‫مدرس المادة ‪ :‬م‪ .

‬م علياء حسين خلف الزركوش‬

‫المادة ‪ :‬تاريخ الفكر االقتصادي‬ ‫الكلية ‪ :‬اإلدارة واالقتصاد‬

‫الموضوع ‪ :‬الفكر االقتصادي‬ ‫القسم ‪ :‬االقتصاد‬

‫في الحضارات االولى‬ ‫المرحلة الثانية‬

‫المحاضرة الثالثة‬
‫األهداف السلوكية ‪:‬‬

‫جعل الطالب قادرًا على أن ‪:‬‬

‫يعّر ف االفكار االقتصادية في الحضارات االولى ( بابل و مصر) ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يميز بين االفكار االقتصادية التي جاء بها افالطون والتي جاء بها ارسطو ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقيم افكار افالطون االقتصادية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقيم افكار ارسطو االقتصادية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مقارنة بين ارسطو واستاذه افالطون‬ ‫‪‬‬
‫يلخص االفكار االقتصادية في روما القديمة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الوسائل التعليمية ‪:‬‬

‫السبورة والقلم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫برنامج بوربوينت من الحاسوب ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الطريقة التدريسية ‪:‬‬

‫طريقة المحاضرة واالستجواب‬

‫‪1‬‬
 ‫مدرس المادة ‪ :‬م‪ .‬م علياء حسين خلف الزركوش‬

‫المقدمة ‪:‬‬

‫درسنا لهذا اليوم خاص بتعرف على االفكار االقتصادية في الحضارات االولى‬
‫( بابل و مصر) ‪ ،‬ومن ثم تميز بين االفكار االقتصادية التي جاء بها افالطون والتي جاء بها‬
‫ارسطو ‪ ،‬وبعدها اجراء تقيم ألفكار افالطون االقتصادية ‪ ،‬وتقيم افكار ارسطو االقتصادية‬
‫‪ ،‬ثم تلخيص االفكار االقتصادية في روما القديمة‪.‬‬

‫العرض ‪:‬‬

‫االفكار االقتصادية في العصور القديمة‬

‫عرف اإلنسان النشاط االقتصادي في مجال اإلنتاج والتوزيع واالستهالك منذ زمن‬
‫بعيدًا جدًا وكان يحاول تنظيم النشاط المذكور من خالل السيطرة على الطبيعة‬
‫لتامين حاجاته المختلفة من السلع والخدمات ولم تكن االفكار االقتصادية في تلك‬
‫الحقبة قد وصلت بعد إلى تكوين النظريات مما أوجب دراسة الفكر االقتصادي في‬
‫العصور القديمة من خالل علوم الدين والفلسفة ‪ ،‬ويشار إلى العصور القديمة تمتد‬
‫ما قبل الميالد حتى عام ‪ 400‬بعد الميالد ( أي سقوط اإلمبراطورية الرومانية )‪.‬‬

‫سمات المجتمعات البدائية‬

‫قوة سيطرة الطبيعة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بساطة النشاطات االقتصادية ‪ ،‬وبالتالي أساليب اإلنتاج ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وجود شكل من اشكال تقسيم العمل ولكنه ال يصل إلى الدرجة التي‬ ‫‪-3‬‬
‫تفرض قيام التبادل الخاص للمنتجات ‪.‬‬
‫سيادة مبدأ االكتفاء الذاتي ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫الملكية الجماعية ألدوات اإلنتاج مثل االت الصيد والقطعان واالرض ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪2‬‬
 ‫مدرس المادة ‪ :‬م‪ .‬م علياء حسين خلف الزركوش‬

