Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫من إعداد‪ :‬إيمان بنجيالن‬


‫باحثة يف العلوم اإلدارية والمالية‬

‫إن تدعيم ال حكامة المالية يندرج ضمن منظومة اإلصالحات السياسية واالقتصادية‬
‫تدبيه‬
‫الت تنكب عليها السلطات العمومية‪ ،‬عىل اعتبار أن عملية اإلنفاق وحسن ر‬ ‫واالجتماعية ي‬
‫تدبي الشأن العام‪ ،‬حيث أن الحكامة المالية أضحت‬ ‫هو الهاجس الذي يؤرق الساهرين عىل ر‬
‫مرتكزا لبناء آلية الشفافية والمشاركة والفعالية واالليام بمبادئ التعاقد والمساءلة يف إطار‬
‫القواني‪ ،‬وذلك من أجل اسيجاع الثقة يف المؤسسات وتحقيق التنمية عىل المستوى‬ ‫ر‬ ‫احيام‬
‫والمحىل‪ ،‬بواسطة هياكل تنظيمية تتيح اتفاق القرارات بصورة تشاركية مع اعتماد‬
‫ي‬ ‫الوطت‬
‫ي‬
‫‪.‬‬
‫اتيج والتتبع و التقييم‬
‫آليات التخطيط اإلسي ي‬
‫الت يمارس بها الحكم يف‬
‫الدول الحكامة بكونها مجموع التقاليد و المؤسسات ي‬
‫ي‬ ‫و يعرف البنك‬
‫التدبي‬
‫ر‬ ‫الخي للجميع ‪ ،‬و تشمل أيضا قدرة الحكومة عىل‬
‫الت تهدف إل تحقيق ر‬ ‫معي و ي‬
‫بلد ر‬
‫المواطني و الدولة للمؤسسات ‪ ،‬مع‬
‫ر‬ ‫الفعال لمواردها ‪ ،‬و تطبيق سياسات مناسبة ‪ ،‬و احيام‬
‫الموظفي الذين يمارسون السلطة‪.‬‬
‫ر‬ ‫وجود رقابة ديمقراطية عىل‬

‫الماض‪ ،‬إال‬
‫ي‬ ‫فمفهوم الحكامة المتداول اليوم بدأت معالمه الكيى يف الخمسينيات من القرن‬
‫الوطت إال بعد صدور دستور سنة ‪ 2011‬والذي‬‫ي‬ ‫أنه لم يفتح بشأنه النقاش عىل المستوى‬
‫تدبي الشأن العام حيث‬
‫الت يستند عليها يف تخليق ر‬‫جعل الحكامة إحدى أقوى المفاهيم ي‬
‫األخية يف النجاعة يف‬
‫ر‬ ‫خصص الباب الثان ر‬
‫عش بأكمله للحكامة الجيدة ‪ ،‬وتتمثل أركان هذه‬ ‫ي‬
‫األداء والياهة الشفافية والمشاركة يف القرار ثم ربط المسؤولية بالمحاسبة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫رهي بربط المسؤولية بالمحاسبة‬ ‫التدبي الجيد للمال العام وحوكمته ر‬


‫ر‬ ‫ومما ال شك فيه أن‬
‫الت‬
‫القواني التنظيمية الخطب الملكية ي‬
‫ر‬ ‫واالرتكان إل األسس القانونية‪ ،‬بما يف ذلك الدستور‬
‫لطالما دعت والزالت تدعو وتؤكد عىل أهمية تفعيل هذا المبدأ‪ ،‬باإلضافة إل األعراف الدولية‬
‫الت راكمت التجربة يف هذا المجال‪ .‬فما ربي المسؤولية والمحاسبة‬ ‫وكذا البلدان المتقدمة ي‬
‫بتعيي المسؤول‬
‫ر‬ ‫الت تبتدأ‬
‫هناك مسار يفيض أن تتخلله مجموعة من المحطات األساسية ي‬
‫والت تالئم قدراته‪ ،‬وتتيح له إمكانية اتخاد القرار بكل استقاللية دون‬
‫وتحديد المهام الموكلة له ي‬
‫الخضوع ألي ضغط‪.‬‬

‫العموميي‪ ،‬ومفادها‬
‫ر‬ ‫والتدبي‬
‫ر‬ ‫ينتم إل معجم الحكامة وينصب عىل االدارة‬
‫ي‬ ‫إن لفظ المسؤولية‬
‫والت من المفيض أن‬‫االليام بواجبات محددة معهود بها لموظف مكلف بخدمة عمومية‪ ،‬ي‬
‫الت قام بها أو رأشف عليها‬
‫تتبعها المحاسبة ‪ ،‬ليتم وضع القرارات المتخذة واالنجازات ي‬
‫المسؤول رهن إشارة من لهم الحق يف تقييمها وفحص مدى صحتها‪ ،‬فهذا الموضوع هو ذو‬
‫الت تطرح يف الوضعية الراهنة والمتعلقة‬‫اهمية كيى ألنه يسمح بالوقوف عند أبرز اإلشكاالت ي‬
‫بالخلل يف أجرأة مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة يف ظل غياب إرادة واضحة لتفعيله‪.‬‬

‫فإىل أي حد ساهم مبدا ربط المسؤولية بالمحاسبة ف تحقيق حكامة مالية ناجعة؟‬

‫‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬مرتكزات مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة‬


‫الفرع األول‪ :‬ضورة ر‬
‫اقتان المحاسبة بالمسؤولية‬

‫يمكن تعريف المحاسبة بوصفها مرادفا للمراقبة ومكمال لها يف نفس الوقت‪ ،‬أي أنها عبارة‬
‫عن "مسلسل لوضع اإلنجازات رهن إشارة من يملكون القدرة عىل تقويمها والحكم عىل‬
‫مدى صحتها ودقتها"‪. 1‬‬
‫أضحت المحاسبة يف الوقت الراهن تلعب الدور الريادي يف تتبع السياسات العمومية‪،‬‬
‫الت عملت عىل تنفيذها‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالشق‬ ‫وبالتال التمكن من محاسبة الجهة ي‬
‫ي‬
‫التنموي عىل صعيد هذه السياسات‪ .‬بحيث أن واجب تقديم الحسابات أو المحاسبة يعد‬
‫مطالبي‬
‫ر‬ ‫عنرصا أساسيا يف كل اسياتيجية لتحديث بلد ما‪ .‬فكلما كان الفاعلون يف التنمية‬
‫الت ينفذونها كلما تعززت فرص تنفيذ‬ ‫للمواطني حول السياسات ي‬
‫ر‬ ‫بتقديم الحسابات‬

‫‪1‬‬ ‫‪Maurice MC Tigue, « Accountability in a results oriented world » congrès 2003 de la société canadienne‬‬
‫‪d’évaluation, in SCE site web.‬‬

‫‪2‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫المواطني ‪ .‬ي‬
‫‪2‬‬
‫تتمي عن‬ ‫وه بذلك ر‬ ‫ر‬ ‫وتحسي رفاهية‬
‫ر‬ ‫المشاري ع‪ ،‬بهدف خدمة المجتمع‬
‫الت أفضت إليها المراقبة‬‫ه عملية استجواب أصحاب القرار بشأن النتائج ي‬ ‫الت ي‬ ‫المساءلة ي‬
‫والمحاسبة‪.‬‬
‫تنتم إل معجم الحكامة وتنصب‬ ‫ي‬ ‫ه لفظة‬ ‫إن المسؤولية‪ -‬يف سياق الربط بالمحاسبة‪ ،-‬ي‬
‫العموميي‪ ،‬ومفادها االليام بالقيام بواجبات محددة معهود بها‬‫ر‬ ‫والتدبي‬
‫ر‬ ‫عىل حقل اإلدارة‬
‫ه عبارة عن مسلسل لوضع‬ ‫لموظف مكلف بخدمة عمومية‪ .‬عىل أن تتبعها المحاسبة بما ي‬
‫الت قام بها أو رأشف عليها المسؤول‪ ،‬رهن إشارة من‬ ‫الت اتخذها‪ ،‬واإلنجازات ي‬ ‫القرارات ي‬
‫يملكون القدرة عىل تقييمها والحكم عىل مدى صحتها ودقتها‪ ،‬تتلوها المساءلة عند‬
‫االقتضاء‪ .‬إن المساءلة قد تقين بالمحاسبة عندما ينرصف مفهوم المحاسبة إل أبعد من‬
‫الت يقوم‬ ‫مجرد "تقديم الحساب" أي عندما ينطوي عىل معت المسؤولية عىل األعمال ي‬
‫بها أصحاب القرار‪.3‬‬
‫عي من‬ ‫الت ر‬ ‫عموم عليه أن يؤدي المهمة ي‬ ‫ي‬ ‫فالشخص المسؤول أي المعهود له بتكليف‬
‫فه مسؤوليته واختصاصه‪ ،‬يؤديها حسب توجيهات أو تعليمات محددة من‬ ‫أجلها‪ .‬ي‬
‫الشعية من العالقة الهرمية؛ وتعي عن‬ ‫المستوى الرئاس‪ .‬ألن المسؤولية‪ ،‬تأخذ مرجعيتها ر‬
‫ي‬
‫اليام مستمر‪ ،‬ولذلك فإنها ال تفوض بصفة كلية ومادام الشخص الذي يقبل المسؤولية قد‬
‫يخضع للمحاسبة عىل مدى أدائه للمهام المسندة إليه فمن الصعب أن يتحمل المسؤولية‬
‫عموم‪ ،‬دون‬ ‫تدبي برنامج أو ر‬
‫مشوع‬ ‫يف غياب السلطة ووسائل التنفيذ‪ ،‬إذ يستحيل تصور ر‬
‫ي‬
‫أن يكون هناك شخص يف مركز يسمح له بإلزام أشخاص آخرين عىل القيام بأعمال معينة‪.‬‬
‫الت ال يمكن التحلل‬
‫ال يمكن تفويض المسؤولية كلية بل بعضها فقط‪ ،‬بخالف المحاسبة ي‬
‫ه واجب تقديم الجواب عن مدى‬ ‫منها ال بعضها وال كلها‪ .‬كما أنها‪ -‬أي المحاسبة‪ -‬وبما ي‬
‫أداء المهمة الموكلة‪ ،‬فإنها تستهدف إخالء المسؤولية‪ .‬وب هذا فكل من يتول مسؤولية فهو‬
‫يف وضعية محاسبة أو مساءلة مفيضة‪ .‬إذ يفيض يف المحاسبة أن تمثل ذلك العبء‬
‫الملق عىل عاتق كل من يتول السلطة‪ ،‬ثم يفرغها يف شكل مسؤوليات تنفيذية‪.‬‬
‫واألشخاص الذين يتولون المسؤوليات بناء عىل تكليف من صاحب السلطة ال يمكن‬
‫يخىل مسؤولية من كلفهم بها‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ألدائهم الضعيف أن‬
‫ه بمثابة االليام بأداء المهمة المفوضة مع االستعداد لتقديم الجواب عىل‬ ‫فالمسؤولية ي‬
‫فه تسند بتكليف بينما المحاسبة ال يتم إسنادها بتكليف بل‬ ‫نتائج أداء المهمة المفوضة‪ ،‬ي‬
‫ه السلطة فإن مرجعية‬ ‫يتم قبولها مع تحمل نتائجها‪ .‬وإذا كانت مرجعية المسؤولية ي‬
‫ه المسؤولية‪.4‬‬ ‫المحاسبة ي‬

