعملية استالء على قافلة قادمة من األحساء .جتدد اخلالف بني زعماء بين
خالد فخرج سعدون بن عريعر من األحساء وجلأ للدرعية فأستغلها اإلمام عبد العزيز بن حممد فأمر
قائده سليمان بن عفيصان بغزو األحساء فغزا بلدة اجلشة وميناء العقري وأشعل النريان فيها بعد أن
استوىل على األموال فيها .قاد اإلمام سعود بن عبد العزيز محلة ضد بين خالد وقائدهم عبد احملسن بن
سرداح سنة 1204هـ 1789م يف غزوة غرمييل اهنزم فيها جيش بين خالد وهرب عبد احملسن
اإلمام سعود يغزو القطيف وحياصر سيهات وبلدة عنك وقتل عبد احملسن بن سرداح زعيم بين خالد.
واستطاع بعدها اإلمام سعود هزمية براك بن عبد احملسن بن سرداح وفراره للمنتفق يف معركة الشيط
والسيطرة على األحساء ومبايعة أهلها وتعيني أمراء هلا ونشر الدعوة السلفية وهدم القباب واألضرحة
وبناء املساجد .مل تستقر األحساء حىت خضعت سنة 1210هـ 1796 /م يف غزوة الرقيقة.
بعد السيطرة السعودية على األحساء بدأ التوسع يف مناطق اخلليج العريب ومنها الكويت فقامت عدة
محالت سعودية بقيادة القائد إبراهيم بن عفيصان ومحالت أخرى من الكويت وتعاون الكويت مع
محلة ثويين بن عبد اهلل اليت كانت بأمر من سليمان باشا -وايل بغداد -للقضاء على الدعوة املنبثقة من
الدرعية ،والختصار نفوذها تنفيذًا ألمر السلطان إال اهنا مل ختضع للهيمنة السعودية.
توسعت الدولة السعودية للسيطرة على قطر واستطاع إبراهيم بن عفيصان السيطرة على القرى فرحية
واحلويلة واليوسيفية والرويضة ونشر الدعوة اإلصالحية فيها سنة 1207هـ ،استطاع إبراهيم بن
عفيصان السيطرة على الزبارة مقر إقامة آل خليفة فخرج آل خليفة جلزيرة البحرين.
توسعت الدولة السعودية أيضًا يف عمان فأرسل مطلق بن حممد املطريي فاستوىل على مطرح ونزوى
ووصل إىل رأس اخليمة وعقد صلحًا مع القواسم اعتنقوا مبوجبها القواسم العقيدة السلفية وهدموا
مجيع األضرحة.
االقتصاد
الموارد االقتصادَّية
الِعملة النقدَّية
تعامل سكان اجلزيرة العربية بعمالت نقدية خمتلفة بعضها كانت عثمانية تركية ،وفرنسية ،وهندية،
وإيطالية ،ومنساوية .ومنها :دوالر ماريا تريزا املعروف يف جند بالريال الفرانسي أو الريال جمازًا ،وقد
طغى على االسم احلقيقي للريال حىت كاد ينسى بني الغالبية العظمى من الناس ،وتعد هذه العملة من
أشهر العمالت األجنبية اليت استخدمت على نطاق واسع يف اجلزيرة العربية ،وهو عبارة عن قطعة
نقدية من الفضة كبرية احلجم ،وزنه أوقية واحدة ،ولدقة وزنه أصبح وحدة وزن يف األسواق
الشعبية ،وهو من أشهر العمالت يف جند ،واستمر التعامل به إىل توحيد الدولة السعودية الثالثة،
والدوالر النمساوي والريال الفرانسي هذا قد نقش على وجهه صورة األمرباطورة ماريا ترييزا بوضع
جانيب تنظر جهة اليسار ،أما ظهره فقد نقش عليه شعار اإلمرباطورية الرومانية املقدسة املتمثل يف
النسر ذي الرأسني.
أيضا العملة احملمدية وهي وحدة نقد عثمانية تنسب إىل السلطان حممد خان الرابع بن إبراهيم األول
خان بن أمحد ،وهو نقد حناسي أو خليط من النحاس ومعادن أخرى ،وتضرب يف البصرة بالعراق.
وقد قام اإلمام سعود بن عبدالعزيز بن حممد آل سعود بسك هذا النقد يف مكة املكرمة خالل الفرتة
كانت هناية الدولة السعودية على يد وايل مصر العثماين حممد علي باشا وابنه إبراهيم باشا الذي قاد
احلملة املصرية الثالثة إىل وسط اجلزيرة العربية واستطاع الوصول إىل الدرعية عاصمة الدولة بعد
معارك عديدة فدمرها وأهنى الدولة السعودية األوىل وقبض على اإلمام عبد اهلل بن سعود وأرسله مع
وقام إبراهيم قبل انسحابه من اجلزيرة العربية بإعدام رجال الدولة السعودية الكبار من قادة وعلماء،
وكان من بينهم آل عفيصان؛ ومنهم أمري اخلرج عبد اهلل بن سليمان بن عفيصان ،وأمري األحساء فهد
بن سليمان بن عفيصان ،وابن أخيه متعب بن إبراهيم بن عفيصان .فلم يبَق منهم إال األطفال يقول
ابن بشر عن هذه احلادثة..« :أقبل اآلغا الذي يف حوطة اجلنوب املسمى جوخ دار ومن معه من
العساكر .ونزل الدمل البلد املعروفة يف اخلرج وقتل آل عفيصان ،وهم فهد بن سليمان بن عفيصان
وأخوه عبداهلل بن سليمان بن عفيصان ومتعب بن إبراهيم بن سليمان بن عفيصان واستأصل مجيع
خزائنهم وأمواهلم وقتل أيضا علي بن عبد الوهاب قتلوه قرب الدرعية وكان له معرفة يف احلديث
والتفسري وغري ذلك .مث إن الباشا رحل من القصيم وقصد املدينة ورحل معه حجيالن بن محد أمري
يقول قائد اجليوش الغازية إبراهيم حممد علي يف رسالته لوالده حاكم مصر خيربه عن هذه احلادثة
وكأنه يطابق نص ابن بشر يف إعدام آل عفيصان وترحيل حجيالن إىل املدينة املنورة ..« :وقد رتبه
اجلزاء الالزم امتثاال لألمر العايل وإلرادة حضرة ويل النعم على الذين مييلون إىل الفساد يف جند
وعارض وسائر األقاليم أو يالحظ أن يكونوا مبعث فنت من أمراء عبداهلل بن السعود ،كعبداهلل بن
عفيصان وأخيه متعب وفهد ،جزاء يكون عربة لآلخرين ...وبعد تدمري األشخاص املذكورين
وترحيل حجيالن إىل املدينة ليقيم هبا مل يبق بعد اليوم يف تلك احلوايل من يتوهم منه التسلط على
جانب احلرمني وقد خليت األقاليم املذكورة على منطوق األمر العايل.»...