Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 26

‫‪ ٢٠‬دقيقة‪....

‬‬
‫كعادت أمش ليال عىل الجرس والمطر يهطل‬
‫وقطراته تبلل شعري أرتدي معطف الصوف‬
‫الذي صنعته ل جدت‪ ،‬وفجأة أرى فتاة تأت‬
‫باتجاه تضع سماعت الهاتف ومغمضة عيناها‬
‫وكانت تقتب وتقتب وأنا كذلك حت ظهرت‬
‫سيارة كان زجاجها مغطا بقطرات المطر لم أرى‬
‫من كان فيها‪ ،‬اتجهت تلك السيارة نحو الفتاة‬
‫رصخت ورصخت لكن دون جدوى‪ ،‬وكانت تلك‬
‫الفتاة التزال مغمضة عيناها وتضع السماعة‪،‬‬
‫كانت أرجىل ساكنتي ال تتحركان كنت أجرهما‬
‫لكن من شدة الخوف سقطت أرضا‪ ،‬اقتبت‬
‫السيارة من الفتاة حيث لم تراها أبدا أو تشعر‬
‫بها ثم توقفت نزل منها شاب يبدو ثريا وهذا باد‬
‫من لباسه وشكل سيارته الفخمة‪ ،‬اتجه نحوها‬
‫وأنا كنت أحاول النهوض من عىل األرض حت‬
‫استعدت طاقت ونهضت وبدأت أركض نحوهما‬
‫إل أن بف بيننا مت تقريبا نظر الشاب ل نظرة‬
‫مخيفة جعلت دقات قلت تزداد اقتب ونزع لها‬
‫السماعة وقال بصوت خفيف‪ :‬هيا بنا إل المتل‬
‫لقد تأخر الوقت‪ ،‬ثم وضع يده عىل كتفها وسارا‬
‫نحو السيارة ففتح الباب وجلست تلك الفتاة ثم‬
‫أغلقه وسار باتجاه مقود سيارته وركب وفل‬
‫وقبل مغادرته نظر ل نظرة مخيفة أكت من‬
‫السابق‪ ،‬بقيت ساكنة لم أتحرك فدق هاتف‬
‫ومانت أم المتصلة قالت‪ :‬أين أنت يا ابنت‪.....‬‬
‫لكن أنا لم أتفوه بكلمة بل أغلقت الخط ونظرت‬
‫للساعة كانت ‪11‬ليال رست أخطو خطوات أبطء‬
‫من خطوات السلحفاة‪ ،‬وصلت ال البيت قرعت‬
‫الجرس فتحت ام حضنتت ثم امسكت برأس‬
‫براحت كفيها وقالت‪ :‬ما به وجهك شاحب‪ ،‬هل‬
‫أنت بخت؟ أجبت بصوت خافت‪ :‬نعم‪ ،‬بخت‬
‫سأصعد ألنام‪ ،....‬اردفت ام‪ :‬نوم العافية‬
‫حبيبت‪ .‬رست عىل الدرج خطوة وراء خطوة‬
‫وكدت أصل حت سقطت وفقدت الوع‪..‬‬
‫عندما استيقظت وجدت نفش ف المستشف‪،‬‬
‫كانت أم بجانت وعيناها تلمع بالدموع فنادت‬
‫الطبيب دخل وبدأ يقيس ضغط دم وأنا‬
‫مستسلمة ال أقاوم وال أصدر حركة وال صوتا‪..‬‬
‫قال الطبيب‪ :‬ستنام ابنتك عندنا الليلة وخرج‬
‫لحقت به ام وانا خلدت للنوم حت ات نمت‬
‫دون ان اشعر‪ .‬كان الطبيب مع ام رساب فقال‬
‫لها‪ :‬ابنتك ف حالة خطرة‪ ،‬لم ارد ان تسمع بخت‬
‫خطورة اصابتها أظن انها دماغها قد اصابه‬
‫مكروه غدا صباحا سأفحص دماغها باألشعة‬