‫محمد البكوري‪ ،‬المسؤولية و المحاسبة ‪-‬التالزم المطلق من اجل االدراك المنشود‪ -‬مقال منشور بموقع العلوم القانونية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد براو‪ ،‬الشفافية والمساءلة والرقابة العليا على المال العام في سياق الحكامة الرشيدة‪ ،‬مطبعة دار القلم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬صفحة‪.20‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد براو ‪ ،‬مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪-‬جولة من الداخل‪ ، -‬مقال منشور بموقع ‪.Marocdroit.com.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫الفرع الثان‪ :‬الترصي ح اإلجباري بالممتلكات‬

‫إن الغاية من هذه المنظومة القانونية هو تخليق الحياة العام ة وتكريس مبادئ المحاسبة‬
‫والشفافية وحماية األموال العمومية و بهذا فإن إلزامية الترصي ح بالممتلكات‪ 5‬تعكس إرادة‬
‫المملكة المغربية يف إرساء المزيد من قيم االستقامة والياهة و المثالية‪ ،‬وذلك عىل غرار ما‬
‫هو سائد يف الدول الديمقراطية المتقدمة‪.‬‬

‫و لضمان فعالية واستقاللية مراقبة التصاري ح اإلجبارية بالممتلكات أعىط ر‬


‫المشع‬
‫للمجلس األعىل للحسابات مهمة إيداع و تتبع و مراقبة التصاري ح اإلجبارية بالممتلكات‪.‬‬
‫الفصلي ‪ 147‬و ‪ 158‬الذين‬
‫ر‬ ‫وقد تعزز هذا التوجه من قبل مبادئ دستور ‪ 2011‬وال سيما‬
‫التوال ‪:‬‬
‫ي‬ ‫ينصان عىل‬
‫ُ‬
‫الفصل ‪..." : 147‬تناط بالمجلس األعىل للحسابات مهمة مراقبة وتتبع الترصي ح بالممتلكات‪...‬‬ ‫•‬
‫"‬

‫الفصل ‪" : 158‬يجب عىل كل شخص منتخبا كان أو معينا‪ ،‬يمارس مسؤولية عمومية‪ ،‬أن‬ ‫•‬
‫الت يف حيازته‪،‬‬
‫يقدم‪ ،‬طبقا للكيفيات المحددة يف القانون‪ ،‬ترصيحا كتابيا بالممتلكات واألصول ي‬
‫غي ر‬
‫مباشة‪ ،‬بمجرد تسلمه لمهامه‪ ،‬خالل ممارستها‪ ،‬وعند انتهائها‪.‬‬ ‫بصفة ر‬
‫مباشة أو ر‬

‫واإلداريي‪،‬‬
‫ر‬ ‫السياسيي‬
‫ر‬ ‫المسؤولي‬
‫ر‬ ‫ولتييل هذه المبادئ عىل أرض الواقع حت تشمل جميع‬
‫ر‬
‫منتخبي ‪ ،‬تم إصدار مجموعة من النصوص التشيعية والتنظيمية ‪.‬‬
‫ر‬ ‫معيني أو‬
‫ر‬ ‫سواء كانوا‬
‫الشيف رقم‬ ‫للظهي ر‬
‫ر‬ ‫الشيف رقم ‪ 1.08.72‬المتمم‬ ‫الظهي ر‬
‫ر‬ ‫وف هذا الصدد صدر‬‫ي‬
‫ر‬
‫الظهي الشيف رقم‬‫ر‬ ‫‪ 1.74.331‬بشأن حالة أعضاء الحكومة وتأليف دواوينهم ‪ ،‬وكذا‬
‫القاض بإحداث الهيئة العليا لالتصال‬ ‫الشيف رقم ‪1.02.212‬‬ ‫للظهي ر‬
‫ر‬ ‫‪ 1.08.73‬المتمم‬
‫ي‬
‫قواني تنظيمية تهم المجلس الدستوري‬ ‫ر‬ ‫السمع البرصي‪ .‬إضافة إل ذلك وقع تتميم ثالثة‬
‫ي‬
‫ومجلس النواب ومجلس المستشارين‪.‬‬
‫األساس للقضاة و مدونة‬
‫ي‬ ‫واني أخرى تهم النظام‬ ‫وف نفس السياق تم تعديل ثالثة ق ر‬‫ي‬
‫الجنان كما تم إحداث قانون جديد رقم ‪ 54-06‬متعلق‬
‫ي‬ ‫المحاكم المالية و مجموعة القانون‬
‫منتخت المجالس المحلية والغرف المهنية وبعض‬
‫ي‬ ‫بالترصي ح اإلجباري بالممتلكات لبعض‬
‫العموميي‪.‬‬
‫ر‬ ‫الموظفي أو األعوان‬
‫ر‬ ‫فئات‬
‫القواني المذكورة بالتكامل والشمولية حيث طالت مقتضياتها‬
‫ر‬ ‫وفضال عن ذلك ‪ ،‬اتسمت‬
‫كل الجوانب المسطرية واإلجرائية كمضمون الترصي ح وعنارصه والفئات الخاضعة له‬
‫بتلق الترصيحات ومسطرة تتبعها ومراقبتها وفضال عن ذلك تم‬
‫ي‬ ‫والهيئات المكلفة‬

‫‪ 5‬عرف تاريخ ‪ 15‬فبراير من سنة ‪ 2010‬دخول اإلطار القانوني المتعلق بالتصريح اإلجباري بالممتلكات حيز التنفيذ‪ .‬ولقد تم نشر هذا اإلطار‬
‫القانوني بالجريدة الرسمية بنسخته العربية بتاريخ ‪ 03‬نوفمبر ‪ 2008‬تحت عدد ‪ ،5679‬وبالنسخة الفرنسية بتاريخ ‪ 06‬نوفمبر ‪ 2008‬عدد ‪.5680‬‬

‫‪4‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫الت‬
‫الت يستوجبها اإلخالل بإلزامية الترصي ح وكذا السلطات ي‬
‫التنصيص عىل الجزاءات ي‬
‫تتخذها‪.‬‬
‫كالتال ‪:‬‬
‫ي‬ ‫وتتوزع الفئات الملزمة بالترصي ح كما جاء يف النصوص المنظمة للترصي ح اإلجباري بالممتلكات‬

‫الملزمون المزاولون لوظائف حكومية والشخصيات المماثلة‪ ،‬وهم ‪ :‬رئيس الحكومة‪ ،‬الوزراء‪،‬‬ ‫•‬
‫الوزراء المنتدبون و الكتاب العامون إذا لزم األمر‪ ،‬الشخصيات المماثلة ألعضاء الحكومة من‬
‫حيث الوضعية اإلدارية ورؤساء دواوين أعضاء الحكومة‪.‬‬

‫أعضاء المحكمة الدستورية‪.‬‬ ‫•‬

‫نواب ومستشاري اليلمان‪.‬‬ ‫•‬

‫القضاة محاكم المملكة‪.‬‬ ‫•‬

‫قضاة المحاكم المالية‪.‬‬ ‫•‬

‫السمع البرصي‪.‬‬
‫ي‬ ‫أعضاء الهيئة العليا لالتصال‬ ‫•‬

‫منتخت المجالس المحلية والغرف المهنية‪.‬‬


‫ي‬ ‫بعض‬ ‫•‬

‫العموميي‪.‬‬
‫ر‬ ‫الموظفي واألعوان‬
‫ر‬ ‫بعض فئات‬ ‫•‬

‫الت جاء بها القانون إل أربعة أنواع‪:6‬‬


‫وإجماال يمكن تقسيم الترصيحات اإلجبارية للممتلكات ي‬
‫التعيي أو االنتخاب يف إحدى مناصب المسؤولية المستوجبة إللزامية‬ ‫ر‬ ‫األول عند‬
‫ي‬ ‫الترصي ح‬ ‫‪.1‬‬
‫الترصي ح‪.‬‬
‫الملزمي (قضاة محاكم‬
‫ر‬ ‫عىل وضعية ممتلكات بعض‬ ‫تغييات ي‬‫التكميىل عندما تطرأ ر‬
‫ي‬ ‫الترصي ح‬ ‫‪.2‬‬
‫العموميي)‪.‬‬
‫ر‬ ‫الموظفي واألعوان‬
‫ر‬ ‫المنتخبي و بعض‬
‫ر‬ ‫المملكة‪ ،‬قضاة المحاكم المالية‪ ،‬بعض‬
‫سنتي أو ‪ 3‬سنوات حسب الحالة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫تجديد الترصي ح الذي يتم يف شهر فياير كل‬ ‫‪.3‬‬
‫يىل انتهاء المهام أو االنتداب ألي سبب باستثناء الوفاة‪.‬‬
‫الترصي ح الذي ي‬ ‫‪.4‬‬

