عالقة الديداكتيك بالبيداغوجيا عالقة الديداكتيك بالبيداغوجيا عالقة الديداكتيك بالبيداغوجيا األسناد تتكون كلمة "بيداغوجيا" في األصل اليوناني ،من حيث االشتقاق اللغوي ،من شقين، هما : Pédaوتعني الطفل ،و Agôgéوتعني القيادة والتوجيه .وبناء على هذا ،كان البيداغوجي Le pédagogueهو الشخص المكلف بمراقبة األطفال ومرافقتهم في خروجهم واألخذ بيدهم ومصاحبتهم .وقد تطور استعمال كلمة ( )Pédagogueوأصبح يدل على المربي .لذلك في مجال التعليم اليوم اتخذ مصطلح "بيداغوجيا" للداللة على توجيه وتأطير المتعلم. أما من ناحية االصطالح :فالبيداغوجيا هي مجموع النظريات واإلستراتيجيات واألنشطة والممارسات العملية والتطبيقية التي تهتم برسم طريق المربي من أجل تواصل ناجع بينه وبين المتعلم لتحقيق الغاية من التعليم أال وهي التربية .ألن بدون أسلوب التواصل الصحيح والممنهج بين المعلم والمتعلم لن تتحقق التربية. ولتحديد مفهوم "البيداغوجيا" البد من النظر إليه من زاويتين: .1الحقل المعرفي القائم على التفكير الفلسفي والسيكولوجي في غايات وتوجهات األفعال واألنشطة المطلوب ممارستها على المتعلم في وضعية التربية والتعليم. .2النشاط العملي ،الذي يعنى بمجموع الممارسات واألفعال التي ينجزها كل من المدرس والمتعلمين داخل الفصل. المتمثل في مختلف ِّ يقول أحمد الفاسي" :فالبيداغوجيا على مستوى التطبيق هي ذلك النشاط العلمي الممارسات والتفاعُالت التي تتمُّ داخل مؤسسة المدرسة بين المدرس والمتعلمين ،أما في بعدها النظري هي ذلك الحقل المعرفي الذي يهتمُّ بدراسة الظواهر التربوية والمناهج والتقنيات بهدف الرفع من نجاعة وفاعلية الفعل البيداغوجي". [أحمد الفاسي؛ الديداكتيك :مفاهيم ومقاربات ،جامعة عبدالمالك السعدي ،طبعة الخوارزمي ،تطوان ،د.ت ،ص]8-7 هذان االستعماالن يجعالن من البيداغوجيا مفهوما عاما ينطبق على كل ما له ارتباط بالعالقة القائمة بين المتعلم والمربي فهي بذلك تهتم بالتربية التي تمارس داخل المدرسة في األنشطة الصفية وغير الصفية. فالبيداغوجيا تعني في نفس الوقت أنشطة وممارسات تطبيقية تتم داخل القسم ،وكذا ما يمكن أن يعمل على ترشيد وعقلنة هذه األنشطة والممارسات؛ أي :التنظير الذي يقصد فهم الظواهر ودراسة الطرائق والتقنيات بغية الخروج بتعميمات ونماذج تطبيقية تمدُّ النشاط التربوي بأفكار وإجراءات مو َّجهة. ولتفسير االنتقال من البيداغوجيا الى الديداكتيك ،يقول فرانسوا تيستو ،F.Testuفي كتابه: من السيكولوجيا إلى البيداغوجيا" :إن الوضعية البيداغوجية ،تتميز في الواقع بخصوصية وغنى ،لدرجة أنه ينبغي ،حسب بياجي ،J.Piagetمعالجتها لذاتها بأكثر تجريبية ممكنة، مستعملين ميتودولوجيا السيكولوجيا .وبتعبير آخر ،فإن البيداغوجيا التجريبية وحدها قادرة على أن تؤسس الديداكتيك". ويتضح من هذا القول ،أن البيداغوجيا التجريبية هي التي كانت وراء ظهور الديداكتيك .وبناء عليه ،يمكن إعادة التصور العام لحركية البيداغوجيا ،والقول بأن االنتقال كان في البداية من الفلسفة إلى السيكولوجيا ،ومن السيكولوجيا إلى البيداغوجيا ،ثم من البيداغوجيا إلى الديداكتيك. يبقى هنا أن نتساءل .هل باإلمكان أن تتجاوز الديداكتيك البيداغوجيا؟ وبالتالي ،هل الديداكتيك يلغي البيداغوجيا ويقيم معها قطيعة؟ أم أنه يبقى على الدوام بحاجة إليها ويشتغل لفائدتها؟ إذا كان الديدكتيك يعنى بتنظيم عمليات التعلم والتعلم التي يعيشها المتعلم لبلوغ األهداف المنشودة، فإن هذا التنظيم ليس بالعملية السهلة؛ فهو يتطلب االستنجاد بمصادر معرفية مساعدة؛ كالسيكولوجيا لمعرفة نفسية المتعلم وحاجاته ،والبيداغوجيا المالئمة للتعامل ،معه ،وينبغي أن يقود هذا التنظيم المنهجي للعملية التعليمية التعلمية إلى تحقيق التعلم ،وتتجلَّى على مستوى المعارف العقلية التي يكتسبها المتعلم ،وكذا على مستوى المواقف الوجدانية والمهارات الحسية الحركية التي تتجلَّى ً ُّ مثال في الرياضة. نستشف أن الديداكتيك تتطلب جملة من الشروط الدقيقة وباألساس االلتزام بنهج علمي مستمد من النظريات واإلستراتيجيات واألنشطة والممارسات العملية والتطبيقية عند معالجة الوضعية التعليمية التعلمية التي يكون فيها المتعلم مركزا لها (يتفاعل – يبني تعلماته -يصحح تمثالته )...والمدرس مسهال لها (ينقل ويالئم المعرفة – يحدد الطرائق – يحضر المعينات )... وعليه يمكن القول إن العالقة بين البيداغوجيا والديداكتيك هي عالقة اتصال وتكامل ،فعند اختيار بيداغوجيا ما فهي تؤثر على الديداكتيك (الطرائق – الوسائل )...والعكس صحيح (طبيعة المادة أو مقطع تعليمي معين يؤثر على االختيارات البيداغوجية) - 3عالقة الديداكتيك العام بحقول معرفية أخرى يستمد الديداكتيكي المعطيات التي يبحث عنها من الحقول التالية: – 1حقل علوم التربية: -الحقل السيكولوجي :نظريات التعلم ،علم النفس التكويني ،علم النفس االجتماعي ,التحليل النفسي... -الحقل السوسيولوجي :سوسيولوجيا التربية ،أنثروبولوجيا التربية.....
- 2الحقول المعرفية األخرى:
-الحقل اإلبستمولوجي :نظريات المعرفة ،تاريخ العلوم ،المنطق... .... - عالقة الديداكتيك بالحقول المجاورة -3عالقة الديداكتيك بالحقول المجاورة الوضعية : السياق: أثناء ممارستك لمهام التدريس ،أنت مطالب بتخطيط التعلمات لألقسام المسندة إليك ،وهو أمر يقتضي منك استحضار مختلف التبريرات الديداكتيكية المستمدة من الحقول المعرفية المجاورة للديداكتيك ،باعتبارها موجهات أساس لعملية التخطيط. – 1المهمة المطلوبة: اعتمادا على مكتسباتكم السابقة وما راكمتموه من خبرات ميدانية ،واستعانة بما لديكم من األسناد ( 2و3 و)4؛ أعدوا دراسة مفصلة للوضعية التكوينية المقدمة. – 2المنتوج المنتظر: -بطاقة واصفة لعالقة الديداكتيك بالحقول المعرفية المجاورة: – 3تأطير الورشات: تعين كل ورشة مسيرا ومقررا؛ مدة النشاط30 :دقيقة. – 4التقاسم: يعرض المقرر المنتوج أمام المشاركين ومناقشته؛ صيغة تقديم المنتوج المختار :المسالط العاكس أو أوراق العرض... الورشة الخامسة: الورشة الثالثة: الورشة األولى: عالقة الديداكتيك عالقة الديداكتيك عالقة الديداكتيك باإلبستيمولوجيا بسوسيولوجيا التربية بالسيكولوجيا