‫الحضارة البابلية ( شريعة حمورابي )‬

‫ان أهم الوث‪EE‬ائق ال‪EE‬تي تعطين‪EE‬ا ص‪EE‬ورة متكامل‪EE‬ة عن مس‪EE‬توى التط‪EE‬ور االقتص‪EE‬ادي‬
‫واالجتم ‪EE‬اعي واالداري للمجتم ‪EE‬ع الب ‪EE‬ابلي هي ق ‪EE‬وانين حم ‪EE‬ورابي ‪ ،‬وهي أول وأق ‪EE‬دم‬
‫ق‪EE‬وانين عرفته ‪EE‬ا البش‪EE‬رية ‪ ،‬إذ يع ‪EE‬ود تاريخه ‪EE‬ا إلى ع ‪EE‬ام ‪ 1800‬فب ‪EE‬ل الميالد وتتن ‪EE‬اول‬
‫تل‪EE‬ك الق‪EE‬وانين ش‪EE‬ؤون الزراع‪EE‬ة وال‪EE‬رعي واس‪EE‬تثمار عم‪EE‬ل الرقي‪EE‬ق ( العبي‪EE‬د) والحق‪EE‬وق‬
‫العائلي ‪EE‬ة والتج ‪EE‬ارة وال ‪EE‬بيع وأن ‪EE‬واع الح ‪EE‬رف وش ‪EE‬ؤون الجن ‪EE‬ود ومح ‪EE‬اكم الدول ‪EE‬ة وغ ‪EE‬ير‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ع ‪EE‬برت ق ‪EE‬وانين حم ‪EE‬ورابي في الج ‪EE‬وهر عن مص ‪EE‬الح طبق ‪EE‬ة االح ‪EE‬رار االثري ‪EE‬اء‬
‫والجنود ‪ ،‬كم‪E‬ا اش‪E‬ارت ه‪E‬ذه الق‪E‬وانين إلى دور طبق‪E‬ة الح‪E‬رفين االح‪E‬رار وك‪E‬ذلك دور‬
‫الصناع الذين يمتلكون بعض المشاغل البسيطة ‪ ،‬والطبقة الثالثة التي أشارت اليه‪EE‬ا‬
‫ق‪EE E E‬وانين حم‪EE E E‬ورابي هي طبق‪EE E E‬ة الرقي‪EE E E‬ق ال‪EE E E‬تي تمث‪EE E E‬ل أهمي‪EE E E‬ة خاص‪EE E E‬ة في الق‪EE E E‬وانين‬
‫الم‪EE‬ذكورة ‪،‬إذ تش‪EE‬كل الس‪EE‬واد االعظم في دول‪EE‬ة باب‪EE‬ل ‪ ،‬فك‪EE‬ان الرقي‪EE‬ق يمثل‪EE‬ون الطبق‪EE‬ة‬
‫المس‪EE E‬تغلة المحروم‪EE E‬ة من الحق‪EE E‬وق اإلنس‪EE E‬انية لكنه‪EE E‬ا تمث‪EE E‬ل في ال‪EE E‬وقت نفس‪EE E‬ه الطبق‪EE E‬ة‬
‫العاملة والمنتجة ‪.‬‬
‫ومن خالل ما تقدم نصل إلى خالصة‬
‫ان النظ‪EE‬ام االقتص‪EE‬ادي ال‪EE‬ذي ك‪EE‬ان يس‪EE‬ود الحي‪EE‬اة االقتص‪EE‬ادية في باب‪EE‬ل ه‪EE‬و نظ‪EE‬ام ال‪EE‬رق‬
‫والعبودي‪E‬ة ب‪E‬الرغم من النص‪E‬وص القانوني‪E‬ة ال‪E‬تي يستش‪E‬ف منه‪E‬ا بأن‪E‬ه نظ‪E‬ام أق‪E‬ل تعس‪E‬فًا‬
‫من نظام الرق الذي كان سائدًا في الحضارات القديمة في اوروبا ‪.‬‬

‫حضارة مصر الفرعونية‬

‫كانت الدولة الفرعوني‪E‬ة تمث‪E‬ل س‪E‬لطة قوي‪E‬ة مركزي‪E‬ة في مص‪E‬ر ذات ابع‪E‬اد اقتص‪E‬ادية‬
‫وسياس‪EE‬ية وفكري‪EE‬ة وديني‪EE‬ة ‪ ،‬فهي تمل‪EE‬ك وس‪EE‬ائل اإلنت‪EE‬اج الرئيس‪EE‬ية وبخاص‪EE‬ة االرض‬
‫وتعفى الطبقة الحاكمة والحاشية من االعمال البدنية وممارسة النش‪E‬اط االقتص‪E‬ادي‬
‫‪ ،‬إذ يقتصر عملها على االعمال البدنية وممارسة النشاط االقتصادي ‪ ،‬إذ يقتصر‬
‫‪:‬‬ ‫عملها على االعمال الفكرية فقط ‪ ،‬وهنالك انواع من الملكية وهي‬