‫وتجدر اإلشارة إل أن عدم احيام إلزامية إيداع الترصي ح اإلجباري بالممتلكات‪ ،‬وكذا اآلجال المحددة‬
‫القانون المنظم للترصي ح اإلجباري للممتلكات يف هذا الصدد‪ ،‬يعرض صاحبه إل‬ ‫ي‬ ‫وما نص عليه اإلطار‬
‫القواني الجاري به العمل ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ر‬ ‫العقوبات المنصوص عليها يف‬

‫‪ 6‬ولعل هذا ما كان قد أوصى به تقرير مجوعة العمل بشأن تفعيل قانون االقرار بالممتلكات‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة‬
‫مواضيع الساعة‪ ،‬عدد‪،2001 ،25‬صفحة ‪.82— 80‬‬
‫‪ 7‬تقرير المجلس األعلى للحسابات حول إلزامية تقديم التصاريح المتعلقة بالممتلكات‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫ر‬
‫والمؤشات التابعة لها‬ ‫ب ط‬ ‫ات الض‬ ‫يئ‬ ‫الفرع ثالث‪ :‬ه‬
‫‪ -‬الهيئة الوطنية للتاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها نموذج‪-‬‬

‫الدول عىل‬
‫ي‬ ‫"ليست الياهة حكرا عىل أحد يف هذا العالم ‪.‬من المهم جدا أن يؤكد البنك‬
‫الت يتم تجنيبها من أجل عملية‬ ‫الكثي من األموال ي‬
‫ر‬ ‫أجندة الياهة ألنه بدونها يضيع‬
‫ا‬
‫بكثي‬
‫التنمية‪.‬فإذا كنا فعل نريد أن تحدث التنمية وإذا أردنا معالجة الفقر عىل نحو أشع ر‬
‫من معالجته حاليا‪ ،‬يجب إذا أن تكون الياهة يف قلب كل مانقوم به"‪.8‬‬
‫وه مجلس‬ ‫تتكون الهيئة الوطنية للياهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها من ثالث أجهزة ي‬
‫بشي الراشدي‪،‬‬ ‫الهيئة‪ ،‬رئيس الهيئة‪ ،‬ومرصد الهيئة‪ .‬ويشغل منصب الرئيس حاليا‪ ،‬محمد ر‬
‫الذي عينه الملك‪ ،‬خلفا لعبد السالم بودرار‪ ،‬عقب استقباله له يوم الخميس ‪13‬‬
‫الملك‪.‬‬
‫ي‬ ‫دجني‪ 2018‬بالقرص‬
‫الت‬
‫تعد الهيئة الوطنية للياهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها‪ ،‬من الهيئات الوطنية‪ ،‬ي‬
‫‪9‬‬
‫الظهي‬
‫ر‬ ‫والتقني‪ ،‬وتتول حسب‬‫ر‬ ‫تعمل عىل تخليق الحياة العامة وتحقيق الحكامة الجيدة‬
‫واإلشاف وضمان تتبع تنفيذ سياسات محاربة الفساد‪،‬‬ ‫ر‬ ‫المنظم لها مهام المبادرة والتنسيق‬
‫ونش المعلومات يف هذا المجال‪ ،‬والمساهمة يف تخليق الحياة العامة‪ ،‬وترسيخ‬ ‫وتلق ر‬
‫ي‬
‫مبادئ الحكامة الجيدة‪.‬‬
‫تلق التبليغات والشكايات والمعلومات المتعلقة‬ ‫ومن ربي االختصاصات الموكلة للهيئة‪ ،‬ي‬
‫الت تصل‬ ‫بحاالت الفساد ودراستها‪ ،‬والقيام بعمليات البحث والتحري عن حاالت الفساد ي‬
‫إل علم الهيئة‪ ،‬وإعداد برامج للوقاية من جرائم الفساد واإلسهام يف تخليق الحياة العامة‪.‬‬
‫نش قواعد الحكامة المالية والتعريف بها‪ ،‬ووضع برامج للتواصل‬ ‫إضافة إل العمل عىل ر‬
‫ونش قيم الياهة والسهر عىل تنفيذها؛ وإبداء الرأي بطلب من‬ ‫والتوعية والتحسيس ر‬
‫ترم إل الوقاية من الفساد أو‬ ‫ر‬
‫تدبي أو مشوع أو مبادرة ي‬
‫الحكومة‪ ،‬بخصوص كل برنامج أو ر‬
‫مكافحته‪.‬‬
‫كما تختص بتقديم كل المقيحات أو التوصيات للحكومة‪ ،‬وأيضا دراسة التقارير الصادرة‬
‫عن المنظمات الدولية واإلقليمية والوطنية المتعلقة بوضع المغرب يف مجال الفساد‪،‬‬
‫المال‬
‫ي‬ ‫واقياح اإلجراءات المناسبة وتتبعها‪ ،‬مع إنجاز دراسات وتقارير حول الفساد‬
‫واإلداري وسبل الوقاية منه ومكافحته ر‬
‫ونشها‪.‬‬

‫‪ 8‬هيوجيت البيل‪ ،‬رئيسة منظمة الشفافية الدولية‪ ،‬وهي تتحدث في يوم النزاهة في البنك الدولي‪.‬‬
‫‪ 9‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.65‬صادر في ‪ 21‬شعبان ‪9 (1436‬يونيو ‪ )2015‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 113.12‬المتعلق بالهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية‬
‫من الرشوة ومحاربتها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫ر‬
‫مؤش مدركات الفساد ‪CPI‬‬

‫مؤش مدركات الفساد سنة ‪ 1995‬ليصبح أحد أهم إصدارات منظمة الشفافية‬ ‫أطلق ر‬
‫ر‬
‫المؤش‬ ‫ويعىط‬ ‫المؤشات العالمية لتقييم انتشار الفساد يف القطاع العام‪.‬‬‫ر‬ ‫الدولية وأبرز‬
‫ي‬
‫لمحة سنوية عن الدرجة النسبية النتشار الفساد من خالل تصنيف البلدان يف مختلف‬
‫أنحاء العالم‪ .10‬أصدرت منظمة الشفافية الدولية يوم الثالثاء‪ 29‬يناير ‪ 2019‬تقريرها‬
‫ر‬
‫بمؤش إدراك الفساد‪.‬‬ ‫السنوي المتعلق‬
‫الوطت أوضح رئيس الحكومة أن اليتيب الذي أحرزه المغرب يف مجال‬ ‫ي‬ ‫فعىل المستوى‬
‫ا عربيا (‪)6‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫إدراك الفساد يعتي مشفا افريقيا (‪ )9‬عىل مستوى القارة االفريقية ومشف‬
‫واألول عىل صعيد شمال افريقيا إل جانب تونس‪ ،‬حيث أكد عىل إرادة الحكومة وعزمها‬
‫المتدخلي من‬
‫ر‬ ‫عىل تحقيق نتائج أكي يف مجال محاربة الفساد وذلك بالتعاون مع جميع‬
‫مدن‪ ..‬كما استعرض بعضا من أوراش‬ ‫إدارات وسلطات ومؤسسات دستورية ومجتمع ي‬
‫محاربة الفساد‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫• مبادرة الرقم األخرص للتبليغ عن الرشوة الذي أطلق يف عهد الحكومة السابقة‬
‫الت‬
‫والزال العمل به مستمرا‪ ،‬حيث مكن هذا الرقم من ضبط عدد من الحاالت ي‬
‫أحيلت عىل القضاء للبث فيها‪.‬‬
‫• ورش تجديد وإصالح المراكز الجهوية لالستثمار وجعلها مؤسسات عمومية‬
‫كباف المؤسسات العمومية‬ ‫خاضعة للرقابة ي‬
‫الرقم‪ ،‬ونزع الصفة‬
‫ي‬ ‫• ورش الرقمنة عي إنشاء وكالة التنمية الرقمية لتقود التحول‬
‫توفي الجهد والوقت‪ ،‬وتقديم‬ ‫المادية عن مختلف المعامالت والخدمات من أجل ر‬
‫الخدمات بشفافية‪.‬‬