‫وذهب‪ ،‬كانت ام رساب(رقية) ف حالة هستتية‬
‫كادت تجن‪ ،‬حيث كان زوجها (فادي) قادم‬
‫يحمل ف يديه طعام العشاء الحظ دموع‬
‫زوجته(رقية) تزداد وتزداد ولما طلب منها ان‬
‫تناول الطعام فرفضت رفضا شنيعا وهذا جعل‪.‬‬
‫شهية (فادي) تنسد لقد علم بخت ابنته من‬
‫الطبيب‪ ،‬وبينما الحزن واليأس يسيطر عليهما‬
‫كانت تلك الفتاة التيئة طريحة الفراش‬
‫وجهها شاحب اصفر شفتاها جافتي عيناها‬
‫ذابلتي يوجد كرس ف قلبها‪ ،‬فجأة تذكرت‬
‫تلك الحادثة الت وقعت لها فأرادت‬
‫النهوض من عىل الرسير لكن كانت أرجلها‬
‫مشنجة حاولت وحاولت ثم نهضت‬
‫وسارت بخطوات شبه بطيئة حت وصلت‬
‫إل مقبض الباب وعندما فتحته وخرجت‬
‫وجدت الممرضة تقف عند والديها‬
‫وتحدثهما وعندما نظرت الممرضة ال‬
‫رساب كانت قد عرفتها كانت نفسها فتاة‬
‫تلك‪ .‬الليلة هذا ما جعل رساب تسقط ارضا‬
‫ركضت الممرضة ورقية وفادي تجاهها‬
‫حملوها ال غرفتها السابقة واعطتها‬
‫الممرضة حقنة جعلتها تصاب بالدوار وتنام‬
‫نوما عميقا‪.‬‬
‫ف صباح اليوم التال ات الطبيب ليفحص‬
‫رساب باألشعة فنقلت ال غرفة خاصة‬
‫وبعد مرور ساعة تقريبا خرج الطبيب‬
‫(سامح) وقد بدى عليه الحزن فقال بصوت‬
‫مخنوق‪ :‬لألسف تبي ان رساب تعات‬
‫ارتجاجا ف الدماغ يجب عليها اجراء عملية‬
‫جراحية ف اقرب وقت ألنه سيسوء الحال‬
‫اكت فاكت بعدها فتح باب تلك الغرفة‬
‫وكانت رساب تحمل عىل مي رسير متحرك‬
‫مغمضة عيناها وكان منظرها يقطع القلب‪،‬‬
‫وف اليوم التال تحسنت حالتها قليال حيث‬
‫كانت تجلس لوحدها ف تلك الغرفة‬
‫فدخلت عمتها سارة مع ابنتها الت تبلغ من‬
‫العمر‪18‬سنة اي بنفس عمر رساب كانت‬
‫متكتة وصفاتها عكس صفات رساب‪.‬‬
‫تماما‪ ،‬نعود‪ .‬لألحداث كانت رساب طريحة‬
‫الفراش‪ ،‬شاحبة الوجه ضعيفة ال تصدر‬
‫حركة كانت عمتها حزينة عىل حال رساب‬
‫وكانت تراقبها عن بعد ألن ابنتها (عال) ال‬
‫تحب ان تكون امها حنونة‪ ،‬دخلت رقية‬
‫وفادي والقوا التحية عىل سارة وعال‬
‫وجلسوا وتبادلوا اطراف الحديث عىل حالة‬
‫رساب حيث كانت رقية مسندة راسها‪ .‬عىل‪.‬‬
‫كتف زوجها فادي ولم ترد أن تتك العنان‬
‫لسيل دموعها‪ ،‬قال فادي‪ :‬اذا‪ ،‬وانتم كيف‬
‫حالكم ف لندن؟ ردت عال بوقاحة‪ :‬ال‬
‫تسألوا عن حالنا أبدا وتريدون ان تعرفوا‬