عالقة الديداكتيك عالقة الديداكتيك عالقة الديداكتيك باإلبستيمولوجيا بسوسيولوجيا التربية بالسيكولوجيا األسناد االبستمولوجيا مصطلح ذو أصول يونانيّة يتكون من كلمتين( :إبستمي) ومعناها العلم ،و(لوغوس ) ومعناها النظرية أو الدراسة .ومن ثمُّ فإنه يفيد نظريّة العلوم أو دراسة العلوم. يعتبر الفيلسوف االسكتلندي جيمس فريديريك فيرييه ( )1864-1808أول من وضع هذا المصطلح في كتابه "مبادئ الميتافيزيقا" عند تمييزه في الفلسفة بين مبحث الوجود (أنطولوجيا) ومبحث المعرفة (ابستمولوجيا). الكلمة في استعمالها الفلسفي المعاصر تعني الدراسة النقديّة للمعرفة العلميّة وتهت ّم بالبحث النقدي في مبادئ العلوم وموضوعاتها وفرضيّاتها ونتائجها وقوانينها ،بغية إبراز بناها ومنطقها وقيمتها الموضوعيّة. يصعب الفصل بين اإلبستيمولوجيا وفلسفة العلوم وذلك نظرا لكون مصطلح فلسفة العلوم مصطلح واسع ألنه قد يشمل أي تفكير في العلم ،ومن هذا المنظور تعتبر اإلبستيمولوجيا جزءا من فلسفة العلوم أو طريقة من طرائق ممارستها – وقد يكون هذا األمر هو الذي أدى بالالند في معجمه الفلسفي لتعريف: -اإلبستيمولوجيا على أنها فلسفة العلوم. -اإلبستمولوجيا تدرس بشكل نقدي مبادئ كافة أنواع العلوم وفروضها ونتائجها لتحديد أساسها المنطقي ال النفسي وبيان قيمتها الموضوعية. ومن المفاهيم التي انبثقت عن االبستمولوجيا نجد القطيعة االبستيمولوجية والعائق اإلبستمولوجي. فاالبستمولوجيا أو نظرية المعرفة تبحث في اإلشكاالت التالية :ما هي المعرفة وكيف يمكن أن تنظم؟ وما هي قيمة المعرفة؟ وما الفرق بين العلم والمعرفة؟ بل وما عالقة العلم بالمعرفة؟ ... وقد حاولت العديد من المدارس الفلسفية اإلجابة عن هذه األسئلة محاولين نقد وتفسير ما توصلت إليه البشرية من علوم ومعارف واكتشافات ونتائج ...سواء على الصعيد العلمي الصرف أو اإلنساني. فاإلبستيمولوجيا تدرس المعرفة وتنخلها وتنظر في بنائها والديدكتيك يدرس كيفية تنظيم عمليات تعلم المعرفة وكل التفاعالت التي تحدث أثناء تدريسها. فالديدكتيكي عندما يشتغل على المعرفة فهو يقوم بعمل اإلبستيمولوجي خاصة عندما يقوم بعملية نقل المعرفة من مستوياتها العالمة إلى أن أن تصل إلى المتعلم. فالعالقة بين الحقلين متعلقة بالمعارف ،وتهتم ببناء مضامين التعليم وبنية المادة الدراسية موضوع التعلم ،والتفكير في األسس العلمية والنظرية المؤسسة لهذه المعارف ،وكيفيات إدماجها ونقلها لتكون معرفة مدرسية أو موجهة للتدريس ،وكذا المشاكل التي تطرحها عمليات هذا النقل واإلدماج... علم النفس هو الدراسات العلمية للسلوك والعقل والتفكير والشخصية ،ويمكن تعريفه بأنه: "الدراسة العلمية لسلوك الكائنات الحية ،وخصوصا اإلنسان ،وذلك بهدف التوصل إلى فهم هذا السلوك وتفسيره والتنبؤ به والتحكم فيه". إنها العلم الذي يتخذ من السلوك ومن مكونات النفس وما يعتمل بداخلها وما تشتمل عليه موضوعا لدراسته العلمية ( المنهل التربوي) حققت السيكولوجيا استقاللها عندما اعتمدت المنهج العلمي السائد في العلوم الحقة الذي ساعدها عن االبتعاد عن الذاتية التي كانت تتبعها في المنهج االستبطاني. أصبحت السيكولوجيا حاليا تهتم بدراسة السلوك أو التصرف عند اإلنسان مما جعل موضوعها أكثر اتساعا بالمقارنة مع مختلف العلوم. وقد نشأت داخل السيكولوجيا مجموعة من الفروع منها :علم النفس التحليلي ,علم النفس االجتماعي ,علم النفس المعرفي ,علم النفس الفارقي. تعتبر السيكولوجيا التجريبية مدخال طبيعيا للديدكتيك. يقول بياجي في هذا المضمار :ليست هناك سيكولوجيا تطبيقية ولكن كل سيكولوجية جيدة هي بالضرورة