‫المؤش يكشف عن معلومات تبعث عىل القلق‪،‬‬ ‫ر‬ ‫أما دوليا وحسب تقرير المنظمة فهذا‬
‫ٔ‬
‫مساع محاربة الفساد يف مختلف أنحاء العالم‪ٕ ،‬اال ان جهود معظم الدول‬ ‫ي‬ ‫فعىل الرغم من‬
‫ر‬
‫تبق متعية‪.‬‬
‫وال شك أن قطع دابر الفساد ال يتحقق ربي عشية وضحاها‪ ،‬إال أن التقدم الذي أحرزته‬
‫عدة بلدان يف هذا المجال خالل السنوات الست الماضية يبق محتشما‪ ،‬إن لم يكن‬
‫ر‬ ‫ٔ‬
‫المؤش قد كشف أيضا عن أن‬ ‫منعدما‪ .‬واألده من ذلك ان التحليل المفصل لنتائج‬
‫ه‬ ‫غي الحكومية ي‬ ‫الت تتدن فيها مستويات حماية الصحافة والمنظمات ر‬ ‫معظم البلدان ي‬
‫الت تتصدر أعىل معدالت الفساد‪.‬‬ ‫ي‬
‫مؤش إدراك الفساد تصنيف ‪ 180‬بلدا وإقليما ‪ -‬يف المعدل المتوسط ‪-‬وفقا لمدركات‬ ‫يتول ر‬
‫والمسؤولي يف مجال األعمال‪،‬‬
‫ر‬ ‫انتشار الفساد يف قطاعها العام استنادا إل آراء الخياء‬
‫ر‬
‫األكي‬ ‫وذلك حسب مقياس يياوح ربي ‪ 0‬و‪ 100‬نقطة‪ ،‬حيث تمثل النقطة الصفر البلدان‬
‫ر‬
‫المؤش هذه السنة إل أن‬ ‫كي نزاهة‪ .‬وتوصل‬‫فسادا ف حي تمثل النقطة ‪ 100‬البلدان ا ر‬
‫ي ر‬
‫‪10‬‬ ‫‪http://www.transparency.org/research/cpi.‬‬

‫‪7‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫ر‬
‫ثلت البلدان قد حصلت عىل درجة تقل عن ‪ 50‬نقطة‪ ،‬حيث أن معدل الدرجات‬ ‫ر‬
‫أكي من ي‬
‫بلغ ‪ 43‬نقطة‪.‬‬

‫تطور ترتيب المغرب حسب ر‬


‫مؤش إدراك الفساد لمنظمة الشفافية الدولية (ترانسبارنس ‪)IPC‬‬

‫‪2018 2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007‬‬ ‫السنة‬

‫‪43‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ع‪.‬النقط‬

‫‪73‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪80‬‬ ‫الرتبة‪72 100/‬‬

‫الدول‬
‫‪180‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪180‬‬ ‫الخاضعة‬
‫للتصنيف‬

‫انسبارنس‪.‬‬
‫ي‬ ‫الرسم لمنظمة الشفافية الدولية تر‬
‫ي‬ ‫مصدر المعطيات‪ :‬الموقع‬
‫شخص‪.‬‬
‫ي‬ ‫جمع وترتيب‪ :‬مجهود‬

‫يتبي من خالل معطيات الجدول أن المغرب قد عرف مخاضا‪ ،‬خالل مساره يف مكافحة‬ ‫ر‬
‫الفساد‪ ،‬ذلك أنه ورغم كل الجهود المبذولة يف المجاالت االجتماعية واالقتصادية وحت‬
‫الحال وخصوصا‬
‫ي‬ ‫الت قام بها منذ بدايات القرن‬
‫السياسية منها‪ ،‬ورغم كل االصالحات ي‬
‫تؤن أكلها كما كان متوقعا‪.‬‬ ‫داخل ر‬
‫األخية‪ ،‬لم ي‬
‫ر‬ ‫العش سنوات‬
‫إال أن ما يالحظ كذلك‪ ،‬هو أن المغرب استطاع خالل سنة ‪ 2018‬كسب ‪ 3‬نقاط إضافية‬
‫وف المقابل صعد ‪ 12‬درجة يف‬ ‫ليصل مجموع نقاطه إل ‪ 43‬نقطة من أصل ‪ 100‬نقطة‪ .‬ي‬
‫سلم اليتيب‪ ،‬ليصبح متمركزا يف الرتبة ‪ 73‬من أصل ‪ 180‬دولة شملها التصنيف‪.‬‬
‫يقصد بالفساد حسب ذات المنظمة أي (‪ ،)TI‬إساءة استغالل السلطة المخولة لتحقيق‬
‫مكاسب خاصة‪.11‬‬
‫الفساد = احتكار القوة‪ +‬االفتقار إىل الشفافية‪ -‬المساءلة‪.‬‬

‫المواطني‪: 12‬‬
‫ر‬ ‫❖ األسباب الرئيسية للفساد المقدمة من طرف‬

‫مكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة‪.-UNODC-‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪8‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫‪ – 1‬اإلفالت من العقاب ‪38 %‬‬


‫‪ - 2‬الرغبة يف اإلثراء الشي ع ‪36 %‬‬
‫‪ - 3‬الفقر ‪33 %‬‬
‫‪ – 4‬غياب العدالة األجرية ‪29 %‬‬

‫ر‬
‫االستاتيجية الوطنية لمحاربة‬ ‫المقاربة المعتمدة إلعداد‬
‫الفساد‪.‬‬
‫تبت مقاربة تشاركية وتشاورية إلعداد هذه االسياتيجية الوطنية‪ ،‬من خالل إحداث لجنة لل رشاف‬
‫تم ي‬
‫المدن‬
‫ي‬ ‫تتكون من عدد من القطاعات الوزارية وبعض هيئات الحكامة والقطاع الخاص والمجتمع‬
‫نس المغرب)‪.‬‬‫(برلمانيون ضد الفساد ‪ GOPAC‬و ترانسي ي‬
‫بعي االعتبار ‪:‬‬
‫ه نتيجة لدراسة معمقة اخذت ر‬ ‫هذه المقاربة ي‬
‫▪ تقييم شامل لمختلف اليامج والمبادرات السالفة لمكافحة الفساد‬
‫الت قامت بها الهيأة المركزية للوقاية من الرشوة‬
‫▪ نتائج الدراسات الميدانية ي‬
‫▪ تحليل لمختلف التقارير الوطنية والدولية ذات الصلة‬
‫▪ تحليل ألبرز الممارسات الدولية يف هذا المجال‬
‫وقد تم االعتماد فيها عىل منهجية مبنية عىل األولويات من خالل ‪:‬‬
‫األكي عرضة للفساد كالصحة والعدل واألمن والجماعات‬ ‫ر‬ ‫▪ اعطاء األولوية للقطاعات‬
‫اليابية‬
‫ر‬
‫التدابي ذات األثر المباش عىل الفساد‪.‬‬
‫ر‬ ‫كي عىل‬ ‫▪ الي ر‬
‫▪ االستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد‬
‫المعايي الدولية ‪:2025-2015‬‬
‫ر‬ ‫اعتماد أول اسياتيجية وطنية لمحاربة الفساد ‪13‬وفق‬
‫تنبت عىل رؤية موحدة ذات أهداف واضحة قابلة للقياس‪.‬‬ ‫ي‬ ‫•‬
‫• تكرس االلتقائية ربي اليامج والمبادرات االفقية والقطاعية ‪.‬‬
‫والوقان والتوعوي واليبوي‪.‬‬
‫ي‬ ‫وبي الزجري‬
‫ان ر‬ ‫القانون واإلجر ي‬
‫ي‬ ‫• تجمع ربي‬
‫الفاعلي ‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫• تعتمد عىل الشاكة مع كافة‬
‫• تنفذ يف إطار خطة مندمجة متعددة السنوات‪ ،‬تحدد الموارد الرصورية ومسؤولية كافة‬
‫األطراف‪.‬‬
‫مؤشات موضوعية لقياس االداء‪.‬‬ ‫• ترتكز عىل آلية للحكامة لتتبع إنجاز وتقييم اليامج وفق ر‬

‫المحور الثان‪ :‬التداب رت القضائية المعتمدة لتتيل مبدأ ربط المسؤولية‬


‫بالمحاسبة‬
‫بالمتانية والشؤون المالية‬
‫ر‬ ‫الفرع األول‪ :‬التأديب المتعلق‬

‫الدراسة الوطنية حول الفساد ‪-‬الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ‪.2014‬‬ ‫‪12‬‬

‫المصدر‪:‬االستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد‪ -‬وزارة إصالح اإلدارة والوظيفة العمومية‪.2017‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪9‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫يمارس المجلس األعىل للحسابات‪ ،‬باإلضافة إل اختصاص التدقيق والبت يف الحسابات‪،‬‬