‫كيف حالنا هل نحن بخت ام ال؟ تكلمت‬
‫سارة معاتبتا عال عىل كالمها مع خالها‪ :‬ما‬
‫هذا الكالم‪ ،‬احتم خالك يا بنت‪ ....‬واذا‬
‫بعال تحمل حقيبتها وتخرج‪ ،‬حيث سارت‬
‫بخطوات رسيعة وكادت تكرس باب الغرفة‬
‫اثناء خروجها‪ ،‬كان الكل مصدومي من هذا‬
‫الفعل إال تلك الفتاة الطريحة عىل الفراش‬
‫وقطرات العرق عىل جبينها رغم برودة الجو‪،‬‬
‫قطع حبل الصمت بصوت فادي يقول‪ :‬هذه‬
‫فتة المراهقة‪ ،‬علينا تحملهم ردت سارة ال ادري‬
‫ماذا افعل معها وه ال تسمع كالمها وال تنتبه‬
‫لنصائح حت ات اصبحت شبه مجنونة اتكلم‬
‫وحدي‪ ...‬كان فادي واخته سارة يتبادالن اطراف‬
‫الحديث تارة ويسكتون تارة اال رقية الت كانت‬
‫حالتها بعد ان استأذنت خرجت كستة‬
‫القلب عىل حالهم اال ابنتها لم تتأثر (ياال‬
‫قلب بعض البرس القاس)‬
‫نعود لألحداث كانت الساعة‪١٢‬عرس ليال‪.‬‬
‫كانت رقية نائمة وفادي يراقب رساب من‬
‫حي آلخر‪ ،‬بعد مرور ‪15‬يوم من بقاء رساب‬
‫ف المستشف حيث كانت ترتاح سء فشء‬
‫الن صديقتها كانوا يزورونها من حي ألخر‬
‫ويخففون من مللها ويلطفون جو‬
‫المستشف كان اليوم‪4‬مارس وتاري خ عملية‬
‫رساب يوم ‪6‬مارس‪ ،‬وايضا كانت رقية وفادي‬
‫سعيدين جدا لتحسن حالت ابنتهما بينما‬
‫العمة سارة قد عادت لبيتها ف لندن قبل‬
‫يومي‬
‫وكانت تتصل من حي آلخر لتسال عن‬
‫رساب كانت رساب تريد الخروج لحديقة‬
‫المشف ألنها قد ضجرت من الجلوس بي‬
‫ارب ع جدران‪ ،‬رافقتها رقية خارجا‬
‫كان الجو هادئا ومريحا ألنت قد اشتقت‬
‫إلزرقاق السماء وصوت زقزقة العصافت‬
‫وعندما كنت است ف نواح الحديقة‬
‫بخطوات متتالية بطيئة‪ ،‬ظهرت تللك‬
‫الممرضة ألت لم اكن خائفة من سء كنت‬
‫اناديها و اقول‪ :‬يا ممرضة يا ممرضة حت ات‬
‫ال اعرف اسمها بتاتا (كانت الممرضة تبدو‬
‫فتاة متواضعة)بعد ان اقتبت مت كانت‬
‫تمسح الدموع عىل جفت عيناها اظن انها‬
‫كانت تبك جلست بجانت وبادرت بقول‪:‬‬
‫مرحبا رساب هل انت بخت وكانت تحدق‬
‫ت وكأنها تعرفت منذ زمن طويل هذا ما‬
‫جعلت ارسح ف افكاري حت سالت مجددا‪:‬‬
‫رساب‪ ...‬رساب‪ ...‬رساااااب هل انت بخت؟‬
‫نظرت اليها وقلت نعم‪ ..‬نعم بخت قالت‬
‫الحمد هلل واردفت هيا لندخل لقد بدا‬
‫المطر رافقتت لغرفت كانت ام هناك‬
‫وتتكلم ف الهاتف اظنها مع ات‪ .‬ساعدتت‬
‫‪٨‬الممرضة عىل النوم فوق الرسير‪ ،‬عندما‬