‫‪3‬‬
 ‫مدرس المادة ‪ :‬م‪ .‬م علياء حسين خلف الزركوش‬

‫انواع الملكية في ظل الحضارة‬

‫الملكية الفردية والتي تتوزع بين ملكية صغيرة وملكيات كبيرة وكان‬
‫حق المالك مطلقًا‬
‫المصرية‬

‫ملكية االنتفاع كأن يمنح بعض الموظفين حق االنتفاع بقطعة أرض‬

‫ملكية مقيدة هي عبارة عن ارض يتم ايقافها الغراض المعابد وذلك‬

‫بسبب رغبة الملوك في كسب تأييد رجال الدين لهم‬

‫يحتوي نمط اإلنتاج الفرعوني على المشاعية وعلى بذور‬

‫العبودية ويتميز مستوى القوى المنتجة بما يأتي ‪: :‬‬

‫ظهور نوع تقسيم العمل االجتماعي وذلك فيما بين الزراعة وتربية‬ ‫‪-1‬‬
‫الحيوانات ‪.‬‬
‫استقرار الزراعة في حقول ثابتة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تنظيم أعلى للموارد المالية والبشرية ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اعتماد الدولة المركزية على جيش الموظفين ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫المنتجون هم الفالحون ويكاد ال يوجد تقسيم مهني للعمل بين هؤالء‬ ‫‪-5‬‬
‫الفالحين ‪.‬‬
‫يوزع اإلنتاج في المجتمع الفرعوني إلى ثالثة حصص هي‪:‬‬

‫‪4‬‬
 ‫مدرس المادة ‪ :‬م‪ .‬م علياء حسين خلف الزركوش‬

‫االولى ‪ :‬تغطي متطلبات اإلنتاج واحتياجات المنتجين ‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬تسلم للدولة على شكل ضريبة عينية‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬يوزع اإلنتاج الفائض على افراد الطبقة الحاكمة ‪.‬‬
‫أما نشاط التجارة في العهد العثماني فكان نشاطًا ثانويًا وهامشيًا ‪،‬إذ يغلب على‬
‫المجتمع الفرعوني طابع االقتصاد الطبيعي الذي يعتمد على االكتفاء الذاتي ‪ ،‬فيما‬
‫تشرف الدولة على نشاط التجارة الخارجية الذي ينحصر في جلب البضائع‬
‫االجنبية لحاجات الطبقة الحاكمة ‪ ،‬وقد بدأت التجارة أوًال عن طريق المقايضة ثم‬
‫ظهر بعد ذلك رأس المال التجاري ‪ ،‬ورأس المال الربوي ‪.‬‬

‫االفكار االقتصادية في الحضارة اليونانية‬

‫استخدم اليون‪E‬ان ألول م‪E‬رة مص‪E‬طلح االقتص‪E‬اد (‪ )economic us‬و ال‪E‬ذي يتك‪E‬ون‬
‫من كلم‪EE E‬تين و يع‪EE E‬ني ذل‪EE E‬ك المص‪EE E‬طلح فن ادارة ش‪EE E‬ؤون الم‪EE E‬نزل ‪ .‬و يالح‪EE E‬ظ ب‪EE E‬أن‬
‫اليونان كانوا يتطرقون الة بحث المس‪E‬ائل االقتص‪E‬ادية من خالل كتاب‪E‬اتهم في ادارة‬
‫الدولة وشؤون المجتم‪E‬ع ‪ ,‬و ن‪E‬ادرا م‪E‬ا تن‪E‬اولوا ه‪E‬ذه المس‪E‬ائل لغرض‪E‬ها ال‪E‬ذاتي ‪ .‬كم‪E‬ا‬
‫ان مس‪EE‬اهماتهم في االقتص‪EE‬اد تعت‪EE‬بر ض‪EE‬ئيلة اذا م‪EE‬ا ق‪EE‬ورنت بمس‪EE‬اهماتهم في العل‪EE‬وم‬
‫واآلداب االخرى ‪.‬‬