‫مهمة قضائية أخرى تهدف إل معاقبة كل مسؤول أو موظف أو عون بأحد األجهزة‬
‫بالميانية والشؤون المالية‪ ،‬يف حالة ارتكابه‬
‫ر‬ ‫الخاضعة الختصاصه يف مادة التأديب المتعلق‬
‫إلحدى المخالفات المنصوص عليها يف المواد ‪ 54‬و ‪ 55‬و ‪ 56‬من مدونة المحاكم المالية‪،‬‬
‫وبعد متابعته من طرف النيابة العامة لدى المجلس سواء من تلقاء نفسها أو بناء عىل‬
‫الطلبات الصادرة عن السلطات المؤهلة قانونا‪ ،‬والمحددة يف المادة ‪ 57‬من المدونة‪.‬‬
‫ويجسد هذا االختصاص الوظيفة العقابية للمجلس ‪ ،14‬إذ يتول البت يف مسؤولية‬
‫بالميانية والشؤون المالية‬
‫ر‬ ‫المتابعي أمامه يف إطار قضايا التأديب المتعلق‬
‫ر‬ ‫األشخاص‬
‫المعت لمخالفة‬
‫ي‬ ‫بواسطة قرارات‪ ،‬إما بعدم المؤاخذة يف حالة عدم ثبوت ارتكاب المتابع‬
‫وف حالة العكس‪ ،‬الحكم عليهم بالغرامة المناسبة حسب ظروف‬ ‫مستوجبة للمسؤولية‪ ،‬ي‬
‫ومالبسات األفعال المرتكبة يف إطار الحدين األعىل واألدن المحددين يف المادة ‪ 66‬من‬
‫وف حالة ما إذا ترتبت عن المخالفة‬ ‫مدونة المحاكم المالية‪ .‬وباإلضافة إل الغرامة‪ ،‬ي‬
‫المعت‪ ،‬يحكم المجلس بإرجاع األموال المطابقة من رأسمال‬ ‫ي‬ ‫المرتكبة خسارة للجهاز العام‬
‫وفوائد‪.‬‬
‫يكتس طابعا زجريا وتقتبس المسطرة المتبعة بشأن‬ ‫ي‬ ‫إال أنه وإن كان هذا االختصاص‬
‫الت تتسم بها المسطرة الجنائية‪ ،‬السيما الفصل ربي‬ ‫ممارسته الخصائص األساسية ي‬
‫الوظائف القضائية الثالث‪ :‬سلطة المتابعة وسلطة التحقيق وسلطة الحكم وضمان‬
‫حقوق الدفاع‪ ،‬فإن المساءلة يف إطار هذا االختصاص تختلف من حيث الموضوع عن‬
‫المساءلة الجنائية‪ ،‬وهو ما كرسته مدونة المحاكم المالية يف مادتها ‪ 111‬بالنص عىل مبدأ‬
‫قابلية تراكم المتابعات أمام المجلس مع الدعوى الجنائية‪.‬‬
‫ويتجىل هذا االختالف باألساس عىل مستوى نطاق مبدأ رشعية المخالفة وعىل صعيد‬
‫أركان قيام المسؤولية‪ .‬فخالفا للمساءلة الجنائية‪ ،‬ال يشيط توفر الركن المعنوي يف‬
‫المتابعي أمام المحاكم المالية يف مادة التأديب‬
‫ر‬ ‫المخالفات المرتكبة لقيام مسؤولية‬
‫بالميانية والشؤون المالية‪ ،‬بل تثار مسؤوليتهم بمجرد ثبوت الفعل المخالف‬ ‫ر‬ ‫المتعلق‬
‫للقاعدة القانونية عندما يتعلق األمر بالمخالفات المادية والشكلية أو تحقق العالقة‬
‫السببية ربي الفعل المرتكب والنتيجة الميتبة عنه بخصوص مخالفات النتيجة‪ ،‬وذلك‬
‫مرتكت هذه المخالفات‪.‬‬
‫ي‬ ‫بغض النظر عن إرادة‬
‫وبالتال‪ ،‬تنصب المساءلة يف هذا المجال‪ ،‬عىل وظيفة المسؤول المتابع ومدى قيامه‬ ‫ي‬
‫للقواني واألنظمة السارية عىل‬‫ر‬ ‫بواجباته المهنية‪ ،‬وبصفة عامة‪ ،‬بالمهام المنوطة به طبقا‬
‫العموم الذي يتول داخله مهاما وظيفية تيتب عنها مسؤوليات‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الجهاز‬
‫ر‬
‫أما من حيث نطاق مبدأ شعية المخالفة‪ ،‬وكما هو الشأن بالنسبة للمساءلة التأديبية‬
‫بشكل عام‪ ،‬اتجهت محكمة النقض حاليا نحو التوسيع يف تحديد مفهوم القواعد القانونية‬
‫الخاضعي الختصاص المحاكم‬ ‫ر‬ ‫الت قد ييتب عن عدم احيامها إثارة مسؤولية األشخاص‬ ‫ي‬
‫‪ 14‬تطبق المجالس الجهوية للحسابات نفس المقتضيات بشأن ممارستها الختصاص التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية مع مراعاة بعض‬
‫االختالفات ذات الصلة بطبيعة األجهزة الخاضعة لهذه المجالس‪ .‬وتنظم مقتضيات الفصل الثاني من الكتاب الثاني من القانون رقم ‪62.99‬‬
‫المتعلق بمدونة المحاكم المالية ممارسة هذا االختصاص من طرف المجالس الجهوية للحسابات‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫بالميانية والشؤون المالية‪ ،‬حيث قص يف اجتهاداته بأن‬


‫ر‬ ‫المالية يف مجال التأديب المتعلق‬
‫" قاعدة ال جريمة وال عقوبة إال بنص إنما تخص تطبيق القانون الجنان وموضوع المتابعة‬
‫والمناشت والدوريات إىل جانب‬
‫ر‬ ‫للقواني واألنظمة‬
‫ر‬ ‫المعروضة هو المجال التأديب الذي يخضع‬
‫‪15 ...‬‬ ‫ر‬
‫خضوعه لما يعتت من المسلمات البديهية الب ال تحتاج إىل تنظيم أو ‪.‬تقعيد " ‪.‬‬
‫يف نفس االتجاه‪ ،‬تستوعب المخالفات المستوجبة للمسؤولية يف مادة التأديب المتعلق‬
‫بالميانية والشؤون المالية‪ ،‬والمنصوص عليها يف المواد ‪ 54‬و ‪ 55‬و ‪ 56‬من مدونة المحاكم‬ ‫ر‬
‫المالية‪ ،‬فضال عن حاالت خرق القواعد القانونية‪ ،‬أي المخالفات الشكلية‪ ،‬تلك المرتبطة‬
‫الت يجب أن تسود يف الحياة العامة‬ ‫والت تمنح لألخالق والقيم ي‬
‫غي ميرة‪ ،‬ي‬ ‫بمنح امتيازات ر‬
‫كبية‪.‬‬
‫أهمية ر‬
‫الت تشوب نظام الرقابة الداخلية‬ ‫كما يمتد مجال المساءلة‪ ،‬يف هذا اإلطار‪ ،‬إل االختالالت ي‬
‫تضق سمة خاصة عىل‬ ‫ي‬ ‫وه مخالفة‬‫والت ييتب عنها رصر‪ ،‬ي‬‫باألجهزة العمومية الخاضعة‪ ،‬ي‬
‫الت‬
‫القضان لألجهزة العليا للرقابة النسجامها مع المهام الرقابية واألهداف ي‬
‫ي‬ ‫النموذج‬
‫تحسي أداء األجهزة‬
‫ر‬ ‫والت تتجىل يف المساهمة يف‬
‫أحدثت من أجلها هذه األجهزة‪ ،‬ي‬
‫العمومية الخاضعة وتفادي تكرار مسببات ارتكاب المخالفات المستوجبة للمسؤولية‪.‬‬
‫بالميانية والشؤون المالية‪ ،‬كوظيفة عقابية لجهاز أعىل‬ ‫ر‬ ‫إن اختصاص التأديب المتعلق‬
‫للرقابة عىل المالية العامة‪ ،‬يروم تحقيق الردع العام وزجر االخالل بالواجبات الوظيفية‬
‫العموم‪.‬‬
‫ي‬ ‫للتدبي‬
‫ر‬ ‫العموميي وتحقيق انضباطهم للقواعد القانونية المؤطرة‬
‫ر‬ ‫للمدبرين‬

‫الفرع الثان‪ :‬التقارير الصادرة عن المجلس األعىل للحسابات‬


‫تقرير حول تنفيذ ر‬
‫مشوع الحسيمة منارة المتوسط‪-‬مقتضب‪-‬‬

‫قام المجلس األعىل للحسابات بفحص برنامج التنمية المجالية إلقليم الحسيمة "منارة‬
‫المتوسط" وذلك يف إطار اختصاصاته يف مجال تقييم المشاري ع العمومية ‪.‬وإلنجاز هذه‬
‫المهمة‪ ،‬قام المجلس بدراسة التقرير المعد من قبل المفتشية العامة للدارة اليابية‬
‫والمفتشية العامة للمالية‪ ،‬والذي تسلمه المجلس من الحكومة بتاري خ ‪3‬أكتوبر ‪2017‬‬
‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 109‬من مدونة المحاكم المالية‪.‬‬
‫كما قام بدراسة الوثائق والبيانات المقدمة إليه بناء عىل طلبه‪ ،‬من لدن الوزارات واألجهزة‬
‫العمومية المشاركة يف هذا الينامج‪ .‬باإلضافة إل تتبع مسطرة االستماع إل عدد من‬
‫مسؤول األجهزة العمومية المعنية‪.‬‬
‫ي‬

‫قرار المجلس األعلى عدد ‪ 594‬المؤرخ في ‪ 11‬أكتوبر ‪،2001‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪11‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫وبالرغم من أن مراجعة الوثائق والبيانات لم تسفر عن الوقوف عىل حاالت غش أو‬