‫هبت بالخروج ناديتها‪٠ :‬انتظري‪ ..‬ما هو‬
‫اسمك؟ قالت ليىل قلت اسم جميل قالت‬
‫شكرا جزيال لك حبيبت‪ ،‬ارتاح وال تتعت‬
‫نفسك‪ .‬نام وخذي قسطا من الراحة‬
‫لتكوت مستعدة إلجراء العملية بعد غد‬
‫سالتها مت اجراء العملية اقصد اي ساعة‬
‫قالت‪ :‬اظن الساعة ‪9‬صباحا قلت شكرا‬
‫ليىل ابتسمت ل وذهبت وبعدما اغلقت‬
‫الباب تذكرت لوات سالتها عن ذلك الشاب‬
‫يا اله كلما تذكرته تزداد دقات قلت لم ارتح‬
‫له وال حت لنظراته‪ ،‬نمت ولم اشعر حت‬
‫استيقظت عىل صوت احبه اظن انه صوت‬
‫صديقت فتحت عيات وجدتها شهد كانت‬
‫دموعها عىل خدها هذا ما جعلت ابك انا‬
‫االخرى فقمت واسندت ظهري عىل‬
‫الحائط وضممتها بي ذراع وسالتها كيف‬
‫حالك يا شهد قلت اشتقت لك كثتا اين‬
‫كنت رغد اتت ال امس مع غفران والبقية‬
‫قالت‪ :‬اح مريض وام كذلك لذا لم ات‬
‫قلت‪ :‬نعم‪ ،‬اللهم شفاء ال يغادر سقما قالت‬
‫ان شاء هللا يارب ولك بالمثل هل تعرفي‬
‫لقد اشتقت الت ليته لم يمت ويتكنا نحن‬
‫بحاجة له قلت نعم كل من هم غالي عىل‬
‫قلوبنا يذهبون ف رمشة عي ه تمسح‬
‫دموعها وتقول إذن اختيت عن حالك ومت‬
‫ستجرين العملية قلت‪ :‬بخت نشكر هللا عىل‬
‫نعمته ه‪ :‬الحمدهلل قلت‪ :‬العملية‬
‫ساجري ها بعد غد عىل الساعة ‪9‬صباحا ه‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬ارجو ان تشف ف اقرب وقت وتعودين‬
‫الينا بصحة جيدة كالسابق او احسن قلت‬
‫ان شاء هللا بعدها دخلت ام تحمل الغداء‬
‫كان يبدو شهيا لقد جاء ف وقته‪ ،‬استأذنت‬
‫شهد للذهاب بعد ان القت التحية عىل ام‬
‫ودعتها بقبالت حارة‪ ،‬ورسعت ف تناول‬
‫الطعام كان الحساء حار وهذا ما جعل‬
‫شهيت تنفتح‪ ،‬عندما انهيت الطعام اخذت‬
‫ام األوات وخرجت وبعدها عادت مع ات‬
‫كان ات يحمل دفتا وردي اللون رسمت‬
‫عليه بعض الرسومات الجميلة قال ل‪ :‬هذا‬
‫دفت لك دوت عليه يومياتك ك ال تمىل هنا‬
‫ال حي خروجك سليمة بإذن هللا قلت‪:‬‬
‫شكرا ات العزيز حفظك‪ .‬هللا ل قال‪ :‬ولو‬
‫هذا واجت يا بنت‪ ...‬بدأت ادون عليه‬
‫واسجل التواري خ وااليام السعيدة والتعيسة‬
‫دونت ودونت ال إل غاية نهاية اليوم‬
‫تقريبا‪ ،‬بعدها خرجت وحدي لحديقة‬
‫المشف كان الجو جميال والعشب مبلل‬
‫بالمطر والهواء نف والعصافت تزقزق يا‬