‫سمات االفكار االقتصادية التي جاء بها اليونان‬

‫و قد تميزت االفكار االقتصادية التي جاء بها فالسفة اليونان بالسمات‬

‫االتية ‪:‬‬

‫‪5‬‬
 ‫مدرس المادة ‪ :‬م‪ .‬م علياء حسين خلف الزركوش‬

‫انها دراسات تابعة ‪ :‬أي انها لم تدرس المشكالت االقتصادية كفرع مستقل‬ ‫‪-1‬‬
‫من فروع المعرفة و انما اتت دراساتهم مرتبطة بأبحاثهم في الفلسفة و‬
‫السياسة و االخالق ‪ ,‬و من هنا كانت الدراسات االقتصادية تابعة للعلوم‬
‫االخرى خاضعة لعادات و تقاليد و منطلقات اخالقية ‪.‬‬
‫انها دارسات محدودة ‪ :‬حيث ان الحضارة اليونانية و غيرها من الحضارات‬ ‫‪-2‬‬
‫القديمة اعتمدت علة العبيد للقيام باألعمال الالزمة لإلنتاج و بذلك ارتبط‬
‫العمل و االنتاج في ذهن اليونانيين بالعبودية ‪ .‬و من هنا تولد عندهم نوع‬
‫من االحتقار للنشاط االقتصادي بصفة عامة ‪ ,‬وتبلو شعور لديهم بان‬
‫المواطن اليوناني يجب ان يتفرغ للمشاغل السامية المتمثلة بالفلسفة و‬
‫التأمالت والسياسة و بذلك انعكس هذا الشعور على المفكرين ‪ .‬و من هنا‬
‫كانت دراساتهم في المشكالت االقتصادية محدودة جدا مقارنة بأبحاثهم في‬
‫باقي العلوم الطبيعية واالنسانية ‪ .‬لذلك لم يكن هناك مفكرون يهتمون‬
‫بالمشكالت االقتصادية لوحدها ‪.‬‬

‫االفكار االقتصادية ألفالطون‬

‫يمكن معرفة االفكار االقتصادية ألفالطون من خالل دراسة كتابه الشهير‬

‫( جمهورية افالطون ) أو ما يعرف بالمدينة الفاضلة ‪ ،‬التي يتحقق فيها العدل‬
‫والحياة الطيبة ‪ ،‬ويتكلم عن الفضائل والرذائل ‪ ،‬ويبدأ تحليله ببيان أصل‬
‫الدولة وُيرجع ذلك غلى العامل االقتصادي فهو يقول ان الدولة تنشأ الن الفرد‬
‫ال يتمكن من ان يكفي نفسه بنفسه لذلك يجتمع عدد من االفراد حتى يستطيع‬
‫كل منهم ان يشبع حاجاتِه وحاجات االخرين ‪ ،‬لذلك الدولة تنشأ كضرورة‬
‫اقتصادية ‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫مدرس المادة ‪ :‬م‪ .‬م علياء حسين خلف الزركوش‬