‫مرحلب إعداد وتنفيذ هذا‬ ‫ر‬ ‫اختالس‪ ،‬فإن المجلس سجل بالمقابل عدة اختالالت شابت‬
‫التنامج‪.‬‬
‫تبي من دراسة مكونات هذا الينامج أنه لم ينبثق عن رؤية‬ ‫خالل مرحلة اإلعداد‪ ،‬ر‬
‫التوقع إلنجازها‬
‫ي‬ ‫الزمت‬
‫ي‬ ‫اسياتيجية مندمجة تتقاسمها جميع األطراف‪ ،‬حيث إن الجدول‬
‫اكتق بتحديد المساهمات السنوية لألطراف المشاركة‪ ،‬إذ أنه يف غياب المبالغ المرصودة‬
‫مشوع عىل حدة‪ ،‬تبق هذه المساهمات ذات طابع تقديري أما فيما يخص االتفاقية‪-‬‬ ‫لكل ر‬
‫والت تشكل‬‫الت تم توقيعها أمام جاللة الملك بتاري خ ‪ 17‬أكتوبر ‪2015‬بتطوان ي‬ ‫اإلطار ي‬
‫اإلطار التعاقدي ربي جميع األطراف‪ ،‬فإنه كان عىل كل من وزارة الداخلية ووالية الجهة أن‬
‫تتأكد أنها مدعمة بمستندات أساسية كقائمة المشاري ع المدرجة يف الينامج والتقديرات‬
‫المحينة للتكاليف المرتقبة ومصادر التمويل‪ ،‬عوض اقتصارها عىل مقتضيات ذات طابع‬
‫عام‪.‬‬
‫وقد اتسم إنجاز الينامج ببطء انطالقته‪ ،‬حيث أنه منذ التوقيع عىل االتفاقية اإلطار يف‬
‫أكتوبر ‪ 2015‬وإل غاية شهر فياير ‪ ، 2017‬الحظ المجلس ضعف‪ ،‬بل غياب أية مبادرة‬
‫المستويي المركزي‬
‫ر‬ ‫المتدخلي عىل‬
‫ر‬ ‫فعلية ر‬
‫للشوع يف إنجاز المشاري ع من قبل أغلبية‬
‫مشوعا ميمجا لم تسجل حصيلة سنة ‪ 2016‬سوى إنجاز ‪5‬‬ ‫والمحىل‪ .‬إذ أنه من ربي ‪ 644‬ر‬
‫ي‬
‫مشوعا آخرا بقيمة ‪ 565‬مليون‬ ‫مشاري ع بقيمة ‪ 146,8‬مليون درهم والبدء ف إنجاز ‪ 45‬ر‬
‫ي‬
‫درهم‪.‬‬
‫كبت من‬‫و يعتت المجلس األعىل للحسابات أن قرار تكليف الوكالة بإنجاز عدد ر‬
‫متانية التنامج‪،‬‬ ‫المشاري ع بمبلغ إجماىل يفوق ‪ 3‬مليار درهم‪ ،‬أي ‪ % 46‬من مجموع ر‬
‫يعرض تنفيذ المشاري ع اىل مجموعة من المخاطر من حيث التتبع والتكلفة واآلجال‪.‬‬
‫كما أن اللجوء المتشع إل خدمات الوكالة من طرف عدة قطاعات وزارية‪ ،‬كاليبية الوطنية‬
‫غي مير ويعكس ميال نحو التملص‬ ‫والصحة والشبيبة والرياضة والثقافة والبيئة‪ ،‬يبق ر‬
‫من ر‬
‫التاماتها عىل حساب هذه الوكالة‪ ،‬وذلك بالرغم من توفر هذه الوزارات عىل القدرات‬
‫الالزمة والخية الكافية إلنجاز مشاري ع مماثلة يتم تنفيذها بصفة اعتيادية عىل الصعيد‬
‫الوطت‪.‬‬
‫ي‬
‫تجدر اإلشارة أن االتفاقية اإلطار خصصت مبلغ ‪1,2‬مليار درهم كمساهمة من وزارة‬
‫الداخلية لفائدة المجلس اإلقليم ومبلغ ‪ 600‬مليون درهم من وزارة المالية لفائدة‬
‫مجلس الجهة‪ ،‬دون تحديد المشاري ع المزمع تمويلها بواسطة هذه المساهمات‪.‬‬
‫وكل االختالالت السابق ذكرها تعزى أساسا إىل نقائص ف منظومة الحكامة‪ ،‬ر‬
‫والب لم‬
‫يكن من الممكن رصدها –أي االختالالت‪ -‬إال بتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة‪،‬‬
‫المشوع عىل اختالف درجاتهم للمحاسبة‬ ‫المسؤولي عن تنفيذ ر‬
‫ر‬ ‫وإخضاع كل‬
‫والمساءلة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫الت أعطت‬‫فهذا التقرير الذي تم إعداده بناء عىل توجيهات ملكية ‪ ،‬يعد بمثابة الشعلة ي‬
‫اإلنطالقة ألجرأة مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة بعد ست سنوات من تركه جامدا حبيس‬
‫الوثيقة دستورية‪.‬‬
‫وجدير بالذكر عىل أنه رغم عدم تسجيل القيام بأي جريمة من جرائم األموال من طرف‬
‫المسؤولي ‪ ،‬وأن األمر يتعلق فقط بسوء ف الحكامة وسوء ف التدبت إال أنه ر‬
‫يبق للمال‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫تدبتا جيدا و مسؤوال‪ .‬ونتيجة لذلك تم إعفاء‬
‫تدبته ر‬‫العام حرمته وأجهزة تسهر عىل ر‬
‫مجموعة من الوزراء من مهامهم وتوقيع بعض العقوبات اإلضافية األخرى كالحرمان‬
‫من شغل مناصب المسؤولية مستقبال‪.‬‬

‫متانية الدولة لسنة ‪-2017‬مقتضب‪-‬‬


‫تقرير حول تنفيذ ر‬

‫الحظ المجلس وجود تباين يف المعطيات الصادرة عن وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬حيث يتم‬
‫الت‬
‫ميانية الدولة بناء عىل وضعية تكاليف وموارد الخزينة ي‬ ‫إعداد التقارير حول تنفيذ ر‬
‫النشة الشهرية إلحصائيات المالية‬ ‫تنشها مديرية الخزينة والمالية الخارجية وكذا ر‬ ‫ر‬
‫غي أنه يالحظ غياب االنسجام عىل‬ ‫الت تصدرها الخزينة العامة للمملكة‪ .‬ر‬
‫العمومية ي‬
‫البياني‪.‬‬
‫ر‬ ‫مستوى بعض المعطيات المتعلقة بالتوقعات واإلنجازات الواردة يف كال‬
‫ويؤدي غياب هذا االنسجام إل ضعف مقروئية وصعوبة استغالل المعطيات المتعلقة‬
‫غي مفشة‪ ،‬تهم‬ ‫والت تكون يف الغالب ر‬‫بمتانية الدولة خصوصا وأن الفروق المسجلة‪ ،‬ي‬ ‫ر‬
‫الميانية‪ .‬فعىل سبيل‬‫أساس للقيام بتحليل سليم لنتائج تنفيذ ر‬ ‫ر‬
‫عدة مؤشات منها ما هو‬
‫ي‬
‫المثال‪ ،‬حددت وضعية تكاليف وموارد الخزينة مجموع المداخيل العادية المنجزة خالل‬
‫سنة ‪ 2017‬يف مبلغ ‪229.886‬مليون درهم مقابل ‪ 222.724‬مليون درهم تم تسجيلها يف‬
‫التقارير الصادرة عن الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬أي بفارق بلغ ‪ 7.162‬مليون درهم‪ ،‬كما تم‬
‫تسجيل نفس الحالة بالنسبة للرصيد العادي الذي حدد يف مبلغ ‪ 24.125‬مليون درهم‬
‫عىل مستوى وضعية تكاليف وموارد الخزينة مقابل مبلغ ‪ 15.826‬مليون درهم الوارد يف‬
‫النشة الشهرية إلحصائيات المالية العمومية أي بفارق ‪ 8.299‬مليون درهم‪.‬‬ ‫ر‬
‫باإلضافة إل ذلك‪ ،‬ورغم ضورة تفريد نفقات المعدات والنفقات المختلفة فإن هذه‬
‫األختة يتم تجميعها‪ ،‬عىل مستوى وضعية تكاليف وموارد الخزينة‪ ،‬مع التكاليف‬ ‫ر‬
‫المشيكة (دون احتساب تكاليف المقاصة) تحت عنوان "نفقات السلع والخدمات" دون‬
‫كشف معطيات تفصيلية عنها‪.‬‬
‫عدم مالءمة مداخيل الحسابات المرصدة ألمور خصوصية لحاجياتها الفعلية تتوفر‬
‫بعض الحسابات المرصدة ألمور خصوصية عىل مداخيل تتجاوز بشكل ملحوظ مستوى‬
‫نفقاتها‪ .‬وتعكس هذه الوضعية الخلل المسجل ف عملية تخصيص الموارد والذي غالبا‬
‫ما يتم عىل حساب قطاعات وزارية أخرى أو مؤسسات ال تستفيد من مخصصات كافية‬
‫وهو ما يرهن إنجازها لتامجها االستثمارية ف الوقت المحدد‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫وقد أدى تخصيص مداخيل هامة للحسابات الخصوصية للخزينة إل تراكم مهم‬
‫ألرصدتها‪ ،‬حيث حققت هذه الحسابات سنة ‪ ، 2017‬فائضا قدره ‪ 12.832‬مليون درهم‬
‫مقابل توقعات بمبلغ ‪8.237‬مليون درهم أي بفارق ‪%.56‬‬
‫من خالل تحليل تنفيذ نفقات االستثمار الخاصة بالوزارات‪ ،‬وباستثناء التكاليف المشيكة‬
‫المتانية العامة‬
‫المنجزة أساسا عىل شكل تحويالت‪ ،‬تم تسجيل نسب متواضعة لتنفيذ ر‬
‫لالستثمار بحيث تجاوز المعدل اإلجما يل لتنفيذ هذه النفقات معدل التنفيذ المتوسط‬
‫بحوال ‪. %20‬‬
‫ي‬ ‫للوزارات‬
‫كما تجدر اإلشارة إل صعوبة القيام بتحليل دقيق لتنفيذ نفقات االستثمار المحولة إل‬
‫ميانيات هذه‬‫الحسابات الخصوصية للخزينة وذلك بسبب غياب تفريد لها عىل مستوى ر‬
‫بالميانية العامة للدولة‬
‫األخية مع العلم أن خطر تأجيل تنفيذ نفقات االستثمار المتعلقة ر‬
‫ر‬
‫الميمجة برسم سنة ‪ 2017‬إل السنوات الالحقة يهم أيضا االعتمادات المحولة إل‬
‫المؤسسات والمقاوالت العمومية عىل شكل منح‪.‬‬