‫لجمال المنظر وفجأة رأيت الممرضة ليىل‬
‫مع ممرضة اخرى ناديتها اتت مرسعة‬
‫وقالت‪ :‬هل انت بخت؟ قلت‪ :‬بخت‪ ...‬بخت‬
‫فقط اردت ان ادردش معك قالت‪ :‬هذا‬
‫جميل‪..‬قلت‪ :‬اجلش اجلش واردفت‪ :‬اريد‬
‫ان اسألك قالت‪ :‬نعم تفضىل قلت‪ :‬من‬
‫ذلك الشاب الذي رأيته معك ف تلك الليلة‪،‬‬
‫هل تتذكرين؟ قالت‪ :‬نعم‪ ،‬اتذكر هو‬
‫صديف عاد من فرنسا رايته مرة واحدة بعد‬
‫عودته وتلك الليلة الت رأيتت فيها قلت‪:‬‬
‫يااله كم هو مخيف قالت‪ :‬هو ليس‬
‫كذلك‪ ،‬فقط يبدو لك مخيفا من الخارج‬
‫قلت‪ :‬هال حدثتت عنه اكت قالت‪ :‬نعم‪ ،‬هو‬
‫فت محبوب لدي جدا واسمه ماهر‪ ،‬وانا‬
‫احبه قلت متعجبة‪ :‬أتحبينه حقا؟؟ قالت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬وف ‪١٥‬افريل سيطلب يدي قلت‬
‫بدهشة‪ :‬ان شاءهللا‪ ،‬ستجتمعان ف الحالل‬
‫قريبا قالت‪ :‬امي‬
‫بعدها استأذنت للذهاب‪ ،‬اتجهت لغرفت‬
‫الرتاح ألت غدا ساجري العملية‪ ،‬كانت‬
‫فارغة اعت ات لم اجد ام هناك فحملت‬
‫هاتف واتصلت بها ردت قائلة‪ :‬انا ف السوق‬
‫سآت بعد قليل قلت‪ :‬نعم‪ ،‬لقد خفت كثتا‬
‫قالت ال داع للقلق قلت‪ :‬حسنا‪ ،‬انا‬
‫انتظرك‪ ،‬قطعت الخط وجلست عىل‬
‫رسيري افكر ف ليىل وماهر وقلت ف نفش‬
‫‪«:‬يا إله‪ ،‬لماذا لم ارتح له لماااااذا؟؟ لم‬
‫اشعر حت وجدت نفش نائمة واستيقظت‬
‫وجدت ام وات كانت الساعة ‪3‬صباحا يعت‬
‫ان ام عادت من السوق ولم أراها ‪،‬وجدت‬
‫نفش جائعة وهذا ماجعلت أخرج من‬
‫الغرفة‪ ،‬فتحت باب غرفت كان مكتب ليىل‬
‫امام باب غرفت تماما كانت تجلس وتحمل‬
‫ف يدها الهاتف وتبك اتجهت اليها لم تشعر‬
‫ت حت جلست بجانبها قالت‪ :‬اهال‪ ...‬قلت‪:‬‬
‫ما بك تبكي‪ ،‬ماذا حدث؟ لم ترد عىل‬
‫سؤال حت ات سالت مرة اخرى قائلة‪ :‬ما‬
‫بك أجيبيت يا ليىل؟ قالت بصوت مخنوق‪:‬‬
‫ذهبت ال بيت ماهر‪ ...‬وسكتت قلت‪ :‬ماذا‬
‫بعد‪..‬؟ قالت وجدته مع فتاة اخرى قلت‪:‬‬
‫يا اله!!!‪ .‬قالت‪ :‬لكن األسوء انه قتلها ف‬
‫االخت‪ ...‬قلت‪ :‬الم اختك انت لم ارتح له‬
‫البتة‪ ...‬لم تتفوه بكلمة بل بقيت تبك وتبك‬
‫قلت لها‪ :‬يجب ان تنفصال ف اقرب وقت‬
‫قبل ان يقتلك انت االخرى ردت‪ :‬تلك‬
‫الفتاة الت قتلها قد رايتها معه مرات عدة‪،‬‬
‫لكن كنت اغض نظري كأت لم ارى سء‬
‫قلت‪ :‬يا اله‪ ...‬لم انه كالم حت رن‬