‫افكار افالطون االقتصادية في مجال تنظيم الدولة‬

‫‪ -1‬ينادي افالطون بتطبيق نوع من تقسيم العمل في هذه الدولة المثلى والتي‬
‫تعتبر احد افكاره البارزة ‪ ،‬ويبني تصوره وفق حجتين هما ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ان لكل شخص مواهبه وكفاءاته الخاصة به ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ان تخصص كل شخص في المهنة التي يكون مهيئ لها بطبيعته يؤدي‬
‫إلى زيادة اإلنتاج كمًا ونوعًا ويزيد اإلنتاجية ‪.‬‬
‫‪ -2‬يقسم افالطون المجتمع إلى ثالث طبقات‬
‫أ‪ -‬طبقة الحكام‬
‫طبقة الجنود‬ ‫ب‪-‬‬
‫ج‪ -‬وطبقة العمال والصناع‬
‫يميز افالطون بين نوعين من التنظيم االجتماعي من حيث الملكية الخاصة‬ ‫‪-3‬‬
‫ومن حيث تكوين العائلة ‪ ،‬فهو يلغي امكانية تحقيق الملكية الخاصة‬
‫وتكوين العائلة بالنسبة للحكام والجنود ‪ ،‬ويبيح لغير هؤالء حق التملك‬
‫وحق الزواج وتكوين العائلة ‪ ،‬وتجدر االشارة إلى ان تحريم طبقة الحكام‬
‫والجنود من التملك وتكوين العائلة عند افالطون يرجع إلى الرغبة في‬
‫ابعاد هؤالء من الخضوع ألغراء المال وكذلك حالة الضعف في مواجهة‬
‫االقرباء ‪ ،‬لكن افالطون لم يحارب الملكية الخاصة على وجهه االطالق ‪،‬‬
‫وال يفرق في مدينته بين الرجال والنساء ‪.‬‬
‫للنقود دور هام في المدينة الفاضلة ‪ ،‬فعندما يتم تطبيق تقسيم العمل‬ ‫‪-4‬‬
‫وتخصص كل واحد في حرفة معينة ‪ ،‬فان كل شخص سيعرض انتاجه‬
‫على االخر ليشتروه وليبيعُه لهم فتظهر الحاجة إلى النقود كأداة مالئمة‬
‫لتحصل بواسطتها عمليات البيع والشراء ‪ ،‬فالنقود لدى افالطون هي‬
‫وسيلة للتبادل ‪.‬‬
‫وقف افالطون ضد الربا ‪ ،‬حيث ينظر نظرة سلبية لوظيفة النقود كوسيلة‬ ‫‪-5‬‬
‫لتراكم الثروة ‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫مدرس المادة ‪ :‬م‪ .‬م علياء حسين خلف الزركوش‬

‫تقيم افكار افالطون‬

‫افكار افالطون االقتصادية هي االساس التي نشأت الدولة عليه ‪ ،‬فحاجة‬ ‫‪-1‬‬
‫االفراد بعضهم للبعض اآلخر تخلق نوعًا من التضامن فيما بينهم ‪.‬‬
‫ان تقسيم العمل عند افالطون يمثل التيار الفكري الذي وصل ذروته على‬ ‫‪-2‬‬
‫يد آدم سميث في القرن الثامن عشر ‪.‬‬
‫أما اهمية النقود فهي نتيجة منطقية لتقسيم العمل وضرورته لتحقيق تبادل‬ ‫‪-3‬‬
‫السلع والخدمات أي مجرد وسيلة للتبادل من وجهة نظر افالطون ‪.‬‬

‫االفكار االقتصادية ألرسطو ‪ 384-322‬ق‪.‬م‬

‫يتميز ارسطو عن افالطون بأن له وقفات تحليلية لبعض المشكالت‬

‫والظواهر االقتصادية ‪ ،‬لذلك يعتبر ارسطو أول المفكرين القدامى الذين‬
‫اعطونا بذور نظرية اقتصادية تقوم على التحليل للظواهر االقتصادية ‪،‬‬
‫ومن أهم المجاالت الفكرية عند ارسطو هي‪:‬‬
‫‪ -1‬االساس االقتصادي للدولة ‪ :‬لم يكف ارسطو باألساس االقتصادي‬
‫الذي قال به افالطون ‪ ,‬و لكنه بين بان الدولة ظهرت نتيجة لتطور‬
‫تاريخي و لتحقيق غايات اكبر من اشباع الحاجات المادية التي قال بها‬
‫افالطون ‪.‬‬
‫‪ -2‬احترام الملكية الفردية ( الخاصة ) ‪ :‬حيث انتقد ارسطو اآلراء التي‬
‫كانت تنادي بإلغاء الملكية الخاصة ‪ ,‬و بأنشاء نظام المليكة الجماعية ‪.‬‬
‫ففي رأيه ان النظام الجماعي يؤدي الى منازعات بين االفراد ‪ ,‬الن‬
‫مثل هذا النظام يعتمد على حب كل فرد لذاته فيسعى كل لتنمية ملكيته‬
‫فيزيد االنتاج و لهذا يفضل ارسطو نظام الملكية الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الدفاع عن النظام الرق ‪ :‬حيث يبرره ارسطو على اساس االختالف‬
‫في المزايا التي تمنحها الطبيعة لألفراد ‪ .‬و قد ميز ارسطو بين نوعين‬
‫من الرقيق الرق الطبيعي و الرق غير الطبيعي ‪ .‬و في دفاعه عن‬