‫والتدبت‪-2019‬مقتضب‪-‬‬
‫ر‬ ‫حول تقرير مراقبة صندوق االيداع‬

‫تسيي مؤسسة‬ ‫ر‬ ‫كشف تقرير المجلس األعىل للحسابات العديد من مظاهر الخلل يف‬
‫والتدبي‪ ، 16‬من بينها تطاول الصندوق عىل اختصاصات رئيس‬ ‫ر‬ ‫صندوق االيداع‬
‫الت تعيشها المؤسسة عىل‬ ‫الحكومة‪ ،‬ميزا كذلك مستوى الوضعية المالية الصعبة ي‬
‫مستويات الحكامة‪ ،‬االستثمار‪ ،‬القانون‪ .‬التقرير رصد ألول مرة اختالالت مؤسسة صندوق‬
‫تدبت مالية الدولة‪ ،‬منذ‬
‫تشف عىل ر‬ ‫والتدبي الذي يعد أكت مؤسسة مالية ر‬
‫ر‬ ‫اإليداع‬
‫تدبيها إل حدود سنة ‪2017‬‬ ‫يشف عىل ر‬ ‫الشكات الت ر‬‫تأسيسه سنة ‪ .1959‬قد بلغ عدد ر‬
‫ي‬
‫ما مجموعه ‪ 143‬رشكة‪.‬‬
‫الشكات الفرعية والمساهمات‬ ‫ثم إن افتحاص عمليات المساهمة ف رأسمال عينة من ر‬
‫ي‬
‫األخي بالحصول عىل اإلذن‬ ‫ر‬ ‫والتدبي‪ ،‬كشف عدم تقيد هذا‬
‫ر‬ ‫المالية التابعة لصندوق اإليداع‬
‫المسبق من قبل رئيس الحكومة‪ .‬وهذا يعد تطاوال عىل صالحيات رئيس الحكومة ذلك أن‬
‫األخي وذلك عمال بمقتضيات المادة ‪ 8‬من القانون‬ ‫ر‬ ‫تقتص إذنا من هذا‬
‫ي‬ ‫مثل هذه العمليات‬
‫‪.1789-39‬‬
‫فالتقرير رصد مجموع االختالالت والخروقات عىل مستوى الوضعية المالية أو‬
‫الت انخرط‬ ‫وغيها من القطاعات ي‬ ‫االستثمارية أو القانونية وكذا عىل مستوى الحكامة ر‬
‫فيها الصندوق‪.‬‬
‫الت تطال الرقابة الداخلية‬‫تبي للمجلس وجود قصور يف مواجهة نقط الضعف ي‬ ‫حيث ر‬
‫تدبي المخاطر عىل مستوى المجموعة برمتها‪ ،‬قصور عىل‬ ‫للصندوق‪ ،‬غياب منظومة ر‬

‫وهي منظمة لتأمين المدخرات واالستثمارات الوطنية‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫القانون ‪ 39- 89‬تم تعديله وتتميمه بالقانون رقم ‪ 34-98‬المتعلق بتحويل منشآت عامة إلى القطاع الخاص‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪14‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫تحيي دليل المساطر‬


‫ر‬ ‫تدبي المخاطر المرتبطة باألسواق المالية‪ ،‬السيما عدم‬
‫ر‬ ‫مستوى‬
‫وغياب مساطر محددة لتقييم الوضعيات داخل السوق‪.‬‬
‫إضافة إل رصد تفاقم المخاطر تم تسجيل تراجع عىل مستوى المداخيل وارتفاع نسبة‬
‫الخس ائر‪ ،‬باإلضافة إل غياب رؤية اسياتيجية –االستثمار يف األوراق المالية المدرجة‬
‫بالبورصات العالمية رغم افتقاره للخية يف هذا المجال‪ ،‬حيث خصص موارد مهمة لهذا‬
‫الغرض دون األخذ باالحتياطات الواجبة ليشيد االستثمارات ودون وضع المبادئ‬
‫بالتدبي المحكم لهذا الصنف من االستثمارات‪.-‬‬
‫ر‬ ‫االحيازية المتعلقة‬

‫المحور الثالث‪ :‬محدودية تتيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة‬


‫الفرع األول‪ :‬استئثار المؤسسة الملكية بالمبادرة ف تفعيل مبدأ ربط المسؤولية‬
‫بالمحاسبة‬

‫تعىط الحق لرئيس‬


‫ي‬ ‫والت‬
‫عىل غرار ما ينص عليه الفصل ‪ 47‬من الدستور يف فقرته الرابعة ي‬
‫أكي من أعضاء الحكومة‪ ،‬فإنه عمليا يالحظ‬ ‫الحكومة أن يطلب من الملك اعفاء عضو أو ر‬
‫حكوميي بعد سنة ‪ ، 2011‬كانت بمبادرات‬
‫ر‬ ‫مسؤولي‬
‫ر‬ ‫الت طالت‬
‫أن جل قرارات اإلعفاء ي‬
‫ملكية جاءت كتييل لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل األول من الدستور أي تفعيال‬
‫لم بدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ ،‬حيث يحرص الملك عىل أن يطبق المبدأ عىل كل‬
‫غي سليم كالتالعب بالمال العام أو إهداره اختالسه‬
‫مسؤول تبث يف حقه القيام بترصف ر‬
‫تدبيا سيئا يفتقر لمبادئ الحكامة‬
‫تدبيه ر‬
‫الت رصد من أجلها أو حت ر‬ ‫غي األمور ي‬
‫أو رصفه يف ر‬
‫الجيدة‪.‬‬

‫فلطالما شدد الملك ‪-‬والزال‪ -‬يف العديد من المناسبات عىل رصورة ربط المسؤولية‬
‫تدبي الشأن العام وعىل أهمية التفعيل لما تستلزمه مواقع المسؤولية من‬
‫بالمحاسبة يف ر‬
‫تفان وعمل جاد‪.‬‬
‫ي‬
‫الت طالت مجموعة من‬ ‫إن تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة من خالل اإلعفاءات ي‬
‫أكي من‬‫الوزراء تيهن عىل حرص الملك عىل تنفيذ وعوده الت قدمها ف خطابته ف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫مناسبة والمتعلقة بالسهر عىل التطبيق األمثل لمقتضيات الدستور ‪ .‬وأمام الكم الهائل من‬
‫غي المعقول إثقال كاهله بالتتبع ومراقبة‬‫المسؤوليات الملقاة عىل عاتق الملك أصبح من ر‬
‫الت تتطلبها تنمية البالد‪.‬‬
‫المسؤولي والسهر عىل تنفيذ المشاري ع ي‬
‫ر‬ ‫أعمال‬

‫إن المغرب يعتي دولة المؤسسات وأن لكل مؤسسة اختصاص واستقاللية عن مؤسسة‬
‫أخرى‪ ،‬لذلك أصبح من الرصوري إعادة النظر يف تحديد مؤسسة تتوفر عىل آليات فعالة‬

‫‪15‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫المسؤولي يف حال قيامهم‬


‫ر‬ ‫بشية ذات كفاءة عالية‪ ،‬مؤسسة ترع وتحفز‬ ‫ومتطورة وموارد ر‬
‫بمسؤولياتهم عىل الوجه األكمل‪ ،‬وتمتلك سلطة الردع والزجر لتييل العقاب عىل كل‬
‫تدبيا جيدا معقلنا تتحقق به مقاصد‬
‫تدبيه ر‬‫سولت له نفسه العبث بالمال العام وعدم ر‬
‫الحكامة المالية‪.‬‬

‫الفرع الثان‪ :‬استثناء فئة اآلمرين بالرصف من االختصاص القضان للمجلس األعىل‬
‫للحسابات‬

‫بالميانية والشؤون‬‫ر‬ ‫المعنيي بالمسطرة المتعلقة‬


‫ر‬ ‫حددت مدونة المحاكم المالية األشخاص‬
‫والموظفي واألعوان الذين يعملون تحت‬ ‫ر‬ ‫العموميي‬
‫ر‬ ‫المحاسبي‬
‫ر‬ ‫المالية‪ ،‬وتشمل حسابات‬
‫والموظفي‬
‫ر‬ ‫الماليي‬
‫ر‬ ‫اقبي‬
‫سلطتهم أو لحسابهم‪ ،‬وعىل كل مراقب االليام بالنفقات والمر ر‬
‫العاملي تحت إمرتهم أو لحسابهم‪ ،‬كما أنها رقابة تمارس يف حق اآلمر بالرصف‬ ‫ر‬ ‫واألعوان‬
‫واآلمر بالرصف المساعدين وكذا األعوان الذين يشتغلون تحت سلطتهم أو لحسابهم يف‬
‫نطاق اختصاصاتهم المالية‪ .‬وتختص المحاكم المالية بالبت والتدقيق والتحقيق يف طرق‬
‫الميانية العامة لتحديد المسؤولية‬ ‫تدبي العمليات المالية العمومية من مداخيل ونفقات ر‬ ‫ر‬
‫المعنيي باألمر‪،‬‬
‫ر‬ ‫عن أية اختالالت تشوب ها ومعاقبة التجاوزات والخروقات الثابتة يف حق‬
‫وتشي العقوبات المنصوص عليها يف مدونة المحاكم عىل كل آمر بالرصف أو آمر مساعد‬
‫بالرصف أو مسؤول‪ ،‬وكذا كل موظف أو عون يعمل تحت إمرتهم أو لحسابهم‪ ،‬إذا ما‬
‫اقيفوا‪ ،‬أثناء ممارسة مهامهم‪ ،‬إحدى المخالفات المالية المنصوص عليها يف الفصل‬
‫المذكور‪.‬‬
‫تستثت من الرقابة والمتابعة أهم فئة من اآلمرين‬ ‫ي‬ ‫إن مسطرة المتابعة تبق ناقصة‪ ،‬لكونها‬
‫مجلس اليلمان‪،‬‬
‫ي‬ ‫بالرصف‪ ،‬وهم الوزراء الذين يديرون المالية العامة يف منبعها‪ ،‬وأعضاء‬
‫وهو ما يؤثر عىل نجاعة المحاكم المالية يف الرقابة‪ ،‬ويجعل مراقبة المال العام محدودة‪،‬‬
‫أمام صعوبة إثارة المسؤولية الجنائية للوزراء أمام المحاكم‪.‬‬
‫القضان‬
‫ي‬ ‫وتنص المادة ‪ 52‬من مدونة المحاكم المالية‪ ،‬عىل أنه ال يخضع لالختصاص‬
‫بالميانية والشؤون المالية‪ ،‬أعضاء‬ ‫ر‬ ‫للمجلس األعىل للحسابات‪ ،‬يف ميدان التأديب المتعلق‬
‫الحكومة وأعضاء مجلس النواب ومجلس المستشارين عندما يمارسون مهامهم بهذه‬
‫الصفة‪.‬‬