‫هاتف "ليىل" كان مكتوب عىل شاشة‬
‫الهاتف اسم "ماهر" قالت‪ :‬ماذا افعل‪،...‬‬
‫وانا االخرى تلبكت ردت عليه وشغلت مكت‬
‫الصوت فقال ماهر‪ :‬اهال ليىل كيف حالك‬
‫عزيزت؟ قالت له‪ :‬مرحبا‪ ،‬اين كنت؟ قال‪:‬‬
‫كنت مع صديف صالح قالت‪ :‬هذا جيد‬
‫قال لها‪ :‬غدا ليال عىل الساعة ‪12‬انتظرك‬
‫قالت‪ :‬نعم سآت واغلقت الخط‪ ،‬فقلت لها‪:‬‬
‫لماذا توافقي لماااااذا قالت‪ :‬سأقول له لقد‬
‫انته ما بيننا قلت لها‪ :‬سأذهب معك!!‬
‫قالت‪ :‬الالال تذهت‪ ،‬هيا نام ألنك غدا‬
‫ستجرين العملية بعد ساعات قليلة من‬
‫االن‪.‬‬
‫اتجهت لغرفت لكن لم يغمض ل جفن منذ‬
‫ذلك‪ .‬الحي ال ان ابتسمت الشمس ف‬
‫السماء قلت‪ :‬يا اله‪ ،‬لم انم وسأجري‬
‫العملية بعد ساعات من االن‪ ،‬انا خائفة‬
‫بعض الشء من هذه العملية استيقظت‬
‫ام واحضت ال الفطور ‪.‬‬
‫كانت الساعة ‪9‬صباحا موقت اجراء العملية‬
‫واالن ‪8:30‬يا اله لقد اقتب الموعد‪،‬‬
‫اجتمع اقارت ف المستشف اال عمت سارة‪،‬‬
‫دخلت غرفة العمليات‪ ،‬بعدها استيقظت‬
‫وجدت أم وأت بجانت وكان راس ملفوف‬
‫بضمادة بيضاء فسألتنت ام‪ :‬هل انت‬
‫بخت؟ قلت‪ :‬نعم بخت قلت‪ :‬نعم قال ل‬
‫ات‪ :‬حمدهلل سنخرج اليوم من هنا‪،‬‬
‫سأذهب ألوقع عىل اوراق الخروج وادفع‬
‫الفاتورة‪ .‬واذا بممرضتي‬
‫دخلتا للغرفة وقالت احداهما‪ :‬حمدهللا عىل‬
‫سالمتك قلت‪ :‬شكرا لك بعدها نقلتات ال‬
‫الغرفة االخرى الت كنت اقيم فيها وجدت‬
‫ليىل هناك ابتسمت وقالت‪ :‬حمد هلل عىل‬
‫السالمة ردت عليها ام‪ :‬شكرا بنيت جزاك‬
‫هللا ختا واذا بأم والممرضتي يخرجان‬
‫بقيت وليىل ف الغرفة فقلت لليىل كيف‬
‫حالك قالت‪ :‬لست بخت تعلمي ماذا‬
‫سيحدث الليلة‪ .‬فقلت‪ :‬ماذا؟ بعدها‬
‫تذكرت انها ستلتف مع ماهر قلت لها‪:‬‬
‫اياك والذهاب اياك قالت‪ :‬ماذا سأفعل؟‬
‫قلت اتصىل به وقول له ان كل سء قد‬
‫انته قالت‪ :‬لقد قلت هذا امس لكن ال‬
‫استطيع اخباره قلت‪ :‬ألن تنفصىل عنه‬
‫قالت‪ :‬ال استطيع الن خطوبتنا قد اقتبت‬
‫قلت‪ :‬انا اليوم سأخرج من المشف لن ألتف‬
‫بك بعد االن قالت‪ :‬سأعطيك رقم هاتف‬
‫لنتواصل قلت‪ :‬حسنا‪ ،‬واخرجت هاتف‬
‫وسجلت رقمها واذا بأم وات يدخالن‬
‫فخرجت ليىل بعدما استأذنت فقالت ام‪:‬‬
‫أنا سامع مالبسك واغراضك فقال ات لقد‬
‫انتهيت من امر االورق بعد مرور ساعتي‬