تطبيقية. وقد ساعدت السيكولوجيا التجريبية الديدكتيك من خالل العناصر اآلتية : oتزويدها بمفاهيم عامة تم صقلها والتأكد منها إمبريقيا داخل المختبر. oتزويد حقل الديدكتيك بمنهجية تجريبية مكنته من دراسة بعض الوقائع البيداغوجية دراسة موضوعية ودقيقة. oتقديم أطر نظرية تمكن من تبرير طرائق ديدكتيكية وأساليب ووسائل عمل في عملية التدريس. وتوظف الديدكتيك السيكولوجيا من زاوية النظر إلى المتعلم (وضعيته النفسية ،نموه الذهني والعقلي والمعرفي ،بناه الثقافية القبلية ،تجاربه السابقة ومكتسباته وتمثالته الخاصة)... مصطلح علم االجتماع ( )Sociologieظهر في القرن التاسع عشر ،فهو يتكون من كلمة ( )logieبمعنى علم أو معرفة ،وكلمة ( )Socioالتي تدل على المجتمع. علم االجتماع هو العلم الذي يعنى بدراسة الحياة االجتماعية دراسة علمية موضوعية: الظواهر واألحداث والوقائع االجتماعية ،األفعال والعالقات والتفاعالت االجتماعية بين األفراد والجماعات ومختلف النظم االجتماعية ضمن سياق تفاعلي. أما سوسيولوجيا التربية فهي فرع من فروع علم االجتماع العام ،يهتم بدراسة وتحليل الظواهر التربوية :الواقع التربوي التعليمي؛ مكوناته عناصره ونسقه البنيوي الوظيفي، ومختلف التفاعالت الناتجة عن عالقات المؤسسات التعليمية بباقي المؤسسات المجتمعية األخرى .إنه يقارب الموقف التربوي بصفة عامة والمدرسة بصفة خاصة ،في سياقها الواقعي واالجتماعي ،وظروفها السياسية ،االقتصادية ،التاريخية ،الدينية ،الثقافية والحضارية. سوسيولوجيا التربية أو المقاربة السوسيولوجية للتربية تعنى بتحويل النظريات والقوانين السوسيولوجية على الواقع التربوي والتعليمي ,من خالل دراسة وتحليل النماذج التربوية والطرق والتقنيات واألساليب التربوية ,والقضايا والمشكالت أو اإلشكاليات التي تتكون داخل المؤسسات التعليمية النظامية وغير النظامية. وتتم هذه الدراسة السوسيولوجية من خالل عملية تحليل تفاعل العناصر التربوية والتعليمية داخل نسقها االجتماعي ,وفي إطار نظرية شمولية تدرك مختلف العالقات القائمة في عملية التفاعل بين مكونات النسق التي توجد ضمنه الظاهرة التربوية. [عبد الكريم غريب بتصرف] يمكن تحديد موضوع سوسيولوجيا التربية في التساؤل العلمي حول نوعية الروابط القائمة بين المؤسسات التربوية المختلفة وبين باقي البنيات والمؤسسات االجتماعية األخرى استحضار الخصوصيات الثقافية واالجتماعية للمتعلمين عند مختلف مستويات الفعل الديدكتيكي: بناء الوضعيات /الكشف عن التمثالت /صياغة األنشطة /الصراع السوسيو-معرفي /تحديد المحتويات /تقديم األمثلة ... فسوسيولوجيا التربية تؤثر على اختيار المناهج والمحتويات والمواد المدرسة وطرائق التدريس ... وبالتالي األثر على الديدكتيك (مثال :تغيير أنماط التعليم-التعلم /حذف بعض المواد وإضافة أخرى)... كل ما ندعوه بمحيط التعليم والتعلم ،ويشمل المعطيات االجتماعية والثقافية والسياسية واالقتصادية والديموغرافية التي تؤثر على العملية التعليمية التعلمية وتتدخل في توجيه الوضعيات الديدكتيكية. ويتضمن المباشر منها؛ السياسة التربوية والتعليمية (غايات المنظومة التربوية ،تنظيم المنهاج، التوجيهات والبرامج والكتب المدرسية ،نظام التقويم واالمتحانات )...وغير المباشر.