‫يقص بكون أعضاء‬


‫ي‬ ‫وهذا المقتص يتناقض مع ما نص عليه الدستور يف الفصل ‪ 94‬والذي‬
‫الحكومة مسؤولون جنائيا أمام محاكم المملكة عما يرتكبون من جنايات وجنح أثناء‬

‫‪16‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫الت تتشبث بكون أن مبدأ‬


‫ممارستهم لمهامهم‪ ،‬إضافة إل تناقضه مع الخطابات الملكية ي‬
‫المسؤولي عىل اختالف درجات‬
‫ر‬ ‫ربط المسؤولية بالمحاسبة يجب أن يخضع له كافة‬
‫االجتماع‪.،‬‬
‫ي‬ ‫مسؤولياتهم ومهما بلغ مركزهم‬

‫تحيي مدونة المحاكم المالية لمالئمتها مع‬‫ر‬ ‫وبالتال فإن اليلمان مطالب بالعمل عىل‬
‫ي‬
‫مقتضيات الوثيقة الدستورية وإقرار مبدأ المساواة وأنه ال أحد فوق القانون ‪ ،‬كما أنه ملزم‬
‫الفعىل يف مكافحة الفساد وإرساء‬ ‫والرقان من أجل ضمان االنخراط‬ ‫يع‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫بتعزيز دوره التش ي‬
‫تدبي المال العام‪.‬‬
‫أسس المساءلة والشفافية يف ر‬

‫الفرع الثالث‪ :‬افتقار المجلس األعىل للحسابات لسلطة الردع‬

‫الت‬
‫حيا هاما للمجلس األعىل للحسابات‪ ،‬وهو ما ييز األهمية ي‬ ‫خصص الدستور الجديد ر‬
‫تدبي المال العام‪ .‬وأعىط الدستور األهمية القصوى‬
‫تحىط بها هذه المؤسسة يف مراقبة ر‬
‫الت يصدرها المجلس‪.‬‬ ‫للتقارير ي‬
‫األخية‪،‬‬
‫ر‬ ‫الت أصدرها المجلس األعىل للحسابات خالل السنوات‬ ‫وقد كشفت التقارير ي‬
‫الت تكتسيها هذه التقارير ‪،‬‬
‫تدبي المال العام ‪ ،‬فرغم األهمية ي‬
‫خطية يف ر‬
‫ر‬ ‫وجود اختالالت‬
‫فإن هناك قصور يف النصوص القانونية المتعلقة بإحالة هذه الملفات عىل القضاء‪،‬‬
‫الت يمارسها قضاة‬‫المتورطي‪ ،‬وكذا‪ ،‬محدودية الرقابة ي‬
‫ر‬ ‫وتحريك المتابعة القضائية يف حق‬
‫التدبي وتبذير‬
‫ر‬ ‫هذه المحاكم لعدم توفرها عىل قوة الردع‪ ،‬ما كرس نهب المال العام وسوء‬
‫األموال العمومية‪.‬‬

‫والت تتطلب متابعة جنائية‪،‬‬


‫مصي الملفات الواردة يف التقرير‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫وما زال الجدل قائما حول‬
‫وهو ما يطرح إشكال حدود التماس ربي الحكومة والقضاء يف إحالة ملفات قضاة المجلس‬
‫السلطتي القضائية‬
‫ر‬ ‫وبي الجدل المطروح حول حدود العالقة ربي‬ ‫األعىل للحسابات‪ ،‬ر‬
‫والتنفيذية يف التعامل مع تقارير المجلس األعىل للحسابات‪.18‬‬

‫فلطالما طالبت الشبكة المغربية لحماية المال العام بتوسيع اختصاصات المجلس‬
‫الت يتم‬
‫وتمكي قضاته من القيام بمهامهم القضائية‪ ،‬عىل اعتبار أن حجم األموال العامة ي‬
‫ر‬
‫نهبها أو تبذيرها سنويا يف كافة القطاعات والمؤسسات‪ ،‬تتطلب وجود مؤسسات قوية حت‬

‫مصي تقارير المجلس األعىل للحسابات‪ ،‬مقال منشور بالجريدة اإللكيونية أخبار بريس‪.‬‬
‫ر‬ ‫اليون‪ -‬نعمان اليعالوي‪ -‬كريم أمزيان ‪ ،‬ما‬
‫ي‬ ‫محمد‬ ‫‪18‬‬

‫‪17‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫وخطي عىل التنمية االقتصادية‬


‫ر‬ ‫تتمكن من وقف هذا الييف الذي يؤثر بشكل ر‬
‫مباش‬
‫واالجتماعية ببالدنا‪.‬‬

‫المقص به‪،‬‬ ‫للسء‬ ‫إن األحكام الصادرة عن المحاكم المالية ال يكون لها سوى قوة نسبية ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫يستدع‬ ‫المقص به‪ ،‬ما‬ ‫للسء‬‫مقارنة مع قرارات القاض الجنان الت تكتس قوة مطلقة ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬
‫الجنان‪.‬‬
‫ي‬ ‫والقاض‬
‫ي‬ ‫المال‬
‫ي‬ ‫القاض‬
‫ي‬ ‫إلزامية خلق آليات التنسيق ربي‬
‫الجنان‪،‬‬
‫ي‬ ‫ه زجر األفعال المجرمة بمقتص القانون‬ ‫إن المهمة األساسية للقضاء العادي‪ ،‬ي‬
‫المال‪ ،‬أي أنه‬ ‫ي‬ ‫الت يحرص عليها القضاء‬ ‫وه المهمة نفسها ي‬ ‫والت تمس باألموال العمومية‪ .‬ي‬ ‫ي‬
‫تدبيها‬‫يرم إل حماية هذه األموال من الضياع واإلتالف‪ .‬وكذا السهر عىل مراقبتها ثم ر‬ ‫ي‬
‫اع تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬ ‫بشكل ير ي‬
‫الت‬ ‫الجنان بالتجاوزات أو الخروقات ي‬ ‫ي‬ ‫القاض‬
‫ي‬ ‫المال بإخبار‬
‫ي‬ ‫القاض‬
‫ي‬ ‫وإذا كان القانون يلزم‬
‫الجنان من‬
‫ي‬ ‫القاض‬
‫ي‬ ‫فق المقابل يظهر غياب مقتضيات قانونية تلزم‬ ‫تتطلب حكما جنائيا‪ ،‬ي‬
‫حي يالحظ‪ ،‬عىل مستوى‬ ‫الت تتطلب تدخله‪ .‬يف ر‬ ‫المال بالخروقات ي‬
‫ي‬ ‫القاض‬
‫ي‬ ‫جهته بتبليغ‬
‫المال‬ ‫القاض‬ ‫الجنان بإخبار وتبليغ‬ ‫القاض‬ ‫التشيعات المقارنة‪ ،‬أن القانون يجي‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫بالمتابعات والجزاء‪.19‬‬

‫خاتمة‬
‫أضحت الرصورة ملحة الليام الوزارات وال سيما االقتصادية واالجتماعية باإلفصاح عن‬
‫اع مبادئ الشفافية الياهة‪،‬‬
‫مخططاتها وبرامجها الكاملة يف الوقت المناسب بما ير ي‬
‫الت تتخذها‪ ،‬مع وجوب التفاعل‬ ‫وتوضيح كيفية تنفيذها لمهامها وميرات القرارات ي‬
‫الت يعي عنها المواطنون‪ ،‬ثم أن تتحمل هذه الوزارات‬ ‫ر‬
‫المباش مع االنتقادات والمطالب ي‬
‫الت تقع أو الفشل الذي ينتج عن تلك القرارات درء لكافة مظاهر‬
‫المسؤولية عن األخطاء ي‬
‫توفي آلية واضحة تتيح للمواطن حق المحاسبة والمساءلة‪.‬‬ ‫الفساد مع ر‬
‫المواطني قبل اعتماد وتنفيذ أي سياسة‬
‫ر‬ ‫إضافة ال رصورة اعتماد ثقافة دراسة األثر عىل‬
‫عمومية فعىل الرغم من كل المجهودات المبذولة ورغم تييل اسياتيجيات وطنية‬
‫لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والياهة وتخليق الحياة العامة الزال ر‬
‫مؤش إدراك الفساد‬
‫أكي من مجال ‪ ،‬يحقق أرقاما ال تعكس مستوى التوقعات الحكومية‬ ‫بالنسبة للمغرب وف ر‬
‫ي‬
‫الت تجعل من المواطن يلحظ أثرها‪.‬‬ ‫وال ترف إل المرتبة ي‬

‫محمد األعرج ‪ " ،‬غياب آلليات التنسيق بين القضاء المالي والقضاء الجنائي"‪ ،‬مقال منشور بالجريدة اإللكترونية أخبار بريس‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪18‬‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة ‪ -‬يف سياق الحكامة المالية‪-‬‬

‫فبمقدور هاته اإلجراءات أن تكون دعامة حقيقية لبلوغ حكامة جيدة قوامها الياهة‬
‫والشفافية وسالحها ربط المسؤولية بالمحاسبة‪.‬‬

‫انتىه بعون هللا‪.‬‬

‫‪19‬‬

You might also like