‫تقريبا خرجنا وعدنا ال البيت وعندما كنا ف‬
‫الطريق صادفنا ماهر كان يركب سيارته‬
‫الفخمة ورايته جعلت مزاح يتعكر عندما‬
‫وصلنا ال المتل نزل ات وام وانا صفنت‬
‫منذ ان شاهدت ماهر فاذا‪ .‬بات يقول‬
‫رساب‪ ...‬رساب انزل هيا لقد وصلنا نزلت‬
‫ودخلنا البيت كان متسخا فرسعت ام‬
‫بتنظيفه ولم تسمح ل بمساعدتها مع ات‬
‫الححت عىل ذلك لكن لم تقبل‪ ،‬انتهت‬
‫ام من عملها وبعدها حضت العشاء ألننا‬
‫ف الغداء قد احض ات اكال من الخارج‪،‬‬
‫تناولنا عشاءنا وكل منا ذهب لغرفته‪ ،‬نظرت‬
‫لشاشة هاتف كانت ‪11‬والرب ع ليال والموعد‬
‫قد اقتب‬
‫اتصلت بليىل فردت قائلة‪ :‬اهال رساب‬
‫قلت‪ :‬بك عزيزت‪ ،‬هل انت بخت لماذا‬
‫تبكي؟ قالت‪ :‬ال اعلم قلت‪ :‬ماذا تفعلي‬
‫االن قالت‪ :‬اجهز نفش فقط قلت‪ :‬ما زلت‬
‫تنوين الذهاب؟؟؟! قالت‪ :‬نعم‪ ،‬لكن ال‬
‫اعرف لماذا قلت غت مرتاح ثم اردفت قائلة‪:‬‬
‫سامحت يا رساب قلت ما هذا الكالم ما بك‬
‫يا ليىل لكنها اغلقت الخط هذا جعلت ابك‬
‫بشدة عىل حالتها بعدها القيت راس عىل‬
‫الوسادة ولم استطع النوم ولكن بعدها‬
‫وجدت نفش قد غفوت واستيقظت عىل‬
‫كابوس مخيف جدا كانت ‪3‬صباحا اردت‬
‫االتصال بليىل لكن لم تجيب هذا جعلت‬
‫اقلق ف الصباح اردت الذهاب ال‬
‫المستشف ألراها لكن لم تكن هناك هذا‬
‫جعل قلف يزاد فجأة ات ممرض يركض‬
‫ويقول‪(:‬الممرضة ليىل ماتت‪ ...‬ماتت‪......‬‬
‫فاذا برساب يغىم عليها عندما استيقظت‬
‫وجدت نفش عىل رسير المشف وام‬
‫بجابت وكانت تبك وتقول يا ليىل ماذا فعلوا‬
‫بك‪.....‬؟‬
‫ف اليوم التال ذهبنا ال جنازة ليىل كانت‬
‫امها واختها يبكون بحرقة عليها‪ .‬عدنا ال‬
‫بيتنا ليال‬
‫لم انم قضيت الليل افكر ابك عليها‬
‫وتذكرت كيف كانت تعاملت وكيف كان‬
‫قلبها حنون‪ ،‬كيف يقتلها؟‬
‫بعد ان هدأت قليال نظرت ال المنبه كانت‬
‫‪٤‬فجرا ذهبت ألتوضأ و أصىل لعلت ارتاح‬
‫بعدما انهيت صالت حملت المصحف‬
‫وقرات ما تيرس ال الصباح جاءت ام‬
‫لغرفت وجدتت مستيقظة قالت صباح‬
‫الخت الم تنام مابها عيناك هل انت بخت؟‬
‫قلت نعم بخت‪ ،‬لكت لم انم فردت يا رساب‬
‫حالك محزن‪ ...‬هيا تعال الفطور جاهز‬
‫قلت سآت بعد قليل‪.‬‬
‫مرت االيام هكذا حيث مض عىل الحادثة‬
‫عدة ايام وماهر لم يسجن ألنه قد هرب‬
‫حسب ما سمعت‪ ،‬ف احدى الليال خطرت‬