‫‪8‬‬
 ‫مدرس المادة ‪ :‬م‪ .‬م علياء حسين خلف الزركوش‬

‫نظام الرق قال ارسطو بأن هناك من االمم من يتمتع افرادها بمزايا‬
‫تجعلهم صالحين ليكونوا اسياد و حكاما كاليونانيين ‪ ,‬و هناك امم ال‬
‫يصلح افرادها اال للخضوع لغيرهم و لكن ارسطو يؤكد بان هناك رقا‬
‫غير طبيعي ‪.‬‬
‫‪ -4‬التحليل االقتصادي عن ارسطو ‪ :‬استند تحليل ارسطو في االقتصاد‬
‫على اساس وجود الرغبات اإلنسانية وكيفية اشباعها ‪ ،‬وبدأ ارسطو‬
‫بتحليل وضع االقتصاد القائم على االكتفاء الذاتي للعائالت ‪ ،‬ثم إلى‬
‫مسالة تقسيم العمل والمقايضة والنقود ‪ ،‬وسنقوم بتسليط الضوء نح‬
‫االتي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬نظرية القيمة ‪ :‬ميز ارسطو بين نوعين من القيمة لكل سلعة وهما‪:‬‬
‫االولى ‪ :‬القيمة االستعمالية لديها االستعمال المناسب‬
‫الثانية ‪ :‬القيمة االستبدالية تمثل االستعمال غير المناسب للقيمة‬
‫ب‪ -‬مفهوم االحتكار ‪ :‬عرف ارسطو االحتكار بانه انفراد بائع واحد‬
‫لسلعة معينة في السوق‬
‫وفي مجال تفكيره في العدالة استنبط ارسطو فكرة المبادلة‬
‫المتكافئة والتي تتمثل في مبادلة يحصل فيها كل طرف على قدر‬
‫متساو تمامًا لما يعطيه للطرف االخر ‪ ،‬اال اننا ال نستطيع ان نجد‬
‫معيارًا ذاتيًا من مفهوم ارسطو لكي يدلنا على ما اذا كانت المبادلة‬
‫المتكافئة حقيقية أم ال ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحريم الفائدة ‪ :‬اكد ارسطو على الحقائق التي عاصرها‬
‫بخصوص الفائدة على القروض النقدية ‪ ،‬إذ هاجم الفائدة باعتبارها‬
‫ربا ‪ ،‬ومن يعتمدون عليها في معامالتهم ‪ ،‬إذ اعتبرها الربا غير‬
‫مقبول اجتماعيًا ‪.‬‬
‫د‪ -‬النقود ‪ :‬في راي ارسطو ان النقود وجدت لتسهيل عملية‬
‫المبادلة للسلع ‪ ،‬ولكن عندما تستخدم بواسطة صاحبها للحصول‬
‫على ثروة فأنها تكون قد خرجت عن طبيعتها ‪.‬‬

‫تقيم آراء ارسطو‬

‫‪9‬‬
 ‫مدرس المادة ‪ :‬م‪ .‬م علياء حسين خلف الزركوش‬

‫انه تأثر بدرجة كبيرة فيما وصل اليه من نتائج بما يمثل مصالح بلده اليونان‬ ‫‪-1‬‬
‫في عصره ‪ ،‬ولذلك فقد كان موقفه من الرق ترجمة واضحة لمصالح‬
‫االقتصاد اليوناني القديم وباألخص الفئات المستِغ لة ‪.‬‬
‫حارب الفائدة ألنها تضر بمصالح اليونانيين ولذلك فإن الكثير من آرائه‬ ‫‪-2‬‬
‫االقتصادية جاءت من رجل عاش وكتب لطبقة من المثقفين المترفين الذين‬
‫احتقروا العمل والسعي للكسب المادي ‪ ،‬واحبوا الفالح ألنه يمدهم بالغذاء ‪،‬‬
‫وكرهوا المقرض الذي يستغلهم بما يجنيه من الفائدة ‪.‬‬
‫ان ارسطو قد اثر تأثيرًا كبيرًا في المفكرين الذين جاءوا في العصور‬ ‫‪-3‬‬
‫الالحقة وخاصة العصور الوسطى سواء من الفالسفة العرب أو رجال الدين‬
‫المسحيين وخاصة على افكار توما االكويني‪.‬‬