‫عىل بال فكرة سأتصل بماهر واساله لماذا‬
‫قتل ليىل الن هذا يحتت جدا‪ ،‬حاولت‬
‫تذكر رقمه ألنت قد رايته عىل شاشة هاتف‬
‫ليىل تلك الليلة واذا ت اتذكره فسجلته عىل‬
‫هاتف واتصلت به رد‪ :‬الو‪ ،‬من مع قلت‬
‫هل انت ماهر؟ قال نعم من انت قلت انا‬
‫صديقة ليىل اريد ان اتكلم معك وجها لوجه‬
‫قال لماذا؟ ومن اين اتيت برقىم قلت‬
‫اعطتت اياه ليىل «رحمها هللا» قبل موتها‬
‫وقد حكت ل عنك قال ماذا قالت؟ لم‬
‫اجبه وسالته قائلة هل قبلت دعوت قال‬
‫نعم فقلت انتظر ال تقفل الخط قال ماذا؟‬
‫قلت اعرف انك من قتل ليىل قال بصوت‬
‫متقطع‪ :‬أ‪ ....‬أ‪ ....‬ن‪ ...‬ن‪ ...‬انا قلت نعم‬
‫انت فقال غدا سنلتف وتعال عىل العنوان‬
‫الذي سأرسله لك رسالة قلت حسنا قال‬
‫نلتف صباحا ألت مشغول جدا واعلىم ان‬
‫مدة حديثنا ال تفوق« ‪٢٠‬دقيقة » فقط‬
‫قلت نعم‪ ،‬كاف اغلقت الهاتف فظهر عىل‬
‫شاشة هاتف ‪14‬افريل لقد اقتب موعد‬
‫خطبة ليىل لو كانت حية لكان غدا ‪.‬‬
‫ضبطت المنبه عىل ‪7:30‬ك استيقظ‬
‫مبكرا‪.‬‬
‫استيقظت عىل صوت المنبه حضت نفش‬
‫ونزلت كانت ام قد حضت الفطور وات‬
‫جالس عىل االريكة يقرا الجريدة الصباحية‬
‫قلت ألم‪ :‬صباح النور حبيبت قالت صباح‬
‫الفل بنيت‪ ،‬عساه خت اين ستذهبي؟‬
‫قلت؛‪ :‬ال صديقت غفران لتناول الفطور‬
‫معا ألنها دعتت االمس قالت اذهت‬
‫واستمتع مع صديقاتك وعوض كل ايام‬
‫المستشف قبلتها وقلت ال اللقاء قالت مع‬
‫السالمة ثم ذهبت الت قال كيف حالك يا‬
‫رساب قلت بخت قال حمد هلل‪ ،‬اين‬
‫ستذهبي قلت مع غفران لتناول الفطور‬
‫قال حسنا هذا جيد اذهت حبيبت وحضنت‬
‫و اتجهت ال الباب وقبل خروح ناديت‬
‫بصوت عال انا اسفة‪ ،‬انا اسفة ساااامحوت‬
‫ألت لم اتناول فطوري قاال ال بأس حبيبت‬
‫عندما خرجت واغلقت الباب انهمرت‬
‫دموع ال اعرف ما السبب‪ ،‬اتجهت ال‬
‫ذلك العنوان الذي ارسله ماهر امس‪ ،‬عندما‬
‫وصلت وجدت سيارة سوداء فخمة فتل‬
‫منها ماهر واتجه نحوي وقال بصوت خشن‬
‫وتكت‪ :‬صباح الخت قلت هيا نتكلم قال‬
‫حسنا سأتكلم‪....‬‬
‫فرفع المسدس عليها واصابها ف قلبها و‬
‫سلمت روحها‪ ،‬ركب سيارته وذهب للعمل‬
‫كان سء لم يحدث‪....‬‬
‫كان تاري خ ‪15‬افريل تاري خ وفاة رساب وليس‬
‫تاري خ خطوبة ليىل‪.......‬‬
‫النهاي ة‬

You might also like