‫مقارنة بين ارسطو واستاذه افالطون‬

‫يرى ارسطو ان جمهورية افالطون غير قابلة للتطبيق و غير انسانية او‬ ‫‪-1‬‬
‫سعيدة ( و خاصة مشاعيه النساء و عدم امكانية التملك بالنسبة للطبقة الحاكمة‬
‫)‪.‬‬
‫ان ارسطو ينحى منحا منطقيا و علميا في آرائه و ابحاثه و نظرياته ‪ ,‬على‬ ‫‪-2‬‬
‫العكس من افالطون الخيالي و الذي خلط بين السياسة و االخالق ‪ .‬فقد جعل‬
‫افالطون االخالق علما اساسيا و اعتبر ان السياسة فرعا منها ‪ ,‬اما ارسطو‬
‫فقد عكس االمر اذا اعتبر ان السياسة هي االساس و ان االخالق و االقتصاد‬
‫هما فرعان من السياسة‬
‫يؤكد ارسطو بان افضل انواع الدول هي التي يشترك افرادها فعليا في ادارة‬ ‫‪-3‬‬
‫شؤون البالد ‪ ,‬في حين ان افالطون يؤمن بحكم االقلية ‪.‬‬
‫في الوقت الذي ينادي افالطون بمساواة المرأة مع الرجل فأن ارسطو اختلف‬ ‫‪-4‬‬
‫عنه في ذلك ‪.‬‬
‫ميز ارسطو النقود بوظائف ثالث هي وسيط للمبادلة و اداة لقياس القيمة و‬ ‫‪-5‬‬
‫اداة لالدخار ‪ ,‬في حين ان افالطون افرد للنقود وظيفة واحدة فقط هي وسيط‬
‫للمبادلة ‪.‬‬
‫سؤال ‪ /‬ينتقد الفكر االقتصادي الحديث رأي ارسطو في الفائدة ؟‬

‫‪10‬‬
 ‫مدرس المادة ‪ :‬م‪ .‬م علياء حسين خلف الزركوش‬

‫الجواب ‪ /‬ألنه يتجاهل ان النقود تعطي منفعة لمن يقترضها ‪ ،‬وان الفائدة التي يدفعها‬
‫المقترض هي مقابل هذه المنفعة ‪ ،‬وألنه يتجاهل ان النقود يمكن ان يستخدمها‬
‫مقترضها كرأس مال يعتمد عليه في اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫سؤال ‪ /‬ماهي أهم السمات التي ميزت االفكار اليونانية‬
‫‪ ‬انها دراسات تابعة‬
‫‪ ‬انها دراسات محدودة‬
‫التقويم ( ‪ 5‬دقائق )‬
‫عرف ملكية االنتفاع ؟‬ ‫‪‬‬
‫اعرض أهم افكار افالطون في تنظيم الدولة ؟‬ ‫‪‬‬
‫بين دور النقود بالمدينة الفاضلة ؟‬ ‫‪‬‬
‫بين المجاالت الفكرية عند ارسطو ؟‬ ‫‪‬‬

‫الواجب البيتي ‪ /‬التحضير في الدرس القادم يكون االفكار االقتصادية في‬

‫العصور الوسطى ‪ .............‬ان شاء هللا ‪.‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫الدكتور مدحت القريشي ‪ ،‬تطور الفكر االقتصادي ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار وائل للنشر ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪.2008‬‬
‫الدكتور لبيب شقير ‪ ،‬تاريخ الفكر االقتصادي ‪.1986 ،‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪11‬‬